رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الاول 1 بقلم الاء محمد حجازي

رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الاول 1 بقلم الاء محمد حجازي

رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الاول 1 هى رواية من كتابة الاء محمد حجازي رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الاول 1 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الاول 1 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الاول 1

رواية ليست لي تميم وتاج بقلم الاء محمد حجازي

رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الاول 1

إنت مجنون يا تميم؟ رايح تحب واحدة متجوزة؟!
لا وكمان الأنيل من كده إنها متجوزة ابن خالك؟
إزاي سمحت لنفسك بحاجة زي دي؟!
قالها معتز صحبي وهو واقف قدامي، صوته عالي وعينه مليانة ذهول.
ما رديتش.
ما كانش عندي رد ينفع يتقال.
كنت واقف ساكت، باصص في الفراغ، كأني بحاول ألاقي في الهوا تفسير لحاجة ملهاش تفسير.
أنا نفسي سألت السؤال ده ميت مرة.
إزاي؟
إمتى؟
وفين كنت وأنا بضيّع نفسي بالشكل ده؟
بس الحقيقة كانت أبسط وأقسى من أي تبرير.
غصب عني.
الكلمة دي كانت بتلف في دماغي من غير ما تطلع.
غصب عني حبيتها.
غصب عني فضلت موجودة جوايا، حتى بعد ما بقت مرات غيري.
رفع معتز صوته تاني:
إنت ساكت ليه؟ بتفكر؟ ولا عاجبك اللي إنت فيه؟
لفيت له بهدوء، هدوء واحد مستسلم مش واحد قوي:
إنت أكتر واحد عارف يا معتز.
سكت، فكمّلت وأنا صوتي واطي:
عارف إني كنت بحبها قد إيه.
الكلام خرج تقيل، تقيل كإنه شيل من على صدري.
عارف إنها مش حب عادي.
دي كانت حياتي، كانت أملي، كانت الحاجة الوحيدة اللي مستعد أستنى علشانها العمر كله.
ضحكت بسخرية وأنا بهز راسي:
بس العمر ما استناش.
قعدت، وسندت دراعي على ركبتي، وبصيت في الأرض.
الذكريات كانت بتيجي لوحدها، من غير ما أنده عليها.
حاولت أنسى…
قلت الجملة ووقفت، كإني بتأكد منها جوايا.
لا…
مش مرة ولا اتنين.
حاولت أنسى كتير.
شغلت نفسي، سافرت، رجعت، ضحكت، اتعاملت مع ناس غيرها.
قلت لنفسي خلاص… اللي راح راح.
رفعت عيني لمعتز، وقلت بصدق موجوع:
بس قلبي ما اقتنعش.
سكت شوية، وكملت وأنا بكلم نفسي أكتر ما بكلمه:
كل مرة أقول نسيت، كانت تطلع في بالي.
في أغنية، في مكان، في ريحة، في تفصيلة ملهاش أي لازمة… بس هي كانت فيها.
بلعت ريقي:
أنا ما اخترتش أحب واحدة متجوزة.
أنا حبيت واحدة، وبعدين هي اتجوزت.
فرق بسيط في الكلام…
بس فرق كبير في الوجع.
قال معتز بهدوء أقرب للشفقة:
بس دلوقتي لازم تبعد.
هزيت راسي بإدراك:
أنا بعيد.
عمري ما قربت، ولا عمري هقرب.
وبصيت له بثبات متعب:
بس محدش يطلب مني أبطل أحس.
سكتنا.
والسكات كان أصدق من أي كلام.
رجعت أسند ضهري وغمضت عيني، وأنا بفكر في حقيقة واحدة كنت بتهرب منها طول الوقت:
إن في حب…
بيعيش جواك.
حتى لو مالوش مكان في حياتك.
فضلت واقف ثابت قدامه شوية.
مش علشان مش عندي كلام،
علشان لو فتحت بقي أكتر من كده، كنت هنهار.
معتز كان باصص لي، مستني كلمة، قرار، أي حاجة.
بس أنا كنت محتاج أمشي…
أمشي قبل ما أتكسّر قدامه.
قلت بهدوء:
أنا همشي.
ما استناش رد.
خدت جاكتي، ولفّيت، وأنا ماشي حسيت الدنيا بتبعد،
وصوته بقى ورايا،
بس جوا دماغي كان في صوت تاني أعلى… صوتها هي.
كانت جار خالي.
وأنا كنت بروح لخالي كتير.
بيت عادي، شارع عادي،
بس هي… كانت مختلفة.
أول مرة شوفتها كانت راجعة من المدرسة، شنطتها أكبر منها، وضحكتها مالية وشها.
يومها قلبي عمل حركة غريبة، حركة طفل شاف حاجة حلوة ومش فاهم ليه.
كبرنا.
وهي كبرت معايا.
كبرت في عيني، وفي قلبي، وفي كل تفصيلة من يومي.
كل يوم وهي رايحة المدرسة،
كنت أمشي وراها لحد ما توصل.
من غير ما تشوفني،
ومن غير ما أتكلم.
وفي ميعاد خروجها…
كنت أستناها، وأمشي وراها تاني لحد ما تدخل بيتهم.
وأرجع وأنا حاسس إني كسبت اليوم كله لمجرد إني شوفتها.
حبيتها.
لا…
عشقتها.
عشق واحد لسه مش فاهم الدنيا،
بس فاهم كويس إن دي مش أي واحدة.
ومع الوقت، الفكرة رسخت جوايا:
لازم أتقدم لها.
بس مش كده وخلاص.
كنت عايز أدخل البيت من بابه.
راجل قدام أبوها، وقدام نفسي.
أجيب لها كل اللي هي محتاجاه، وأكتر كمان.
كنت كل مرة أقول:
لسه شوية…
لازم أشتغل.
لازم يكون معايا فلوس.
لازم أكون جاهز.
والحلم كبر.
والمسؤولية كبرت.
وأنا… سافرت.
اشتغلت.
أي شغل.
ما كنتش بسأل ده إيه ولا تعبه قد إيه.
كل تعب كان بيهون وأنا فاكر إنها مستنياني.
كنت أرجع البيت مهدود، جسمي مكسر،
بس مجرد ما أفتكرها،
كنت أقول: يستاهل.
جمعت مبلغ محترم.
ولأول مرة حسيت إني قريب.
قريب أوي.
حجزت، ونزلت.
قلبي كان بيجري قبل رجلي.
نزلت وأنا شايف اللحظة اللي هدخل فيها البيت، وأطلب إيدها.
بس اليوم اللي نزلت فيه…
كان يوم زفتها.
على ابن خالي.
اللي في مقام أخويا.
الدنيا ساعتها وقفت.
مش بطلت تلف…
لا، هي كانت بتلف، بس من غيري.
اتصدمت.
مش عارف أتكلم، مش عارف أتنفس.
حجزت تذكرة تاني،
ورجعت.
رجعت وأنا مكسور،
بس واقف.
اشتغلت تاني.
أكتر.
أقسى.
ولما كنت أرجع أوضتي،
كنت بصلي.
وأعيط.
أعيط وأنا بسأل ربنا يريح قلبي.
مش عايز حاجة،
غير الراحة.
أنا عايز أبعد…
بس مش قادر.
عايز أنسى…
بس مش قادر.
في حب،
لما يدخل القلب،
بيفضل ساكن فيه،
حتى لو ما بقاش ليه مكان في الحياة.
فوقت من سرحاني على رنّة التليفون.
الرنّة كانت عالية، مزعجة، كإنها بتشدّني بالعافية من دنيا كنت غرقان فيها.
بصّيت في الشاشة…
ماما.
خدت نفس عميق، وردّيت وأنا بحاول أظبط صوتي:
أيوه يا ست الكل.
جالي صوتها الدافي اللي مهما كبرت لسه بيطبطب:
إنت فين يا حبيبي؟ قلقتني عليك.
بصّيت قدامي وأنا ماشي، الشارع طويل وأنا أطول منه وجع:
ماشي شوية وجاي يا ماما، محتاجة حاجة أجيبها وأنا راجع؟
سكتت ثانية، وبعدين قالت بنبرة أم مش بتطلب غير ابنها:
لا يا حبيبي، أنا مش عايزة غير سلامتك.
الكلمة خبطت في قلبي.
سلامتي…
يا ريت كانت بإيدي.
حاضر يا ماما، داخل اهو.
قفلت، والتليفون فضل في إيدي شوية.
أمي دايمًا بتحس، حتى من غير ما أتكلم.
كملت مشي، لحد ما وصلت البيت.
فتحت الباب، ولسه داخِل، سمعت صوت ضحكة جاية من جوه.
رفعت عيني…
محمود ابن خالي.
واقف في الصالة، شكله مبسوط، هادي، مفيش في وشه أي حاجة تقول إنه واخد منّي عمري كله.
قرب مني بابتسامة:
إزيك يا تميم؟
ابتسمت بالعافية:
الحمد لله يا حوده… إنت عامل إيه؟
سلّمنا على بعض السلام المعروف، حضن خفيف، كلام عابر،
كله طبيعي…
زيادة عن اللزوم.
وبعدين، كإنه افتكر حاجة، قال بابتسامة أوسع:
على فكرة، بما إنك ما حضرتش فرحنا… أنا وتاج عازمينك بكرة عندنا في البيت.
الجملة وقفتني.
قلبي عمل خبطة وحشة.
هزّيت راسي بسرعة:
مش هقدر والله… عندي شغل.
ضحك وهو بيهز إيده بثقة:
لا مفيش أعذار. هتيجي يعني هتيجي.
قالها ومشي،
سابني واقف مكاني.
الباب اتقفل وراه،
والبيت بقى هادي…
هادي زيادة عن اللزوم.
قعدت على الكنبة، وسندت راسي على ضهري.
السؤال ضربني من غير رحمة:
أنا إزاي هقدر؟
إزاي هقدر أشوف حب عمري
جنب أخويا؟
في بيته؟
وتحت اسمه؟
غمضت عيني، وطلعت مني همسة مكسورة:
«صبرني يا رب… وهون عليّ.»
يمكن الصبر مش إن الوجع يروح،
يمكن الصبر
إنك تستحمله وانت ساكت.
-----------------------------

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا 
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا