رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم مريم محمد
رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والثلاثون 37 هى رواية من كتابة مريم محمد رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والثلاثون 37 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والثلاثون 37 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والثلاثون 37
رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والثلاثون 37
_ زوجتي _ :
كان يلزمها حمامًا ساخنًا فور عودتها ..
حيث لم تكن جلسة النقاش التي عقدتها معه مجدية كما أملت، بالطبع، ماذا توقعت؟
فهو ابن خالته ..
لم يكن ليساندها ضده مطلقًا ..
هذا "عمر البدري".. رجل الأعمال الشهير.. والصديق القديم الذي حظيت به من خلال خوضها أسواق العمل ..
في وقتٍ خلى كان أنبل، أرق، لكنه اليوم صدمها!
لم تتخيّل أن يكون عدائيًا إلى هذا الحد، قاسيًا، أنّى له كل هذه الغِلظة؟
كيف تحوّل إلى هذا الرجل الحاد الذي رأته اليوم؟
ندت عنها زفرة حارّة وهي تلف جسمها بمنشفةٍ كبيرة، خرجت إلى غرفتها وهي تجفف شعرها بمنشفة أخرى صغيرة، وجمدت للحظة عندما رأت عمتها ..
السيدة "فاتن جلال" تجلس بجوار سريرها في الكرسي الوثير ...
-عمتو! .. رددت "راندا" بغرابةٍ
رفعت المرأة الأربعينية رأسها المصبوغ حديثًا بالأشقر الداكن، ابتسمت لها تلك الابتسامة الدبلوماسية التي لا تلوي على شيء وقالت بهدوءٍ:
-تعالي يا راندا.. تعالي أقعدي قصادي
أنا مش هطول عليكي جيت بس أقولك كلمتين بالنيابة عن أبوكي وهاسيبك على راحتك.
عبست "راندا" مستغربة أكثر، لكنها سارت ناحيتها وجلست قبالتها وهي تلقي بالمنشفة الصغيرة جانبًا، نظرت إليها باهتمامٍ قائلة:
-خير يا عمتو. إيه الموضوع؟
ردت "فاتن" محافظة على ابتسامتها:
-أنا طلبت من منصور إني أنا إللي أكلمك. لأنك ماتعرفيش هو كان غضبان أد إيه
لما عمر البدري كلّمه.. عمر ده ابن خالة طليقك نديم صح كده؟
الآن قد بدأت تدرك الصورة تقريبًا ..
وارتسم هذا الادراك على محيّاها وهي تومئ لها قائلة:
-أيوة يا عمتو.. عمر ابن خالة نديم
ممكن أعرف كلّم بابا ليه؟
-كلّمه عشان يحذره من إللي انتي ناوية تعمليه. قال إنك بكرة محضرة فضيحة لطليقك وبنت عمه
الكلام ده صحيح يا راندا؟
-أيوة صحيح! .. جاوبتها دون أن يرف لها جفنٍ
لتقول "فاتن" بجدية:
-شكرًا على صراحتك.. بس أنا بقى إللي بحذرك بأسمي واسم أبوكي
إياكي تعملي أي حاجة من دي. وإلا احنا أول ناس هانكون ضدك.
راندا بصدمة: هو بابا إللي باعتك تقوليلي كده؟
يعني كمان عايز يحاربني بدل ما هو إللي ياخد لي حقي؟؟
-حقك الأيام إللي هاترجعه. وعلى حسب ما سمعت نديم بالفعل بدأ يدفع التمن
لكن إللي انتي عايزه تعمليه ده هايجرنا احنا لسكة مش بتاعتنا.. راندا. احنا أعلى من المستوى ده بكتير. فاهماني؟
راندا بغلٍ: بس أنا جوايا نار.. نااار يا عمتو
أعمل فيها إيه؟ أطفيها إزاي؟ انتي أصلك ماتحطيش في نفس موقفي
ماشوفتيش جوزك وهو بيخونك بعينك.. أنا شوفتهم وهما مع بعض
وقبلها كنت بشوف عليهم حاجات كتير.. تخيلي لما في لحظة تتأكدي من شكوكك.. متخيلة الصدمة إللي أنا كنت فيها؟؟!
امتلأت عينيّ "فاتن" تعاطفًا نحوها، مدت يدها ممسكة بيد الفتاة التي لطالما اعتبرتها ابنتها، ثم قالت برفقٍ:
-راندا. يا حبيبتي.. أنا حاسة بيكي
عارفة إنك حبتيه. بس صدقيني انتي مش أول ولا آخر واحدة جوزها يخونها
وده عمره ما يقلل منك.. نديم ماحبكيش. أنا عارفة ان الحقيقة دي بتوجع
بس الوقت كفيل يعرّفك ان انتي كمان هاتنسيه. وهاتحبي تاني.. يا حبيبتي ده كان أول راجل في حياتك. اول حب.. وهو ده السبب الوحيد إللي تعبك.
لا تعرف كيف، ولم تقوَ على السيطرة حتى وهي تعترف بغتةً بينما تفرّ دمعة كبيرة من عينها:
-أنا لسا بحبه.. أنا بحبه يا عمتو!!
وقبل أن تنفجر بالبكاء، أدركتها عمتها تضمها إلى صدرها بقوة، سامحة لها بافراغ كل هذا الأسى بين أحضانها ..
وبعد فترة قصيرة لم يسعها إلا أن قالت لها واعدة وهي تمسح على رأسها بحنوٍ:
-هاتتخطي الحب ده.. وهاتلاقي حب أعظم منه بكتير يا راندا.
___________________________________________________
-أنا عايزة ميمي!
إلتفت "زين" نحو عروسه الجالسة بجواره في سيارته رباعية الدفع، رآها تنظر إليه برهبةٍ وتقلب شفتها السفلى دلالةً على انزعاجها، ألقى نظرة بالمرآة الأمامية وهو يقول بهدوءٍ:
-العربية إللي ماشية ورانا فيها كل هدومك وحاجاتك.. ميمي أنا بنفسي هاروح أجبها لك
بس لما نوصل بيتنا وأطمن عليكي هناك يا حبيبتي.
وشملها بنظرة أخرى ليراها لا زالت على قلقها، فسألها باهتمامٍ وهو ينقل ناظريه بينها وبين الطريق:
-إيه تاني. مالك يا ريري؟
في حاجة مضايقاكي؟
فاضت الحيرة من عينيها وهي تقول بطريقتها الطفولية:
-هو أنا يعني مش هشوف عمر تاني؟
أنا مشيت منغير ما أقوله!
-مين قال يا حبيبتي إنك مش هاتشوفيه تاني بس؟
انتي مش مهاجرة يا ريري. انتي اتجوزتي يا حبيبتي
يعني عادي هاتعيشي حياتك زي ما كنتي مافيش أي حاجة هاتتغيّر. إلا إن بقى ليكي بيت جديد. بيتي بقى بيتك من إنهاردة
وتقدري تشوفي عمر في أي وقت تحبيه سواء عندي أو عند باباكي.. كل إللي عليكي بس إنك تطلبي مني
أطلبي مني إللي انتي عايزاه وأنا أنفذهلك فورًا.
رآها تبتسم أخيرًا، فابتسم بدوره معجبًا أكثر ببراءتها الأشبه بجداول مياه صافية، وساد الصمت لبقيّة الطريق ..
وصل "زين نصر الدين" إلى قصر العائلة ..
كان جده وأبيه قد سبقاه، صطف سيارته بوسط الباحة، نزل واستدار حولها ليفتح الباب من جهة عروسه، أمسك بيدها الرقيقة وساعدها على النزول ..
كانت مضطربة للغاية بسبب ثوبها الطويل، وتلك الجزمة عالية الكعبين، لم تتحملها أكثر من ذلك ..
سحبت يدها من يده بقوة، فارتفع حاجبه مستغربًا وهو يسألها:
-بتعملي إيه يا ريري؟
راقبها وهي تنحني لتخلع زوجيّ الحذاء، وتفاقمت دهشته وهو يراها تلقي بهما بعيدًا وحدًا تلو الآخر، ثم سمعها تقول بلهجة مرتاحة:
-أنا عمري ما هلبس الجزمة دي تاني أبدًااااا!
عاود النظر إليها وهو يقول بجدية:
-ريري. إللي عملتيه ده غلط. ماينفعش نرمي حاجاتنا بالشكل ده.
ريهام بتبرمٍ: مش أنا إللي اخترتها. بابي جابها لي. تبقى مش بتاعتي.
زين بصلابة: باباكي بيجيب لك كل حاجة ودي من ضمنهم يبقى بتاعتك
من فضلك روحي هاتيها والبسيها. لو مش عايزاها تاني خلاص ماتلبسيهاش لكن دلوقتي حالًا تروحي تجبيها وتلبسيها.
عقدت ذراعيها أمام صدرها مغمغمة بغضبٍ طفولي:
-بتوجعني في رجلي. مش هالبسها أنا!
رق قلبه حين لمح احمرارًا طفيف في عينيها، وخشى أن يتطور الوضع إلى حد يصعب إصلاحه، فإذا به يتنهد باستسلامٍ ..
استدار وذهب ليلتقط زوجي الحذاء، ثم عاد إليها وقال بصوتٍ به نبرة حزم:
-أنا هاعديها لك المرة دي عشان احنا مبسوطين إنهاردة ومش عايز أزعلك. لكن خلّي بالك التصرفات دي مش مقبولة يا ريري. لما تبوظي حاجة لازم تصلحيها.. مفهوم؟
أومأت له بطاعة ..
فمد يده ممسكًا بيدها، سار بها نحو المنزل وهو لا يزال يمسك في يده الأخرى حذائها، قرع جرس الباب وأمر المستخدمة التي فتحت لهما:
-حد يطلع ياخد الشنط إللي برا فوق على أوضتي.
-أوامرك يا باشا.
مرّ "زين" للداخل ساحبًا "ريهام" خلفه، وصولًا إلى البهو حيث جلس أفراد العائلة بانتظاره ..
رمقهم بنظرة شاملة، واستطاع ان يرى الصدمة على وجوههم، وخاصةً عندما شاهدوا تلك الفتاة معه وأصبخ النبأ صحيحًا ...
-مساء الخير! .. ألقى "زين" التحيّة عليهم بهدوءٍ
لم يرد أحد، فاضطر جدّه للتحدث ليخفف من وطأة الموقف:
-حمدلله على السلامة يا ولدي.. أوضتك جاهزة والعشا جاهز
خد مرتك وأطلع والوكل جاي وراكم. يلا يا حبيبي.
كاد "زين" يطبّق أوامر جدّه، لولا صوت أمه الذي ارتفع فجأةً:
-أستنى يا زيـن.
توقف "زين" متطلعًا إليها، هبّت من مكانها واقفة، وقبل أن تفتح فاها ثانيةً زجرها بعينيه قائلًا بصرامة:
-من فضلك يا أمي.. هاوصل ريهام لأوضتي وجايلك. دقيقة واحدة وراجع.
لم تنطق بعدها ..
ليأخذ عروسه ويصعد بها للأعلى، في نفس الوقت كان الخدم قد نقلوا حقائبها هناك، خرجوا وأغلقوا الباب ورائهم، فنظر "زين" إلى عينيّ "ريهام" مباشرةً وقال:
-بصي يا ريري. دي اوضتي ومن إنهاردة بقت أوضتك انتي كمان. عاوزك تتصرفي براحتك خالص وعندك هنا كل حاجة ممكن تحتاجيها وفي حمام كمان ..
وأشار لها ناحية غرفة الحمام الصغيرة بأقصى الجناح ..
نظرت له ثانيةً وقالت بتوتر واضح:
-مين الناس إللي كانوا تحت يا زين؟
-دول أهلي يا حبيبتي. إللي شوفتيهم تحت دول كلهم أهلي. وهاعرفك عليهم بس مش دلوقتي
انتي دلوقتي محتاجة تغيري هدومك وتاخدي شاور وتتعشي وتنامي. بكرة ان شاء الله هاعرفك على كل إللي هنا وهاخدك وأوريكي البيت كله.
-طيب انت. انت هاتمشي وتسيبني؟
أنا بخاف أقعد لوحدي!
قبض "زين" على يدها الصغيرة وشدّ عليها بلطفٍ وهو يقول:
-لأ. أنا مش عايزك تخافي من أي حاجة. مش أنا قلت لك قبل كده لازم تكوني قوية وتعتمدي على نفسك؟
أومأت له، فاستطرد:
-وقلت لك أي حد يضايقك وأنا مش موجود تعملي إيه؟
رددت كلماته التي حفظتها عن ظهر قلب:
-مأردش على حد وأستناك لحد ما ترجع.
حثها بإلحاحٍ: ولما أرجع هاعمل إيه؟
تبسمت بحبورٍ وقالت:
-أي حد هايزعل ريري زين هايزعله جامد.
ابتسم لها برضا وقال ممسدًا خدّها برفقٍ:
-برافو عليكي.. كده تعجبيني. ومع ذلك بردو أنا مش هاتأخر عليكي
هانزل أعمل حاجة بسرعة وجاي لك.
وتركها بعد أن قطع هذا الوعد، بأن يعود إليها سريعًا، هبط إلى الأسفل مجددًا ..
امتثل أمام عائلته مرةً أخرى وهو يقول بصوته الأجش:
-خير يا أمي.. كنتي عاوزاني في حاجة؟
السيدة "رؤيا" التي لم تتحرّك من مكانها حتى عاد، الآن تسير تجاهه قائلة بغضبٍ مكبوت:
-إزاي.. إزاي تتجوز من ورايا يا زين؟
إزاي عملت فيا كده؟ إزاي نسيت إنك ابني الوحيد ولاغتني بالشكل ده؟؟؟
تداخل صوتًا آخر لأبرز رجال العائلة.. وهو الذي لم يكن سوى "سليمان نصر الدين" الذي علا صوته بحدةٍ سافرة:
-وهو لاغاكي انتي لحالك يا رؤيا؟ ده ماهموش عيلته كلها
ماهموش أنا بالذات. ابنك عارف من وهو عيّل لسا ماخطّش الشنب في وشه إنه هايتجوز بتّي.. بس هو عمل إيه؟ راح جاب للعيلة بت عبيطة عجلقها (عقلها) خفيف.
-عمـــي سليمــان!!! .. صاح "زين" بغضبٍ
وأردف بلهجة تحذيرية شديدة:
-إللي بتتكلم عليها دي بقت مراتي. وبعيدًا عن هدفي من الجوازة دي أنا عايزكوا كلكوا تسمعوا الكلام ده وتحطوه في بالكوا كويس
ريهام بنت معالي السفير بقت مراتي. وأنا إستحالة أفكر أسيبها في يوم من الأيام. حتى لما ليلى ترجع. هاتفضل على ذمتي وهاتعيش في بيتي معززة مكرمة.. وأي حد هايفكر يتطاول عليها هايحط نفسه قدامي.
أفلتت شهقة بكاء أنثوية ..
فإذا بـ"شهد" تقفز واقفة في مكانها، وتركض بسرعة للخارج مكممة فاها بيدها، ليستقطب "زين" نظرات الجميع أكثر الآن ..
ألقى "رياض" كلمته بصرامةٍ:
-زين ماعملش حاجة ورا ضهري يا سليمان.. أنا بنفسي شهدت على جوازته الليلة.
نظر "سليمان" إلى عمه مرددًا بذهولٍ:
-انت يا عمي؟ للدرجة دي لا أنا وبتّي نساوي عندك حاجة؟!
حاول "طاهر" تلطيف الأجواء بدبلوماسيته المعهودة:
-أبويا مايجصدش يا سليمان.
أسكته "رياض" بإشارة من يده، ثم نظر إلى "سليمان" وقال بحزمٍ:
-أسمع يا سليمان. الجوازة دي ماهتغيّرش حاجة واصل. أنا أهم حاجة عندي ليلى ترجع بأي تمن
والتمن ده كان جواز زين من بت السفير. ابن خالتها هو نفسه ولد الحرام إللي ضحك على ليلى
هي دي نجطة (نقطة) ضعفه. ولما نساومه عليها هايرجع ليلى.
سليمان باقتضابٍ: في وسط ده كله ماسمعتكش جبت سيرتي أني ولا بتّي يا عمي!
رياض بجدية: ماتفكرش إن دي حاجة تفوتني.
ونظر إلى "زين" يحثه على قول ذلك بنفسه ..
تنهد "زين" بنفاذ صبرٍ وهو يقول على مضضٍ بصوته الصلب:
-أنا لسا عايز بنتك شهد يا عمي.. لو انت لسا موافق.. أنا بطلبها تاني منك دلوقتي.
نظر له "سليمان" وقال ببرودٍ:
-بتّي هاتبجى التانية يعني يا زين باشا؟
-لاه يا سليمان! .. هتف "رياض" مجتذبًا أنظار الأخير ثانيةً
ثم أعلن بصرامة قاطعة:
-شهد هاتبجى التالتة.. زين مايهتجوز بتّك إلا بعد ما يرجع لي ليلى ويكتب عليها!............................................................................................................................................................ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يتبع ...
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا