رواية انكسار الروح مؤمن وشهد الفصل الثالث 3 بقلم الاء محمد
رواية انكسار الروح مؤمن وشهد الفصل الثالث 3 هى رواية من كتابة الاء محمد رواية انكسار الروح مؤمن وشهد الفصل الثالث 3 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية انكسار الروح مؤمن وشهد الفصل الثالث 3 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية انكسار الروح مؤمن وشهد الفصل الثالث 3
رواية انكسار الروح مؤمن وشهد الفصل الثالث 3
شوڤي يا أختي، البنت ماشيه في الشارع،و مش همامها حد ازاي!
بعد ما خطيبها خد اللي هو عايزه وسابها!
صحيح بنات عينيها عاوز يندب فيها رصاصه؟
ردت التانيه بعد ما ضحكت بصوت واطي وقالت:
صحيح… ما هي تربية واحدة ست، وأبوها مات…
ما عندهاش راجل يقفلها…
وقفت…
بس ما كنتش واقفة بجسمي…
كنت واقفة بروحي اللي اتخنقت.
بصّتلهم.
ومش عشان أرد…
عشان أفتكر شكل الناس وهما بيظلموا حد ووشوشهم ثابتة… كإن الكلام مش هيتحاسبوا عليه.
مشيت…
بس دماغي بدأت تشتغل… وتوجع… وتفكّر.
ليه؟
ليه بقينا بنقيس شرف البنت بخطوبة فشلت؟
ليه بنحسب قيمتها براجل؟
ولو مشي… تبقى هي الغلطانة.
ولو اتأذت… تبقى هي اللي استاهلت.
ولو اتكسرت… يقولوا ما هو من ضعفها.
ليه كل كلمة في الشارع بقت خنجر؟
ليه الناس بتتكلم عن بنات غيرهم كإنهم ورق رخيص؟
ليه ما حدش بيسأل نفسه:
هو أنا بضيف إيه؟
هو أنا بساعد مين؟
هو أنا فاهم إيه؟
ولا كل اللي بنعمله إننا بنزود الكسرة على المكسور؟
الناس بقيت تتلذذ بالكلام…
بقى عندهم شهوة إنهم يوجعوا حد بكلمة،
ويبقوا مبسوطين إن حياتهم مش هي اللي بيتكلموا عليها.
ليه؟
ليه بقينا كده؟
ليه أول ما حد يمشي في الشارع، لازم نعلّق؟
ليه ما بقاش عند الناس أدنى إحساس إن فيه وجع محدش يعرفه؟
ليه كل واحد شايف نفسه وصيّ على التاني؟
وكأن حياتنا مش ناقصاها هموم غير كلام البشر.
هو ليه الناس ما بتفكرش قبل ما تتكلم؟
ليه ما حدش بيحط نفسه مكان اللي قدامه؟
يمكن البنت اللي بيعلقوا عليها دي… بتكتم دمعة… يمكن بتسند قلبها… يمكن بتحاول تقوم بعد ما وقعت.
يمكن طلعتها دي مش قوة… يمكن حرب مع نفسها.
وأنا ماشيه… حسّيت إن المجتمع ده محتاج يعيد حساباته.
محتاج يفهم إن الست مش قليلة أدب لما تبقى لوحدها،
ومش قليلة الأصل لما تسيب حد بيأذيها،
ومش محتاجة راجل يقفلها…
هي محتاجة أمانها، وكرامتها، ونَفَسها اللي يطلع من صدرها بدون خوف.
المفروض ان مش كل حاجة تتحكي.
مش كل حاجة تتقال.
مش كل حاجة نسمعها تبقى حقيقة.
السكين مش لازم تكون معدن… كفاية كلمة.
كلمة ممكن تكسر، تكوّي، توجّع، وتفضل محفورة.
لو كل واحد بص على حياته… يمكن حياته هتتصلّح.
بس طول ما الناس شايلة عينها للناس… عمر ما حد هيشوف طريقه.
ليه كلمة تتقال في ثانية… بس توجع عمر؟
ليه جملة ملهاش معنى… تعمل شرخ في القلب ما يترممش؟
هو إحنا ليه مش بنشوف؟
مش بنشوف غير اللي قدامنا…
مش بنشوف الوجع اللي ورا العيون…
مش بنشوف اللي بيحصل بين أربع حيطان…
مش بنشوف قد إيه الإنسان ممكن يبقى بيموت من جواه وهو لابس وش ثابت.
ليه المجتمع دايمًا يصدق الأسهل؟
الأسهل إنه يقولوا: خد اللي عايزه وسابها.
بس الأصعب إنهم يفكروا:
يمكن هي سبته؟
يمكن كانت بتتعذب؟
يمكن كانت بتنهار؟
يمكن كانت بتهرب من وجع محدش يعرفه؟
ليه البنت لو أبوها ميت تبقى سهلة؟
ليه تبقى قليلة؟
هو السند بس راجل؟
طب وإيه عن أم تتعب وتكبر ولادها؟
عن بنت تقف وتتحمل وتبقى سند لنفسها؟
ليه الناس ما تفهمش إن القوة مش في اللي معاها راجل…
القوة في اللي معاها كرامة،
ونَفَس ما يتهانش،
وقلب ما يتباعش،
وروح ما تتكسرش مهما اتداس عليها؟
الناس بتتكلم كتير…
بس محدش فيهم هيشيل غيابي،
ولا هيحاسب عن عمري،
ولا هيتحمل ضربة واحدة من اللي شيلتها.
ويمكن…
يمكن اليوم اللي الناس هتبطل فيه تتدخل…
هو اليوم اللي كل واحد فيه يبدأ يشوف نفسه…
ويصلّحها.
بس لحد اليوم ده…
أنا هكمّل ماشي.
ومش من عشان الناس ما تتكلمش…
لأ.
علشان أنا اللي لازم ما أبقاش أسيرة كلامهم.
لأن قوتي مش في سكوتهم…
قوتي في إنّي أنا اللي ما بسمعش.
أنا اللي باختار نفسي.
أنا اللي بوقف الظلم عندي.
أنا اللي بقول كفاية.
وكملت طريقي…
وده كان أول طريق بمشيه وأنا عارفة…
إن البنت اللي كانوا بيكلموا عليها…
أقوى منهم كلهم.
فضلت ماشية…
خطواتي كانت تقيلة بس قلبي كان خفيف لأول مرة من زمان.
لحد ما رحت على البحر…
المية كانت هادية، والنسمة طالعة كإنها بتهوّي على روحي اللي اتهرست.
كنت واقفة ببص للموج، وبفكر في الدنيا…
لحد ما سمعت صوت طفل صغير بيعيط.
لفّيت…
لقيته قاعد على الرملة، ماسك كيس مقطوع والطلبات واقعة حواليه، ودموعه نازلة بغزارة.
كنت لسه هروح له وأسأله ماليك يا حبيبي…
بس فجأة شاب طويل، شكله محترم ووشه فيه طيبة، جِري عليه قبل ما أوصل.
قعد جنبه وقال له بصوت حنون:
بتعيط ليه يا حبيبي؟
الطفل مسح دموعه بإيده الصغيرة وقال:
علشان… علشان الطلبات بتاعت بابا وقعت… وبابا هيضربني…
وشفت الشاب وشه يتغير…
مش غضب… لأ… حنية.
حنية نقية ما شوفتهاش من سنين.
رح مطلع فلوس من جيبه، لفّها وحطها في إيد الطفل وهو بيطبطب على كتفه وقال له:
إسمع…
انت راجل…
ومش أي حاجة تعيط عليها.
روح… وهات اللي وقع… وبلاش تخاف.
مفيش حد يستاهل خوفك.
الطفل مسك الفلوس، بص له كأنه سوبرهيرو،
وقال له شكراً… وجري على بيته.
وأنا…
فضلت واقفة مكاني.
وبتنفّس.
وبعيّط.
الموقف لمس حتة جوايا…
وجاب كل اللي محبوس فقلبي.
افتكرت ولدي… حنيته… وقلبه لما كان شايل الدنيا عشاني.
وازاي لما كان يقول كلمة، كنت بحس الأمان…
والحضن…
والسند.
وبنفس اللحظة افتكرت قسوة أمي…
الكلام اللي بيقطع…
والصدر اللي عمره ما كان حضن…
والبيت اللي كنت بخاف أرجع له.
الدمع نزل من عيني من غير ما أحس…
دمع مش بس على اللي حصل…
دمع على اللي اتسرق…
دمع على الطفلة اللي جوايا اللي محدش طبطب عليها.
وفجأة…
مدّ الشاب إيده ناحية وشي…
وكان ماسك منديل.
بصيت له بصدمة صغيرة…
خدت المنديل منه، وقلبي كان بيتلخبط،
وقولت له بصوت واطي:
شكراً لحضرتك…
هو ما قالش كلام زيادة…
ما سألش…
ما تدخّلش…
بس هز راسه،
مليان احترام…
قعدت على الرملة نص ساعة…
ببص للبحر…
للأماكن اللي شهدت الغلط والصح…
وبحاول أرجّع نفسي من تاني.
وبعد ما الوجع هدي…
قمت، نفضت الرمل من هدومي،
ورجعت على البيت.
رجعت وأنا حاسة إن ربنا…
بعته بس عشان يقول لي:
لسه فيه طيبة…
ولسه فيه ناس قلوبها رحيمة…
ولسه أنتِ تستاهلي حنية… مش خوف.
وأنا راجعة…
وبحاول أفوّق نفسي من كل اللي حصل،
لمحت حد واقف قدام الشقة اللي قصدنا.
رفعت عيني…
ولوهلة، اتجمدت.
هو.
نفس الشاب اللي أداني المنديل عند البحر.
نفس النظرة الهادية…
اللي كان فيها طيبة تخضّ.
كان ماسك مفتاح، وبيدوّر عليه في الباب.
والصدفة… كانت مجنونة.
ده ساكن في الشقة اللي قبلنا… بالظبط.
بابه جنب بابنا…
خطوة واحدة ويفتح.
قلبي اتلخبط، مش خوف…
بس حاجة غريبة…
زي ارتباك طفل اتفاجئ بهدية.
عدّيت جنبه بسرعة،
ما بصّتش عليه…
بس حسّيته بيبص.
طلعت بيتي، دخلت أوضتي،
بدلت هدومي،
ورميت نفسي على السرير.
كنت مرهقة… نفسياً أكتر من جسدياً.
ولسه الصورة اللي شوفتها عند البحر بتتكرر في دماغي.
---------------------
ومن الناحية التانية…
هو.
كان لسه ماسك المفتاح في إيده،
وبصّته معلّقة على اللي لسه داخله بيتها.
في عقله كان بيقول:
هي… نفس البنت.
البنت اللي كانت واقفة عند البحر،
وعنيها كانت بتتكلم أكتر من صوتها.
البنت اللي دمعتها وجعته…
وجابت له إحساس ما يعرفش اسمه.
فتح باب شقة عمتو،
ودخل،
وقعد على كنبة قدام الباب كأنه بيجمع أنفاسه.
وقال لنفسه بصوت واطي:
مش عارف ليه…
أول ما شوفتها بتعيط… قلبي وجعني.
لا… أنا ما استحملتش.
كان نفسي أسألها…
انتِ مين؟
إيه اللي وجّعك للدرجة دي؟
بس… لساني اتربط.
مسك المنديل التاني اللي فضِل في جيبه،
اتنهد…
والحظ الجميل…
وأنا داخل عند عمتي النهارده،
لقيتها داخلة الشقة اللي في وش عمتي بالظبط.
يعني…
أقدر أعرف عنها كل حاجة.
كانت ضحكة صغيرة ظهرت على شفايفه…
ربنا بعتهالي تاني…
يبقى مش صدفة.
وشهد؟
كانت نايمة…
مش عارفة إن حد في العمارة…
لسه قلبه اتعلّق بدمعتها
عدّت أيام…
وأنا مش قادر أسأل عمتي عليها.
كل يوم أشوف باب شقتها يتفتح ويتقفل…
أسمع صوت خطواتها وهي طالعة السلم…
أشوف نور أوضتها يولّع ويطفي…
وأقول لنفسي: اسأل.
بس… لساني يتربط.
عدّت أيام وأنا حتى ما شفتهاش.
ولا أعرف اسمها.
ولا أعرف بتحب إيه…
ولا بتخاف من إيه.
وفي ليلة…
قررت.
وطلعت من أوضتي من غير ما أفكر،
ورحت على قعدت جنب عمتي.
كانت قاعدة بتشرب شاي،
ومركّز في التلفزيون.
قربت منها:
عمتي… عمتي…
بصّت لي بابتسامة حنينة:
اي يا عيون عمتك، مالك يا مؤمن يحبيبي فيك اي؟
خدت نفس عميق.
بصراحة كده يا عمتي…
أنا وانا جايلك أول يوم …
شوفت بنت… وكنت عايز أسألك عليها.
رفعت حاجبها،
والضحكة راحت…وبقت نظرة فيها خبث خفيف:
بتسأل على بنت يا مؤمن؟
بَرْضو؟
يا نهار أبيض… ده انت شكلك كبرت من ورايا.
اتكسفت…
بس قلت لها وأنا ببلع ريقي:
ايوه يا عمتي…
مش معنى حاجة والله…
الفضول بس…
والناس بيتعرف بعض يعني.
قالت بضيق تمثيلي وهي بتقلب الشاي:
طب… شُفْهالي كده…
هي ساكنة فين؟
وأنا أقول لك هي مين.
قلت بسرعة:
ساكنة في الشقة اللي قبلنا بالظبط.
أول ما الكلمة خرجت…
عمتي وشها اتبدّل.
الضحك راح.
الكلام خِشِن.
عينها وسعت، وصوتها نزل غضب:
شهد؟؟؟؟
انت قصدك في الآخر على شهد؟؟
يا ابني ما لقيتش غير دي؟؟
وقفت من غير ما أحس…
مين شهد؟
ليه اتعصّبتي كده؟
هي عملت إيه؟
عمتي زفرت زفرة طويلة،
وحطت الكوباية على الترابيزة بقوة:
يا نهار أبيض… ده انت مش عارف حاجة.
دي يا مؤمن…
اسمها شهد.
أنا اتلخبطت، وقلت لها:
اسمها شهد؟
طب مالها يعني يا عمتي؟
ما شاء الله عليها…
بنت مؤدبة…
ولابسة واسع…
وخمار…
وبنت شكلها محترم…
فيها إيه يعني؟
عمتي بصّت لي نظرة غريبة…
فيها حزن… وفيها وجع… وفيها خوف:
انت عندك حق يا ابني…
هي بنت جميلة ومؤدبة…
بس الناس… الناس ما بترحمش.
الناس بتتكلم عليها.
وبتقوّل عنها إنها مش كويسة.
اتعصّبت…
مش فاهم.
ليه؟
ليه تقولوا عليها كده؟
هي عملت إيه؟
عمتي قربت مني،
وقعدت على الكرسي اللي قدامي،
وصوتها بقى واطي… بس تقيل:
يا ابني…
دي البنت غلبانة.
والله غلبانة.
وما حد يعرف قصتها غير قليل.
بس كل ده…
علشان سابِت خطيبها قبل فرحها بشهر.
سكتت…
وبقت تبص للأرض.
وأنا؟
اتجمدت.
صدري ديق.
وحسيت إني ابتديت أفهم…
أفهم ليه دمعتها كانت تقيلة.
أفهم ليه كانت ماشية في الشارع وهي شايلة الدنيا فوق كتافها.
قعدت قدام عمتي، ولسه كلامها بيرن في وداني.
شهد؟
الناس بتتكلم عليها؟
وبيشوهوا سمعتها؟
ليه؟
علشان سابت خطيبها؟
بس كده؟!
حسّيت الدم بيغلي في راسي، والكلام خرج مني من غير ما أفكر:
أنا مش فاهم…
هو الناس دي ما تسيبش حد في حاله ليه؟
ليه لازم يرموا كلمة… يجرحوا… يبوّظوا سمعة؟
هو مش عارفين إنه ده اسمه رمي محصنات؟
مش عارفين إن ربنا قال:
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)
قربت لعمتي، صوتي كان مليان قهر:
ده ربنا قال:
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
وهم… قاعدين يشوّهوا في بنت ما يعرفوش عنها أي حاجة.
ولا يعرفوا ظروفها… ولا اللي حصل لها…
ولا اللي كانت عايشة فيه.
وحديث النبي واضح:
"كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع."
يعني مش كل كلام يتقال يتصدق…
ومش كل إشاعة تتشال وتتحط.
ليه الناس بقت كده؟
ليه بقيت مستسهلة ترمي كلام زي السكاكين…
وتسيب أثره في روح حد؟
ليه محدش بقى يخاف من ربنا قبل ما يفتح بقه؟
ليه محدش يسأل… يمكن البنت مظلومة… يمكن متألمة… يمكن مكسورة؟
رجعت أسند ضهري للكُرسي، وأتنهد كأن الهم بتاعها نزل فوق قلبي أنا كمان:
يعني إيه؟
يعني البنت تتظلم… وتتقهر… وتستقوى عليها الحياة…
وبعدين يجوا الناس، يكملوا عليها بالكلام؟
ده ربنا نفسه بيستر…
إحنا مين عشان نفضح؟
ليه الناس بقت تحكي في أعراض بعض كأنها حكايات مسلية؟
ليه؟
فين الخوف من ربنا؟
فين الرحمة؟
فين الإنسانية؟
سكت لحظة…
وبعدين قلت بوضوح:
يا عمتي…
مش يمكن البنت دي اتظلمت…
ومش هي اللي غلطانة.
الناس… هم الغلط.
الناس اللي بتاكل لحم بعض…
وتفتري…
وترمي كلمة تدمر بيت.
وترمي شائعة تضيع سُمعة.
وترمي تهمة تكسّر قلب.
أنا… مش هصدقهم.
ولا هحكم عليها بتريقتهم.
ولا هسيب كلامهم يغيّر رأيي فيها.
عمتي كانت ساكتة…
بس أنا كنت بتكلم وكأني بدافع عن حد أعرفه من سنين…
مع إني لسه ما عرفتش عنها غير عيونها… ودمعتها… وحنيتها على طفل غريب.
---------------------
زي ما الأيام كانت بتمر على مؤمن عادي…
كانت بتمر على شهد ببطء خانق.
بطء يقطع النفس.
كأن كل يوم فيه امتحان جديد…
امتحان صبر، ووجع، ونظرات ناس مش رحمانها.
الناس؟
ولا رحمت.
ولا هديت.
ولا نسيت.
ولا حتى حاولت تفهم.
كل ما تنزل تشم هوا…
لازم كلمة تتقال.
لمزة.
بصة.
ضحكة كاتمة.
نص جملة متفبركة.
هي اللي اتسبت، هي اللي غلطانة.
هي أكيد في حاجة.
كانت ماشيه وسمعتها بتتشرط وراها…
وهي مش قادرة تمسك صوت الحق يدافع عنها.
وبيعدّي يوم…
واثنين…
وثالث…
وشهد بقت تحس إن البيت ضيق، وإن أهل البيت أضيق، وإن الدنيا أضيق وأضيق لحد ما بقى نفسها محبوس جوا صدرها.
وفي يوم…
دخلت أمها عليها.
مشيت الخطوات المتعجرفة اللي شهد حافظاها من كتر ما سمعتها.
فتحت الباب بعنف…
وشهد رفعت عينيها بالعافية.
أمها قالت بحدة… الحدة المعتادة اللي بقت جزء من يوم شهد:
قومي.
جهّزي نفسك.
في عريس جاي لك.
شهد حسّيت إن صوت أمها وقع على قلبها زي حجر.
عريس؟
دلوقتي؟
بعد كل ده؟
بعد ما لسه بتلّم نفسها؟
سألت بصدمة، وهي بتقوم ببطء كأن رجليها تقيلة من الحزن:
عريس إيه؟
لا يا ماما…
أنا مش موافقة.
-------------------
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
