رواية مأساة حنين الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ايه الفرجاني
رواية مأساة حنين الفصل السابع والعشرون 27 هى رواية من كتابة ايه الفرجاني رواية مأساة حنين الفصل السابع والعشرون 27 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية مأساة حنين الفصل السابع والعشرون 27 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية مأساة حنين الفصل السابع والعشرون 27
رواية مأساة حنين الفصل السابع والعشرون 27
بعد سنتين..
حنين واقفة قدام المراية، لابسة لبس الجامعة لأول مرة، شنطتها على ضهرها…
وشها فيه رهبة وفرحة:
– ياااه… أول يوم جامعة اخيرا
محمد الي عنده حوالي سنتين ونص. ....
ماسك طرف هدومها، وشه معبّر عن رفض تام:
– مامااا… لاااا! تروحيشىىىى
قعد على الأرض، وشه بيحمر، ومسك الشنطة بإيديه الصغيرين
حنين قاعدت بتحاول تهديه:
– يا قلب ماما… ده مش غياب، هرجعلك تاني
كريم كان واقف في الصالة لابس بدلة وشكله متوتر، بيبص في ساعته:
– حنين بالله عليكي خلّصي… عندي اجتماع مهم النهاردة
حنين بغيظ:
– يعني أنا أسيب محمد بيعيط كده وأمشي؟!
محمد فجأة صرخ:
– "ااااااااشييش!"
ورمى الشنطة بعيد
كريم مسك راسه:
– يا نهار أبيض… هنروح في داهية!
بعد جدال طويل… اكتشفوا إن مفيش حل غير يسيبوه مع إسلام اللي واخد أجازة وموجود
حنين مترددة:
– إسلام؟! هو آخر مرة اخده رجّعه متبهدل
كريم:
– ما هو مفيش غيره، هدي في اجازه … يلا قبل ما نتأخر
في بيت إسلام بعد ما حنين طلعت خبطت واسلام فتح الباب واتفجأ بيها لسه هيتكلم:
=بالله عليك ي اسلام انهارده اول يوم جامعه وكريم مش فاضي وهدي اجازه خليه معاك
اسلام لسه هيرد
حنين سابت محمد وجريت
اسلام بصله برفعه حاجب ومحمد كان بيبكي خده و
قعد على الكنبة، محمد بقى بيتمرمغ
إسلام بيبص له بزهق:
– إيه في اي ؟ هو أنا خطفتك؟! مامتك هترجع دا اي التدبيسه دي
محمد دموعه نازلة:
– مامااا… مامااا!
إسلام حاول يلهيه، جاب عربية لعبة:
– بص يا بطل… عربية! ڤررروممم!
محمد رمى العربية من البلكونة
إسلام نط واقف:
– إيه دا؟! يا نهار أسود! العربية دي كانت بتاعتي من وأنا صغير!
بعدها جاب له شوكولاتة:
– طب خد دي
محمد مسكها، فتحت في إيده وسيحها على هدوم إسلام كلها
إسلام رفع إيده للسماء:
– يا رب… أنا أخوها الكبير ولا المربية بتاعته؟! ورطتوني!"
بعد كام ساعة، لما رجع كريم وحنين، لقوا إسلام شعره واقف، هدومه متبهدلة، والبيت مقلوب
محمد قاعد على الأرض مبسوط بيضحك
إسلام واقف بعصبية:
– خدوا العفريت بتاعكم… ده مش طفل، ده طاقة نووية!
كريم بضحم:
– الله ينور عليك يا حبيب قلب ابوك … واضح إنه اتبسط معاك
إسلام ببص لهم بعيون مولعة:
– أنا عمري ما هاخد أجازة تاني طول ما الواد ده عايش
حنين مش قادرة تمسك ضحكها، وهي شايلة محمد اللي بيضحك ويقول:
– خاااالو إساااام!
مر حوالي سنه بعد الموقف ده
وفي يوم.....
الكل كان متجمع عند في بيت حنين وكريم
كريم، حنين، إسلام… ومحمد اللي كبر شوية وبيلعب حوالين الترابيزة
جو دافي وهادئ، ضحك خفيف بينهم
فجأة، حنين وهيا واقفه ابة الفرجاني بتحط الاكل وشها بيصفر، إيدها تمسك بطنها وبتتنفس بصعوبة
إسلام بسرعة يقوم عليها:
– حنين! مالك؟
قبل ما حد يلحقها، حنين عينيها بتتقفل، وتنهار على الأرض
كريم يصرخ:
– حنــــــين!
جري شيلها بسرعة
إسلام واقف مصدوم، قلبه بيدق لكنه بص بحدّة على كريم:
– إنت السبب! أنا كنت عارف إن اليوم ده هييجي… طول عمرك بتجيب ليها التعب!
كريم بصوت متوتر ومكسور:
– إسلام بالله عليك دلوقتي مش وقت كلام… ننقذها الأول ونشوف مالها
في المستشفى
الكل واقف متوتر
كريم واقف قدام باب الطوارئ، راسه في إيده، عينه محمرة من القلق
إسلام واقف قدامه، إيده في جيبه، متوتر، ومش قادر يكتم غضبه
إسلام فجأة ينفجر فيه:
– قولتلك! كنت عارف إنك هتبوظ حياتها… إنت مش قدها يا كريم!
كريم رفع راسه، عينيه كلها دموع:
– أنا عمري ما هسمح لنفسي أوجعها… بس إنت مش فاهم! انا مش عارف اي الى حصل ليها
الخناق يعلى، صوتهم يملأ الطرقة…
لحد ما فجأة باب غرفة الكشف يتفتح، والدكتور خرج....
الدكتور بابتسامة صغيرة:
– مين كريم؟ مين جوز المريضة؟
كريم وقف بسرعة، صوته بيرتعش:
– أنا… إيه اللي حصل؟ هي بخير؟!
الدكتور ابتسم أوسع:
– مبروك يا استاذ … مراتك حامل
الطرقة كلها سكتت فجأة
كريم عينه اتسعت، قلبه وقع من الفرح والدهشة
إسلام واقف متجمد، مش قادر ينطق
كريم بصوت متكسر من التأثر:
– ح… حامل؟! يعني… هبقى أب تاني؟!
الدكتور ابتسم وهو بيكتب في الملف:
– بالظبط… التعب اللي حصلها طبيعي جداً في أول الحمل محتاجة بس ترتاح وتخلي بالها
كريم مش قادر يسيطر على نفسه، دموعه نزلت
مسك راسه بإيده وقال همس:
– الحمد لله… يااا رب
إسلام لسه واقف في صدمة، قلبه بيتقلب من جواه… يبص لحنين من بعيد وهي قاعده على السرير، ودموع صغيرة نزلت من عينه وهو يهمس لنفسه:
– أهو خلاص… حياتها بقت معاه هو..... واضح انهم استقروا بجد
رجوع للوقت الحالي.....
كانوا لسه قاعدين سوا، الجو هادي وحنين في حضن الذكريات مع كريم… فجأة ابتسمت بهدوء، وقامت وهي بتبصله لاقته غارق في النوم، ومحمد نايم فوق صدره بإيد صغيرة متشبثة فيه المنظر خلّى قلبها يدق أسرع وهي تتمتم:
– يا ربي عالجمال ده
بصّت في الموبايل، اتفاجئت بالساعة:
– يا نهار أبيض! الوقت جري كده وانا قاعده بعيد الذكريات؟!
مدّت إيدها تهز كريم:
– كريم… اصحى
فتح عينه بتقل، أول ما شاف محمد نايم عليه ابتسم بنعاس:
– شكله لزق فيا مش عايز يسيبني
حنين بخفة:
– قوم بقى… أنا هقوم أجهز الأكل، وانت صحّي إسلام
أول ما سمع اسم "إسلام"، كريم قفز كأنه أخد شحنة كهربا:
– لأاا، أنا هصحّي محمد! وهو يصيحيه
قام بسرعة يهز محمد بخفة
– يلا يا بطل، قوم معايا نصحي خالك
محمد بصوت متقطع من النوم:
– خالوو… إسلام؟!
ضحكة عالية خرجت من كريم وحنين في نفس اللحظة، الجو امتلأ بخفة دم بعد اللحظة التقيلة اللي كانوا فيها
حنين وقفت قدام كريم، وهي بتضحك بخفة:
– بص… بدل ما تعمل فيها شجاع، خُد محمد معاك، وهو اللي يصحي خالو إسلام
كريم فتح عينيه بدهشة:
– إيه ده! عايزاني أبعته في مهمة انتحارية؟!
محمد الصغير كان لسه بيتمطع وهو نايم على كريم حنين مسكته برفق، وباست راسه وقالت له:
– يلا يا حبيبي… روح فوق خالك
محمد مسك إيد كريم وهو لسه نص نايم، وبيمشوا سوا لحد أوضة إسلام
كريم واقف بعيد عند الباب، بيشاور لمحمد:
– يلا… خش إنت
محمد دخل بحماس الطفولة، طلع على السرير وهو يضحك، قعد يهز في إسلام ية الفرجاني ويقول بصوته الطفولي:
– خالووو… قوم بقى!
إسلام اتقلب ببطء، وفتح عين واحدة، أول ما شاف محمد فوقه، ابتسم وسحبه في حضنه:
– إيه ده… أنت اللي جاي تصحيني مش باباك الجبان؟
كريم من بره اتنفض:
– سمعتك على فكرة!
إسلام ضحك، ومحمد كمان ضحك بصوت عالي
كريم داخل بخطوة مترددة:
– يلا بقى، قوم عشان نتعشى قبل الأكل ما يبرد
حنين في الوقت ده كانت في المطبخ بتحضر الأكل، وبتسمع الضحك بين التلاتة، ابتسمت وهي بتحس بدفا غريب لأول مرة من زمان
دخلوا المطبخ سوا، بيحطوا الأطباق على السفرة فجأة، صرخة حادة قطعت الجو:
– آااااه!
حنين مسكت بطنها بقوة، وقع الطبق من إيدها على الأرض واتكسر
في نفس اللحظة دخل إسلام حامل محمد على كتفه وهما بيضحكوا:
– جهزين ناكل ولا لسه؟
لكن الضحكة وقفت لما سمعوا الصرخة عيونهم اتسعت، كل واحد جري عليها من ناحية:
– حنين!
– مالك؟!
إسلام بيحاول يشيلها، كريم ماسك إيدها وهو تايه، ومحمد عمال يعيط من المنظر
حنين بصوت عالي متقطع من الألم:
– مش عاوزة هري… ودّوني المستشفى دلوقتي!
كريم وإسلام بصوا لبعض بصدمة… وبعدها الاتنين اتحركوا مرة واحدة
المستشفى كانت مليانة توتر… كريم ماشي رايح جاي قدام باب غرفة الولادة، ووشه شاحب من القلق إسلام قاعد على الكرسي، ماسك راسه بين إيديه، ومحمد نايم على حجره متعب من العياط
الممر كله هادي بعد ما صوت صرخات حنين اختفى…
كريم و إيده ماسكة المصحف، عينيه غرقانة دموع، كل ثانية بتعدي كأنها سنة
إسلام واقف جنبه، لأول مرة من غير عناد، صوته واطي وهو بيقول:
– متقلقش… ربنا هيقومها بالسلامة
كريم بص له بسرعة، وابتسامة صغيرة ارتسمت على وشه:
– أول مرة أسمع منك الكلمة دي من قلبك
إسلام هز راسه وهو متوتر، لكن ملامحه فيها صدق
الباب اتفتح بعد دقايق والممر اتملأ بصوت بيبي صغيرة بتعيط
كريم شهق ووقف مكانه، قلبه بيدق بجنون.
الدكتور خرج بابتسامة واسعة:
– مبروك يا جماعة… المدام بخير، وجابتلكم أميرة صغيرة
كريم ما قدرش يمسك نفسه، وقع على ركبته وهو بيضحك ويبكي في نفس الوقت
إسلام أول واحد ساعده يقف، حضنه وقال له:
– مبروك… بقيت أبو بنات
بعد دقايق حنين انتقلت اؤضه تانيه وكريم ومحمد دخلوا لبها ومعاهم الطفله
حنين كانت نايمه على سرير ، وشها تعبان لكن عنيها مليانة فرحة، ماسكة الطفلة الصغيرة في حضنها كريم قعد جنبها، إيده في إيدها وهو بيبصلها بحنان
محمد قريب منهم، بيتفرج على أخته بنظرة انبهار:
محمد بحماس طفولي:
– مامي… هي دي أختي؟
حنين بابتسامة:
– أيوه يا حبيبي… دي أختك
محمد يقرب أكتر ويلمس إيد الصغيرة بحذر:
– صغننة قوي… هتكبر ولا لأ؟
كريم يضحك بخفّة:
– لأ هتفضل كده على طول
محمد يبصله بجدية:
– بجد؟!
حنين تضرب كريم بنظرة:
– بطل تضحك عليه يا كريم
كريم يضحك أكتر:
– ما هو بيصدق أي حاجة
الباب بيتفتح بهدوء… إسلام داخل بس قبل ما يخطو خطوته التانية، لاقي واحدة واقفة على الباب مترددة تدخل
إسلام يوقف مكانه:
– أيوة؟ محتاجة حاجة؟
البنت بابتسامة متوترة:
– حضرتك… إسلام، أخو حنين، صح؟
إسلام يضيق عينيه باستغراب:
– أيوه… أنا وإنتي مين؟
– أنا نادين… بنت خالة كريم.
تمد إيدها تسلم
– يمكن ما تفتكرنيش، بس أنا شفتك قبل كده… يوم المشكلة اللي حصلت بينك وبين كريم
إسلام اخد لحظة، يفتكر، وبعدين رد:
– آه… فاكر بس وقتها ما كانش في فرصة نتكلم
نادين بهدوء:
– مضبوط… وأنا أصلاً كنت مسافرة رجعت النهارده وبالصدفه عرفت من هدي إن حنين هنا، قلت أعدي أطمن عليها
إسلام يومئ برأسه باحترام:
– اتفضل.
يدخلوا سوا الأوضة
نادين أول ما تشوف حنين، عينيها تلمع:
– يا حبيبتي… ألف مبروك، ما شاء الله قمر
حنين بابتسامة:
– الله يبارك فيكي يا نادين… وحشتيني رجعت امتى وعرفت ازاي اني هنا
نادين بابتسامة ودودة:
– لسه راجعه انهارده وصلت الشنط الشقه وقولت اعدي عليكم عرفت انكم هنا
بصت ل كريم وقالت:
ألف مبروك يا كريم.
كريم بابتسامة قصيرة:
– الله يبارك فيكي
محمد بص فيها بفضول:
– إنتي مين؟
نادين تنزل لمستواه وتضحك بخفة:
– أنا نادين… يعني ابقى عمتك
محمد يفتح عينيه بدهشة:
– بجد؟ عندي عمه؟
كله ضحك عليه حتى إسلام ابتسم بخفة
نادين بعد لحظة بصت لاسلام ةقالت:
– حضرتك لسه راجع من الشغل ولا واخد أجازة مخصوص عشان حنين؟.
إسلام يرد بهدوء:
– أجازة لازم أكون معاها وقت زي ده
نادين بابتسامة صادقة:
– واضح إنك أخ حقيقي قوي
إسلام رفع حاجبه شوية، مش متعود يسمع الكلام ده، ورد بجملة قصيرة:
– بحاول
نادين:
– واضح إنكم هنا عيلة مترابطة أوي بجد مشوفتش كده قبل كده
إسلام بابتسامة بسيطة:
– العيلة دي هي كل حاجة عندي يمكن أوقات بنختلف… بس في الآخر بنقف جنب بعض
نادين بهدوء:
– الاختلاف ده صحي على فكرة… يخلي كل واحد يكتشف التاني أكتر.
إسلام يبص لها باهتمام:
– بتتكلمي كأنك جربتي ده
نادين تضحك بخفة:
– طبعاً… أنا عندي إخوات، بس الحقيقة ما حدش بيزعلني قدهم… وبرضه ما حدش بيساعدني زيهم.
إسلام يبتسم أكتر:
– آه… ده تعريف الأخوات فعلاً
حنين بصت لكريم همست:
– شايف؟ أول مرة أشوفه بيطوّل الكلام كده
كريم بخبث:
– وأنا كمان… شكلها فتحت معاه مواضيع
نادين كمّلت وهي بتبص للطفلة:
– على فكرة… البنت شبهك أوي يا حنين بس واخدة من كريم العيون
كريم ضحك بخفة:
– اي ده بجد
إسلام يرد فجأة:
– أنا شايف إنها شبه محمد نفس الفضول اللي في عينيه
محمد يفتح عينيه بدهشة:
– إزاي وهي لسه صغيرة؟
نادين تضحك:
– الأطفال شبه بعض في الأول يا محمد… بس تلاقي شخصيتهم بتبان بدري
إسلام يومئ برأسه:
– صح… ويمكن أهم حاجة إنهم يتربوا في حضن ناس بتحبهم.
نادين تنظر له بإعجاب صامت:
– واضح إنك بتفهم قوي في التربية
إسلام بابتسامة جانبية:
– مش قوي… بس اتعلّمت مع محمد خلاني أتعلم الصبر
نادين ضحكت بخفة:
– لو عرفت تتعامل مع طفل زي محمد، يبقى تقدر تتعامل مع أي حد
كله ضح
حنين ضغطت على إيد كريم وهمست بخبث:
– إيه رأيك لو نسيبهم يطولوا الكلام شوية؟
كريم يرد بنفس الهمس:
– أنا شايف إنهم مش محتاجين مساعدتنا أصلاً
إسلام لاحظ نظراتهم، فسكت فجأة وبص لنادين:
– الناس هنا شكلهم فاهمين غلط
نادين تتكسف وتعدل جلستها:
– لأ خالص… إحنا بس بنتكلم احنا لنتكلم عادي
حنين بابتسامة واسعة:
– ما هو الكلام بداية كل حاجة
كريم رفع حاجبه ويضاف بخبث:
– وخصوصاً لو في تفاهم
إسلام حدّق فيهم باستغراب، بينما نادين ضحكت وهي بتقول:
– بجد أنتو ما بتسيبوش فرصة غير لما تزوّدوا عليها تاتش
حنين:
– إحنا بس بنحب نفرح ي ستي
إسلام قطع الموقف:
– أنا… هخرج أشم هوا شوية
نادين بسرعة:
– أجي معاك؟
إسلام يبص لها باستغراب بسيط، بس يرد بهدوء:
– ماشي
وخرجوا مع بعض
حنين لكريم بابتسامة:
– بتفكر في اللي بفكر فيه؟
كريم رد بخبث واضح:
– أيوه… وأكتر كمان
بعد يومين...
الليل كان ساكن… ضيّ القمر داخل من شباك أوضة حنين وهي قدام الشباك، لابسة جلابية بيت مريحة، شايلة بنتها الصغيرة بحنان، عينيها مليانة فرحة وهي بتبص لتحت
إسلام قاعد على الدكة الخشب، محمد قاعد جنبه بيحكيله حكاية ببراءة، ونادين قاعدة معاهم بتضحك بخفة على تعليقاته الجو كله دافي وهادي
حنين ابتسمت،و دموع خفيفة لمعت في عينيها من السعادة… فجأة حست بذراعين بيحضنوها من وراها، وصوت كريم الواطي بيهمس في ودنها:
– عارفة يا حنين… كل اللي عدي… كل التعب والخوف والدموع… كان عشان نوصل للحظة دي
حنين تميل براسها على صدره، وتقول بهدوء:
– فعلاً… استاهلنا نستنى ونستحمل… ربنا عوضنا
كريم بص للبيبي الصغيرة وهي نايمة بين إيديها، وكمل بابتسامة صافية:
– أنتي… ومحمد… وهي… إنتوا حياتي كلها مفيش حاجة أتمناها بعد كده
حنين لفت راسها بصتله بابتسامة فيها حب وامتنان:
– وانا كمان… وجودك جمبي هو اللي مخليني واقفة هنا دلوقتي....
كريم ضحك بخفة وطبع قبلة رقيقة على جبينها، وبعدين بص معاها من الشباك لتحت:
– شايفة؟ حتى إسلام يمكن يلاقي اللي يسنده يمكن خلاص… مفيش خوف بعد النهاردة
حنين ضحكت وهي مسحت على شعر طفلتها:
– يمكن… دي البداية الجديدة لينا كلنا
تمت🌷💞♥ اتمني اكون عرفت اكتب النهاية الي تليق بيهم رغم التعب الي انا في والحمد لله الذى عافني ممنا ابتلى به غيري...
"*يمكن تكون الرواية دي مجرد حروف مكتوبة على ورق أو شاشة… لكن الحقيقة إنها كانت رحلة طويلة مليانة مشاعر، وقت، دموع وضحك، خوف وأمل.
خدت مني مجهود كبير ووقت يمكن محدش يتخيله، بس كل لحظة كتبتها كنت حاسة إني قريبة منكم… قريبة من كل قلب بيقرأ، يمكن لأنه شايف نفسه جوا السطور، أو لقى في الأحداث لمحة من وجعه أو حلمه.
القصة دي بدأت من حكاية حقيقية… حكاية بنت معرفش فين بقيت دلوقتي، ولا إزاي شكل حياتها، ولا إذا لقت العوض اللي تستحقه ولا لأ.
بس أتمنى من قلبي إنها تكون بخير… تكون ابتسمت تاني بعد البكاء، وتكون لقت قلب يحتويها ويصونها.
الحكاية كبرت واتغيّرت واتزود عليها تفاصيل من خيالي، بس ظل جوهرها دايمًا هو الأمل… الأمل إن حتى بعد الألم في حياة، وبعد الكسر في جبر، وبعد الضلمة في نور.
أنا بهدي الرواية دي:
لكل القلوب الحزينة اللي اتأذت في يوم، واتكسرت وما حدش حس بيها
لكل حد اتظلم أو اتخلى عنه أو لقى نفسه وحيد
لكل بنت أو ولد شالوا أكتر من طاقتهم، وفضلوا قاوموا عشان يعيشوا.
بهديها لكل اللي فقدوا الأمان… عشان يفتكروا إن في رب كريم اسمه "السلام"، وما يسيبش عبد لجأ له إلا ويديله راحة.
قال الله تعالى: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا." [الشرح: 5-6]
وقال رسول الله ﷺ: "عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير
الكلمات دي مش مجرد آيات وحديث… دي وعد من ربنا إن بعد كل تعب هييجي فرج، وبعد كل دمعة هتنزل، في ضحكة مستنياك
وإنتوا كمان، اللي قرأتوا وكملتوا للآخر… الرواية دي مش بس روايتي، دي روايتكم لأن أي نص من غير قارئ ملوش روح
أنا كتبت… لكن أنتم اللي أحييتوا الحكاية
فشكراً لكل عين قرأت، ولكل قلب عاش معايا اللحظة.
ويا رب كل اللي داق مرارة الألم، يدوق بعدها حلاوة العوض… عوض يليق بقلبه وصبره.
دي مش نهاية، دي بداية جديدة… بداية لوجع خف، وبسمة تكبر، وأحلام تتولد من جديد.
وخليكم فاكرين: الحب الحقيقي مش دايمًا بين اتنين بس… أوقات بيكون بين الإنسان وربه، بينك وبين نفسك، بينك وبين الحياة.
وللبنت اللي كانت أصل الحكاية… يمكن عمرك ما تعرفي إن قصتك فضلت عايشة في قلبي واتكتبت بألف صورة يمكن عمرك ما تقري الرواية دي… لكن بدعيلك من قلبي:
ربنا يديكي السعادة اللي تستاهليها، ويعوّضك عن كل لحظة كسرتك
تمت بحمدلله
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا