رواية قلوب ابن النسيان الفصل الثاني عشر 12 بقلم ايه الفرجاني
رواية قلوب ابن النسيان الفصل الثاني عشر 12 هى رواية من كتابة ايه الفرجاني رواية قلوب ابن النسيان الفصل الثاني عشر 12 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية قلوب ابن النسيان الفصل الثاني عشر 12 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية قلوب ابن النسيان الفصل الثاني عشر 12
رواية قلوب ابن النسيان الفصل الثاني عشر 12
ياسين كان واقف ثابت عينه بتلمع بنظرة فيها تحدي وهو بيرد ببرود قاتل:
— تهمّك؟ وإيه بالظبط اللي يهمك فيها؟
حسام قرب منها وعيونه عليها وهو بيقول:
— إنها تكون بخير… وإن محدش يقرّب منها او يأذيها
آية بصت للاتنين بقلق والتوتر كان بيخنقها هي مش قادرة تفهم ليه ياسين بيتعامل بالطريقة دي وليه حسام مصمم يكون في حياتها ؟
فجأة اتحرك ومشى من جنب حسام وهو بيتمتم بصوت هادي لكن فيه غضب مكتوم:
— لو كنت مهتم بجد مكنتش سبتها قبل كده
حسام اتجمد مكانه، عيونه لمعت ب ندم واضح بس قبل ما يرد، كان ياسين خلاص خرج من المكتب وسابهم واقفين
آية خدت نفس ورفعت عينيها ليه أخيرًا وقالت بصوت منخفض:
انت رجعت تاني ليه؟
بصلهاوكان في عيونه الإجابةبس صوته كان مجرد همسة:
— لأني غلطت… وعاوز أصلّح اللي فات
&&&&&؛&&&&&&&&&&&&&-
في مكان بعيد، وسط الظلام غرفة مظلمة، كان في شخص ماسك تليفونه، بيبص لصورة آية على الشاشة وعينيه مليانة بجنون الانتقام…
— وأخيرًا… لقيناها بعد الزمن دا كله
في نفس اللحظة، كان ياسين واقف عند الشباك في مكتبه، بيبص للمدينة اللي أضواءها بتتلألأ في الليل لكنه مش شايف غير صورة آية وهي واقفة ما بين الماضي والحاضر، مشاعره كانت فوضى… غضب، خوف، غيرة، وشعور غريب إنه عايز يحميها حتى من نفسها
فجأة، صوت طرق على الباب قطعه من أفكاره، لفّ بحدة وهو بيقول بجفاف:
— ادخل
دخلت سكرتيرته بخطوات سريعة، عيونها كان فيها توترة وهي بتقول بسرعة:
— باشمهندس ياسين… الأمن بلغ إن في حد كان بيراقب الشركة طول اليوم، ومحدش عارف هو مين بالظبط
ياسين اتجمد مكانه الإحساس اللي كان بيحاول يتجاهله طول اليوم رجع تاني "الخوف" كأن في حاجة غلط بتحصل …
خرج من المكتب بسرعة وهو بيقول بحزم:
— هاتوا تسجيلات الكاميرات فورًا.
في الوقت ده، آية كانت في طريقها للخروج من الشركة لكن لسه عقلها مشغول بالموقف اللي حصل بين حسام وياسين، مش فاهمة ليه فجأة انقلبت الامور وليه إحساسها بإن في حاجة هتحصل؟
خدت نفس وهيا بتتنهد وفجأة لمحت شخص واقف عند باب الشركة… نفس الشخص اللي شافته قبل كده، حست بخوف لكن حاولت تقنع نفسها إنه مجرد تهيؤات، لكن لما عينها قابلت عينه، حست بقشعريرة باردة سارت في ضهرها
كان بيقرب منها مدّ إيده في جيبه ببطء…
آية شهقت لما شافت بيجري ناحيتها، إيد قوية مسكتها بعنف، وحد تاني غطّى بُقها قبل ما تلحق تصرخ!
لكن قبل ما يتمكنوا منها تمامًا… صوت عالي جيه من وراهم!
— سيبوها حالًا
كان واقف على بُعد خطوات، عيونه مشتعلة بغضب مش بيفكر، مش شايف غير دموعها الي بتحرقه …
اللحظة اللي وقف فيها ياسين قدام الرجالة اللي بيحاولوا يخطفوها كانت لحظة مواجهة مش بس معاهم، لكن مع الحقيقة اللي هرب منها طول الفترة اللي فاتت
حاولوا يجرّوا آية بعيد، لكن ياسين كان أسرع منهم اتقدّم وضرب اول واحد فيهم ف وشه التاني حاول يسحب سلاحه لكن الأمن وصل في اللحظة المناسبة، وبدأت معركة قصيرة انتهت بقبض الأمن على العصابة
آية كانت مرعوبة، جسمها بيترعش، لكن اللي شافته في عيون ياسين وهي بتبصله… كان شيء أعمق من الخوف كأنه بيشوفها لأول مره بجد
بعد فتره الشرطة وصلت وبدأت تستجوب المجرمين، وأخيرًا، اتكشفت الحقيقة اللي كانت دايمًا مجهوله
القائد بتاع العصابة، وهو مربوط بالأصفاد، بص لياسين بضحكة ساخرة وقال:
— عجبتني شجاعتك، بس تفتكر تقدر تهرب من قَدَرَك؟
ياسين ضيّق عيونه وقال بحدة:
— إنتو مين؟ وليه كنتم عايزين تخطفوها؟
الرجل ابتسم بخبث وقال:
— علشان نكمّل اللي بدأناه من سنين طويلة… بس المرة دي، مش هتهربوا
كلامه نزل على ياسين زي الصاعقة… ليه قال تهربوا؟ ليه حاسس إن القصة دي مش مجرد محاولة خطف عشوائية؟
قال: تقصد اي بتهربوا ليه بتجمعنادايما
وفي اللحظة دي… افتكر
كل الأحلام اللي شافها، كل اللحظات اللي حسّ فيها إنه عارف آية قبل كده… كل حاجة رجعت لعقله زي فيلم بيتعرض بسرعة جنونيه
كان في حياة تانية، في زمن تاني كان بيحاول ينقذها قبل كده… لكنه فشل!
آيةكانت واقفة مرعوبة، لاحظت التغيّر اللي حصل في ملامح ياسين،قربت خطوة اقتربت منه وقالت بصوت مهزوز:
— استاذ ياسين… إنت كويس؟
رفع عيونه ليها، نظرته كانت مليانة بمزيج غريب من الحب والخوف والندم… وقال بصوت بالكاد خرج منه:
— إنتِ… إنتِ كنتِ هناك معايا… انا افتكرت عرفت كل حاجه
آية اتجمدت في مكانها، حاجبها اتقطب في حيرة وقالت بارتباك:
— أنا مش فاهمة إنت بتقول إيه…
لكنه اصبح فاهم كل حاجة دلوقتي الماضي والذكريات بقت واضحة
والمجرمين دول؟ كانوا امتداد لعدو قديم، لقدر حاول يفرقهم قبل كده… لكن المرة دي، مش هيسمحله ينتصر!
بعد اللي حصل، الشرطة اكتشفت إن العصابة دي كانت بتشتغل لصالح منظمة سرية بتمارس طقوس قديمة، وإن آية كانت مستهدفة مش بس دلوقتي، لكن من زمان جدًا… من حياة ماضية كانوا هما الاتنين عايشين فيها!
آية، بدأت هي كمان تشوف حاجات غريبة، بدأت تحس إن عقلها بيربط بين الحاضر والماضي، وبدأت تسأل نفسها… دي كانت حكايتهم، وبتتكرر في كل زمن، لحد ما يقدروا يكملوها للنهاية؟
بعد أسابيع من الي حصل كان كل حاجه في الشركة راجعت لطبيعتها… أو على الأقل، ده اللي كانت ظاهر
وفي يوم عادي آية كانت خارجة من مكتبها وهي شايلة ملفّات كتير، ووقفت فجأة لما سمعت صوت مألوف وراها
— آية
شهقت بخفةلفت وعينيها اتسعت وهي بتبصله واقف قدامها، شكله مختلف… كأنه عايش في حالةوحزن
— حسام؟! قالتها بصدمه
ابتسم ابتسامة حزينة وقال بصوت هادي لكنه فيه رجاء:
— ممكن نتكلم؟ انا بقالى كتير مستنى الفرصه المناسبه بعد اللي حصلك
آية بصّت حواليها بتوتر، الناس في الشركة بدأت تاخد بالها وكان فيه همسات بتتردد، لكن قبل ما ترد… قاطعهم صوت حاد:
— مش هنا
آية اتجمدت وحسام لف بسرعة، ياسين كان واقف على بُعد خطوات، نظراته كانت نار، والغضب في صوته كان واضح
حسام غمض عيونه بغضب وضحك بسخرية وقال:
— وإنت مالك؟ إحنا بنتكلم بس وانا كل ما اجي اتكلم معاها اللقيك في وشي
ياسين اتحرك خطوة لقدامه، وقال بحدة:
— قلت مش هنايعني مش هنا عندك كلام؟ يبقى بعيد عن الشغل
صوته كان عالى الموظفين كلهم وقفوا يتفرجوا التوتر في الجو كان واضح وحسام كان باين عليه إنه مش ناوي يستسلم بسهولة
بصّ لياسين وقال:
— أنا راجع علشان أصلّح غلطتي، وأنا لسه بحبك ي آية بقولهالك في نص الشركه قدام الجميع اتمني تسامحيني
كان بيتكلم بثقه" ويارته ما اتكلم "
كلماته كانت كفيله انو ياسين يخرج عن السيطره وينفجر
عيون ياسين اغمقت، ونفسه بقى تقيل… وفجأة قبل ما حد يستوعب اتكلم بصوت حاد ارعب كل الموجودين:
— وإنت فاكر إني هسيبك؟!
آية ارتعشت من صوته غمضت عيونها وبعدين بصّت ليه بصدمة حسام كان مستغرب والموظفين كانوا مش مصدقين اللي بيسمعوه
لكن ياسين كمل وصوته كان مليان غيره،و غضب، وأهم من كل ده… حب مكبوت من زمان
— فاكر إني هقف أتفرج عليك وإنت بتحاول تقرب منها؟ فاكر إني هسيبك تاخدها مني؟
~~اخيرا الجبل نطق💃🏻💃🏻 ~~~فكرت هخلص الروايه والشبح ساكت~~~الحب دا عليه حاجات ي جدعان
احم معلش سرحت بس😂
آية شهقت والهمسات زادت بين الموظفين
حسام رفع حواجبه وقال بدهشة:
— إنت بتقول إيه؟
لكن ياسين ما كانش قادر يسيطر على نفسه، قرب من آية بسرعة، وقف قدامها، وعينيه كانت بتحكي حاجات كتير:
— آية… أنا مش هسمح لأي حد ياخدك مني، ولا حتى الزمن نفسه
آية حسّت بقلبها بيدق بجنون، ووشّها سخن، مكنتش عارفة تتكلم، حسام كان واقف مصدوم، والموظفين بقوا في حالة ذهول تام
لحظة صمت طويلة… قبل ما حسام يضحك بمرارة ويقول لياسين:
— واضح إنك إنت اللي كنت خايف طول الوقت مش أنا
ياسين ما ردّش… بس نظراته كانت كفاية تقول كل حاجة
آية بلعت ريقها وقالت بصوت مبحوح:
— حضرتك... استاذ... ياسين… إنت بتقول إيه؟
بصّ ليها وقال بصوت واضح، بدون خوف، بدون تردد:
— بقول اللي كان لازم أقوله من زمان… أنا بحبك وكنت بحبك حتى قبل ما أعرفك
الدنيا وقفت لحظات صمت وزي ما يكون القدر كان مستني اللحظة دي… كل حاجة اتغيرت من هنا
آية بصّت لياسين وعينيها بتلمع مكنتش مستوعبة اللي قاله هو… بيحبها؟ من زمان؟ حتى قبل ما يعرفها؟ إزاي؟!
حسام اخد نفس عميق وقال ببرود يخفي وراه كرامة مكسورة:
— حلو أوي… بس آية ممكن عندها رأي؟ ولا خلاص قررت عنها كمان؟
آية بصّت ليه ثم لياسين، وفضلت ساكتة مكنتش عارفة تتكلم، إحساسها كان متلخبط، قلبها بيدق بقوة، ودماغها بتلف بمية فكرة
لكن قبل ما تقدر ترد ياسين قرب منها أكتر، نبرته كانت هادية… لكن قوية:
— آية متخافيش… أنا مش هسمح لحد يأذيكي تاني ولا هسمح حتى لنفسي أكون سبب في وجعك
كلامه كان فيه حاجة غريبة… حاجة وجعت قلبها أكتر ما ريّحته
حسام لاحظ ده، فابتسم بسخرية وقال لياسين:
— جميل أوي كلامك ده، بس أنت مش كنت عاوزها تسيب الشغل وبدايقها في كل وقت فاكر اني مكنتش اعرف بالي بيحصل هنا جاي دلوقتي تقول بتحبها طب ازاي وامتي انت لسة جاي قريب اما انا اعرفها من زمان يمكن غلطت في حاجه بس حابب اصلح غلتطي
ياسين اتجمد مكانه… وكأن السهم اللي أطلقه حسام أصابه في قلبه
آية بصّت لياسين… فافتكر هو بنفسه كل لحظة ظلمها فيها، كل كلمة جرحتها، كل مرة حاول يبعدها عنه لمجرد إنه خاف يواجه مشاعره
سحب نفس عميق بصّ لحسام وقال بصوت هادي لكنه مليان ندم:
— آه… قلت كده وكنت أكبر غبي في الدنيا
بصّ لآية… وعينيه كان فيها كل اللي مقدرش يقوله زمان:
— بس دلوقتي… عرفت إنك الوحيدة اللي كنت بدوّر عليها من البداية
آية شهقت بصوت مكتوم، عيونها بتلمع بحب شافه حسام وحسّت إنهامش قادر تستحمل أكتر من كده
حسام بصّ ليها بعمق … ثم للياسين، ابتسم بمرارة وقال:
— أنا عرفت إجابتي خلاص.....ابقو اعزموني على الفرح.....
وقبل ما حد يرد، لف ومشي… مشي وهو عارف إن حتى لو فضّل يحب آية العمر كله، مش هيقدر يغيّر حاجة كان واضح الحب في عيونها لياسين
الموظفين كانوا لسه في حالة صدمة، لكن محدش كان يقدر يقطع اللحظة اللي بينهم بدأو ينسحبوا
ياسين مدّ إيده ناحية آية بحذر، كأنه خايف ترفض كأنه خايف إنها تبعد
— آية… أنا مش هطلب منك تسامحيني دلوقتي بس عاوزك تعرفي… إني عمري ما كنت بحب غيرك
دموع آية نزلت بدون ما تحس، رفعت عينيها ليه وقالت بصوت مرتعش:
— طب ليه؟ليه كنت بتجرحني دايما بكلامك؟
تنهد وقال بحزن:
— لأن الحب ساعات بيخوف أكتر من الكره، وأنا كنت جبان كنت فاكر إني لو خليتك تبعدي… مش هفضل أحبك
قرب منها خطوة، وصوته كان شبه همسة:
— س حتى لما بعدت… كنت كل يوم بحبك أكتر
دموعها نزلت معرفتش ترد… بس الخطوة اللي خدتها نحوه كانت كفاية تخليه يفهم كل حاجة
كان عاوز يحتويها بين إيديه، بدون كلام، بدون أي حاجة غير إحساس حقيقي، كان مستني اللحظة دي من سنين… ومن أزمان قبل كده كمان
كل ده كان بلغة العيون
~~حرام ها الي فكرتوا في~~
ياسين رجع البيت، عقله مشغول بيبتسم كل ما يفتكر اللي حصل، بس كان عارف إنه لازم يحكي لأمه، لازم يقولها كل حاجة، من البداية للنهاية
كانت قاعده بتقرأ في كتاب الله لما شافته قفلت المصحف ووضعته جنبها
قعد قدامها وقال بهدوء:
— ماما… أنا عاوز أقولك حاجة بس عارف إنها ممكن تكون غريبة شوية
بصّت له بقلق وقالت:
— خير يا ابني؟ مالك؟
تنهد وقال:
— فاكرة الأحلام اللي كنت بحلمها؟ البنت اللي كنت بشوفها دايمًا وهي بتموت؟
أمه اتوترت كانت عارفة إنه متعلق بالأحلام دي جدًا، بس مكانتش عارفة إنها هتكون ليها علاقة بالحقيقة
— آية… هي البنت دي، هي نفس الشخص اللي كنت بشوفه في أحلامي، ونفس الشخص اللي كنت بحبه حتى من قبل ما أعرفها
الأم بصّت له بدهشة استوعبت كلامه بصعوبة، لكن قلبها كان حاسس إن اللي بيقوله ده حقيقي.
— يعني… اللي كنت بتحلم بيه كان بجد؟
هزّ راسه وقال بحزم:
— آهوقدامي حل واحد… إني أروح أتقدملها"
الأم ابتسمت وسط دهشتها كانت عارفة إن ابنها لما بياخد قرار عمره ما بيتراجع عنه
أما عند آية…
امها كانت في المطبخ بتحضر العشا سمعت صوت باب الشقة بيتفتح بصت لقيت آية داخلة، شكلها مش طبيعي، عينيها شاردة كأنها تايهة،سابت الشنطة على الكنبة
امها مسحت إيديها في المريلة وقربت بقلق:
مالك يا آية؟ وشك مخطوف كده ليه؟
آية بصتلها وسكتت بعدين رفعت عينيها وقالت بصوت واطي: ماما أنا عاوزة أقولك حاجة… بس مش عارفة هتصدقيها ولا لأ
قعدت قصادهاوقالت بحنيه: ي حبيبتي أنا أمك قوليلي كل اللي جواكي
آية بلعت ريقها، قلبها كان بيدق بسرعة:
أنا كنت بحلم بحاجات غريبة… كنت بحس إني في مكان تاني…وانو في حد بيناديني بس مش عارفة مين… وكل مرة الحلم بينتهي بموتي
امها حسّت بقشعريرة و إن كلامها مش هواجس فضلت ساكتة مستنية باقي الكلام
آية صوتها واطي بس مليان يقين:
الحلم ده طلع مش مجرد حلم… الحاجات اللي بشوفها حصلت قبل كده بجد في زمن تاني، وأنا جزء من القصة دي… وياسين كمان، هو كان بيحلم بيا، وكان شايفني بموت في كل مرة
الأم شهقت: إزاي؟
آية ابتسمت ابتسامة خفيفة بس مليانة مشاعر: ماما… هو جاي يتقدم لي
امها مكنتش مستوعبة الكلام قالت:
إزاي كل ده؟ وإزاي فجأة ياسين جاي يتقدملك؟
رفعت عينيها لأمها وقالت بصوت هادي بس مهزوز:
ماما… كل حاجة حصلت بسرعة بس في نفس الوقت… كأنها كانت بتحصل من زمان، كأن حياتي كلها كانت ماشية في طريق واحد عشان اللحظة دى
امها قربت منها حست إن بنتها متلخبطة بس في نفس الوقت عندها يقين غريب:
طب احكيلي... احكيلي من الأول، عاوزة أفهم كل حاجة
آية خدت نفس عميق و بصت للأرض و بعدين رفعت رأسها وقالت:
من أول ما شفته وأنا حاسة بحاجة غريبة، كأننا مش غرب، كأننا عشنا مع بعض قبل كده… وبعد اللي حصل، لما أنقذني، ولما عرفت إنه كان بيشوفني في أحلامه زي ما أنا كنت بشوفه… حسيت إن القدر بيرجعنا لبعض
امها فضلت ساكته وعينيها بتحاول تقرأ اللي ورا كلامها وبعدين قالت بهدوء: وإنتي… حاسه بإيه ناحيته؟
آية ابتسمت ابتسامة صغيرة بس عينيها كانت مليانة مشاعر بصت لأمها وقالت بصوت واطي: حاسة إني كنت بحبه من قبل ما أعرفه
تاني يوم
ياسين راح لاهل ايه كان عارف إنه أخيرًا في المكان الصح وواقف قدام الرجل اللي هيطلب منه أغلى حد في حياته
قعد قدام والدها كان متوترقال:
— أنا جاي النهاردة وأنا عارف قيمة اللي بطلبه جاي أطلب إيد بنتك على سنة الله ورسوله
والد آية بصّ له بتركيزو قال بهدوء:
— انت جاهز انو تتجوز بنتي شايف انك تستحقها
ياسين ابتسم وقال بثقة:
— يمكن زمان كنت هسأل نفسي نفس السؤال، لكن دلوقتي… أنا متأكد إن حياتي من غيرها ملهاش معنى
آية بصّت لياسين وابتسامتها كانت الإجابة اللي الكل مستنيها....
مرت الايام وجيه
الفرح… والحب اللي كان مكتوب من زمان
البيت كان مليان ضحك وأصوات فرح، الزينة متعلقة في كل مكان النهاردة كان يوم كتب الكتاب، اليوم اللي القدر جهزه لياسين وآية من سنين طويلة، من قبل ما حتى يعرفوا إنهم لبعض
آية واقفة قدام المراية بفستان أبيض بسيط وحجاب روعه كانت شبه الحوريات، كانت جميلة بطريقة خطفت قلوب كل اللي شافوها صديقتها كانت بترتب طرحتها وهي بتضحك:
— إنتِ مستوعبة إنك بعد شوية هتبقي مرات الراجل اللي كنتِ بتكرهيه؟
آية ضحكت بخجل، بس عنيها كانت بتلمع:
— أنا عمري مكرهته… كنت بس مش فاهمة إحساسي ناحيته
أما ياسين، فكان واقف برا في الصالة، لابس بدلة سودة وكأنه نجم سينما، بس كان متوتر، لأول مرة في حياته يحس الإحساس ده حسام كان واقف جنبه وقال بهزار:
— إيه يا باشا أول مرة أشوفك متوتر كده فين ياسين بتاع الشركه
ياسين ضحك وقال:
— الشركة حاجة… وكتب الكتاب حاجة تانية، النهاردة هبقى جوزها، المسؤول عن سعادتها، وده أهم منصب في حياتي
خرجت آية أخيرًا بجملها … الكل بصّ لها بانبهار، بس عنيها كانت بتدور على شخص واحد… ولما عينيها جت في عينه كأن كل حاجه اختفت من حواليهم
ياسين قرب منها وهمس بحب:
— أنا مش مصدق إنك بجد قدامي… وإنك أخيرًا ليا بعد دا كله
آية ابتسمت بكسوف وقالت:
— وأنا مش مصدقة إن كل اللي عدينا بيه كان علشان اللحظة دي
بدأ المأذون بكتب الكتاب والكل حواليهم بيردد الدعوات وبعد لحظات، ياسين نطق بكلمته اللي غيرت حياته للأبد:
— قبلت الزواج بآية وشهد الله على ذلك
آية قالت بصوت ثابت، لكنه مليان مشاعر:
— قبلت
الكل صقف بفرح انفجرت الزغاريط والضحك، بس ياسين كان كل تركيزه في حاجة واحدة… إنه أخيرًا قدر يمسك إيدها بإحساس الراجل اللي ليه حق يحميها ويحبها بدون قيود
"أما عن الحب… فهو لعيناكِ واما عن العشق فلا يكفي لوصف مشاعري "
انا بقيت شاعره ولا اي&
بعد الفرح، لما بقوا لوحدهم، آية كانت قاعدة على الكنبة وهي متوترة، مش عارفة تبص لياسين إزاي، بس هو كان عنده رأي تاني…
قعد قدامها وقال بمكر:
— إنتِ مكسوفة مني يا مدام ياسين؟
آية رفعت عينيها وقالت بجدية مصطنعة:
— ممكن شوية احترام أنا موظفة عندك بردو
ياسين ضحك وقال وهو يقرب منها أكتر:
— موظفة؟ لا… إنتِ شغلك دلوقتي إنك تكوني معايا وبس
آية حاولت تهرب، بس هو مسك إيديها وقال بحنان:
— بحبك… وحبيتك من زمان، حتى قبل ما أعرفك وقبل ما القدر يرجعني ليك تاني
آية بصّت له، وشافت في عينيه كل اللي كانت بتدور عليه… الأمان، الحب، والشخص اللي عمره ما هيسيبها، مهما حصل
— وأنا كمان كنت مستنياك من قبل ما أعرف إنك موجود
تمت بحمدلله
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا