رواية بين الحب والانتقام علي ووعد الفصل السابع 7 بقلم نور الهادي
رواية بين الحب والانتقام علي ووعد الفصل السابع 7 هى رواية من كتابة نور الهادي رواية بين الحب والانتقام علي ووعد الفصل السابع 7 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بين الحب والانتقام علي ووعد الفصل السابع 7 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بين الحب والانتقام علي ووعد الفصل السابع 7
رواية بين الحب والانتقام علي ووعد الفصل السابع 7
يوسف- ايعدى مش هسمحلها تهر.ب منى مش هسمحلها
سهير-هى مين دى اصلا
يوسف- منى الى قت.لتها
بصّتله سهير بشده من اللي قاله وقالت باستغراب:
"يوسف… إنت بتقول إيه؟"
يوسف فاق على صوتها، وبصلها، وبعدها رجع يبص للناس اللي كانوا بيراقبوه.
سهير قالت بسرعة وهي قلقة:
"إنت كويس؟ شربت كتي
مرديش وخد مفاتيحه وخرج فورًا
اتبعت يوسف لغاية عربيته، ولما وقف، قالت له:
"بلاش تسوق… اديني المفتاح."
مدّها المفتاح وركبوا سوا ومشوا.
ولما وصلوا البيت، نزل يوسف معاها وهي مسكاه، دخلوا سوا، وقفلت الباب وراهم.
لكن من بعيد… كان في حد بيلتقط صور كتير ليهم.
يوسف قعد على السرير وقال بتعب:
"كنتي هناك ليه؟"
سهير ردت:
"عرفت إنك موجود… فجيت الكاباريه أشوفك."
يوسف بص لها بتركيز:
"عرفتي من مين؟ حد بلّغك؟"
قالت سهير بتردد:
"سوزان."
يوسف شدد كلامه:
"وهي سوزان تعرف بعلاقتنا؟"
سهير سكتت، فرفع صوته وقال:
"ردي يا سهير! يعرفوا بعلاقتي بيكي؟"
سهير هزت راسها وقالت:
"لأ… بس عارفه زمان… لما كنت بتفضّلني، واجيلك."
سكت يوسف بضيق بصتله سهير زثالتقالت:
"إنت خايف من أبوك."
يوسف رد بسرعة وحزم:
"سهير… إياكي حد يكون عارف بينا. سمعتي؟ ده لصالحنا إحنا الاتنين."
أومأت له وقعدت جنبه وقالت بهدوء:
"إنت عارف إن ما يهمنيش حد يعرف اللي بينا… لأنك وقتها هتبعد عني. ودي أكتر حاجة تخوفني."
قربت منه، ومالت على صدره وهي تهمس:
"أنا عايزاك إنت من الدنيا دي… عايزة أكون في حضنك وبس."
يوسف بصّ لها، فاقتربت منه أكثر، وأسدلت قبلة خفيفة على شفايفه، فبادلها وهو ماسك وشها. ومع الوقت، مالت عليه بامتلاك واضح.
في اليوم التاني، على اتقلب من نومه فجأة، وقف متجمد لما حس بحد نايم على دراعه.
بصّ جنبُه، لقى وعد مستلقية بحرية تامة… بمعنى أصح زي يوم ما اتولدت.
على في اللحظة دي صمت، عيونه تاهت فيها بهدوء غريب، قبل ما يسحب دراعه ببطء.
قام وقعد على طرف السرير، ملامحه كلها ضيق ووجع. رفع إيده ومسح وشه كأنه بيحاول يستوعب، وبعدها رجع بص للوعد اللي نايمة وما دريتش بأي حاجة.
كان عارف كويس إن لما تفوق هتحصل ثورة جنونية، ومش عارف ساعتها يعمل إيه.
مسك راسه بضيق من نفسه، حس بالكارثة اللي وقع فيها.
وقف من على السرير، سحب بنطلونه بسرعة ولبسه.
رن تليفونه وقتها، كان مالك. رد على من غير مقدمات:
ـ "تعالى الفيلا."
رد مالك باستغراب:
ـ "فيلة بدران بيه ولا…"
قاطعه على بسرعة:
ـ "تعالى فيلتي حالاً يا مالك."
قفل معاه، رجع عند وعد، ظبط اللحاف عليها وغَطّى كتفها، ما بانش غير ملامح وشها وهي غارقة في النوم.
---
جالس يوسف بعدها على السرير صامت، بينما سهير كانت لسه قاعدة جنبه. سألت بفضول:
"مالك؟ بتفكر في إيه؟"
قال يوسف باقتضاب:
"مفيش حاجة."
ابتسمت سهير بخبث وقالت:
"برغم قربنا… عمرك ما كلمتني عن نفسك."
قال يوسف:
"عايزة تعرفي إيه؟"
قالت سهير بتركيز:
"حياتك… غير اللي معروض للناس."
ثم نظرت له وقالت فجأة:
"مين البنت اللي نطقت اسمها… قولت (م.. منى) آه؟"
سكت يوسف، وبصلها بدون كلام.
سهير سألت بحدة:
"مين؟… حبيبتك القديمة؟"
يوسف فضّل الصمت، ثم قام واقف وهو يتفاداها.
قالت سهير بغضب مكبوت:
"ماشي…"
قال يوسف وهو بياخد تليفونه وبيقفل زرار قميصه:
"عندي شغل مهم."
سهير سألته بمرارة:
"عن إيه؟ شركتك؟ ولا عيلتك؟ ولا أختك وأمك؟"
ما ردش، واكتفى بابتسامة صغيرة وهو شايفها متمددة بتلعب في شعرها بإغراء.
قال:
"أشوفك بعدين."
وخرج… وهي فضلت تبصله وهو ماشي، بعينين مليانة أسئلة..
-----
وصل مالك الفيلا، نزل من العربية. الرجالة أول ما شافوه اتعرفوا عليه بسهولة، كأنه كان واحد منهم.
دخل جوه، راح عالصالة، لقى علي قاعد أخيرًا، عاري الصدر وما لابس غير بنطلون، ماسك سيجارة وبينفث دخانها بكثرة… واضح إن فيه حاجة تقيلة مضايقاه.
قرب مالك وقال:
ـ "فيه إيه؟"
رد علي بحدة:
ـ "اتأخرت ليه؟"
قال مالك:
ـ "أول ما كلمتني سيبت اللي في إيدي وجيتلك."
سكت علي، ومالك قعد قصاده وقال:
ـ "حصل حاجة؟"
قال علي:
ـ "تعالى."
قام علي، ومالك مشي وراه لحد أوضته.
فتح علي الباب فتحة صغيرة، ومالِك وقف مستغرب، ولما رمى نظره جوه شاف حد نايم على سريره.
كان ناوي يدخل، بس علي مد إيده ومنعه وقال بهدوء:
ـ "اتعرف عليها من بعيد."
بص مالك تاني، حاول يركز، في الأول ما شافش غير ملامح مبهمة… لكن لما وجهها ظهر، اتفجأ.
اتفتح بؤه بدهشة:
ـ "دي… وعد؟"
اتنفس مالك بصعوبة، رجع يبص لعلي وقال بانفعال:
ـ "هي نايمة ليه عندك… وعلى سريرك؟"
بص مالك لوَعد مرة تانية، وكل لحظة الرعب بيزيد في عينيه. استوعب، وهو بيبص لعلي اللي واقف قصاده لابس بس بنطال.
هتف مالك بصدمة:
ـ "هي بتعمل إيه عندك يا علي؟!"
سحبه علي جامد بعيد عن الأوضة وقفَل الباب وراه، وقال بحدة:
ـ "وطي صوتك."
مالك بص له بقلق وقال بانفعال:
ـ "علي… رد عليا أرجوك. إنت مقربتلهاش، صح؟"
سكت علي، عينيه متجهة على مالك بصمت ثقيل.
قرب مالك خطوة وقال بخوف:
ـ "مفيش حاجة حصلت… صح؟"
اتنهد علي وقال ـ "استسلمتلها… حاولت، بس في النهاية… استسلمت."
اتسعت عيون مالك، صوته خرج متقطع:
ـ "استسسسسلمت؟ قصدك إيه؟"
نظرة علي، الواضحة والصريحة، كانت كفيلة تجاوبه من غير كلام.
انفجر مالك وهو مش قادر يصدق:
ـ "إزاي تعمل كده! إزاي تغلط الغلطة دي؟!"
قال علي وهو بيكتم غضبه:
ـ "ضعفت… ضعفت قدام مشاعري."
صرخ مالك:
ـ "يعني إيه ضعفت؟! عملت كده مع مين! مع بنت أخوك؟! بنت أخوووك يا علي!"
شد علي نفسه وقال بصرامة:
ـ "مش بنت أخويا! أنا أقدر أتجوزها عادي… أنا وبدران مش إخوات بالدم، وانت عارف ده كويس."
قال مالك بانفعال:
ـ "ليه يا علي؟ لييييه؟! ما أنا قولتلك… الجأ لأي واحدة غيرها! خد منها اللي إنت عايزه وسيبها. إنت اللي طول عمرك بتتحكم في نفسك… عمرك ما غلطت غلطة عشان تحقق هدفك!"
رد علي بانفعال
ـ "قولتلك ضعفت… أنا مش بحس بكده مع حد غيرها. يعني مش أي واحدة هتكفيني!"
هز مالك راسه بعدم تصديق وقال بسخرية مرة:
ـ "بنت قد نص عمرك هي اللي كفتك؟! قد بنتك هي اللي بتضعفك يا علي؟! ولا إنت اللي أول ما بتوصل عندها… بتنسى كل حاجة وبتنصاع؟"
ضيّق علي عيونه وقال بتحذير:
ـ "خلي بالك من كلامك يا مالك."
رفع مالك إيده بعصبية وقال:
ـ "إنت مخلتنيش أخد بالي بسبب حجم اللي عملته! ما لقيتش غير دي؟! بنت بدران يا علي؟!"
علي اتنفس ببطء وقال بصرامة:
ـ "هتجوزها."
بصله مالك بحدة، كأنه مش قادر يصدق ودقات قلبه بتعلى،:
قال على ـ "علي! أنا جايبك تقولي حل… قبل ما تفوق!"
قال مالك ـ "تفوق؟!"
قال على ـ "أيوة… وعد! مكناش في وعيها… ومعرفش هتبقى إزاي لما تفوق!"
قرب مالك منه، عينيه بتلمع وقال:
ـ "كويس أوي… يعني لو ما لقتنيش، مش هتفتكر… صح كده؟"
سكت على لحظة، وقال ـ "… آه."
قال مالك-يبقى محصلش اى حاجه
قال على وفهم قصده
ـ "إياك… إياك تقوللي أعمل نفسي محصلش حاجة… وأسيبها!"
وقف مالك قدامه بعصبية، بصّ له وقال:
أمَال انت ناوي تعمل إيه؟ تتجوزها بجد؟
ردّ علي بلا تردد:
قلتلك استسلمت… يعني أنا عايزها معايا.
انقلب وجه مالك، وكأن الكلام مقطع له:
انت مستوعب اللي بتقوله ولا انت شارِب؟ ولا فيك أي؟ وانت فاكرها هتوافق فاكرها عايزاك انت بتقول مكنتش ف وعيها يعنى هتكون نصيبه كبيره علبك.. لازم تبعدها عنك لازم متعرفش حاجه
أجاب علي بصوتٍ مملوء بألم وحسم:
ملكش دتوت بوعد هعرف أتعامل معاها لكن البعد عنها؟ لا… مشاعري تجاهلتها كتير، وشوف النتيجة.
مالك بصله قال - مشااعر انى مشاعر يعلى، انت منغير مشاعر انت جاف من زمان ازاى اتحركت مشاعرك من تانى ومشاعر مين اصلا على بدران ولا
قال على - ماااااالك
تنهد مالك وحاول يرد بعقل:
اعقل يا علي… اللي بتعمله ده هيفقدك كتير. انت هدفك واحد وبس، وهو انتقامك.
قال علي ببرود:
ولسه هدفك واحد؟
ردّ مالك بتساؤل:
انت هتخلي وعد هدف ليك؟
سكت علي ومردش، ومالك كمل بنبرة تحذير:
رضوان بيه لو عرف هيبقى الموضوع صعب.
قال علي بهدوء مخيف:
مين هيعرفه؟
مالك - مالك مش فاهم؟
ردّ علي قصيراً وبثقة:
أنا ما قلتش لحد غيرك. ولو عرف هيكون منك انت
صمت مالك للحظة، كأنها علامة تهديد، وبعدين قال:
انت عارف إني مش هروح أقول لحد طالما في ضرر عليك… بس برضه مش معاك في اللي هتعمله.
ردّ علي بارتباكٍ لكنه حاسم:
أنا هتصرف.
ختم مالك كلمته بتنبيه شديد:
علي… وجود البنت دي معاك غلط. مش عارف هتصلح النَزوة دي إزاي.
قال علي بجمود وصوت واطي كأنه بيكلم نفسه:
مشاعري ليها ما همدتش… بعد ما خدتها يبقى مش نَزوة يا مالك.
مالك بصله بدهشة وقال:
يعني إيه؟ انت بتحبها؟
سكت علي… نظراته كانت كافية. هو حاول يبعد عنها، حاول يقاوم، بس فشل. وده معناه إنها استثناء. مهما كانت العواقب، هو لسه عايزها… ومش ناوي يبتعد من دلوقتي.
---
فتحت وعد عينيها ببطء وهي بتتقلب على السرير. أول ما حاولت تتحرك اتألمت من صداع شديد، كأن دماغها مش قادرة تستحمل النور.
بصّت حواليها… الأوضة مش أوضتها. استوعبت إنها أوضة علي في الفيلا.
اتعدلت في قعدتها، اللحاف وقع من عليها فجأة. عينيها اتسعت لما لمحت نفسها… بسرعة خبت جسمها باللحاف ووشها ارتسمت عليه صدمة مرعبة.
نزلت عينيها للأرض… لقت ملابسها مرمية هناك. قلبها بدأ يدق بسرعة وخوف، كأنها بتسمع دقاته في ودانها.
وبين رعشة إيديها وارتباكها، ظهر في ذاكرتها مشهد خاطف… هي وعلي، قريبين أوي، شفاههم متلاصقة في قُبلة.
شهقت بصوت مكتوم، وحطت إيدها على بقها بذهول… ملامحها اتجمدت على صدمة ما كانتش مستعدة تشوفها أو تصدقها.
وهي في حضنه افتكرت اللحظة اللي خلعت فيها قميصه، اتسعت عينيها والدمع اتحجر فيها، اتنفضت بخوف:
"لا… مستحيل! لا!"
قامت مرتبكة، قلبها بيدق بجنون، لمّت هدومها بسرعة ولبستها وهي متبهدلة عليها، لكن ماهمهاش، الأهم إنها تخرج. رجليها مش شايلها، كل خطوة كانت بتخبط في الحيطان، بتسند على الصور عشان متقعش.
فجأة سمعِت صوته من وراها:
"إنتي كويسة؟"
بصّت له بعيون مرتبكة، لما شافته واقف لسه طالع من الأوضة، اتقدمت ناحيته مرتبكة، صوتها بيتقطع:
"ع… عمي… أ.. أنا…"
اتلخبطت ومش عارفة تقول إيه، أخيرًا خرجت الكلمة:
"امبارح… امبارح حصل إيه؟"
سكت علي، عينيه ثابتة فيها من غير ما يجاوب.
قالت وعد بصوت بيرتعش:
"أنا… أنا مش فاهمة، تصرفاتي كانت غريبة، في حاجة… في حاجة غلط… أنا…"
قاطعها علي بنبرة هادية بس تقيلة:
"إفتكرتي بسرعة كده؟"
اتسعت عينيها أكتر:
"إنت بتقول إيه؟!"
قرب منها خطوة بخطوة، وصوته منخفض:
"اللي حصل… حصل يا وعد."
شهقت وعد وهي بتاخد خطوة لورا:
"يعني إيه اللي حصل حصل؟! حصل إيه؟"
اقترب أكتر، عينيه مش سايبينها:
"هنتكلم… وهفهمك كل حاجة."
بعدت عنه بخوف، عينيها بتترجّيه:
"يعني إيه اللي حصل حصل؟! يعني إييييه؟!"
بصلها علي، عيونه تقيلة وكأنه بيدوّر على كلام. رجعت ورا وهي مهزوزة:
"إنت… إنت معملتش كده معايا، صح؟! مفيش حاجة حصلت من اللي في دماغي، صححح؟!"
فضل صامت.
صرخت برجاء وهي الدموع مالية عينيها:
"رد عليّااا! ساكت لييييه؟! إيه اللي حصل امبارح؟! إيه اللي حصصل؟!"
رفع إيده بهدوء وهو بيقرب منها:
"ممكن تهدي…؟"
قرب أكتر، ولما حاولت ترجع مسك إيدها:
"أهدي… ممكن؟"
هزّت رأسها وهي بتبكي:
"أرجوك… قول الحقيقة. أنا مكنتش في وعي والله… أنا—"
قال علي بنبرة واثقة:
"عارف. أنا عارف إنك لو في وعيك مش هتعملي كده."
شهقت وعد، دموعها وقعت غصب عنها:
"وأنت… أنت إيه؟"
سكت علي لحظة، بصّ في عينيها مباشرة. كلماتها اللي قالها زمان رجعت تضرب في دماغها قالت
"أنت كنت واعي لكل حاجة."
رجليها اتكعبلت كانت هتقع مسكها على قالت وعد -ابعد
شالها على زراعيه دخلها الاوضه وحطها على السرير بهدوء بتضمن رجليها وترجع ورا وتحط ايدها على وشها وتبكى قالت
- ازاى عملت كده
قال علي "اللي حصل… ناتج عن مشاعرنا يا وعد."
اتسعت عينيها بصدمة:
"إنت بتقول إيه؟! مشاعر إيه؟! إنت عارف حجم اللي حصل؟! ده… ده مش بسيط!"
قرب منها بخطوة، صوته هادي لكنه حاسم:
"أنا مش بقولك إنه مش غلط. عارف إنه غلط كبير… بس ماكنش مجرد نزوة، وماكنش مجرد علاقة عابرة… دي كانت مشاعر، حقيقية."
قالت وعد بصوت متقطع، دموعها مخنوقة في حلقها:
"مشاعر؟!! مشاعر إيه يعني؟! إزاي… إزاي متكنش غلطة ؟ إزاي تقول إنها مشاعر؟!"
قرب منها علي، عيونه متمسكة بيها:
"إنتِ ندمانة؟"
بصّت له بذهول، دمعة نزلت من عينها، مسكت راسها بإيدها وهي مش مصدقة:
"إزاي… إزاي عملت كده؟! إزاي؟!"
مسك إيديها بقوة، صوته مليان إصرار:
"ردي عليّا! ندمانة دلوقتي… ولا فين مشاعرك الحقيقية يا وعد؟! قولي الحقيقة."
نظرت له في عينه، قلبها بينسحب منه افتكرت كل لحظة قرب، كل لمسة، وكل إحساس حقيقي عاشته معاه… لكن ضميرها صرخ فيها. انتفضت فجأة، وبعدت عنه وهي تهز راسها:
"لأ… غلط! غلط!"
قال علي بحدة:
"إيه اللي غلط؟!"
صرخت:
"اللي إنت بتقوله ده غلط! مينفعش… مينفعش!"
مسكت راسها بألم، صوتها بيتكسر وهي بتلعن نفسها:
"إزاي… إزاي أسمح بكده! إنت عمي! إزاي نعمل الغلطة الكبيرة دي؟!"
اقترب علي منها بخطوة واحدة، وصوته هبط لحدة باردة:
"ولو قلتلك… إني مش عمك؟ هترتاحي؟"
بصّت له وعد بصدمة، عينيها بتترجّف:
"مش عمي؟! إزاي يعني؟!"
مد يده وأخرج ورقة من درج جانبي، مدّها لها ببرود:
"أمضي هنا… وساعتها هنكون اتنين متجوزين."
نظرت للورقة، قلبها وقع مكانه، صوتها اتكسر:
"إيه… إيه ده؟"
قال علي وهو بيمد الورقة قدامها:
"ورقة جواز عرفي."
قرب منها علي ببطء، عيونه ثابته فيها وصوته هادي لكنه مليان ثقل:
"أنا مش عمك يا وعد… مش عمك بيولوجيًا. زي ما سمعتي."
شهقت وعد، دماغها بتدور مش فاهمة حاجة:
"إزاي؟!"
تنهد علي وقال وهو بيحاول يسيطر على الموقف:
"أنا وبدران نعرف بعض من زمان… علاقتنا قوية جدًا زي الأخوات وأكتر. وقدّمني لعيلتك على إني أخوه معنويًا بس… لكن في الحقيقة إحنا اتنين مختلفين."
كانت وعد واقفة قدامه، عينيها معلقة عليه وصوتها انكسر:
"…"
قرب منها أكتر، صوته بدأ يهدأ وكأنه بيحاول يطمّنها:
"مشاعرك مش غلط… اللي عندك مش غلط. بوحي اللي جواكي."
قالت وعد بصوت ضعيف:
"أنا… أنا…"
لسانها كان مش فاهم هي فيه إيه.
مسك إيديها بحنان:
"نفس المشاعر اللي إنتِ حسّيتي بيها أنا كمان حسّيت بيها. عارف إن اللي حصل غلط… بس مشاعري ليكي ماوقفتش. علشان كده… هنتجوز."
رفعت عينيها عليه بصدمة:
"نتجوز؟!"
قال علي بنبرة حاسمة وهو ماسك إيديها:
"أنا عايزك في حياتي يا وعد."
كانت متخيلاه بيحب واحدة تانية عشان كده متجوزش. كانت متخيلاه هيحس بالذنب زيها ويمكن أكتر. ماكنتش متصورة إنه هيقولها كده… إنه هيقول إن عنده مشاعر ناحيتها وعايزها تبقى مراته.
دموعها نزلت غصب عنها، عقلها بيقتلها من اللي حصل وقلبها بيترعش:
"بس… بس أنا عملت غلط كبير…"
قال علي بصوت ثابت:
"أنا مش بقلل من اللي حصل… بس خلاص. هنتجوز. أنا مضيت… فاضل إنتِ."
بصّت وعد للورقة اللي في إيدها، قلبها بيرتعش. علي مد إيده بهدوء ورجع خصلة من شعرها لورا وقال بنبرة حنونة لكنها قوية:
"هصلّح اللي حصل. أنا فعلاً عايزك معايا يا وعد."
رفعت عينيها المرتبكة عليه وسألت بخوف:
"ليه؟"
سكت لحظة، وبعدين بصلها في عيونها مباشرة وقال من غير تردد:
"عشان بحبك."
الكلمة وقعت على قلبها زي الصاعقة. الجميلة دي ماقدرتش تبصله غير بدهشة… صوته كان صادق، عينه بتلمع، وهي قلبها بيتخبط جوا صدرها. حسّت كأنه بيخدر عقلها وضميرها مع بعض.
علي لاحظ ارتباكها، شاف قد إيه كلامه مأثر عليها. قال
"مممكن تهدي بقى؟"
سكتت، بصّت للورقة في إيدها، صوتها اتكسر:
"ب… بس ليه عرفي؟"
رد علي بسرعة وهو بيقرّب:
"مش هتفرق. المهم هنكون متجوزين."
شهقت وعد، عينيها اتسعت:
"عرفي؟!… جواز عرفي؟!"
بص لها وقال وهو رافع حاجبه:
"إنتِ خايفة؟"
سكتت لحظة طويلة، كأنها بتحارب نفسها من جواها، وبعدين قالت بصوت واطي:
"الجواز العرفي… ده مش جواز صح."
قال علي وهو بيحاول يسيطر على ارتجافها:
"في الوضع اللي إحنا فيه… ده أنسب حل."
دموعها لمعت وهي بتقول:
"وبابا؟… وعيلتي؟!"
قرب منها علي وقال بحزم:
"بلاش حد يعرف دلوقتي. عشان كده هنتجوز عرفي… مؤقت."
رفعت عينيها عليه، صوتها مرتجف:
"يعني… هتتجوزني رسمي بعدين؟"
قال علي وهو بينفخ تنهيدة تقيلة:
"آه… بس مش دلوقتي."
رفعت وعد عينيها عليه باستغراب:
"ليه مش دلوقتي؟ نتجوز رسمي… أفضل. ومش هقول لحد."
نظر لها علي بصمت لحظة، وبعدين رد وهو بيحاول يهرب بعينه:
"ظروفي ما تسمحليش أتجوزك رسمي دلوقتي يا وعد."
سكتت، كأنها اتكسرت من جوه، ملامحها وقفت مكانها.
قرب منها علي وهو بيقول بحزم:
"امضي… ده الحل الوحيد."
بصت له بنظرة مليانة خوف وارتباك، بس برضه فيها طمأنينة غريبة جابتها من عينه.
مدّ القلم ليها… إيدها ارتعشت، لكن خدته ووقّعت.
ولما خلصت، مدّت الورقة له وهي بتقول بصوت واطي:
"اتفضل."
بص لها علي بهدوء وقال وهو بيرجع الورقة ليها:
"خليها معاكي… اتأمني من غدري."
هزت وعد راسها وقالت بعفوية:
"اللي بيخبّي… مش بيغدر. وانت بتحبني."
سكت علي، عيناه بانت فيهم لمعة غامضة. خد الورقة منها، مشي على الأوضة وفتح الدولاب، وحط الورقة جوا بعناية، وبعدين قفله بإحكام.
بصت له وعد وقالت وهي مترددة:
"هتحطها هنا؟"
رجع لها بخطوات ثابتة وقال:
"الفيلا من النهاردة بقيت بيتك… وورقة جوازنا موجودة هنا."
لما قالت بخجل:
"يعني… في بيتنا."
اتجمّد قلب علي في مكانه، جملة صغيرة لكن كسرت جواه كل الحواجز.
مد إيده، مسح دمعة نزلت على خدها بكفه وقال برقة:
"متفكريش في حاجة خلاص."
سكتت وعد، قرب منها علي وقال بابتسامة خفيفة:
"كنتي عايزة ترحيب إني جيت مصر؟"
سحبها لصدره وحضنها.
عيون وعد لمعت، وقلبها دق بسرعة وهي حاسة إنها عايشة حالة حب بجد لأول مرة… مشاعرها مش قادرة تمسكها، لأنه مش عمها زي ما كانت فاكرة.
حضنته بقوة، وإحساس غريب حلو غطّى على ذنبها وخوفها… كأن حضنه سترها من نفسها ومن ضميرها.
غمضت عينيها، وابتسامة صغيرة ظهرت على شفايفها، تلاشت معاها كل آثار الصدمة والحزن.
---
في فيلا بدران…
رانيا كانت قاعدة لوحدها، ملامحها متجهمة وزعلانة.
اتفتح الباب فجأة، ودخل بدران وهو باصص لها بحدة.
قال بصوت متحكم:
"عارف إن موتي وسكوتي… إني أكلم حد ويسيبني ويمشي."
ردت رانيا بسرعة وهي عاملة نفسها مش فارقة:
"مش عايزة أتكلم يا بدران… لو سمحت."
قرب منها بدران وقال بحزم:
"ما هو للأسف لازم تتكلمي. ومعلش… هغصبك يا رانيا عشان أفهم إيه اللي حاصل."
رفعت حاجبها باستفزاز وقالت:
"تغصبني؟"
قال بدران بحدة وصوته علي:
"وعد مشيت ليه… يا رانيا؟"
حاولت تتفادى عينه وقالت ببرود:
"ما تسألها هي."
صرخ بدران وهو بيخبط بكفه على الترابيزة:
"راااانيا!"
اتوترت، بدران قال:
وعد مشيت ليه؟ إيه اللي حصل؟ اتكلمي.
ردت رانيا وهي مترددة:
قولتلك… اتخانقنا. هي عجبتني شوية فقولت…
قطب بدران:
قولتي إيه؟
قالت رانيا وهي متأثرة:
هي قالت إنها مش عايزة تبقى زي… قالت مش هتتجوز حازم ولا هتاخد حد مش بيحبها.
دمعت عيونها وبصت له:
زي ما إنت مش بتحبني… هي كمان مش عايزة جوزها يحب غيرها. لإنها ملقتش الحب معاه. قالت كل ده وقالتلي إني مدخلش في حياتها، وإني بساعدها مش عشانها… عشان نفسي، عشان آخدك منها.
قال بدران بدهشة:
وعد قالت كده؟
هزت رانيا راسها:
أنا استحملت عشانك، بس كلامك كان إهانة يا بدران. أنا كمان اتعصبت وقلت لها إنها مش هتبقى زي… وهتبقى زي أمها.
بصّ لها بدران بحدة.
قالت رانيا بسرعة:
اتعصبت يا بدران، أعمل إيه؟ مش شايف كلام بنتك؟ هي مصرة تفرق بيني وبين أمها… وده كان ردي عليها.
سكت بدران شوية وقال بهدوء:
تمام… أنا هكلمها.
---
في الفيلا، كانت وعد قاعدة على السرير، ملامحها مرهقة.
دخل علي بهدوء، قرب منها وحط في إيدها برشامة وكوباية ميه.
قال بهدوء:
دي عشان الصداع اللي حاسه بيه.
بصت له شويه وسالت:
أنا… أنا شربت إيه امبارح؟
على- مش مهم تعرفي. المهم ما تشربيش حاجة تاني مش عارفة مصدرها.
قالت باستغراب:
يعني… مش عصير؟
قعد قدامها، نظرته غاصت في عيونها البريئة وقال بنبرة واثقة -
أنا اتأكدت إنك عمرك ما شربتى قبل كده.
قالت- شوفت؟ قولتلك.
فجأة، وضعت إيدها على فمها وبصت له بدهشة:
أنا… أنا شربت خمرة؟!
مد إيده القويه ، لمس وشها ونظر لشفايفها وقال بابتسامه عليها
للأسف.
احمر وشها من الخجل، انكسرت في عيونه ولمسته خلت قلبها يتلخبط. ابتسم علي ابتسامة خفيفة من ملامحها وقال:
خدي البرشامة، هتريّحك.
أخذت البرشامة وشربت شوية ميه. مد إيده ومسح شعرها من ورا ودنها وقال بنعومة:
أحسن كده.
دق قلبها بسرعة وتفت الميا من بقها، غمض علي عينه، وهي اتلخبطت أكتر وقالت بسرعة:
أنا آسفة… مكنتش أقصد.
مدّ علي إيده، أخد منديل ومسح وشه برفق وهو يقول:
حصل خير.
بصّت وعد ناحية البرشامة التانية وقالت بخفوت:
ودي بتاعة إيه؟
رد عليها وهو جاد:
دي هتبقى روتين معاكي… تاخديها يوميا بدون نسيان ياوعد
هزّت راسها بطاعة من غير جدال. قام علي وهو في طريقه للباب، لكن صوتها أوقفه:
عمّي… أنا عايزة هدوم.
التفت لها وقال بهدوء:
استخدمي هدومي لحد ما أجيبلك.
سكتت شوية، بعدين أومأت بخجل وقامت، لكن رجليها وجعتها. لاحظ علي فورًا ونظر لها بقلق.
خدت وعد تيشرت وبنطلون
قال علي وهو متابعها بعينه:
إنتي كويسة؟
سكتت لحظة، الألم واضح على ملامحها، وبعدين تمتمت:
مفيش حاجة.
قرب منها، صوته اتغير لحدة ناعمة:
إيه اللي وجعك؟
مد إيده ولمس خصرها بخفة، اتكسفت ووشها احمر وقالت بسرعة:
مفيش… خلاص، هاخد دش وهبقى كويسة.
قال علي بابتسامة جانبية وهو يراقب ارتباكها:
عايزة مساعدة؟
هزت راسها بعنف، قلبها بيخبط وقالت:
لأ… أنا جعانة.
على- خلّصي دش، ولما تخرجي هيكون الأكل وصل.
خرج من الأوضة وسابها واقفة متوترة، ووشها لسه محمّر من كلماته ولمسته.
خرجت وعد من الحمام لابسة تيشرت واسع وبنطلون من هدومه. شكلها كان مضحك وهي "عايمة" في لبسه الكبير، لكن رغم رجولية الهدوم، مغطتش أنوثتها ولا جسمها الممشوق. شعرها كان منسدل ناعم كالحرير، بيزودها براءة ورقة.
نزلت من فوق مش لاقية علي، لكن فجأة شافته داخل من باب الفيلا.
وقف مكانه وهو بيبصلها من رأسها لرجليها، نظرة مطولة خلتها تتكسف وتقول بخجل:
عقبال ما أجيب هدومي.
قرب منها وقال - إنتي مش هترجعي الفيلا.
بصّت له باستغراب: فيلا؟ قصدك عند بابا؟
قال بهدوء ثابت: أيوه.
سكتت لحظة، وبصوت منخفض قالت:
احنا اتجوزنا… عادي أعيش معاك هنا.
يرد بجدية:
محدش يعرف ده غيرنا… ومينفعش أي حد يعرف، يا وعد.
خفضت راسها وقالت بضعف:
ليه؟
شد على إيدها وقرب منها، صوته اتغير لحِدّة:
وعد! قولتلك… في الوقت المناسب هيعرفوا.
اتراجعت خطوة صغيرة، قلبها بيدق من حدة نبرته، لكنها في الآخر أومأت له بالموافقة..قالت
- الى انت شايفه
تنهد وقربها من على رقبتها اتوترت، تنفس على بها ورائحتها الجميله قال
- خايفه من اى
وعد- مش بنعمل حاجه غلط صح
على- لو كنتى غلطه مستحيل اندم عليها
وعد-مش فاهمه
على- لو بس ف ظروف تانيه لو الاقدار مختلفه عن دلوقتى كان اجتمعنا هيكون مختلف
قالت وعد - اى ظروفك ياعمى، اى الى مانعنا نعترف بحبنا
سكت بس ابتسم لما جمعت قال - حبنا
بصّت على الأكياس في إيده:
أنا جعانة.
ابتسم علي ابتسامة صغيرة وهو يحط الأكل على السفرة:
يلا.
قعدت وعد معاه على السفرة، أول ما شافت طبق مليان نقانق – أكتر حاجة بتحبها – عينيها لمعت وبدأت تاكل بشهية.
علي كان قاعد بيدخن سيجارته بهدوء، بيتأملها. رفعت عينيها تبصله، ولما لقت نظرته عليها، اتكسفت فورًا. ابتسامته طلعت غصب عنه من خجلها.
مد إيده، مسح بخفة على شعرها الناعم، والقشعريرة الجميلة دي خلت قلبها يدق بسرعة.
سحب كرسيها جنبه، وإيده نزلت من خصل شعرها لحد وسطها ولمسها بحنان كان خصرها جاي على قد ايده، صغيره هي مثل ارنته وجميله مثل امرأته،
على- كل حاجة فيكي… جميلة.
ارتبكت، لكن ابتسامة صغيرة خرجت منها وهي بتغرق في عيونه اللي بتسحرها.
جمعت شجاعتها وسألت بصوت متردد:
إنت… مش بتحب خالتو نادين؟
رفع حاجبه بدهشة، وقال:
نادين؟!
وعد- مش مرتبطين
على- لا، مفيش الكلام ده.
تنفست الصعداء، وفرحة خفية لمعت في عينيها، رغم إنها حاولت تخفيها. ابتسم هو، شايف بعينيه قد إيه البنت اللي قدامه دي غرقانة فيه بجنون.
فجأة، رن تليفون وعد. اتسمرت مكانها، وقلبها اتقبض كأنها عاملة جريمة.
بصّ لها علي باستغراب وهو ينفث دخان سيجارته:
مين؟
ردّت وعد بصوت متردد:
بابا…
قال علي بهدوء وهو ينفث دخان سيجارته:
ردي خايفه من اى
فتحت الخط، وجاها صوت بدران:
إنتي فين يا وعد؟!
كان ممكن تجاوبه بسهولة وتقول مكانها، لكن دلوقتي… هي بقت زي الهاربة.
قالت بتردد:
نعم يا بابا؟
قال بدران بلهجة صارمة:
ترجعي البيت النهارده يا وعد… ومش عايز أي حجج فارغة.
شعرت إن قلبها بيتقبض، حاولت تبرر:
حجج فارغة؟! إنت متعرفش اللي حصل يا بابا…
رد بدران بسرعة، وكأنه قافل الحوار:
عرفت كل حاجة. وما كانش لازم تتكلمي مع والدتك كده… وتقوليلها الكلام اللي قولتيه.
اتصدمت وعد، إزاي أبوها قلب عليها فجأة!
حاولت تدافع:
بس هي قالت أكتر من كده…
سألها بدران بحدة:
اللي هو إيه؟
سكتت… إيديها اتشدت على بعض بقهر وحزن، عينيها لمعت بدموع مقهورة.
جالها صوت أبوها آخر مرة، تقيل وقاسي:
تكوني في البيت النهارده. عشان ما أجيش أجيبك أنا… بلاش تعصبيني أكتر من كده.
قالت وعد بصوت مكسور:
اللي إنت شايفه يا بابا…
وقبل ما تسمع رد، قفلت الخط بسرعة.
إيدها كانت بتترعش، قلبها مقبوض، ودموعها محبوسة في عينيها.
التفتت لعلي، قالت بمرارة:
معقول عرف كل حاجة… ووقف معاها هي؟ بيقول اللي حصل مجرد سوء تفاهم… وإن أنا اللي غلطت لما رديت عليها كده؟
قال علي بثبات:
بدران ميعرفش اللي حصل كله.
هزت وعد راسها وقالت:
لا… يعرف. أنا فعلاً قلت إني مش عايزة حازم… وقلت مش هاخد حد مش بيحبني زيها.
بصلها علي واضايق إنها زعلت، دموعها بتنزل على خدها:
كنت بشوفهم دايمًا… علاقتهم جافة. وأنا مش عايزة كده. وبعد اللي قلته، هي قالت… إن أمي… إنها خطفت جوزها منها.
انهارت دمعة صوتها اختنق:
معقول بابا… بعد ده كله… شايف إني أنا الغلطانة؟
قرب علي منها بهدوء، رفع إيده، مسح دمعتها بكف إيده الخشن وقال بصوت واطي:
متعيطيش قدامي…
بصّت له وعد، واتعلقت عينيها بعينيه.
وعلي، وهو بيغوص في عيونها، حسّ كأنه شايف الكون كله متجسد في ملامحها… ملامح بريئة هادية، والدموع مغرقة عينيها، بتناديه من غير كلام.
فجأة، اتغرقت عينه هو كمان بالدموع… مد إيده ناحية وشها، يلمسه كأنه قدامه شخص تاني… مش وعد.
وطلع صوته ضعيف، مهزوم:
منى…
استعرب وعد من الاسم ونبرته الغريبه الى أول مره تسمعها منه
ولأول مرة، شافت في عيونه حاجة مختلفة انه ليس على نفسه وكان ملامح وشه اتحولت… حزن هائل، كأنه طفل ضعيف مكسور.
قالت بصوت متردد:
ع… عمي؟
الكلمة رجّعته للواقع فجأة. اختفت الصورة اللي كانت قدامه بالكامل، ورجع يشوف وعد… مش منى.
تراجع بسرعة، عيناه متسعة بارتباك، كأنه اكتشف نفسه في لحظة عارية.
قالت وعد بخوف:
إنت كويس؟
ابتعد عنها فجأة، خطواته سريعة متوترة، لحد ما اختفى في الحمام. قفل الباب بالمفتاح بإيد مرتعشة.
ووعد فضلت واقفة قدام الباب
كانت عروقه بارزة بقوة، كأن وحش هائج بيحاول يكبحه قدر الإمكان.
سند إيديه على الحوض، أنفاسه تقيلة متقطعة، رفع وشه وبص في المرايا.
عينيه حمراء، وجه مشدود مليان شر وثأر… والهمس خرج من بين أسنانه باحتقان:
نسيت نفسك إنت مين… صدقت إنك "علي" اللي بتمثّله… ونسيت "علي" القديم اللي إنت واقف هنا بسببه.
طرق خفيف هزّ الباب.
صوت وعد المرتبك:
عمي…
كانت واقفه على الباب قلقانه اتفتح الباب.
وقفت قدامه، عينيها بتدور على آثار اللي شافته من شوية… بس اللي قابلها كان "علي" طبيعي، ملامحه هادية، ولا كأن في عاصفة هاجت جواه.
قال على
المفروض إنك جعانة… بس شايفك سايبة الأكل وجاية ليّ.
ارتبكت، بلعت ريقها:
لا… أنا كنت قلقانة عليك… بس إنت كويس؟
ابتسم ابتسامة صغيرة:
آه، في حاجة؟
وعد- لا… مفيش.
قرب منها خطوة، قال
مترديش على أي حد من البيت تاني… حتى لو بدران. مفهوم؟
هزت راسها بطاعة قالت-
حاضر… بس بابا حذرني إني لازم أرجع النهاردة.
قال علي وهو بيبص في عيونها:
"وأنا بقولك مترجعيش… المفروض تسمعي كلام جوزك."
قلب وعد دق بسرعة، لسه مش مستوعبة وضعهم الجديد. مد علي إيده على وسطها وقربها منه، صوته بقى أخف:
"متضايقيش نفسك… خلاف العيلة ده أنا هخلصه."
بقلق سألت: "إزاي؟"
رد بثقة: "سيبيها عليا."
بصت في عيونه للحظة، لكن هو نزل بعينه على شفايفها وقرب منها، وباسها فجأة. قلبها دق بعنف، حسّت بجسمها بيتجمد وهو بيشدها أقرب، ويغرس وجهه في ملامحها يقبّلها بعنف مبالغ فيه.
اتالمت، حاولت تبعده بصعوبة، همست متقطعة:
"ع… عمي…"
وقف فجأة، وبعد عنها. بصتله بخوف وارتباك واضح.
قال "في إيه؟"
ردت بخجل وتوتر:
"إنت بتطوّر في علاقتنا بسرعة… وأنا لسه بحاول أستوعب."
سكت لحظة، هو عارف إنه أول تجربة في حياتها، وقال أخيرًا بنبرة أهدى:
"هحاول أكون لطيف معاكي."
تمتمت بصوت واطي "أنا خايفة."
قال علي بحدة "لأنك مش بتتعاملِي معايا بمشاعرك."
سكتت وعد، اتلخبطت، وبتردد قالت:
"عمي…"
قاطعها بعصبية:
"متقوليش عمي! قولتلك… أنا مش كده."
تراجعت خطوة وسألته بارتباك:
"طب… أناديلك بإيه؟"
قال علي بهدوء لكنه حاسم:
"باسمي… علي اسمى."
كان صعب على وعد تنطقه باسمه، ارتبكت، لكن صوته جذبها من جديد:
"وعد… إنتي كنتي بتتعاملي معايا أكتر من كده. عايزك تكسري قيودك معايا، مش تزوديها. إحنا بنحب بعض."
لمعت عيونها بدهشة:
"بنحب بعض؟"
ابتسم علي بعمق وقال متحديًا:
"إنتي مش بتحبيني؟"
اتكسفت، رفعت عينيها ليه وهو ماسك وشها، صوته أصرّ:
"ردي."
همست بخجل، لكن بصوت مليان صدق:
"ب… بحبك."
ابتسامه ظهرت على وشه، مد إيده ولمس رقبتها بلطف، وعيونها ضعفت من لمسته. قرب منها وباسها برقة مختلفة المرة دي، وعد فضلت ساكنة لحظات، وبعدين رفعت دراعها وتحضنه، تبادله القبلة بمشاعر غرام لأول مرة.
لما بعد عنها، وشها كان محمّر خجل، ابتسم علي، شالها بين إيديه وهي مخبية وشها في كتفه.
✦ ✦ ✦
في بيت بدران…
كان قاعد متضايق جدًا، عينه على الساعة اللي عدت 12. غضبه بيغلي:
"بنتي مجتش… زي ما قلتلها. لا… وكأنها مش مهتمة بيا ولا بكلامي."
يوسف حاول يهدّي الموقف:
"ممكن تكون نسيت… أكيد مش قصدها تكسر كلمتك."
بدران ضرب الطربيزة وقال بصوت هادر:
"محممممود!"
دخل محمود بسرعة أول ما سمع ندائه:
"أيوه يا باشا."
أمره بدران بصرامة:
"تاخد الرجالة… وتروح تجيب وعد من بيت ياسمين."
اتصدم يوسف من كلام أبوه، وبص لمحمود اللي رد بسرعة:
"حاضر يا باشا."
يوسف اندفع وقال:
"استنى يا بابا!"
بدران بعصبية:
"استنى إيه؟"
يوسف بهدوء وهو بيحاول يمسك أعصابه:
"لو عملت كده… وعد هتضايق جدًا. إنت عارفها… بتزعل من أقل حاجة."
بدران صوته علي:
"يعني تعصي كلامي؟"
يوسف:
"ممكن تكون زعلانة… بس بالطريقة دي هتخليها تسيب البيت العمر كله. أنا عارف وعد، العناد غلط معاها."
بدران حدة صوته خفت شوية:
"والصح إيه بقى؟"
يوسف قرب وقال:
"سيبلي أنا الموضوع… هرجعها بطريقتي."
سكت بدران وهو بيكتم غضبه، وقال بضيق:
"اتصرّف يا يوسف."
✦ ✦ ✦
مع إشراقة الصبح…
فتحت وعد عينيها بنعاس، لكن حركة جمبها صحتها.
بصّت تلاقي علي خارج من الحمام، بيمسح شعره وهو بيقف قدام الدولاب يختار قميص. لمحها في المرايا وقال بهدوء:
"صحيتِك؟"
هزت راسها بالنفي وهي لسه مستغربة نفسها فين.
قعد علي على طرف السرير وهو بيلبس القميص. وعد اتعدلت بخجل، وبصت له وقالت بصوت واطي:
"إنت خارج؟"
قال علي وهو بيظبط أزرار قميصه:
"آه… وانتي كمان."
وعد رفعت عينيها باستغراب:
"أنا كمان إيه؟"
ابتسم علي ابتسامة غامضة وقال:
"مالك… هييجي يوصلك الفيلا في وقت معيّن. متعارضهوش… أنا اللي هكون باعتُه."
وعد اتوترت وردت:
"هرجع البيت… بس ليه؟"
بص لها علي ان القعده هنى عجبتها اتكسفت لما لقيته بيبتسم
قالت وعد "مش عايزة أبعد عنك… مش إنت جوزي؟"
شدّ نفسه للحظة، وبنبرة جادة قال:
"وعد… متذكريش الجملة دي قدام حد. مش هقولك تاني."
سكتت بخجل.
هو قرب منها ولمس رقبتها ورفع وشها ليه وقال:
"متقلقيش… أنا هكون معاكي على طول. وجودك هناك مش معناه إننا مش هنكون مع بعض."
أومأت له بطاعه، فمال عليها وقبّل شفايفها كأنه بيكافئها.
وشها احمر وهو ابتسم وقال بنعومة:
"نسيت أقولك… صباح الخير."
ارتبكت وعد وخرج صوتها ضعيف:
"عم... علي."
كانت أول مرة تنطقه باسمه بصوتها الرقيق… فنبض قلبه بابتسامة صافية، واكتفى إنه ينسحب بهدوء ويخرج من الغرفة.
لمست وعد شفايفها بخجل وهي لسه حاسة بحرارته، ابتسامة رقيقة غمرت وشها… ابتسامة كلها عشق.
على نزل على تحت بيفتح باب الفيلا ولسا هيخرج وقف مكانه من لما لقى فى وشه رضوان الى كان ع الباب ونظر إليه ودخل الفيلا قال
- زياره مفاجئه
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا