رواية ثأر حواء رفق وشاهين الفصل الخامس 5 بقلم دينا جمال
رواية ثأر حواء رفق وشاهين الفصل الخامس 5 هى رواية من كتابة دينا جمال رواية ثأر حواء رفق وشاهين الفصل الخامس 5 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ثأر حواء رفق وشاهين الفصل الخامس 5 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ثأر حواء رفق وشاهين الفصل الخامس 5
رواية ثأر حواء رفق وشاهين الفصل الخامس 5
« فضيحة الطبيب الشاب »
¤¤¤¤¤¤¤
تأوهت من شدة الألم، تحاول فتح عينيها شيئا فشيء إلى أن استطاعت فعل ذلك ، أين وجدت نفسها على الأريكة ، ممددة و أمامها سام يُمسك بقطنة صغيرة يحركها بخفة على جبينها ، تحركت مقلتيها على وجه سام شيئا فشيء تحاول أن تتذكر ما حدث ، زياد جاء هنا وهي كحمقاء ثملة اعترفت له بحبها ستقتله لأنها فعلت ، وسام دفعها أرضا فقدت الوعي بعد ذلك ، ومشهد ربما هو حقيقة أو حلم سام غاصبا يعتدي عليها ، دفعت يد سام بعنف وقامت تستند إلى الأريكة ، تركها تترنح في خطاها إلى أن وصلت لغرفة مكتبه ارتمت على مقعده الوثير تفتح جهاز الحاسب الخاص به ، دخلت إلى كاميرا المراقبة ترى ما حدث ، ورأت كل ما حدث ، دخول زياد القصر وهو في أوج حالاته غضبا ، تسمع ترحيبها الساخر به وهي ثملة ، رأت سام يخرج من مكتبه ، والمشهد المخزي حين اقتربت من زياد تعترف له بحبها ، تشكر سام في نفسها لأنه دفعها بعيدا حتى تتوقف عما تفعل ، ولكن زياد بدا مرتعبا عليها حين دفعها سام ، اقتربت سام منها وحملها يطرد زياد بشكل مهين ، ولكنه لم يصعد بها لغرفته بل مددها على الأريكة وتحرك يحضر علبة الإسعافات وبدأ يحاول إيفاقتها وتنظيف وجهها من الدماء حين استيقظت هي ودفعته وتحركت إلى المكتب ، إذا سام لم يحاول الإعتداء عليها ، عقلها الوغد كان يلاعبها فقط لا أكثر ، انتبهت حين فتح سام الباب ودخل ابتسم ابتسامة جانبية وردد ضاحكا :
- اتأكدتي إني ما اغتصبتكيش ، دا أنتي قولتي شوية كلام لما كان مغمي عليكي أكيد سمعتيه
قامت من مكانها تحركت ناحيته ودون كلمة وضعت رأسها على صدره فابتسم لها برفق ، ورفع يده وضعها على خصلات شعرها القصيرة تنهد يهمس يحاول أن يقنعها :
- مار ، أنتِ عمرك ما كان ليكِ نقطة ضعف ، وما ينفعش تبقى نقطة ضعفك وخوفك حاجة هبلة زي العلاقة
ومن ثم مد يده إلى مئزرها من ناحية الكتفين يحاول إبعاده برفق يهمس بكل هدوء ورفق :
-خليني أساعدك يا مار تتخلصي من خوفك ، مار العابثة ما ينفعش يكون ليها نقطة ضعف مهينة بالشكل دا
رفعت وجهها إليه تنظر لوجهه لحظتين وابعدت نفسها عنه تحرك رأسها للجانبين رافضة ، ابتلعت لعابها تتحاشى النظر لسام تتمتم متلعثمة :
- سام ما ينفعش عشان مارسيليو
ارتسمت ابتسامة جانبية ساخرة على شفتي سام اقترب منها من جديد مد يده يرفع وجهها بخفة ينظر إليها ابتسم يحرك رأسه يردد :
- مار ، أنا عارفك أكتر من نفسك ، الموضوع مالوش علاقة بسام ، أنتِ عمرك ما حبتيني ، يمكن كنتِ واهمة نفسك بُحبي قبل ما يظهر زياد في حياتك ، وقتها قلبك دق ليه ، مار أنتِ حبيتي زياد عشان كدة مش عوزاني ألمسك ، صح ؟
أرادت أن تقل أي شي تنفي ما يقول سام ، ولكن كل كلمة قالها كانت صحيحة لا مجال فيها للشك ، اخفضت عينيها ولم تفعل شيئا ، فابتسم سام حزينا يحرك رأسه لأعلى وأسفل ابتعد خطوتين يقول ضاحكا :
- تصدقي طول عمري بقول أن مارسيليو عنده بُعد نظر ، عشان كدة هو مصمم يجوزك ليه ، شاف من البداية اللي أنا ما شوفتوش غير دلوقتي ، يبقى كدة عنده نظرية في جوازي من الجزرة الصغيرة
تنهدت مارسيليا بعمق تحركت تقترب منه وقفت أمامه ، رفعت يدها تضعها على ذراعه ، تنهدت تقول :
-سام إنت بالنسبة لي كل حاجة في حياتي ، أنت المدار اللي محاوط حياتي ، وجودك في حياتي ركن أساسي ، أنا ما أقدرش أتخيل حياتي من غيرك ، أنا بكل جبروتي دا عاملة زي الغزالة الصغيرة في وسط غابة ، غزالة عارفة ومتأكدة إن ملك الغابة وراها مش هيسمح لأي حد يأذيها ، أنا ما حبتش زياد يا سام ، أو يمكن حبيته بس بعد اللي عمله فيا بقيت بكرهه ، بكرهه لدرجة إني عيزاه يتجوزني بأي شكل عشان أجننه بس ، ما تخافش يا سام أنا مش هسمحله يلمسني ، لما أخلص انتقامي منه بالكامل هبقى ليك ، ماشي يا حبيبي
لم يقتنع تمام الاقتناع بما قالت ، مار تكذب على نفسها قبل أن تكذب عليه ، مار تحب الوغد لا تحبه هو ، ابتسم لها في هدوء يحرك رأسه لأعلى وأسفل بخفة ، فتوسعت ابتسامتها تعانقه لعدة لحظات قبل أن تبتعد عنه فجاءة تشهق بعنف تصيح سريعا :
- كارما مكلماني من الصبح لازم أروح دلوقتي
وهرولت سريعا من الغرفة إلى أعلى لتبدل ثيابها تسمع صوته يصيح عاليا :
- بقولك إيه ، خليها تبعتلي رقم خمسة من الجناح بتاعي
ضحكت تحرك رأسها للجانبين رافضة تصيح غاضبة :
- ما فيش أرقام هتدخل البيت دا تاني ، انزل المشرحة بتاعتك ، وسلي وقت فراغك ، أنا بغير
وهرولت لأعلى صوب غرفتها تبدل ثيابها ، تنظر لساعة الحائط التي تشير للثالثة فجرا ، يوم حافل مزدحم ولكن نتائجه ستكون عظمية مبهرة ، نزلت لأسفل تأخذ سيارتها ، أدارت المحرك في عتمة الليل يتجسد أمامها مشاهد عدة متتابعة لفترة قصيرة أحبت فيها الوغد ، خدعته وخدعها الوغد يجب أن يدفع الثمن غاليا ، لن تدعه ينجح ، لن تدعه يهنئ ، لن تدعه ينام ليلة دون كوابيس مما ستفعله به ، وصلت بعد نصف ساعة وصلت ، أمام فندق كبير فخم شهير ، أوقفت السيارة جانبا ومن الباب المخصص للعمال دخلت ، تتجول بين أروقة الفندق إلى أن وصلت لأسفل حيث الملهى الصغير الملحق بالفندق ، تحركت إلى غرفة جانبية فتحت بابها تدخل ، فانتفضت السيدة الجالسة خلف مكتبها ، ابتعدت عن المكتب متوترة تنظر إليها ترحب بها :
- مارسيليا هانم ، المكان نور ، اتفضلي حضرتك مكتبك
ابتسمت وتحركت تجلس خلف المكتب تنظر للسيدة الواقفة أمامها تسألها :
- خير يا كارما ، مشكلة إيه اللي حصلت عندك
توترت المرأة أكثر حمحمت تحاول ألا يهتز صوتها تخبرها بما حدث :
- طاهر بيه ، حضرتك عرفاه طبعا ليه جناح عندنا ، جه إمبارح قبل ما نبدأ شغل ومعاه بنت صغيرة عندها بالكثير 16 سنة خاطفها ولا مش عارفة جايبها غصب عنها ، البنت كانت مرعوبة وعمالة تعيط ، أنا رفضت يدخلها جناحه ، زعق فيا وهددني وقالي أن هو مالك هنا وأنه بيدفع ملايين في السنة وما أقدرش أمنعه ، والجارد بتوعه دخلوا البنت الجناح ، وهو جه من شوية دخل جناحه والبنات بيقولوا أنهم سامعين صوت البنت بتصرخ وتستغيث جوا ، أنا بحاول أوصل لحضرتك من امبارح عشان ابلغك بس الموضوع كان فعلا صعب
نهش الغضب جسدها كالسرطان في أقل من لحظة قامت من مكانها تحركت إلى الخارج من باب لآخر وآخر ، مستوى رفيع من الخصوصية قبل أن تصل لأجنحة الشخصيات الهامة مثل الوغد طاهر ، وصلت إلى الجناح الخاص به فتحت الباب بالمفتاح الرئيسي ودخلت والمشهد الذي رأته ، جمد جسدها مكانه ، فتاة صغيرة كما قالت كارما في السادسة عشرة تقريبا عارية جسدها مشوه مكدوم منتهك ، والأسوء من ذلك كله ، شق في منتصف رقبتها يغرق جسدها بالدماء ، عينيها جاحظة شاحبة ، ترقد أمامها جثة هامدة
الوغد بعد أن أنتهى من اغتصابها ذبحها !!! ، انتبهت على صوت دندنة تأتي من ناحية باب المرحاض ، ورأت الوغد طاهر يخرج من المرحاض يرتدي حُلة فاخرة يجفف شعره ، أبعد المنشفة عنه وابتسم يتحدث سعيدا :
- مش ممكن مارسيليا هانم بنفسها في جناحي ، أنا حقيقي شخص محظوظ
رفعت يدها تشير لجثة الفتاة تسأله :
- ليه ؟
ارتسمت ابتسامة ساخرة على ثغره يردد ضاحكا :
- بنت مراتي ، أنا مش أبوها عشان ما تفهميش غلط ، أنا جوز أمها ، خطفت عينيا من أول لحظة شوفتها فيها ، سنة ورا سنة بتكبر قدام عينيا كان نفسي فيها ، أبوها كان عايز ياخدها وهدد أمها أنه هيخطفها ، قدملي الحل على طبق من دهب ، خطفتها أنا كانت من أحلى ليالي حياتي ، بس المشكلة أنها كانت هتقول لأمها والفضيحة هتبقى في كل حتة عشان كدة كان لازم أخلص منها و...
وقبل أن تخرج من بين شفتيه كلمة أخرى ، كانت قد أخرجت سلاحها ، وأطلقت عليه خمس رصاصات في رأسه وصدره ، سقط أرضا جثة هامدة ، ووقفت هي أمامه تتنفس بعنف ، غاضبة بل تكاد تنصهر غضبا ، كيف يجرؤ الوغد ، قتله لم يجعلها تهدأ لو بيدها لقتلته ألف مرة ، مدت يدها إلى جيب سروالها تُخرج هاتفها طلبت رقم سام ، فتح الخط وقبل أن تنطق بحرف سمعته يقول :
- شوفت اللي حصل يا مار ، ما تقلقيش البنت هتتغسل و تتدفن والكلب المرمي قدامك دا هبعت رجالتي ينزلوه المشرحة ويقفلوا الجناح خالص ، اتحركي يلا من عندك على الشركة ، رئيس التحرير قرب يوصل
___________________
حين عادت للواقع تحاول فتح عينيها شيئا فشيء بصعوبة بالغة وقعت عينيها على نافذة الغرفة أمامها ورأت ضوء الفجر يشق ظلام الليل ، لفت رأسها تنظر حولها هنا وهناك تحاول أن تعي أين هي ، سريعا بدأت تتدافع الذكريات لعقلها ، شاهين الفضيحة والدها زواجها إعتداء شاهين عليها ، ومن ثم فقدانها للوعي ، نظرت لكف يدها فرأت إبرة تنغرس في كف يدها موصلة بمحلول ، نزعت الإبرة عن كف يدها بخفة تحاول ألا تؤذي نفسها ، تأوهت حين انتزعتها ، نزلت من الفراش تعقد في نفسها أمرا واحدًا ستهرب وربما تنتحر ، لن تبقى هنا لدقيقة أخرى يكفي ما حدث ، يكفي فضيحة وذل ومهانة من الشخص الوحيد الذي أحبت أنزلت قدميها على الأرض الباردة احتاجت عدة لحظات لتتوازن ، ما أن استطاعت أن تقف ، تحركت حافية القدمين تجاه الباب تفتحه بخفة ، نظرت هنا وهناك سريعا قبل أن تهبط على سلم البيت تتلفت حولها ، لن تخرج من الباب الأمامي شاهين لديه العديد من الغفراء ، تحركت صوب المطبخ تخرج من الباب الخلفي ، ما أن باتت بالحديقة الخلفية ، أطلقت لقدميها العنان ، تركض بعيدا إلى أين لا يُهم ، عليها أن تهرب ، عليها أن تبتعد تلوذ بنفسها من جحيمهم جميعا ، توقف عند البحيرة في بلدهم وقفت أمامها تنظر لمياهها الساكنة ، تلك البحيرة غرق بها العديد قبلها وهي ستفعل الآن ، نظرت لانعكاس صورتها على سطح المياه سقطت دموع عينيها تشوه انعكاس صورتها ، رفعت رأسها للسماء نزلت دموعها تتحدث بحرقة :
- يارب ، أنا ما كنتش عايزة أموت كدة ، عمري في يوم ما فكرت انتحر ، بس أنا خلاص مش قادرة استحمل ، أنا مش مسمحاهم يارب لا أبويا ولا مالك ولا شاهين ولا أهل البلد كلهم ، كلهم ظلموني ، وخاضوا في شرفي وقهروني ، يارب سامحني بس أنا خلاص مش قادرة استحمل
أنزلت رأسها تنظر للبحيرة من جديد أغمضت عينيها تعتصر جفنيها بعنف لا تريد أن ترى ما ستفعل ، تتلو الشهادتين :
- أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله ، يارب سامحني
كانت على بُعد خطوة واحدة من أن تقفز ولكنه منعها ، شهقت مذعورة تفتح عينيها على اتساعهما حين شعرت بذراعها تلتف حول جذعها تجذبها للخلف يلتصق جسدها بجسده الواقف خلفها ، لم تكن تحتاج للقليل من الذكاء لتعلم أنه هو ، رائحته مميزة كانت سلفا تشعرها بالأمان ولكنها الآن تذكرها بأنه الشخص الذي هشمها روحها وجسدها وكبريائها إلى فتات ، ليظل محتفظًا بصورته المقدسة أمام أهل القرية ، نزلت الدموع من عينيها حين وصل صوته إليها :
- مش هتموتي يا رفق ، أنا كنت وراكي من ساعة ما خرجتي من البيت ، يا ريتك كنتي بتحاولي تهربي بس تعيشي ، أنتِ بتحاولي تموتي نفسك ودا مش هسمحلك بيه ، أنا عارف في اللحظة دي إن أنا أكتر شخص بتكرهيه في الدنيا وأنا مش هبرر اللي عملته ، الغضب والحقد اتملكوا مني ، أنتي عارفة فين المشكلة إن أنا اكتشفت أن أنا ما انتقمتش من أبوكِ وأخوكِ ، أنا انتقمت منك ومن نفسي قبلك ، بس مش هسيبك تموتي بالطريقة دي ، أنا عارف أنك مش هتسامحيني ، بس خليني أكفر عن جزء بسيط من غلطتي في حقك وأعيشك الحياة اللي كان نفسك تعيشيها ، جهزي نفسك كلها كام ساعة وهنسافر القاهرة
وشد جسدها يبتعد بها للخلف عدة خطوات أغمضت عينيها نافرة من شعور جسده الملاصق لجسدها ، تعرف أنه يكذب ، لم تعد تثق بأي حرف يقوله ، ولكن في القاهرة الكبيرة المزدحمة لن يستطيع الوصول إليها حين تهرب منه
_______________
جلست على مقعدها خلف سطح مكتبها كل ذرة بها ترتجف ، ترغب فقط في البكاء الذي تمنع نفسها عنه منذ سنوات ، هي ليست بتلك القوة الذي تدعيها منظر الفتاة لن يبارح عينيها قريبا
أبدا ، انتبهت على صوت دقات على باب الغرفة ودخل رئيس تحرير جريدة كبيرة هامة شهيرة يعرفها القاصي والداني ، ابتسمت مارسيليا ما أن رأته ، قامت من مكانها اقتربت منه تصافحه تتحدث سعيدة :
- يا أهلا يا أهلا يا أهلا ، أستاذ ظافر بنفسه عندنا ، المكان كله نور ، اتفضل اتفضل أنا محتاجة حضرتك في موضوع مهم أوي ، تشرب ايه ؟
ابتسم الرجل بكل هدوء يتفحصها بنظراته من أعلى لأسفل نظرة طويلة غير لطيفة أبدا أخبرها أنه يريد القهوة، وتحرك يجلس على المقعد المجاور لمكتبها ، اقتربت مارسليا منه تجلس على المقعد المقابل له يفصل بينهما طاولة صغيرة ، ضغطت على زر صغير على سطح مكتبها تطلب له القهوة ، قبل أن توجه كامل تركيزها له ابتسمت تضع ساقا فوق أخرى تخبره بكل وضوح:
- بص يا أستاذ ظافر ، أنا عارفة أنك رئيس تحرير جرنان من أكبر جرايد البلد ، بس المشكلة أن الموقع الإلكتروني وصفحات التواصل الاجتماعي محتاجة شوية إعلانات عشان تلمع عن كدة وتتشاف ، ودا أنا أقدر أوفره ، حط المبلغ اللي يساعد أن الجرنان يبقى أكبر وأحسن ، مقابل خبر واحد يغرق الدنيا ، هو بس خبر واحد
لمعت عيني الرجل ما بين طمعا وفرحًا وافق بلا تردد ، أخذ كوب القهوة الذي وضعه العامل أمامه توًا ، ارتشف منه القليل قبل أن يغمغم برحابة :
- متفقين ، إيه هو الخبر
ضحكت مارسيليا عاليا قبل أن تحرك رأسها تردف سعيدة :
- أنا حقيقي بقدر الناس اللي عارفة مصلحتها وما بتناهدش ، هو خبر صغير خالص ، بس عيزاه يبقى ترند في كل حتة
« فضيحة الطبيب الشاب زياد عزالدين؛ الطبيب الشهير محل الثقة ، حاول الإعتداء على إحدى مرضاه والفتاة صرخت واستنجدت بالناس » إيه رأيك في صيغة الخبر دا ؟
رفع الرجل يديه وصفق بيديه ببطء يغمغم بكل انبهار:
- حقيقي هايل ، أنتِ لازم بجد تستغلي كاتبة أو صحفية ، حقيقي العنوان هايل في خلال ساعات بسيطة هيكون موجود في كل منصة ، هبعت لحضرتك رقم الحساب بتاع الجريدة عشان فلوس الإعلانات
ارتسمت ابتسامة كبيرة على شفتي مارسيليا تحرك رأسها بهدوء ، قامت من مكانها تفتح أحد إدراج مكتبها أخرجت علبة زرقاء بحجم كف اليد فتحتها أمامه تردد باسمة :
- ودي هدية بسيطة مني ليك ، دي رولكس أصلي أتمنى تعجبك
لمعت عيني الرجل فرحًا ، يأخذ العلبة من يديها متلهفا ينظر لتفاصيل الساعة الدقيقة ، الساعة التي يحملها بين يديه الآن وسيلفها حول معصمه قريبا تكلف ثروة ، يكفي فصوص الألماس التي تزين إطارها ، رفع وجهه لمارسيليا يغمغم متلهفا :
- أنا تحت أمرك في أي خبر تحبي تنشريه في أي وقت ، متشكر جداا هدية مقبولة
وأخذ الهدية وتفاصيل الخبر وغادر بكل هدوء ، عادت مارسيليا لمقعدها ، تنظر من خلال الجهاز اللوحي إلى كاميرا المراقبة التي رزعها سام في فيلا عز الدين ، تحديدا لغرفة زياد ، المسكين يغط في نوم عميق ، سيستيقظ منه على كارثة ، انتبهت على صوت حارسها الضخم وهو يتحدث يخبرها :
- مارسيليا ، الكلب متكتف في المخزن تحت
ابتسمت سعيدة اقتربت منه حاولت أن تشب على أطراف أصابعها ولكنه كان أطول من أن تطوله ، قلب كمال عينيه يحملها قليلا لتصل لطوله قبلت وجنته تغمغم سعيدة :
- ميرسي يا كوكي
ابتسم ساخرا يقلب عينيه ، لا فائدة منها أبدا
تحركت تنزل لأسفل وهو خلفها إلى المخزن القديم في الشركة ، هناك وغد آخر ستخترع له طريقة قتل حديثة تُدرس ، سبقها كمال وفتح باب المخزن لها هناك ، رأت الهدف رجل في منتصف الأربعينات يجلس على أحد المقاعد ما أن رآها هب واقفا وتهلل وجهه فرحا يشكرها بلا توقف :
- متشكر أوي يا مارسليا هانم ، متشكر أوي أوي ، المحامين اللي حضرتك بعتيهم غيروا الحكم وخدت البراءة إمبارح ، بس الأستاذ اللي ورا حضرتك دا قالي أن حضرتك عايزة تشوفيني ضروري
ابتسمت مارسيليا بكل هدوء اقتربت منه وقفت أمامه رفعت يدها تبسطها برفق على كتفه تحادثه باسمة :
- ما تشكرنيش يا مسعد ، أنت عارف يا مسعد أنا ليه قومتلك أكبر محامين في البلد وطلعتك براءة من القضية دي ، أنا دفعت فلوس كتير أوي يا مسعد عشان نغير كل الورق
شعر الرجل بالقلق من نظرة عينيها الغريبة ، ذكرته عينيها في تلك اللحظة بأعين الأفعى ، توتر يحاول أن يبتسم يقول سريعا :
- عشان أنا من رجالتك يا ست هانم!
صدحت ضحكات مارسيليا العالية ، ابتعدت عنه تحرك رأسها للجانبين ، تحركت إلى أقرب مقعد منها جلست تصحح ما قال :
-لاء خالص أصلك كنت هتاخد بالكثير 5 ولا 10 سنين والبنت اللي اعتديت عليها دي أنا كنت بحبها أوي ، عشان كدة مش خسارة الفلوس اللي اتدفعت فيك عشان أعاقبك بنفسي ، صحيح قولي يا مسعد تعرف أستاذ علاء مدير الملجأ اتقتل إزاي ؟!
هنا أصفر وجهه وتسارعت دقات قلبه فزعا ، لم يكن يعلم أن علاء قد مات ، أو بمعنى أصح قُتل كما قالت ، رآها تطرقع بإصبعيها والشاشة السوداء أمامه التي ظن أنها قديمة لا تعمل ، جلب الحارس جهاز التحكم وظهر على سطحها مقطع فيديو قصير لجثة علاء مدير الملجأ ، مُعلق كما لو أنه ذبيحة في عيد الأضحى ، جسده مشقوق ، مفرغ لا عضو واحد به ، المشهد بشع مرعب ، لم يره قبلا سوى في أحد أفلام الرعب ، سقط أرضا يزحف للخلف ، قلبه على وشه التوقف من الخلف ، نظرت له وابتسمت تقول ضاحكة :
- دايما تُحف سام الفنية بترعب الناس
قامت من مكانها تحركت ناحيته نزلت على ركبتيها أمامه تُمسك بخصلات شعره في كف يدها تصرخ فيه :
- عملتلك ايييه ، كانت طفلة صغيرة ما كملتش 10 سنين ، اغتصبتها والكلب التاني ساعدك ، فاكرين لما تموتوها وبغباء تخفوا جثتها أنا مش هعرف اللي عملتوه ، صدقني اللي هتشوفه على ايدي هيخليك تتمنى الموت ألف مرة في الدقيقة الواحدة ، أنا هخليك سام يشرح فيك وأنت حي ، دا لو فضلت حي بعد ما تخرج من تحت أيدي
_________________
جلست في غرفتها وهل تملك مكانًا غيره في الحياة ، غرفتها صديقتها منذ الطفولة ، لا تتذكر كونها حصلت على صديقة واحدة ، والديها رفضا تماما ، الأمر لا يقتصر عليها فقط ، زياد بصعوبة لديه صديق واحد وهو شاهين ، والديهم دائما غريبا الأطوار ، وتشعر داخل لعبة لا تفهمها أبدا ، تشعر دومًا بكونها مراقبة وأن هناك مئات الأعين تنظر إليها في كل مكان حتى هنا في غرفتها ، أغلقت الكتاب في يدها تضعه جانبا ، والتقطتت هاتفها تفتح أحد مواقع التواصل الاجتماعي تتصفح بفتور ، إلى أن توقفت فجاءة توسعت حدقتيها حين رأت صورة أخيها في أحد صفحات الجرائد الموثقة وفوق صورته خبر فضيحة ، هبت واقفة تركض خارج الغرفة إلى غرفة أخيها ، دخلت غرفته تهز جسده بعنف تصيح فيه مرتعبة :
- زياد ، قوم يا زياد في مصيبة
فتح عينيه ينظر إليها مستنكرا ، وجهت شاشة الهاتف أمام وجهه فتوسعت حدقتيه يصيح غاضبا :
- يا بنت الكلب ، ورحمة أمي وأختي ، لأدفعك التمن يا مارسيليا الكلب ، اطلعي دلوقتي يا جوري ، وما تروحيش الجامعة النهاردة وما تخرجيش من البيت أصلا ، أحسن المريضة دي تخطفك عشان تبقى كملت من كل حتة
لم تفهم جوري معظم ما قال زياد ولكنه بدا غاضبا جداا ، يبدو أن هناك كارثة تحدث ، ولكن عن من يتحدث ، خرجت سريعا من الغرفة
تحرك زياد يلتقط هاتفه يطلب رقم مارسيليا مرارا وتكرارا إلى أن أجابت سمع صوتها تتحدث ساخرة يصاحبه صوت رجل يصرخ من الألم :
- هاي بيبي ، ايه لحقت أوحشك ، كوكي لو سمحت ، أقطع لسان الكلب دا عشان صوته عالي أوي
كان يظنها تمزح ، ولكن الصرخة العالية التي خرجت من الرجل شقت أذنيه ، توسعت حدقتيه يصرخ فيها:
- أنتِ يا مجنونة يا مريضة بتعملي ايه ، الله يخربيتك ، أنا هبلغ عنك وهوديكِ في ستين داهية ، أنتِ ماشية تشرحي في الناس ، أنتِ والتور بتاعك ، ابعدي عن حياتي يا مارسليا ، لآخر مرة أنا لسه عامل حساب أنك واحدة ست مش عاوز آذيكِ
سمع ضحكة عالية تخرج منها تلاها صوتها الساخر يتهكم منه :
- مش ممكن يا بيبي أنا هموت من الرعب جدا ، زياد بيبي أنت ما تعرفش أنا شوفت ايه ولا اتعاملت مع مين ، عشان أوصل للمكانة اللي أنا فيها دي ، عشان كدة تهديدك الأهبل دا ما يخوفنيش ، عايزنا نوصل لحل قابلني في العيادة بتاعك بعد ساعتين على ما أكون خلصت اللي في أيدي ، باي يا روحي
وأغلقت الخط في وجهه ، صرخ غاضبا يدفع الهاتف إلى الحائط أمامه بعنف فتهشم ، حين نظر جواره رأى أبيه يقف عند باب الغرفة ينظر ناحيته بكل هدوء ، تحرك زياد ناحيته وانفجر في وجهه :
- ايييه ما قولتش جملتك المعتادة ليه ، اتجوز مار ما تعاديش جدك ، دي من الطبقة العليا مش كدة ، اتصرف اعمل حاجة ، أنا اللي ابنك ماشية تدمر حياتي ، وأنتوا اللي مفرعننيها ، أنا هقتلها قسما بالله هقتلها
وقبل أن ينطق عزالدين بحرف دق هاتفه وكان المتصل مارسيليو ، اختطف زياد الهاتف من يد أبيه يجيب هو صارخا :
- أهلا بالبيج بوص ، أهلا بزعيم العصابة الكبير ، متصل تعرف الو**** بتاعتكوا ، جابت أجلي ولا لسه ؟!
قابل صراخ زياد الغاضب ، صوت مارسيلو الهادئ الساخر :
- أوعى تكون ناسي أن مارسيليا هي اللي انقذتك حياتك ومنعتني إني اقتلك ، مار بتلعب ، العب معاها أنت كمان ، مار لو عايزة تأذيك بجد ، كانت هتخليك تروح للموت برجليك ، تحذير أخير أوعى أسمعك بتشتمها تاني ، دي أنضف منك ألف مرة
وأغلق الهاتف في وجهه ، احتدت حدقتي زياد غضبا ينظر لأبيه لعدة لحظات قبل أن يضحك يردد ساخرا:
- مارسيلو عنده حق ، هي بتلعب وأنا كمان هلعب !
__________
أغلقت باب غرفتها لا تفهم ما يحدث ، من تلك الفتاة التي تطارد زياد ؟ ولمَ ينعتها زياد بتلك الألفاظ البشعة؟ ومن مارسيلو هذا ؟ وماذا قصد زياد بالطبقة العليا ؟
شعرت بالغضب الشديد منهم جميعا ، لمَ يجمع يفهم ما يحدث عداها هي ، خرجت من غرفتها إلى غرفة والديها دقت الباب ودخلت فرأت والدتها تقف أمام المرآة تمشط شعرها نظرت إليها من خلال سطح المرآة تتحدث غاضبة :
- ماما لو سمحتي ، أنا تعبت من دور الأطرش والأعمى دا ، هو أنا ليه الوحيدة اللي مش فاهمة إيه اللي بيحصل في البيت ، مين البنت اللي بتطارد زياد وبتحاول تأذيه ، وليه بابا بيقول عليها من الطبقة العليا ، ويعني ايه طبقة عليا أصلا ، ومين مارسيلو اللي زياد كان بيزعق معاه دا ، ممكن حد يفهمني أنا مش عيلة صغيرة
الصدمة التي ارتسمت على وجه والدتها ، أشعرتها أنها علمت معلومات لم يكن من المفترض أن تعلمها ، لفت أميرة رأسها إلى ابنتها تحاول أن تجد ما تقوله وقبل أن تفعل دخل عزالدين إلى الغرفة أقترب من ابنته وضع يديه على ذراعيها برفق وابتسم يخبرها بكل هدوء :
- بصي يا جوري ، اسمعي اللي هقوله كويس ، اللي سمعتيه تنسيه ، اعتبريها شوية مشاكل خارجية مالكيش دعوة بيها ، تاني يا جوري اللي سمعتيه تنسيه وما يجيش في بالك تاني أبدا ، ماشي يا حبيبة بابا
رغم نبرة والدها اللطيفة إلا أنها حقا شعرت بالخوف ، ابتلعت لعابها تؤمأ برأسها سريعا ، فابتسم عزالدين لها يربت على وجنتها بخفة ، ينظر لها يحذرها للمرة الأخيرة قبل أن يبتعد عنها قليلا ، فهرعت تخرج من غرفة والديها ، دقات قلبها على وشك أن تحطم قفصها الصدري ، رأت زياد يخرج من غرفته ينزل يركض لأسفل يبدو غاضبا ولا تلومه ، فالخبر المكتوب عنه مقزز بشكل مرعب
تحركت إلى غرفتها أغلقت الباب عليها تفتح هاتفها ورأت سيل من المنشورات التي تسب أخيها ، زياد على الأغلب سيتم وقفه عن العمل بعد تلك الفضيحة ولكنها تعرف زياد جيدا لن يفعل ذلك أبدا ، انتبهت على صوت رسالة جعلت الهاتف يهتز في يدها فتحت الرسالة فوجدت جملة واحدة جعلتها ترتعب
« جميلة البيجامة اللي كلها جزر دي ، جزرة بتحب الجزر ، وقريب هتبقى تحت أيدين الجزار »
________________
هذه المرة هو لا يكذب ، ها هي جواره في سيارته يتحركون صوب العاصمة ، منذ ساعات
لم تنطق بحرف ولم يفعل هو ، لم تنظر ناحيته أبدا ، باتت تكره النظر لوجهه ، تفكر في القادم فيما سيحدث لها وهي معه بمفردها ، انتبهت حين أوقف السيارة جانبا وتحدث يقول :
- أنا ما بقاش ينفع أخلي والدتي ولا ملاذ يقعدوا في البلد تاني ، إحنا هنقعد في الشقة دي مؤقتا لحد ما أسافر تاني البلد وهنقعد في بيت كبير يكفينا كلنا ، وهسيب العمودية وعضوية المجلس وكل اللي أبوكي كان نفسه فيه ياخده ، أنا ما بقتش عايز حاجة خالص
ابتسمت ساخرة يا له من مسكين هل من المفترض أن تشعر بالشفقة عليه بعد ما فعله بها ؟ ، نزل من السيارة ففتحت هي الأخرى الباب المجاور لها ونزلت ، فتح صندوق السيارة وأخرج حقائبهم ، سارت خلفه دون النطق بحرف واحد ، حتى حين دخلا المصعد لم تنظر على أي طابق ضغط ، هي فقط تحركت خلفه حين توقف المصعد ، فتح باب الشقة وأشعل الإضاءة فدخلت وقفت في منتصف صالة ليست بالكبيرة تلف بعينيها في أنحاء المكان سمعت صوته من خلفها يعرفها بالشقة :
- دي شقتي اللي كنت بقعد فيها لما باجي القاهرة ، هي نضيفة ما تقلقيش ، الأوضة اللي على اليمين دي اوضتي ، واللي قصادها دي أوضة نوم مفروشة زياد أوقات كان بيبات فيها ، و..
ولم تدعه يكمل تحركت صوب الغرفة الأخرى دون حتى أن تأخذ حقيبتها ، أمسكت بمقبض الباب كادت أن تدخل سمعته يصرخ فيها غاضبا:
- بطلي تتعاملي معايا على إني فراغ أو هوا يا رفق ، أنا ما كنتش هلمسك ، ما كنش في نيتي أبدا أعمل كدة غصب عنك ، لما وافقت أول مرة كنت هعمل زي الأفلام وأعور دراعي ، بس أبوكي خلاني أحلف على المصحف قدام أهل البلد ، صدقيني أنا كنت خايف عليكي منه ، كنتي عيزاني أعمل ايه يعني ؟!
ضغطت على المقبض بعنف تسارعت أنفاسها قبل أن تلتف إليه ، عينيها حمراء كالجمر وانفجرت تصرخ في وجهه :
- كنت مستنياك تقول الحقيقة ، كنت مستنياك تقول أنا كداب ، أنا اللي طلعت عنها الإشاعة القذرة دي ، كنت مستنياك تقول رفق بريئة أنا السبب أنا اللي عملت كدة ، ساعتها كان ممكن اسامحك ، بس أنت خفت على صورتك المقدسة قدام الناس وتولع رفق ، أنت اغتصبتني يا شاهين ، دوست على كرامتي بجزمتك قدام أهل البلد كلهم ، لحد آخر نفس في عمري مش هسامحك ، أنا بكرهك أكتر مما تتخيل ، ما تعشيش في دور الضحية وتقول سيبت لابوكي ، انتوا الاتنين زي بعض
ودخلت إلى الغرفة تصفع الباب في وجهه وآخر ما سمعه كان صوت المفتاح يغلق الباب عليها من الداخل ، تنهد بعنف يومأ برأسها يوافق ما قالت بعد أن اختفت من أمامه ، تحرك ناحية باب الشقة خرج يغلق الباب خلفه بالمفتاح ، هو حقا لا يضمن ما ستقدم رفق على فعله خلال الأيام القادمة
________________
وقفت سيارتها أمام عيادته الخاصة ، نزلت منها تتهادى بحلة سوداء أنيقة وحذاء بكعب عالٍ ، دخلت لعيادته الفارغة زمت شفتيها بأسى لعدة لحظات قبل أن تبتسم ساخرة ، تحركت صوب غرفة الكشف المفتوحة رأته يجلس خلف مكتبه يضع يديه على رأسه ، فدخلت للغرفة تقول بكل تشفٍ
« فضيحة الطبيب الشاب زياد عزالدين؛ الطبيب الشهير محل الثقة حاول الإعتداء على إحدى مرضاه أثناء الفحص والفتاة صرخت واستنجدت بالناس »
خرج كل حرف من بين شفتيها المطلية بحمرة قاتمة لا تعرف إن كان لونًا أو دماء ، بتشفي شديد تنظر إليه من أعلى لأسفل ، رفع وجهه من بين كفيه فرآها ها قد أتت
عاهرة العائلة الشيطانة التي أرسلها الجحيم لتعثو في حياته فسادًا ، تقف عند باب حجرة الكشف تمسك بهاتف يظهر صورته في الخبر أمامه
احتقنت عينيه غضبًا ، أراد بشدة أن يطبق على رقبتها بكفيه يخنقها حتى الموت ، ولكن مارسليو سيقتله بعدها
وقف عن مكامخ يحادثها غاضبا ينظر إليها مشمئزًا :
- أنتِ السبب من البداية مش كدة ، أنتِ اللي بعتي ال***** دي عشان تتبلى عليا وتعمل الفضيحة دي
ضحكت عاليا تتمايل في خطاخا ناحيته وقفت عند الناحية الأخرى من مكتبه قبل أن تتحرك إليه لفت ذراعيها حول عنقه تطبع قبلة صغيرة على خجه فتلوث خده بحمرة شفتيها ، قطب جبينه متقززا مما فعلت ؛ لتضحك عاليا تبتعد عنه :
- أكيد يا بيبي أنا السبب ، ولسه دا مجرد تسخين أنا لسه نازلة الملعب ، على فكرة اللي على خدك مش روچ دا دم
اقتربت منه من جديد مدت يدها تحرك أصابعها بخفة على ذقنه ذات الشعيرات البارزة ؛ لتزم شفتيها تتمتم عابسة :
- بيبي دقنك بتشوك ، احلقها عشان في فرحنا يبقى شكلك وسيم
نزلت تحرك أصابعها من ذقنه لرقبته وصولا لأزرار قميصه المفتوحة تغلقها واحدًا تلو الآخر ، تسبل عينيها تهمس بصوت خفيض مغوي :
-هيجيلك برد يا بيبي وأنا مش عوزاك تتعب قبل فرحنا ، أنا لسه عند كلامي يا روح قلبي ، نفذ كلام مارسيلو ، اتجوزني بس تبقى العصمة في ايدي ، ساعتها هخرجك من كل داااا ، مش هتعرف تخرج منه لوحدك لو وقفت على دماغك زي ما بيقولوا هنا في مصر ، خد بالك صحيح عشان النقابة هتشتطب اسمك في خلال 48 ساعة ، محتاجة ردك قبلهم يا بيبي
طبعت قبلة خاطفة على ذقنه قبل أن تبتعد تلتقط حقيبتها تلوح له بأصابعها تردف باسمة :
- أنا هروح أعمل شعري يا بيبي عشان يبقى شكله كيوت في فرحنا ، باي باي يا زيزو
________________
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
