رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثامن والاربعون 48 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثامن والاربعون 48 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامة رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثامن والاربعون 48 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثامن والاربعون 48 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثامن والاربعون 48
رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثامن والاربعون 48
❈-❈-❈
مساءً
رغم غصات قلب وجدان لفقدان وليد… لكن إنشرح صدرها حين دلف طوفان الى المنزل بصُحبة درة وكريمان كذالك باسل…
بحثت درة بعينيها سرعان ما شعرت بعودة الروح لها حين رأت جود تأتي بـ نوح… رغم وهنها لكن جذبته منها حملته تضمه لصدرها تستنشق عبقه بسعادة، حتى نوح إستكان معها ولم يتذمر بل رفع يديه الصغير يعانق وجهها بلمسات طفولية… قبلت يدية وضمته…
كادت كريمان تأخذه منها قائلة:
هاتي نوح..
عشان صحتك لازم ترتاحي عالسرير كمان جهاز التنفس لازم يتعلق تاني، مش عشان اتنفستي شوية يبقى خلاص.
تمسكت درة بصغيرها قائلة:
أنا بخير يا ماما… سيبي نوح معايا.
تبسمت كريمان بحنان وتركت لها نوح رغم ان درة واهنه لكن حمل صغيرها بالتأكيد ليس بالثقيل عليها.
……. ……. ـــــــــــ
بعد وقت
دلف طوفان الى الغرفة… تبسم حين وجد درة مُستقيظه تبدوا متذمرة من أنبوب التنفس الموضوع بأنفها تحاول إزاحته، تبسم وتسأل:
أمال فين طنط كاريمان… وبتشيلى جهاز الاوكسجين ليه.
أجابته درة:
انا بتنفس كويس من غير جهاز الاوكسجين ومش محتاجه له، بيضيق خُلقي وماما
خدت نوح ونزلت تحضر له الراضعه…قولت لها تسيبه معايا على ما تحضرها بس هي خدته خايفه عليه مني كأني عدوي وهعديه.
ضحك طوفان، اغتاظت درة لكن تحدث طوفان:
درة آخر وصية عمي مختار قالي… بلاش حد يعرف إن حسام هو اللى ضربني بالرصاص هو مكنش يقصد.
اومأت درة راسها بتفهم تشعر بغصة قائلة:
فعلًا كفاية مش لازم حد تاني يعرف، أوقات حاجات بتحصل الأفضل تكون أسرار مخفية.
تبسم طوفان وجلس جوار درة على الفراش قائلًا بمرح:
واضح إن الكام يوم اللى قضيتهم فى المستشفى كبروا عقلك… أو يمكن تأثير الغيبوبة.
تنهدت درة قائلة بنبرة تحمل مزيجًا من الدلال والضيق:
اللي يسمعك يقول مكنتش عاوزني أفوق، يمكن نفسك تتجوز التالتة وأنا أ…
لم تُكمل جملتها، قاطعها بابتسامة خافتة وهو يميل نحوها، يُحيط وجهها بيديه برفق، ثم ضم شفتيها بين شفتيه في قبلة دافئة سرقتهما من أنفاسهما معًا…
ترك شفتيها ببطء، وأسند جبينه فوق جبينها، يتنفس من أنفاسها المضطربة، وكأن الحياة عادت إلى جسده بعد غيابٍ ساعات.. مازال
ذلك المشهد الذي لا يفارقه منذ ساعاتٍ وهي تتنفس بصعوبة حتى إنقطاع أنفاسه شعر كأنه فقد الروح بداخله مازال ذلك يُطارده، مدى الرعبٍ الذي شعر به وقتها… كلما تذكر أن ضياعها كان ممكنًا…
مرّر أصابعه على وجنتيها بلطف، قائلًا بصوت شبه مبحوح متأثرًا :
كنتِ هتضيعيني يا دُرّة… كنتِ هتسيبيني أعيش نصي التاني ناقص.
نظرت له بعينين مُرتبكتين، همست بصوتٍ واهن وبدلال تعمدت :
بس انت السبب… كل اللي بيحصلي بسببك أنت.
ضحك بخفوت، ضحكة تُخفي وجعًا وتُعلن راحة، ثم تحدث وهو يلمس كفها:
يبقى كملي حياتك وأنا السبب فيها برضه… المرة دي مش هسيبك.
عادت تلمع عينيها بعدما كادت تنطفئ تبسمت لكن ، العناد يلوح في نظراتها، لكنه اختفى سريعًا حين رفع يدها وقبلها ببطء كأنما يُبايعها على عمرٍ جديد.
همس بعدها وهو يُحيط وجهها بيديه:
نامي دلوقتي يا حبيبتي… أنا هنا، ومش هتروحي من حضني تاني.
استسلمت درة لدفء صوته، أغمضت عينيها وهي تشعر بأنفاسه القريبة تُداعب وجنتها، وكأن العالم كله قد توقف بهما عند تلك اللحظة.
تمدد لجوارها مد ذراعه يحيطها بهدوء، جذبها نحوه برفق حتى استقرت فوق صدره، تسمع دقات قلبه المتسارعة كأنها تعزف هديرًا عذب… نجاةٍ بعد خوفٍ طويل.
همس وهو يُمسد فوق رأسها يبوح بصدق :
كنت فاكر إني قوي يا درة… بس لما شوفتك بتتوجعي، اكتشفت إنك أقوى نقطة ضعف بالنسبة لى.
ابتسمت بخفوت، لم تفتح عينيها، فقط تمتمت بصوتٍ خافت:
مش يمكن الضعف ساعات بيكون أجمل من القوة… لما يكون سببه حب حقيقي.
ساد الصمت بعدها، لا يُسمع سوى أنفاسهما تتناغم في سكونٍ دافئ، كأن الليل نفسه ألقى بثقله عليهما ليحرس لحظتهما الهشة.
مرّت أناملها على صدره ببطء، ثم قالت بملامح هادئة:
عارف… لو الزمن يرجع من تاني كنت هرجع أختارك إنت يا طوفان،أنا منستش حبك لحظة حتى فى عز ما كنت مخدوعة ومصدقة كذب حسام … كنت بعذب نفسي ببُعدي عنك، وأتمني قُربك… أنا بحب حنانك، وبعشق أبقي فى حضنك… لما بعدت عنك كنت حاسة إني ضعيفة هشة… لما كنت فى الهنجر مكنتش خايفة كنت متأكدة إنك هتلاقيني،حتى لو كنت موتت كنت هموت فى حضنك… خليني فى حضنك دايمًا
ضمّها أكثر إليه، وتحدث بنبرة امتزج فيها الحنان بالعزم:
بلاش سيرة الموت كفاية يا درة، أنا عمري ما كنت بعيد عنك حتى فى عز عذابي كان جوايا يقين إنك …هترجعيلي، حتى لو اتأخرتي، كنت واثق إن بيني وبينك نهر جارف مستحيل يغرقنا… يمكن الفيضان هاج شوية بس ما قدرش يغرقنا… سحبنا معاه لبر تاني خِصب.
وضع وجهها بين كفيه، نظر في عينيها نظرة طويلة، مازالت ملامحها الطفولية الذي عشقها تسكن فى قلبه وتحدث بهدوء خافت:
راحة قلبي هي إنتِ، كلك، بتعبك وضحكك ودموعك… حتى عنادك.. وتسرُعك.
تنهدت درة وابتسمت بخفوت، وهمست:
طوفان… أنا بستمد قوتي منك… كنت ببصلك من بعيد وأقول لنفسي هو دا الأمان، حتى لو وجعني.
مرر أصابعه بين خصلات شعرها، وتحدث بنغمة تشبه وعد:
خلاص يا درة، الوجع انتهى… أنا وإنتِ مش هنفترق تاني، لا خوف، ولا حسام، وأنسي أي غلطة قديمة فرقت بينا… مش هتبعدي عن حضني تاني، وده بالأمر مفيش قدامك إختيار غير… طوفان
هزت رأسها بإيماءة صغيرة، وإبتسمت عينيها تلمع بدموع امتنان، قبل أن تهمس:
وعد
ابتسم وهو يطبع قبلة حنونه فوق جبينها:
وعد… على عمر جديد، نبدأه من هنا… من حضني.
ساد الصمت مجددًا، لكن هذه المرة كان صمتًا مطمئنًا، كأن العالم كله تلخص في تلك اللحظة، وترك لهما مساحة صغيرة يتنفسان فيها الحياة كما أرادا دائمًا.
بين ذراعيه، نامت درة أخيرًا يعود لقلبها السلام، بينما ظل طوفان ينظر لملامح وجهها النائم، يبتسم،أخيرًا هدأ طوفان قلبه وعاد لمأواه… يضم درته الغالية التي كانت يومًا إعصاره، واليوم هي ملاذه.
❈-❈-❈
بعد مرور عام
صباحً
محل متوسط به بضع ماكينات للخياطة وماكينة خاصة بصناعة السجاد
مشروع صغير لكنه بالنسبه لـ زينة
مشروع العُمر التى تمنته… ها هو الحلم بدأ يتحقق بعد فترة وجيزة من زواجها، إنتهيا من تجهيز ذلك المشغل الصغير المملوك لهما بداية صغيرة لكنها كبيرة لهما…
إبتسمت زينه وهي ترا والدتها تحمل مبخرة بها بخور تقرأ آيات قرآنية تجلب البركة وهي سعيدة للغاية…..لا شيء سينغص عليها فرحتها تلك… حتى رؤيتها لـ مرعي الذي تم بُتر إحد ساقيه واصبح يستعين بعكاز طبي يساعدة على السير…رغم قسوته القديمة لم تفرط به لا هي ولا بنتيها…وجعله ذلك يشعر بالندم على جحوده القديم…لكن ذلك الحادث كان عقاب اليقظة…
حين إهتموا به ولم يتذمروا من عجزه شعر كم كان قاسيًا وذلك العقاب الالهي قليل علي أفعالة السابقة
قابلوا جحودة وانانيته بالمحبة والعطاء… وبداية جديدة بلا جشع فا هو نهاية جشعه يعيش على عطف من حوله.
❈-❈-❈
فى منزل طوفان بالظهيرة
دلف طوفان الى غرفته هو درة يتأفف… تبسمت درة تعلم سبب ذلك الضيق، إقتربت منه قائلة:
طوفان أنا جهزت لك البدلة اللى هتحضر بها الزفاف بكره، كمان الجلابية البيضا والعباية اللى هتحضر بها إشهار كتب الكتاب فى الجامع بعد صلاة العصر …عندك عالسرير..اهي خلاص العصر قرب يأذن يادوب على ما تاخد دُش يريح أعصابك.
نظر لها طوفان بغضب طفولي قائلًا بعصبية واضحة:
ومين قالك إني متعصب أساسًا.
تبسمت وهي تقترب منه رفعت يديها حول عُنقه تتمايل برأسها بدلال قائلة:
عارف أنا نفسي الحمل المرة دي يكون بنت عشان تنشغل بها وتخف شوية عن جود وحاتم… حرام عليك كده كتير يا طوفان ده لو واحد غيره كان زهق من أفعالك معاه.. قولت له عاوز شبكة وعفش جديد وجابهم فرح تاني ووافق و جود مطوعاك بدون إعتراض يعني اتحمل كتير كفايه بقى.
زفر طوفان نفسه بضجر قائلًا:
لاء مش كفايه…أنا أساسًا مش موافق عالجوازة دي لغاية النهاردة… حاتم ده غبي…وجود أختي رقيقة وهادية وتستحق أحسن منه.
ضحكت درة قائلة:
بس جود عاوزه حاتم يا طوفان وكفايه بقي تعسّف منك،حتى حاتم لو كان له مساوئ فإفتكر له لما كنت أنا ونوح بخطر مفكرش وإدخل وهو مش معاه سلاح حتي، طوفان بلاش عِناد يا حبيبي، كمان خلاص كتب كتابة على جود، يعني مراته وهو بس عشان يرضيك وافق على الفرح فى قاعة… يعني يا حبيبي كفاية وهدي أعصابك… كمان راعي إني حامل وعصبيتك دي بتوترني.
زفر طوفان نفسه بإستسلام قائلًا:
تمام هحاول أتقبله.
ضحكت درة وهي تهز رأسها بخفة، ثم رفعت يدها تلامس وجنته بحنو قائلة:
أهو كده بقى الكلام اللي يطمن… أنا مش طالبة منك غير تبين لـ جود إنك راضي، ماينفعش تروح اشهار كتب الكتاب بوش عابس كأنك داخل مهمة مش مناسبة كتب كتاب أختك الوحيدة.
ابتسم طوفان ابتسامة باهتة وهو ينظر للأرض قائلًا:
خلاص هحاول، بس ما تلومينيش لو خرجت عن شعورى … لو الغبي ده زعل جود مرة تانيه هـ…
قاطعته درة ورفعت جسدها قبلته… إستقبل قُبلتها بترحيب، وترغيب وهو يجذبها يلصقها بجسده يتوغل بقبلاته ولمساته، لكن درة وعت على الوقت دفعته بخفه وهي تلهث قائله:
طوفان كفاية… لازم تجهز عشان كتب الكتاب الوقت يا حبيبي
تذمر طوفان بغضب
ضحكت درة ضحكة خافتة وهي تضع يدها على بطنها:
استحمل يا حبيبي، انا كده أخاف ربنا يرزقنا ببنت تتحكم في حياتها قوي كده.
نظر لها طوفان نظرة امتزج فيها الحنان بالضيق، ثم قال بنبرة خافتة:
بنت هو لسه عرفنا نوع الجنين، ومعتقدش إنها بنت.
ردت بخفة ظل:
إحساسي بيقولى إنها بنت وإحساسي ما بيغلطش… وبعدين لو طلعت ولد هيتعلم منك العناد أكتر من اللازم.
اقترب منها، وضع يده على كتفها برفق قائلًا بصوت أكثر دفئًا:
لو طلعت بنت… مش هخلي حد يقرب منها ولا يزعلها… حتى لو كان ابنك يا درة.
ابتسمت درة بحنو وهمست وهي تنظر في عينيه:
وأنا عارفة يا طوفان… إنك بتخاف على كل اللي بتحبهم، بس ساعات خوفك بيخنق.
لم يُجب، اكتفى بأن جذبها نحوه برفق يحتضنها، وكأن صمته كان وعدًا بالهدوء… ولو مؤقتًا.
………******…….
بالمسجد. كان عقد قران
القي الشيخ عرفة كلمة إفتتاحية بسيطة،ثم شاور لـ طوفان وحاتم الذى لبى الإشارة وذهب نحوه سريعًا بينما طوفان تباطئ فى خطواته
أخفي الشيخ عرفة بسمته…
جلس الإثنين جواره، ابتسم لهما، كذالك هما لكن عبس طوفان حين تلاقت نظرته مع حاتم الذي يبتلع تحكُمات طوفان برغبة فى بداية جديدة مع جود التي فوضت الامر كله لـ طوفان وتحكُماته رغم عقد قرانهم لكن يعلم أن إعتراض واحد منه كفيل بإنهاء زواجهم قبل عودتهم مرة أخري…
تفوه الشيخ عرفة:
حطوا إيديكم فى إيدين بعض.
مد حاتم يده سريعًا… بينما طوفان تباطئ بمد يده، كما انه حين صافح حاتم ضغط عليها بقوة… بينما بدأ الشيخ عرفة بإشهار عقد القران الى أن إنتهي، سحب طوفان يده سريعًا يُصافح الشيخ عرفه وبعض المُهنئن… تعمد تجاهل حاتم، لكن غصبً تبادل معه المصافحة ونظرات توعد أنه لمجرد هفوة لن يجد الا تحكُمات وتعسُفات طوفان
❈-❈-❈
باليوم التالي
صباحً
بمنزل عزمي
عام مضي
لم يمضي بسهولة لا يوجد به شئ له قيمة سوا عودة ريان مُعافى من الإدمان الذي كاد يُهلكه لكن إرادة طوفان وتشجيعه له كان الدافع القوي الذي جعله يقاوم و …ويبدأ صفحة جديدة من حياته…
كان البيت الذي شهد الليالي الباكية ، يبدو الآن أكثر هدوءًا، وكأن الجدران نفسها تنفست الصعداء بعد عامٍ من العواصف…
لكن رغم التحسن الظاهر، ما زالت هناك نظرة حائرة في عيني ريان، كأنه يسأل نفسه:
هل الغفران ممكن… وهل يمكنه فعلًا نسيان ما فعله بنفسه… كان يسير نحو هاوية ساحقة، ربما كان لحق بـ وليد الى القبر أو كان سبقه الى الإجرام، لكن دخول طوفان بالوقت المناسب بدل مصير كان سهل أن يسحبه…
طوفان كان طوق النجاة والزائر الوخيد الذي كان يذهب له بين الحين والآخر، يزور كأخٍ أكبر… ساعده على النجاة…. لا كلمات كثيرة بينهما، فقط نظرات تفهم أكثر مما تُقال، وابتسامة صامتة كلما رأى فيه خطوة جديدة نحو التعافي… تعافي وعاد بشخصية أخرى
أكتر إتزانًا ومسؤولية، إنتهي من مرحلة التمرُد لمجرد الوجاهه… أصبح شابً ولابد أن يتحمل مسؤولية، ليس فقط مسؤولية نفسه بل مسؤولية والديه وبالأخص والدته التى أصبحت بلا عقل تقريبًا.
دلف الى غرفة والدته التى تعيش هي ووالده بنفس المنزل، لكن كل منهما له غرفة خاصة وليس له شآن بالآخر… جالت عيناه بالغرفه لم يجدها… ذهب نحو حمام الغرفة طرق قليلًا لم ياتيه رد شعر بريبة فتح الباب تفاجئ بعدم وجودها
نزل الى اسفل سريعًا ينادي على إحد الخادمات بصوت جهور، لكن قبل أن يسألها تنهد بإرتياح حين وجد سامية تدلف من باب المنزل وبيدها بعض ثمار الليمون وتوجهت نحوه قائلة:
جبت اللمون من الجنينة، وليد بيحب يشرب الليمون الصبح… على ما يصحي تكون الخدامة عصرته…
أخذت الخادمة الليمون منها… حذرتها سامية:
أعصريه وصفيه كويس وخلي بالك من القشر بيمرر طعمه.
اومأت لها بتفهم، بينما
غص قلب ريان حين نظر الى تلك الخدوش التى بيدي سامية،أخذها وصعد الى الاعلى وهو يحاول مجراتها حسب حديثها حسب قدرة عقلها،ذهب الى غرفتها آتى بحقيبة الإسعافات بدا يضمد تلك الخدوش وهي تبتسم له وهي تحكي عن وليد كانه مازال حيًا
ودموعها تسيل،كذالك هو سالت دموعه…نزلت دمعة منه فوق يد سامية توقفت عن الحديث ونظرت له بحنان وهي ترفع يدها تمسح دمعته قائلة:
بتعيط ليه…إنت مفكر إني مش بحبك أنا بحبك…خلاص مش هحكي عن وليد طالما بيزعلك.
غص قلبه بقوة وجذبها يحضنها،حضنته هي الاخري تربت على ظهره بحنان، يجعل قلبه يآن من الألم… من كانت صاحبة عقل واعي أصبحت بلا عقل تقريبًا… يخشي لو غابت عنه يخشي خروجها من باب المنزل الى الحديقة، فقدان عقلها قد يتسبب فى توهانها… هنالك خادمة تعتني بها خصيصًا…
بئس ذلك الشعور، لكن هو لن يتخاذل عن تلك المسؤولية أبدًا.
بعد وقت قليل أعطي لها العلاج الخاص بها، جعلها تنام كالعادة
ذهب نحو غرفة المكتب… وجد عزمي يجلس يقوم بمراجعة بعض الاعمال… ألقي عليه الصباح… جلسا قليلًا فى أثناء ذاك صدح هاتف عزمي، جذبه نظر للشاشة قائلًا بإستغراب:
ده رقم مش متسجل عندي… هرد أشوف مين.
بالفعل قام بالرد سُرعان ما سأمت ملامحه حين قال له الآخر:
أنا مأمور السجن اللى فيه زوجة حضرتك للآسف، حصل خناقة بينها وبين سجينة تانيه وإتطور بينهم وللآسف الإتنين ماتوا… بتصل عليك عشان تستلم جثة…
قاطعه عزمي بنبرة غيظ:
واضح إن حضرتك متعرفش إني طلقتها من مدة، فالبتالي علاقتي بها إنتهت… تقدر تشوف حد تاني من أهلها يستلم الجثة.
قال ذلك واغلق الهاتف ألقاه أمامه بغيظ وهو يشعر بالغضب والكُره… ظل صامتً للحظات يزفر نفسه بقوة وغضب، لاحظ ريان ذلك فسأله:
فى إيه يا بابا… ومين اللى كان بيكلمك.. وجثة مين.
نظر له عزمي بعصبية قائلًا:
موضوع إنتهي خلاص ومالوش لازمة مكالمة بالغلط… ممكن تسيبني لوحدي.
-بابا…
قاطعه عزمي بحسم:
ريان سيبني لوحدي بقولك.
استسلم ريان وغادر بينما عزمي يتنفس بغضب يشعر بعجز، ليته كان يستيطع السير كان ذهب مُسرعً الى تلك الحقيرة التى نالت جزاء خِستها… هي السبب أنه أصبح قعيد… ليس ذلك فقط بل كانت السبب فى فقدان إبنه الأكبر الذي مازال جرح فقدانه مفتوحًا ويعصف بقلبه… نالت ما كانت تسحق… أن تموت وسط مجرمات لا تختلف عنهن… وهو الآخر نال ما يستحق فقدان وليد الذي والس عليه والندم يغزوه ليته ترك العدالة هي من تُعاقبه ربما تبدل مصيره… لكن هو لم يفعل ذلك لمصلحة وليد بل كان لمصلحته، فهو ذو شأن كيف يكون لديه إبن مجرم… كذالك هو كان شريك بإفساد وليد… والعذاب الذي يعيشه يستحقه.
❈-❈-❈
بمنزل طوفان
كانت درة تُعد بعض الأغراض استعدادًا للـ الزفاف دلف طوفان يزفر نفسه… ضحكت درة ولم تحاول الحديث حتى لا يتعصب… جذبت فستان خاص بها… ثم توجهت نحو باب الغرفة بصمت، لكن قبل أن تفتح الباب تحدث طوفان:
رايحة فين.
أجابته:
رايحة أوضة جود،الميكب آرتيست هناك فى أوضتها…و
قاطعها يجذبها عليه بقوة قائلًا:
وإنتِ محتاجة الميكب آرتيست فى إيه…أوعي تحطي ماكياچ.
تدللت قائلة:
ومحطش مكياچ ليه، عشان أبقي حلوة.
نظر لها قائلًا بإطراء:
إنتِ حلوة من غير مكياج… وعلى فكرة المكياچ بيطلعك مش حلوة، عالطبيعة أحلي، فاكر ليلة جوازنا مكنش المكياچ حلو عليكِ.
ضغطت على اسنانها فضحك قائلًا:
فاكر الليلة دي كان قصدك إنك تظهري مش حلوة بأمارة البيجامة السودة.
تبدلت نظرة عيناها بمكر قائلة بدلال:
طب جهز نفسك الليلة هلبس بيجامة سودة.
ضحك طوفان قائلًا:
ومين قالك إننا هنبات هنا الليلة، إحنا هنبات فى الأوتيل اللى فيه قاعة الفرح… يعني مفيش بيجامات… لا بيضة ولا سودة… ولا كمان نوح، لانه هيفضل مع ماما.
نظرت له درة بتفاجؤ وكادت تعترض،وكاد يُقبلها لكن رنين الهاتف كذالك الطرق على باب الغرفة أنهي كل ذلك…
………******….
بغرفة جود
كانت تقف أمام المرآة بصمت… نظرت إلى انعكاسها طويلًا… فستان الزفاف الأبيض بدا وكأنه يُعيدها لسنواتٍ مضت، يومٍ كانت تبتسم فيه بخجلٍ مماثل لكن بمشاعر قلبٍ مختلفة، اليوم أكثر خجلًا وهي تُفكر أنها ليست تتزوج للمرة الأولى… أحاديث من حولها ربما تنتقدها… ذلك قد يسبب لها إنزعاج، لكنها رغبة طوفان… رغم انها الشئ الوحيد التي إعترضت عليه، لكن هو أصر على ذلك، وهي استسلمت مقابل موافقة حاتم…
اقتربت وجدان منها وهي تُعدل الطرحة فوق كتفها هامسة:
مالك يا جود وشك أصفر كده ليه المفروض إنتِ عروسة.
أجابت بصوتٍ خافتٍ وابتسامةٍ باهتة:
يمكن علشان دي مش أول مرة ألبس فستان زفاف… بس أول مرة أحس إني مش عايزة الناس تبص عليا كعروسة، نفسي اليوم يعدي بهدوء، من غير ضجة ولا نظرات شفقة.
تنهّدت وجدان بغصة تتمني أن يختلف حظ جود عنها…حين عادت لـ نوح…لم تجني غير البؤس،لكن انجبت جود وكانت لها مثل النسمة الهادئه بليالي جافة
.. ربتت على كتفها بحنو قائلة:
اللي راح خلاص، النهارده بداية جديدة يا جود، وربنا ان شاء الله يعوضك مع حاتم، هو بيحبك وأثبت وده كفاية.
اومأت جود ببسمة تتمني أن يثبت حاتم حقًا أنه تغير… ولا يخذلها مرة أخرى.
زادت بسمة جود حين دلفت درة بطفلها قائلة:
شوف يا نوح عمتوا عروسة زي القمر… قولها ألف مبروك.
تبسمت وجدان قائلة:
طوفان فين.
أحابتها وهي تضحك:
طوفان فى المكتب باين… ربنا يعدى الليلة على خير.
ضحكن ثلاثتهم..
بعد قليل
تجمد طوفان في مكانه للحظة، شعر بوخزة في قلبه، كأنه للمرة الأولى يرى في زفاف أخته شيئًا غير “الواجب والقبول”…
ذهب بخطوات بطيئة، نظر إليها وقال بنبرة خافتة تخالطها غصة:
عاوزك ترفعي راسك يا جود، عاوزهم كلهم يشوفوا بنت “نوح مهران” وأخت طوفان اللي وقف الدنيا عشانها.
رفعت جود عينيها نحوه، ارتسمت على وجهها ابتسامة ممتنة، همست بخجل:
شكراً يا طوفان… بس ياريت النهاردة تبقى هادي… علشاني أنا متوترة من غير حاجه.
تبادل الاثنان نظرة صامتة، مليئة بما لا يُقال…
قبل أن تقطع درة لحظتهما قائلة بمرح:
خلاص يا جماعة، العروسة هتبوظ الميكب من كتر الكلام العاطفي ده.
بعد قليل بقاعة العُرس كان حاتم لديه شعور مختلف عن الزفاف السابق… الليلة قلبه يدُق… حياة عكس السابق… الليلة يرا جود الحبيبة الرقيقة.
مر الزفاف بـسلام
بمنزل حاتم
الليلة إستقبلتها بدرية بأوراق الزهور تنثرها عليها وعبارات السعادة كذالك جذبت الملح تخشي عليهما من الحسد…
بعد قليل
بغرفة النوم
تبدل العفش، برغبة طوفان
لكن نفس الغرفة التى جمعتهما سابقًا… كانت جود أشد خجلًا… وحاتم أكثر هيامًا بها، وبطريقة أخري كانت بداية زواجهما… بداية عشق توغل من قلب حاتم وهو فى أوج لحظات إنتقامه فازت رِقة جود على جحود قلبه….والليلة كان البرهان…
حاتم متيمً وهي جودًا بالعشق.
❈-❈-❈
بعد إنتهاء الزفاف
بمنزل طوفان
صدفة أثناء سيره سريعًا
إصتطدام بفتاة… لم يسلم من لذاعة لسانها لكن استغرب أنها نادته بإسمه… تغاضي عن لذاعة لسانها ونظر لها بإعجاب قائلًا:
إنتِ مين… تقربي للعريس ولا للعروسه.
تهكمت باستهزاء قائلة:
لاء أقربلك إنت كمان…مش عارف أنا مين…أه نسيت ما إنت بقالك فترة كنت غايب عن هنا أكيد نسيت أهلك.
نظر لها بتمُعن وأتخذها بالشبة وتنهد بتذكر قائلًا:
إنتِ بنت عمتي كوثر…
توقف يفكر قائلًا:
بس مين فيهم.
أنقذه من لذاعة لسانها نداء
“ريم”
ابتسم قائلًا:
ريم…غزال…
لكن لم يكمل وهي ابتعدت نحو من كان ينادي عليها.
ابتسم بإعجاب وعيناه تتبعها..تنهد بخفقان قلب يجزم أن
كبوة ابدلت حياته من مصير الضياع الى مصير النجاة… وهنالك قصة بداية جديدة نشأت
حين ارتطمت نظراته بنظرات ريم وسط الزحام، أدرك أن القدر كتب سطرًا جديدًا في حياته… فكبوة عابرة تحولت إلى نجاة، واصطدام بسيط فتح له دربًا لم يكن يومًا في الحُسبان.
……..*****….
بالسيارة على الطريق
كان هنالك حديثً بود بين كريمان وكوثر يتحدثان عن جمال ورونق الزفاف…
كانت سجي تجلس جوارهن صامته، لكن تلاقت نظرتها مع نظرات باسل فى المرآة وهو يقوم بتعديلها لرؤية من خلفه ابتسم لها شعرت بالخجل…
لاحظن كوثر وكريمة تلك النظرة وذاك الخجل نمت بداخلهن أمنية أن يحصد أبنائهن السعادة
❈-❈-❈
بالفندق
تبسم طوفان لـ جلال الذي وقف معه ينتظر إقتراب درة وخلود
تبسم قائلًا:
فكرة حلوة أنا كمان حجزت أوضة فى الفندق هنا… من يوم ما خلود خلفت وانا عايش عالبوس وبس، عارف إنت السبب فى الحرمان ده.
ضحك طوفان سائلًا:
وأنا مالي بقي.
ضحك جلال قائلًا:
لما رجعت لها محَروق… ليلة حريق الهنجر… جود إتخضت قامت حِبلت من نفس الليلة دي، حِبلت من هنا وانا بقي عِشت عالرف، مره تحذيرات الدكتورة بلاش عشان صحة البيبي، مرة عشان منسرعش الولادة، حرمان… حتى بعد الولادة حرمان بسبب الولد.. وخد بقي.. الولد سخن… واخد تطعيم… وأنا فين.. بس انا بقى سربت الواد مع أمي وهستفرد الليلة بـ خلود هنا مش هتعرف تبعد عني بأي حِجة.
ضحك طوفان قائلًا:
لاء متقلقش هتقولك نرجع عشان الولد، أنا مجرب قبلك.
نظر له بسخط قائلًا:
بلاش تقُر… يلا خد مراتك وانا اخد مراتي وهفصل موبايلها وكمان انا قولت في الاستقبال ممنوع اي ازعاج.
…… ❈-❈-❈
بعد قليل بغرفة الفندق
وضعت خلود رأسها على صدر جلال…يسود الغرفة صوت أنفاسهم الصاخبة…
ابتسم جلال بإنتشاء يضمها بقوة له قائلًا:
أخيرًا ليلة هادية بعيد عن الحرمان.
ضحكت قائلة:
حرمان من إيه… إنت اللى طماع.
-طماع!
اعادها جلال بإبتسامه ، وبمكر بدل وضعهم أصبحت أسفله..نظر لها…شهقت قائلة:
بتفكر فى إيه يا جلال.
أجابها بغمز ولمسات جريئة قائلًا:
طماع بقى…..يس الليلة هعوض كل الحرمان.
ضحكت قائلة بمزح:
بلاش طمع، أنا مش باخد وسيلة منع حمل.
نظر لها بتفكير قائلًا:
وماله مجتش من ليلة… الليلة دمار يا خلود.
ضحكت وإستقبلت جنانه وهيامه بها، ولمساته وعشقه…
وخيالها سعيد .. هما كانا أولاد عم تربطهم صلة الدم…. حكايتهم تشبه آلاف الحكايات التي تبدأ بالقدر وتنتهي بالزواج… لكن بينهما شيء مختلف…عشقهما لم يكن التزامًا عائليًا، بل عشقًا خرج عن كل قاعدة، كأنه كتب ليكسر النمط ويفرض نفسه رغم العواصف.
❈-❈-❈
بعد مرور سنوات
بالشتاء
وقت شروق الشمس
بأسوان
كانت درة على سياج شُرفة تلك الغرفة المُطلة على ضفة النيل، وشاح رأسها يتطاير مع نسمات الجنوب الدافئة.. عينيها تلمع بانعكاس ضي شروق الشمس..
اقترب منها طوفان بخطوات هادئة، كأنه يخشى كسر تلك اللحظة.
قائلًا بنبرة دافئة:
عمري ما شفت النيل كده، ولا حسّيت إنه بيحكي غير النهارده.
ابتسمت درة بخفة، وردت وهي عينيها على المية:
يمكن علشان شايفه بعين رايقة… بعد ما سكتت العواصف.
ضحك طوفان بخفة، مدّ يده لها:
ولا يمكن لأن العاصفة لسه واقفة قدامي… بس أنا اللي اخترت أغرق فيها.
التفتت له ببطء، عيناها تحمل مزيج من الدهشة والعشق المكبوت.
ثم مدت يدها تمسك بيده، وقالت بصوت خافت:
الجنوب علمني إن الشمس حتى وهي بتغيب… بتسيب وراها نور.
مساءً
جلسا معًا على صخرة تطل على النيل، وصوت المراكب ، وأغنية نوبية يتعالى نغماتها من بعيد…مع صوت الموج وهو بيقبل ضفة النيل بهدوء، كأنه يروي له أسرار العاشقين. .. أمامهم النيل في ضوء القمر..
صمت طويل لكن مريح،
وضعت رأسها على كتفه، وهو لف ذراعه حولها بهدوء… كأن الليل بيغمرهم بدفء غريب،رغم النسمة الشبة باردة
في تلك اللحظة، دوّى صوت دف نوبي بعيد، وصوت مغنّي يغنّي بلُكنة الجنوب:
” يا عروسة النيل يا حتة من السما…. ياللى صورتك جوة قلبي ملحمة”
❈-❈-❈
بعد مرور عدة أيام
العلمين “مرسى مطروح”
“وقت غروب الشمس واقف البحر بعيد
عمال بحكيله وأشكيله وأشرح وأعيد
فجأة لاقيتها وكنت فاكرها عروسة البحر
خارجة من الماية وطلتها أقوى من السحر
لما شوفتها قلبي دق 3 دقات
والطبلة دخلت لعبت جوا دماغي حاجات
لما الرق دخل قلبي رق وحنيت
طب هعمل إيه، روحت أنا غنيت
أمتى الحب طال قلبي ولا في الخيال
عودك ده فيه يتقال موال
ويا عيني ياه، يا سيدي على الأيام
لما تهادي قلوبنا غرام فجأة يهون كل اللي فات
ولاقيت جوايا خناقة كبيرة قامت على طول
عقلي يعقلني وقلبي يقولي “روحلها قول”
مخدتش ثواني وكان قلبي طالع كسبان
روحت وقولتلها، إن أنا ولهان”
بتلك الكلمات كان يشدوا حاتم بنبرة شجية، رغم غلاظة صوته لكن معني الكلمات غزا القلب…
تبسمت جود وهو يقترب منها ينظر الى تلك اللوحة الموضوعة فوق حامل خشبي، نظر لها بإنبهار قائلًا بإشادة:
روعة أوي، اللوحة تجنن.
إبتسمت قائلة:
بجد.
اومأ بتأكيد قائلًا:
روعة شوية عليها.
ابتسمت قائلة:
بقي عندي مجموعة لوح، بفكر أعمل معرض لوح هنا… “العلمين “بقيت مزار سياحي مهم.
أومأ لها بتشجيع قائلًا:
متأكد المعرض الجاي هيبقي أقوى وانجح من المعرض اللى فات.
إبتسمت له قائلة:
بجد…
أكد برأسه… وضمها قائلًا:
أكيد… بس خلينا ندخل جوة..
الجو برد، بقينا المسا.
ضمت نفسها له قائلة:
إحنا فى البلكونة… كمان النهاردة الجو كان دافي والشمس كانت طالعة عكس الايام اللى فاتت.. كانت ضباب وغيوم.
نظر لها وفكر للحظات:
كم كانت حياته” ضباب وغيوم”
قبلها… هي أزاحت ذلك، وأشرقت شمسً دافئة فى قلبه.
اثناء ذلك صدح صوت بكاء صغير… قريب منهم
تبسمت جود قائلة:
بنتك صحيت خلينا ندخل لها…
تبسم الإثنين على تلك التى تحدثت لهما بإنزعاج قائلة:
الجو برد واقفين فى البلكونه وقصادكم البحر كمان…كمان سايبن البنت كده تعيط…تعالي يا قلب تيتا دول عندهم تناحة لكن إنتِ رقيقة.
ضحكت جود ودلفت وخلفها حاتم يحمل اللوحه ضاحكًا…
تبسمت جود حين رات جلوس بدرية تحمل طفلتهم الصغيرة كذالك يجلس جوارها طفلهم الآخر تحتاط بهما…
لمعت عيني حاتم بسعادة رغم غصة قلبه على فُراق والده منذ عامين تقريبًا ومن وقتها وبدرية تشاركهما حياتهما… تهتم بهما، وطفلهما الاول كأنها نسيت وجع الفُراق… أو بالأصح كان ذلك هو النسمات الطيبة التى مست قلبها فأهدأت قسوة وجفاف الفُراق بشمل جديد.
❈-❈-❈
بمنزل الشيخ عرفه
مازال يقوم بتحفيظ القرآن الكريم للأطفال… أجيال خلف أجيال… وهو يجود عليهم بتحفيظ وتجويد القرآن…
بالداخل
إستقبلت زوجته درة ومعها طوفان بترحيب
ثم جلست معهم قائلة:
الشيخ زمانه قرب يخلص تسميع… أها ملحقتش أخلص كلامي.
تنهد الشيخ عرفة وهو يجلس بإرهاق قائلًا:
الجيل ده مُتعب أكتر عيال أشقية جت عندي من يوم ما بدأت فى تحفيظ القرآن.
ابتسمت درة وطوفان وهما يتذكران نفس الجملة كان يقولها لهما وهما صِغار.
لاحظ عرفة بسمتهما فقام بذمها:
بتبتسموا على إيه…
أه عشان إبنكم البكرى”نوح”الولد شقي جدًا بس للآسف كل ما أحاول أمسك عليه غلطة مش عارف.
تبسمت زوجة الشيخ عرفة قائلة:
مش إبن طوفان و درة… الإتنين من حفظة كتاب الله.
أومأ الشيخ عرفة بتأكيد قائلًا:
طول عمري أقول الكُتاب بتاعي بيأسس دكاترة وشخصيات كبار الشأن.. مش بس طوفان ودرة كمان فى غيرهم.
ابتسمت درة وفتحت حقيبة يدها أخرجت ثلاث علب صغيرة قائلة:
أنا غيرت عدسات النضارة بتاعتك حسب المقاسات الجديدة كمان جبت لك واحدة تانية إحتياطي، كمان جبت نضارة الحجة.
أخذ الشيخ عرفة منها العلب قائلًا:
كويس إنك جبتي نضارة الحجة أهم من نضارتي… خدي يا حجة النضارة ألبسيها وإنتِ بتنقي الرز عشان تشوفي الدنيبة من الرز… بقينا بناكل الرز بالدنيبة.
تذمرت زوجته بمرح قائلة:
جرا ايه يا شيخ مكنتش مرة.
ضحك طوفان ودرة.. وجلسا معهما لوقت قليل وأستأذن الشيخ وأخذ طوفان معه لغرفة أخرى وظلت درة تتحدث مع زوجته…
بعد وقت قليل
وقفت درة بالحديقة تبتسم…
بينما طوفان يخرج من تلك الغرفة… ابتسم هو الآخر
الاثنين كأن الماضي يُعاد أمامها الآن
نوح يقف على السلم جوار طوفان… وطفله أخرى صغيرة تصعد السلم دون إنتباه منها تتطرف نحو الحرف، سريعًا تحدث نوح:
“حاسبي حرف السلم هتقعي”
لكن إختلف الحاضر عن الماضي،إنتبهت الطفلة وإبتعدت عن الحرف وصعدت تقف جوار نوح قائلة:
المرة دي حفظت الوِرد اللى قالي عليه الشيخ عرفة وهاخد بونبون وشيكولا وإنت كمان هتديتني اللى هو هيديهم لك.
ضحكت درة كذالك طوفان وذكري الماضي… تُعاد… ربما ترسم مستقبل… فهل يتشابة القدر مثلما تشابك مع “طوفان الدرة”
يخلق مستقبلًا
…. ملحمة طوفان هزمة العشق…
{تمت بحمد الله}
 
