رواية هيبة نديم وليلي الفصل الخامس والاربعون 45 بقلم مريم محمد
رواية هيبة نديم وليلي الفصل الخامس والاربعون 45 هى رواية من كتابة مريم محمد رواية هيبة نديم وليلي الفصل الخامس والاربعون 45 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هيبة نديم وليلي الفصل الخامس والاربعون 45 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هيبة نديم وليلي الفصل الخامس والاربعون 45
رواية هيبة نديم وليلي الفصل الخامس والاربعون 45
_ أسكن قلبي _ :
داعبت ابتسامةٌ مغتبطة ثغره الدقيق وهو يبتعد عنها أخيرًا على مهلٍ، كأن بينهما خيطًا غير مرئيٍّ لا يزال يشدّه إليها ..
عيناه تتأملانها بعمقٍٍ، في امتزاجٍ من الحزن والدفء، والدهشة التي لا تنقضي كلّما رآها تذوب بين ذراعيه ثم تتجمّد من جديد ..
ضحك بخفوتٍ وهو يهزّ رأسه، مزيجٌ من الدهشة واليأس من طبعها العنيد الذي يعصف به، ثم يتركه في منتصف الإعصار ..
نهض من الفراش، يجرّ سرواله القصير على خصره، مرّ أمام المرآة فاستوقفته آثارها عليه ..
خريطةٌ مرسومة بأظافرها الحادّة، تمتد على كتفيه وصدره وحتّى عنقه، وكأنها تركت توقيعها عليه عنوةً ..
-سعرانة! .. تمتم "نديم" مبتسمًا بحبورٍ
توجّه نحو البرّاد الصغير في زاوية الغرفة، أخرج قنينة العصير الذي تفضّله، وعاد إليها بخطواتٍ بطيئةٍ ..
اضطجع بجوارها ملامسًا كتفها برقة، لتنتفض له رفضًا، فيقبض على ذراعها ضاربًا بتمردها الأخرق عرض الحائط ..
أدارها نحوه بحزمٍ، لتغرق نظراتها في عينيه، كان في صمتهما عتابٌ حنون، وفي عينيه بريقٌ متناقض، نصفه ندم، ونصفه وجعٌ خفيّ ..
رقت نظرته إليها وهو يدمدم بصوتٍ خفيض كأنه يداعبها:
-ينفع إللي عملتيه فيا ده؟ انتي قطّعتي جسمي بضوافرك.. بصي!
أخذ يدها ووضعها فوق صدره المخدوش، دون أن يغفل نظراتها المتفحصة له، أحسّت بحرارة جلده، بسخونة ما زالت عالقة فيه ..
تجمّد عقلها عن الواقع لبرهةٍ، لتستعيد ذكريات الساعة الماضية معه، تحديدًا تلك اللحظة التي انهارت فيها كل دفاعاتها أمامه، كيف استطاع ببضع كلماتٍ وهمساتٍ أن يُسقط أسوارها كلها، أن يتمكن منها بسهولة ..
بمنتهى السهولة التي صدمتها، وانتزعت منها صرخات الاستنكار الممزوجة بالنشوة، لم تتخيّل أن ينجح في الإيقاع بها على هذا النحو المخزي!!!
يا لسهولة السقوط!
وكأنها لم تعش كل ذلك الوجع بسببه ..
إذلالها، جنينها الذي فقدته، سطوته التي كانت تسحقها ثم يعيدها إليه في لحظة ضعفٍ واحدة، فكيف خانها قلبها من جديد؟
لكنها لم تكن خيانة بقدر ما كانت انكسارًا لكبريائها، لحظاتٍ غاب عنها الوعي مأخوذة بدفء أحضانه ودفقات حنانه التي لطالما تاقت إليها، وكانت تستيقظ من حالتها تلك من حينٍ لآخر لتتحوّل بين ذراعيه إلى قطةً هائجةً تنهش جسده بأظافرها، كأنها تريد أن تمحو عنه أثرها، أو ربما تمحو عن نفسها ذنب الضعف ..
ومع ذلك لم يكن يشعر بالألم، كان مأخوذًا بها إلى حدٍّ أنساه حتى جراحه، يبتسم كالمسحور، كأن كل ما فعله بها وكل ما فعلته به لم يعد يعني شيئًا أمام حضورها المتّقد ..
عادت "ليلى" إلى واقعها من جديد متطلّعة إليه، إلتقت نظراتها بنظراته، فوجدته يبتسم تلك الابتسامة التي تذيب ما تبقّى من ثباتها، وتهوي بها من جديد، إلى الهاوية ذاتها ..
أخذ يداعب كتفها وعنقها بأنامله وهو يهمس لها مقربًا وجهه من وجهها:
-عرفتي إنك مالكيش غيري؟ إنك ماتقدريش تبعدي عن حضني؟ امتى تبطلي عناد يا ليلى؟
أنا وانتي مالناش غير بعض يا حبيبتي. أنا كمان زيك لو جنبي مليون إنسان بكون وحيد.. انتي بس أهلي
انتي حبيبتي وكل حاجة في حياتي..عايزاني أثبت لك تاني إزاي إنك ماينفعش. مستحيل تبعدي عني؟!
أغرورقت عيناها بالدموع بينما نظراتها معلّقة بعينيه، لم يرف لأحدهما جفن حتى وشفاههما تتلاقى في قبلةٍ طويلة، متعمّقة ..
انفجرت مشاعر "ليلى" بغتةً في صورة بكاءٍ مرير، دون أن يقطع "نديم" قبلته طفق يهدهدها ويضمّها بحنانٍ جارفٍ، ثم ابتعد مقدار سنتيمتراتٍ قليلة حتى يتيح لها التنفس، فشهقت كما لو إنها خرجت من الماء ..
يقبّل "نديم" عينيها الدامعتين برقة وهو يعتذر منها على أيّ شيء وكل شيء، فبقيت ساكنة تتلقّى مشاعره في هدوءٍ وآناة، إلى أن عاد ليحدق بها باستعطافٍ مرةً أخرى مرددًا بهمسٍ:
-مش هاتسبيني يا ليلى صح؟ انتي بتحبيني. أنا عارف!
تحدثت أخيرًا قائلة بصوتٍ مرتعش مليئٌ بالوجع:
-أيوة.. أنا بحبك!
أطربه اعترافها ..
رغم علمه وثقته التامّة من هذا، لكن أن تقولها في ظروفٍ كهذه، أن يسمعها ويحسّها حقًا، فهو كل ما يريده ويرضيه ...
-أنا ماحبتش غيرك! .. قالها ماسحًا على شعرها بحنوٍ:
-كل حاجة عملتها بس عشان تفضلي جنبي. تحت عنيا.. عشان أبعد عنك أي حاجة ممكن تئذيكي أو توجعك.. سامحيني لو مقدرتش أحميكي مرة... أرجوكي سامحيني.. أوعدك إنها إستحالة تتكرر.. طول ما أنا عايش محدش أبدًا هايقرب لك أو ياخدك مني يا ليلى!
______________________________________________________________
إلتقى "مهران الراعي" بـ "عمر البدري" ورفيقه هنا.. في منزل آل"الراعي" المملوك لابن أخيه ..
"نديم الراعي" ..
صافح "مهران" كلا الرجلين، وأشار لهما بالجلوس قائلًا:
-اتفضلوا اقعدوا.. أهلًا وسهلًا.
جلس ثلاثتهم، وبدأ "عمر" الحديث بنزقٍ واضح:
-أنكل مهران. أقدم لك الرائد زين نصر الدين.
رد "مهران" بهدوءٍ وهو يلقي نظرة فاترة على الأخير:
-عارفه يا عمر.. عارفه
سيادة الرائد زارنا هنا قبل كده. خير يابني في حاجة حصلت؟
أومأ له "عمر" وقال بجدية:
-في الأول يا أنكل أنا جيت لحد عندك لأني مش حابب أواجه نديم في الموقف ده بالذات. لأول مرة هايحصل بينّا الصدام ده
وتقريبًا خلاص.. علاقتي بنديم ادّمرت للأبد.
مهران باهتمام: يابني وضّح كلامك. إيه إللي حصل طيب؟!
جاوبه "عمر" وهو يشير نحو "زين":
-الباشا ده اتجوز أختي. أختي ريهام حضرتك عارفها.. اتجوزها بقى عشان يساوم نديم عليها
يعني من الآخر ليلى قصاد ريهام. وانت عارف حالة أختي يا أنكل. ريهام مالهاش ذنب في لعبة زي دي
والصح إن ليلى ترجع لأهلها أصلًا. أنا مش هاسيب أختي تقع ضحية لأنانية نديم وغروره!!
أمعن "مهران" التفكير بكلماته، ثم قال حائرًا وصوته لا يخلو من وهن الذنب والحزن على ابنته التي ربّاها:
-طيب انت جايلي ليه يا عمر؟ أنا ماعرفتش أحمي بنتي للأسف. لا من نديم في الأول ولا من أهلها إللي بتتكلم عنهم. أنا في إيدي إيه أعمله يابني؟
عمر بخشونة: في إيدك تقف جنب نديم. لأن أنا شخصيًا هقف قصاده.. أنا عارف مكانه هو وليلى وعرفته لسيادة الرائد.
اتسعت عينا "مهران" وهو يردد بتوترٍ:
-بس.. بس ليلى متجوزة نديم
آه مش جواز شرعي. لكن جوازهم متوّثق محدش يقدر ياخدها منه!
تدخل "زين" في هذه اللحظة قائلًا بصرامةٍ:
-مع احترامي لحضرتك يا مهران بيه. مافيش حد بقى له سلطة على ليلى من دلوقتي
لا انت ولا حتى نديم ده.. الجواز إللي بتتكلم عنه ده ممكن بسهولة نطعن فيه
بالإضافة إنه محتجزها بالإكراه ومحدش فيكوا حضر جلسة المحكمة الاسبوع إللي فات وإللي بالمناسبة أثبتنا فيها إن ليلى بنت عمتي دهب وبنت دياب نصر الدين. من أهم رجالة عيلتنا وفي مقام عمي بردو.
انسحب الدم من وجه "مهران" لسماع تلك الأخبار المروّعة، وسأله بصوتٍ مكتوم:
-عرفتوا.. ان ليلى بنت دياب؟!
تنهد "زين" قائلًا باقتضابٍ:
-مش موضوعنا ومش مهم المهم إننا خلاص معانا إللي يثبت نسبها لعيلة نصر الدين. كده كده نقدر نرجعها بأي شكل. لكن عمي دياب قرر إننا نمشي قانوني. أنا كلمته قبل ما أجي لحضرتك وقالّي هانستنى لبكرة لحد ما قرار النيابة يخرج ونروح نجيب ليلى من المكان إللي قالّنا عليه الأستاذ عمر. حضرتك بقى لو عاوز تقف جنب ابن أخوك وتعقّله هاتيجي معانا عشان ناخدها بهدوء منغير شوشرة.. قلت إيه يا مهران بيه؟
نظر له "مهران" ولم يتكلم.. انتابته حالة خرس مؤقت ..
فكل ما سمعه الآن لا يمكن لعقله أن يتقبّله بسهولة!!!
_________________________________________________________
إنه رجلٌ (صعيدي) كما يُطلق عليه ..
كلمته عقد، لا يمكنه التراجع عنها مهما كلّفه الأمر، فإذا وعد فإنه يفي بوعده ..
غادر "زين نصر الدين" منزل آل"الراعي" مصطحبًا معه "عمر البدري" إلى منزل عائلته ..
لكنه عرج أولًا على فيلا السفير ...
-إيه إللي جابنا هنا؟ .. سأله "عمر" بحدة
نظر له "زين" مجيبًا بهدوء:
-أصل ريري موصياني أجيب لها ميمي وأنا راجع. مش هاغيب جوا خمس دقايق وراجع.
وجاء لينزل، قبض "عمر" على رسغه بقوة مستوقفًا بغضبٍ مكبوت:
-وإيه لازمتها ميمي دلوقتي؟ لما ريهام راجعة معايا!!
تنهد "زين" بصبرٍ وقال وهو يسحب ذراعه من قبضته بحزمٍ:
-لازمتها إنها هاتكون مجرد عامل مساعد.. انت عارف هي متعلّقة بكلبتها أد إيه
ممكن لو شافتها معاك تتشجع. ترضى بسهولة تمشي معاك.. صح ولا إيه؟
تفكر "عمر" في كلامه للحظاتٍ، وبدا عليه الاقتناع، فابتسم "زين" بخبثٍ دفين ونزل من سيارته ..
عاد بعد ثلاث دقائق مجتذبًا الكلبة (الجولدن) من خلال طوق عنقها الأنيق، فتح لها باب السيارة الخلفي وعاد ليستقلّ خلف المقود، ثم انطلق تجاه قصر آل"نصر الدين" ..
كانت ساعة الغدا، عندما ولج برفقته "عمر".. إلتقى أفراد عائلته بحجرة الطعام القريبة ..
شملت نظرات الجميع الضيف الغريب، ليعرفه "زين" ملاعبًا الكلبة التي تعرفه وتحاول التقرّب إليه بموّدة:
-مساء الخير يا جدي.. أعرفك بعمر البدري. أخو ريهام مراتي.
حدجه "عمر" بنظرة محتقنة، تجاهلها "زين" بينما يرحب "رياض" بضيفه:
-عارفه يا ولدي. ده لسا كان عندنا من مافيش.. اتفضل يا أستاذ عمر
أجبر الزاد معانا يلا. جوم يا طاهر خلي أخو العروسة يجعد.
احتج "عمر" بصلابةٍ:
-لأ معلش يا حج. أعذرني مش هقدر.. أنا مستعجل أصلي.
ونظر إلى "زين" الذي بدوره تطلّع إلى إحدى المستخدمات هاتفًا:
-عطيات.. من فضلك أطلعي قولي لمدام ريهام إني وصلت ومعايا ميمي
قوليلها تنزل حالًا. أنا مستنيها.
أطاعته الأخيرة وذهبت في الحال ..
بينما يراقب أفراد العائلة ما يجري وقد توقفوا عن تناول الطعام ..
وما هي إلا دقائق قليلة وهبطت "ريهام" متقافزة كطفلةٍ صغيرة، أول ما رأت عيناها كان "زين".. ثم كلبتها ..
ركضت صوبهما صارخة بمرحٍ:
-زيــــــن جـاب ميمــــــــــــــي!!!
اصطدمت به بقوة كبيرة كانت لتوقع أحدٍ غيره، لكنه لم يتزحزح إنشًا واحدًا، بينما تتعلّق الفتاة بأحضانه، تعانقه وتقبّل خدّه مغمغمة:
-أنا بحبكككككك أووووووي.. مش اتأخرت عليا المرة دي
جبت لي ميمي.. ريري بتحب زيــن!!!
ابتسم لها "زين" رابتًا على كتفها وهو يقول بلطفٍ:
-زين إللي بيحب ريري والله. أنا بحبك أكتر يا روحي.. حتى شوفي جبت لك مين كمان!
وأشار نحو شقيقها ..
انتبهت "ريهام" لوجود "عمر" ما إن استدارت، شهقت بهلعٍ، تتذكر موقفه العدائي تجاه "زين" وكيف أنه كان يصرّ على أخذها عنوةً منه ..
تصرفاته مؤخرًا كانت كفيلة لدفعها إلى بناء سدّ من الرفض والصد بداخلها لأيّ محاولة منه للاقتراب، لأن عقلها منذ ذاك الحين بات يترجم قربه بأنه محض تهديد لوجودها بجوار "زين".. الشخص الذي تفضّله وتأمن وتأنس بصحبته ...
-ريري! .. نطق "عمر" برفقٍ
يحاول رسم ابتسامة بسيطة على شفتيه، بدأ يتقرّب إليها، لتبتعد تلقائيًا ممسكة بذراع "زين".. اختبأت خلفه مطلّة برأسها فقط لتنظر إلى أخيها ..
بينما بقف "عمر" على بُعد خطوتين منها مرددًا بثباتٍ:
-ريهام.. أنا جاي أخدك ونمشي يا حبيبتي
هانرجع الفندق. أنا وانتي وميمي.
هزّت "ريهام" رأسها رفضًا على الفور، فتمالك "عمر" أعصابه مستطردًا بهدوءٍ متكلّف يرغّبها:
-انتي عارفة؟ أنا محضر لك مفاجأة حلوة اوي هناك.. جبت لك الاسكيت إللي كان نفسك فيها
وهانسافر باليخت بتاعي. هاوديكي كل الأماكن إللي قولتيلي نفسك تروحيها. هانتفسح سوا كل يوم. وهاجيب لك أي حاجة تطلبيها يا حبيبتي.
يخرج صوت "ريهام" خافتًا بلهجة حسمٍ:
-مش عايزة.. ريري مش عايزة تروح مع عمر
ريري بتحب زين. مش هاتسيبه.. ريري مش عايزة كل ده
ريري عايزة زين وبـس!
في هذه اللحظة فقد "عمر" السيطرة على نفسه ..
لينفجر بعصبيةٍ وهو يمد ذراعه نحوها، يجتذبها بعنفٍ صائحًا:
-انتي مش هاتقفي قصادي وتقوليلي أنا الكلام ده. انتي سامعة؟
هاتيجي معايا. وغصبٍ عنك!!!
بكت "ريهام" صارخة وهي تحاول فك قبضته عن يدها:
-للللللللللللأ.. مش هاتيجي معاك ريري
مش عايزة تيجي معاااااك. أنا عايزة زيـــــن ..
عمر بغضب: مافيش زين. انتي فاهمة؟
من اللحظة دي تنسيه. انتي هاتيجي معايا حالًا.. يلاااااا.
وشدّها بقوةٍ آلمتها، بينما يزداد صراخها حدة وتنهمر مدامعها بشدة وهي تدير عنقها تستجير به:
-زيــــــــــــن.. إلحقني يا زيـــــــــــن عـاوز ياخـدنـي.. يا زيـــــــــــــــــــــــــن ...
جمد "عمر" في هذه اللحظة، وساد الصمت المطبق إلا من عواء الكلبة التي توترت جرّاء ما يجري لصديقتها البشرية ..
كان "زين" قد اعترض طريق الأخير قابضًا على يده التي تمسك بشقيقته، رفع "عمر" وجهه ناظرًا إليه بعداءٍ، ليقول "زين" بهدوءٍ صارم:
-سيبها يا أستاذ عمر.. من فضلك!
عمر باستنكارٍ: أفندم؟
زين بحزمٍ: أنا قلت لك هاوفي بوعدي وأسيبها تمشي معاك.. وده حصل وأنا مامنعتهاش
لكن دلوقتي هي إللي مش حابة تروح. واختارتني.. أنا آسف. مش هقدر أسيبك تاخدها.
احتدمت نظرات "عمر" وهو يقول من بين أسنانه:
-انت ادتني كلمة.. بترجع فيها؟
هز "زين" رأسه وقال ببرودٍ:
-كلمتي سيف.. لكن لحد ريهام أنا شخصيًا بتنازل قصادها
لو هي وافقت تمشي معاك اتفضل خدها. هاتسألها دلوقتي لأخر مرة. لو قالت لأ.. حضرتك هاتمشي وهاتسيبها معايا.
عبس "عمر" بشدة غير مصدقًا، نقل بصره إلى أخته التي لا تزال تبكي محاولة الفكاك منه، ارتبك الآن وهو يدرك ما على وشك أن يحدث ..
وقال محاولًا للمرة الأخيرة بلهجةٍ تفيض رجاءً:
-ريهام.. تعالي معايا يا حبيبتي... أرجوكي!
هزّت "ريهام" رأسها باصرارٍ مغمغمة من بين دموعها:
-للللللللأ.. ريري عايزة زين!!!
توقف "عمر" عن التنفس للحظاتٍ.. ثم أفلتها بغتةً وهو يشهق مصعوقًا من الفكرة ..
من الخاطر الذي راوده ..
نفس المشهد.. نفس الحالة تتكرر ..
رؤى والدته تتجسّد مجددًا أمام عينيه في شخص شقيقته.. "ريهام".. نسخة "أمل".. "ريهام"... سترث ذات المصير لا محالة!!!
إلتجأت "ريهام" بأحضان "زين" على الفور، بينما يضمها إليه ممسدًا على رأسها ليطمئنها دون أن يحيد بنظره على أخيها ..
يشاهد "عمر" ما يحدث مذهولًا، يرفع عينيه عنها لينظر إلى الأخير قائلًا بصوتٍ جاف:
-خليك فاكر اللحظة دي كويس.. ذنبها هايبقى في رقبتك انت. سامعني؟ انت!!
وألقى عليها نظرة أخيرة آسفة، وكأنها الوداع، ثم استسلم أخيرًا ..
وغادر ..
أحاطها "زين" بذراعيه أشدّ وهو لا ينفك يفكر بكلمات شقيقها.. لا ينكر احساسه بالذنب.. لكنه في نفس الوقت لا يستطع التخلّي عن الوعد الذي قطعه لأبيها ..
ما دامت الفتاة تريده.. فستكون معه.. ولن يغيّر أحد ذلك!..............................................................................................................................................................
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا