رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل السابع والاربعون 47 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل السابع والاربعون 47 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامة رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل السابع والاربعون 47 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل السابع والاربعون 47 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل السابع والاربعون 47
رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل السابع والاربعون 47
وصل طوفان الى مكان زينه ودرة،رغم أنهما بجانب قريب من النيران ذلك المقعد الحديدي بدأت النيران تصهر أرجله وهما يتحملان حرارة النار التي سخنت المقعد...لكن إنصدم بمنظر درة الأسود الملامح وتلتقط نفسها وسُعال خافت ينعدم...سريعًا ألقى عليها غطاء السيارة...ثم حملها...نظر لـ زينة قائلًا:
هتقدري تمشي.
أومأت له بـ نعم... تحدث بتحذير:
حاولي تتجنبي النار.
بنفس الوقت وصل جلال بعدما أطفأ ممر صغير... نظر له طوفان  قائلًا:
ساعد زينة يا جلال.
مد جلال له يده قائلًا:
حاذري مشي من الممر... فعلت زينه وتمسكت بيده فقدرتها إنخفضت ونفسها أصبح يضيق...
بعد لحظات خرج الأربعة من الهنجر...
بنفس الوقت تجمع بعض أهالي المنازل القريبة من الهنجر منهم من إتصل بالمطافئ وآخر بالشرطة...
همهمات درة تهمس بتوهان ونفس ينقطع:
طوفان...حسام...بابا...
لم يهتم طوفان بهمهمتها...تلك بل وضعها بالمقعد الخلفي للسيارة وسرعان ما فتح درج بالسيارة وأخرخ تلك القنينة فتح فم درة قام برش رذاذها بفمها يحاول إفاقتها من ذلك التوهان...لكن درة لا تستجيب...صرخ طوفان على جلال قائلًا:
واقف عندك كده ليه،إدخل العربية وسوق بسرعة على أقرب مستشفي...
صعد جلال خلف المقود...جلست زينة لجواره...قاد السيارة بسرعة عاليه رغم شعور ألم بيديه بسبب حرقهما كذالك حرقان بوجهه وعُنقه...
نظر لـ طوفان عبر مرأة السيارة...وجهه أحمر ويديه محروقه وأثار حريق على شعره لكن يتحدث بإستجداء لـ درة يحاول  عبر تلك القنينة مساعدة درة على التنفس... تراخي جسد درة أكثر... كأن ذاك الرذاذ بلا نفع...
توقف جلال... نظر له طوفان  بغضب قائلًا:
وقفت ليه.
أجابه جلال الذي ترجل من السيارة وفتح الباب الخلفي:
الوحدة الصحية.
صمت طوفان ومازال جسد درة بين يديه، لحظه واحده فقط رفع يده وحملها بين يديه وترجل من السيارة يحمل درة...
صرخ ببعض العاملين فى الإستقبال...
قائلًا:
أنا طوفان مهران... محتاج أوكسجين بسرعة..
إسمه كفيل بفتح كُل غرف الوحدة الصحية وإيقاظ النيام... دلف بها الى إحد الغرفة سريعًا كان التعامل معها وضع جهاز الأوكسجين حول أنفها...لكن مازال تنفسها غير مُنتظم،لكن عادت حركة صدرها تشهق...
نظر طوفان لتلك الممرضة التى تحدثت:
واضح المدام محتاجة عناية خاصة مش موجودة هنا إحنا  منقدرش نقدم غير بعض الإسعافات،لكنها محتاجة رعاية وأجهزة تانيه مش موجودة عندنا.
زفر طوفان نفسه قائلًا:
تمام...هطلع أكلم مستشفي خاصة تبعت عربية إسعاف مجهزة.
أومأت له الممرضة...ذهب طوفان نحو مكتب الإستقبال قائلًا:
ممكن أستخدم التلفون.
وافق ذاك الموظف،قام طوفان بالاتصال بمشفي خاص وطلب سيارة أسعاف مجهزة...
تقابل مع جلال الذي تنهد قائلًا:
كنت لسه هدور.عليه...الممرضة قالت البنت التانية محتاجة بس شوية أكسجين وتضميد حروق وحالتها مش صعبة.
أوما طوفان قائلًا:
كويس،أنا أتصلت بمستشفي خاص يبعتوا عربية إسعاف بسرعة...هنا مش هينفع درة...مجرد إسعافات.
رفع طوفان يده وضعها فوق كتف جلال قائلًا:
شكرًا يا جلال لو لا مساعدتك يمكن...
قاطعه جلال قائلًا:
بلاش تكمل يا طوفان...إنت مش صديقي،إنت أخويا...كمان إفتكر كويس،زمان إنت اللى بدأت ودخلت النار عشان تنقذني كمان شهدت كدب بسببي.
غصبً بسمة مغصوصة شقت فم طوفان
..تنهد قائلًا:
موبايلك بيرن،رد أكيد مراتك قلقانه عليك،قربنا عالفجر.
إنتبه جلال لرنين ذلك الهاتف..قام بالرد ليسمع لهفة خلود:
جلال إنت فين،ليه مش بترد على إتصالاتي...إنت بخير...قولي.
ابتسم جلال قائلًا:
أنا بخير..
قبل أن يكمل حديثه تحدث طوفان قائلًا:
خلاص كتر خيرك يا جلال جِميلك مش هنساه...إرجع لبيتك مراتك مش هتطمن غير لما تشوفك.
غصبً أمام الحاح وضغط طوفان إمتثل وغادر.
......      .......   ....
النار لم تشفي غليلها رأت خروج طوفان منها وهو يحمل درة إذن هي مازالت تعيش...لكن لن يظل ذلك... تتبعت طوفان بتلك السيارة التى كانت تنتظرها، حتى بالمشفى، ترقبت خروج طوفان من تلك الغرفة... دقائق حتى تأكدت من إبتعاده وراقبت الممر خالي، لا يوجد أحد بالغرفة سوا مُمرضة ذلك سهل عليها التعامل معها... دخلت الى الغرفة... نظرت لها الممرضة وكادت تتحدث لكن لم تستكمل حديثها حين صفعتها بقوة وشراسة بأنفها جعلت الممرضة تترنح قبل أن تفقد وعيها تنزف من أنفها.. إقتربت بشرر تنظر لـ درة تلمع عينيها بوميض الإنتقام... فقط لو أزاحت ذلك الإنبوب الموضوع فوق أنفها ستختنق فى الحال... لم تُفكر فى الانتظار لحظة... ازاحته عن أنفها... لتشهق درة مرة واحدة بقوة، ثم ظهر أثار الاختناق على ملامحها وشفتيها التي بدأت تميل الى الأزرق... عذاب درة كان يروق لها أن تختنق ببطئ وتعذبها قبل أن تموت يروقها أكثر فبسهوله ترفع الوسادة وتكتم الباقي من أنفاسها، لكن عذاب درة أفضل ويُشفي بل يُغذي روحها الإجرامية أكثر، لكن فجأة دوي صوت صفير، إرتبكت لحظات قبل أن تحسم الأمر وتخنق درة بالوسادة لكن ذلك ليس فى صالحها عليها الهرب قبل أن يدخل أحد الى الغرفة... بالفعل هرولت وخرجت من الغرفة... بنفس الوقت كان إقترب طوفان من الغرفة... ورأي هرولتها... كذالك هرولة مُمرضة أخرى الى الغرفة.. علم هويتها، لكن لم يذهب خلفها دلف الى الغرفه سريعًا نحو درة والممرضة تضع أنبوب الأوكسجين حول أنفها مرة أخرة، ودرة وجهها وشفاها يميلان للون الأزرق
خفق قلب طوفان ظل بالغرفة ينظر لها، ربما الأوكسجين لم يجعلها تتنفس بصورة مقبولة لكنه اعاد خفقان قلبها قليلًا.... ظل ينتظر سيارة الإسعاف الى أن وصلت بعد وقت قليل لكن مر كدهر من الزمن، وضعوها بالسيارة الشبة مُجهزه بجهاز تنفس أعلى فعالية...
وضعوا عليها تلك المجثات وأنبوب التنفس.
حتى تلك الدقائق لا تمُر...
ولحظات فارقة... بين الحياة و...
لم يستطع تحمُل تلك الكلمة...
دقائق تمُر ولحظات صعبة.. وهو يقف امام غرفة العناية حتى خرج الطبيب تلهف نحوه، إبتسم الطبيب بهدوء قائلًا:
لغاية دلوقتي التنفُس مش مظبوط،الرئة فيها كمية دخان...كمان واضح إنها  عندها مشكلة سابقة في الرئه والتنفُس... هتفضل فى الانعاش وان شاء خير.
كلمات الطبيب ليست مُطمئنه، لكن بقلبه أمل مثلما نجت سابقًا ستنجوا من أجله ومن أجل طفلهما.
❈-❈-❈
أمام الهنجر
وصلت قوات الاطفاء كذالك الشرطة، خمدت النيران
بداخل الهمجر وقف  المُسعفين يحملون فراش نقال عليه جثة شبه مُحترقة...بنفس الوقت سهت سامية الجميع ودخلت  الى المكان توقفت مذهولة للحظات الرماد ومنظر الهنجر كان مُرعبً....رأت المُسعفين...بأقدام مرتعشة وقلب ينقبض إقتربت من المسعفين، منع عليها الطريق أحد العساكر قائلًا بتعسُف:
رايحة فين يا حجة...وإزاي دخلتي هنا.
أزاحته بقوة من أمامها توقف عقلها عن الإستيعاب ما تراه كذب... كابوس... مستحيل...
لحظات عقلها غائت عن الوعي...فاقت حين تحرك المُسعفين،تصرخ وهي تسير خلفهم برجاء وتوسل:
إبني...وليد...هو متصاب صح بس عايش...
إستنوا إنتم واخدينه على فين...هو بس غايب عن الوعي،لو رشيتوا على وشه مايه هيفوق...وليد....وليد...وليد قووم،فوق...
نظر لها المسعفين بأسي...لم يتوقفوا وبالمقابل حركتها تتباطئ لم تُعد قادرة عالسير ركزت على الارض بساقيها عقلها يذهب ويزهد وهي ترفع الرماد بيديها تضعه على وجهها تصرخ بلوعة قلب....
...تصرف جنوني، نابع من فجيعةٍ لم يَحتملها قلبها.
صرخت بصوتٍ مبحوح ممزوج بالذهول والإنكار:
رجعولي ابني...
انهارت على الأرض، تتشبث ببقايا الرماد كأنها تحاول إعادة الزمن، تُحدّق في الفراغ بعينين غائمتين، ثم تعاود الصراخ بصوتٍ أقرب للأنين:
وليد!... قوم يا ضناي... ما تسيبنيش لوحدي... انا قابله بقسوتك...
اقترب أحد المسعفين بهدوء، وضع يده على كتفها محاولًا أن يُساعدها على الوقوف، لكنها دفعته بعنف وهي تهذي:
متلمسنيش! هو عايش... سامعني... بيحرك إيده... وليد!... وليد رد عليا يا حبيبي!
تعلّقت أنفاسها بين شهقةٍ وبكاءٍ حارق، والواقع بدأ يتسلل إليها ببطءٍ قاسٍ، كأن كل نفسٍ يذكرها بما فقدت...نهضت بصعوبة
تهرول خلفهم تمنعهم... لكن لم تلحقهم... غادرت سيارة الإسعاف... وغادر معها عقلها بالندم والهزيان.
❈-❈-❈
بمنزل جلال
رغم رده على اتصالها، لكن قلبها مازال يشعر بالقلق... صوته كان مختلف، كأن خلف نبراته شيء يخفيه،ظلت تنظر للـ الهاتف بيدها بعد أن أنهت المكالمة، تُحاول إقناع نفسها أنه بخير، لكن حدسها كان أقوى من كل طمأنينة زائفة...
وقت لا يمُر... تشعر هكذا الى أن سمعت صوت سيارته... توجهت مباشرةً الى الشرفة أزاحت الستائر... على ذلك الضوء المُضئ بالحديقة لاحظت عدم هندمة ثيابه خفق قلبها توجهت نحو باب الشقة...
عبست ملامحها بقلق حين وقف جلال أمامها ثم تحولت النظرة الى قلق عارم وتحدثت بلهفة:
جلال إيه اللى حصلك... و
قاطعها يشعر بإرهاق قائلًا:
أنا بخير يا خلود، وسعي من قدام باب الشقة...
توقف رغم إرهاقه لكن خفف حِدة الموقف بمزحه وهو يغمز بعينيه:
هو كل ما أتأخر أرجع الاقكي واقفه لي على باب الشقة كده زي المخبرين فين قُمصان النوم الحريرية الامعه الاهبة.
نظرت له بضيق قائلة:
بتهزر مش شايف وشك ولا هدومك إنت كنت فين وإيه اللى حصلك.
أجابها:
قبل ما أجاوب على إستجوابك أنا محتاج أخد دُش امحي بيه الهباب اللى على وشي... ويا سلام بقي لو تحميني بإيديك الحلوين الناعمين دول، يبقي هقول للحجة الصبح تدعيلي بكل الرضا.... رغم هي راضية عنك وبتعاملك أحسن مني، يلا القلب وما يهوا بقي.
نظرت له وعنينها تدمع قائلة:
بتهزر يا جلال... انا قلبي ممكن يوقف بسببك مش شايف منظرك.
رفع جلال يديه كي يضمها لكن تألم منهما، جذبت خلود  يده ونظرت الى راحة يده سُرعان ما شهقت قائلة:
إيه اللى حرق إيديك كده... قولى وكفايه مراوغة يا جلال.
أجابها بتنهيد:
الأول أخد دُش كمان أنا جعان... وأوعدك هحكيلك كل حاجه... شوفتي أنا زوج مُريح إزاي.
تنهد بقلة حيلة وإستجابت له...
بعد دقائق خرج من الحمام يرتدي مِعطف قطني... تبسم لـ خلود وهو يراها تقف بيديها حقيبة الإسعافات الأولية وقالت بأمر:
قبل ما تاكل لازم تحط مرهم على إيديك زمانها بتحرقك.
نظر ليديه حقًا قبل وقت لم يكُن يشعر بألم لكن تجمع الألم الآن... بالفعل سمح لـ خلود بوضع المرهم على يديه وذلك الضماد...لاحظ رعشة يديها...كذالك دمعة تسللت من عينيها...
رفع وجهها وتبسم قائلًا:
خلود بنت عمي اللى بتقرأ قصص الاكشن  والخيال العلمي والرعب  عينيها  تدمع من منظر إيدي المحروقة... لا انا كده إتغشيت وخدت مقلب حياتي بقى.
غصبً تبسمت قائلة:
قولت أهو بقرأ كمان دول قصص وأشخاص ملهمش أهمية غير تسلية.. لكن منظر إيديك... كمان رقابتك ووشك اللى حتى بعد الدُش لونه أحمر... واضح حصل شئ فظيع.
تنهد جلال بآسف وشعور بالأسي قائلًا:
فعلًا اللى  حصل شئ فظيع.
نظرت له خلود، وقبل أن تسأله... سرد لها ما حدث...
شعرت بالأسي والشفقة لكن لوهلة لامت جلال قائلة بعتاب:
يعني رفعت باب الهنجر المولع كمان دخلت ورا طوفان جواها جوة النار، ومخوفتش على نفسك، بلاش تخاف على نفسك  مخوفتش عليا لو جرالك حاجة قلبي مكنش هيتحمل... مش فاهمة مكانة طوفان عندك اللى تخليك تدخل وراه وسط النار.
ابتسم جلال مُتفهم قائلًا بحنين:
طوفان هو اللى سبق بالجِميل ودخل ورايا النار، ومش بس كده، كمان شهد بالكدب بسببِ.
إندهشت خلود من ذلك سائله بإستفهام:
مش فاهمه.
إبتسم بحنين وهو يتذكر ذلك الموقف القديم الذي مر عليه سنوات... حادثة الليلة أعادته مع إختلاف الأسباب ورد الفعل...
فالموقف القديم كان كوميديًا... لكن موقف الليلة كان مأساويًا.
عاد بذاكرته قبل سنوات كثيرة حين كان بالصف الثاني الثانوي...
إختار دائمًا المعارضة، رغم عدم إستيعابة للمواد العِلمية وتلك المواد الكيميائية... لكن يقاوم ويحاول الخوض فيها عله يستوعب...
بينما طوفان لم يكُن يهوى تلك المواد وأختار القسم الأدبي... لكن مازالت صداقتهما متوطدة...
باحد الايام كان هنالك حصة عملية للتجارب الكيميائية... تطبيق  عملي بمعمل المدرسة...
تلك المواد الكيميائية التي لا يُعبث بها ولا بمكوناتها...فقط للتطبيق النظري من بعيد وبكميات قليلة جدًا،لكن الفضول برأسه...إشتعل...أمامه أكثر من عينة لمواد كيميائية،وزملاؤه بعض منهم متحمس والبعض مجرد النظر لتلك المواد من بعيد أفضل...لكن الفضول جعله يتشجع...ودون إنتباه مُدرس المادة إقترب من تلك الأنابيب...قام بخلط أنواع كثيرة وبنسب كبيرة...منها مواد إختلاطها كفيل بالإشتعال دون ثقاب...
بالفعل،دوي صوت فرقعة ثم إشتعال بالانابيب...
صرخ الطلاب وتوجهوا سريعًا نحو باب المعمل بسبب الهرج والمرج كان الطلاب يتعثرون ومنهم من سقط أرضًا وآخر دهسه زملاؤه بأقدامهم،... والحريق يزداد تلك المواد كأن الانفاس تجعلها تشتعل أكثر... كذالك لسوء الحظ إنغلق باب المعمل ومازال هو بالمعمل وبعض زملاؤه...يحاولون فتح الباب يصرخون وهو إنتابته حالة من الذهول جعلته يضحك مثل المعتوة ولكن يتجنب النيران،لكن النيران بدأت تنهش المقاعد وتحترق وتزداد إشتعال...والدخان بدأ ينتشر...وهلع زملاؤه...
صدفة كان هنالك إتفاق بينه وبين طوفان أن يغادرا المدرسة سويًا وحان وقت المغادرة لكن جلال تأخر،زفر طوفان نفسه...كان على علم مُسبق بان نهاية اليوم حصة الكيمياء بالمعمل...ذهب نحوه تفاجئ بأدخنه كذالك صفارات الانذار بالمدرسة...وهنالك طُلاب أمام المعمل يسعلون...وباب المعمل مغلق...
سأل أحد زملاؤه:
فين جلال.
اجابه:
جلال جوه ومعاه كام طالب والباب اتقفل وزي ما يكون علق مش بيفتح.
لم ينتظر طوفان وذهب نحو الباب...حاول كسره لكن كان قويًا عليه...صرخ على أمن المدرسة الذي يشاهد وكأن ما يحدث لا يعنيهم...تحدث بغلظه قائلًا:
أنا طوفان نوح مهران وهخلى والدي ومش بس والدي كمان أولياء الامور يقدموا فى المدرسة شكاوي...ساعدونى أفتح الباب...
بالفعل ساعدوه وإنفتح الباب...رغم ألسنة اللهب لم يهتم طوفان ودخل الى المعمل ينادي:
جلال.
أجابه جلال:
انا هنا يا طوفان فى آخر المعمل تعالي إسحبني الدخان وجع عيني.
لم يتردد طوفان لحظه وذهب نحوه جذبه وتفادى النيران واخرجه من المعمل... وقف الإثنين يسعلان لدقائق... ثم نظر جلال  لـطوفان قائلًا:
الحمد لله التجربة بتاعتي نجحت والمعمل ولع... مفيش اصابات بشرية... أنا قررت أتنازل عن ذكائي العلمي وهحول القسم الأدبي
انا خلاص  بقيت مؤمن بمقولة
"الأدب فضلوه على العِلم"
ضحك طوفان قائلًا:
إنت لا ليك فى الأدب ولا فى العِلم وآخرك هتلبس فى جلابية العمودية يا وِلد العُمدة.
كانت تلك الجملة تجعل جلال يُفضل العِلم، هو لا يريد ذلك...
حدث تحقيق لاحقًا بالمدرسة وكان طوفان من ضمن الشهود وكذب أن جلال هو من افتعل الحريق فكيف ذلك وهو وجده خلف الباب مباشرةً، كذالك الخطأ الاكبر على المُدرس الذي تعامل بجهل وبدل أن يتعامل بحكمة ترد التلاميذ وخرج قبلهم...]
عاد يشعر بالآسف كذالك خلود قائلة:
ربنا  يكون فى عونه، بجد درة صعبانة عليا... لما بشوف الافلام بتاع الرعب بقول فى ناس معقول يكونوا بالشر ده... أكيد فى مبالغات لكن واضح الواقع فيه أسوء من الخيال.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين.
أمام منزل عزمي
كان هنالك صوان للعزاء... حضر عزمي العزاء وهو قعيد فوق مقعد متحرك... يتلقي العزاء وبداخله أمنية لو كان هذا الصوان والعزاء من أجله هو... لكنه يجني ما فعله حين والس على وليد كثيرًا ولم يهتم بتربيته وتقويم أخلاقه... حتى ريان غائب... رغم أن هنالك أمل فى علاجه بدأ يمتثل للأدوية والجلسات النفسية.. ندم بعد فوات الآوان
بعزاء النساء بداخل المنزل
كانت وجدان وكوثر هن من يستقبلن النساء...
وجدان تشعر بالحسرة والأسي رغم إخبار طوفان أنه تحالف مع شيطانه وكاد يتسبب فى قتل درة التى نجت بأعجوبة... لكن تشفق على قلب أخيها من تلك الحسرة... حتى كوثر هي الأخرى عقلها يدور يومًا تمنت صبي لكن الآن تشكر نعم الله عليها بفتايتها... بالأعلى بغرفة سامية كانت بين الاوعي عقلها يهزي وتصرخ وتنتحب وتعود للغياب عن الواقع وتصمُت وتذرف عينيها الدموع... يبتلع عقلها الحسرة يدقها لى قلبها كإعصار حطم وأباد غطرستها.
❈-❈-❈
مساءًا
بالمشفى
دلف طوفان الى غرفة درة إستقبلته كريمان قائلة:
العزا خلص...المفروض كنت أروح العزا، بس إنت عارف درة من وقت ما فاقت وهي لو صحيت وملقتش حد مننا جنبها بيتخاف.
غص قلب طوفان قائلًا:
باسل قام بالواجب... الأهم دلوقتي صحة درة وأنا جاي اتقابلت مع الدكتور، وقال حالة التنفس بدأت تتعدل والدخان إختفي من الرئة... يعني كمان يومين ممكن تخرج من المستشفى.
أومأت قائلة:
الحمد لله...
نظرت نحو  درة، تتذكر لحظة معرفتها بأن درة تواجه الموت مرة ثانية كم كانت تلك الأوقات صعبة لكن للمرة الثانية يرأف الله بقلبها وتعود درة، التى نجت.
بينما طوفان  تذكر لحظة فتحها لعينيها وحديثها بنهجان:
"حسام هو اللى قتل بابا، إنت كنت عارف"
بالفعل هو كان على دراية بذلك، وكانت رغبة مختار إخفاء ذلك وكلمات وصيته الأخيرة لـ طوفان:
"بلاش درة تعرف إن حسام هو اللى قتلني، وصيتك درة أنا عارف إنك بتحبها وهي كمان بتحبك... درة لمحت لى إنها عاوزه تنهي إرتباطها بـ حسا... السر ينتهي بينا هنا"
-السر ينتهي بينا هنا
كانت آخر كلمات والد درة... لكن ذاك السر كان هنالك شهود آخرون عليه، هو لم يحضر ذلك الحدث وعلم بعد النهاية بعدما وصل له الخبر وقتها بالتو كان بمشفي البلدة وآخر لحظات مختار كانت معه ووصيته كانت "درة".
❈-❈-❈
ليلًا
بأحد البيوت القديمة والمُتطرفة
منذ أن هربت من المشفي وأخبار تصلها تجعلها مثل البركان الثائر
حقد ما بعده حقد كلما حاولت تدمير طوفان كانت تجني الخذلان.. وليس ذلك فقط، الآن أصبحت طريدة من الشرطة بعدما أعترف ذلك الوغد الحقير بهويتها، بعدما كانت تعيش فى رغد تنام فوق فراش وثير، تنام فوق آريكة متهالكه... نظرت الى ذلك الهاتف القديم الطراز... فتحته وقامت بإتصال هاتفي على أحد أعوانها وطلبت منه اللقاء... خرجت من ذلك المنزل ترتدي زيًا أسود ونقاب أسود... ذهبت الى أحد المقاهي جلست مع ذلك المعاون لها قائلة:
عوزاك تدبر ليا جواز سفر أنا مش هستحمل المكان اللى عايشه فيه ده، كمان تدبر لابني معايا... عاوزه أهج من هنا فى أسرع وقت.
أومأ لها موافقًا...
بعد وقت غادرت، لم تكُن تعلم أن ذلك الوغد مرصود من الشرطة وأنها الآن مُراقبة من الشرطة، بعد وقت شعرت بحركة قريبة من المنزل... جذبت السلاح وذهبت نحو نافذة بالمنزل، تفاجئت بضوء سيارتان لم تحتاج لوقت لمعرفة انهما تابعتان للشرطة... أين ستحاول الهرب الآن بعد أن إقتحم حاتم المنزل ومعه تلك القوي، لم تحتاج لوقت لتتعرف عليه ضحكت بإستهزاء قائلة:
حضرة الظابط ونسيب طوفان مهران السابق، المفروض إنه عدوك وعدوي كمان... المفروض نتحد عليه مش  عاوز تعرف مين اللى خطط يسرق سلاحك وكان عاوز يورطك فى وينهي مستقبلك.
نظر لها حاتم بذهول:
قصدك إيه.
ضحكت ابتهاج قائلة:
اللى خطط لسرقة سلاحك كان عزمي وكان ناوب يخلص بيه على طوفان ويورطك إنت... بس أنا أنقذتك.
ذُهل سائلًا:
قصدك إيه.
أجابته:
أنا اللى بعت اللى يسرق سلاحك وفسدت خِطة عزمي... شوفت أنا انقذتك وده دورك ترد الجِميل.
تهكم حاتم ساخرًا يسأل:
وأرد لك الجميل إزاي بقى.
أجابته ببرود:
تسهل لى عملية الهروب ونبقي خالصين.
تهكم حاتم قائلًا:
واثقة أوي من نفسك مصدقة إنى ممكن أصدق كدبك...للآسف  غبائك هو اللى اتسبب فى وقوعك وكشف هويتك.. انتهي الطريق بـ سيتهم.
ضحكت ابتهاج بغلاظة وبغدر منها اخرجت السلاح وكادت تصوب نحو حاتم لكن كان  حذر وأطلق رصاصة بيدها سقط منها السلاح...سريعًا نسيت الألم وإنحنت تجذب السلاح وكادت تمسكه لكن رصاصة أخري أصابت ظهرها من أحد العساكر...إنتهت المواجهه الكاذبة بالقبض على إبتهاج.
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
قبل الظهر
بالحقل كان مرعي يقوم بقطع فروع أحد الأشجار... لم ينتبة أن الفأس قطعت الفرع ولم يبقي سوا جزء صغير لم يتحمل الفرع وزن مرعي، كذالك مرعي لم ينتبة وسقط على الأرض، صرخ من إرتطام جسده بالارض، ليس ذلك فقط بل صرخ أقوي حين سقط الفرع الكبير فوق إحد ساقية...جاء على صراخه أحد الفلاحين وقام بنقله الى المشفي... وترك بيناته بالمشفي فأتصلوا على زوجته... ذهبت ومعها إبنتها الصغري... ظلا أمام حجرة العمليات الى أن خرج الطيب تقدمن نحوه، تحدث الطبيب:
للاسف رجله اليمن فيها غرغرينه مينفعش تتجبس   هنحاول بالعلاج...
وللآسف لو العلاج مجبش نتيجة وبؤرة الغرغرينه زادت للآسف
هنضطر نقطع رجله قبل الغرغرينة ما تسحب فى بقية جسمه
❈-❈-❈
عصرًا
بأحد الحدائق العامة
إبتسمت جود لـ نوح الذي يُهمهم بسعادة وهو يرا بعض الاطفال...
بنفس الوقت وصل حاتم لوهلة غص قلبه من ذلك المنظر وتمني لو كان ذلك طفله هو، لكن نفض ذلك وجلس جوار جود... التي شعرت كأنها عادت جود القديمة حين كانت تخجل... تنحنح حاتم قائلًا:
أنا عارف الظروف اللى بتمروا بيها..
وفاة إبن خالك... كمان مرض درة، عرفت من ماما أنها شبة بقت تتنفس كويس... لما طلبت أقابلك، كنت عارف إنك هترفضي، كلامي مكنش تهديد يا جود، لو مكنتش  جيتي كنت أنا هجيلك فى قلب داركم ومش هيهمني رد فعل طوفان مهما كان،عارف إن موافقتك مش خوف عليا خوف... على طوفان... يمكن قبل كده كنت بحس بضيق من إرتباطك بـ طوفان لكن فهمت سر ارتباطك بيه،أنه دايمًا بيحميكِ... بس بصراحة طوفان مُتعسف... ورفض طلب إننا نتجوز ونرجع لبعض.
بخباثه من جود نهضت قائلة:
طالما طوفان رفض يبقي خلاص،كل شئ نصيب...لازم أرجع الدار...
بتلقائية من حاتم أمسك معصم يد جود غصبها تجلس مره أخرى وتنهد يتحمل قائلًا:
جود أرجوكِ كفاية،أنا كمان دفعت التمن، خلينا نرجع ونعوض اللى ضاع مننا.
تفوهت جود بغصة قلب:
اللى ضاع مكنش قليل يا حاتم... كان صعب...
-كان صعب علينا احنا الاتنين أرجوكِ كفاية.. وخلينا نبدأ من جديد ونحاول ننسي الماضي اللى تعبنا إحنا الاتنين... أنا عارف الظروف بس مش هيأس يا جود ومتأكد رجعونا مسألة ظروف، بس يمُر وقت ومتأكد هنرجع نجتمع من تاني والمرة دي بصدق بدون أضغان.
 
