رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثاني والاربعون 42 بقلم مريم محمد
رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثاني والاربعون 42 هى رواية من كتابة مريم محمد رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثاني والاربعون 42 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثاني والاربعون 42 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثاني والاربعون 42
رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثاني والاربعون 42
_ اختيار _ :
ما من شيء يأسف عليه حول فعلته بها، لديه أسبابه، وأبرزها عِنادها واستنفارها منه ومن سلطته ..
كان لا بد له من فعل ذلك، أولًا لكي يُخضعها، وليذكرها بنفسه، من هو؟
وما هي مكانته بحياتها؟
هي تعلم كا يعلم جيدًا بأنها تعشقه، وأنها منحته نفسها بإرادتها الحرّة رغم كل شيء، ثوب الضحيّة الذي تصر عليه لا يليق بها مطلقًا ..
تريد أن تضع أحد بدائرة الاتهام، تريد انتقامها، فليكن، ولكن لا تجرؤ على إتهامه، فكل ما فعله ليحافظ عليها، ليقيها شرور عائلتها التي نبذتها صغيرة وطردوا أمها من جنتهم ..
إنها لا تدرك عواقب قراراتها، إنها لا تزال طفلةً صغيرة، صغيرته "ليلى" ذات الثمانِ عشر عامًا، لا يمكنها اتخاذ قرارٍ كهذا قطعًا سيدمر ما تبقّى من حياتها ..
لن يسمح لها بالانضمام إلى هؤلاء المجرمين، لن تخرج عن ظلّه، سنبقى زوجته شاء من شاء وأبى من أبى ..
صوت بكائها فقط الشيء الذي يؤلم قلبه، يوخزه ويجعله يشعر كما لو أنه يجلس فوق في حفرةٍ من نار، لم تنقطع عن البكاء لقرابة الساعة ..
والآن.. تصمت!
ساوره القلق بشدة، فقام واقفًا وإتجه نحو رواق الغرف، دلف فورًا إليها، وقعت عنياه عليها من أول نظرة، إذ رآها تقف أمام النافذة المفتوحة كالصنم ..
يدب الرعب في قلبه، فيهرع نحوها قابضًا على رسغها ومجتذبًا إيّاها للخلف بقوةٍ ...
-انتي بتعملي إيه يا ليلى؟ .. صاح بها "نديم" بخشونةٍ
أجفلت "ليلى" ناظرةً إليه عبر نظراتها الذابلة، تأملت وجهه المذعور، ثم قالت بسخريةٍ مريرة:
-إيه انت.. مالك مخضوض أوي كده؟
افتكرتني همّوت نفسي؟ ماتقلقش.. أنا مش ضعيفة أوي كده. وبكرة أثبت لك!
تنفس بعمقٍ وهو يرمقها بحنقٍ، ثم شدّها بعيدًا عن النافذة، ألقاها لترتمي جالسةً فوق السرير، بينما يقول بصوته الأجش:
-نهاية الطريق إللي انتي مصممة تمشي فيه ده سودا يا ليلى. صدقيني المتضرر الوحيد من كل ده هو انتي
أنا مش فاهم لحد دلوقتي موقفك مني عامل كده ليه؟ أنا طول حياتي عملت فيكي إيه وحش؟ ررررددددي عليـاااا!!!
تطلّعت إليه وهي تقول من بين دموعها المتحجّرة بعينيها:
-انت عمرك ما عملت معايا وحش. عندك حق.. بس كله كوم.. والكلام إللي قدرت تقوله عليا ده كوم تاني
وزوّد عليه إللي عملته فيا إنهاردة.. اوعى تتصوّر إنك بكده امتلكتني!
وأزاحت طرفيّ الروب لتدير له ظهرها وترى إنعكاس اسمه الذي وشمها به عبر المرآة، ثم أضافت بغلٍ شديد:
-انت مش هاتفضل حابسني هنا للأبد.. ويوم ما هاخرج يا نديم هاقلعك من جوايا
حتى لو أسمك محفور على جسمي.. لو هاتكوي بالنار.. هاشيله. هامحيك من حياتي!!
فاقمت كلماتها الاستفزازية من أجيج صدره، لتدفعه حتى يقترب منها، ينحني صوبها ممسكًا بذقنها بين أصابعه القاسية وهو يقول بهسيسٍ غاضب:
-بالسهولة دي فاكرة إنك تقدري تنسيني؟ انت نسيتي أنا مين؟
أنا نديم. أنا حبيبك. جوزك.. أنا إللي كنتي في حضنه الفترة إللي فاتت دي كلها وسلمتي له نفسك برضاكي
وكنتي ملهوفة ومبسوطة. وماتقدريش تنكري يا ليلى. مافيش راجل يقدر يقرب من واحدة إلا بإذنها. وانتي أذنتي لي.. ماحستش ولو للحظة واحدة إنك رفضاني.. انتي كنت عايزاني. زي ما أنا كنت عايزك.. ولسا عايزاني وباين في عنيكي مهما حاولت تنكري أو تداري.
نطقت بغيظٍ عبر أسنانها المطبقة:
-انت بتتوّهم.. انت ولا حاجة بالنسبة لي دلوقتي.. ولا حاجة يا نديم!
قالت ذلك كأنما تحاول إقناع نفسها، لكنه محق، لا يمكنها الكذب على قلبها، ربما يقول لسانها ذلك ..
ولكن في أعماقها تكذيب كل هذا ...
-طيب ما نتأكد كده! .. قالها بصوتٍ مكتوم
لم تكاد تستوعب ..
أخذ شفتيها بين شفتيه في قبلةٍ طويلة، قسرية، أنّت تحت أنفاسه برفضٍ وهي تحاول دفعه في صدره عبثًا ..
أحاط وجهها بكفيّه ليثبتها وهو لا يزال يقبّلها كما لو إنه جائعًا.. عطش.. حتى بدأت تخور قواها وتستسلم له ..
لم تفعل بدافع الرضا، لكنه لم يترك لها مساحةً للاختيار، إنما فرض نفسه عليها ..
استلقت على ظهرها مدفوعة بضغطه عليها، مقيّدة بثقله حيث لا تستطيع حراكًا، سالت مدامعها، بينما بدأ يلين أكثر فأكثر ..
يلمسها برقةٍ، يقبّلها بعشقٍ، يضمّها إليه وكأنها كل ما يملك ..
يرتد وجهه قليلًا لينظر في وجهها، يراها مغمضة العينين في استسلامٍ تام، حمراء الوجه من شدة الانفعال ..
يا لها من طفلة!
يا لها من جميلة!
-أنا آسف! .. همس أمام شفتيها
تباعدت أجفانها لتنظر إليه، وترى ندمًا خفيًا في عمق نظرته الحزينة عليها، ثم تسمعه يكمل بيأسٍ:
-أنا بحبك.. أنا عملت كل حاجة عشان أحافظ عليكي.. أنا كنت بخاف عليكي حتى من نفسي
إستحالة أسيبهم ياخدوكي يا ليلى أو أسيبك تروحيلهم.. فوقي يا حبيبتي. فوقي وشوفي كويس من إللي بيحبك بجد. مين إللي عنده استعداد يضحي بأي حاجة عشانك!
إنعقدا حاجباها بشدة وهي ترنو إليه بعجزٍ.. بداخلها صراعٍ بين العقل والقلب.. فهذا القلب يصدقه ويأمن له.. بينما ذاك العقل يخوّنه وينفر منه ..
أيهما تطيع؟
يدق هاتفه في هذه اللحظة ..
فلا يلبّيه فورًا، ينسلخ عنها ببطءٍ شديد حتى ينهض واقفًا، يستلّ الهاتف من جيب سرواله الخلفي ويرفعه أمام وجهه ليرى أسم "عمر".. ابن خالته ..
يجيب على الفور بينما يسرع إلى الخارج بعيدًا عنها:
-عملت إيه يا عمر؟ جبت ريهام؟
جاء صوت "عمر" مثخنًا بجراح الغضب:
-نديــم.. ليلى لازم ترجع لأهلها
انت سامعني؟ ليلى هاترجع لأهلها يا نديم!
نديم باستنكار فجّ:
-إيه إللي بتقوله ده؟ انت اتجننت في عقلك؟؟!
عمر بصياحٍ: الكلب إللي أسمه زين بيساومني على أختي. بيساومنا انا وانت يا نديم على ريهام
قالّي ليلى قصاد ريهام.. انت موافق إن أختي تفضل عند الناس دي؟ رد عليا يا نديم!!
كان الوجوم قد كسا ملامحه بينما يستمع إلى ابن خالته، حتى بدأ يستنطقه، وبعد صمتٍ مضطرب جاوبه "نديم" بصلابةٍ:
-أنا مش هادّيهم ليلى يا عمر.. مهما كان التمن. أنا آسف.
بدت الصدمة في صوت الأخير وهو يرد:
-قلت إيه؟ مش فاهم!
انت بتتخلّى عن ريهام؟ بتفضّل واحدة غريبة على لحمك ودمك يا نديــم؟؟!!
نديم بحدة: انت إللي مش راااجل. لما تقف متكتف زي النسوان ومش قادر ترجع أختك ماتجيش وترمي المسؤولية عليا
انت أخوها. انت إللي لازم ترجعها بدراعك طالما الكلام مش جايب معاهم.. ماترميش فشلك عليا يا عمر. كل واحد بيحمي إللي يخصّه.
-وريهام دلوقتي مابقتش تخصّك؟!
لم يستطع الرد على هذا ..
فتابع "عمر" باقتضابٍ:
-ماشي يا نديم.. ماشي
أنا هاعرف إزاي أرجع أختي.. بس قسمًا بالله. ما هانسى لك كلمة واحدة قلتها في الموقف ده
وهاردها لك يابن خالتي.. سلام!
وأغلق في وجهه ..
ليطيح "نديم" بالهاتف على طول ذراعه تجاه الأرض، فيتحطّم في الحال، بينما يتنفس بعنفٍ ويجلس فوق أقرب مقعدٍ واضعًا رأسه بين كفّيه ..
يشعر بغليانٍ في رأسه وأصواتًا كثيرة لا يمكن لأيّ ضجيج أن يضاهيها ..
يا له من اختيارٍ صعب.. صعبٌ جدًا!..............................................................................................................................................................
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا