رواية بنات الحارة الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة الفصل الثاني والثلاثون 32 هى رواية من كتابة نسرين بلعجيلي رواية بنات الحارة الفصل الثاني والثلاثون 32 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بنات الحارة الفصل الثاني والثلاثون 32 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بنات الحارة الفصل الثاني والثلاثون 32

رواية بنات الحارة بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة الفصل الثاني والثلاثون 32

في لحظة واحدة، الدنيا كلها بتتقلب، صوت بيطلع من جُرح قديم، ووجع بينفجر بعد ما كان ساكت سنين.
أوقات الحقيقة بتظهر مش بالكلام، لكن بالصراخ. وكل وش بيبان على حقيقته لما الحق بييجي يدق الباب غصب عن الكل.
💬 كلام من نسرين:
في كل لحظة وجع فيه بنت بتنهار، وبنت تِشد على قلبها وتسكت. فيه بنت بترفع صوتها علشان تنجو، وفيه بنت بتتكسَر جوّاها وبتقول "مافيش فايدة".
بس الحقيقة......
السكوت عمره ما كان أمان، والمواجهة حتى لو موجعة هي أول خطوة في طريق النجاة.
أسماء وهي على السرير، وشها شاحب ودموعها نازله، فجأه فتحت عينيها وصرخت بصوت عالي، الكل جري ناحيتها 
أسماء (بتصرخ) : حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ يا فتنه، حسبي الله ونعم الوكيل.
زينب قربت منها مفزوعة.
زينب : مالك يا أسماء؟ بتقولي كده ليه؟
أسماء (بتتكلم بصوت عالي وسط دموعها) : أنا شُفتهم الراجلين اللي خطفوني قالولي "الست فتنه بتسلم عليكِ" كانو لابسين إسود، وشهم مش باين. كمّموا بقي، وشالوني بالعافيه. صوتي ماكانش طالع، ماحدش سمعني.
أسامة دخل بسرعه، والممرضة دخلت وراهم، وأهل أسماء واقفين عند الباب.
أسماء (لسه بتتكلم وهي بتبكي) :
قالولي صوتك مش هيوصل، واحد مسك إيدي والتاني شال هدومي، صوروني، صوروني بالموبايل يا زينب. أنا حاولت أصرخ، بس كنت مربوطه، كل حاجه كانت سوده، حسيت إني هموت.
أم حنان وقعت على ركبتها : بنتي، يا ناس بنتي.
أسماء (بتصوت تاني) : حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ يا فتنه، أنا مش هاسكت، مش هاسكت حتى لو موتوني، مش هاسكت. أنا شُفتهم وكنت حاسه إنها هي اللي ورا كل ده، أنا كنت متأكده من ضحكتهم، من كلامهم، من نظراتهم.
أبوها وقف مصدوم، الحاج عثمان ماقدرش يمسك دموعه، وأسامة بيضغط على نفسه عشان ماينهارش.
أسامة (بصوت مكتوم) : النيابة لازم تيجي والبلاغ هيتقدم حالًا.
زينب حضنت أسماء وهي بتعيط :
إحنا جنبك يا أسماء، وكل اللي عملوه هيتحاسبوا عليه.
الحاج اليزيدي كان واقف ومصدوم من اللي سمعه، لكنه ما استغربش لأنه عارف شرّ فتنة ممكن يوصل لإيه. عارف إن انتقامها صعب، من يومها وهي شريرة ومسيطرة، بس المصيبة دي لازم يلمّها فتدخل بسرعة وقال بعصبية.
الحاج اليزيدي : إنتِ بتقولي إيه يا بِت؟ إنتِ عايزة ترمي بلاكِ علينا؟
أسامة انتبه ليه وبصله بحدة.
أسامة : إطلع برا، كلكم بره دلوقتي 
أم حنان كانت منهارة وبتصرخ.
أم حنان : مالها بنتي؟
أبو حنان : إحنا مش فاهمين البت مالها؟
أسامة طلعهم بره وساب زينب مع أسماء والممرضة، اللي إدّتها حقنة مهدئة.
رجع ليهم بعد لحظات، وشه باين عليه الغضب والحزن وقال بهدوء شديد.
أسامة : بنتكم للأسف اتعرضت للخطف والضرب والإغتصاب.
أم حنان : إغتصاب؟ يعني إيه؟ مش فاهمة.
الحاج عثمان، وهو باصص بكل غضب في عين الحاج اليزيدي، قال بنبرة تقطع القلب.
الحاج عثمان : إغتصاب يعني تعدّوا عليها، يعني شرفها راح.
أم حنان انهارت على الأرض : يعني البت فضحتنا؟ يا ربييييييييييييي!
أسامة (بانفعال) : فضحتك؟!.
أم حنان (بعصبية) : أيوه فضحتنا، هتجيب لينا الكلام و هتجيب لينا العار ، وطّت راس أبوها في الأرض.
بصّت لجوزها اللي وشه كان شاحب زي الأموات، وقالت : ما تتكلم، آدي آخرة دعمك ليها وآخرة التعليم. قلتلك قعدها في البيت، وجوزها لصاحب نصيبها، كنت عايز تطلعها محامية؟ أهي فضحتك يا راجل.
يا عالم بنتك كانت ماشية مع مين؟
أبو حنان : مع مين إزاي؟! 
أم حنان : أهو اللي ضيّعت شرفها عليه.
أسامة واقف مش مستوعب اللي بيسمعه من أم جاهلة، كل اللي بتفكر فيه "الشرف"، مش في بنتها اللي مذبوحة ومكسورة ونازفة من جواها.
فجأة، أبو حنان مد إيده وضرب مراته على وشها ضربة قوية، كأنها علقة وعي، يمكن تفوّقها من جهلها.
صوت الصفعة كان أعلى من صوتها.
أم حنان إتجمّدت في مكانها، مسكت خدها وهي مصدومة.
أبو حنان (بصوت مبحوح) : أسكتي، بنتنا اتذبحت وإنت بتتكلمي عن كلام الناس؟ دي بنتك مش عدوتك.
إتكسرت، وإنتِ بتزودي عليها. حسبي الله ونعم الوكيل في الجهل اللي رباك.
الحاج اليزيدي انسحب بره، وأخذ تليفونه ورن على عصام.
عصام كان نايم جنب مراته بعد ما أخذ حقه منها، رغم إنها قالت له إنها تعبانة، بس هو ماكانش فارق معاه، أهم حاجة عنده مزاجه.
عصام (وهو بيرد بنعاس) : ألو يا حاج؟
الحاج اليزيدي (بحدة) : لو نايم جنب مراتك، إبعد عنها حالًا.
عصام قام بشويش وراح البلكونة.
عصام : خير يا حاج؟
الحاج اليزيدي : عرفت اللي عملته أمك؟
عصام (باستغراب) : عملت إيه؟!
الحاج اليزيدي حكاله كل اللي حصل.
عصام (بانفعال) : مستحيل أمي تعمل كده.
الحاج اليزيدي : البنت بتقول إن الراجل قال لها: "فتنة بتسلم عليكِ".
عصام (بتوتر) : ما هما أكيد عايزين يلزقوها فينا. بقولك إيه يا با، إنت داخل مجلس الشعب، لِمّ الموضوع، إدّي لأبوها أي قرشين، وجوزها حد من رجالتك علشان ننيم الفضيحة.
الحاج اليزيدي (بغضب) : هو إنت فاكر إن البت أسماء زي الهبلة مراتك؟!
عصام : بعد اللي حصل لها، مش هتعرف ترفع راسها. لِمّ الموضوع واديني عنوان المستشفى، أنا جايّلك حالًا.
نسرين بلعجيلي 
وهنا حنان كانت سامعة الحوار من جوا.
حنان (بتسأله بقلق) : مستشفى؟ في إيه؟
عصام (متلخبط) : لا مافيش، روحي كمّلي نومك. ده واحد من رجالة أبويا عمل حادثة لازم أروح له.
أسامة واقف مع الحاج عثمان. وقال لابو حنان.
أسامة : إنت لازم تقدّم بلاغ رسمي، لازم تجيب حق بنتك. البنت دي مظلومة، راحت بس تنقذ أختها.
أم حنان جت ناحيته وهي بتنهار، ومسكته من قميصه.
أم حنان (بانهيار) : إنت السبب، منك لله، إنت اللي حرّضت بنتي تعمل كده، عايز مننا إيه؟ هي راحت، راحت بسببك. 
أبو حنان (بألم) : على عيني يا ابني، بس زي ما انت شايف إحنا ناس غلابة، وربنا ابتلانا بشر ما بيرحمش، منه العوض، وعليه العوض.
الحاج عثمان (منفعل) : إنت بتقول إيه يا راجل؟ هتسيب حق بنتك يضيع؟
وهنا دخل الحاج اليزيدي بصوت عالي وثقة.
الحاج اليزيدي : حق إيه؟ شوف مين اللي عمل فيها كده الأول.
أسامة (بحدة) : إنت ومراتك اللي عملتوا كده، وأنا مش هسيبكم.
الحاج اليزيدي (بسخرية) : أعلى ما في خيلك اركبه. وبعدين، أنا دفعت فلوس المستشفى، وسايب فلوس تحت الحساب يعملوا اللازم لبنتك.
ما إحنا في الآخر نسايب. (بص لأبو حنان ) : بس لو صدقت بنتك وعملت محضر، ساعتها ليّا تصرّف تاني.
الحاج عثمان (بحدة) :
ده تهديد بقى؟
الحاج اليزيدي (ببرود وقسوة) : سَمِّيه زي ما تحب.
ولف لأبو حنان وقال : الشيكات لسه عندي، وبكره تترمي في السجن، وساعتها شوف مين هيصرف على عيالك.
(سكت لحظة، وبعدين قالها ببرود) :
سلام.
ومشي…
ماشي بكل عنجهية وغرور، وسايب وراه قلوب بتنزف، وكرامة مهدورة، وغليان مشاعر ما بين الخوف والغضب.
بعد ما اطمنّوا إن أسماء نايمة، الكل رجع الحارة.
زينب رجعت مع أم وأبو حنان علشان يروّحوا ويرتاحوا من تعب السفر.
أسامه راح على بيته، والحاج عثمان رجع هو كمان بيته.
إستقبلته إحسان، وكان واضح عليه التعب والانهيار.
إحسان (بقلق) :
يا كبدي، يا ضنايا، منهم لله، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم.
الحاج عثمان (بصوت واطي) : أنا شُفتُه، يا إحسان.
إحسان (مندهشة) : مين اللي شُفته؟
الحاج عثمان (بصوت مكسور) :
اللي في الفيديو يا إحسان، الدنيا صغيرة أوي أوي. إسمعيني وانصحيني، أنا تايه وخايف ومش عارف أعمل إيه.
إحسان (بحنية) :
بالراحة على نفسك، تعالى الأوضة ريّح جسمك، واحكيلي.
دخلوا الأوضة، الحاج قلَع هدومه، ولبس جلابية البيت،وقعد على طرف السرير، كتفه متهدّل، وعينيه مليانة وجع.
الحاج عثمان : النهارده مش عارف اللي حصل ده حكمة من ربنا ولا رسالة ليا إني ما أفضلش ساكت،
هما مش بيقولوا "الساكت عن الحق شيطان أخرس"؟ أنا شُفت اللي قتل أبو أسامة بعيني.
إحسان ضربت بإيديها على صدرها :
يا لهوي إنت بتقول إيه؟
الحاج عثمان (بعين مكسورة) :
زي ما بقولك، والغريبة إن البنت أسماء، أختها متجوزة إبن الراجل اللي قتل أبو أسامة، ومراته هي اللي عملت فيها كده، وبطة طلعت بنت عمها.
إحسان (بذهول) :
إستنى، أنا ما بقيتش فاهمة حاجة.
الحاج عثمان : أسماء إستنجدت بأسامة علشان ينقذ أختها، اللي جوزها وأمه حابسينها ومش عايزينها تشوف أهلها، ولما راحوا هناك بالبوليس، الست  حلفت إنها تنتقم  من أسماء، فبعثت ليها المجرمين. والراجل المجرم اللي اسمه الحاج اليزيدي بيهدد أبو البنت علشان يسكت.
إحسان (وعينيها بتدمع) : حق أبو أسامة وحق أسماء في رقبتك، يا حاج. بالله عليك اتصرف، أنا قلبي بيتقطع من ساعة ما شُفت البنت متبهدلة.
الحاج عثمان (منكسر) :
قوليلي أعمل إيه؟ دليني يا إحسان، الدنيا اسودّت في وشي.
في شقة زينب...
دخلت زينب، خذت شاور وغيرت هدومها، بس قلبها لسه في المستشفى.
أما في أوضة أسماء كانت أم حنان قاعدة على طرف السرير، بتعيط وبتنتحب كأن قلبها بيتقطع، وأبو حنان قاعد على الكرسي، دايس على وجعه، ماسك راسه من كثر التفكير.
أبو حنان (بضيق) : كفاية بقى، راسي هتنفجر.
أم حنان (بصوت مكتوم من العياط) : هنعمل إيه في المصيبة دي اللي وقعت فوق دماغنا وكسرت ضهرنا؟ إنت عارف أهل البلد هيقولوا عليها إيه؟ إنها بنت خاطية وماعندهاش شرف، بنتك حطت راسنا في الطين.
أبو حنان (بصوت هادي) :
كفاية حرام عليكِ، دي بنتك.
أم حنان (بانهيار) : لا مش كفاية.
قولي بقى لو بنتك ناوية تبلغ عن الست فتنة، إحنا مش هناخذ لا حق ولا باطل. وإنت، إنت هتتسجن يا راجل. قولّي، أعمل إيه؟ والعيال؟
يا لهوي، البت راحت، ماحدش هيتجوزها. أدي آخِرة التعليم يا ناس، أدي آخِرته.
أبو حنان (بحزن وعين فيها دمعة) :
نسيب حق البنت يضيع كده؟ يروح هدر؟
أم حنان (بضعف وخوف) : هتقدر؟
هتقدر على الحاج اليزيدي والست فتنة؟
أبو حنان (بصوت مخنوق) : حسبي الله ونعم الوكيل.
عصام اتصل بأمه.
فتنة : أيوه يا عصام؟
عصام : هو إنتِ بجد عملتِ كده؟!؟
فتنة : بقولك إيه يا ولا، حلّ عن نافوخي أنا مش ناقصة وجع دماغ.
عصام : البوليس هنا، وهييجي ياخذ أقوال أسماء، وهي هتبلغ عنك، عشان اللي عمل كده قالها : "فتنة بتسلم عليكِ."
فتنة إتوتّرت، بس ما حبّتش تبيّن.
فتنة : تبلغ؟ ما تبلغ، وأنا مالي؟
عصام : ياما الموضوع كبير.
فتنة : يووووووه! إنتم في أنهي مستشفى؟
عصام : ……
راحت فتنة على مكتب الحاج اليزيدي، وقعدت تعمل مكالمة من تليفون أرضي.
فتنة (بحدة) : ألو؟ بقولك إيه؟ خلّص على البت، لا من شاف ولا من دري.
سكوت لحظة...
فتنة (بغرور) : أهو، إخلص منها، وارمي قرشين لأبوها وأمها ويسكتوا. أنا فتنة اللي ماحدش قدّي.
فتنة كانت غرقانة في شرّها، ومش عارفة إن قدرة ربنا فوق كل حاجة، وإن الظلم ما بيدومش، وإن الحساب جاي.
الشباب كانوا على باب المستشفى
واقف معاهم إمام المسجد.
ياسر : أنا كلّمت كل رجالة الحارة، ولازم نشوف كاميرات المحلات، يمكن نلاقي حاجة تساعدنا.
جمال : المشكلة إن أغلب المحلات الكاميرات عندهم مش شغّالة.
حسن : بإذن الله حق البنت دي مش هيضيع. طيب، هي ناوية على إيه؟
أسامة : هتعمل المحضر، والمحقق زمانه على وصول.
حسن : وأهلها؟ ردّ فعلهم إيه؟
أسامة (بحزن) : للأسف رد فعلهم وحش، خصوصًا الأم، فيها جهل كبير، بتتّهمها إنها فضحتهم ووطّت راسهم، ومش شايفة إن بنتها ضحية.
شيخ الجامع : العلم نور، والجهل عار. حسبي الله ونعم الوكيل في كل أهل بيضيعوا حق ولادهم.
جمال : المشكلة إن البنت لسه صغيرة، اللي حصلها ممكن يدمّرها.
شيخ الجامع : البنت أخلاقها مافيش غبار عليها من ساعة ما سكنت عندنا.
أسامة : وأنا أشهد بكده، دي شغالة معايا، وكمان متفوّقة في الدراسة. أتمنى اللي حصلها ما يأثرش على مستقبلها.
طلعوا فوق  وكان الدكتور عندها خلص الكشف.
الدكتور كان واقف قدام أسامة، لسه مخلص تشخيص الحالة، وصوته هادي لكن فيه نبرة جدية 
الدكتور : الحالة للأسف واضحة، البنت اتعرضت لاعتداء جنسي عنيف.
أسامة مسك إيديه في بعض، وضغط جامد وهو بيحاول يتمالك نفسه.
أسامة : ربنا ينتقم من اللي عمل فيها كده. هي في وعيها؟"
الدكتور : لسه تحت تأثير المهدئ، لكن فيه حاجة لازم أقولك عليها، وضروري نلحق نتصرف.
أسامة بص له باستغراب...
أسامة : خير؟
الدكتور : فيه حالات زي دي، بننصح دايمًا باستخدام وسيلة طبية تمنع حدوث الحمل، الحقنة دي بتتاخذ في خلال أول 72 ساعة من وقت الحادث، وبتقلل احتمال حدوث حمل بنسبة كبيرة جدًا. اسمها العلمي Levonorgestrel، موجودة هنا في المستشفى.
أسامة بص له لحظة، وسكت وهو بيفكر، بعدين قال بنبرة فيها إصرار.
أسامة : إعمل اللي لازم يتعمل، مش عايز أي حاجة تزود ألمها أكثر من كده.
الدكتور : بس لازم توقيع حد من أهلها أو حضرتك لو بتتحمل المسؤولية بشكل مؤقت.
أسامة : أنا أتحمل. أمضي وأنا أتحمل أي تبعات، خلّينا نلحق نوقف المصايب اللي بتحصل دي.
الدكتور : حاضر، ربنا يجازيكم خير على وقفتكم جنبها.
أسامة رجع عند الشباب، وأخد شيخ الجامع على جنب وحكاله.
أسامة وقف مع شيخ الجامع على جنب، بعيد عن عيون الشباب، ملامحه مرهقة، وعينيه فيها ألف سؤال.
أسامة (بصوت منخفض) : يا مولانا أنا عايز أسألك في حاجه مهمة.
الدكتور قالّي فيه حقنة ممكن تمنع الحمل لو اتاخذت دلوقتي، يعني لو فيه إحتمال يحصل حمل بعد اللي حصل الحقنة دي تمنعه. بس ده حرام ولا لأ؟
شيخ الجامع بصّ له بشفقة، وسكت لحظة، حط إيده على كتف أسامة.
شيخ الجامع (بصوت ثابت) : يا ابني الشرع رحيم، وربنا أرحم بعباده. اللي حصل للبنت دا إسمه عدوان، ظلم، وإثم كبير، وهي مش مذنبة، دي مجني عليها. الحقنة دي مش إجهاض، دي وسيلة تمنع الحمل من البداية، قبل ما البويضة تتخصّب أو تنغرس. والعلماء أجازوها في الحالات دي، لأن الشرع بيقول: "لا ضرر ولا ضرار".
أسامة (بصوت مبحوح) : يعني نديها الحقنة يا مولانا؟
شيخ الجامع (بحزم) : إديها، وإن شاء الله ما يحصلش حمل ولا مصيبة تانية تكسرها. حافظوا على نفسية البنت دي، واعملوا اللي يرضي ربنا. ولو حد فتح بقه، أنا اللي هاقفله.
أسامة (تنهد بارتياح) : جزاك الله خير، طمنت قلبي.
بعد نص ساعة...
شاف أسامة الممرضة داخلة عند أسماء وفي إيدها حقنة.
أسامة (بقلق) : هي دي الحقنة اللي الدكتور قال عليها؟
الممرضة (بارتباك) :آه... آه...
ودخلت بسرعة الأوضة، إدت لأسماء الحقنة وخرجت تجري.
بعد شوية، كان الدكتور جاي معاه ممرضة تانية، ومعاه ورقة علشان يوقّع عليها أسامة.
الدكتور : تعالى معايا، لازم تمضي على الورقة دي، والممرضة هتديها الحقنة بعدها.
أسامة (مصدوم) : حقنة إيه؟! ده لسه من شوية دخلت عندها ممرضة وادّتها حقنة.و
وهو لسه بيتكلم.. الممرضة صرخت.
الممرضة : إلحق يا دكتور.
"الظُلم ما بيقوّيش حد، هو بس بيأجّل لحظة السقوط."
– نسرين بلعجيلي
اللهم إنا نسألك عدلك الذي لا يُظلم معه أحد، واربط على قلب كل بنت موجوعة، وانتصر لكل مظلومة لا تملك إلا دموعها، واجعل لنا مخرجًا من كل ضيق.. وفرجًا من كل كرب.. يا أرحم الراحمين.

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا