رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الثاني 2 بقلم الاء محمد حجازي

رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الثاني 2 بقلم الاء محمد حجازي

رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الثاني 2 هى رواية من كتابة الاء محمد حجازي رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الثاني 2 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الثاني 2 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الثاني 2

رواية ليست لي تميم وتاج بقلم الاء محمد حجازي

رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الثاني 2

إزاي هقدر أشوف حب عمري جنب أخويا؟
في بيته؟
وتحت اسمه؟
غمضت عيني، وطلعت مني همسة مكسورة:
صبرني يا رب… وهون عليّ.
يمكن الصبر مش إن الوجع يروح،
يمكن الصبر
إنك تستحمله وانت ساكت.
دخل تميم أوضته، رمى نفسه على السرير من غير ما يغير هدومه.
السقف كان ثابت، بس دماغه كانت دايرة.
غمض عينه وهو بيتمتم بدعاء حافظه من كتر ما ردده:
يا رب… القعدة دي تعدّي على خير.
من غير ما أكسر، ومن غير ما أوجع حد، ومن غير ما أوجع نفسي أكتر.
نام بالعافية.
تاني يوم صحى بدري،
راح شغله،
عدّى اليوم وهو شارد، شغله شغال بإيده بس، دماغه في حتة تانية.
رجع، دخل البيت، لبس، وقف قدام المراية شوية، وبعدين قال لنفسه:
عدّيها يا تميم… عدّيها وخلاص.
وطلع.
وقف قدام باب البيت،
رنّ الجرس.
وفجأة…
الباب اتفتح.
واحدة مش باينة من الأرض.
شبه نقطة.
قصيرة أوي حرفيًا.
بص لها باستغراب وهو بيضحك:
محمود فين يا شاطرة؟
رفعت راسها له بصعوبة، وقالت وهي بتكشّر:
شاطرة؟ إيه شاطرة دي؟!
إنت شايفني حاطة مصاصة في بقي؟
ضحك تميم وقال وهو بيبص فوق راسها:
أنا مش شايفك أصلاً… ده إنتِ ما تجيش شبر ونص.
قبل ما ترد، جه صوت محمود من وراها وهو بيضحك:
واقف بره ليه؟ 
يا عم اتفضل… إنت داخل بيتك.
دخل، وهو بيبتسم تلقائي.
الحاجات البسيطة دي كانت دايمًا بتفك عنه شوية.
قرب من محمود:
عامل إيه يا محمود؟
الحمد لله، نورت.
سلامات، حضن خفيف، كلام عابر…
وهو لسه حاسس إن قلبه مش في مكانه.
وفجأة…
ظهر صوتها.
 ازيك يا أستاذ تميم؟
قلبه دق.
غصب عنه.
رفع عينه بسرعة… وبسرعة أكبر نزلها تاني.
عامل إيه؟
قالتها بابتسامة هادية.
بخير الحمد لله.
قالها وهو بيحاول يغض بصره عنها.
مش علشان مش عايز يشوفها…
علشان لو شافها،
كان هيضعف.
كانت واقفة قدامه…
حب عمره كله،
بس دلوقتي
بقت حُرُم.
وهو واقف،
بيجاهد نفسه،
علشان يعدّي القعدة دي
زي ما دعا امبارح.
-------------------------
قعد تميم على الكرسي، ساند ضهره ورا، وحاول يشغل نفسه بأي حاجة غير اللي جواه.
الضحك حواليه عالي، الكلام داير،
بس هو كان حاضر بجسمه…
غايب بقلبه.
كان باصص قدامه، سرحان،
بيعدّي الدعوة دقيقة دقيقة،
زي واحد بيعدّي امتحان صعب ومستني الجرس يرن.
وفجأة حس بحاجة اتحركت قدامه.
رفع عينه…
ولقى نفس الكائن اللي فتح له الباب.
ضحك من غير ما يقصد وقال:
إنتِ عسولة قوي… اسمك إيه يا صغننة؟
رفعت له راسها بتحدي، وحطت إيديها في خصرها:
صغننة في عينك! هي مين دي اللي صغننة؟
ده أنا عندي ٢١ سنة قد تاج.
وسع عينه بصدمة مصطنعة:
٢١ إيه؟!
ده أنا ما أديكيش ١١ سنة على بعض!
إنتِ أكيد بتهزري.
نفخت، ولفّت على تاج وهي بتزعق بنرفزة طفولية:
تاج! لمي قريبك ده عني قبل ما اهبده بحاجة في دماغه!
تاج ضحكت وقالت بسرعة:
خلاص بقى يا شذى، حصل خير.
تميم سكت…
بس الاسم علّق معاه.
شذى.
كرره جواه مرة…
واتنين.
شذى.
اسم خفيف،
زيها بالظبط.
--------------------------
 شذى
مش عارفة ليه…
أول ما شفته سرحت.
هو كان قاعد ساكت،
مش بيضحك زي الباقي،
ولا بيتكلم كتير.
صوته وهو بيهزر معايا كان خفيف،
بس جواه حاجة تقيلة.
فيه حزن.
واضح.
مش من النوع اللي يبان في العياط،
لا…
حزن ساكن.
لمعة عينيه كانت غريبة.
لمعة واحد شاف كتير،
واتوجع أكتر.
حسيت إنه شخص كئيب شوية،
بس مش كآبة وحشة…
كآبة ناس طيبين.
وضايقني قوي إنه فضل يقولي
شبر ونص، أبو طويلة ده! 
كإن الطول هو اللي بيحدد قيمة الواحد.
بس في نفس الوقت…
هو اللي باين عليه طويل أوي،
مش بالطول،
بالوجع.
فضلت أبص له من بعيد،
وأنا مش فاهمة ليه حسيت إني شوفته قبل كده،
ولا ليه صوته شدّني،
ولا ليه حزنُه لمسني بالشكل ده.
يمكن علشان بعض الناس
أول ما تدخل مكان…
تحس بيهم،
حتى لو ما قالوش ولا كلمة.
الكلام كان ماشي عادي.
ضحك خفيف، هزار. 
وتميم كان قاعد… حاضر غايب.
وفجأة، ومن غير أي تمهيد،
محمود مد إيده، شدّ تاج ناحيته، وباسها.
اللحظة عدّت على الكل عادية.
بس عند تميم…
كانت القشة اللي قسمت ضهرو. 
غمض عينيه بعنف.
مش علشان ما يشوفش…
علشان ما يقعش.
في اللحظة دي اتأكدت.
اتأكدت إن خلاص…
هي ما بقتش ليا.
ولا ينفع أفكر فيها.
ولا أسيب قلبي يسرح ناحيتها.
ولا أعلّق نفسي بحلم خلص من زمان.
لازم أطلعها من قلبي.
برضاي…
أو غصب عني.
فتحت عينيه تاني،
وشه ثابت،
بس جواه كان بيتكسر حتت صغيرة.
------------------
 شذى
كنت قاعدة جنب تاج، بتكلم معاها،
بس عيني…
كانت بتروح له غصب عني.
كل شوية أبص عليه،
وأرجع أبص لتاج،
وأبص له تاني.
مش عارفة ليه.
بس فيه حاجة شداني ناحيته.
وفجأة، من غير ما أفكر،
قلت:
هو مين ده يا تاج؟
بصت لي باستغراب بسيط، وقالت:
ده تميم، ابن عم محمود.
وسكتت ثانية، وبعدين كملت وهي بتضحك:
بس إنتِ بتسألي ليه؟
هزّيت كتافي بسرعة:
عادي يعني… فضول.
بس الحقيقة؟
ما كانش عادي خالص.
عند محمود وتميم،
كانوا قاعدين جنب بعض،
تميم باصص له وهو مبتسم.
وفجأة سأله:
 هي مين شذى دي؟
محمود لف له بهدوء:
دي صاحبة تاج، من وهم في ابتدائي.
محمود رفع حاجبه بمشاكسة:
 وبتسأل ليه بقى؟ يا خلبوص.
تميم ضحك ضحكة خفيفة، سريعة: 
عادي بس.
ولا واحد فيهم كان عارف
إن عادي دي
كانت بداية حاجة…
ولا مجرد لحظة هتعدّي.
---------------------
اليوم خلص…
وعدّى.
مش بسهولة،
بس عدّى.
تميم كان واقف يلبس جاكته، يستأذن للمرة الأخيرة.
لفّ بعينيه على المكان، كإنه بيتأكد إن كل حاجة خلصت خلاص.
عينيه وقعت عليها…
شذى.
ابتسم ابتسامة خفيفة، وقال وهو ماشي ناحيتها:
سلام يا شبر وقطع. 
رفعت راسها له بتلقائية:
سلام.
وما لحقش يسمع رد زيادة.
كان خلاص لافف ومكمل طريقه.
وهو ماشي في الشارع، الهوا كان هادي،
وأول مرة من بدري صدره حسّه أوسع شوية.
الحمد لله…
اليوم عدّى على خير.
قالها بينه وبين نفسه، ورفع راسه للسماء:
أحمدك وأشكرك يا رب.
خد نفس عميق، وكمل:
كنت فاكر إن القعدة دي مستحيل تعدّي… بس عدّت.
وقف لحظة،
وفجأة الاسم جه في دماغه.
شذى
ابتسم من غير ما يقصد.
وبعدين هز راسه كإنه بيوبّخ نفسه:
بس متأكد…
لو شبر وربع دي ما كانتش موجودة،
اليوم ده ما كانش هيعدّي كده.
الفكرة عدّت بسرعة،
بس سيبت أثر.
وصل البيت، دخل، قفل الباب وراه.
غسل وشه، صلى، ورمى نفسه على السرير.
الهدوء كان تقيل،
بس مريح.
غمض عينيه وهو بيحاول ينام،
وأخيرًا… نام.
رنّ الجرس.
مرة.
واتنين.
وتالتة.
رنّ بطريقة غبية،
مستفزة،
كإن اللي برّه مستعجل على آخر الدنيا.
فتح عينه بخضة،
قام وهو متلغبط، وبص في الساعة.
مين في الوقت ده؟
راح للباب، فتحه…
واتصدم.
------------------------

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا 
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا