رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الرابع 4 بقلم الاء محمد حجازي
رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الرابع 4 هى رواية من كتابة الاء محمد حجازي رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الرابع 4 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الرابع 4 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الرابع 4
رواية ليست لي تميم وتاج الفصل الرابع 4
إنتِ عايزاني أخطب واحدة، وأنا قلبي مع واحدة تانية؟
فضل واقف قدامها،
راجل كبير،
بس جواه طفل موجوع
مش لاقي إجابة.
والليل…
كان لسه طويل.
سكتت شوية…
والسكوت المرّة دي كان أحن من الكلام.
قربت منه خطوة، ومدّت إيدها ولمست وشّه كإنه لسه طفلها الصغير، مش الراجل اللي شايل همّ الدنيا.
قالت بصوت واطي، دافي، مليان أمومة:
بص يا حبيبي…
أنا أمك،
وأكتر واحدة حاسة بيك،
وأكتر واحدة شايفة وجعك حتى وانت ساكت.
ابتسمت ابتسامة خفيفة فيها دمعة:
إنت فاكر إني مش واخدة بالي؟
ده أنا بحس بيك قبل ما تتكلم.
تنهدت، وكملت:
اللي بينك وبين تاج ده…
مش حب زي ما إنت متخيل.
قربت منه أكتر:
يمكن إعجاب،
يمكن تعلق،
يمكن صورة رسمتها في بالك من زمان…
بس من جوّه؟
قلبي مش مطمّن.
رفعت عينيها للسقف لحظة، وقالت:
وربنا عمره ما يكسّر بخاطر حد
إلا ويكون بيبعد عنه شر.
وبصّت له وهي بتقول الآية بصوت أم واثقة:
«وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم،
وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌّ لكم،
والله يعلم وأنتم لا تعلمون.»
مسحت على دراعه:
صدقني يا تميم…
لو كانت خير ليك،
ما كانتش اتبعدت عنك كده.
وسكتت لحظة، وبعدين قالت بوجع هادي:
إنت شفتها النهارده بعينك،
وشفت ردّها على جوزها.
بصّت له نظرة أم غيورة على ابنها:
كنت هترضاها على نفسك؟
كنت هترضاها على رجولتك؟
صوتها رقّ أكتر:
أنا مش بقول الكلام ده عشان أوجعك،
ولا عشان أضغط عليك.
هزّت راسها:
ولا عمري أقبل
إنك تخطب واحدة
وانت قلبك متعلق بغيرها.
قالتها بحسم وحنان:
ولا أرضى على أي بنت
إنها تبقى استبن.
قربت جبينها من جبينه:
وما تبقاش محطة راحة
لواحد موجوع،
وبعدين تمشي شايلة وجعه ووجعك.
سكتت ثانية، وبعدين صوتها اتكسر شوية:
يا حبيبي…
إحنا بعد أبوك
ما لينا غير بعض.
مسكت إيده بقوة:
أنا وإنت في الدنيا دي لوحدنا،
وأنا عمري ما أفرّط فيك.
دمعتها نزلت:
وجعك ده وجعي،
وتعبك ده تعبي.
ابتسمت رغم الدمع:
حتى لو جيت قلت لي:
يا ماما أنا عايز أخطب تاج،
كنت هقول لك لا.
وبعدين قالت بهدوء أم حكيمة:
بس لو صمّمت،
كنت هسيبك تجرب.
مش عشان أنا مش فارق معايا،
لا…
عشان تتعلّم،
وعشان تعرف إن ربنا عمره ما بيغلط.
مسحت دمعتها بسرعة، وقامت:
صلّي استخارة يا تميم،
واطلب من ربنا اللي يريح قلبك.
لفّت تمشي، وقبل ما تدخل أوضتها قالت:
أنا كده كده…
ما يهمنيش غير إنك تكون بخير.
وبصوت واطي قوي:
تصبح على خير يا ضنايا.
تميم فضِل واقف…
لأول مرة
حاسس إن حد شايل قلبه بين إيديه
وبيطبطب عليه.
--------------------------
قفل باب أوضته وراها.
فضل واقف مكانه شوية،
كلام أمه لسه بيلف في دماغه.
تنهد، وقال بينه وبين نفسه بصوت واطي:
أمي عندها حق…
مسح وشه بإيده:
يمكن أنا ماسك في وهم،
مش في حقيقة.
رفع عينه للسقف:
هصلّي استخارة…
يمكن قلبي يرتاح.
دخل الحمّام، فتح الحنفية.
المية كانت ساقعة شوية،
بس حسّ إنها بتفوقه.
وهو بيتوضّا، قلبه كان تقيل.
كل نقطة مية كانت كإنها بتشيل حِمل.
خلص وضوءه، ووقف يصلّي.
ركعتين هادئين،
من غير استعجال.
ولما رفع إيده بالدعاء،
صوته طلع مكسور:
يا رب…
لو العروسة دي خير ليّ،
قرّبها مني بالحلال،
وباللي يرضيك.
وسكت لحظة،
وبعدين قال بصوت أصدق وأوجع:
ولو مش خير ليّ…
يا رب ابعدها عني،وعن تاج
واشيل حبّها من قلبي.
دمعته نزلت وهو بيكمّل:
حتى لو كانت ممكن تبقى لي…
أنا مش عايزها.
هزّ راسه كإنه بيستجمع قوته:
مش عايز وجع أكتر من كده.
شدّ إيده أكتر:
كفاية وجع لحد هنا يا رب.
صوته واطي، بس مليان رجاء:
ريح قلبي،
طمني،
خلّيني أنام وأنا مطمّن.
فضل يدعي…
مرة ورا مرة.
من غير كلمات محفوظة،
كله طالع من قلبه.
ولما سلّم،
حسّ بحاجة غريبة.
راحة.
هدوء.
كإن حد شال حجر تقيل من على صدره.
تنفّس بعمق،
وقال بهمس:
الحمد لله.
دخل أوضته،
طفى النور،
ورمى نفسه على السرير.
أول مرة من وقت طويل…
نام.
من غير وجع.
--------------------------------
صحى تميم الصبح…
مش متقل،
مش مخنوق،
ولا حاسس بالوجع اللي كان صاحبه كل يوم.
فتح عينه وهو مبتسم.
راحة غريبة،
هدوء أول مرة يحسه من شهور.
قام من على السرير،
خرج لأمه،
وباس إيدها بحب:
— صباح الخير يا ستّ الكل.
ابتسمت له، وبصّت لوشه بفرحة صادقة:
— صباح الخير يا حبيبي…
وشّك منوّر، ربنا يفرّحك دايمًا.
بس خير بقا؟
قعد جنبها وقال بثقة هادية:
— بخير الحمد لله،
أنا صلّيت استخارة امبارح يا ستّ الكل،
ومرتاح جدًا.
وبعدين كمل بابتسامة:
— وإن شاء الله نروح نشوف العروسة النهارده لو ينفع يعني؟
عينيها لمعت، وقالت بحماس:
— خلاص، هكلم جدّتها ونحدّد ميعاد يناسبهم.
استغرب وقال:
— جدّتها؟
هزّت راسها وهي بتشرح:
— آه يا حبيبي،
باباها ومامتها منفصلين،
وكل واحد عايش لوحده،مع عيالة
وهي اختارت تعيش مع جدّها وجدّتها.
ابتسم براحة:
— تمام… خير إن شاء الله.
قام وهو لابس الجاكيت:
— أنا رايح الشغل بقى،
عايزة حاجة؟
ردّت بسرعة:
— عايزة سلامتك يا حبيبي.
عدّى اليوم،
وتميم في شغله خفيف،
مبتسم،
متفائل.
أول ما رجع البيت،
لاقى أمه واقفة ومستنية،
وشّها كله ابتسامة.
قالت بحماس طفولي:
— عندي لك خبر جميل شبه عيونك.
ضحك وقال:
— خير يا ستّ الكل؟
قالت وهي مش قادرة تخبي فرحتها:
— كلمتهم،
وإن شاء الله هنروح لهم النهارده بالليل،
يلا جهّز نفسك.
ضحك باستغراب:
— هو إحنا مستعجلين ليه كده؟
قالت بصراحة لطيفة:
— أنا اللي استعجلتهم…
خير البر عاجله.
هزّ راسه وهو بيضحك:
— عندك حق،
هدخل أجهّز.
دخل، ظبّط نفسه،
لبس وهو حاسس إن خطوة جديدة بتبدأ.
خرج، أخد أمه،
وركبوا.
وصلوا العنوان،
خبطوا،
دخلوا الشقة.
سلامات، ترحيب،
كلام هادي.
أمه قالت بهزار لطيف:
— طب فين العروسة بقى؟
جدّها ضحك وقال:
— ثانية واحدة، أناديها.
نادى بصوت عالي:
— يا بنتي… تعالي.
تميم كان قاعد مستني،
مبتسم،
رايق.
وفجأة…
ظهرت.
والابتسامة اتجمدت.
ده…
دي شبر وربع!
دخلت فضلوا قاعدين.
السكوت كان غريب،
بس مريح.
نظرات بتتسرق،
نظرة منه،
ونظرة منها.
وبعد شوية،
استأذنوا أهلهم يسيبوهم يقعدوا مع بعض.
أول ما الباب اتقفل،
تميم بص لها من فوق لتحت،
وبنبرة مستفزة متعمدة قال:
— بصراحة…
لو كنت أعرف إنك شبر وربع كده،
كنت بدل ما أجيب شوكولاتة،
جبت لك جزمة نص متر
تطوّلك شوية،
عشان مش باينة من الأرض أصلًا.
بصّت له بنرفزة طفولية، وقالت بسرعة:
— على فكرة إنت اللي طويل زيادة عن اللزوم يا أبو طويلة!
يا أهبل.
ضحك وقال وهو بيهز راسه:
— ماشي يا ستّي…
الله يسامحك.
وبص بعيد وهو بيضحك في سره:
طفلة والله…
قالت له بفضول:
— بتقول إيه؟ سمعني.
ردّ بسرعة:
— ولا حاجة…
خلّينا نتكلم جد شوية.
هزّت راسها وقالت:
— طبعًا،
إنت تعرف اسمي وسني؟
قال بابتسامة خبيثة:
— آنسة شذى…
مع إني بصراحة
مش مصدق حكاية السن دي.
ضحكت وقالت:
— تمام، ما علينا.
طب تحب تعرفني بنفسك؟
اتعدل في قعدته وقال بهدوء:
— أنا تميم،
عندي ٢٩ سنة.
بابا اتوفى وأنا في تالتة ثانوي.
سكت ثانية، وبعدين كمّل:
— كملت كليتي الحمد لله،
وسافرت أشتغل برّه.
اشتغلت أي شغل ييجي،
لحد ما جمعت قرشين.
ابتسم بخفة:
— رجعت وفتحت كافيه صغير كده،
هادي وعلى قدّي.
والحمد لله شغال،
وبحاول أكبره واحدة واحدة.
إن شاء الله يبقى سلسلة كافيهات ومطاعم.
هزّ كتفه بخجل بسيط:
— ده كل اللي عندي…
مفيش حاجة تانية أقولها.
بصّت له شذى بنظرة مختلفة.
مش شفقة.
ولا تعاطف.
فخر.
قالت بتلقائية صافية:
— على فكرة…
ده ممتاز بجد.
ابتسمت وهي بتكمّل بحماس:
— أنا فرحانة لك قوي.
مش أي شاب يمر بكل ده
ويكمل ويقف على رجله.
وقالت بصدق:
— بجد ربنا كرّمك،
وأنا مبسوطة إنك حكيت لي ده.
جواه حس بحاجة حلوة.
راحة.
فرحة.
أول مرة يحس إن حد ما استقلش بتعبه،
ولا بص له من فوق.
قالت فجأة:
— بتصلي؟
ردّ بهدوء:
— الحمد لله.
وإنتِ؟
ابتسمت:
— الحمد لله.
وسكتت شوية، وبعدين قالت:
— بص…
أنا معنديش طلبات كتير.
مش عايزة فلوس.
رفعت عينيها ليه بثبات:
— عايزة بيت هادي،
مبني على المودة والرحمة.
نجيب عيال،
وحتى لو في مشاكل بيني وبين باباهم،
ما نحسسهمش بيها.
قالت بحلم:
— مش عايزة أولادي يطلعوا بعقد نفسية.
عايزة زوج ياخد بإيدي للجنة.
يكون حنين،
متفاهم،
نعرف نكلم بعض.
ضحكت بخجل:
— في حاجات كتير في دماغي،
مش عارفة أرتبها ولا أطلعها.
تميم بهدوء:
–علي فكرة انا فاهمك.
قالت فجأة وبعفوية:
— أول مره حد يكون فاهمني.
ضحك تميم،
وهي فجأة استوعبت اللي قالته.
وشّها احمرّ.
وطاطت راسها بخجل.
وفي اللحظة دي…
الباب اتفتح.
وأهلهم دخلوا.
قعدوا شوية كلام تقيل،
ضحك خفيف،
ودعوات.
وبعدها استأذنوا ومشيوا.
أول ما الباب اتقفل،
جدتها بصّت لها بابتسامة عارفة، وقالت:
— ها يا حبيبتي؟
إيه رأيك؟
شذى ضحكت بخجل،
وواطت راسها وقالت بنبرة هادية:
— هصلّي استخارة يا تيته…
وأرد عليك.
دخلت أوضتها،
قفلت الباب وراها،
وسندت ضهرها عليه.
قلبها كان بيدق بسرعة.
فرحانة.
مبسوطة.
حاسة بانجذاب مش فاهماله.
الحقيقة؟
هي كانت معجبة بيه.
من أول قعدة.
طريقته.
كلامه.
هدوؤه.
وهي أصلاً…
كانت عارفة إن هو العريس.
من كتر ما زنّت على جدتها،
قالت لها اسمه من غير ما تاخد بالها.
ومن ساعتها
وشذى وهي مستنية اللحظة دي.
قعدت على سريرها،
سرحت بابتسامة،
وقلبها مليان أمل.
وفجأة…
صوت رسالة قطع سرحانها.
مسكت الموبايل.
فتحت.
والابتسامة اختفت.
إنتِ أكيد مش هتوافقي
تتجوزي المدمن ده
اللي اسمه تميم.
اتصدمت.
إيدها رعشت.
قلبها وقع في رجلها.
-------------------------------
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
