رواية اذوب فيك موتا الفصل الخامس والاربعون 45 بقلم فريدة الحواني
رواية اذوب فيك موتا الفصل الخامس والاربعون 45 هى رواية من كتابة فريدة الحلواني رواية اذوب فيك موتا الفصل الخامس والاربعون 45 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية اذوب فيك موتا الفصل الخامس والاربعون 45 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية اذوب فيك موتا الفصل الخامس والاربعون 45
رواية اذوب فيك موتا الفصل الخامس والاربعون 45
في بعض الأوقات تشتعل داخلنا ناراً حاميه لا نعلم مصدرها لكنها تأكل أحشاءنا بوحشيه .
نحاول إطفائها لكننا كُلما حاولنا كُلما زادتنا إلتهاما
وتلك النار هي التي يشعُر بها ذاك العاشق المُختل والذي لم يعترف حتى الأن بما يجيش داخل صدره من عشق إحتل كيانه حينما وجد ذاك المُعلم يدلف من الباب خلف الحرس المُرتعب وهو يُبلغهم بوجوده
إنتفض من مقعده بغضب شديد لكن قبل أن يتفوه بحرف وجد أبيه ينظُر له بشماته ثم يلتفت ألى الخلف ويقول بإبتسامه بشوشه
-أهلاً أهلاً.... جاي قبل ميعادك بربع ساعه إتفضل إفطر معانا
رد عليه المٌعلم بنبره مهزوزه بعد أن رأى ذلك الوحش يستعد للإنقضاض عليه
-شكراً يا باشا الله يكرمك.... سبقتُكُم
انا هنتظر الأنسه لحد متخَلّص فطار وبعدين نبدأ براحتنا
أعقب قوله بالجلوس على أحد المقاعد القريبه منه مولياً إياهُم ظهرهُ حتى لا يرى تلك النظرات الحارقه مُصوبه نحوه
نظر تميم لأبيه بجنون ثم قال بصوت خفيض لكنه غاضب للغايه
-إيه اللي جابه هنا.... أنا مش قايلك متفق على مُدرسين جُداد
رد عليه أبيه ببساطه كادت تُصيبه بأزمه قلبيه
-الراجل شاطر في مادتُه وسما بتفهم الماده منه جداً.... حسيت إنها متضايقه إنه إتغير فكلمتُه عشان يرجع بس كده يا حبيب أبوك فيها حاجه
أمسكها من ذراعها بقوه وسألها بِغل شديد جعلها تموت رعباً
-إنتي اللي قُلتي كده.... متضايقه إنه مشي
-و ربنااااااا ماحصل. ....أنا منطقتش حرف أُقسم بالله
تدخلت سمر سريعا حتى تُنقذها منهُ وهي تقول
-في إيه يا إبني متسيب البنت إنت هتاكُلها هي عملتلك حاجه
بينما أبيه قال بشماته ظاهره للعِيان
-سيمو مَقالتش حاجه يا إبني أنا اللي حسيت عشان كده جبتُه تاني إهمد بقى وخليها تروح تشوف اللي وراها
تركها فجأه وتحولت ملامحه إلى الهدوء الشديد كأنه لم يكن ذاك الغاضب من قبل
فهم لعبه أبيه وقرر أن يُلاعبه هو الأخر
قال داخله.... لِما الغضب حياتها ومُستقبلها تفعل بهُما ما تشاء
ليس لي شأناً بمن تجلس معه أو تُحدثه
فليذهبوا جميعاً إلى الجحيم
تلك الكلمات كان يُمليها عليه عقله بينما قلبه كان مُشتعلاً بنار
إذا خرجت سَتحرق العالم بما فيه
قال ببرود جعلها تنظر له بصدمه يغلفها الحُزن
-في العموم إنتو حرين ده شيء ميخُصنيش.... أنا كُنت مختار مُدرسين كُبار عشان خِبرتهم مش أكتر
تطلع لها ببرود وهو يتحرك من مكانه ثم قال
-لو خلصتي فطارك روحيله عشان كمان ساعتين في مُدرس غيره جاي
ظلت جالسه في إحدى زوايا الحديقه الكبيره مُنتظره بفارغ الصبر ما سيحدث الأن أو بعد قليل
فقد إتفق معها أبيها أن تجلس في تلك البُقعه كل يوم في نفس الميعاد وحينما يستطيع الوصول إليها سيفعلها سريعاً دون تردد
واليوم كان ميعاد حضور العُمال المُختصين بالإهتمام بتلك الحديقه المَليئه بالأشجار والأزهار النادره
قدّم رئيسهم الأوراق التي تُثبت هَويه مَن معه فقام الحُراس بفحصها ثم أذنِو لهم بالدخول
الأمر يبدو طبيعياً للغايه لا أحد ينظُر فأي إتجاه ....الجميع مُنشغلاً بعمله
والصغيره تجلس على أحد المقاعد مُثبته نظرها نحو السور العالي وكأن أباها سَيقفز لها من فوقه
لا تعلم كيف تمالكت حالها حينما وجدت أحد الرجال كِبار السن يعمل جانبها بإحدى الماكينات المٌختصه بِقص النجيل الخضراء والذي ألقى جانبها بمُنتهى الحرص والخُبث حقيبه جلديه صغيره ثم قال لها بهمس
-وأنا بعدّي من قُدامك خُديها بسرعه..... وأنا بتكلم
أبوكي باعتلِك تليفون
و فقط ..... مرّ عن قصد جانبها فقامت بميل جسدها وسحبت الحقيبه وخبأت إياها سريعا وعيناها متركّزه نحو الحرس المُنتشر حول المكان
إنتهى الأمر في غُضون بضع ثوان لم يلاحظه أحد …. قامت من مجلسها بِمُنتهى الهدوء وإتجهت نحو الداخل ومنه إلى الأعلى بخطوات ثابته حتى لا تلفت الأنظار إليها
إبتسمت بجانب فمها حينما وجدت ذاك الوسيم يجلس بوجه مُتجهم لكنه يتصنع البرود والعبث في هاتفه بينما كانت الصغيره تتلقى الدرس في جو مليء بالتوتر
قالت داخلها بِمُنتهى الحقاره
-إفرحلك شويه إنت والقُطه.... كُلها يومين وتستلمها من أبويا لحم مقطع
إبقى وريني هتفضل ملهوف عليها كده ولا هترميها في أقرب مقلب زباله
إنتهت الحصه الكارثيه بعد مرور ساعتان
طلب المُعلم مقابله سالم الشريف لأمر هام وحينما سأله تميم بِغلٍ شديد ماذا تريد قال
-عايز أكلمه في موضوع شخصي من فضلك بلّغه
نظر له بِشك.. ثم قال لتلك المُرتعشه جانبه دون أن يحيد نظره عنه
-سمااااااا ...مش خلصتي الدرس إطلعي على أوضتك
لم تقف لحظه واحده بل إنطلقت تُهرول نحو الدرج بينما الأخر ابتسم بشر وقال بتحذير شديد اللهجه
-هبلّغه وهيجيلك حالا..... بس لو اللي في دماغي صح مش هتخرج على رجليك
إبتلع الأخر لعابه بصعوبه ثم رد بشجاعه زائفه
-هو في إيه يا تميم باشا أنا مقُلتش حاجه غلط أنا بقول عايز أكلم سالم بيه في موضوع شخصي هو حضرتك ليه حاططني في دماغك كده
إنت شُفت مني حاجه غلط
هزّ رأسهُ ببُطئ ولم يُلقي بالاً بعناء الرد عليه بل إتجه نحو مكتب أبيه المُغلق ثم إقتحمه دون إستئذان وقال بغيظ يُغلفه البرود
-المُدرس عايزك يا بوب..... موضوع شخصي
إبتسم له سالم ثم تحرك من خلف مكتبه دون أن يرُد عليه لكنه وقف مكانه حينما وجد ولده يكمل بتحذير شديد اللهجه
-بلاش اللعبه دي معايا يا بابا..... ولو هتاخد إبن الكلب اللي بره ده كبش فِدى عشان تشوفني بَغير عليها ولا هيَ مش في دماغي.... يبقى هيكون ذنبه في رقبتك
بلاش أنااااااا
نظر له سالم بغيظ شديد بعد أن كشف ولده المُخطط الذي رسمه ببراعه.... قال بغضب مُفتعل
-ما تتلم يا زفت إنت..... إنت بتهددني ولا إيه
وإيه اللي في دماغك الجزمه دي تلاقي الراجل عايز واسطه ولا حاجه
ربتَ على كَتفه بقوه وهو يكمل بجديه
-أنا هشوفه عايز إيه..... وأدام الحكايه كده لو رجلك خطت أوضتها هقطعهالك يا تميم
ماشي يا حبيب أبوك.....و فقط تركه وغادر دون أن يزيد حرفاً واحد
لكنه قرر أن يضع ولده تحت رقابه مُشدده حتى لا يقترب منها مما يزيد ناره ويعلم وقتها أنه وقع في عشق لا مثيل له
بعد أن أغلقت باب غُرفتها جيداً ثم دلفت إلى المِرحاض وأغلقتهُ أيضا بإحكام أخرجت الهاتف السري وقامت بالإتصال على الرقم الوحيد المُسجل داخله
رد عليها منعم سريعا وهو يقول
-كده يبقى الفون وصلك أهم حاجه إنتي في الحَمّام دلوقتِ
ردت عليه بصوت خفيض للغايه
-أيوه.... بعمل زي ما إتفقنا بالظبط
-طب طمنيني إيه الأخبار عندك معرفتيش مُمكن أدخل إزاي أو مُمكن نِطلّعها إزاي إحكيلي كٌل اللي حصل بالتفصيل من أول ماوصلتي لحد اللحظه دي
أخذت تقُص عليه كُل ماحدث تفصيلاً بِحروف يملأها الغِل والحِقد والكُره وبعد أن إنتهت قالت بغضب مكتوم
-أنا مش هقعد هنا كتير.... إنت وعدتني إني مش هكمل إسبوع
أنا مش هستحمل العيشه هنا ولا هتحمل أشوفها بالهنا اللي هي عَيشه فيه ده كله
ده غير لما الست ضي كمان ترجع
رد عليها بمُهادنه حتى لا تتهور وتفعل شيئاً يُفسد خطته
-متقلقيش يا حبيبتي زي ماوعدتك هنفذ بالظبط
بُكره هروح أقابل أُمك في السجن عشان أكيد هيكون ليها دور تساعدنا بيه
وقتها إتفرجي على اللي هعمله فيها مش هخليها تنفع ببصله
ولو عرفتي تشغِلي الواد ده عنها يبقى كده سَهلتيلنا الموضوع
إبتسمت بجانب فمها رغم السِكّين الحاد الذي غُرز داخل قلبها بعد أن سَمعت أباها يطلُب منها إغواء رجُل غريب
أقسمت على الإنتقام منهم جميعاً حتى هو لكنها ستنتظر إلى أن ينتقم لها من تلك المُسماه بأُختها
جلست فوق فِراشها تبكي بِحُرقه شديده
فقد ألَمَها حديثُه الذي ينُم على عدم إهتمامه بها
إذاً... لما كُل ذاك الإقتراب..... لما كل تلك المشاعر التي جعلها تشعُر بها وهو معها
تخاف أن تُصدق حديث عقلها الحكيم إنه يُحاول الهروب فتكون تلك الفكره غير صائبه بالمرّه وقد نسجها قلبها العاشق من وحي خيالها حتى تُبرر وجوده معها
لم تعتاد على الحيره..... وأحبت فكره أنها تشكو منهُ إليه حتى وإن لم يكُن يعلم أن الأمر يخصهُ
أخرجت هاتفها السري وقامت بإرسال رساله مفادها ..
-تميم....إنت فاضي
لم تتلقى منه اأ رد فأخذت تبكي بإنهيار و عقلها المسكين يِعصف بآلاف الأفكار
ظلت علي تلك الحاله أكثر من ساعه إلى أن هدأت قليلاً
تنهدت بحُزن شديد ثم تحركت من فوق فِراشها بعدما قررت أن تُصلي ركعتان لله بِنِيه راحه قلبها المُتألم
لا تدري كم من الوقت ظلت ساجده للمولي سُبحانه وتعالى تدعوه بتضرُع و بُكاء حتي إرتاحت كثيراً
فَتح الباب دون أن يستأذن حتى يراها لماذا تأخرت على ميعاد المُدرس الأخر والذي يجلس بالأسفل مُنذ عشر دقائق
إرتعش جسدهُ بشده حينما رأى هذا المشهد الخاشع والذي جعلهُ لا يستطيع التفوه بحرف
بل ظلَ ثابتاً مكانه
إعتدلت من فوق الأرض وهي تُطبق سجاده الصلاه ثم نظرت له بهدوء وقالت
-أيوه تمام في حاجه
ابتلع لُعابه بصعوبه ثم قال بتماسك
-المستر جاي من 10 دقائق لقيتك إتاخرتي قُلت أطلع أشوفك مش ناويه تحضري الحصه ولا إيه
لم تنظر له بل أخذت تخلع إسدال الصلاه بتمهُل وهي تقول
-أنا جاهزه.... ألقته فوق الاريكه ثم إلتفت لتأخذ أشيائها من فوق المكتب ومن بعدها إتجهت للخارج دون أن تُلقي بالاً لمن يقف ويُطالعها بتمعّن..... وقد غضب كثيراً حينما تركته وذهبت وحدها
لم يجد حلاً إلا أن يلحق بها لكنه ما زال مُتشبثا بعناده وأنها لا تفرق معه بشيء
أما سالم فقد كان يجلس بغضب شديد بعد أن فشلت تلك الخطه التي رسمها مع المٌعلم بعد تهديد ولده الصريح والواضح
خاف على هذا الشاب أن يموت في يدْ ولده إذا ما قام بطلب خِطبه سما كما إتفق معه
لذلك حينما خرج له طلب منه الرحيل الأن وسيتحدثان في وقتٍ لاحق
والغريب .كان يتابع أبيه بإبتسامه شامته بعدما أطفأ ناره قبل أن يُشعلها سالم الشريف
بينما كانت تُركز مع مُعلمها بشده كان هو يُراقبها من بعيد وفي نفس الوقت يُراسل أخيه والذي إشتاق له كثيراً وأيضاً يحتاجه في تلك الفتره العصيبه
-مش كفايه كده يا حبيب أخوك ولا إيه
-يا إبني هو أنا لحقت متسيبني بقى أنا مصدقت أبوك سابني في حالي وقدرت أتلم على البت
كتب له بجديه شديده دون أن يُفسر أي شيء مُعتمداً على فَهم أخيه له
-طب ياحبيبي أنا بقول كفايه كده عشان محتاجك اليومين دول
-الدٌنيا مش مظبوطه وأنا على قد ماأقدر بلِم فيها
-بس أكيد وجودك هيفرق
كتب له دون ذره تفكير واحده
-هقفل معاك وأحجز على أول طياره.... متقلقش يا حبيبي أنا معاك
جلس أمامها ببرود طيله الوقت يُحاول إقناعها في الإشتراك معه لكنها رفضت وبشده فتجهمت ملامحه وهو يقول بإقناع
-متبقيش غبيه يا شيري وإفهمي..... أنا مَحاسبتكيش إنك خبيتي عليا موضوع يارا وإنها بنتي
بس دلوقتي أنا محتاج مساعدتك عشان أنتقم ليها وزي مااتعمل فيها هعمل في بنات شعبان
غير إني ممكن أخد البنت ورقه ضغط عشان يطلعوكي
وهتبقي حُره يعني إنتي المُستفاده..... وبعدين متحسسنيش يعني إن البنات فارقين معاكي قوي ده إنت كُنتي رَمياهم يا شيري ولو كانوا شبهك كان زمانهم في حضن كل راجل شويه مش هنعملهم على بعض
نظرت له بعيون مُشتعله من الغضب وقالت بِغل شديد
-ماتلم نفسك يا مِنعم.... هو أنا عشان سكتالك ولا إيه ما إحنا دافنينُه سوا
وبعدين ولا هُما ولا غيرهم يفرقولي أنا نَفسي ثم نَفسي ثم بس
وأدام الموضوع فيه مصلحه ليا هعمله طبعا أنا إيه اللي يخليني أترمي في الحبس باقي عمري بعد ما راشد مات وسابني أنا في القرف ده وللاسف مش عارفه اتواصل مع الناس الكبيره لأن مكانش حد بيكلمهُم غيره
شوف إيه المطلوب مني وأنا هعمله
إبتسم بشر كبير ثم قال ...
-هقولك بس متعمليش أي حاجه من دماغك اللي أقوله هو اللي يتعمل وبس......
مضىَ باقي اليوم في هدوء حَذِر ... الجميع مُلتزم غُرفته بعد تناول وجبه العشاء والتي مرت في صمت تام إلا من بعض الأحاديث البسيطه التي كانت تُلقيها سمر عليهم
قررت الصغيره أن تضع جام تركيزها في تلك الأيام على مستقبلها وقد إقتربت الإختبارات ولا يوجد وقت للتفكير في أي شيء أخر غير مذاكرتها
حتى الهاتف السري تركته أسفل الوساده ولم تُلقي عليه نظره واحده مُنذ أن أرسلت له الرساله
أما هوَ.... رغم أنه كان منشغلاً في الكثير من المكالمات الهاتفيه التي أجراها حتى يُرتب أشياء تخص عمله إلا أن عقله كان دائم التفكير فيها وفي سبب غيابها كل تلك الساعات .
على قدر المُستطاع شغل حاله لكن بعد مرور ذلك الوقت قد وصل إلى ذروه تحمله ولم يقوىَ على الإبتعاد أكثر
أنهى أخر مُكالمه كان يُجريها مع نوح ثم قرر أن يفتح الرساله التي رأى إشعارها مُنذ أن وصلت إليه لكنه عاند ولم يفتحها
كتب ببرود ظهر بين حروفه
-خير ...في حاجه
دقيقه ثم نصف ساعه ثم ساعه قضاها على جمر الإشتياق دون أن يتلقىَ منها رداً
وفالأخير وجدها تكتب ببروداً يُماثله
-لأ مفيش خلاص
-هو إاااايه اللي مفيش ...أُمال بتسألي فاضي ليه
-هو أنا حاسه إنك متعصب بذياده؟ كُل ده عشان بقولك تميم إنت فاضي
-خلاص يا سيدي أديك مطلعتش فاضي وأديني مبعتش تاني يبقى فين المُشكله
-أمممممم....مفيش مشكله
-عملتي إيه مع حبيبك إعترفتيله ولا لسه أكيد هو اللي كان منكد عليكي عشان كده
بعتيلي تشتكيلي منه
تنهدت بحزن شديد ثم كتبت وعيونها تغشاها الدموع التي تُهدد بالإنهمار
-لأ يا تميم مش هشتكي.... مش هتكلم... مش هجيب سيرته أصلاً
-القصه إنتهيت قبل ماتبتدي وأنا مش عايزه أعلق نفسي بحبال دايبه
إنتفض من مجلسه حينما قرأ تلك الكلمات وشعر وقتها بالجنون
كاد أن يذهب إليها ويسألها وجهاً لوجه لما تقول هذا الحديث الغبي
لكنه أمسك بحبال الصبر بصعوبه وهو يكتب
-ياااااه.... للدرجه دي زعلانه منه طب هو عملك إيه
-يا بنتي مش لسه سألك إمبارح لو تَعبك هتستحمليه قُلتيلي لأخر نفس فيا
-يعني كان كلام وخلاص
-يبقى معتقدش إن إنتي حبيتيه الحُب اللي إنتي بتوصفهولي
-يبقى حُبك كان مُجرد حُب زيّ أنا كده تمام.. حبيتي بس مَعشتيش الحب
بكت رغماً عنها وبدأت تكتب بأصابع مُرتعشه
-يااااااه.... كُل اللي أنا فيه ده ومعشتش الحُب.... ده أنا دايبه فيه بس للأسف هو معندوش إستعداد يعيش الحُب معايا
-يمكن أوقات بحس إنه عايز.... إنه مشدودلي
-إنما كتير بيعاند نفسه وبيوجعني
-قُلت هتحمله العُمر كُله ولأخر نفس فيا بس لما أحس إنه عايش معايا الحب ده
-قُلتلك لو قرب مني خطوه هقرب منه مليون
-بس للأسف بيقرب خطوه وبيبعد خطوات
-غصب عني بحس إني مُسكن مش دواَ يا تميم.... غصب عني بيصعب عليا نفسي لما يكون بين إيديه بس مش حاسه إن أنا مَلكاه
-لأنه ببساطه بيبقى بكل كيانهُ معايا بس برضوا بيعافر بكل قوته عشان يبعد
وميستسلمش
-بعشقه.... مش هكذب
-بس أدام وجعي بيهون عليه يبقى لازم أنا أحترم نفسي ومَخليهاش تتوجع
-أنا مستاهلش أتوجع منه يا تميم
-لو طلب مني رُوحي هديهاله من غير ما أفكر
-مش طالبه منه حاجه غير إنه يبطل يوجعني..... يبطل يعاند ويكابر
-أنا مينفعش أكون مُجرد وقت بيضيعه
-أنا أستاهل أكون كل وقته وكل كيانه عشان اللي جوايا ليه لو لف الدنيا مش هيلاقي ربعه
-لما بتعشق أوي بتتوجع أوي.... على أد ما قلبك بيتنفض لما يشوف حبيبك على أد
ما بينزف دم مُجرد مابيوجعك
-الوجع من حبيبك بيموّت يا تميم مبيبقاش مُجرد وجع وبس
لِما كل ذالك الألم الذي يشعر به الأن وكأن عدوىَ وجعها إنتقلت إليه عبر الهاتف.... فشل في إيجاد رداً مُناسب على تلك الكلمات التي تصرُخ ألماً
لا يعلم كيف كتب لها
-طب واإنتي ناويه تعملي معاه إيه دلوقتِ.. هتعاتبيه؟
-لأااااااااا....هبعد
تصنم في موضعه بعد أن شعر بسكيناً حاد غُرز داخل خافقه الذي ينبض بجنون الأن
كتب لها بهدوء يُنذر بقدوم عاصفه شديده
-يعني إيه ....مش فاهم
كتب بدموعها التي تنهمر بغزاره و قد إتخذت قراراً لارجعه فيه
-يعني خلاص..... القصه ماتت قبل ما تبتدي
-لو كان فكّر يراضيني حتى بعد ماوجعني كان مُمكن الموضوع إختلف
-إنما دلوقتِ..... كرامتي قبل أي حاجه
-سلام
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
