رواية هيبة نديم وليلي الفصل التاسع والاربعون 49 بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل التاسع والاربعون 49 بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل التاسع والاربعون 49 هى رواية من كتابة مريم محمد رواية هيبة نديم وليلي الفصل التاسع والاربعون 49 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هيبة نديم وليلي الفصل التاسع والاربعون 49 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هيبة نديم وليلي الفصل التاسع والاربعون 49

رواية هيبة نديم وليلي بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل التاسع والاربعون 49

_ غفران _ :
لآخر لحظة أستطاع كتم صوت ضميره، لم يسميها خيانة لابن خالته بقدر ما أعتبرها انتقامٌ منه، لأنه حين وقع بين اختيارين فضّل أخرى غريبة على تلك التي تحمل دماؤه ونسبه ..
فضّل "ليلى" على "ريهام".. وهذا شيء لن يسامحه عليه أبدًا ..
ولكن في الوقت الراهن، نفسه تجلده بلا هوادةٍ، وتدفعه دفعًا للإسراع في درء الكارثة قبل وقوعها، رغم مقاومته تلك المشاعر ..
إلا إنه لم يصمد طويلًا!
أستيقظ باكرًا، أو بالأحرى قام من فراشه بعد ليلة مؤرّقة، ارتدى ملابسه على عجالةٍ وانطلق إلى منزل آل"الراعي" ..
لم يجد "مهران" هناك، فاضطرب قلبه وأجرى الاتصال به ...
-أنكل مهران! حضرتك فين؟
-أنا رايح أقابل الرائد زين نصر الدين في المكان إللي إتفقنا عليه يا عمر
خلاص قربت أوصل. خمس دقايق وأكون عنده.
استبد بـ"عمر" التوتر بشدة وهو يهتف به بنزقٍ:
-لأ يا أنكل من فضلك. ماتروحش لزين. لو تقدر تعطله
أنا حالًا رايح لنديم. لازم يمشي هو وليلى قبل ما يوصلوا لهم!!
بدت الدهشة في صوت "مهران" وهو يرد عليه:
-يسلام! وإيه إللي غيّر موقفك فجأة كده؟
مش انت بنفسك إللي جيت لي وإتفقت معايا نسلّمهم ليلى عشان أختك؟
-أيوة. أيوة عملت كده.. بس اتصرفت غلط
أنا مش هقدر أعمل كده في نديم. لازم أصلح إللي عملته.
-انت جاي تقولّي الكلام ده دلوقتي يا عمر؟ المطلوب أعمل إيه مش فاهم!!
-ماتعملش حاجة يا أنكل. أنا إللي هاعمل. سلام.
وأغلق معه مسرعًا إلى سيارته، قاد رأسًا تجاه حيّ الزمالك، حيث يستقر "نديم" هناك وزوجته بعيدًا عن الأعين ..
____________________________________________________________
تركها في عهدة إحدى وصيفات أمه الموثوقات، أوصاها بالإلتزام بأوامره، فقد سمح لها باللهو قليلًا بحديقة القصر رفقة كلبتها، ثم العودة مباشرةً إلى جناحهما دون الإحتكاك بأيّ من أفراد المنزل ..
إنصاعت "ريهام" لكلمته وأظهرت الطاعة، وبالفعل ما إن ذهب حتى طفقت تستكشف المساحة الخضراء ركضًا ومرحًا هي وكلبتها الصغيرة، إلى أن أحسّت بالتعب، فقررت العودة للجناح كما أملى عليها ..
ولكن كانت هناك أعين تراقبها منذ فترة طويلة، منذ كان "زين" هنا معها، ولم تدع الفرصة تمر دون استغلالٍ ..
هبطت إلى الأسفل مطمئنة لخلو المنزل من معظم ساكنيه، وبالأخص هو.. "زين" ..
قابلتها بمنتصف الباحة الواصلة بين الحديقة والشرفة الداخلية، بدت "ريهام" وكأنها مبرمجة على كلمات "زين" بالحرف، فلم تنتبه لها، أو أنها تعمّدت ألا تنتبه لها وسلكت طريقها غير آبهة ..
لتعترض "شهد" طريقها، مرة، مرتان!!
فتضطر "ريهام" للوقوف والتطلّع إليها ...
-ممكن أعدّي لو سمحتي! .. قالتها "ريهام" ببراءة وتهذيبٍ كما تعوّدت
شملتها "شهد" بنظراتٍ غلٍ متأججة، عقدت ذراعيها أمامها وهي تقول بلهجةٍ تهكمية:
-انتي بقى البت العبيطة إللي لبسها زين؟!
عبست "ريهام" مرددة من فورها بتلقائيتها المعهودة:
-أنا مش بت. ومش عبيطة. أنا أسمي ريري
وزين ماينفعش يلبسني عشان أنا مش حاجة بتتلبس زي الـ تي شيرت بتاعه
انتي إللي عبيطة كده!!
تضرّج وجه "شهد" بحمرة الغضب، فحاولت الوصيفة التدخل قبل إزدياد الوضع سوءًا:
-أنسة شهد. من فضلك زين باشا أمرني أوصل مدام ريهام أوضتها بهدوء منغير مشاكـ ..
-أخرسـي انتـي!! .. صرخت "شهد" فيها مقاطعة
أجفلت "ريهام" وهي تقول باندفاعٍ معبّرة عن إنزعاجها:
-إيه ده انتي بتزعقي في وشها كده ليه؟ انتي محدش علّمك إنه عيب نعلّي صوتنا على حد كبير؟
وتهاني كبيرة وانتي كده بنت مش محترمة. لما يجي زين أنا هقولّه!
شهد بسخرية: قوليله يا حبيبتي. انتي فكراني ممكن أخاف من زين؟
زين ده يخوفك انتي يا هبلة. يابت يا عبيطة أحسن تكوني متخيّلة إنه جايبك هنا عشان بيحبك مثلًا
زين ماتملاش عينه واحدة زيك. وإستحالة يبص لك حتى. إللي ماتعرفيهوش يا قطة إنه يبقى خطيبي
فاهمة يعني إيه خطيبي؟ يعني أنا وهو هانتجوز. وفرحنا قرب أوي. ولحظة ما هابقى مراته هاتنسي إنك في حياته أصلًا
لأن زين ده بتاعي أنا.. سامعة؟ زيـن.. بتاعـي أنـا!!!
لم تعي "ريهام" كل حديثها، لكنها توترت بشدة من بعض ما فهمته، وأحست بقبضة تعتصر صدرها ببطءٍ، فقالت من بين أنفاسها:
-زين بيحب ريري. انتي كدابة.. زين مش بيكدب
ولما يرجع أنا هقولّه إنك شتمتيني وقولتي عليا عبيطة وهبلة!
ابتسمت "شهد" قائلة باستخافٍ:
-يا حرام.. تصدقي صعبتي عليا يابت!
معذورة. عقلك الفسفس ده مش هايستوعب إنك كنتي في القصة دي كلها مجرد كوبري
بمجرد ما ليلى ترجع مش هايبقى لك لازمة. وهاتعيشي هنا زيك زي الكرسي ده
ده يمكن الكرسي يبقى له لازمة عنك.. زين لا يمكن يحبك.. دي معلومة عايزاكي تحطيها حلقة في ودنك هه؟ إيّاكي تنسيها.
تجمّدت "ريهام" في مكانها، كأن الكلمات التي سمعتها للتو لم تكن مجرد لغو حديث، بل خناجر انغرست في صدرها ..
ظلّت عيناها تتسعان شيئًا فشيئًا، تتقلّب فيهما الحيرة والخوف، كطفلةٍ ضلّت طريقها في عتمة الغابة ..
لم تفهم تمامًا ما الذي يعنيه كلامها، لكنها شعرت بشيءٍ غامض في داخلها، أنها آذتها ..
رفعت يدها إلى صدرها، كأنها تتحسس نبضًا أختنق هناك، لم تبكِ فورًا، لكن حين تذكرت وجهه، وجه "زين".. زوجها ..
انكسرت ملامحها دفعةً واحدة!
تهدّلت شفتاها، واهتز صوتها بارتجافةٍ طفولية وهي تقول:
-زين.. زين بيحب ريري.. هو قال كده!!
ثم انحدرت دمعةٌ واحدة على خدّها، لا تشبه دموع الضعف، بل دمعة من أصيب في أكثر المواضع براءةً في قلبه ..
أطلقت "شهد" ضحكة مجلجلة، وكادت تكيل لها المزيد من الكلمات السامّة، لولا أن صدح ذلك الصوت الذي أخرسها في الحال:
-شـهـــــد!
________________________________________________________________
انقضى صباحها أخيرًا بإفراجه عنها ..
غادرت السرير متجهة إلى الحمام وكأنها تلوذ بنفسها بعيدًا عنه، ليس لأنها تبغض قربه، بل لأن هذا القرب لو أستمر فإنها تخشى على كرامتها أمامه ..
فهي لا تضمن نفسها البتّة عندما تكون معه، قريبة منه، بإمكانه وبسهولة دفعها لمسامحته، لنسيان ما حلّ  بها بسببه ..
بكت "ليلى" كثيرًا أسفل رذاذ الماء الساخن ..
بكت حبها له، خسارتها، حياتها التي اتضح بأنها لطالما كانت كذبة ..
ماذا يجب عليها أن تفعل؟ كيف تنقذ نفسها؟ كيف تهرب منه وعشقه يجري مجرى الدم بشرايينها؟
إنه المستحيل بعينه!!!
-ليلى!
أتاها صوته من وراء الباب، فعلمت بأنها استغرقت وقتًا طويلًا هنا وحتمًا أنه قلق، فأغلقت المياه ليتأكد بأنها سمعته وسوف تخرج قريبًا ..
ارتدت روب الاستحمام وعادت إلى الغرفة، لحسن حظها لم تجده، فارتدت ملابسها بسرعة ..
وقفت أمام المرآة تجفف شعرها، تتأمل الثوب الفيروزي الطويل الذي ارتدته، والذي يذكرها بلون عينيه كثيرًا ..
لا تمر دقيقة من عمرها إلا وتراه في خاطرها، إنه لعنتها الأبديّة، موجودٌ في كل الأشياء ..
وتفكر في تركه؟
كيف ستفعل ذلك؟
إنها تتوّهم، يائسة إلى ذلك الحد!!!
تنتهي "ليلى" من تهيئة نفسها مجددًا لفكرة الفرار بأيّ لحظة، وإن كانت تدرك إستحالة سماحه لها بهذا، لكنها تأمل ..
تخرج من الغرفة، لتسمعه ينادي عليها من مكانه بالمطبخ:
-تعالي يا ليلى.
ذهبت إليه مذعنة ..
رأته يقف هناك خلف البِنش، يعد لها شيئًا من الطعام، دعاها للجلوس، فلم تستجيب ..
تنهد "نديم" بثقلٍ وحمل طبق المعكرونة الشهيّ واستدار حتى وصل إليها، جلس هو بأحد المقاعد، ثم مد يده ممسكًا برسغها، شدّها إليه بلطفٍ إلى أن جلست فوق قدمه ..
استطاع أن يشبك عينيها بعيناه، واستمر التواصل البصري بينمهما للحظاتٍ طويلة، حتى قال بهدوءٍ وبتلك اللهجة الخافتة المميزة التي تذيب كل محاولة منها للتمرد عليه:
-ممكن عشان خاطري.. تاكلي؟
أنا بسببك مأكلتش حاجة من إمبارح. ولو فضلتي كده رافضة تاكلي أو تشربي أنا عمري ما هاكل ولا هشرب كمان
عشان خاطري يا ليلى.. أرجوكي.. كُلي من إيدي!
أنّى لها الرفض؟
بعد أن طلب منها بهذه الطريقة؟!
طواعيةً وجدت نفسها تباعد بين شفتيها، حين مد الملعقة صوب فمها، وصار يطعمها كما لو أنها طفلة صغيرة، حتى أنهت الطبق كله ..
ابتسم برضا وهو مسح على رأسها قائلًا:
-ألف هنا.. يارب يكون أكلي بيعجبك
عمومًا احنا مش هانطول هنا. أوعدك.. بس بمجرد ما نتصافى
هانرجع بيتنا.. وكل حاجة هاتكون أحسن.. هانرجع أحسن من الأول يا حبيبتي.
عاودت الدموع الظهور بعينيها من جديد، وانهمرت مدامعها وهي تنظر إليه بحزنٍ جمّ، ليتقلّص وجهه بألمٍ ..
يجد نفسه ضعيفًا مرةً أخرى، لا يستطيع شيئًا أمام حزنها، ولا يدري كيف يقيها هذه المشاعر ..
يضع الطبق من يده جانبًا، ويجذب رأسها إلى حضنه، يضمّها إليها بشدة هامسًا:
-عارفة إنك بتقتليني؟ دموعك دي أنا مش قادر أتحمّلها. خصوصًا وأنا عارف إني سببها
كفاية يا ليلى.. شوفي إيه إللي يرضيكي وأنا أعمله.. أنا مستعد أقف للعالم كله وأحارب الدنيا عشانك.
انفلت صوتها من بين سلسلة من الشهقات المنتحبة:
-انت أكتر إنسان حبيته.. وأكتر حد آذاني.. هو انت يا نديم... انت خدعتني وكدبت عليا!!
-أنا عملت كل حاجة عشان أحافظ عليكي. أنا كنت في سباق مع الزمن. عايزك تكوني ليا.. ليا وبس يا ليلى!
ورفع وجهها بيديه، يقبّل عينيها الدامعتين وهو يقول بلهجة معذّبة:
-أنا آسف.. عارف إني خذلتك.. الطريقة إللي خليتك بيها ملكي كانت غلط
بعد ما عشتي عمرك طله جنبي. في حمايتي.. فعلًا آذيتك.. بس أقسم لك مافكرتش كده
كل إللي فكرت فيه انتي.. وأي سكة توصلّني ليكي مشيتها منغير ما أحاسب نفسي
أنا بحبك يا ليلى.. وده عذري الوحيد. أنا بحبك!!!
وبترت كلماته تلك القبلة التي جاءت دون وعي منه، قبلة مفاجءة، مرتجفة، أقرب إلى الاندفاع منها إلى الاعتذار ..
لامست شفتاه شفتيها برفقٍ أولًا، ثم اشتدت القبلة مع انهمار دموعها، وامتزج فيها الندم بالعاطفة، والخذلان بالغفران ..
لدقائق لم يشعر بها كليهما، حتى همس من بين قبلاته التي خدّرتها كليًا ومقاومتها أيضًا:
-سامحيني.. ماقصدتش آذيكي... سامحيني على اي حاجة عملتها لأني ماعملتش حاجة غير إني حبيتك!!
قاطعهما دوي جرس الباب بغتةً ..
راوده قلقًا خفيًّا، فقام ممسكًا بها، وقال باقتضابٍ وهو ينظر تجاه الباب:
-ادخلي جوا يا ليلى.. وماتطلعيش إلا بأذني.. فاهمة؟
أومأت له بآلية وسارت عائدة للغرفة ..
بينما يخطو "نديم" صوب باب الشقة، يستعرض عبر شاشةٍ صغيرة موصولة بكاميرا خارجية هوية الزائر، ليتفاجأ برؤية "عمر".. ابن خالته ..
لكنه لا يتردد وهو يمد يده ليفتح له ...
-عمر!
-نديم!! .. ردد "عمر" من بين أنفاسه المتسارعة
يعبس "نديم" معقّبًا بصوته الأجش:
-خير! إيه إللي جابك يا عمر؟ وعرفت منين إني هنا؟
-مش وقت أسئلة يا نديم.. من فضلك
أدخل هات ليلى ويلا بينا بسرعة.
-في إيه يا عمر؟؟
ينفعل "عمر" بغتةً:
-قلت لك مش وقت أسئلة.. لازم نمشي فورًا. رياض نصر الدين عرف مكانك وجاي هو وعيلته ياخدوا ليلى بأمر من المحكمة!.............................................................................................................................................................. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يتبع ...

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا