رواية مديري مستر فرعون الفصل الحادي عشر 11 بقلم رحاب ابراهيم

رواية مديري مستر فرعون الفصل الحادي عشر 11 بقلم رحاب ابراهيم

رواية مديري مستر فرعون الفصل الحادي عشر 11 هى رواية من كتابة رحاب ابراهيم رواية مديري مستر فرعون الفصل الحادي عشر 11 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية مديري مستر فرعون الفصل الحادي عشر 11 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية مديري مستر فرعون الفصل الحادي عشر 11

رواية مديري مستر فرعون بقلم رحاب ابراهيم

رواية مديري مستر فرعون الفصل الحادي عشر 11

ضيّق “بيومي” عيناه بشك وانتقلت نظرته بين سركن وشقاوة التي علت على ملامحهما مشاعر متناقضة ومتضاربة !.

بالوقت التي توردت خدي شقاوة والتمعت عيناها بالسعادة والزهو، انقبضت ملامح “سركن” واصبح كأنه نادمًا على غرز قدماه في تلك الورطة الذي لم يحسب لها حسابً !.
وذلك جعل بيومي يشك بالأمر كليًا، فهتف على غير المتوقع وهلل بسرور مصطنع وعيناه تضمر الشر :
_ يا الف نهار أبيض .. الف مبروك يا شقاوة، رغم اني واخد على خاطري منك، يابت ده أنا اللي مربيكي على ايدي تقومي تحضري بياع الترمس في جوازتك وماتعرفنيش ! …

نظر كلا من شقاوة وسماح لبعضهما بدهشة، حتى أجابت شقاوة وهي تمط شفتيها بسخرية ليقينها من مكر بيومي:
_ مالكش كلام معايا بعد كده يا عرة الرجالة .. ولو في زورك كلمة ليا ابلعها وغور بعيد عني .. ولو مقدرتش تبلعها فأنا بقا ليا راجل وكلامك معاه هو .. أنما أنا كان يا مكان ..

التهبت عينان بيومي بالغيظ والحقد وهو يبتسم ابتسامة صفراء افصحت عما بداخله من شر:
_ وماله يابنت شفيقة .. هو أنا يعني ازعل لما تتستري في بيت العدل .. بس أن كنتي أنتي نسيتي أني اللي مربيكي وليا فضل عليكي .. أنا مابنساش.

قال كلماته تلك بنبرة أقرب للتهديد ثم غادر وابتعد .. وتهاوت المباركات على رأس شقاوة التي التف حولها بعض من نساء المنطقة الشعبية للمباركات … وبعد دقائق انشغلت فيهم شقاوة في تلقي التهاني بحثت عيناها عن “سركن” بين الجموع ولكنه أختفى تمامًا !!.

حلّ القلق على وجهها بدلًا من الابتسامة وهي تلتفت يمنى ويسرة حولها بأمل أن تجده، ولكن لم ترى له طيفاً!..

وحينما صعدت لشقتها الصغيرة علىسطح المبنى القديم صعدت برفقتها صديقتها “سماح” التي همست بتعجب :
_ مالك يا شقاوة مكشرة كده ده أنا قولت هتطلعي فوق ومش هتبطلي رقص الليلة دي !!.

وقفت “شقاوة” على سطح المبنى وتنهدت بعمق :
_ كنت هعمل اكتر من كده ، بس سي غريب أختفى فجأة وخلاني قلقت .. خصوصا أني اخدت بالي لما سرح وتاه كده بعد ما قال لبيومي اني هبقى مراته ؟! .. يكونش حس بالندم بعد كده ومشي ؟!.

ردت سماح بحيرة :
_ وهو لو مش عايز كده مكنش قال أصلًا ، أصل دي مش حاجة سهلة كده عشان يتسرع فيها .. ده أنا الواد سردينة بقالي كام سنة اعرفه وعمره ما قالي أنه هيخطبني حتى لو تريقة ! .. تلاقي بس حد من رجالة الحتة بعده عن سكة بيومي عشان ما يتخانقوش زي المرة اللي فاتت .

اتطمئنت “شقاوة” بعض الشيء وقالت :
_ يمكن صح .. أصل اسم الله عليه شديد وك.سر عضم رجالة بيومي المرة اللي فاتت .. بس برضه يا سماح محتارة من سرحانه فجأة كده وقت الخناقة ..

ضر.بتها سماح بخفة وضحكة :
_ سرحان ايه يا عبـ.يطة .. وهو يطول يتجوز قمر الحارة كلها .. ده تلاقيه مش مصدق نفسه ومش بعيد تلاقيه جايب المأذون وجاي دلوقتي جري … خدتي بالك من سرحانه ومخدتيش بالك من عصبيته وهو بيقول هتبقى مراتي وهيدغدغ بيومي عشانك! .. ده اتكلم زينا أخيرا !.

ضحكت شقاوة من قلبها وقالت وقد عادت لعينيها السعادة :
_ يخرب عقلك يا بت … والله حبيت النحوي عشانه .. ربنا يستر ويتمها على خير بقا ..

_______________________________________

وبعد أقل من ساعة تقريبًا ..

وقف “سركن” أمام الهرم الأكبر ونظر له بعمق .. ثم سار لبعض الوقت حوله ودون أن ينتبه مخلوق وضع قبضة يداه على أحد الزوايا وكأنه يفتح بابا سريا ببصمة يداه وبتكنولوجيا متطورة لم يصل لها العصر الحديث بعد.. ليختفي برمقة عين ويصبح بمكانّ سري بداخله .. نظر سركن لجدارًا بتلك الغرفة المغلقة تمامًا و الذي لم يكن بها أي باب او حتى نافذة، وببصمة يداه استطاع أن يحوّل ذلك الجدار الحجرى لشاشة تواصل بين الأزمنة المختلفة .. حرك أصابعه على عدة أرقام باللغة المصرية القديمة بجسد الشاشة وانتظر لبعض الوقت حتى ظهر الوزير الأول “حات حوت” وسأل سركن ببعض القلق :
_ ماذا حدث عندك ؟ .. أختفائك أصبح مصدرا للشكوك والاقاويل يا سركن ولم تعد التبريرات تجدِ نفعاً هنا .. لابد أن تعود ومعك لوتس بأقرب وقت وإلا سينكشف الأمر ويصل للملك ؟

ظهر على “سركن” الحيرة والضيق وهو يجيب:
_ انت تعرف أن مهمتي ليس انقاذ لوتس فحسب .. أنا هنا لأنقاذ تاريخنا من اللصوص أيضاً وهناك شيء لابد منه لكي تتم مهمتي بنجاح .

تعجب الوزير الاول من التردد الواضح على وجه سركن وسأله بشك :
_ ما هو هذا الشيء ؟! ولمَ يبدو عليك التردد هكذا !!.

قال سركن كاذبًا لأول مرة و بعد لحظات تردد في أيجاد ردا مناسب:
_ سأتزوج فتاة من ذلك العصر .. وتلك هي خطتي لأتمام الأمر بنجاح.

دهش الوزير الأول “حات حوت” من ما سمعه، ونظر لعيناه سركن التي تتهرب بقلق :
_ تتزوج عندك ؟! … هل جننت ؟! هل تعرف نتائج الأمر ؟ .. لابد انك تمزح !… انت لست كأي رجل تستطيع أن تتزوج أية أمرأة مجهولة بتلك البساطة؟! .. أنت قائد الجيوش يا سركن ، قائد اقوى جيوش الأرض .. غير مسموح لك بالزواج الا من زماننا ومن امرأة من السلالة الملكية او على أقل تقدير ذات حسبا ونسبا.. والدك لن يسمح لك بغير ذلك صدقني.

رد سركن بتصميم وعناد وعصبية :
_ لا أمزح بالتأكيد ، سأتزوج مهما كانت النتائج وسأتحمل جميع العواقب أن لزم الأمر ..

ضيّق “حات حوت ” عيناه بشك ثم قال :
_ أذن القصة ليست كما تقول .. اعترف أنك احببتت وسأصدقك أكثر من قول هذا الهراء !.

نظر سركن للوزير الأول وقال بتحد وغضب:
_ نعم أحببت .. ليست جريمة، أنت أحببت شقيقتي لوتس وتزوجتها .. لماذا من حق الجميع أن يشعر ويحب سواي أنا !
لماذا عليّ دائمًا أن أحقق رغبات الآخرين ؟

تنهد الوزير “حات حوت” بعمق ثم أجاب بنبرة حاول أن تبدو هادئة :
_ ساحدثك كصديق يا سركن، من حقك أن تحب وتتزوج ولم تكمن هنا الكارثة، الكارثة الحقيقية أنك تخالف القوانين ، تخالف المنطق بحد ذاته .. أنت وهي من أزمنة مختلفة ، لن يستطيع كلاكما التأقلم بزمان الآخر .. ورتبتك كقائد لن تسمح لك سوى بالاقتران من فتاة من سلالة ملكية نستطيع أن نثق فيها .. أن خالفت ذلك ولم تعاقب منا فأعدائنا لم يمررون ذلك وسيكيدون ضدك وتحدث فوضى عارمة في الوقت نمر فيه بأزمة مرض الملك.. أتعجب لأنك على علم بكل النتائج الكارثية لقرارك ومع ذلك تصمم !.

اصبحت عين “سركن” نارية كالجحيم وهو يقول :
_ يحدث ما يحدث .. لن أتركها لرجلًا غيري، أمو.ت قبل أن يحدث ذلك، أرى في هجر.ها مشقة لن استطيع تحملّها!.

دهش “حات حوت ” من قوة التحدي الذي تملّك من سركن وقال محذرًا:
_ سأخبر والدك أولًا.. لن استطيع أن أخفي عليه الأمر وإلا ستحدث كارثةً أخرى .. أمامك سبعة أيام منذ الآن، أن لم تتراجع عن قرارك وتطلب لقائي وتعلمني به سأضطر أن اذهب لوالدك وأخبره.. ربما استطاع اقناعك قبل أن ينكشف امرك للجميع، لن اتحمل عواقب قرارك الكارثي هذا يا سركن .. وحينما تطلب لقائي المرة القادمة لا تخبر لوتس .. فأنني أرفض لقائها من خلف فواصل زمنية .. سأنتظر اللقاء القادم بعد سبعة أيام، وسانتظر عودتك مع لوتس بقمر ليلة ٣٠.

وأنهى “حات حوت” الأتصال، وظل سركن واقفاً بجسدًا صلب وعينان معذبة، أي عقاب سيناله أيسر على قلبه من هجرها للأبد، وردد لنفسه بألم :
_ أي عذابًا هذا الذي أوقعني قلبي في براثنه؟ .. كيف أحببتها بذلك الجنون يا سركن ؟! .. أشعر براسي يكاد ينفجر من التفكير !!.

وخرج سركن من الغرفة السرية مثلما دخل وعلى ملامحه الحزن الشديد ..

____________________________________

كانت “ليلة العيد” ترتشف فنجان قهوة وهي جالسةً بمطبخ الشركة وتنتظر أي انذار لتحضير قهوة هاكان الخاصة، وبينما وهي تبتلع ما بفمها انتبهت لصوت تعرفه جيدًا وهو يهتف بها بسخط :
_ أنتي بتهببي ايه هنا ؟!

كادت ليلة أن تبصق ما بفمها من هةل الصدمة وهي تستدير وتنظر لـ “شاهندة” أبنة عمها التي ترمقها بنظرات نارية حاقدة كأنها القت عليها القبض بالجرم المشهود ، وارتجفت ليلة العيد من هول المفاجأة والصدمة معاً.. حتى تدخل سقراط وقال لشاهندة الذي رغم معرفته بها الا انه لم يعلم بقرابتها لليلة العيد :
_ وأنتي بتزعقيلها كده ليه يا ولية يا شاهندة أنتي ؟ .. وبعدين هو السؤال اصلا المفروض يبقى ليكي ، هو مش أنتي اتطردتي من هنا برضه ؟!

زمت شاهندة شفتيها بغيظ نحو هذا الفتى المستفز وهتفت به :
_ لم لسانك يلا أنت !! .. أنا ما اتطردتش ، كل الحكاية أني مشيت لكن رجعت تاني وده بقرار رسمي من أبو المدير نفسه ” مستر كمال ، روحتله وكلمته ورجعني للشركة بمكالمة تليفون للأدارة .. أنما أنتي بقا يا أم اربع عيون بتعملي ايه هنا ؟!

وجهت شاهندة حديثها لليلة التي شحب وجهها كالأموات، ولم تحسب حسابا لعودة تلك السخيفة من جديد، خاصةً وهي الآن يختصر عملها في توصيل المشروبات لمكتب المدير !!.

فقال سقراط من جديد عندما طال صمت ليلة العيد:
_ بتشتغل معايا هنا .. ها ارتحتي؟!.

نظرت شاهندة لليلة ثم انفجرت بالضحك لبعض الوقت، وبعدها قالت بسخرية وشماتة :
_ فعلًا ده انسب مكان ليكي .. المطبخ.

رمقتها ليلة بضيق والدموع بعينيها وهتفت :
_ وايه يعني … الشغل عمره ما كان عيب، العيب أني أعيش عالة على غيري وماليش لازمة في الحياة.

تملّك الغضب من شاهندة وصاحت فيها بصراخ عالِ:
_ تقصديني أنا بالكلام ده ؟! .. ماشي ..حسابنا مش هنا ، وعموما أنا رجعت لشغلي في السكرتارية في الوقت اللي أنتي فيه بتاعة القهوة والشاي .. يا خدامة !.

امتلأ حلق ليلة العيد بالمرارة وقررت قرارًا نهائيًا أن تتخلى عن حلمها وتغادر من هنا بلا رجعة، فبجميع الأحوال لن تتركها تلك الحمقاء شاهندة وشأنها .. وستجعل من وجودها هنا جحيما لا يحتمل.

وبذلك الوقت ظهر “هاكان” عند مدخل الباب ويبدو من ملامحه المنفعلة ونظراته الغاضبة نحو شاهندة أنه استمع لمَ قالته بسبب صوتها العال الذي تسلل لمكتبه القريب، ارتبكت شاهندة من ظهوره بعض الشيء، وحينما دخل بخطوات واسعة للمطبخ أشار نحو شاهندة بعصبية وقال :
_ وصلني من الإدارة أنك رجعتي بواسطة من والدي .. بس طالما بتتحديني يبقى استحملي اللي هيحصلك ، أنتي شغلك من النهاردة وعلى حسب مستواكي في الأرشيف مش السكرتارية .. ولو سمعت صوتك بالشكل ده تاني اعتبري نفسك مطرودة .. والآنسة ليلة مش خدامة زي ما سمعتك بتقوليلها .. لأنها هتتنقل السكرتارية من بكرا ..

شهقت شاهندة وفغرت فاها من الذهول، بينما لم تكن ليلة أقل منها صدمةً! .. ورمى هاكان شاهندة بنظرة إزدراء ثم خرج من المكان بهدوء تام .. ولم تستطع شاهندة التفوه بحرف،ولكنها رمقت ليلة بنظرة حاقدة ومتوعدة ثم غادرت .. وظلت ليلة العيد متجمدة في مكانها وهي تحاول استيعاب ما سمعته للتو .. وللمرة الثانية اليوم ينصفها !.

جلست ببطء على المقعد وابتسمت وهي تحاول أن تصدق بواقعية ما حدث، حتى قال سقراط بغرابة وشك :
_ أقطع دراعي لو مكنتش البت الساقعة اللي اسمها شاهندة دي رجعت عن طريق خطيبة هاكان بيه .. أصل سمعتها مرة من فترة بتتكلم عنها وبتقول انها اتكلمت معاها في النادي ونفسها يبقوا صحاب ..

دقت أجراس الخطر بعقل ليلة العيد وبدأت تفكر بالأمر من تلك الزاوية الغامضة،بينما عاد سقراط متسائلًا :
_ بس انتي تعرفي شاهندة دي منين يا ليلة ؟!

أجابت ليلة بضيق:
_ بنت عمي .. وساكنين في بيت واحد كمان.

شعر سقراط بالاسف لها وقال:
_ الله يعينك على غلاستها .. سبحان الله ، أنتي منتهى القبول ، وهي منتهى السماجة وتقل الد.م، كويس انها مش هترجع السكرتارية ، دي آنسة منة مش بطيقها … بس هتفرح أوي بيكي.

لم تستطع ليلة العيد استيعاب الأمر تمامًا، فوظيفة السكرتارية لم تكن تحلم حتى أن تصل إليها، خصيصا أن شهادتها العلمية غير مناسبة تمامًا أيضاً … وبعد مرور بعض الدقائق اتت “منة” مسرعة لداخل المطبخ وهي تضحك بسرور وتضم ليلة :
_ مستر هاكان قالي أنك هتتنقلي السكرتارية من بكرا ، ما تتخيليش فرحتي .

سألتها ليلة بتعجب :
_ أشمعنى قبلني بسرعة في السكرتارية مش في وظيفة المرشد السياحي ؟

اوضحت لها منة بلطف :
_ لأن المرشد السياحي مش بيشتغل بسهولة كده يا لولو ، ده لازم يبقى معاه رخصة وكارنيهات وليلة كبيرة أوي سعادتك وده طبعا محتاج لشهادة معتمدة .. أنما السكرتيرة ده شغل خاص بالشركة وفي ايده .. وأبرز شرط فيه اللغة وبرامج الاوفيس .. وأظن أنتي معاكي لغة تمام التمام .. وبالنسبة للأوفيس فأنا معاكي وهعلمك كل شيء .. أنا بجد مبسوطة جدًا لأنك تستحقي .. ومبسوطة كمان أن السمجة شاهندة مش هتشتغل معايا .. ده انا اشتغلت معاها أسبوع واحد وكنت هطفش من برودها.

وحينها ارتفع رنين جرس الأنذار وأجاب سقراط سريعا، حتى قال هاكان عبر الهاتف :
_ أبعتلي آنسة منة وليلة لمكتبي يا سقراط .

اغلق هاكان الاتصال، ونظر سقراط للفتاتان وقال :
_ بسرعة روحوا لمكتب البيه عايزكم .

أخذت منة ليلة العيد من يدها بعدما وجدتها خائفة ومتوترة وأسرعتا للمكتب ..

______________________________________

وبالمكتب ..

حينما دخلتا الفتاتان ووقفتا أمام مكتب هاكان الذي بدا عليه العصبية وهو يقول :
_ أنتوا الأتنين هتبقوا في السكرتارية .. بس منة هتبقى في المكتب وفي شغلها زي ما هو ، أنما ليلة هتكون معايا في مقابلة العملا برا الشركة وده هيكون أختصاصها ..

تفاجأت ليلة وحاولت أن تشرح له صعوبة الأمر، فصاح هاكان بعصبية بوجهها :
_ أنتي كمان هتعترضي !! .. ده أنتي المفروض تشكري الظروف اللي خلتني أخد القرار ده عند في اللي اسمها شاهندة ، ولو مش موافقة يبقى اتفضلي من الشركة خالص وبلاش وجع دماغ !!

صدمت ليلة من عجرفته التي عادت وبشكل أغلظ وأعنف من زي قبل !! … وفهمت أن سبب دفاعه عنها كيد في شاهندة التي تأكدت انها عادت للشركة رغما عنه !! .. كادت ليلة أن تعترض ولكنها تذكرت شاهندة وموقفها معها .. فنظرت له بضيق وصمت .. حتى تدخلت منة تلطف الأجواء :
_ تمام يا فندم ، وبرضه هعلمها كل شغل السكرتارية في المكتب ..

وافق هاكان بوجه مقتضب وغاضب وأشار لهما بالخروج، وحينما خرج الفتاتان قال هاكان لنفسه بغيظ شديد :
_ مش هعديهالك دي يا لورا .. أنا متأكد أنك أنتي اللي كلمتي أبويا واقنعتيه يرجعها عشان تبقى جاسوستك هنا ..

__________________________________

تنهدت لورا وهي ترفع هاتفها لأذنها بعدما اتصلت بها شاهندة تخبرها بما حدث بعصبية :
_ أنا مكنتش متخيلة أنه هيبعتني على الأرشيف، فكرت أني هرجع السكرتارية.

تنهدت لورا مرةً أخرى بتأفف وملل من تلك الفتاة :
_ أنا كلمت أنكل كمال مخصوص واترجيته عشان يكلم الإدارة ويرجعك وده حصل بمكالمة تليفون واحدة يا شاهندة .. أنا ما يهمنيش تشتغلي ايه بالضبط .. كل اللي يهمني انك ترجعي هناك وتعرفيني كل تحركات هاكان ومين اللي بيجيله .. وعايزة بقا تخلي بالك من البنت قريبتك دي لأني مش مستريحالها وشاكة انها بتخطط لشيء.

ضحكت شاهندة بعدما فهمت مقصد لورا وقالت بسخرية :
_ بقا واحدة في جمالك يا لورا تقلق من ليلة العيد أم اربع عيون ووشها اللي شبه قفاها ؟! … هو عمل كده بيعند معايا مش أكتر خصوصا أني رجعت للشركة تقريبًا غصب عنه بعد ما والده أمر بكده .. ده كل ما في الأمر.

لم تقتنع لورا بما سمعته، ولكنها أيضا لم تخبر شاهندة بكل شيء، فتواصلهما ليس أكثر من تبادل مصالح مشتركة !.

______________________________________

عاد “سركن ” للحارة الشعبية …
وفي عودته وجد سماح تقف مع صديقتها شقاوة عند مدخل المبنى القديم ..

نظرت شقاوة له بعتاب شديد ولأختفائه المفاجئ ، بينما سألته سماح بحدة :
_ كنت فين يا خويا كل ده ؟! … الناس عمالة تسأل عليك عشان تبارك وتهني وتعرف الفرح أمتى ومابقيناش عارفين نرد عليهم !.

نظرت شقاوة له بتمعن وشعرت بخوف ملأ قلبها من نظرته العنيفة لعيناها وكأنه غاضبًا من شيء .. حتى قال سركن بتصميم غاضب :
_ لازم نتجوز وبسرعة .. قبل ٤٨ ساعة هنكون متجوزين.

شهقت سماح بذهول ، بينما تفاجأت شقاوة، ثم ابتسمت بخجل وركضت صاعدة لشقتها الصغيرة على سطح المبنى القديم ، وقالت سماح برفض :
_ مش هنلحق نعمل أي حاجة .. طب على الأقل أسبوع حتى !! ده فرح شقاوة مش أي حد يعني !!.

هتف سركن بشراسة :
_ لأ … في خلال ٤٨ ساعة ومش هينفع أستنى اكتر من كده ..

نظرت له سماح بشك وشعرت بشيء يخفيه هذا الرجل الغامض عن الجميع.
استأذنت سماح وابتعدت عندما أشار لها والدها أن تذهب اليه، وظل “سركن” واقفا على ملامحه الشرود وبعض التيه، حتى انتبه لصوت شقاوة التي أتت مرةً أخرى وقالت بعينان ممتلئتان بالدموع والسعادة :
_ حقك عليا أوي يعني .. أصلي بصراحة شكيت فيك وقولت ده عشمني ورماني .. زي البطلة اللي حكيتلك عنها وكده يعني.

نظر “سركن” لشقاوة بنظرة عاشقة لبعض الوقت ثم قال :
_ لو تعرفي الحرب اللي رضيت ادخل فيها عشان تفضلي جانبي مكنتيش هتقولي كده .. عايز أعترفلك بحاجة.

ابتسمت بسعادة وهي تنتظر منه كلمة واحدة ، فابتسم سركن بعشق مجنون لها وقال هامسا وقد عاد لعربيته الفصحى:
_ لا .. لن أخبرك الآن .. سأخبرك بيوم زفافنا ، وبطريقتي الخاصة.

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا