رواية هيبة نديم وليلي الفصل الرابع والاربعون 44 بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل الرابع والاربعون 44 بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل الرابع والاربعون 44 هى رواية من كتابة مريم محمد رواية هيبة نديم وليلي الفصل الرابع والاربعون 44 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هيبة نديم وليلي الفصل الرابع والاربعون 44 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هيبة نديم وليلي الفصل الرابع والاربعون 44

رواية هيبة نديم وليلي بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل الرابع والاربعون 44

_ هشّة _ :
في أقل من ساعة عاد حارس العقار برفقة عامل النجارة ومعهما إطارٌ جديد بمواصفات الباب الذي نزعته "ليلى" ..
قام العامل الشاب بتركيب الإطار، ليعود الباب كأنه جديد تمامًا، حاسبه "نديم" جيدًا وأعطى الحارس بخشيشًا، ثم أصرف كلاهما ..
أقفل الباب بالمفتاح وأودعه بمزهريةٍ جانبية، ثم توجه نحو غرفة النوم، حيث لا تزال هناك، لم يسمع حركة أو همسة من جانبها ..
دلف إليها، فإذا بها تجلس أمام المرآة، وقد ارتدت ملابسها تحضرًا للرحيل، حقًا؟
تظن إنها سترحل؟
-هو ده إللي كنتي ناوية عليه! .. هتف "نديم" من خلفها والشرر يتطاير من عينيه
توقف على بُعد ذراعٍ منها، وعندما لم ترد عليه، مد يده قابضًا على ذراعها، وشدّها بعنفٍ لتقف قبالته:
-كنتي مستنياني أغفل عنك في أي لحظة عشان تهربي مني يا ليلى؟
كتمت "ليلى" الوجع الذي يسببه لها وهي تقول ببرودٍ شديد:
-أيوة.. كنت ناوية أهرب. بس مش منك
من كدبك.. من خيانتك وطعنك فيا!!
عبست ملامحه بشدة وهو يقول مشددًا قبضته عليها أكثر:
-أنا خنتك؟ أنا كنت بحميكي من الحقيقة
أنا حميتك طول عمرك يا ليلى. وفي الآخر مصرّة تطلعيني أنا الوحش في كل ده؟؟!!
أفلتت صرخة ألم وقهرٍ من بين شفتيها وهي تردد:
-الحقيقة دي هي كل إللي عملته فيا. أول طعنة جات لي كانت بإيدك انت.. أنا كمان كنت فكراك بتحميني. لحد ما سمعتك بوداني يا نديـم!!
يتنفس "نديم" بعنفٍ، صوته يرتجف بين الغضب والندم وهو يقول:
-أنا بحبك.. ماكنتش عايز حد ياخدك مني أو يشاركني فيكي.
ليلى ببكاءٍ مرير:
-إللي بيحب بجد مايدنسش إللي بيحبه يا نديم.. مايقبلش عليه كلمة من أي حد. بس تخيّل إني سمعت كلام زي ده منك انت
انت بوّظت كل حاجة حلوة كانت بينّا. الحب إللي كان جوايا ليك حاولت أدوّر عليه. بس خلاص.. مابقتش لاقياه!
دفعته كلماتها إلى حافة هاوية من الجنون حقًا ..
طوّق خصرها بذراعه، وقبض على فكّها بقسوةٍ متمتمًا من تحت أنفاسه الحارقة:
-مابقتيش لاقياه هه؟ الحب إللي فتحتّي عينك عليه. إللي كبرتي في حضنه لحد ما قبلتي بإرادتك تكوني ملكه.. دلوقتي مابقاش موجود؟ طيب ما تيجي ندوّر عليه سوا يا ليلى.. تعالي أما أساعدك عشان تلاقيه!!
فهمت نيّته قبل أن يهمّ بها ..
لتحتج صارخة ومحاولة الفكاك منه:
-أنا حلفت.. مش هاتلمسني تاني
انت سامع؟ مش هاتلمس شعرة مني!!!
باءت كل محاولاتها في الفرار بالفشل المزري، بينما يضحك باقتضابٍ متهكم وهو يقول:
-مش هالمس شعرة منك!
انتي جسمك كله بين إيديا يا ليلى.. انتي أصلًا كلّك بتاعتي
ماتقدريش تنكري ده مهما عملتي ..
أفلتها للحظاتٍ كي يتمكن من نزع سترته، لكنه وقت كان كافيًا ليتيح لها الهرب من بين يديه والركض نحو باب الغرفة!
شهقت بهلعٍ حين وجدته يستبقها إليه ويعترض طريقها، جمدت بمكانها، بينما يغلق الباب بقدمه وينظر إليها بتصميمٍ وهو يحلّ أزرار قميصه قائلًا بخفوتس مخيف:
-ماتبصليش كده وتحسسيني إنها أول مرة أو إني بجبرك.. إنتي مراتي.
هزّت رأسها بقوة وبدأت بالتراجع للوراء تزامنًا مع تقدّمه نحوها ...
-مش هاتاخد إللي انت عايزه بالسهولة دي!
لاحت على ثغره ابتسامة شيطانية وهو يرد عليها:
-ومين قال إني بحب الحاجة السهلة؟ انتي طول عمرك كنتي حلم صعب أوصله. وده إللي علّقني بيكي أكتر. ده إللي خلّاني مجنون بحبك أكتر!
وكدأبه لا يمنحها فرصة لتتوقع خطوته التالية، مد ذراعه في لمح البصر لافًا إيّاه حولها، جذبها إليه بقوة لتصطدم بصدره الصلب ..
يتشنّج جسدها بين يديه مبديًا استنفاره، الأمر الذي يجعله يستشيط غضبًا بشكلٍ أكثر تفاقمًا، فيهمس لها بخشونةٍ:
-أنا عارف علاجك. أنا عارف إيه إللي واجعك للدرجة دي.. ابننا إللي راح
هاعوّضك عنه. هاخليكي أم تاني يا ليلى.. ساعتها بس هاترجعي لي زي ما كنتي!!
وبدون كلمة أخرى، رفعها عن الأرض ورماها فوق السرير جاثمًا فوقها، ومكبلًا حركتها الركيكة بجسده الضخم ..
مرّت أمام عينيه وهو ينظر إلى وجهها صور عديدة لها عبر مراحل نموّها، رقتها، صفاءها، براءتها التي صانها طوال عمرها معه، والتي انتزعها منها أيضًا عندما أحس بتهديد فقدانها ..
غمغم لها بينما يقيّد معصميها في قبضة، وبقبضته الأخرى يزيل ما يعوقه عنها من ملابس:
-مش متخيّل انهم كانوا شايفينك مجرد بنت عمي.. شايفنّي الأخ الكبير ليكي. وعمي نفسه إللي طول الوقت كان يوصيني عليكي
ويقولّي دي أختك. انتي عمرك ما كنتي بنت عمي. عمرك ما كنتي أختي.. انتي حبيبتي.. انتي الهوا إللي بتنفسه يا ليلى ..
سالت دموعها عبر عيناها المغمضتين، تأثرًا بكلماته التي تحاول بيأسٍ اتسمالتها، قبل لجوئه إلى انتزاع عواطفها بطريقةٍ ربما لن تجدي ما يرجوه من نتائج ..
أمرها بصرامةٍ: بصيلي يا ليلى.. بقولك بصيلي!!
لم تستطع إلا أن تذعن له، باعدت بين أجفانها وتطلّعت إليه، إلى عينيه الخضراوين بمسحة عنفٍ، إلا إنها تمكنت من رؤية العشق يطل عميقًا من نظراته الجائعة إليها ..
لفحتها أنفاسه الدافئة بينما يدنو منها مرددًا بهمسٍ حميمي:
-آن الأوان تكبري.. زي ما جسمك كبر.. عقلك لازم يكبر
لازم تفهمي إنك تابعة ليا أنا.. أنا حبيبك.. أنا نديم يا ليلى!
يذكرها بما تعرفه ويقرّ بقلبها فعلًا، أنه حبيبها، أنها ومع الأسف لا يمكن أن تتوقف عن حبّه، وأن أيّ كلمات تحاول بها إنكار ذلك الحب ما هي إلا محض كذب ..
تكذب عليه لتتركه، لتهجره، لتعاقبه على طعنه لقلبها ..
إلا إنها ومن جديد ..
تهوى في شِباكه بكامل إرادتها ...
__________________________________________________
انضم "زين نصر الدين" إلى والد زوجته على الفور، حيث أمر باستقباله في الصالون الرئيسي، وحُسن مضايفته ريثما يحضر إليه ..
يجلس "عاصم البدري" هناك أمامه فنجانًا من القهوة لم يُمس، بدا عليه الانفعال المكبوت، بينما أقبل "زين" عليه هاتفًا بحفاوةٍ كبيرة:
-أهلًا أهلًا معالي السفير.. البيت نوّر والله
مش كنت تقول إنك ناوي تزورنا؟ ده أنا كنت جاي لسيادتك. وبعدين ماينفعش تخرج منغيري يافندم!
مد يده ليصافحه، إلا إن "عاصم" رفض مصافحته وقام واقفًا قبالته وهو يقول بصلابةٍ:
-زيـن.. أنا عايزك تفهمني ودلوقتي حالًا
إيه إللي انت عايزه من بنتي؟ إيه إللي بيحصل من ورا ضهري يا زين؟؟
تلاشت ابتسامة "زين" وهو يرمقه بتعبيرٍ غامض، ثم قال بصوتٍ فاتر:
-مافيش أي حاجة بتحصل من ورا ضهرك يا عاصم بيه. أنا كنت صريح معاك من البداية. وأظن حضرتك عارفني وقبل ما توافق على جوازي من بنتك كنت عارف كويس بتجوزها لمين.
عاصم بحدة: سيبك من الكلام ده كله.. أنا دلوقتي مش جاي أكشف وأتحرّى عنك
أنا جاي أتأكد إذا كانت بنتي في المكان الصح ولا لأ. مع الشخص الصح ولا لأ!!
أومأ "زين" له وقال بهدوء: 
-طيب ممكن أعرف إيه إللي خلّى حضرتك تفكر وتتصرف كده دلوقتي بالذات؟
حكى له "عاصم" ما دار بينه وبين ابنه "عمر" قبل مجيئه ..
كما توقّع "زين" تمامًا، صار الذي حسبه بالحرف الواحد، ما عدا تعمّد شقيق زوجته إخفاء دافعه الأساسي للزواج من "ريهام البدري" ...
-اسمحلي يافندم حضرتك من الأول فاهم موقف ابنك من جوازي أنا وريهام. سيادتك قولتلي بنفسك إنه مستحيل يوافق عشان كده كتبنا الكتاب في السر منغير ما يعرف.
-انت عايز تقول إيه؟
تنهد "زين" بعمقٍ ودعاه للجلوس بلطفٍ:
-ممكن تقعد لو سمحت.. أنا هافهمك كل حاجة. بس اتفضل ماينفعش نتكلم على الواقف كده.
يعاود "عاصم" الجلوس على مضضٍ، ويجلس "زين" قبالته مستطردًا:
-شوف يا معالي السفير. أنا ماخترتش أخدم مع حضرتك. انت عارف كويس إني تم اختياري مش أنا إللي كنت مخطط أجي لحد عندك.. بناءً على كده قابلت بنتك.. أعجبت بيها. ومش هابالغ لو قلت لك حبيتها. لأنها فعلًا تتحب. الفترة القصيرة إللي قضتها مع سيادتك خلتني أقرب منها في نفس الوقت. أتعود عليها. وبقى من الصعب إني أتخيّل حياتي منغيرها. ريهام بنتك حتة جوهرة. ومش أي حد يقدرها كويس.. أنا محظوظ بيها جدًا. ومقدرش غير إني أشيلها في عنيا وأعاملها بكل حب وتقدير لحد أخر يوم في عمري.
لم يتخلّى "عاصم" عن نزعة التحفظ العصبيّ في صوته وهو يُعيد سؤاله ثانيةً:
-انت بردو ماجاوبتش على سؤالي.. عمر ابني كان يقصد إيه لما قالّي إنك بتستخدم بنتي كورقة ضغط؟؟!
زين بحزمٍ: يا باشا مافيش الكلام ده. مين ده إللي يتجرأ أصلًا ويفكر يعمل حاجة زي دي مع ريهام؟
أنا مستعد أفديها بروحي. أنا هافهم معاليك.. الحكاية كلها جت صدفة من أول ما اتعيّنت حرس حضرتك لحد ما امبارح بس
لما ابنك جه لحد هنا وعرفت منه إن ابن خالته إللي اسمه نديم الراعي ده يبقى هو نفسه الراجل إللي بينه وبين عيلتي مشاكل
وعلطول افتكر اني اتجوزت ريهام لمجرد إني ابتزه.. يعني معقول ده كلام حد يصدقه؟
عبس "عاصم" متسائلًا:
-إيه إللي بين عيلتك وبين نديم مش فاهم؟!
-القصة باختصار ان عمتي الله يرحمها اتوفت وسابت بنت. البنت دي لظروف ومشاكل عائلية جدي قرر يتبرى منها وماتترباش في العيلة. ف أخدها مهران الراعي عم نديم وإللي بالمناسبة كان خاطب عمتي زمان بس الخطوبة اتفسخت.. المهم من فترة قصيرة جدي حن لحفيدته وراح لمهران يطالب بيها لكن أول حد رفض كان نديم ده. وعشان يجبر جدي إنه يتخلّى عن حفيدته للمرة التانية قام اتجوزها عرفي وحملت منه وأجهضت وأحداث كتير حصلت أنا ماكنش ليا يد فيها نهائي. لما ابن حضرتك بلغ نديم بخبر جوازي من ريهام عرفني وعرف إني من عيلة نصر الدين ف حب يفتري عليا ويألف قصص.. بس يافندم. هي دي كل الحكاية.
-يعني هو فعلًا بيفتري عليك يا زين؟ .. سأله "عاصم" بنظرة مشككة
جاوبه "زين" بثقة:
-أكيد يا باشا.. والدليل إني اتجوزت ريهام على سنة الله وسوله. لو كنت بفكر زي ما قال كنت لعبت بيها وعملت حاجات ماتخطرش على باله
لكن أنا صادق معاك. ومن أول لحظة.. أنا حبيت ريهام وماعنديش أي نيّة آذيها أو أجرحها. واتجوزتها قبل ما اعرف حتى ان نديم يقرب لها بأي صفة.
-وبعد ما عرفت إنه يقرب لها.. إنه يبقى ابن خالتها وإنها بتعزّه ومتعودة على وجوده في حياتها. هاتعمل إيه؟
ردّ بصرامة: بعد ما عرفت إنه يقرب لها مافيش أي حاجة جوايا اتغيّرت ناحيتها. حبي ليها هايفضل ثابت.. لكن بالنسبة لعلاقتها بيه. أعتقد إنه مش هايكون بالأهمية دي عندها من هنا ورايح.. أنا هعرف إزاي أخليها تتعود على عدم وجوده. لأن حضرتك عارف. النقطة دي حسّاسة عندنا. والمشكلة إللي بينه وبين عيلتي مالهاش حل غير إن بنت عمتي ترجع والعلاقات بينّا تتقطع نهائي.
صمت "عاصم" ممعنًا التفكير بكلمات زوج ابنته ..
بينما ظل "زين" هادئًا واثقًا كعادته، ليميل "عاصم" أخيرًا إلى الاقتناع بتصريحاته، يتنهد بثقلٍ، ثم يقول بجدية:
-أسمع يا زين.. أنا لا يهمني نديم ولا حتى عمر. عمر راجل ويقدر يقود حياته كويس أوي
أنا كل إللي يهمني بنتي. ريهام.. انت وعدتني إنك هاتصونها وتحافظ عليها. لو حصل عكس كده بأي شكل من الأشكال. أنا إللي بوعدك إنك هاتدفع التمن غالي جدًا.
زين بثباتٍ: أطمن يا عاصم بيه.. هدفنا مشترك. زي ما انت أولويتك ريهام أنا كمان بقت هي أهم حاجة في حياتي
وبكرر وعدي ليك.. مافيش أي حاجة ممكن تضايقها أو تئذيها طول ما أنا عايش.
نظر له "عاصم" طويلًا، ثم هز رأسه مرارًا وهو يسترخي في الكرسي الوثير، والآن فقط، مد يده رافعًا فنجان القهوة ليحتسيه في هدوءٍ ..
اهتز هاتف "زين" بجيبه في هذه اللحظة، ليعتذر من "عاصم" ويقوم مبتعدًا قليلًا، ثم يرد بحذرٍ:
-آلو!
أتاه صوت "عمر" صارمًا:
-أنا عرفت مكان ليلى.. قابلني بعد نص ساعة في "......." هاخدك ونروح عندهم
بس ماتنساش. بمجرد ما ترجع تسلّمني أختي وتطلّقها.
ابتسم "زين" بخبثٍ خافت وقال:
-إتفقنا!.............................................................................................................................................................. 

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا