رواية بنات الحارة الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحارة الفصل الرابع والثلاثون 34 هى رواية من كتابة نسرين بلعجيلي رواية بنات الحارة الفصل الرابع والثلاثون 34 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بنات الحارة الفصل الرابع والثلاثون 34 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بنات الحارة الفصل الرابع والثلاثون 34
رواية بنات الحارة الفصل الرابع والثلاثون 34
في الحارة، الحقيقة مش دايمًا بتيجي بسهولة، وأوقات بيكون ثمنها غالي، غالي قوي.
بين ناس بتحارب عشان تاخذ حقها، وناس بتحارب عشان تدفن الحق، الحكاية بتسخن، واللي مش هيقدر يواجه، هيتحرق بنارها.
كلام نسرين :
في لحظة المواجهة مافيش نص طريق. يا إما تختار تكون في صف الحق، حتى لو الدنيا كلها ضدك،
يا إما تبيع ضميرك عشان تعيش يومين رايق، وتنام باقي عمرك مكسور.
الحق مش بيضيع، بس بيحتاج قلوب قوية تدور عليه، وتمسك فيه لآخر نفس.
أسماء : بجد موافق؟!
أسامة : أيوه، تحبي نتجوز إمتى؟
نرجع شوية، قبل 5 ساعات...
أبو حنان دخل أوضتها.
أبو حنان : إزيك يا بنتي؟
أسماء : تعبانة، وحياتي خلاص راحت.
أبو حنان : إسمعيني كويس، أنا طول عمري في حالي، لا عندي أراضي، ولا ورث من أبويا. حاولت أربيكم واشتغل في أراضي الناس، لحد ما عصام شاف أختك، وهي راسها وألف سيف ما تتجوزوش، قال إيه، بتحب واحد "سنكوح"، إيد ورا وإيد قدام، شفتي بسببها حصل لي إيه؟ مضاني الحاج اليزيدي على شيكات، وبعدها وافقت. آه، حياتي اتحسنت، ومتنكريش، عيشتنا اتغيّرت، أكلنا بقى حلو، وتلاجتنا عمرها ما فضيت، ولبستِ لبس جديد.
أسماء (بحدة) : على حساب أختي اللي كانت متبهدلة ومهانة في بيت جوزها؟ قول إنك بعتها وقبضت الثمن.
أبو حنان (ينكسر صوته) : أيوه بعتها علشان إحنا نعيش، علشان إنتِ تنزلي الجامعة.
أسماء (بدموع ومرارة) : يعني أنا كنت ثمن؟ يعني الجامعة واللبس والأكل الحلو كانوا ثمن أختي؟
أبو حنان (صوته مكسور) : أنا ماكنتش شايفها كده، أنا كنت شايف إن دي فرصة، حياة أختك تتحسن، وحياتنا إحنا كمان، بس طلعت غلطة عُمر.
أسماء : غلطة؟ أختي عايشة ميتة،
هانت عليك وهي بتتهان؟ هانت عليك دموعها؟ ضربها؟ طردها؟
أبو حنان (ينهار) : أنا بدفع الثمن دلوقتي. كل ليلة بشوف نظرة حنان وهي خارجة من بيت جوزها، مكسورة، والنهاردة، بشوفك إنتِ نايمة هنا، باقية من الوجع.
أسماء : أنا كنت فاكرة إنك الأحن، وإنك اللي حتدافع عني، لقيتك أول واحد باعني لما جاتك الفلوس.
أبو حنان : أنا ندمان يا بنتي وعايز أكفّر عن اللي عملته، قوليلي أعمل إيه؟!
أسماء (بحسم) : أختي لسه عايشة بس تعبانة، وأنا كمان لسه واقفة وهكمّل بلاغي. لو عايز تكفّر عن كل ده ساعدني، إشهد، وافضح فتنة، واحمي حنان.
أبو حنان (ينزل على ركبته عند سريرها).
أبو حنان : سامحيني يا بنتي، مش هقدر، الحاج اليزيدي هدّدني، قال لو بلغت عن مراته هيسجني بالشيكات، ويطلّق أختك بعد ما تولّد وياخذ عيالها. بالله عليكِ يا بنتي، بلاش فضايح. هو قالي إن واحد من رجالته هيسترك، ويتجوزك، وهيعملك أكبر فرح في البلد، وأنا اشترطت عليه إنك تكمّلي تعليمك. بس فكّري، أختك ضحّت علشانّا، إنتِ كمان ضحي.
أسماء (منهارة) : يا با، عايزني أتنازل عن حقي وأتجوز واحد من رجالته؟ إزاي؟ ده حقي.
أبو حنان (وقف فجأة، بعصبية وخوف) : بصي يا بت، إسمعي الكلام. إنت كده كده اتفضحتِ، وسيرتنا بقت على كل لسان. أنا هاقول إنك وافقت، وأخلّي الراجل يكتب عليكِ ويطلّقك بعدين، أهو تبقي سترتِ الفضيحة، وما تجيبيش سيرة لأي مخلوق باللي حصل. يا بت إحنا مش ناقصين مشاكل بالله عليكِ، يا بنتي، أنا مش قادر عليهم. لو عملتِ اللي في دماغك، مش هناخذ منهم لا حق ولا باطل صدقيني.
أسماء دموعها نازلة وهي بتبص لأبوها : يعني تبيعني زي ما بعت أختي؟ تسلمّني للي أذاني؟ أنا بنتك يا با مش صفقة، مش عرض خاص.
أبو حنان (واقف قدامها عاجز) : أنا آسف يا بنتي، أنا ضعيف مش قادر أواجههم.
أسماء (بحزم لأول مرة) : أنا هواجههم، أنا اللي اتكويت بالنار، وأنا اللي هطفيها بإيدي. مش هتنازل، ومش هتجوز حد منهم،
وهعمل المحضر، وهقول كل حاجة.
أبو حنان (بصّ لها وكأنه شايفها لأول مرة) : ما توقعتكيش كده، بس خلاص إعملي اللي يريح ضميرك، بس تعرفي إني مش راضي يا أسماء كسرتيني و فضحتيني، منه العوض وعليه العوض.
طلع من الأوضة، وصوته مبحوح : ربنا معاكِ يا بنتي، ربنا معاكِ
نسرين بلعجيلي
اسماء انهارت في البكاء، بس في عينيها قوة ما كانتش عندها قبل كده.
لما بلغت وجات أمها بهدلتها، طلبت من أسامه يتجوزها.
أسامة : ممكن تبطلي عياط؟ إنتِ كنتِ متوقعة إن ده يحصل.
أسماء : أنا خايفة.
وابتدت تحكي له الحوار اللي حصل بينها وبين أبوها.
أسامة : دي مشكلة، لو أبوكِ وافق يجوزك، إنتِ ماتعرفيش ممكن يعمل إيه علشان يحطك أمام الأمر الواقع.
أسماء فكرت كتير، وبعدها غمضت عينيها، وقالت لأسامة.
أسماء : تتجوزني؟
أسامة اتفاجئ من طلبها، وفضل يبصلها، وهي فتحت عينيها، وهو أشار برأسه إنه موافق.
أسماء : موافق؟
أسامة : موافق.
طلع أسامة قدام المستشفى، وكانوا الشباب واقفين مع إمام المسجد، والحاج عثمان كان لسه مخلص تحقيق مع الظابط.
أسامة : يا جماعة، عايزكم تساعدوني.
الحاج عثمان : خير يا ابني؟
أسامة : أنا لازم أتجوز أسماء.
جمال (بصدمة) : إنت بتقول إيه؟
أسامة : أبوها هددها إنها لازم تسكت، ويجوزها لواحد من رجالة اليزيدي، وبيضغط عليها. أنا بقى عايز أتجوزها علشان ماحدش يتحكم فيها أو يخليها تتنازل.
إمام المسجد : ما شاء الله عليك يا ابني، ثوابك كبير عند ربنا إنك هتستر على البنت دي.
ياسر : أسامة، عارف إنك جدع، بس مش عايزك تتورط.
حسن : ده جواز، والبنت اتعرضت لاغتصاب، وكأنها اتكسرت مرتين.
أسامة : كفاية بقى، أنا عايز أساعدها، جواز كده.
إمام المسجد : يعني إيه جواز كده؟
أسامة : يا سيدنا الشيخ، أنا مش بتاع جواز. أنا واحد بيدوّر على نار أبوه. لا عايز أفرح ولا أظلم حد معايا. البنت دي هتبقى أمانة عندي لحد ما أخذ حقها، وربنا شاهد على كلامي وأنتم كمان.
الحاج عثمان (بتوتر) : فهمنا، بس إزاي ليك ثار؟
أسامة : اليزيدي ده هو اللي قتل أبويا.
الحاج عثمان : إيه؟ هو إنت شُفته؟ قصدي ازاي؟ فهمني يا ابني.
(ياسر) لاحظ إن أبوه متوتر، ومسك إيده.
ياسر (وهو بيبص لأبوه بقلق) : بابا، مالك؟ وشك اتغير ليه؟
الحاج عثمان (بتوتر) : لا، لا مافيش، بس الموضوع كبير.
جمال : إنت بتقصد إنه فيه بينكم ثار حقيقي؟
أسامة : أيوه، وأنا مش داخل أتجوز علشان حب أو مصلحة، دي أمانة، وأنا أوعدكم أوصل للحق، سواء لأسماء أو لأبويا.
الشيخ : ربنا يثبتك يا بني، ويجعلك دايمًا في طريق الحق، بس لازم نتأكد إن البنت موافقة عن رضا كامل.
أسامة : هي اللي طلبت الجواز.
الحاج عثمان (وهو بيبص للأرض) : طب لو انت نويت، أنا مستعد أتكلم مع الظابط نأمّن ليكم الوضع ونحميكم من أي تهديد.
جمال : بس كده لازم نتحرك بسرعه، لو الحاج اليزيدي عرف ممكن يلعب لعبته.
حسن : وإمتى الفرح؟
أسامة : مش فرح، ده عقد اتفاق و جواز وأمام ربنا. ودي مش لحظة للزغاريد، دي لحظة لحماية بنت اتكسرت.
الشيخ : توكل على الله، وأنا هعقد ليكم القران هنا في المستشفى لو وافقت إدارة المستشفى.
ياسر (وهو بيبص لأبوه تاني و قال بصوت واطي ) : بابا، هو في حاجة ما قلتهاش؟
الحاج عثمان (بص ليه وسكت شوية) : بعدين يا ياسر، ده مش وقته.
في البلد......
بطة كانت مستنيّة فتنة ترجع من برّه، وهي على نار، عايزة تتأكد من الكلام اللي اتقال.
فتنة رجعت بعد قعدتها مع النسوان، دخلت البيت.
بطة : كنتِ فين يا أختي من صبحيّة ربنا؟
فتنة : سمعتِ اللي حصل؟
بطة : على أخت المعدولة مرات إبنك؟
فتنة : قال إيه كانت ماشية مع واحد، واعتدى عليها.
بطة (بصّت في عينيها) : عيني في عينك يا بنت عمي.
فتنة (ببرود) : يا خيبتك يا بطة، هو إنتِ شايفاني شيطان؟
بطة (بضحكة صفراء) : ده الشيطان بنفسه يقولك يا معلمة.
ضحكوا الاتنين بخبث، والشر مالي المكان.
بطة (وهي بتقلب الشاي في الكوباية) : بس قوليلي يا فتنة، متأكدة إن البت قالت إسمك؟
فتنة (بابتسامة لئيمة) : أيوه، وهي في المستشفى فضحتني قدام الكل، قالت "فتنة بتسلم عليكِ". بس أنا أخلص عليها، وأخليهم يبلعوا لسانهم.
بطة (مندهشة) : طب والعيال اللي ودّيتيهم؟
فتنة : خلصوا اللي وراهم وأهو صور معاهم. دلوقتي البت متبهدلة، والفضيحة هتفضل لازقة فيها طول عمرها.
بطة : بس يا بت، ما تعملي حساب لغضب ربنا، اللي بتعمليه ده نار
فتنة (باحتقار) : نار؟ ده أنا خلّيت البلد كلها تصدّق إنها كانت ماشية مع واحد. بكرة تلاقي أهلها جايبنلها عريس من رجالة الحاج، وتلمّ الحكاية. أنا عايزة أشوفها مذلولة، ماشية مطاطية وشها، الناس تضحك عليها وتبص لها بقرف.
بطة : يا ساتر يا رب، إنتِ قلبك حجر.
فتنة بضحكة عالية : حجر إيه؟ ده قلبي ذهب، بس للّي يستاهل. إنما اللي يرفع عينه عليّا والله لأسوّدها عليه.
بطة بصّت لها بخوف وارتباك، بس فضلت ساكتة، عارفة إن فتنة لو غضبت عليها ممكن تعمل معاها نفس اللي عملته مع أسماء.
وهما بيتكلموا، دخل عصام و الحاج اليزيدي وهو منفعل جدًا.
الحاج اليزيدي (بعصبية) : عملتيها يا فتنة؟ مش خايفة من ربنا؟
فتنة (ببرود) : في إيه؟ جاي شايل طاجن ستك وبتزعق كده ليه؟
الحاج اليزيدي (بحدة) : تعالي ورايا علشان نتكلم.
فتنة : لأ إتكلم هنا، بطة مش غريبة.
عصام (بصوت عالي) : هو إنتِ بجد بعتّي حد يغتصب أسماء؟
فتنة (بسخرية) : ليه؟ شايفني مجرمة؟ ولا البت حنان أكلت نافوخك وخلاتك تصدّق كلام الهبلة؟
الحاج اليزيدي (بصوت واطي لكنه حازم) : خلاص يا عصام ما تكبّروش السيرة. اللي حصل حصل، وإحنا لازم نلمّ الموضوع دلوقتي قبل ما يتفضح أكتر.
عصام (مستغرب) : يعني إنتَ عارف؟
الحاج اليزيدي (بغضب مكتوم) : أنا مش عايز أعرف مين عمل إيه، أنا يهمني إزاي ندفن الفضيحة دي. أنا هدّي أبوها فلوس وأجوزها واحد من رجالتنا يقفل السيرة.
بطة (بخبث) : يعني الليلة دي هتعدي زي كل مرة؟
الحاج اليزيدي (بصرامة) : هتعدي غصب عن الكل. واللي يفتح بقه يعرف إني مش هرحمه.
الحاج اليزيدي كان لسه بيخلص كلامه معاهم، ماسك كباية شاي على الطاولة، ووشه متجهم وهو بيحاول يسيطر على فتنة وعصام. فجأة، موبايله رنّ. بص على الشاشة، كان رقم معروف له من جوه القاهرة.
ردّ وهو متضايق.
الحاج اليزيدي : أيوه، خير؟
صوت من الطرف التاني (متحمس).
المتصل : البت أسماء يا حاج! لسه طالعة من التحقيق، وبلغت رسمي مع الظابط وقالت قدام النيابة إن اللي بعث الرجالة عليها هي فتنة.
(الصوت اتخنق)
المتصل : إسمها اتحط في المحضر، والظابط بنفسه قال القضية داخلة على جناية شرف وخطف واغتصاب، يعني النيابة مش هتسيبها. لا وكمان شروع في القتل، مسكوا الممرضه اللي إداتها الحقنه.
الحاج كان حاطط التليفون سبيكر الكل سمع الكلام.
الكباية وقعت من إيده على الأرض واتكسرت، الشاي سال زي الدم حوالين رجليه.
فتنة وقفت مكانها، وشها اتبدّل للون أصفر، وعينيها وسعت.
فتنة : إيه؟ إيه اللي بتقوله ده؟
عصام اتوثر...
عصام : يعني، يعني أمي إسمها في المحضر؟!
الحاج اليزيدي مسك دماغه، وشه أحمر من الغضب.
الحاج اليزيدي : يا مصيبتي السودة، البت قلبت علينا الطاولة.
فتنة حاولت تستجمع نفسها.
فتنة (بصوت عالي) : ما تقولش كده البت دي كذابة وأنا مالي ومالها.
الحاج اليزيدي اتجه ليها بخطوات ثقيلة، صوته كان راعد.
الحاج اليزيدي : كذابة إيه؟ دي قالت إسمك بالنص "فتنة بتسلم عليكِ" يعني مش بس فضحتنا، دي جرتنا للنار برجلينا.
بطة ضربت كف بكف وهي مرعوبة.
بطة : يا نهار إسود! يعني البوليس هييجي لحد عندنا؟
عصام بيعرق وهو ماسك تليفونه.
عصام : يا حاج، لازم نتصرف قبل ما يلبسوها التهمة رسمي. لو مسكوها، هتتسجن وهتسحبنا كلنا معاها.
الحاج اليزيدي بص حواليه، وصوته علي وهو بيرزع على الطاولة.
الحاج اليزيدي : أنا قلتلك يا فتنة الشر اللعب بالنار هيولع فيكِ وفي ولادك. دلوقتي خلاص يا أنا يا هي.
أنا هلمّ الدنيا دي بأي ثمن ولو اتحبست، إنتِ السبب.
فتنة لأول مرة بان عليها الخوف الحقيقي، وقعدت على الكرسي، إيديها بتترعش.
فتنة (بهمس) : أنا، أنا ما حسبتهاش توصل لحد هنا.
في قسم الشرطة بالقاهرة…
المقدم طارق عبد الجواد كان واقف قدام مكتبه، ماسك المحضر اللي كتبه بنفسه بعد ما سمع شهادة أسماء. وشه باين عليه الغضب، صوته حاد وهو بيتكلم مع الظابط اللي معاه.
المقدم طارق : البنت وضحت كل حاجة، والإسم اتذكر بالنص. "فتنة بتسلم عليكِ". يعني القضية مش مجرد بلاغ، دي جناية شرف وخطف واغتصاب.
الظابط المساعد (وهو بيكتب).
الظابط : يبقى لازم نطلع إذن ضبط وإحضار فورًا.
المقدم طارق رفع سماعة التليفون.
المقدم طارق : ألو! أيوه يا فندم. إحنا محتاجين أمر من النيابة بالقبض على المدعوة "فتنة عبد القوي" فورًا.
(سكت لحظة وهو بيسمع الرد)
تمام يا فندم الأمر هيطلع حالًا.
قفل السماعة، وبص للظابط اللي جنبه.
المقدم طارق : حضّر القوة ننزل البلد الليلة. مش عايز أسيب للحاجّة دي فرصة تهرب.
Nisrine Bellaajili
في نفس اللحظة، في بيت الحاج اليزيدي، كان قاعد متوتر، ماسك راسه والدخان طالع من سيجارته زي البركان.
عصام ما وقفش مكانه، بيروح وييجي زي المجنون.
عصام : يا حاج، لو مسكوها، كل حاجة هتبوظ. هيسحبوا إسمك في القضية.
الحاج اليزيدي (بانفعال) : أسكت يا اهبل، أنا اللي هاعرف أتصرف. بس المرة دي الموضوع مش سهل. النيابة لما تدخل مافيش هزار.
فتنة قاعدة على الكرسي، إيديها بتترعش، ودموعها بتنزل رغمًا عنها. لأول مرة صوتها واطي.
فتنة: أنا، أنا ما عملتش حاجة بنفسي. أنا بس وصّيت.
الحاج اليزيدي (بغضب) : وصّيتي ولا عملتِ، القانون مش هيفرق،
إنتِ دلوقتي إسمك في المحضر، والبوليس جاي في السكة.
(صوت تليفون عصام رنّ فجأة، ردّ بخوف)
عصام : ألو!
الصوت من الطرف التاني (بحزم).
المتصل : بلغ أبوك، القرار صدر. فيه قوة جاية تقبض على فتنة النهارده قبل الفجر.
عصام وشه شحب، وبص لأمه اللي قاعدة زي الجثة.
عصام: يا مصيبتي، يا أمي، البوليس جاي يا أمي.
فتنة وقفت تتمايل، صرخت بصوت عالي.
فتنة : لاااااا… أنا ما أتحبسش، أنا فتنة! البلد دي كلها تعرفني. (بتبص للحاج اليزيدي) إنت مش هتسيبني يا حاج، مش كده؟!
الحاج اليزيدي قام واقف، وشه ملبّد زي الحجر، وبص لها بنظرة غامضة.
الحاج اليزيدي : الليلة دي يا هانم، هتفرق بين فتنة اللي الكل يخاف منها، وفتنة اللي تتحاكم زي أي مجرمة.
فتنه : وانا مش خايفه، لأنك لو ماتصرفتش أنا هافضح المستور. عليا و على أعدائي.
الحاج اليزيدي : يعني ايه؟؟
فتنه : لو بت ليله وحده بره بيتي هطلع الفيديوهات.
بطه : يا لهوي.
وهنا رن تليفون عصام
....الحق يا بيه مراتك بتموت ....
"من يسكت على الظلم يشارك فيه، حتى لو بصمته."
"اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، واجعلنا من الشجعان في قول كلمة الحق، واحفظنا من شر عبادك الظالمين."
يتبع .....
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا