رواية هيبة نديم وليلي الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل التاسع والثلاثون 39 هى رواية من كتابة مريم محمد رواية هيبة نديم وليلي الفصل التاسع والثلاثون 39 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هيبة نديم وليلي الفصل التاسع والثلاثون 39 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هيبة نديم وليلي الفصل التاسع والثلاثون 39

رواية هيبة نديم وليلي بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل التاسع والثلاثون 39

_ أتحسّى غرامك ج1_ :
لم يترجم عقله الجواب الذي سمعه للتو، فأستوضح أبيه عاقدًا حاجبيه ببلاهةٍ:
-أفندم! قلت ريهام فين؟
يكرر "عاصم البدري" إجابته على مسامع ابنه دون ان يرف له جفن:
-ريهام. أختك.. في بيت جوزها.
تدلّى فاه "عمر" وهو يردد مصدومًا:
-جوزها مين؟؟!!
عاصم ببرود: جوزها.. الرائد زين نصر الدين
أنا جوزتها له إنهاردة. كتبنا الكتاب مافيش من ساعتين.
وهنا سقطت كعكة "الآيس كريم" من بين يديّ "عمر" ..
ليتخذ خطوتين هجومتين نحو والده وهو يصيح فيه بعنفٍ:
-عملـت إيــه؟ جوزتهــا؟
انت أكيد اتجننـت. أكيد بتهـرج!!!!
هزّ "عاصم" رأسه سلبًا وقال بهدوءٍ:
-أنا بقولك الحقيقة يا عمر.. أختك اتجوزت.. بقت في عصمة راجل.
عمر بصراخٍ جهوري:
-راااجل!
راجل مين؟ انت شكلك دماغك اتلحست. أسمعني
تكلم الواد إللي ممشيه وراك ده وتقولّه يرجع أختي. قسمًا بالله لو ما رجعت ريهام الليلة لا أهدّ الدنيا فوق دماغ الكل.
عاصم بصرامة: انت ماسمعتنيش كويس؟ بقولك أختك اتجوزت وبقت في عصمة راجل
الليلة دي دخلتها. عاوزني ببساطة أكلم جوزها وأقولّه رجعلي بنتي.
اقترب "عمر" خطوة أخرى منه وقد صارت حرارة جسده اللاهبة تمس أبيه بشكلٍ ملحوظ، بينما يردد من تحت أنفاسه الغاضبة:
-انت لو ماعملتش إللي بقوله اتأكد ان ده كله مش هايعدي على خير. وهانسى إني بتعامل مع أبويا!
عاصم مبتسمًا بسخريةٍ:
-بجد! تصدق شوقتني جدًا أعرف هاتعمل إيه!
قولّي يا عمر إيه إللي تقدر تعمله في أبوك؟
رد "عمر" بخشونةٍ نزقة:
-هاسجنك.. إللي عملته جريمة
ريهام فاقدة الأهلية. ماينفعش تتجوز وانت جوزتها. شوف بقى هاتخسر إيه قصاد إللي عملته
كيانك وتاريخك السياسي كله يا معالي السفير. ومش هاكتفي بكده!!
لا يزال "عاصم" محتفظًا بابتسامته الساخرة وهو يقول بفتورٍ:
-حلو.. حلو أوي يا عمر
وأنا بوعدك. قبل ما تثبت ده. هكون واخد بنتي ومسافر بيها. وطالما مش هاتعيش مع زين جوزها
هاخليها تعيش عمرها الجاي كله في مصحة برا. وعمرك ما هاتشوفها تاني في حياتك.
صمت لبرهةٍ، إذ بوغت فعليًا، ثم قال بنظراتٍ محتقنة:
-انت ماتقدرش تعمل كده
ماتقدرش تاخدها مني!!
عاصم بحزمٍ: ريهام بنتي. فوق يا عمر.. أنا أبوها. أنا لسا عايش مامتش.
عمر بكراهية عمياء:
-ياريتك كنت مت!
حدق "عاصم" فيه واجمًا ولم يرد، بينما يستطرد "عمر" منفعلًا:
-انت عارف انت عملت إيه؟ انت بتعمل نسخة تانية من أمي. انت بتموّت ريهام بالبطيئ
ريهام من الليلة دي بدأت تعدّ أيامها.. بقت زي أمي!!!
عاصم باقتضابٍ: انت مكبر الموضوع. لكن بكرة الأيام تثبت لك إني ماعملتش في أختك غير الخير والمصلحة
لما انت تروح تتجوز وتخلّف وتعيش حياتك. هاتكون هي على ذمة راجل.. هايحميها وياخد باله منها.. هي كمان من حقها بيت وعيلة. من حقها تكبر وسط ناس يراعوها لحد آخر يوم في عمرها. انا وانت مش دايمين ليها. ولا حتى نديم ابن خالتك. كل واحد فينا هايجي له يوم ويختفي من حياتها. تقدر تقولّي ساعتها مصيرها ممكن يكون إيه؟ 
لم تخفف كلماته ذرة من أجيج غضب "عمر".. بل إنه كوّر قبضته بشدة متمنيًا لو أن بامكانه تهشيم وجه أبيه ..
لكنه يدرك بأنه مقيّد عن ذلك، فينفجر صارخًا بوحشيةٍ وهو يستدير محطمًا كل شيء أمامه، طاولة هنا، فاظ هناك، وخاصةً الكرسي الهزاز الذي يفضّله "عاصم".. إنهال عليه "عمر" تكسيرًا ..
قضى عشر دقائق كاملة يحطّم ويفسد البهو بالكامل، ثم توقف أخيرًا وهو يتنفس بصعوبةٍ والعرق يقطّر من وجهه، مرّت الثوانِ دون أن ينطق أحدهما ..
ثم انطلق "عمر" للأعلى، غاب لدقائق، ثم ظهر مرةً أخرى وهو يهبط الدرج جارًا خلفه حقيبة سفره المتوسطة ..
لم يبدو على "عاصم" أيّ تأثر برحيله، لكنه قبل أن يذهب توقف بجواره ليسأله بجفافٍ دون أن ينظر إليه:
-الباشا إللي اتجوز أختي.. عنوانه إيه؟
لم يتردد "عاصم" وهو يخبره عنوان قصر آل"نصر الدين".. ثم قبض على ساعِده قبل أن يرحل وقال:
-أنا عايزك تعرف حاجة أخيرة.. لو كان عندي ذرة شك إن ريهام مش حابة ولا قابلة تكون مع زين. عمري ما كنت سبتها له
أختك أعجبت بيه. وهاتحبه.. لو تقدر تحط ثقتك فيا مرة واحدة بس وتصدقني.
أدار "عمر" رأسه رامقًا إيّاه باستنكارٍ حاد وهو يقول:
-انت مجنون!
عاصم بصلابة: أنا عشت مع أمك. أمك إللي حالتها كانت اسوأ من أختك
وحبتني.. وأنا كمان.. أنا كمان حبتها!
رد "عمر" وهو ينتزع يده من عليه بقساوة:
-عشان كده سيبتها تموت!!
صمت "عاصم" ناظرًا إليه باستكبارٍ، ليضيف "عمر" آخر كلماته:
-من اللحظة دي. تنسى ان ليك ابن اسمه عمر.. لأن حتى ريهام إللي كانت بتربط بينّا خلاص
انت ضيّعتها.. بس وعزة الله.. لو حصلها أي حاجة بسببك أو بسببه. مش هايكفيني فيكوا إلا الدم!
وتركه ورحل أخيرًا ..
ليعود "عاصم البدري" رجلًا وحيدًا مرةً أخرى ...
_________________________________________________
تلك شقته.. هي ذاتها التي جاءت إليها برفقته مرتين ..
مرة حين وقّعت معه عقد زواجهما العرفي.. ومرةً أخرى عقب عودتهما من شهر العسل المزعوم ..
اليوم تدخلها مجددًا، لكنها مجبرة، إذ كان يحملها على يديه دون أن تقدر على النطق بكلمة أو حتى الاعترض لشدة تعبها ..
لم تتعافى كليًا بعد، كان يلزمها بضعة أيامٍ أُخر في سريرها والاهتمام بغذائها كما أوصى الطبيب، لكنها لا تنصت، لم تعد تطيع أيّ أحد ..
تفلت من بين شفتيها آهة عندما يضعها فوق أريكة الصالون الوثيرة، لكنها تعند وتقوم من رقادها، تجلس فقط محدقة بالأرض، بينما يقف أمامها ساكنًا للحظاتٍ، ثم يقول أخيرًا:
-مين كان يصدق!
مين كان يصدق ان الحياة توصل بينا لهنا؟ وإنك انتي يا ليلى. تقدري تقسي على حبنا بالشكل ده!
لم تحرّك "ليلى" ساكنًا، ليزفر "نديم" مطوّلًا ويهبط بجسده بجوارها، ترتعد غريزيًا عندما أحسّت بجسده قريبًا منها، حاولت الابتعاد، إلا أن قبضته جمدتها في مكانها حين أمسك برسغها فجأةً ...
-لدرجة إنك مش قابلة تبصي في عنيا! .. تمتم بلهجته الخافتة الجذّابة
شدّها نحوه برفقٍ، بينما تقاوم بلا جدوى وهي تغمض عينيها بشدة:
-قوليلي إيه الذنب إللي عملته عشان تعاقبيني بالطريقة دي؟
ذنبي إني حبيتك يا ليلى؟ بصي في عنيا وجاوبيني.. بصيلي يا ليلى!!
لم يتركها حتى نفذ رغبته وجعلها تنظر إليه، أسبل نظراته الوالهة على نظراتها الحانقة، كم بدت جميلة!
حتى وهي على حالها التعس، وكآبتها الواضحة، لطالما يراها فتاته الرائعة، أميرته المُدللة، امرأته التي هو على استعدادٍ لمحاربة الجميع لأجلها ..
ليتها تعي حقيقته.. حقيقة أنه ليس سوى عاشقٌ.. العاشق لا يُلام على أفعاله وحتى جرائمه!!
-قوليلي إيه إللي ممكن أعمله عشان ترجعيلي تاني زي الأول! .. همس لها ببطءٍ وهو يتفرّس ملامحها على هوادة
ارتعش فمها لشدة انفعالاتها المكبوتة، ثم قالت من بين أسنانها:
-تقدر انت ترجعلي ابني إللي خدوه مني وأنا صاحية؟ وماكنتش قادرة أحميه ولا أبعدهم.. تقدر؟!
حبس أنفاسه لوهلةٍ، ثم رفع عينيه إلى عينيه قائلًا بثباتٍ:
-أقدر أديكي غيره. وقلت لك.. وكمان وعدتك إني مش هاسيب حقه ولا حقك
كفاية بس تقوليلي انتي عايزة إيه وأنا انفذه يا ليلى. بس الحاجة الوحيدة إللي إستحالة أنفذهالك هي بُعدي عنك
مستحيل. وانتي عارفة إنه مستحيل.. أنا وانتي مانقدرش نعيش بعيد عن بعض. بطل مكابرة.. ليه بتعملي فينا كده؟
ردت عليه من بين دموعها:
-انت إللي عملت فينا كل ده يا نديم. انت ضحكت عليا.. انت السبب في كل ده.
نديم باستنكارٍ: أنا السبب في إيه؟
أنا إللي رميتك يعني وانتي لسا طفلة رضعية؟ أنا إللي كنت عايز أقتلك؟ أنا إللي قتلت ابننا يا ليلى؟؟
-انت كدبت عليا!! .. صاحت فيه بضراوةٍ وهي تلكم صدره بكل قوتها الركيكة
وأردفت من بين أنفاسها العنيفة:
-عرفت حقيقتي وخبيت عني.. اتجوزتني في السر وانت عارف كويس انت بتعمل إيه.. ضحكت عليا واستغلّيت حبّي ليك وثقتي فيك. كنت عارف إني مش هقاومك وهاسلّمك نفسي لأني فاهمة إنك ابن عمي وحبيبي. إستحالة تضرني.. بس صح.. أنا مش بنت عمك. لأني لو كنت فعلًا من دمك ماكنتش عملت فيا كده.. انت خلّيتني زي الست إللي ولدتني. زي ما بيقولوا عليها... خاطيـة!
-أسكتي! .. هتف واضعًا سبابته فوق شفاهها
رمقها بنظرة محذرة، بينما تسيل مدامعها بضعفٍ وهي تسمعه يقول بغلظةٍ:
-انتي مراتي يا ليلى.. أنا اتجوزتك وفي شهود على كده
جوازنا متسجل كمان. مافيش واحدة بتغلط مع جوزها.. وأنا فهمتك ليه اضطريت اتجوزك بالطريقة دي
أنا مش ممكن أسمح للناس دول يدخلوا حياتك. الناس دول ماشفقوش على بنتهم.. متخيّلة إني ممكن آمن عليكي وانتي تعرفيهم حتى وانتي معايا؟!
توقفت عيناها عن ذرف الدموع، لتقول بلهجةٍ جامدة:
-جدي جالي برجليه.. هو الوحيد إللي عايزني
لو كان شايفني زي أمي ماكنش جالي!
كزّ "نديم" على أسنانه مغمغمًا:
-إياكي.. إياكي تفكري حتى مجرد تفكير إنك ترجعيله يا ليلى
أنا مش هاسيبك.. ليلى ..
وقبض على ذقنها مجبرًا إيّاها على النظر مباشرةً في عينيه، وقال بينما أنفاسه تحرق بشرتها:
-انتي مش هاتخرجي من هنا.. مش هادّيكي حريتك إلا بعد ما أعوضك بطفل تاني غير إللي راح مننا.. ده الحاجة الوحيدة إللي هاترجعك ليا... هو إللي يقدر يربطنا أكتر ببعض!............................................................................................................................................................ 

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا