رواية اسير العشق ادم واسير الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم نور الهادي

رواية اسير العشق ادم واسير الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم نور الهادي

رواية اسير العشق ادم واسير الفصل الثاني والثلاثون 32 هى رواية من كتابة نور الهادي رواية اسير العشق ادم واسير الفصل الثاني والثلاثون 32 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية اسير العشق ادم واسير الفصل الثاني والثلاثون 32 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية اسير العشق ادم واسير الفصل الثاني والثلاثون 32

رواية اسير العشق ادم واسير بقلم نور الهادي

رواية اسير العشق ادم واسير الفصل الثاني والثلاثون 32

-ماما مين ده..
آدم بصّ للولد...بس الحقيقة إنه ما شافش زياد.شاف عاصم كانه رجع من الموت، واقف قدامه،واقف جنب اسير، ماسك إيدها...بيقوله"أنا لسه هنا، ومش هسيبها."
زيا-شبه بابا
قالها ببرائة،قَبَض آدم إيده غضب ساكن ده اكتر وصف بيكرهه يكون شبه عاصم،بعد أكتر خسارة ممكن يحس بيها،لسه جوه منه شق جامد بيغلي.
كلارا كانت واقفة وراهم،بصت لنظرة آدم للولد،شافت في عينه نار مش مفهومة
عبير قالت: – زياد، تعالَ.
زياد بصّ لآدم مرة أخيرة،راح لسته من غير ما يبص لآدم،كأنه مجرد غريب
عبير مسحت على شعره قالت– "ده عمك يا زياد."
الولد سكت،بص لآدم بعيون مش بريئة ولا خايفة بس... متسائلة.
آدم…ما قالش ولا كلمة.نظراته كانت متجمدة
عبير– "سلم عليه يا حبيبي."
لكن زياد ما اتحركش.ولا آدم مد إيده وكأن الاثنان نظراتهم مريبه
أسير نادت– "زياد."
راح عند امه مسك إيدها،آدم بص ليهم...بص لأسير نظرتها فيها كتمان،لكن كان فيها حنين،حنين غصب عنها بيهرب من عينيهم،عيونه وعيونها…كأنهم بيتخانقوا بصمت بس جواهم مليانة أسئلة وانتقادات وكأن العيون اتلاقت ومش عايزه تشيل عينها من ع التانى فتعلن خيانته من اشتياقها للاخر
بس اسير بتبص لـ كلارا اللى وقفة جنب آدم،جمالها واضح،وجسمها ممشوق
عبير– "تعالى يا آدم… اقعد، أكيد تعبان من السفر."
آدم – "أنا هِمشي على طول."
عبير جفلت،كأن قلبها وقع مدت إيدها ومسكته قالت "خليك."
بصّ ليها آدم من خوفها قال- "ماقصدتش همشي دلوقتي… لسا لما اتكلم معاكى عايزك ف موضوع
-ماشي بس ندخل
بيشاور لكلارا بتقرب منه وعبير بتبصلها من شكلها وتبص لآدم لكي يفسر لها قالت عبير
-مين دى يا ادم
– كلارا معايا فى الشغل
بتبتسم كلارا ليها بتاومأ لها عبير بتحيه مبادله،أسير كانت واقفة مكانها،
ساكته بتراقب بتقارن وبتحس إنها بتتفرج على حد كان ليها وبيتبني من جديد جنب غيرها.
شدت عبير على إيد آدم والعطاء وقع من ايدها وكأنها بتسند على ابنها بس وواثقه انه احسن من ميت عكاز قالت
– "تعالى… تعالى جوا…"
كان آدم قاعد معاها ومش متخيل انه رجع يعقد فى البيت تانى ويبص لأمه الى الزمن كأنه أخد منها العمر كله فهى لم تكن عجوز هكذا
ادم– "كنتي عارفة إني جاى؟"
ردت بصوتها الضعيف الحنين– "من تلات أيام وأنا قاعدة على الباب… مستنياك…مش بنام، مش باكل،عشان أول ما تخش أسمع خطواتك،
أحس بيك قبل ما أشوفك."
سكت آدم من نظراتها ليه بتقول إنه كبر،اتغير،بس فى عينها… هو هو.
رغم فى ملامحهالبرود اللى الزمن سببه،والكاريزما اللى الشغل صنعها،والجفاء اللى الغربة علمته،لكن شايفاه برضو…ابنها.ابنها اللى مهما بعد،ومهما شاب شعره،
لسا من لحمها ودمها.
آدم بيشوف وهو قاعد لف وشه ورا،اتخيل إنها واقفة،أسير،بعنيها الساكنه اللى دايمًا كانت عليه،لكن ما كانتش هناك.كانت اختفت…راحت مع ابنها،وما ظهرتش تانى.
عبير– "زياد… قاعد فى المطبخ مبيحبش ياكل فى المدرسة،بيستنى يرجع ياكل مع امه…"
ما فهمش آخر جملة قالتها…ولا حتى اهتم لان تفصيلة زى دى مش فارقة بس هي كانت بتكلمه ع اسير بصيغة زياد
ادم– "عملتوا إيه ف الجنازة؟"
– "أسير خلصت كل الإجراءات،وصاحب عاصم…كان واقف معانا لحد ما اتدفن."
كان عنده أسأله كتير بس مش عارف يبدأ فيها فبتقوم كلارا قال– "فين الحمام؟"
أشار لها مشيت وسبتهم لوحدهم عبير كانت بتبص لِ كلارا وهي خارجة قالت
– "هي بتشتغل معاك… بس؟ولا في حاجه بينكم؟"
بس مردش.لا نفى ولا أكد،سابه معلق.
غير الموضوع وسأل:– "حصل إيه… ف غيابي؟"
– "حصل كتير…تحب تسمع؟ولا دى حاجات ما تهمكش؟"
آدم بجمود– "مات إزاي؟"
عبير بصت له وفهمت،عارفة هو يقصد مين.
– "عاصم مات من المرض…
استغرب آدم من الكلمة– "مرض؟!"
أومأت له عبير – "آه... جاله مرض خبيث،المفروض كان يقعد سنه يتعالج…يا يموت،بس هو قعد ٣ سنين بيه."
سكت آدم حس بايد بتمسكه قالت عبير– "في حاجات كتير لازم تعرفها يا آدم…"
بس آدم شد إيده برفق وقال:"أنا مش عايز أعرف حاجة عن الماضى…أنا بيهمني اللي قدامي دلوقتي."
– "بس الماضي…يخص حاضرك."
بصلها بتقوله – "أسير… إنت فاهم ان اسير ...
قبل ما تكمل،رن الجرس.سندت على عكازها بسرعة تقوم،لكن آدم راح وكأن السواق
– بسال حضرتك هنتحرك دلوقتى عشان كنت أركن فين بسبب الطريق
آدم قال له بهدوء "هات المفتاح… وامشي."
السواق اتلبك،افتكر إنه عمل حاجة غلط:– "هستنى حضرتك… انا اسف ع السؤال؟"
– "أنا اللي بقولك… امشي هبقا اسوق انا."
السواق سكت قال "اتفضل يا فندم… شكرًا."
خرجت كلارا من الحمام بعد ما غسلت وشها،بتبص على البيت ريحة قديمة… فيها طهي، وبخور، عينها فضلت تتنقل بين تفاصيل الجدران،الأبواب الخشبية، السجاد القديم، المطبخ اللي بابه مفتوح…
وصلت للمطبخ لمحت زياد واقف على كرسي صغير بيغسل كوب زجاج في الحوض ابتسمت قالت
– "بتعمل إيه؟"
بصلها زياد بنظرة سريعة من غير ما يبتسم، من غير ترحيب…رجع عينه للكوب،
وغسله لحد ما خلّص حطه على الرخامة، وقال بهدوء – "مش بحب ماما تتعب عشاني."
– باين انك بتحبها اوى
بنبرة شبه طفولية لكنها ناضجة فجأة– "هو في حد مش بيحب أمه؟
سكتت كلارا لانه معاه حق بيبص وراها قال
– "ماما…"
لفّت كلارا بسرعة لقت أسير واقفة جنبها من غير ما تحس بيها خطواتها اتخضت بس قالت– آسفة… مفروض كنت أستأذن قبل ما أدخل المطبخ
أسير ما ردّتش بتروح تطفي النار
كلارا– "البقاء لله…بتقولوا كده هنا لما حد بيموت، صح؟"
بصّت لها أسير أخيرًا،نظرة مستقيمة، مش عدائية… بس مش دافية-."من من روسيا؟"
– "أيوه… باين عليا؟"
 -العربي بتاعك مش مضبوط
– "اعتمدت على كلامي مع آدم طول سنين معرفتي بيه…زي ما علّمته لغتي، قدرت أكتسب منه شوية من لغتك."
سكتت أسير للحظة،شويه وقالت– "بقالك قد إيه معاه؟"
– "سبع سنين."
لحظة صمت تقيلة وقعت…أسير ثبتت نظرها على نقطة في الحوض،
إيدها ما بقتش بتتحرك،كأن الرقم ده وجعها… أو فجّر حاجة كانت مدفونة.
قطع الصمت صوت رفيع وطفولي– "ماما… هنرجع بيتنا امتى؟"
بصت أسير فورًا على زياد قالت– "يلا يا زياد، روح أوضتك."
نزل من الكرسي وهو ساكت منغير عاند كلارا تابعت خطواته وترجع تبص لاسير وكأنها بتتعرف عليها
اسير– "كنتي عايزة حاجة من هنا؟"
– "لأ… أنا بس سمعت صوت زياد،حبيت أتكلم معاه شوية…باين نفسيته متدمّرة بعد موت والده."
أسير سابت الى ف ايدها قالت كلارا– "ممكن أعرف اسمك؟أنا… لحد دلوقتي معرفتش انتى مين."
– "أسير."
سكتت كلارا لحظة اتجمّدت نظرتها،واتغيرت ملامحها للحظة صغيرة قوي…
بس أسير لاحظت،ابتسمت كلارا قالت
– "أنا كلارا…مبسوطة إني شوفتك يا أسير."
مدّت إيدها تسلم،ولوهلة، أسير فضلت ساكتة،بس بعد كده مدت إيدها هي كمان،سلام هادي… مفيهوش حرارة،بس مفيهوش رفض. فجأة، سمعوا صوت جاي من الصالة…
– "كلارا!"
بصّت كلارا فورًا– "ده آدم…"
بتمشي اسير نظرت لها كلارا وخرجت هي كمان شافت آدم قال
– "اتأخرتي ليه؟"
– "كنت بتكلم مع زياد…وأسير."
– "هنمشي… الأوتيل بعتلي رسالة، قال إن الشنط اتحطّت في الأوضة ومستنيانا."
– "تمام…هنمشي دلوقتي؟"
أومأ بصّت له باستغراب خفيف– "وأهلك؟"
– "هَعدّي عليهم في وقت تاني."
كلارا ما اعترضتش…ولا علّقت،اتحركوا ناحية الباب،وفجأة ظهرت عبير من آخر الصالة،واضح إنها قامت مخصوص لما سمعت صوتهم.نادت وهي ماشية ناحيته:
– "رايح فين؟"
ادم– "لازم أمشي."
– "هتروح فين؟"
– "الأوتيل."
قربت منه خطوة– "أوتيل إيه يا ابني؟ ده بيتك!اعقُد فيه."
حس بإيدها وهي بتمسك دراعه قال- "هَعدي تاني…"
لكنها ما سكتتش،قالت له بإصرار – "طب خلاص، نروح مكان تاني لو مش مستريح هنا.المهم ما تمشيش
– "أنا معايا كلارا…مش هينفع أسيبها في الفندق لوحدها."
– "ماشي…كلارا تقعد متقلقش ..انت شقتك موجودة اطلع نام فيها… أو حتى في أوضتك هنا…اعمل اللي يريحك،بس خليك حوالينا."
آدم بص لها شوية، وهى بتقوله برجاء– "أوتيل إيه؟ وبيتك موجود، يا آدم…
اعقد هنا، محدش هيضايقك."
بصّ لها وهو بيأومأ بصمت ويرص لكلارا الى قالت
– "أنا معنديش مانع نقعد هنا…"
رد آدم – "تقدري تعقدي في أوضتي يكلارا…وأنا هتصرف."
ابتسمت له– "ماشي، مفيش مشكلة."
...
دخلت كلارا الأوضة،ولوهلة وقفت مكانها تتفرج حواليها…الجو مختلف، فيه دفء ما، وفيه أثر من الماضي مازال عايش.عرفت من عبير إن دي كانت أوضة آدم وهو صغير.نظرتها تنقلت على المكتب الخشبي القديم،اللي عليه نقشات خفيفة من سنين الدراسة،قربت من السرير،لمسته بإيدها،فرشه بسيط، لكن السرير نفسه كبير.
ابتسمت…واضح إن جسده كان ناضج بدري،وإنه ما احتجش يغير السرير حتى لما كبر.كأن الأوضة اتحملت مراحل نموه كلها…ومازالت محتفظة بصمته.
عينيها لفت في كل ركن،بتدور على أي حاجة…ورقة قديمة، كتاب، صورة…
أي شيء ممكن يقرّبها أكتر من الشخص اللي اختارته.
في آخر الليل،كان آدم لسه صاحي، قاعد لوحده في الصالة،فاتح موبايله
بيقرأ رسائل علي اللي كان بيكلمه> "ناوي تحجز طيارة إمتى؟"
ادم> "مش بعيد… آخره أسبوع.هعمل زيارة، الأهم حد… وامشي."
علي> "هو أخوك… مات إزاي؟"
سكت آدم…ما ردش.ضهره اتكّأ على الكنبة وعينيه راحت لسقف الغرفة.افتكر كلام أمه…بس هو…هو كان بس عايز يعرف:هل مات موته رحيمة؟ ولا…؟
قفل الموبايل.قام بهدوء،فجأة…لمح نور خفيف خارج من أوضة أسير…تحرك ناحية المطبخ لكن وقف فجأة…لما لقاها خارجة وتلاقوا
لحظة…لكنها كأنها كانت أبدية نظراتهم الهاربه اتقابلت،عينين مشتاقة تشوف ملامح اللي قدامها،بس القلب خايف…فالعين دايمًا أصدق من أي كلام،وهي اللي بتفضح الأسرار، حتى لو اتخبّت آلاف المرات.
آدم اتنحى جانبًا، ودخل المطبخ أسير قالت
– "مفيش قهوة هنا…"
سكت آدم عينه فضلت معلقة بيها لانها اتكلمت وعرفت هو جاي ليه مشيت بس قال
– "رجعتوا هنا ليه؟مش كنتوا عايشين في بيته؟"
وقفت وقالت-حتى هنا… مش هعيش.أنا عايزة آخد ابني ونعيش في بيت أهلي…وأدور على شغل."
رمقها آدم بنظرة جانبية– "كنتِ لاقيتي شغل من زمان… لو فعلاً كنتي عايزة."
رفعت عينيها ليه، وقالت بنبرة – "للأسف…الاختيار عمره ما كان في إيدي.
كنت مسجونة،ودلوقتي… اتحررت."
كلامها نزل عليه تقيل ومبقاش عارف يرد،بصت له أسير،نظرتها كانت مستقيمة، صادقة،وقالت:
– "كويس إنك جيت…أمك كانت محتاجاك،وكان صعب عليا أسيبها لوحدها."
جملتها الأخيرة فضحت النية،بصّ لها آدم وسألها بصوت هادي:
– "ليه فضّلتي معاها؟"
ردّت أسير وهي بتبص في الأرض:– "مقدرتش أسيبها بالحالة دي...يمكن لما شافتك اتحسّنت شوية،بس كانت حالتها أصعب بكتير وانت غايب...وخصوصًا بعد موت عاصم...رجع عليها بالسلب،وأنا مقدرتش أدوّر ضهري وامشي،حتى لو هي سبب رئيسي في كل وجعي."
رفعت عينيها ليه وقالت بصدق:– "افتكرت نفسي زمان...وأنها الى خدتنى وربتنى بينكم سنين كلها وانا مليش اب ولا ام عشان كده خلتنى معاها لحد كا ترجا...بس دلوقتي، أنا هاخد ابني...وهعيش بعيد.وانت أولى بوالدتك
سألها آدم بنبرة فيها استنكار:– "هتروحي بيت أهلك؟اللي مش صالح للعيشة؟"
ردّت بنبرة ثابتة:– "أحسنلي من هنا."
قالها وهو بيحاول يضغط على نقطة جوّه:– "وبيتِك الحقيقي... راح فين؟"
نظرت له بنظرة وجع وقالت:– "كان بيت عاصم مش بيتى..ومش ناوية أرجعه تاني."
استغرب منها اليس منزل عاصم هو منزلها، جمعت كفّها بقوة، بتحاول تهدي النار اللي بتشتعل في قلبها– "كنت عايزة أقولك كل ده من بدري،وأول فرصة هخرج فيها، هاخد ابني وامشي."
شاف الحزن ف عينها قال– "زعلانة على موته للدرجة دي؟"
ما ردّتش عليه...بس رفعت عينيها وبصّت له،نظرة طويلة كأنها بتستغيث...كأنها بتقول: "بص جوايا، شوف الحقيقة اللي مبطّنة ف سكوتي."
وبصوت هادي، بس مبحوح ومكسور، قالت:– "كل حاجة ماتت... حتى إنت."
سابت الكلمة تطير وتخبط ف صدره دمعة نزلت رغمًا عنها،بس كانت صريحة أكتر من أي كلمة قالتها ومشيت…عالق ف دمعتها وهو مش عارف كانت على عاصم؟ولا كانت عليه هو؟
دخلت اسير أوضتها سمعت صوت تنفّسه المتقطّع شدها،قربت منه، لاقته قلقان… متكتف وهو نايم.
قعدت على طرف السرير وهمست: "زياد؟... مالك؟ إيه اللي صحّاك؟"
فتح عينه بشويش،والدموع كانت سابقة إجابته،دمعة سايبة خدّه بهدوء، كأنها نازلة من سُكات.
اسير– "شوفت كابوس؟"
هزّ راسه بالنفي وقال بهمس موجوع:– "ما حلمتش بابا… لحد دلوقتي."
سكتت جُمدت ف مكانها كأن الكلام ضربها ف صدرها،وحاولت تخبي رجفتها عنه.
اسير– "عارف إنك هتزعلِي من كلامي…بس بابا وحشني."
مكنتش عارفة ترد…ولما حضنها مبادلتوش فضلت صامته… أبعدته عنها بهدوء. قالت
– "نام يا زياد… من غير ما تحلم.ده هيكون أحسن ليك."
سكت زياد،ومرضيش يقول ولا كلمة بعدها قعدت جنبه، قربت منه وقالت بهمس:– "هتأكّد إنك نِمت… وأنا كمان هنام جنبك."
غمض عينه…وهو بيحاول يقرب من حضنها،دسّ راسه على رجلها بهدوء،
كأنه بيطلب منها حنية بصّت عليه شوية…وبهدوء بدأت تِربّت على راسه،كأنها بتطبطب على قلبها هي كمان.
خرج ادم من المطبخ بس وقف قصاد أوضتها، الباب كان موارب،ومن مكانه شافها…شاف "أسير" وهي قاعدة جنب زياد،وبتزيّح شعره من على وشه بلُطف
عينه ثبتت عليها،والزمن رجّع ورا…افتكر نفسه هو، زمان،لما كان بيرجع من شُغله تعبان، أو مهموم…كانت هي تقعد جنبه كده،تلعب في شعره،وتخليه ينام على حجرها
بس دلوقتي؟هي مش "أسير" بتاعته،هي أم،امرأه جوزها توفى والان لديها ابنها،اتنفّس ببطء…وشال عينه من عليها حس بحاجة شبه الشفقة…أو يمكن القلق؟يمكن عشان لسه جواه حتة شايف فيها "أسير الصغيرة" الى رباها اللي كان شايلها في قلبه قبل ما تبقى مراته.
رجع على الكنبة،رماه التعب،ورمى جسمه عليها كأنه بيهرب من كل حاجة.بص في السقف…وحاول يغمّض عينه.يحارب أفكاره…يقتل الذكريات.
فجأة…حس بإيد بتلمسه على كتفه.فتح عينه بسرعة،مسك الإيد بس لقاها امه
قالت– "واضح انط معتاد تقلق فى نومك؟"
– "إيه اللي صحاكى؟"
– "أنا منمتش…قوم، بلاش تنام هنا،نام في أوضتك… كده كده مش هنام."
– "مش عايز."
قامت تقرب منه،ومدت إيدها على إيده…نظرة الأم اللي مش عايزة تضغط، بس برضه مش هتسيبه
– "قوم… ضهرك هيوجعك من الكنبه مش هضايقك… بس نام في اوضتى.
هي أريح."
سطت بقلة حيله قام معاها.دخلوا الأوضة…ضلمة،بس نور القمر بيعدي من الشباك ويلون الحيطان بلون هادي. نام بتنهيده حس بايد ويبص لعبير الى قعدت عنده تمسح على شعره. لف وشه لها
– "بتعملي إيه؟"
– "نسيت إني كنت بنيمك وإنت صغير؟كنت تحط راسك على حجري،وإنت وأخوك،وأمشي إيدي على شعركم."
سكت آدم للحظة لان الجمله دى مستحيل تسعده فى وقته الحالى
رد بنبرة ناشفة… مكسورة– "أنا معنديش إخوات."
آدم قام من على السرير…كان ناوي يخرج من الأوضة ويسيبها،لكن "عبير" مدت إيدها تمنعه بلُطف،وقالت وهي بتحاول متنهزش– "نام…أنا آسفة…خلاص، مش هتكلم تاني."
كانت خايفه بقت تخاف يبعد عنها،حتى الكلمة بقيت بتوزنها قبل ما تنطق،
وبقت بتحسب لمسته…عشان ما تجيبش سيرة جرحه بالغلط.
رجع ينام بصمت، "عبير" فضلت جنبه،إيدها على راسه…بتحاول تهديه،
زي ما كانت بتعمل زمان…وقت ما كان لسه ابنها، مش راجل كبير.
آدم وهو مغمض عينه،افتكر "أسير"،وهي نايمة جنب "زياد"،بتلعب في شعره بحنان…نفس اللمسة… نفس الإحساس،بس مفيش دفء.
"عبير" مالِت برأسها جنبه،كأنها اشتاقت للنوم جنبه…كأنها بتحاول ترجع شوية من الأم اللي ضاعت.
– "تفتكر… ممكن نرجع عيلة تاني؟"
آدم سامع،ما نامش،بس فضل ساكت،مش قادر يرد.
قالت بصوت أضعف،ونفسها بيطلع بحزن:– "سامحني يا آدم…
سامحني."
ما ردش…ولا حتى اتحرك.بس كان فيه غصة…غصة مكتومة،يمكن من أربع سنين كان ممكن يبكي من طلب سماح كان ممكن يتكسر بين إيديها. لكن دلوقتي؟الزمن خلى الجرح مات،بس أثره لسه موجود.بقى يتعايش معاه،
"لا الدار دي داره،ولا الناس دول أهله…" حاسس بكده من ساعة مجه عمره ما كان بيجيب سيرت عيلته كانه بيتخلص منهم فاكر إنه لما ما يتكلمش عنهم، هينساهم.بس رسالة واحدة رجعته…رجعته غصب عنه،أكدت له إنك حتى لو نسيت…فيه روابط متتشالِش، حتى لو تمنيت.
في تاني يوم…كان آدم خارج من البيت،لقى "كلارا" واقفة بره كأنها مستنياه.
ادم– "عرفتي تنامي؟"
ابتسمت وقالت:– "آه… أوضتك مريحة جدًا، وصحيت بدري عشان أروح معاك."
رد بهدوء:– "لو عايزة تفضلي هنا، أنا هخلص مشاويري وارجعلك."
– "لا… أنا عايزة أكون معاك ف أي مشوار. مش ممانعة خالص."
خرجت "أسير" من البيت،وقفت فجأة لما شافتهم واقفين سوا…بصتلهم للحظة،
آدم كان بيكلم "كلارا"وعينهم ف عين بعض وكأنهم بيتأملوها وعلاقتهم لطيفه "زياد" خرج من الباب جاري،
شايل شنطته – "يلا يا ماما، نروح المدرسة!"
خبط في رجل "آدم" وهو بيجري،كان هيقع، بس "آدم" مد إيده بسرعة ولحقه.
كلارا" بقلق– " انت كويس؟ حصل حاجة؟"
"زياد" ما ردش…بص لآدم،وبعدين شال إيده الصغيره من عليه،وراح ناحية أمه.ادم بص لاسير من وجودها مشيت مع "زياد"،"كلارا" كانت نظرات آدم ليهم أو ليها 
اسير واثقه مستنيه تاكسي بعد لحظات…وصلت عربية فخمة،نزل منها السواق ولف حوالين العربية.-ازي حضرتك يافندم
لفيت وشافت ادم وراها مكنتش عارفه وجوده ع بيه كمان غير الموجوده لى
ادم– "جبت كل حاجة؟"
رد عليه السواق– "أيوه يا باشا، كل حاجة تمام."
فتحله باب العربية لكن قبل ما يركب بص لأسير وقالها بنبرة هادية:– "اركبي."
– "شكرًا."
سكت لحظة، وبعدين قال – "هتستني تاكسي؟ اركبي… السواق هيوصلك ويرجع."
وأشار للسواق بعنيه،والسواق فهم من غير كلام… أومأ بالموافقة.آدم ساعتها بص لإيدها،كانت ماسكة إيد "زياد" الصغيرة،بس هو…للحظة،دور على حاجة…
وما لقهاش.الخاتم مش موجود. عرف إنها تخلّصت منه، لبتسم بسخريه ومشي
من غير أي كلام تاني.
بصيت اسير للعربيه "زياد" ساعتها بصلها قال– "ماما… مش عايز أركب."
بصّت له،إيديها بتشد على إيده أكتر:– "ليه؟"
– "هتتأخر على المدرسة… المرة دي بس."
كان آدم واقف في البلكونة لقي عبير، أمه، داخلة عليه…ملامحها متوترة، وعينيها بتدور كأنها بتدور على حاجة:
– "أسير فين؟"
بص لها آدم كأنها خايفه تهرب منها او تصحى متلقهاش قال "راحت تودّي زياد المدرسة."
– "اتكلمت معاها؟ من ساعة ما رجعت؟"
رد من غير ما يبصلها:– "هتكلم معاها… ف اى."
– "عن السنين اللي فاتت يا آدم…أسير اللي قدامك دي…عانت كتير… أكتر من اللي ممكن تتخيله."
ما ردش،لكن ملامحه بدأت تتغير
عبير– "عاصم…عاصم مكانش ف كامل عقله من أول ما مشيت…من ساعة ما هي رفضته، ومحاولاته تفشل،بدأ ينهار…وظلمها… ظلمها كتير."
آدم لف وشه وبصلها أخيرًا، بس ساكت.،قالت وهي بتحاول تمنع دموعها:
– "حتى أنا…أنا كنت بحاول أحميها…بس عاصم…مكنش هو…بقى واحد تاني،
ظالم…عايز يدمّرها بأي طريقة،ومحدش قدر يوقفه…لا قانون…ولا حتى أمه."
بص لها آدم قال– "المفروض إنهم بيحبوا بعض… مش كده؟"
عبير – "أسير… عمرها ما حبت عاصم، يا آدم…أسير…هي حبتك إنت."
نظرة آدم اتغيرت للحظة بس مسك نفسه
– "وإنتي مقتنعة باللي بتقوليه؟"
بصتله من نبرته وقالها– "هي اختارته…تتحمل اختيارها.متحكيليش عن أي حاجة…ولا تحاولي تبرري…لأن ده مش هيغير من الحقيقة…ده بس بيزودها "
قالت عبير – "آدم…"
قال بغضب– "خلااااص."
بصتله من مبرته جمع آدم قبضته واتنهد قال-خلاص تمام
سكتت وبهدوء وقلة حيلة قربت منه وربتت على كتفه وهي لتمشي بعكازها،
وقفت العربيتين قدام بيت… راجل واقف عنيه لسه فيها نفس اللمعة القديمة.آدم نزل من العربية وبص للراحل الى واقف فى انتظاره لحظة صمت،
بعدين ابتسامة صغيرة على وشّه.
كلارا نزلت ووقفت جمب آدم، بتلاقى بيتقدم من الرجل وابتسامه،آدم ابتسم…
أول مرة تشوفه يبتسم بالشكل ده،ابتسامة صادقة، مفيهاش وجع،كأن القلب ارتاح فجأة.
الراجل وهو بيبص لادم – "حمد الله ع السلامة، يا صاحب العُمر."
آدم-الله يسلمك يافؤاد:
حضنه فؤاد وبادله ادم وربت على ضهره قال– "طولت؟ ولا أنا اللي بيتهيألي؟"
فؤاد قال – "الغُربة نسيتك يا صاحبي."
آدم ساب الضحكه تكمل بس بص لكلارا الى واقفه ورحع بص لآدم لكى يفسر له قال– "زميلتي في الشغل… كلارا.
– "أهلاً وسهلاً، نورتينا."
هزّت راسها بابتسامة وهي بتراقب الراحة اللي على وش آدم لأول مرة.،فؤاد رجع يبص لآدم وقال وهو بيزيحه من قدام الباب– "إدخل بقى، واقف برا ليه؟
إنت صاحب بيت ولا ناسي؟"
كانت القعدة دافية بينهم كأن الزمن رجع بيهم سنين ورا قال– "سبت الشغل ليه 
فؤاد شرب من كباية الشاي، وقال بنبرة هادية: "لما بدأت أحس إني بتعامل مع مجرمين أكتر من مظلومين… خفت.خفت على عيلتي، على نفسي.فاتحت سوبر ماركت بسيط… بس شغال كويس، والحمد لله."
-ممكن يكون شغل جانب شغلك
-لا وع اى
-انا عايزك تشتغل معايا
-اشتغل معاك اى؟!
-متستشار ليا تدير الامور القانونيه للشركه
سكت فؤاد ابتسم قال- عين محامى كبير احسن
-معتقدش ان فى حد هيخاف عليا اكتر منك
سكت فؤاد قال- الموضوع عايز قاعد
-فكر وبلغنى.، ملامحك كبرت شلت المسؤولية  الجواز بيعمل كده."
ضحك فؤاد،– "هي مسؤولية فعلاً… بس نِعمة.يكفي إني اتجوزت اللي بحبها."
آدم– "أنا استغربت من رسالتك وقتها…لما قلتلي إنك كنت بتحبها! واتجوزتهل اخيرا بس كان عندي فضول أعرفها."
فؤاد- "ما انتا تعرفها."
قبل ما آدم يسأل،دخلت من باب المطبخ جايبلاه مشروبه واتفجأ لما لقاها فتون.البنت اللي طانت بتحبه زمان،بقيت مرات صاحبه كانت دى الى بيحبها
فؤاد،– "فتون… مراتي، يا آدم."
كان متفجأ ابتسمت فتون قالت- "إزيك يا آدم؟"
ادم– "الحمد لله...لو متردد يا فؤاظ خد رأيها إنك تشتغل محامى معايا
بتبصله بدهشه قالت-معاك ف الشركه
بصلها ادم انها عارفه شركته قال فؤاد- الكرت الى بعته لوجو لشركتك معايا لحد دلوقتى
فتون- مفيش اى سوابق
قال ادم-مفيش سوابق لا؟! مجرد مفاوضات او مخالفات ضرايب
ضحك فؤاد قال- معلش فتون بتخاف من المجرنين بزياده
فتةن- فكرة كويسه اوى يا فؤاد
فؤاد-ربنا يسهل
ادم-مال فين ابنكم؟"
ردت فتون– "قاعد مع كلارا…هجيبه."
ومشت بهدوء، ساباهم لوحدهم.فؤاد بص له بنظرة جانبية وقال بابتسامة صغيرة:– "زميلتك باين بتحب الأطفال… ولطيفة على فكرة."
– "كلارا صاحبتي."
ضحك فؤاد:– "ما أنا عارف…بس باين إن علاقتكم مش شغل وبس."
آدم ما ردش،وفجأة دخلت فتون وهي شايلة طفل صغير حوالى ٣ سنين.
سلمته لفؤاد ومشيت تاني من غير ولا كلمة.
فؤاد ضحك– "بص مين جه!"
آدم شاله منه الولد قرب بإيده الصغيرة ناحية جيب القميص بتاع آدم،
اللي كان فيه نضارته الغالية.آدم ابتسم مسح ايده بخفه على راسه
فؤاد-عقبالك يا ادم ولا انى زعلان منك…ماجتش فرحي، مع إني بعتلك دعوة."
– "غصب عني
فؤاد سكت شوية،وبعدها قال– "مش ناوي تتجوز يا آدم؟"
آدم ما ردش،بس رفع عينه ليه
قال فؤاد:– "أعتقد جه الوقت…اللي تعمل فيه عيلة."
ادم– "خدت كل حاجة شركه نجاح وصاحب…بس العيلة مش كانت من نصيبي.ويمكن…مابقتش عايزها."
آدم بصله زغير الموضوع– ليه بعتلي رسالة تانية في نفس الشهر؟"
– "كان لازم تعرف…إنه مات."
– انت عارف إن حاجة زي دي مشش هتفرق معايا وقتها."
فؤاد عرف انه كشفه– "أمك…هي اللي ترجتني أكلمك،وتحاول ترجعك بأي شكل."
آدم سكت فؤاد كمل – عرفت إن أنا وانت على تواصل…من ساعة ما بعتلي الرسالة لما بدأت شركتك…ولما شفتك واقف على أول طريق جديد،فرحتلك…
ودعيتلك…والمسج لسه معايا…ومحدش يعرف،لأن طالما انت مبتتواصلش مع حد غيري،يبقى أنت…مش عايز كده يوصل لحد."
ادم– واظا انت مقولتلهاش هى عرفت منين إني على تواصل معاك؟"
– "جتلى المكتب،وتقعد تحلفني لو أعرف مكانك وعايزه تطمن عليك وانا قولتلها إنك بخير فحلفتنى لو كنت اعرف مكانك بالظبط
– "وأنت…حلفت؟"
– "آه…علشان فعلاً مكنتش أعرف مكانك وقتها،بس لما قالتلي إننا بنكلم بعض،
قولتلها إنك مش عايز تتواصل مع حد،وإنك بالكاد بتفتح الرسايل…وإن لو عملت اللي هي عايزاه،ممكن انا اخسرك للأبد."
سكت لحظة وكمل– "بس يوم جنازة عاصم…الطلب كان جد، يا آدم.أمك كانت…
كانت عايزاك المرة دي كإنها بتطلب تشوفك آخر مرة…كويس إنك شوفت الرسالة ورجعت،لإنها محتاجاك،سواء هي…أو…أو أسير."
– "أسير…ناوية تاخد ابنها وتعيش بعيد،وتشتغل."
فؤاد استغرب:– "تعيش فين؟ في بيتها؟بيت عاصم؟"
آدم قال "لا…بيت خالي ابوها."
فؤاد بصله وسكت وقال– "آدم…إنت بتحبها؟"
آدم كان لسه شايل الطفل على دراعه وقف لحظة يرفع عينه ببطء،ويبُص لفؤاد.
فؤاد كررها…بس المرة دي بصوت أهدى… أصدق:– "بتحبها ولا لأ؟"
ادم- "الحب ده…انتهى من زمان."
–بس هي…لسه بتحبك."
قرب فؤاد شوية من آدم– "أنا…أنا كنت بتطمن على عيلتك يا آدم،خصوصًا أسير.عمري ما حسيت إنها ممكن تتكون بتحب عاصم،ولا حتى يوم جنازته…
لا حضرت الغُسل،ولا وقفت مع حد،هي بس خلصت إجراءات المستشفى،
علشان كانت ملزمة بيها… مش أكتر."
سكت لحظة، وبصله: "أسير بقت حد تاني،من ساعة ما اختفيت…هي مبقتش نفس البنت اللي عرفناها.مش عارف السبب،يمكن حاجات عائلية،بس حسّيت إني لازم أقولك…يمكن يفرق معاك في حاجة."
آدم ما ردش…ما علّقش حتى بس افتكر امه كلامها عن العذاب…عن الظلم اللي شافته من عاصم.
قال ادم– "تعرف…كان عنده إيه؟"
-لا…مكنتش علاقتي بيه قويه.من ساعة ما طرده من بيته مرة وانا كنت بكلم والدته…معملش أي محاولة تانية،بقت امه هي اللي تروحله
مش هو اللي ييجي."
سكت لحظة، وكمل:– "بس…في مرة…اتواصل معايا،سألني عنك.كان عايز أي وسيلة توصّله بيك…رقمك، إيميل، أي حاجه.وصوته…كان غريب."
آدم رفع حاجبه،فؤاد– "بس أنا قولتله…إن مفيش عندي حاجة تفيده
ادم– "كان عايز رقمى؟"
– "آه…بصراحة عاصم كان غريب بعد ما مشيت،بس فآخر أيامه…
كأنه رجع لطبيعته،ساب شغله،وكان بيكلمني بطريقة هادية،من غير عصبية ولا خناق زي زمان لانه طان عدواني جدا بس بعدين رجع لكبيعته كان عقله مكنش ف مكانه او كأن المرض كسر حاجه فيه…وخلاه يفوق.
سكت ادم مردش بصله فؤاد قال- اعتقد والدتك ممكن تعرف أكتر منى عن عاصم أو اسيرطببقوله-مش عايز اعرف حاجه
-متأكد يا آدم يعنى السنين دى مش شغلاك
-اقفل على الموضوع
سفؤلد وهو بيبصله قال- اتغيرت أوي يا ادم
مردس وبص فى الساعه قال-لازم امشي عندى مشوار
وقف، وسلّم عليه،وفى اللحظة دي خرجت كلارا قالت
– "ماشيين؟"
هز راسه خدت شنطتها،وسلّمت عليهم بابتسامة لطيفة.وهم خارجين،
آدم شاور للسواق،اللي نزل على طول وبدأ يخرج شنط.فتون وفؤاد بصوا لبعض لما شافوا الشنط الكبيرة،ولعب الأطفال.
فؤاد سأل بابتسامة مستغربة:– "إيه كل ده؟"
– "كنت فاكر ابنك أكبر،فجبتله لعب كبيرة شويه."
فتون ردّت وهي بتضحك:– "هو بيكسر أى حاجه على العموم!"
قال آدم:– "ولا يهمه…أجيبله غيرهم."
ابتسم فؤاد وبص لصاحبه وقال– "تعبت نفسك ليه؟"
رد آدم بابتسامة خفيفة– "دي أول زيارة بعد سنين…حاجة بسيطة."
حضنه فؤاد وربت على ضهره،وآدم بادله الحضنركب العربيه ومشي
فتون-ادم بقا حديث الشارع، بقا حد تانى نجح اوى
-اوقات النجاح مش بيكون مل حاجه
-هيكون ناقصه اى
-ااراحه، آدم بيدور على الراحه مش الفلوس
-انت هتروح تشتغل معاه
-لا
-لى بافؤاد ده صاحبك
-عشان صاحبى مش عايز اشتغل معاه، آدم غالى عندى وممكن يحصل اى خلافات بسبب الشغل وده انا مش عايزه
سكتت قالت-الى تشوفه
نظر لها بابتسامه ودخل مع ابنهما
 آدم لسه سايب بيت فؤاد وصل ع مطعم لقى شريف مستنيه من بدري.
أول ما شافه، قام وقف – "عامل اى يا آدم…عارف إني ازعجتك ف إجازتك،
خصوصًا وإنت ف بلدك،بس كان لازم نتقابل."
آدم بصله باستفهام:– "فيه إيه؟"
شريف لف وشه لحظة كأنه بيجمع شجاعته،– "كنت عايز أسلم عليك واسالك مروحتش الفندق لى."
– قعدت ف البيت، ادخل ف الموضوع يا شريف."
سكت شريف شوية…ولأول مرة باين عليه مكسوفومتردد.– "ابني…"
– "عمل إيه تاني؟"
– "فاكر لما قولتلك إنه فتح مشروع؟أنا شاركته فيه عشان كنت حاسس إنه محتاج مساعدة،خصوصًا بعد الخسارة اللي حصلتله.مكنتش قادر أسيبه لوحده وقتها."
آدم قعد ساكت، بيسمع،وشريف كمل – "المرة دي كلمني وقال إنه عايز يشتغل بجد،وينجح… حسيت فيه تغيير،بس للأسف…المشروع خسر،والبضاعة اللي جابها بالتقسيط…دلوقتي الناس بيطالبوه بفلوسها،وهددوه بالحبس.
والمصيبة…إن الفلوس دي بقيت عليا كمان،لإن العقود كانت باسمي."
آدم فضل ساكت،عينه على شريف
– "المبلغ كبير… ومش معايا."
آدم سأل شريف بهدوء:– "المبلغ كام؟"
شريف رد بسرعة– "٢٠٠ ألف."
آدم سكت، وشريف كمل – "لو بعت عربيتي دلوقتي هتتباع بخسارة،وهي اللي بتوديني الشغل،لو تقدر تساعدني ف جزء من المبلغ،أنا هسدده من مرتبي،وهنكتب وصل أمانة لو تحب."
– "ال٢٠٠ دول بس اللي فاضلين؟"
شريف هز راسه:– "أه… سددت شوية لتجار كانوا هيقلبوها خناقة،بس الباقي ده لازم يتدفع قبل ما يرفعوا قضية.
آدم سحب موبايله من جيبه،وضغط على اسم علي
– "ألو، مستر آدم؟"
– "علي… هبعتلك رقم حساب،حوّل عليه ميتين ألف جنيه."
– "حساب مصري؟ طب يعمل كام بعملتنا؟"
– "اسأل مدير الحسابات واتصرف،المهم مياخدش وقت."
– "خلاص حاضر، هكلم الإدارة المالية دلوقتي."
آدم قفل معاه،وبص لشريف:– "بكره بالكتير… الفلوس هتكون اتحولت."
شريف اتفاجئ،عنـيه لمعت، وقال بصوت مكسور:– "شكراً أوي يا آدم…نا آسف إني ضغطت عليك،بس بوعدك…كل جنيه هيرجعلك،وهكتبه وصل أمانة دلوقتي لو تحب."
– "بص شريف… الفلوس مش فارقة معايا،اللي فارق إنك غلط لما دخلت مشروع وانت مش واثق من مكسبه،وانت عارف كويس إن ابنك مش قد المسؤولية."
– "عارف… وغلطت،بس كنت حابب أكون جنبه،وماحسيتش غير لما الموضوع وقع فوق دماغي."
رن تليفون آدم، بص عليه، لقى اسم "كلارا" قاغ
– حصل خير أنا ماشي، متقلقش…كلمت المدير التنفيذي، هيخلص الموضوع."
– "أنا متشكر أوي يا آدم…بس فين الوصل؟"
آدم– "وصل؟ وصل إيه؟"
– "وصل الأمانة…علشان تضمن حقك، لازم أمضيلك عليه."
– "فاكر إني ممكن أخليك تمضي على وصل؟نسيتي لما ساعدتني زمان في الشغل؟كنت دايمًا سند ليا."
شريف – "أنا؟ أنا ماعملتش حاجه…أنا بس جبتلك وظيفة، وانت دعمت نفسك بنفسك."
آدم – "ماكانش مجرد وظيفة…ولما سبتها، فضلت على تواصل معاك،عارف ليه؟
لإني بعزك…ولما طلبت منك تشتغل معايا،مرفضتش،مع إنك كنت في شركة كبيرة ومصنع مستقر،ومرتبك كان أكتر،بس اخترتني."
شريف بص له، وعنيه بقت مليانة تقدير حقيقي قال– "أنا كنت واثق إنك هتنجح
– "أنا مش بتكلم عن النجاح يا شريف،أنا بتكلم عن اللي عملته…أنا عمري ما شفت هلاقتنا شغل وخلاص،أنت بالنسبالي… ف مقام أبويا.اللي عمري ما حطيت حد مكانه،بس انت… بتفكرني بيه."
عين شريف دمعت،وقرب من آدم خطوة وقال بصوت مبحوح:– "مش عارف أقولك إيه…أنا فعلًا كان نفسي أكون ابنك،ومن أول مرة شوفتك حسيت كده…
وبحبك…بس عمري ما هستغل الحب ده،ولا أرضى آخد منك فلوس من غير ما أضمن حقك عليا."
آدم – "اللي يريحك… اعمله،بس أنا مش هقدر أكتب عليك وصل أهددك بيه.
لما أمورك تتحسن…سدده براحتك، في أي وقت."
شريف ابتسم، ابتسامة كبيرة فيها شكر وامتنان وضعف في نفس الوقت
ادم– "ولو احتجت أي حاجة تاني…كلمني، من غير ما تفكر."
سكتوا هما الاتنين،لكن الموقف كله اتقال خلاص،من غير ما يحتاجوا يقولوا ولا كلمة زيادة.
آدم فى طريقه للبيت بيلاقى ناس متجمعه استغرب وسأل نفسه ف اى بيقوله السواق
-نلف من طريق تانى
بس ادم بيكون عنده فضول غريب كأنه مش قادر يمشي من المكان نزل من العربيه وراح عند التجمع واحد شافه انصدم قال-اد..ادم
آدم بيفتح الجميع ليه ويتفجأ جدا لما يلاقيه أسير مغمى عليها يحس بصدمه ويقرب منها بتقول امرأه
-كانت ماشيه دايخه وبكلمها لقتها وقعت
آدم شالها على دراعه وبعدو الناس عنه وبيشوفو وهو بيلعد بصمت وبيدخل العربيه بيتفجأو جدا من العربيه دى قال ادم
-امشي
مشي السائق والناس لسا بتبصله معقول ده ادم رجع امتى وازاى بقا كده ودى عربيته او لا
كلارا واقفه بترن على آدم بتشوف عربيته راحت عنده بس بتقف لما تلاقيه نازل وهو شايل أسير على دراعه بتتصدم وتقوله
-ف اى يا ادم
ادم-لما الدكتور يجى دخليه
اومات له بتفهم دخل ادم باسير وهى على دراعه عبير لما شافته اتخضت وكانت بتقوم اتكعبلت بس سندت قالت-اسير.. اسير مالها يا ادم
-اغم عليها
دخلها الاوضه وحطها على السرير وفضل جنبها ماسكها، نظر إليها وهي ترمى راسها على صدره قرب إيده منها ليلاس وجهها وبشرتها الدابله وازاح شعرها للخلف ليرى وجهها ويزيح تراب الارض
عبير نظرت الل ادم ومن نظرته اليها جت كلارا قالت-الدكتور
دخل راجل كان ادم كلمه فى الطريق بيدخل الاوضه ومش بيبعد آدم عن أسير كانه بيقوله اكشف عليها وانا جنبها
بيبدأ الدكتور يشوف مؤشراتها واسير بتفتح عينها براحه. أول وجه بتشوفه هو آدم هل هي تحلم ام إن آدم يعانقها
ادم-مالها
الدكتور-هبوط بس من كتر الضغط واضح إن حالتها النفسيه مش احسن حاجه.. هكتب ادويه تمشي عليها
اومأ إليه بتفهم بيجى صوت زياد أسير بصيت لآدم بعدت عنه نظر لها اتعدلت وبيده ابنها ويشوفها قال
-ماما ف اى
الدكتور يقوم وآدم يروح معاه ويسيبهم بص زياد ليه قال- لى كلهم هنا
عبير-مفيش حاجه ياحبيبى ماما تعبانه شويه
زياد-مالك
حط كفه على جبهتها قالت-مفيش حاجه مجرد دوخه
سكت بعد قليلا رجعت كلارا  قالت-الدكتور كتبتلك ده، آدم جابه من الصيزليه
نظرت له وانه جابهولها قالت-اشكريه نيابه عنى
اومات كلارا قالت-بقيتى عامله اى
-احسن
كانت تشعر برائحه آدم لسا ف انفها وكأنه عانقها
 ادم قعد على الكنبة جت أمه قالت-نعم يا آدم.. كنت عايزنى
-عايزك ف موضوع
– "خير يا ابني؟ في حاجة؟"
– "الموضوع يخص أسير… عايزها تبقى موجودة لو بقيت عحسن هاتيها"
عبير الفضول كان بيأكلها من جوا ان يكون حاجه تجمعه بيها نادت عليها
– "أسير! تعالي يا يابنتى، آدم عايزك."
أسير جت ولما شافت آدم سكتت شاورلتها عبير تقرب
ادم– "أنا ناوي أبيع البيت."
السكوت سيطر ع المكان…عبير بصتله بشده واتجمدت من سماع ذلك
ادم– الفضول لو مش مناسبكم بس الموضوع كويس ليكم
عبير ابتلعت غصّة في حلقهاة بس قالت بنبرة مخدوعة وهي بتخفي اعتراضها:
– "اللي تشوفه يا آدم… اعمله."
آدم بصّ لها باستغراب،كان متوقع إنها ترفض أول واحدة لانه عارف تمسكها بالبيت بس اكاعته عشان مش عايزه تقوله لا ع حاجه 
اسير– "أنا ما ليش حق في البيت ده أصلاً…ومش ناوية أعيش فيه.لو عايز تبيعه… بيعه."
ادم– "لا… البيت ملكك وأمي عارفة ده كويس،لانها كتبت جزئها ليكى
أسير بصيت لعبير قالت - تمم عايز تبيعه انا معاك قولتلك إني هعيش في بيت أهلي،يعني مش محتاجة البيت. سواء بيعته أو لا
– "إنتي مش هتعرفي تعيشي لوحدك،وأنا مش ببيع البيت علشان أتخلص منه،
أنا ناوي أشتري بيت أكبر، تعيشو فيه ف منطقه احسن ومعاكم خدم ترعاكم ف غيابى علشان أنا مسافر روسيا."
عبير أول ما سمعت كلمة روسيا، سكتت،لسانها ماعرفش يرد كل مرة كانت بتتوسله فيها إنه ميسافرش،بس هو بيرجع يقولها الجملة دي إنه حياته هناك قام وسابلهم المكان حتى متمسكش برفض أسير تروح مع أمه كانه بيقولها"مش هاجبرك، ولا حتى هتمسك فيكي."
الليل ساكن، والهوا بيعدّي خفيف آدم واقف لوحده بره في البلكونة،السيجارة في إيده، والدخان بيطلع في الهوا كأنه بيحاول يهدّي اللى جواه
كلارا خرجت قربت من ادم قالت– "في حاجة مضايقاك؟"
– "لا... مفيش. بفكر في الشغل."
كلارا قربت شوية، وقالت:– "علي هناك، وهو قادر يتصرف."
آدم لف ناحيتها وقال:– "أنا مش خايف على الشغل علشان علي...أنا خايف عليه علشاني.أنا مبعرفش أقعد.وأنتِ عارفة كده."
كلارا اومات بتفهم قالت-هنرحع قريب
اوما اليها قال– "ادخلى نامي
-تصبح على خير، آدم."
سابتُه ودخلت آدم شد آخر نفس من السيجارة،نفخ الدخان ببطء، وعينه فيها وجع وأفكار متشابكة.بعدها رمى السيجارة على الأرض،وداس عليها برجله،كأنها بتمثل كل حاجة جواه كان نفسه يدفنها.
دخل البيت راح على أوضة والدته واتفجأ لما شاف أسير بتظبط السرير،
إيدها بتشد الملاية وبتعدل الوسادة.آدم وقف، ما اتكلمش،بس عينه كانت عليها.
ادم– "بتعملي إيه؟"
أسير لفّت بسرعة، صوتُه فجئها،اتوترت قالت
– "والدتك قالتلي أظبط الأوضة."
سكت آدم، وهي بدأت تتحرك علشان تمشي،لكن قبل ما توصل للباب، صوته رجّعها:
– "ليه سميتيه زياد؟"
وقفت...ادم بصلها قال– "اشمعنا... زياد؟"
أسير كانت واقفة جنبه قالت– "أنا ما سميتوش."
– "إزاي؟"
بصّت له اخيرا قالت– "أنا... ما كانش عندي حب كفاية أختار له اسم.ولا حتى فرصة."
كأن الكلام ده طلع من جُرح مفتوح قال
– "وضحى
أسير شالت عن نفسها الحكي، ورمته عليه– "عاصم هو اللي سماه."
آدم اتفجأ اسير مشيت وهو ما اتحركش، بس جواه كان في حرب.
وفجأة... المشهد حوالينه اتبدّل.
رجع بيه الزمن...
صوت ضحك،شمس نازلة على وشين صغيرين بيجروا ورا كورة في جنينة فاضية ولد قاعد جنب ولد أصغر منه،كان هو و عاصم.
نفَسهم متقطع من كتر الجري، ووشهم متغرق عرق وضحك.
– "لو كملت كده، هتبقى لعيب كورة جامد جدًا."
قالها عاصم، وهو بيهزر وبيبص للسماء.
ادم– "لو غيبت عن المذاكرة تاني، ماما هتقول أنا السبب!"
رد آدم وهما بيضحكوا.
عاصم مد إيده له، وصوته مليان طيبة طفولية قال– "أسم الممثل الاجنبى حلو، عايز أسمي ولادي بأسامي أجنبية مميزة وانت
– لو خلفت ولد، هسميه زياد.بحب الاسم ده."
– اممم حلو، ولو بنت؟"
– "لسّه ما فكرتش."
– "لما نكبر، نفكر سوا..وأنا هساعدك تختار اسمها برضو."
سلموا على بعض،عينيهم صافية...مفيش غدر، مفيش خيانة...بس في وعد،وعد مات قبل ما يتولد.
---
آدم رجع من الذكرى، قلبه بيدق بسرعة،مش فاهم ليه افتكر اللحظة دي دلوقتي،
بس كل اللي حسه... غُصة خنقته،ودمعة مش قادرة تنزل،وبطنه بدأت توجعه كان الوجع كله ينحر بطنه، جمع قبضته وقد ازداد حنقا
تاني يوم، كانت أسير واقفة في المطبخ، هادية، بتحضّر الفطار بإيد بتتحرك أوتوماتيك، من غير روح، كأنها بتعمل اللي وراها وخلاص.كلارا دخلت
– "صباح الخير اسير
أسير ردت من غير ما تبص:– "صباح النور."
كلارا قربت منها، خدت كباية ميه من جنبها، وبصّت فيها شوية قبل ما تقول:– "شفتي آدم؟"
أسير ما ردّتش...عينيها فضلت على الطاسة اللي على النار،تليفون رن، قطع اللحظة،بصّت عليه ،اسم المتصل خلّاها تمسكه وتطلع من المطبخ على طول.
في الوقت ده، كان آدم قاعد في الصالة لوحده.عبير لسه صاحية قال
– "ادم
 اكتفى ببصة ليها،قعدت جنبه على طرف الكنبة– "الشقة اللي فوق خلصت،اتنضّفت وبقت جاهزة، لو حابب تطلع وتقعد فيها."
آدم فضّل ساكت.عبير كملت وهي بتبص له بنص نظرة:
– "في حاجة فوق... مستنياك.لو حابب تعرف اللي حصل في السنين اللي فاتت."
الكلمة دي شدّت ودنه،عبير قامت من جنبه من غير ما تقول حاجة تاني،وسابته مع السؤال الكبير اللي زرعته جوا دماغه.
آدم سحب نفس طويل،قفل تليفونه،وقام من مكانه وخرج
وهو طالع، افتكر اليوم اللي نزل فيه آخر مرة،اللحظة اللي حلف فيها إنه مش هيعدّي من السلم ده تاني،بس اهو... بيعدي.بيرجع برجليه للمكان اللي سابه مكسور،
دخل وحط شنطته على الكنبة، وبص حوالين الشقة...مبقتش متكسره زى مسكها آخر مره، مرتبه المكات فيه روح كان حد كان عايش هنا، وقف بص على أوضة نومه كانت الصورة لسه هناك،صورته مع أسير يوم فرحهم، انها الوحيده المتربه من يوم مساب كل حاجه هنا وسافر
خرج من الأوضة،عنيه وقعت على المكتب،وكان في حاجة شدّت انتباهه،
دفتر شكله غريب،مش فاكره انه بتاعه
قرب،مسكه فتح أول صفحة...والمفاجأة وقعت عليه تقيلة زي صخرة كان مكتوب بخط واضح، عارف صاحبه كويس إيده اتشدت لانه كان خط عاصم

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا