رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والاربعون 47 بقلم مريم محمد
رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والاربعون 47 هى رواية من كتابة مريم محمد رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والاربعون 47 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والاربعون 47 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والاربعون 47
رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والاربعون 47
_ ابنة السفير _ :
توقع أن يجدها نائمة لدى عودته، خاصةً في وجود صديقتها المقرّبة، تلك الكلبة ذات الفراء الذهبي الحريري ..
لكنها فاجئته، إذا رآها مستيقظة في السرير، تجلس فوقه بجوارها "ميمي" في مشهدٍ أذهله بشدة، حيث أن كلتاهما أمام شاشة الـ"ipad" الصغيرة، تشاهدان الرسوم المتحركة في اندماجٍ تام ..
حتى هتف معلنًا عن حضوره:
-مساء الفل على البنات السهرانة!
ارتفع رأس كلًا منهما، صاحت "ريهام" بحماسةٍ فور رؤيته، وأطلقت "ميمي" نباحًا ترحيبيًا به وهي تتبع "ريهام" التي قفزت من السرير وانطلقت صوبه ...
-زيــن!!
تعلّقت بعنقه ما إن صار في متناولها، وتسلّقت "ميمي" ساقه بطريقة دفعته للضحك من الاثنتين، لم يكن يومًا بالشخص العاطفي تجاه أيّ شيء ..
ولكن تلك الفتاة الشقيّة وصديقتها الصغيرة تجبرانه على إظهار جانبٍ منه لم يتصوّر أبدًا بأنه يمتلكه!
ضمّها "زين" إليه في استجابة لعناقها إيّاه بقوة، إلتمس شيء من القلق على هيئة رجفة طفيفة تعبر جسدها بلا إنقطاعٍ، لدرجة أنها لم تشأ إفلاته وظلّت تحتضنه ..
فشدّد ذراعاه حول خصرها أكثر حتى لم تعد قدميها تلمسان الأرض، وغمغم بهدوءٍ:
-إيه يا حبيبتي! إيه إللي مسهرك لدلوقتي؟
مانمتيش ليه؟ مش ميمي جت لك!
جاوبته "ريهام" بصوتٍ مكتوم وهي تدفس وجهها بين تجويف عنقه وكتفه:
-ريري مش بتعرف تنام هنا منغير زين.. وانت اتأخرت أوي. زي كل يوم!!
لاحظ الانزعاج في صوتها، فابتسم وهو يسير بها صوب السرير ولا زال يحملها، أفلتته أخيرًا عندما انحنى ليضعها فوق سطح الفراش الناعم ..
ثم جثى أمامها، يمسح على رأسها بحنوٍ وينظر إليها مأخوذًا رغمًا عنه بالجمال الفريد الذي حظيت به، ثم قال:
-المفروض إن ريري بقت عارفة. لما بتأخر بيكون ورايا شغل.. قلت لك كده صح؟
أومأت له بالإيجاب وهي تقول بنزقٍ:
-أيوة قلت.. بس أنا عاوزاك تفضل قاعد جنبي هنا
أنا مش بحب لما بتسيب ريري وتمشي. بخاف!!
قطب حاجبيه وهو يسألها بجدية:
-ليه يا ريري؟ بتخافي من إيه يا حبيبتي؟
أجابت وهي تشير له بسبابتها نحو رأسها:
-بخاف من الصوت إللي بسمعه هنا بيقولّي كلام وحش وبيخوفني. والصوت ده مش بيروح غير لما ريري بتشوف زين!
زين باهتمامٍ: صوت! بيقولك إيه الصوت ده؟!
-بيقولّي زين مشي ومش هايجي تاني
بيقولّي زين هايسيب ريري لوحدها
زين مش بيحب ريري زي كل الناس إللي مش بتحبها وبتسيبها!!
رفع حاجبيه مشدوهًا لسماع كلماتها، ولا يدري لماذا أحس بقبضة في صدره، مسّد على خدّها براحته الدافئة قائلًا بنعومة:
-الكلام ده. الكلام ده غلط جدًا.. مش صحيح يا ريري. بدليل إني رجعت أهو. أنا قدامك يا حبيبتي!
رفرفت أهدابها وقالت بحزنٍ:
-انت كنت عايز عمر ياخدني إنهاردة لما جه هنا.. انت مش عايز ريري تفضل معاك!
هز رأسه وهو ينهض ليجلس بجوارها، وقال ممسكًا بيدها بقوة:
-لأ. ماحصلش.. أنا جبته عشان عارف إنك بتحبيه
مش هو أخوكي؟ وانتي قولتيلي إنك بتحبيه أوي؟
أومأت له ان نعم، فأكمل:
-طيب. أنا ماكنتش أعرف إنه هايعمل كده.. وبعدين انتي شوفتيني عملت معاه إيه
أنا مسكت إيده وبعدته عنك. قلت له ريري هاتفضل معايا طالما هي عايزة كده.. صح؟
صمتت لثوانٍ.. ثم قالت:
-طيب انت عايز كده؟ انت عايز ريري تفضل معاك؟
من جديد تفاجئه، بكلماتٍ واسلوبٍ لا يتناسب البتّة مع وضعها وحالتها!
لكنه يتحرر من الاضطراب الممسك بلسانه ويرد عليها بهدوءٍ:
-أنا عايز كده طبعًا. عايز ريري تفضل معايا. علطول.. انتي عارفة انتي بقيتي إيه؟
صمتت في ترقبٍ، فاستطرد بصوتٍ خافت مداعبًا ظهر يدها بإبهامه:
-انتي بقيتي مراتي.. لما روحنا المسجد والمأذون إللي كان لابس عمّة فوق راسه ده كتب كتبنا
لما بصمتي بالحبر الأزرق على عقد جوازنا وكتبتي أسمك. ده كله كان أسمه ارتباط رسمي
قدام ربنا وقدام الناس كلها. انتي بقيتي بتاعتي أنا.. يعني لا باباكي. ولا عمر أخوكي ليهم حاجة فيكي
بقيتي مِلكي أنا لوحدي.. وطول ما انتي راضية وموافقة بـ ده أنا عمري ما هاسيبك ولا هامشي!
كانت تنظر إليه بتركيزٍ وسع عينيها، إلى أن فرغ، فتشكّلت ابتسامةٍ رقيقة تلقائية فوق ثغرها، وابتسم بدوره ...
-أنا عايزك تطمني من هنا ورايح. مش عايز أي حاجة تخوّفك. في غيابي قبل وجودي.. عايزك تكوني شجاعة ومابتخافيش. اتفقنا؟
-اتفقنا.
هدأ باله حين صارت أفضل حالًا وأتت محاولته معها أكلها ..
تنهد بارتياحٍ وهو يجذبها مجددًا إلى صدره، يضم رأسها بحضنه الواسع هامسًا بحنان:
-أنا بوعدك إن مافيش أي حاجة ولا أي مخلوق ممكن يئيذيكي طول ما أنا موجود.. ولا أنا ممكن أسمح لأي حاجة تضايقك أو تزعلك يا حبيبتي.
أجفل بتوترٍ حين أحس بيدها تتسلّق من حِجره لبطنه، حتى أستقرت فوق صدره الصلب، ورآها ترفع وجهها لتنظر لعينيه مرددة بوداعتها المعهودة:
-ريري بتحب زين.
حدق كالمسحور إلى عينيها وابتسامتها، ومن جديد ينسى لوهلةٍ عقلها المعطوب، ولا يرى أمامه سوى فتاة مكتملة الأنوثة، جذّابة حد الإغواء ..
لكنه يصحو من وساوسه مستعيدًا وعيه المرنّح بصعوبةٍ، فيقول وهو يزدرد ريقه ويبعدها قليلًا:
-أنا كمان.. أنا كمان بحبك أكتر يا ريري!
ثم أردف متأهبًا للنهوض:
-يلا بقى على النوم. الساعة داخلة على 1.
تتبّث "ريهام" به مغمغمة:
-بس انت مش هاتنام في الكنبة دي انت وعدتني هاتنام جنبي كل يوم!!
نظر لها بيأسٍ وقال:
-يعني هابقى أنا وميمي جنبك؟ ده كلام يا حبيبتي!
-هفرش لميمي جنب السرير بتاعنا. بس تنام جنبي.
-لا إذا كان كده ماشي طبعًا! .. وضحك منها بخفةٍ
-طيب أقوم أخد دش بسرعة وأرجع لك.
تركته الآن وهي تبتسم باتساعٍ وتراقب تحركاته حولها، حتى أخذ منشفةٍ كبيرة نظيفة ودلف إلى الحمام ..
قامت لتعدّ فراشًا بجوار السرير لأجل "ميمي".. رقدت الكلبة فوقه وتكيّفت به سريعًا ..
بينما ولجت "ريهام" إلى حجرة الملابس الصغيرة لتبدّل ملابسها التي قضت بها النهار كله، ارتدت إحدى مناماتها القصيرة، وأزالت مشبك شعرها لينسدل كله حول وجهها الجميل مضفيًا عليها حُسنًا آخذًا ..
ثم عادت إلى الغرفة، لتجد "زين" وقد خرج بسرعة كما وعدها، يجلس فوق الفراش وهو يجفف وجهه وشعره بمنشفة صغيرة، بينما يحيط خصره المنحوت بأخرى كبيرة ..
سمع خطوتها المميزة بالقرب، فهتف بينما يزيل المنشفة عن وجهه:
-إيه يا حبيبتي فينـ ..
وبتر عبارته ما إن وقع بصره عليها ..
جمّد بمكانه كأن الزمن توقف، المنشفة التي بيده انرلقت ببطءٍ إلى حِجره، بينما عيناه تعلّقتا بها في صدمةٍ صامتة ..
شعر بحرارةٍ غريبة تجتاح صدره رغم برودة الجو، وبتناقضٍ مروّع بين قلبٍ يخفق باضطرابٍ حقيقي وعقلٍ يصرخ فيه بأن يستعيد وعيه ..
إنها مريضة.. إنها ليست كالبقيّة!
لكنها في نفس الوقت مثلهن، بل أجملهن، أروعهن.. كيف عساه أن يتجاهل فتاة مثلها؟
ازدرد ريقه من جديد، ثم تنفس بعمقٍ حتى كاد الهواء يحرق صدره، أدار وجهه عنها في محاولةٍ يائسة لإستعادة توازنه، وقال بصوتٍ متحشرج:
-ريري.. الجو برد عليكي يا حبيبتي
تعالي نامي يلا عشان أغطيكي!
لم تفهم المسكينة ارتباكه ولم تلاحظه أصلًا، فقط ابتسمت بنفس الهدوء الذي يُقده إتزانه أكثر، ثم تقدّمت بخظوة واحدة نحو السرير، اعتلته متدحرجة إلى شطرها منه دون أن تكفّ عن التلامس معه ..
ليقوم فجأةً متجهًا إلى حجرة الملابس، ارتدى بيجامة خفيفة على عجالة وعقله لا يتوقف عن استعراض صورتها أمام عينيه، زفر مطوّلًا وهو يحدّث نفسه بحزمٍ:
-إيه يا زين! هانخيب ولا إيه؟ فـوق لنفسك. ماينفعش. خليك فاكر.. ماينفعش!!
ثم عاد إليها ..
رآها مستلقية بالسرير ولا زالت مستيقظة، كأنما تنتظره، اقترب منها ببطءٍ، إلتقط الغطاء من طرف الفراش وافترشه عليها بحذرٍ حتى ذقنها، لكنها أزاحته حتى خاصرتها ..
تنهد "زين" بقلّة حيلة وهو يرتمي بجوارها ينازعه إحساس رجلٍ يعرف أنه يحمل في قلبه ضعفًا قد يدّمرها لو استسلم له لحظة ..
يشدّ الغطاء فوقه بدوره، بينما تزحف "ريهام" متسللة إلى أحضانه، تواصل مباغتته، تلك الشيطانة الصغيرة ..
لا.. إنها ملاكٌ.. لا يمكن إلا أن تكون ملاكًا منزّهًا ..
رفعت رأسها لتنظر إليه وهي تقول مبتسمة ببراءة:
-حضن زين أحلى من حضن ميمي!
ابتسم لكلماتها رغمًا عنه، ربت على كتفها العارٍ قائلًا بخفوتٍ:
-طيب ممكن تنامي بقى؟ نامي عشان أنا بجد تعبان وعايز أنام.
أومأت له بطاعة، فأمرها بلطفٍ:
-غمضي عنيكي.
أطبقت جفنيها بطريقةٍ مثيرة للضحك، لكنه تمالك نفسه وقال برفقٍ:
-أنا هاطفي النور. ولا أسيبه؟
فتحت عيناها لتجيبه بأريحية واضحة:
-أطفيه عادي.. أنا مش بخاف وانت جنبي!
مد يده ليطفئ المصباح المجاور للسرير، وعمّ الظلام بلحظة، وكذا ساد الصمت والسكون ..
وما هي إلا دقائق قليلة، واستمع إلى صوت أنفاسها المنتظمة، وأدرك بأنها قد غفت أخيرًا ..
أطلق أنفاسه متنفسًا الصعداء، لا يكف عقله عن لومه لاقترافه هذا الجرم عن عمد، ودون أن يدرك مخاطره المستقبلية ..
زواجه منها كان خاطأءً كبيرًا، والمؤسف أنه لم يعد بإمكانه التراجع عن خطؤه.. هذا الإدراك ما لبث أن صعقه باستحضار جملة شقيقها التي لا زالت ترن بأذنيه: "خليك فاكر اللحظة دي كويس.. ذنبها هايبقى في رقبتك انت. سامعني؟ انت!" ..
هو "زين نصر الدين".. الذي لا شيء بقادرٍ على إخافته ..
يشعر بالخوف الآن ..
لا شك بأنه قد توّرط عاطفيًا ..
معها ..
مع "ريهام البدري".. ابنة السفير!..............................................................................................................................................................
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا