رواية زوجتي الشرقية اسر وحنين الفصل الثاني 2 بقلم اسما السيد
رواية زوجتي الشرقية اسر وحنين الفصل الثاني 2 هى رواية من كتابة اسما السيد رواية زوجتي الشرقية اسر وحنين الفصل الثاني 2 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية زوجتي الشرقية اسر وحنين الفصل الثاني 2 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية زوجتي الشرقية اسر وحنين الفصل الثاني 2
رواية زوجتي الشرقية اسر وحنين الفصل الثاني 2
بعد ساعتين، كانت حنين عادل داخل غرفة تجهيز خاصة في المنتـجع الفاخر بالجـ ونة.
الغرفة مضاءة بإضاءة دافئة، والمرايا تحيط بها من كل جانب، وكأنها تُجبرها على مواجهة نفسها… لا المرأة التي حاولت أن تكون، بل المرأة التي كانت دائمًا هناك، تنتظر الإذن لتخرج.
لُمى لم تبخل بشيء.
استدعت مصفف شعر عمل مع نجما*ت، وخبيرة مكياج تعرف كيف تُظهر القوة دون صخب، ومصممة أزياء محلية تملك قطعًا لا تصل إليها إلا النخبة.
قالت حنين بهدوء حاسم وهي تجلس أمام المرآة:
«مش عايزة أبقى صادمة… عايزة أبقى حقيقة.»
ثم أضافت:
«عايزة أي حد يشوفني يحس إنه كان غلطان لما استصغرني.»
ابتسم المصفف وقال بثقة:
– «إنتِ مش محتاجة تتغيري… إنتِ محتاجة تتحرري.»
وخلال ساعة، اختفت النسخة الخجولة.
شعرها انسدل طبيعيًا، متمردًا كما كان قبل أن يُطلب منها كتمه.
مكياجها لم يخفِ ملامحها، بل أبرز عينيها بثباتٍ حاد.
والفستان… لم يكن صاخبًا، لكنه كان ذكيًا؛ يحتضن أنوثتها دون اعتذار، أنيق دون استعراض، كأنه يقول: أنا هنا… ولن أختفي.
وقفت حنين أمام المرآة للحظة أخيرة.
لم ترَ زوجة أحد….رأت امرأة كاملة.
في تمام الثامنة مساءً، توقفت سيارة سوداء أمام مدخل القاعة الكبرى.
الأبواب الزجاجية العالية تعكس الأضواء، وصوت الموسيقى الهادئة يتسلل للخارج مع ضحكات محسوبة وكؤوس تتلامس.
توقفت حنين أمام المدخل، أخذت نفسًا عميقًا، وتذكرت صوت أمها: إوعي تنزلي راسك لحد.
ودخلت….توقّفت الأحاديث القريبة.
التفتت الرؤوس واحدة تلو الأخرى، كأن موجة صامتة مرّت في المكان.
لم يكن دخولًا صاخبًا… كان حضورًا.
خطواتها كانت ثابتة، كعبها يلامس الأرض بثقة، كتفاها مرفوعان، ونظرتها لا تبحث عن أحد… لكنها تعرف جيدًا من سيبحث عنها.
أخذت كأس عصير من أحد العاملين، وتحرّكت داخل القاعة ببطء محسوب، عيناها تمسحان المكان حتى وقعت عليه.
آسر السمنودي….كان يقف في المنتصف تقريبًا، محاطًا برجال أعمال، وإنجريد إلى جواره، يدها تستقر على ذراعه بثقة مملوكة.
كانت أنيقة، باردة، مدروسة… لكنها، حين رأت حنين، تجمّدت.
أما آسر… فتوقف الزمن في عينيه.
رآها….عرفها….ولم يعرفها في الوقت نفسه.
لم تكن الزوجة الصامتة التي اعتاد أن يقودها خلفه.
كانت امرأة يعرف أنها كانت دائمًا أعلى مما أراد لها أن تكون.
ارتبك للحظة، ثم حاول أن يستعيد رباطة جأشه، مال على إنجريد وقال شيئًا سريعًا، لكنها كانت لا تزال تراقب حنين بنظرة تقييم حذرة.
لكن حنين لم تتجه إليهما.
تعلمت درسًا واحدًا جيدًا:
الانتقام الحقيقي لا يبدأ بالمواجهة… بل بالتجاهل الذكي.
اتجهت إلى الطرف الآخر من القاعة، حيث رأت مجموعة من المستثمرين الأجانب الذين كان آسر يسعى خلفهم منذ شهور.
تقدمت بثقة، وقالت بالإنجليزية الواضحة الهادئة: مساء الخير. أنا حنين السمنودي…تبادل الرجال النظرات.
أحدهم قال بابتسامة مهتمة:زوجة آسر؟
ابتسمت ابتسامة خفيفة، ذكية: شريكته… في الرؤية.
وخلال دقائق، كانت تشرح لهم ما لا يستطيع آسر شرحه:
فهمها للمنطقة، احترامها للبيئة والمجتمع المحلي،
ورؤيتها للسياحة المستدامة التي لا تُهين المكان ولا أهله.
كانت تتكلم بشغف، بثقة، بلا اعتذار.
ومن بعيد، كان آسر يراقب المشهد، وجهه متصلّب، غض*به مكبوت، وإنجريد بدأت تفهم أن المرأة التي أمامها ليست تفصيلة عابرة.
اقترب آسر أخيرًا، وقال بنبرة حاول أن يجعلها طبيعية: حنين… إيه اللي بتعمليه هنا؟
التفتت إليه ببطء، ونظرت في عينيه بثبات: بحضر حفل خيري. زي أي حد محترم.
ثم أضافت بابتسامة خفيفة: واضح إني مش مأثرة في شغلك، صح؟
كانت تلك اللحظة…أول مرة يشعر فيها آسر أنه فقد السيطرة.
كان توتر آسر السمنودي واضحًا، حتى وهو يحاول أن يُخفيه بابتسامة مصطنعة أمام الحضور.
اقترب أكثر من حنين، وخفّض صوته وهو يقول بنبرة آمرة يعرفها جيدًا: لازم نتكلم… حالًا.
نظرت إليه حنين نظرة سريعة، ثم أعادت نظرها للمستثمرين وقالت بهدوء: ثواني واحدة بس.»د
ثم أنهت جملتها بثقة: وأنا شايفة إن أي مشروع في المنطقة دي لازم يكون له شراكة حقيقية مع المجتمع المحلي، وإلا هيبقى مجرد استنزاف.
أحد الرجال هز رأسه بإعجاب وقال: كلامك مختلف فعلًا.
حينها فقط، استدارت حنين نحو آسر، وقالت بابتسامة رسمية: اتفضل… نقدر نتكلم دلوقتي.
قادها آسر بخطوات سريعة نحو شرفة جانبية تطل على البحر، وإنجريد لحقت بهما، صامتة لكنها متيقظة.
الهواء الليلي كان باردًا نسبيًا، وصوت الأمواج في الأسفل بدا كأنه إيقاع مشحون لما سيحدث.
بمجرد أن ابتعدوا عن القاعة، انفجر آسر: إنتِ فاكرة نفسك بتعملي إيه؟
خفض صوته أكثر وأضاف بحدّة: قولتلك ده حدث شغل… وجودك كده بيحرجني.
ضحكت حنين ضحكة قصيرة، بلا مرح: يحرجك؟ ولا يفضح الفرق بين اللي كنت فاكره عني… واللي أنا عليه فعلًا؟
تدخلت إنجريد أخيرًا، بصوت بارد محسوب:
آسر… لو تحب، أنا أسيبكم. واضح إن في موضوع شخصي.
التفتت إليها حنين قبل أن يرد آسر، وقالت بثبات: لا، خليكي. من حقك تسمعي.
ثم أضافت، بنبرة هادئة لكنها قاطعة: خصوصًا إنك مش مجرد زميلة عمل.
شدّ آسر ذراع حنين بعصبية: كفاية. إنتِ بتعملي منظر.
نظرت إلى يده على ذراعها، ثم رفعت عينيها إليه ببرود: إيدك.
توقف….سحبها فورًا….قالت بهدوء قاتل: إنت اللي عملت المنظر لما قررت تجيب عشيقتك وتسيب مراتك في البيت.
اتسعت عينا إنجريد قليلًا، لكن ملامحها تماسكت بسرعة.
قالت ببرود: آسر قال إن زواجهما… انتهى عمليًا.
ابتسمت حنين ابتسامة حزينة واعية: عمليًا يمكن… قانونيًا وأخلاقيًا لأ.
ثم نظرت مباشرة إلى إنجريد ..مليكيش ذنب كبير… بس لازم تعرفي حاجة.
سكتت لحظة، ثم قالت: الرجل اللي يستصغر زوجته علشان أصلها أو لهجتها… عمره ما يشوف أي ست نِدّ له. عاجلًا أو آجلًا، الدور هييجي عليكي.
ارتبك آسر، وارتفع صوته دون قصد: إنتِ دايمًا كنتي غلطة!
ثم قال بقسوة متعمّدة: فاكر إنك تقدري تبقي واحدة من مستوانا؟ مهما لبستي ومهما اتعلمتي، هتفضلي بنت البيئة اللي جيتي منها.
كانت تلك الجملة مصمَّمة لتكسرها…لكن حنين لم تنكسر.
اقتربت خطوة، وقالت بصوت منخفض ثابت:أيوه… أنا بنت بيئتي. بنت ناس اشتغلوا بإيديهم. بنت أم علمتني الكرامة قبل الإتيكيت.
ثم أضافت: وبيئتي دي شرفتني… أكتر من عالمك اللي مليان خيانة.
مدّت يدها ببطء، خلعت خاتم الزواج، وضعته في كفّه، وأغلقت أص*ابعه عليه: خد… أنا خلصت أكون ظل في حياتك.
قال آسر بعصبية أخيرة:
لو مشيتي… هتمشي من غير حاجة. الشقة باسمي، الفلوس باسمي.
نظرت إليه حنين وابتسمت… ابتسامة حرة لأول مرة: أفضل أعيش فقيرة بكرامة، ولا غنية وأنا مكسورة.
ثم استدارت وعادت إلى القاعة.لم تلتفت…لم تبكِ.
لم تتراجع…وكان آسر… واقفًا مكانه، لأول مرة، بلا إجابة.
عادت حنين عادل إلى القاعة بخطوات ثابتة، لكن قلبها كان يدق بقوة.
لم يكن خوفًا… كان تفريغًا لسنوات من الكبت.
الإضاءة نفسها، الموسيقى نفسها، الضحكات نفسها…
لكنها الآن تراها من موقع مختلف.
مرّت بجوار طاولات لم يكن أحد يلتفت إليها فيها من قبل،
والآن…
نظرات فضول،
إعجاب،
وهمسات متسائلة:دي مراته؟
– دي اللي كانت واقفة مع المستثمرين؟
أحد رجال الأعمال اقترب منها قائلًا: مدام حنين، حابب أكمّل كلامنا عن فكرة الشراكة المجتمعية… واضح إن عندك رؤية حقيقية.
ابتسمت له، ليس تواضعًا، بل ثقة: لأنها حياتي مش مشروع.
في الطرف الآخر من القاعة، كان آسر السمنودي يقف متجمّدًا.
كان يرى كل شيء…
ويرى نفسه يتراجع خطوة خطوة من المشهد.
لم يعد هو النجم.
لم تعد كلمته هي الأهم.
ولأول مرة، أدرك أن حنين لم تكن عبئًا…
بل كانت القيمة التي لم يعرف كيف يستثمرها.
المشهد الثاني: إنجريد ترى الحقيقة
وقفت إنجريد بجواره، تراقب المشهد بصمت.
قالت بنبرة باردة لكنها لم تخلُ من مرارة:
«أنت قلتلي إنها بسيطة… هامشية.»
لم يرد.
كان فكه مشدودًا.
أكملت:
«بس اللي شايفاه دلوقتي… ست قوية. واعية. واضحة.»
ثم نظرت إليه مباشرة:
«يمكن المشكلة ما كانتش فيها.»
كانت تلك الجملة…
أول مرة يُحاسَب فيها آسر دون صراخ.
المشهد الثالث: الخروج بلا وداع
حين انتهى الحفل، لم تنتظر حنين نهاية الموسيقى، ولا الصور الجم*اعية.
أخذت حقيبتها، مرّت من البوابة بهدوء، وكأنها تخرج من حياة كاملة لا من قاعة.
اتصلت بـ لُمى:
– «ممكن أبات عندك؟»
– «أكيد… حصل إيه؟»
سكتت لحظة، ثم قالت:
«سيبت جواي كل حاجة كانت بتوجعني.»
تلك الليلة، نامت حنين على أريكة بسيطة،
لكن نومها كان أعمق من أي ليلة قضتها في البنتهاوس.
المشهد الرابع: بداية الحرب الصامتة
في الأيام التالية، حاول آسر استعادة السيطرة.
رسالة:
«إحنا كبرنا على الخلافات دي.»
أخرى:
«انتي بتضيعي نفسك.»
ثم الثالثة، بلا قناع:
«من غيري انتي ولا حاجة.»
حنين قرأت… ولم ترد.
ذهبت لمحامية، امرأة في منتصف الأربعينات، نظرتها حادة، خبرتها طويلة.
قالت لها بعد أن سمعت القصة كاملة:
«انتي ما كنتيش زوجة بس… انتي كنتي شغل من غير عقد.»
ثم أضافت بابتسامة واثقة:
«وحقك مش منّة.»
المشهد الخامس: سقوط الصورة
انتشر فيديو دخول حنين للحفل،
ثم مقطع حديثها بثقة مع المستثمرين.
الناس بدأت تسأل:
– “ليه سابها؟”
– “إزاي ما شافهاش؟”
وبدأت الأسئلة تُلاحق آسر في اجتماعاته.
بدأت الصفقات تتأجل.
وبدأت إنجريد تبتعد… بهدوء أوروبي محسوب.
وفي ليلة واحدة، قال لها:
«يمكن نهدّي الأمور شوية.»
فهمت المعنى…
ورحلت.
المشهد السادس: المحكمة
وقفت حنين أمام القاضي، ظهرها مستقيم، صوتها ثابت.
لم تتكلم عن الخيانة.
تكلمت عن الإقصاء، عن العزلة، عن سنوات من التنازل غير المتكافئ.
وحين خرجت، كانت تحمل ورقة واحدة.
طلاق.
وحقوقها كاملة.
لم تصرخ.
لم تبكِ.
ابتسمت فقط.
المشهد الأخير: المرآة
في شقتها الصغيرة القريبة من البحر،
وقفت حنين أمام المرآة.
لم تعد تسأل:
“هل أنا كفاية؟”
قالت لنفسها بهدوء:
«أنا ما خسرتش راجل… أنا رجعت نفسي.»
فتحت الشباك، دخل هواء البحر،
وضحت…
ضحكة عالية، حقيقية، بلا اعتذار.
الخاتمة
بعض النساء لا ينهين قصة…
بل يبدأن حياة.
وحنين عادل لم تكن نهاية رجل،
كانت بداية امرأة.
.النهاية.
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
