رواية حلاوة ليلة الفصل الثالث عشر 13 بقلم شيما سعيد
رواية حلاوة ليلة الفصل الثالث عشر 13 هى رواية من كتابة شيما سعيد رواية حلاوة ليلة الفصل الثالث عشر 13 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية حلاوة ليلة الفصل الثالث عشر 13 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية حلاوة ليلة الفصل الثالث عشر 13
رواية حلاوة ليلة الفصل الثالث عشر 13
هي فاضية ليه ؟!.
قالتها بتعجب بعدما وجدت السينما خالية، جذبها ليجلس بها بأحد الصفوف
الخلفية مردفا:
عشان نأخد راحتنا...
طيب بنقعد ورا ليه ما المكان قدام فاضي ؟!...
جلس بجوارها ثم جذبها من خصرها لتلتصق به مردفاً بنبرة خشنة:
هما كده المخطوبين بيقعدوا و را عشان محدش يحس بيهم ولا يعرف هما بيعملوا
ايه..
تعجبت من حديثه فعقدت حاجبها مردفة:
بيعملوا إيه يعني ؟!.. أنا مش مستريحه لك خد بالك...
بدأ شرح ما يتم فعله بطريقة عملية، مرر أحد أصابعه على عنقها ببطء مثير هامسا:
بيعملوا قلة أدب فيلم رومانسي والدنيا ضلمة ومحدش حاسس بيهم ورا، فرصة
ذهبية أي بني آدم بيفهم لازم يستغلها......
اللعنة هل هو قادر على السيطرة عليها من لمسة واحدة ؟... نعم فرح فأنت بين
يدين عثمان الراوي، تعالت أصوات أنفاسها قبل أن تقول بتقطع:
دي ناس قليلة الأدب لكن إحنا ناس محترمة، أبعد كده...
قالتها بضعف من أفعاله، نفي بحركة بسيطة من رأسه وقال:
لا إحنا ناس قلالات الادب عادي، ويمكن هما متربيين عننا كمان أنا مفضي لك
المكان خالص عشان نكون على راحتنا..
يا الله ماذا تفعل معه .... مهما حاولت الهروب هنا أو هناك تجد أمامها بوقاحته
ابتعدت قليلاً وقالت:
خد بالك أنا لحد دلوقتي بتعامل معاك بصوت واطي متخلينيش أصوت والم عليك
المكان..
صوتي..
هااا.
ها إيه بقولك صوتي ولا يفرق معايا، وبعدين مالك مرعوبة كده ليه إحنا هنعمل
حاجات المخطوبين بس هسيب الباقي اللي بعد الجواز...
اتسعت عينيها ويده تحاول فتح أول زر من مقدمة ملابسها، وضعت يدها فوق يده
مردفة بغضب:
أحترم نفسك يا قليل الأدب يا سافل مين اللي قالك اللي أنت بتعمله ده حاجات
مخطوبين ؟!... دي حاجات ناس قربت تطلق ارجع ورا كده واتلم بقى...
هذه الفتاة ظالمة ظالمة جدا وهو رجل متلوع تحرقه نيران البعد، حاول إن يجعل
قلبها يميل إليه فقال بنبرة حزينة
براحتك يا فرح أنا بعمل كل حاجة عشان تبقي مبسوطة وأنت مش بتعملي أي
حاجة عشان ابقي مبسوط...
نظرته الحزينة أثرت بها هو بالفعل يفعل الكثير من أجلها لكنها لا تقدر على ما يدور
برأسه، أخذت نفسها بتوتر مردفة:
متزعلش مني أنا مش عايزاك تزعل بس اللي أنت عايز تعمله ده عيب..
حاول إخفاء ابتسامته الوقحة وقال:
عيب إيه بس يا أم حسين أنت فاكره أننا مخطوبين بجد انت مراتي...
معه حق هي زوجته ومن حقه الإقتراب، لا يا حمقاء هل من كلمة منه نسيت ما فعله
معها بعد أول ليلة بينهما ..... حركت رأسها بنفي وقالت:
بعينك الخدامة اللي نضفتها وجبتها من أوضة الخدم أحلوت دلوقتي في عينك
بتضحك عليا يا عثمان ؟... أنا بقولك أهو مش هتقدر تضحك عليا...
رأسها حجر يود لو يكسرها حتي يستطيع العيش معها، لكنها وبصراحة معها حق
بلحظة غضب عمياء قال أشياء لا تصح وتهور بغباء، جذب كفها ثم رفع أمام شفتيه
واضعا عليه عدة قبلات معتذرة مردفا:
حقك عليا...
لم تجيب فوضع قبلة أخري وقال:
المسامح كريم...
ابتسمت فضحك وقال:
ضحكت يبقي قلبها مال تعالي في حضني بقي أصل أنا حالتي صعبة..
نعم ؟!.. هل فعل كل هذا من أجل ما يفكر به ؟!.. ضربته بخفة بصدره مردفة بغضب:
برضو بتلف تلف وترجع لنفس قلة الأدب مش بتحرم؟!...
رد عليها بوقاحة:
يا بنت الناس أنت معاكي نعمة في ستات كتير بتدور عليها دلوقتي فلمي الدور بقى
وتعالي في حضن جوزك يدفيكي...
بالحقيقة تريد منه عناق طويل تشعر بداخله بالأمان لكن كبريائها منعها من الإقتراب
قبل أن تعترض جذبها ووضع أمامها طبق كبير من الفشار وقال:
بصي يا ستي إحنا هنتفق اتفاق أنت تاكلي في الفشار ده وتركزي مع الفيلم وأنا هركز
في حاجه تانية ملكيش دعوة بيها اتفقنا ؟!...
قبل أن تجيب كان وضع قبلة حنونة على رأسها مردفاً بمرح:
يبقي اتفقنا..
لا تعلم لما فعلت لكنها فعلت وضعت كل تركيزها على الفيلم أمامها ويدها تضع
قطعة من الفشار وراء الأخري، أما ابن الراوي كان لديه عمل آخر ممحب جدا لقلبه "
التحرش بفرح" ...
يا الله على نعومة جسدها طراوة لمستها ، رائعة رائعة جداً الآن يود أن يزيد الأمر قليلاً
ويأخذ قبلة يتذوق بها طعم الفشار، مال عليها فقالت بغضب:
وبعدين بقى في يومك مش معدي ده أحترم نفسك...
يحترم نفسه بعدما أشتعل ؟!.. لا على جثته أن يتركها فقال:
بت أنا جبت أخري منك من الصبح عمال ادلع فيكي انك تتلمي وتسيبيني أشوف
شغلي بتسوقي فيها أكثر تعالي بقى كده يا روح أمك...
أتسعت عينيها بفزع مردفة:
يا لهوي أنت هتعمل ايه إحنا في مكان عام...
مهما حاولت هو حسم أمره وليلته الأولي معها متعلقة برأسه ولن يتركها قال بقوة:
طالما الرضا مش نافع معاكي فهغتصبك...
- شيما سعيد -
بعد ساعتين بالسيارة..
كانت تعطي وجهها للشارع ترفض رفض شديد النظر إليه، لا تصدق إنها تركته يتمادها
معها بمكان عام إلى هذا الحد، الأمر كان مخجل ومخزي انتفضت على أثر لمسته
إليها فقالت بغضب:
عايز ايه ؟!..
رفع حاجبه بتعجب من حالها وقال:
في إيه يا فرح من وقت ما خرجنا من السينما وأنت بالشكل ده إيه اللي مزعلك
ده؟
-
هل حقاً لا يعلم ما بها ؟!.. تحدثت بخجل وحزن
أنت بجد بتسأل إيه اللي مزعلني ؟!.. أنا مش عارفه إزاي طوعتك وخليتك تقرب مني
بالشكل ده وفي المكان ده أنت حسستني إحساس بشع كاني كاني...
صمتت بعدما وضعت أحد أصابعه أمام شفتيها يمنعها من الحديث، غضب من معني
حديثها وتفكيرها فقال بغضب:
أنت مجنونة إزاي تقولي على نفسك كده أو تتكلمي كده أنت مراتي مش واحدة
جايبها من الشارع، وبعدين هو أنا عملت ايه يعني كل ده محسساني اني **....
آمال تسمي اللي عملته ده بايه ؟!...
حقا لا يعلم كيف يتعامل معها، أوقف السيارة بمكان معتم ثم مسح على خصلاته
مردفاً:
إسمه تغيير يا فرح بحاول ادلعك وتدلعيني تنبسط مع بعض ونعمل حاجات
مجنونه بحاول اعودك عليا وانك تبقي مبسوطه معايا ده كل اللي حصل، لو أنت
شايفة إني اهنتك باللي عملته فوعدك اني مش هقرب منك تاني بأي شكل.....
فلت لسانها بسؤال تود أن تسمع بعده إجابة تريح قلبها:
أنت ترضي تحط أحلام في موقف زي ده؟....
أتسعت عينيه من المقارنة، لا لا يقبل على عيش نفس التجربة مع أحلام لم يتخيل
حاله مع أحلام بنفس الوضع من الأساس، أحلام بالنسبة إليه روتين معروف بالزواج
إحترام وصورة لا يقدر على الظهور أمامها إلا بها حدق بها وقال:
إيه السؤال ده ؟!..
مع رفضه للإجابة قرر عقلها الاستنتاج بدلاً عنه، شعرت بقهر مرعب وقالت:
إيه أحلام هانم مكانتها أعلى بكثير من إنها تتعامل زي بنات الليل مش كده؟...
صدمته من تفكيرها، هل هي حقا تشعر إنه يتعامل معها كأنها أداة للمتعة ؟!.. حنانه
عليها ودلالها إليه لم يصل إلى قلبها ؟!.. ضرب عجلة القيادة بجنون مردفاً:
أنت بتقولي إيه وازاي تتكلمي بالطريقة دي عن نفسك ؟... أنت شايفاني إزاي أساساً
انا لو كنت بدور على المتعه كنت نمت مع بنت باشا، بس أنت غبية ودي غلطتي من
البدايه اديتك حجم اكبر بكثير من حجمك يا فرح..
شعرت بمشاعر مختلفة لا تعلم إذا كانت على حق أم تمادت بالحديث، جاءت لتفتح
فمها فأشار إليها بقسوة صارخاً:
اخرسي مش عايز أسمع منك كلمة زيادة لأني مش عارف بعدها هيبقى رد فعلي إيه
فاخرسي لحد ما توصل البيت...
أعطت ووجها للنافذة وبكت، شعورها بالضياع يزيد كل يوم عن الآخر، معه تفقد
هويتها وتعيش تحت جناحه مثلما يريد عشر دقائق مروا كالجحيم حتي وقفت
سيارته أمام فيلا الراوي، نزل من السيارة دون أن يعطي إليها إهتمام نزلت خلفه
بخطوات مهزومة ودلفت صعدت الدرج وهو أمامها لتكتمل الليلة بظهور أحلام بروب
أبيض من الستان مردفة:
الليلة دي ليلتي وإلا أنت رأيك إيه يا عثمان ؟....
لم يتوقع بحياته أن تقل أحلام من نفسها وتقف أمامه تطلب حقها به، ليكون بود
الفرار من فرح ويود أن يرد إليها ما قالته بالسيارة إلا أنه لا يريد أن يكون مكان قراره
غرفة أحلام، ألقي نظرة عابرة على فرح التي تتابع ما يحدث بأعين دامعة ثم أخذ
نفسه وقال بابتسامة خفيفة:
عندك حق يا أحلام العروسة اخدت واجبها وزيادة ومن هنا ورايح الايام هتتقسم
بينكم بعدل ربنا، بما ان إمبارح كان يوم فرح فالنهاردة يومك...
اهتزت بعنف لا تعلم إذا كان هذا الاهتزاز منها أم الأرض دارت من حولها ؟!.. فقط
دوران مجهول مصدره جعلها تستند على حافة الدرج، تحكم بنفسها بصعوبة حتي لا
يأخذها بين أحضانه مد يده الأحلام وقال بهدوء:
تصبحي على خير يا أم حسين...
ذهب ؟!.. هل أخذ الأخري وذهب من أمامها حقا ؟!.. أغلقت عينيها حتي لا تري المزيد
ليصل إلي أذنيها صوت انغلاق الباب بالقليل من القوة...
شيما سعيد
بمنزل سليمان..
أخذت تدور حول نفسها بغرفة النوم برعب اليوم انتهت مدتها نعم فسليمان أعطي
إليها مدة يوم واحدة لترتاح عقلها ردد حديثه هسيبك النهاردة عشان تعبانة وبكرا
تجهزي لجوزك حبيبك يا زوزو أرادت الزواج منه لا تنكر إلا أنها لم تضع بحساباتها
فكرة اقترابه منها...
انتفضت من محلها لداخل خزانة الملابس تخفي نفسها بداخلها بعدما وصل إلي
مسامعها صوت باب المنزل خلفه صوت خطوات حذائه الرجولي، دلف سليمان الغرفة
النوم بإبتسامة واسعة وهو يعلم أنها الآن مثل الكتكوت الصغير المبتل، عقد
حاجبه بتعجب من عدم وجودها وقال:
معقولة تكون جبانة لدرجة إنها تسيب البيت وتهرب ..... زينب أنت فين ؟!...
لم يجد منها رد وهذا ما جعله يتوتر، حركة بسيطة من خزانة الملابس جعلته
يبتسم، يا الله كم هي حمقاء، بخطوة سريعة فتح الباب فجأة لتسقط على صدره بلا
سابق إذن، قهقه بمرح وقال:
عملت في نفسك كدة ليه يا صغنن أفرض موتي جوا أشيل انا الجريمة قبل ما
أدخل دنيا ؟!...
نسيت خجلها وضربته بصدره مردفة
بعد كل اللي أنت عملته ده كله بتقول انك لسه مدخلتش دنيا...
أومأ إليها ببراءة طفل صغير وقال:
مش أنت مراتي ؟!..
أومأت إليه فسألها:
جيت جانبك ؟!..
رفضت فقال بابتسامة واسعة:
أهو يعني لسه مدخلتش دنيا غلطت في إيه أنا بقى...
فلتت منها ضحكة ساخرة قبل أن تقول:
واللي قبل كده كانوا ايه يا دكتور ؟!...
جذبها بخفة لتلتصق به وهمس بنبرة خشنة:
تجارب تجارب یا زوزو عشان اکسب خبره تنفعك بعد كدة...
وضعت يدها على صدره تمنعه من الإقتراب منها مردفة:
متلزمنيش خبرتك دي في حاجة...
مالك يا بت من يوم ما اديتك وش وأنت قالبة وشك كده ليه؟... ما كنتي زمان
دايرة ورايا في كل حته وأنا بديكي بالجزمه أنتوا كده صنف ما يملاش عينه الا التراب...
آه يا لعین تقسم أنه سيري على يدها العذاب الالوان، دفعته ليسقط على الفراش ثم
اختفت بالمرحاض ظل لدقيقة متعجب من فعلتها لتكون الصدمة الحقيقية عندما
خرجت
قميص نوم من الستان الأسود يصل إلي ركبتها مع خصلات مفرودة خلف ظهرها،
بخطوات متغنجة أقتربت منه خطوة وراء الأخري حتى وصلت إليه سحبته من
مقدمة ملابسه ليبتعد عن الفراش ثم ألقت جسدها فوقه مردفة بنعومة:
تصبح على خير يا بيبي..
نعم ؟!.. يصبح على خير بعد كل هذا ؟!.. سألها بتردد:
يعني إيه لا مؤاخذة عشان مش فاهم؟!...
حركت كتفها بنعومة ثم سحبت الشرشف لتضعه فوق جسدها مردفة
هو إيه اللي يعني إيه غيرت هدومي وهنام فبقول لجوزي حبيبي تصبح على خير يا
بيبي كده أنا غلطت ؟!...
جذبها من فوق الفراش لتقف أمامه وعينيه تأكلها أكلا وقال:
يعني أنت عايزه تفهميني وتدخلي جوه دماغي ان بعد قميص النوم الروعه ده
وشكلك اللي يجنن ناوية تنامي وانا في حالتي دي...
أومات إليه بهدوء مردفة:
امممم ناوية أنام وأنت كمان لازم تنام عشان تصحى مصحصح لشغلك...
ده عند أمك أنا قتيل الليله دي...
نفت بحركة بسيطة من رأسها وقالت:
على عيني والله يا بيبي انيمك مكسور الخاطر بس مينفعش...
اتسعت عينيه بشك مردفاً:
هو ايه اللي مينفعش ؟....
أشارت بأحد أصابعها على راسه وقالت:
اللي في دماغك مينفعش وأنت دكتور نسا وأكثر واحد عارف بالحاجات دي فزي
الشاطر كده تروح تغير هدومك وتنام الخمس أيام دول بهدوء ومن غير مشاكل...
كأنها أوقعته ببحر من الماء المثلجه بعز الشتاء، سألها برجاء:
زينب بلاش الهزار في الحاجات دي...
مش بهزر.
يعني بجد ؟!..
امممم بجد..
طيب اتنيلي اقلعي اللي أنت لابساه ده والبسي أي عبايه ونامي...
شهقت برفض وقالت:
لأ طبعا عايزني أنام شكلي وحش جنب جوزي عشان تبص بره یا سلیمان؟! انا عايزه
أفضل دايما كده في عينك حلوة...
لم يتحمل سليمان الكثير من الدلال فترك اليها الغرفه وذهب مردفاً:
أنا هروح أنام لوحدي في الخمس ايام دول واياكي تقربي من باب اوضتي منك لله يا
شيخة..
ضحكت بمرح بعد ما أغلق الباب خلفه وقالت:
هو أنت لسه شوفت مني حاجة صبرك عليا هلففك حوالين نفسك زي ما لففتني
حوالين نفسي..
شيما سعيد
بفيلا الراوي..
دلفت فرح لغرفة والدتها بخطوات ثقيلة، دموعها على خديها مثل الأمطار، حدقت بها
السيدة عزيزة برعب مردفة
مالك يا فرح يا بنتي فيكي ايه ؟!...
بها نيران وعقلها يرسم خيالات بشعة لا تقدر على تحملها، ألقت جسدها على صدر
والدتها بقهر وبكت بكت بقلب ألمه يزيد مع كل دمعة تسقط منها لتقول السيدة
عزيزة
في إيه يا فرح بلاش توجعي قلبي عليكي...
ابتعدت عن والدتها قليلاً وقالت بنبرة مرتجفة:
عثمان يا ماما عثمان راح ينام عند أحلام...
طيب وفيها إيه يا بنتي دي مراته وحقه...
زوجته وحقه ؟!.. نعم فرح زوجته أنت الضلع الثالث وليس لديك أي محل من
الإعراب بحياتهما، لم تجد بداخلها قدرة على تحمل الحقيقة فاغلق عينيها ثم
انكمشت حول نفسها بالفراش، تنهدت عليها السيدة عزيزة ووضعت كفها على
خصلاتها تقرأ عليها بعض آيات القرآن...
شيما سعيد _
بغرفة أحلام.
أغلقت الباب عليهما وقالت:
حضرت لك الحمام أدخل خد لك شاور...
نعم هذا أفضل حل يدلف إلى المرحاض ويبتعد، ذهب للداخل بخطوات سريعة
واغلق الباب خلفه، مسح على خصلاته بتعب مردفاً:
هو في إيه بالظبط يا عثمان مش دي أحلام اللي فضلت سنین هتموت عشان
تلمسها دلوقتي بتهرب زي العيل الصغير إللي بيهرب من الواجب ؟!..
خلع عنه ملابسه ثم ألقي بجسده بداخل حوض الاستحمام ، أغلق عينيه بتعب عقله
مشوش لا يعلم ماذا يريد أو من يريد لا يصدق إنه يفر من أحلام ويركض خلف فرح
حتي لو سيحصل بالنهاية على إبتسامة واحدة منها.
دقات خفيفة على باب المرحاض جعله يفيق من تفكيره ويقول:
- خير ؟!...
- اتأخرت أوي يا عثمان أنت كويس ؟!...
- ما هذا يا عثمان كأنك فتاة بليلة زفافها تفر خلف باب المرحاض، زفر بضيق وقال:
- دقيقة وطالع يا حبيبتي..
- بالفعل أقل من دقيقة وكان يقف أمامها فقالت بابتسامة خجولة:
- تحب تتعشى ؟!...
134 10:02 PM
14
1
قناة حلاوة ليلة للكاتبة شيما سعيد 3
- يا ريت أي شئ يأخذ من وقته، عثمان ماذا بك يا راجل ؟!... نفي بهدوء وقال:
- لا مش جعان تعالي في حضني..
- رفعت عينيها إليه بشك ثم سألته بنبرة متوترة:
- بجد یا عثمان عايز تقرب وإلا هتعمل زي المرة اللي فاتت وتبعد عني، لو هتعمل كدة
بلاش أنا مش هتحمل حاجة زي دي تاني إحساس بشع هموت لو حسيت بيه مرة
تانية والله...
- هل حقاً إحساس الرفض جعلها تتألم ؟!... ماذا عن إحساسه هو سنوات طويلة من
رفضها إليه ؟!... يكفي عثمان يكفي لأول مرة يكتشف أنه طوال السنوات الماضية لم
يحاول حتي محاولة واحدة ليقترب بها من أحلام...
نظراتها جعلته يشعر بالشفقة عليها، ابتسم إليها بحنان وقال بكذب:
- بعدت المرة اللي فاتت عشان خوفت تكوني مش عايزة...
- ابتسامة بنعومة وقالت:
- لا عايزة وعايزة أوي كمان...
- مع نهاية جملتها نفذ طلبها أخذها بين أحضانه بحنان ثم ألقي بجسدها على الفراش
وهو فوقها، وهنا آت بعقله سؤال فرح هل يود الإقتراب من أحلام مثلما يفعل مع
فرح ؟!... وكانت الإجابة لها يشعر أن جسده يضع بينه وبين أحلام حدود واضحة مثل
الشمس لا يضعها مع فرح بالعكس مع اقترابه منها يفقد عقله ويصبح الأمر عبارة
عن ساحة من الجنون..
أنتهي لينام بجوارها ويضعها على صدره مردفاً:
- تصبحي على خير ؟!...
- كنت مبسوط معايا يا عثمان ؟!...
مبسوط ؟!.. لا يعلم حقا لا يعلم، أخذ نفسه بهدوء ووضع قبلة حنونة فوق رأسها
مردفا:
_ المهمة أنت كنتي مبسوطة ؟!..
أومات إليه مردفة:
_ امممم جدا..
_ هل شعر الآن بالنصر ؟!.. نعم شعر فقال بإبتسامة:
_ تصبحي على خير يا أحلام..
أغلق عينيه سينام حتى ينتهي هذا اليوم المرهق جدا بالنسبة إليه مر من الوقت ما
مر ليستيقظ على صوت دقات عالية على باب الغرفة، قام من محله بقلق لتفتح
أحلام عينيها مردفة:
_ هو في ايه ؟!..
فتح باب الغرفة ووجد السيدة صفية أمامه فقال بقلق :
_ في إيه يا دادة ؟...
_ الست فرح مولعة نار ومش معانا خالص عملت كل حاجة عشان حرارتها تنزل بتزيد
يا عثمان بيه..
بسرعة البرق ذهب لغرفتها لتقول صفية:
_ هي في أوضة امها مش هنا...
دفع الباب المجاور لبابها ليراها وجهها أحمر مثل الجمر وضع كفه عليها ليسحبها
بنفسها اللحظة بذهول، فرح تروح منه حملها بين أحضانه برعب متجه للخارج مردفاً:
_ فرح فتحي عينك حقك عليا مكنتش أعرف إن هيحصل فيكي كدة..
شیما سعید_
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
