رواية البحث عن الزمن الفصل الثاني 2 بقلم هاجر نور الدين

رواية البحث عن الزمن الفصل الثاني 2 بقلم هاجر نور الدين

رواية البحث عن الزمن الفصل الثاني 2 هى رواية من كتابة هاجر نور الدين رواية البحث عن الزمن الفصل الثاني 2 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية البحث عن الزمن الفصل الثاني 2 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية البحث عن الزمن الفصل الثاني 2

رواية البحث عن الزمن بقلم هاجر نور الدين

رواية البحث عن الزمن الفصل الثاني 2

_ الواد دا شد مني الكتالوج بتاع الآلة إلحقهُ يا فريد معايا.
إتكلمت بصدمة وأنا بزود سرعتي:
= الكتالوج إتسرق!
يعني مش هنرجع!
والله يا وسيم الكلب لما نرجع بس ليك عندي علقة ترقدك سنة في السرير.
بعد وصلة جري كبيرة وكتيرة وكأن الشاب دا مركب في رجليه عجلات مقدرناش نمسكهُ وإختفى من قدام عنينا.
وقفنا بناخد نفسنا وساندين على ركبتنا،
بصيت ناحية وسيم بغضب واللي قال بحزن وإستياء:
_ أنا مش فاهم إي الموضوع دا بجد والله حتى في الزمن اللي إسمهُ الدمن الجميل في حرامية؟
وقفت عدل وأنا باصصلهُ بغضب وقولت وأنا بجِز على سناني:
= وحد كان قالك إن السرقة دي إكتشوفها في الألفينات ولا إي!
بقولك إي مش عايز عته ولا كلام مالهوش لازمة، شوف هتعمل إي وهتتصرف إزاي عشان أنا جبت أخري منك.
فضل واقف شوية وأنا سيبتهُ بيكلم نفسهُ ومشيت لما قال:
_ طيب هو واخد شوية ورق يعمل بيهم إي طيب يسرق فلوس أو موبايل لكن ورق ليه هو آي سرقة وخلاص!
بعد شوية رجعنا تاني للمكان اللي كنا فيه بصعوبة ودا لأننا لسة مش عارفين الطُرق ورجعنا قدام محل الراجل الكبير اللي أول ما شافنا قال بقلق وتساؤل:
_ في إي يا ولاد إختفيتوا مرة واحدة كدا ليه؟
قبل ما نرد عليه في واحد جالهُ من سننا وقال بإبتسامة عريضة وواسعة وهو بيسلم عليه بعشم كبير:
= عمي طه حبيب قلبي، ليك واحشة والله.
سلم عليه الراجل اللي إكتشفنا إن إسمهُ طه وقال بعتاب:
_ لسة فاكر إن ليك عم تسأل عليه يا وغد؟
رجع الولد دا إتكلم تاني وقال بإحراج وهو بيمسح على شعرهُ:
= حقك عليا يا عمي والله كان ورايا مشاغل كتير بخلصها…
قطع كلامهُ لما لاحظ وجودنا وبصيلنا من فوق لتحت بتعجب ونظرات مشمئزة وكمل بتساؤل:
_ مين الناس الغريبة دي يا عمي تعرفهم؟
رد عليه الراجل الكبير وقال:
= أيوا يابني دول ضيوفي واللي هيأجروا مني أوضة في الشقة بتاعتي وكمان هما تقريبًا لبسهم غريب عشان هما مش من هنا، إبقى عرفهم الموضة بقى يا صالح وصاحبهم.
ضحكوا الإتنين وسط ذهولنا ومتابعتنا للحوار دا، 
هو السبعيناتي دا اللي هيعلمنا الموضة!
طيب المهم إن الولد دا كان مبتسم ومرحب بينا وقال وهو بيسلم علينا:
_ دا كدا يبقى حاجة عال العال خالص، أنا كمان لسة جاي من برا بعد ما خلصت جامعتي ويعتبر معنديش صحاب هنا أوي زي ما كنت صغير، إنتوا كنتوا فين برا بقى؟
رد عليه وسيم وهو مبتسم وقال بثقة:
= في العين السخنة.
خبطتهُ في جنبهُ وأنا بضحك بتصنع وقولت للشاب اللي إسمهُ صالح:
_ هو بيحب يهزر كتير، كنا في تايلند.
ضحك صالح وقال:
= أيوا سمعت عنها كتير وإنها بلد جميلة بس مجاتش الفرصة وروحت إن شاء الله لو قررت أسافر قريب هروحها معاكم.
ضحكت وأنا بسقف كف بكف وقولت:
_ طبعًا هنروح كلنا إوعي متجيش!
رد عليا بمنتهى السذاجة لأنهُ أكيد مفهمش الإفيه:
= طبعًا هاجي ودا إسمهُ كلام يعني.
طبطبت عليه وقولت بإبتسامة شفقة:
_ إنت طيب أوي يا صالح، ياريت كنت مؤدب ومحترم زيك كدا مكنتش صاحبت البهيم اللي جنبي دا.
إتكلم صالح بعتاب وسط صدمة وسيم اللي باصصلي بتعقيد حاجب وقال:
= لأ لأ متقولش كدا إنتوا الإتنين محترمين جدًا باين عليكم ولاد ناس، كدا أنا هقعد مع عمي برضوا الفترة دي لأني كنت من حوالي إسبوعين بخلص شغل وجيتلهُ تاني، يعني هنبقى عيلة واحدة.
بعد شوية كلام وترحيب وأحيانًا مجارية في الكلام قفلنا محل الحج طه وروحنا البيت بتاعهُ.
كان بيت بسيط جدًا جدًا، بيت جميل وهادي نفس البيوت اللي بنشوفها في أفلام الأبيض والإسود.
الباب الناحيتين اللي شباكهُ زجاج والعفش البني القديم اللي ريحتهُ دفى وحنين.
كان البيت يرتاح ليه القلب والعيون، 
قعدنا وكانت زوجة الحج طه متوفية وكذلك والد ووالدة صالح عشان كدا عايش مع عمهُ.
حضروا الغدا وقعدنا كلنا إتغدينا والحقيقة كنا جعانين جدًا،
بعد الأكل وإحنا بنشرب الشاي خدت وسيم ودخلنا الأوضة بتاعتنا وقولت بتحذير وإستياء:
_ لازم تتصرف وتفتكر خطوات الجهاز دا عشان نعرف نرجع لأهلنا قبل ما ينصبوا الصوان علينا.
كان باين عليه الحزن والتأثر هو كمان وقال:
= أنا زيي زيك والله عايز أرجع،
أنا مكنتش عارف إنهُ هيتشغل المرة دي بجد، أنا لو أعرف كدا مكنتش هببت اللي هببته وحطيت آي رقم وخلاص.
كان صعبان عليا هو كمان بس اللي عملهُ مخليني عايز أقوم أديلهُ قلمين على وشهُ.
سابني بعدها وخرج يشوف دفتر وقلم مع صالح يراجع فيه الجهاز، طلعت البلكونة الواسعة اللي بتبقى في أوض شقق زمان.
كان وقت المغربية كدا، الشمس بتغيب والمنظر الطبيعي مع الأشجار والعصافير جميل ويخليك تحب الواقفة.
في اللحظة دي عارفين إي اللي حصل؟
زي ما بنشوف في أفلام الأبيض وإسود بالظبط وكأني دخلت جوا فيلم مش رجعت بالزمن.
شوفتها تاني، شوفت البنت اللي كانت راجعة من جامعتها في الشارع، ولكن المرة دي شوفتها في البلكونة بتاعتها بتسقي الزرع.
كانت مبتسمة وجميلة ومشغلة أحدث أغنية لعبد الوهاب رحمة الله عليه، ولا هو لسة عايش صح، مكنتش مركز مع آي حاجة غيرها.
بقى معقولة دي خلاص مبقتش موجودة تاني،
إتوفت، لحظة بعيد عن حتة القمر دي يعني إحنا دلوقتي عايشين وسط متوفيين!!
خوفت شوية ولكن إستعدت رشدي وقولت بيني وبين نفسي:
_ لأ مش متوفيين أو أموات عشان أنا في عصرهم يعني عايشين زيي زيهم.
خلصت جملتي ورجعت من تاني بصيت ناحية البنت ولقيتها باصة عليا بإستغراب وأول ما بصيتلها إتكسفت ودخلت من البلكونة بإحراج من إني شوفتها.
ضحكت بصراحة وبصيت على نفسي وكنت لابس كاچوال عادي وأوڤر سايز، ولكن مكانش في وقتها صح الحاجات دي.
دخل بعدها وسيم مع صالح وقال صالح بإبتسامة وحماس وهو شايل مجموعة هدوم في إيديه:
_ مينفعش بقى تبقوا هنا بنفس لبس تايلند الغريب دا،
دول شوية أطقم جميلة وراقية جدًا آخر صيحات الموضة نقوا منهم اللي يعجبكم.
إبتسمنا وشكرناه لأن فعلًا حتى لو مش عاجبنا لبسهم لازم نبقى زيهم لأننا في زمنهم وعصرهم ووقتها إحنا اللي هنبقى أضحوكة.
بصراحة معجبنيش حاجات كتير جدًا ولكن إختارت الحاجات الكلاسيك والهادية فيهم، زي القمصان والبناطيل الكلاسيك وتيشرتات نص كم سادة.
غيرنا هدومنا بعد ما خدنا شاور وبدأ وسيم يكتب ويرسم في الجهاز من أول وجديد وهو بيحاول يفتكرهُ.
كنت قاعد جنبهُ وباصص عليه وهو بيعمل كدا وبمنع نفسي كل شوية إني أضربهُ بالقلم على قد ما أقدر لحد ما قولت بغيظ:
_ نفسي أفهم بس أنا صاحبتك ليه إن ما شوفت يوم حلو وعدل معاك يا أخي، حتى في المصيبة دي ساحلني معاك!
إتكلم وسيم وهو مندمج في اللي بيعملهُ وقال:
= سيبني في حالي أركز بقى، روح شوف نفسك دلوقتي وشوف هتعمل إي.
قومت وقفت وأنا برفع إيدي وكنت هضربهُ بس الباب خبط،
إستنيت حد يفتح الباب ولكن شكلهم مشغولين أو مش سامعين.
روحت ناحية الباب وفتحتهُ بملل ولكن سرعان ما إتحول الملل دا لدهشة وسعادة لما لقيتها نفس البنت.
هي إتكسفت وإتحرجت لما شافتني وقالت وعيونها في الأرض:
_ أنا أسفة شكلي خبطت على شقة غلط عن إذنك.
كانت هتمشي بس قولت بسرعة:
= لأ لأ إستني مش عايزة عم طه؟
بصتلي بإستغراب وقالت ولسة عيونها حيرانة بين الأرض وبيني لثانية:
_ أيوا أونكل طه موجود؟
إبتسامتي وسعت لما رجعت وقفت من تاني وقولت بتساؤل من غير ما آخد بالي غير من عينيها العسلية:
= موجود أيوا، إنتِ مرتبطة؟
بصتلي بتعجب وقالت بتعقيدة حواجب:
_ مرتبطة!
خبطت على راسي وقولت بتصحيح ونفس الإبتسامة:
= أقصد يعني مخطوبة؟
فضلت بصالي بإستغراب ثوانٍ ولكن بسرعة نزلت نظرها في الأرض وقالت بعد ما خدودها إحمروا:
_ مش فاهمة إي سبب سؤال حضرتك بس أنا عايزة أونكل طه بعد إذنك.
قبل ما أرد عليها جه الحج طه من ورايا وقال بتساؤل:
= في إي يا إبني مين اللي بيخبط.
وسعتلهُ شوية من قدام الباب ولكن كنت لسة واقف وبعد ما شافها إبتسم وقال:
_ هو إنتِ يا غزل يا بنتي معلش كنت بصلي المغرب.
إبتسمت وقالت وهي بتديلهُ فلوس:
= ولا يهمك يا أونكل طه، بس ماما بعتتني عشان أوصل لحضرتك الإيجار.
إبتسم وقال بعد ما خد منها الفلوس:
_ أهو دايمًا تدفعوا قبل كل الناس كدا وعشان كدا عمري ما أغلي الإيجار عليكم أبدًا.
ردت عليه وقالت قبل ما تمشي:
= شكرًا يا أونكل عن إذنك بقى.
وقبل ما تمشي لفت ناحيتي وبصتلي وأنا في الحقيقة غمزتلها وهي شهقت وجريت من قدامي، للمرة التانية بتغابى وقبل ما أخبط نفسي خبطني عم طه على راسي وقال بتحذير:
_ إي اللي هببتهُ دا يا ولد إنت لعوب؟
بصيتلهُ بتعقيدة حاجب بعدم إستيعاب ولكن الضربة وجعتني وكنت حاطط إيدي عليها ولكن قولت بإبتسامة:
= سيبك بس من كل دا يا عم طه مي البنوتة الحلوة دي؟
قبل ما يرد عليا جه صالح من جوا جري وهو بيقفل أخر زرار في القميص وقال وهو بياخد نفسهُ من الإستعجال:
_ فين غزل هي مشيت؟
بصيتلهُ بتضييقة عين بشك وغيرة نوعًا ما وقولت بتساؤل:
= وإنت مالك بيها يعني هي خطيبتك؟
رد عليا بإبتيامة واسعة وقال:
_ يسمع من بُقك ربنا بس هي توافق بس وترضى.
كنت باصصلهُ نظرة الشر بتاعت تامر حسني في فيلم عمر وسلمى ومش عارف أرد أقول إي غير:
= لأ يارب ما يسمع مني، مالكش دعوة بيها بقى عشان إشتكت لعم طه منك وإنك مضايقها، عادي تقبل الموضوع شوف غيرها شوف غيرها.
وقف باصصلي وهو مصدوم وتقريبًا قلبهُ إتكسر وإتسمر مكانهُ بدون حركة، لكن عم طه كان متابع الحوار وهو مش فاهم آي حاجة من اللي بتحصل قدامهُ ولكن بصلي وقال بتساؤل:
_ هي إشتكتلك بالنيابة عني من صالح؟
هو عملها إي؟
عدلت هدومي وسيبتهم واقفين ونزلت بسرعة على السلم وقولت لعم طه وأنا باشورلهُ على التمثال اللي جنبهُ:
= لأ إبقى أسأل إبن أخوك بقى وعقلهُ يمنفعش برضوا بنات الناس مش لعبة.

 انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا 
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا