رواية بين الحب والقانون زين ومازن الفصل الخامس 5 بقلم ايه محمد
رواية بين الحب والقانون زين ومازن الفصل الخامس 5 هى رواية من كتابة ايه محمد رواية بين الحب والقانون زين ومازن الفصل الخامس 5 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بين الحب والقانون زين ومازن الفصل الخامس 5 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بين الحب والقانون زين ومازن الفصل الخامس 5
رواية بين الحب والقانون زين ومازن الفصل الخامس 5
"زيـن حـامل".
" يـادي الواقعـة السـوداء، اي الخراب اللي حل علينـا دا!".
" بنتـي بتـروح منـي خـلاص، شـور عليا أعمل اي؟ ".
" إحنـا لازم نغسـل العا'ر دا يا عبد العزيز ".
" نسقطـها؟ ".
" لا.. لازم البت دي تمـو'ت".
"أنا بنتـي مش خاطيـة يا رؤوف؟! وهي ذنبها اي بس! الذنب ذنبي أنا"..
" الذنب ذنبـك آه بـس بنـاتي و بنتك التـانية اللي هيـدفعـوا التمن"..
" وزين بنتي ملهـاش ذنب إنها تدفـع هي التمن، كفايا المر اللي شافـته، أوعى تقـول قدامها الكـلام دا للبت تعمل حاجة في روحهـا يا رؤوف "..
قـال رؤوف بشـرود:
" ماشي.. ماشي يا أخويا "..
« زيـن.. زين أنتي كويـسه! زين فـوقي!»...
فتحـت زين عينيهـا لتجـد نفسهـا لازالت في سيـارة مازن، كل ما تتذكـره هي تلك السيـارة التي ظهـرت أمامهم فجـاءة وأوشك مازن علي الإصطدام بهـا، أما الآن فهـي نائمـة علي كرسيهـا والسيـارة متوقفه علي جانب الطـريق، تسائلت بتعب:
" هو اي اللي حصل؟! أنت كـويس! إحنا عملنـا حادثه؟!".
هـز مازن رأسـه نفيا وزفر بـراحة:
" لا.. أنا عـرفت أسيطـر على العربيـة، بس إنتي أُغمى عليكي من الخـوف، قلقتـيني عليكي "..
أقتـرب مُخـتار الذي كان خارج السيـارة و وقف جوار نافذتها يُعطيها بعض الماء:
" أشربي ماية وهتبقـي أحسن "..
" متشكـرة "...
بعـد دقيقـة استعـادت زيـن تـوازنهـا من جـديد وأردفت بهـدوء:
" يـلا بينـا أنا بقيـت تمام "..
تسائل مازن بجـدية:
" لو مش كـويسـه نروح مستشفى! "..
" لا مش مستاهـلة أنا بس اتخضيـت، يـلا أنا وعدت الـولاد إني هـروحلهم النهـاردة و مش عاوزة أخلف بوعـدي وبعـدين أنا تمام كويسـة.. هتيجي معـانا ولا غيرت رأيك ولا ناوي تعمـل بينا حـادثة بجد، ها أنت تنحت كدا ليه؟!"..
"تنحـت!! ما أنا اللي جايبـه لنفسي.. حطـي الحزام يا زين قبـل ما أديكي علي وشك"..
تأففـت منـه هـي لا تـريد البقاء جـواره طوال اليـوم وإن كانت تفـعل لأكثر من يوم بالإسبـوع ولكن ألا يحق لهـا التنفس بحـرية بعيـدا عن عينيـه؟ فهي تشعـر دائمـا بأنه يُـراقبا حتى وإن رفعت عينيها تجـاهه ووجدته منهمـكا في شيئا ما بأعمالـه المكتبيـه ولـكنها لا تستطيع إنكار ذلك الشعور بداخـلها...
تـوقف أمـام دار الأيتـام فأخذ مخـتار وشـاكر الحقـائب وسبقـاها للداخـل، إلتفتت زين لمـازن وهي تفـتح باب السيارة وقالت برسمية:
" متشكـرة جدا علي التوصيـلة يا مازن باشا، مع السلامة"..
"أقفي عندك.. أنتي الظاهر مسمعتينيش كويس أنا قولتلك هاجي معاكم مش هوصلـكم، أنا هدخل معـاكي جوا"..
" لا حضـرتك الأطفال جوا بجـد معجونين بماية عفاريت وصدقني هتصـدع أنا عارفاك بتصدع من أقل حاجه، فحضـرتك مش مضطـر تضيع يوم أجازتك في مشوار ممل زي دا "..
" ممـل! ومعاكي؟ مستحيـل.. أدخلي قدامي يا زين "..
" متطـفل ".
" جبانـة "..
همس الإثنـان بكلمـاتهم الأخيرة وتحـركـا للداخـل، ركض الأطـفال تجـاه زيـن وبعضهم لم يترك مخـتار أو شاكر فهؤلاء الأطفال شـديدي التعلق بالثلاثـة، قـالت زين بحماس:
" عملتلـكم البـانية اللي طلبتـوه والمفاجأة كيكـة بالشكولاته "..
تعـالت صراخات الأطفـال الحماسيـة و سحـبوا يـدي زيـن فركضت معـهم تجـاه الحقائب و بدأت توزع الوجبـات عليهـم، فتلك الوجبات هي كل ما تستطيع تقديمه بمساعدة شاكـر ومختار والسيدة أمينـة..
ابتسـم مازن وهو يـراقبهـا ولكنه لم يقترب فهـو حقا لا يُجيد أو ربمـا لا يُحب التعـامل مع الأطفـال..
" هتلعب!! "
نـظر مازن أسفـله ليجد طفلا ربما في الخامسة من عمره يسحب بنطـاله ويسأله فأنحنـى مازن يسأله أيضا:
"ألعب اي؟!"..
" اممم.. القطة العامية "..
طـالع مازن الصبـي ثم رفع عينيه تجـاه زين التي تعالت ضحكـاتها مع الأطفـال فأومأ يقـول بإبتسامة:
" طيب يلا جمع أصحـابك، بس أنت اللي هتبقى القطة العامية "..
" عادي، كدا كدا هكسب "..
" ماشي يا جامد، يـلا روح ناديلهـم "..
ركـض الصغيـر يـُنـادي رفـاقـه فتجمهـروا حـول مازن الذي ضحـك بسخـريـة وسـرعان ما أندمج معـهم..
انتبهـت زيـن لـهم وكذلك بقيـة الأطفال الذين ركضـا للعب مـع مازن فأنضمت كذلك لهـم لتُشاهـد مازن وهو معصـوب العينين، هـي لا تستخـدم أي عطـور قد تجذبـه لها فـلن يتعـمد ملاحقتهـا فـوقفت تضحـك بين الجميـع عندما بدأ في الصيـاح عندما قام الأطفال بدغدغـته..
" ولد منك ليـه!! ابعد ابعـد ياض متفقناش علي كدا "..
ضحك الصغير وقال بسخرية:
" عمو بيغير، عمو بيغير... هجووم "..
تعـالت ضحكـات زين عندما ركض مازن ولم يُفكـر حتى في رفـع العصبة عن عينيـه ولـم تُدرك كيف فجـاءة أصبح يتجـه صوبهـا فتوقفت عن الضحـك و تسمرت مكـانها ولكنـه توقف فجـاءة أمامهـا ورفع العصبـة قائلا وهو يغمزها:
" كان ممكن أستغـل الموقف علفكرا "..
سألته بتعجب:
" أنت عرفت مكاني إزاي؟! "..
رفـع كتفيـه وقـال مشوشا:
" مش عـارف بس حسيـت "..
صمتت زيـن تطـالعه بإبتسـامة حزينـة وبدلا من الغرق في أفكـارها السوداويـة أخرجها مازن من شروده بسؤال:
" هو مش متبقـي ساندوتشات بانيـة!! "
ضحـكت زيـن وهزت رأسها نفيا:
"معلشي والله الأولاد أخدوهم كلهم"..
" خـلاص مش مشكـلة "..
" معلشي متعـوضة، أنا هـروح علشان ازور الست فطيمـة مديرة الدار وبعد كدا نقدر نمشي "..
" تمام وأنا هروح ألعب مع العيـال دي علي ما تيجي، صحيـح هما كلهم ولاد؟ مبتزوريش بنـات؟ "..
ضحـكت زيـن.. هل يشعـر الآن بالغيرة من الأطفال!!!
قـالت ببعض الهدوء:
" أصل دي دار الأيتام اللي اتربى فيـهـا مختار و شاكر، بـص هنـاك كدا "..
هنـاك، بعيـدا عن الجميـع وقف مخـتار يضـع يده علي كتـف شـاكر و الإثنـان يتطـلعان أمامهـم للمبـنى نفسـه، تارة يبتسمـون ابتسـامة خافتـه وتارة يصمـتون وتـارة أخرى يضحكـون بصـوت عال، قضـيا وقتـا ممتعـا في إستعـادة ماضيهـم وذكـرياتهـم يـربت كلا منهما علي ظهر الأخر، أخ وأخيـه ولكـن لا تربطـهم صلـة الدم..
أقتـربت السـاعة من السادسـه بعـد العصـر، كانت غافيـه علي الكُرسي جوار مـازن، يُداعب الهـواء وجههـا الصغيـر وهو يختلس النظر لهـا من وقت لأخـر، تارة يبتسـم وتارة يحزن لشعـوره بالذنب، كم يتمنـى لو منحـته الفرصـه للتقرب منهـا بطريقـه صحيحه!!
هو حتـى الآن ينكـر وبقوة كونها قد تزوجت من قبـل، يشعر بـل هو متأكـد بأنها كاذبه هو لم يقل ذلك ليراوغها لتخبـره بالمزيد بـل هو يشعر في قرارة صـدره بأن تلك الصغيـرة كاذبه، لقـد بلغـت الثانيـة والعشرين منذ أشهر قليلة فقط، متي تـزوجت هى مرتين!!
لكنهـا حقا لا تتصـرف أبدا كفتـاة في الثانية والعشـرون، لقد آتى ذلك الوقت، سيبحث خلفها عن عائلـتها التي لم يسمع بهـا أبدا.. سيـعرف منشأها وأصلهـا، سيعـرف ذلك بالتأكيد...
بعـد نصف سـاعة تـوقف أمام منـزلهـا مرة أُخـرى، تحـرك مختار وشـاكر يحمـلون الحقائب الفـارغة وأخذاهـا للأعلى، إلتفتت زين وقـالت بهدوء:
" شكـرا يا مازن "..
" علـى اي! أنا اتبسطـت أوي النهاردة، من فضلك المرة الجاية قـوليلي علشان عاوز أروح تـاني "..
" مـازن، أنا عاوزة أنسحـب من الشغل معـاك، أو اسمهـا استقـالة صح! "..
" استقـالة!! ليـه يا زين؟! أنا بيتهيألي إنك كنتي بتحبـي الشغل معـايا و مـع كل قضية كنا بنـوصل لحلهـا سوا كنت بحس إنك بتحققـي الحاجـة اللي أنتي عاوزاها وحباها "..
" بـس دلوقـتي الوضـع تغيـر.. أنا بيقـولوا عني شديـدة في التعامل وقاسيـة في كلامي و دلـوقتي مش حابة أكون كدا معـاك خصـوصا بعد ما أنت صارحتنـي بمشاعرك، أنا وأنت يا مازن مش هيكون فيه حاجـة بيننـا "..
" الأول قـوليلي أنتي مكنتيش متجـوزة صـح، أنتـي كدبتـي عليهـم صح ولا لا!؟ "..
" آه.. كدبت "..
" وأنا مش هسألك كدبتي ليـه هسيبك تحكيـلي بنفسـك "...
" المشاعر المندفعـة اللي ظهرت عـليك مرة واحده كانت علشان أنت فجـاءة إكتشفت إني بعمل حاجه غير قانونيـة وكمان لما سمعت حقيقـة ورا التانيـه وكمان سمعت كدبة ورا التانيـة هو دا اللي خلاك مهتم بقصتـي، لكن متخلطش دا بالمشاعـر التـانية، ممكن تكون حسيت بالشفقـة مش أكتر "..
" لا لا زين أنا مش مراهق واقف قدامك، وبعـدين مين قالك إن مشاعري مندفعه وظهرت مرة واحدة!! هو أنتي مكنتيش شايفـه إهتمامي بيكي!! أنا كنت دايما عاوزك جمبي.. زين أنا مكنتش بحـل القضايا دايما بالمعـلومات بتاعتك أنا كنت ببقى عارف أكتر بكتير من اللي أنتي عارفاه بس مكنتش عاوزك تعرفي علشان متحسيش إن وجودك ملوش داعى، أنا بس كنت عاوزك جمبي، مكنتيش بتتكـلمي معايا أغلب الوقت، قاعده قصادي في مكتبي وساكتـه، حاولت أعرف عنك حاجه وعن أهلك معرفتش لحـد ما عرفت موضوع الشباب دول ومقدرتش أستحمل ولا أفضل ساكت، بس أنـا دلوقتي مش عارف استحـمل فعلا سكوتك.. احكيلي! مين اللي شربك سـ.م!! مين الل....
"لا لا أرجوك متفتحش الموضوع دا، أنا اتشـرفت بيك يا مازن باشا، أنا مرتاحه لأني دلوقتي عارفة لو وقعت في مشكلة هلاقي مكتبـك في استقبـالي بس مش عاوزة منك أكتر من كدا.. تصبح علي خير"..
تـركتـه زيـن وصعـدت للأعلـى فـوجدت مختـار يـقف في إنتـظارها أمام بـابـه، ابتسمت بخفـوت وقالت:
" أنا تمـام "..
أومـأ وقـال بنبرة حانيـة:
" تصبحـي علي خيـر، خـدي العشا بتاعـك "..
" اي دا.. آه صح إحنا كنا سايبيـن كام وجبـة هنا "..
" طيـب مش شايف إننا نعـزم على مـازن بوجبـة! ".
" لا مش شايف، هو اللي تطفـل علينا مش عامـل لينا خدمة يعني وطـالما خدتي القـرار يبقـى متسيبيش الباب موارب "..
طـالعته زيـن بضيـق ثم تحـركـت تجـاه غرفتهـا المنفصـلة وأغلقت الباب بالمفتـاح ثـم ذهبت وجـلست علي فـراشها وقـالت بصـوت هامس:
" كـان ممكـن يا مازن بـس لو قابلتك في ظـروف تـانيـه "..
قـامت بتأديـة فريضـة العشـاء ثـم بدلت ثيـابها و ذهبت للنـوم فـهو أفضـل ما يمكنهـا فعله للتوقف عن التفكيـر بـه إن لم يأتهـا كزائر للأحلام..
..........................................................
في الصبـاح التـالي..
«شاكـر الأوردر بتـاعي هيخـلص إمتى!».
" خلاص دقيقـتين "..
« okay take your time, أنا هـروح أعمل حـاجه وراجع".
" أوكيـه "..
طـالعه شـاكر وهـو يـرحـل وعاد يهتم بعمـله في كافتيـريا لإحدى الجـامعات الخاصـة..
" لـو سمحـت، ممكن قهـوة سادة".
" قهوة سادة!"
"اه، ايه مش مـوجودة!"..
" لا مـوجودة بس بقـالي كتير معمـلتش قهوة سـادة لحد من الطـلبة،دايما الأسـاتذة الكبار هما اللي بيطـلبوها "..
" لا لا أساتـذة كبـار اي أنا طالبـة، هـو.. هو الطلبة بتطـلب اي!! "..
" يعنـي ممكن آيس كوفي، كابتشينو، موكا أو لاتيـه "..
" خـلاص هاتلـي كابتشينو...أهو اللي نعرفـه أحسن من اللي منعرفهوش "..
ضحـك شاكر بخـفوت ثم أومأ لهـا وقـال ببعض الهدوء:
" طيب بصـي أطلبيه هناك وهتستلميه مني هنا "..
" اه بجـد، معلشي أنا مكنتش أعرف، متـوترة بس لسـة أول يوم "..
" لا ولا يهمك "...
طـالعهـا شاكر وهو يتسائل بداخـله:
" إزاي طـالبة وأول يـوم! شكلها أكبر من كدا "..
بعـد دقيقـة عـادت لـه فأعطـاها طلبهـا ورحـلت وهي تنـظر في كل مكـان سوى طريقهـا، همس شاكر:
" غريبة! ".
..................................................
" هـا أنت ذا سيـد معتصم! "..
انتفـض معتصم من مكـانه وأقتـرب ليـرحب بذلك الرجـل الذي اقتحـم مكتبـه فجاءة دون أي مقدمات..
" سيد دراكـو، أهلا بـك يا لها من مُفـاجأة سارة! "..
" أتمنى أن تكـون كذلك فوجهك له رأي أخر ".
" هه، لا أنا فقط لم أعرف بقدومك ".
" ظننت أنك تتوقع قـدومي فأنا لا أنتظر كثيرا لأتمم صفقـاتي، هل بضاعتك جاهزة! ".
" بالطبـع جاهزة، أنا فقط لم أتوقع قدومك شخصيا ".
" أخبرتك بأني أرغب في توطيد علاقتي بك وضمك لجمـاعتي، فهل توافق العمل تحت حسابي! "
"أجل بالطبع سيد دراكـو سيـُسعدني ذلك حقا"..
" إذا سُأخبرك بالوقت والمكان، تدبر أنت فقط أمر نقل البضاعـة بسلام "..
" أوه حسنا، لا تقلق سأتكفل أنا وشـريكي بذلك ".
" توقعـت بأنه حارسك الشخصي، إن كنت تقصـد السيد يزيد بالطبـع "..
" كـيف عرفت بأني أتحدث عنه!! ".
" أنا! لم يسألني أحد يوما كيف عرفت ذلك أو ذاك فأنا دائما أعرف كل شيئ "..
" أوه هذا صحيح، أعتذر سيد دراكو، وبالنسبـة ليزيد فهو كان حارسي الشخصي ولكن مهـاراته وطموحه يؤهـله ليكون شريكا يوما ما "..
" حقا! إن كان هذا رأيك به فـلا بأس "..
" أخذنـا الحديث ونسيـت سؤالك، ماذا ستشـرب أو ربمـا يمكننا الذهاب لتنـاول الغداء ".
" لا داعي لذلك "..
...................................................
" مش هتنـزل يا يـزيد "..
" بت يا سمر بطـلي أفورة بقـى! أنا كويس أهوه قدامك، لو فضـلت قاعد كدا بيتنا هيتخرب ".
" مش مهـم، أنا خايفة ".
" لا متخـافيش "..
" أنت كدا طمنتـني يعـني!! ".
" طيب أعمل اي؟! أقعد في البيت زي الولايا! هو إنتي تعرفي عني إني جبان!! أنتي عارفة إن شغلي فيه خطـورة و كنتي موافقـة، مش مع أول موقف هتتراجعي ".
" أتطمن عليك إزاي وأنت لحد النهاردة الصبح كل ما بتقف بتـدوخ! خليك يومين تلاته الدنيا مش هتطير ".
كـانت تقف أمام البـاب تمنعـه من الخـروج، لن يكون صعبا عليه إبعـادها ولكنـه يعـشق رؤيتهـا وهي تكاد تبكـي خو'فا عليـه، ذلك الشعـور بأنه الحياة بأكملها بالنسبـة لأحدهم، ابتسم وهو يستـند بيـديه علي الباب محيـطا إياها بين ذراعيه..
" قولـيلي إن دي حجـة علشان أفضل جمبك "..
ابتسـمت وقـالت بثقة:
" مش محتاجـة حجج علشان أخليك تفـضل معايا، أنا أقدر أعمل كدا بضحكة واحدة مني "..
" حصل يا باشا.. بس معلشي أنا عندي مشوار مهـم يا سمر هخلصـه وهرجـع علطـول تكوني عملتيلي الفراخ المسلوقة اللي ملهاش طعم دي و تعامليني زي العيانين "..
" طيب قدامك ساعة زمن وتـرجع "..
" هحـاول.. وسعـي بقى "..
" اتفضـل.. خلي بالك علي نفسك ".
" حاضر "..
يـراقبـه منذ ساعـات والآن ظهر أمامه وأخيـر في شاشة المراقبـة وهو يخـرج من شقتـه، يفصلـهم طابق واحد، ربمـا للمرة الأولى يشـعر ذلك القا'تل بالتـوتر فالهدف هذه المرة ليس مجرد رجل أعمال بل هو حارس شخصي، شديد الحظـر وقوي الملاحظـة، أي خطأ وإن كانت تنهـيدة صغيرة قد تودي بحيـاته هـو..
توقف المصعد في الطابق الـواقع مبـاشرة أسفل شقـة يـزيد فـدلف هو ولم يلتفت لـه يزيد..
وقف خلفـه ببعض خطـوات في يـده إبـره بهـا مُخد'ر ينوي وضعهـا في عنقه، يتطلب الأمر منه السرعة والقوة، الثقـة والرتابة لتأديـة مهمـته...
فعـلها.. فعلها حقا!! يبدو أن تفكيره كان صحيح لإستغـلال فترة الإعياء التي يمـر بهـا يزيد فقـد وضع الإبرة في سرعـة ودفـع السائل لداخـله وعلى الفور فقد يزيـد قدرته علي الوقوف بثبات وبدأ يترنح حتـى سقط جالسا، ابتسم الأخر بتشفـي وأقتـرب وهو يُخرج حزاما من حقيبـته وربط بهـا ذراع يزيـد ثـم أخرج إبرة أخري و أفرغ ما بها بعـروقـه وقال بإبتسامة:
" إتنين "..
تأوه يـزيد بعد دقيقـة بإنتشاء فقد بدأ مفـعول المُخد'ر يـُذهب عقـله أما الدواء الأول فمفعـوله لا يستمر سـوى دقـائق وبذلك أمام الأخير الآن دقائق معدودة للخـروج والركض سـريعا قبل أن يُمسك بـه..
توقف المصعـد في الطابق الثالث لضمـان عدم اصطدامه بأي سُكـان وتحـرك ركضـا للخارج و لا زال يـزيد بمكـانه بالكاد يستطيـع التحرك والتنفس..
..........................................................
في الليل..
بعـدما قضت زين معظم يومها بين جـدران غرفتهـا قـررت النوم ولكنهـا لا تشعر بالنعـاس ولن يُسـاعدها سـوى الحبـوب المنـومة ولكن قبـل أن تأخد إحداها انتفضت علي صـوت طرقـات عنيفـة علي بـاب غـرفتهـا فتحـركت ببطئ تُمسك بعصا خشبيـة بيـديها المرتجفـة وقبـل أن تسأل عن الطارق سمعـت ضربات قويـة فأدركت بأن أحدهـم يُحـاول إقتـحام غـرفتهـا..
تعـالت ضـربات قلبهـا ولكنهـا قـررت فتح الباب والإنقضاض عليه قبـل أن يتخلص منهـا وفـور فتحـها للباب وجـدت نفسـا تقـع أرضا مقيده أسفـل رجل لم تعـرفـه حتـى فصـرخـت تطلب النجدة:
" إلحـقـوني.. يا مخـتار!! ".
يتبع..
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا