رواية وردة في جبال الصعيد من الفصل الاول للاخير بقلم نور الشامي

رواية وردة في جبال الصعيد من الفصل الاول للاخير بقلم نور الشامي

رواية وردة في جبال الصعيد من الفصل الاول للاخير هي رواية من كتابة نور الشامي رواية وردة في جبال الصعيد من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية وردة في جبال الصعيد من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية وردة في جبال الصعيد من الفصل الاول للاخير
رواية وردة في جبال الصعيد من الفصل الاول للاخير بقلم نور الشامي

رواية وردة في جبال الصعيد من الفصل الاول للاخير

في احدي مدن الصعيد التي تتميز بالعادات والتقاليد الصارمه وايضا بالشهامه التي لا مثيل لها علي الاطلاق فـ الصعايده دايما يلقبون بـ أهل الكلمة والسيف هكذا كانوا يعرفون. فالكلمة عندهم عهد لا ينكث... والسلاح رمز للشرف لا يُشهر إلا دفاعا عن الحق. يقال إن الرجل الصعيدي إن أعطى وعدا، فهو أشد رسوخا من الجبال، وإن دخل في خصومة فهو لا يهدأ حتى يأخذ حقه أو يفني نفسه دونه. وأن الشرف فوق الحياة... 
كانت تقغ "غيم" أمامه والدموع تلمع في عينيها لكنها لم تكن دموع ضعف بل كانت مزيجا من الغضب والقهر. أما هو فـ ملامحه كانت جامدة كالصخر... كأن ما حدث لا يعني له شيئا واردف بصوت ساخر :
هاا.. خلصتي يا بنت كارم ولا لسه عندك كلام تجوليه؟
رفعت غيم رأسها بغضب و عيناها تقدحان شرا ثم اردفت بصوت غاضب :
هو إنت إي؟! معندكش دم... لسه عندك وش توجف جدامي وتتكلم بعد ما ضحكت عليا... عامل فيها راجل وإنت ما تسواش تعريجة جزمتي يا ابن العرجاوي... طيب كنت جولي... كنت قول إنك مش راجل وإنك.. عاجز... عرفني إني هفضل بنت بنوت  طول عمري... دا غش وخداع وأنا مستحيل أسكت! هروح لأبوي.. ولو مطلجتنيش..... هرفع عليك جضية وأطلج بالمحكمة والصعيد كلها هتعرف إنك عاجز و
لم تكمل غيم جملتها حتى شعرت بصفعة قوية تهوي على وجهها أطاحت بها أرضا و ارتطم جسدها بالأرض بقوة كأنها وشعرت بوخز حاد يسري في عظامها لكن رغم الألم لم تسمح لنفسها بأن تنهار ورفعت رأسها ببطء و نظرت إليه بعينين مشتعلتين بالغضب بينما هو يقترب منها بخطوات ثقيلة ووجهه يزداد ظلاما وهتف بغضب: 
لو اتكلمي عن العجز تاني يا بنت كارم جسما بالله  لـ هيوريكي العجز ال بحظ.. بس مش فيا.. في جسمك انتي.. هخليكي عاجزه ومتجدريش تتحركي وفي جميع الحالات محدش هيصدجك... مستحيل حد يصدج ان ابن العرجاوي الصغير عاجز.. فـ ريحي نفسك وبلاش تعملي مشاكل احسن علشان انتي ال هتتأذي بسببها مش انا 
نظرت غيم اليه بأشمئزاز و بصقت أمام قدميه بتحدّ، ثم اردفت  بصوت ثابت:
انا مستحيل اخاف منك...الرجاله بس ال تخوفني وانت مش راجل اصلا .. انت كداب ومخادع.. بتضحك علي بنات الناس وبتوهمهم يفلوسك وبشكلك الحلو وبعضلاتك واسم عيلتك بس كل دا بيبجي طعم علشان تصطاد بيه فريستك وتفضل جدام الناس بالصوره الكويسه.. مهما عملت فيا.. انا مش هسكت ولا هحاف منك 
نظر عصام  اليها بغضب وفجاه أمسكها من ذراعها بعنف كأنه يريد سحقها بين أصابعه ثم انحنى قليلا وهمس بصوت مخيف:
جولي ال إنتي عاوزاه.. لكن لو فكرتي تتكلمي وعد مني  ساعتها هتشوفي الجحيم بعينك ومحدش هيجدر ينقذك مني.. انتي اهنيه لوحدك.. محدش معاكي.. فكري زين واوزني الامور علشان تعيشي مرتاحه و 
لم  ينهي عصام كلماته حتى قاطعته إحدى الخادمات التي نادت من خلف الباب بصوت متلهف:
سا بيه... يا بيه... جارح بيه وصل تحت هو والست الكبيرة علشان يباركوا ليكم
تجمدت ملامح عصام للحظة قبل أن يلتفت إلى غيم بسرعة، وعيناه تضيقان بتوتر، ثم هتف بصوت منخفض لكنه يحمل تهديدًا واضحا :
اوعي تجولي أي كلمة قدام أخويا… جِسما بالله العظيم لو حس بحاجة  ما تعرفي هعمل فيكي اي عاد.. أنا ممكن أسكت على أي حاجة ما عدا إن جارح يزعل مني. بجولك أهو… لو حد لاحظ أي حاجة.. هجتلك 
ثم أشار إليها بحدة، مردفًا:
يلا جومي اغسلي وشك والبسي هدوم حلوة وابتسمي… وانزلي 
ألقى عصام كلماته الأخيرة وخرج من الغرفة دون أن يلتفت و بقيت غيم تحدق في الفراغ للحظات بينما الدموع تحرق عينيها، ثم تمتمت بصوت مرتجف بالكاد استطاعت إخراجه من بين شفتيها:
روح… ربنا ينتجم منك… حسبي الله ونعم وكيل فيك.. ربنا ياخدك يا شيخ 
بعد مرور بعض الوقت كانت غيم تجلس بجوار جدة عصام التي كانت تحدثها وتبتسم بسعادة بينما عينا غيم لا تفارقان جارح… الأخ الأكبر لعصام، الرجل الذي يترأس العائلة ويدير كل أعمالها بقبضة من حديد. كانت تنظر إليه بانتباه، مبهورة بهيبته المخيفة، بعضلاته المشدودة، وعينيه الرماديتين اللتين تشعان غضبًا وكأنهما تحملان أسرارًا لا تنكشف بسهولة. لم تفهم سبب الحدة الدائمة في ملامحه، لكنها شعرت بوخزة غريبة في قلبها وهي تتأمله، حتى قطع شرودها صوت الجدة، وهي تهتف بحماس:
بس اكده يا بنتي! أنا عايزاكم تيجوا تتغدوا عندنا بكرة. عارفه إنكم لسه عرسان جداد، بس اهو تغيروا جو
ابتسمت غيم مجاملة وردت بلطف:
ان شاء الله يا حجة، حاضر و
ولكن قبل أن تكمل حديثها نهض جارح فجأة واردف بصوت قاطع:
يلا يا حجة عندي شغل مهم ولازم أمشي دلوجتي 
هتف عصام بسرعة، محاولا منعه من المغادرة:
ليه اكده يا أخوي؟ خليك شوية لسه بدري 
تجاهل جارح كلماته تماما واقترب من غيم ومد يده نحوها بعلبة قطيفة وهو يردف بجمود:
دي هدية جوازك… ألف مبروك
نظرت غيم إليه باندهاش ثم تناولت العلبة ببطء، وعندما فتحتها شهقت بصوت مسموع، وهي ترى طقم ألماس فاخر يلمع تحت الأضواء. رفعت عينيها إلى جارح وقالت بدهشة:
"شكرا… بس مكنش فيه داعي، دي شكلها غالية جوي
حدق فيها جارح للحظات ثم رد بصوت حاد :
مفيش حاجة تغلى على مرت ابن العرجاوي… احنا هنمشي 
ألقى كلماته القاطعة ثم أمسك بيد جدته وغادر المنزل دون أن يلتفت لم يكد يختفي  من الباب حتى سحب عصام العلبة من يد غيم بعنف نظر إليها باشمئزاز قبل أن يتمتم بسخرية:
متستاهليش هدية زي دي… انتي أصلاً متسويش حاجة علشان تاخديها 
ثم انحنى نحوها وهمس بصوت منخفض يحمل تهديدًا واضحا:
"خمس دجايج، وتكوني فوق في الأوضة… فاهمة يا مرتي الحلوة 
غادر عصام، تاركا وراءه أثرا من الغضب في قلب غيم كانت تحدق في الفراغ تلتقط أنفاسها بصعوبة حتى التقطت أذناها حديثا خافتا بين اثنتين من العاملات الواقفات بالقرب منها مرددين: 
مش عارفة والله… عصام بيه مانع أي حد يدخل الأوضة ال في الحديقة حاسة إنه مخبي حاجة كبيرة جوي… أو سر خطير بس احنا مالنا، يا ستي؟ ملناش صالح."
تصلبت غيم في مكانها وانتباهها انصب بالكامل على كلمات الخادمتين تلاعبت الشكوك في رأسها وشعرت بدافع لا يمكن تجاهله يدفعها للتحرك. نهضت بهدوء واتجهت إلى الحديقة، عيناها معلقتان بالغرفة المعزولة في زاويتها ووقفت أمام الباب، حاولت فتحه لكنه كان مغلقا بإحكام زاد ذلك من توترها فالتقطت حجرا من الأرض، وضربت القفل بقوة مرة… اثنتين… حتى انكسر أخيرًا بصوت معدني حاد فـ تقدمت داخل الغرفة المظلمة أنفاسها مضطربة شعرت برائحة غريبة تملأ المكان، رائحة تراب مبلل… ورائحة أخرى أكثر نفاذا أشبه برائحة الموت. لم يمر وقت طويل حتى اصطدمت عيناها بمشهد جعل صرخة فزع تشق سكون المكان كانت الأرض محفورة والرمال مبعثرة، ومن بين ذراتها… ظهرت يد بشرية شاحبة، جامدة تمتد من تحت التراب وكأنها تحاول النجاة قبل أن يخونها الزمن فـ اتسعت عينا غيم ووضعت يديها على فمها تحاول استيعاب الكارثة التي أمامها ثم شهقت بفزع وهي تهمس بصوت مرتعش:
جثة… يا لهوي جثة مين دي عاد و
ولكن قبل أن تكتمل كلماتها شعرت بضربة قوية أسفل رأسها. لم تمهلها اللحظة حتى تدرك ما يحدث فقط اجتاحها الألم للحظة خاطفة… قبل أن يسود الظلام تمامًا، وتتهاوى على الأرض بلا حراك و
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
كانت غيم ممددة على الفراش في غرفتها.. حتى فتحت عينيها بألم وهي تمسك رأسها ولكن انصدمت عندما وجدت أمامها عصام والجده التي اردفت بقلق:
مالك يا بنتي؟ إي ال حوصلك؟ انتي كويسة؟
انتفضت غيم جالسة وهي تستعيد في ذهنها صورة الجثة التي رأتها ثم صرخت بانفعال:
أنا شوفت جثة تحت.. كان فيه جثة في أوضة الحديقة ال تحت.. أنا شوفت جثة هناك جسما بالله العظيم 
اتسعت عينا الجدة بخوف وهي تردد:
جثة؟ جثة مين عاد؟ إنتي بتجولي إي يا بنتي؟ في إي؟ عصام.. مش جولت إنك لاطيتها مغمي عليها في الأوضة هنا؟ يبجى حديقة وأوضة إي بجا 
رد عصام بتوتر وهو ينظر إلى غيم بضيق:
مش عارف يا حجة.. هي تصرفاتها غريبة جوي.. أنا مش فاهم مالها بالظبط.. اهدي يا غيم واجعدي يا حبيبتي استهدي بالله و
لم ينهي عصام كلماته حتي قاطعته غيم التي  صرخت بغضب:
بجولك إي؟ متجننيش أنا مش ناجصة هبل! تعالوا معايا يلا أنا هوريكم بنفسي الجثه علشان تتأكدوا 
ألقت غيم كلماتها وخرجت من الغرفة وبعد فترة قصيرة كانت تقف داخل الغرفة الموجودة في الحديقة مصدومة مما تراه.. الأرض نظيفة تماما، لا أثر لأي فوضى أو جثة وكأن كل ما حدث كان مجرد خيالات في رأسها فـ وقف عصام ينظر إليها ببرود قبل أن يرد بسخرية:
اي يا روحي؟ فين التراب؟ فين الجثة؟ فين الأرض المحفورة؟ مش كنتي بتجولي إنك شوفتي كل دا؟ شكله كان تخيلات ولا بتحلمي 
ردت غيم بعصبية وهتفت:
هو إنت هتجنني ولا إي؟ بص.. أنا عايزة أطل مش هجدر أستحمل الوضع دا.. طلجني يلا دلوجتي حالا.. طلجني الدجيجه دي
ساد الصمت للحظات قبل أن ينظر الجميع إليها بصدمة فـ اردف جارح بضيق:
يا حجة.. شكل العروسة أعصابها تعبانة.. أنا بجول خليهم يجعدوا عندنا يومين تلاتة يمكن تهدى أعصابها.. يلا يا عصام اطلعوا حضروا حاجتكم
نظر عصام إليه بتوتر قبل أن يتحرك مع الآخرين لمغادرة المكان بينما بقي جارح في الغرفة ينظر إلى الأرض بتمعن حتي انتبه فجأة إلى بعض الأتربة المتراكمة في أحد الأركان واردف: 
فيه حاجه غريبه.. انا حاسس ان كل دا مش تخيلات.. فيه حاجن بتوحصل وانا لازم اعرفها في اسرع وجت
وفي صباح يوم جديد في قصر فاخر كان جارح يقف داخل غرفته عاري الصدر يلف منشفة حول خصره بعد استحمامه. وبينما كان يتأهب لارتداء ملابسه اقتحمت الغرفة فتاة تحمل ملامح غاضبة وتحدثت بلهفةٍ واضحة:
جارح.. البنت ال اسمها غيم دي إي ال جابها اهنيه.... أنا مش بحبها بكرهها ومش طايجاها! مشيها من اهنيه يلا حالا و
لم تكمل الفتاة كلماتها حتى التفت إليها جارح بغضب وسحب قميصه ليرتديه بسرعة قبل أن يصرخ بحدة:
إي..... إنتي مجنونة ولا اي عاد؟ إزاي تدخلي الأوضة اكده وتتكلمي وأنا في الوضع دا... في إي يا بنت عمي؟ مش معنى إني سايبك تعملي ال إنتي عايزاه... تفتكري  إنك بجيتي صاحبة الدار! وبعدين غيم دي تبجى مرت عصام يا لؤلؤ
تجمدت لؤلؤ في مكانها للحظات ثم نظرت إليه بوجهٍ متجهم قبل أن تخرج من الغرفة غاضبة ووقف جارح أمام المرآة يمرر المشط في شعره محاولًا تهدئة أفكاره لكن صوت طرقات على الباب قطعت لحظته تلك ولم تمضِ ثواني حتى دخل أحد الحراس قائلا بوجه جاد:
يا بيه… معرفناش حاجة.. بس بيجولوا إنها مختفية بجالها شهرين.. ومفيش أي معلومات تانية عنها
تجمدت يد جارح فوق رأسه وتأمل الحارس بصمت مرددا: 
راحت فين عاد.. تبجي مصيبه لو كلام غيم صوح.. لع مستحيل... عصام مستحيل يعمل اكده 
القي جارح كلماته بضيق وفي المساء، اجتمع الجميع حول مائدة الطعام بينما ساد الصمت أجواء المكان حتى قطعت الجدة السكون بقولها:
هو انتوا مش ناوين تروحوا شهر العسل ال بتجولوا عليه دا يا ولاد؟ هتفضلوا جاعدين اكده... أنا عايزاكم تغيروا جو زي باجي العرسان بدل الحزن ال علي وشكم دا 
تنهد عصام بضيق وهو يرد:
أنا جولت لـ غيم كتير بس هي مش بتوافج.. مش فاهم مالها بالظبط كل ما أجولها على حاجة ترفض شكلها مش عايزه تبجي معايا و
لكن قبل أن يكمل عصام حديثه جاء صوت امرأة يقطع كلماته قائلة بنبرة غاضبة:
هي برده ال مش عايزه تبجي معاك يا ابن الصعيدي ولا انت ال لحد دلوجتي ملمستش بنتي... بنتي ال لسه بنت بنوت لحد اللحظه دي 
توجهت أنظار الجميع نحو مصدر الصوت في ذهول ليتفاجؤوا بوقوف فريدة زوجة عم غيم التي تولت تربيتها منذ طفولتها وما إن رأتها غيم حتى ركضت نحوها باكية وارتمت في حضنها وهي تردد بصوت مخنوق:
مرت عمي... بالله عليكي خديني من اهنيه... أنا مش عايزة أكمل معاه.. ابوي يدك يا مرت عمي 
تحولت ملامح عصام إلى الغضب واقترب منها محاولا سحبها من بين ذراعي فريدة إلا أن الأخيرة وقفت في طريقه واردفت بحزم:
اوعي تتجرأ وتلمس بنتي. لما انت عاجز يا ابن الصعيدي اتجوزت بنات الناس ليه.. بتبهدل البنت معاك ليه عاد 
ارتفع صوت لؤلؤ غاضبة وهي تصرخ:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
اي ال انتي بتجوليه يا وليه يا خرفانه انتي؟! انتي إزاي تجولي اكده عن ابن الصعيدي؟ دا راجل وسيد الرجالة كمان
نظرت فريدة إليها بعصبية قبل أن ترد بحدة:
أنا مش هرد عليكي علشان انتي بنت جليلة الرباية.. كلامي مع الحجة شكر وجارح... يا ترى انتوا توافجوا بالوضع دا 
نظر جارح إلى شقيقه في صدمة واردف بحده: 
عصام.. في إي عاد؟! إي الكلام دا؟! اتكلم جول اي حاجه 
ازدادت ملامح عصام توترا وهو يردد بسرعة:
كدابة... دول كدابين يا أخوي! هي ال مش راضية تخليني ألمسها... أنا حاولت معاها كتير جوي ومش راضية و
ولكن صرخة غيم الممزوجة بالبكاء قطعت كلماته وهي تردد بصوت مختنق:
لع والله يا مرت عمي... كداب جسما بالله هو اعترفلي أول يوم جواز.. جالي إنه عاجز ومبجدرش يعمل أي حاجة ولازم أوافج على الوضع دا يا هيفضحني ويجول للناس كلها اني مش كويسه ومش بنت بنوت.. والله هددني
صرخ عصام بغضب صوته يزلزل المكان وهو يردد:
كدابة.. كدابة.. جسما بالله كدابة يا أخوي أوعي تصدجها! هي ال مش راضية... هي ال مش موافجة تخليني ألمسها أصلا و
لم يكمل عصام كلماته إذ قطعه صوت جارح وهو يصرخ بانفعال:
بس كفاااااية.. كفاية بجااا... انت بتجول إنها كدابة وهي بتجول إنك كداب يبجى الفصيل بينكم هو الليلة دي
ساد صمت ثقيل قبل أن يكمل جارح بنبرة حاسمة:
هترجعوا على بيتكم... ودي هتبجى ليلة دخلتكم وبعدها هنكشف عليكي لو لسه بنت بنوت يبجى أخوي كداب.. وال تطلبيه هيتنفذ حتى لو طلبتي إني أجطع راسه دلوجتي حالًا! ولو حوصل العكس يبجى انتي الكدابة وانتي ال كنتي رافضة إنه يلمسك وساعتها هتبجى وجتها خدامة تحت رجل أخوي! علشان ال تتهم راجل إنه عاجز وتطلع كدابة تستاهل الجتل! ها.. موافجين؟
لم تتردد غيم لحظة لترد بلهفة وعيونها تلمع بإصرار:
انا موافجة... موافجة بكل كلمة جولتها
التفت جارح إلى عصام الذي وقف متوترا للحظة قبل أن يرد بتردد:
موافج يا أخوي.. يلا... خلينا نمشي
ألقى كلماته سريعا ثم تحرك خارج المجلس تتبعه غيم بخطوات ثابتة بعد فترة، كانت غيم تقف في غرفتها داخل منزلها ترتدي قميص نوم قصير، عيناها تمتلئان بالدموع وهي تحدق في المرآة قبل أن تهمس بصوت مرتعش:
"طلازم أثبت للكل إنك كداب... وبعدها جسما بالله لـ هطلج منك وأدور على الجثة ال أنا متأكدة إني شوفتها... أنا هفرجك يا عصام و
لكنها لم تكمل حديثها إذ انفتح الباب فجأة ودخل عصام بخطوات واثقة وعيناه تلمعان بابتسامة ماكرة وهو يردد بنبرة ساخرة:
واه واه... شكلك حلو جوي... إيه الجمال دا يا غيم؟ كل دا علشان تطلعيني كداب؟ تصدجي إنك جليلة الأصل... رايحة تفضحيني جدام أهلك وأهلي
نظرت إليه غيم بحدة قبل أن ترد بصوت غاضب:
انت ال خليتني أعمل اكده... إنت ال هددتني وضربتني وكنت عايزني أبجي خدامة عندك وأوافج بالهبل ال انت بتجوله حتى لما جولتلك تتعالج... رفضت وضربتني أنا كان ممكن أسكت لو كنت وافجت على العلاج وعاملتني كويس... بس طبعا لع... انت فاكر نفسك إنك تجدر تعمل كل حاجة على مزاجك حتى مش حاسس بالذنب واهه... شوفت وصلت لإي  أهه... هتطلع كداب جدام عيلتك
ارتسمت على شفتي عصام ابتسامة ساخرة وهو يقترب منها قائلا: 
بجد؟ ومين جالك إني هطلع كداب جدام حد؟... أنا مستعد أعمل أي حاجة علشان صورتي تفضل كويسة... وللأسف.. انتي اللي خليتيني أعمل اكده... تعالي يا شفيق."
تجمدت غيم في مكانها... غير مستوعبة ما سمعته.. قبل أن تستدير ببطء نحو الباب.. لتجد رجلا يدخل الغرفة.. فـ شهقت بصدمة وسرعان ما أمسكت بالروب لتغطي جسدها وتحاول ستر شعرها لكن صوت عصام الحاد أوقفها:
شوفتي وصلتي نفسك لإي؟... أصل أنا مش هطلع كداب جدام أهلي... لازم يعرفوا إني راجل وسيد الرجالة كمان
عيناها امتلاتا بالذعر وجسدها ارتجف غير قادرة على استيعاب ما يحدث أمامها..بعد مرور ساعتين تقريبا كان جارح يقود سيارته بسرعة جنونية تتلاعب بها عجلاتها على الطريق وكأنها تعكس غضبه العارم حتى وصل إلى بيت عصام.. ترجل من السيارة بسرعة خاطفة واندفع إلى الداخل بخطواتٍ غاضبة.. متجاهلا نظرات الخدم المذعورين الذين وقفوا يصرخون في رعب فـ صعد الدرجات بخطوات ثقيلة و أنفاسه تتلاحق مع كل خطوة حتى اقتحم غرفة أخيه.. ليصدم بالمشهد أمامه.... كانت الأرض مغطاة بدماء قاتمة.. وفي وسطها جسد عصام ملقى بلا حراك.. وسكين مغروسة في صدره. عيناه تحدقان في الفراغ، وروحه قد غادرت منذ لحظات.. وعلى بعد خطوات منه. جلست غيم على الأرض... وجهها شاحب ونظراتها فارغة وكأنها لا تستوعب ما حدث فـ وقف جارح يحدق بالمشهد.. شعور مزيج بين الغضب والذهول يجتاحه قبل أن ينطق بصوت مثقل بالصدمة:
"جتلتيه ليه ؟!"
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
وقف الطبيب بجوار الجثة.. يضغط بإصبعيه على رقبة عصام في محاولة يائسة للبحث عن نبض  لكن ملامحه سرعان ما تحولت إلى الجمود وزفر ببطء قبل أن يرفع رأسه نحو الحاضرين قائلاً بصوت حازم:
مفيش نبض… للأسف مات
ساد الصمت للحظات لم يسمع خلالها سوى أنفاس متوترة قبل أن يضيف الطبيب بجدية:
دي حالة جتل… ولازم ابلغ البوليس دلوجتي حالا.. لازم تحقيق رسمي في الواقعة وكل ال بيوحصل دا و
لكن قبل أن يتم كلماته جاء صوت جارح صارما وهو يقترب من الطبيب مرددا:
لع… مفيش بوليس... مفيش اي حد بره البيت دا هيعرف ال حوصل لاخوي.. الكل هيعرف ان الوفاه طبيعيه 
رفع الطبيب حاجبيه بصدمة بينما تابع جارح بحدة:
انت هتكتب في التقرير إن الموت كان طبيعي مفهوم؟ تعمل تصاريح الدفن وكل حاجة هتم في هدوء… مش عايز دوشة ولا فضايح وإلا هتبجى انت كمان في مشكلة كبيره جوي يا حكيم
تبادل الطبيب النظرات مع الحضور في توتر لكن ملامح جارح الحادة لم تترك له مجالا للاعتراض فابتلع ريقه قبل أن يجيب بتردد:
بس  ..بس  دي جريمة جتل ولازم  فيها الشرطه 
اقترب جارح أكثر واردف بصوت غاضب: 
جريمة جتل؟ احنا اهنيه بنحل مشاكلنا بنفسنا مش محتاجين حد يدخل بينا… فاهمني؟
تراجع الطبيب خطوة للخلف  وأدرك أن الجدال لن يكون في صالحه فاكتفى بهز رأسه موافقا على مضض وفي غرفة أخرى داخل المنزل جلست غيم على طرف السرير تحدق في الفراغ وجسدها متيبس وكأنها فقدت القدرة على الاستيعاب. كانت لا تزال ترتدي ملابسها نفسها، لكن الرعشة التي اجتاحت أطرافها جعلت قبضتها تشتد حول الغطاء الذي احتضنته كأنها تحتميبه وهي تتذكر 
فلاااش بااك
كانت تقف غيم في منتصف الغرفة و جسدها متشنج وعيناها تائهتان بين عصام وشفيق تحاول أن تفهم إن كان ما تسمعه حقيقيا أم كابوسا آخر من كوابيسها المتكررة فـ اقترب  عصام واردف بصوت مملوء بالوقاحة وهو ينظر لشفيق:
إنت ال هتكون معاها علشان نثبت لكل الناس إني راجل وانك انتي الكدابه.. بجا عايزه تجيبي العار ليا ولـ لعيلتي 
نظر شفيق إليها في تردد واضح ثم ابتلع ريقه واردف  بصوت مهزوز:
بس… بس أنا.. انا و 
قاطعه عصام بحدة:
مفيش بس يلا خلصني بجة انت لسه هتجعد تجولي انا ومش انا خلص
تحرك شفيق بخطوات بطيئة نحوها بينما عقلها يعمل بسرعة للبحث عن مخرج لكن قبل أن يقترب أكثر تقدم عصام فجأة وأمسكها من ذراعها بعنف يجبرها على البقاء في مكانها مرددا: 
إنتي فاكرة إنك تجدري تهربي.. انا مستحيل اخليكي تهربي.. تصدجي اني انا الغلطان اصلا اني اتجوزت واحده زيك متسواش 
نظرت غيم اليه بفزع وحاولت التملص من قبضته وهي تضربه بيدها لكنه كان أقوى وهو يسحبها نحوه بقوة أكبر  جعلها تترنح في مكانها وشعرت بأنفاسه قريبة منها بشكل مقزز وفي لحظة يأس وقعت عيناها على السكين الصغيرة الموضوعة على الطاولة وبحركة سريعة مدت يدها وأمسكت بها دون أن يدرك وفجأة… غاصت السكين في صدره واتسعت عينا عصام بذهول الذي ترك ذراعها وتراجع خطوتين وهو يضع يده على موضع الجرح وأنفاسه متقطعة، بينما الدم يتسرب بين أصابعه أما شفيق  فقد شهق بفزع وهو ينظر إليها وإلى السكين التي ما زالت تحمل آثار الدم ثم تراجع للخلف ببطء زرفعت غيم السكين نحوه وعيناها تشتعلان غضبا مردده: 
جسما بالله لو حاولت تلمسني لـ هجتلك انت كمان.. خطوه واحده بس وهخلث عليك مش هيهمني. يلا.. يلا امشي من جدامي.  انا مبجاش عندي حاجه ابكي عليها خلاص.. امشي يلا.. امشي من اهنيه فورا 
لم يفكر شفيق مرتين واستدار بسرعة واندفع نحو الباب وفتحه بيد مرتعشة وهرب كأن الشيطان يطارده تاركا إياها واقفة هناك تلهث بشدة والدماء لا تزال تقطر من يدها المرتجفة وفجأه 
فلاااش باااك
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فاقت غيم من شرودها علي صوت فتح الباب بعنف ووقف جارح على عتبته عيناه تقدحان شررا وملامحه توحي بعاصفة على وشك الانفجار وتقدم للداخل بخطوات بطيئة لكن ثقيلة كأنه يصارع نفسه كي لا ينقض عليها فورا واردف بصوت أجش مليء بالغضب:
انا ازاي كنت غبي اكده.. اخوي علطول كان يجولي انك مش كويسه وانك خاينه وجليله اصل بس مكنتش اتخيل انك كمان مجرمه.. جتلتي اخوي... عصام كان جايلي… كان طايللي إنك مش عايزاه يلمسك… وإنك كنتي على علاقة بواحد غيره! علشان اكده كنتي بتتهربي منه كل ما يقرب منك صوح.. هو دا السبب ال جتلتي اخوي عليه.. خوفتي يفضحك 
نظرت غيم بصدمه وصرخت بانفعال:
كدب...كدب والله العظيم... أنا معرفش حد.. جسما بالله ما اعرف حد.. ولا حد لمسني و
لكن جارح لم يمهلها لتكمل بل قطع المسافة بينهما بسرعة خاطفة وأمسك بذراعها بقوة جعلتها تتأوه وانحنى قليلًا ليقترب وجهه من وجهها يحدق في عينيها المذعورتين بنظرة قاتلة وهو يهمس بصوت يشبه فحيح الافاعي :
عارفة يعني إي ال عملتيه ده؟ يعني جيبتي العار والدمار لعيلتك… وجتلتي أخويا… وحرقتي جلب جدتي… واحسبي حسابك جدتي دي هتوريكي الجحيم بمعنى الكلمة… أما أنا؟ أنا هنتجم منك بطريجتي. انا هحليكي تتمني الموت ومتعرفيش تحصلي عليه.. جسما بالله العظيم لـ هدفعك تمن موت احوي دا غالي جوي 
القي جارح كلماته ثم ابتعد عنها فجأة وهو يصرخ بصوت جهوري:
يا رجالة 
وفي أقل من لحظة اندفع رجلان ضخما البنية إلى داخل الغرفة وجوههم خالية من أي تعبير فـ اشار إليهم بحدة وهتف:
خدوها… احبسوها في الجصر هناك ومتخلوش اي حد يشوفها … لحد ما أشوف هعمل فيها إي
شهقت غيم وحاولت التراجع لكنها لم تجد مهربا... فهجم الرجلان عليها وأمسكاها بقوة رغم مقاومتها وصراخها اليائس مردده: 
سيبوني... انا مظلومة جارح بالله عليك اسمعني.. جسما بالله انت فاهم غلط
لكن جارح لم يلتفت إليها بل وقف مكانه يراقبهم وهم يسحبونها للخارج كأنها قطعة أثاث لا قيمة لها آخر ما رأته قبل أن تجر خارج الغرفة هو عيناه القاسيتان لا شفقة فيهما ولا رحمة
وفي صباح يوم جديد في ساحة القصر  علت أصوات النواح وكان اللوم الاسود هو السائد بين الجميع اما عن  الجدة فكانت  تبكي بحرقة بينما تضرب صدرها وهي تردد بأنهيار:
حفيدي راح....عصام راح خلاص..دفنته بيدي تحت التراب...بدل ما هو ال يدفني انا اة دفنته..انا ال دفنت حفيدي..يارب لصبر من عندك يارب..الصبر من عندك يارب 
 كانت تتحدث الجده بانهيار وبجامبها لؤلؤ التي تبكي بشده مردده: 
عصام راح... راح ومش هيرجع خلاص 
لكن الجدة لم تكن تبكي فقط بل كانت تغلي من الداخل وعندما رفعت رأسها وحدقت بالحارس أمام باب غرفة غيم لم يكن في عينيها سوى قرار واحد… الانتقام فنهضت بغضب مردده للحارس: 
افتح الباب دا.. يلا 
الحارس بتردد:
جارح بيه منع حد يدخى ليها يا كبيره.. مجدرش والله انا اسف 
لم تنتظر الجده كثيرا تحركت بسرعة و انتزعت السلاح من حزامه وضغطت فوهته على رأسه فـ شهقت لؤلؤ واردفت الجده: 
افتح وإلا هتموت مكانها.. جسما بالله هجتلك
ارتجفت يد الحارس وهو يدير المفتاح وما إن انفتح الباب حتى اندفعت الجدة للداخل وهي تري غيم كانت الجالسة على الأرض جسدها متيبس وعيناها ذاهلتان لكن قبل أن تنطق بحرف هجمت عليها الجدة و أمسكتها من شعرها وسحبتها للخارج مردده: 
بجا انتس تعملي اكده... تجتلي حفيدي.. جتلتي حفيدي.. ليييه... ليه دا انا اكتر واحده كنت بدافع عنك.. دا انا كنت بعتبرك زيك زي عصام وجارح ولؤلؤ.. ليه اكده.. ليه ربنا ينتجم منك.. عملك اي.. عملك اي علشان تحرمينا منه 
غيم ببكاء: 
سيبوني! بالله عليكم.. ابوس يدك.. والله انا معملتش حاجه.. بالله عليكي اسمعيني ابوس يدك 
كانت تتحدث غيم ببكاء لكن لؤلؤ كانت تضربها بشده والجدة لم تتوقف وجرتها عبر الممرات حتى الساحة ثم القتها أرضا وسحبت سكين من اعلي الطاوله مردده: 
دم حفيدي في رجبتك ولازم تدفعي التمن.. لازم اخد بتاري حفيدي منك.. انا هجتلك وارمي جثتك للكلام علشان تبجي عبره لاي حد يحاول ياذي حد من عيلتي 
القت الجده كلماتها ورفعت السكين لتنقض عليها وما ان اخترقت السكين صدرها… دوى صوت صارم:
لع يا حجه …سيبيها
اردف جارح بكلماته وانصدم عندما وجد غيم تقع علي الارض غارقه في دماءها و
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
كان يجلس جارح بجوارها يراقب ملامحها الشاحبة بصمت عينيه تضيقان بحدة وهو يتأمل تفاصيل وجهها المرهق. كانت ممده على الفراش.. أنفاسها متقطعة وجسدها ساكن باستثناء ارتعاشة خفيفة في أصابعها وضمادة بيضاء غطت كتفها المصاب حتي تأوهت بصوت خافت قبل أن تفتح عينيها ببطء نظرتها كانت مشوشة في البداية لكن سرعان ما اتسعت عندما رأت جارح جالسا إلى جوارها وعيناه الداكنتان تراقبانها بثبات فـ حاولت التحرك لكن الألم الحاد في كتفها جعلها تئن وتغلق عينيها للحظة ثم عادت تفتحهما، وبصوت مبحوح ضعيف وهمست برجاء:
 سيبني أمشي ابوس يدك … بالله عليك أنا معملتش حاجه جسما بالله هو ال جابلي واحد معرفش مين دا علشان خاطر يعمل معايا حاجات مش حلوه علشان ميتفضحش جدامكم انه عاجر...جسما بالله عصام عاجز وهو ال اعترفلي بنفسه و
لم تنهي غيم كلماتها حتي لمحت انقباض عضلات فكه و نظراته التي اشتعلت بغضب مكتوم قبل أن يقترب منها فجأة ويده القوية ضغطت بقسوة على موضع الجرح فشهقت بألم وارتجف جسدها بالكامل ثم انحنى قليلا واردف بغضب :
انتي فاكراني غبي علشان اصدج المسلسل الهندي ال بتجوليه دا...بجا اخوي كان عاجز وجابلك واحد علشان يعمل معاكي حاجات مش حلوه...ومن فتره تجولي انك شوفتي جثه...انتي خيالك واسع جوي...اسمعي يا بت انتي...انتي  هتفضلي اهنيه لحد ما العدة تخلص… وبعدها هنتجوز.
 حدقت غيم  بصدمة وكأن عقلها لم يستوعب ما سمعته للتلو فأردفت: 
إنت بتقول إي.... بتهزر صوح.. اكيد بتهزر 
ابتسم جارح بسخرية  ثم أردف بثبات:
لع مش بهزر زي ما سمعتي… هتبجي مرتي غصب عنك مش بمزاجك ومن انهارده لحد يوم كتب الكتاب انتي هتفضلي محبوسه في الاوضه اهنيه... لا بتشوفي حد ولا حد بيشوفك
صرخت غيم بفزع مردده :
مستحيل…انا مش موافجه.. مستحيل اتجوزك و
لكن جارح لم يمنحها فرصة للجدال بل نهض من مكانه ببطء وهو يردف بجمود:
 جهزي نفسك… علشان هنتجوز انا مش باخد رايك ولو رفضتي جسما بالله العظيم هجتل كل شخص قريب منك.. مش هسيب حد عايش.. هجمعهم كلهم جدامك اهنيه وهحلص عليهم غير العذاب ال هتشوفيه مني... انا بحذرك.. بجا اخوي جاب واحد علشان يتمم جوازه بيكي... فعلا خيال واسع 
القي جارح كلماته ثم استدار وخرج من الغرفة.. تاركا إياها غارقة في صدمتها غير قادرة حتى على البكاء  ... وكانت تمر الأيام بسرعة وكل يوم كان يمر كانت غيم تشعر وكأنها تقترب من حتفها.. حاولت الهروب أكثر من مرة... توسلت وبكت و صرخت و لكن كل شيء كان بلا فائدة حتى جاء اليوم المشؤوم… اليوم الذي انتهت فيه عدتها وكتبوا الكتاب وبعد عقد القران كانت تجلس الجده بجوار جارح وهي توبخه بغضب مردده: 
 إزاي تعمل اكده... إزاي تتجوزها.. دي كانت في حكم الميتة بالنسبالك... كان لازم تجتلها وتخلص منها المفروض تدفنها مش تتجوزها.... لازم تجتلها دلوجتي، دا العرف... تاخد بتار اخوك ال جتلته وهو لسه في عز شبابه ومش بس اكده عايزه تشوه سمعته بعد موته كمان 
جارح بحده: 
 الموت هيبجى رحمة ليها يا حجه وأنا مش ناوي أرحمها... انا هدفعها تمن ال عملته غالي جوي 
انتهي جارح من كلماته وصعد  إلى غرفته بخطوات ثابتة ثم فتح الباب ليجدها واقفة بجوار النافذة وظهرها له ترتجف ودموعها تنساب على وجنتيها بصمت فـ تنهد ساخرا، ثم اردف بحدة:
كفاية عياط بجا... الليلة ليلة فرحنا.. جومي دخلي البسي حاجة كويسة.. فيه واحده توجف جدام عريسها اكده.. حتي ميصحش ولا ناويه انا كمان تتطلعي عليا اشاعه اني عاجز 
نظرت غيم اليه بدموع ودخلت لتبدل ملابسها بدون ان تتفوه بحرف واحد وبعد دقائق خرجت غيم فنظر جارح بصدمه وتوقف الزمن بالنسبة له للحظات...و عيناه اتسعتا بذهول وهو يراها تقف أمامه كانت ترتدي قميص نوم حريري بلون أحمر داكن ينسدل برقة على جسدها النحيل بينما دموعها لا تزال تنساب بصمت على خديها...كأنها تشبه لوحة مرسومة مزيج من الجمال والحزن والانكسار فـ ابتلع جارح ريقه ببطء وكأن شيء ما تحرك في صدره، لكن ملامحه بقيت جامدة وهو يقترب منها، صوته خرج هادئا لكن يحمل وعيدا بالانتقام :
الليلة ليلتك يا غيم…للاسف مش هيكون عندك حجه المرادي علشان تجولي عليا اي حاجه 
القي جارح كلماته و بدأ بفك أزرار قميصه ببطء حتى أسقطه أرضا ليكشف عن صدره العاري و تقدم منها بخطوات بطيئة و رفع يده ليلامس خصلات شعرها لكن ارتعاشتها الطفيفة جعلت أصابعه تتوقف للحظة وهو يردد: 
مالك.. خايفه اكده ليه عاد.. للدرجادي انا بخوف... فيه واحده برده تخاف من عريسها 
غيم وهي تحاول الابتعاد عنه: 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
 بالله عليك.. سيبني.. حرام عليك..انت ليه مش راضي تصدجني...طيب بص...بلغ الشرطي وانا هعترف اني انا ال جتلت عصام.... بس متعملش فيا اكده ابوس يدك 
كانت تتوسل غيم له ولكن توسلاتها لم تجد طريقها إليه كان مصمما على إذلالها وفجأه رفعها بين ذراعيه ووضعها على الفراش وعيناه تتمعنان في نظرات الرعب التي غطت ملامحها الشاحبة كانت ضعيفة، مستسلمة بيده يده وهذا بالضبط ما أراده فاغمضت عيونها بخوف وهو يسحب عنها هذا الرداء  ولكن فجأة انتفض مبتعدا عنها بعصبية وكأن نارا التهمته ف صرخ بحدة:
متخافيش أنا مش ألمسك.. أنا بقرف منك و  بكرهك جوي ومستحيل المس واحده زباله رخيصه وزباله زيك.. كل ال يهمني إنك تفضلي تتعذبي اكده و بس
نظرت غيم اليه بصدمه لم تستوعب ما فعله للتلو ولكن قبل أن يضيف أي شيء آخر رن هاتفه فجأة نظر إلى الشاشة، وبدا وكأن صدمة اجتاحته وتجمد للحظة ثم أسرع يلتقط قميصه ويرتديه على عجل دون أن يلقي نظرة أخرى عليها قبل أن يخرج من الغرفة مسرعا تاركا إياها خلفه غارقة في دموعها، لا تفهم ما حدث وبعد  وبعد فتره كان ينزل جارح من سيارته بسرعة عند بيت عصام و هو يري الحراس مصطفين أمام المدخل ووجوههم متجهمة وعندما عبر البوابة رأى الحفرة الكبيرة في الأرض… وفي قلبها جثة فتاة بلا ملامح كأنها تعرضت للتشويه المتعمد فقبض يده بقوة حتى برزت عروقها وقبل أن يتفوه بكلمة دخل شاب بسرعة من خلفه وأنفاسه متقطعة وكأنه كان يركض منذ مدة وحين رأى الحفرة جحظت عيناه بصدمة ثم التفت إلى جارح وسأله بصوت مضطرب:
مين دي؟ إي ال بيوحصل اهنيه يا جارح.. جثه مين دي عاد وازاي مدفونه اهنيه.. واي ال جاب جثه اهنيه اصلا 
رفع جارح رأسه بصدمه وهو يتذكر كلمات غيم مرددا: 
يعني اي... هي كانت صوح.... دي اكيد الجثه ال كانت بتتكلم عنها بس جثه مين و 
لم ينهي جارح كلماته حتي قاطعه صوت الشاب الذي ردد بفزع: 
جاارح.. الا تكون جثه شمس... يا نهار اسود.. دي ممكن تكون جثتها بجد.. ممكن تكون جثه شمس فعلا يا جارح 
نظر جارح اليه بصدمه وفي مكان آخر، بعيدا عن بيت الأسيوطي،ط كانت تجلس امرأة في ركن مظلم داخل منزل صغير أمامها طاولة خشبية قديمة جلس عليها شاب في العشرينات من عمره، عيناه تحملان الترقب، وهو يستمع لكلماتها بصمت وهي تردد: 
لسه مشافوش حاجه… انتجامنا من عيلة الأسيوطي هيبدأ من دلوجتي ، ولازم كل خطوة تكون محسوبة.. انا مش هحليهم يعيشوا مرتاحين مهما حوصل.. اعمل ال جولتلك عليه… ميننفعش يوحصل أي غلط ولو بسيط يلا بسرعه 
أومأ الشاب برأسه ثم وقف مستعدًا لتنفيذ الأوامر بينما ظلت المرأة جالسة تمرر أصابعها على سطح الطاولة وهي تهمس لنفسها:
ال فات كان لعب عيال… بس دلوجتي، الجحيم نفسه هيبجى أرحم ليهم من ال مستنيهم وال هعمله فيهم 
القت السيده كلماتها بغضب وبعد فتره في بيت الاسيوطي كانت الجده تقف بصدمه وهي تري  عدد من الضباط بزيهم الرسمي يتقدمهم رجل يحمل أوراقا رسمية مرددا: 
مطلوب القبض علي الاستاذه غيم... هي فين 
نزلت غيم من درجات السلم وهي تنظر بخوف مردده: 
ليه يا حضرت الظابط.. انا عملت اي عاد... اي تهمتي 
الظابط بحده: 
جتل.. مطلوب القبض عليكي بتهمه جتل شمس حامد.. يلا امسكوها و 
توقعاتكم ورايكم ويا تري اي ال هيحصل ومين شمس دي وهل جارح ممكن يصدق غيم ولا لا واي ال هيحصل بينهم ومين ال عايزه تنتقم منهم وشفيق راح فين توقعاتكم
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
شهقت غيم بفزع وفتحت عينيها بسرعة ووجدت نفسها مستلقية على الفراش أنفاسها متقطعة وقلبها ينبض بعنف داخل صدرها.. كانت الغرفة مظلمة إلا من ضوء خافت يتسلل من النافذة وصوت الرياح بالخارج يضرب النوافذ وكأنه يعكس العاصفة داخلها فـ وضعت يدها على قلبها تحاول تهدئة أنفاسها، لكن صوت الباب وهو يفتح ببطء جعل الرعب يتجدد في عروقها فجلست بسرعة وشهقت عندما رأت جارح يقف عند الباب ملامحه جامدة وعيناه معتمتان وهو ينظر إليها مرددا: 
"مالكِ؟ بتصرخي ليه اكده.. في اي عاد 
ابتلعت غيم ريقها بصعوبة قبل أن تهمس بصوت مرتجف:
أنا... كنت بحلم.. حلم وحش جوي
رفع جارح حاجبه واقترب منها قليلا ثم مال برأسه قائلاً بسخرية:
حلم؟ ولا ضميرك بدأ يأنبك؟"
تجمدت غيم في مكانها وهي تشعر أن كابوسها لم ينته... فـ زفر جارح بضيق وبحركة سريعة بدأ بفك أزرار قميصه وسحبه عن جسده ثم ألقاه بلا مبالاة على الكرسي القريب وتقدم نحو الفراش واستلقى بجوارها، بينما غيم تصلبت مكانها، عيناها تتسعان برعب وهي تراقبه دون أن تجرؤ على التفوه بحرف فـ أغلق عينيه وهو يتمتم بصوت متعب:
انا مش ناجص صداع… تعبان وهنااام ومش عايز حد يصحيني فاهمة؟"
بلعت غيم ريقها بصعوبة وهي تحاول أن تحافظ على مسافة بينهما لكن حتى مع ذلك شعرت بثقله القريب و بتنفسه المنتظم، وكأن وجوده وحده يملأ المكان بالخوف. ظلت مستيقظة لفترة تنظر إلى السقف محاولة استيعاب ما يحدث حتى غلبها الإرهاق وأغمضت عينيها بحذر غير قادرة على التخلص من التوتر الذي يحيط بها وفي الصباح استيقظت لتجد الفراش فارغا فـ ارتدت ملابسها بسرعة وخرجت من الغرفة وهي تتجول في أروقة القصر الواسع بتوتر حتى وصلت إلى المطبخ حيث وجدت الخدم يعملون بصمت.تقدمت بخطوات حذرة وقالت بابتسامة مرتبكة:
صباح الخير… ممكن أساعدكم؟
تبادل الخدم النظرات، قبل أن يجيب أحدهم بارتباك:
احنا… مش محتاجين مساعدة، بس شكرا يا ست غيم.. ارتاحي انتي مش عايزين نتعب حضرتك 
تجاهلت غيم حديثهم   وتقدمت أكثر، التقطت أول شيء وجدته أمامها وعندما أوشكت على استخدامه انطلقت صرخة حادة من لؤلؤ التي اردفت: 
إنتي عايزة تجتلينا كلنا.. مالك انتي بالواكل... فاكره نفسك صاحبه البيت.. لع يا جبيبتي انتي تلزمي حدودك وتعرفي حجمك في البيت اهنيه فاهمه 
حبست غيم أنفاسها ونظرات الخدم تجمدت عليها فاردفت بتوتر: 
وانتي مالك.. انا اعمل ال يعجبني.  مش من حقك تجوليلي اعمل اي ومعملش اي... انا مش صاحبه الدار وانتي ال صاحبه الدار جوي... انتي كمان ملكيش اي لازمه اهنيه ومش معني اني سكتالك تفتكري اني ضعيفه او خايفه منك.. لع يا حبيبتي.. الزمي حدودك معايا احسن و 
لم تنهي غيم كلماتها وفجأه تلقت صفعه قويه علي وجهها من الجده التي اردفت بغضب; 
انتي ازاي تتجرائي وتعلي صوتك علي لؤلؤ... فاكره نفسك صاحبه الدار بجد ولا اي... دا الخدم ال واجفين جدامك دول احسن منك... اعتذري فورا 
تجمدت غيم مكانها بعد الصفعة، وضعت يدها على وجنتها بذهول، عيناها متسعتان من الصدمة ونظرات الخدم تلاحقها فـ تمتمت بصوت خافت: 
انا آسفه
ضحكت لؤلؤ بسخرية وهي تضع يدها على خصرها مردده'
أهو كدا الكلام.. خليكي في حدودك فاهمة يا عذراء؟ مش انتي عذراء برده..اصل انا عارفه جارح كويس جوي مستحيل يلمس واحده رخيصه زيك.. الا جوليلي الصراحه يا غيم.. مين ال خونتي عصام الله يرحمه معاه
ضغطت غيم على أسنانها تمنع نفسها من الرد ثم استدارت بسرعة وغادرت المطبخ بخطوات متوترة تحاول كتم الغضب الذي يغلي داخلها ما إن خرجت حتى شهقت تأخذ نفسا عميقا وهي تبكي بشده حتي قاطعها صوته وهو يردد: 
غيم.. انتي كويسه 
نظرت غيم بصدمه وارتمت بين احضانه بلهفه مردده: 
فريد... انت جيت انتي... ابوس يدك خرجني من اهنيه بالله عليك يا فريد 
تنهد فريد بضيق وهو ينظر حوله، محاولًا استيعاب التوتر الذي يحيط بالمكان، لكن فجأة، دون أي إنذار، تلقى لكمة قوية من جارح جعلته يترنح للخلف و شهقت غيم بفزع وهي تندفع نحوه، لكن جارح كان أسرع، أمسكها من معصمها بعنف وسحبها إليه، عيناه تشتعلان بالغضب وهو يزمجر:
إنتي بتحضني مين عاد ؟! مين ده.. انتي اتجننتي يا بت انتي ولا اي بالظبط.. جايبه البجاحه دي كلها منين عاد
حاولت غيم التملص من قبضته وهي تصيح بغضب: 
سيبني يا جارح.. ده فريد، ابن خالتي.. سيبني في حالي 
لم يهتم جارح بكلماتها بل التفت نحو فريد الذي استعاد توازنه ومسح الدم عن زاوية فمه، عاقدًا حاجبيه بحدة.
إنت مجنون؟!
 قالها فريد بصوت غاضب فرد جارح بغضب: 
لو لمستها تاني، مش هتخرج من اهنيه سليم.. انا لا بتاع ابن خالتي ولا ابن عمتي..  انت محرم عليها وجو لعب العيال دا مش عندي.. لو هي متعوده علي اكده.. فـ لع 
نظرت غيم إليه بذهول قبل أن تدفعه بقوة وهي تصرخ:
وانت مالك؟! مين إنت علشان تتحكم فيا؟! فريد زي أخويا وانا مش معتبراك جوزي اصلا.. بكرهك.. بكرهك انت واخوك ال ربنا لا يسامحه.. اخوك الخاين الكداب.. تعرف بجا هو يستاهل الحتل وانا مش ندمانه اني جتلته ولو جالي فرصه اني اجتله تاني هجتله واشرب من دمه كمان الوسخ و 
لم  تنهي غيم جملتها حتى شعرت بصفعة نارية تهوي على وجهها بقوة جعلتها تترنح للخلف وهي تضع يدها على وجنتها بذهول  و جارح يقف أمامها عيناه تشتعلان بغضب أسود أنفاسه تتلاحق وكأنها خرجت عن سيطرته، بينما يده ما زالت معلقة في الهواء، وكأنه لم يصدق ما فعله للتو
إنتي تجننتي؟!
صرخ جارح بصوت اجتاح أرجاء الحديقة فارتعشت غيم لكنها تماسكت رفعت وجهها متحدية بغضب :
ايوه... مجنونة! ولو رجع بيا الزمن هعملها تاني وهنتجم منكم كلكم
أطبقت قبضة جارح بقوة وكأنه يحاول السيطره علي نفسه مرددا: 
ادخلي جوه قبل ما يوحصل مصيبه.. جسما بالله انا ممكن اجتلك دلوجتي حالا 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
نظرت غيم اليه بغضب ولم تتحرك بل بقيت جامدة في مكانها تتنفس بسرعة، وعيناها تملؤهما الدموع والقهر. أما فريد، فكان يراقب المشهد بصمت... أنامله مشدودة بجانبه  ثم فجأة اردف ببرود:
دا انتوا كلكم اكده بجا..عيله زباله..ما كنتوا تجولوا من الاول انكم عيله واطيه الا تكون انت كمان عاجز زي اخوك يا جارح...اصل انت  عارف إنها مش طايقاك وعايزها غصب ودي حاجة مقرفه الصراحه.. يبجي عايز تخبي علي خيبه اخوك صوح 
استدار إليه جارح ببطء وابتسامة ساخرة امتدت على شفتيه قبل أن يقول بصوت منخفض :
يخرب بيتك... بتتدخل ليه في ال ملكش فيه بس مبسوط بال هيوحصل دلوجتي  ؟
وبدون مقدمات انهال عليه بلكمة أخرى جعلته يترنح للخلف لكن هذه المرة لم يقف فريد متلقيًا الضرب بل ردها له بقوة، ليبدأ العراك بينهما وسط شهقات غيم التي وقفت تحاول الفصل بينهما دون جدوى مردده بصراخ: 
كفاية ... كفايه بجا بالله عليكم.. فريد امشي... علشان خاطري امشي بالله عليكي يا فريد 
نظر فريد إلى غيم التي كانت تبكي بضعف و قلبه يشتعل بالغضب لكنه زفر بقوة يحاول كبحه ثم استدار بصمت وغادر سريعا غير راغب في تعريضها لمزيد من الأذى أما جارح، فشد معصمها بقوة وسحبها خلفه إلى الطابق العلوي دون أن يمنحها فرصة للاعتراض، بينما هي تحاول التملص من قبضته دون جدوى وبمجرد أن دخل بها إلى الغرفة، أغلق الباب خلفه بقوة، واستدار إليها وعيناه تضيقان بحدة مرددا: 
بجا انتي عذراء... وأخويا كان عاجز... صح؟ دا ال كنتي بتجوليه من شويه، صوح.. جولتيه جدام الدنيا كلها.. يعني ممكن يكون اي حد سمعه لع وانا ميهونش عليا ان مرتي الحلوه تبجي اكده 
ارتجفت غيم بخوف وهي تتراجع للخلف لكن جارح لم يمنحها الفرصة، تقدم إليها بسرعة حتى التصقت بالحائط...و يده امتدت وأحكمت قبضتها على ذراعها وعيناه تلمعان ببرود قاتل وهو يتمتم بسخرية:
انا هعرفك ازاي تجولي الكلمه ال جولتيها دي علي اي حد من عيله الاسيوطي.. جسما بالله لهدفعك تمن كل ال عملته دا غالي جوي 
القي جارح كلماته وهو يمسك بطرف قميصه وبدأ في فكه ببطء عيناه مثبتتان على غيم التي كانت ترتجف بشدة عيناها تتسعان برعب وهي تراه يقترب أكثر مردده'
جارح بالله عليك سيبني... ابوس يدك... جسما بالله انت ما فاهم حاجه والله.. سيبني بالله عليك.. يا عاالم حد يساعدني بالله عليكم 
تجاهل جارح رجائها ومد يده وانتزع وشاحها بعنف، ثم أمسك بطرف فستانها ومزقه بقسوة وصرخاتها المرتجفة لم تردعه بل ازداد غضبه وهو يقول بسخرية:
هششش... لسه وفري الصراخ دا لبعدين 
حاولت غيم دفعه بكل قوتها ودموعها تنهمر بغزارة وهي تتوسل إليه لكنه كان في عالم اخر وانقض عليها كوحش ثائر ينتقم من فريسته 
في مكان آخر، بعيدا عن القصر وصراعاته، كان شفيق يجلس في غرفة شبه مظلمة داخل منزل قديم مهجور عينيه تلمعان بترقب وهو يحدق في الرجل الجالس أمامه مرددا: 
لازم نكمل ال بدأناه... مفيش تراجع دلوجتي.. ال اتفاجنا عليه يتنفذ يا شفيق... واوعي حد يعرف انا مين...علشان هتبجي مصيبه.. لازم ابجي جمب عيله الاسيوطي من غير ما يعرفوا مين اكبر عدو عليهم 
لكن شفيق لم يرد مباشرة، شرد للحظة وهو يتذكر تلك الليلة المشؤومة الليلة التي لم يكن فيها مقتل عصام كما بدا للجميع و عندما ضربته غيم بالسكين، لم يكن عصام قد فارق الحياة بعد. كان ما يزال يتنفس يتلوى من الألم وهو يضغط على الجرح الغائر في جسده بينما غيم، بعد أن رأت الدماء، تركته وركضت خارج الغرفة تلهث وتحاول إيجاد أي شخص يساعدها لم تكن تعلم أن هناك من يراقب كل شيء من الظل عندما دخل شفيق إلى الغرفة مره  بعد لحظات نظر إلى عصام الذي كان يحدق به بعينين مرتجفتين محاولا التمسك بالحياة وقبل أن يستطيع التفوه بكلمة اقترب منه شفيق، ركع بجانبه و أمسك بسكين أخرى، وغرسها في قلبه دون تردد منهيًا حياته إلى الأبد
عاد إلى الحاضر وهو يسمع صوت الرجل الآخر يكرر عليه حديثه:
لازم نكمل وجارح لازم يدفع الثمن غالي جووي... تمن موت ابني.. ابني ال دفنته بأيدي بسببه... انا هدمر العيله دي كلها.. جسما بالله لهجتلهم واحد واحد لحد ما بنتي تظهر كمان... بنتي ال بجالها سنين مختفيه معرفش عنها حاجه هما دمروا حياتي 
لكن شفيق هز رأسه بحدة، وقال بصوت متحجر:
انت مش فاهم يا بيه ... جارح بيه اتجوز البنت دي.. مستحيل يسيب حد يلمسها.. هيجتلنا يا بيه قبل ما نلمسها.. مهما كان دي مرته 
ابتسم الرجل الآخر بسخرية وهو يميل نحوه مردفا:
بجد.. طيب خلاص مدام انت خايف جوي اكده يبجي انا هتصرف... اسمها اي البنت دي 
شفيق بتوتر: 
غيم يا مسعود بيه... اسمها غيم 
ابتسم مسعود بخبث وهو يردد اسمها 
اما عند جارح كان يجلس على حافة السرير عاري الصدر، يمرر يده بين خصلات شعره بخفوت قبل أن يلتفت إليها. كانت غيم تجلس على طرف الفراش تغطي جسدها المرتجف بالملاءة وجهها شاحب ودموعها تنساب بصمت وجسدها يهتز من شهقاتها المكبوتة فـ نظر إليها مطولا وعيناه تتأملان ملامحها المصدومة ثم دون أن يشعر، اتسعت عيناه بصدمة خفية وهو يدرك الحقيقة… لقد كانت عذراء حقا لم تكن تكذب مثلنا توقع... فزم شفتيه بقوة وهو يتنفس بحدة وبداخله شعور غريب يتسلل إليه لكنه سرعان ما تداركه، وألقى عليها نظرة باردة قبل أن يقول بصوت حاد :
حتى لو كنتي مش بتكدبي في دي… مستحيل أصدج إن أخوي كان عاجز ومستحيل أسامحك إنك جتلتيه… عمري ما هسامحك وهنتجم منك… انا بكرهك يا غيم.. ودلوجتي خلتيني اكره نفسي كمان علشان لمستك ولمستك بالطريجه دي.. عمري ما كنت اتخيل اني اعمل اكده وبسببك خلتيني اقرف من نفسي 
القي جارحكلماته وشد قميصه وسحبه بسرعة، ثم ارتداه دون أن ينظر إليها قبل أن يخرج من الغرفة بخطوات قوية تاركا إياها وحدها منهارة وسط دموعها فـ غطت وجهها بيديها وشهقاتها تخرج متقطعة، لم تصدق ما حدث… لم تصدق أنه أخذ منها كل شيء، ثم رحل كأنها لا تعني له شيئا.. فمسحت دموعها بسرعة ونهضت ز ارتدت ملابسها بارتجال وقررت  لا يمكنها البقاء هنا لن تتحمل العيش في هذا المكان ولو ليوم آخر وبخطوات مسرعة خرجت من الغرفةو قلبها ينبض بعنف وهي تتجه نحو باب القصر لم تفكر و لم تتردد فقط أرادت الهروب بأي ثمن... لكن ما إن خطت خارج البوابة حتى تجمدت مكانها ويناها اتسعتا بصدمة عندما توقفت سيارة سوداء أمامها بسرعة قبل أن يفتح الباب فجأة  ويخرج منها رجال مقنعون، أمسكوا بها بقوة قبل أن تصرخ ودفعوها إلى الداخل بسرعة فـ شهقت وحاولت المقاومة مرددا:
الحقووني..انتوا مين..يا ناس حد يساعدني..جاارح..جارح و 
 لم تنهي غيم كلماتها وسرعان ما أُغلق الباب وانطلقت السيارة بسرعة جنونية أما جارح الذي كان قد خرج من المنزل. فتجمد في مكانه وهو يرى المشهد أمامه وعروقه تنتفض بغضب زصوته يهدر بجنون وهو يركض نحو السيارة التي اختطفتها مرددا بصراخ: 
غيييييم و
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
وقف جارح في منتصف قاعة القصر، عروقه بارزة من شدة الغضب، عيناه تقدحان شررًا وهو يحدق في جدته ولؤلؤ صوته كان كزئير غاضب وهو يهدر:
ملكمش دعوة؟! إزاي تجولوا اكده؟! تتخطف ولا تموت وأنتو واجفين هنا بتتفرجوا.. دي مرتي يا حجه.. طيب لؤلؤ بتكره اي حد من زمان جوي... انتي بجا.. مش هامك ان مرتي اتخطفت
رفعت الجدة حاجبيها، وعلامات البرود واضحة على ملامحها، بينما لؤلؤ تراجعت خطوة للخلف، تحاول التهرب من نظراته الثاقبة واردفت الجده: 
إحنا مش مسؤولين عنها... تموت ولا تولع متهمناش... هي ال جتلت حفيدي مطلوب مني اعملها اي عاد.. اروح ادور عليها ولا كانها عملت حاجه.. انا بكرها ولو اجدر ادوس علي رجبتها هعمل اكده اكده عادي ولاهيهمني بس 
لم يحتمل جارح المزيد، فاستدار ليصب غضبه على الحراس الواقفين عند الباب مرددا :
وأنتو! إزاي حد يجدر يتسلل وياخدها من تحت عنيكم؟! إنتو موجودين اهنيه ليه؟ للزينة؟!"
تبادل الحراس النظرات في صمت، لا يجرؤ أحدهم على الرد، حتى قطع المشهد بدخول شاب طويل القامة، ملامحه تشبه جارح إلى حد ما، لكنه أكثر هدوءًا. كان فارس، ابن عمه، الذي تقدم بثقة قائلاً:
اهدى يا جارح، هنلاجيها انا وصلت اهه ومش راجع تاني خلاص 
نظر إليه جارح بعينين محمرتين من الغضب، لكن كلماته حملت شيئا من الطمأنينة حتي دخل احدي الحراس مرددا بلهفه: 
يا بيه عرفنا العربيه نزلت الست غيم فين وجيبنا المكان ومتأكدين انها موجوده هناك دلوجتي 
جارح بلهفه: 
يلا بسرعه خلينا نروح دلوجتي حالا.  .. يلا يا فارس 
القي جارح كلماته وذهب فنظرت لؤلؤ الي الجده بضيق ورددت: 
هو في اي يا حجه.. هو بيحبهاا ولا اي عاد.. خلاص اكده هيفضل معاها يعني ولا اي... انتي عارفه اني بحبه مجدرش اعيش من غيره ووعدتيني اني هتجوزه.. بس بالنظام دا شكلي مستحيل اتجوزه 
تنهدت الجده بضيق واردفت: 
مستحيل يكمل معاها.. انا عارفه جارح زين.. جارح مش هيكمل مع ال جتلت اخوه.. انتي ناسيه انها جاتله ومش بس اكده كمان دي كانت عايزه تشوه سمعتنا وسمعه العيله كلها.. دي اتهمت عصام الله يرحمه انه عاجز.. مستحيل يحبها.. هو هيعذبها وبعدها يجتلها خالص.. فمتخافيش 
القت الجده كلماتها بضيق وفي مكان اخر عند غيم كانت جالسة في الزاوية، يديها مكبلتان خلف ظهرها، جسدها يرتجف، وعيناها مغرورقتان بالدموع التي لم تعد تحاول كتمانها. الخوف كان ينهشها من الداخل، وكل ما يدور في عقلها هو كيف انتهى بها الحال هنا، وحدها، بلا حول ولا قوة.
ارتجفت حين سمعت صوت خطوات تقترب، زادت ضربات قلبها بعنف حتى شعرت أنها ستخرج من صدرها. دخل الرجل الغرفة، عيناه تتفرسان فيها بنظرة مقززة، وقبل أن تفكر في أي شيء، كان قد خطا نحوها فـ تراجعت غيم إلى الخلف حتى التصقت بالجدار البارد، أنفاسها تتلاحق، وعيناها تتسعان برعب وهي تراه يقترب أكثر. حاولت الهروب، لكن قبضته كانت أسرع، أمسك بها بخشونة فصرخت بغضب:
"سيبني! ابعد عني.. انت عايز مني إيه؟! يا عااالم حد يساعدني بالله عليكم.. سااعدوني
ضحك الرجل بسخرية وهو يقترب أكثر، صوته كان كريها وهو يهمس:
"هتوفري على نفسك التعب لو بطلتي العناد ده. في جميع الحالات انتي بتاعتي النهاردة، مستحيل اسيبك.. انتي ليا بس، عنادك ده بس هيخلي الموضوع أحلى!"
اقترب أكثر، ورفعت غيم يدها تدفعه لكنها كانت ضعيفة أمام قوته، وعندما كاد يمد يده إليها، دوى صوت انفجار عنيف، اهتزت الجدران، وانفتح الباب بعنف.
شهقت غيم بلهفة عندما رأت جارح يقف هناك، عيناه تشتعلان بالغضب، أنفاسه مضطربة، أشبه بوحش خرج لتوه من العاصفة. صوته جاء هادرًا، قاطعًا السكون:
"إبعد عنها يا ابن الـ*! جسما بالله ما أنا سايبك!"**
حاول الرجل أن يتراجع، لكن جارح لم يمنحه فرصة، وقبل أن يتمكن من سحب غيم كدرع، انطلقت رصاصة. شهقت غيم وهي تشعر بجسده يصطدم بها بقوة، لم تفهم ما حدث حتى رأت الدماء تلطخ قميصه الأبيض، فصرخت بفزع:
"جااااارح... حاسب!"
مدت يديها نحوه برعب، لكنه لم يسقط، ظل واقفًا، يحدق في الرجل الذي بدأ يتراجع بخوف. في اللحظة التالية، كان حراس جارح قد اقتحموا الغرفة وهم يصوبون أسلحتهم، فأردف جارح بصوت بارد لكنه محمل بالغضب القاتل:
"امسكوه… قبل ما أفقد أعصابي وأخلص عليه بنفسي.. بس جسما بالله، لـ هحليه يتمنى الموت ومش هيلاجيه! هعلمه إزاي يتجرأ ويلمس مرت جارح الأسيوطي!"
ألقى كلماته بصوت متحشرج بالألم لكنه لم يسمح لنفسه بالسقوط. نظرت إليه غيم، عيناها تملؤهما الدموع، تراه يتألم لكنه لا يظهر ضعفه. مد يده إليها، وعندما أمسكت بها، همس بصوت منخفض بالكاد تسمعه:
"إنتي كويسة؟"
هزت رأسها، دموعها تنهمر، لكنه لم يكن قادرًا على الثبات أكثر... شحب وجهه أكثر، انحنت ركبتاه، ثم سقط أمامها فجأة. شهقت غيم، ركعت بجانبه، وهتفت بصوت مختنق:
"جاااارح... اطلبوا الإسعاف بسرعة! جارح بيموت!!"
القت غيم كلماتها ببكاء وفي صباح يوم جديد وقفت غيم أمام غرفة العمليات، جسدها متصلب... قدماها لا تستطيعان حملها، ودموعها تنهمر دون توقف. لم تفهم أي شيء مما يجري و الأصوات حولها مشوشة و الأطباء والممرضات يركضون والأوامر تتطاير في الهواء والباب الكبير مغلق أمامها كأنه يفصلها عن الحياة فـ وضعت يدها على فمها تحاول كتم شهقاتها عيناها معلقتان بذلك الباب وكأنها تنتظر أن يخرج منه أحد يخبرها أنه بخير... أنه لم يمت.. أن كل هذا مجرد كابوس وستستيقظ منه قريبا: 
لازم يكون بخير... مستحيل يموت...لع.. مستحيل يموت اكده... يارب.. يارب ساعده يارب
كانت تهمس بهذه الكلمات لنفسها كأنها تحاول تصديقها لكن الواقع كان أقسى من أن يطمئنها ولم تشعر بمرور الوقت حتى وجدت يدا تربت على كتفها واستدارت فوجدت والدتها أمامها و ملامحها يكسوها القلق، وبصوت متهدج اردفت :
غيم... لازم تيجي معانا حالا... مفيش وجت.. انا مش هسيبك اهنيه اكتر من اكده..كفايه بجا قله قيمه.. انتي هتيجي معايا 
نظرت إليها غيم بعينين غارقتين بالدموع، تحاول استيعاب كلامها لكنها لم تجد أي معنى للهروب الآن و هزت رأسها برفض وهمست:
مش هسيبه... أنا السبب في ال حوصله... مش هبعد عنه دلوجتي وهو في الحاله دي و
لكن قبل أن تتمكن والدتها من الرد كان فارس قد ظهر فجأة، يقف أمامها بحزم عينيه تراقبانها بحدة وهو يقول بصرامة:
مش هتروحي في أي حتة... يا حجه.. بنتك دلوجتي مرت جارح... ومينفعش تتحرك من اهنيه غير بأذن جارح.. وطول ما جارح تعبان انا دلوجتي المسؤول عن كل حاجه.. فبلاش نزود المشاكل احسن كفايه ال بيوحصل 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
نظرت إليه غيم بارتباك ثم إلى والدتها التي بدت متوترة لكن فارس لم يسمح لها بأي فرصة للحركة. ألقى نظرة سريعة على ممر المستشفى وكأنه يتوقع وصول أحدهم. ولم تمر سوى لحظات حتى وصلت الجدة ومعها لؤلؤ، والغضب يشتعل في أعينهما فـ تقدمت الجدة نحو غيم وبدون أي مقدمات، رفعت يدها وصفعتها بقوة على وجهها جعلتها تتراجع خطوة للخلف بصدمة قبل أن تتبعها لؤلؤ بصفعة أخرى على الجانب الآخر وهي تصرخ:
كل ده بسببك! انتي نحس انتي سبب المصايب ال حوصلت لجارح.. جسما بالله ما هسيبك.. انا هجتلك وارتاح منك.. كفايه عليكي اكده بجا... انا هخلص منك 
شهقت غيم ووضعت يدها على وجنتها وهي تشعر بحرارة الألم تنتشر في وجهها. عيناها الواسعتان تحملان الدهشة والرعب، لكن قبل أن ترد، كان فارس قد اندفع واقفا بينهن، يمنع أي محاولة أخرى للاعتداء عليها مرددا: 
"كفاية! مش هسمح لحد يمد إيده عليها تاني.. انتي اصلا بتمدي ايدك عليها بصفتك اي يا لؤلؤ... انتي ناسبه نفسك ولا اي عاد... انتي كمانزعملتي مصايب كتير جوي واولهم مصيبتك مع شمس ال منعرفش راحت فين لحد دلوجتي... فـ الزمي حدودك احسن 
نظرت إليه الجدة بحدة، لكن فارس لم يتحرك، ظل ثابتًا في مكانه يحمي غيم بجسده، وكأنها أصبحت تحت حمايته الآن وفي هذه اللحظة، انفتح باب غرفة العمليات قليلًا، وخرج منه طبيب، لتلتفت جميع الأنظار نحوه بترقب فأردف الطبيب: 
الحمد لله الحاله مستقره وهو دلوجتي هيروح اوضه عاديه وشويه وهيفوق  .. حمد لله علي سلامته 
القي الطبيب كلماته وذهب فـ رفعت غيم يديها للسماء ودموعها لا تزال تنهمر، وهمست بخشوع:
الحمد لله... الحمد لله أنك نجيته يا رب... شكرا يا رب
القت غيم كلماتها وظلت بجواره طوال الليل عيناها لم تفارقه للحظة ممسكة بيده كأنها تخشى أن يرحل فجأة. وحين بدأ يتحرك قليلا شهقت واقتربت منه أكثر، حتى فتح عينيه ببطء و نظر إليها نظرة غامضة ثم سأل بصوت مبحوح:
إنتي كويسة؟
ابتسمت رغم الدموع وهتفت بهدوء:
أنا كويسة... بس إنت... أنا آسفة... كل ده حوصلك بسببي.. بس حسما بالله ما اعرف كل دا من اي زلا مين دول... انا والله ما ليا ذنب في ال حوصل  
تغيرت ملامحه في لحظة ونظرة قاسية حلت محل الإرهاق مرددا: 
انا معملتش اكده علشان بحبك... أنا انقذتك علشان أنا ال هعذبك بنفسي مش حد تاني
ابتلعت غيم ريقها بصعوبة، لكنها لم ترد عليه، فقط همست بهدوء:
"مش مهم... المهم إنك بخير وبس 
القت غيم كلماتعا ثم تحركت لتعدل وسادته واقتربت منه أكثر  حتى أصبح أنفاسها مختلطة بأنفاسه ونبضاتها تتسارع وعندما التقت عيناها بعينيه شعرت بحرارة وجهها فابتعدت بسرعة وهي تتهرب من نظراته قائلة بصوت مضطرب:
كنت بس بعدلك المخدة...علشان ترتاح وتجعد كويس 
ظل جارح يحدق بها بصمت بينما هي لم تجرؤ على النظر إليه مرة أخرى وفي يوم جديد كان يقف جارح أمام المرآة عاري الصدر يحاول ارتداء قميصه لكنه لم يستطع بسبب إصابته فـ زم شفتيه بغيظ وعندما حاول رفع يده شعر بألم طفيف ودخلت غيم بتوتر وتوقفت للحظة وهي تراه بهذا القرب لتتدفق ذكريات الليلة التي غيرت كل شيء بينهما..الليله التي اقام معها علاقه بالغصب فـ ارتجفت دون إرادة لكن سرعان ما تماسكت وهمست:
اسمحلي... أساعدك؟! 
لم يرد فقط سمح لها بالاقتراب فـ أخذت القميص منه، وبدأت في إلباسه  بحذر وأطراف أصابعها تلامس بشرته دون قصد و أنفاسها اضطربت عندما شعرت بقربه الشديد وحين رفعت رأسها وجدت عينيه معلقتين بها للحظة وساد صمت ثقيل حتى شعرت بقلبها يضرب بقوة فتراجعت سريعا وهي تهمس بتوتر:
خلاص... اكده تمام خلصت 
وقبل أن يرد  جارح انفتح الباب فجأة ودخلت امرأة متوسطة العمر بملامح قوية وابتسامة واسعة و هتفت بسعادة:
ياااه يا جارح واحشتني يا ولد أخوي 
هرعت نحوه تعانقه بقوة، بينما غيم وقفت في مكانها، تراقب المشهد بصمت وبعد فتره داخل مكتب جارح في احدي شركاته كان يجلس جارح خلف مكتبه وصابعه تدق سطح الخشب بإيقاع متزن بينما ملامحه جامدة كالصخر وأمامه وقف فارس يداه في جيبيه وعيناه تحملان شيئا من التردد قبل أن ينطق بنبرة هادئة:
غيم كانت خايفة عليك جوي وانت في العمليات... مكنتش عايزه تتحرك من جدام الباب لحظة واحده.... كانت زي الملهوفة بتبكي وبتدعي ربنا ينجيك.. مش عارف ليهزحاسس ان فيه سر في موضعها.. مش مقتنع انها ممكن تكون جتلت عصام بس يمكن احساسي غلط... هي بنفسها اععرفت انها جتلته 
توقفت أصابع جارح عن الحركة لثانية عيناه ظلتا معلقتين بالأوراق أمامه لكنه لم يرفع رأسه  بل اردف ببرود واضح:
خلينا في المهم... مين ممكن يكون خطفها؟
زفر فارس بضيق، لكنه أدرك أن هذا هو جارح لا يسمح لمشاعره بالظهور بسهولة لذا لم يعلق على تجاهله لموضوع غيم و هتف بجدية:
أكيد فيه حد ليع عدواة معانا... بس عداوه مش سهله ال يخليه يعمل اكده.. ال كانوا عايزين يعملوه انتجام بغل وحقد.. لو شمس ليها اهل كنت جولت ان اهلها بس مستحيل علشان هي ملهاش حد... تفتكر مين ممكن يكون جتلهع ودفنها في بيت عصام... اكيد مش عصام هو ميعملش اكده دا كان بيحبها جوي
رفع جارح عينيه أخيرًا نظراته كانت تحمل شيئا غامضًا قبل أن يهز رأسه موافقًا:
غيم مينفعش تعرف عن شمس حاجة دلوجتي حالا.. مينفعش تعرف انها كانت مرت عصام و
وقبل أن يضيف أي شيء آخر انفتح باب المكتب ودخلت السكرتيره وهي  تحمل في يدها ظرفا مغلقا ومدّته نحو جارح واردفت:  
نتايج التحاليل ال عملوها لحضرتك ومدام غيم  وجت ما كنتوا في المستشفى وصلت.. اتفضل 
أخذ جارح الظرف منها بلا تردد و فتحه ببطءوعيناه بدأت تتنقل بين السطور المكتوبة في البداية.... لم يظهر أي تغيير على ملامحه لكن فجأة اتسعت عيناه وقبضته شدت على الورقة حتى كادت تتجعد بين أصابعه ورفع رأسه ببطء وصوته خرج منخفضا لكنه مشحون بالغضب القاتل مرددا :
غيم... حامل وفي اربع شهور ازاي ومن مين..وازاي كانت بنت بنوت لما لمستها..يعني اي كلام اخوي كان صوح...جسما بالله لهجتلك يا غيم و
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
كان الجميع جالسا حول مائدة العشاء و الأطباق تتوسط الطاولة ورائحة الطعام تملأ المكان... جو ثقيل... صمت غريب يخيم  وكأن كل شخص غارق في أفكاره. حتي قطعت العمة رجاء الصمت بصوتها الواضح مردده: 
أنا مش مستوعبة لسه… عصام مات اكده فجأة ازاي يا ولاد.. وليه مجولتوش وجتها علشان اجي 
نظر الجميع لبعضهم البعض ثم اردف  فارس بسرعة:
كانت حادثه… حادثه يا عمتي 
أومأت العمة ببطء، لكن نظرتها كانت تحمل تساؤلات أخرى، ثم هتفت  فجأة:
"طب وشمس؟ هما كانوا لسه متجوزين ولا طلجها قبل ما يموت؟
سقطت الشوكة من يد غيم على الطبق وأصدرت صوتا حادًا و حدقت في العمة بدهشة، ثم نظرت إلى الجميع كأنها تنتظر إجابة مردده :
عصام …هو عصام كان متجوز؟!"
ساد الصمت للحظات، وكأن الزمن توقف ثم تبادل الجميع النظرات غير قادرين على إيجاد رد مناسب حتي نهض جارح وامسك بيديها مرددا: 
بعد اذنكم.. انا عايز غيم في حاجه مهمه... يلا 
وبعد فتىه وبمجرد أن أغلق جارح باب غرفته خلفه بقوة استدارت غيم نحوه بفزع، لكن قبل أن تتحرك، كان قد أمسك بذراعها بعنف وسحبها نحوه ونبرته حادة كالنصل:
انتي مخبية إي؟ مين الشاب ال كنتي بتخوني عصام معاه.. اتكلمي.. جولي مين دا 
نظرت إليه بصدمة وكأنها لم تصدق ما تسمعه ثم دفعته بعيدا بكل ما أوتيت من قوة لكنها لم تحركه قيد أنملة وهتفت بصوت مرتجف لكنه لا يخلو من الغضب مردده: 
إنت اتجننت؟ خيانة إي ال بتتكلم عنها دي... بعد كل دا جاي تجول اني خاينه... انا مش خاينه.. انا مكنتش اعرف حد.. حرام عليك بجا كفايه 
نظر جارح اليها بضيق وهو يرد ببرود:
متلعبيش دور الضحية.... عصام مات وهو شايل الهم بسببك  وإحنا عارفين إنك كنتي مع حد تاني.. بطلي كدب بجا هتفضلي تكدبي اكده لامتي 
شهقت غيم و عيناها تمتلئان بالغضب والذهول في آن واحد  قبل أن تصرخ بانفعال:
إنتوا ال كدابين مش انا.... ليه محدش جالي إنه كان متجوز؟ ومين شمس دي؟ فينها هااا..  ومخبين عني اي تاني وسابته ليه 
تجمدت ملامح جارح للحظة.. لكن صوته ظل قاسيا وهتف :
شمس هربت من عصام من زمان جوي ومحدش مننا غرف مكانها وعصام طلجها غيابي 
ضحكت غيم بسخرية مريرة واردفت: 
لع... دي مش هربت… دي أكيد جثتها ال شوفتها وإنتوا أكيد ال جتلتوها... انتوا ال جتلتو شمس علشان متظهرش حقيقه اخوك انه عاجز
زم جارح فكه بقوة اقترب منها حتى أصبحت على بعد خطوة واحدة منه. نبرته انخفضت لكنها حملت تهديدا خفيا: 
هو إحنا جتالين جتلة علشان تجولي اكده... احنا مجرمين يعني ولا اي 
ارتجفت غيم  لكن عيناها كانتا ثابتتين وهو ترد بقوة:
عصام كان عاجز.. عااجز.. اخوك مش راجل ومش بس اكده وجليل الربايه وميعرفش اي احترام... دا هددني انه هيفضحني.. وانا جسما بالله ما عملت حاجه 
سرت رجفة باردة في جسد جارح ونظراته تراجعت للحظة لكنه سرعان ما استعاد صلابته، بينما تابعت غيم بصوت مختنق:
كان عارف إنه مش راجل… كان فاكر إني هسطت ومش هتكلم وفي الآخر… جاب واحد اسمه شفيق… علشان.. علشان ميتفضحش جدامك.. اخوك جليل الربايه والنخوه كان عايز واحد تاني يعنل معايا اكده علشان محدش يجول عليه انه مش راجل 
القت غيم كلماتها وهي تبكي بشده وظل جارح صامتا ملامحه متجمدة لكن أصابعه قبضت على يده بقوة كأنه يقاوم شعورا غريبا تسلل إلى داخله و نظر إليها للحظات طويلة قبل أن يقول بصوت منخفض: 
طيب اهدي... اهدي وبطلي عياط... انا نازل اشوف عمتي 
القي جارح كلماته وذهب وبعد فتره وقف جارح في الحديقة يحدق في الفراغ بينما يسحب نفسا عميقا من سيجارته وكأنه يحاول استيعاب ما حدث وبجواره كان فارس يراقبه بصمت قبل أن يهتف بنبرة جادة:
إنت مش على بعضك ليه عاد … مالك في اي 
نفث جارح الدخان ببطء ثم زفر قائلا بصوت منخفض:
مش عارف… مش عارف إي ال حصولي وأنا واقف قدامها وهي بتتكلم… كنت داخل عايز أواجهها و كنت مقتنع إنها خاينة، لكن.. صعبت عليا… كانت بتعيط و كانت منهارة وكلامها… مكنتش كدابه حسيت إنها فعلا مكنتش بتخونه مش عارف ازاي 
عقد فارس ذراعيه أمام صدره و نظر إليه بتمعن قبل أن يردف بنبرة هادئة :
وجبت سيرة تقرير الحمل ولا لع... جولتلها حاجه عن الحمل ولا سألتها 
هز جارح رأسه سريعا وكأنه يدفع الفكرة بعيدا عنه:
لع.. مجدرتش... حسيت إن الموضوع أكبر من اكده وحاسس إن عصام كان بيكدب علينا كلنا.. اصل شمس ماتت ازاي.. ما يمكن يكون كلام غيم صوح وان اخوي كان عاجز بس ال مش جادر استوعبه هو موضوع انه جابلها واحد اسمه شفيق علشان يعمل معاها اكده... مستحيل عصام يعمل حاجه زي دي وكمان لحد دلوجتي مش عارفين مين خطف غيم ولا فاهمين اي حاجه من ال بتوحصل 
رفع فارس حاجبه بدهشة ثم اردف بسخرية خفيفة:
يعني فجأة بطلت تشوفها خاينه.. انا حاسس انك بجيت متعاطف معاها
صمت جارح لوهلة ثم تمتم:
أنا مش هجيب سيرة الحمل غير لما أتأكد… حاجة جوايا بتجولي إن الموضوع مش زي ما إحنا فاكرين 
نظر إليه فارس نظرة عميقة ثم ضحك ضحكة قصيرة خالية من المرح قبل أن يقول مباشرة:
ولا علشان بدأت تحبها؟"
تجمد جارح للحظة وعينيه ضاقتا وهو يلتفت إليه بسرعة ونبرته حملت تحذيرا:
متتكلمش في ال متعرفوش يا فارس.. حب اي عاد وكلام فاضي اي هو انت ناسي انها هي ال جتلت اخوي 
لكن فارس لم يتراجع بل اقترب منه واردف:
انت نفسك عارف ان المشكلة مش في إنك بدأت تحبها المشكلة إنك شايفها جاتلة... وإنك مش جادر تتجاوز ده. ان هي ال جتلت عصام 
لم يرد جارح فقط نظر إلى الأرض و فرك جبهته بيده وكأنه يحاول إخراج الفكرة من رأسه. لكن قبل أن يتمكن من قول شيء، جاءهما صوت أنثوي مرح من الخلف:
اي الأسرار ال بتتكلموا فيها لوحدكم 
التفتا ليجدا لؤلؤ تقترب منهما وعيناها تتنقلان بينهما بفضول واضح وابتسامة خفيفة ترتسم على شفتيها، لكنها لم تخف فرفع فارس حاجبه قائلا بضيق :
خير ان شاء الله.. في اي يا لؤلؤ ... مالك 
لؤلؤ بضيق: 
عمتي عايزاك يا فارس.. رزح شوفها علشان بتجول انها عايزاك ضروري 
تنهد فارس بضيق وذهب فاقتربت لؤلؤ من جارح واردفت: 
ما تجولي بصراحه.. اي الحكايه.. هتفضل تنتجم منها لامتي بجا ان شاء الله.. ومش راضي تجتلها لحد دلوجتي 
ابتعد جارح قليلا واردف بصوت حاد: 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
علشان انا حر وانا عارف كويس حوي انا بعمل اي.. ولؤلؤ.. انا مش هسكتلك كتير.. كفايه اكده والزمي حدودك مع غيم حتي جدام الخدم.. متفمريش اني عديت ال عملتيه فيها جدام الخدم وانك مديتي ايدك عليها 
نظرت لؤلؤ بعصبيه واردفت بغضب: 
بجد والله؟! انا ال الزم حدودي معاها يا جارح.. انت مستوعب ال بتجوله.. بتدافع عن ال جتلت اخوك وبتهددني يا جارح.. بتهددني انا وانت عارف اني بحبك 
تنهد جارح بعصبيه وهتف: 
اه.. جولي اكده بجا.. بحبك... انتي من زمان وانتي بتلمحي للحكايه دي ومتفجه مع الحجه علي اكده صوح.. اننا نتجوز... بس انا مش موافج يا لؤلؤ... انتي زي اختي.. انا مش بحب حد 
 تقدمت لؤلؤ خطوة ثم همست بصوت مرتعش:
انا بحبك ومجدرش أعيش من غيرك يا جارح 
لم يرد جارح... فقط ظل ينظر إليها بنظرة قاسيه فـ مدت يدها تلمس ذراعه بحذر محاولة كسر المسافة القاسية التي وضعها بينهما ثم تابعت بصوت يحمل رجاء: 
كل ال عملته كان علشانك… كل حاجة يا جارح… أنا مكنتش عايزة أأذي حد... غصب عني والله غصب عني جسما بالله 
أبعد جارخ يدها عنه بهدوء  ثم رد بصوت حاد :
كان زمان... كلامك دا كان ممكن اصدجه زمان لكن دلوجتي خلاص.. خلصنا 
رفعت لؤلؤ عينيها نحوه سريعا، وكأنها لم تصدق ما سمعته، ثم تمتمت بصوت متهدج:
نعم؟! يعني اي 
نظر إليها جارح ببرود كأنه يطعنها بكلماته قبل أن يضيف بحزم:
الكلام دا كان ممكن يوحصل زمان… قبل ال عملتيه… انتي جطعتي كل حاجة بينا ولو انتي نسيتي فـ انا مستحيل انسي...مستحيل انسي اي حاجه عملتيها  فخلينا إخوات احسن يا لؤلؤ 
اتسعت عيناها برعب ثم هزت رأسها بعنف وكأنها تحاول رفض الواقع قبل أن تهمس:
"لع… لع.. متجولش اكده بالله عليك يا جارح … انت بتحبني انت دايما كنت بتحبني!
نظر إليها للحظة بصمت، ثم اردف ببطء، كأنه يريدها أن تستوعب كلماته جيدا:
يمكن كنت بحبك زمان او كنت ببدأ احبك … بس مش دلوجتي مش بعد ال حوصل.. انتي نهيتي كل حاجه بينا وبجولك للمره الاخيره.. انسي اي حاجه ممكن توحصل بينا.. علشان انتي محرمه عليا يا لؤلؤ... حتي حبك ونظراتك ولمساتك كلها محرمه عليا 
تساقطت دموعها لكنها تجاهلتها وهي تقترب منه مرة أخرى، وكأنها تتوسل إليه ألا يسحق ما تبقى من أملها واردفت: 
غصب عني يا جارح… والله غصب عني… حتى ربنا بيسامح 
 ردد جارح بصوت خالي من أي عاطفة :
انا مش ربنا… أنا إنسان عادي… ومش بسامح... حاولت كتير جوي بس معرفش.. والله ما عرفت للاسف... مش خسامحك يا لؤلؤ.. وال حوصل بينا يتنسي مش عايز حد يعرفه زي ما انا حافظت علي سرك انتي كمان حافظي علي ال باجي من علاقتنا وانسي 
القي جارح كلماته وذهب صباح جديد...وفي صباح يوم جدبد استيقظ فارس من نومه ممددا على السرير وهو عاري الصدر يتمدد بكسل وهو يمرر يده في شعره لم يعتدل حتى فتح باب الغرفة بهدوء ودخلت نرمين بخطوات خفيفة قبل أن ترتمي بين ذراعيه وتحضنه بقوة هامسة بصوت ناعس:
خليك معايا النهارده باللع عليك... مش عايزة أكون لوحدي.. انت بتوحشني جوي يا فارس 
تنهد فارس وهو يضع يده على كتفها ليبعدها قليلا ثم اردف بنبرة هادئة لكنها حازمة:
مينفعش مش عايز حد يشك في علاقتنا يا نرمين... مش وجته خالص اصلا 
رفعت نيرمين رأسها ونظرت إليه بعينين معاتبتين قبل أن ترد بغضب مكبوت:
هو انت ناوي تفضل اكده لحد امتى؟ إمتى هتجول لأهلك إننا متجوزين يا فارس 
زفر فارس بضيق ثم ابتعد عنها قليلا وهو يمرر يده على وجهه بتوتر قبل أن يهتف :
هحاول أفتح الموضوع بس لما ألاجي الوجت المناسب ال هو مش دلوجتي خالص 
قطبت نرمين حاجبيها واشتعلت نبرتها بالغضب ورددت :
وجت مناسب؟! أنا تعبت من كل ده يا فارس... مش جادرة أعيش كأني عامله مصيبه..وانا فعلا عامله مصيبه .. مش طادرة أكون مجرد واحدة زي العشيجه بالظبط 
كانت كلماته التالية كالصاعقة فصرخ بها دون تفكير وهو ينظر إليها بعينين غاضبتين:
انتي عايزاني أروح أجول لأهلي إني اتجوزت بنت الراجل ال بيشتغل عندنا.. ومش اي راجل كمان دا سرجنا وكان بيخونا وبينقل اخبارنا لاعدائنا.. يعني مش واحد امين مثلا علشان اروح اجري اجولهم اني اتجوزت بنته 
تجمدت نرمين في مكانها وكأن صفعة قوية هوت على وجهها بينما أكمل فارس بحدة:
فاكرة إنهم هيوافجوا بسهولة؟ فاكرة إن ده سهل صوح... دي جدتي ممكن تجتلك في ثانيه من غير ما يرفلها جفن ولا حتي تحس بالذنب للحظه واحده.. دا ال انتي عايزاه يوحصل يا ست نرمين 
نظرت نرمين إليه بعيون ممتلئة بالخذلان بينما ارتدى قميصه بسرعة وألقى عليها نظرة أخيرة قبل أن يغادر الغرفة بعصبية صافقا الباب خلفه فـ وقفت نرمين للحظات تحاول استيعاب ما حدث قبل أن يرن هاتفها فجأة فـ نظرت إلى الشاشة للحظات ثم ضغطت على زر الإجابة وهتفت :
ايوه... ايوه حضرتك أنا نرمين شفيق اتفضل و 
اما عند جارح  دخل إلى غرفته بعد إنهاء تمارينه الرياضية وقطرات العرق لا تزال تلمع على عضلاته المشدودة فـ رفع يده ليمسح جبينه لكنه فجأة اصطدم بغيم التي شهقت وهي تتراجع خطوة للخلف بعدما كادت تسقط فمد يده سريعا وأمسك بذراعها ليمنعها من السقوط لكنه توقف للحظة عندما أدرك وضعهما.... غيم كانت تخرج من الحمام و منشفة بيضاء تلتف حول جسدها المبلل وخصلات شعرها تتناثر على كتفيها وهي تحدق فيه بصدمه وأنفاسها متقطعة وعيناها الواسعتان تلمعان بارتباك بينما حرارة الماء الساخن لا تزال تسري في بشرتها المتوردة أما جارح فظل جامدا للحظات وهو ينظر إليها بنظرات داكنة وصدره يرتفع وينخفض مع أنفاسه الثقيلة.... كان يستطيع شم رائحة الصابون المنعشة التي تعبق حولها ورؤية قطرات الماء التي تتسلل من أطراف شعرها وتنساب ببطء على رقبتها وكتفيها فـ مرر جارح لسانه على شفتيه الجافتين دون وعي بينما قبضت أصابعه لا إراديا على ذراعها كأنه لا يستطيع التراجع لكن غيم شعرت بحرارة نظراته فجفلت قليلا وهمست بصوت متوتر:
سيبني يا جارح
انتفض جارح كأنها أفاقته من دوامة أفكاره فأبعد يده بسرعة وكأنه لمس نارا محرقة ثم أدار وجهه وهو يزفر بحدة يحاول استعادة هدوئه وبعد ثواني من الصمت المشحون تراجع للخلف وهو يمسك بمنشفة أخرى ألقاها نحوها بوجه متجهم واردف بصوت أجش:
البسي بسرعة… وبطلي تمشي في الأوضة بالمنظر دا.. مينفعش اكده 
احمر وجه غيم وهي تمسك بالمنشفة دون أن تنظر إليه ثم استدارت متجهة إلى الخزانة في حين مرر جارح يده في شعره بعصبية وهتف: 
علي العموم… جوز عمتي رجاء وبنته جايين من السفر دلوجتي… لازم ننزل علشان نسلم عليهم ومش عايزهم يحسوا باي حاجه 
نظرت إليه غيم أخيرا ولا تزال متوترة مما حدث لكنها عقدت حاجبيها وسألته بهدوء:
يعني اي؟! 
تنهد جارح وهو يضغط على أسنانه قليلًا قبل أن يردف بلهجة جادة:
يعني لازم نبان كويسين جدامهم… هو بالنسبالي زي أبوي بالظبط وانا بحبه 
ابتلعت غيم ريقها بصعوبة ثم أومأت ببطء قائلة:
تمام.. خمس دجايج بس هلبس وانزل 
القت غيم كلماتها وبعد فتىه هبطت الدرج مع جارح وهي تشعر بالتوتر من الموقف السابق لكن حاولت أن تبدو طبيعية وعندما وصلا كان هناك رجل ضخم البنية ذو شارب كثيف وعينين حادتين يقف بجوار فتاة شابة تبدو في أوائل العشرينات فـ ابتسم جارح قليلا وهو يقترب منهما ثم وضع يده على كتف الرجل قائلاً:
غيم… دا جوز عمتي رجاء.. الحج مسعود 
تجمدت غيم في مكانها واتسعت عيناها بصدمة، وكأنها تلقت صفعة قوية وشعرت أن الأرض تهتز تحت قدميها وأن الهواء قد اختفى من حولها وارتجفت شفتاها قبل أن تهمس بصوت مذعور:
مـ... مسعود؟!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
كانت السفرة ممتلئة بأشهي الاطباق ، والأجواء تعج بالكلام والضحكات لكن غيم لم تكن قادرة على التركيز عيناها لم تفارق مسعود وتشعر بذلك التوتر الذي يخنقها كلما التقت نظراتها بنظراته بالرغم انها لم تعرفه ولكنها شعره بغصه في قلبها عندما رأته وفجأة انفتح الباب ودخلت فتاة شابة في منتصف العشرينيات ذات ملامح جميلة وابتسامة مشرقة وبمجرد أن وقع نظرها على جارح انطلقت نحوه بلهفة مردده: 
-جارح واحشتني جووي... عامل اي واخبارك اي 
القت الفتاه كلماتها وهي تحيطته بذراعيها في عناق دافئ بينما هو ابتسم ووضع يده على ظهرها بحنان فـ نظرت غيم إليهما بصدمة و لم تفهم من هذه الفتاة أو ما الذي يجمعها بجارح لكن الإجابة لم تتأخر كثيررا عندما وضعت عمته رجاء  كوب الشاي على الطاولة واردفت بحماس:
- ها يا ولاد.. ناوين نعمل الخطوبة إمتى بجا ان شاء الله 
عقدت غيم  حاجبيها بعدم استيعاب ورددت: 
-خطوبة إي عاد.. خطوبه مين هو فيه  حد هيتجوز
وهنا تدخلت الجدة ناظرة إليها بتحدي مردده :
-خطوبة جارح وبنت عمته سهام... إحنا متفجين من زمان إنهم يكونوا لبعض
تجمدت غيم مكانها،ط وكأن أحدهم سحب الهواء من حولها و نظرت إلى جارح لكنها لم تجد في وجهه أي اعتراض أو إنكار مما جعل الألم يعتصر قلبها أكثر.... لم تحتمل البقاء فاندفعت خارجا إلى الحديقة والدموع تتسابق على خديها ووقفت بجوار إحدى الأشجار تحاول كتم شهقاتها لكن لم تمضي لحظات حتى سمعت صوتا مألوفا يقترب منها والتفتت فوجدت لؤلؤ تنظر إليها بنظرة منتصرة وهتفت'
- "شوفتي؟! أديكي خسرتي كل حاجة.. جوزك عصام ال جتلتيه بيدك وجارح والعيله... انتي غبيه جوي يا غيم فاكره ان جارح ممكن يحب البنت ال جتلت اخوه.. مستحيل انتي بالنسباله مجرد واحده رخيصه ملهاش اي لازمه هتاخدي فترتك وهيرميكي زي الكلبه بره البيت دا لو مجتلكيش اصلا... صدجيني انتي موتك هيكون علي ايد جارح 
ابتلعت غيم غصتها لكنها لم تستطع الرد ولا تعلم ما عذا الشعور ولماذا كل هذا الحزن.. فهي تعلم جيدا ان جارح لم يصبح لها اذا لماذا تفعل هذا ظلت غيم تفكر كثيرا ختي قاطعها صوت رنين هاتفها وعندما اجابت ذهبت من البيت فورا وبعد فتره دخل جارح إلى غرفته بخطوات سريعة يبحث بعينيه عن غيم لكنها لم تكن هناك. تجول في المكان للحظات ثم أخرج هاتفه وحاول الاتصال بها لكن هاتفها كان مغلقا فـ حاول مرة ثانية... ثالثة... لكن بلا جدوى فـ زفر بضيق وشعر بقلق غريب يتسلل إلى صدره لم يفهم سببه تماما، لكنه لم يحبذ فكرة اختفائها هكذا بينما كان يعيد المحاولة، انفتح الباب فجأة ودخلت سهام بابتسامتها الدافئة وهي تميل برأسها قليلا قائلة بنبرة مرحة:
بتدور على مرتك ولا اي عاد ؟ شكلها زعلت جوي من موضوع الخطوبة معرفش ليه
نظر إليها جارح للحظة ثم زفر بضيق ووضع الهاتف جانبا دون أن يرد وتقدمت سهام بضع خطوات نحوه وعيناها تتأمله بحب واضح وهي تهمس:
أنا كنت مستنيه اللحظة دي من زمان... مستنيه اليوم ال نبجى فيه لبعض زي ما اتفجوا أهالينا... أنا عمري ما شوفت راجل في حياتي غيرك وجلبي عمره ما حب غيرك وأنت عارف  دا كويس جوي 
القت سهام كلماتها وهي تقترب أكثر محاولة لمس يده لكنه انسحب بهدوء وأبعدها دون قسوة  ناظرا إليها بجدية وهو يهتف بنبرة واضحة:
سهام... أنا متكلمتش تحت علشان ميوحصلش إحراج جدام العيلة، بس متنسيش إني متجوز
اتسعت عيناها قليلا، قبل أن ترتسم على شفتيها ابتسامة ساخرة وهي ترد بنبرة واثقة:
جواز إي يا جارح؟ جوازك دا مجرد عقد ورج بس وكلنا عارفين إنك اتجوزتها بس علشان هي ارمله اخوك ودي عادتنا ، مش علشان بتحبها اتا عارفه زين انك مستحيل تحبها والبنت الوحيده ال حبيتها كانت جميله.. جنيله ال احنا منعرف حتش شكلها اي وانت جولت انك نسيتها من زمان جوي 
ضغط جارح فكيه لكنه لم يرد لم يكن بحاجة إلى أن يبرر أي شيء لكنه لم يحب الطريقة التي تتحدث بها عن غيم وقبل أن يتمكن من قول أي شيء انفتح الباب مرة أخرى ودخل فارس وهو ينظر إلى كليهما بنظرة غامضة قبل أن يقول لجارح بجديّة:
عندنا شغل مهم جوي لازم تيجي حالا دلوجتي 
تبادل جارح نظرة سريعة مع سهام التي لم تظهر أي انزعاج، بل ابتسمت بثقة وكأنها متأكدة أن الزمن سيجمعهما مهما حدث. أما هو فتنهد بصمت وغادر الغرفة خلف فارس، تاركا وراءه أفكارا مبعثرة ومشاعر لم يقرر بعد كيف يتعامل معها وبعد منتصف الليل وقف جارح في الحديقة... وجهه متجهم وهو يرمق الحراس بنظرة نارية مرددا :
يعني إي مش لاجينها؟ مش دي شغلتكم؟
تحاشى الرجال النظر إليه و تمتم احدهم بتوتر:
دورنا في كل مكان يا بيه والله العظيم... بس ملهاش أثر نهائي 
زم جارح شفتيه بغضب وقبضته اشتدت وهو يفكر أين قد تكون ذهبت لكن قبل أن ينفجر فيهم أكثر لمحت عيناه حركة عند بوابة القصر فـ التفت بسرعة ليجدها أخيرا تنزل من تاكسي و خطواتها مترنحة وشعرها مبعثر وعيناها نصف مغمضتين.... توقف الزمن للحظة وهو يراها تترنح هكذا  ثم تقدمت خطوة وكادت تقع لولا أنه كان أسرع منها أمسك بذراعها بثبات وهو يهتف بحدة:
إنتي مالك؟ كنتي فين؟ واي الحاله ال انتي فيها دي عاد.. يخربيتك انتي اي ال انتي عاملاه في نفسك دا
رفعت غين رأسها ببطء و نظرت إليه بعيون زائغة ثم ابتسمت بسخرية واردفت :
مالك خايف عليا ليه؟ ولا لع.. هتلاجيك خايف علي اسم عيلتك بس... ازاي مرت حارح الاسيوطي ترجع بعد نص الليل في الحاله دي.. مش دا ال انت خايف منه يا بيه 
ضيق جارخ عينيه... لم تعجبه نبرتها ولم تعجبه رائحتها أيضا فـ  أمسك بذقنها برفق ثم حملها وصعد الي غرفته وبعد دقائق وضعها علي الارض فوقفت امامه وهي تتشبث في ملابسه حتي لا تفقد توازنها واردف هو بحده: 
غيم...انتي كنتي فين؟
ضحكت بخفوت وكأنها لا تبالي بما يحدث حولها ثم اقتربت أكثر رفعت يدها تلامس ياقة قميصه بأصابعها الباردة وهمست بصوت ناعم:
جارح... ليه كل ما أقرب منك تبعد؟ إنت بتبعد عني ليه عاد؟ هو أنا وحشة
تشنج جسده ز قبض على رسغها بلطف وأبعد يدها عن صدره ثم زفر محاولا السيطرة على نفسه:
غيم... انتي مش في وعيك... لازم ترتاحي.... انا مش فاهم انتي شربتي إيه خلاكي اكده ومين شربك اصلا.. انتي مجنونه جسما بالله 
ضحكت غيم مجددا، لكنها لم تتراجع بل تقدمت أكثر حتى تلاشت المسافة بينهما و همست بصوت محمل بشيء أخطر من السكر:
أنا واعية... واعية جوي كمان وحاسة بكل حاجة جوايا. إنت ال مش حاسس  حاسس... أو لع بتكدب إحساسك دا... أنا جدامك أهو وأنا ال بحاول أقرب منك.. بتبعد ليه؟ علشان جتلت أخوك؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
أغمض عينيه للحظة وشدد على أسنانه، محاولا السيطرة على نفسه لكن قربها كان يزعزع ثباته وهمس بتحذير:
غيم كفاية... مش وجته، مينفعش ال بتعمليه دا نهائي.. انا مش فاهم انتي راجعه منين بالحاله دي وازاي تشربي اصلا ولا انتي حد شربك حاجه  ولا اي 
لكنها لم تسمع زم تهتم حتى...رفعت يدها ولمست وجنته بأطراف أصابعها ودفء أناملها اخترق مسامه ثم همست بصوت أقرب حتى كاد يشعر بأنفاسها الساخنة على شفتيه:
لع دا وجته... دا أحسن وجت أنا شايفاه.. متبعدش عني بالله عليك 
تراجع جارح خطوة لكن لم تمنحه فرصة للهرب قبضت على قميصه بكلتي يديها  وهي تردد: 
مش عايزني بجد؟
أغمض جارح عينيه للحظة.... كره تلك الطريقة التي تجعله ينهار ف فتح عينيه ليجدها تحدق فيه وعيناها مليئتان بمزيج من الرغبة والضعف فارتبك وهو يهمس:
غيم... ال بتعمليه دا مينفعش... كفاية خلاص بجا... أكده غلط أنا بحاول أحميكي دلوجتي،ط بلاش تزودي في ال بتعمليه أكتر من اكده
نظرت إليه بصمت، ثم همست بكلمة واحدة كانت كفيلة بأن تهدم كل ما تبقى من ثباته:
بتحميني؟ ولا بتحمي نفسك مني؟
وفي تلك اللحظه شعر جارح وكأن الهواء سُحب من حوله.. لم يستطع الرد و لم يستطع حتى أن يتنفس بشكل طبيعي وفجأة، شعر بلمسة دافئة على زاوية فكه وشفتاها لمسته ببطء وسقطت كل مقاومته في لحظة واحدة فـ قبض على خصرها.. كان ينوي دفعها بعيدا لكنه بدل من ذلك وجد نفسه يسحبها إليه أكثر. لم يكن يعلم أن هذه اللحظة ستكون الفاصلة بينهما وأن كل شيء سيتغير بعدها.. لن يكون أحد على ما يرام بعد هذه الليلة وكأنهما يكتبان سطور هلاكهما معا وفي صباح يوم جديد كانت تدخل لؤلؤ إلى شقة كبيرة في منطقة بعيدة وخطواتها متوترة وعيناها تراقبان المكان بحذر و فجأة، ظهر شفيق من الظلام فاستدارت نحوه سريعا وسألته بقلق:
عملت ال جولتلك عليه؟
أومأ برأسه مؤكدا:
أيوه كل حاجة تمام ومسعود اقتنع بكل كلمة جولتها.. وكل حاجه تمام يا ست هانم .. بس مسعود بيه مش ناوي يسكت.. هو عايز ينتجم من عيلتكم بأي طريجه بس مستني لما بنته تتجوز جارح بيه وعارف كمان بموضوع ست شمس.  عارف ان عصام بيه هو ال جتلها علشان كانت عايزه تفضحه وتجول للكل انه عاجز وجال انها هربت وكانت بتخونه بس متخافيش هو مستحيل يجول للاسرار دي لحد علشان كل ال هامه دلوجتي انه يجوز بنته لجارح بيه بس 
تنفست لؤلؤ بارتياح ثم أضافت:
تمام تكمل ال جولتله... ولو في حاجة جديدة عرفني... دلوجتي امشي يلا 
ألقى شفيق عليها نظرة سريعة ثم خرج دون كلمة فـ انتظرت لحظة قبل أن تتجه إلى غرفة داخلية، فتحت الباب بحذر، وعيناها تتعلقان بالشخص النائم على السرير بخطوات مترددة دخلت لؤلؤ اكثر و يديها كانت باردة رغم حرارة المكان وعيناها تبحثان بلهفة، حتى استقرتا عليه...كان مستلقيا على الفراش جسده مكشوف حتى خصره زأنفاسه هادئة لكن عينيه كانتا مفتوحتين يتابعها بصمت.. للحظة شعرت وكأنها ترى شبحا، لكن ارتجافة صدره مع كل نفس أكد لها الحقيقة... عصام لم يمت. فـ ارتسمت على شفتيه ابتسامة جانبية واردف بصوت أجش محمل بالسخرية :
أخيرا افتكرتِ إن ليكي جوز؟
ابتلعت ريقها بصعوبه  وهي تقترب نظراتها تلتهمه وكأنها لا تصدق... ثم جلست بجواره ويدها امتدت ببطء تلامس وجهه كأنها تتأكد أنه ليس سرابا وهتفت: 
مكنتش عارفة أجيلك غير دلوجتي 
ضحك عصام  بخفوت وامسك بمعصمها ثمجذبها نحوه حتى كادت تسقط على صدره وهمس قرب شفتيها:
بس جيتي... ودا أهم حاجة 
وفي مكان اخر  استيقظت غيم على صداع حاد ينبض في رأسها و عيناها نصف مغمضتين وهي تحاول استيعاب ما حولها فـ تحركت ببطء لكن شعور الهواء البارد على بشرتها جعلها تدرك أنها مكشوفة تماما فـ شهقت بصمت ورفعت الغطاء بسرعة على جسدها زعيناها تبحثان في الغرفة بقلق... حاولت تذكر ما حدث الليلة الماضية... فـ تذكرت نظرات جارح و لمسته ودفء أنفاسه القريبة... وفجأة تراجعت أنفاسها وشعرت بصدمة تضربها. فـ نظرت حولها بعينين متسعتين وكأنها تحاول إنكار ما جرى كيف سمحت لنفسها بذلك؟ كيف فقدت السيطرة بهذه السهولة... ونهضت بسرعة من علي الفراش  تبحث عن أي شيء ترتديه واندفعت نحو الدولاب بيدين مرتجفتين وسحبت منه قميصا طويلا لكنها لاحظت كومة من الأوراق بين الملابس فـ  مدت يدها وسحبتها بحذر وعيناها تجمدتا على الكلمات المكتوبة و حاجباها تقوسا بصدمة وهي تهمس بذهول:
مستحيل.. اي دا 
وقبل أن تتمكن حتى من استيعاب ما تقرأه انفتح باب الحمام فجأة وخرج منه جارح بمنشفة مربوطة حول خصره وقطرات الماء تتسلل على صدره العاري ورفع حاجبه وهو يراها ممسكة بالأوراق  بينما بقيت هي متجمدة في مكانها والورق يرتجف بين أصابعها وصوتها بالكاد يخرج وهي تكرر:
جارح...اي دا و 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
كان ينظر اليها وهي تصرخ وتلوح بالورقة أمامه مردده :
– دا تحليل حمل… ليا وأنا مش حامل اصلا 
نظر إليها جارح ببرود وهو يربط أزرار قميصه وهاف:
علشان أنا عارف إنك مش حامل فجولت بلاش اجولك حاجه ولا لازم تعرفي كل حاجه.. تحبس كنت اجي اعمل معاكي مشكله واتهمك انك خاينه.  انا اتأكدت ان التحاليل مش صوح يبجي خلاص ملهاش لازمه بجا الكلام الكتير
اتسعت عيناها بصدمة وهي تتحدث بغضب: 
 انتوا عايزين مني إي؟ ليه بتعمل معايا اكده مش فاهمه.. ما تجتلني وتريحني بجا انا مبجيتش فاهمه اي حاجه.. مش عارفه انت كويس معايا ولا دي خطه منك ولا انت بتخدعني ولا انت مصدجني.  ما تجول بالظبك ناوي تعمل معايا اي اكتر من اكده 
ألقى جارح عليها نظرة ثابتة وهو يسوي ياقة قميصه مرددا: 
 لحد دلوجتي أنا معملتش حاجة… بس كان المفروض أعمل أكتر من اكده بكتير... انا ساكت يا غيم مش عارف ليه.. فـ اهدي بجا علي نفسك 
شهقت غيم بغضب لكن صوتها اختنق وهي تراه يتجه نحو الباب وقبل أن يخرج، توقف للحظة واردف بلهجة صارمة:
لما أرجع عايز أعرف كنتي فين وازاي راجعه نص الليل سكرانه.. مش مرت جارح الاسيوطي ال ترجع بتتطوح بليل وجسما بالله يا غيم لو ال عملتيه امبارح دا اتكرر تاني ما تعرفي هعمل فيكي اي عاد.. واها انسي ال حوصل بينا ليله امبارح.. مش معني اني لمستك تفتكري انك مهمه 
القي جارح كلماته ثم غادر تاركا إياها وسط عاصفة من الأسئلة والدموع وفي مكان اخر عند لؤلؤ كانت  تنظر إلى عصام بذهول و عيناها مليئتان بالدهشة وعدم التصديق وهي تهمس بصوت مضطرب:
أنا مش مصدجة إنك عايش… إزاي؟ دا مستحيل!
ابتسم عصام بسخرية وهو يسند ظهره إلى المقعد، عاقدا ذراعيه أمام صدره ثم اردف بهدوء:
كنت فعلا بموت… بس شفيق أنقذني.. لولا شفيق انا كان زماني ميت دلوجتي 
قطبت لؤلؤ حاجبيها بعدم فهم واقتربت منه خطوة وهتفت: 
شفيق؟ أنقذك إزاي؟ والناس كلها شافتك ميت… إزاي عملتوا اكده وليه ؟ انا مبجيتش فاهمه اي حاجه 
أطلق  عصام ضحكة قصيرة قبل أن يرد بنبرة ساخرة:
حكينا حكاية من الخيال لمسعود، وصدجها.. هو فاكر داوجتي ان شفيق هو ال جتلني بس لع. الحقيقه ان شفيق هو ال انقذني 
ازدادت حيره لؤلؤ وجلست أمامه مباشرة.. تنظر إليه بقلق قبل أن تسأله:
تجصد إي.. وهو جوز عمتك عايز يعمل اكده فيكم ليه عاد.. دا طول عمره راجل كويس وبيحبكم زي ولاده
تنهد عصام وهو يمرر يده فوق وجهه قائلا بجديّة:
– مسعود بيحاول يجتلني من سنين بكل الطرج الممكنة وهو سايب حارح للاخر علشان عارف ان جارح صعب ومش هيحلص منه بالسهوله دي وكمان هو عايز الفلوس … علشان اكده انا مستحيل أسيب جارح يتجوز بنته لأنه بعد الجواز هيجتل جارح وياخد كل حاجة
شهقت لؤلؤ وهي تضع يدها على فمها غير مصدقة لما تسمعه واردفت: 
يا لهوووي...طيب وغيم  يعني اكده جواز جارح وغيم باطل؟!
هز جارح رأسه نافيا بحزم:
لع الجواز صوح… صوح علشان انا طلجت غيم اصلا قبل الليله ال عملت فيها ميت بيوم واحد.. كان لازم اطلجها علشان كنت ناوي اخلص عليها وارتاح زيها زي شمس بالظبط.. شمس ال كانت عايزه تفضحني وتجول للناس كلها اني عاجز 
اتسعت عيناها أكثر وهي تهمس بدهشة:
عاجز اي عاد وبتاع اي.  انت مش عاجز اصلا اومال ازاي عاجز طيب وال حوصل بينا.  انا مش فاهمه حاجه... انا مبجيتش فاهمه اي حاجه.. عصام هو اي ال انت بتعمله دا كله انت مخبي كل دا امتي وجارح عارف موضوع الطلاج دا ولا لع 
حرك رأسه مؤكدا، ثم أردف بنبرة واثقة:
 أيوه… جارح عرف من المحامي بعد الدفن إننا طلجتها رسمي بس أكيد مش هيجولها ولا هيعرف حد.. هو اصلا لو عرف اني عايش هيجتلني 
مررت لؤلؤ يدها في شعرها بتوتر.. تفكر للحظات قبل أن ترفع عينيها إليه مجددا:
– مش مستوعبة ال بيوحصل… بس جارح شك إن غيم بتجول الحقيقة يا عصام.. ومش فاهمه برده ازاي عاجز دي.. احنا حوصل بينا علاقه مره يعني انت مش عاجز 
نظر عصام اليها بتوتر ثم اردف بارتباك: 
اها طبعا.. دي كدابه.. زيها زي شمس بالظبط.. هو انتي بتصدجي الكلام دا... دول كلهم كدابين متصدجيش حد فيهم بس انتي لازم لازم تساعديني يا لؤلر 
ترددت قليلا وهي تتفحص ملامحه وكأنها تحاول قراءة ما يخفيه ثم سألته بقلق:
 أساعدك إزاي؟
ابتسم عصام ابتسامة غامضة عاقدا ذراعيه أمام صدره ثم اردف بصوت خافت لكنه حاسم:
أنا هجولك تعملي إي، بس اسمعي كلامي  كويس جوي ونفذيه بالحرف الواحد وفي المساء كان الليل قد أسدل ستاره على القصر والهدوء يخيم على المكان إلا من صوت حفيف الأشجار ونسمات الهواء الباردة التي تتسلل بين الأغصان. كانت غيم تقف في الحديقة، تمسك هاتفها بقوة بينما تتحدث بغضب:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
— مش هفضل ساكتة، لازم حد يعرف اللي بيحصل هنا! انتو فاكرين إني هفضل تحت رحمتكم للأبد؟
لكن فجأة، انتبهت إلى ظل يقف عند البوابة الخارجية. ضيّقت عينيها محاولة تمييز ملامحه وسط الظلام، ليتضح أمامها وجه مسعود، يقف هناك وكأنه يراقب المكان بحذر. شعرت بقلبها يخفق بقوة، ولكن قبل أن تتحرك، لمحت رجلاً آخر يقف إلى جانبه… شفيق. فـشهقت بصوت مسموع وتحركت بسرعة باتجاههما لكنها ما إن اقتربت حتى اختفى شفيق بين الأشجار فـ وصلت إلى البوابة تتلفت حولها بجنون، ثم استدارت إلى مسعود، الذي كان ينظر إليها ببرود وسألته بانفعال:
 فين شفيق؟!
رفع مسعود حاجبه ببراءة مصطنعة:
 شفيق مين عاد..انا كنت واجف لوحدي يا بنتي ؟
صرخت غيم  بغضب مردفه :
شفيق أنا شوفتك واجف معاه اهنيه دلوجتي.. جولي فين شفيق 
ابتسم نسعود  بسخرية ونفى مجددا:
 إنتي بتتوهمي أنا واجف اهنيه  لوحدي، معرفش حد اسمه شفيق اصلا 
ارتجف جسد غيم  من الغضب والارتباك ودون تفكير ة اندفعت خلفه إلى داخل القصر تصرخ بعنف:
 كلكم كدابين أنا شوفت شفيق بعيني... وال بتعملوه دا علشان تخبوا عجز عصام ال جاب واحد  يعمل معايا علاقة علشان يغطي على فشله
اتسعت عينا مسعود بصدمة من كلامها لكنه تمالك نفسه سريعا وهتف بحدة:
 انتي بتجولي إي؟ انتي اتجننتي ولا اي عاد 
خرجت لؤلؤ من إحدى الغرف وقد بدا الذعر واضحا على ملامحها مردده: 
— غيم.. انتي بتجولي إي؟ إنتي اتجننتي ولا اي عاد 
لكن غيم لم تتوقف... كانت تصرخ بانفعال، ووجهها يحمر من الغضب وتردد:
كلكم كدابين..انتوا جننتوني خلاص..انا هتصل بالشرطة دلوجتي وأفضحكم واحد واحد
أمسك مسعود بمعصمها بعنف واردف: 
 إنتي مش هتتجرائي تعملي اكده.. اهدي يا بنتي وميصحش ال بتجوليه دا و
لكن قبل أن ترد دوى صوت قوي في القصر وكان صوت جارح وهو يهتف بغضب:
إي الهرجلة ال بتوحصل اهنيه دي 
استدارت غيم نحوه بعيون مشتعلة وأشارت إلى مسعود وهي تصرخ:
 شوفت شفيق بره... كان واجف مع مسعود بره.. يبحي كل دي خطه منكم علشان تغطوا علي ابنكم العاجز
نظر جارح إليها بعيون سوداء باردة لكنه لم يتحرك، مما زاد من غضبها فصرخت فيه:
 وانت.... لنت مجرم... أكيد كنت عارف كل حاجة عن أخوك، انتوا كلكم عصابة واحدة و
وقبل أن تنطق بكلمة أخرى تحرك جارح بسرعة وصفعها على وجهها بقوة جعلتها تتراجع للخلف وهي تضع يدها على خدها الذي احمر من شدة الضربة فـ شعرت بالدموع تحرق عينيها لكنها لم تبكي بل نظرت إليه بكره صريح فـ اقترب منها و صوته منخفض لكنه كان يحمل وعيدا مرعبا واردف :
اخرسي. انتي المجرمة اهنيه.. وغلطي إني مجتلتكيش من أول لحظة دخلتي فيها حياتي 
تراجعت غيم خطوة للخلف وهي تحدق فيه بذعر لكنه تابع بصوت ثابت كالصخر:
وأحسن حاجة هعملها... اني هتجوز سماح ويوم جوازي هجتلك وهاحد بتار اخوي منك يا غيم 
القي جارح كلماته ونظر إليها نظرة أخيرة قبل أن يستدير ويخرج من البيت، تاركا إياها وسط صدمة جعلت كل شيء من حولها يبدو ضبابيا وفي صباح يوم جديد كانت تجلس الجدة في بهو القصر العتيق... تحيط بها لؤلؤ ورجاء وعيونهم مليئة بالغضب والترقب حتي اردفت  الجدة بحزم، وهي تطرق بعصاها على الأرض:
لازم نخلص منها... لازم غيم تموت علشان ناخد تار عصام.. البنت دي وجودها اهنيه خطر علي الكل 
أيدتها رجاء قائلة:
صح كلامك يا حجه.... البنت دي وجودها خطر ولازم تختفي.. انا مكنتش اتخيل انها ممكن تكون اكده.. بجا تحتل عصان وانتوا لسه سايبنها في البيت وعايشه معانا كمان.. لع دي ممكن تعمل اي حاجه في اي حد اهنيه
نظرت  لؤلؤ وهي تضع يدها على جبينها تشعر بأن الأمور تزداد تعقيدا مردده: 
بس جتلها مش حاجة سهلة... غيم مش سهله ولو حوصلها جارح مش هيسكت برده 
نظرت إليها الجدة نظرة باردة قبل أن ترد بصرامة:
جارح هيبجب مشغول بجوازه من سماح وهي مش مهمه معاه يعني مش بيحبها.. كلنا عارفين انه محبش حد غير جميله وبس 
رجاء بضيق: 
نفسي اعرف مين جميله دي ولا فين ولا اؤ ال حوصل معاها بالظبط 
نظرت لؤلؤ اليها بتوتر لكن قبل أن يواصلن الحديث فتح الباب فجأة ودخلت نرمين بخطوات واثقة رغم أن القلق كان يتسلل إلى عينيها وتوقفت عند عتبة الباب، تراقب الوجوه المتجهمة أمامهافـ ضيقت الجدة عينيها وهي تنظر إليها بعدم ترحيب، قبل أن تسألها بصوت جاف:
 إنتي إي ال جابك اهنيه يا بت؟!... مش كفاية أبوكي الواطي ال كان شغال عندنا وطردناه.. جاية إنتي برده تكملي السرجه ولا اي 
رفعت نرمين رأسها بعناد قبل أن تقول بهدوء :
 أنا جايه علشان أجولك حاجة مهمة… حاجة تخص العيلة دي
نظرت إليها لؤلؤ ورجاء بريبة بينما رفعت الجدة حاجبها تنتظر لتسقط نرمين القنبلة التي فجرت الصمت مردده: 
 أنا حامل… وحامل من فارس
اتسعت عينا الجدة بصدمة، بينما وضعت لؤلؤ يدها على فمها، ولم تستطع رجاء إخفاء ارتعاشة يدها وهي تتمتم بعدم تصديق:
 إنتي بتجولي إي يا بنت المركوب انتي 
نرمين بحده: 
 زي ما سمعتي اكده… أنا حامل من ابنكم و 
وفي الأعلى كانت غيم تقف في غرفتها ممسكة باختبار الحمل بين يديها المرتعشتين تحدق فيه بصدمة وكأن عقلها يرفض استيعاب الحقيقة فـتمتمت بصوت مرتجف:
إزاي؟ إزاي عملت في نفسي اكده.؟
رفعت غيم عينيها إلى انعكاسها في المرآة ونظراتها تحمل خليطا من الذعر والخذلان..فࢪ عضت على شفتها بقوة تكاد تشعر بطعم الدموع المالحة في حلقها ثم همست:
مستحيل يوافج علي الحمل ده... هو مش بيحبني أصلا... ولا عمره حبني… بس أنا مش هخاف لازم يعرف، حتى لو طلب مني أنزله  حتى لو طردني... مش هسكت برده كفايه خوف بجا
حسمت غيم  أمرها وأمسكت باختبار الحمل بقوة ثم خرجت من الغرفة بخطوات سريعة لكن فجأة انتبهت إلى باب غرفة سماح كان شبه موارب زضوء خافت يتسلل من الداخل... فتوقفت مكانها لثواني ثم دفعت الباب ببطء وقلبها يدق بعنف وعندما وقعت عيناها على المشهد أمامها... تجمدت في مكانها وهي تراهم على الفراش كان جارح مستلقيا وسماح نائمة في حضنه جسدها متكور حوله وذراعه ملقاة بإهمال فوقها كأنهما عاشقان اعتادا النوم معا ف،  سقط اختبار الحمل من يد غيم على الأرض وأطلقت شهقة مختنقة و
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
كانت غيم واقفة في غرفتها، الدموع تملأ عينيها وهي تضع ملابسها بعشوائية في الحقيبة. قلبها يحترق... تشعر بأن حياتها تتداعى قطعة بعد قطعة حتى لم يبقي منها شيء سوى رماد الخذلان ولم تعد قادرة على الاحتمال أكثر... لم يعد هناك أي سبب للبقاء وفجأة، انفتح باب الغرفة بعنف زظهر جارح عند العتبة و صدره العاري يعلو ويهبط مع أنفاسه المتوترة ونظر إليها بحدة وهو يهتف:
 إنتي مش هتمشي من اهنيه... فاهمة اهدي اكده وخلينا نجعد نتكلم بهدوء
توقفت غيم عن حزم أمتعتها واستدارت إليه وعيناها مشتعلة بالغضب ثم صرخت بقوة:
 ابعد عني بجا.. انت وأخوك دمرتولي حياتي خدتوا مني كل حاجة حتى روحي مش جادرين تسيبوها في حالها.. ليه ال بتعملوه دا حرام عليكم والله العظيم 
رفع جارح حاجبه بسخرية باردة ومال بجسده قليلا وهو يضع يديه في جيبه قائلاً بنبرة هادئة لكنها مشحونة بالاستفزاز:
هو انتي مصدجة إننا متجوزين بجد.. انتي ناسيه احنا اتحوزنا ليه عاد 
اتسعت عيناها بدهشة لكنها سرعان ما تمالكت نفسها وهتفت بحدة:
يبجى طلجني بجا ونرتاح احنا الاتنين
تغيرت ملامح جارح في لحظة وتلاشى الاستهزاء من عينيه وحل محله ظلام مخيف وهو يقترب منها قائلا: 
وبتار أخوي... هيضيع بالساهل؟ فاكرة إن ال حوصل هيعدي اكده.. انتي جتلتيه 
نظرت إليه غيم بعينين مشتعلة بالألم والقهر قبل أن تمسك بسكين كانت على الطاولة ورفعتها بيد مرتعشة ووضعتها على معصمها وعيناها تبرقان بجنون وهي تهتف بصوت مختنق:
خلاص... بتار أخوك أهه.. هجتل نفسي ورايحك.... هو دا ال عايزه مش اكده
شعر جارح بصدمة حقيقية لأول مرة وتحرك بسرعة نحوها و صوته انخفض لكنه كان محملا بالذعر مرددا :
 غيم لع... اهدي، بلاش تتهوري.. جسما بالله ما حوصل بيني وبين سماح اي حاجه.. انا كنت بحاول اضايجك بس والله
القي جارح كلماته لكنها لم تتوقف كانت يداها ترتجفان وهي تضغط أكثر على الجلد الرقيق لتبدأ قطرة دم صغيرة في الظهور فاندفع نحوها بسرعة وأمسك يدها وسحب السكين منها بعنف لكن النصل شق راحة يده ليسقط السلاح على الأرض وينطلق أنين ألم من بين شفتيه اما غيم فـ كانت أنفاسهما متلاحقة و عيناها الدامعتان تنظران إلى يده الدامية بينما كانت يده الأخرى لا تزال ممسكة بمعصمها بقوة كأنه يخشى أن تحاول مجددا وفجأة انفتح الباب بعنف وظهرت لؤلؤ ووجهها الشاحب والذعر يملأ عينيها وهي تهتف:
 الحق يا جارح بسرعة 
القت لؤلؤ كلماتهت ونزلت الي الاسفل مره اخري فاقتربت غيم  من جارح ونظرت إلى يده النازفة ثم التقطت قطعة قماش نظيفة وربطتها حول الجرح بحذر.. كانت أنفاسها لا تزال مضطربة.. لكنها حاولت أن تسيطر على ارتجاف يديها اما عن جارح فظل يراقبها بصمت حتى عندما انتهت من تضميد يده و أمسك بمعصمها فجأة فـ نظرت إليه متوجسة ورفع يدها برفق ونظر إلى الجرح البسيط على معصمها مرددا:  
عمر الانتحار ما كان حل لأي مشكلة...وأنا مستحيل اسمحلك تجتلي نفسك يا غيم
لم تنتبه غيم إلى نظرة عينيه الطويلة، لأنه في اللحظة التالية كان قد استدار ونزل بسرعة، تاركا إياها واقفة مكانها بين مشاعر لم تعد تفهمها و بعد فترة...كان فارس يقف أمام العائلة بينما جدته تواجهه بغضب و صوتها المرتفع يملأ المكان مردده: 
إزاي تعمل اكده يا فارس؟! تتجوز واحدة زي دي عرفي؟! دي بنت واحد كان شغال عندنا وكان حرامي كمان
ارتجفت ملامح نرمين بالغضب وتقدمت خطوة إلى الأمام عيناها تلتمعان بالتحدي وهتفت: 
ابوي عمره ما كان حرامي وبعدين أنا حامل منه وال في بطني ابنه ولا اي يا فارس... اتكلم واجف اكده ليه عاد 
نظرت رجاء إليها بسخرية باردة وأخرجت ورقة من حقيبتها وهي تهتف بازدراء:
عايزة كام ونخلص من الحوار دا
لكن نرمين لم تتردد لحظة وهي ترد بحزم:
أنا مش عايزة حاجة غير إن فارس يتجوزني رسمي ويعترف بابنه.. انا مش بتاعت فلوس يا حجه.. مش كل حاجه فلوس.. فلوس
قهقهت سماح بسخرية وهي تعقد ذراعيها قائلة بتحد: 
وإحنا إي عرفنا إنه ابنه أصلا و
قبل أن ترد نرمين دوى صوت جارح بغضب وهو يصرخ:
كفاية بجا.. اسكتوا شويه اي انتوا مش بتبطلوا كلام 
سكت الجميع فورا واندفع جارح نحو فارس وهو ينظر إليه بعينين حادتين قبل أن يقول بلهجة آمرة:
ال في بطنها ابنك يا فارس ولا لع؟! 
شعر فارس بالإحراج لكنه تنهد واستجمع شجاعته ليقول بصوت خافت:
أيوه... ابني
أومأ جارح برأسه ثم اردف بحسم:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
يبجي تتجوزها رسمي 
شهقت الجدة بصدمة ونظرت إليه بغضب وهي تردد:
عايزه يتجوز بنت شفيق الحرامي الخاين يا جارح... تنت اتجننت ولا اي عاد 
تنهد جارح  بضيق ولم يتراجع بل نظر إليها بثبات واردف بحده :
ال غلط يتحمل غلطه يا حجه.. هو اصلا الغلطان من الاول انه سمح لنفسه يعنل اكده و 
لم ينهي جارح كلامه بل سادت لحظة صمت مشحونة لكن فجأة، تجمد وجه جارح وكأن خاطرا ضرب عقله بعنف... صوت غيم عاد يتردد في ذهنه وهي تهتف:
عصام جاب واحد اسمه شفيق علشان يعمل معايا علاقة
اتسعت عيناه بصدمة ثم استدار فجأة واندفع خارج المنزل بسرعة، تاركا الجميع في ذهول...ما عادا لؤلؤ التي وقفت تنظر بتوتر وذهبت بسرعه وبعد فتره عند غيم كانت تقف في غرفتها  تحكم إغلاق الباب خلفها وصوتها يتهدج بالبكاء وهي تتحدث في الهاتف:
انا مش هجول لحد إني حامل… وهحاول أهرب بأي طريجه وانت لازم تساعدني… لازم أمشي من اهنيه بالله عليك 
كانت أنفاسها متلاحقة وعيناها ممتلئتان بالدموع لكنها كانت مصممة لا يمكنها البقاء هنا أكثر... لا يمكنها المخاطرة بأن يعرف جارح أو أي أحد بحملها… عليها الرحيل قبل أن يفوت الأوان فـ تابعت: 
هكلمك تاني لما أكون جاهزة وتشوفلي حل علشان اخلص بجا 
أنهت غيم المكالمة بسرعة ومسحت دموعها بعنف قبل أن تبدأ بجمع بعض الأغراض لكن فجأة اهتز هاتفها بين يديها و نظرت إلى الشاشة لترى رسالة نصية مجهولة المصدر محتواها: 
لو عايزة تعرفي مكان شفيق… تعالي العنوان دا دلوجتي 
اتسعت عيناها بصدمة و حدقت في الرسالة للحظات قبل أن يشتد عزمها لا تعلم من أرسلها لكنها لا تستطيع تجاهلها… شفيق هو مفتاح الحقيقة وإذا كان هناك من يعرف مكانه فعليها أن تذهب وبسرعة فـ أخذت هاتفها وخرجت من الغرفة بخطوات متوجسة وتسللت خارج المنزل بحذر اما عند جارح فكان يقف ك في غرفة نوم عصام يقلب المكان بعصبية وهو يبحث عن أي دليل. عيناه كانت تتنقل بسرعة حتى لفت انتباهه شيء صغير فوق الستارة… كاميرا مراقبة متصلة بهاتف عصام، الذي كان معه بالفعل... وبسرعة فتح التسجيلات وبدأت الصدمة تتسلل إلى ملامحه وهو يرى المشهد بوضوح… عصام أدخل شفيق إلى غرفة غيم، ونيته واضحة. لكنها لم تستسلم… أمسكت بسكين وطعنته ثم خرجت مسرعة طلبًا للمساعدة وبعدها دخل شفيق وضرب عصام بسكين هو الآخر قبل أن يفر هاربا. فجأة، تقطعت التسجيلات ووقف جارح مصدوما و عيناه متسعتان وهو يردد:
 غيم بريئة... كل كلمه جالتها صوح.. انا ال كنت غبي.. ازاي اعمل اكده.. ازاي اعمل كل دا 
القي جارح كلماته ولكن الصدمة لم تنته بع واهتز هاتفه برسالة جديدة و فتحها بسرعة ليجد فيديو لغيم مربوطة أمام حمام السباحة… المكان مألوف جدا و قلبه خفق بعنف وهو يدرك الحقيقة المروعة… هذا حمام السباحة في بيت عصام نفس المكان الذي يقف فيه الآن فتقدم بسرعه وفتح شباك الغرفه وانصدم عندما وجدها حقا تقف وهي وهي مقيده امام حمام السباحه وبعد فتره عند جارح كانت أنفاسه تتلاحق وهو  يركض بسرعة لم يشعر بها من قبل يكاد صدره ينفجر من فرط التوتر وقدماه تضربان الأرض بقوة وعيناه مثبتتان على غيم التي تقف عند حافة حمام سباحة ضخم وجسدها محاصر بين ذراعي رجل يمسك بها بإحكام يبتسم ببرود بينما هي تتلوى بين يديه عيناها تلمعان بالذعر وشفتيها ترتجفان دون أن تخرج منهما أي صرخة فـ توقف جارح على بعد خطوات وجسده متشنج وأنفاسه ثقيلة و نظر إلى الرجل الواقف أمامه وهتف بصوت يحمل تهديدا: واضحا:
سيبها … سيبها دلوجتي قبل ما يحوصلك ال عمرك ما هتتخيله... طسما بالله العظيم هجتلك 
ضحك هو بسخرية وشدد قبضته على ذراع غيم أكثر ثم نظر إلى جارح بنظرة مستمتعة واردف:
يااه.... بجا جارح بيه الأسيوطي بيترجاني علشان واحدة؟ معقول؟ انت خايف عليها اكده ليه عاد ؟ بتحبها؟
تصلب فك جارح... وعيناه اشتعلتا غضبا لكنه لم يملك رفاهية الإنكار ليس الآن ليس وهي معلقة بين الحياة والموت فصرخ بغضب :
 آه بحبها… ابوس إيدك سيبها، هي مش بتعرف تعوم أصلا.. انا هعملك ال انت عايزه كله.. ليه اكده.. جول انت عايز اي وانا هعمله بس سيبها 
ارتفع حاجبيه بدهشة ثم انفجر في ضحكة مستفزة وهو يهز رأسه باستمتاع:
حب؟ جارح الأسيوطي بيحب؟ دا يوم للتاريخ والله 
نظر جارح اليه بغضب وكان على وشك التقدم لكنه توقف فور رؤية هؤلاء الرجال وهم  يرفعون أسلحتهم نحوه فعض على شفتيه ويديه مقبوضتان بقوة تكاد تحطم عظامه وهتف احدهم: 
متحاولش... خطوة كمان وهتكون جثة في ثواني وال بتحبها هتموت غرفانة تحت عيونك... اهدي يا ابن الاسيوطي 
تجمد جارح في مكانه وصدره يعلو ويهبط بعنف وعيناه تحترقان بالغضب والعجز… لكن فجأة دوى صوت إطلاق نار في المكان فالتفت الاخر بصدمة ليرى رجال جارح يقتحمون المكان بسرعة بينما ارتبك رجاله للحظة…وفي تلك اللحظة كأن الزمن تباطأ أمام جارح وهو يراه يبتسم بسخرية ثم تمتم بهدوء:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
 بما إنك بتحبها جوي اكده… يبجى تعوم وراها بجا لو عرفت تنقذها 
ودون إنذار دفع غيم بقوة إلى المياه 
* غيييم
صرخ جارح بأسمها بألم وهرع نحوها دون تفكير زجسده اندفع بقوة وقفز في المياه بينما صرخت غيم وهي تغرق تقاوم بضعف ذراعاها تتحركان بفوضوية في محاولة للبقاء على السطح لكن المياه كانت تبتلعها بسرعة حتي فقدت وعيها تماما وكأنها تري شريط حياتها امام عيونها وغاص جارح نحوها وقلبه يصرخ قبل صوته وم ذراعيه بقوة وانتشلها قبل أن تبتلعها الظلمة… لكنه ادرك انه تأخر كثيرا وبعد فتره وقف الجميع في قاعة المنزل الكبير و التوتر يملأ الأجواء، والجدة واقفة بعصبية ووجهها يشتعل غضبا وعيناها تضيقان وهي تتحدث :
ازاي... فارس يعنل اكده ؟! ياربلط مع واحدة زي دي... دا  حتى مفكرش يختار بنت كويسه.. بنت ناس 
تنهد مسعود بضيق وهو يردد: 
معلش يا حجه.. متزعليش الولاد شكلهم اتجننوا كلهم ولا اي عاد.. المهم خلينا نفكر هنعمِل اي دلوجتي 
لكن رجاء تدخلت بحدة وقد بدأت تشعر أن الأمور تتجه لمنحنى خطير واردفت :
مش وجته العتاب... لازم نشوف هنتصرف ازاي في ال احنا فيه دا 
لم تهدأ الجده بل نظرت إليهم بعزم وهي تطرق بعكازها على الأرض بقوة، قائلة بحسم:
عارفين بجا احنا لازم نعمل اي؟! لازم نجوز جارح لسماح... أنا مش هستنى لحد ما دا كمان يضيع مننا زي فارس 
ساد الصمت للحظات قبل أن يقطعه صوت سيارات قادم بسرعة من الخارج تلاه صوت صفارات الإسعاف يعلو في المكان فـ التفت الجميع بقلق وفجأة دلف الحارس إلى القاعة يلهث  وعيناه مليئتان بالذعر وهو يهتف بصوت مرتجف:
الحقيني يا حجه… تعالي بسرعة
تجمد الجميع في أماكنهم ثم اندفعوا خارج المنزل وعندما وصلوا إلى المدخل اتسعت عيونهم بصدمة وهم يشاهدون المسعفين يفتحون باب سيارة الإسعاف ليظهر أمامهم جسد عصام ممددا داخلها وجهه شاحب وجسده مغطى بالكدمات والجروح  فوقفت الجدة في مكانها وعيناها متسعتان من الذهول بينما ارتفع شهقات الصدمة في المكان وبقي الجميع واقفين في صمت تام لا يصدقون ما يرونه أمامهم…اما عند جارح كان قلبه يضرب صدره بقوة وهو يحتضنها بين ذراعيه بينما جسدها كان ساكنا تمامًا وأن الحياة قد غادرته. شعر برعب لم يعرفه في حياته من قبل وهو يرفعها إلى السطح ويده ترتجف وهو يخرجها من الماء ويضعها على الأرض راكعا بجانبها يهز جسدها بجنون:
— غيم… جوطي بالله عليكي… متسبنيش اكده… غيييم.. ابوس يدك.. انا خسرت جميله مره مش هجدر اخسرك انتي كمان.. مش هجدر اعيش الشعور دا تاني.. جومي بالله عليكي 
حاول جارح كثيرا لكنها لم تتحرك… كانت مغمضة العينين و أنفاسها مختفية وشفتيها شاحبتين  فشعر وكأن الهواء قد اختفى من حوله وضغط على صدرها بقوة  يحاول إنعاشها  يحاول أن يعيدها إليه وكأن روحه هي التي تلفظ أنفاسها الأخيرة وفي هذه اللحظة كان الرجال الملثمون لا يزالون في مكانهم لكن الأمور بدأت تتغير ز أصوات إطلاق النار تعالت أكثر وصوت أحدهم يصرخ:
 انسحبوا… انسحبوا دلوجتي!!
لكن القائد الملثم الذي دفع غيم للماء لم يتحرك… كان يقف بعيدا يراقب المشهد وركض بسرعه وهو يردد بصوت مرتفع :
متفتكرش إن القصة خلصت هاحتا… إحنا لسه مبدأناش أصلا 
فرفع  فارس سلاحه بغضب وكأنه على وشك إنهاء الأمر لكن في اللحظة ذاتها، انطلقت رصاصة من بعيد أصابته في كتفه، فارتد جسده للخلف وسقط بينما بقية الملثمين بدأوا في الانسحاب وسط فوضى المعركة. أما جارح فلم يكن يرى أو يسمع شيئا سوى أنفاسه المتقطعة وهو ينظر إلى وجه غيم الشاحب… ثم فجأة اهتز جسدها بعنف وشهقت بعنف وهي تفتح عينيها وتلفظ الماء وتتنفس بجنون وكأنها عادت للحياة من جديد فـ شهق جارح بنفس القوة وكأن الأكسجين عاد إلى رئتيه أيضا، ثم أمسك وجهها بيديه بقوة ونظراته مجنونة وخوفه لا يزال يسيطر عليه وهو يصرخ فيها بحدة:
 بالله عليكي متعمليش كده تاني… كنت هنتجن… كنت هضيع لو جرالك حاجة!
لكن غيم لم تكن قادرة على الرد، فقط أغمضت عينيها للحظة، الدموع تختلط بالمياه التي تبلل وجهها، بينما قلبها يدق بجنون… لأنها أدركت الحقيقة:
جارح لم يكن مجرد زوج بالورق… بل كان رجلًا أحبها حد الجنون، حتى لو لم يعترف بذلك حتي شعرت بألم شديد اسفة معدتها ورددت بصوت ضعيف: 
ابني يا جارح... ابننا بيموت 
نظر جارح اليها بعدم فهم وتفاجئ عندما وجدها تنزف بشده وقبل ان يتحدث انصدم عندما وجد هذه الفتاه تقترب منه فردد جارح بصدمه: 
جميله و 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
وقف جارح في ممر المستشفى قلبه يخفق بقوة وهو يراقب باب غرفة الفحص بينما كان فارس بجانبه يبدو أكثر هدوءا لكنه يشاركه نفس القلق.... لحظات مرت وكأنها دهر حتى خرج الطبيب أخيرا ينزع القناع الطبي عن وجهه واردف بصوت هادئ:
الحمد لله... الجنين بخير... كانت معجزة والله بس ربنا كريم 
رفع جارح عينيه سريعا إلى الطبيب وكأن الكلمات لم تصل إلى وعيه بعد فاستطرد الطبيب:
حالتهما كانت حرجة لكن دلوقتي  هي محتاجه راحة تامة.. وممكن تروح البيت لو عايزين كمان بس تهتموا بيها كويس 
تنفس جارح بعمق وكأنه استعاد روحه التي كانت على وشك التلاشي ثم أومأ للطبيب الذي غادر بعدها تاركً الصمت يلف المكان فـ تحرك جارح ليدخل الغرفة حيث ترقد غيم لكن يد فارس امتدت لتوقفه وهو يردد بحزم: 
فين جميلة 
نظر إليه جارح ببرود ثم اردف بصوت خالي من أي مشاعر:
ولا كأنها كانت موجودة ولا حتي تجيب سيرتها... انساها زي ما أنا نسيتها يا فارس 
القي جارح كلماته ثم دخل إلى الغرفة تاركا فارس واقفا مذهولا من كلماته اما داخل الغرفة كانت غيم تجلس على السرير و ملامحها شاحبة ومرهقة وعندما رأت جارح رفعت نظرها إليه بضعف فأردف بضيق: 
— "معرفتنيش ليه إني حامل؟"
تنهدت غيم بتعب واردفت :
ملحقتيش...؟ ومين الناس دي وعملوا فيا اكده ليه عاد 
اقترب جارح منها أكثر واردف بلهجة يملؤها الغضب والوعيد:
لسه مش عارف بس هعرف... وهندمهم على اللحظة ال لمسوكي فيها... انا اسف اني مجدرتش انقذك قبل ما كل دا يوحصل.  بس انتي اي ال جابك البيت تاني
لم تتمالك غيم نفسها أكثر فاقتربت منه بضعف ثم انهارت بين ذراعيه تبكي بحرقة وهي تهمس:
متسبنيش... بالله عليك متسبنيش يا جارح ابوس يدك 
احتضنها جارح بقوة وكأنه يحاول حمايتها من كل شيء، وهمس بصوت خافت :
مش هسيبك، أبدا والله خلاص 
القي جارح كلماته بحزن وفي المساء في احدي الاماكن البعيده. كان يقف مسعود امام شفيق وهو يردد بغضب: 
 إزاي دا حوصل؟ إزاي عصام لسه عايش؟! انت جولت إنك خلصت عليه... هو انت بتضحك عليا يا شفيق؟!
حاول شفيق أن يتمالك نفسه لكنه شعر بتوتر يتصاعد في صدره فأجاب بصوت مرتجف:
 أنا... أنا نفذت الأوامر زي ما جولتلي  بالظبك... ضربته بنفسي يا بيه  بس واضح إنه كان عنده حظ او انه لعب علينا كلنا... اومال جثه مين ال اندفنت عاد
نظر مسعود اليه بغضب وهو يصرخ:
 حظ؟! انت فاكرني بهزر معاك؟! أنا مش بشتغل مع ناس فشلة  والأدهى من اكده بنتك... أنا جوتلك تبعتها لفارس علشان تضحك عليه مش علشان تحبه...و دلوجتي بطت حامل منه؟! دي مصيبة.. هو انت بتلعب عليا يا شفيق ولا اي عاد 
ارتبك شفيق أكثر ز مسح العرق عن جبينه وحاول التبرير مرددا: 
 أنا مليش دعوة بال حوصل... أنا عملت ال طلبته مني والبنت نفذت كلامي بس الظاهر إن فارس أثر عليها.. بس متخافش يا بيه انا هتصرف معاها 
وقف مسعود فجأة ونظر إلى شفيق نظرة تهديد جعلت الرجل يشعر بالاختناق ثم اردف بصوت حاد:
كفاية عليك اكده يا مسعود... أنا هتصرف بنفسي
القي مسعود كلماته ثم استدار وأخرج هاتفه واتصل بأحد رجاله  بينما كان شفيق يراقبه بخوف.. يعلم جيدا أن الأمور ستخرج عن السيطرة قريبا صباح يوم جديد..كانت غيم تقف بجوار جارح في صدمة و عيناها متسعتان وهي تحدق في الرجل الجالس على السرير أمامها... عصام! الرجل الذي كانت تظنه ميتا عاد ليقف أمامها حيا يرزق فـ ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تراقبه يمرر يده على رأسه يبدو ضائعا، قبل أن ينظر إليهما قائلا بصوت هادئ لكنه مشوش:
انا مش فاكر أي حاجة... مش عارف إي ال حوصل ولا فاكر 
ارتجفت غيم دون إرادة منها لكن قبل أن تستوعب صدمتها وجدته ينهض فجأة من مكانه واقترب منها ليحتضنها قائلاً بانفعال:
واحشتيني جوي يا غيم
شهقت غيم بفزع وتراجعت بسرعة زعيناها تمتلئان بالخوف ثم صرخت بصوت مرتجف:
إبعد عني اوعي تلمسني.. ابعد 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
القت غيم كلماتها وهربت خلف جارح وكأنها تبحث عن ملجأ بينما كان وجه جارح متصلبا وعينيه تضيقان وهو يراقب عصام ببرود. ثم نطق أخيرا بصوت واثق لكنه يحمل تحذيرا واضحا:
نورت بيتك يا عصام... بس غيم مرتي أنا دلوجتي.. فلازم تبعد عنها ومتلمسهاش تاني احسن... انا محدش يلمس مرتي يا عصام حتي لو اخوي 
ساد الصمت للحظات وعيون العائلة كلها تتنقل بين عصام وجارح في صدمة واضحة لكن فجأة اخترقت رجاء ذلك الصمت بقولها بحزم:
اكده  انت جوازك إنت وغيم باطل يا جارح... يعني مينفعش تكملوا مع بعض 
التفتت الأنظار إلى جارح الذي ابتسم بسخرية وهو يرد عليها بثقة:
لع مش باطل يا عمتي... عصام كان طلك غيم قبل ما يعمل علينا مسلسل الموت دا بيوم واحد وغيم عارفة دا كويس.. انا اصلا جولتلها من اللحظه ال اتجوزتها فيخا اهه بكمله الصدمات ال. خدتها منه.. مش اكده يا غيم؟"
أومأت غيم برأسها ببطء وملامحها لا تزال مرتعبة بينما اشتعل الغضب في وجه عصام فتقدم خطوة للأمام وهو يهتف:
يعني إنت شايف إنه عادي تتجوز مرت أخوك.. لع وكمان بتدافع. عنها جصاد اخوك يا جارح 
ابتسم جارح ابتسامة باردة قبل أن يرد بنبرة تحمل تهديدا واضحا:
آه... عادي جدا ما اتجوزهت.. غيم مرتي وال هيعدي حدوده معاها... أنا هجتله ومسلسل الموت ال انت عملته دا؟ مدخلش عليا... أنا كنت عارف إنك مش ميت يا عصام بس ملحقتش ادور عليك.. انت جبت قبل انا ما ادور واعرف مكانك.. يلا مصلحه وفرت عليا التعب في التدوير عليك يا اخوي 
صدم كلام جارح الجميع بينما اتسعت عينا عصام بارتباك وهو يتمتم:
انت بتجول إي؟ عرفت إزاي 
اقترب جارح منه أكثر وهمس ببرود:
متسألش... علشان لو جولت جدام العيلة هزعلك وهخلي شكلك وحش جوي يا اخوي وانا ميرضنيش ان ابن الاسيوطي يبجي شكله اكده جدام عيلته 
القي جارح كلماته ثم أمسك بيد غيم بقوة وكأنه يعلن ملكيته لها أمام الجميع ثم انسحب بها خارج الغرفة تاركا الجميع في صدمتهم بينما عصام يحدق فيهما بغضب مكتوم وفي مكان اخر في غرفه فارس كان يقف  بثورة عارمة و عيناه مشتعلة بالغضب وهو يحدق في نرمين التي كانت تقف أمامه مذعورة تحاول فهم سبب هذا الانفجار المفاجئ وفجأة، ارتفع صوته بغضب عارم:
 انتي كدابة... إنتي عمرك ما حبتيني! دي أكيد خطة وسخة من أبوكي صوح 
اتسعت عينا نرمين بصدمة ووضعت يدها على صدرها وكأنها تحاول استيعاب كلماته ثم تمتمت بذهول:
فارس... إنت بتجول إي عاد.. اي الكلام ال بتجوله دا 
اقترب فارس منها بخطوات سريعة وعيناه تشتعلان بالكراهية و صوته خرج أكثر حدة:
ال سمعتيه... أبوكي كان عايز يعمل علاقه مع  غيم.. ابوكي دا راجل و*سخ وحقير... وطبعا إنتي مطلعتيش بعيدة عنه.. انتي زيه بالظبط دا انا كنت بربي حية في حضني بجا 
شهقت نرمين بصدمة وعيناها امتلأتا بالدموع وهي تهز رأسها بعدم تصديق:
إنت بتظلمني... مستحيل يكون أبوي عمل اكده... مستحيل
ضحك فارس بسخرية وهو يمرر يده في شعره بعنف ثم نظر إليها باحتقار مرددا :
أنا هستنى إي من بنت واحد حرامي زيه؟! إنتي شبهه بالظبط... وعشان اكده أنا بكرهك... وبكره نفسي امي لمست واحده زيك.. دا انا شايف الفيديو بعيوني وهو بيحاول يقرب منها ويلمسها.. هو ازاي حقير اكده.. جايب كل القذاره دي منين 
تراجعت نرمين للخلف وكأنها تلقت صفعة على وجهها والدموع انهمرت على وجنتيها وهي تهمس:
فارس... ليه بتجول اكده؟ إحنا... إحنا هنتجوز ونبجي مع بعض  وانا معملتش حاجه والله 
اقترب فارس منها أكثر وردد بصوت يشبه فحيح الافاعي :
أنا هكتب كتابي عليكي علشان ال في بطنك بس... مع إني بدأت أشك إنه يكون ابني أصلا 
شهقت نرمين وكأن قلبها توقف عن النبض ورفعت يدها المرتجفة إلى بطنها بينما اكمل فارس ببرود قاتل:
بعد ما تولدي هرميكي بره البيت زي الكلبة... زي ما رمينا أبوكي قبل اكده وملكيش عندي حاجه حتي ابني هاخده مستحيل اخليه يتربي مع واحده زيك 
القي فارس كلماته ونظر إليها نظرة أخيرة مليئة بالاحتقار ثم استدار وخرج من الغرفة بعنف ليتركها واقفة في مكانها وجسدها يرتجف بالكامل ودموعها تنهمر بلا توقف غير قادرة على تصديق الجحيم الذي أُلقيت فيه حتي انتبهت الي هذا السكين الموضوع علي الطاوله واخترق راسها كلمات فارس عن والدها ومدي بشاعته وفجاه التقطت السكين ووضعتها علي معصمها وفي غرفه جارح كانت غيم تجلس على الفراش.. جسدها يهتز مع شهقاتها المتواصلة وعيناها مغرورقتان بالدموع التي لم تتوقف منذ أن رأت عصام وقلبها كان يصرخ برفضه.. لا يمكنها البقاء هنا... لا يمكنها حتى التنفس براحه وهي تعلم أنه ما زال حيا فـ تمتمت بصوت مختنق وهي تمسح دموعها بعنف:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
لازم أمشي... مستحيل أجعد اهنيه... مش قادرة حتى أبص في وشه.. لع انا لازم امشي و
لكن قبل أن تكمل غيم جاءها صوت جارح الغاضب وهو يصرخ بانفعال مكبوت:
ولا خطوة من اهنيه  يا غيم... انتي مش فاهمة حاجة… أنا عرفت كل حاجة. سمعت كل شيء واتأكدت انك مظلومه.. دا بيتك 
نظرت إليه غيم بعينين دامعتين وهي تحاول أن تفهم ما يقصده لكنه أكمل بحدة وهو يقترب منها:
أنا عرفت إن أخوي عاجز… عرفت ال عمله شفيق.. وعرفت إزاي استغلوا ضعف عصام… وعرفت إزاي كان كل ده لعبة قذرة! بس أنا مش هسكت… والله ما هسيبه يقربلك تاني حتى لو كان اخوي مش هسمحله يبصلك بعيونه حتي 
اتسعت عينا غيم بذهول وهي تهمس باضطراب:
بجد؟ يعني… خلاص
رفعت نظرها إليه بتردد قبل أن تكمل بصوت مهتز:
طيب… طلجني يا جارح 
تجمد جارح مكانه وكأن كلماتها كانت خنجرا غرس في صدره، عيناه تلونتا بالغضب لكنه سرعان ما تنفس بعمق واردف بصوت قوي لكنه يحمل نبرة مختلفة… نبرة لم تسمعها منه من قبل مرددا :
مجدرش... مجدرش اطلجك 
ليه ؟
همست غيم بعدم استيعاب فـ رفع يده وأمسك وجهها برفق يجبرها على النظر في عينيه مباشرة وهو يهمس بصوت منخفض لكنه مشحون بالعاطفة:
مجدرش أسيبك... غيم… انا بحبك
شهقت غيم بصوت مسموع وكأن قلبها توقف عن النبض للحظة. عيناها امتلأتا بالصدمة وهي تراقبه بذهول:
إنت… إنت بتجول إي.. بتحبني انا 
ابتسم جارح لكنها كانت ابتسامة حزينة. ابتسامة رجل يحمل الكثير من الجراح لكنه أخيرا قرر الاعتراف بحقيقته وهتف :
ايوه بحبك بجد.. والله بحبك جوي … ومجدرش أعيش من غيرك.. خليكي معايا.. ولو مش جادرة تفضلي في البيت دا… أنا هعيشك في بيت تاني... في أي مكان تحبيه بس متبعديش عني
ارتجفت شفتي غيم وشعرت وكأنها تغرق في عاصفة من المشاعر. لأول مرة ترى في عينيه رجلا ليس فقط عنيفا أو متحكما... بل رجلاً يعشقها بكل جوارحه.. رجلاً خائفا من فقدانها فهمست بصوت ضعيف :
وأنا كمان بحبك يا جارح… بس كنت خايفة… كنت مرعوبة من كل حاجة ومنك انت كمان 
مد يده وأمسك بيديها يضغط عليهما بحنان ودفء وهو يهمس بقوة:
من دلوجتي، متخافيش أبدا… أنا موجود، وهفضل جمبك طول العمر..انت ظلمتك كتير جوي وهعوضك عن كل حاجه عملتها فيكي.. سامحيني بالله عليكي يا غيم 
القي جارح كلماته بحزن وهو يلامس وجهها و لكن فجأة، رن هاتفه فـ نظر إلى شاشته ليجد اسما ظهر أمامه "جميلة" فتجمد جسده للحظة وشعرت غيم بالارتباك وهي تراقب التوتر الذي ظهر في ملامحه وكأن هذه المكالمة تحمل معها عاصفة جديدة قادمه وبعد منتصف الليل في مكان مهجور تحيط به صخور ضخمة على جانبيه لا صوت يسمع سوى همسات الريح وصدى الخطوات فوق الأرض الجافة فـ توقفت سيارة سوداء عند حافة الطريق يترجل منها جارح وهو يغلق الباب خلفه بهدوء ينظر حوله بحذر على بُعد خطوات منه تقف امرأة مغطاة بعباءة سوداء تخفي ملامحها تحت وشاح طويل فـ اقترب جارح نحوها ببطء عاقدا حاجبيه حتى أصبح قريبا بما يكفي ليتحدث بصوت  حاد:
عايزة مني إي عاد ؟
تحركت المرأة ببطء ورفع يديها إلى وجهها تمسك الوشاح بأطراف أصابعها وتسحبه عن ملامحها فينكشف وجه مألوف تحت ضوء القمر.. لؤلؤ... هذه لؤلؤ..فنظر اليها  جارح بنظرات ثابته بينما ارتسمت على شفتيها ابتسامة شاحبة واردفت: 
جميلة يا جارح… اسمي جميلة نسيت اسمي بسرعة اكده ولا اي عاد و 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
كانت تقف جميلة أمامه وعيناها تلمعان بتردد بينما هو ينظر إليها بجمود.. لم يكن هناك أي أثر للدهشة في ملامحه وكأنه كان يتوقع هذه اللحظة فـ اردف بصوت حاد:
"مش طولنا الموضوع دا ينتهي.. اي ال جابك اهنيه تاني 
رفعت لؤلؤ رأسها تنظر إليه بثبات رغم أن قلبها كان ينبض بقوة مردده: 
"هو إنت نسيتني يا جارح.. مش كنت دايما تجولي انيحب حياتك.. دا انت سميتني جميله من كتر ما كنت بتحبني وشايفني احلي واحده في الدنيا 
ابتسم جارح بسخرية ونظرة باردة احتلت ملامحه وهو يردد: 
هو انتي فاكراني غبي؟ أنا زمان أيوه كنت بحبك... لكن دلوجتي لع.. وتعرفي انا مبسوط جوي اننا انفصلنا.  ال زيك ميتحبش يا لؤلؤ انا بس ال كنت مش بفهم والحب كان عامي عيوني 
تراجعت لؤلؤ خطوة للوراء وكلماته تصطدم بها بقوة لكنه لم يمنحها فرصة للرد وأكمل بحدة:
أنا عارف إنك اتجوزتي عصام.. كنتوا ناوين تفضلوا مخبين لامتي بجا  ان شاء الله 
اتسعت عين لؤلؤ بصدمه وهي تردد في ذهنا كيف عرف؟ ولماذا يبدو كأنه يحتقرها... فتابع جارح بصوت منخفض لكنه كالسهم الذي أصابها في الصميم:
بس اتجوزتيه إزاي وهو عاجز يا بنت عمتي 
شهقت لؤلؤ  من وقع كلماته زعقلها توقف عن استيعاب ما يقول ثم نظرت إليه غير مصدقة:
مش... مش عاجز! متصدجش كلام غيم دي كدابه.. مش عاجز 
ضحك جارح بتهكم وهز رأسه:
لع.... عاجز! دوري في الموضوع دا وشوفي إي ال حوصلك.. علشان عصام اخوي عااجز 
القي جارح كلماته ثم استدار ورحل، تاركا إياها في عاصفة من الذهول وجسدها يرتجف وشفتيها تتمتمان بصدمة:
إزاي... عاجز اومال ال حوصل بينا دا كان اي.  مستحيل.. مستحيل 
وفي صباح يوم جديد في غرفه غيم كانت تجلس على طرف السرير تضم ركبتيها إلى صدرها وعيناها معلقتان بالباب وكأنها تخشى أن يُفتح في أي لحظة  والخوف يتغلغل في أعماقها، يمنعها حتى من التفكير بوضوح و لم تستطع أن تنسى ما حدث الليلة الماضية ولا تلك النظرة القاسية التي رأتها في عيني عصام فـ مر الوقت وطوال اليوم لم تغادر غرفتها ولا في الصباح وقت الفطور ولا الآن وقت الغداء... كانت تشعر بالجوع لكن الخوف كان أكبر من أن يسمح لها بالخروج. فجأة، سمعت صوت طرقات خفيفة على الباب فانتفضت في مكانها وتراجعت قليلا إلى الوراء، لكن الباب انفتح قبل أن تأذن بالدخول، وظهر جارح عند العتبة. كان ينظر إليها باستغراب مرددا: 
الفطار الصبح منزلتيش ودلوجتي الغدا كمان في اي عاد.. انتي تعبانه.. لو تعبانه اتصل بالحكيم 
ترددت غيم قليلا ثم ابتلعت ريقها بصعوبة وهمست بصوت مرتجف: 
انا… أنا خايفة.. خايفه جوي وعايزه امشي من اهنيه بالله عبيك 
ضاقت عيناهقليلًا وهو يتقدم خطوة داخل الغرفة، ثم سأل بهدوء: 
خايفة من إي عاد.. مين دا ال يجدر يخوفك يا غيم 
خفضت غيم عينيها إلى الأرض وهي تهمس بصوت بالكاد يُسمع:
 من عصام… من كل حاجة… أنا لازم أمشي من اهنيه.. بالله عليك انا خايفه جوي حاسه ان هيوحصلي حاجه من الحوف والله 
تنهد جارح ثم اقترب منها أكثر وجلس على حافة السرير مواجها إياها تماما... ونظر في عينيها مباشرة واردف بنبرة منخفضة :
غيم بصي… إنتي مش لوحدك طول ما أنا معاكي محدش هيجدر يلمسك.. انا وراكي في اي حاجه.. اعملي كل ال يعجبك وتعاليلي ومتخافيش انا دايما هطون معاكي غلط او صوح.. بلاش اسمع منك كلمه خايفه دي تاني علشان اكده اهانه في حقي ان جارح الاسيوطي مش عارف يخلي مرته تعيش في امان من غير ما تكون خايفه 
رفعت غيم عينيها إليه بتردد وهي تبحث في ملامحه عن أي أثر للخداع لكنها لم تجد إلا الصدق والثبات وبالرغم من خوفها شعرت للحظة أن كلامه يحمل نوعا من الأمان لم تعهده من قبل وحاولت أن تبتسم لكنها فشلت فهزت رأسها ببطء وهمست:
 بس… بس أنا حاسة إني مش في امان اهنيه انا وابني
مد جارح يده نحوها بهدوء ممسكا بيدها بين راحتيه واردف بصوت أكثر دفئا: 
أنا وعدتك… محدش هيقرب منك طول ما أنا اهنيه 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
القي جارح كلماته وشعرت بأن قلبها يهدأ قليلا مع كلماته وكأنها وجدت ملاذا وسط العاصفة التي تحيط بها مردده: 
جومي بجا... مش هسيبك تجعدي  اهنيه لوحدك طول اليوم يلا لازم ننزل الغدا علشان كمان انا محضر فيلم حلو جوي.. هنجعد كلنا ونشوفه 
ترددت غيم للحظة ثم ضغطت على كفه بخفة وكأنها تختبر حقيقة وجوده ثم نهضت معه وظل ممسكا بيدها وهو يقودها خارج الغرفة وبعد فتره جلس الجميع على طاولة الغداء لكن الجو كان متوترا والصمت يسيطر على المكان ونظرات عصام لغيم كانت كافية لتجعلها تتوتر أكثر بينما جارح يجلس بجوارها وكأنه يحاول حمايتها بنظراته الحادة التي لا تغفل عنها... ولم يمر وقت طويل حتى قطعت الجدة هذا الصمت قائلة بنبرة صارمة: 
يا تطلجها وتتجوز سماح... يا تاخدها في بيت تاني، لكن برده هتتجوز سماح، دا قراري وانتهينا انا مش عايزه اي نقاش بجا في الموضوع دا 
ابتسم مسعود ونظر إلى عصام مؤيدا وهو يقول بلهفه:
 ياريت.. انا نفسي اشوف اليوم ال جاىح وسماح هيتجوزو فيه 
شعرت غيم بالغضب من كلماته والتفتت إليه بنظرة حادة لكنها لم تتحدث اكتفت بإخفاء مشاعرها بينما تكمل تناول طعامها بصمت لكن عقلها كان يغلي أما جارح فابتسم بسخرية وهو يميل بظهره للخلف قائلا: 
خلي الكلام دا بعد الفيلم ال هنشوفه… أنا علقت شاشة عرض كبيرة علشان نتفرج كلنا.. ومتاكد انه هيجبكم جوي 
رفعت عمته رجاء حاجبها بتعجب قائلة: 
فيلم؟ فيلم إي عاد يا جارح 
لم يجبها جارح بل نهض واتجه نحو جهاز التحكم وأطفأ الأضواء قليلا ثم بدأ العرض والجميع كان يظن أنه مجرد فيلم ترفيهي لكن ما ظهر على الشاشة جعل الدماء تتجمد في عروق الجميع كانت غيم على الشاشة، مرتعبة وعصام أمامها ثم دخل شفيق محاولا الاعتداء عليها وظهر صوت عصام واضحا وهو يقول بغضب: 
عايزه تفضحيني وتجولي للناس كلها اني عاجز... لع.. مش هيوحصل انا مستحيل اسمحلك تعملي فيا اكده وشفيق هو ال هيتصرف معاكي علشان بعد اكده تبجي تفكري مليون مره قبل ما تحاولي تفضحيني 
القي عصام كلماته في الفيديد ثم ظهر كيف حاولت غيم الدفاع عن نفسها وكيف ضربت عصام، وكيف ضرب شفيق عصام بعدها وهرب فـ عمّ الصمت في المكان وعيون الجميع متسعة من الصدمة وبالتحديظ نرمين التي وضعت يدها على فمها غير مصدقة أن والدها متورط في هذا بينما عصام كان يتحول وجهه إلى لون مميت وقبل أن يستوعب أي شخص الصدمة بالكامل اشار جارح للحرس فدخلوا وهم يقتادون شفيق إلى الداخل.. كان وجهه مضروبا وعيناه تتجولان بين الجميع برعب فوقف الجميع من أماكنهم وكل العيون معلقة بشفيق بينما جارح كان يقف في المنتصف ينظر إليهم جميعا بنظرة المنتصر حتي اقترب من غيم وامسك بيديها مرددا: 
حقك ظهر.. وجدام ال ظلموكي اعملي فيهم ال انتي عايزاه.. حتي لو جتلتيه محدش هيجدر يلمسك 
نظرت غيم  إلى جارح والدموع في عينيها... لم تصدق أن الحقيقة قد ظهرت أخيرا... كانت تشعر بسعادة لم تختبرها من قبل وكأنها تحررت من كابوس كان يطاردها أما عصام فكان ينظر إليهما بتوتر واضح لا يعرف كيف يبرر ما حدث لكن صوت فارس قطع الصمت عندما التفت إلى نرمين قائلا بنبرة قاسية:
من النهارده انتي محرمة عليا لحد ما تولدي وبعدها هتطلجي بالتلاتة... بنت شفيق مستحيل تبجي مرتي.. وابوكي دا هيتجتل.. هيتجتل ويموت جدان عيونك 
توسعت عينا نرمين بصدمة وهي تنظر إلى فارس غير مصدقة ما تسمعه بينما عصام ازدادت ملامحه اضطرابا وهو يصرخ محاولا الدفاع عن نفسه:
دي... دي كدابة! محدش يصدجها... جارح، متصدجش الفيديو دا، هي أكيد ال عملته، أنا سليم صدجني و
لكن قبل أن يتمادى أكثر جاءت صدمة أخرى عندما التفتت لؤلؤ إليه وهي في حالة ذهول كامل وسألته بصوت مرتعش:
انت متجوزني ازاي مدام عاجز 
ابتسم جارح بسخرية ونظر إليها قائلا ببرود:
علشان هو خدرك وملمسكيش أصلا... ضحك عليكي ووهمك إنه حوصل بينكم حاجة بس محوصلش. انتي لسه بنت بنوت زي ما انتي ومش بعيد شويه كمان وكان يجيبلك واحد يعمل فيكي زي ال كان عايز شفيق يعمله في غيم.. اصله حقير وانتي زيه منه وتستاهلي كل ال بيوحصلك دا 
نظرت لؤلؤ بصدمه وقبل أن تستوعب الحقيقة جاء صوت الجدة صارخا بغضب وذهول:
يا لهوووي و انتوا كمان متجوزين؟!
القت الجده كلماتها واقترب عصام من غيم ووجهه احمر من الغضب ورفع صوته عليها وهو يصرخ:
إنتي السبب في كل ده... عايزه تخلي اهلي يبعدوا عني. عايزه تدمري اسم العيله جسما بالله ما انا سايبك و 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
لكن قبل أن يقترب أكثر كان جارح أسرع منه ولم يمهله لحظة حتى رفع يده ولكمه بقوة جعلته يتراجع للخلف وهو يهدر بغضب:
أوعي تتجرأ وتعلي صوتك جدام مرتي.. لما تتكلم معاها تتكلن وانت بتبص في الارض وبصوت واكي يا والله هجتلك 
انهي جارح كلماته وفي تلك اللحظة لم تستطع الجدة تحمل المزيد و جسدها ارتجف فجأة ووقع جسدها على الأرض وسط ذهول الجميع 
وفي المستشفى ليلا جلس جارح على المقعد أمام غرفة الجدة هو يحدق في الأرض بشرود بينما الحزن يغمر ملامحه لم يشعر باقتراب غيم إلا عندما لمست يده برفق وهمست بخجل:
أنا مش عارفة أجولك إي… بس شكرا.. إنت الوحيد ال وجفت جمبي وصدجتني
رفع  جارحرأسه لينظر إليها... كانت عيناها تمتلئان بالامتنان والدفء  فابتسم لها ابتسامة خفيفة وهو يردد بهدوء:
من انهارده  محدش يجدر يظلمك… وعمري ما هسمح لدا يوحصل تاني... انا ال اسف يا غيم.. اسف علي كل حاجه حوصلت مني سامحيني بالله عليكي 
نظرت غيم اليه بدموع ثم ترددت للحظة و تشجعت وهمست بصوت مرتعش:
جارح أنا…انا  بحبك.... بحبك، بس مكنتش عايزة أعترف
نظر إليها جارح بدهشة للحظة ثم ابتسم بحرارة وسحبها إلى حضنه برفق وهمس في أذنها:
وأنا كمان… ومش هسيبك أبدا.. طول العمر.. انا بحبك جوي والله العظيم 
أغلقت غيم عينيها للحظة وشعرت لأول مرة بالأمان بين يديه  لكنه قبل أن يكمل كلماته.. قطعت رجاء المشهد بصوت صارم:
مبسوطة بال حوصل؟ شايفة نفسك كسبتي اكده بعد ما فرقتس العياه ودمرتي حياتنا كلها 
ابتعدت غيم عن جارح والتفتت إلى عمته بنظرة قوية لم تكن الفتاة الضعيفة التي تقبل الإهانة بعد الآن فرددت بثقة:
أنا مش هسيب حقي تاني… ومش هسمح لأي حد يظلمني أو حتى يكلمني بطريجة تقلل مني تاني.. من انهارده كلكم لازم تحترموني 
نظر إليها جارح بفخر ووضع يده على كتفها مؤكدا:  
وأنا معاكي في أي حاجة… ومحدش هيجدر يلمسك طول ما أنا موجود 
ابتسمت غيم ونظرت الي العمه مردده بضيق: 
انا هروح بكرع الصبح بالفيديو للبوليس وهجولهم كل خاجه علشان الكل يتحاسب علي ال عملهزمش هسكت تاني لحد 
نظرت رجاء اليها بصدمه واردفت؛ 
وانت يا جارح هتسيبها تعمل اكده... هتسيبها تدمر اسم العيله.. انت عارف العيله دي جدك وابوك الله يرحمهم تعبوا ازاي علشانها.. بجا مرتك هتكون اهم من عيلتك 
نظر جارح الي عمته بضيق واردف بحده؛ 
انا موافج علي اي حاجه غيم عايزاها... انا بختار غيم مش عيلتي 
انصدم الجميع من رد فعل جارح و في الصباح كانت غيم جالسة في المقعد الخلفي للعربية متوجهة إلى قسم الشرطة.وقلبها يضرب بعنف في صدرها... فهي لم تكن مرتاحة ولكنها كانت مصممة على تقديم البلاغ وفي الطريق فجأة، ظهرت سيارات حوالها محاصرة سيارتها من جميع الاتجاهات وانقضوا عليها بسرعة فـحاولت غيم الهروب ولكنها كانت محاصرة بالكامل وبعد فترة قصيرة وجدت نفسها في مكان مظلم وموحش فـ تجمدت عيناها عندما رأت عصام واقفا أمامها.. لم تستطيع كبح غضبها فصرخت في وجهه:
أنت مش هتسكت غير لما اجتلك يا احبسك، بس جسما بالله لـ هخليك تدفع الثمن غالي جوي 
ضحك عصام بسخرية ونظر إليها نظرة ازدراء:
ال عندك اعمليه هحبسيني أنت مش قدي ولا قد عيلتي يا غيم انتي عايشه في وهم كبير جوي 
 نظرت غيم اليه بغضب وهتفت: 
جارح مش هيسيبك.. هيجتلك و 
ولكن قبل ان تكمل أن ترد سمعت صوتا مألوفا يقطع الصمت مرددا: 
 اسم عيلتي أقوى من أي حاجة وانتي مش أغلى من عيلتي 
شعرت غيم بالصدمه وعيناها اتسعت في ذهول عندما ظهرت ملامح جارح أمامها وهو يمشي نحوها ببطء حتي صوب سلاحه نحوها وقال بصوت حازم:
عيله الاسيوطي اهم من اي حد حتي انتي و 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
كان الليل خانقا والمكان حولهما موحش كأنما نزعت منه الحياة  ووقف جارح وسط الأرض المهجورة يحفر بصمت والغيم تكاثف فوقه يحجب القمر وينذر بالمطر... لكن جارح لم يلتفت للسماء، عيناه كانتا مسمّرتين على الأرض وعصام يقف بجواره متوتر الخطوات ينظر إلى الحفرة بعينين متسعتين وصوت مخنوق خرج منه أخيرا:
أنا... أنا مكنتش متخيل إنك ممكن تعملها اكده بجد.. تجتلها بجد... أنت بتحبها يا جارح 
توقف جارح عن الحفر بيده وقبض على الفأس كأنه يوشك على تكسيره ثم رفع نظره لعصام وصوته خرج باردا كالسم:
مفيش حاجة اسمها حب... اسم العيلة أهم من اي حاجه
سادت لحظة صمت مرعبة حتى الريح بدت وكأنها تجمدت، تستمع لما قيل  ثم انحنى جارح داخل الحفرة ومد ذراعيه ليرفع الجسد بين يديه وحملها بهدوء كأنها ما زالت تنام فنظر إلى وجهها لثواني نظرة غامضة لا تحمل حزنا ولا حنينا… فقط برود قاسٍ لا يليق إلا بمن اعتاد الوداع وبلا كلمة وبنظرة أخيرة رماها في الحفرة تبع صوت ارتطام الجسد بالأرض لحظة صمت ثم بدأ جارح في إلقاء التراب فوقها حفنة تلو الأخرى وكل ذرة تراب كانت تحمل حكما لا رجعة فيه وحين انتهى سوى الأرض بقدميه ونظر إلى عصام ثم اردف بصوت ثابت:
يلا نمشي... خلصنا اكده كفايه 
انهي جارح كلماته والقي الفاس وذهب وفي صباحٍ جديد، كان عصام يقف في فناء البيت يهلل بصوت مرتفع وابتسامة عريضة تعلو وجهه كأنه نجا من كارثة مرددا: 
جارح جتـلها... والله جتـلها! غيم ماتت... أنا مش مصدج اخيرا.. خلصنا منها 
كانت لؤلؤ تمر من خلفه، فتوقفت فجأة حين سمعت كلماته  واتسعت عيناها من الصدمة وهتفت: 
"إي؟ بتجول إي؟! 
ردد عصام وهو يضحك دون أن يلحظ ما في وجهها من تغير مردفا: 
غيم خلصت خلاص جارح قتلها... أنا مبسوط جوي. مش مصدج نفسي وانه جتلها بجد 
نظرت لؤلؤ  إليه نظرة طويلة ثم اردفت بصوت منخفض حادّ:
جتلها... وانت مبسوط جوي اكده ليه.. الاصحيح هو انتنت عاجز؟"
تجمد عصام مكانه وتغيرت ملامحه وهو يتمتم بتوتر :
انا...لع طبعا انتي بتجولي اي عاد.. انا عاجز ازاي يعني 
صرخت لؤلؤ فجأة مردده :
أيوه عاجز! وأنا عرفت كل حاجة انتضحكت عليا.. كنت بتمثل الحب والرجوله وكل ده كدب.. انت كل حاجه جولتها وعملتها كدب وجاي دلوجتي مبسوط ان جارح جتل غيم.. مستحيل يجتلها.. انا متاكده انه مستحيل يجتلها اكيد دي خطه منك علشان تخليه يعمل فيها اكده 
نظر عصام اليها بتوتر وحاول أن يقترب منها ويرفع يده ليهديها لكنها كانت أسرع ورفعت كفها وصفعته بقوة على وجهه مردده: 
كداب و خسيس وخاين وزباله.. انت كداب يا عصام 
تجمهر أهل البيت بعدما سمعوا الصراخ وتقدّمت العمه رجاء أولا، واردفت باستغراب:
في إي يا لؤلؤ؟ صوتك عالي اكده ليه عاد مش كفايه ال حوصل وال احنا فينا 
نظرت لؤلؤ اليها بغضب ثم دخلت الجدة تتكئ على عصاها بتعب شويد واردفن بقلق:
اي ال بيوحصل اهنيه.. انتوا عايزين تعملوا فيا اي اكتر من اكده... عايزين تموتوني 
استدارت لؤلؤ نحو الجدة وعيناها تلمعان بالغضب والدموع واردفت: 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
ضحك عليا يا حجه... كان بيكذب عليا طول الوجت.. دا خابن وكداب انا الغلطانه انا الغلطانه اني صدجت واحد زيك 
تقدم مسعود بخطوات هادئة.. كمن يحاول احتواء العاصفة واردف: 
استني يا لؤلؤ.. ممكن تهدي وتحكيلي يمكن نجدر نفهم و
لم ينهي مسعود كلماته حتي صرخت فيه وهي تشير إليه بأصبعها:
"اسكت! إنت آخر واحد يتكلم... فاكر إني معرفش؟! عارف كل حاجة يا مسعود! إنت ال بعت شفيق يجتل عصام.. وإنت ال بتحاول تجوز بنتك سماح لجارح علشان تستولي على فلوسه.. انت السبب في كل المصايب ال بتوحصل دي 
ساد الصمت لوهلة وانصدم الجميع  منكلمات لؤلؤ قبل أن تتدخل الجدة بحزم:
كفايه... كفايه بجا حرام عليكم.. انتي اي ال بتجوليه علي جوز بنتي دا... مسعود طول عمىه بيحبنا 
ضحكت لؤلؤ بأستهزاء وهي تردد: 
بجد والله.. جوز بنتك الحقير ال معندوش اصل.. جوز بنتك الواطي.. وحفيدك. جارح جتل غيم 
نظر الجميع بصدمه وشهقت الجده: 
"إي يا لعووي..يا لهووي ؟!"
رجاء بصراخ: 
غيييم؟! انتي بتجولي إيه يا لؤلؤ؟!"
رفعت الجده عصاها مردده: 
هو فين؟! فين جـــارح؟! خلوه ييجي دلوجتي حالا يلا 
وبعد دقائق نزل جارح من فوق السلم. عيونه ساكنة ملامحه لا يوجد بها ذرة ندم واردف بصوت  ثابت:
أنا عملت الصوح 
كانت الجدة تحدق فيه و عيناها دامعتان وخطواتها مثقلة بثقل ما سمعته فـ اقتربت منه و رفعت يدها ببطء ثم نزلت بها على وجهه بصفعة حارقة  واردفت بصوت مهتز  حاد:
جتلتها.. خلاص بجيت مجرم.. بجيت جتال جتله.. بجيت مجرم 
سقطت رجاء على الأريكة تضع يدها على صدرها تحاول أن تستوعب ما يحدث من حولها أما عصام فتقدم بخطوتين نحو الجدة واردف بنبره بارده :
ال عملناه لمصلحة العيلة... اسم العيلة أهم من أي واحدة جات من بره
التفتت إليه الجدة والغضب يشتعل في ملامحها ثم رفعت يدها وصفعته هو الاخر واردفت بصوتٍ دوى في المكان:
اسم العيلة؟! دا تبرير الخاينين! ال عملته دا عار وغيم أطهر منكم كلكم.. انا الغلطانه اني ظلمتها ياريتني كنت صدجتها... اسمع يا واد انت انا بجولك اهه جدام الكل...في  ظرف أسبوع تكون مشيت من اهنيه يا عصام مش عايزه اشوف وشك جدامي انت تختفي خالص 
رفع عصام يديه مستنكرًا، محاولا الدفاع عن نفسه مردده: 
بس يا حجة و
قاطعته الجده  بصراخ وهتفت: 
اكتم خالص جبر يلمك يا شيخ...هتسافر ومش عايزة أشوف وشك تاني وتطلج بنت خالتك.. وانتي يا ست لؤلؤ... انا مش عايزاكؤ انتي كمان.. روحي عند جدتك ام ابوكي ال زيك ميستاهلش فيه اي حاجه ولا طمر في التربيه منك لله يا شيخه.. منكم لله كلكم 
القت الجده. كلماتها وذهبت فنظر مسعود بتوتر وذهب ايضا بسرعه من البيت وفي المساء في نفس الليلة حيث تكوم السواد فوق الأرض التي احتضنت غيم وجلس جارح وحده… لا صوت سوى نحيبه كان التراب لا يزال ندياً.. والريح تلفح وجهه كأنها تذكره بما فعل، عيناه محمرتان، ويداه ترتجفان وكل كلمة كانت تخرج منه كأنها تنزف دمه مردده: 
انا آسف... سامحيني يا غيم... سامحيني بالله عليكي… أنا واطي..... أنا جتلتك بإيديا يا غيم... أنا جتلت مرتي… جتلتك انتي وابني … جتلت أكتر واحدة كانت بتحبني في الدنيا.كنت عارف...والله كنت عارف إنك بريئة… بس سمعه  العيله كانت اهم مجدرش ادمر عيلتي  وسكتك انتي... أنا ال ضيعتك… أنا لسه مش مستوعب إني مش هشوفك تاني… مش هصحى ألاجيكي جمبي… مش هسمع صوتك و مش هشوف ضحكتك.. انا كنت بحبك والله… كنت بحبك جوي… بس معرفتش أحبك صوح… معرفتش احميكي حتي من نفسي... انا استاهل… استاهل الكره…   استاهل إنك تطلعلي في منامي كل يوم وتلعيني.. سامحيني يا غيم… بالله عليكي سامحيني
...ألقى جارح كلماته وهو ينهار فوق التراب، يحتضنه كأنما يحتضن غيم نفسها ونحيبه يمزق سكون الليل وعيناه تنزفان من شدة الندم والريح تلفح وجهه والأرض ما زالت ندية تحتضن سرّ الجريمة و تشهد على خيانة لا تغتفر وفجأة، مسح دموعه بكم قميصه ورفع رأسه ببطء ونظر إلى الأفق بعينين فارغتين ثم انفجر ضاحكا... ضحكة مجنونة مريبة كأن الألم انقلب جنونا واردف بصوت مرتجف يتسلل إليه الحقد شيئًا فشيئًا:
لسه... لسه محدش شاف مني حاجه... دي كانت البدايه بس
وفي مكان اخر.. عمّ الصمت وسكون مريب يحبس الأنفاس ولا يسمع سوى صوت أنفاس متقطّعة... وعينان عصان تنفتحان فجأة وسط العتم ففتح عينيه على الظلام وحاول أن يتحرك لكنه شعر بثقل رهيب يقيّده أنفاسه تسارعت حين لَمس بيده كفنا يلف جسده...و سقف حجري يعلو رأسه، وجدران صخرية تحيط به من كل صوب فادرك إنه داخل مقبرة.. نعم مقبره فـ تجمّدت الدماء في عروقه وارتجف جسده وصرخ بأعلى صوته مرددا :
أنا فين؟!! حد يسمعنيي!! إي داااا؟! دا كفن؟! أنا مت.انا مووت الحقوني يا عالم و 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
خيم السكون الثقيل على المكان ولم يكن يسمع سوى صوت أنفاس لؤلؤ اللاهثة وأناملها التي تحفر التراب بجنون كان جسدها يرتجف وعيناها تلمعان بمزيج من الذعر والإصرار. لم يكن هناك وقت للتفكير حتي اصطدمت يديها بأطراف الخشب فأطلقت شهقة صغيرة ثم أسرعت في إزالة ما تبقى من التراب وحين رفعت الغطاء الخشبي.. اندفعت رائحة خانقة، تبعتها شهقة عصام متقطعة ضعيفة...فـ مدت يدها إليه وسحبته بكل ما تبقى لها من قوة حتى خرج معها على الأرض الجافة بجوار القبر وهو يسعل بشدة... وجلس متكئا على ساعديه ووجهه شاحب مغبر لكنها لم تمهله كثيرا واردفت بتوتر: 
مين ال عمل فيك اكده.. اتكلم جول اي ال حوصل 
عصام بتوتر: 
مش فاكر... آخر حاجة فاكراها إني كنت في الأوضة كنت نايم... بعدها صحيت مخنوق ولاجيت نفسي اهنيه في الكفن 
لؤلؤ بغضب: 
جصدك اي عاد يعني حد من البيت؟! من ال في العيلة؟!"
عصام بصراخ :
معرفش... معرفش اي حاجه خلينا نخرج من اهنيه بجا انا كنت هندفن حي... كنت خلاص هموت.. لع انا مش عايز اموت دلوجتي.. مش عارفه عايز اموت 
لؤلؤ وهي تنهض وتنفض التراب عن كفيها: 
متخافش علي نفسك جوي اكده.. انت لسه عايش اهه... بس شوف سبحان الله.. ربنا عمل فيك نفس ال عملته في شمس... شمس ال انت دفنتها حيه بحجه انها كانت بتخونك يلا ما علينا بعدين نتحاسب علي كل دا 
القت لؤلؤ كلماتها ونظرت حولها إلى الظلال الساكنة.. إلى قبور تحمل أسرارا كثيره فـ سارا الاثنين  ببطء وخطوات متعثرة فوق التراب الموحل لا صوت سوى أنفاسهم المتقطعة وأنين الريح التي تداعب أطراف الأشجار اليابسة فـ تقدمت لؤلؤ بخطوتين ثم التفتت نحوه مردده بشك:
مفيش حد كان بيكرهك للدرجادي... غير غيم.. مستحيل حد يعمل فيك اكده غيرها 
عصام بحده: 
غيم..غيم مين عاد ... غيم ماتت خلاص.. جارح جتلها و 
لم ينهي عصام كلماته حتي قاطعه صوت انثوي حاد وهتفت: 
حتى لو موت... هفضل عدوتك طول العمر 
توقفت أقدامهما في اللحظة ذاتها واتسعت عينا عصام وهو يراها تتقدم من بين الظلال برداء أسود وشعرها يتطاير كأفعى غاضبة وابتسامة باردة تعلو وجهها مردده بضحكة خافتة: 
أنا قررت... انتجم من كل ال أذاني.. مدام معرفتش آخد بتاري وأنا عايشة... يبجى آخده بعد موتي.. انا رجعتلك تاني يا عصام 
القت غيم كلماتها وفجأة، دوى صراخ... صراخ رجولي متألم جعل الدم يتجمد في العروق والتفتا في ذعر ليجدا أمام أحد القبور المفتوحة جسدين مربوطين بالحبال... مسعود وشفيق وعيونهما جاحظة وأفواههم تهمس برجاء مكتوم فأردف عصام  بصوت مرتعش:
انتي عفريته صووح.. عفريته.. انا بتخيل.. لع انتي مش موجوده. انا شوفتك وانتي بتندفني جدام عيوني.. انتي مستحيل تكوني عايشه.... جارح جتلك و
وفجأة... شق سكون المقابر صوت مألوف، غليظ، متهدج بالغضب مرددا: 
فيه واحد يموت مرته برده... ويموت أم ابنه كمان؟! انت فاكر الناس كلها خاينين زيك يا عصام
تجمد عصام في مكانه وهو يرااه يخرج من بين الضباب و يمشي بخطى ثابتة 
وقبل أن يتحدث ظهر من خلفه رجال كثيرون... رجال بزي الحرس والتفوا حول مسعود وشفيق، وبدأوا في فك قيودهم فصرخ مسعود بجزع وهو يتوسل:
بالله عليك يا جارح... سيبني... انتوا عايزين مني إي عاد ؟! أنا... أنا كل ال كنت عايزه فلوسكم بس! مش أكتر والله العظيم.. جسما بالله ما كنت عايز حاجه تانيه 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
انخرط شفيق في البكاء هو ايضا  ودموعه تسيل على خديه وهو يردد :
أنا... أنا كنت بنفذ أوامر... بس اكده... والله العظيم ما كنت أعرف النهاية تبجى اكده صدجني و 
لم ينهي شفيق كلماته حتي قاطعه صوتا هادئا جاء من الخلف مردفا: 
أوامر؟ أوامر إي يا شفيق دي... انت الخيانه والقذاره في دمك من زمان جوي 
ظهر فارس من بين الظلال ووقف أمامه يحدق في عينيه ثم أردف مرده اخري: 
انت مجرد كلب بس لع..الكلب بيبجي وفي لاصحابه  وانت مش وفي يا شفيق انت غدار 
شهقت غيم بصوت متهدج، ثم نظرت للجميع، وابتسامة مليئة بالمرارة ترتسم على وجهها وهي تقول:
الكل هيتحاسب... وده وجت الحساب
القت غيم كلماتها ثم اخرجت سلاحا وصوبته تجاه عصام الذي ردد بخوف: 
جارح.. انت هتسيبها تجتلني انا اخووك.. بالله عليك يا اخوي 
ابتسم جارح بسخريه وردد: 
اخوي؟!  اي اخ دا.  انت بتكدب الكدبه وتصدجها... انت عمرك ماكنت اخوي ولا ناسي اننا جايبينك من الشوارع لا معروف اصلك ولا فصلك.  . ولولا ان امك الله يرحمها كانت بتشتغل عندنا وكانت امي بتحبها مكناش ابتلينا بيك.. امك ال بتشتغل عندنا شغاله ومكنش ليك حد حتي ابوك اتسجن ومات قبل ما تتولد يعني انت مش اخوي ولا من عيلتنا مش معني بحا اننا كتبناك باسم العيله واعتبرناك واحد مننا تبجي واطي وغدار وخاين 
نظر الجميع بصدمه لم يستوعب احد كلمات جارح عادا لؤلؤ التي كانت تعلم كل شئ عن ماضيه فاقتربت غيم ورددت بعصبيه: 
تعرف انا هعمل فيك اي... هجتلك.. هجتلك يا عصام 
نظر عصام اليها بتوتر واردف بعصبيه: 
وانا بكرهك.. بكرهك علشان انتي كتتي عايزه تفضحيني وخدتي مني كل حاجه.. اخوي واهلي وعيلتي..... حتي جارح ضحك عليا.. كدب وجال انه جتلك... اخووي خاني بسببك انتي واحده متسواش ولا اصلا كانت تطول تتجوز حد من عيله الاسيوطي و 
لم ينهي عصام كلماته حتي تلقي لكمه قويه علي وجهه من حارح الذي ردد بغضب: 
لما تتكلم عن مرتي تتكلم زين يا جسما بالله العظيم هجتلك دلوجتي حالا.. الزم حدودك واتكلم كويس.. كفايه بجا كلام اكده... لازم الكل يتحاسب يعني تموتوا.. كلكم هتموتوا 
القي جارح كلماته واقتربت لؤلؤ من جارح واردفت بعصبيه: 
انا ال لازم اجتله.. لازم اخلص عليه زي ما دمر حياتي.. انا الغلطانه اني وثقت في واحد زيه 
نظر عصام اليها بصدمه واردف: 
انتي كمان بتخونيني يا لؤلؤ.. انا جوزك وابن خالتك 
لؤلؤ بصراخ: 
انا كنت معاهم وعارفه انك اهنيه وانا ال ساعدت جارح وغيم  وحطيتلك المنوم في العصير علشتم يدفنوك.. وكنت عارفه ان غيم عايشه... انا ساعدتهم في كل حاجه علشان عرفت اني كنت واثقه في الشخص الغلط 
نظر عصام اليهم بغضب واقترب من غيم بخطوات سريعة ووجهه مشوه بالغضب، وعيناه تقدحان شررا و مد يده نحوها كمن يوشك على إيذائها فارتجفت لؤلؤ في مكانها بينما بقيت غيم ثابتة كأنها تنتظر قدرها وفجأة دوى صوت طلقة في الهواء تبعها صياح جارح بغضب هادر:
قرب منها تاني وهطير دماغك في دجيجه واحده 
كان يقف خلفه مباشرة والسلاح في يده مصوب بدقة نحو رأسه و إلى جواره وقف فارس يرفع سلاحه هو الآخر وصوته لا يقل حدة مردفا: 
جرب اكده تلمسها وشوف هتطلع من اهنيه  إزاي 
تجمد عصام في مكانه مرتجفا من وقع المفاجأة وفجأه  ظهرت الجدة شامخة كعادتها وإلى جوارها الشرطي الذي بادر فور وصوله:
ولا كلمة... انتوا مقبوض عليكم.. يلا
انقض الشرطي على عصام ومسعود وشفيق وسرعان ما طرح أرضا وقيدت يداه فيما علا صراخ جارح:
لييه اكده..مكنش لازم تدخلي ؟! إحنا كنا هنخلص عليه بإيدينا كان لازم يدفع التمن.. كان لازم يموت 
رفعت الجدة رأسها ناحيته واردفت بحزن:  
لو كنت سبته ليكم... كنتم هتعملوا زيه.. هو في جميع الحالات هيتحاسب.... كنت عايزني اسيبك تجتل اخوك يا جارح.. حتي لو هو مش اخوك الحقيقي.. بس لع برده.. خلاص بجا بالله عليك انسي يا ابني 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
القت الجده كلماتها واقتربت  من غيم ووضعت يدها على كتفها وهمست بأسى:
سامحيني يا بنتي... كنت عاميه ومش شايفه اي حاجه من ال بتوحصل
خطي جارح ببطء نحو غيم ونظر في عينيها طويلا ثم جذبها إلى صدره، وضمها بحنان مخلوط بالخوف وهمس:
خلاص.. كل حاجه انتهت.. انسي بجا وخلينا نبدأ من اول وجديد
همست غيم بدموع مردده :
أنا... أنا كنت خايفة... خايفة تطلع كداب، وتكون بتخدعني.. كنت خايفه تجتلني بجد 
شدها جارح إليه أكثر، ومسح على شعرها وهمس:
انا مجدرش أخونك... إنتي روحي... وده كان الحل الوحيد إني أحميكي بيه واخليه يعترف بنفسه بكل حاجه .. خلاص.. الخمد لله كل حاجه انتهت 
طبعًا، يا نور، دي مسودة لمشهد بين فارس ونرمين، بالفصحى في السرد وبالعامية في الحوار، وفيه مشاعر صادمة وحقيقية:
وفي صباح يوم جديد كانت الشمس قد بدأت تتسلل بخجل إلى قلب الصباح، ترسل خيوطها الذهبية حيث وقف فارس ينظر بعينين لا تحملان سوى الخيبة حتي تقدمت نرمين بخطوات مترددة وعيناها متورمتان من البكاء، مردده: 
أنا آسفه يا فارس... والله العظيم آسفه... أنا غلطت وعارفه إني وجعتك جوي... بس كنت خايفة... كنت مضغوطة ولما لاجيتك بتبعد حسيت إني لازم أعمل حاجه علشان أرجعك ليا واتأثرت بكلام ابوي 
نظر إليها فارس بهدوء بارد، لم يصرخ، لم يهدد، فقط حمل صوته صدقًا مؤلمًا واردف: 
إنتي كدبتي عليا، وجولتي إنك حامل، وإنتي مش حامل... دي مش كدبه بسيطه يا نرمين... دي خيانه.... انا عملت ال عليا وكتبت الكتاب لوجتي انتي طالج بالتلاته وورجتك هتوصلك لحد عندك ...انا كمان غلطان واستاهل كل دا... لو كنتي بس جولتي الحقيقة من الأول حتى لو كنتي بنت شفيق، كنت هسامحك... بس انتي الخيانه في دمك انتي وابوكي 
سقطت دمعة ساخنة على خد نرمين، فأخفضت رأسها بخزي واردفت: 
انا آسفه... آسفه ليك، وآسفه للجميع... هبعد... ومش هزعجك تاني... سامحني يا فارس، لو جدرت 
القت نرمين كلماتها ورحلت فاقترب جارح منه وردد بضيق: 
خلاص يا فارس.. انسي كل دا ولا كانها كانت موجوده في حياتك
تنهد فارس بضيق وجاء ليتكلم ولكنه تفاجي بـ لؤلؤ التي تجر حقيبتها فأقتربت الجده ورددت: 
رايحه فين يا لؤلؤ 
وقفت لؤلؤ وسط الجمع تنظر إلى الوجوه التي ألفتها يوما  ثم اردفت بصوت خافت:
"أنا مسافرة... رايحة عند جدتي، أم أبوي الاه يرحمه.. يمكن دا الأحسن ليا وليكم. آسفه لو كنت وجعت حد فيكم، أو جصرت أو غلطت."
القت لؤبؤ كلماتها واقتربت من جارح، وانحنت برأسها نحوه، ثم همست في أذنه:
"أنا آسفه... علشان سيبتك قبل اكده وروحت لعصام ، وإنت كنت بتحبني.. انا اكتر شخص حبيتني في حياتي انا اسفه وياريت محدش يعرف إني كنت جميلة... حتى غيم.. خلي موضوع جميله دا ينتهي زي الماضي 
ابتسم جارح بتسامة حزينة، واردف :
"هتوحشيني... يا بنت خالتي."
مدت لؤلؤ يدها تودعهم واحدا تلو الآخر، ثم استدارت ومضت في طريقها، كأنها تغلق بابا لن يفتح مجددا 
وفي الليل، كانت غيم جالسة في الحديقة تتأمل السماء الملبدة بالغيوم، بينما كانت الأرجوحة التي تجلس عليها تتحرك برفق مع نسيم الهواء البارد و كانت عيناها تلمعان بتمعن وكأنها تراقب شيئا بعيدا حتي اقترب منها جارح وجلس بجانبها بهدوء و نظر إليها مرددا: 
الجو هيشتي.. ادخلي عشان متتعبيش
أجابته غيم بنبرة هادئة، وفي عينيها لمعة حزن غامض:
مش هتيجي في يوم وتندم إنك معايا 
جلس جارح بجانبها ومد يده ليمسك يدها برفق. نظر إليها بحب مرددا: 
"مستحيل أندم اني معاكي يا غيم.....إنتي الحاجة الوحيدة ال مش ممكن أندم عليها، وكل لحظة معاكي بتعلمني إن في حاجات في الدنيا بتستاهل نعيش عشانها، وأنتي واحدة منهم
ابتسمت غيم، ابتسامة مليئة بالسلام الداخلي. ثم ارتفعت أولى قطرات المطر، وكأن السماء بدأت تبكي من شدة الفرح فـ نهضت غيم من مكانها، وفتحت ذراعيها للمطر، تلعب تحت زخاته وتدور حول نفسها، ضاحكة فـ اقترب منها جارح مرة أخرى، ومد يده ليحتضنها ولفت حوله بذراعيها، وعيناهما غارقتان في حب لم يعد بحاجة إلى كلمات ثم اردفت وهي تضع رأسها على صدره:
أنا بحبك، يا جارح.. بحبك جووي 
ابتسم جارح ابتسامة دافئة، وحضنها أكثر وهتف: 
وأنا بحبك... بحبك جوي يا غيم والله و 
وفي تلك اللحظة، بين المطر والأحضان، انتهت الحكاية.

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا