رواية البحث عن الزمن الفصل الاول 1 بقلم هاجر نور الدين
رواية البحث عن الزمن الفصل الاول 1 هى رواية من كتابة هاجر نور الدين رواية البحث عن الزمن الفصل الاول 1 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية البحث عن الزمن الفصل الاول 1 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية البحث عن الزمن الفصل الاول 1
رواية البحث عن الزمن الفصل الاول 1
_ إنت قصدك إي إن البتاع دا إن شاء الله هيشتغل؟
كنت موجه سؤالي لصاحبي وإحنا راكبين الإختراع اللي إخترعهُ وبينقل الناس في الأزمنة وبيرجع بالزمن.
ودا بعد ما ركبنا وحدد المدة الزمنية اللي عايزين نرجعلها ولكنهُ قال إن شاء الله يشتغل المرة دي.
رد عليا وهو مبتسم بلا مبالاة وقال:
= أصل جربتهُ مرتين قبل كدا ومشتغلش فـ أعتقد لسة في حاجات محتاجة تتعمل عشان يخلص بشكل نهائي ولكن كل تجربة بتوضحلي إي العطل اللي فيه وهنشوف دلوقتي.
بلعت ريقي بقلق وقولت بتساؤل:
_ وإنت بقى حطيت المدة اللي إتفقنا عليها ولا لأ؟
إتكلم للمرة التانية بلا مبالاة وقال وهو متحمس يعرف العطل الجديد:
= ياعم ضربت آي رقم بس للتجربة وبعدين هنشوف.
إتكلمت بصدمة وخضة وقولت:
_ الله يخربيتك إزاي يعني تعمل حاجة زي دي إحنا متفقين تحدد نرجع يومين بس!
رد عليا بمنتهى البساطة وقال:
= ياعم مش هشتغل متقلقش نفسك يعني هو لسة فيه أعطال لازم تتصلح.
إتكلمت بتساؤل وقولت بقلق:
_ وعلى كدا بقى المدة اللي حددتها قد إي؟
رد عليا وقال وهو باصص في دفتر الإختراع بتاعهُ:
= مش فاكر والله كتبت سنة 1970 تقريبًا.
لطمت على وشي وقولت بتوتر وإنفعال:
_ الله يخربيتك تاني يا أخي إفرض البتاع دا إشتغل!
إتكلم وهو بيبصلي بنظرة ثقة:
= إخرس بقى شوية قولتلك مش هيشتغل انا متأكد لسة في أعطال.
فضلت واقف متوتر وكان فاضل 15 ثانية والمدة تخلص،
عدوا كأنهم 15 سنة من التوتر والقلق.
فاتوا الـ 15 ثانية عشان الباب يتفتح ونلاقي نفسنا بنطُل على شارع فاضي بالنهار، إحنا كنا فوق سطح وسيم صاحبي إزاي جينا هنا!
بصيت لـ وسيم اللي كان بيبصلي بعدم فهم وصدمة هو كمان ولكن قال بإبتسامة متوترة:
= شكلهُ كدا إشتغل.
صرخت ومسكتهُ من رقبتهُ وأنا بخنقهُ وبقول:
_ أقتلك دلوقتي ياللي تتشل، يا أخي يلعن دي معرفة ويلعن دي صحوبية ويحرق اليوم اللي شوفتك فيه.
فضل شوية يحاول يبعدني عنهُ لحد ما بعدت عنهُ عشان مقتلهوش وأنا مش عارف أسيطر على أعصابي وغضبي.
فضل ياخد نفسهُ ويكُح وبعدين قال بهدوء:
= متقلقش يا فريد أنا هعمل زيها وهرجعنا تاني لحسن الحظ معانا الكتالوج اللي كتبت فيه كل خطوة لعمل الإختراع دا ومعاك المخترع نفسهُ.
بصيتلهُ بقرف وغضب عارم وبعدين سيبتهُ وخرجت برا حِتة الحديدة اللي فصلت دي.
كان الطريق فاضي والدنيا صبح بدري،
الشجر وريحة الهوا النضيف في كل مكان.
كذا حد عدا من قدامنا بعجلة رايح شغلهُ،
لبيهم غريب جدًا وقديم بشكل فظيع، زي السبعينات بالظبط.
وليه زي ما إحنا في السبعينات فعلًا!
بس الحقيقة هما اللي كانوا بيبصوا لينا بإستغراب وسخرية.
إتكلمت وأنا بجز على سناني وبحاول أكون هادي وقولت:
_ إتفضل بقى قولي هنعمل إي دلوقتي يا جهبز العلم وترعة المفهومية إنت!
إتكلم بتفكير وقلق وقال وهو بيتابع الشارع والناس اللي بدأت تنزل شغلها والمدارس:
= إن شاء الله هتتحل، محتاجين بس دلوقتي مكان نبات فيه عشان نعرف نفكر هنبدأ منين وننام اليومين دول فين لحد ما الجهاز يخلص.
إبتسمت بتريقة وقهرة وقولت وأنا بهز راسي:
_ بالظبط كدا، هنجيب الشقة دي منين بقى وإحنا معناش فلوس؟
إتكلم بثقة وإبتسامة وقال:
= دا الحمدلله إن معاك أنا ودا لأني معايا 200ج بحالها في جيبي وعارف الـ 200ج دي بكام دلوقتي؟
مسحت على وشي بحاول مقتلهوش بكل الطرق دلوقتي على قد ما أقدر وقولت بهدوء ما قبل العاصفة:
_ والـ 200ج اللي إنت فرحان بيها دي هما هنا مش معترفين بيها يا أغبى ما أنجبت مصر، يعني إحنا دلوقتي شحاتين.
حط إيدهُ على بقهُ بصدمة وقال:
= يا مراري بجد يا مراري، هنعمل إي دلوقتي؟
سابني وراح قعد على الرصيف وهو حاطط إيديه على راسهُ،
روحت ناحيتهُ وقومتهُ من لياقة قميصهُ وقولت بغيظ:
_ بقولك إي قوم شوف هنعمل إي عشان قسمًا بالله إنت حر ممكن أقتلك هنا ومحدش هنا يعرفك ولا هيسأل فيك لما تغور!
قام وقف وهو خايف مني وبعدين بدأنا نمشي في الشوارع،
الناس غير الناس، الشوارع غير الشوارع!
حتى ريحة الهوا والطريق غير، كل حاجة هنا جميلة،
هادية وراقية برغم بساطتها، ولكن برضوا الجنة متبقاش جنة من غير أهلك وناسك والحياة اللي متعود عليها.
كانت الناس بصالنا بإستغراب وهما مش فاهمين إي العبط اللي عاملينهُ في نفسنا دا ودا حقهم طبعًا إحنا الدخلاء عليهم.
بعد مشي طويل من غير فايدة خبطت على كتف صاحبي 3 مرات بعنف قاصد وقولت بغضب وإنفعال:
_ وبعدين ياللي بتتصرف من دماغك وغورتني معاك وبعدين!
قبل ما يرد عليا كان في راجل كبير في السن شوية قاعد قدام محل الأنتيكات بتاعهُ قام وقرب مننا وقال موجهلي الكلام:
= إي يابني صوتك العالب دا مينفعش كدا في نص الشارع وتزعج الناس، وإي اللي عاملينهُ في نفسكم دا!
خلص كلامهُ وهو بيشاور على هدومنا بتعجب وقرف،
إبتسمت بهدوء وقولت وأنا كاتم غيظ جوايا:
_ حقك عليا ياعم الحج، دلوقتي عندك مكان نبات فيه وندفع إيجارهُ بعدين بعد ما نلاقي شغل ودا لأننا خسرنا البيت اللي كنا فيه ومش لاقيين شغل دلوقتي وكمان زي ما إنت شايف وصلنا لحالة صعبة ولابسين الهدوم دي!
سكت شوية بيتأملنا وبعدين قال:
= الله يا إبني عندي المكان بس المقابل هيختلف، وبعيد عن طريقة كلامك الغريبة والغير معتاد عليها بس هو الجيل الجديد شكلهُ هيبقى منيل كدا.
غمض وسيم عينيه وقال بإبتسامة أسف:
_ معاك حق والله يا جدي، دا هيبقى أسوء مما تتخيل والله كمان الحمدلله إنك توفيت وخلصت من القرف دا وعيشت في الزمن الجميل دا والله.
خبطتهُ في كتفهُ والراجل إتكلم وهو بيبصلنا بصة إستغراب ونظرة المجانين وقال:
= توفيت إي يابني إنت جاي تقُر عليا ولا إي؟
إتكلمت بسرعة عشان ألحق أعالج الموقف وقولت:
_ حقك عليا يا حج، هو بس مش بيعرف يتكلم لسة بنعلمهُ الكلام، المهم يا حج فين الشقة دي وإي المقابل بالظبط؟
رد عليا وقال بهدوء:
= عندي الشقة بتاعتي ساكن فيها لوحدي ممكن اأجرلكم اوضة وتشتغلوا معايا هنا في المحل لأني مش قادر على الشغل لوحدي ويبقى مقابل العيشة معايا.
إتكلم وسيم وقال بإنفعال:
_ لأ ياعم الحج يعني إي يعني هتشغلنا بتمن قعدتنا طيب وأكلنا وشربنا يرضي مين دا يعني؟
مسكت رقبتهُ وقولت بغيظ وأنا بعض في شفايفي بغضب وغل:
= وإنت يعني ناوي تعمر فيها مش عايز أسمع صوتك خالص عشان وحياة ربنا المرة الجاية يا هموتك يا هقتلك.
الراجل الكبير فك بينا وهو بيقول بتوبيخ ليا:
_ إي النبرة والطريقة اللي بتتكلم بيها دي يا ولد،
حتى لو بتكلم زميلك ومن سنك تأدب مينفعش كدا، وبعدين أكيد العيشة معايا تشمل أكلكم وشربكم.
بعدت نظري بغيظ عن وسيم وقولت للراجل:
= حاضر يا حج، خدنا للشقة وإحنا موافقين.
رد عليا بهدوء وقال وهو رايح للمحل بتاعهُ:
_ ثواني أقفل المحل عشان نطلع.
سابنا وراح ناحية المحل بتاعهُ يقفل،
إتكلم وسيم وهو مبتسم وبيبص حواليه وقال:
_ تيجي نعيش اليومين اللي هنعيشهم هنا دول ونستغل إننا كان نفسنا نرجع للزمن القديم ومعانا موبايلاتنا ممكن نصور؟
إتكلمت وأنا بحاول اكون هادي وباصص الناحية التانية عشان مشدهوش من شعرهُ:
= مش عايز أسمع صوتك لأني لحد دلوقتي مش مستوعب اللي بيحصل واللي أنا فيه.
خلصت كلامي ولفتت نظري بنت من طلاب الجامعة اللي خارجين ومروحين، قد إي جميلة وملامحها طبيعية ورقيقة.
قد إي بسيطة ولبسها محتشم نوعًا ما،
الرقة والهدوء والكسوف الممزوج بالحياء والحلاوة حاجة بجد مشوفتهاش غير في الأفلام او يمكن قليلة في زمني.
كان وسيم عمال بيتكلم وأنا في وادي تاني،
كل البنات اللي ماشيين نفس اللبس والطريقة بس هي اللي شدتني.
حاسس إني معجب بيها بس لوهلة إفتكرت إن لو بالعمر هي أكبر من ستي نفسها، ولكن برضوا مش قادر اشيل نظري عنها.
كان هاين عليا أروح أتعرف عليها ولكن سمعت صوت وسيم وهو بيصرخ.
لفيت وشي ناحيتهُ بخضة لقيتهُ بيجري ورا واحد بيجري بالعجلة.
جريت معاه وأنا بقول بتساؤل وأنا نش فاهم حاجة:
_ في إي اللي بيحصل!
إتكلم وسيم وهو مخضوض وبيقول بسرعة وهو بيجري:
= الواد دا شد مني الكتالوج بتاع الآلة إلحقهُ يا فريد معايا.
إتكلمت بصدمة وأنا بزود سرعتي:
_ الكتالوج إتسرق!
يعني مش هنرجع!
والله يا وسيم الكلب لما نرجع بس ليك عندي علقة ترقدك سنة في السرير.
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
