رواية يكفيني قلب زليخة وريان الفصل الاول 1 بقلم ملك عبدالله
رواية يكفيني قلب زليخة وريان الفصل الاول 1 هى رواية من كتابة ملك عبدالله رواية يكفيني قلب زليخة وريان الفصل الاول 1 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية يكفيني قلب زليخة وريان الفصل الاول 1 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية يكفيني قلب زليخة وريان الفصل الاول 1
رواية يكفيني قلب زليخة وريان الفصل الاول 1
_أنتِ بتعملي إيه؟!!
_أنتَ وصلت؟!
_لأ، خيالي اللي وصل. بتهبّبي إيه إنتِ؟
_بشرح ضفدعة، مش شايف؟
_لأ وإنتِ الصادقة، أصلي لسه هناك، مش شايف؟ حلو.
_قولت كده برضه، يلا روح اطلع خليني أخلص اللي بعمله.
اتعصّب وقرب مني بعصبية:
_أنتِ يا بنت هتجننيني من أولها كده! إيه ده، بتقطعي في الضفادع ليه؟ عملت إيه فيكِ؟ حرام عليكِ.
_لأ مش حرام، وبعدين مش اسمها بقطع يا جاهل، اسمها بشرّح فرق كلمات.
_هو أنا في مشرحة؟ ناقص تشرّحيني!
_تصدق؟ يااه، لو كنت دخلت طب كان زماني دلوقتي بشرّح في إنسان، وكنت هاخدك أجرب فيك بدل الضفدعة دي. بس نصيبها تتشرح النهارده.
قولتها بحماس وأنا بتخيل السيناريو، لكن زعلت إني ما دخلتش طب.
نصيبي بقى في تربية قسم أحياء.
كلها أقدار وترتيبات ربنا.
_يا تيتا اصحي تعالي هنا، عشان ثانية وهرتكب جريمة قتل، وهنشوف مين اللي بيعرف يشرح صح.
خوفت منه ومن نظراته.
شكله مش إنسان مرح ولا بيحب الأجواء الهوائية.
مش التايب بتاعي، لأ.
كنت فاكره غير كده.
كنت برسم شخصيته في دماغي من وقت ما عرفت إنه هيرجع من السفر ويستقر هنا، بس طلعت بتوهّم.
قامت تيتا من صوتنا العالي.
بعد الأحضان والسلامات بينهم وأنا واقفة بعيد عنهم بحاول أعود نظري على مشاهد حنينة بالشكل ده، فوقت وهي بتعرفنا على بعض:
_زليخة، تعالي هنا ريان ابن خالك أحمد.
_زليخة بنت عمتك سحر يا ريان.
_اتشرفنا.
ما رديتش عليه واتجاهلته.
بصيت لتِيتا بتعب:
_أنا هروح، ما تنسيش تصحيني بكرة.
امتحان السكشن أهم من النوم لو مروحتش هسقط يا تيتا، فاهمة؟
_ماشي ما تقلقيش، هصلي الفجر وأصحيكِ.
_حلو كده عشان أرجع تاني قبل ما أمشي. تصبحي على خير يا حبيبتي.
جريت بسرعة، ما كنتش حابة أتواجد معاه.
كنت فاكره إني هتبسط لما أشوفه، وأخيرًا حد أتونّس بيه هنا.
بس من أول مقابلة وأنا اتخنقت منه.
حاسة إنه إنسان عصبي وخنِيق.
_هي مالها زليخة مش طايقك ليه؟ عملت فيها إيه؟
_هعمل إيه فيها؟ مش فاهم
ما هي عندك سليمة أهي وبعدين إيه القرف اللي بتعمله ده؟ بتشرح ضفادع هنا إزاي؟ وجبتها منين دي؟
_أنا اللي جبتهالها. وراها امتحان بكرة عملي، والدكتور هيسألهم شفوي على أعضاء الضفادع ولا إيه ما أعرفش، هي قالتلي كده.
ومش بتعرف تركز غير لما تكون الحاجة قدامها.
_عبث، أقسم بالله! أنا مش فاهم إيه ده. وبعدين هي إزاي تفضل بشعرها قدامي كده؟ إيه؟ مفيش احترام؟ هي ناسية نفسها ولا إيه؟ أنا غلطان إني نزلت من السفر وهي هنا.
_ما خلاص يا ريان فيه إيه؟ دي البنت حقها تزهق منك من كلامك ده.
وبعدين إيه غلطان إنك نزلت؟ مستخسر الشهر اللي بتنزله هنا تقعد معانا فيه؟ اخص عليك يا واد.
_حقك على عيني. بس ما يصحش أنزل وهي هنا.
_يا حبيبي، إنت هتقعد في الشقة اللي فوقنا، وإحنا وهي هنا يعني كل واحد في مكان. وبعدين هي بطلت تروح لأهلها من آخر مرة. يعني اتعوّد إلا بقى تتجوز وتاخد شقة ليك إنت ومراتك.
_لأ، مادام دخلنا في النقطة دي، يبقى تصبحي على خير عشان هلكان نوم.
_طب استنى تتعشّى الأول وبعدين نام، يا حبيبي. هتلاقيك جعان.
_لأ، تسلميلي. أنا جعان نوم مش أكل.
يلا تصبحي على خير.
_وأنت من أهل الخير يا حبيبي.
معرفتش أنام طول الليل.
كل تفكيري فيه.
أول مقابلة بينا بعد سنين من عمرنا.
دايمًا كان بيتهرب مني.
ما عنديش سبب.
أنا مش فاكرة أوي، بس لسه فيه ذكريات بينا وإحنا صغار بتجمعنا.
لسه بعض اللحظات المميزة بفتكرها لينا وبتمنى لو يرجع الزمن للحظات الحنينة اللي كانت بتغمر قلبي بالدفا والحب والحنان، بدل ما أنا مفتقدة شعور الحنان والحب.
غريبة حياتي بعد ما كانت كلها حياة.
إزاي هنت عليهم؟
إزاي بقيت شخص حِمل كبير عليهم؟
أنا مفتقدة وجودهم، مفتقدة حياتي من غيرهم.
ليه الحق اللي ليا غيري بيكتسبه بسهولة؟
أنا الأولىٰ، بدل قلبي الحزين واللي على آخر ذكرياته الحنينة ليه من سنين.
”أنا كدّاب… أنا منستش”
تاني يوم صحيت متأخر كالعادة.
ملحقتش أكمل مراجعة، لكن لا بأس؛ هنراجع في المواصلات، هي المنقذ الوحيد.
_أنا ماشية يا تيتا، محتاجة حاجة مني؟
_لاء يا حبيبتي، تروحي وترجعي بالسلامة، بس الأول اقعدي افطري.
_مش هلحق، يلا سلام.
_استني عندك.
وقفت على مضض، ومش فاهمة نبرة صوته ليه حادة بالشكل ده.
_نعم، خير؟
_نعم الله عليكِ يا أستاذة، رايحة فين؟ عشان حاسس بلخبطة كده في الجو ومش شايف كويس.
ما فهمتش قصده ولا تلميحاته، لكني اتكلمت بزهق:
_يعني إيه؟ وأنا مالي؟ شايف كويس ولا مش شايف… أنا ماشية يا تيتا، سلام.
_قسمًا بالله خطوة كمان ومش هكون ضامن نفسي عليكِ.
كلامه اتوجّه لجدتي بنبرة صوت عالية:
_إيه ده؟ شعرها ده محله إيه؟ افهم بس… رايحة فين كده بالشكل ده؟
_سيبها بس يا ريان تروح الامتحان، ولما تيجي هنتكلم.
_نتكلم في إيه؟ فهموني بس عشان ما اتعصبش عليها دلوقتي.
هنا كنت وصلت لمرحلة زهقي منه، وبكل عصبية قلت:
_أنت هتتحكم فيّا ولا إيه؟ من الصبح عمال تشيط بالكلام فينا ليه؟
_اسكتي، أنا لسه ماسك نفسي عليكِ.
_يا ريان ابني افهم بس، زليخة مش محجبة، سيبها تروح الامتحان، ولما تيجي نبقى نتكلم.
_مش… إيه؟! محجبة؟ أنتو بتستعبطوا معايا؟ يعني إيه مش محجبة دي؟ بس افهم!
يا جدعان، ما تطلعوش الواحد عن شعوره وبعدين تقولوا كلام غبي عندها كم سنة دي؟ هو إحنا في أوروبا ولا إيه؟
_أنت مالك؟ ها مالك؟ قولي بس، أنت تكون مين في حياتي عشان تتحكم فيّا؟ أنا حرة يا أخي، وسبني في حالي لو اتكرمت.
_أنا مالي؟! وبتحكم؟! لاء ضحكتيني والله، مسميه ده تحكم؟! إنتو بتلعبوا في الدين، استغفر الله… استغفر الله. أنا هعمل نفسي ما سمعتش حاجة، وتروحي تلبسي الطرحة عشان تروحي الامتحان.
_لاء كده كتير يا تيتا بجد، مش هقدر أستحمله. حضرتك لازم تتصدّري له من دلوقتي.
أنا اتأخرت ومش حِمل كلام تاني.
قاطعني ووقف قدام الباب وقال بنبرة حازمة:
_قسمًا بالله لو ما دخلتي غيرتي هدومك ولبستي الطرحة، لا هتخرجي من البيت ولا هتروحي الامتحان، وأنا حلفاني هيتنفذ… بدل ما أرتكب جريمة حالًا وأخليكي مكان الضفدعة دي.
بصيت لجدتي تنقذني من الموقف، لكن باين عليها إنها زيي ومش هتعرف تقنعه.
طلع إنسان قاسي ومغرور و…
_يلا، لسه واقفة؟ كله من وقتك عامةً.
دخلت بهدوء، وبالفعل غيرت لبسي ولبست الطرحة.
مش أول مرة ألبسها، متعودة بيها دايمًا.
قضيت سنين بيها، بس قلعتها.
ما عنديش سبب، لكن ياريت كان موجود زمان، ياريت هما كانوا موجودين.
خرجت وبدون كلام مشيت من البيت عشان ألحق الامتحان.
كنت بجري بسبب تأخري وبدعي إن المواصلات تكون سهلة في الطريق.
_شخص عنيد، متسلّط، مُتحكِّم، صوته عالي، ورافض يسمع غير نفسه.
_بس والله قمر يا زليخة، الحجاب عليكِ عسول تبارك الله. يعني حقيقي موقفة ده أقدَره عليه. آه محبتش الطريقة ولا الأسلوب، لكن النتيجة كانت كويسة. هو ما غصبش عليكِ حاجة غلط أو مش مناسبة ليكِ. لبسك للحجاب أمر واجب، ربنا أمرنا بيه.
_أنا مش صغيرة يا رحمة، وعارفة ده كله. بذنب ذنب كبير وأنا عارفة إني غلط، وهتعاقب عليه. ليه بكمل فيه رغم إني عارفة عقوبتي وعارفة غلطي؟ معرفش.
أنا مصدومة من نفسي ومصدومة في اللي حواليّا. أنتِ حاولتي معايا كتير ألبسه وكنت برفض، بس جوايا كنت بقول يلا يا زليخة مستنية إيه؟ واقفة ليه لسه مكانك؟ منتظرة مين؟ أنا وحشة، عارفة… بس يعني بتمنى ربنا يسامحني.
_توبي. التوبة النجاة ليكِ، وإن ربنا يسامحك محتاجة بس تستشعري آيات ربنا وأحكامه. هتعرفي كويس إن الله غفور رحيم، ستّار، هيعفو عنا ويسامحنا بس نتوب.
_تفتكري لو توبنا من ذنوبنا ربنا هيتقبل؟
_بصّي شوفي كده معايا اسكرين لبنوتة كانت بتتكلم عن التوبة. من وقتها وكل ما أحس إني بغلط ومحتاجة أتوب وبحس إن ممكن أقع في الذنب تاني حتى لو توبت وقتها، أقرأه. بحس براحة، وساعتها بعزم قلبي على التوبة الصادقة. خدي، أقرأي:
”التوبة في جوهرها ليست مجرّد رجوع عن ذنب، بل هي صحوة قلبية عميقة، لحظة يواجه فيها الإنسان حقيقة نفسه بلا أقنعة.
هي إدراكٌ حادّ بأن ما كان يملأ الروح لم يكن سوى فراغٍ مُقنَّع، وأن الطريق الذي ظنناه حياةً كان استنزافًا بطيئًا للنور فينا.
التوبة ليست خوفًا عابرًا من عقوبة، بل شوقٌ إلى الصفاء، وحنينٌ إلى الأصل النقي الذي فُطرنا عليه.
هي أن تُبصر العطب، ثم تتوجّه بصدق إلى من بيده الجبر، تحمل ضعفك بلا تزييف، وتفتح بابك على مصراعيه للغفران.
إنها عودةُ القلب إلى موضع الأمان؛ حيث يصبح الدعاء حديثًا حقيقيًا، والدمع شهادةً على صدق الندم، والعمل الصالح برهانًا على العزم.
ومن عمق التوبة يتولّد الرجاء رجاءُ من يعلم أن الله أقرب من حبل الوريد، وأن باب الرحمة لا يُغلق ما دامت الروح في الجسد.
فالتوبة رحلة مستمرة، لا محطة عابرة.
هي أن تسير في طريقك كل يوم بقلبٍ مُتيقّظ، تُصلح ما استطعت، وتترك خلفك أثرًا من نور يُذكّرك أنك ما عدت كما كنت، ولن تعود.“
_حلو أوي ده يا رحمة، يارب ربنا يسامحني ويعفو عني.
_هيسامحك، بسم الله الرحمن الرحيم:
”قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.“
الآية دعوة صريحة لكل عاصٍ ومذنب ألا ييأس من عفو الله، وأن باب التوبة مفتوح مهما بلغت الذنوب، شرط الرجوع الصادق إليه.
هي رسالة أمان وطمأنينة مهما ابتعدنا؛ فالله أرحم بكِ من نفسك.
_الحمد لله على شعور الطمأنينة رغم ذنوبنا، الحمد لله على نعمة الإسلام.
_الحمد لله يا زليخة. يلا بقى روحي عشان كده اتأخرنا أوي، ولما أوصل هبقى أطمن عليكِ.
_ماشي يا حبيبتي، سلام.
ياه… لو كان فيه شخص واحد يقدر يكون معايا دايمًا، متواجد، كانت حياتي هتبقى إزاي؟
كنت هبقى بالشكل ده؟
كنت هتغيّر؟
ولا هفضل زي ما أنا؟
ساعات بنتمنى حاجة هي في الأساس حقّنا، ملكنا، بس بتهرب منّا.
يمكن بتخاف تكون حوالينا.
يمكن إحنا السبب.
الذنب الوحيد اللي هفضل شايله طول عمري في حاجة ماليش دخل فيها.
يتبع...
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا