رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الاربعون 40 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الاربعون 40 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامة رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الاربعون 40 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الاربعون 40 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الاربعون 40
رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الاربعون 40
بـ شقة إبتهاج
كان يُنفث دخان الأرجيلة ببطء، عينيه تنظر بالفراغ… لكن عقله مشغول بصوت ريان…
صرخاته كانت تمزق داخله قبل أن تشق هواء الغرفة… كل أنين ألم يصدر منه يُعيد إلى ذهنه حقيقة مُرة… لو لم تتوغل تلك السموم من جسد ريام ، ما كان سيصل إلى هذا الحال….
مفعول المسكنات يكاد لا يُعطي سوا مفعول ضئيل مقابل قسوة جروحه الغائرة… الألم يُنهش جسده كذئب جائع، يلتهمه بلا رحمة…
شعر بوخز قوي في صدره، خليط بين تأنيب الضمير وقهر العجز، رفع رأسه يتابع الدخان المتصاعد وكأنه يبحث في خيوطه الرمادية عن مخرج، عن لحظة سكينة تُنقذه من هذا الانهيار البطيء… لكن لا شيء سوى صدى صرخات ريان، يجرحه هو الآخر… ومنظره يُعاد برأسه ارتعشت يداه وهو يضغط على صدره بعنف، دخان الأرجيلة خرج متقطعًا ، حتى كاد يختنق به…
ألقى الخرطوم جانبًا ونهض مترنحًا، يتذكر
«قبل أيام
ازدادت حدة أنين ريان ، صار صوته يعلو كأن كل جرح في جسده يُصرخ من قسوة الألم…
والعجز.
صرخة شقت سكون الليل، صرخة كسرت صبره، جعلت قلبه ينقبض وكأن السكين قد غُرزت فيه هو…
اقترب منه بخطوات مضطربة، مد يده ليمسك بكفه البارد، يتمسك بآخر خيط بينهما، هامسًا بصوت مُختنق بالدموع:
استحمل… استحمل يا ريان، دلوقتي مفعول المُسكن يشتغل والألم هيخف.
صمت ريان لحظات لكن الألم لا يخف بل يزداد نهشًا،عاد يصرخ …
رائحة والدواء بالغرفة تخنق، ولا ألم ريان يهدأ… لحظة ذروة،لحظة وجع، لم يعد فيها للألم حدود ولا للدمع خجل… سالت دموع عزمي مثلما سالت دماء ريان من قسوة الألم والحركة، لم يعُد سوا طريق واحد
الاستسلام لقرار طوفان لابد من نقله لـ مشفي مُتخصص لعلاج الادمان، ربما يستطعون إنقاذه…
وقع على اوراق المشفي بما فيها قرار إخلاء المشفى لمسؤليتها لو زاد تدهور حالة ريان
»
سعل بشدة بعدما امتلأ المكان بمزيج خانق من دخان الأرجيلة… ارتعشت يداه وهو يضغط على صدره بعنف، دخان الأرجيلة خرج متقطعًا ، حتى كاد يختنق به…
ألقى الخرطوم جانبًا ونهض مترنحًا… بجسد هُلامي، حتى أنه لم يستطيع السير كثيرًا… وقع على احد المقاعد بالمكان، تسيل دموعه… غير مُنتبه لـ إبتهاج التي تقف بمكان قريب تُتابع ذلك تشعر بتشفي تلمع عينيها بشماتة،
بينما جذب عزمي هاتفه وقام باتصال قائلًا باندفاع:
ريان يا طوفان
أجابه طوفان: ريان الدكتور المسؤول عن حالته كل يوم بيبعت لى رسالة عن حالته بالتفصيل، هبعتلك رسالة النهاردة.
شعر عزمي بأسي قائلًا:
أنا عاوز أشوفه.
تنهد طوفان بمهادنة:
تمام يا خالي هتصل عالدكتور ولو سمح بالزيارة هرد عليك.
أنهى عزمي الاتصال وقام بقراءة تلك الرسالة التي وصلته مفادها أن شبه لا تقدُم فى حالة ريان تقدُم بطيء للغاية… ترك الهاتف، يشعر بوخزات قويه… لحظات وسمع صوت الهاتف، جذبه وقام بالرد على طوفان الذي أخبره:
الدكتور سمح إنك تزور ريان بكره وأنا هاجي معاك.
تنهد عزمي بشجن قائلًا:
تمام من بدري هستناك نروح القاهرة سوا.
توقف للحظات ثم تحدث بامتنان:
شكرًا لك يا طوفان.
أجابه طوفان:
الاهم دلوقتي ريان يعدي مرحلة الخطر يا خالي.
أمن عزمي على قوله قائلًا:
ان شاء الله، مرة تانية شكرًا يا طوفان.
اغلق عزمي الهاتف وضع رأسه بين يديه ضائع…
عادت تلمع عيني ابتهاج بشمت وتشفي وهي تهمس لنفسها بغضب وحنُق:
قال وأنا اللى قولت إنك الوحيد اللى هقدر من خلاله أنتقم من طوفان، طلعت إنت كمان تابع له.
زفرت نفسها بحقد تهمس:
لازم أشوف طريقة أتخلص منك فى أقرب وقت، مش هطلع من الجوازة دي بلا مكسب.
❈-❈-❈
بمنزل عزمي
أصبحت سامية تلوم نفسها وتغوص في دوامة مراجعة قاسية مع نفسها… بعدأن كانت متمسكة بفكرة بقاء ريان هنا، ظنت أن قربه منها أفضل،،، رفضت بقوة اقتراح عزمي و طوفان بسفر ريان إلى القاهرة والدخول لمستشفى مُتخصص يملك إمكانيات أكبر…
لكن امتثلت لقرارهم حين رأت وجعه يزداد وصراخه يمزق قلبها، يغمرها شعور مرير بالذنب… انعزلت عن الجميع، مزوية في منزلها قلبها يمتلأ بالألم … وليس ذلك فقط السبب بل تخشي نظرات منحولها… ا تتهرب من نظرات عيونهم، تخشى أن يقرأوا بداخلها ذلك الندم الذي يحرقها. لم تعد تملك القوة لتجادل أو تعارض، اصبح كل ما تريده أن ينجو ريان، حتى لو كان ثمن ذلك أن تعترف بخطئها…
بخضم تلك الدموع التي تسيل من عيونها… دلفت خادمة اليها قائلة بتردُد:
ست سامية… وليد بيه وصل للدار وطلع لأوضته.
ربما لوهلة خفق قلبها وهدأ وجع قلبها قليلًا، وجففت دموعها بيديها ونهضت سريعًا تتجه نحو غرفة وليد فتحتها بلا استئذان ترسم بسمة اشتياق، لكن سرعان ما خفتت بسمتها حين راته يقف مسنودًا على ذلك العكاز الطبي، إقتربت بلهفة سائلة باستفسار:
وليد إيه اللى حصلك إنت كمان، هي عين واعرة ورشقت فيكم إنتم الإتنين، طول عمرهم بيحسدوني إني خلفت صبيان.
تهكم وليد مستهزءًا:
هما مين دول اللى بيحسدوكِ.
وضعت يدها على كتفه قائلة بتفسير:
كتير بيحسدوني لحد عينيهم ما صابتك إنت وأخوك.
تهكم وليد بلا مبالاة قائلًا:
أخويا… أخويا إيه اللى جراله.
سردت له ماحدث مع ريان، لم يهتز وكانه لا يربط بينهم دم أخوة، تهكم مستهزءًا.. غص قلب سامية وسألته:
وإنت إيه اللى جرالك.
تهكم قائلًا:
عادى رجلي اتكسرت مش قصه، أنا جاي تعبان وعاوز أستريح.
غص قلبها من معاملة وليد القاسية كادت تتحدث لكن هو سبقها وتحدث بجفاء:
أنا مصدع من الطريق، عاوز أنام.
غص قلبها قائلة:
أخلى الخدامة تحضرلك الوكل.
رد بجفاء مصحوب بغضب:
قولت مصدع، سبيني عاوز أنام.
بإرتباك سكتت سامية، بلعت غصتها، وعينيها تلمع من الدموع وهي تحاول تتمالك نفسها. التفتت بخطوات بطيئة وهي تخرج من الغرفة، سابت الباب نص مفتوح كأنها لسه منتظرة يسمعها وينادي عليها. لكن وليد استلقى على الفراش، أدار وجهه للحيط متجاهل وجودها تمامًا.
خرجت ساميه تشعر كإنها غريبة داخل بيتها، قلبها يتلوى من قسوته، زاد الخذلان بداخلها وقفت في بالردهة للحظة، شردت في صورة ريان وهو يتألم، وفكرت كيف وليد أخيه لا يفرق معه رفعت إيدها تمسح دموعها تهمس بوجع:
إيه اللي جرالك يا وليد… ليه قلبك بقى حجر كده..
تهكمت باستهزاء:
ومنذ متى كان حنون، هو أخذ خِصال والده وأولها قسوة القلب.
بينما تمدد وليد على الفراش يزفر انفاسه يشعر بغصب ساحق، وتلك الأصوات تتردد الى أذنيه، وحديث تلك السيدتان كذالك صورة خروج طوفان وتلك اللعينة زوجته من منزل مرعي…
ازاد الغضب بداخله يتمتم لنفسه بوعيد:
مش هتمُر بالساهل يا طوفان، حسابك بقي كبير، أكيد الملعونة مراتك هي نقطة ضعفك وهي اللى هحسرك عليها قد حسرتي دلوقتي،كمان زينة هتفكر بكده إنها بعدت عن إيديا موهومة،ومرعي له معايا حساب لوحده.
❈-❈-❈
بمنزل طوفان
بمجرد ان دخلا الى الغرفة إستدارت وإقتربت منه رفعت يديها تُعانقه، إستقبل ذلك العناق بترحاب وضم خصرها مُبتسمً قائلًا بإستفسار:
يا ترا إيه سبب الحضن الجامد ده.
إبتسمت بدلال وهي تضع قُبلة على إحد وجنتيه…
اندهش قائلًا:
بوسه كمان، لا فى سر.
ابتسمت بدلال قاىلة:
هو لازم يكون فى سبب عشان أحضن جوزي وأبوسه.
ضمها أكثر يرفع يدها إلى شفتيه يُقبلها ببطء، ثم نظر في عينيها بعمق وقال بنبرة مليئة بالدفء:
لا طبعًا، بس أنا بحب أعرف السبب عشان أفرح بيه أكتر.
تنهدت بعشق وهي تسند رأسها على صدره قائلة بصوت واهن:
مفيش سبب غير إنى…
ابتسم بحنان، شدها إلى صدره أكثر وقاطعها يهمس في أذنها:
غير إنك إيه…
رفعت عينيها إليه بلمعة حب، ابتسمت قائلة بدلال وخباثة:
غير إني لازم اروح اوضة طنط وجدان عشان أجيب منها نوح.
ضحك بخفة، ثم حملها بين ذراعيه متجهًا نحو الفراش، وهو يهمس مازحًا:
مش وقت نوح خالص، أنا مش عاوز إزعاج.
ضحكت بدلال لكن فجأة شعرت بنغزة أصابت قلبها وارتعش جسدها، لاحظ طوفان تلك الرعشة وضعها بالفراش ثم إنضم إليها يضمها، نظرت له بتأمُل لحظات ثم قامت بحضنه، تبسم قائلًا:
أنا بقول نسيب نوح مع الحجة وجدان ونستغل الليلة فى…
توقف يغمز عينيه بوقاحة، ثم قال:
خصوصً أنا مسافر بكرة القاهرة ومحتاج جرعة غرام.
لوهلة خفق قلبها، وسألته:
وهتغيب هناك.
كان رده:
ممكن أرجع بكرة المسا لو خلصت المهمه اللى رايح عشانها.
-ويا ترا ايه هي المهمة اللى ظهرت فجأة كدة.
قالت ذلك بإستفسار فأجابها:
لو المهمة خاصة بيا كنت قولت لك، لكن..
قبل أن يستكمل حديثه، تمايلت برأسها ونظرت له بتركيز وعينيها تضيق بفضول وتحدثت بنبرة جادة:
لكن إيه يا طوفان؟ ، أنا حاسة إن في حاجة مش طبيعية… بالذات بعد مكالمة خالك لك واحنا فى الطريق
ابتسم ابتسامة مرح ومد يده يلمس خدها برفق قائلًا بمزح:
كنتِ مركزة اوي يا دكتورة… ده يعتبر تصنت
ضحكت درة قائلة:
لا مش تصنت، يلا قولي إيه سر المهمة.
أجابها بتوضيح، عن سوء حالة ريان.. زفرت نفسها بآسف:
للاسف دي نهاية التربية الغلط والاستهتار والدلع الزايد،
واحد مدمن والتاني مش بس قاتل لاء كمان قذر وعاوز ينتهك حُرمة بنت غلبانه،وفكر انه ممكن يشتري مُتعته منها بشوية فلوس يطمع بيهم مرعي ويبيع بنته زي ما عمل قبل كده وشهد زور واتسبب فى ضياع حق بابا،بس ربنا مش هيسيبه وعقابه جاي،و وليد كمان عقابه جاي.
شعر طوفان بالريبة قائلًا:
قصدك إيه يا درة…
توقف ثم استطرد حديثه بحسم قائلًا:
درة إحنا إتفقنا بلاش تتصرفي من دماغك كفاية،دلوقتي بقي عندك ولد.
نظرت له بغضب قائلة:
قصدك ايه،أنا مش مجرمة يا طوفان،وعارفة كويس إن بقي عندى ولد وبخاف عليه،وإطمن زي ما وعدتك مش هتصرف بعيد عنك…هقوم أغير هدومي وأروح لـ طنط وجدان أجيب نوح منها
شعر طوفان بغضب درة تنهد بآسف وقبل أن تنهض جذبها عليه تذمرت من ذلك قائلة:
لو سمحت سيني خليني…
قاطع حديثها وضم شفتيها بقُبلة مُتملكة بالشغف،فى البداية تمنعت لكن سُرعان ما ذابت بين يديه تحولت القُبلة الى مشاعر ترجمتها بصيغة عشق.
بعد وقت، ضم طوفان جسد درة بين يديه وهمس جوار أذنها بصدق:
بحبك يا درة ولحد آخر نفس فيا هفضل أحبك.
خفق قلبها بقوة،وشعرت برجفة رفعت رأسها ونظرت لوجهه رفعت إحد يديها وضعتها على وجنته تربت بحنان قائلة:
وأنا بحبك يا طوفان، بس بلاش طريقتك دي فى الكلام.
ضحك طوفان سائلًا:
طريقة إيه، قصدك كلمة آخر نفس فيا، متقلقيش يا حبيبتي، مش بيقولوا الحب بيطول العُمر.
وضعت رأسها على صدره وجذبت يده تضم أصابعه بين أصابعها قائلة:
هنعجز سوا يا طوفان، ونحكي لولادنا كل اللي مرينا بيه سوا.
ضمها لصدره يضع قُبلة فوق رأسها، أغمض عينيه سُرعان ما غفي، كذالك هي
سكنت لحظة وهي تستمع لدقات قلبه،تشعر بشعور غير مفهوم… ضمت نفسها له بقوة كأنه تود الالتصاق به.
❈-❈-❈
صباخً
فتحت عينيها على مُشاغبات وقُبلات طوفان، تبسمت وهي مازال النعاس يُسيطر عليها، رفعت يدها بكسل لتصد وجهه لكن ابتسامتها كشفت رغباتها فى دلاله… همس عند أذنها بصوت عابث:
صباح الخير يا درتي.
ابتسمت وهي تغمض عينيها من جديد، متوسدة ذراعه:
يا طوفان… سيبني أنام شوية، لسه بدري.
ضحك طوفان ومازال يشاغبها..
تململت بين ذراعيه محاولة أن تُفلت منه، لكنه أحكم حصاره ، وهمس بضحكة صغيرة:
ولا تحلمي… إنتي أسيرتي.
فتحت عينيها نصف فتحة، نظرت له نظرة مُدللة وهي تقول بنعاس:
ـطب ومين قالك إني راضية بالأسر.
اقترب أكثر، قبل جبينها ثم أنفها بخفة، وكأنه يُعاقبها بمزيد من القُبلات:
راضيه غصب عنك لأنك بتحبينى.
قهقهت بخفوت وهي تخفي وجهها في صدره:
طوفان، إنت جننتني.
شد ذقنها برفق ليلتقط نظراتها من جديد، صوته هبط جادًا لكن ما زال مفعمًا بالحنية والأشواق ويُلقي على أذنها همسات عشق ذابت بين يديه.
بعد وقت وقفت أمام تلك المرآة تلف وشاح رأسها، تبسمت حين إنعكس صورة طوفان وهو يقف خلفها يُهندم ثيابه تحدثت بعتاب قائلة:
دلوقتي هقول لـ طنط وجدان إيه، نسيت أبني عندك.
صحك وهو يضع يديه يضمها من الخلف، يضع رأسه على كتفها قائلًا:
متقلقيش يا حبيبتي، أكيد الحجة وجدان مبسوطة بحفيدها وهتقولك هاتي لى واحد كمان غيره.
إستدارت درة ولم تبتعد عن يديه.. تنظر له قائلة:
ليه بحس إن دي رغبتك قبل رغبة طنط وجدان.
ضحك وهو يجذبها له أكثر قائلًا:
عاوز يبقي عندى أولاد كتير،مش عاوز نوح يبقي وحيد زيي.
تمايلت بدلال قائلة:
طب إنت مكنتش وحيد جود أختك.
ابتسم قائلًا:
فى فرق تسع سنين بيني وبين جود…أنا مش عاوز يبقي بينهم فرق كتير وبقول سنة كفاية.
شهقت درة قائلة:
سنة…لا إنسي مش قبل خمس سنين عالأقل.
ضحك قائلًا بتصميم:
هنشوف الموضوع ده لما أرجع من القاهرة.
أنهى قوله بوضع قبلة على وجنتيها ثم شفتيها
ضحكت بدلال تستقبل قبلاته،حتى فصل شفتيه عن شفتيها إلتقطت نفسها قائلة بحشرجة صوت:
كفاية يا طوفان خلينا ننزل انا مكسوفة هبص فى وش طنط وجدان إزاي، هتقول عليا إيه.
ضحك طوفان وهو يمسك يدها مُبتسمً، غادرا الغرفة…
بعد قليل كانت درة تقف جوار سيارة طوفان الذي نظر حوله ثم ابتسم ووضع قبلة على وجنة صغيره وقبلة أخري على وجنة درة، ثم صعد الى سيارته مُغادرا…
عادت درة للداخل بصغيرها لم تنتبه الى ذلك الثعلب الحقير وليد الذي رأهما من شرفة منزل عزمي… شعر بغضب ساحق هامسً بحقد:
لازم العسل ده ينتهي، كُتر أكل العسل بيموع النفس يا طوفان والانتقام هيبقي بنفس طريقو الحرمان يا طوفان.
❈-❈-❈
بالقيادة العامة للشرطة
ادي حاتم التحية العسكرية للقائد الأعلى الذي تبسم له قائلًا مباشرةً:
مش كفاية راحة بقي يا سيادة الضابط وترجع في مهمات متأجلة وحان وقتها.
شعر حاتم بغصة هو ظن أن بتلك الفترة سيسترد جود لكن برغم اختطافه لها وتقديم اعتذارات كثيرة لكن هي لم تصفح عن خطأوه بحقها،الآن عليه العودة للعمل ربما ذلك يصرف عقله عن احساسه المؤسف تنهد بامتثال قائلًا:
أنا جاهز يا افندم.
ابتسم القائد قائلًا:
تمام في عملية مهمة فى الجبل مطاريد خد الملف ده فيه كل المعلومات عن الجبل وكمان خريطة للمكان، العملية هتم فجر بكرة نسق مع زمايلك فى المنطقة اللى فيها المكان،كمان محدش من العساكر يعرف ميعاد تنفيذ العملية مش عاوز الخبر يوصل لقطاع الطرق هناك،عنصر المفاجأة مهم.
أخذ الملف من يده قائلًا:
تمام يا أفندم.
أخذ الملف وغادر، عاد الى منزله دلف، بالردهة، استفبلته بدرية، شعرت بغصة من سأم ملامحه…جلس لوقت ثم ذهب الى غرفته غاب قليلًا وخرج بحقيبة صغيرة… نظرت بدرية الى تلك الحقيبة اندهشت من ذلك، تلك الحقيبة كانت خاصه بالمأموريات… نظر لها قائلًا:
أنا مسافر وان شاء الله هرجع بعد يومين.
استغربت من ذلك سائلة:
هتسافر فين.؟ الشنطة اللى معاك دي مش كنت بتاخدها لما تطلع مأموريات.
أجابها بتبرير:
هي فعلًا…
قاطعته بسؤال:
مش إنت موقوف عن العمل.
أجابها:
من فضلك يا ماما أنا مش قادر أوضح ولا اتكلم لازم أمشي دلوقتي،إدعي لى.
وقفت عقلها مذهول وغير مستوعبة للحظات قبل أن تشعر بوخزات مؤلمة فى قلبها،من حال حاتم الذي وصل إليه،وهي كانت جزء من ذلك…لكن لن تظل تقف بلا رد فعل،حسمت الأمر ستذهب الى جود.
❈-❈-❈
بالوحدة الزراعية
دلف باسل إلى غرفة زيدان الذي استقبله بحفاوةٍ بالغة، صافحه بحرارة وأجلسه بجانبه، ثم انشغلا سويًا في حديثٍ طويل عن شؤون الزراعة، تبادل فيه زيدان إعجابه بخبرة باسل رغم صِغر سِنّه، وكان يُثني على أفكاره يرى فيه صورة شاب واعد سيحمل على عاتقه مسؤوليات كبرى.
قُطع الحديث على صوت طرقٍ خفيف على الباب.
رفع زيدان رأسه وأذن بالدخول.
فتحت الباب سجى، تحمل ابتسامة رقيقة تُضيء ملامحها، لكن ما إن وقع بصرها على باسل مع والدها… خفق قلبها، واحمرّ وجهها خجلًا، فتلعثمت في تحيتها قائلة:
مساء الخير يا بابا…
بادلها باسل بنظرو مُبتسمً… ثم انحنى برأسه بابتسامة احترام. أما زيدان، فقد لمَح ارتباك ابنته، لكنه آثر الصمت مبتسمًا، يعلم خجلها… كذالك… اهجب برقي نظرات باسل… كذالك حديثه المهذب.
❈-❈-❈
مساءً
بمنزل طوفان
كانت وجدان تجلس على الفراش تنظر إلى حفيدها الذي يُهمهم بسعادة، تبسمت حين مد يديه الصغيرتين نحوها يود مشاغبتها له…ابتسمت اقتربت منه حملته بين ذراعيها، تُقبل وجنته الناعمة هامسة بحنو:
يا روح تيتا.. إنت اللي منور دنيتي.
كأنه فهمها وبدا يهمهم بسعادة اكثر، تبسمت هي الاخري بسعادة يخفق قلبه
تشعر كأن بسمة ذلك الصغير تمحي تعب السنين… يذوب أمام ضحكته، وأن عمرها عاد يزهر من جديد وهي ترى ملامح طوفان تُعاد فيه. استندت بظهرها على الوسادة تراقب أنفاسه البريئة كأنها أنغام تهويدة تُعيد لقلبها الطمأنينة.
نظرت نحو باب الغرفة بعدما سمحت للطارق ان يدخل، تبسمت لـ درة التى دخلت تُلقي السلام ثم جلست جوار وجدان على الفراش
تبسمت وهي تأخد منها نوح الذي أظهر عدم رغبته بترك حضن وجدان وبدأ يزوم…ضحكن الاثنتين على ذلك،تحدثت درة بمرح:
ده نسيني خالص…. طبعًا إنت قاعد طول الوقت فى حجر الحجة وجدان وانا مهمتي إنتهت كده.
تبسمت وجدان قائلة:
بسيطة خاويه بأخ او أخت غيره.
خجلت درة قائلة:
نفس اللى بيقوله طوفان.
غمزت وجدان قائلة:
وانا من رأي طوفان.
خجلت درة وسعلت،انقذها رنين هاتفها،نظرت للهاتف ثم تبسمت قائلة:
إبن الحلال زي ما يكون عرف اننا بنتكلم عنه.
ابتسمت وجدان ومدت يدها أخذت نوح قائلة:
هاتي نوح وكلميه براحتك.
ابتسمت درة،وقامت بالرد عليه، سمعت بعض كلمات العشق والغزل، مما إضطرها لقولها:
أنا قاعدة مع طنط وجدان، نوح مش عاوز يسيبها، لما خدته منه قعد يزوم مسكتش غير لما راح لها تاني.
ضحك طوفان وتبادل الحديت معها، الى ان سألته:
لسه كتير على ما توصل.
تنهد طوفان بارهاق قائلًا:
للآسف هبات هنا فى القاهرة وهرجع بكره آخر النهار.
شهقت درة بقلق سائلة:
هتبات ليه.
أجابها:
شغل ظهر فجأة، ان شاء الله هرجع بكره آخر النهار.
حين سمعت وجدان سؤال درة لا تعلم لما فجاة شعرت بقبضة فى قلبها…
انتهت درة من الاتصال نظرت لـ وجدان قائلة:
طوفان لسه فى القاهرة هيبات هناك.
مازالت تشعر بنفس الانقباضة فى قلبها لكن تبسمت بهدوء قائلة:
يرجع بالسلامه.
نظرت درة الى صغيرها قائلة:
نوح بيتاوب، هاخده ونروح ننام.
ابتسمت وجدان رغم انقباضة قلبها وتركت لها الصغير أخذته وغادرت… بدأت الظنون تتلاعب برأسها، لكن نفضت ذلك عن راسها ونهضت تتوضأ ثم جلست تقرأ القرآن الكريم، تحاول ابعاد تلك الظنون…
كذالك درة وضعت صغيرها على الفراش للحظات يخفق قلبها سريعًا تشعر بزيادة فى ضربات قلبها وبعض الاحساس السئ… لكن حاولت نفض ذلك بالعبث مع صغيرها.
❈-❈-❈
بغرفة جود
كانت تسهر غارقة في تفاصيل رسم لوحتها، مندمجة لدرجة أنها لم تشعر بالوقت، حتى قطع ذلك الاندماج صوت رنين هاتفها معلنًا وصول رسالة جديدة.
تركت الريشة جانبًا ونهضت بخطوات متثاقلة نحو الطاولة، التقطت الهاتف ونظرت إلى الشاشة، فزفرت بضيق حين لمحت اسم “حاتم”.
كعادتها، كادت تحذف الرسالة دون أن تفتحها، غير أن استلامها لرسالة أخرى في التو، وهذه المرة صوتية، أثار استغرابها…
ترددت قليلًا قبل أن تضع إصبعها على زر التشغيل…
انطلق صوته من الهاتف، متهدجًا، يحمل بين طياته الندم:
“جود… يمكن أكون آخر شخص تتمني تسمعيه دلوقتي، بس والله مش قادر أسكت بعترفإنى غلطت، وغلطتي دي بدفع تمنها كل ثانية… … سامحيني. أنا مش عدوك زي ما بتفتكري.”
تجمدت مكانها، يداها ترتعشان، حاولت أن توقف التسجيل لكن الفضول شدها لتسمعه حتى النهاية…
وما إن انتهى، حتى أغلقت الهاتف بعصبية وضغطت على زر القفل بعنف، كأنها تحاول أن تطرد صوته من رأسها. ومع ذلك، تسللت من بين شفتيها همسة واهنة:
ليه دلوقتي يا حاتم… ليه.
لكن عادت تتردد كلمة واحدة برأسها
“سامحيني”
ماذا يقصد، عادت تسمع الرسالة مره أخري هذه المرة كان صوته مختنق ليس بالدموع بل بالضياع، كذالك تسمعت بعض الأصوات من حوله،تداخلت مع صوته، وهنالك صوت واضح
يقول:
“تمام يا أفندم القوة جاهزة للهجوم”
تحير عقلها كيف ذلك، أليس موقوفً عن العمل… شعرت بخفقان تلاه انقباضة بقلبها.
❈-❈-❈
بعد ظهيرة اليوم التالي بالقاهرة
أمام المقر الخاص لـ طوفان
ترجل من سيارته، لم يكد يخطو سوى بضع خطوات حتى دوى صوت محرك سيارة تقتحم المكان بسرعة جنونية… انخفض الزجاج الجانبي بلمح البصر، لتنطلق منه فوهة سلاح، ومعها زخات الرصاص تمزق صمت اللحظة. رصاصة باغتت الجميع وأسقطت أول الضجيج أرضًا، وأخرى اخترقت هدفها بدقة قاتلة.
تعالى الصراخ، وتبعثر الحرس بين ارتباك وردة فعل، لكن قبل أن يُحكموا السيطرة أو يردوا بإطلاق النار، كانت السيارة قد اندفعت هاربة كالشبح، تاركة وراءها غبارًا كثيفًا بعدما وصل الى هدفه ورأي طوفان يجثو أرضًا ينزف.