رواية حلاوة ليلة الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيما سعيد

رواية حلاوة ليلة الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيما سعيد

رواية حلاوة ليلة الفصل الحادي عشر 11 هى رواية من كتابة شيما سعيد رواية حلاوة ليلة الفصل الحادي عشر 11 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية حلاوة ليلة الفصل الحادي عشر 11 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية حلاوة ليلة الفصل الحادي عشر 11

رواية حلاوة ليلة بقلم شيما سعيد

رواية حلاوة ليلة الفصل الحادي عشر 11

هي فين ؟!
في قاعة الاجتماعات يا فندم عاملة اجتماع مع كل الرؤساء مجلس الإدارة..
تلعب الصغيرة أصبح لديها قوة قادرة بها على الوقوف أمامه واللعب معه، رسمت
ابتسامة خفيفة على معالم وجهه وقال:
الإجتماع بقي له أد إيه ؟!...
ربع ساعة يا فندم.
مدة كافية لتخرب بها كل شيء جيد يا صغيرة جيد جداً، أشار للسكرتيرة بالعودة إلي
عملها ثم أتجه لغرفة الإجتماعات بخطوات سريعة، فتح الباب وهنا كانت الكارثة
الكبري من وجهة نظره...
فستان يصل إلي ركبتها من اللون زيتي وخصلاتها ترفعها على شكل كعكة كبيرة
عشوائية بمنتصف رأسها، تقف أمام أكثر من ست رجال وتتحدث يومها سيكون
بنفس لون خصلاتها، أغلق الباب خلفه بقوة لتقول بجدية
خیر یا عثمان بيه في حاجة ؟!...
حاجة واحدة لا تكفي يا ويلك مني يا فرح، أقترب منها وسحبها من كفها لتجلس حتي
يخفي ما تظهره ثم قال بهدوء:
الإجتماع خلص يا جماعة...
نبرته كانت حاسمة مخيفة ومع ذلك صممت على ظهور شخصيتها مردفة:
تمام نبقي نكمل بقي كلامنا في وقت تاني الظاهر عثمان بيه عنده حاجة مهمة عايز
يقولها ..
ثواني وأصبحت معه بغرفة بابها مغلق بمفردها ، نظراته كانت لا تبشر بالخير يعلن بها
عن حرب قادمة، أبتلعت ريقها بالقليل من التوتر وقالت:
خیر یا عثمان بيه سايب شركتك وجاي شركتي ليه ؟!.
رفع حاجبه بسخرية مردفاً:
شركتك ؟!..
امممم شركتي كل حاجه تخص حسين الله يرحمه بتاعتي بلاش تنسى ان ليا حق
فيه ده غير حق إبني، يعني أنا هنا ليا اكثر بكتير ما ليكم أنت نفسك ملكش أي حاجة
جاي ليه بقى ؟!...
لا والله ؟!.. سحبها من فوق المقعد لتقف أمامه وقال بقوة:
ليا أنت يا مدام والا نسيتي أنك مراتي ؟!...
لا فاكرة بس الكلام ده في البيت هنا أنا فرح هانم یا عثمان بيه...
فلتت منه ضحكة ساخرة قبل أن يقول:
و يا تری بقی فرح هانم تعرف إيه عن شغل الحديد عشان تقعد على كرسي مجلس
الإدارة..
بدلال ناعم أبتعدت عنه ثم جلست على المقاعد الموضوع برأس طاولة الإجتماعات
واضعة ساق فوق الآخر لأبرز جمال ساقيها إليه مردفة:
هتعلم هو أنت لما قعدت على الكرسي بتاعك كنت عارف كل حاجة ؟!...
تتعلم ماذا ؟... عينيه كان على ساقها الأبيض واذنه مع حديثها الماسخ من وجهة
نظره، ليكون صريح أحب اللعبة وجدا فجلس بالمقابل إليها مردفاً:
كنت متعلم كل حاجة يا فرح الكرسي ده حسین مقعد نيش عليه غير لما بدأت من
الأرشيف..
ابتسمت إليه ابتسامة واسعة وقالت:
معلش بقى الناس مقامات أنا بدأت من كرسي مجلس الإدارة تحب تشرب حاجة ولا
هتروح شركتك ؟!...
إلي هنا وانتهي وقت الدلال، سحب المقعد لتبقي أمامه وقال بنبرة خشنة:
أحب أشرب من دمك على قميص النوم اللي أنت لابساه ده...
خافت ؟!.. نعم خافت.. تظهر إليه خوفها ؟!.. لا والله لو على جثتها لن تفعلها، فقالت:
قميص نوم إيه ده فستان وبعدين انا مجبتوش من عند حد غريب جبته من دولاب
زينب القديم...
عاد بالمقعد خطوة ثم رفع سماعة الهاتف الأرضي مردفاً للسكرتيرة بهدوء:
معاكي 10 دقايق وتكوني اشتريتي فستان أسود طويل بكمام...
أغلق الهاتف وعاد إليها مردفاً بهدوء:
شوفي بقي يا فرح أنت مزة وطعمة وأنا هموت عليكي بس عند أكل العيش يا بنت
الناس لأ، السكرتيرة هتجيب الفستان تغيريه بدل قميص النوم ده ونروح بيتنا
شاوری وأنا اجيبلك كل إللي نفسك فيه لكن الكرسي اللي هناك ده متحلميش
تقعدي عليه اتفقنا...
ومين اللي ضحك عليك وقالك إني بحلم أقعد على الكرسي ده؟!.. أنا كده كده
قاعدة يا عثمان دي شركتي وأنت مش من حقك تخرجني من هنا مش عايزة افاجئك
واقولك اني بسماعة تليفون واحده أجيب لك الامن يوصلك لحد بره...
رائع يا صغيرة رائع، أوماً إليها بهدوء وقال:
طالما بدأتي بقلة الأدب خدي بقى انا واصي على حسين يعني أنت ملكيش في
الشركة غير التمن اللي مقسوم بينك وبين جيهان على البيت يا فرح احسن لك...
صرخت بغضب:
- وأنت تبقى واصي على ابني ليه امه ماتت ولا أنت واخدها بالدراع ؟!...
- واخدها بالداع، عندك إيه تقدري تعمليه ؟!...
- هرفع عليك قضية..
حرك رأسه بمعني لا فائدة وقال:
- أنت هبلة يا فرح بتدخلي بينا الحكومة تاني آخر مرة كانت بكلمه واحدة مني
هدخلك الحجز، أنا لو منك أفكر بذكاء أكثر وأشوف إيه الطريقة اللي ممكن استغلها
واخد كل اللي انا عايزه بمزاج اللي قدامي..
معه حق هي إلي الآن عاجزة عن الوقوف أمامه بشكل مباشر فقالت باهتمام
- إيه هي الطريقة دي بقي ؟!...
ابتسامة إليها بوقاحة وقال:
- تدلعيني كل يوم قميص نوم شكل مفتوح من كل حته تطلبي بعدها اللي أنت
عايزاه وأنا أقولك كله تحت رجلك يا أم حسين..
- لا والله ؟!..
- آه والله..
- قوم أطلع برة..
- شیما سعید
- بمنزل سليمان..
فتحت زينب عينيها بإرهاق شديد، رأت أجمل ما تمنت أن تراه سلیمان نائم علی
المقعد المقابل للفراش بعدما ظل يتابع حرارتها طوال الليل، ابتسمت بحب ثم قالت:
- سليمان سليمان أصحى نام على السرير كدة ضهرك يوجعك...
استيقظ سليمان فرك عينيه بالقليل من التعب ثم سألها بلهفة:
- ها حاسة إنك أحسن دلوقتي ؟....
نعم أحسن بكثير، أومات إليه وقالت:
- الحمد لله بقي احسن كتير
أبتسم إليها براحة مردفاً:
طيب الحمد لله ، هقوم اعملك فطار خفيف تاخدي بعده الدوا...
قام وقبل أن يتحرك تعلق كفها بكفه منعه من البعد حدقت بها متعجباً لتقول:
شكراً ..
ابتسم إليها بمرح مردفاً:
علي إيه بقي يا ست زینب ؟!..
أخذت نفسها بتعب وقالت:
أنك فضلت جانبي طول الليل زي ما كان بيعمل بابي الله يرحمه...
بريئة تبحث عن الحنان والأمان، اختارته من بين العالم وهو كان يفر منها هنا وهناك
جلس بجوارها ثم مسح فوق خصلاتها بحنان مردفا:
أنت مراتي يا زينب مفيش بنا حاجة إسمها شكراً...
تركها بحالة من الذهول وذهب ليحضر إليها الطعام، خمس دقائق وعاد إليها وجدها
كما تركها وضع الصنينة أمامها وقال بهدوء:
يلا عايزك زي الشاطرة كدة تمسحي كل الاطباق دي عشان تاخدي العلاج بتاعك
وتخفى بسرعة...
رفعت عينيها إليه بحيرة وقالت:
شكل ضميرك مانبك ؟!...
ليكون صادق بالفعل ضميره منذ أمس يجلد به حمحم بخفة ثم أخذ معلقة من
الشوربة ووضعها أمام شفتيها قائلا:
هو إيه بقى اللي هيخلي ضميري يا نبني ؟!...
أخذت منه المعلقة وقالت:
يعني بعد اللي حصل بينك وبين الشغاله وتعبي بعدها حسيت انك السبب
وبتحاول تعوضني بانك تسهر بيا وانا تعبانه وتحضر لي الفطار...
نفى بحركة بسيطة من رأسه وقال:
عشان أكون صريح معاكي اللي أنت عملتيه فيا قبل كدة والليله اللي نمت فيها في
القسم خلتني محسش بأي نوع من انواع الشفقة ناحيتك ...
أمال عملت كدة معايا إمبارح ليه ؟!...
أنت حلوة اوي يا زينب وأنا راجل بعشق الستات تفتكري لو قربنا من بعض إيه اللي
يحصل ؟!..
لا تعلم إذا كان ما يقول مدح بها أم تقليل من شأنها أخذت نفسها بتعب وقالت:
مش هيفرق..
عقد حاجبه بتعجب مردفاً:
يعني إيه ؟!..
تشعر أن قلبها أصبح مهشم وقدرتها على التحمل والبقاء انتهت، ترقرقت بعينيها
الدموع وهي تقول:
الأحسن أننا نطلق...
نطق بذهول:
نطلق ؟!.
أنا عارفة اني عملتلك حاجات وحشة كتير في حياتك دخلت الخبطت لك كل
حساباتك، الحب مش بالعافية يا سليمان كنت فاكرة اني لما ابقى مراتك هقدر
اخليك تحبني بس انا كل يوم بيمر عليا جوه البيت ده بحس اني مش أنا مش بنت
حسين الراوي، بحس إني واحدة معنديش دم ولا قيمة عايشة مع واحد تحت سقف
واحد وانا عارفة انا عمره ما حبني ومغصوب عليا...
هل سمع جملة واحدة من حديثها ؟!.. لا والله عقله توقف عند جملة واحدة " نطلق"
، تريد الابتعاد ؟!.. منذ متى ؟!.. سألها للمرة الثانية بترقب:
أنت عايزاني أطلقك يا زينب ؟....
أومأت إليه مردفة:
أيوة واوعدك انك مش هتشوفني في حياتك صدفه تاني...
هل الحمقاء تقول هذا على أساسا إنه سيطير من السعادة بعد اختفاءها من
حياته ؟!.. لا يعلم لما تحول إلا أنه قال:
-
أنسي الكلام الفاضي ده من دماغك واطفحي وأنت ساكته بقى...
يعني إيه بقي ؟!..
يعني أنا مش مش هطلقك يا زينب أنا هدخل عليكي، خليني أشوفك وانت خبره يا
حلو أنت يا حلو...
شيما سعيد
بفيلا الراوي...
جلست السيدة جيهان بجوار أحلام الشاردة وقالت بهدوء:
مكنتش أعرف أنك هتزعلي أوي كده لما يتجوز عليكي...
لا هي كانت تعلم إنها ستشعر بكل هذا بعد دخول امرأة أخري بحياته، أخذت نفسها
بتعب وقالت:
ولا انا كنت أعرف، عثمان كان طول العمر ليا حتى وانا مع عمران كانت عينه مش
شايفة غيري ومحور حياته في كلمه واحده أحلام، متوقعتش إن يجي اليوم الا ابقى
فيه على الهامش ومش عارفه انا عايزه إيه...
ابتسمت جيهان براحة كبيرة، أحلام دون أن تشعر أعطت إليها طرف الخيط حتي
تدلف إلى عقلها، طبطبت على كتفها وقالت:
أنا فاهماكي وعارفة معنى مشاعرك دي كويس..
حدقت بها بلهفة وقالت:
معناها إيه ؟!..
أنك بتحبي عثمان...
أشارت أحلام على نفسها بذهول مردفة:
أنا أحب عثمان مستحيل ؟!..
ومستحيل ليه ؟!..
عشان عمران.
أنت مجنونة يا بنتي ؟... عمران مسافر وانت اتجوزتي عثمان وخلفتي منه عمران ده
وهم جوا دماغك طول الوقت عايزة تفهمي نفسك انك بتحبي عمران واتجوزتي
عثمان غصب عنك، لكن دي مش الحقيقة يا أحلام انت بتحبي عثمان وأتاكدتي من
ده بنفسك لما حرقتك نار الغيره أول ما أقرب من واحدة غيرك، نصيحة مني رجعي
جوزك ليكي ولحضنك وحضن ابنك أنت اولى بيه من شغاله بنت الشغاله...
مشوشة لا تري أمامها الحقيقة بشكل مباشر عقلها يدور هنا وهناك بلا فهم لما تشعر
به حدقت لجیهان وقالت بضياع
حتى لو اللي أنت بتقوليه صح فرح بقت مسيطرة على تفكيره إمبارح سابني وروح
نام في حضنها أنا مش هعرف ارجعه یا جیهان.
مش بقولك عبيطة عثمان بيعشقك بس البنت دي بقت مزاج وعايز يشبع منها
وأنت بغبائك ضيعتيه منك من زمان جه الوقت بقى اللي تخليه يتمتع بيكي ومعاكي
وانساها خالص..
أعمل إيه ؟!..
وها هي أتت إلي النقطة التي تريدها جيهان ذهاب عثمان وأحلام وبقاء فرح وابنها
معها بمفردهم فقالت بابتسامة مشرقة:
بس كده يا ستي عثمان عنده سفر مهم لشرم الشيخ بعد بكره، دورك بقى تخليه
ياخدك معاه وهناك دلعيه على الاخر ونسي البنت دي واسمه شخصية...
تفتكري ممكن أقدر ؟!...
طبعا...
شيما سعيد
ساعة أخرى وكان يلقي فرح على فراشه بشقته التي تزوجها بها وقال:
شكل الأدب مش هيجيب فايدة معاكي ندخل بقى في قلة الأدب...
لا تصدق ما فعله جعلها ترتدي الفستان الآخر رغماً عنها والآن آت بها إلي هنا تحت
التهديد عادت لآخر الفراش مردفة:
في إيه أنت ناوي على إيه ؟!...
هغتصبك...
اتسعت عينيها برعب وحركت رأسها برفض مردفة:
بلاش الهزار ده یا عثمان
وأنا ههزر معاكي ليه كنتي واحد صاحبي بنت اقلعي خلينا نخلص...
ما هذا الجنون يا الله ، أشارت إليه بعدم الإقتراب وقالت:
أنا بس نفسي أعرف إيه اللي عمل فيك كده كنت محترم والله...
هو الآخر آخر ما سمعه عن نفسه أنه شخص محترم ما حدث إليه وجعله يصل إلي
هنا لا يعلم، أشار إليها بأصبعه على رقم واحد وقال:
ليلة.. ليلة واحدة معاكي يا بت هي اللي عملت فيا كدة.. كل ما يقول هرجع إنسان
محترم أشوفك افتكر حاجات هتموت واعملها تاني...
حالته أصبحت صعبة وخرجت عن السيطرة بشكل كامل، ما بيدها لتفعله الآن حتي
تفر من هذا الحصار فقالت:
طيب بص إحنا نروح الفيلا وأنا اوعدك اعملك اللي أنت عايزه...
نفي بحركة سريعة من رأسه وقال:
ولا يأكل معايا أنت فاكراني أهبل هتضحكي عليا تاني ؟... احنا هنفضل مقيمين هنا
لحد ما واحد فينا يخلص على الثاني..
اذا تحدثت بغضب سيكون الأمر صعب وبعيد كل البعد عن مصلحتها، فقالت:
إيه رأيك تعمل فترة خطوبة ؟!...
رفع حاجبه مردفاً:
نعم يا غالية فترة إيه ؟!...
خطوبة..
ده اللي هو إزاي ؟!..
مادام ملهوف عليها فاحتمال كبير تقدر على السيطرة عليه بالقليل من النعومة،
إبتسمت إليه ببراءة وقالت:
نتكلم مع بعض في التليفون نتعرف عن بعض اكثر تجيب لي ورد وشوكولاته تقولي
كلام حلو أقولك كلام حلو ولما نحس ان احنا كويسين خالص نتجوز...
يريدها بجنون ؟... نعم يريدها بجنون الا أن رجائها جعله يعود خطوة إلى الخلف، فرح
حرمت من أبسط حقوقها لذلك سيعطى إليها فرصتها بالدلال، على مضض أوماً إليها
مردفاً:
طيب يلا قومي...
حدقت به بخوف وقالت:
هنروح فين ؟!..
أبتسم إليها بحنان وقال:
طالما هنتخطب يبقى لازم نجيب شبكة قومي يا عروسة نجيب الشبكة...
أتسعت عينيها بسعادة، كانت تخترع أي شيء لتفر من اقترابه منها لم تتوقع أن يقبل
وجعلها تعيش ما تتمناه، سألته بحماس طفلة صغيرة:
بجد یا عثمان.
بجد يا أم حسين..
عاد الضيق لمعالم وجهها فقالت:
بطل تقولي يا أم حسين دي أنا مش بحبها...
سحبها بخفة لتبقي بين يديه وقال بنبرة ساخنة
بس انا بقى بحبها وبتكيفني.
وده ليه ؟!..
أطلق ضحكة عالية وقال بمرح:
عشان بتحرق دمك..
يا الله على كم الاستفزاز الموجود بهذا الرجل، لكن الشجار سيأتي معها بنتيجه
عكسية فالافضل الآن السير بخطة الخطوبة فقالت بإبتسامة:
خلاص يا سيدي طالما بتحبها وتخليك مبسوط أنا راضية يلا بقى نخرج من هنا،
المكان ده بيقبض روحي..
تذكر ما حدث إليها بتلك الشقة وتؤام حسين التي خسرته هنا، أخذ نفسه بهدوء ثم
جذبها وقال:
- هنخرج من هنا عايز أيدك تفضل في أيدي فاهمة يا فرح...
يتحدث معها كأنها طفلة صغيرة يخشي عليها الضياع بالطريق وكان هذا محبب جدا
إلى قلبها فقالت:
فاهمة يا عثمان...
شیما سعيد
بدلال الدنيا سارت معه يده تضم يدها وصل بها لمحل المجوهرات وقفت بتوتر كأنها
بالفعل عروس تختار شبكتها، أشارت على دبلة رائعة من الألماس وقالت:
أنا عايزة دي شكلها حلو أوي...
دقق بالدبلة يري كم هي رقيقة بسيطة فقال:
ماشي ها أم حسين تطلب إيه تاني ؟!...
لا لن يكر فرحتها بهذا اللقب اللعين فقالت:
خلاص مش عايزة حاجة تانية هات أنت بقي دبلة لنفسك...
هنا توقف عقله، دبلة ؟!.. سيخلع دبلة أحلام ويضع محلها دبلة فرح ؟!.. رفع يده
ليرى دبلته وعقله يتذكر كم كان سعيد وقتها وهو يضعها بإصبعه، حدقت به فرح
وقبل أن ينطق وصلت إليها الرسالة فقالت:
دبلتك حلوة وكفاية يلا نمشي...
رأي الحزن واضح على ملامحها فقال:
لا هجيب واحدة كمان احطها فوق دي وأنت اختاري باقي شبكتك...
لا ترغب بالمزيد فقط تود الرحيل، تركته يختار دبلة لنفسها ثم نظر إليها مردفاً:
يعني مش هتختاري حاجة تانية ؟!...
لا مش عايزة..
يبقي اختار لك أنا عندنا كام أم حسين يعني...
قالها متعمد حتى تغضب إلا إنها لم تفعل شئ فقط ظلت صامتة، أختار ودفع
الحساب ثم أخذها من يدها للسيارة وقال:
هعمل مكالمة مهمة برة وأرجع لك متتحركيش من العربية...
أومات بصمت من المؤكد يود الإطمئنان على زوجته وهذا حقه، أغلقت عينيها بتعب
حتي عاد إليها فقالت:
سوق بسرعة بقي أكيد حسين جعانة جدا دلوقتي...
ركز بالطريق أمامه وبعد عشر دقائق قالت بتعجب:
أنت رايح فين ده مش طريق البيت...
صمم أخذ وضع الصامت حتي وصل بها أمام فندق كبير وقال:
انزلي يا فرح.
أنزل أروح فين إحنا هنا بتعمل إيه ؟!...
رأي بعينيها نظرة خوف فضحك بمرح مردفاً:
مالك مرعوبة كده ليه أكيد مش هجيب مراتي عشان أنام معاها في فندق يعني
انزلي...
بقلة حيلة نزلت لياتي إليها ويمد لها يده وضعت يدها بين يديه وقالت بفضول:
احنا بنعمل إيه هنا ؟!...
سار بها وقال:
عمرك شوفتي في حياتك شبكة من غير حفلة خطوبة ؟!...
حفلة خطوبة ؟!...
امممم..
تعالت دقات قلبها وقالت بنبرة صوت مرتجفة
أنت هتعمل ليا حفلة خطوبة ؟!...
كانت المفاجأة الحقيقية عندما رفع كفها لشفتيه واضعا فوق قبلة حنونة قبل أن
يقول:
طبعاً هعملك حفلة خطوبة هي أم حسين تتمنى حاجة وأنا ما اعملهاش بس مش
مفيش معازيم أنا وأنت بس الناس كلها عارفه ان إحنا متجوزين مش عايزينهم يقولوا
علينا مجانين..
أتسعت ابتسامتها بسعادة، أخذ نفسه براحة بعدما تأكد إنه نجح أخيرا برسم البسمة
على وجهها خصوصاً بعد موقف الدبلة، وصل بها أمام غرفة معينة وقال:
في جوا خبيرة تجميل ادخلي نص ساعة بالظبط وتكوني قدامي...
نصف ساعة وخمس دقائق بعدها رآها تنزل إليه من أعلي الدرج، يا الله سبحانه الذي
أعطي إليها كل هذا الجمال، فستان طويل من اللون الوردي وخصلاتها مفرودة على
ظهرها بحرية وعيون مرسومة وآه من سحر عينيها...
صعد الدرج سريعاً ليأخذها، ابتسمت بخجل وهي تراه يرتدي بذلة شيك فعل كل
هذا متي لا تعرف، علقت يدها بذراعه حتى وصل بها لساحة الرقص لتسمع صوت
وائل جسار بأغنية " حلم حياتي" وضع يده على خصرها وتحرك بها مردفاً:
مبروك يا عروسة..
. مفيش أي حد هنا ؟!...
تو
..!ليه ؟
عشان محدش له الحق إنه يشوف الجمال ده كله غيري..
شكراً يا عثمان..
سيبي نفسك ليا وأنا أوعدك تعيشي معايا الجنة..
همست بتوهان
خايفة..
..!مني ؟
من كل حاجة..
متخافيش عيشي كل لحظة حلوة بين أيدي وانسي الدنيا كلها....
حدقت به بحيرة وقالت
عايز مني ايه يا عثمان.
عايزك تبقي مراتي وهعمل كل حاجة عشان تبقى مبسوطة معايا...
برجاء سألته:
بتحبني ؟!..
هبقي كداب لو قولت آه...
شيماء سعيد


انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا