رواية حلاوة ليلة الفصل التاسع 9 بقلم شيما سعيد
رواية حلاوة ليلة الفصل التاسع 9 هى رواية من كتابة شيما سعيد رواية حلاوة ليلة الفصل التاسع 9 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية حلاوة ليلة الفصل التاسع 9 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية حلاوة ليلة الفصل التاسع 9
رواية حلاوة ليلة الفصل التاسع 9
يعني إيه كاميرات المراقبة مش جايبة أي حاجة ليها وهي بتخرج ؟!...
نطق بها عثمان بغضب ليبتلع الحارس ريقه بتوتر مردفاً:
الكاميرات قدام حضرتك اهي يا عثمان بیه فرح هانم مخرجتش من الباب
الاساسي..
تلعب معه وبلعبها معه خسارة كبيرة لها، ضرب أحد المقاعد أمامه بقوة ليسقط أرضا
ثم قال:
ساعة بالظبط وتعرف لي مكانها فين وخرجت من أي باب.....
نسأل اللي إسمها صفية دي يا باشا ما المرة اللي فاتت هي اللي طلعتها...
أوماً إليه بالقليل من الأمل لأنه يعلم إن ذكائها منعها من إستخدام صفية مرة أخري
بعد كشفها، ثواني وكانت السيدة صفية تقف أمام بخوف فقال:
فرح فين ؟!..
نفت بحركة سريعة من رأسها وقالت:
ما اعرفش والله العظيم المرة دي ما اعرف عنها حاجة...
صادقة هو على يقين من ذلك فأشار إليها بالخروج ثم قال لأحد رجاله بقوة:
ساعة واحده بس اعرف فيها مكان مراتي فين ساعة ودقيقة هدفينكم كلكم، لان
هي خرجت من البيت ده وانتوا زي الحمير واقفين....
أوماً إليه الرجل ثم انسحب بهدوء، جذب خصلاته بجنون مردفاً:
ماشي يا فرح بتلعبي معايا أنا هعرفك تلعبي ازاي هجيبك وقتها ما تلوميش حد
على غبائك غير نفسك..
دقة خفيفة على باب الغرفة يعلم صاحبتها ليزفر بضيق مردفاً:
تعالي يا أحلام..
دلفت أحلام بخطوات ثقيلة مترددة، منذ الصباح وهي تعلم بأن شئ غريب يحدث
أقتربت منه مردفة:
هو إيه اللي بيحصل بالظبط يا عثمان؟!.
رفع حاجبه إليها بتعجب، منذ متي وهي تهتم وتسأل ؟... خرجت منه تنهيدة طويلة
قبل أن يقول:
فرح سابت البيت ؟!..
طيب وهي عملت كدة ليه ؟!...
يعلم لكنه لا يستطيع الإجابة عليها، أشار إليها مردفاً بهدوء:
- متشغليش بالك أنا هتصرف خدي بالك من نفسك ومن يونس...
يبدو إنها أخذت عقله وبعد قليل من الوقت ستقدر على أخذ قلبه، أقتربت منه بضيق
وقالت:
- يعني إيه ما اشغلش بالي يا عثمان أنت جوزي والحاجة اللي تضايقك هتضايقني أنا
كمان..
منذ متي وهو زوجها ؟... آخر من يريده الآن فتح اي نوع من أنواع العتاب مع أحلام
فقال:
- أحلام أنا مش فاضي لأي كلام قولت لك أطلعي اهتمي بنفسك وبابنك ولما ابقى
فاضي هاجي لك...
شعرت بإهانة مرعبة لتتجمع الدموع بعينيها، أومات إليه بحركة سريعة ثم قالت:
- عن أذنك..
دموعها كانت عتاب قاتل بالنسبة إليه، مهما حاول الفرار هو مغرم بأحلام ونقطة
ضعفه نظرة واحدة من عينيها، جذبها من ذراعها قبل أن تخرج وضمها إليه، مع هذا
العناق التي ظلت سنوات ترفضه بكت، علقت يديها حول عنقه وبكت ما بها لا تعلم ما
بها فقط تخشي ما هو قادم، مسح على ظهرها بحنان وقال:
- حقك عليا عصبت عليكي وأنت ملكيش ذنب...
زاد بكائها ليضع عدة قبلات معتذرة فوق رأسها حتي هدأت فأبتعد عنها قليلاً ثم أزال
دمعتها مردفاً بإبتسامة حنونة:
- خلاص يا ستي ما يبقاش قلبك أسود كده كل ده عشان شخطة صغيرة...
نفت وقالت:
- لأ مش عشان خاطر كده يا عثمان أنا تعبانة تعبانة ومش قادرة استحمل كنت
فاكرة ان الموضوع عادي، أنا غيرانه عليك يا عثمان مش عايزاك تبقى مع غيري
طلقها، طلقها وأنا أوعدك هعمل لك كل اللي أنت عايزه...
اعتراف انتظاره سنوات، نشوة مفرطة سارت بجميع جسده، أحلام تقف أمامه تطلب
قربه بأعين باكية ماذا ينتظر من الدنيا أكثر ؟!. قال عقله حبيبتك الآن بين يديك خذ
ما تريد، ابتسم إليها مردفاً:
- مش مهم أنا أكون عايز المهم أنت تكوني عايزة..
بسرعة قالت:
- أنا عايزة..
مرر يده على ظهرها بنعومة وهمس:
- عايزاني أنام معاكي يا أحلام ؟!...
سؤال ربما يراه البعض وقح إلا أن إجابة هذا السؤال علامة نصره، ترددت لا تعلم إذا
كانت ترغب بهذا القرب أم لا إلا إذا كان هذا حلها الوحيد لعودته إليها فقالت:
أيوة..
يا الله ما أجمل هذا الشعور، أتسعت ابتسامته أكثر ثم قال بنبرة خشنة:
- يبقى تروحي تدي يونس الدادة صفية وتحضري جناحك لليلة دخلتك يا عروسة،
عايز ليلة تليق بعثمان الراوي اتفقنا يا أحلام ؟!...
همست بتوهان:
- اتفقنا يا عثمان..
شيما سعيد -
بشقة سليمان..
استيقظ من نومه بملل شديد، لا يصدق إنه لم يلمس امرأة الأسبوع وأكثر، هي
اللعينة جميلة وجدا جعلته يرغب بقربها لكنها مثل العادة تفر هنا وهناك، رآها تخرج
من المرحاض بثوب أنيق فقال بتعجب:
- هي الحلوة رايحة فين كدة ؟!...
إجابته بهدوء أصبح من طبعها منذ زواجها منه:
- عمو طلبني عشان يفتح الوصية...
امممم وأنت اخدتي رأي مين قبل ما تلبسي بقى ؟!...
قرأت بأحد الصفحات الخاصة بمستشارة العلاقات الزوجية أن كلما أعطته اهتمام
سيزيد غرور فقالت:
- الموضوع مش محتاج إذن وبعدين أنت كنت نايم محبيتش ازعجك لو حابب تيجي
معايا البس..
- لا والله هل أصبح الأمر هكذا ؟!.. تلعب مع شخص خبير بغباء واضح للاحمق، حرك
رأسه بلا مبالاة مردفاً:
- لا أخرجي أنا كده كده جاي لي ضيوف مترجعيش البيت غير لما اديكي رنه...
ضيوف ؟... وإليه هو ؟!.. قلبها يعطي إليها إنذار صريح ببداية كارثة، سألته بترقب:
- ضيوف دول مين بقى وأنا على حد علمي ان كل اهلك في الصعيد ؟!...
تفري مني يا صغيرة حتي لا أقترب منك اشربي ما سافعله بك، أبتسم إليها بوقاحة
وقال:
- لأ ما هما الضيوف اللي جايين مش أهلي دي واحدة صاحبتي...
- واحدة صاحبتك ؟!
- أيوة..
- والهانم جاية تعمل إيه في البيت وأنا مش موجودة فيه ؟!...
سحبها بخفة لتبقي بين يديه ثم همس بالقرب من أذنها بنبرة لعوب:
- جاية نعمل قلة أدب ومينفعش تكوني موجودة يا زينب أخاف اخدش حياتك...
اتسعت عينيها بذهول، أخذ عقلها يردد الجملة عدة مرات لعلها تستوعب ثم أشارت
على نفسها مرددة:
- أنت عايز تخوني في بيتي يا سليمان؟!.
- لأ طبعاً اخوتك إيه هو أنا كنت لمستك عشان اخونك...
نعم فهمت الآن إنه يرغب بها ويحاول إثارة غيرتها فقالت بتعب:
- طيب قرب مني وسيبك من البنت دي أنا خالص موافقة ومش خايفة...
ها هي جعلته يرفع إبتسامة النصر ومع ذلك لعب بها بمتعة أكثر مردفاً:
- بصراحة يا زينب أنا قعدت أفكر مع نفسي شويه ولقيتني مش عايز أقرب منك ولا
حاجة، أنت مش البنت اللي ممكن تخليني مبسوط فخلينا كده احسن معند کیش
خبرة..
قالت الحمقاء بغضب:
- يعني إيه يعني أنت مش عايز تقرب مني يا سليمان؟!...
نفي ببرود:
- لا مش عايز..
- ماشي يا سليمان أنا هروح لعمو وهرجع وأنت لو راجل هات البنت دي...
- شيما سعيد
بغرفة والدة فرح...
رفعت هاتفها بكف مرتجف وقالت بقلة حيلة:
- فرح غلبانة يا عثمان بيه الله يسترك ما تعمل لها حاجة...
سيفعل بها الكثير على ما فعلته به أخذ نفسه بضيق وقال:
- مش هعمل حاجة يا دادة كل أنا عايزه اطمن عليها وعلى إبن أخويا اتصلي بيها يلا...
ما باليد حيلة فرح وضعتها بين فك الأسد وهي لا تعلم ما بيدها فعله، ربما لو علم
طريقها بسرعة يخفف عقابها حدقت به برجاء وقالت:
هكلمها بس أبوس أيدك يا إبني وهتعمل لها حاجة...
أبتسم إليها بهدوء وقال:
قولتلك مش هعمل لها حاجه كلميها...
قامت بالاتصال على رقم ابنتها توقعت عدم الرد أو حتى ان تجدها غير متاح ولكن
وجدتها تفتح الخط بسرعة مردفة:
عاملة إيه يا ماما طمنيني عليكي ؟!.
حدقت السيدة بعثمان الذي أخذ منها الهاتف ثم فتح مكبر الصوت مشيراً إليها
بالحديث فقالت بقلق:
أنت فين يا فرح وسبتي البيت ليه يا بنتي عثمان بيه قالب الدنيا عليكي انا خايفه
عليكي يا بنتي ارجعي ونتفاهم...
أخذت فرح نفسها بغضب ثم قالت:
أنا لا فارق معايا عثمان بيه ولا نيلة وعلى فكرة يا ماما أنا مش هربانة ولا مستخبيه
لو سالك فرح فين قولي له في الشقه اللي اتجوزت فيها حسين الله يرحمه، لو عاوزني
يجي يتكلم معايا غير كده انا مش هدخل البيت ده تاني..
هل أشعلت نيران بداخله الآن من مجرد وجودها بمنزل حسنین ؟... سحب الهاتف
من كف والدتها واغلق مكبر الصوت مردفاً بغضب:
في ست محترمه في الدنيا تسيب بيت جوزها وتهرب وتبجح كمان؟!...
أنا ست محترمة غصب عن عين أي حد الدور والباقي على الراجل اللي قال إنه طلق
مراته وفي الاخر دخل معاها اوضه النوم عادي لا طلقها ولا حاجة، أنا قاعدة في بيت
ابو ابني وكل المطلوب منك أنك تطلقني، اظن الوصية خلصت والليله اتفضت يبقى
كل واحد يروح لحاله...
هل علمت أنه أصبح مدمن عليها وتحاول حرمانه من جرعته حتى تقدر على السيطرة
عليه ؟!... جن جنونه فقال بقسوة
شكلك نسيتي نفسك والعيل اللي في حضنك قوي قلبك لدرجة انك بترفعي
صوتك عليا وبتتكلمي معايا فوقي ده انا عثمان الراوي اللي بكلمة مني اخليكي
متشوفيش نور الشمس تاني، شكلك نسيتي اننا جايبينك من أوضة الخدامين
واتعمل منك هانم مش عايزة تيجي البيت تاني متجيش أقولك على الكبيرة بقى لو
جيتي هقول للحرس يرموكي في الشارع...
اهانها لأنه شعر بالإهانة من سيطرتها عليه، قهر قلبها وبني بينهما حائط جديد ربما
يصعب عليه لاحقاً تخطيه سمعت صوتها المهزوز يقول:
الخادمة دي ما بسيتش رجليكم عشان تبقى واحدة منكم، أنا دخلت في حياة
أخوك غصب وحياتك أنت كمان والمرة دي طالعه بمزاجي ومحدش هيقدر يوقف
قدامي..
لو أمامه لكان فصل رأسها عن باقي جسدها نطق بكلمة واحدة قبل أن يغلق الهاتف
بوجهها:
ماشي..
ألقى هاتف والدتها على الفراش وخرج من الغرفه دون ان يسمع لرجائها بعدم اذيه
ابنتها، ثم نزل إلى الأسفل لأحد رجاله وقال بجبروت:
عايز حسين الصغير يكون هنا كمان ربع ساعه من الشقة اللي كان متجوز فيها
حسين فرح .... حسين بس اللي يجي هي لا...
ما هي أكيد مش هترضى تدينا الولد يا باشا...
بقسوة شديدة قال:
هاته بالقوة بس من غير ما تمد ايدك عليها لا أنت ولا حد رجالتك لو سمعت ان حد
فيكم لمسها هقطع ایده مفهوم...
مفهوم يا باشا...
شیما سعيد
تحدته وهو قبل التحدي بجنون هي أول إمرأة تفر من قربه وكرامته ترفض الخسارة،
جملتها الأخيرة جعلته يشتعل أكثر " ماشي يا سليمان أنا هروح لعمو وهرجع وأنت
لو راجل هات البنت دي ولأن لا يوجد بنات لم يجد أمامه إلا الخادمة التي تأتي لمنزله
كثيراً ويحدث بينهما بعض التجاوزات بعض فقط...
ظل طوال اليوم ينتظرها بالشرفة وأول ما رأي سيارتها ذهب للمطبخ بخطوات سريعة
مردفاً للخادمة:
تعالي يا نوسة أنا عايزك دلوقتي..
ضربت نوسة على صدرها برعب مردفة:
يا لهوي سعاده البيه أنت دلوقتي متجوز ومراتك ممكن تيجي في أي وقت بلاش
فضايح...
جذبها بقوة لغرفة نوم زينب التي فرت بها بعيداً عن غرفته ثم ألقي بنوسة على
الفراش وقال:
محدش له عندي حاجة...
لم يقترب من نوسة ولا يعلم لما فقط ألقي بملابسه على الأرض وملابسها ثم وضع
فوقهما شرشف خفیف دلفت زينب للغرفة ومن صدمتها فقدت الوعي...
أنتفض من محله بفزع وقال لنوسة:
أمشي أنت من هنا..
حمل زينب ووضعها على الفراش وبعد عشر دقائق كانت تقف أمامه بجنون مردفة:
أنا شوفتك بعيني معاها على سريري...
أومأ إليها بخفة وخرجت نبرته قوية:
مهو سريري أنا كمان يا زينب من حقي استضيف عليه اي حد..
هذا الرجل يقودها للجنون ، مشاعره جافة وقلبه من حجر ، أرتجف جسدها يبلغها
بقدوم دموعها ، لتصرخ بقوة:
بطل استفزاز اللي عملته ده اسمه خيانة وأنا لا يمكن أسمح بيها...
حك مقدمة عنقه ثم أقترب من الفراش ليأخذ بنطلونه الأسود يرتدي وهو يجيبها:
أخص عليا بجد خونتك ، خلاص خليكي أحسن مني وعديها المرة دي وخديها وعد
مني المرة الجاية هدخل بيها في اوضتي القديمة يا ستي ، لأزم تعرفي إن أنا أهم
حاجة عندي مشاعرك يا زينب..
يعني بالنسبه لك المشكله في المكان الوضع نفسه عادي ؟!...
ما هو أنتي عارفه إني بتاع ستات وقبلتي بيا عماله تجري ورايا في كل حته وانا
قولت يا واد اديها فرصه يمكن تعجبك لكن مش قادر القبول ده من عند ربنا...
رفعت رأسها إليه بالكثير من الثقة وقالت:
وهي فين الفرصة دي ؟... جبرت بخاطر كل الستات إللي تعرفها حتي الخدم وأنا
مش موافق تقرب مني..
تحدثت إليه بملامح بريئة وعينيها بهما الكثير من الرجاء، للحظة ضرب حديثا بعقله
لما يقترب من أي إمرأة إلا هي ؟... رفع وجهها إليه بأحد أصابعه وعينيه للمرة الأولي
تتأمل ملامحها، يشعر بحلاوتها فهمس بنبرة خشنة:
تفتكري لو لمستك هبقي مبسوط وحاسس بحاجة مختلفة ؟!...
لا يعلم إذا كان يوجه هذا السؤال لنفسه أم لها إلا أنها تعلقت بعنقه وقالت ببراءة:
أيوة والله العظيم صدقني أنا خبرة...
أنت إيه ؟!..
خبرة..
وبتقوليها تاني ؟!..
رغم إنها ترفض قربه بتلك الطريقة إلا أن قلبها يود الحافظ عليه وإذا كانت العلاقة
هي الحل الوحيد ستفعل هذا.. أومات إليه وقالت بحزن:
جربني يا سليمان يمكن وقتها تحبني ومتبصش لست غيري..
يرغبها نعم، قدمت نفسها إليه مثلما رسم واراد نعم، لكن قلبه رفض وبشدة ما
يحدث فلم يجد أمامه حلول إلا أن يفر هو من أمامها تلك المرة...
شيما سعيد
بالمساء دلف الحارس الفيلا الراوي ومعه حسين الصغير استقبله عثمان وحمل
الطفل عنه مردفاً:
حد فيكم قرب منها ؟!...
نفي الآخر بهدوء وقال:
لأ يا باشا إحنا خبطنا أول ما فتحت رشينا عليها نسبة مخدر صغيرة ودخلنا أخدنا
حسين بيه وجينا...
قلق عليها وبشدة ومع ذلك تحكم به غروره فأشار إليه بالذهاب ووضع قبلة حنونة
على رأس حسين مردفاً:
حقك عليا يا قلب عمك اني جبتك بالطريقة دي بس نعمل إيه في دماغ أمك
الناشفة هي اللي خلتني أعمل فيها كده...
نصف ساعة كانت كافية عليها لتعلم إين صغيرها، وقفت أمام فيلا الراوي ليقول إليها
الحارس بأحترام
حقك عليا يا فرح هانم بس دي أوامر عثمان بيه أنا مش هقدر ادخلك الفيلا...
ماذا يعني هذا الحديث ؟!.. يحرمها من طفلها بجبروت ؟!.. ضربت على البوابة بقوة
و صرخت
أنا مش همشي من هنا غير لما أخد إبني نادي اللي مشغلك واقوله يدخلني بدل
أقسم بالله ادخل بالبوليس....
حرك الحارس رأسه بقلة حيلة وذهب ليقول لعثمان الذي قال بجبروت:
ملهاش عندنا عيال إبن أخويا في حضني وهي ملهاش مكان هنا قولها لو تقدري
تدخلي بالحكومة هاتيهم...
سمعت رسالتها وكأنها تفهم الآن فقط أمام من تقف كيف صور لها عقلها أنها
تستطيع السيطرة على عثمان الراوي، بكت بحرقة قلب وقالت:
ماشي هدخل بالحكومة يا إبن الراوي...
نصف ساعة أخرى وكانت بداخل حديقة المنزل مع رجال الشرطة، كانت المفاجأة
الكبري حين استقبال ضابط الشرطة خروج عثمان بكل إحترام مردفاً:
أنا جيت معاها يا باشا عشان أفهم حضرتك متضايق منها في إيه وأحنا هنقوم
بالباقي..
نظر إليها بمعني رأيتي من أنا ومن أنت، أبتسم للضابط بهدوء ثم قال:
کتر خيرك لحد كده تقدر أنت ترجع شغلك وانا هعرف اتصرف معاها...
هل ما يحدث أمام عينيها حقيقي ؟!.. هل تركها الضابط بمنتصف بيته وذهب كأنها لم
تطلب الحماية منه ؟!.. أفسح إليها مجال للداخل ثم أشار إليها مردفاً:
أدخلي يا أم حسين..
دلفت خلفه تجر خيبة أملها وترفع راية خسارتها، وصل لغرفة المكتب ثم أشار إليها
بالجلوس على المقعد المقابل إليه مردفاً:
أقعدي..
نفذت فهل أمامها خيار سوي التنفيذ ؟!. لا والله هذا خيارها الوحيد، وضع ساق فوق
الآخر وقال:
دلوقتي نقدر نتكلم مع بعض بهدوءها عايزة إيه بالظبط يا فرح ؟!...
مستفز لأبعد درجة، تشعر وكأن عقلها يسألها كيف كانت مغرمة به!!.. أخذت نفسها
بتعب وقالت:
أنا مش عايزة منك حاجه يا عثمان غير أنك تطلقني وتسيبني أعيش في الشقه
بتاعت حسین الله يرحمه أنا وابني...
بتلعبي معايا يا فرح وده مش صح ؟!
أشارت على نفسها بذهول وقالت:
بلعب معاك ؟!.. كنت عملت لك إيه ؟!..
امممم في الأول بحبك يا عثمان من وأنا عيلة صغيرة ومش عايزة منك إلا حتة
صغيرة في قلبك أعيش فيها، بعد كدة أنام معاكي وتعدلي مزاجي لدرجة اني أبقي
مدمن ليكي تقومي تعلني عليا العصيان وأنا ألف وراكي زي العبيط مش ده اللي في
دماغك ؟!..
اتسعت عينيها بذهول من كم الاتهامات الموجهة إليها، نفت برأسها عدة مرات لعله
يستوعب أن ما قاله غير حقيقي بالمرة، ثم قالت:
أنت بتقول إيه أنا مستحيل أفكر بالشكل ده انت اللي لعبت بعقلي واستغليت
حبي ليك وقولتلي انك طلقت مراتك في الاخر شوفتك بعيني معاها، أنا مقدرش
اکون طرف تالت في علاقه لما أنتوا مرتاحين مع بعض دخلتني في حياتك ليه عايز
تمتع نفسك يومين مع واحده جديدة ؟!...
أوماً إليها بهدوء وقال:
لو أنت شايفة ان دي نظرتي ليكي فماشي يا فرح انا شايفك واحدة عايز اتمتع معها
وده حقى لأني شايلتك إسمي دلوقتي عشان أكون إنسان ديمقراطي عندك حل من
الاتنين يا تطلعي زي الشاطرة تستنيني في أوضة النوم على السرير ولما نخلص
هتنامي وحسين في حضنك يا أما تطلعي من الباب اللي دخلتي منه وتنسي ان ليكي
إبن هنا وأنت شوفتي بعينك أنك متقدريش تقفي قدامي...
عاجز ولا تعلم ما بيدها فعله كل ما تريده الآن هو طفلها الرضيع بين أحضانها، شعرت
بقهر العالم وقالت:
موافقة..
موافقة على إيه ؟!..
بلعت المرارة بحلقها وقالت:
أكون معاك واخد حسنين..
أبتسم إليها مردفاً:
حلو قوليها على بعضها بقى موافقة أنام معاك وابسطك واعدل مزاجك وفي الاخر
أخد حسين في حضني وانام....
هل وصلت به الوقاحة إلى هنا ؟... رفعت عينيها بغل لأول مرة يراه منها إليه كانت
بداخلها نیران حاولت بكل قوتها الضغط على نفسها وما تشعر به يكفي أن بالنهاية
سيكون معها صغيرها وقالت:
موافقة أنام معاك وابسطك واعدل مزاجك وفي الآخر أخد حسين في حضني وانام...
شيما سعيد
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
