رواية حلاوة ليلة الفصل الرابع 4 بقلم شيما سعيد

رواية حلاوة ليلة الفصل الرابع 4 بقلم شيما سعيد

رواية حلاوة ليلة الفصل الرابع 4 هى رواية من كتابة شيما سعيد رواية حلاوة ليلة الفصل الرابع 4 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية حلاوة ليلة الفصل الرابع 4 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية حلاوة ليلة الفصل الرابع 4

رواية حلاوة ليلة بقلم شيما سعيد

رواية حلاوة ليلة الفصل الرابع 4

بعد يوم طويل عاد عثمان لفيلا الراوي، وجد الجميع بغرفة السفرة فاخذ نفسه بهدوء
ثم دلف إليهم، انتفضت جيهان من فوق مقعدها مردفة بلهفة:
سقطت ؟!..
نفي بحركة بسيطة من رأسه وجلس على مقعده مشيرا لزوجته بهدوء مردفاً:
هاتي طبق السلطة اللي هناك ده يا أحلام...
أعطته إليه بهدوء فصرخت جيهان بغضب
هو أنا مش بتكلم معاك يا عثمان بلاش تلعب باعصابي يعني إيه البيبي ما نزلش
وفين البنت دي دلوقتي ؟!...
أخذ أول معلقة من السلطة ثم قال ببساطة:
هربت..
تاني ؟!.
امممم..
دي مصيبة البنت دي لو خلفت انا وبنتي هنبقى في الشارع وأنت كمان ما تنساش
انها لو جابت ولد مش هتورث في حسين..
ترك الشوكة من يده وحدق بها بقوة قائلا:
الموضوع مش هيضرني في حاجه يا جيهان لأن معايا أد إللي مع حسين واكثر وأنت
عارفة كده كويس ومش محتاج الفلوسه في حاجة، أما بقى بالنسبه لك أنت وبنتك
لو مش هتبقوا في الشارع انا مش هرمي بنت أخويا وورثكم هتاخدوه بما يرضي الله
بس كل الكلام ده بعد ما تلاقيها ونشوف اللي في بطنها ولد ولا بنت بعدها نبقى
نقسم الورث...
ضربت على الطاولة بجنون ونظرت لزينب الشاردة بغضب شديد مردفة:
ما تردي إيه هتسيبي فلوسك ومالك للخدامه وابنها ؟!...
زفرت زینب بضيق مردفة
مامي يا ريت كفاية مشاكل لحد كده محدش عارف الحمل ده هيكمل ولا لا أو حامل
بنت والا ولد كل ده في أيد ربنا هي نفسها سابت لنا الدنيا كلها وهربت لما ترجع نبقى
نشوف موضوع الحق وبعدين إبن الخدامة ده يبقى إبن حسين الراوي بلاش تنسي
الحتة دي..
اتسعت عين جيهان بجنون ما هذا ؟... ما هذا حقا الجميع يقف بوجهها، قامت من
مكانها مردفة بغضب:
أنتوا أحرار عايزين تخسروا براحتكم بس أنا بقي مش هسيب البنت دي هقلب
عليها الدنيا لحد ما أجيبها وانزل إللي في بطنها بأيدي مش بعد ما صبرت سنين على
أسلوبه وطريقته تبقي دي نهايتي...
تركت الغرفة وخرجت فتنهدت ريب بنسب مردفة:
عمو لازم تلاقي فرح بسرعة قبل ما ماما توصل لها دي وصيه بابا الله يرحمها ...
أبتسم إليها عثمان بمكر ثم قال:
وتفتكري في حد يقدر يهرب من عثمان الراوي برضو ؟!...
اتسعت ابتسامتها بسعادة مردفة:
يعني هي معاك ؟!.
متخافيش هي في أمان...
قامت من مكانها لتضمه مردفة:
أحسن عمو في الدنيا أنت....
ماشي يا ستي عاملة زي أبوكي بالظبط كان زمان لما يبقى له مصلحة بيعمل زيك
کده، روحي ارتاحي دلوقتي شكلك تعبانه من الصبح...
أومات إليه وذهبت فنظر الأحلام قائلا:
مفيش عندك كلام عايزه تقوليه ؟!...
نفت بهدوء مردفة:
مفيش مبسوطة أنك قدرت تحكم ضميرك وتطلع نفسك بره الدايرة بتاعت جيهان،
فرح عايشه معانا بقى لها سنين وغلبانة ده غير إن اخوك ما كانش كبير في السن أو
عقله رايح منه، يعني لما اتجوزها عمل كده بارادته اللي لا هي ولا اللي في بطنها ليهم
ذنب فيها...
ماذا يفعل معها ؟!.. مهما حاول تعطي إليه بحر من الجفاء، وضع كفه فوق كفها وقال
بتعب:
. وبعدين معاكي يا أحلام تعبتيني....
وانا عملت لك إيه عشان اتعبك ؟!...
بسخرية قال:
المشكلة أنك مش بتعملي مش شايفاني في حياتك أساساً مش قادرة تنسي اللي
فات ومصممة تعيشي جواه...
مسحت على خصلاتها ببرود قائلة:
هو ايه اللي أنا عايشة جواه؟! أنا وأنت كنا أصحاب وعلى ما اعتقد ان عامر كمان كان
صاحبك ولولا مصالح العيله ما كناش اتجوزنا غصب ولا كان عامر ساب البلد وسافر...
لأول مرة منذ دخوله بها تنطق اسم عامر، نبرة صوتها لاسم الآخر أكبر دليل على حبها
إليه مهما حاول أن يفعل، قام من مكانه بغضب صارخا
اخرسي إياكي اسمعك بتجيبي سيرة راجل تاني طول ما أنت على اسمي...
تكرهه ولو عاشت ألف عام فوق عمرها ستظل تكرهه قامت لتقف أمامه مردفة
بغل
الراجل الثاني ده حبيبي وانت كنت صاحبنا وكنت عارف بحبنا اتغصبت تتجوزني
وانا اتغصبت اتجوزك وبدل ما تحافظ على حبيبه صاحبك دخلت عليا غصب عني
أنت مش ضحيه يا عثمان أنت أكثر بني آدم أنا بكرهه في حياتي وهعيش الباقي من
عمري مش بشوفك غير مجرد واحد اغتصبني واخد حق مش بتاعه....
لأول مرة تحدث تلك المواجهة لاول مرة تعترف بحبها لعامر بعد زواجها منه، كانت
دائما تحترم إنها على اسمه الآن قالت ما بقلبها، ما قالته لا يتحمله رجل وهو غير أي
رجل هو عثمان الراوي، مهما كانت درجة حبه لها اليوم أنتهي كل شئ، حدق بها بقلب
مقهور يا ليتها تعلم كم كان يحبها كم كان يتمني أن يري ابتسامة واحدة منها، وضع
قلبه أسفل قدميه وقال بكبرياء
أنت طالق يا أحلام.....
شيما سعيد
بغرفة جيهان...
أخذت تدور حول نفسها بجنون الأمر بدأ يخرج عن سيطرتها بشكل مرعب، أخذت
هاتفها من فوق الطاولة وقامت بالاتصال على أحد رجالها مردفة:
أنا مش قولتلك يا زفت أنت من أول ما عثمان يطلع من باب البيت تفضل وراه
وتعرف عمل إيه مع البنت دي بالظبط...
تحدث الآخر بتوتر:
صدقيني يا ست هانم أنا نفذت كل اللي حضرتك قولتيه بس عثمان باشا مش
سهل حس بيا وراه وخلع...
صرخت بغضب
هو برضو اللي مش سهل ولا أنت اللي غبي معاك 24 ساعه تعرف لي مكان البنت
دي 24 ساعة ودقيقة هدفنك وأنت عارف إني اقدر اعملها....
أبتلع ريقه برعب مردفاً:
عارف يا هانم أنك تقدري ما انا مش هكون أغلى من اللي اتدفنوا ...
هل هذا الأحمق يعطي إليها تهديد غير صريح ؟! أغلقت الهاتف بوجهه ثم قالت بكره:
عايش ميت قارفني في عيشتي أعمل فيك ايه تاني عشان ارتاح منك أكثر من إني
قتلتك.. اهدي يا جيهان عشان تعرفي تفكري صح...
شیما سعید _
بشقة عثمان...
انتهت فرح من أعداد الطعام وقلبها يرفرف من السعادة، كان حلمها فقط سماع كلمة
واحدة من عثمان إليها وها هي الآن شهور معدودة وستحمل اسمه، بتردد شدید
خذت هاتفها الجديد الذي قدمه إليها ولا يوجد به أرقام إلا رقمه ثم فتحت تطبيق
الواتساب وكتبت:
ممكن تيجي ؟!..
أت علامة وصول الرسالة إليه فأخذت نفسها بتوتر مردفة:
هو اللي أنا بعمله ده صح ولا غلط ؟... غبيه يا فرح في حد يقول كده طيب لو سالني
ليه هقول له ايه ؟.....
وكانه كان يسمعها كتب إليها :
...!ليه ؟
ضربت على رأسها بغيظ من حالها مردفة:
اهو اتفضلي ردي بقى شوفت ناس أغبية كتير بس زبي ما شوفتش في حياتي...
ظلت لثواني عقلها يدور بكل مكان حتى كتبت:
دايخه وبطني وجعاني ومفيش حد معايا ولا حد يعرف مكاني غير حضرتك...
أنا جاي متخافيش...
بإبتسامة بلهاء ضمت الهاتف لصدرها، عن أي خوف يتحدث فبكلمة واحدة منه بث
بداخلها أمان عجيب ركضت لغرفة نومها ثم ألقت بالهاتف فوق الفراش وبعدها
دلفت للمرحاض يجب أن تكون جميلة حتي يراها أو على الأقل يتقبل وجودها.
شیما سعید _
قبل عشر دقائق.
بفيلا راقية لا تقل شئ عن فيلا الراوي فيلا " معتز الحسيني" الصديق المقرب لعثمان
شاب بنفس عمر عثمان يعمل رائد بمكافحة المخدرات والده لواء متقاعد، طويل
القامة ببشرة سمراء وملامح وجه رجولية جادة...
اقترب من عثمان و بیده کاسین فقال عثمان برفض
انت عارف إني مش بشرب...
جلس معتز بلا مبالاة مردفاً:
عنك ، أنا عارف غلاوة حسين الله يرحمه عندك بس لازم تبقي أقوي من كدة الحمل
عليك هيبقي تقيل..
سند ظهره على المقعد بتعب كبير ثم قال بثقل:
أنا طلقت أحلام من شوية...
أبتسم معتز بسعادة مردفاً:
ده خبر الموسم أخيرا فوقت لنفسك وهتعيش حياتك يا جدع...
رفع عثمان حاجبه بتعجب قائلا:
أنت مبسوط ؟!...
أوماً إليه ببساطة شديدة وقال:
جداً بقي لك سنين عايز توصل لقلبها وحياتك واقفة عليها وهي دماغها زي الجزمة،
راجل زي الشحط زيك لمس مراته مرة واحدة وحتى مفكرش يخونها يبقي الاحسن
لك تطلقها وتشوف واحدة تنفعك...
على السيرة أنت رسالة من العروس الجديدة، أجابها ثم قام من مكانه بقلق شديد
قائلا:
هبقي اجيلك تاني.
رايح فين يا إبني إحنا لسة بنتكلم...
مشوار مهم...
شیما سعید_
بقل من عشر دقائق كان أمامها، تجمد جسده بذهول، إمرأة جميلة رائعة تجلس
بفستان أسود يصل إلي ما بعد الركبة وخصلاتها خلفها بشكل مبهر، الكارثة الكبري أن
يليق بها الأسود يليق جدا...
أقترب منها بخطوات مترددة بين عقل يأمر بالعودة للوراء وقلب طلب بلحظة جنون
الإقتراب، واقف أمامها بتوهان قائلا:
فرح ؟!...
أهذا سؤال يحتاج علامة استفهام أم ذهول أمامه ألف علامة تعجب ؟!.. أومات إليه
ببراءة متعجبة من نظراته عض على شفتيه ثم حمحم بقوة مردفاً:
يلا نروح للدكتور.....
نسيت كذبتها للحظات ليذكرها بها فقالت بتوتر
الحمد لله دلوقتي بقيت أحسن كتير والوجع راح حتى عملت غدا بس عشان
لوحدي مقدرتش أكل ممكن تاكل معايا ؟!...
الإجابة الطبيعية لا وأمام نظرة رجاء واحدة منها قال بهدوء:
ماشي ارتاحي وأنا هحضر السفرة..
اتسعت عينيها بذهول ثم أشارت إليه مردفة:
أنت إللي هتحضر السفرة ؟!...
أوماً إليها بحنان ثم مد يده إليها وضعت يدها على كفه ليأخذها بخطوات حذرة
للمطبخ، سحب أحد المقاعد الخاصة بطاولة المطبخ ثم قال:
دقايق والأكل هيكون جاهز...
بلاش تتعب نفسك انا هحضر الاكل عادي..
نفي بحزم مردفاً:
مفيش حاجة اسمها كدة أنت تعبانة والمفروض ترتاحي...
من وجد الدلال ورفضه أحمق كبير وهي اذكي من ذلك بكثير، نفذت ما طلبه منها
وعينيها تراقبه وهو يضع الطعام بالاطباق، خيال ما يحدث أمام عينيها الآن مجرد
خيال تمنت لو أصبح حقيقي، وضع آخر طبق أمامها ليؤكد لها على صدق الموقف
مردفاً:
يلا كلي...
أنت بتعمل معايا كدة ليه ؟....
ترك المعلقة من يده وسألها بتعجب:
بعمل إيه ؟!..
الكارثة الكبرى إنه لا يعلم تأثير ما يفعله على قلبها المسكين فقالت بحيرة بريئة:
مهتمه بيا معقولة كل ده عشان خاطر البيبي ؟!...
عينيها تقول أشياء فهمها بخبرته فقال بهدوء حتى يغلق عليها باب لا يرغب بفتحه
أنا فاهم أنك صغيرة يا فرح وفاهم كمان ان انا بالنسبه لك حاجه كبيره جدا
مكنتيش تتخيلي في يوم إني اقولك صباح الخير مش أحضر لك الغدا، لكن حاليا كل
حاجه مختلفة خصوصا باللي جوه بطنك ده لانه شایل دم عيلتنا مش بس كده اللي
جواكي لو طلع ولد يبقى هو اللي هيكمل نسل اخويا ومشواره، عايزك من النهاردة
تعرفي أهمية نفسك وان أنت لحد ما تولدي مرات حسين الراوي مش بنت سيد
خدام الكلاب..
سقطت أحلامها أسفل قدميها بأقل من دقيقة، أهانها بكلمات بسيطة جعلها تعلم
مكانتها الحقيقية وترى أين هو وأين هي أبتلعت مرارة حديثه بحلقها ثم قالت:

أنا عارفه مكانتي كويس وعارفه ان لولا ابني كنت اتدفنت في في نفس اليوم اللي
اندفن فيه حسين، كل الموضوع اللي مستغربة حنانك الزيادة لاني متربية في بيتك
وعارفة طريقتك وأسلوبك كويس أوي...

تحدث بهدوء:
مفيش حنان زيادة ولا حاجة كل الموضوع زي ما قولت لك زمان كنتي بتشتغلي
عندنا ومعاملتي كانت بناء على مكانتك ودلوقتي مكانك اتغيرت هو ده كل الموضوع
مش اکثر، خلصي طبقك عشان تاخدي علاجك وترتاحي شوية خليني أمشي مش
هينفع افضل قاعد طول النهار هنا ورايا حاجات أهم.....

ها هو القاسي المعروف لدي الجميع، كتمت دموعها بصعوبة وتركت المعلقة من
يدها ثم قامت من مكانها مردفة:

الحمد لله شبعت هأخد العلاج وادخل انام حضرتك تقدر تمشي واسفة اني ضيعت
من وقتك مكنتش اقصد اسبب لك أي ازعاج...

قبل أن تخطو خطوة واحدة كانت عادت لمكانها على المقعد، بنظرة صارمة أشار على
طبقها مردفاً:
الطبق ده يخلص الأول هديكي العلاج بنفسي وبعد كده امشي..

فلتت أعصابها فقالت بعصبية:
قولت مش عايزه هو الاكل بالغصب ؟!...

أوماً إليها بإبتسامة باردة ثم وضع معلقة الأرز بفمها مردفاً بقوة:
أنت مش جعانة حسين جعان...

أبلعت المعلقة بصعوبة مردفة بتعجب:
حسین مین ؟!..

وضع بداخل فمها قطعة كبيرة من الدجاج ثم قال ببساطة:
حسین باشا حسين الراوي ابن اخويا...

قلبها اللعين جعلها تبتسم ولسانها أراد الحديث معه بأي شكل فقالت :
ولو طلعت بنت هيبقي إسمها إيه ؟!.

معلقة كبيرة من السلطة أغلقت فمها وهو يقول:
هيبقي ولد هيبقي حسين باشا الراوي....
فلت لسانها بعفوية:
حرام عليك في بيبي صغير يبقى إسمه حسين..
أنتهي طعامها فترك المعلقة من يده ثم غسل يديه وجذب جكيت بذلته من فوقه
المقعد بسرعة قبل أن يقول وهو بطريقه للخارج:
إسم أبوه يا بنت سيد..
سمعت بعدها صوت انغلاق باب المنزل فعقدت حاجبها بتعجب مردفة :
إيه موضوع بنت سيد بنت سيد ده هو بيشتمني ولا إيه ؟!...
شيما سعيد -
بعد ساعتين وصل لفيلا الراوي...
رأى أحلام تقف وبجوارها حقيبة ملابسها وتحمل يونس وتتشاجر مع الحرس، نزل
من السيارة ثم أشار للحرس بالابتعاد عن طريقها مردفاً بهدوء:
رايحة فين ؟!..
هو ايه اللي رايحه فين أنت مش لسه مطلقني من كام ساعة همشي...
جذب عربة صغيره ثم قال بصوت عالي:
صفية..
أتت إليه برعب فقال بهدوء:
خدي يونس دخليه جوا...
أومات إليه مردفة:
تحت أمرك يا باشا...
صرخت أحلام بغضب:
هو إيه اللي خدي يونس دخليه جوا أنت عايز تحرمني من إبني يا عثمان ؟!...
قلبه مغلول منها وبجبروت قال:
ده ابن عثمان الراوي مش ابن الاسيوطي يا احلام ومش انا الراجل اللي يحرم ابن
من امه وقت ما تحبي تشوفيه أنت عارفة العنوان لكن إبني مكانه في بيتي ومش
هيطلع من هنا...
حرکت رأسها برفض مردفة بغضب:
أنت سامع نفسك بتقول ايه عايز تأخد بيبي عنده سنتين من أمه وتقول مش
بتحرمه ؟... اوعى تفكر انك بتلوي دراعي يا عثمان عشان ارجع لك انا ما صدقت اني
خلصت من الجوازه دي...
حدق حوله ليري أعين الحرس بالأرض، الحب ضعف لعنة كبيرة أوقع نفسه بداخلها،
لا يعلم متي تحلي بالقسوة معها أو متي أصبحت دمعها تريح قلبه فقال بقسوة :
ومين قالك اني ممكن أرجعك او حتى ان رجلك ممكن تخطي البيت ده تاني ؟!.. ما
تعودتش ارمي حاجة في الزبالة وأمد أيدي اخدها يا بنت الاسيوطي...
أشار الأحد رجاله بقوة مردفاً:
وصل مدام أحلام لحد بيتها...
تركها تبكي دلف للداخل فقالت برعب:
مش هسيب لك إبني وأمشي يا عثمان...
هاتي كبيرك يتكلم معايا ووقتها هبقى أقوله مواعيد تقدري تشوفي فيها يونس...
شیما سعيد -
بعد مرور أسبوعين بالساعة الحادية عشرة مساءاً
بغرفة زينب...
انتفضت من محلها بمشاعر غيرة حارقة، سألت من جديد عبر الهاتف:
أنت متأكد من الكلام اللي أنت بتقوله ده سليمان دلوقتي مع واحدة ؟!...
تحدث الآخر بتوتر:
وانا هكدب على حضرتك ليه يا هانم زي ما امرتيني ماشي وراه طول الليل وطول
النهار زي ضله ودلوقتي الدكتور مع واحدة يعني غريبه كده في شقته...
يومه أسود ستحرقه حتى ترتاح منه مسحت على خصلاتها عدة مرات لعلها تهدأ لكن
الأمر كان يزيد معها سوء ضربت الفراش بقدمها بكل قوتها مرة وراء الأخري ثم
صرخت
خليك تحت البيت ربع ساعة وهكون عندك لو البنت دي نزلت قبل ما أنا اوصل
اقفشها لحد ما اجي لك...
تحت أمرك يا هانم كل حاجة تحت السيطرة...
بعد صراع طويل مع السيارات والزحمة والناس وصلت لمحل شقته بعد ثلث ساعة،
نزلت من سيارتها ليقترب منها الرجل مردفاً بحماس شدید
ما نزلش یا هانم وحضرتك ما شاء الله عليكي واصله في الوقت التمام، أنا متاكد لو
طلعتي دلوقتي هتلميهم الأثنين بالملايات...
ما يقول هذا الأحمق كان ينقصها غباء ؟!... ضربته على ذراعه بقوة من غيظها مردفة:
- هو بابي الله يرحمه شغلك معايا عشان يرفع لي الضغط والسكر أنت مبسوط فيا يا
حيوان ؟!.. غور من قدامي لحد ما أشوف المصيبة اللي فوق دي وانزل لك...
سألها بخيبة أمل:
- هو أنا مش هطلع معاكي أتفرج ؟!...
بنظرة منها أبتعد عن طريقها، ضربت باب شقته بكل قوتها عدة مرات ففتح إليها الباب
بغضب مردفاً:
إيه الهمجيه اللي أنت بتخبطي بيها دي افرضي حد من الجيران طالعه الجيران
...!طلع ؟
دفعت بقوة من صدره للداخل ثم دلفت وأغلقت الباب بقدمها مردفة بجنون
طلع البنت اللي معاك بدل اقسم بالله ما ادخل اطلعها أنا وساعتها هخليها لا
تنفعك ولا تنفع غيرك وبعد ما أخلص هخليك أنت لا تنفعها ولا تنفع غيرها ...
دون مجهود منه كان صوتها كافي ليخرج الفتاة من غرفة النوم بروب من الستان
اتسعت عين زينب وهي تراها تقترب منه بغنج مردفة:
مين دي يا بيبي وعاملة إزعاج ليه ؟!...
- بيبك ؟!..
أبتسم إليها سليمان مردفاً:
أنا كده راجل حنين أي ست تقعد معايا دقيقتين أبقى البيبي بتاعها لحد ما تمشي...
رفعت حاجبها بسخرية ثم أشارت للفتاة مردفة:
ادخلي استري نفسك وارجعي مكان ما جابك...
امشي فين أنا أخدت فلوس ما اشتغلتش بيها وأنا مستحيل أدخل على نفسي
فلوس مش من عرق جبيني..
فلتت أعصاب زينب فألقت بحقيبتها على أرضية المنزل ثم رفعت اكمامها حتى الكوع
مردفة:
الحق عليا ما كنتش عايزة فضايح وقلبي قالي اطلعك من هنا مستورة لكن طالما
بتحبي الفضايح بقى تعالي هنا...
قبل أن تصل يدها إليها كان سليمان يقف بمنتصف مردفا بهدوء:
البسي وأمشي دي مجنونة وأنا مش هعرف أسيطر عليها...
أختفت الفتاة من المنزل بعد أقل من خمس دقائق فابتعد عن زينب مردفاً:
بتهببي إيه هنا أنا قولت بعد أبوكي ما مات ربنا هيهديكي وتبعدي عن سكتي..
أجابته بسخرية:
سكة إيه اللي عايزني ابعد عنها يا أبو سكة شمال ده أنت ربنا بعتني ليك رحمة.. ولا
قدامك يومين وتيجي تخطبني يومين وساعة المرة دي بقى مش هلبسك قضية مع
الممرضة لا ده أنا هبلغ عنك البوليس في شقتك القذره دي وتتاخد متلبس وارتاح
منك..
ذهبت بعدها ليقول بتعجب:
عنيفه أوي البنت دي...
شيماء سعيد -
بصباح اليوم التالي..
أسفل الشقة المقيمة بها فرح كانت سيارة عثمان بانتظارها، صعدت بجواره مردفة
بتوتر:
اتاخرت ؟!..
بهدوء قال:
مش مشكلة المهم نطمن على حسين..
صمتت بضيق هي كانت تكره حسين الكبير ولا تود تسمية طفلها على إسمه، بعد
نصف ساعة وقفت السيارة أمام عمارة الطبيبة، فقال:
يلا انزلي..
سألته بتعجب:
دي مش مستشفى الدكتور خيري هو أنت غيرته ؟!...
أيوه هتتابعي باقي الحمل مع دكتورة شاطرة كفاية ضياع وقت وانزلي...
تركها وذهب فنزلت خلفه مردفة بضيق:
كل شويه بلاش تضيع وقت بلاش تضيع وقت بيتعامل على إنه رئيس الجمهورية
إيه ده..
وصلت معه لغرفة الطبيبة بعدما حجز إليها العيادة بالكامل، بدأت الطبيبة بفحصها
وقول الخبر العالمي:
ما شاء الله دول توأم...
بعد ساعة بمطعم شيك على النيل أخذها لتأكل واجبة الغداء وبوسط الطعام قالت
بتردد:
- هي مدام أحلام عرفت ان احنا هنتجوز؟!..
أجابها وعينيه بطبقه:
- لأ.
- طيب ومش ناوي تقول لها ؟!...
- لأ.
- أنت ناوي تتجوزني في السر ؟!...
رفع عينيه إليها ثم أجابها بقوة:
- اتجوزك ازاي في السر وأنت أم ولاد أخويا هتجوزك قدام كل الناس بعد ما تولدي يا
فرح
- بس يعني اللي أنا أعرفه إن حضرتك اقصد بتحب جدا مدام أحلام وأكيد هي مش
هتقبل إن جوزها يتجوز ست غيرها وده ممكن يعمل بينكم مشاكل...
ترك الشوكة والسكينة من يده وسألها بهدوء مريب:
- بحب مدام أحلام ؟!.. وهي بقى بتحبني ؟!...
حرکت رأسها بحزن شديد مردفة:
- مش عارفة لكن من زمان ماما كانت بتحكي لي عن حبك لمدام أحلام من وأنتوا
عیال صغيرين وأنك ممكن تعمل أي حاجة في الدنيا عشانها، لما كبرت كنت
بحسدها على حبك ليها هي أكيد بتحبك ما أنت راجل مفيش ست في الدنيا ما
تقدرش تحبه..
أبتسم على حاله بسخرية الجميع كان يري الفرق بين حبه لها وعدم تقبلها إليه، زفر
بتعب ثم قال:
- ما تقلقيش أحلام مش هتعمل أي مشاكل في جوازنا لاني طلقتها ...
شهقت فرح بذهول، من طلق من ؟!.. عثمان المغرم بأحلام طلقها بكل بساطة ؟!...
كيف ؟!.. سألته:
- ليه كدة ؟!..
- عشان حبي ليها كان من طرف واحد أنا بس اللي كنت بحب ولما بطلت أحب أو لما
فهمت إن انا بس اللي بحب ما كانش ينفع أكمل...
لا يعلم لما تحدث معها بتلك التلقائية الا أنه فعل فقالت بحسرة:
- هي الدنيا كده أنت تحب واحدة والواحدة تحب واحد وأنت تحبك واحده تانيه خالص يبقى حلمها بس تشوفك من بعيد..
شعر بالضيق ووجد حاله يسألها:
- أنت بتحبى حد يا فرح ؟!...
- بحبك أنت...
- شيما سعيد


انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا