رواية اسد ولارا من الفصل الاول للاخير بقلم اسما السيد
رواية اسد ولارا من الفصل الاول للاخير هي رواية من كتابة اسما السيد رواية اسد ولارا من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية اسد ولارا من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية اسد ولارا من الفصل الاول للاخير
رواية اسد ولارا من الفصل الاول للاخير
اسد ببرود ليلة فرحه انتي حصلك ولا لأ
الليل كان هادي في الحارة أكتر من المعتاد بس بيت عيلة الشيخ عبد الحميد كله منور وزينة معلقة على الحيطان وضحك النسوان مالي المكان.
لارا قاعدة قدام المراية بتلمس فستانها الأبيض بإيديها المرتعشة.
بعد سنين عاشتهم برا مصر راجعة النهارده عشان تتجوز ابن خالها أسد الحكاية اللي كانت بتقول لنفسها إنها نصيب مكتوب من زمان.
المراية قدامها كانت بتعكس بنت جميلة فعلا شعرها نازل على ضهرها بلون كستنائي ناعم وعيونها فيها خليط غريب من الخوف والفرحة.
أمها دخلت عليها وهي شايلة طرحة الفرح وقالت
يا رب يا بنتي أشوفك مبسوطة يا لارا تعب السنين دا كله ما يروحش على الفاضي.
ضحكت لارا بخفة وقالت
إن شاء الله يا ماما أسد بيحبني وأنا كمان بحبه.
ردت أمها وهي بتزفر
هو طيب يا بنتي بس شدته الزيادة دي بخوفني.
لارا هزت راسها وقالت
يمكن ده من غيرته عليا غبت عنه سنين طبيعي يتغير شوية ولا انتي شايفه ايه.
شايفه كل خير ربنا يسترك يا بنتي
عدت ساعات والبيت كله اتقلب كله بيستعد للفرح.
صوت الأغاني ريحة البخور النسوان بتضحك والعيال بتجري بين الكراسي فرح مصري شعبي اصيل الكل فرحان وبيبارك
أسد كان تحت بيستقبل المعازيم
لابس بدلة سودة شكله جذاب بس ملامحه ناشفة شوية.
من برة كان عريس مثالي بس جواه في حاجة مكبوتة غيرة خوف محدش كان يعرف زي كتاب مقفول
قبل ما يطلع يجيب عروسته من فوق طلب يشوفها دقيقة.
الكل استغرب بس قالوا عادي ملهوف عليها ومش قادر بسنتي
حكاوي ستات بسيطه اللي هيحصل واللي بيفكر فيه اسد اكبر من تخيلهم
دخلت الأوضة لقته واقف على الباب ساكت بيبص لها من فوق لتحت بنظرة غريبة فيها قلق مش مفهوم.
ابتسمت له وقربت منه بحب وقالت بخجل
مالك يا بابا شكلك متوتر كأنك أول مرة تشوفني! كانت بتناديله بابا كان بالنسبه ليها الدنيا كلها شايفه فيه حنيه اب أمان اخ وتملك حبيب.
قرب منها خطوتين وقال بنبرة جادة جدا
لارا أنا عايز أسألك سؤال مهم قبل ما نكمل الليلة دي.
ضحكت وقالت
إيه يا أسد إحنا خلاص يابابا الفرح هيبدأ كنت اسالني واحنا مع بعض كان نفسي نعمل فيرست لوك
لكنه قالها ببرود خلى قلبها يقع
انتي حصلك خت ولا لأ
الكلمة وقعت في الاوضة وعلي قلبها زي القنبله الموقوتة..
الضحك اختفى والهواء نفسه بقى تقيل..
هي ما فهمتش في الأول وبعدها وشها ابيض وقالت بصوت مخنوق
إيه إنت بتقول إيه يا أسد!
رد بعصبية
سؤال بسيط جاوبيني عايز أعرف دلوقتي قبل ما
نطلع.
إنت عاقل! إزاي تسألني كده!
من حقي أعرف! كل الرجالة في الحارة بيتكلموا عن الحاجات دي وأنا مش عايز أعيش في شك.
عيونها دمعت قالت بصوت متقطع
أنا اتربيت برا في بلد بيحرموا الحاجات دي وعمري ما تعرضت لكده بس إزاي تفكر فيا بالشكل دا!
مترددش هو لف وشه عنها وقال
يبقى مش هقدر أتجوزك لازم تكوني علشان اقدر اطمنلك
الصدمة خلتها تقع على الكرسي.
يعني ايه انت جاي دلوقتي تقولي كده
كان بارد قلبه من حديد شكله اتغير كأنه عليه غبار مقرف قرفت منه
اللي حصل بقي ملناش نصيب مع بعض
أمها دخلت على الصوت شافت المشهد وشها قلب فجاه قلبها وقع في رجلها كانت حاسه اصلا
في إيه يا أسد!
مفيش يا عمتي بس أنا مش هكمل الجوازة دي.
صرخت الأم
ليه!
رد وهو بيحاول يهرب من نظراتهم
مش مرتاح البنت اتربت برا وأنا مش مطمن.
الكلام نزل زي السكين.
النسوان اللي في الصالة سمعوا الهمهمة الحارة كلها قامت على رجل.
في نص ساعة الفرح اتلغى والأنوار انطفت والدنيا كلها بقت صمت.
لارا قعدت في أوضتها تبكي مش قادرة تصدق إن حياتها اتكسرت بكلمة.
كانت بتفتكر كل لحظة شاركته فيها كل وعد كل ضحكة وكلها دلوقتي راحت.
أمها حاولت تهديها لكن هي كانت غرقانة في وجعها.
قالت بهدوء
ميت
هو ماكنش بيحبني يا ماما هو كان عايز يتجوز آله مش إنسانة.
الناس في الحارة ما رحمتهاش بدأ الكلام ينتشر
أسد سابها عشان اتربت برا ويا عالم غلطت ولا لا
أكيد في حاجة غلط فيها مش هيسيبها من نفسه كده
هو راجل محترم عارف مصلحته إنما البنت مشكوك بامرها.
أما هو فكان ماشي في الشارع بعدها بأيام شايل على وشه نظرة ندم غريب بس كبرياؤه مانعه يقول الحقيقة.
كان كل يوم ينزل ويقف قدام شقتها ماهم ساكنين مع بعض يوقف لحظة وبعدين يكمل كأنه ميت.
أما لارا فقررت تسافر تاني.
قالت لأمها
أنا مش هرجع تاني البلد دي ولا الحارة دي. أنا رجعت أدور على وطن لقيت وجع.
وقبل ما تسافر بيوم سابت ورقة صغيرة لامه مكتوب فيها بخطها
سؤالك كسرني مش عشان الكلمة لكن عشان عرفت إنك عمرك ما شفتني إنسانة.
اللي بيشك في طهارة روحي عمره ما يستحقها.
عدى ٤ سنين بالتمام.
الحارة نفسها بس وشوشها اتغيرت شوية في ناس مشيت وناس اتجوزت وناس ما زالت بتقف على القهوة تحكي نفس الحكايات.
بس اللي محدش نسيه ليلة فرح لارا اللي اتقلب لجنازة.
من يومها وهي اختفت.
قالوا سافرت وقالوا راحت تشتغل برا تاني وقالوا كمان إنها اتجوزت واحد أجنبي.
كل واحد كان عنده قصة بس الحقيقة محدش
كان يعرف حاجة.
حتى أسد نفسه رغم إنه اتجوز بعد كده بنت من الحارة اسمها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
نسمه عمره ما قدر ينسى الوش اللي سابه بيبكي في الليلة دي.
في يوم بعد سنتين بالضبط عربية سوداء نضيفة وقفت قدام الحارة.
العيال جريوا يشوفوا مين اللي نزل
كانت لارا.
لابسة لبس بسيط شيك شعرها مربوط ووشها هادي بس النظرة في عينيها اتغيرت
مش البنت اللي كانت بتخاف أو تتكسف دي واحدة رجعت من الحرب.
الناس بصتلها والهمس رجع من جديد
ياااه! دي لارا!
رجعت بعد اللي حصل!
سبحان الله شكلها اتغير.
هي ما علقتش مشت بخطوات واثقة لحد بيتهم.
أمها فتحت الباب وشها نور بالدموع.
لارااا! يا بنتي! اخيرا!
وقالت
كنت بلملم نفسي يا ماما.
قعدوا يحكوا بالساعات عن الغربة عن الشغل عن الوحدة عن الليلة اللي غيرت حياتها.
أمها قالت بخوف الحمدلله انك رجعتي بس خايفه يا بنتي
ابتسمت لارا وقالت
متقلقيش رجعت عشان أواجه وجعي مش أهرب منه.
في اليوم التاني الصبح الناس كلها كانت شايفه لارا وهي داخلة جمعية خيرية جديدة في نص الحارة.
مكتوب على اليفطة
جمعية نور البنات توعية ودعم للفتيات ضد الختان والعنف المجتمعي.
الناس اتصدمت واتكلمت أكتر.
بس هي ما كانتش بتهتم خلاص.
كانت بتقابل البنات الصغيرين تحكي لهم عن الكرامة عن الجسد اللي هو ملك صاحبته عن الخوف اللي لازم يتحول قوة.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
وفي يوم جمعة كان أسد ماشي من قدام الجمعية وشافها.
وقف مكانه مش مصدق.
هي خرجت بنفس اللحظة شايفاه وشها مافيش عليه لا كره ولا حب بس هدوء قاتل.
قال بهدوء متردد
إزيك يا لارا
ردت وهي واقفة بثبات
الحمد لله يا أسد وإنت
أنا كويس يعني ماشي حالي.
مبروك الجواز سمعت إن عندك بنت.
باندفاع آه اسمها لارا
سكتت وبس ابتسمت بتهكم لحظة وبعدين قال
أنا آسف يا لارا.
ضحكت بخفة حزينة وقالت
عارف يا أسد بس أنا ما كنتش مستنية منك اعتذار. كنت مستنية تفهم.
فهمت متأخر.
المهم إنك فهمت. الوجع اللي عملته فيا
خلاني أقوى وخلاني أرجع أساعد غيري.
بص لها بأسف وقال
مكنتش أعرف إن سؤال ممكن يهد حياة.
ردت بنبرة هادية فيها وجع ووعي
مش السؤال اللي هدها اللي هدها الشك اللي وراه انت كنت ناوي من الاول وانت عارف ان سؤالك في يوم زي ده في الوقت اللي اخترته هيعمل كارثة يعني زي ما خططت اتحقق
كشفته وعرت روحه وسابته ومشت وهو وراها بعينيه لحد ما اختفت في الجمعية بين البنات.
ومن اليوم ده كل مرة يعدي من هناك كان يسمع صوت ضحك صغير جاي من جوه ضحك بيخبط في قلبه ويفكره باللي ضيعه بإيده.
أما لارا فكانت خلاص خلت وجعها رسالة.
كل بنت كانت بتيجي تحكي حكايتها كانت لارا تقولها
أنا كنت مكانك وكنت ضعيفة بس اللي بينكسر لو قرر يقوم بيبقى أصلب من قبل.
والحارة
اتعلمت تسكت شوية قبل ما تحكم.
واتعلموا إن اللي اتربى برا مش دايما غريب
وأحيانا الغربة الحقيقية جوه البيوت اللي بتخاف من الحقيقة.
مادار .دار الكارما
الزمن ما بيعديش هو بيفضل يلف في دايرة وكل دايرة ليها نقطة رجوع مهما أخدت وقتها.
وسنين عدت على الليلة اللي اتكسرت فيها لارا واللي أسد فيها ظن إنه كسب راحته وسمعته.
لكنه ما كانش يعرف إن اللي بيرمي وجع ف قلب حد بيرجعله مضروب في عشرة.
بعد ما لارا رجعت الحارة وأسست جمعيتها الدنيا كانت ماشية زي الساعة.
بنت عندها هدف ونار جواها بتحركها.
أما أسد
كان ظاهريا ناجح
فاتح محل أدوات كهربائية ومتجوز من البنت اللي أهل الحارة قالوا عليها ست بيت شاطرة.
لكن الحقيقةبيته كان بينهار ببطء من غير صوت.
نسمه كانت بتغار من كل حاجة من أي بنت يبصلها من أي كلمة يسمعها عن لارا اللي بقت اسمها على لسان الكل.
كل مرة يسمع اسمها في التليفزيون كانت لارا طالع تقول كلمة في ندوة أو برنامج عن البنات اللي اتظلموا كان قلبه يوجعه.
يحاول يغير القناة بس صوته الداخلي كان
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بيقوله
اسمع يا أسد دي البنت اللي كسرتها وبتقوم دلوقتي أقوى منك.
في يوم مطر رجع أسد من الشغل بدري.
دخل الأوضة بهدوء لكنه حس إن في حاجة غلط.
مراته كانت قاعدة على السرير ظهرها ليه وإيدها متوترة وهي تمسك الموبايل.
بصت له بسرعة وحاولت تخفيه وراها.
قال وهو بيرفع حاجبه
مالك بتخبي إيه
ردت وهي بتحاول تضحك
مفيش كنت بكلم صاحبتي.
مد إيده بهدوء وقال
أهو نشوف بقى.
لما أخد الموبايل وبص فيه اتجمد مكانه.
وشه تغير وصمته كان أبلغ من أي كلام.
هي حاولت تبرر لكن نظرته كانت كفاية تفهم إنها لحظة كسرت جواه حاجة عمرها ما هتتصلح.
الدم طلع في دماغه صوته علي ونسمه عيطت وقالت
زي ما إنت شكيت في بنت الناس زمان النهارده الدور جه عليك!
الجملة دي كانت زي طلقة.
وقف مكانه مش قادر يتكلم كأن القدر قرر يوريه صورته اللي كان رافض يشوفها.
خرج من البيت تايه والمطر بينزل على وشه وهو مش عارف بيعيط ولا بيتعاقب.
في الأيام اللي بعدها اتقلبت حياته جحيم.
مروة خدت بنتها ومشيت وأهلها فضحوه وشريكه في المحل نصب عليه واخد الفلوس كلها وهرب
والناس اللي كانت بتقول عليه أسد الجدع بقوا يقولوا ده اللي خسر كل حاجة بإيده.
وفي وسط دا كله كان كل يوم يعدي من قدام جمعية نور البنات ويبص من بعيد.
وشه بقى شاحب شعره شاب وكأنه عشر سنين كبروا في شهر.
ولارا
كانت بتشوفه أحيانا واقف بعيد ما بيقربش بس عينيه بتتكلم ألف كلمة.
وفي يوم قررت الجمعية تعمل احتفال كبير دعوا فيه ناس من الإعلام وناس من الحارة.
الكل حضر حتى أسد وقف بره مستني يشوفها.
طلعت لارا على المسرح بسيطة زي ما كانت دايما وشها منور بالثقة.
مسكت الميكروفون وقالت
أنا دايما مؤمنة إن الوجع مش نهاية الوجع بداية.
الناس اللي كسروك بيظنوا إنهم خلصوا عليك لكن ربنا ليه حساب تاني.
بيسيبك تشفى وتتعلم وتكبر
وبيسيبهم
يعيشوا مع وجعهم اللي هما زرعوه.
الكلمات نزلت على أسد زي السكينة
ما كانش عارف إذا كانت بتكلمه هي ولا القدر اللي بيكلمه على لسانها.
بعد الحفلة وهو ماشي لارا شافته.
بص لها بعينين كلها ندم وهي قالتله بهدوء من بعيد
مش أنا اللي انتقمت يا أسد الدنيا هي اللي رجعتلك اللي عملته.
سكت لحظة وقال
كنت فاكر الرجولة في السيطرة طلعت في الاحترام.
كنت فاكر الشك بيحميني طلع هو اللي قتلني.
ابتسمت لارا ابتسامة فيها غفران وقالت
خلاص يا أسد الكارما خلصت. كل واحد خد نصيبه.
وهي بتتكلم معاه كانت عينها بتبص بلهفه لشاب ملامحه عربيه وسيم لدرجه تخط ف الأنفاس لدرجه ان الكل انتبه ليه من شياكته وثقته في نفسه ووقفته الرجوليه وسط الحاره حتى اسد نفسه لكن فاق لما انتبه للارا اللي اندفعت ملهوفه لحضنه اللي فتحه ليها واحتواها بشوق باين زي الشمس عليه وهو بيهمس بحنان
وحشتيني يا روح يوسف ووحشتي انس دلوعه ماما دا
كان بيشاور علي ابنه علي ابنه اللي يدوب كمل سنه ونص ونايم بعمق في العربيه.. سابته وحملت ابنها بشوق
وانتو كمان وحشتوني اوي اوي..
مالت عليه وهو مسكها وهو بيبارك ليها عالنجاح اللي حققته والانتصار العظيم
قدامها كان واقف اسد رجله مش شيلاه الوضع مش محتاج تفسير الكل حواليه بيتكلم أن دا جوزها راجل الأعمال اللي اتجوزته في الغربه والداعم الرسمي للي بيحصل في الحاره ودا ابنها الجميل اللي هما عارفينه كمان من صوره اللي ورتها ليهم
الكل كان في المعلوم الا هو اللي اتضح أن كان عايش في المجهولالمجهول وبس
عمته والده والدته اخواته كله علي علم الا هو ..هو النادم الوحيد المنبوذ ..مشت مهتمتش ابدا تنظر ليه هو مش متشاف ليها ودا اللي يدل أن للاسف ملهوش وجود وهو يستاهل..فضل واقف يتفرج على ضهرها وهي بتبعد
عارف إن ده آخر مرة يشوفها فيها وآخر درس
من دروس الحياة اللي جاتله متأخرأن اللي فوته بغباء بايده كان في ايد تانيه بتلقفه بحنان كبيرخايف ليجرحه..
تمت بحمدلله
