رواية هيبة نديم وليلي الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم مريم محمد
رواية هيبة نديم وليلي الفصل الواحد والثلاثون 31 هى رواية من كتابة مريم محمد رواية هيبة نديم وليلي الفصل الواحد والثلاثون 31 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هيبة نديم وليلي الفصل الواحد والثلاثون 31 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هيبة نديم وليلي الفصل الواحد والثلاثون 31
رواية هيبة نديم وليلي الفصل الواحد والثلاثون 31
_ وعدتك ج2 _ :
سكون تام ..
رجال آل"نصر الدين" جالسون بالمضافة المخصصة لتجمعاتهم، كأن على رؤوسهم الطير، وخاصةً "رياض نصر الدين" ..
ما إن أنهى "زين" المكالمة الهاتفية العاجلة، حتى بادره جده قائلًا بتهلفٍ ممزوج بالغيظ المكبوت:
-ها يا زين. جولّي يا ولدي عملت إيه؟
رفع "زين" رأسه ورد عليه بهدوء:
-أطمن يا جدي.. كله تحت السيطرة.
رياض بانفعالٍ: أيوة فهمني يعني حوصل إيه؟
ليلى هاترجع ميتى؟
تنهد "زين" وقال:
-هاترجع. بس مش علطول. إحنا من دلوقتي هانمشيها رسمي.
رياض عابسًا: كِيف؟
امتلأت عينا "زين" مقتًا وهو يحوّل أنظاره بين والده و"سليمان" قائلًا:
-ما هي لو ماكنتش عمتي غنيمة عملت عملتها دي ماكناش اضطرينا نخرج ليلى من البيت
وماكنش ابن الـ××× ده قدر ياخدها بالبساطة دي.. ومش فاهم إزاي محدش عرف يمنعها؟!
إلتزم "سليمان" الصمت ولم يحرّك ساكنًا، إذ بدا رضاؤه التام عمّا فعلته "غنيمة" وإن كان لا يظهره، لكن "زين" يعلمه جيدًا ..
بينما "طاهر" يتكلم بدبلوماسيته المعهودة:
-ده شغل حريم يا زين. ومحدش فينا كان موجود وإلا كان وجف لعمتك
بس خلاص يعني إللي حوصل حوصل.. إحنا في دلوق يا ولدي.. رسّينا!
سدد "زين" نظرة متبرمة أخيرة نحو "سليمان".. ثم نظر إبى جده وقال بصوته الأجش:
-إللي هايحصل يا جدي إننا هانرفع قضية إثبات نسب. هاخدك دلوقتي ونطلع على النائب العام والمحامي هايكون سابقنا على هناك
رياض باهتمامٍ: الجضية دي هاتاخد كتير؟
ومتأكد إنها هاترجع؟
زين بثقة: هاترجع يا جدي. هاترجع
أنا مش هاسيب فرصة لأي مخلوق مهما كان مين يلعب من ورا ضهرنا
كله هايبقى قانوني.
رياض بقلق: طيب ما هي تمت السن الجانوني
يعني حتى لو كسبنا الجضية.. هانجدر ناخدها غصبٍ عنها؟
اعتلت ابتسامة خبيثة زاوية فم "زين" وهو يقول ببرودٍ شديد:
-من الناحية دي ماتقلقش خالص يا جدي.. ليلى بنفسها إللي هاتختار ترجع لنا
ومش بس كده.. أنا بوعدك. هاتشوف منها رد فعل مفاجئ!
___________________________________________
في فيلا "الراعي" ..
أمام جناح "نديم" ..
أخذ "ليث" يذرع الردهة جيئةً وذهابًا، بينما أمه السيدة "مشيرة" تدخن بشراهة آخر لفافة تبغٍ بحوزتها، كلاهما في حالة انتظارٍ وتوتر شديدين ..
لقرابة الساعة وباب الجناح مغلق خلف الابنة المتبناة ..
كما هو معلومٌ حديثًا!
فوجئ الجميع باقتحام "نديم" للمنزل بينما يحملها على ذراعيه صارخًا في عمه:
-أطلب دكتور طارق بسرعة يا عمي.. بسـرعـة ..
وصعد بها على الفور إلى جناحه ولم يجرؤ أحد على النطق بكلمة، آخذين جميعًا باعتبارهم حقيقة أن "نديم الراعي" هو زوجها الآن، حتى وإن كان عقدًا غير شرعيًا ..
في جهة أخرى يمتثل "مهران الراعي" لأمر ابن أخيه ويهاتف طبيب العائلة الذي أتى على جناح السرعة برفقة مساعدته الخاصة ..
الجميع أبدى تهلفًا وخوفًا عليها، كلًا من "مهران" و"لُقى" ابنته البيولوجية أصرّا على ملازمتها، ولم تنقص حقيقة أنها متبناة شيئًا من محبّتها في قلوب عائلتها ..
عدا شخصٌ واحد في هذا المنزل لا يطيقها منذ أول يوم ..
"مشيرة" ..
ما إن رأتها وقد عادت حتى نهشتها النار ودفعت عقلها إلى حافة الجنون، تتحيّن اللحظة التي ترى فيها زوجها لتنفجر به وترغمه على طردها خارج المنزل، خارج العائلة كلها ..
ينفتح باب الغرفة الآن، فتلتفت "مشيرة" بسرعة، وترى الطبيب يخرج برفقة زوجها ...
-أهم حاجة ترتاح يا مهران بيه. ممنوع منعًا باتًا أي مجهود لمدة أسبوع على الأقل
-مافيش أي خطورة أكيد يا دكتور؟
-أطمن خالص. هاتبقى زي الفل يا مهران بيه
وأنا بنفسي هتابعها كل يوم. هابقى أجي بعد أخلص في العيادة إن شاء الله
وهاسيب معاها أمل النرس بتاعتي عشان تاخد بالها منها وتطمني أول بأول.
-أنا متشكر جدًا يا دكتور طارق. مش عارف أقولك إيه!
-ولا أي حاجة. لا شكر على واجب. أهم حاجة سلامة أنسة آ.. قصدي مدام ليلى
صحيح نسيت أبارك على الجواز بس ماكنتش أعرف غير دلوقتي. في ظروف تانية كنت أحب أبارك لنديم بيه.
يختلج وجه "مهران" بحرجٍ كبير في هذه اللحظة، لكنه يتماسك قدر استطاعته وهو يرد على الأخير باقتضابٍ:
-الله يبارك فيك يا دكتور. مرة تانية متشكر جدًا على تعبك معانا ..
ثم إلتفت مسرعًا نحو ابنه وقال آمرًا:
-ليـث.. تعالى وصل الدكتور.
أذعن "ليث" لأبيه ورافق الطبيب حتى الأسفل ..
ليطرد "مهران" من صدره زفيرًا حارًا مطلقًا معه شحنة كبيرة من الضغط العصبي ..
لكنه لم ينعم طويلًا بهذا المتسع القصير من الاسترخاء، إذ جاءته زوجته واقفة بوجهه وهي تقول من بين أسنانها:
-إيه إللي رجع البت دي تاني يا مهران؟
يكفهر وجهه وهو يرد عليها بحدة:
-بت مين يا مشيرة؟ تقصدي ليلى؟
بنتـي؟
-مش بنتـك!!! .. صرخت فيه بعصبية
صعدت الدماء إلى وجهها وهي تستطرد كما لو أنها ستصاب بنوبة قلبية بأيّ لحظة:
-كفايـة بقـى. البت دي اتفرضت عليا سنين طويلة
كل يوم مجبرة أبص في وشها وافتكر خيانتك ليا. أجبرتني أكون أم ليها
لحد ما جت من عند ربنا وطلع لها أهل. أديها لهم. أنا مش عايـزاهـا في بيتـي. انت سامع يا مهران؟
البت دي مش هاترجع بيتـي تاني!!!
-بس ده مش بيتك يا مشيرة!
صمت كل شيء الآن ..
حين برز صوت "نديم" ..
يعود "ليث" في نفس اللحظة، وتخرج "لُقى" وراء "نديم" مباشرةً ..
بينما يقبل متجهم الملامح صوب عمّه وزوجته وهو يتابع بصوته الهادئ المخيف:
-أول حاجة لازم تعرفيها إن ده مش بيتك. ده بيتي أنا. وانتي ضيفة عندي
تاني حاجة والأهم.. ماسمهاش بت.. أسمها ليلى الراعي. مرات نديم الراعي. يعني لما تيجي تتكلمي عنها تقفي وتعدلي لسانك كويس أوي.
تبادل الجميع النظرات فيما بينهم، إلا "نديم" و"مشيرة" التي رفعت حاجبها معقّبة عليه:
-عال يا نديم.. والله عال أوي. جه اليوم إللي تكلم فيه مرات عمك باللهجة دي عشان واحدة زي دي؟
ليلى دي مش من عيلتك أصلًا. ليلى دي بنت حرام!!
-ليلى دي ستّك يا مشيـرة! .. هتف "نديم" بخشونة كبيرة
انتفخت عروقه وتغالظت نبرات صوته أكثر وهو يضيف برعونة:
-انتي نسيتي نفسك بس أنا هافكرك. انتي كان أصلك إيه؟
حتة شغالة. بتمسحي وتنضفي مكاتب وعمي اتجوزك ونضفك انتي وأهلك
أهلك الهجامين والمدمنين رد السجون. إللي لولا خير عمي إللي مغرقك ومغرقهم كنتوا قضيتوا عمركوا كله بتسفوا التراب
وكان زمانك عايشة في عش الفراخ إللي كان اسمه بيتك. قبل ما تدخلي البيت ده ويتعمل منك هانم
هو ده بقى الفرق بينك وبين ليلى إللي اتولدت وفي بؤها معلقة دهب. وكبرت وبقت مرات نديم الراعي. مش مهم جذورها كانت إيه
المهم عاشت إزاي.. بعد كده يا مشيرة لما تيجي تتكلمي أعرفي حجمك كويس. واعرفي بتتكلمي عن مين. انتي واقفة قصاد أسيادك.
كان كأن برميلًا من الماء البارد قد صُبّ دفعةً واحدة فوق رأسها ..
أعوزها الأمر دقائق حتى تمكنت من النظر إلى زوجها، في انتظار سماع أيّ كلمة منه، أيّ دفاعٍ عنها ..
لكن لا شيء ..
لم يتكلم "مهران" مطلقًا ..
وقف كالصنم، واجم الملامح، وكأن في صمته تواطؤٍ مع تصرفات ابن أخيه ..
ما كان أمام "مشيرة" شيء لتفعله إلا أن ازدردت إهاناته كلها، ثم رفعت رأسها مرددت بتصلّبٍ:
-طيب.. طالما هي دي كانت نظرتك ليا العمر ده كله يا نديم.. يبقى فعلًا ده مش بيتي. ولا عمره كان بيتي
أنا إللي هامشي.. ومش هاتشوف وشي تاني هنا.
رد عليها دون أن يرف له جفن:
-يالسلامة.
أومأت له ورمت زوجها بنظرة مقت أخيرة ..
ثم ولّت مهرولة تجاه غرفتها، تركض ابنتها في إثرها، بينما يبقى "ليث" مكانه ...
-عشان لُقى يا نديم! .. قالها "مهران" بصوتٍ خفيض فيه من العتب قليل
استدار "نديم" صوبه، ليكمل:
-أنا كنت هاتكلم وأحط لها حد.. انت ماجحرتش مشيرة لوحدها
للأسف راحت ولا جت. هاتفضل أم ولادي.
نديم بصرامة: ولادك شايلين اسم الراعي يا عمي. مشيرة دي أنا صبرت عليها سنين
وخلاص. جابت أخري.. انت عمي. ولادك أخواتي. أشيلكم على راسي طول العمر. لكن الست دي. ماعادش ليها قعاد في بيتي
البيت ده له ست واحدة من هنا ورايح.. وهي ليلى.. وإللي مش هايعرف يحترم ليلى يتربّى الأول ويعرف حجمه وبعدين يترمي برا.
لم يطيق "ليث" سماع المزيد عن أمه ..
تململ في مكانه مغمغمًا بغلظة:
-أنا هاخد ماما شقة المعادي. لو لُقى حبت تيجي أبقى كلمني يا بابا.
ومرّ من جوار "نديم" بخطى عصبية، ليستوقفه بصوتٍ حاد:
-ليث!
توقف "ليث" بالفعل، لكنه لم يلتفت، بينما يأمره "نديم" بحزمٍ:
-تخلص وترجع على هنا.. المحامي جاي الليلة دي ولازم تبقى حاضر وتسمع الكلام إللي هايتقال. مفهوم؟
يرد "ليث" على مضضٍ:
-مفهوم!
واستأنف سيره تجاه غرفة والديه ..
بينما يعود "نديم" إلى جناحه رأسًا ليطمئن ويرى زوجته ..
لحظات قصيرة، ثم تبعه "مهران" ...
___________________________________________
في فيلا السفير ..
تجلس "ريهام" فوق الأرجوحة، وسط الحديقة المعبّقة برائحة الزهور، تحتضن دميتها ..
بينما كلبتها ذات الفراء الذهبي رابضة أسفل قدميها، لا يشغل عقلها القاصر سواه، وجهها ممتعض بشدة ..
تردد أسمه بلا وعي بين الفينة والأخرى بلا وعيٍ منها ...
-زيـن!
-تحت أمرك يا أميرتي ..
توسعت عيناها ما إن سمعت صوته ..
هبّت واقفة على الفور واستدارت لتراه يقف أمامها حقًا ..
ابتهجت في الحال وهي تقول بطريقتها الطفولية:
-زيـــن.. انت جيت؟
ابتسم لها بجاذبيته المعهودة وقال يلطفٍ:
-أنا أقدر ماجيش؟ طبعًا جيت عشان ريري.
تلاشت ابتسامة "ريهام" الآن وهي تقول ماطة فمها بحزنٍ:
-بس انت اتأخرت على ريري. والملاهي أكيد قفلت.. الشمس روّحت!
وأشارت إلى السماء المائلة إلى الضوء البرتقالي.. لون الغروب ..
ضحك "زين" بخفة وقال وهو يقترب منها خطوة:
-إيه يعني.. انتي فاكرة إن الملاهي بتفتح الصبح بس؟
لأ ياستي بتفضل لحد بليل. بليل أوي كمان. ودلوقتي هاخدك ونروح ونتفسح زي ما وعدتك.
-بجد؟! .. سألته "ريهام" بذهولٍ مبتهج
أومأ لها: بجد. هانتحرك حالًا لو جاهزة
أنا كلمت باباكي وانا جاي وأستأذنته.
ريهام بتلهفٍ: انا جاهزة أنا جاهزة. من الصبح جاهزة. لبست الجامب سوت. والشوز. وعملت ضفيرة
إيه رأيك في الضفيرة؟ عمر علّمني أعملها إزاي.
ودارت أمام حول نفسها بلا توقفٍ ..
ضحك "زين" وهو يمسك بكتفيها ليوقفها عن الدوران قائلًا:
-خلاص. خلاص يا حبيبتي أقفي كده هادّوخي
انتي زي القمر.. يلا بينا طيب.
-يـلا!
وركضت أمامه بحماسٍ وصولًا إلى سيارته الضخمة ..
فتح لها الباب الأمامي، ثم صعد خلف المقود وانطلق من فوره ..
في نقطةٍ قريبة، كان "عمر" يقف منذ اللحظة الأولى، يراقب كل ما حدث ..
ولا يعرف لماذا أحس بأن خطبٌ ما يجري هنا، لن تكون عواقبه حميدة بالمرة! ...................................................................................................................................................................................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يتبع ...
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا