رواية خائنة خلف جدران الحب الفصل السادس عشر 16 بقلم صفاء حسني
رواية خائنة خلف جدران الحب الفصل السادس عشر 16 هى رواية من كتابة صفاء حسني رواية خائنة خلف جدران الحب الفصل السادس عشر 16 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية خائنة خلف جدران الحب الفصل السادس عشر 16 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية خائنة خلف جدران الحب الفصل السادس عشر 16
رواية خائنة خلف جدران الحب الفصل السادس عشر 16
الطبيب: "يا أستاذ مؤمن، المدام عندها نزيف في المخ، ولازم نعمل لها عملية حالا. محتاجين موافقتك."
رفع مؤمن رأسه ببطء، وعيناه ملؤهما الدموع واليأس.
مؤمن (بصوت مرتعش): "عملية؟ يعني... يعني في أمل إنها تخف؟"
الطبيب: "الوضع خطير، بس لازم نحاول. نوقف النزيف بيزيد، وكل دقيقة بتفرق. لو ما عملناش العملية، ممكن نخسرها."
نظر مؤمن إلى رهف الممددة على السرير، ثم نظر إلى حياة ومراد اللذين كانا ينظران إليه بخوف وقلق. لم يكن يعرف ماذا يفعل.
مؤمن (بتردد): "أنا... أنا موافق. اعملوا اللي لازم تعملوه. بس... بس أرجوكم، أنقذوها."
الطبيب: "تمام يا أستاذ مؤمن. هنبدأ نجهز للعملية فورا. بس محتاجينك تمضي على بعض الأوراق."
---
أتجه نحو الطبيب، ثم يعود ببصره إلى . يمد يده المرتعشة، يمسك بالقلم وينظر إلى أمها نظرة استغاثة صامتة. ثم يوقع، وكأن هذه اليد كانت توقع على قلبه قبل الورقة.
بعد التوقيع، يسلم مؤمن الورقة للطبيب، الذي يختفي مسرعًا في الممر. يعود مؤمن إلى مكانه، ينظر إلى إيمان وأم رهف، نظرة تجمع بين الحيرة والألم.
انتهى مومن من التوقيع وتم نقل رهف للعمليات كان الممر في المستشفى هادي نسبيًا، وفجأة ارتفع صوت أنين والدة رهف وهي بتحط إيدها على راسها وتتأوه.
أول ما تشوف بنتها داخله على العمليات
إيمان أول واحدة جريت عليها:
- "يا طنط... مالك؟! طنط!"
مومن كان واقف مش بعيد، لمح المشهد فاندفع بخوف:
- "امى ! إيه اللي بيحصلك؟!"
قبل ما حد يلحق يتكلم، والدة رهف وقعت على الأرض، عينيها مغمضة وأنفاسها متقطعة.
مومن بص لإيمان بعصبية وهو مرتبك:
- "نادي الممرضين بسرعة!"
إيمان جريت وهي بتصرخ:
- "حد يلحقنا! ممرضة! ممرضة!"
الممرضة وصلت ومعاها النقالة، بسرعة بدأوا يرفعوها عليها.
الممرضة وهي بتفحص النبض:
- "ضغطها عالي أوي... فيه اشتباه في جلطة، لازم نلحقها فورًا."
تم نقلها بسرعة لغرفة الطوارئ، وإيمان في إيدها الموبايل بتتصل بوالدتها وهي بتلهث:
- "ماما، تعالي المستشفى حالًا... وحكت الا حصل وكمان طنط منى وقعت ومحتاجينك عشان الأولاد."
بعد أقل من نص ساعة، والدة إيمان وصلت، عينيها فيها دموع حزينة وهي شايفة صديقتها في الحالة دي وبنتها فى العمليات.
أبو رهف كان واقف على جنب، وشه شاحب وبيحاول يتمالك نفسه بالعافية.
مومن قرب منه بهدوء وقال:
- "خليك قوي... إحنا محتاجينك، ورهف محتاجاك أكتر."
ثم بص للممرضة وقال:
- "من فضلك، خلي دكتور يراجع الضغط والسكر عنده... مش عايزين أي حاجة تحصل له."
الممرضة أومأت وهي بتكتب الملاحظات، وعيون الكل مليانة قلق وترقب.
---
الكاتبة صفاء حسنى
بعد ساعات من التوتر أومأ مؤمن برأسه، ونهض من مكانه بتثاقل. كان يشعر وكأن جبلًا قد انهار فوق رأسه. توجه بينما كانت إيمان تحاول تهدئة الأطفال.
إيمان (بحنان): "متخافوش يا حبايبي. ماما هتبقى كويسة. الدكتور هيخليها كويسة."
حياة (بدموع): "بس أنا عايزة ماما تصحى. أنا مش عايزة ماما تكون تعبانة."
ضمّت إيمان حياة ومراد إلى صدرها، وهي تحاول أن تخفي دموعها. كانت تعلم أن الوضع خطير، . لكنها كانت تحاول أن تزرع الأمل في قلوب الأطفال، وأن تمنحهم بعض الطمأنينة في هذا الوقت العصيب.
ذهب مومن إلى الأطفال وجلس بجوارهم. نظر إليهم بحب وحنان، ثم قال:
مؤمن (بصوت حزين): "أنا عارف إنكم خايفين، وأنا كمان خايف. بس لازم نكون أقوياء عشان ماما. لازم ندعي لها كتير عشان ربنا يشفيها وترجع لنا بالسلامة."
أومأ الأطفال برأسيهما، وبدأوا يدعون لرهف بالشفاء. نظر مؤمن إلى إيمان، وشعر بالامتنان تجاهها. كانت تقف بجانبه في أصعب الظروف، وتساعده في رعاية أطفاله.
مؤمن (بتقدير): "إيمان... أنا مش عارف إزاي أشكرك. إنتِ عملتي كتير عشانا. النهاردة أنا مش عارف كنت هعمل إيه من غيرك."
إيمان (بتواضع): "أنا ما عملتش حاجة يا أستاذ مؤمن. ده واجبي. أنا بعتبر حياة ومراد زي أولادي، ورهف زي أختي. ومستحيل أتخلى عنكم في وقت زي ده، وطنط منى امى التاني وللأسف الضغط علي عليها ونايمة كمان على السرير وهما جمايلهم مغرقينا وانا وامى مش هنسيبهم دقيقه ."
ابتسم مؤمن ابتسامة باهتة، ثم نظر إلى السماء ودعا من قلبه أن يشفي الله رهف، وأن يعينه على تحمل هذه المحنة.
خائنة خلف جدران الحب الكاتبه صفاء حسنى الفصل
مؤمن قعد قدامها وهو باين عليه الحيرة، وسألها بنبرة جدية:
ـ "طيب أنا مش فاهم... رهف تعرفك من إمتى؟"
تنهدت إيمان وقالت:
ـ "من زمان... إحنا كنا جيران وأصدقاء في المرحلة الإعدادي والثانوي."
انصدم مؤمن وسألها:
ـ "إنتي كنتِ معانا في مدرسة فريدة الخاصة؟"
هزت إيمان رأسها بالنفي:
ـ "كنت في مدرسة فتيات مصر الجديدة الأزهر الشريف."
بصّ لها مؤمن باندهاش:
ـ "دي المدرسة اللي جنب مدرستنا!"
هزت إيمان رأسها:
ـ "آه... كنت الفترة الابتدائي والإعدادي هناك، وبعدين اتنقلت في الثانوية عند رهف."
هز مؤمن رأسه وكأنه بيتذكر:
ـ "آه... أنا وقتها كنت اتنقلت آخر سنة لمدرسة عسكرية عشان أتهيأ وأدخل الشرطة."
سألته إيمان بلهفة:
ـ "إزاي حضرتك ظابط وكمان دكتور؟"
تنهد مومن وتابع بنبرة عتاب:
موضوع كبير لكن
ـ "ليه رهف خبت عليا إنها جابتك تساعدها في أمور البيت؟ أنا عارفة إن العيال كانوا تعبنينها... ومكنتش هرفض."
إيمان ابتسمت ابتسامة خفيفة وهي بتحاول تدافع عن موقف رهف:
"ممكن عشان شغلك... وممكن كانت حاسة إنك هترفض إني أنا بالتحديد أشتغل عند حضرتك."
مؤمن استغرب وسألها باستفهام:
"مش فاهم... ليه؟ إنتِ عليك إيه بالظبط؟"
إيمان تنهدت بخجل وقالت بصوت واطي:
"حضرتك... أنا للأسف بنت واحد كان عضو في تنظيم."
مؤمن (بصوت عالٍ، ملامحه متصلبة): "تنظيم إيه بالظبط؟ يعني شكوكي كانت في محلها من البداية؟!"
إيمان (ترفع يديها بذعر، تحاول الدفاع عن نفسها): "لا يا أستاذ مؤمن، أرجوك تفهمني... أنا ماليش أي ذنب في أفعال والدي. كنت صغيرة جدًا وقتها، وكل حياتي وأنا بدفع ثمن أخطائه... أنا فقط كنت بساعدة رهف، لأنها كانت لطيفة معي."
أبو رهف (يتدخل بصوت حزين، يمسح دموعها بمنديل ورقي): "الحقيقة يا مؤمن، رهف هي إلا طلبت منها المساعدة. كانت خايفة أن تعرفك ، لتفتكر أنها غير قادرة على إدارة شؤون بيتها... كانت تقول دائمًا أنك لو عرفت هتزعل وهى صدقت إن علاقتكم اتحسنت
وأنا إلا كنت بدفع راتب ايمان
، ."
مؤمن ينظر إلى أبو رهف ، ثم يعود بنظره إلى إيمان، الشك والارتباك بادٍ على وجهه.
مؤمن (بصوت أخفض): "يعني كانت تحاول حمايتي علاقتنا ... ..."
مؤمن (بصوت مهموم): "مش عارف... مش عارف إيه الصح وإيه الغلط دلوقتي."
صمت للحظات، يقطعه صوت الطبيب الذي يظهر في الممر.
الطبيب (بنبرة مستعجلة وهو بيبص حوالين):
ـ يا جماعة، محتاجين دم فورًا... المريضة نزفت كتير!
مؤمن وايمان اتبادلوا نظرة سريعة، قلبهم وقع من القلق، ومن غير ما يترددوا ولا ثانية، قاموا واقفين واتجهوا بسرعة على غرفة التبرع، خطواتهم سريعة وصوت كعب رهف بيخبط في الأرض مع أنفاسها المتلاحقة، ومؤمن ماسك إيدها كأنه بيشدها عشان يوصلوا أسرع.
ممرات المستشفى كانت مليانة حركة وقلق، الأطباء والممرضات رايحين جايين قدام باب غرفة العمليات، أصوات خطواتهم تختلط بصوت الأجهزة والنداءات. ملامح التوتر باينة على وشوش الكل، والوقت بيعدي ببطء قاتل.
دخل مؤمن غرفة التبرع، الممرضة استقبلتهم بسرعة وهي ماسكة ورق الاختبار:
ـ اسمك إيه وفصيلة دمك إيه؟
مؤمن بص لها وقال:
ـ طب جربي أنا...
الممرضة أخدت منه العينة، وبعد دقايق رجعت تهز راسها هي كمان:
ـ لا... مش مطابقة.
طلبت ام ايمان تجرب
وفعلا أخدوا العينة منها
الممرضة هزت راسها بأسف:
ـ للأسف، مش هي الفصيلة المطلوبة.
قبل ما يحسوا بالإحباط، صوت هادي جه من وراهم:
ـ طب جربوا أنا...
التفتوا يلاقوا إيمان واقفة على باب الغرفة، ملامحها ثابتة لكن عينيها فيها قلق. الممرضة أخدت منها العينة بسرعة، وبعد لحظات طلعت النتيجة.
الممرضة بابتسامة ارتياح:
ـ الحمد لله... الفصيلة مطابقة تمام.
الطبيب دخل وقال بحماس:
ـ يلا بسرعة نبدأ التبرع، كل دقيقة بتفرق.
إيمان قعدت على الكرسي، شدوا على دراعها الرباط، والإبرة دخلت بهدوء، لكن قلبها كان بيدق بسرعة وهي حاسة إنها أخيرًا هتقدر تنقذ حياة صديقتها .
مؤمن وقف جنبها، بيبص لها بنظرة امتنان ممزوجة بدهشة، بينما كانت امها ماسكة إيدها وبتقول:
ـ ربنا يجزيكي خير يا إبنتى ...
في نفس اللحظة، كان خبر إصابة رهف وصل لأهل مؤمن، فاندفعوا بسرعة على المستشفى، القلق والخوف ماليين عيونهم.
كانت ايمان قاعدة في غرفة صغيرة بالمستشفى بعد التبرع شربة عصير وقاعدة هى وامها مع الأطفال، بيحاول يهديهم ويهتم بيهم، ووشها باين عليه الإرهاق والحزن. كانت ماسكة المصحف، تقرأ آيات بهدوء وصوتها يرتجف بالدعاء:
"اللهم اشفها شفاءً لا يغادر سقماً... اللهم احفظها لأولادها."
وبين كل دعوة والتانية، كانت تصلي ركعتين، دموعها تنزل وهي ساجدة، لحد ما الأطفال غلبهم النوم، وناموا في حضنها.
بهدوء، غطتهم بالبطاطين، وبصت لهم بحنية، ثم خرجت بهدوء وطلبت من أمه :
- "ممكن تفضلي معاهم دقايق؟ أنا رايحة أطمن على رهف يا امى والاطفال امانه معانا "
هزت راسها الام
أكيد يا بنتى
اتجهت بخطوات سريعة ناحية العناية المركزة، قلبها بيدق بقوة وهي شايلة هم الخبر. وفي نفس الوقت، كان والد مؤمن واقف جنبه، يقرب منه ويسأله بصوت مليان قلق:
- "يا مؤمن... إيه اللي حصل بالظبط؟"
مؤمن كان قاعد على الكرسي قدام باب العناية، عينه زائغة، إيده بتتحرك بعصبية، ووشه شاحب. أول ما سمع صوت والده، رفع عينه ببطء، وكأن الكلام تقيل على لسانه.
الوالد كرر السؤال، نبرته أعلى شوية:
- "بقولك إيه اللي حصل؟"
مؤمن بلع ريقه، حاول يتكلم، لكن صوته طلع مخنوق:
- "بابا... أنا مش عارف وبدأ يحكى الا حصل ..."
سكت، دموعه غرقت عينه، حاول يمسحها بسرعة عشان ما يبانش ضعيف.
الأب اتنهد بوجع، قعد جنبه وقال:
- "أنا مش جاي ألومك، أنا عايز أفهم... عايز أعرف مين عمل كده وليه."
في اللحظة دي، كانت إيمان قربت من المكان، وقفت بعيد، بتبص عليهم من وراء الزجاج اللي بيفصل بين ممر العناية المركزة ومكان انتظار الأهالي. قلبها اتقبض وهي شايفة رهف من بعيد، نايمة على السرير، وجهها شاحب، والأجهزة حواليها بتصدر أصوات متقطعة.
إيمان مسكت أطراف إحرام الصلاة اللي لسه على كتفها، وغمضت عينيها وهي بتتمتم:
- "يارب... قومها بالسلامة... ما تحرمش ولادها منها."
خطوات الممرضة على الأرضية جذبت انتباهها، قربت منها وقالت بهدوء:
- "حالها مستقر، بس محتاجين ندعيلها."
إيمان هزت راسها وهي بتكتم دموعها، وبصت ناحية مؤمن وأبوه، عارفة إن اللي جاي مش هيكون سهل على حد فيهم.
اقتربت إيمان من القاضي محمد، تنهدت وكأنها بتجمع شجاعتها وقالت بصوت هادي لكنه مليان رهبة:
- أنا هقولك كل اللي حصل يا فندم...
نظر لها القاضي محمد، وعينيه مليانة اندهاش وحنين قديم:
- إيمان! إنتِ رجعتي من تركيا يا بنتي؟ حمد الله على السلامة.
هزّت رأسها بابتسامة باهتة:
- حضرتك لسه فاكرني؟ أنا كنت فاكرة إن ملامحي اتغيّرت عليك.
كان مومن واقف جنبهم، بيتابع الحوار وعقله مش قادر يستوعب:
- ممكن أفهم؟ أنتم تعرفوا بعض من إمتى؟
تنهد القاضي محمد وهو بيبص لمومن وبعدين رجّع نظره لإيمان:
- إيمان دي بنت شجاعة جدًا... قدرت توقع شبكة تنظيم كبيرة، وزمان هي السبب إني أنقذتك من الموت... وهي نفسها أنقذتني من الموت.
اتجمّد مومن في مكانه، ووشه بدأ يتغير، عينيه بتلمع بين الصدمة والفخر، بينما دموع نزلت بهدوء على خد إيمان وهي تهمس:
- اللي عملته كان واجب... مش بطولة.
القاضي محمد حط إيده على كتفها بإحساس أبوي وقال:
- لا يا بنتي... اللي عملتيه مش أي حد يقدر يعمله.
وفي الخلفية، كانت أصوات الأجهزة في العناية المركزة بتدقّ بإيقاع ثابت، كأنها بتشارك في لحظة الاعتراف اللي قلبت الموازين.
نزلت دموع "إيمان" وهي بتحاول تمسحها بسرعة، وقالت بصوت مكسور:
- هو أنا مكنتش أعرف إن ابن حضرتك هو زوج "رهف"، وواضح دلوقتي فهمت ليه "رهف" طلبت مني أسيب الكلية بتاعتي وبدت تحكى إلا حصل ...
أخذت نفس عميق وكملت وهي دموعها بتنزل:
- أنا بحب "رهف" جدًا، لأنها كانت الأمل الوحيد ليا للعالم الخارجي... هي اللي كانت الحب اللي شعّ من خلف الجدران. هي كمان بطلة، ساعدتني كتير... وأول جواب بعدته لحضرتك، كانت هي المرسال. لولاها مكنتش عرفت أنقذ أي حد.
ابتلعت ريقها وكملت بصوت بيرتعش:
- أبويا كان مزروع في المنطقة دي مخصوص عشان يجمع معلومات عنكم... ولما فشلت خطط كتير، كانوا التنظيم بيجنّني... حد منهم طلب إني أتنقل مدرسة أولادكم عشان يجندوني وأعرف خطواتكم. كنت حاسة إني في مصيدة، وكل يوم كنت بخاف إن السر ينكشف أو إنكم تتأذوا بسببي...
القاضي "محمد" كان بيتأملها بعينين فيها صدمة وحزن، ومؤمن واقف جنبهم مش فاهم إزاي الدنيا لفت وربطت مصيرهم بالشكل ده.
استغرب مومن كل الكلام اللي بيتقال، وحاسس إنه فجأة في حالة غباء تام، كأن دماغه مش قادرة تستوعب.
قال وهو بيبص لها باندهاش:
- يعني رهف هتمنعك ليه عن الكلية؟
إيمان تنهدت بخجل، وبصت للأرض وهي بتحاول تجمع كلامها:
- أكيد عرفت إن حضرتك دكتور في الجامعة، وربطت إني بدرس هناك... خافت ل تعرف إني بشتغل في البيت عند حضرتك أو عند واحدة من صحابك... أكيد كان عندها سبب.
وبصوت متقطع من العياط قالت وهي رافعة إيدها:
- وأقسم بالله العظيم... أقسم بالله العظيم مرة تانية... أنا ما قربتش منها، هي اللي كانت ماسكة إيدي وبتمنعني أمشي. أنا سبت إيدها وروحت على الباب، فجأة سمعت صريخها...
صوتها اهتز وهي بتكمل:
- التفت، لاقيتها واقعة على الأرض وغايبة عن الوعي... قربت منها وبحاول أفوقها، لقيت دم على إيدي جاي من راسها...
---
قطع صوت صريخ مومن وهو بيهاجم إيمان ويتهمها بالكذب، ووشه كله غضب وشك.
لكن القاضي محمد حاول يهدي الوضع وقال لمومن:
- تعال معايا يا ابني، أعصابك تعبانة، وأنا هحكيلك كل حاجة.
بص القاضي محمد لإيمان بنبرة حانية وقال:
- خدي العيال وارجعي البيت يا بنتي... نومهم في المستشفى غلط، وكمان والدة رهف، وبكرة بإذن الله هتبقى بخير.
مومن كان بيعترض بعصبية، مسك إيد أبوه وقال بإصرار:
- تعالى معايا، اسمع كلامي.
لكن فجأة صرخ مومن وهو بيبعد إيده، وعيونه كلها شر متوجهة ناحية إيمان:
- إزاي تسمح لواحدة كانت عايزة تموت رهف إنها تاخد بالها من أولادي وتدخل بيتي؟
تتبع
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا