رواية الوسيم والصهباء ليل ويامن من الفصل الاول للاخير بقلم منة الله

رواية الوسيم والصهباء ليل ويامن من الفصل الاول للاخير بقلم منة الله

رواية الوسيم والصهباء ليل ويامن من الفصل الاول للاخير هي رواية من كتابة منة الله رواية الوسيم والصهباء ليل ويامن من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية الوسيم والصهباء ليل ويامن من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية الوسيم والصهباء ليل ويامن من الفصل الاول للاخير

رواية الوسيم والصهباء ليل ويامن من الفصل الاول للاخير بقلم منة الله

رواية الوسيم والصهباء ليل ويامن من الفصل الاول للاخير

يامن الأنصاري:شاب في الثامنة والعشرين من عمره لديه سلسلة مطاعم فاخرة وشركة في مجال تخصصه وهو الهندسة. له طول فارع يتخطى185 سم حنطي البشرة.شعره أسود يشبه سواد الليل وعيون رمادية حادة ورثهم من والدته الفاتنة منكبيه عريضين عضلاته منحوته شخصيته بارد أحيانا جاد جدا في عمله وحاد عندما يغضب كما يقال اتقي شر الحليم إذا غضب مرح معظم الأحيان ويحب المزاح وإستفزاز الاشخاص المقربين منه وذكاء حاد وملاحظته عالية وشخصيته هذه كانت سبب في جذب كثير من النساء من حوله فهو عاشق للنساء من الدرجة الأولى ولم يكره أي امرأة من قبل أن تكون معه فهو يقدرهم أشد تقدير وجرئ لأبعد الحدود مما يوقعه دائما في مواقف محرجة علاقته مع عائلة والده شبه معدومة وسنعرف الأسباب فيما بعد






هدى عامر:والدة يامن توفت بعد تخرجه من الجامعة بشهرين



محمد الانصاري:والده ومات في حادث عندما كانت هدى حامل في شهرها الأول



فاطمة الانصاري: وهي جدته من عائلة والده في نهاية العقد السابع من العمر حادة الطباع للغاية وتعيش هي وبقية العائلة في قصر كبير جدا في بني سويف إحدى محافظات الصعيد وتتمنى أن يعود يامن للعيش معهم



راغب الانصاري:عم يامن يكرهه بشدة شخص محب للإنتقام بطريقة مريضة يسعى دائما للحصول المزيد والمزيد من الثروة بدون النظر للوسيلة أو الطريقة إن كانت صواب أم لا في نهاية الخمسينات من عمره



ليل الدمنهوري: شابة من أصول عريقة  في الثانية والعشرين من العمر أنهت الدراسة في تخصص إدارة الأعمال ذات شعر أحمر ناري عيون عسلية بها القليل من الخضار جسدها يشبه الساعة الرملية بمنحنياته البارزة فهي تشبه عارضات الازياء بطولها الذي يصل ل170سم   لديها ورثها الخاص بوالدها فهو كتب جميع أملاكه باسمها قبل اختفائه بشهرين رقيقة وذكية جدا تجيد التصرف في المواقف الصعبة ليس من السهل خداعها أو هي بتلك الشخصية الضعيفة التي يستطيع أي شخص كسرها دائما ما استطاعت الهروب من الخطر خجولة توفت والدتها  ناهد بعد ولادتها بشهر وقامت مربيتها مريم بتربيتها دائما ما تحرص على أن تظهر بمظهر الفتاة الضعيفة التي لا يتوقع أحد منها أي مقاومة ولكنها في النهاية تجعلهم ينفذون ما تريد بدون أن يشعروا 






عادل الدمنهوري: والدها توفى من أربع سنوات أو هذا ما يعتقده الجميع



سمير الدمنهوري: جدها يحبها جدا يحرص عليها ويخاف من أن تغدر به الحياة قبل أن يطمئن قلبه عليها فهي الوحيدة من أحفاده اللتي لازالت تعيش معه بالبلاد ودائما يشاجرها بسبب رفضها المستمر للخطاب



نوال الدمنهوري: زوجة والدها تكره ليل جدا كما كانت تكره والدتها فهي دائما ماتذكرها بغريمتها. لا تستطيع الانجاب على قدر من الجمال وشديدة الاهتمام بنفسها كما أنها إبنة عم والدها 



سامي:ابن أخت نوال ويسعى للزواج من ليل ليستولي على ثروتها هو وخالته نساعده في السادسة والعشرين من العمر وسيم إلى حد ما 



دي الشخصيات الأساسية وعادي كل واحدة بقا تتخيل الابطال زي ما تحب 😂😂

#الفصل الاول

في إحدى شوارع القاهرة يسير في تلك الطرقات لا يعرف إلى أين تقوده قدماه لكن ما هو متأكد منه أنه لا يريد العودة إلى منزله في هذا اليوم فهو يوم ذكرى وفاة والدته وقد خرج لتوه من المقبرة جلس على الطريق يفكر ويتذكر والدته وحنانها لقد افتقدها بشدة يتمنى أن يراها ولو لثانية واحدة ليعبر لها عن مدى اشتياقه يريدها أن تغمره في حضنها الدافئ تضع رأسه على ساقها وتلعب بأناملها في شعره ليذهب عنه ارهاق يومه يفكر يا ترى ماذا تريد منه الحياة فهو لا يفعل شيئا سوى العمل ومجالسة النساء نظر إلى ساعته فوجدها تعدت الثانية بعد منتصف الليل نفض الغبار عن ملابسه وقرر الذهاب إلى مقر شركته فهو لن يعود لمنزله الليلة تذكر سيارته أنه تركها في مقر عمله قرر أن يسير إلى أن يجد وتاكسي يقله لهناك بعد نصف ساعة من السير وجد نفسه في حي راقي به الكثير من القصور ضحك في سخرية على من يعيشون في هذه القصور فهم برأيه يضيعون لذة الحياة لا يستطيعون تجربة كل شيء بأنفسهم توقف عن التنفس لوهلة عندما رأى فتاة عذرا بل إنها ليست مجرد فتاة بل هي جنية صغيرة تحاول القفز من على سور أحد القصور فهذا السور لم يكن بالارتفاع الشاهق فكان ما يقارب لثلاثة أمتار ولكنه متأكد أنها ستتأذى بدون أدنى شك تسمر مكانه قليلا ليتأكد أن ما يراه حقيقة فهي أشبه بحورية هربت من كتاب من كتب الأساطير اقترب منها عندما رأها تهم بالقفز ولكنها كانت وصلت إلى الأرض بالفعل وتأذت ساقها

يامن: إنتي بخير يا آنسة

ليل نظرت إليه وعيونها مغلفة بدموع: أيوه أنا بخير شكرا لحضرتك

تتطلع يامن لثوان إليها بشك فما الذي يجعل فتاة مثلها تهرب من منزلها بهذا الوقت إن كان أصلا منزلها

وفي ثانية كانت تحاول النهوض والسير بسرعة لتبتعد عن هذا القصر

فجأة سمع صراخ من داخل القصر وصوت اطلاق الرصاص

سامي بصوت هادر:راحت فين بنت الك.... دي اخرجوا دوروا عليها

فجرى خلفها على الفور وهو يقول وأخيرا حاجة مسلية فأم اليوم الكئيب ده قام بجذبها إلي أحد الشوارع المظلمة ووضع يده على فمها كي يمنع صراخها فنظرت إليه بأعين فزعة

يامن بنبرة هادئة:اهدي أنا بساعدك ولم ينزع يده عن فمها جذبها لمكان معتم خلف بعض الأشجار

وهي تنظر إليه بعيون مشككة متخوفة من أي غدر منه سمعا بعدها صوت ضوضاء قريبة

أحد الحراس:تعالوا ندور في الأماكن اللي حوالينا أكيد مبعدتش 

فأومأ الجميع بالموافقة وتفرقوا يبحثون عنها اشار اليها بالهدوء فهزت رأسها موافقة قام بالاقتراب منها وجمع شعرها بيده فدفعته منتفضة

يامن:اهدي مش هأذيكي 

قام بخلع سترته الرياضية لأنه لاحظ ماكانت ترتديه فكانت ترتدي بنطال رياضي يصل لما بعد ركبتيها بقليل أسود اللون يعاكس بياض بشرتها وتيشرت خفيف بحملات بنفس اللون

يامن: خدي البسيها وحطي الظعبوط على شعرك

فأومأت بالموافقة ارتدها على الفور

يامن: هبص على الطريق أشوفهم مشيوا ولا لا فأومأت له مرة أخرى مما دفعه أن يقول غاضبا:هو انتي خارسة يا بنتي

فإلتمعت عينيها بالغضب ليل:لا مش خارسة وبعرف أرد كويس أوي

كاد أن يضحك ولكنه منع نفسه بصعوبة وذهب بهدوء ليرى الطريق رجع لها بعدها بثوان قليلة أشار لها بالهدوء وجذبها من يدها لتسير بجواره 

يامن بصوت خافت:أول ما نوصل آخر الشارع تعملي نفسك مغمى عليكي وأنا هشيلك وخبي وشك فيا علطول 

ليل بهدوء:تمام 

فجذبها إلى أن وصلا لنهاية الشارع رأى أحد الحراس يعطيه ظهره بدأ بتنفيذ الخطة بسرعة وحملها اخفت وجهها في صدره حملها وسار بها بسرعة في اتجاه الحارس

يامن للحارس وعلى وجهه علامات القلق والتوتر: هو الطريق الرئيسي منين مراتي بتموت عندها القلب أغمى عليها وبقالها نص ساعة مش بتفوق

نظر له الحارس نظرة شك وحاول أن يرى وجهها

يامن بغضب للحارس:انت لسه هتنح بقولك مراتي بتموت با بني آدم عايز ألحقها

على الرغم من الوضع الصعب الذي كانا فيه إلا أنها كادت تضحك إنه ممثل رائع فلولا علمها بخطته لكانت صدقت

الحارس بارتباك: آخر الشارع على اليمين شارع بيودي على الطريق الرئيسي

تحرك يامن بسرعة وهو يشكره وكانت خطواته أقرب للركض

عندما ابتعدا عن المكان

يامن باستفزاز:هو انتي حبيتي الشيلة ولا ايه

ليل بغضب:نزلني أبو شكلك صنف مايعلم بيه إلا ربنا

ضحك يامن بصخب:طب وأنا مالي هو أنا إللي عايز أقتلك وأنزلها على الارض بهدوء 

وقال لها وبعدين يا ستي جربيني ومش هتندمي ده أنا حتى حنين وقلبي رهيف أوي وغمز لها في نهاية كلامه

ضحكت ليل بهدوء على هذا المجنون فمن أين ظهر لها 

يامن بمشاغبة:دي طلعت بتضحك زينا يا ناس

بالمناسبة اللي مش ظريفة دي أنا يامن ومد يده لها

ليل:وأنا ليل ومدت يدها هي الاخرى وصافحته

وسحبت يدها بهدوء تنظر للطريق فهي تريد الذهاب لقصر جدها

نظر لها يامن وقال في هدوء: صعب تلاقي موصلات دلوقتي

لم تعطه أي اهتمام وأخذت تبحث عن هاتفها في جيوبها وجدته ولكن بطاريته كانت فارغة

ليل: ممكن تليفونك أعمل مكالمة

يامن بمزاح محاولا تخفيف توترها فهو ظاهر بشدة من ارتعاش يديها:بس اوعى تخديه وتجري

ابتسمت بهدوء وأخذت الهاتف منه بعد ان فتحه لها ضغطت عدة ارقام للوصول لجدها وليرسل لها سيارة لتقلها ولكنه لا يرد فالساعة تخطت الثالثة وبتأكيد هو نائم في هذا الوقت حاولت عدة مرات ولكن نفس النتيجة في كل مرة لا يجيب أعطته الهاتف بهدوء وشكرته وكانت ستذهب إلا أنه استوقفها

يامن: ممكن أوصلك لأي مكان انتي عايزاه

نظرت له ليل لبضع لحظات بشك فهي ليست غبية لتثق بشخص غريب لمجرد أنه ساعدها وهي قابلته لأول مرة منذ ساعة 

ليل:لا شكرا أنا هعرف اتصرف لوحدي

فهم يامن ما يدور بذهنها: صدقيني متخافيش مني أنا لو كنت عايز أعمل فيكي حاجة كان قدامي ميت فرصة وكنت عملتها وساعتها مكنتيش هتنطقي علشان الحرس ميعرفوش مكانك

فأومأت له بالموافقة فهو على حق ولكنها قررت أخذ حذرها فهو شاب بالنهاية

ليل: عايزة أوصل.......وأعطته عنوان قصر جدها والذي كان بعيد جدا عن المكان

يامن: طيب أنا عندي فكرة أحسن أنا عربيتي تلت ساعة مشي ونوصلها

ليل بنظرة شك :ليه هي فين أنا عارفة المنطقة هنا كويس 

يامن :.......أخبرها عن عنوان شركته والتي عرفتها على الفور ولكنها لم تعرف بعد أنها ملكه

ليل: تمام بس لازم نوصلها بسرعة

رد يامن عليها على الفور:هنوصل بسرعة متقلقيش
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
......*******

في مكان آخر 

داخل القصر الذي هربت منه ليل

سامي بغضب: راحت فين يا بهايم محدش فيكم لقيها ازاي الأرض انشقت وبلعتها يعني

أحد الحراس: إحنا ممكن نفرغ الكاميرات المراقبة ونقدر نعرف هي راحت فين

صاحت نوال:امال مستنيين ايه خلصوا 

انصرف الحرس لتفريغ الكاميرات

سامي:عجبك كده قولتلك إن خطتك دي مش هتنفع

نوال: المشكلة مش في كده إحنا لازم نعرف هي سمعت ايه وايه اللي خلاها تهرب مع انها كانت من سابع المستحيلات إنها تسيب قصر بابها وتمشي 

سامي بغضب: أكيد سمعت كل حاجة وعرفت إن إحنا عايزين نمضيها على ورق التنازل وبعدها هغتصبها وأرميها لجدها اللي فرحان بيها علشان أكسره

نوال بغضب: إنت مجنون أفرض حد سمعك من الخدم لم الدور وأنا هتصرف ش

سامي:هتعملي ايه يعني

نوال بخبث: نروح لجدها بكره ونقوله إن حفيدته اللي هو مش شايف غيرها هربت مع واحد وساعتها هنشوف هو هيعمل ايه ده اذا مامتش فيها والماضي بيتكرر قدامه وحفيدته بتعمل نفس اللي أبوها عمله 

 🥺🥺💔

#الفصل الثاني

كانا يسيران بهدوء فبرغم ما كانت تشعر به من ألم نتيجة سقوطها إلا أنها لم ترد أن تخبره لا حظ يامن أنها لا تستطيع السير بشكل سليم

يامن:ايه رأيك نرتاح شوية

ليل:تمام بس هنقعد فين أشار لها على الرصيف بهدوء فظهرت علامات الاستنكار على وجهها

يامن:أكيد يعني مش لسه هندور ونقعد في كافيه وجلس على الرصيف

جلست بجواره مع الحفاظ على مسافة معقولة بينهما

يامن:ايه رأيك بدل الملل ده تحكلي بقى كنتي بتهربي ليه

ليل: وأنا ليه المفروض أحكيلك مع نظرة باردة

يامن بهدوء مع ابتسامة ساخرة: يعني بما إن أنا ساعدتك على الأقل أعرف اللي ساعدتها دي تستحق ولا لا وبعدين افرضي طلعت مهربك من جوزك ولا خطيبك وغير كده بقا أهو على الأقل تفضفضي مع حد ما تعرفهوش يمكن منتقابلش تاني وبيني وبينك مفيش أحسن من كده لان الشخص اللي متعرفهوش ده عمره ما هيأذيك على عكس الناس القريبة منك

ليل مع أنها لم تقتنع بكلامه: طيب قولي إنت الأول كنت بتعمل ايه في مكان زي ده قرب الفجر

يامن بتعابير وجه جامدة : النهاردة ذكرى وفاة والدتي ومكنتش حابب أرجع البيت وأقعد لوحدي فقولت ممكن أتمشى شوية ورجلي جابتني عندك

ليل بهدوء وقد تأثرت فهي تفهم معنى شعوره بالضبط فهي تعاني منه طوال حياتها:ربنا يرحمها حاولت تغيير الموضوع بس ايه اللي يخليك تساعد واحدة متعرفهاش

نظر بعينيها لبرهة:أقولك الحقيقة ومتزعليش

ليل:لا مش هزعل

فرد عليها: صراحة أول ما شوفتك متوقعتش إنك حقيقة وبعدها استوعبت إنك بشر زينا شكيت الأول إنك حرامية بس بعدها قولت مستحيل لأن أولا مفيش حرامية حلوة كده ثانيا بقا مفيش معاكي شنط أو حاجة فده أكدلي إنك مش كده وبعدها سمعت صوت ضرب نار في الجنينة وواحد عمال يزعق في الحرس وقتها فهمت إنك هربانة من الشخص اللي جوه وحبيت أساعدك لأني عمري ما أشوف ست بالحلاوة دي ومساعدهاش ده حتى عيبة في حقى ككائن مذكر عايش في مصر وضحك بهدوء وبعدين الحق إنك فكرتيني بوالدتي الله يرحمها حسيت إن أنا شيفها فيكي علشان كده ساعدتك أظن بقى دلوقتي دورك

ليل بهدوء: بص يا يامن القصر اللي إنت شوفته ده بتاع والدي الله يرحمه واللي أنا هربانه منهم دول مرات بابا وإبن أختها

*****...

فلاش باك

كانت الساعة الواحدة عندما نفذت بطارية هاتفها وكانت ترغب في الجلوس قليلا في الحديقة فهي تشعر أنها تحتنق في هذا المكان بسبب ضغط زوجة والدها وإلحاحها عليها بالزواج من ابن اختها فهي اختنقت من هذه المرأة ومنه كذلك على الرغم من أنه ذهب لجدها عدة مرات ولكن في كل مرة نفس الجواب وهو الرفض القاطع فجدها يرى أنه لا يستحقها وكانت تشعر بانقباضة في صدرها في كل مرة تراه فهو يأتي لمنزلهم في أوقات متأخرة ودائما ما كان يعترض طريقها بالمضايقات وفي آخر مرة تجاوز حدوده معها وحاول  لمسها ركلته على رجولته وكل ذلك بمعرفة زوجة أبيها فهي أدركت أنها تحاول جعلها تترك القصر ولكن هذا محال فهي أقسمت أنها لن تترك لتلك الحرباء فلسا واحدا من نقود ابيها ارتدت حذاءها الرياضي  وأخذت تنزل السلالم بهدوء وبدون اصدار أي صوت فهي لا تريد أن تتحدث مع تلك الشمطاء أو تراها ولكنها صعقت مما سمعته بعدها فهي قد رأت سامى وهو يدخل من باب القصر:كده ورق التنازل جاهز بعد ما أخليها تمضي عليه هخيرها يا تبقا ليا بمزاجها أو غصب عنها مع ابتسامة مقرفة

نوال بابتسامة لا تقل عنها قذارة: وكده كل الأملاك هتبقى في ايديا وساعتها اقدر اهينها هي وجدها زي ما عملوا فيا بس أوعى تفكر إن ليل سهلة دي بنت ك..... زي امها 

سامي بنفس الابتسامة المقززة:لا ما تقلقيش عامل حسابي كويس

ظلت ليل مختبأة خلف السلالم تستمع لمخططهم القذر لتدميرها هي وجدها وأقسمت في قرارة نفسها أنها لن تمكنهم من أي شئ وستنتقم منهم اشد انتقام تحركت بخطوات رشيقة لا يسمع لها صوت وبسرعة خرجت من الباب الخلفي في المطبخ وصلت للجزء الخلفي من القصر نظرت بهدوء وجدت حراسة شديدة أمام البوابة الرئيسية رجعت مجددا إلى أن وصلت للغرفة التي يحتفظون فيها بالمعدات وجدت سلم طويل حملته بهدوء في محاولة منها لعدم اصدار أي صوت حمدت ربها أنه كان خفيفا بعض الشيء فكان من السهل عليها تحريكه وصلت للسور وضعته وتسلقته بسرعة وصلت للحافة وصعدت عليها

***..... نهاية الفلاش باك

ليل : والباقي إنت عارفه

أومأ يامن لها بهدوء:طيب قومي ونكمل كلام وإحنا بنتمشى وافقته على الفور ولكن بمجرد أن سارت بضع خطوات حتى كادت تقع فلحقها على الفور

يامن:اسندي عليا وانتي ماشية ولا تحبي اشيلك

احمر وجهها خجلا منه: لا أنا كده تمام

فأسندها إليه وقال: يا ستي هي أول مرة يعني ما أنتي كنتي متشالة من شوية ومكانش فيه مشكلة

زاد احمرار وجهها وقالت بغضب :لا أنا كده كويسة أوي شكرا

بعد مدة من السير صامتين مع بعض النظرات الخاطفة منه لتأمل تلك الفاتنة اللتي تسير مستندة عليه وكذلك منها فهي قد اعجبت بوسامته وخفة ظله وصلا لمقر شركته وقادها لحيث ركن سيارته فتح الباب لها ك gentle man كما يقال عنه وأغلق الباب وركب بجوارها وإنطلق بهدوء 

التفتت إليه تتأمله هذا الشاب يستمر بإثارة اعجابها بشكل غريب.....

#الفصل الثالث

بعد القيادة لمدة ليست بالقصيرة إلتفت للجالسة جواره فهو لم يسمع صوتها منذ ركوبهما تأكد من أنها نائمة بسبب أنفاسها المنتظمة قام بركن سيارته بمكان قريب من العنوان الذي أعطته إياه عدل وضع الكرسي ليصبح مريحا أكثر ومناسب لنومها وقرر أن يأخذ قسطا من الراحة فالساعة ما زالت الخامسة والنصف صباحا وبتأكيد لن يكون أحد مستيقظ في هذا الوقت.....

بعد مدة..

استيقظت ليل على صوت شخير منخفض نظرت ليل حولها وبدأت بإستيعاب أين هي نظرت ليامن وأخذت تتأمل ملامحه الجذابة وتتذكر عينيه الحادة

ليل بصوت مبحوح من أثر النوم وهي تهز كتفه: يامن قوم اصحى

يامن ما بين اليقظة والنوم وهو يفتح عينيه:يا خربيت جمال أمك هو أنا بحلم ولا ايه 

ليل بضحك:يامن فوق 

يامن بصوت متحشرج أثر النوم: خلاص فوقت والله

وأخذت أحداث الليلة الماضية تندفع لعقله

ليل: الساعة كام دلوقتي

نظر إلى ساعته:بقت سابعة ونص

ليل:أنت مصحتنيش ليه من ساعة ما وصلنا

فرد عليها قائلا: الساعة وقتها كانت لسه خامسة ونص وشكلك كنتي تعبانة وبعدين اللي مريتي بيه إمبارح مكنش سهل وأنا كنت عايز ارتاح شوية علشان عندي شغل الصبح

ليل بهدوء :حصل خير وهمت بخلع سترته 

فأوقفها يامن قائلا:لا خليها لذكرى ممكن منتقابلش تاني

فابتسمت له قائلة: شكرا على اللي انت عملته معايا

يامن بابتسامة: مفيش شكر بين الصحاب ولا إحنا مش صحاب ولا ايه

فأومأت في هدوء ونزلت من السيارة لوحت له مودعة مع ابتسامة هادئة واعطته ظهرها لتذهب لجدها ولكنه استوقفها مناديا عليها

يامن بصوت عالي:ليل

فنظرت له مستغربة: ايه في ايه

أخذ يسير بخطوات مسرعة باتجاهها وفجاءة انحنى عليها ليقبلها بجانب شفتها بالضبط توقفت انفاسها لوهلة من الخجل والصدمة وهو غارق في ملمس بشرتها وسأل نفسه هل شفتيها بنفس الطراوة والنعومة وود في تلك اللحظة لو ينقض عليها ليسلب منها انفاسها يتذوقها كما يتمنى

فما كان منها إلا أن دفعته منتفضة صائحة بغضب أعمى: إنت انسان قليل الادب ازاي تسمح لنفسك تقرب مني بالشكل ده أو تلمسني

ولم تعطه فرصة للرد وذهبت مسرعة بخطوات أقرب للركض باتجاه منزل جدها

اما هو فابتسم بغباء وهو يتمنى ان يراها مجددا فهي تذكره بشدة بوالدته و لا يستطيع منع نفسه من الاقتراب منها فهي مثل المغناطيس الذي يجزبه نحو الهاوية سار نحو سيارته وركبها منطلقا بسرعة كبيرة لمقر شركته فهو يود الاستحمام وتبديل ملابسه لكنه لن يذهب للحارة بل قرر أن يبدل ملابسه في شقته التي تقع في الطابق الاخير فوق مقر شركته

*****.......
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
دخلت ليل إلى القصر بعد ان قام احد الحرس بفتح البوابة الخارجية دلفت مباشرة للمطبخ وهو مكان تجمع الخدم

ليل بصوت عالي نسبيا:يا جماعة لو جدو سأل وأنا مش موجودة جيت إمتى قلوله بعد ما انت نمت علطول وإن أنا محبتش أزعجه فمصحتهوش وممكن بقا حد يجهزلي الفطار بتاع جدو والدوا بتاعه وكباية

قهوة سادة ليا على ما آخد شور وأنزل

فقاطعتها مريم مسرعة:استني يا بنت راحة فين وايه إللي مبهدلك كده تعالى هنا فهميني

فأخبرتها ليل وهي تخرج مسرعة من المطبخ: مش وقته يا روما هقولك بعدين وهشرحلك كل حاجة

هتنهدت مريم مستسلمة فهي لم تعد تقدر على مجاراة هذه الشابة ولكنها أقسمت أن تعرف أين كانت وما الذي أصابها ليجعلها بهذا الشكل

صعدت لغرفتها بسرعة وأخذت تبحث في ملابسها التي تركتها هنا عن شئ مناسب فمعظم ملابسها الموجودة مخصصة للحفلات والجزء الآخر غير رسمي

تنهدت براحة عندما وجدت بذلة نسائية سكرية اللون مع قميص من نفس اللون وحذاء ذو كعب عالي باللون الاسود وحقيبة سوداء

انتهت من حمامها وارتدت ملابسها على عجل وحرصت على إخفاء ارهاقها بمستحضرات التجميل

وأطلقت شعرها على ظهرها

****.....

دخلت غرفة جدها بهدوء واقتربت من سريره

ليل بصوت حاني:جدو قوم يلا علشان ميعاد الدوا

فأصدر همهمة خافتة

ليل بصوت اعلى:جدوووووو

فزع الجد:ايه في ايه اللي حصل

أخذت تضحك على تعبيرات جدها 

فجذبها جدها من اذنها: يا مجنونة يا بنت المجانين بتعملي ايه هنا حد يصحي حد كده

ليل بتألم وهي تضحك: خلاص يا سيدي معنتش مهزرة معاك بدال بتزعل

أفلت أذنها من يده

الجد بصرامة مضحكة:معدتش تتكرر تاني

فأومأت له وهي تضحك: طيب قوم بسرعة علشان الفطار جاهز وتاخذ الدوا قبل ما نروح الشركة

الجد : طيب يالمضة على برة

فإتجهت ناحية الباب وخرجت وبعدها بثانية فتحت الباب وأدخلت رأسها وهي تقول بصوت عالي: لو ما قومتش هتزعل جامد يا سمورة

وأغلقت الباب بسرعة فتنهد الجد من تصرفات هذه المشاكسة التي يتمنى أن يطمئن عليها في يوم من الايام

****.......

في الاسفل نوال وهي تتحدث مع الخدم باستعلاء :أمال سمير بيه فين 

كادت أن ترد عليها إحدى الخادمات ولكنها قاطعتها مريم:اتفضلوا يا بنات كل واحدة على شغلها وجهزوا الفطار على ما ارجع لكم

انصرفت الخادمات إلى المطبخ وبعد انصرافهم

مريم لنوال:اتفضلي يا نوال هانم في أوضة السفرة وهو هينزل دلوقتي

سامي بصوت عالي لكي يثير الجلبة: لا إحنا مش هنتفضل في حتة لازم يعرف المصيبة اللي بنت ابنه عملتها وعمال يشوف نفسه علينا بيها يشوفها راحت فين ولا هربت مع مين محدش عارف يوصلها بعد ما هربت امبارح بليل

وصلت ليل في تلك اللحظة وقبل أن ترد عليه ردت مريم بصوت واثق وبسرعة:ليل كانت هنا من امبارح

فقالت ليل بهدوء: هي مين دي اللي هربت يا جماعة وطنط نوال بتعمل ايه هنا هي وسامي يا دادة

وبعدين ما انا قدامكم اهو

فأشارت نوال مسرعة لسامي بالسكوت: أصل أنا امبارح طلعت أطمن عليكي ملقتكيش في أوضتك

فسخرت منها ليل في سرها وقررت مجاراة هذه العجوز المتصابية في هذه التمثيلية السخيفة: مش معنى إني مكنتش في البيت اني هربت

بعد ما روحت امبارح مكنش فيه حد في البيت لحد الساعة عشرة فمحبتش افضل لوحدي وجيت هنا

فتنهدت نوال بارتياح في سرها فهي ظنت أن ليل لم تسمع شيئا من خطتهم فهي تعرفها جيدا إن كانت سمعت شئ فلن تظل بهذا الهدوء فكانت ستقيم قيامتها

وقالت لها:طيب الحمد لله إن احنا اطمنا عليكي اصل موبايلك كان مقفول وفكرنا انك جرالك حاجة

فردت ليل: الحمد لله اتفضلوا يا جماعة انتم مش اغراب الفطار جاهز

فتوجه الجميع لصالة الطعام ولكن قبل أن تتبعهم ليل جذبتها مريم من مرفقها بهدوء حتى لا يلاحظوا

وهمست بغضب:هتفهميني كنتي فين طول الليل ولا أقول لجدك وهو يتصرف معاكي

فردت عليها بنفس الهمس:هفهمك كل حاجة بليل

وجذبت ذراعها بهدوء وسارت خلفهم

بدأ الجميع في تناول الإفطار بعد دخول الجد وتبادل التحية معهم تحت انظاره المستغربة من وجود نوال وابن اختها فسألها: غريبة يعني يا نوال أول مرة تيجي من زمان خير عايزة حاجة ولا ايه

فشحب وجه ليل فهي لا تريده أن يعرف أنها لم تكن بالمنزل ليلة أمس

ردت نوال:...........

#الفصل الرابع 

أخذت نوال تقص على جدها ما حدث تحت أنظار سامي الخبيثة الذي لاحظ شحوبها وتوترها من اللحظة التي بدأت فيها خالته الكلام

ظل الجد يفكر لما قد تكذب حفيدته عليه فهو قد ظل مستيقظا الليلة الماضية لوقت متأخر فقد كان يعمل في مكتبة حتى بعد منتصف الليل يراجع بنود الصفقة الجديدة

فنظر الجد لليل في هدوء وبدأ الشك يدخل قلبه 

هل هي واقعة بمصيبة ولا تريد أن تخبره لكي لا تزعجه

فقال الجد لنوال: خلاص خلينا نكمل فطار مش فاضيين للرغي الفاضي ده ورانا شغل

فصمتت نوال كاتمة غيظها فهي لا تستطيع الرد عليه فهو كبير العائلة في النهاية وبكلمة منه يستطيع طردها

فوقفت ليل قائلة:طيب أنا هسبقك يا جدو علشان أحضر للاجتماع والعقود

فرد عليها: طيب خلي بالك من نفسك وأنتي سايقة

فأومأت له وخرجت مسرعة من قاعة الطعام

ونظراته تخترقها ليعرف ما تفكر به هذه الفتاة وأين كانت الليلة الماضية

***.......

في شركة الانصاري للبناء والتعمير خرج من شقته في كامل أناقته وهو يرتدي بدلته السوداء التي تظهر مدى رشاقة جسده وتناسقه وعضلاته البارزة التي تكاد تخترق القميص لتفصح عن نفسها

استقل المصعد ونزل للدور الذي يحتل مكتبه لحظة دخوله التفت الرؤوس له بسبب رائحة عطره القوية وشدة اناقته 

ذهب بخطوات سريعة لمكتبه وهو يلقي التحية على الموظفين مع ابتسامة لعوبة للعازبات من النساء في هذا الدور فبالنسبة له المرأة المرتبطة خط أحمر فهو

ليس سارقا فهو شخص لديه مبادئ حتى في أفعاله

الخاطئة

وصل لمكتب سكرتيرته فقال لها وهو يدخل: نور كل الورق اللي محتاج توقيع على مكتبي وابعتيلي ورق صفقة الحديد والصلب بتاع شركة الدمنهوري 



فردت: تحت أمرك يا فندم كل الورق المطلوب هيبقا عندك خلال عشر دقايق

دخل مكتبه ذو الأساس الانيق بألوانه البنية المتدرجة أريكة باللون الكافيه الفاتح أرضية من الرخام اللامع باللون البني الغامق وكذلك مكتبه باللون البني الغامق والجدران بنفس لون الأريكة مع شبابيك كبيرة بعرض الحائط تسمح لنور الشمس بالدخول جلس على كرسيه الذي يشبه عرش الملك في فخامته وأخذ يتأمل تلك الصورة الموضوعة عليه

كانت صورة لامرأة بشعر أسود فاحم وعيون رمادية تبدو في نهاية العشرينات من عمرها  مع طفل بعمر العاشرة يحمل نفس ملامحها شرد في الصورة أثناء تأملها وقبل أن ينجرف في بحر ذكرياته أيقظته من شروده صوت طرقات الباب


فقال بصوت خشن: إدخل

دخلت نور وهي تتحدث بسرعة: ده الورق اللي حضرتك طلبته يا فندم وكباية القهوة هتبقا على المكتب كمان عشر دقايق الساعي هيجبها

وحاجة كمان ميعاد الاجتماع الساعة ١

فأشار لها بالسكوت:ايه بالعة راديو يا نور على الصبح هو صحيح مين هيحضر الاجتماع من شركة الدمنهوري

فردت بسرعة: سمير بيه الدمنهوري وحفيدته

فسألها معقبا: وهي حفيدته دي بقى حلوة

فقالت: محمود بيه بيقول إنها حلوة أوي أصله شافها الاجتماع اللي فات وحضرتك محضرتهوش وغمزت له ضاحكة شكله هيبقى فيه غدا وعشا مش اجتماع بس

فرد عليها صائحا:نور على مكتبك وبلغي محمود بيه يجيلي قبل الاجتماع بساعة علشان نروح مع  بعض



فردت مسرعة:حاضر وخرجت تجري من أمامه

تنهد مستسلما من هذه الفتاة فهو يود مساعدتها لكي تستطيع الزواج بحبيبها فهما مخطوبان منذ ثلاث سنوات ولا يستطيع اتمام الزواج بسبب ظروفه المادية وعندما أتت للعمل لديه منذ سنة علم بحكايتها وقرر مساعدتها لجانب ذلك فهي مجتهدة في عملها وتبتعد تماما عن حركات الايقاع به فهي بعيدة كل البعد عن هذه الحركات ولكن عيبها الوحيد أنها لا تستطيع إمساك لسانها

***...…

في شركة الدمنهوري للحديد والصلب

أخذت ليل تجهز غرفة الاجتماعات هي ومساعدتها وبعد إنتهائهما قالت:بصي يا نيرة الساعة دلوقتي حداشر ونص أوضة الاجتماعات تتقفل ومتتفتحش غير لما يوصل المثتسمرين والناس اللي هيمضوا العقود وأنا هنزل تحت في الحسابات أطبع العقود وهخدها وأنا داخلة وهوزعها تحسبا لأي غلط

فأومأت لها موافقة

انطلقت ليل بسرعة لمكتبها وفتحت حقيبتها لتخرج أوراق الملكية فهي كانت تحتفظ بها في غرفتها في منزل جدها فلا أحد يدخل تلك الغرفة من الخدم غير مريم وهي المسؤولة عنها وأخذتها اليوم لتضعها في خزنة مكتبها والتي لا تفتح إلا ببصمة العين قامت بتخبأتها بسرعة داخل الخزنة 

بعد انتهائها توجهت بسرعة لاسفل لتطبع العقود

***......
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
في قصر سمير الدمنهوري

يصيح بغضب: ليل جت امتى امبارح

لم بتجرأ أحد على الرد فهم يعرفون مصيرها إن كذبوا سيعرف ويطردهم وإن قالوا الحقيقة فلن يسلموا من غضبه

فردت عليه مريم بنبرة مهزوزة:جت الساعة ١٢بليل بعد ما حضرتك نمت ومحبتش تزعجك

فهي تعرف أنه ينام في تمام العاشرة دائما ولم تره بعد تناول العشاء فاستنتجت أنه نام 

فصاح:انتم بتستغفلوني ومفكرني كبرت وخرفت إنتي بتكدبي عليا ليه مفكرة إني مش هعرف يعني إنتي عارفة معناه ايه إن بنت تنام برة بيتها ويا عالم جت امتى ولا هببت ايه طول الليل

وكانت مع مين دعت مريم في سرها ألا تحدث أي مصيبة وتتمنى ألا تقتح أبواب الماضي مرة أخرى فهي تشعر باقتراب مصيبة كبيرة 

خرج غاضبا من القصر متوجها للحديقة نادى على حارسه: فتحي انت فين

فركض إليه الحارس مسرعا: نعم يا سمير بيه

سمير:تفرغ لي كل الكاميرات وتعرف ليل وصلت البيت امتى

فرد مسرعا: حاضر

وتوجه بسرعة للشركة

في نفس الوقت حاولت مريم الاتصال بها عدة مرات ولكنها لا ترد 

****.....

في شركة الانصاري ذهبت نور بسرعة لمكتب محمود (وهو صديق والد يامن والذي ساعده في كل خطوة في حياته) فقد تبقى على الاحتماع ساعة فقط أوصلت له رسالة يامن فتوجه مسرعاً له وذهبا الاجتماع

**..

في الشركة نظرت ليل لهاتفها رأت مريم تتصل: آسفة يا مريم مش فضيالك مش هعرف أرد عليكي وقامت بوضع هاتفها على وضع الصامت

رأت ليل أن الساعة إقتربت من الواحدة فقررت الذهاب لغرفة الإجتماعات لتتأكد أن كل شئ جاهز وتوزع الاوراق  في نفس الوقت كان الجد قد وصل للشركة وسألهم عن مكانها فتوجه لغرفة الاجتماعات بعد أن أخبره أحد العمال وفي نفس الوقت وصل يامن ومحمود وكانت في لستقبالهما نيرة: اتفضلوا سمير بيه في انتظاركم في أوضة الاجتماعات

فغمز يامن لمحمود: هي دي حفيدته اللي قرفتني بيها مش حلوة زي ما بتقول يعني

فرد عليه محمود بهمس حتى لا تلاحظ نيرة: مش هي يا ابني

فهمس له يامن: والنبي مش عيب عليك وعلى شيبتك وأنت عمال تبصبص على البنات

التفت إليهم نيرة: اتفضلوا

دخل يامن ومحمود وتبعتهم نيرة صعق يامن عندما رأها تقف أمامه ظن أنها من نسج خياله فصورتها لم تبارح تفكيره منذ أن تركها لكنها لم تكن قد لاحظت بعد فهي كانت تقف مع جدها الذي كان يقف أمامها وملامحه لا تفسر

رفعت ليل عينيها وصدمت بزوج العيون الرمادية الذي ينظر لها يا إلهي لا تجعلها حقيقة فهي لا تريد مشاكل مع جدها فهو قد حذرها من الاختلاط بالشباب خارج حدود العمل وهذه أول مرة تراه في شركتهم فكيف ستفسر الامر لجدها

وفي نفس اللحظة توجه يامن نحوها بابتسامة جذابة ومد يده ليصافها وبنبرة حانية: إزيك يا ليل شايف إنك بقيتي أحسن دلوقتي 

ردت عليه بنبرة مهزوزة:أيو الحمد لله بقيت أحسن

ومد يده لجدها وحياه هو الاخر ولكن ما صدمها أن جدها لم يعطي رد فعل فملامح وجهه كانت لا تفسر ولكنه تحدث قائلا:أظن إن إحنا ضيعنا وقت كفاية

اتفضلوا علشان نتفاوض في بنود الصفقة

ظل الاجتماع قائما لساعتين بين شد وجذب وغمزات يامن المشاكسة لها من حين لآخر بدون أن يلاحظ أحد مما أدى لتوترها بشدة زفرت بارتياح عند انتهاء الاجتماع ولكن القدر لايريد للامور أن تهدأ

يامن وهو يبتسم ابتسامة متلاعبة وهو ينظر داخل عينيها: أحب أعزم الآنسة ليل على العشا ده لو مفيش عند حضرتك مانع يا سمير بيه

وعلى عكس توقعاتها: مفيش مانع

صدمة كل ما كانت تشعر به اليوم هو الصدمة

وخرج الجد بعدها بدون إضافة أي كلمة أخرى وتبعته نيرة ونطق محمود أخيرا: طيب أنا هسبقك يا يامن

وخرج هو الآخر ظل الاثنان ينظران لبعضها

فقال يامن مشاغبا وهو يقترب منها:أظن السكوت علامة الرضا هجيلك الساعة تمانية قال كلماته وخرج

وبدون أن يعطيها أي فرصة للرد

****....

أسدل الليل ستائره وهي تجلس على السرير في غرفتها تفكر هل تقبل تلك الدعوة أم لا ولكن ما يشغل بالها حقا هو جدها فهو لم يظهر منذ عودتهم من الشركة

طرقات الباب جعلتها تفيق من شرودها

ليل:ادخل

دخلت مريم وهي تصيح بها:مبترديش على تليفونك ليه يا زفته

ردت عليها مستغربة: صحيح كنتي عاوزة ايه أصلك اتصلتي كتير الصبح

أخذت مريم تقص عليها ما صدر من جدها من أفعال وأنه يعرف أنها لم تكن في المنزل طوال الليل

فردت عليها ليل: علشان كده كان متغير معايا طول اليوم قررت ليل تخطي موضوع غضب جدها فهي تعلم أنه لن يطول

فتحدثت: بقولك يا روما عايزة آخد رأيك في موضوع دلوقتي في واحد عازمني على العشا وجدو وافق أروح ولا لا

فردت عليها: بدال جدك عارف وموافق خلاص اسيبك أنا وأنزل أشوف البنات تحت

ما إن خرجت من الغرفة حتى صدح صوت هاتفها بالرنين فرأت رقم غريب قررت ان ترد: ألو

ما إن سمع صوتها رد قائلا: ساعة بالظبط وهبقا عندك

يا ريت تكوني جاهزة

عرفت في لحظتها من هو فهي قد حفظت صوته ذو النبرة العميقة ولم تكد ترد حتى قال لها:هستناكي قدام البوابة بتاعة قصر جدك

وأغلق الهاتف بدون أن يعطيها أي فرصة للرد تضايقت بشدة وثارت فهذه ثاني مرة اليوم يقوم بمثل تلك الحركة فهو لا يهتم برأيها ولكنها قررت في النهاية أن ترتدي ملابسها وتذهب معه حتى تحذره بشأن اخبار جدها بأمر الليلة الماضية

ارتدت ملابسها وحرصت أن تكون بسيطة فهي لا تحب المبالغة






عندما انتهت من تجهيز نفسها وصلت رسالة منه تخبرها أنه أمام البوابة رشت عطرها وحملت حقيبتها ونزلت بسرعة

وقعت عينيها عليه فحبست أنفاسها لشدة وسامته ببدلته الكحلية وهو مستند على سيارته بغرور ينظر إليها مصعوقا من جمالها فهو في كل مرة يراها يشعر بأنها أجمل من المرة التي قبلها غمز لها قائلا:ايه الحلاوة دي

فردت عليه قائلة:إحترم نفسك شوية ومتفكرش إني نسيت اللي عملته فقال لها مصطنعا الغباء:ليه هو أنا عملت حاجة قبل كده وأنا مش واخد بالي واردف معقبا مع إني كان نفسي تبقا في حتة تانية

إحمر وجهها بشدة:هي ايه دي اللي تبقا في حتة تانية يا همجي انت

فقاطعها قائلا:بصي عندنا الطريق والخروجة كلها اتخانقي زي ما إنتي عايزة

وفتح لها باب السيارة قائلا:اركبي

فعضت شفتيها في غيظ من هذا المستفز ولكنها ركبت لانها تود الحديث معه بشأن الليلة الماضية فهي لا تريد لجدها أن يعرف بأنها كانت مع شاب وخصوصا بعد أن علمت من نيرة أنه زير نساء من الدرجة الأولى وهذا لن يعجب جدها بالمرة

ركب هو الآخر في مقعده

واقترب منها بشدة فكانت انفاسه على عنقها بالضبط

أخذ يستنشق رائحة عطرها الناعم فما كان منها إلا أن ابتعدت عنه ملتصقة بالباب وعندما لا حظ حركتها برر قائلا:كنت بتأكد إن الباب مقفول كويس لتقعي وأروح أنا في داهية

ردت عليه: اعرف حدودك يا يامن بيه واوعى تفكر تقرب مني تاني

فرد باستفزاز:إذا كان ده هيريحك تمام مش هقرب منك

بعد فترة من الصمت واستراق النظرات منه ناحيتها بين حين وآخر

وصلا للمطعم نزل يامن من السيارة بهدوء وفتح لها الباب ليقودها لباب المطعم اتجه نحو طاولة مخفية عن الانظار فهو لا يود أن يراها احد غيره

سحب لها الكرسي فجلست قائلة: الحركات اللي انت بتعملها دي ممكن تخلي أي بنت تعجب بيك بس للاسف مش معايا

فرد قائلا:أنا بعمل كده علشان أنا gentle man بطبعي وبحب إني أحسس الست اللي معايا إنها ملكة

لكن مش بعمل كده علشان أعجب حد

فاستغربت من هذا الشاب أمازال هناك من هذه النوعية من الشباب في المجتمع الشرقي فعلى الرغم من وقاحته لكنه لم يهنها ولو لمرة برغم من انها رفعت صوتها عليه عدة مرات فتخطت الموضوع قائلة:بس أو مرة اعرف انك مالك شركة الانصاري ديما جمال بيه هو اللي كان بيحضر الاجتماعات

فرد موضحا:أنا مكنتش باجي معاه لأن دي مش أول صفقة أنا بتعامل مع شركة جدك بقالي تلت سنين

وبعدين بيني وبينك أنا أصلا مكنتش هاجي بس هو قعد يحكيلي عن حفيدة سمير بيه وجمالها فأنا قولت اجي أشوف بنفسي بس واضح إنك جديدة في المجال

فأوضحت له: فعلا أنا بدأت شغل من ست شهور بس

وبعدين مش ده اللي أنا جاية أتكلم فيه بالنسبة للحصل امبارح أو انت شوفتني أو تعرف عني حاجة فده تنساه بالمرة كانك متعرفش عني حاجة وياريت تاخد بالك من ده قدام جدي بالذات لانه صدقني مش هيعدي موضوع زي ده بالساهل

فرد قائلا بعد أن رأى توترها: عادي مش هجيب سيرة الموضوع ده ليه لو ده هيرحيك

واثناء كلامهم حضر النادل مع المينيو

فقال لها:هتطلبي ايه

فردت:ستيك مشوي مع بيوريه والتحلية عايزة تشيز كيك بالليمون

فقال هو الآخر:نفس الاوردر بس مش عايز تحلية هات بدالها فنجان قهوة سادة

بعد مدة من تبادل اطراف الحديث حضر الطعام بدأا بتناول الطعام بهدوء مع تبادل النظرات بينهما من حين لآخر واثناء تناولها للتحلية علق قائلا: كيك بياكل كيك يا ناس

فضحكت قائلة: لو كنت شخص تاني مكنش ده هيبقى رد فعلي

فرد بإبتسامة:طيب الحمد لله اني مش الشخص التاني ارتفعت صوت موسيقى هادئة فقال:تسمحلي بالرقصة دي

فوافقت على استحياء فهي تشعر بتغلغله في ثناياه بالرغم من معرفتها القصيرة به فشعرت بالغرابة في نفسها فهي لم تسمح لاحد قط بالاقتراب منها بهذا الشكل او ان يقوم احد بمغازلتها فتسعد بذلك

ولكنها قررت التحرر من القيود التي فرضها جدها عليها ولو لمرة واحدة وسمحت لنفسها بالانجراف مع مشاعرها توقفت انفاسها عندما شعرت بقوة قبضته على خصرها النحيل وجذبها إليه بقوة فأصبحت تشر بعضلات صدره على جسدها انحنى باتجاهها مما جعل أنفاسه تلهب بشرتها فأصبح حرفيا يتنفسها

رفع عينيه ناظرا لعينيها يتأملان بعضهما وسأل نفسه متى وقع لها بهذا الشكل فهو لم يراها غير مرتين ويشعر بانجذاب غريب نحوها أهذا هو الحب من اول نظرة كما أخبرته والدته فهي قد أخبرته أنها أحبت والده من أول مقابلة لهما وأخذا يتمايلان بهدوء على صوت الموسيقى كل منهما يستمتع بتأمل الآخر

***..….

سمير واقف أمام شاشة المراقبة مكفهر الوجه فقد ظهرت ليل وهي تأتي من جهة القصر الشرقية ولكنها كانت كأنها تهرب من شئ ما فكانت خطواتها أشبه بالجري شعر وقتها بالقلق فما الشئ الذي كان يخيف حفيدته ليجعلها تركض بهذا الشكل فقال: فتحي

وريني تسجيلات الكاميرا بتاع الجهة الشرقية فأومأ مطيعا ظهر مشهدها وهي تنزل من سيارة غريبة وبعدها نزل شاب هل ما يراه حقيقة ذاك الشاب قام بتقبيلها لقد ظن أنه يظلمها عندما صدق كلام نوال فقد استشعر كذب مريم في تلك اللحظة انزل فتحي عينيه بحرج وانطلقت صرخة مدوية من الجد:تجبها هي واللي معاها من تحت الارض بدل ما طلع روحك

فأومأ فتحي مسرعا

الجد لنفسه:يا ويلك مني يا ليل اظاهر إن انتي شبه أمك واحدة رخيصة......
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
#الفصل الخامس

توقفت الموسيقى فحاولت ليل الابتعاد عنه ولكنه ظل جامدا في مكانه فقالت بحرج وهي تنظر حولها بسبب تعلق الأنظار بهم: يامن المزيكا خلصت

أفاق من شروده وتنحنح قائلا: شكلنا أهبل أوي صح

فسحبها من يدها لتسير بجواره وهما يتوجهان نحو طاولتهما جلست مكانها ونظرت لهاتفها فرأت الساعة قد تخطت العاشرة فقالت: الساعة عدت عشرة أنا اتأخرت أوي لازم أمشي دلوقتي

فرد عليها: طيب يلا علشان هوصلك

فأومأت له بالموافقة وحملت هاتفها وحقيبتها وتوجها للخارج وصلا للسيارة وفي تلك اللحظة علق أحد المارة:فرسة يا ناس

فالتقطت أذن يامن تلك الكلمات وهو بالكاد كان يمنع نفسه من تكسير المطعم فوق رأس كل رجل هناك نظر إليها فقام بسحب ذاك الرجل من ياقته وأخذ يسدد له اللكمات العنيفة حتى أصبح وجه الرجل خريطة من اللون الأحمر لا يستطيع أحد تبين ملامحه وكل ذلك تحت صراخ ليل ومحاولتها لمنعه من قتل الرجل ولكنه كان كالثور الهائج وقام أحد بإطلاق سراحه

ليل بصراخ عالي: خلاص حرام عليك هتموته

فإلتفت لها وقام بجذبها من زراعها بشدة تركا الرجل يتألم مرميا على الطريق ولم بتجرأ أحد من المارة التدخل لفك هذا الاشتباك

جذبها وهو يدخلها لداخل السيارة أغلق الباب بعنف وكل ذلك تحت دهشتها وخوفها منه فقد كان غضبا بشدة عروق يده بارزة و مفاصل يده بيضاء من شدة الضغط عليها وجهه أحمر بشدة

ركب السيارة بجوارها وبدون إضافة أي كلمة إنطلق بسرعة عالية

حاولت ليل تهدأته حتى لا يقوم بافتعال حادث وهو يسير بهذه السرعة فقالت وهي تمسك يده التي تقبض على عجلة القيادة بشدة:اهدى الموضوع ميستاهلش كل ده

فرد عليها وقد هدأ قليلا تحت ملمس يديها الناعمة:ميستاهلش ازاي يعني أستناه لما يلمسك علشان يبقى يستاهل مثلا ولا ايه

فردت عليه قائلة: خلاص اللي حصل حصل والموضوع عدى بس انت مكنش ينفع تضربه بالاسلوب ده في حاجة اسمها قانون

ولكن هذه المرة لم يرد عليها بل اكتفى بالنظر للطريق وأطبق على السيارة صمت موتر مثير للاعصاب

بعد فترة وصلا لبوابة القصر ونزل من السيارة ليفتح له الباب شعر فجأة بقبضة قوية على كتفه استدار ليرى من هذا ولكن باغته الآخر بلكمة قوية فور تعرفه على هويته فهو نفس الشاب في تسجيلات الكاميرا والذي أمر الجد بإحضاره فما كان من ليل إلا أن نزلت مسرعة من السيارة وهي تصرخ: إنت بتعمل ايه يا فتحي إنت اتجننت

وقبل أن يجيب فتحي كان مرميا على الارض بلكمة من يامن فانطلق الحرس بسرعة بتجاه يامن بعد أن صاح فتحي:امسكوه

تطلب أمر السيطرة عليه جهدا كبيرا من الحرس فهو كان قويا بشدة كما أنه غاضب وإذا أطلق العنان لغضبه لن ينتهي هذا اليوم على خير

ثبته ثلاثة من الحراس وفوهة المسدس موجهة لرأسه وهم يقودنه للداخل وكاد أحد الحراس أن يمسك ليل ليجبرها على الدخول فقال بنبرة مخيفة:لو عايزه يبقى آخر يوم في حياتك حط ايدك عليها

ثم وجه كلامه لفتحي بعد ان فهم أنه رئيسهم فهم ينفذون أوامره:كان ممكن تقولي إنك عايزني ادخل بدل ده كله

فرد عليه:أنا بنفذ الاوامر بس

وصلوا للبهو وكان الجد في انتظارهم فملامح وجهه مليئة بالغضب ثم توجه نحو ليل وصفعها بشدة في تلك اللحظة عم الصمت عليهم جميعا وكأن على رؤوسهم الطير وكسر هذا الصمت صوت صراخه وهو يمسك شعرها يجذبها بشدة من خصلاته حتى شعرت أن شعرها يكاد ان يقتلع من جذوره وشفتيها تسيل منها الدماء قائلا:ما شاء الله أمك كانت وسخ.... بس انتي طلعتي أوسخ منها كلكم كده كنتي مفكرة انك هتستغفليني ومش هعرف هو مين مفكرة إني ملاحظتش نظراته ليكي الصبح يا سافلة

فردت بغضب تخفي ألالم عن ملامحها:أمي عمرها ما كانت كده أمي كانت أنضف واحدة في العيلة دي

فقاطعه صوت يامن الغاضب وهو يقول:نزل ايدك من عليها

فردت هي:يامن الموضوع ده بيني بين جدي

وأكملت بصوت متنشج من حدة ألم قلبها:أمي عمرها ما غلطت في حد من العيلة دي انتم اللي غلطوا فيها ديما

فرد بجحود:انتي عارفة اللي تيجي حامل في الشهر السادس وتدخل بيتي ايدها في ايد ابني بكل بجاحة ومن غير جواز يبقى اسمها ايه

فصرخت قائلة: مش علشان ابنك اغتصبها مثلا وأقنعها بالعافية أنها تتجوزه أمي عمرها ما كنت كده أو إنها فكرت تاخد فلوس أبويا وتهرب زي ما مراتك عملت مش كل الناس زي مراتك يا سمير بيه

ايه مالك مصدوم كنت مفكر إني مش هعرف الحقيقة بابا حكالي كل حاجة من ساعة ما وعيت على الدنيا ومش معنى إني بسكت على كلامك اني مصدقاه أنا كنت بس بحترم أوامر بابا مش اكتر كلكم غلطوا فيها حتى بابا هو كمان غلط في حقها

فرد ببرود وهو يفلت يده من شعرها: اعملي حسابك بكره كتب كتابك على سامي هو طلبك مني وأنا وافقت

في تلك اللحظة انفجر يامن كالبركان الثائر وأخذ يسدد اللكمات للحارسين الممسكين به وفي غمضة عين حدث كل شئ سحب المسدس الموجه لرأسه من الحارس وأطلق النار على ساقه ووجه السلاح ناحية الحارسين الواقعين على الأرض واطلق النار على سيقانهم وقبل أن يتحرك فتحي اصابه في ساقه وجه السلاح ناحية رأس الجد وليل تقف مصعوقة مما يحدث أمامها تذرف من عينيها كأنها فقدت القدرة على النطق وصرخ يامن قائلا وهو ينظر لبقية الحرس الموجهين السلاح ناحيته:قولهم ينزلوا السلاح ويخرجوا خلينا نحل الموضوع ده راجل لراجل ومظنش إن انت هتحب انهم يسمعوا اللي هقوله

فأشار لهم سمير بالخروج خوفا من هذا المجنون فهو أصاب ثلاثة من الحرس بدون أن يرف له جفن 

فقال بابتسامة مختلة:عايز تعرف ليل كانت فين الليلة اللي فاتت كانت معايا قضت الليلة كلها في حضني وهربت من بيتها معايا وكانت بس جاية تودعك وكنا النهارده بنتفق إنها تهرب معايا بكرة من العيلة دي وليل إذا كانت هتتجوز حد مش هتتجوز حد غيري ومظنش إن في حد هيرضى يتستر على فضيحة حفيدتك

شحب وجه ليل بشدة ما هذا الكلام هي لم تفعل أي شيئ من هذا لماذا الحياة تظلمها بهذا الشكل

احمرت عيني الجد بشدة من الغضب والخزي هل هذه حقا حفيدته اللتي كان يفتخر بها هنا وهناك

ارتفعت يده لتهوي على وجهها ولكن هذه المرة بصفعة أقوى وقبل أن تمسها يده قبض يامن على قبضته بشدة وهو يقول ضاغطا على كل حرف : ما عاش ولا كان اللي يهين مرات يامن الأنصاري وهو عايش ولولا  إنك راجل كبير وهي بتحبك كان هيبقا ليا تصرف تاني اعمل حسابك بكره هيبقى كتب الكتاب تكونوا جاهزين الساعة تمانية وإلا فضيحتك انت وحفيدتك هتبقى على كل لسان وبحذرك لآخر مرة لو لقيت علامة واحدة على جسمها إن حد مد ايده عليها مش هيهمني انت تبقا مين 

في تلك اللحظة سمع صوت شيئ اصطدم بقوة على الأرض وجه نظره تجاهها وجدها فقدت الوعي انتفض بسرعة حاملا ايها

فصرخ جدها:انت وخدها فين

رد بغضب وهو يخرج من البوابة والجد يتبعه:هوديها المستشفى هكون هخطفها يعني

وضعها في الكرسي الخلفي بحذر شديد وانطلق نحو عجلة القيادة ولكنه فوجئ بالجد وهو يجلس بجواره

ولكنه لم يعلق وانطلق بسرعة شديدة نحو المشفا وكل ما يسيطر على جو هذه السيارة هو صمت مدقع لا يسمع غير صوت انفاسهم

وصلا للمشفا نزل من السيارة حملها بسرعة متوجها للطوارئ وهو يصرخ: عايزين دكتور بسرعة

أخذتها الممرضات منه يجرون اللازم لها ريثما ينهي هو وجدها إجراءات المشفى

بعد مدة يقف كلاهما أمام غرفتها خرج الطبيب فاندفع يامن مسرعا:طمنا يا دكتور هي كويسة

فرد الطبيب: الحمد لله هي أحسن دلوقتي كان عندها هبوط حاد في الدورة الدموية وواضح إنها اتعرضت لضغط عصبي جامد فياريت تبعد عن أي حاجة تزعجها

وأعطاه روشتة العلاج ورحل

التفت لجدها قائلا بقسوة:أظن سمعت الدكتور قال ايه

فقال الجد مندهشا:انت هتمنعني أشوف حفيدتي

فرد يامن ببرود: بدال وجودك بيضرها أكيد همنعك إنك تشوفها

وذهب نحو غرفتها مغلقا الباب خلفه رأها جالسة على السرير تنظر أمامها كطفل تائه والدموع تنساب من عينيها انطلق نحوها غامرا ايها بدفئ أحضانه يود إدخالها بضلوعه ليحميها من بطش عائلتها توقع رفضها أن تنهاه ولكنه صدمته عندما تشبثت به بشدة

تدفن وجهها في صدره وتجهش في البكاء ارتفع صوت بكائها وتشبثت به أكثر بعد مدة انتفضت مبتعدة عنه فمازحها قائلا:هو الحضن مكنش مريحك ولا ايه

إحمر وجهها بشدة وهي تصيح به وهي تتذكر كلامه لجدها: إنت ازاي تقول لجدو إن انا كنت بايتة معاك إنت اتجننت

فقال لها محاولا تهدأتها: ممكن تهدي وأنا هفهمك كل حاجة ولا انتي حابة تتجوزي سامي ده اسمعني لحد الآخر من غير ما تقاطعيني أنا أولا عايز أساعدك وقبل ما تسألني ليه أنا بحاول أمنع عنك اللي مقدرتش أمنعه عن والدتي ثانيا بقا أنا منجذب ليكي وده بسبب جمالك طبعا وشايفك هتبقا واجهة  اجتماعية مشرفة ده غير اسم عيلتك يعني زي ما إنتي هتستفادي من الجواز ده أنا هستفاد منه سواء بقا في شغل أو مصالح في المقابل هساعدك ترجعي حقك وهبعد اللي اسمه سامي ده عنك لان جدك مصمم انك تتجوزيه وأظن بعد اللي أنا قولتهوله ده مش هيعمل حاجة غير إنه يجوزك غصب عنك سواء ليا أو لغيري وأوعدك إن مش هتمم الجواز غير بإرادتك وعمري ماهجبرك على حاجة هديكي وقت لحد بكره وهجيب المأذون وأجي لو انتي موافقة انزلي ولو إنتي مش موافقة متنزليش بس سعيتها الصحافة هتشوف شغلها لاني عايزك ومتعودتش الصراحة أعوز حاجة ومخدهاش أو تبقا لغيري في الآخر

قال كلماته تلك وخرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه بهدوء تاركا ايها لا تستطيع النوم من كثرة التفكير فهي في الحالتين خاسرة وهو يهددها بسمعتها لما تستمر الحياة بتسديد ضرباتها لها

***......

في نهار اليوم التالي كان جدها قد أرسل السائق ليأخذها من المشفا مر اليوم بهدوء فهي لم ترى جدها منذ عودتها ومر النهار وهي جالسة في غرفتها تفكر بهدوء لكي تتخذ قرارها 

***...

كان يجهز نفسه في غرفته واتصل على محمود والمأذون وأعطاه العنوان ليسبقه لهناك إنتهى من تجهيز نفسه ارتدي بدلته السوداء التي رسمت تفاصيل جسده المليئ بالعضلات صفف شعره ونظر بنفسه في المرآة قائلا في نفسه انه لن يؤذيها أو يشوه سمعتها حتى لو رفضته فهذا كان مجرد تهديد للضغط عليها نزل من العمارة وألقى التحية على الجالسين أمام المقهى وانطلق نحو الجراچ ليركب سيارته ويتوجه لها بعد مدة وصل لقصر جدها وقابل محمود والمأذون أمام البوابة

بعد دخولهم واستقبال الجد لهم بهدوء مضطر حتى لا يسبب فضيحة بدى على محمود الاستغراب فهو لا يرى أي مظهر من مظاهر الاحتفال في هذا القصر بعد جلوسهم لمدة نظر يامن لساعته وجدها اقتربت من التاسعة فعرف حينها ردها وقال:.........
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
بعد جلوسهم لمدة نظر يامن لساعته وجدها اقتربت من التاسعة فعرف حينها ردها وقال: طيب شكلنا كده هن... ولكن قبل أن ينهي كلمته قاطعته قائلة بهدوء وهي تدخل متبخترة في خطواتها : مساء الخير يا جماعة

رغم طلتها الهادئة والبسيطة إلا أنها سلبت أنفاسه بدخولها فكانت ترتدي فستان من اللون الأسود يرسم جسدها بتفاصيله القاتلة ومنحنياته البارزة 



وإتجهت للجلوس بجوار جدها بعد تبادل التحية وإلقاء السلام على الجالسين فقالت معتذرة : آسفة يا جماعة لو اتأخرت عليكم

فرد يامن عليها:لا عادي ولا يهمك ثم وجه حديثه للمأذون أظن إنك تقدر تبدأ دلوقتي

فأومأ له موافقا حضر فتحي ليكون شاهدا من جهة العروس بدأ المأذون بإجراءات كتب الكتاب خاتما كلامه بجملته الشهيرة: بالرفاء والبنين إن شاء الله

وفور نطقه تلك الكلمة توجه يامن ناحيتها مقبلا جبهتها قائلا بصوت حاني: ألف مبروك ليا إن أنا أخدتك

فردت عليه: الله يبارك فيك

ثم وجه كلامه لمحمود: ممكن يا محمود توصل المأذون

فأومأ له موافق مخبرا إياه وهو  يخرج :لو احتجت حاجة ابقى كلمني

فرد عليه: تمام هكلمك أول لما اروح علشان عايزك في موضوع

وتوجه فتحي للخارج ببطئ بسبب ألم ساقه خلفهم

وجه يامن نظره لجدها قائلا:أنا حابب أقولك معلومة

أنا ملمستش ليل ولا هي كانت ناوية تهرب معايا وأنا مش ببرر ليك لا أنا عايز أوجعك زي ما وجعتها واعتبر ده درس علشان تتعلم تثق فيها بعد وكمان مش حابب إن حد يقول كلمة بلسانه على مراتي واللي يفكر يقول عليها كلمة واحدة اقطعله لسانه ولكنه لم يتوقع رد الفعل البارد هذا من ناحيته

نظر الجد له بهدوء وأخبره بملامح باردة: هي معدتش حفيدتي أصلا ومعدتش تهمني رمى تلك الكلمات الموجعة وتركهم خارجا من صالة الاستقبال

حاولت أن تبدو غير متأثرة قدر الإمكان 

فقال يامن محاولا التخفيف عنها: متقلقيش طول ما أنا معاكي تأكدي إني عمري مهخليكي تحتاجي لحد غيري وحتى لو لقدر الله انفصلنا هتلاقيني جنبك على طول وهفضل جنبك لحد آخر نفس فيا

تأثرت بشدة من وقع كلماته على قلبها ولكنها لم تنسى تهديده لها فقالت: متنساش إنك أنت كمان كنت بتهددني يعني متفرقش عنهم حاجة

فقال منهيا هذا الحوار: أنا اللي عندي قولته وأظن إن اللي حصل حصل ومفيش حاجة هتغيره قال كلماته وخرج مسرعا 

****....

بعد ذهاب الجميع خرجت من صالة الاستقبال 

متوجهة لغرفتها ولكنها قابلت جدها وهو ينزل السلالم فقال دون أن يلتفت لها: أنا هسألك سؤال واحد واجابتك تبقا يا أيوه أو لا

فردت:اتفضل اسأل

فقال سمير بهدوء:انتي كنت معاه ولا لا وقبل ما تجاوبي تعرفي إن لو اجابتك انك كنتي معاه عايز أرجع من بره مشوفش وشك هنا

فردت بغضب وتهور: اطمن يا سمير بيه هلم حاجتي وماشية وبالنسبة كنت معاه ولا لا ايوه كنت معاه وبمزاجي

فأومأ بغضب وتركها وذهب

صعدت مسرعة لغرفتها وهي تجهز حقيبتها وتفكر أين ستذهب الآن فهي بالتأكيد لن تعود للمنزل والدها وتلك الحية تجلس هناك هي وابن أختها وبالتأكيد لن تذهب لاحدى صديقتها فسينتشر الخبر مثل انتشار النار في الهشيم أخذت تبحث في سجل مكالمتها عن رقمه ولكنها لم تجده فهي نسيت تسجيل الرقم قررت الاتصال بمحمود فلديها رقمه بحكم عملها معه

بعد رنتين أجاب على هاتفه:ألو

ليل:ألو ازيك يا محمود بيه

فرد عليها: محمود بيه ايه بقى ده احنا بقينا أهل وأنا في مقام والد يامن يعني قوليلي يا بابا وبعدين يا ستي أنا كويس وسأل مستفسرا انتي محتاجة حاجة ولا ايه

فردت بحرج:أصل أنا كنت عايزة أعرف عنوان بيت يامن علشان عايزة ابعتله هدية يعني علشان عامل التوصيل يعرف المكان

فرد قائلا:اكتبي عندك......وأملها العنوان

فشكرته قائلة: شكرا جدا لحضرتك وياريت متقولش ليامن علشان المفاجأة متبوظش

فرد عليه:لا متقلقيش مش هقول حاجة

وبعدها أغلقت الخط مودعة إياه أخذت تتأمل العنوان الذي أعطاه لها باستغراب فهذا العنوان في منطقة شعبية فلماذا يعيش شخص مثله ولديه كل هذه الاموال في تلك المنطقة

***.....



نزل مني سيارته وتوجه لتلك القهوة التي تقع أمام العمارة التي يسكن بها جلس على أحد الكراسي ونادى:سيد كباية قهوة

فرد عليه: ثواني وتبقا عندك ياسيد البشوات

انجرفت افكاره دون أن يشعر باتجاهها رغم أنه كان معاها منذ دقائق إلا أنه اشتاق لها وأخذ يفكر ما سر انجذابه الشديد لها لقد اشتاق لعينيها لشعرها الذي تسائل في نفسه أكثر من مرة هل هذا لونه الطبيعي

أفاق من شروده على صوت نداء الحاج سعيد صاحب المقهى له فرد: نعم يا حج سعيد

فرد عليه: نعم ايه بقالي ساعة بنادي عليك ايه اللي شاغل بالك

فرد بضيق منه على الرغم من أنه تربى بهذا الحي ولكنه يمقت هذا الرجل بشدة فهو يحشر أنفه في حياته بشكل فج:ولا حاجة شوية مشاكل في الشغل

وقام من كرسيه فهو يشعر بالاختناق فنادي عليه الصبي العامل في المقهى: القهوة يا باشا فأعطاه يامن الحساب وقال : ملهاش لزمة بقا وذهب مسرعا

صعد السلالم بخطوات أشبه بالركض وصل شقته على الرغم من أنها ليست كبيرة بشدة إلا إنها انيقة فهي مكونة من صالة استقبال واسعة تحتوي على أثاث أنيق وسفرة كبيرة ومطبخ واسع وحمام وغرفتين الاولى للمكتب وقد كانت تلك غرفته في مراهقته ولكنه حولها لغرفة للمكتب بعد وفاة والدته

وانتقل هو لغرفتها فهو يشعر بهذه الطريقة وكأنها معه

دخل غرفته وقام بخلع ملابسه وارتدى فقط بنطال أسود مريح فهو يشعر بالحر وسيخلد للنوم بعد قليل 

****......

كانت تسير في شوارع تلك الحارة لاول مرة في حياتها بعد نزولها من سيارتها الفاخرة وهي تجر حقيبة ملابسها الكبيرة تتبختر في خطواتها في ذلك الفستان الأسود من قماش المخمل الواصل لركبتيها وتطلق شعرها الناري المتموج على ظهرها ذاك الفستان الذي يبرز جمال جسدها وخصرها النحيل مع منحنياته البارزه وعيونها بلون العسل المشبع باللون الأخضر وشفاهها المحددة باللون الاحمر القاني وحمرة خديها الطبيعية تلفت أنظار الجالسين أمام المقهى وارتفع صوتها العذب بنبرتة المثيرة

ليل: لو سمحت يا عمو هو بيت المهندس يامن محمد الانصاري في أي عمارة 

فما كان من ذاك الحاج صاحب المقهى إلا أن نظر لها  بإعجاب صارخ وهو بجيب عليها

الحاج سعيد: العمارة اللي قدامك تالت دور

تأملت العمارة التي أمامها للحظات فهي تبدو بحال أفضل عن باقي العمارات حولها صعدت درجات السلم وهي تجر حقيبة ملابسها تفكر ماذا ستخبره عندما يسألها ما الذي أتى بها في مثل هذا الوقت ولماذا تحمل حقيبتها معها اتخبره أن جدها طردها من منزله

حسمت أمرها وطرقت الباب 

****...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
طرقات خفيفة على باب شقته فسأل نفسه من من الممكن أن يزوره في هذا الوقت فالساعة قاربت الحادية عشرة وكشاب عازب يجلس في شقة بمفرده كان لا يرتدي سوا بنطال أسود وجزعه عاري متفاخر بتلك العضلات السداسية ومنكبيه العريضين وكذلك ظهره المحدد بالعضلات فهو كثرا مايرهق نفسه في ممارسة الرياضة

فتح الباب بهدوء فما كان منه إلا أنه جذب تلك الفاتنة من خصرها بدون أن يعطيها أي فرصة للكلام في قبلة شغوفة متطلبة تظهر مدى اشتياقه لها وأخذ بتعميق تلك القبلة أكثر وكل ذلك تحت صدمتها حاولت مقاومته فما كان منه إلا أن همس لها ببضع كلمات جعلت مقاومتها تنهار وجذبها للداخل هي والحقيبة وأغلق الباب فما كان منها إلا أن صفعته 

ليل: كان في طريقة تانية أحسن مليون مرة من دي متحاولش تقرب مني تاني

أرجع يامن خصلات شعره السوداء التي تساقطت على جبينه ونظر إليها بعينيه الرمادية

يامن:مظنش إن دي هتبقى آخر بوسة أصلها عجبتي الصراحة وغمز لها بعينين مشاغبتين

وكم أرادت في تلك اللحظة أن تلكمه في أنفه المستقيم الحاد بشموخ و المستفز بالنسبة لها

وفجأة طرق إذا بطرق عنيف على  الباب لاحظت ما كان يرتديه فشعرت بالخجل الشديد وقالت ممكن تلبس حاجة عليك فأومأ متفهما والتقط التيشرت الخاص به الملقى على الكنبة وقام بارتدائه 

نظر لها باستغراب:هو انتي جايبة حد معاكي وانتي جاية

والتفت ليفتح الباب فوجئ بشعر أشقر يندفع للداخل ذو قامة لم تتعدى ركبتيه

وقف الصغير يتأمل ليل بانبهار نادى عليه يامن بانزعاج وهو يسحب أذنه: مصطفى مش قولتلك ميت مرة متخبطش على الباب بالطريقة دي وبعدين انت بتعمل ايه بره لحد دلوقتي مش المفروض تبقا نايم

فرد عليه الطفل ذو الخمس سنوات بنبرة متألمة: ماما قالتلي أجي أشوفك لو محتاج حاجة مكنتش عايز اجيلك أصلا وبعدين إنت جايب ست غريبة البيت ده أنا هقول لماما عليك

ضحكت ليل بخفة على هذا الطفل الصغير نزلت على ركبتها وهي تحرر أذنه من يد يامن وتقبل وجنته الممتلئة:بس انا مش غريبة أنا اسمي ليل يا مصطفى وابقا قريبة عمو يامن

فرد عليها الطفل:انتي حلوة أوي وكمان اسمك جميل

فنادي عليه يامن بانزعاج وهو يسحبه للخارج: قول لمامتك يامن بيقولك شكرا يا طنط أمينة وأنت عارف لو شوفتك بره تاني في وقت زي ده هعمل فيك هعلقك زفر الطفل بانزعاج وذهب وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة

أغلق يامن الباب وجلس على الكنبة اتفضلي اقعدي ده حتى بيتك يعني جلست على الكنبة المقابلة له وهي تتذكر الكلمات التي همس بها عندما قبلها

فقد أخبرها أن جدها أرسل أحد رجاله خلفها وهو يراقبهم وأخبارها بأن تتصرف بطريقة طبيعية

فسألته قائلة:انت ازاي عرفت إن في حد ورايا مع إني محستش بيه

فأجابها:لمحته وهو واقف على السلم وأنا بفتح الباب

فأومأت وبعد صمت دام لثانية قالت: هو إنت مش هتسأل أنا جيت ليه

فرد عليها: هو حد بيسأل مراته انتي جاية بيتك ليه

وقام من مكانه حاملا حقيبتها وتوجه بها لغرفة النوم على الرغم من فضوله فهو قرر أن يسألها الآن عما حدث سيتحدث معها لاحقا

وضح لها قائلا: دي أوضة النوم ومفيش غير هي أوضة واحدة فأنا وأنتي هنام هنا

فاستنكرت قائلة: هو انت هتنام جنبي على السرير

فأجابها متهكما:امال هنام على الأرض مثلا وبعدين فيها ايه هو انتي مش مراتي ولا ايه

فتنهدت وقررت الصمت فهي متعبة فتحت حقيبتها لتخرج ملابسها ولكنها وجدته متسمر مكانه ينظر إليها فقالت: ممكن تخرج علشان عايزة أغير

فرد عليها غامزا :متسبيني واقف أتفرج ده أنا حتى جوزك

فإحمر وجهها بخجل وصاحت به:اتفضل اطلع بره وبعدين مش إنت قولت إنك مش هتقرب مني ليه بتخلف بوعدك دلوقتي

فأجابها:أنا قولت مش هتمم الجواز لكن مقولتش مش هقرب منك واقترب منها بشدة وقام بتقبيل خدها والخروج بسرعة أغلقت الباب من فورها وهي تضع يدها على خدها وشفتيها هل ما حدث الآن حقيقة شعرت كأن الفراشات تطير في معدتها ورأسها ينفجر بالالعاب النارية

عنده في الخارج قرر الذهاب لأخذ حمام عله يطفئ النار التي ألهبت جسده

بعد مدة خرج من الحمام وهو يلف منشفة على خصره طرق باب الغرفة عدة مرات فتحت له الباب وهي ترتدي قميص نوم يشبه قميص الاطفال فهو مليئ بالرسوم ويصل لركبتيها وواسع بشدة عليها ضحك بداخل نفسه على مظهرها الذي يشبه مظهر الاطفال فهي ترفع شعرها على هيئة قطتين

اغمضت عيونها بخجل وصاحت:البس حاجة راعي إن معاك ناس في البيت وخرجت بسرعة من الغرفة تبحث عن الحمام جلست هناك لساعة كاملة حتى تتأكد أنه نام وعندما لم تعد تسمع أي صوت توجهت للغرفة وجدته ممدد على النصف الايمن من السرير توجهت للسرير بهدوء وأغلقت الانوار بعد مرور بعض الوقت أحذت تتقلب على السرير فهي لا تستطيع النوم فهي ليست معتادة بعد على المكان فقال لها:بطلي حركة مش عارف أنام

توقفت عن الحركة فجأة فقد ظنت أنه نام ولكنها قررت أن تسأله ففضولها سيقتلها:هو انت ليه عايش هنا مع إنك تقدر تشتري بيت في منطقة راقية وأظن يعني إن شركتك على حسب معلوماتي من أفضل الشركات في السوق

بعد صمت دام طويلا حتى ظنت بأنه لن يجيبها قال:

والدتي لما كانت حامل فيا بعد ما والدي مات جت عاشت هنا بعد ما محمود صاحب أبويا الله يرحمه ساعدها إنها تهرب من عمي علشان كان عايز يتجوزها غصب علشان يضمن إن مافيش حاجة من الميراث تروح منه وهو جابها في المكان ده بحيث عمي ميقدرش يوصلها وهي اتعلقت بالمكان هنا وحبت الناس حتى بعد ما محمود بدأ يشغل الفلوس اللى كان والدي حططها في حساب والدتي وبقت تقدر تشتري بيت أحسن قررت إنها تفضل هنا

وأنا مقدرتش أسيب المكان اللي هي كانت عايشة فيه

أجابها مخبرا إياها الحكاية باختصار

فردت بهدوء: علشان كده انت بتساعدني علشان بفكرك بيها صح

فرد باختصار: أيوه ونامي بقا علشان عندي شغل الصبح

بعد فترة غط كلاهما في نوم عميق

***....

في الصباح استيقظ على شعور بشيئ يضغط على صدره وعندما نظر وجدها نائمة تأملها قليلا وقبل رأسها ثم أبعدها عن صدره وعدل من طريقة نومها لتكون أكثر راحة قام من السرير ونظر لهاتفه فوجد الكثير من المكالمات الفائتة من محمود فهو قد نسيه على وضع الصامت قام بالاتصال عليه وهو يتوجه لغرفة المكتب

وأول كلمة قالها محمود: كنت فين يا ابني بتصل عليك من بدري

فأجابه: كنت نايم ونسيت التليفون صامت

فقال محمود بسرعة:مش مهم المهم هتعمل ايه دلوقتي في حوار أهلك ومراتك الاولنية

فرد بهدوء:........



#الفصل السابع

في الصباح استيقظ على شعور بشيئ يضغط على صدره وعندما نظر وجدها نائمة تأملها قليلا وقبل رأسها ثم أبعدها عن صدره وعدل من طريقة نومها لتكون أكثر راحة قام من السرير ونظر لهاتفه فوجد الكثير من المكالمات الفائتة من محمود فهو قد نسيه على وضع الصامت قام بالاتصال عليه وهو يتوجه لغرفة المكتب

وأول كلمة قالها محمود: كنت فين يا ابني بتصل عليك من بدري

فأجابه: كنت نايم ونسيت التليفون صامت

فقال محمود بسرعة:مش مهم المهم هتعمل ايه دلوقتي في حوار أهلك ومراتك الاولنية

فرد بهدوء: هروح هناك النهارده علشان يبقى عندهم خبر وأعرفها بنفسي بدل ما تعرف من حد غريب وضحك بسخرية في نهاية كلامه

فرد عليه محمود وهو ينهره: إنت عارف عمك ممكن يعمل فيك ايه بطل التهور والاستهتار اللي إنت فيه ده وبعدين لو مش همك نفسك فكر في الانسانة اللي انت كتبت عليها امبارح

فرد عليه ببرود: مبخفش من حد وده أولا وبعدين أنا مش رايح علشان كده بس في شغل هناك متعطل مروحتش بقالي أكتر من شهرين وراغب مفكر إنه في مال سايب عمال يسحب في الفلوس ومفكرني مش واخد بالي و بالنسبة بقا لليل فمحدش يقدر يهوب نحيتها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فرد عليه بغضب:بص يا يامن افتكر اني حذرتك بلاش تهورك وغرورك يخلوك تعمل حاجات تندم عليها بعدين

ثم أغلق الهاتف في وجهه دون أن يسمع رده فهو قد سأم من تهوره

نظر إلى الهاتف بغيظ: ماشي يا محمود بتقفل في وشي

قام من مكانه ليغير ملابسه...

استيقظت على صوت حركة في الغرفة فتحت عينيها ونظرت للمكان باستغراب بعد ثوان قليلة بدأت بالاستيعاب وقع نظرها عليه وهو يغلق ازرار قميصه فقالت بصوت متحشرج أثر النوم: صباح الخير

توجه نظره ناحيتها ورد عليها: صباح النور وهو ينهي ارتداء ملابسه

ثم قال لها:أنا مسافر يومين عندي شغل في مكان بعيد شوية عن هنا أسبوع بالكتير وهكون راجع من السفر وفي الفترة دي تكوني انتي أخدتي راحتك واتعودتي على المكان 

كان لديها فضول إلى أين يسافر ولكنها قررت الصمت لأنه قد يعتقد أنها تتدخل في حياته وهذا ليس من شأنها

ولكنها لاحظت أنه لا يحمل حقيبة سفر فقالت: هو انت هتسافر من غير هدوم لا ايه

رد عليها: متقلقيش عامل حساب كل حاجة وأكمل كلامه قائلا لو احتجتي أي حاجة كلميني وفي واحدة بتيجي تنضف كل تلت أيام مرة كل حاجة موجودة عندك في التلاجة والمفاتيح في الدرج اللي جنبك لو احتجتي تشتري أي حاجة قولي لأمينة

فسألته:مين أمينة

فأجابها قائلا: دي تبقا مامت مصطفى اللي جه هنا امبارح وشقتها في قدام الباب على طول وأنا سايبلك فلوس في الدرج مع المفاتيح

فقالت معترضة:بس أنا مش محتاجة فلوس معايا اللي يكفني

فرد عليها بصرامة:طول ما إنتي مراتي تبقي ملزومة مني وفلوسك دي مليش دعوة بيها ثم اقترب منها وقال بصوت حنون خلي بالك من نفسك واقترب منها مقبلا ايها بجانب شفتيها فارتدت للخلف ووجهها محمر بشدة فضحك عليها وعلى خجلها وخرج من الغرفة بعدها من الشقة بأكملها

*****.....

طرق الباب المقابل لشقته عدة مرات فأتى صوت من الداخل يصيح: ثواني

بعدها بلحظات طلت عليه سيدة في نهاية الأربعينات من عمرها ذات ملامح بشوشة مريحة للناظر إليها فتحت الباب وعندما رأته صاحت به: بقا يا يامن جايب بنات البيت عندك 

فرد عليها بسرعة: بنات مين افهمي بس وبلاش فضايح على الصبح

فردت بفاذ صبر:قول يا أخرة صبري

فأخذ يشرح لها ما حدث باختصار شديد ويخبرها بأنه تزوج من فتاة تدعى ليل مختصرا كل التفاصيل ومتجاهلا اخبارها عن طبيعة علاقته وكيف تعرف عليها

وقال في نهاية حديثه: كل اللي أنا عايزه منك إنك تاخدي بالك منها على ما ارجع من السفر وكلها كام يوم يعني مش هتأخر

فقالت له:  متقلقش تروح وترجع بالسلامة إن شاء الله وهي هتبقا في عينيا متقلقش عليها

فأومأ لها ونزل مسرعا على السلالم واتجه للجراچ

اخرج سيارته الفاخرة وانطلق بسرعة نحو وجهته 

*****.......

في قصر جدها

جلس سمير في حديقة قصره وكان فتحي يقف بجواره فحدثه: فين الحارس اللي انت بعته وراها

فرد عليه: موجود هنا هنديه لحضرتك

وذهب .عاد بعد مدة قصيرة والحارس يسير بجواره فسأله سمير:هي راحت على فين واحكيلي كل حاجة من ساعة ما خرجت من القصر 

فبدأ الحارس يقص عليه كل ما حدث من لحظة خروجه من القصر خلفها لحين وصولها لبيت يامن

فأشار له سمير بالانصراف

فسأله فتحي بحكم عشرته الطويلة معه فهو يعمل معه منذ أكثر من عشر سنوات قائلا :اسمحلي بس يا سمير بيه انت بتسأل عليها ليه بدال طردها

فرد عليه بهدوء : بحاول أفهم ايه اللي بيدور في دماغها لأن واضح إن استهونت بيها أوي وغير كده كنت عايز أشوف رد فعلها لما أطردها هل هتتمسك بيا وتقعد ولا هتسبني وتمشي وبعدين هي في الآخر حفيدتي يعني مهما عملت مستحيل اكرهها أنا بس بحاول أفهم ايه اللي وراها وهي مخبياه ومش راضية تقوله

فرد عليه فتحي مواسيا: متقلقش يا سمير بيه إن شاء الله كل حاجة هتتحل وترجع كل حاجة زي ما كانت وأحسن

فأومأ سمير داعيا بداخله ألا يكون قد ظلمها بتزويجها من ذاك الشاب

*****...

بعد خروجه قامت من السرير وتوجهت لأخذ حمام يريح جسدها بعد انتهائها ارتدت ملابسها وصففت شعرها ثم أخذت تدور بعينيها في المكان متفحصة إياه وقد لفت نظرها شدة أناقة المكان فالالوان متدرجة بدرجات اللون البني من الاثاث والارضية وكذلك الستائر وقع نظرها على المطبخ فتوجهت إليه وقد أثار اعجابها بشدة فهو مجهز بأحدث الادوات إضافة لاناقته صنعت لنفسها شطيرة واتجهت مرة لمكتبه هذه المرة نظرت لتلك المكتبة التي تحتل الحائط بأكمله مليئة بالكتب وبها بعض الارفف الموضوعة عليها صور له ولوالدته في مراحل مختلفة

لفت نظرها الشبه الشديد بينهما واستنجت أن تلك هي والدته بسبب ذاك الشبه

فزعت عندما سمعت صوت الجرس فقد أخرجها من تأملها

فتوجهت نحو الباب لفتحه

رأت تلك السيدة الغريبة أمام الباب عندما فتحته فسألتها:أقدر أساعدك بحاجة

فردت السيدة بابتسامة: أنا يا حبيبتي أمينة جارتك

فقاطعتها قائلة: حضرتك مامت مصطفى

فأجابت السيدة:أيوه أنا مامته

فأفسحت لها الطريق وهي تدعوها للدخول:طيب اتفضلي حضرتك واقفة ليه 

توجهت للداخل وتبعتها ليل

فقالت أمينة فور جلوسها: بصي يا بنتي يامن موصيني عليكي لو احتجتي أي حاجة تجيلي على طول ومتكسفيش مني 

فردت عليها ليل: إن شاء الله يا طنط

وأكملت الاخرى:لو إنتي حابة تشتري حاجة أو تنزلي قوليلي وأنا هاجي معاكي

فردت عليها بإمتنان: شكرا يا طنط وآسفة لو هتعبك معايا

فردت عليها بحنو:متقوليش كده يا بنتي وبعدين ده يامن زي ابني

فإستأذنت ليل:ثانية واحدة بس يا طنط وراجعة

واتجهت بعدها إلى المطبخ بحثت قليلا في الثلاجة حتى وجدت علبة عصير كبيرة وجدت بعدها الاكواب على الرف فأخذتها وصبت فيها وانطلقت عائدة إليها وهي تحمل العصير

فنظرت إليها أمينة:تعبتي نفسك ليه يا بنتي وبعدين أنا مش غريبة

فناولتها العصير وهي تقول: مفيهاش تعب ولا حاجة يا طنط وسألت مستفسرة بعدها هو حضرتك تعرفي يامن من زمان 

فردت أمينة ضاحكة: أعرفه من زمان بس ده عرفاه من وقت ما كان عنده خمس سنين أنا يا بنتي جيت هنا بعد ما اتجوزت وساعتها الست هدى أم يامن كانت عايشة هنا وبعدين أنا وهي واحدة واحدة اتصاحبنا وبقينا عشرة عمر لحد ما توفت ربنا يرحمها

وأكملت بصوت يشوبه الحزن بعدها يامن بقا عامل زي التايه كان ساعتها لسه متخرج وبعدها بفترة بدأ يمسك شغله ويفوق لنفسه كانت أصعب فترة مرت علينا كلنا مش عليه هو بس

فأجابت: ربنا يرحمها

فأستأذنت أمينة قائلة:أنا ماشية بقا لو احتجتي حاجة قوليلي

فأومأت موافقة ورافقتها بعدها للباب مودعة إياها

****.....

بعد ساعات طويلة من القيادة وصل يامن لقصر كبير في الصعيد فتحت البوابة الخاصة بذلك القصر وخل بسيارته نزل من سيارته بعدها

فقال البواب: حمد لله على السلامة يا بيه

فنظر في ساعته وجدها الخامسة ورد عليه: الله يسلمك

ثم توجه للداخل فتحت إحدى الخادمات الباب فصاحت : حمد لله على السلامه يا يامن بيه 

ودخلت وهي تصيح: يا ست فاطمة يامن بيه جه

فقامت الحاجة فاطمة من مكانها بسرعة وانطلقت نحوه تعاعنقه: وحشتني اوي يا ابن الغالي كل دي غيبة

فرد عليها وهو يبادلها :إنتي عارفة ظروف الشغل يا حاجة مقدرش أسيب اللي ورايا وأجي 

سحبته من يده خلفها وأجلسته بجوارها:قولي عامل ايه يا ابني أخبارك 

فرد عليها: أنا تمام الحمد لله هطلع بس آخد دش وأغير هدومي وأجيلك

فقالت له: طيب قوم بسرعة على ما البنات يحطوا الاكل

واتجهت للمطبخ وهي تخبر الخدم بأن يجهزوا الكثير من أنواع الطعام بسرعة قبل موعد العشاء

****.....

بعد انتهاءه من الاستحمام ارتدى ملابسه أمسك بهاتفه بعدها وقام بالاتصال بها 

سمعت صوت هاتفها يرن فنظرت إليه وجدت رقما شكت أنه رقمه فهي لم تسجله المرة الماضية

أجابت

ليل:ألو
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
يامن:  ازيك يا ليل عاملة ايه

فردت عليه بهدوء: الحمد لله بخير إنت عامل ايه وصلت ولا لسه

فرد عليها:أيوه وصلت من شويه ها عملتي ايه النهارده

ليل بصوت هادئ: يعني ولا حاجة صحيح طنط أمينة جت النهارده وقالت مشاكسة له

على فكره أنا بوظت مكتبتك شويتين تلاتة

فرد عليها ضاحكا: يا ستي اعملي اللي انتي عايزاه بدال هيبسطك ثم قال باشتياق حقيقي على فكره وحشتيني

سمع فقط صوت انفاسها على الجهة الاخرى فقال ممازحا: ليل انتي نمتي

ليل بخجل: لا صاحية أهو

أطلق ضحكة صاخبة على خجلها

ثم قال: طيب أنا هقفل دلوقتي وهكلمك تاني

اندفع باب الغرفة بسرعة ودخلت مندفعة تحتضنه

لبنى: عامل ايه يا يامن وحشتيني اوي

ابتعد عنها وهو يدفعها عنه: أنا تمام الحمد لله ممكن تخرجي بره

فردت عليه بغضب فقد طفح كيلها منه: بقا دي مقابلة تقابلها لمراتك بعد تلت شهور غياب

ده انت حتى مسألتش عاملة ايه طول فترة سفرك المرة دي أو أي مرة قبلها مبتكلفش نفسك تكلمني أنا زهقت

فرد عليها ببرود: خلاص خلصتي اطلعي برا ومتدخليش بعد كده غير لما تستأذني

خرجت تجر خيبتها خلفها فقد كانت تود إخباره بأنها تريد الانجاب منه

نظر لها ببرود وهي تخرج من غرفته فعمه ساومه على ميراثه إما أن يتزوج ابنته وإلا لن يأخذ شيئا من ميراث والده وهي قبلت أن تكون جزءا من تلك المساومة رغم جمالها ولكنه لم يتأثر يوما بها فهي كانت على قدر كبير من الجمال من بشرة بيضاء وعيون بنية جسدها ممتلئ قليلا بتناسق

تذكر كلمات عمه في ذاك اليوم

راغب: يا تتجوز  بنتي وتاخد فلوسك يا إما ملكش حاجة عندي

فرد عليها يامن بقوة: وأنا موافق أتجوزها

فهو في ذاك الوقت كان في حاجة ماسة للنقود فقد كانت تلك الفترة بعد وفاة والدته وخسر فيها الكثير من الصفقات وكان يحاول تعويض تلك الخسارة

فأتى الي جدته مطالبا بحقه ولكن جواب عمه صعقه

يبيع إبنته من اجل أن يضمن أمواله 

أخذ يقلب تلك الذكريات في عقله ويتمنى أنه لم يأتى لهذا المكان

بعد مدة نزل لقاعة الطعام وجلس على رأس السفرة

مكان عمه وجدته تجلس على يمينه وزوجته بجوارها

دخل راغب لقاعة الطعام فوجد ذاك المنظر وقد استشاط غيظا ولكنه آثر الصمت فوالدته جالسة جلس على يساره وهو يقول بفتور: عامل ايه يا ابني

فرد عليه ببرود:مسمعكش تقول الكلمة دي تاني

وفي منتصف تناولهم للطعام فجر يامن قنبلته بدون مقدمات

يامن بصوت بارد: أنا اتجوزت 

فصاحت لبنى بغضب: يعني ايه اتجوزت امال أنا ابقا ايه

وقام راغب من على السفرة: يعني ايه الكلام ده

وقف يامن أمامه بثقة وهو يقول ببرود: يعني اللي سمعته اتجوزت ايه اللي مش مفهوم

فكادت لبنى أن ترد ولكنه حذرها قائلا:انتي بالذات مسمعش صوتك

ثم نظر لعمه: أظن اتفاقنا إني اتجوز بنتك لكن متفقناش إني متجوزش عليها وضحك بسخرية وتوجه خارجا من قاعة الطعام

فنظر راغب لابنته موبخا

فقالت لبنى لجدتها: عجبك اللي هو عمله ده 

فردت الجدة بهدوء: أنا حذرتك مية مرة انتي وأبوكي لكن مفيش فايدة يامن اللي هيجي عليه مرة هو هيجي عليه ألف

****......

بعد تلك الليلة انتقل يامن لقصر والده المجاور لقصر عائلته يتابع به بعض الترميمات وكذلك أعماله المعطلة هنا وأخذ يشرف على مشروعه الجديد

مرت أيامه بصعوبة تحت ثقل اشتياقه لها فهو مضى عليه هنا خمسة ايام مزدحمة بالعمل يحدثها كلما سنحت له الفرصة حتى أصبحت مكالماتهم تطول بالساعات أرهق نفسه في تلك الفترة ليعود لها في أسرع وقت

في وقت الغداء وهو جالس مع جدته

الحاجة فاطمة: أنا عايزة اشوف مين اللي خطفتك كده

فادعى الغباء وهو يجيب:قصدك مين

فردت عليه مستنكرة:هيكون قصدي مين يعني مراتك التانية

فسألها: هو انتي مش متضايقة علشان اتجوزت على

لبنى

فقالت: وهزعل ليه يعني أنا أصلا مكنتش موافقة على الجوازة دي من الأول وبعدين دي تربية أبوها

وأنا معنتش بقدر أقف قصاده بعد ما أبوه مات مش عارفة هو طالع كده لمين ربنا يهديه

رن هاتفه في تلك اللحظة فرأى اسمها ينير شاشته

كما أنار قلبه لرأيته

فقام بسرعة متوجها للخارج وهو يقول: إن شاء الله هخليكي تشوفيها بعد ما أرتب أموري معاها عن إذنك بقا

فتح الخط

يامن بصوت أجش أثر عاطفته: وحشتيني يا ليلي

فردت عليه بصوت منخفض أثر خجلها: وأنت كمان

صعق من سماع ردها فهي طوال تلك الفترة لم تكن ترد على غزله بها وتتعمد تجاهله  

فرد عليها بصوت حنون: أخيرا سمعت كلمة حلوة منك يا شيخة

كانت لبنى خلفه تستمع لتلك الكلمات التي أيقظت الغيرة بداخلها

فصاحت: هي دي بقا اللي إنت اتجوزتها عليا



#الفصل الثامن

فتح الخط

يامن بصوت أجش أثر عاطفته: وحشتيني يا ليلي

فردت عليه بصوت منخفض أثر خجلها: وأنت كمان

صعق من سماع ردها فهي طوال تلك الفترة لم تكن ترد على غزله بها وتتعمد تجاهله  

فرد عليها بصوت حنون: أخيرا سمعت كلمة حلوة منك يا شيخة

كانت لبنى خلفه تستمع لتلك الكلمات التي أيقظت الغيرة بداخلها

فصاحت: هي دي بقا اللي إنت اتجوزتها عليا

استدار يامن في نفس الثانية واطبق على عنقها بقبضته حاولت الافلات منه ولكنها لم تقدر وأصبح وجهها محمر بشدة وأشار لها بعدم النطق وإلا سيقتلها

ثم أكمل كلامه بهدوء لليل: طيب سلام دلوقتي وهكلمك تاني علشان العمال عايزني ونور السكرتيرة هتجيلك اديها الملف الازرق اللي عندك في الدرج الأول 

فقالت له ليل مستغربة: أنا سمعت صوت واحدة بتتكلم عندك

فقال لها منهيا الحوار لان الاخرى أصبحت تلتقط أنفاسها بصعوبة كبيرة: هقولك كل حاجة لما أكلمك بليل 

وأغلق الهاتف دون أن يسمع ردها 

أطلق سراح عنقها أخذت تتنفس بصعوبة وهي تسعل بشدة

نظر لها ببرود ووضع يديه في جيبه وقال: دي هتبقى آخر مرة أحذرك تبعدي عن حياتي اتجوزتي علشان الفلوس وأخدتيها عايزة ايه تاني

فقالت بثقة : عايزة ولد منك

ضحك بشدة لم يستطع التوقف عن الضحك حتى أدمعت عيناه ثم توقف فجأة

وقال ببرود: قولي لابوكي يبطل لف ودوران ومهما عملتم مش هتطولي مليم زيادة مني مش عيل منك هو اللي يلوي دراعي بيه وإعقلي كده مش عايز أطلقك قبل ما مدة العقد تخلص كلها ست شهور

وابتسم ساخرا وأكمل أصل مش ناوي أدفع خمسين مليون لواحدة زيك

أنهى كلامه وتركها تستشيط من الغضب خلفه

****.....

بعد إنهائها لمكالمتها جلست على الأرض تفكر هل يعقل أنه مع إمرأة أخرى فهي متأكدة أنها سمعت صوت فتاة أفاقت على صوت مصطفى

مصطفى بتسائل: هو يامن هيجي إمتا

فردت عليه : أولا لما يخلص الشغل بتاعه هيجي يا صاصا يلا بقا روح لماما علشان متزعقش زي إمبارح واستأذن منها وتعالى تاني

فأومأ الطفل وهو يجري للخارج

ففي تلك الفترة التي قضتها هنا بدونه أصبحت علاقتها قوية مع أمينة وبعض الجارات

فهي نزلت مع أمينة أكثر من مرة للسوق لشعورها بالملل فهي لم تعد تستطيع العمل في شركة جدها فقد علمت من نيرة أنه وظف أحد مكانها

ولكنها حمدت ربها عندما علمت أن مكتبها قد تم اغلاقه ولا أحد يدخله ولكن كيف ستستطيع أن تحضر الاوراق من هناك 

بعد مدة سمعت صوت طرقات على الباب فظنت أن مصطفى قد عاد 

فتحت الباب ورأت فتاة تقف أمامها ملامحها لطيفة وناعمة 

فقالت نور وهي مبهورة: حضرتك مدام ليل
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فرت ليل باستغراب: أيوه أنا حضرتك مين

فمدت يدها لتصافحها : أنا نور سكرتيرة يامن بيه

فمدت الاخرى يدها لمصافحتها وهي تقول : طيب اتفضلي ادخلي على ما أجيب الملف هو لسه قايلي دلوقتي

فتبعتها نور للداخل وهي تتمتم يا ترى تقربله ايه

سمعت ليل همسها ولكنها قررت تجاهله ودخلت للمكتب بينما الاخرى جلست على الاريكة بعد بحث دام لعدة دقائق وجدت الملف أخذته وخرجت لها

أعطت الملف لها وقبل أن تقوم الاخرى منعتها

قائلة : ايه ده هتمشي بسرعة كده

فقد خطرت ببالها فكرة بما أنها سكرتيرته فبتأكيد تعلم أين سافر فقررت محاولة استدراجها في الحديث

فقالت نور باستغراب: أيوه أصل يامن بيه موصيني مقعدش

فقالت ليل محاولة اقناعها: يلا ستي ربع ساعة بس وقوليله إن أنا كنت بدور على الملف علشان مش لقياه وبعدين أنا كنت عايزة أتكلم معاكي شوية وأسألك على كام حاجة

فنظرت الاخرى لها لثواني وقالت: اتفضلي اسألى

فسألتها: انتي شغالة مع يامن بقالك كام سنة

فردت عليها: بقالي سنة وأكتر 

فقالت لها: أكيد بقا عارفة عنه حاجات كتير هو صحيح المشروع الجديد فين بالظبط

فردت الاخرى بتلقائية وهي تشرح لها : مش عارفة عنه حاجات كتير أوي يعني بس بالنسبة للمشروع الجديد هو كان مشروع للإسكان في الصعيد وحماه داخل شريك معاه

فردت الاخرى باستغراب: حماه

فتابعت نور الشرح دون أن تلاحظ شحوب الاخرى: 

أيوه حماه ويبقى في نفس الوقت عمه ......

توقف عقلها عن العمل ولم تعد تسمع أي من كلامها اهو قام بخداعها هل هي سرقته من زوجته كام فعلت نوال مع والدها هل لديه أطفال منها

كل ذلك يشغل بالها وألم قلبها الذي تشعر به لا تعلم لما يؤلمها لهذا الحد لماذا لم يخبرها أنه متزوج من أخرى

خطر ببالها فجأة هل تلك المرأة أجمل منها هل هو يحبها وبخت نفسها بشدة لما تشعر به من غيرة

فاقت من أفكارها عندما قامت نور بسرعة وهي تودعها: أنا لازم أمشي دلوقتي علشان أبعت الملف ليامن بيه

فأومأت الاخرى بصمت وكأنها فقدت القدرة على النطق

رافقتها للباب وأغلقت الباب خلفها

شعرت بدموعها تسير على خديها ارتفع صوت شهقاتها وهي تشعر أن روحها تنسحب منها فهي تعترف لنفسها في تلك اللحظة أنها أحبته أحبت اهتمامه بها اتصالته المتكررة طوال النهار للاطمئنان عليها

كلمات غزله لها مشاكسته لها كل هذا أكان كذبة...

***...

وصلا نور للشركة وقامت بالاتصال به

رد عليها قائلا: جبتي الملف ولا لسه 

ردت: أيوة جبته وهبعت لحضرتك كل حاجة في ايميل دلوقتي

فسألها وهو يحك مأخرة رأسه: ليل هي اللي جابته شوفتيها كانت عاملة ايه

استغربت سر اهتمامه بها ولماذا تعيش في شقته

وقالت: أيوه كانت كويسة بس سؤال واحد لو مش هيزعج حضرتك هي تقربلك ايه

فرد عليها بسرعة وهو يغلق الخط: دي مراتي ابعتي بس كل حاجة بسرعة وأغلق الخط

ضحكت لوهلة وهي تقول في نفسها ليه حق يتجوزها وبعدها انتفضت فزعة عندما تذكرت صمت ليل واستغربها عندما قالت "حماه" 

دعت ربها بخوف ألا تكون قد أفسدت شيئا بسبب لسانها

****....



في قصر الدمنهوري

توجه سامي للداخل وهو يسأل الخادمة عن عن سمير فأرشدته لمكتبه

اقتحم المكتب دون أن يطرق الباب وهو يصيح

سامي بغضب: ليل فين يا سمير بيه وبعدين إحنا مش اتفقنا إن أنا أتجوزها غيرت رأيك ولا ايه

فرد سمير بهدوء:ليل اتجوزت

جن جنون الآخر وهو يصيح: يعني ايه اتجوزت واتفقنا راح فين وبعدين مين ده اللي هي اتجوزته هو لعب عيال ولا ايه

فرد سمير ببرود: جوزتها لي اللي هي هربت معاه ولا مش ده كان كلامك وبعدين محبتش أشيلك همها

وبعدين إنت كنت عايز مثلا تتجوز واحدة هربت مع واحد  غيرك وباتت معاه كمان

صعق الآخر فهذه هي الكذبة التي اتفق على تأليفها مع خالته فكيف هذا

فقال مبهوتا : ازاي ده حصل 

فرد عليه الجد ببرود : هو ده اللي حصل وأي حاجة كنت اتفقت معاك عليها تنساها وتنسى إن في واحدة اسمها ليل

وبالنسبة لموضوع جوازك اختار أي واحدة تعجبك وهجوزهالك 

صمت الاخر من صدمته ثم قال وهو يخرج من المكتب : وديني لاكون مرجعها

****...

جلست مكانها وهي تنظر لهاتفها بحزن شديد فهو لم يتوقف عن الرنين منذ ساعات وجميعها اتصالات منه


لا تريد أن تجيب عليه الان فهي تشعر باضطراب شديد في مشاعرها وأفكارها مشوشة

أفاقت على صوت طرقات الباب وصوت الاغاني الذي ارتفع من الدور الذي يقع بأسفلهم مباشرة

فتحت الباب بقوى خائرة وهي ترى أمينة تقف أمامها

فقالت أمينة وهي تستعجلها: يلا يا ليل إلبسي علشان النهارده حنة سماح بنت جارتنا اللي تحت 

فقالت لها بوهن: مش قادرة أنزل معاكي 

فقالت الاخرى بتشجيع: لو فضلتي قاعدة كده هتزهقي وهتفضلي حاسه نفسك تعبانة وبعدين منه تغيري جو وتفرفشي مع البنات شوية ولو حسيتي نفسك تعبتي هما سلمتين هتطلعيهم

فقالت وقد اقتنعت بكلامها فهي لم تتوقف عن التفكير منذ أن علمت بأمر زواجه: خلاص هغير وأنزل معاكي 

ثم سألتها قائلة: طنط أمينة هو لو جوزك خبى عليكي حاجة ممكن تأثر على حياتكم هتعملي ايه

فردت الأخرى بحكمة: هسمعه الأول يمكن عنده سبب مقنع

فأومأت ليل بالموافقة واتجهت للغرفة لتغير ثيابها حاولت أن يكون فستانها بسيط قدر الإمكان وبعد بحث طويل بين فساتين السهرات التي كانت معاها

اختارت 






فهو كان طويلا إلى حد ما ولا يحتوي على فتاحات مثل باقي فساتينها واكتفت بلمسات بسيطة من المكياج

ونزلت للأسفل مع أمينة

****...

كان يقود السيارة بجنون فهي لا تجيب عليه منذ الظهيرة وعندما اتصل بأمينة أخبرته بأنها مريضة

كان قرر أنه سيسافر لها غدا فقد انهى جميع أعماله المعلقة ولكنه لم يستطع الصبر  خاصة بعد عدم إجابتها على اتصلاته المتكررة ظن أن شيئا ما قد حدث لها تأمل الطريق أمامه وهو يصبر نفسه قائلا

أنه قارب أن يصل فأمامه فقط عشر دقائق حتى يصبح أمامها ويراها

بعد دقائق وصل إلى وجهته

لفتت أنظاره تلك الزينة والانوار المعلقة على العمارة التي يسكن بها

وعندما وصل أمام بوابة العمارة استوقفه حديث شابين يقفان على الناصية بجوار البوابة

فقال أحدهما: بس شوفت الساكنة الجديدة أم شعر أحمر

فرد عليه الآخر: ومين يا ابني مشفهاش ده الحارة كلها بتتكلم عليها ولما سألت المعلم سعيد قالي إنها تبع يامن بيه أول لما جت سألت عليه

أطلق الاثنان ضحكة تحمل في طياتها الكثير من المعاني إحمرت عيونه بغضب فلم تخبره أنها كانت تخرج 

فقال الآخر: شكلها واحدة شمال من الأشكال اللي يعرفها

وكانت تلك الكلمة التي قسمت ظهر البعير فإلتفت إليه ولكمه بقوة

وهو يصيح بغضب: من دي اللي شمال يا تربية الشوارع يا إبن الو.....

ولكنه شعر بشيئ يخترق كتفه صر على أسنانه بألم وإلتفت للآخر وهو يركله تدخل المارة والجالسون في المقهى للتفرقة بينهم

فصاح بهم بغضب ساحق: اللي هيفكر يجيب سيرة مراتي تاني يتشاهد على روحه وصعد السلالم مسرعا

****....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
سحبتها من يدها إحدى الفتيات لكي تقوم بالرقص معهم فشجعتها أمينة وهي تشير لها بالموافقة فكل الموجودين داخل الشقة نساء

فقامت مع الفتيات وهي تتمايل معهم ببارعة

أثارت إعجاب بعضهم وحقد الأخريات عليها وعلى جمالها

في نفس الوقت كان يامن يمر من أمام تلك الشقة فالباب مفتوح من أجل المهنئين لفت انتباهه صاحبة الشعر الأحمر التي تتمايل برشاقة مع الفتيات وهنا تصاعد غضبه مرة أخرى فهو لم يكد يهدأ حتى يراها تتمايل بهذا الشكل وكل هؤلاء بشاهدونها 

طلب من السيدات أن تفسح له المجال حتى يمر  فإنطفأت الاغاني وأشارت السيدات للفتيات بالابتعاد

حتى وصل لها وهي تنظر لهم مستغربة من هدوئهم جميعا بهذا الشكل المفاجئ

التفت خلفها فرأته يقف أمامها بشعره الفوضوي نتيجة لكثرة تمرير يديه به بسبب قلقه عليها عينيه الرمادية الحادة التي افتقدتها قادها أمامه وهو يسحبها من يدها ونظر لها بحدة جعلها تصمت وتبتلع أي كلمة كانت تود قولها

وصلا أمام باب الشقة فتحت الباب أدخلها أولا ثم دخل خلفها وأغلق الباب بشدة حتى أنها انتفضت في مكانها

خلع سترة بدلته وهو يرميها على الأرض

ثم صاح بغضب قائلا: إيه اللي إنتي كنتي بتعمليه تحت ده وده فستان يتلبس ما كنتي تخلعيه أحسن

نظرت له بعيون خائفة والدموع تتجمع في عينيها فهي لم تنسى ما أخبرتها به نور

تلاشى غضبه عند رأيته لدموعها وحل محله تأنيب الضمير فجذبها إلى أحضانه وهو يلف زراعيه حولها محتضنا ايها بشدة جذبها ليجلسها على الأريكة بجواره

وأخذت أصابعه تمسح دموعها عن وجهها واقترب بشفتيه من خدها وهو يقبل وجهها قبلات متفرقة

ولكن صعق من حديثها عندما قالت بصوت متقطع أثر البكاء : اللي إنت متجوزها اسمها ايه



#الفصل التاسع

أخذت أصابعه تمسح دموعها عن وجهها واقترب بشفتيه من خدها وهو يقبل وجهها قبلات متفرقة

ولكن صعق من حديثها عندما قالت بصوت متقطع أثر البكاء : اللي إنت متجوزها اسمها ايه

رد بثقة :اسمها ليل

فردت بغضب وبكائها يزداد: أنا بتكلم على مراتك الاولى أنا عرفت إن انت متجوز واحدة تانية ليه مصر إنك تخبي عليا

فرد بهدوء وهو يمسك يدها بلطف : انا مخبتش عليكي بس محصلش فرصة إني أقول 

فقالت بغضب ودموعها تسيل: يعني ايه محصلش فرصة إنك تقول حاجة زي دي المفروض كنت أكون عرفاها من قبل ما نكتب الكتاب إنت عارف دلوقتي إنت عملت فيا ايه إنت ادتني الصفة اللي عمري مكرهتش زيها الزوجة التانية

مفكرتش في مراتك هتقولها ايه هتروح تقولها

سوري يا حبيبتي اتجوزت واحدة عليكي علشان بساعدها

معرفش إنت عندك اولاد ولا لا بس لو عندك مظنش إنهم هيحبوا يكون عندهم مرات أب

إزاي مفكرتش في ده كله أنا أهون عليا إني كنت أتجوز سامي ومبقاش في نفس المكانة اللي بابا حط نوال فيها أنا عايزة اتطلق

لم يعد يقدر على الصمت فهي تقول لها أنه اهون عليها أن تتزوج شخصا آخر غيره

فرد بغضب وغيرة عمياء: مين ده اللي تتجوزيه ان شاء الله آخر مرة أسمعك بتجيبي سيرة راجل قدامي

وبالنسبة بقا للطلاق فده تنسيه 

هتفضلي مراتي لحد آخر نفس فيا

آلمه قلبه بسبب وظهرها فوجهها محمر بشدة ودموعها لا تتوقف عن النزول ونظرة الخوف في عينيها من صراخه فهي قد انكمشت على نفسها من صوته العالي منع نفسه بصعوبة من احتضانها واتجه ليأخذ حماما يذهب عنه توتر هذا اليوم

خلع ملابسه بصعوبة بسبب شعوره بألم شديد في كتفه

واثناء استحمامه رأى المياه على الارض باللون الاحمر لقد شعر باختراق شيئ لكتفه عندما كان يتشاجر ولكنه لم يتوقع أنه اصيب وينزف أيضا

بعد انتهاءه لف المنشفة على خصره توجه لمرآة الحمام ليرى جرح كتفه لم يكن عميقا اتجه للخارج

وهو يمسك علبة الاسعافات الاولية

وجدها جالسة على السرير في الغرفة تضم ركبتيها لصدرها وعيونها موجهة للفراغ

فقال بهدوء وهو يمد لها علبة الاسعافات: ممكن تساعدني

نظرت إليه بعيونها المحمرة المستغربة فزال استغرابها عندما أدار ظهره لها اتسعت عينيها

وكادت أن تسأله عن السبب ولكنها قررت الصمت صحيح انها شعرت بالقلق عليه ولكن قالت في نفسها أنه يستحق بسبب ايذاءه لمشاعرها

أخذت علبة الاسعافات ونام على بطنه بجوارها على السرير شعرت بالخجل الشديد من الاقتراب منه

وهو بهذا الشكل ولكن ما باليد حيلة اخذت تطهر له الجرح وتداويه شعر بالامتنان الشديد لهذا الجرح الذي جعلها تقترب منه حرص على ألا يصدر أي صوت يدل على تألمه 

شعر بسعادة غامرة من ملمس يدها على كتفه

بعد انتهائها اخذت تبحث عن مضاد حيوي وآخر للالتهابات وخافض للحرارة عندما وجدت مرادها اتجهت للمطبخ لتحضر كوب من الماء

عادت إليه وهي تحمله في يدها ومدت اليد الاخرى بأقراص الدواء

تناولها ثم توجه لاخذ ملابسه من الدولاب وتوجه للحمام ليغيرها بعد مدة عاد إليها وهو عاري الصدر يرتدي بنطال مريح باللون الكحلي

فقالت بصوت متعب وبخجل منه: البس حاجة فوق علشان متتعبش

فمد يده بالتيشرت وهو يقول: مش عارف ألبسه لوحدي

ولكنها لم تتحرك من مكانها بسبب خجلها

فقام هو بارتداء ذراعه السليم بمشقة وعندما حاول

إدخال كتفه المصابة شعر بيدها على ذراعه تقوم بمساعدته في ادخالها

ساعدته في ادخال رأسه في العنق الخاصة به

كان وجههما في تلك اللحظة شديد التقارب تكاد أن تتلامس شفتيه مع خاصتها

ابتعدت عنه بهدوء لتفادي هذا الموقف المحرج وهي تبعد عينيه عن خاصته

اعتدل لينام على السرير وتوجهت هي للحافة الأخرى منه لتحافظ على مسافة معقولة بينهما

****....

كان يزرع الصالة ذهابا وإيابا

فقالت نوال وهي تصيح بغضب: اقعد يا ابني خيلتني

اهدى علشان نعرف هنعمل ايه 

فصاح بها: كله بسببك قولتك أنا مش عايز حاجة من فلوسها كل اللي كنت عايزه إن انا وهي نتجوز

فوقفت امامه وهي تمسك ذراعه وصاحت به: ورثها هو الحاجة الوحيدة اللي كانت هتحميني متنساش موضوع الديانة والقمار فده كان الحل والوحيد

قدامي

فقال لها وهو مصر على موقفه: لازم أعرف هي اتجوزت مين وأخليه يطلقها بأي تمن

فقالت له بمناهدة وهي تحاول اقناعه بخطتها

هساعدك إنك توصلها بس في المقابل تجيبلي كل ورق الملكية والتنازل ممضي منها

فقال لها: وانتي هتعرفي مكانها ازاي

فأجابته قائلة: عندي اللي يعرفني مكانها 

فسألها: وايه اللي يضمنلي إنك هتنفذي ومش هتغدري بيا اول ما أجيب الورق

فقالت له بإقناع: هو في حد يشك في خالته إنها ممكن تأذيه

ضحك ساخرا وهو يقول:  أشك فيكي ده انا أثق في الغريب ومثقش فيكي انتي نسيتي انتي عملتي ايه في جوزك ولا ايه ده حتى الشخص الوحيد اللي حبتيه مسلمش من شرك إنتي نسيتي اللي عملتيه

فيه ولا ايه 

فردت عليه: الموضوع ده خلص من زمان

فقال وهو يخرج: تعرفيلي هي اتجوزت مين وعنوانها فين هساعدك

***...

شعر بأنفاس تلفح عنقه حاول النهوض ولكن كتفه آلمه نظر إليها وهو يتأمل ملامحها أخذ ينظر لشفتيها ويطيل التأمل بها اقترب منها وقبلها بهدوء أخذ يقبلها قبلات متقطعة وهو يتلذذ بمذاقها  شعر بقدان سيطرته على نفسه بعد شعوره بتململها بين يديه تحامل على نفسه وهو يقاوم الالم أخذ منشفته وتوجه للحمام ليأخذ حماما باردا عله يخفف من

شعوره باحتراق جسده

فور خروجه من الغرفة انتفضت وهي تضع يدها على شفتيها فهي لم تكن تحلم تسللت ابتسامة رقيقة لشفتيها وهي تشعر بتسارع دقات قلبها

ولكن فجأة محت تلك الابتسامة وحل محلها البؤس وهي تنهر نفسها

فهي عليها ألا تنجرف وراء مشاعرها وخصوصا

بعد علمها بانه متزوج بأخرى 

سمعت صوت خطواته تقترب من الغرفة ادعت النوم مرة أخرى وهي تضع الغطاء فوق رأسها

بعد انتهائه من تغيير ملابسه بصعوبة توجه لساعته ليرتديها فوجدها الثامنة أخذ هاتفه ومفاتيح سيارته

وقبل أن يخرج توجه إليها وهو يزيح الغطاء عن وجهها وقبل جبهتها وعدل الغطاء وخرج من الغرفة ثم الشقة بأكملها 

قررت في تلك اللحظة تجنبه تماما حتى تستجمع شتات نفسها

***.....

مر أسبوع وهو مستغرب بشدة من تصرفاتها

فهي تنام قبل أن يأتي من العمل وتتعمد تجاهله والابتعاد عنه لا تجيب عليه إلا بكلمات مقتضبة 

فكانت تعامله هكذا لمدة يومين ولكن انقلبت الآية

عليها فهو لا يحب هذا الأسلوب في التعامل فهو لن يستجدي عطفها

فأصبح يعود للمنزل في ساعات متأخرة ويذهب قبل أن تستيقظ شغل نفسه بالعمل وهو يبعد تفكيره عنها

بعد ذهابه للعمل مثل كل يوم استيقظت وهي تشعر بخيبة أمل كبيرة فهي وجدت مكانه فارغ بجوارها فكل ما حدث كان بسبب تصرفاتها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
بعد ذهابه للعمل مثل كل يوم استيقظت وهي تشعر بخيبة أمل كبيرة فهي وجدت مكانه فارغ بجوارها فكل ما حدث كان بسبب تصرفاتها

فلقد شعرت به عندما أتى يوم امس ولكنه توجه لغرفة المكتب ولم يدخل الغرفة حتى دقت الثانية

وما يدل على نومه هنا هو وسادته المبعثرة

ولكنها سإمت من الوضع وقررت انتظاره حتى يعود

لتتحدث معه فهي تشعر بالاختناق كما أنها تود أن تعود للعمل فهي تشعر بالملل الشديد

****......

جلس بمكتبه وهو يتحدث مع محمود

وحكى له كل ما حدث والمشكلة التي بينهما

فهو أكبر منه في السن ولديه خبرة واسعة في التعامل مع هذا النوع من المشاكل

وفي نهاية كلامه قال: ومن وقت ما عرفت وإحنا متخانقين ومش عارف اتكلم معاها

فقال له محمود بهدوء: يعني إنت اتجوزتها من غير ما تقولها إنك متجوز واحدة تانية ومدتهاش فرصة توافق أو ترفض وخبيت عليها بعد جوازك منها وهي عرفت بالصدفة ولما هي أخدت موقف منك روحت انت زعلان تصدق بالله

فرد الآخر: لا اله الا الله

فأكمل وهو يصيح بغضب: إنت ما عندك دم ولا ريحته وكمان بجح

فقال يامن بسخرية: بلاش شتيمة علشان منزعلش من بعض صحيح انت في مقام أبويا وربتني بس ده ميمنعش اني ممكن أرد عليك

فرد عليه وهو يقذفه بالقلم الذي في يده : اتلم يا يامن واسمع كلامي كويس إنت غلطان المفروض تفهمها وبعدين انت قولتلي انها عندها عقدة من موضوع الزوجة التانية ده فأنت تحاول بأي طريقة انك تصلحه

ثم تركه وذهب

نظر يامن لساعته وجدها مازالت الواحدة اتصل على نور

يامن: نور تعالى المكتب دلوقتي

وأغلق الهاتف

بعد ثوان قليلة سمع صوت طرقات على الباب فأذن لها بالدخول

فقالت بهدوء: تحت أمرك يا يامن بيه

فقال لها وهو ينظر إليها بحدة: ليل عرفت منين اني متجوز ويا سبحان الله عرفت في نفس اليوم اللي انتي روحتي فيه ومفيش حد عارف بموضوع إني متجوز غير انتي ومحمود والغريب بقا انها مكانتش بترد علي اتصالاتي من ساعة ما مشيتي من عندها

أصبحت عيونها تتجول في المكان وهي تقول:

معقول يا يامن بيه أعمل حاجة زي دي هو أنا هبلة

فرد عليها بسخرية: لا واضح العقل فعلا

انتي اللي قولتلها ولا لا قال كلماته بحدة

فأشارت برأسها بالنفي

فقال بحدة: أنا هعرف مين اللي قالها أجلي كل الاجتماعات لبكرة واتفضلي على مكتبك

فأومأت بسرعة وهي تخرج وتكاد تبكي من شدة الخوف بعد دقائق وجدته يتوجه للخارج

فدعت ربها أن يمر الأمر بسلام

****......



دخل الشقة وهو يسمع الصوت العالي للأغاني فاستغربت بشدة فعادة ما يكون المنزل هادئ وجد هاتفها موضوع على الطاولة في صالة المنزل

وصوت الموسيقى مرتفع للغاية أغلق الباب وأخذ يبحث عنها سمع صوتها من الحنان وهي ترد كلمات الاغنية

اتجه للغرفة تخلص من سترته والقميص وجلس على الأريكة الموجودة في الغرفة عاري الصدر

بعد مدة وجدها تدخل الغرفة وهي تقفز مثل المجنونة وترتدي مأزر الحمام

اتجهت للدولاب ولكنه باغتها بوضع يده على خصرها والاخرى تكمم فمها عندما كادت أن تصرخ

وهمس في أذنها: متقلقيش ده أنا لفها باتجاهه

نظر لعينيها بدون أن يزيل يده وهو يقول: هجاوبك على كل أسئلتك اللي انتي سألتيها

أولا أنا متجوز بنت عمي واسمها لبنى والجواز ده مكنش بمزاجي

ثانيا معنديش منها أولاد زي ما انتي مفكرة

ثالثا بقا وده الأهم أنا مش محتاج أقول لها أنا اتجوزت ليه وازاي لان دي حاجة متخصهاش

والأهم من ده كله إن أنا عمري ما حبتها ولا هي بتحبني

ثم أزال يده عن فمها ووضعها هي الأخرى على خصرها النحيل

أخذ يقترب من شفاهها المرتجفة حتى تلامست شفتيه مع خاصتها

عندما لاحظ سكونها بين يديه أخذ يقبلها بهدوء 

رفعت يديه تحيط بعنقه بتردد

بادلته قبلته بقلة خبرتها فابتسم أثناء قبلته لها

وعندما لاحظت حركة يده التي تزداد جرأة وتسير على منحنياتها بتملك شعرت بالخوف منه

حاولت ابعاده عنها فاستجاب لها بصعوبة وابتعد عن شفتيها حاولت فك يديه التي تمسك خصرها بقوة

فأنزل يده بهدوء وهو يقول بصوت عميق: متقلقيش مش هغصبك على حاجة

فقالت بصوا مبحوح ممكن تخرج علشان ألبس

فأومأ لها وخرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه وهو يشعر بأن قلبه سيخرج من مكانه من شدة سعادته

فهي بادلته قبلته وهذا يعني أنها تكن بعض المشاعر له حتى لو كانت اعجاب وأقسم في نفسه أن يحول شعورها مهما كان لعشق يعيش في قلبها للابد

وضعت يدها مكان قلبها وهي تشعر بنبضاته العالية

السريعة شعرت بالسعادة تغمرها في تلك اللحظة فهي قد افتقدته بشدة

ولكن أمر زواجه من أخرى يشعرها بالقلق فحتى لو لم يحبها أو تزوجها ضد إرادته لكنها في النهاية زوجته وستظل هي الزوجة الثانية التي خطفت منها زوجها

لكنها قررت أن ترمي هذا الأمر بعيدا عن تفكيرها ولو لفترة

بعد انتهائها من تغيير ملابسها وتصفيف شعرها خرجت من الغرفة وجدته جالس أمامها الاريكة

ويبدو أنه غير ملابسه فقد كان يرتدي ملابس بيتية مريحة فسألته : انت غيرت امتى

فرد عليها وهو يضحك: أصل أنا كنت ناقل شوية هدوم في أوضة المكتب علشان لما كنت باجي وانتي نايمة

وأشار لها لتذهب له توجهت ناحيته فقام بجذبها من يدها وهو يخبرها: أنا هوعدك من دلوقتي إني مش هخبي حاجة عليكي تاني بس علشان أنفذ الوعد ده لازم توعديني انتي كمان

فقالت له مترددة: أوعدك إني مش هخبي حاجة عليك

****....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
وصل له اتصال من خالته فرد عليها: لقتيها ولا لسه

فردت عليه: عرفت هي متجوزة مين بس لسه مجبتش العنوان بس متقلقش يومين بالكتير ويبقى عندك

ثم قالت وانت عملت ايه في موضوع الورق

فرد عليها بخبث: ورق التنازل جاهز والامضة هتبقى عليه يوم ما تجيبي العنوان تسلمهالي وتاخدي ورقك

***.....

صدمت عندما سمعت صوته وهو يغني لها 

فاضي شوية نشرب قهوة في حته بعيدة...........

لم ترد مقاطعته حتى انتهى من الغناء وكان يمسك يدها يتحسس نبضها بابهامه أثناء امساكها

وعندما انتهى صفقت له وهي تقول بانبهار:صوتك 

روعة اتعلمت تغني فين

فقال لها : في مسرح الكلية كنت بحب اقضي طول الوقت فيه 

ولكن قاطع كلامه اتصال من هاتفه

رد عليه وسمع صوت محمود وهو يخبره:الحقني يا يامن أنا في مصيبة



#الفصل العاشر

قاطع كلامه اتصال من هاتفه

رد عليه وسمع صوت محمود وهو يخبره: الحقني يا يامن أنا في مصيبة 

رد الآخر بهدوء: خير إن شاء الله حصل ايه

فقال له بسرعة: دلوقتي الوفد الإيطالي جه ونور قالتلي إنك لغيت كل الاجتماعات النهارده والمترجم لسه موصلش وروحت أقابلهم أنا علشان الاجتماع 

المترجم اللي معاهم قالي إنهم رافضين التوقيع  ومصرين إنهم يلغوا الاتفاق لأن انت مش موجود

واعتبروا ده اهانة ليهم واستهتار منك فحاول تيجي بسرعة وأنا هحاول أهديهم

أخبره بسرعة وهو يتجه للغرفة: طيب حاول تأخرهم على قد ما تقدر وديهم مطعم..... وقولهم مكان الاجتماع بس هو اللي اتغير وأنا نص ساعة وهبقى هناك تكون انت جبتهم وجيت

وأغلق الهاتف

توجهت ناحيته وهي تسأله

ليل بقلق: فيه مشكلة حصلت ولا ايه

فقص عليها ما حدث باختصار أثناء ارتداءه للقميص

فقالت بتفكير: يعني انت دلوقتي محتاج مترجم

بس ليه يعني ما الوفد معاهم مترجم 

فأخبرها: لازم يبقى معانا واحد أنا مش ضامن اللي معاهم والموضوع كله موضوع ثقة وأنا مبحبش

المجازفة

اقترحت عليه قائلة: طيب ممكن أجي أنا معاك الاجتماع لمعلوماتك بس أنا بعرف أتكلم ايطالي 

كويس 

نظر لها بشك لثواني

ثم أخبرها: تمام البسي بسرعة 

فأومأت له وهي تسحب ملابسها من الدولاب وتوجهت للحمام لتغيرها

عادت بعد دقائق مرتدية فستان بسيط يصل لركبتيها باللون السماوي يضيق حتى خصرها وينزل باتساع بسيط بحملات عريضة

أبدى اعتراضه قائلا: ايه اللي انتي لبساه ده

فنظرت لنفسها : فستان

فقال وهو يستشيط غضبا : ما انا عارف انه زفت هتخرجي كده اتفضلي غيريه

فقالت محاولة اقناعه : معظم اللبس بتاعي مجبتهوش معايا وتقريبا ده أكتر حاجة مناسبة 

موجودة معايا حاليا

فنظر لها بعدم رضى ولكنها أخذت تتوسله بنظراتها

قالت في النهاية: علشان خاطري

فأومأ لها بقلة حيلة وأشار لها لتمسك يده وخرجا

بسرعة لكي لا يتأخر أكثر من ذلك

***......

ذهب هذه المرة لها فهو لم يعد يحتمل أكثر من ذلك

استقبلته وعلى وجهها ابتسامتها الخبيثة

نوال ترحيب: أهلا كنت مستنياك من زمان

رد عليها قائلا: مش هنقضيها سلامات عرفتي هي

فين ولا لا 

فأشارت له بالجلوس

نوال بابتسامة خبيثة: أيوه عرفت هي فين ومع مين

ومدت يدها بظرف يحوي جميع المعلومات التي

يريدها وما ان مد يده ليأخذه سحبت الظرف بسرعة

وهي تقول: تؤ تؤ مستعجل كده ليه تسلمني ورقي أسلمك ورقك

فأخرج من جيب سترته الداخلي مجموعة من الأوراق

سامي بهدوء: ده ورق التنازل وعليه الامضة بتاعتها

بس زي ما إنتي عارفة الامضة مزورة

أما بقا بالنسبة لعقود الملكية والوصية فأنا مش

لاقي ليهم أثر بس أكيد هعرف مكانهم أول ما اجيبها

هنا

فصاحت به: نعم يا حبيبي ده مكنش اتفاقنا إنت عارف الورق ده من غير العقود ملهوش لازمة 

وقف أمامها وهو يقول: العقود هتيجي لما نلاقيها 

وهو حاجة من الاتنين ملهمش تالت

أول حاجة تبقى العقود معاها أصلا واللي احنا بنعمله

ده ملهوش لزمة 

والتاني انها تبقا مخبياهم وفي الحالتين لازم هي تبقى موجودة فأنتي بقا المفروض زي

الشاطرة كده تديني الورق اللي معاكي

نوال بشك: طيب ايه اللي يضمنلي إنك تكمل معايا

ما انت كده أو كده هتكون أخدت اللي انت عايزه

سامي بابتسامة سمجة: والله هو ده اللي عندي عجبك وهتديني المعلومات اللي معاكي هساعدك وهبقا معاكي لحد الآخر مش عجبك أنا هعرف

كل اللي أنا عايزه بس بطريقتي وساعتها انسي انك

تطولي مليم واحد 

فأعطته الظرف على مضدد وهى تأخذ أوراق التنازل منه

حينما فتح الظرف وأخذ يقرأ تلك المعلومات جحظت عينيه بشدة واشتعل الغضب في ثناياه عندما رأى صورة يامن وقال في نفسه

هو ده بقا حبيب القلب مبقاش سامي لو ما ندمتك

ثم رفع عينيه لخالته وسألها بهدوء : مين اللي جابلك المعلومات دي والعنوان

نوال بصوت فاتر: واحدة من الخدم اللي في ڤلة 

سمير هي اللي ادتني المعلومات بعد ما أخدت الفلوس اللي عايزاها

أما بقا العنوان فده بقا مفجأة فتحي هو اللي اداني العنوان بنفسه

سألها: ازاي يعني

ردت وابتسامتها الخبيثة تتسع: هو انت مستهون بيا

ولا ايه أنا كل اللي عملته اني سألته عنوان بيت جوزها فين علشان ابعتلها بقيت هدومها وحاجتها

واقعدت اتحايل شوية واداني العنوان وكان بعدها سهل جدا إن أعرف هو مين ومكان شغله لأنه طلع معروف جدا في مجال الأعمال

أومأ لها متفهما واتجه للخارج 

اخرج هاتفه وضغط بعض الأزرار بعد ثواني أتاه الرد

سامح: سامي بيه تحت أمرك

فرد عليه سامي: هبعتلك عنوان واحد وصورته

من بكره تراقبلي كل تحركاته

وأغلق الهاتف وانطلق متجها لمقر عمله

****.....

كان يقود السيارة ويعطيها التعليمات

يامن بصرامة: أول ما ندخل المطعم تمشي جنبي مش عايز كلام مع العملاء غير في الشغل

متضحكيش لحد وأهم حاجة طول الاجتماع متتحركيش من الكرسي بتاعك ولا تقومي 

ثم قال في نفسه ربنا يعدي الاجتماع ده على خير

وأكمل وآخر مرة تنزلي بحاجة تبين دراعك ورجليكي

زهلت ليل من كثرة أوامره وتحكماته فهي لأول مرة ترى هذا الجانب من شخصيته وبخاصة أمر ملابسها فهي لاحظت انتقاده الدائم لها

ليل بصوت هادئ: متكبرش الموضوع وبعدين ده لبسي من زمان وبعدين مش مفتوح أوي ولا حاجة 

الغيرة أصبحت تنهش صدره بقوة فكم رجلا رأها بهذا الشكل من قبل وافتتن بها

فقال لها بصوت أكثر صرامة: ده اللي عندي ودي آخر مرة تلبسي حاجة زي دي عندك البيت البسي في كل اللي انتي عايزاه لكن طول ما انتي مراتي وعلى زمتي أنا اللي أقرر تلبسي ايه برا البيت 

زفرت بغضب من تحكمه

وصلا للمكان المحدد نزل من السيارة وتوجه ليفتح لها الباب

وتوجه للداخل وهي تتبعه وصل لطاولة مستديرة

حولها عشرة كراسي يجلس عليها الوفد الإيطالي

ومعهم محمود ونور توجه لهم وهو يحيهم بهدوء

يامن لرئيس الوفد باكنة إنجليزية متقنة: تشرفت بلقائك سيد ماركوس 

ماركوس بلكنة ضعيفة : وأنا كذلك

ثم مد يده ناحية ليل ليسلم عليها

وقال بمغازلة: مرحبا أيتها الجميلة تشرفت بلقائك

ولكن سحبها يامن من خصرها

يامن بعدائية: هذه زوجتي 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
رفع الاخر يديه باستسلام 

ولكن ما أثار غضبه هو ردها عليها

فقالت بابتسامة: وأنا أيضا سررت بلقائك سيدي

كان هناك كرسيين شاغرين بجوار نور وبعدهما يجلس ماركوس

فسحب لها الكرسي المجاور لنور برقي وتوجهت هي للجلوس عليه

جلس بجوارها وهمس لها وهو يوزع الابتسامات على جميع الجالسين: متتكلميش غير لما أقولك

فنظرت له بزهول ما هذا التسلط

ثم نظرت لنور بالصدفة فأرسلت لها الأخرى ابتسامة متوترة 

بعد انتهاء الاجتماع وتوقيع العقد 

شعورها بالتوتر هو ما طغى على تلك الجلسة خاصة بعد ملاحظتها لنظرات ماركوس دعت ربها ألا يلاحظ يامن فهذا الموقف لن يمر مرور الكرام

مالت عليه ليل وهي تخبره بهمس :أنا راحة التويلت

فأومأ لها وهو يشير لنور قائلا: وراها

أومات الآخرى بطاعة فهذه فرصتها لإصلاح ما قامت به والاعتذار منها

توجهت للحمام ونور تتبعها

وقفت أمام الحوض وهي تغسل يدها

تحدثت نور بتوتر وبدون مقدمات: أنا آسفة على اللي انا قولته لما جيت البيت بخصوص مرات يامن بيه الاولنية صدقيني مكنتش أعرف إنك مراته لو سمحتي ممكن ما تقوليش إن أنا اللي قولتلك أصله لو عرف هيعلقني

نظرت لها بهدوء

وقالت محاولة تخفيف توترها: طيب بس إنتي قلقانة كده ليه محصلش حاجة وبعدين أنا كنت هعرف سواء دلوقتي أو بعدين 

ومدت يدها بمرح للتخفيف عنها فهذا ليس ذنبها

ليل بصوت مرح : نعتبر دي أول مقابلة لينا أنا اسمي ليل

فصافحتها الاخرى ضاحكة: وأنا نور

قالت ليل وهي تعدل شعرها في المرآة: طيب يلا نخرج علشان اتأخرنا عليهم

وفجأة سمعت صوته العالي فتوجهت للخارج بسرعة

ونور خلفها وجدته

يصيح بغضب وهو يقف أمام ماركوس: اسمعني جيدا واعتبره التحذير الأخير

إن رأيتك تنظر لزوجتي مرة أخرى فلن يهمني العمل معك ومع شركتك وسأحرص على تحويل حياتك لجحيم لا يطاق

اتجهت ناحيته لتهدئته ولكنه سحبها من يدها وهو يتوجه للخارج

توجه محمود لماركوس وهو يعتذر منه: آسف على ما حدث وأعدك أن الأمر سيحل

فرد عليه: لا مشكلة في الأصل أنا من أخطأ

ما كان علي أن أنظر لزوجته هو محق في غضبه

****.....…

طغى جو من الهدوء الموتر على السيارة فهو منذ خروجهم من المطعم لم يفتح فمه بكلمة 

وصلا للحارة فقام بركن سيارته فتح الباب ونزل نزلت بعده مباشرة وتوجها للسلالم لكن استوقفه

صوت الحاج سعيد: يعني يا يامن يا ابني اتجوزت كده من غير ما حد يعرف ولا دعيت حد من الحارة


غريبة يعني

فنظر له بحدة: عم سعيد اختفي من قدامي علشان أنا لا طايق نفسي ولا طايق حد 

صمت الآخر بخوف 

ثم أشار لها أن تصعد قبله وصعد هو خلفها 

فور دخوله للشقة توجه للمكتب وأغلق الباب بقوة خلفه

ارتعدت مكانها بخوف منه توجهت للغرفة لتغيير ملابسها فارتدت بچامة مريحة من الستان باللون الاسود ذات حمالات رفيعة وقامت برفع شعرها على هيئة كعكة فوضوية

جلست في الصالة تتابع التلفاز بهدوء وهي تفكر أنها يجب أن تتحدث معه بشأن علاقتهم فهي بعد ما رأته اليوم من تحكمه أصبحت مترددة وخائفة أكثر من قبل فالجانب الذي رأته من شخصيته اليوم بعيد كل البعد عن ما اعتادت عليه منه

مرت عدة ساعات وهي على هذا الحال حتى أصبحت الساعة الثامنة شعرت بالقلق عليه

فقررت الذهاب له لتحدثه ولكنها توجهت أولا للمطبخ حضرت بعض الشطائر ومعها كوبان من العصير وبعض الفواكه وضعتهم على الطاولة في الصالة

طرقت باب مكتبه عدة طرقات فسمعت صوته وهو يلهث 

يامن: إدخل

آخر ما توقعته أن تراه بهذا المظهر شعره ملتصق  بجبينه من شدة تعرقه ظهره لامع من شدة تعرقه  يمارس الضغط بسرعة كبيرة

قميصه وسترته مرميان على الكرسي 

قفز واقفا على ساقيه لاحظت أن تأملها طال به فأخفضت نظرها بخجل 

تأمل مظهرها عدة لحظات 

يامن بصوت لاهث أثر ممارسته للرياضة: كنتي محتاجة حاجة

ليل بصوت هادئ: أنا جهزت العشا وكنت عايزه أتكلم معاك في موضوع بعدها 

فأومأ لها 

يامن بهدوء: تمام هاخد شاور وأرجعلك

بعد مدة خرج من الحمام بعد ارتداء ملابسه

وتوجه لها 

قدمت له الشطائر فأخذ واحدة وبدأ يأكلها بهدوء

وبعد صمت دام لعدة دقائق

يامن بتساؤل: كنتي عايزاني في موضوع ايه

فاعتدلت في جلستها بجواره وقررت أن تدخل في صلب الموضوع مباشرة

ليل بتوتر: إنت أكيد أي علاقة بين اتنين لازم الاتنين

يشتغلوا على العلاقة دي يعني مينفعش طرف واحد يكون بيبذل جهد علشان ينجح العلاقة والتاني مبيعملش حاجة دي أول نقطة

كاد أن يقاطعها

فقالت بسرعة : ممكن بس تسمعني للآخر من غير ما تقاطعني

فأشار لها لتكمل كلامها

أكملت قائلة بهدوء: في كام قاعدة أنا عايزة أحطهم

لوقت ما نرتب حياتنا وأقدر أحدد إذا كنت هكمل معاك ولا لا

بالنسبة للتعامل ما بينا هيفضل عادي زي ما هو بس من غير قلة الأدب بتاعتك

تاني نقطة بالنسبة لموضوع التحكم والسيطرة الزيادة عن اللازم ممكن تقلل منها شوية وأنا أوعدك

إن أنا هحاول أغير من طريقة لبسي لو الموضوع ده مضايقك

ثالثاً بقا وده الاهم أنا عايزة أشتغل تاني طول الوقت انت بتبقا بره وبفضل قاعدة مش بعمل حاجة

آخر حاجة مش عايزة واحدة تيجي تنضف البيت

لأن أنا مش بحب حد غريب يدخل البيت وأنا أقدر أقوم بالشغل ده طبعا مع مساعدة منك

بعد انتهائها من كلامها

يامن بهدوء: بالنسبة لموضوع الخدامة معنديش مشكلة أو إن أنا أساعدك كده أو كده أصلا كنت بساعد والدتي

وبالنسبة لموضوع الشغل هفكر فيه وأقولك قراري

بكره

وظهرت ابتسامة خبيثة على محياه عندما وقف واتجه نحوها وحملها عنوة

تعلقت برقبته بخوف وصرخت: انت بتعمل ايه نزلني

فضحك بصوت عالي وقال: متصوتيش لحسن الجيران يفكروني بعذبك ولا حاجة أما بقا بالنسبة لقلة الأدب دي بقا موعدكيش الصراحة أما بالنسبة للبس فده أنا هحله بنفسي

وصل للسرير ووضعها برفق عليه ثم اتجه لجوارها

وضمها لصدره حاولت التحرر منه عدة مرات ولكنه قبض على خصرها بقوة 

يامن بصوت متعب: نامي يا ليلي علشان مش هسيبك

عندما يأست منه هدأت حركتها

بعد وقت قصير سمع صوت أنفاسها المنتظمة

قبل رأسها وأطال قبلته اقترب من عنقها يستنشق رائحة عطرها وبعد مدة من التفكير غرق في النوم هو الآخر

*****..….

استيقظ على صوت هاتفه

أجاب على هاتفه

سامي: عايز ايه يا زفت

سامح: أنا موجود تحت العمارة اللي حضرتك ادتني عنوانها من بدري بس اللي انت طلبت مني أراقبه مش موجود منزلش من الصبح

فرد عليه بغضب: تفضل مكانك ومتتحركش لحد ما ينزل وأول ما يتحرك تديني خبر  فاهم ولا

فقال الآخر بخضوع: فاهم يا بيه

وأغلق الخط

نظر لصاحبة الجسد العاري النائمة بجواره بقرف 

ثم توجه للحمام وهو يقسم بأنه لن يمر اليوم بدون

أن ينغص حياتها....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
نظر لصاحبة الجسد العاري النائمة بجواره بقرف 

ثم توجه للحمام وهو يقسم بأنه لن يمر اليوم بدون

أن ينغص حياتها

بعد مدة خرج من الحمام وجد تلك الفتاة جالسة تضم الغطاء على جسدها وتدخن سيجارة 

سامي بهدوء: صباح الخير يا هايدي

ردت عليه بصوت فاتر : صباح النور

وأكملت تدخين سيجارتها بهدوء

عندما انتهى من ارتداء ملابسه التفت إليها

سامي بأمر : كل حاجة تتنفذ زي ما اتفقنا وأول ما تخلصي فلوسك هتوصلك

فأومأت له ثم سألته

هايدي بتساؤل : بس أنا عندي فضول أعرف مين

اللي قالك إني كنت على علاقة مع يامن

فأجابها:ده كان مجرد تخمين وطلع صح وبعدين أنا كنت شبه متأكد إنك عمرك ما تخلي واحد زي يامن

يفلت منك وخصوصا مع سمعتك في عالم الأعمال

ضحكت ساخرة من كلامه وأوضحت

قائلة بسخرية: مين ده اللي ميفلتش من تحت ايدي

إنت بتتكلم على يامن الأنصاري صح وشكلك متعرفهوش كويس

سامي باستغراب:قصدك ايه

هايدي بتهكم: ده انت فعلا بقا متعرفهوش يامن لما بيعوز ياخد حاجة مش بيحاول حتى يقرب منها أو ياخدها بيخلي الحاجة دي تجيله واوعى تفكر إنه هو طيب أو سهل ده ممكن يخليك تخسر كل حاجة من غير ما تحس ولو إنت حاولت تأذيه وهو سابك

فكر مليون مرة قبل ما تعمل أي خطوة يعدها لأنك هتتفاجئ بدمارك علشان كده بقول إن إنت تفكر تاني في اللي انت ناوي تعمله

قالت بعدها بجدية وهي توضح له مش هنكر إني

حاولت ألفت انتباهه كتير بس هو دايما كان بيعمل نفسه مش واخد باله وبعدين اتقابلنا كام مرة بالصدفة وهو اللي طلب مني بعدها أبقا معاه وندخل في علاقة منكرش إنه الراجل الوحيد اللي حبيته بجد 

و كالعادة أنا وافقت بس وقتها مكنتش مصدقة

نفسي و بعد فترة قالي إن هو زهق وعايز ينفصل عني مش هقولك إني بريئة وهو ضحك عليا هو قالي إن علاقتنا مش هتكمل وفهمني إنه مستحيل يتجوزني سواء أنا أو أي واحدة تانية وأنا وافقت

ثم ضحكت ساخرة من نفسها

بس البركة بقا في سيادتك عرفتني إن الفترة اللي انفصل عني فيها هي تقريبا نفس تاريخ جوازه من قريبتك 

فأومأ لها ثم قال بتصميم : وأنا هعمل اللي أنا عايزه وهي هترجعلي يعني هترجعلي

وخرج من الغرفة أما هي ظلت جالسة مكانها تنظر للفراغ وتحاول استيعاب صدمة زواجه

****......

استيقظت من نومها وهي تشعر بشيء صلب تحت رأسها رمشت عدة مرات حتى استوعبت وجدت نفسها نائمة على صدره وذراعيها تطوق خصره وهو يضع يده على ظهرها

أخذت تتأمل ملامحه الجذابة وتمعن فيها امتدت أناملها الطويلة ناحية وجهه وهي تسير على ملامحه

صعق من شعوره بملمس أناملها تسير على ملامحه كأنها تحفظها فهو مستيقظ منذ أن شعر بحركتها

ولكنه لم يفتح عينيه حتى يتبين رد فعلها فتح عينيه ببطئ وهو ينظر لعينيها مباشرة

إحمر وجهها بشدة وحاولت أن تنهض وهي تبعد يده

عن خصرها

ولكنه أحكم قبضته عليها وفي لحظة انقلب الوضع وأصبحت هي أسفله كانت تحاول الفرار منه ولكنه احكم قبضتيه على يديها

يامن بصوت عميق: كنتي بتعملي ايه

أخذت تقاومه وهي تحاول تحرير يدها من قبضته

ليل بصوت غاضب أثر شعورها بالخجل الشديد من فعلتها: مكنتش بعمل حاجة سيب ايدي

فرد عليها بمراوغة وبصوت يحمل في طياته الكثير من المرح: يعني انتي مكنتيش بتعملي حاجة

متأكدة

ليل بنبرة أقرب للبكاء من خجلها منه: أيوه متأكدة

أطلق ضحكة صاخبة وهو يطلق سراح يدها وقال: يبقا أكيد اللي كانت ماشية على وشي دي دبانة

وأنا فاهم غلط

لم ترد عليه وجذبت الغطاء بسرعة وقامت بتغطية وجهها

ليل بصوت عالي وبغضب: بس بقا وابعد علشان عايزة انام

ازدادت ضحكاته وهو يرى ردة فعلها فهي لطيفة

خصوصا مع وجهها المحمر بشدة

ابتعد عنها مراعيا خجلها منه وذهب لتغيير ملابسه

للتوجه لشركته لأنه تأخر بشدة

لم تخرج رأسها من تحت الغطاء إلا عندما سمعت صوت إغلاق باب الشقة

أخذت توبخ نفسها بصوت عالي هو إنتي هبلة ازاي تعملي كده وبعدين أنا كنت مفكراه نايم أوف بقا على الاحراج

قضت معظم وقتها وهي تأنب نفسها على فعلتها وهي تقسم أنها لن تفعلها مرة أخرى

****......

انتهى من مراجعة كافة الملفات والتوقيع عليها

لكنه شرد  بتفكيره في تلك السيارة التي كانت تتبعه حتى لحظة وصوله للشركة

طرقات على باب مكتبه

يامن بهدوء: اتفضل 

دخلت نور وهي تحمل في يدها دعوة وضعتها أمامه على المكتب

التقطها متسائلا : دعوة ايه دي

فقالت بصوت فرح وهي مبتسمة بشدة: دي دعوة الفرح بتاعتي يا يامن بيه وبجد هبقى مبسوطة جدا لو حضرتك شرفتني

فابتسم بهدوء

يامن بفرحة حقيقية: ألف مبروك يا نور وسألها الفرح امتا

فردت بحماس: كمان اسبوعين وكنت جاية أقول لحضرتك علشان اقدم على أجازة وكمان المفروض يبقا فيه حد يمسك مكاني

ظهرت ابتسامة خبيثة على شفتيه

ورد عليها: لا ما تقلقيش البديل موجود وهيجي يدرب من يوم الحد الجاي

فأومأت بفرح وقالت: حضرتك محتاج مني حاجة

فأشار بالنفي وقال: اتفضلي على مكتبك

خرجت مسرعة وفور خروجها صدمت بالجالسة على الاريكة الموضوعة للانتظار ترتدي ملابس أقل ما يقال عنها فاضحة بشعرها الاشقر وعيونها البنية وجسدها النحيل فاتجهت لها

نور بتساؤل: هايدي هانم حضرتك محتاجة حاجة

فردت عليها بتكبر : أنا أعوز منك انتي حاجة

وسألتها يامن جوه

كظمت الأخرى غيظها من تلك المرأة المستفزة

وردت وهي تصطنع الابتسام : أيوه جوه حضرتك عندك ميعاد معاه

فردت هايدي بنفس الطريقة المتعجرفة: لا قوليله بس هايدي بره 

فاتجهت لسماعة الهاتف

بعد ثوان أتاها الرد فسألته: هايدي هانم موجودة بره وعايز تقابل حضرتك

صمت قليلا ثم قال بهدوء: دخليها ثم أغلق الخط

فأشارت لها بالدخول

ثم تمتمت بغضب اتجوز مرتين ومش مبطل رمرمة مع إن مراتة أحلى ميت مرة من السحلية دي بس هنقول ايه

فور دخول هايدي لمكتبه أغلقت الباب خلفها وجدته واقفا بشموخ ينظر من زجاج مكتبه اتجهت ناحيته بسرعة ناحيته تحضن من ظهره بشوق حقيقي

ولكنه سرعان ما نفض يديها عنه وهو يبعدها

يامن بنبرة حادة: مش قولتلك كل حاجة بينا انتهت 

يبقا من هنا ورايح تعرفي حدودك كويس واوعى تفكري تقربي مني بالشكل ده تاني 

فضحكت بسخرية من نفسها هل كانت تعتقد أنه سيستقبلها بالاحضان

فاقت من أفكارها على صوته

يامن بصرامة: ايه اللي جابك

هايدي بهدوء:أنا كنت جاية محتاجة شغل

ضحك بشدة ثم قال: هايدي محتاجة شغل هي الدنيا جرا فيها ايه ثم قال ساخرا مش لقيا صيد جديد ولا ايه 

فردت بغرور: مش محتاجة صيد علشان أعيش على

فلوسه أنا بس زهقت

نظر لها ببرود وقال: وأنا بقا شيفاني عيل علشان أشغلك معايا صح بصي معنديش وقت للكلام الفارغ ده أنا بس وافقت أدخلك علشان أقولك حاجة واحدة لو رجلك عتبت الشركة هنا تاني هندمك

فأومأت له وهي تقف وقالت بخبث: تمام أوي كده يا يامن بيه ثم ضربت جبهتها بخفة وهي تقول صحيح

نسيت أقولك مبروك على الجواز من..كان اسمها ايه يا ربي ثم اصطنعت التفكير قليلا وقالت ليل صح

وأطلقت ضحكة ساخرة وهي تخرج من المكتب

نظر خلف أثرها بهدوء وتوعد لها في نفسه شكلك مش هتجبيها لبر يا هايدي

بعد انتهاء الدوام اتجه لسيارته ركبها وانطلق بسرعة بعد مدة من القيادة لاحظ نفس السيارة التي كانت تتبعه في الصباح ابطأ من سرعته حتى أصبح خلفها وأخرج هاتفه بسرعة محاولا التركيز على الطريق في نفس الوقت وقام بالتقاط بعض الصور لارقامها ثم أسرع متجها لمنزله

*****....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
الساعة أصبحت الثالثة وهو لم يأتي بعد فاتجهت للمطبخ لتحضر بعض الطعام لشعورها بالجوع وهي تفكر به وبمدى تعقد تلك العلاقة فهي لم تنسى تهديده لها بفضحها رغم كل مواقفه معها ولكن هذا الأمر يؤرقها بشدة زوجته الأولى حياتهما مع بعضهما

والأهم من ذلك مشاعرها التي تزداد يوم عن يوم تجاهه 

بعد عدة محاولات لصنع وجبة الغداء كانت النتيجة كارثية فالمعكرونة شبه متفحمة والصلصة أيضا احترقت سمعت صوت إغلاق باب الشقة 

يامن بصوت عالي : ليل انتي بتعملي ايه والشقة مليانه دخان كده ليه

ليل : انا في المطبخ

قام بفتح شبابيك الصالة واتجه للمطبخ وجدها تقف أمام الموقد تطفأ النار تحت الطعام قام بخلع الجاكيت الخاص ببدلته وأعطاه لها

يامن بصبر :وديه الاوضة وتعالى 

قام بتشغيل شفاط المطبخ وارتدى المأزر الخاص بالطبخ وبدأ في تنظيف تلك الفوضى

عادة بعد مدة قصيرة وقد غسلت وجهها وغيرت ملابسها لفستان منزلي بسيط ورفعت شعرها الناري على هيئة كعكة مرتفعة

وجدته يقطع الخضراوات 

ليل بتساؤل : اساعدك ازاي

فأشار على الحوض الممتلئ بالصحون

يامن بأمر : ده كله يتنضف

فأومأت وهي تكاد تبكي من كثرة الاطباق

وبدأت رحلتها في غسلها

يامن بتساؤل: انتي كنتي ناوية تولعي في البيت ولا بتطبخي وبعدين بدال مش بتعرفي تطبخي دخلتي ليه

فأجابته بخجل بسبب فعلتها: كنت جعانة

فأومأ بتفهم وهو يضع اللحم مع الخضراوات التي قطعها

انتهت من غسل الاطباق وتوجهت له 

ليل بتساؤل: إنت بتعمل مكرونة بالبشاميل صح

فأومأ بهدوء وهو يكمل ما يفعله

فسألته مرة أخرى: هو مين اللي علمك الطبخ

يامن بهدوء: كنت دايما بساعد والدتي في المطبخ وبعدين بقالي خمس سنين عايش لوحدي فأكيد بطبخ لنفسي

ثم أشار لبعض الخضراوات الموجودة أمامه

يامن بأمر : اعملي السلطة أظن دي بتعرفي تعمليها مش محتاجة ابتكار

فقالت بغرور مصطنع: طبعا ده أنا بعمل طبق سلطة عمرك ما هتدوق زيه في حياتك وبعدين مش إنت الوحيد يعني اللي كنت بتساعد مامتك أنا كمان كنت بساعد دادة مريم

ضحك بشدة على تعبيرات وجهها

يامن بمزح: طيب ورينا بقا طبق السلطة الخطير بتاعك وبطلي كلام

كانت تقطع الخضار ببطئ شديد حتى أنه وضع صنية المعكرونة في الفرن وهي ما زالت تقطع بها

توجه لها وهو يقف خلفها أحاط خصرها بذراعه يضمها لصدره وأنفه يستنشق رائحة عطرها الهادئ

أخذت شفتيه تسير على طول عنقها

حاولت ابعاده بخجل وتوتر من تصرفه

ليل بصوت متوتر: يامن ممكن تبعد مينفعش كده

فرد عليها بوقاحة: هو ايه اللي مينفعش يا ليلي انتي مراتي

وقام بتقبيل خدها تركت السكين من يدها وهي تبعد يده عنها

ليل بصراخ ووجه محمر: يامن ابعد بجد أنا مش بهزر تركها على مضد عندما رأى غضبها واقترب من أذنها

يامن بهمس يشبه الفحيح: آخر مرة تعلي صوتك

وأنا موجود وأنا سايبك بمزاجي فاهمة ثم ابتعد وهو يكمل بنبرة طبيعية أنا رايح آخد شاور وأغير تكوني جهزتي السلطة ولما الفرن يصفر طلعي المكرونة

أومأت له وعندما خرج أخذت تقلده بطريقة مضحكة

وتمد لسانها له ولكنه أدخل رأسه فجأة

يامن بصرامة وهو يضحك بداخله على مظهرها : ليل اتلمي وعدي يومك على خير

وذهب متجها للحمام

بعد مدة خرج من الحمام وهو يرتدي بنطاله فقط

وجدها تجهز الطاولة وتضع الطعام

وقع نظرها عليه صدمت من مظهر عضلاته ولكن عندما لاحظت أنها أطالت النظر به أخفضت وجهها بخجل

ليل بخجل: البس حاجة عليك

فقال يامن معترضا: مش لابس حاجة وبعدين أنا متعود أقعد كده في البيت كنت بلبس قبل كده

علشان كنا لسه في الاول وانتي مش متعودة

لكن دلوقتي بقالنا حوالي أسبوعين متجوزين أو أكتر

وبعدين أنا بتخنق من الهدوم أساسا

لم ترد على كلماته ولكنها قالت: الاكل هيبرد جلسا كل منهما يتناول الطعام بهدوء


بعد انتهائهما قام هو بجمع الاطباق وتوجه للمطبخ يضعهم في غسالة الأطباق

نظرت له بزهول فهو جعلها تغسل كل تلك الأطباق منذ قليل هذه أول مرة أصلا تلاحظ وجودها

فسألته :يعني ليه خلتني أغسل الاطباق دي كلها بدال في غسالة

فرد عليها: والله اللي عمل حاجة غلط يستحمل غلطه وتركها وهو يتوجه لمكتبه

نظرت لظهره الصخرى وهي تلعنه بغضب من تصرفاته المتناقضة

دخل مكتبه وهو يجري اتصال بعد ثوان أتاه الرد

يامن بصرامة: عادل هبعتلك صور دلوقتي لارقام عربية عايزك تعرفلي كل حاجة عنها هي وصاحبها

وجهز نفسك علشان شكلي هحتاجك قريب

عادل بصلابة: تحت أمرك يا يامن بيه كل حاجة هتبقى عندك بكره

يامن بهدوء : اعتمادي عليك يا بطل ومتقولش حاجة لمحمود علشان ميقلقش

عادل: زي ما تحب يا يامن بيه

وبعدها ودعه وهو يغلق الخط 

****......

سامي بغضب: يعني ايه طردك

فنفثت هايدي دخان سيجارتها بهدوء: يعني طردني

بس انا الاول كنت مترددة اني اساعدك بس دلوقتي متأكدة مش هسيبك غير لما أخد يامن

إنت بقا بتفكر هتعمل ايه دلوقتي

سامي بخبث : هروح أقابله بنفسي أو أقابل مراته
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
سامي بغضب: يعني ايه طردك

فنفثت هايدي دخان سيجارتها بهدوء: يعني طردني

بس انا الاول كنت مترددة اني اساعدك بس دلوقتي متأكدة مش هسيبك غير لما أخد يامن

إنت بقا بتفكر هتعمل ايه دلوقتي

سامي بخبث : هروح أقابله بنفسي أو أقابل مراته

***......

بعد انتهائه من إجراء بعض المكالمات والاعمال نظر من نافذة مكتبه وجد أن الليل قد حل فألقى نظرة على ساعته وجدها الثامنة 

أنب نفسه لانه تركها بمفردها كل هذا الوقت 

خرج من مكتبه متوجها لها وجدها نائمة على الاريكة

تشاهد أحد الافلام الكوميدية

عندما رأته اعتدلت في جلستها وهي تشعر بالحرج

منه

ابتسم لها بهدوء وهو يجلس على طرف الاريكة 

وسحبها لتضع راسها على ساقه ابتعدت عنه

ليل باستغراب من فعلته وهي تشعر بالحرج: يامن انت بتعمل ايه مينفعش كده

يامن بمزاح: هو كل حاجة مينفعش كده وأكمل بجدية وبعد كده اقعدي بالطريقة اللي تريحك 

خدي راحتك لان ده بيتك زي ما هو بيتي 

وأعاد جذب  رأسها مرة أخرى وهو يضعه على فخذه

أخذت أصابعه تتخل شعرها الناري  يدلك رأسها 

واستسلمت له

لا تنكر أن حركته تلك حركت شيئا بداخلها ولكن ما يشغل بالها حقا هو تناقضه فتارة تشعر بحنيته وتارة أخرى بقسوته يعاملها أحيانا كملكة متوجة تتربع على عرش قلبه وأحيانا أخرى تشعر بأنها مجرد نزوة عابرة في حياته صحيح بأنه عبر عن إعجابه بشكلها ولكن هذا غير كاف تعبت بشدة من حيرتها بسببه لذا حسمت أمرها بمحادثته

ليل بتساؤل وهي تنظر لعينيه: يامن إنت ليه متناقض كده ليه بحسك بتهتم بيا وفي أوقات تانية بتعاملني كأني ولا حاجة

يامن بنفي: أنا عمري ما كنت متناقض إنتي اللي محاولتيش تفهمني أو يمكن مش عارفاني كويس

فأطفأت التلفاز وهي تصب كامل تركيزها مع كلامه

ليل بهدوء : فعلا أنا مش عرفاك كويس أو عارفة معلومات بسيطة جدا عنك بس ده ميمنعش إني صح وانك متناقض

ضحك على تصميمها على رائيها وأكمل تحريم أنامله في خصلات شعرها

يامن بتساؤل: طيب انتي مثلا عايزة تعرفي ايه عني

ليل: يعني مثلا عشت ازاي طفولتك ليك أصحاب ولا لا بتكره ايه وبتحب ايه يعني أنا كل اللي عرفاه عنك ممكن أي حد يكون عارفه زي مثلا إنك بتاع ستات

عندك شركة كنت في كلية هندسة مامتك كانت أغلى حاجة في حياتك دي كل حاجة أعرفها عنك 

لم يقطع تواصله البصري معها وهو يرجع بذاكرته لطفولته

يامن مع ابتسامة تظهر مدى حنينه لتلك الاوقات: طفولتي مع إنها ماكنتش مثالية بس والدتي حاولت توفرلي كل حاجة مستحيل كانت تعاقبني أو تحرمني من حاجة أنا عايزها وفي الوقت ده محمود كان بيساعد والدتي في تربيتي شاف إن اللي هي بتعمله

ده كان غلط وكان شايف اني مدلع زيادة عن اللزوم

وده هيخليني شخص فاشل ومستحيل ابقا راجل

وهبقا سبب في ضياع كل فلوس أبويا وتعبه

لحد ما بقيت في الإعدادي وقتها صحت والدتي بدأت تتدهور واكتشفنا إن عندها القلب وقتها رحلة تربية محمود ليا بدأت وبدأت اشتغل جارسون في أول مطعم اتفتح وكان باسمي أغسل اطباق أنضف الحمامات ولو اعترضت الشغل يتضاعف وفي حبس من غير عشا كمان 

فقاطعته: بس يعني أنا شايفة انك بتحب محمود جدا 

فضحك وهو يقول: ما هو الغباء بقا كان عندي أنا من هنا على الرغم من قسوته معايا كنت بحبه وأكمل حديثه عن ماضيه قائلا كان مانع عني إني آخد مصروف من أمي ومصروفي كان من القبض بتاع الشغل لحد  ما بقيت في الثانوي وقتها بدأ الوضع يختلف شوية كان بياخدني معسكرات تدريب في الإجازات أنا وهو لوحدنا ويعاملني معاملة ميري كأني في الجيش واتعلمت ازاي امسك سلاح وأستعمله وركوب الخيل طبعا ده غير بقيت ابداعته الفنية  في الملاكمة على وشي وأي اعتراض مني كان العقاب جري لمدة ساعةالساعة اتنين الضهر

فتحت عينيها بعدم تصديق ليل بصدمة: ده كان بيعذبك مش بيربيك ازاي يخليك تمسك سلاح وانت عندك ستاشر أو سبعتاشر سنة

يامن بهدوء: كان عنده حق في كل اللي كان بيعمله

لان بعدها كان في محاولتين قتل ليا معرفناش وقتها مين الفاعل بس كل مرة كنت بطلع منها بخير بسبب فضل ربنا أولا بعدها تدريباته 

صدمت من كلامه وقالت بتساؤل: طيب ومامتك كانت موافقة على ده

يامن بتوضيح: طبعا كانت معترضة وكانت دايما بتحاول تتكلم معاه علشان يخف عليا شوية وده طبعا بسبب إني كنت بشتكي كل مرة أرجع فيها

وفاكر رده عليها ديما ده الأمانة اللي أخويا مأمنها ليا

وبعد موضوع محاولة القتل دي معدتش بتعترض على طريقته معايا لحد ما دخلت الجامعة في الوقت ده كنت بتهرب من الشغل وأخلي أي حد من العمال يعمله وأقعد في مكتب المدير ثم ضحك وهو يكمل عرف وقتها باللي أنا كنت بعمله فطردني من الشغل وقالي شوف هتجيب مصاريف جامعتك ازاي

ليل بتساؤل: طيب إنت عملت ايه بعدها

يامن بهدوء: اشتغلت مع العمال بتوع الشركة يعني بمعنى أصح كنت شغال مقاول أشيل الطوب والاسمنت حاجات زي كده يعني لحد آخر سنتين

في الكلية بدأ يعلمني كل حاجة في الشغل وازاي أمسك الشركة

وأكمل والحزن الشديد يغلف صوته بعد ما اتخرجت بفترة والدتي ماتت

حاولت أن تواسيه فما أصعب من شعور الفقدان لشخص عزيز عليك ليل: ربنا يرحمها أكيد هي في مكان أحسن دلوقتي ادعيلها انت بالرحمة

فأومأ وقال بهدوء: ده بالمختصر كانت حياتي 

ظلا يتحدثان طويلا في أمور عدة حتي تأخر الوقت

شعر بسكونها فنظر اليها وجد عينيها شبه مغلقة من الارهاق وهي بين اليقظة والنوم

حرك رأسها من فخذه ثم قام من مكانه وحملها بخفة كأنها لا تزن شيئا متجها للغرفة وضعها على السرير برفق شديد حتى لا يوقظها طبع قبلة طويلة على جبينها يحمد ربه على وجودها في حياته فهي أصبحت مخرجه من وحدته اللتي يشعر بها فرغم

كثرة الناس من حوله إلا أنه كان يشعر بوحشة شديدة عندما يعود للمنزل لا يجد أحدا في استقباله

ذاك السكون والهدوء الذي يعاكس طبيعته

افتقاده لوجود والدته لحنانها رقتها معه 

لديه شعور بداخله بأنها ستكون من يعوضه عن كل هذا

نام بجوارها هو يضمها لصدره عيناه تسير على ملامحها كأنه يحفرها بداخله حتى غط هو الآخر في نوم عميق

****...…

كان يزرع المكتب ذهابا وإيابا

سمير بصوت مرتجف: ليل لازم متعرفش حاجة عن الموضوع ده فاهم ولا لا

فتحي محاولا تهدأته: هي هتعرف منين مفيش حد

هيعرفها حاجة واتطمن أنا أي معلومة عن الموضوع ده هخفيها

سمير بقلق متذايد: يكون أحسن يا فتحي لأنها لو عرفت احنا مش ضامنين ممكن يكون رد فعلها ازاي

دي ممكن تقاطعني فيها وهتتنيل على دماغنا أكتر من الأول 

فتحي بهدوء: متقلقش يا سمير بيه أنا هحاول أصلح كل حاجة

وخرج من المكتب مفكرا في حل لتلك المصيبة

****..….

استيقظ متأخرا فاليوم هو عطلته سمع صوت جلبة

آتية من خارج الغرفة نظر بجواره فلم يجدها

اتجه للخارج وهو يبحث عنها 

يامن بصوت مبحوح: ليلي انتي بتعملي ايه

فنظرت إليه وجدته يقف على باب الغرفة مستندا عليه بشعره الفوضوي ومظهره المشعث  

أخفضت نظرها عنه بخجل

ليل بهدوء: برتب البيت وأكملت بأمر ويلا  غسل وشك بسرعة  علشان تساعدني مش ده كان الاتفاق 

ولا هو كان كلام وخلاص

فأومأ لها وهو بضحك على مظهرها فكانت مثل الضائعة بين كومة من الأشياء لا تعرف كيف تتصرف

لا ينكر أن مظهرها أغراه بشدة فكانت ترتدي شورت يصل لمنتصف فخذيها فوقه بلوزة واسعة تنزلق من على أحد كتفيها

حاول تشتيت أفكاره عنها وهو يتجه للحمام خرج بعد مدة وقد غير ملابسه وارتدى بيجامة مريحة واتجه لمساعدتها

ليل: هو إنت مش هتفطر
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فأشار بالنفي وقال: بسرعة بس عايزين نخلص ده كله لأن احنا خارجين وعندي خبر مهم ليكي هيفرحك جدا 

ليل بفضول: قول دلوقتي أنا عايزة أعرف

فضحك وأجابها: مستعجلة ليه نخلص الأول وبعدها

هقولك

فأومأت له وهي تبدأ بترتيب المكان وهو يساعدها

في أثناء عملهم

يامن باستغراب: مكنتش متوقع إنك بتعرفي تعملي حاجة

ليل وابتسامة مغترة تعتلي شفتيها: أنا اللي كنت دايما بنضف أوضتي في بيت بابا مكنتش بحب حد من الخدم اللي في البيت يدخلها وكنت على طول بساعد دادة مريم في ترتيب أوضتي عند جدو

فأومأ لها متفهما

يامن بصوت مرح وهو يحمل بيده دلوا من الماء: دلوقتي بقى هنمسح 

وقام برمي الماء على الارض وهو يضحك بصخب

انتفضت فزعة

ليل بصراخ: ايه اللي انت عملته ده

فقال بمشاغبة: أنا مش قولت قبل كده صوتك مايعلاش

واتجه ناحيتها وهو يبتسم بخبث حاولت الافلات منه وهي تجري حول الاثاث والآخر يلحقها وصوت ضحكاتهما يرتفع في المكان

وصل إليها  وحملها من خصرها وهو يدور بها أزداد صوت ضحكاتها سرح في سحر ضحكتها شعر بأن قلبه يرفف من السعادة

ليل بصوت متقطع من ضحكاتها وهي تصرخ: نزلني

يامن بصوت أقرب للهمس: أتمنى إني أكون سبب ضحكتك على طول خجلت من كلماته وقلبها يقفز بين ضلوعها من شدة نبضاته

أنزلها بهدوء وهي تقف امامه ويداه مازالت محيطة بخصرها هدأت ضحكتها عندما لاحظت تأمله لها

صنعا تواصلا بصريا وكل منهما ينظر لعيني الآخر

اقترب بشدة منها حتى أصبحت شفتيه على بعد شفرة من شفتيها فجأة أفاقه الماء الذي صب على وجهه وهي تهرب منه مرة أخرى فقد التقطت كوب الماء الموضوع على الطاولة بجوارها مستغلة شروده

ظلا هكذا حتى انتهيا من تنظيف كل شيء 

جلسا على الأريكة بارهاق بعد انتهائهما

ليل والفضول يأكلها لمعرفة مفاجأته: ايه بقا اللي انت عايز تقوله

نظر بزهول لها من فضولها فهذه أول مرة يرى هذا الجانب منها

يامن بابتسامة: أقدر أقولك انك تقدري تبدأي شغل من بكره هتتدربي لمدة أسبوع مع نور وبعدها هتمسكي انتي المكتب علشان فرحها

صفقت بيدها بفرحة وهي تضحك وقبلت خده بخفة

صدم يامن من فعلتها ولكنه ما لبث أن ضحك على تصرفها عندما تراجعت للخلف بخجل وهي ترجع خصلات شعرها التي تساقطت على وجهها

يامن بهدوء وابتسامته ما زالت تزين شفتيه: قومي غيري يلا علشان هنخرج بس يا ريت يكون حاجة مقفولة مشوفش حتة من جسمك باينة 

فأومأت له

ليل بتساؤل: هنروح فين

يامن بمراوغة: لما نروح هتعرفي

فأومأت بسرعة وهي تتجه بسرعة تتجه لتغير ملابسها ....

بعد مدة خرجا من العمارة وهو ممسك يبدها واتجها لسيارته

****...

قام سامح بالاتصال بسرعة بسامي  وهو يتبع سيارة يامن 

سامي بقلة صبر : في أخبار جديدة يا زفت ولا لسه

سامح بخنوع : في أخبار جديدة دلوقتي خرج ومعاه

واحدة وتقريبا تبقى ليل هانم

سامي والخبث يرتسم على ملامحه: تمام أوي كده

خليك معايا على الخط وأول ما يوصلوا للمكان اللي هما رايحينه تبعتلي العنوان وهما بيعملوا ايه 

سامح بطاعة: تحت أمرك يا سامي بيه

أغلق الخط وراح يؤدي ما كلف به

****....

وصلا لوجهتهما نزل من السيارة بهدوء واتجه لفتح الباب لها

عند نزولها من السيارة وقع نظرها على أحد أشهر المحلات لبيع الملابس النسائية

ليل بتعجب: احنا جايين هنا ليه

سحبها من يدها وهو يتوجه للداخل

يامن بهدوء: هنشتري لبس مناسب للشغل الأول

فأومأت وهي تتجه معه للداخل

اتجهت عاملة ناحيتهم

العاملة بابتسامة : نورتنا يا يامن بيه محدش شاف حضرتك من زمان

استغربت ليل من معرفتها له فيبدو أنه عادة ما يأتي للمكان لكن لما سيأتي لمثل هذا المكان إلا إذا كان يأتي مع أخريات

فأومأ لها وهو يشير لليل يامن: عايزين حاجة تكون

Formal 

ومش عايزها في نفس الوقت تكون مفتوحة

فأومأت له وهي تقودهم للداخل 

سارت بجواره وهي تشعر بالغضب والغيرة وقررت معاندته وعدم تنفيذ أوامره جلس على الأريكة الموجودة أمام غرفة القياس لحين إنتهائها من إختيار الملابس التي ستقوم بقياسها 

اتجهت للملابس وهي تختار عكس ما طلبه بالكامل

حاولت العاملة منعها ولكنها لم تستطع أمام تصميمها

اتجهت بعد مدة لغرفة القياس وهي تحمل الكثير من الملابس

أتاه اتصال فرد عليه وبعد انتهائه

أخذ يتجول في المكان وهو يختار لها الكثير من الملابس على ذوقه ويخبر العاملة أن تجد المقاس المناسب لها من كل قطعة

عاد مرة أخرى ليجس مكانه فوجئ بها وهي تفتح باب الغرفة مرتدية ذاك الفستان الذي سلبه لبه وعقله في آن واحد فكانت آية من الفتنة والاغراء تسير على الأرض 






ولكن صدمها رد فعله عندما دفعها لداخل غرفة القياس ودخل هو الآخر معها وأغلق الباب خلفه قبل أن يراها أحد أو تلتقطها كاميرات المراقبة

ويامن وهو يجز على أسنانه بغضب: ايه اللي انتي لبساه ده

ليل بعند : ماله طويل أهو ودراعي مش باين

يامن بغضب: دراعك مش ورجلك كلها باينة عادي وقع نظره على باقي الملابس المعلقة بالغرفة والتي لم تكن تختلف كثيرا عن ما ترتديه فمنها القصير والشفاف


ابتسم بخبث واتجه ناحيتها بخطوات بطيئة تراجعت للخلف حتى أصبحت محاصرة بينه وبين الزاوية

قبض على خصرها

ليل بغضب وخجل في آن واحد: يامن ايه اللي انت بتعمله ده مينفعش كده احنا في مكان عام لو سمحت اطلع بره

يامن بابتسامة واسعة: ولو مخرجتش هتعملي ايه

كادت أن تصرخ لكنه كان قد انقض على شفتيها مغلقا ايها بشفتيه كانت قبلته في بدايتها عنيفة ولكنها ما لبثت أن تحولت لقبلة رقيقة شغوفة حاولت مقاومته في البداية ولكن سرعان ما تلاشت مقاومتها

رفعت يديها على استحياء تحيط عنقه تبادله قبلته

ابتعد عنها بهدوء وهو ينظر لعينيها المغلقة ووجهها المحمر بشدة أثر خجلها من قبلته شفتيها المتورمة

نتيجة هجومه عليها

يامن بصوت أجش أثر عاطفته المشتعلة: ما تعرفيش أنا كان نفسي أعمل كده من امتى

ابتعد عنها وهو يهندم نفسه بينما لم تجب هي عليه

يامن بصوت حاول جعله معتدلا قدر الإمكان: إلبسي هدومك واطلعي علشان هنمشي

وتركها خلفه وخرج من الغرفة

اتجه للعاملة 

يامن : هناخد كل اللبس اللي هي اختارته والحاجات اللي أنا اخترتها كمان

فأومأت له العاملة وتوجه هو لدفع الحساب

بعد انتهائه شعر بشخص يربت على كتفه

سامي والخبث يغلف نبرته : يامن الأنصاري صح

نظر له يامن وهو يرفع حاجبه باستغراب : أيوه يامن

حضرتك مين بقا

سامي بخبث : أنا خطيب ليل واللي كنت عايش معاها قبل ما سيادتك تتجوزها

يامن
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
شعر بشخص يربت على كتفه

سامي والخبث يغلف نبرته : يامن الأنصاري صح

نظر له يامن وهو يرفع حاجبه باستغراب : أيوه يامن

حضرتك مين بقا

سامي بخبث : أنا خطيب ليل واللي كنت عايش معاها قبل ما سيادتك تتجوزها

يامن بنظرة باردة: تمام

صدم الآخر من ردة فعله الباردة فهو توقع حدوث شجار أو مشادة كلامية على الأقل ووقف متيبسا كأنه فقد القدرة على الكلام

وقع نظره على الواقفة خلف يامن ووجهها شاحب

فقد سمعت كلماته المهينة لها 

زاد شحوبها عند التفات يامن إليها ورأت نظراته المخيفة الباردة فلو كانت النظرات تقتل لوقعت صريعة الآن

سحبها من يدها بعنف وهو يقودها للسيارة لتركب بداخلها تاركين الآخر ينظر لهما بصدمة

قام أحد العاملين في المحل بوضع الحقائب في السيارة

ركب بجوارها وهو يغلق الباب بعنف 

انتفضت فزعة في مكانها لعلمها بشدة غضبه وخصوصا عندما يتعلق الأمر باقتراب رجل آخر منها من معرفتها به

وما قاله سامي ليس بالهين أو شيئ يمكن التغاضي عنه بالنسبة لأي رجل وخصوصا مثل يامن فهي على معرفة بطباعه الحادة

نظرت ناحية فوجدت فكه مشتد بشدة من شدة ضغطه عليه وجهه محمر من شدة غضبه كذلك عروق رقبته نافرة بشدة من شدة اندفاع الدم بها

مفاصل يده ابيضت من شدة ضغطه على عجلة القيادة

ليل بصوت منخفض: يامن

لم ينظر إليها بل ازداد ضغطه على المقود

يامن بصوت هادر من شدة غضبه: مسمعش صوتك لحد ما نوصل

تشكلت العبرات في عينيها خوفا من أن يكون صدق كلام ذاك الحقير سامي ضدها ولكنها لم تسمح لها بالنزول أمامه

أوقف السيارة أمام بوابة العمارة 

يامن بهدوء: انزلي

نزلت من السيارة بهدوء توقعت أن ينزل خلفها وتوجهت للسلالم

ولكنها فوجئت بصوت احتكاك العجلات مع الأرض

وهو يذهب مسرعا فاختفى في ثوان وكل ما تبقى من أثره هو الغبار

ما إن أغلقت الباب خلفها جلست على الأرض منهارة من البكاء .....

****.....

رن هاتفه فنظر لاسم المتصل وابتسم بخبث

يامن بهدوء: كل حاجة تمت زي ما أمرت

عادل: كله تمام يا باشا وسامي معانا في المخزن

اتسعت ابتسامته الخبيثة وقال: مش عايزه يعرف إن إحنا كشفنا الكلب بتاعه ومحدش يلمسه غير لما أجي كلها عشر دقايق وابقا عندك

عادل: تمام بس خلي بالك لأن أكيد سامح وراك

يامن بخبث: ما هو ده اللي أنا عايزه وسيبه يلعب زي ما هو لحد ما أديك أوامر بعكس كده وقبل أن يغلق الخط صحيح نسيت أقولك ليك مكافأة على اللي إنت عملته من شوية

وأغلق الخط بعدها وهو يتذكر المكالمة التي أتته وهو مع ليل في محل الثياب.....

فلاش باك 

رن هاتفه فتوجه لأحد الأركان للإجابة عليه

يامن بهدوء: ايه يا عادل وصلت لحاجة 

عادل: أيوه يا يامن بيه اللي بيراقبك ده اسمه سامح

تبع واحد اسمه سامي متخصص الإلكترونيات اللي معانا إخترق تليفونه من شوية ودلوقتي معانا كل المعلومات اللي عايزينها بس في موضوع كده كنت عايز أقولك عليه

يامن بقلة صبر: ما اقول مستني ايه يعني

عادل بتوضيح: بعد ما اخترقنا تليفون سامح وعرفنا إنه شغال مع اللي اسمه سامي ده

قولت للمتخصص يشوف رقمه ويحاول يخترقه كده

وكمان نعرف الموقع بتاعه وبعد ما نجح في الموضوع ده عمل اتصال الاتصال ده كان لواحد صحفي المفروض كان هيجي وراه الاتفاق ما بينهم

كان إنه يحاول يستفزك فأنت تضربه والصحفي هيصور ده ويعمل عليه سبق صحفي وياخدوا تسجيلات الكاميرا يقدمها للبوليس ويعمل قضية 

بمحاولة الاعتداء عليه 

يامن بغضب: يا ولاد الگ...... إما وريتكم أنا مين

ثم وجه حديثه لعادل أنا هتصرف في اللي عندي

وأنت أول ما هو يخرج من هنا تاخده على المخزن

ومش عايز شوشرة خلي بالك كويس والصحفي بقا ده تظبطه على خفيف كده

وأغلق الخط

نهاية الفلاش باك

*****......

سامي بصراخ: انتم مين وعايزين ايه 

وهو يحاول التحرر من الكرسي المقيد به

عادل بقرف: بطل صويت وأنت شبه النسوان كده 

سامي باقناع: طيب خرجني من هنا وأنا أديك اللي إنت عايزه

عادل بضحكة ساخرة: كان غيرك أشطر واقعد بقا زي الشاطر ساكت كده عشان متوصي عليا اني ملمسكش فكلمة كان منك وهتلاقي رقبتك مش موجودة 

كاد أن يصرخ مرة أخرى ولكن جذب انتباهه صوت

تلك الخطى الهادئة 

فاجأه صوت هامس في أذنه يشبه الفحيح: مفجأة مش كده

انتفض فزعا من صدمته 

وقف أمامه وهو يخلع سترته ويقذفها لأحد الحراس

يامن وهو يشير برأسه لعادل : فكه 

فأومأ الآخر بهدوء اتجه ناحيته لفكه لكن انتفض الآخر فزعا

سامي بغضب: إنت هتعمل ايه ثم نظر ليامن وهو يرتجف انت هتعمل ايه

يامن بخبث: ايه إنت خوفت ولا ايه ولا إنت بق على الفاضي مش كنت عمال تغلط في مراتي من شوية

قوم بقا وريني شطارتك راجل لراجل ومفيش حد من الرجالة هيتدخل 

بمجرد وقوقه على قدميه سدد له يامن ضربة كادت أن تخلع فكه من مكانه من قوتها

حاول الآخر الدفاع عن نفسه وهو يسدد له اللكمات

لكنها لم تكن بقوة الخاصة بيامن ظل كل منهما يكيل اللكمات للآخر حتى أوقعه يامن على الأرض وأخذ يسدد اللكمات واحدة تلو الأخرى دون أن يعطيه فرصة للحركة حتى فقد الآخر وعيه وهو مازال يقوم بضربه لتفريغ شحنات الغضب بداخله 

عندما لاحظ عادل هذا توجه إليه محاولا ابعاده 

عادي محاولا سحب يامن: خلاص هيموت في ايدك

هتروح في داهية

يامن بغضب : ابعد يا عادل
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
قام عادل بتكتيفه من الخلف وهو يسحبه ويامن مصر على إنهاء حياة ذاك الحقير 

عادل بغضب للحرس: اتحركوا يا بهايم

فقام أحد الحراس بسحب جسد سامي والآخران

قاما بمساعدة عادل لتهدئة يامن 

وقف وهو يتنفس بصعوبة وغضبه لم يهدأ بعد

قام بسحب التيشرت الخاص به من الحارس

يامن بأمر: ميطلعش من هنا غير بعد بكره وتجيبوا دكتور هنا ثم وجه حديثه لعادل تفهمه إنه لو اتكلم 

المرة الجاية هتبقى موته

ثم خرج من المخزن متوجها لأحد النوادي الرياضية فالوقت تأخر وهو لا يريد العودة لها الآن يجب أن يهدأ أولا

****......

كانت تجلس على السرير في انتظاره فرغم تأخر الوقت أصرت أنها ستحدثه لتحاول شرح سوء الفهم له ولكنه لم يأتي

عينيها محمرة بشدة ومنتفخة فهي لم تتوقف عن البكاء والتفكير منذ عودتها تشعر بالظلم تجاه كل شيئ في حياتها بداية من محاولة أخذ أملاكها واجبارها على الزواج من سامي ظلم جدها ومقاطعته لها وصولا لزواجها منه وأنها زوجته الثانية

وغضبه اليوم منها ظلت تفكر حتى غلبها النوم وهي في مكانها

****.....

وصل لوجهته نظر لوجهه في مرآة السيارة فوجهه في حالة يرثى لها مظهره مشعث للغاية كذلك لديه بعض الكدمات في وجهه حاول ترتيب مظهره قدر الإمكان وتوجه بعدها للداخل متوجها لكيس الملاكمة

ظل يتمرن طويلا حتى أدمى يديه

توجه له أحد الشباب الموجودين في الصالة الرياضية

الشاب باندهاش: يامن هنا ايه ده

نظر له ببرود: يوسف هويني مش نقصاك أنا على أخري

يوسف بسماجة: يا راجل متقولش كده وبعدين إنت من امتا وإنت بتطيق حد

ضحك يامن بالنهاية هو صديقه من أيام الدراسة

يوسف بهدوء: عامل ايه ثم أكمل بمزاح وأخبار الستات معاك ايه

يامن بضحكة ساخرة: ستات ايه بقا ما أنا اتجوزت واتلميت المهم إنت عامل ايه

يوسف بذهول: استنى بس اتجوزت امتى وازاي

أكيد هي اللي منكدة عليك كده اوعى تكون هي اللي عاملة في وشك كده 

فأجابه بغضب وهو يلكمه في كتفه: ليه شايفني بغل زيك

أطلق يوسف ضحكة عالية

يوسف بخبث : ايه رأيك تشرب معايا حاجة من بتاعة زمان 

يامن بهمس: ياخربيتك هتفضحنا معاك ايه

يوسف بنفس الهمس لكي لا يسمعهم أحد من الموجودين: معايا كل حاجة كنت مسافر الساحل يومين وبجهز حاجتي وماشي كمان شوية

يامن بهدوء: الحاجة فين

يوسف بهمس: في العربية إنت لسه بتشرب ولا بطلت

يامن : أنا زي ما أنا بشرب على خفيف كده يلا عشان عايز حاجة تفكني بدل الخنقة دي

فأومأ يوسف بهدوء وتوجها لسيارته 

بعد مدة كان يوسف يشعر بالدوار

يوسف بضحك: يامن أنا شكلي سكرت إنت لسه فايق

يامن وهو يضحك على مظهره: ايه يا ابني ده أنا مشربتش من زمان ومش عامل زيك 

يوسف بصوت مختنق: أحسن علشان أنسى

يامن بهدوء: تنسى ايه

يوسف بغموض: مش مهم اشرب اشرب خلينا نمشي

بعد مدة توجه يامن لسيارته بصعوبة فقد شرب حوالي زجاجتين أو أكثر ودع يوسف قبل ذهابه

ركب سيارته وتوجه ناحية منزله كاد يتسبب بحادث عدة مرات في النهاية وصل للبيت بسلام

صعد السلالم بخطوات مترنحة حتى وصل لباب شقته فتح الباب بصعوبة أغلق الباب خلفه بعنف

ثم توجه للغرفة وهو يرمي نفسه على السرير بقوة

انتفضت ليل عندما شعرت به بجوارها فقد استيقظت على صوت غلقه للباب

شعرت بيده تحيط بخصرها 

يامن بهدوء: بطلي تمثيل انتي صاحية

وقبل أن تجيب عليه وجدت نفسها أسفله وهو يحيط بها يده تقبض على خصرها بينما الاخرى تسير على ملامح وجهها 

صدمت عندما نظرت إليه فهي كانت تنوي الصراخ ليبتعد عنها ولكن توقف الكلام في حلقها عندما رأت مظهره تلك الكدمات الموجودة على وجهه ففكه محمر بشدة كذلك خده الآخر مع جرح في أنفه

علمت من مظهره أنه كان يتشاجر مع أحدهم

ليل بهدوء وهي تحاول ابعاده: يامن ابعد وبعدين انت كنت فين وايه اللي عمل فيك كده 

يامن بصوت خافت: ينفع تسكتي خمس دقايق من غير ما تقولي ابعد

صمتت محاولة تنفيذ رغبته ولكنها صدمت عندما جذبها محتضنا ايها بشدة يود إدخالها في ضلوعه

بعد مدة ابتعد عنها وهو يتأمل ملامحها المستغربة من تصرفاته

ثم اقترب هامسا بغضب في أذنها: عمره قرب منك 

كده

ليل
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
صمتت محاولة تنفيذ رغبته ولكنها صدمت عندما جذبها محتضنا ايها بشدة يود إدخالها في ضلوعه

بعد مدة ابتعد عنها وهو يتأمل ملامحها المستغربة من تصرفاته

ثم اقترب هامسا بغضب في أذنها: عمره قرب منك 

كده

لمعت عينيها بالدموع مرة أخرى فصبرها وقوة تحملها أوشكت على الانتهاء فالشخص الوحيد المتبقي لها توشك على خسارته

ليل بصوت مبحوح: يامن ابعد وبطل الجنان بتاعك ده

أمسكها من كتفها بعنف حتى شعرت أن أصابعه إخترقت جلدها

يامن بغضب بغضب وصوت عالي: جنان يعني اللي بقوله ده شايفة إن اللي بقوله ده جنان ردي عليا قرب منك قبل كده ولا لا

انهارت باكية في تلك اللحظة فلم تعد تستطيع التحمل أكثر من هذا ظل ينظر لها ببرود وهو مصر على أخذ الإجابة منها

ليل بصوت متقطع أثر البكاء: والله عمره ما لمسني حتى لما كان بيحاول يقرب مني مكنتش بديله الفرصة كنت دايما بسيب المكان وأمشي إنت متعرفش أنا بكرهه قد ايه ده أكتر بني آدم مش

بطيقه

وقع كلاماتها كان كالماء البارد نزل على النار المشتعلة في صدره فأخمدها لكنه أقسم بداخله على الثأر من ذلك المدعو بسامي 

ابتعد عنها بهدوء واتجه ناحية باب الغرفة بطى غير متزنة وأغلق الباب خلفه بهدوء تاركا إيها خلفه تحاول جمع شتات نفسها واتجه لصالة المنزل خلع ملابسه ورماها أرضا وظل محتفظا فقط ببنطاله

ثم توجه للأريكة لينام عليها بهدوء 

ظل يأنب نفسه طويلا على صراخه بها ولكن ليس بيده حيلة فهو كان يحترق بداخله من الغيرة عليها

وخاصة كلما تخيل صورة ذلك الحقير وهو يلمسها

أو يقترب منها بعد مدة من التفكير غرق في نوم عميق فهو يشعر بإرهاق شديد

بعد فترة طويلة من البكاء مسحت دموعها وهي تحاول مواسة نفسها علها تخفف حدة الألم الذي تشعر به توجهت للحمام لغسل وجهها ولكن جذب انتباهها جسده الملقى على الأريكة بهيئته المشعثة

نظرت له طويلا تتأمله بداية من شعر رأسه وقع نظرها على الكدمات المتفرقة في وجهه كذلك يديه المليئة بالجروح والدم قد جف عليها ولأول مرة لاحظت تلك الندبة الموجودة بكتفه أخذت تتأمل عضلات صدره ومعدته خجلت من نفسها بشدة من تصرفاتها وأبعدت نظرها عنه وهي تتوجه للحمام

غسلت وجهها وأخذت تبحث عن علبة الاسعافات الأولية بعد أن وجدتها توجهت له وبدأت في تضميد جراحه برقة متناهية تحرص على عدم ايقاظه أو ايلامه بعد انتهائها اتجهت للغرفة للبحث عن غطاء

بعد مدة من البحث وجدته في أحد الارفف في خزانة الملابس 

وضعت الغطاء عليه برقة..مدت يدها ناحية شعره تبعده عن جبينه نظرت له نظرة أخيرة ثم توجهت للغرفة 

*****........

جلس لتناول فطوره عندما دخل عليه فتحي وهو يحمل مجموعة من الأوراق

سمير بأمر للخادمة : اطلعي بره واقفلي الباب وراكي

فأومأت الخادمة واتجهت للخارج وهي تغلق الباب خلفها

سمير بهدوء: عرفت حاجة عنها ولا لسه

فتحي باضطراب: معرفتش أوصل لأي حاجة عنها حتى عنوانها القديم مش موجودة فيه كل المعلومات عنها اختفت كأن الأرض انشقت وبلعتها

رمى سمير السكين من يده بغضب

سمير بغضب: يعني ايه مش عارف توصلها انت عارف لو رجعت ايه اللي هيحصل كل اللي أنا بنيته ده هيتدمر بسبب غبائك

فتحي محاولا تبرير موقفه: يا بيه محدش يعرف عنها حاجة حتى جيرانها مشفوهاش من أربع سنين

وكل اللي أعرفه عنها الرسالة اللي وصلت من يومين

ومعاها التهديد

سمير بغضب: اسمع بقا بقولك ايه مترجعش غير ومعاك كل المعلومات عنها من يوم ما سابت القصر لحد ما أختفت فاهم ولا لا

فأومأ فتحي قائلا: حاضر يا سمير بيه هحاول أعرف كل حاجة

****.....

فتح عينيه ببطئ وهو ينظر للمكان باستغراب والصداع يفتك برأسه أخذت أحداث الليلة الماضية تندفع لرأسه مرة واحدة كاد أن يقوم بضرب رأسه  بالجدار من غباء فعلته فهو لم يرد إيذائها بهذا الشكل

لأنه يعلم بداخله أنه لا ذنب لها فيما حدث 

لكنه لم يكن بوعيه فلم يكن يسيطر على تصرفاته

وقع نظره على يديه المضمدة

والغطاء ابتسم بداخله فرحا فبرغم معاملته السيئة إلا أنها قامت بمداواته وتغطيته

دخل الغرفة بهدوء فوجدها لاتزال نائمة أخذ ملابسه وتوجه للحمام ليأخذ

بعد مدة خرج من الحمام وقد قرر عدم الذهاب للعمل اليوم فشكله في حالة مزرية كما أنه يريد أن يعوضها

ويصلح ما فعله البارحة

اتجه للمطبخ أخذ يجهز الفطور لها

استيقظت من النوم نزلت بكسل من السرير وهي تتوجه لخارج الغرفة جذب انتباهها صوت حركة في المطبخ فتوجهت نحوه بهدوء

وقع نظرها عليه وهو يعطيها ظهره ظلت تتأمل حركته جذب اهتمامها تركيزه المنصب على الطبق الذي يعده 

شعر بوجودها منذ اللحظة التي دخلت فيها إلتفت لها

وهو يبتسم

يامن بتوتر وهو يحك مأخرة رأسه: صباح الخير 

لم ترد عليه وتوجهت للحمام مقررة أنها ستتجاهله

عقابا له على فعلته معها فهي تعلم أن هذه الطريقة ستجعله يفقد أعصابه

نظر لأثرها طويلا وهو يفكر في طريقة لمصالحتها

بعد انتهائها وفقت أمام مرآة الحمام وهي تتأمل تلك الكدمات التي خلفتها أصابعه

خرجت من الحمام وتوجهت للغرفة وأغلقت الباب خلفها بعد مدة سمعت صوت طرقاته على الباب

يامن بصوت عالي: ليل أنا هدخل 

لم ترد عليه ولكنها تمنت في تلك اللحظة وجود مفتاح لباب الغرفة فقد بحثت عنه الليلة الماضية طويلا لكن كان بلا فائدة

فتح الباب ودخل وهو يحمل صينية الطعام وقع نظره عليها وهي جالسة على الفراش توجه نحوها بهدوء وهو يضع الطعام بجوارها

يامن بهدوء: يلا علشان تفطري مظنش إنك كلتي حاجة من امبارح 

على الرغم من شعورها الشديد بالجوع فهي لم تأكل شيئا طوال نهار البارحة واصلت تجاهله وهي تنظر في هاتفها مدعية الاهتمام به 

تأملها قليلا ثم أعاد كلامه مرارا وتكرارا ولكنها كانت مثل الحجر الأصم لا ترد عليه نفذ صبره من محاولة ارضائها فالصبر لم يكن يوما من أحد شيمه

قام بجذب الهاتف من يدها ورميه على الأريكة في نهاية الغرفة

ليل بغضب: ايه اللي انت عملته ده إنت ازاي تسمح لنفسك تعمل كده....

ولكن قبل أن تكمل كلامها كان قد وضع قطعة من الخبز  المحمص محشوة بالشوكولاتة داخل فمها ووضع يده على فمها لإغلاقه 

يامن بقلة صبر: ابلعي الأكل بقا أنا زهقت بقالي ساعة بتحايل عليكي

ابتلعت تلك اللقمة على مضدد وابعدت يده وهي تنظر له بغضب

ليل بغضب: يامن بجد أنا مش طيقاك ولا طايقة نفسي بطل طريقتك المستفزة دي

كادت تنهض من السرير ولكنه جذبها جاعلا ايها تجلس فوق ساقه وأحاط خصرها بقوة حاولت النهوض عدة مرات وهي تحاول فك يديه القابضة على خصرها

ليل وهي تجز على أسنانها: يامن شيل ايدك وسيبني أقوم وبطل الجنان بتاعك ده مش بليل تزعقلي وتغلط فيا ودلوقتي عامل نفسك حنين وخايف عليا

وعلى زعلي ......

وقبل أن تكمل كلامها قاطعها وهو ينقض على شفتيها مانعا ايها من إكمال كلامها فهو لم يرد أن يسمع ردها ذاك كانت تقاومه بشدة وتضربه على صدره محاولة أبعاده عنها شعر بطعم شيئ مالح أثناء قبلته لها لكنه لم يعر الأمر اهتماما وهو يزيد من قوة قبلته داست على قدمه بقوة ودفعته بعيدا عنها

ابتعدت بسرعة عنه فور إبعاد يده عنها وقفت عند الباب

ليل بصراخ عالي والدموع تغرق وجهها: اطلع بره مش عايزة أشوف وشك

نظر لها بزهول فلم يكن يتوقع أنها ستنهار بهذا الشكل
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
حاول الاقتراب منها ولكنها رجعت للخلف مبتعدة عنه

ليل بغضب: ابعد عني متحاولش تقرب مني كلكم واحد مفيش فرق بينك وبينه على الأقل هو طلع أحسن منك عمره ما عمل اللي إنت عملته ده 

جن جنونه عندما سمع كلماتها نظر لها وعيونه ترسل لها نظرات قاتلة

يامن محاولا كظم غيظه: مين ده اللي أحسن مني

أنا معملتش حاجة غلط إنتي مراتي واللي أنا بعمله ده من حقي وإذا كنت سايبك لحد دلوقتي فده بمزاجي علشان أنا عمري ما غصبت ست عليا لكن قسما بالله لو سمعتك بتجيبي سيرة إبن الگ.... ده على لسانك مرة تانية مش هيحصلك طيب

ثم استطرد كلامه قائلا  إنت عارفة لو راجل غيري وواحد جه وقاله مراتك كانت عايشة معايا قبل ما تتجوزها كان عمل فيها ايه كان موتها يا ليل فهمتي ولا لسه

ازداد انهمار دموعها وشعرت بأنها على بعد شعرة من الإنهيار

توجهت بسرعة للحمام وأغلقت الباب بالمفتاح بسرعة خلفها فهي لم تعد قادرة على تحمل هذه المأساة التي تعيشها

ظل جامدا في مكانه عندما رأى انهيارها فهو لم يرد أن يصل الأمر لهذا الحد من التعقيد سمع صوت شهقاتها يعلو فتوجه للحمام وأخذ يطرق الباب بعنف حاول فتح الباب عدة مرات ولكن بلا فائدة

يامن بصوت عالي: ليل افتحي الباب

لكنه لم يسمع أي رد منها سوى صوت بكائها قرر كسر الباب فليس أمامه حل آخر صدم الباب بكتفه ثلاث مرات وفي الرابعة نجح في كسره 

وقع نظره عليها وهي جالسة على حافة حوض الاستحمام

انكمشت على نفسها عندما رأته أمامها 

حاول الاقتراب منها بهدوء فهو لم بتوقع رد الفعل هذا منها

يامن بصوت هادئ: ليل اهدي أنا مش هأذيكي

اقترب منها عدة خطوات حتى أصبح أمامها جلس على ركبتيه وأمسك بيديها حاولت سحبها منه ولكنه قال

يامن بصوت حنون: ممكن تهدي شوية ثم قال بمزاح

وبعدين مكانتش بوسة يعني اللي هتعمل فيكي كده

ظلت تنظر أمامها دون الالتفات له ودموعها تسيل بهدوء فكل ما تحتاجه الآن هو السلام تحتاج الهدوء

الابتعاد عن كل هذا كم تمنت وجود والدها في تلك اللحظة ليخفف عنها ما تشعر به  

عندما هدأت قليلا جذبها لحضنه بهدوء أحاطها بذراعيه بقوة راغبا في حمايتها حتى من نفسه عندما شعر بسكونها تماما وسمع انتظام أنفاسها علم أنها غرقت في النوم

حملها بخفة واتجه للغرفة واضعا ايها على السرير

قام بتغطيتها بهدوء ورتب المكان حولها حمل صينية الطعام وأدخلها للمطبخ 

أحضر حقيبة سفر وهو يجمع بها بعضا من ثيابه

حارصا على عدم إصدار أي ضجة بعد انتهائه توجه نحوها بهدوء مقبلا جبينها وأطال قبلته يشبع نفسه بقربها قبل مغادرته وضع رسالة بجوارها قبل خروجه

ثم انطلق مغادرا المكان

****.....

عند استيقاظها كان الليل قد حل وضعت يدها على رأسها بسبب شعورها بالصداع الشديد من كثرة بكائها

وقلة الطعام وقع نظرها على الورقة الموضوعة بجوارها نظرت لها مستغربة وفتحتها بهدوء 

وصدمت من محتواها

إلى من أسموها ليل فأصبحت هي نور حياتي

ليل أنا آسف على اللي عملته معاكي النهارده بس صدقيني مكنش بايدي مكنتش متوقع إن وضعك هيوصل لكده أو إنك هتنهاري بالشكل ده فعشان كده أنا قررت أسيب البيت لحد ما إنتي تهدي أنا هقعد في مكان قريب من الشركة بتاعتي ووقت ما تحسي نفسك إنك اتحسنتي وبقيتي كويسة تقدري تيجي

الشركة وتبدأي شغل وأوعدك إني مش هرجع البيت

غير في اليوم اللي هتيجي فيه الشركة وتقوليلي إنك عايزاني أرجع البيت

ووجدت العنوان مكتوبا على ظهر الورقة

****....

كان جالسا أمام تلك النافذة الكبيرة في شقته الفاخرة يتطلع للقمر هو يتمنى أن تأتي في أقرب وقت

سمع صوت رنين هاتفه فقام بالرد عليه

يامن بهدوء : ايه يا عادل في ايه

عادل: إحنا المفروض نسيب سامي النهارده فكنت عايز اعرف هنوديه فين

يامن بخبث: لا أنا غيرت رأيي خليه في الاستضافة عندنا يومين كمان

عادل بتحذير: بس كده ممكن حد من أهله يقلق ويسأل عليه وإحنا مش عاوزين شوشرة

يامن بهدوء: متقلقش اعمل اللي أنا بقولك عليه

بس 

عادل : تمام

مر أكثر من أسبوع وهو حتى الآن لم يصله ولو إتصال واحد منها كان يرسل لها الرسائل كل يوم 

على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي ولكنها كانت

تراها ولا ترد عليها 

يشعر بالاشتياق لها بشدة يفتقدها بكل تفاصيلها صوت ضحكتها همستها شعوره بملمس أناملها

شعرها الناري وجهها الصافي شفتيها الندية

يشعر بأنه سيجن إن لم يراها

مظهرها وهي تنام على صدره وهو يحتضنها

طوال ذاك الاسبوع كان ينهك نفسه بشدة في العمل

حتى يمنع نفسه من التفكير فيها

توجه للمصعد بهدوء يستعد ليوم آخر منهك من العمل بدون وجودها في حياته

*****......

نظرت لنفسها في المرآة بعد انتهائها من ارتداء ملابسها برضى تام عن مظهرها فهي لا تريد أن تتشاجر معه اليوم






فاليوم قررت الذهاب لشركته فقد قضت تلك

الفترة في الاستجمام محاولة استعادة هدوئها

وجمع شتات نفسها لا تنكر أنها شعرت بالاشتياق الشديد له لكنها منعت نفسها من الذهاب له عدة مرات ولكن اليوم الأمر مختلف فهي ترغب برأيته بشدة ولم تعد تستطيع منع نفسها

أوقفت سيارة أجرة وأعطته العنوان وانطلقت

في طريقها لملاقته وهي تشعر بأن قلبها يقفز من

مكانه بسبب شدة حماسها

وصلت للشركة وهي تخطو أول خطوة بداخلها وتشعر برهبة المكان

توجهت للاستقبال

ليل بهدوء: لو سمحتي مكتب يامن بيه فين

نظرت الفتاة لها باستغراب: حضرتك عندك ميعاد معاه


فأومأت بالنفي ليل بهدوء: مظنش إني محتاجة ميعاد علشان أقابل جوزي ولا ايه 

أومأت الفتاة بخوف واستغراب فهي لم تسمع يوما بأن لديه زوجة وأرشدتها لمكتبه

كانت نور جالسة على مكتبها وهي تزفر بضيق

وقع نظرها على ليل وهي تتوجه لمكتب يامن وتفتح الباب بدون طرقه قفزت نور من مكانها بفزع

ولكن بالنسبة لليل توقف الزمن حولها من صدمتها.......

يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
كانت نور جالسة على مكتبها وهي تزفر بضيق

وقع نظرها على ليل وهي تتوجه لمكتب يامن وتفتح الباب بدون طرقه قفزت نور من مكانها بفزع

ولكن بالنسبة لليل توقف الزمن حولها من صدمتها 

تسمرت نور مكانها بخوف فقد حذرها يامن

من السماح لأي أحد بالدخول

تجاوزت ليل صدمتها وتوجهت ناحيته دون الالتفات

للجالس معه

شعر يامن بأنه إنفصل عن العالم بمجرد رأيتها كأن أنفاسه عادت إليه ورجع للحياة مرة أخرى 

وقفت بجواره مباشرة وانحنت عليه مقبلة خده

توقفت أنفاسه لوهلة شعر بأنه في حلم جميل لا يود أن يفيق منه هل أثر عليه غيابها لدرجة أنه أصبح يتخيلها في كل مكان حتى باتت تغزو أحلام يقظته

أيضا 

وقفت بجواره وهي تضع يدها على كتفه وجهت نظرها باتجاه الجالس أمامها

ليل ببرود: سمير بيه بنفسه هنا

أفاق من شروده على صوتها موقنا في تلك اللحظة أنها حقيقة لا ريب فيها وجه نظره ناحيتها

فهو لم يفهم أي من تصرفاتها إلا عندما قالت تلك الجملة 

سمير بحنو: إزيك يا بنتي عاملة ايه

أطلقت ضحكة ساخرة طويلة

ليل بسخرية: بنتك وده من امتى يا سمير بيه شكل حضرتك نسيت طردك ليا كلامك اللي قولتهولي قبل ما امشي وعموما كويس إن حضرتك جيت لأني كنت

في الحقيقة عايزة أشكر حضرتك على جوازي من يامن بجد مش متخيلة حياتي من غيره كانت هتبقى إزاي وكل اللي أعرفهم إتخلوا عني حتى اللي أنا من لحمهم ودمهم 

كانت كلماتها مثل السكاكين تغرس في صدره فعلى الرغم من قسوتها إلا أنها كانت الحقيقة المرة 

يامن بهدوء محاولا إنهاء هذا الحوار: خلاص يا ليل اللي حصل حصل وجدك كان جاي النهارده علشان يصالحك وتحاو.......

وقبل أن ينهي كلماته قاطعه

سمير بهدوء : مش وقته دلوقتي الكلام ده أهم حاجة تفكر في الكلام اللي قولتهولك 

يامن باختصار شديد: تمام

نهض من مكانه متجها ناحية الباب ولكن قبل أن يخرج إلتفت لليل

سمير بهدوء: أتمنى إنكم تيجوا تزروني قريب 

لم ترد عليه فتولى يامن مسؤولية الرد بدلا عنها

يامن بهدوء: هبلغك بميعاد الزيارة قريب يا سمير بيه

فأومأ بهدوء متوجها للخارج وأغلق الباب خلفه بهدوء وكأنه كان ينتظر رحيله ليختلي بها

فور خروجه امتدت يده لتقبض على كفها

أفاقت من شرودها عندما شعرت بكفه تقبض على يدها الموضوعة على كتفه حاولت سحبها منه ولكنه قبض عليها بشدة جاذبا إياها بقوة ناحيته

جاعلا منها تسقط فوق ساقه

حاولت الإفلات منه ولكنه احكم أحدى قبضتيه على كفيها والأخرى على خصرها

تعانده وتعاند قربه منها رغم أنها تتمنى أن ترمي نفسها بين أحضانه لتتمتع بدفئها كانت تقاومه بشدة

ليل بغضب مصطنع: يامن سيبني إحنا في الشركة

ممكن أي حد يدخل ويشوفنا كده 

قام بتثبيت حركتها 

يامن بمشاغبة: يعني خايفة حد يدخل دلوقتي وبوستيني عادي وجدك كان موجود

شعرت بالاحراج الشديد منه فهي لم تتقترب منه

بهذا الشكل وتقبله إلا بغرض أن تثبت لجدها أن كل شيئ بينهما على ما يرام وأنها سعيدة في حياته معه

حتى بعد اجباره لها على الزواج من يامن 

ليل بمعاندة: أيوه عادي وسيبني بقا قبل ما حد يدخل أه ونسيت أقولك وأكملت بتكبر مصنع متفكرش إني سامحتك أنا لسه زعلانة أنا جيت علشان عايزة أبدأ شغل 

ضحك بشدة على أسلوبها فهو يعلم أنها تكذب فتهرب عينيها من عينيه يكفي لفضحها

قربها بشدة منه وهو يضمها لصدره بقوة لا يريد أن

يخرجها من أحضانه مرة أخرى فقط يتمنى أن تستمر هذه اللحظة للأبد هو وهي كل منهما ينعم بأحضان الآخر دون مشاكل أو حواجز عندما غمرها بأحضانه هدأت حركتها تماما فقد كانت بحاجة له أكثر من أي شيء آخر

استنشق رائحة عطرها وأنفه يلامس رقبتها قام بإطلاق سراح يدها وبكفه ابعد شعرها عن عنقها

وبحركة جريئة غير متوقعة منه أخذ يلثم عنقها بقبلات متفرقة رقيقة تقع على بشرتها كوقع نسيم الربيع العليل

كانت كالمنومة لا تشعر بأي شيئ من حولها هدأت كل الأصوات في عقلها كأنما توقف عن العمل تشعر فقط

بقبلاته الرقيقة جسده الدافئ الذي يحيط بجسدها

باحتواء تتسارع دقات قلبها أكثر وأكثر مع كل قبلة

شعرت بالفراشات تطير في معدتها 

وصل بقبلاته حتى فكها ثم طبع قبلة طويلة بجوار شفتيها

يامن بصوت عميق من اشتعال عاطفته: هل تسمحين لي بانتهاك حرمة شفتيك

ولكن قبل أن ترد عليه أخرجها من عالمها الوردي صوت طرقات الباب ابتعدت عنه بإحراج من استسلامها بهذه الطريقة له لم يبعد نظره عنها لو ثانية واحدة يراقبها وهي تعدل شعرها الذي أفسده وترتب ملابسها توجهت بعدها للجلوس على الأريكة المقابلة لمكتبه بهدوء

أطلق سبة نابية وهو يسمح للطارق بالدخول فهو

قاطعه عن لحظة كان ينتظرها بفارغ الصبر

يامن بغيظ:  ادخل

دخلت نور وهي توزع النظرات بينهما فهي تود الاعتذار له خصوصا بعد سماع نبرة صوته تأكدت أنها في مأزق

نور بتوتر: أنا آسفة يا يامن بيه على اللي حصل بس أنا والله ملحقتش حتى أقول ليل هانم إن حضرتك في اجتماع حضرتها دخلت المكتب علطول أنا يدوبك لمحتها محلقتش حتى أكلمها

أومأ بهدوء وهو ينظر نظرة ذات مغزى لليل

يامن بهدوء: ماشي اتفضلي على مكتبك انتي دلوقتي وأجلي الاجتماع الفاضل لبكرة 

فأومأت بهدوء وقبل أن تتجه للخارج

نور: تحبي تشربي ايه يا مدام ليل

أجاب يامن بدلا عنها: ملهاش لزوم يا نور أنا ومدام ليل ماشيين دلوقتي اتفضلي انتي على مكتبك

فأومأت بهدوء واتجهت لمكتبها واغلقت الباب خلفها

ليل باستغراب: هو احنا رايحين فين

يامن باختصار: ورايا

استغربت من أسلوبه الآمر فهي لم تعتد على هذه الطريقة معه

كانت تسير خلفه وهي تتبع خطواته بهدوء حتى وصلا للمصعد الموجود في نفس الطابق دخل المصعد بهدوء وتبعته هي حاولت الحفاظ على مسافة بينهما 

ضغط على زر الطابق الاخير 

بعد عدة دقائق من الصمت فتح باب المصعد 

محى المسافة الموجودة بينهما واضعا يده على خصرها متجهين للباب الموجود أمامهما

بعد فتحه للباب دفعها للداخل برقة ودخل خلفها وأغلق الباب بالمفتاح

كانت نظراته نحوها كأسد يتضور جوعا ويود أن ينقض على فريسته

ليل بصوت حاولت جعله ثابتا: يامن انت بتبصلي كده ليه

****.....

جلست بجواره على سرير المستشفى 

هايدي بسخرية: مكنتش متوقعة إنك رقيق بالشكل ده يا سامي متحملتش يومين في ايده 

سامي بتألم: أخرسي أنا مش ناقصك

هايدي بتهكم: هو ده اللي هتقدر ترجعها وتخليه يسيبها ده كنت قربت أصدق يا شيخ

سامي بغضب: مكنتش اعرف إنه كده أنا توقعت إنه هيتنرفز هيضربني بوكس ولا حاجة وهقدم البلاغ وخلاص خلصت

هايدي بهدوء: ما أنا قولتك إنه مش سهل ولو حطك في دماغه مش هيسيبك غير لما ياخد اللي هو عايزه

سيبنا بقا من اللي فات وقولنا هنعمل ايه دلوقتي

سامي بخبث: تشوفي أي طريقة تدخلي بيها شركته

وتشتغلي فيها وعايز المعلومات المهمة عن الصفقات بتاعته توصلني أول بأول

هايدي بابتسامة خبيثة: متقلقش حتى لو أنا مدخلتش هعرف أجيب كل حاجة 

سامي بهدوء : تمام كده وعايز خبر على بكره

فأومأت له واتجهت للخارج وهي تفكر في طريقة للدخول للشركة

***.....

وقفت تتأمل الشقة بهدوء فقد سلبتها لبها من شدة جمالها ورقيها فالجدران باللون الابيض ومعظم الاثاث كذلك ماعدا المزهريات والتحف واللوح كذلك الأرضية باللون الاسود

صالة استقبال واسعة تبدو مثل لوحة فنية يقابلها مطبخ على الطراز الامريكي وبار كبير يفصل بينه وبين صالة الاستقبال

خرجت من تأملها على صوته وهو يشير لها بالجلوس ومازال ينظر لها نفس النظرة

يامن بخبث: هتفضلي واقفة كده كتير اتفضلي اقعدي 

جلست على الكرسي الموجود بجوارها ونظراتها معلقة به 

اقترب منها بهدوء وانحنى عليها مقربا وجهه من وجهها 

فارتدت للخلف وأدارت وجهها للناحية الأخرى 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
ابتسم بخبث على ردة فعلها هو فقط يريد أن يشاكسها قليلا فلا ضرر من اللعب معها بعد غيابها عنه كل تلك الفترة

ولكن فاجأه صوت معدتها تعلن عن جوعها

أطلق ضحكة صاخبة عليها أما هي شعرت بالاحراج الشديد واحمرت وجنتيها فقد نسيت تناول طعام الفطور من شدة استعجالها لرغبتها في رأيته

فوقفت امامه تعلن اعتراضها على سخريته منها

ليل بغضب طفولي: مفيش حاجة بتضحك على فكرة

عادي جعانة عمرك ما جوعت مثلا وسع بقا من قدامي كده أما أشوف حاجة عندك تتاكل

توقفت ضحكته وهو يفسح لها الطريق

توجهت للمطبخ وهي تعبث في الأغراض والثلاجة

وقفت أمام الثلاجة بحزن 

ليل بخيبة أمل: بقا التلاجة الطويلة العريضة دي ومفهاش غير شوية خضراوات وجبن

سحبت الخضراوات لتقطيعها مقررة صنع شطيرة من 

الجبن والخضراوات 

نظر لها بشغف وهو يرى حركتها حوله تملئ فراغ كيانه اتجه لاحد الخزانات الموجودة في المطبخ وهو يسحب منها كيس التوست ووضعه بجورها

وقام بتشغيل آلة القهوة ووقف بجوارها يتأملها مستندا على طاولة الطعام

ليل بهدوء: انت مكنتش بتاكل في البيت ولا ايه

يامن: يعني مش قوي كل يوم بتغدى بره وممكن أعمل ساندوتش قبل ما أخرج ومعظم الحاجات الناقصة بخلي نور تشتريها

جزت على أسنانها بغضب

ليل بغيرة: وهي تشتريلك حاجتك ليه ما تنزل تشتري لنفسك

لاحظ غيرتها فقال بخبث: مثلا علشان هي السكرتيرة بتاعتي 

ليل بإصرار: بس ده مش من المهام بتاعها هي آخرها تساعدك في الشغل وبس مش تتسوق وتشتريلك حاجة البيت

أحاط خصرها بهدوء وهو يقف خلفها قام بسحب السكين من يدها ورميه على خشبة التقطيع 

ليل باعتراض: يامن ايه اللي بتعمله ده

قامت بسحب قطعة من التوست ووضعت الجبن عليها تلتهما بهدوء حاولت ابعاده لكي تخرج من المطبخ فهي تشعر بضيق المكان من حولها ولكنه 

ادارها باتجاهه فأصبحت أنفاسه تلفح وجهها

تعلقت عينيه بعينيها فهي تتمنى قربه منها كما يتمناه هو وقع نظره على قطعة الجبن التي تغطي جانب شفتيها فانحنى عليها مسحا ايها بشفتيه عندما لم يظهر عليها أي مقاومة أو اعتراض كأنها كانت اشارة السماح له ببدأ حرب طاحنة ضد شفتيها كانت قبلته تلك شغوفة متطلبة تظهر مدى اشتياقه لها كانت مذهولة في بداية الأمر لدرجة سقوط قطعة الخبز من يدها حاولت مجارته في تلك القبلة ولكنها لم تستطع فاستسلمت له زاد من حذبه لها رفعت يدها بهدوء محيطة بعنقه وأصابعها تعبث في شعره

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌺🌹🌺🌹🌺🌹

الصفحة الرئيسية من هنا

💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹



حملها بين زراعيه بهدوء دون أن يفصل تلك القبلة

وضعها على الأريكة بهدوء و انحنى بجسده عليها

ابتعد عنها بهدوء وهو ينظر لعينيها المغلقة أغراه 

مظهرها المستسلم له بشدة فانقض عليها مرة أخرى

ويده بدأت العبث بجسدها امتدت يده من تحت بلوزتها يتلمس بشرة جسدها في تلك اللحظة شعرت بالفزع منه وناقوس الخطر يدق في رأسها حاولت دفعه عدة مرات ولكنه كان مثل الصخر لا يتزحزح

شعر بمقاومتها له واعتراضها ابتعد عنها بصعوبة وهو ينظر لوجهها الذي أصبح باللون الاحمر القاني

نظر لها بتفهم فهو يعي خوفها منه

ابتعد عنها بهدوء وتوجه للحمام عله يطفئ النار المشتعلة في جسده أما هي جلست مكانها خجلة

من استسلامها له بهذا الشكل المخزي

***.....

جلس في مكتبه وهو يفكر في قراره بطلب المساعدة من يامن 

فتحي باستغراب : بس يا سمير بيه ليه تطلب المساعدة من يامن وأنت عارف إنه ممكن في اي وقت يقول لليل


سمير باطمئنان: يامن مستحيل يقولها حاجة إلا لو عرف مكانها فين 

فتحي باستفهام: طيب وايه الضمان إنه لما يعرف مكانها مش هيخبي علينا

سمير بهدوء: أنا ميهمنيش يخبي علينا ولا لا أنا المهم عندي إن هي ليل يتقابلوا مستحيل أسيبها بعد ما عرفت إنها لسه عايشة كفاية إنها طول عمرها محرومة منها وبعدين أنا بعمل ده كله علشان ليل

ترجع تشوف أمها ولو مرة واحدة.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
سمير بهدوء: أنا ميهمنيش يخبي علينا ولا لا أنا المهم عندي إن هي ليل يتقابلوا مستحيل أسيبها بعد ما عرفت إنها لسه عايشة كفاية إنها طول عمرها محرومة منها وبعدين أنا بعمل ده كله علشان ليل

ترجع تشوف أمها ولو مرة واحدة

فتحي بتفاؤل: هنلقيها إن شاء الله يا سمير بيه ولكنه أكمل بقلق بس حتى لو لقينها هترضى ترجع بعد كل اللي حصل فيها من نوال 

سمير بأمل : ناهد طول عمرها كانت طيبة حتى بعد ما رفضت وجودها هنا وغلطت في حقها أكتر من مرة عمرها ما غلطت فيا ولا ردت بكلمة وحشة

وأنا أصلا مش عايز أي حاجة منها أو تسامحني أنا كل اللي عايزه إنها تقابل ليل وهي مستحيل ترفض حاجة زي دي 

أومأ بهدوء وهو يتمنى أن يجتمع شمل هذه العائلة على خير

****.....

بعد انتهائه من ارتداء ملابسه وقف ينظر في المرآة محدثا نفسه بأنه يجب ألا يعود لشقته في الحارة

في الوقت الحالي وخصوصاً بعد ما حدث منذ قليل

فهو لم يعد يستطيع السيطرة على نفسه بقربها

فعندما قابلها أول مرة لا ينكر أنه انجذب لمظهرها الخارجي

ولكن  عندما بدأ في التقرب منها كان في كل لحظة صار يغرق في بحور عشقها أكثر وأكثر  

عشق كل شيئ فيها حتى تفصيلها الصغيرة غضبها

خجلها هدوءها مشاغبتها ضحكتها التي تجعل النور يغزو حياته معاندتها له لإثبات أنها على حق حتى

صوت صراخها مع أنه يكره الصوت العالي أصبح

يعشقه احمرار خديها عندما يقترب منها صوتها العذب الرقيق الذي يعذبه رقتها في حركتها طيبة قلبها حنانها عليه رغم قسوته معها في بعض الأحيان

لقد أصبح غارقا في عشقها حتى النخاع  

لا ينكر أنه في البداية كان يريد امتلاك جسدها أما الآن فهذا آخر همه ما يريده حقا هو عشقها له أن تبادله مشاعره بنفس الطريقة يريد أن يرى جنون عشقها له يريد أن يتغلل في روحها يغزو كل شبر فيها وإن كان مصرا مرة في الماضي فالآن هو مصر ألف مرة على أن يغرقها في عشقه كما غرق هو في بحور عشقها

غزت رائحة عطره المكان بمجرد دخوله إلتفت له 

قرأته مرتديا بنطال من الجينز مع تيشيرت أبيض

وحذاء رياضي بنفس اللون 

نظر لها بهدوء فهي لم تتحرك من مكانها منذ أن تركها

جلس بجوارها على الأريكة ثم بدأ كلامه محاولا فتح حديث معها لتخفيف حرجها 

يامن بهدوء: هتفضلي ساكتة كده

ليل بنبرة منخفضة بالكاد استطاع سماعها: لا بس مافيش حاجة أقولها

ابتسم بداخله على لطافتها فوجهها عاد اللون الأحمر ليعزوه مرة أخرى وهي تخفض رأسها محاولة الهروب من عينيه المتفحصة

يامن باقتراح: ايه رأيك نخرج شويه

فأومأت بسرعة وهي تقفز من مكانها فهي تشعر بالخطر من جلوسهما بمفردهما في مكان واحد 

ولكن عندما وصلت للباب التفتت تسأله

ليل بتساؤل: بس احنا هنروح فين 

يامن بهدوء: هنتغدى بره وكمان محتاج أشتري كام حاجة

فأومأت بهدوء وفتحت الباب متوجهة للمصعد بسرعة

تبعها وهو يضحك بداخله على خوفها من الجلوس معه

دخل المصعد ضغطا على زر الدور الارضي لاحظ حركتها للابتعاد فهي تقف في الزاوية وقف بجوارها

وامتدت يده بخفة لنقبض على يدها جاعلا أصابعه تتشابك مع خاصتها وابهامه يتحرك على رسغها متحسسا نبضها

لم تسحب يدها من يدها بل لم تحاول حتى والتفت تتأمل مظهرهما يدها الصغيرة تغرق بداخل كفه

مشاعرها كلها أصبحت متخبطة وهي تشعر بقلبها

يرفف من السعادة بوجوده بجوارها 

فتح باب المصعد بهدوء واتجه للجارچ متجها نحو 

سيارته فتح الباب لها وهو ينحني بطريقة درامية ويشير للباب

يامن بمزاح: من بعدك سمو الأميرة

ضحكت بخفة على تصرفه وهي تركب السيارة

أغلق الباب خلفها واتجه لمقعده 

وانطلق بسرعة نحو وجهته بعد مدة وصل لأحد المولات التجارية الكبيرة 

نزل متوجها لفتح الباب لها بعد مدة من السير بجوار بعضهما مد يده لها نظرت ليده المدودة بتردد رفعت يدها بتردد كبير تضعها في يده بعض صراع داخلي طويل قبض عليها بخفة ثم توجها للداخل 

ليل بتساؤل : هو احنا هنعمل ايه هنا 

يامن بخبث مستوى مستغلا كلماتها والإبتسامة تعلو شفتيه: هنشتري حاجات للبيت بما إنك لسه مسامحتنيش وحضرتك جيتي بس علشان الشغل وأنا لسه مطرود  ونور طبعاً مينفعش تجيبلي حاجة البيت علشان ليل هانم متزعلش

علت الدهشة ملامح وجهها فعندما أخبرته أنها لم تسامحه كانت تعانده فقط شعرت بخيبة أمل كبيرة

بأنه لن يعود معها للمنزل هي تريد اقناعه لكن في نفس الوقت لا تريده أن يعرف برغبتها في قربه منها

حاولت سحب يدها من يده بإحباط ولكنه منعها

يامن بصرامة: ليل بصيلي نظرت له بملامح حزينة

شعر برغبته في ضمها يريد أن يخبرها بأن هذا في مصلحتها فهو يخاف عليها من نفسه

أكمل بنفس النبرة: إنتي مش قولتي إنك لسه زعلانة وأكيد محتاجة شوية وقت علشان ترجع نفسيتك أحسن 

فأومأت بغيظ منه وابتعدت عنه وهي تسحب كيس من رقائق الشيبس من أحد المحلات وبدأت في تناوله وهي تغلي بداخلها منه

سار بجوارها وهو يضحك على تصرفها

يامن محاولا إثارة غيظها أكثر: براحة مش هيطير منك

نظرت له بغضب ومدت لسانها: ملكش دعوة

قام بخطف الكيس من يدها زفرت بحنق من تصرفاته

ولكنها قررت تجاهله

بعد مدة استطاع الانتهاء من قائمة مشترياته ولكنهما كان في قسم الخاص بالشكولاتة أوقفت ليل عربة التسوق وبدأت في وضع الكثير منها بداخل العربة

نظر لها بهدوء وهو يبتسم على تصرفها فقد كانت مثل الطفلة التي حصلت للتو على حلواها المفضلة

والإبتسامة تملئ وجهها

بعد انتهائها اتجها لدفع الحساب وخرجا من المكان مباشرة

بعد مدة قصيرة أوقف السيارة أمام مطعم للوجبات السريعة 

توسعت عينيها عندما رأت المكان فهي قد اشتاقت بشدة لهذه الأطعمة فمنذ مغادرته للمنزل وهي تحاول الاعتماد على نفسها في تحضير الطعام فقد اتقنت صنع بعض الوصفات ومازالت تتعلم المزيد بمساعدة أمينة جارتها

توجها للداخل وقعت عينيه على طاولة فارغة فإتجه لها وقام بسحب الكرسي من أجلها

جلست على الكرسي بهدوء بعد دقائق وصل النادل ومعه مينيو الأطعمة

يامن بهدوء : هتطلبي ايه

لم تجبه فمازالت تشعر بالغيظ منه وأشارت للنادل فحضر إليها

ليل والإبتسامة تعلو شفتيها: عايزة واحد بيتزا برجر ميديم وواحد تشيز برجر بالفراخ ووحدة بيتزا مارجريتا ميديم وفرنش فرايز وبيبسي دايت

نظر لها بزهول من كمية الأطعمة التي طلبتها فمن المستحيل أن تستطيع تناول كل هذه الكمية

يامن بسخرية: ده كله وبيبسي دايت في الآخر يعني هو ده اللي هيأثر

نظرت له ببرود غير مبالية بكلامه 

ليل ببرود: أيوه هو اللي هيأثر
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
النادل : وحضرتك يا فندم تحب تطلب ايه

يامن بهدوء: مكرونة بالوايت صوص 

فأومأ النادل بعد تدوينه الطلبات واتجه لاحضارها

يامن بهدوء: ليل انتي متأكدة من اللي انتي طلبتيه ده

ليل بعند: أيوه متأكدة وبعدين أنا نفسي فيه

دعا بداخله ألا يصيبها مكروه بسبب كل هذه الكمية من الطعام

وصل طلبهم وبعد رحيل النادل بدأت الأكل بشهية كبيرة فقد كانت تشعر بالجوع الشديد فلم تستطع تناول الفطور بسببه ظل يتأملها وهي تتناول الطعام

وشفتيها الملطخة تمنى لو كان بمفردهما وليس في مكان عام ليمسحها لها بطريقته الخاصة

ليل بحرج عندما شعرت بمراقبته لها: في حاجة على وشي

فأومأ لها بإبتسامة وهو يمد يده بمنديل يمسح لها شفتيها ابتسمت له بتوتر من حركته وتهربت منه وهي تنظر لطعامها تكمل تناوله

ليل بتخمة: الحمد لله

نظر يامن للأطباق فهي أنهت شطيرتها الأولى وأخذت بضع قضمات من الثانية ولم تتناول أي شيء آخر

يامن بسخرية: هو ده اللي نفسك فيه وهتموتي وتكليه

ليل بحرج من تصرفاتها فهي تعلم أنه من المستحيل أن تتناول كل هذا: عادي يعني مش مهم ممكن آخد الباقي take away

أشار يامن للنادل لكي يدفع الحساب

أحضر النادل الفاتورة فقام بدفع الحساب مع وضع اكرامية عالية وأشار لها للنهوض 

****.....

راغب بغضب: يعني ايه متنفزش اللي قولتلك عليه

مدير المشروع بهدوء: والله دي أوامر يامن بيه وهو اللي يقول إيه اللي ينفع وإيه اللي مينفعش وهو أمر إن محدش يعمل حاجة غير بموافقته

شعر بغضبه يزداد أكثر وأكثر وكرهه نحو هذا الشاب سيدفعه للتخلص منه فهو يقف كالشوكة في حلقه

كلما أراد فعل شيء يجده يقف في طريقه يعيق أعماله

راغب بغضب: أنا عارف هتصرف إزاي وهعرفه إزاي يوقف تنفيذ المشروع من غير ما ياخذ رأيي

وتوجه للقصر وهو يزرع الأرض غضبا مع كل خطوة يخطوها

صاح بغضب في الخادمة فور دخوله: فين ستك لبنى يا بت

الخادمة بخوف: قاعدة في الصالة مع الحاجة فاطمة

توجه للصالة

راغب بصوت عالي: عاجبك اللي ابن محمد بيعمله

الحاجة فاطمة بهدوء: ليه عمل ايه مخليك متجنن كده

راغب بغضب: مش عارفة البيه عمل ايه وقف تمويل المشروع ووقف الشغل فيه مخلي اللي يسوى

واللي ميسواش يتفرج عليا وأنا بتهان ده أصغر

عامل موجود كلمته مسموعة عني ومدي أمر لكل العمال إن مفيش حاجة تتنفذ غير بأمره بقا أنا راغب الانصاري حتة مدير لا راح ولا جه يقولي استأذن من يامن بيه

نظرت له ببرود وهي تقف من مكانها

الحاجة فاطمة بتحذير: اسمعني كويس بقا يا راغب وخلي الكلام ده في دماغك متفكرش إني موافقة على أي حاجة إنت بتعملها ولو كنت وافقت قبل كده على جوازه من بنتك فعلشان كنت عايزة حفيدي اللي اتحرمت منه بسببك  يرجع لحضني وكنت مفكرة إن كل حاجة هتتصلح ونرجع عيلة تاني لكن كنت غلطانة وقبل ما تفكر تقرب منه أو تمس شعره واحدة من راسه اعرف إنك ولا إنت ابني ولا أنا أعرفك واتجهت للخارج ولكنها التفتت قبل خروجها

قائلة خلي بالك إن يامن لو قلب عليك مش هيسيبك

ولو مفكر إنه زي أخوك محمد هيسامحك تبقا غلطان

لأنه تربية محمود

وخرجت نهائيا من الغرفة

بلغ غيظه أعظمه ونظر لابنته

راغب بتوبيخ: كله بسببك ما انتي مش عارفة تحافظي على جوزك راح اتجوز عليكي ولا انتي نافعة في حاجة ولا عارفة تعملي حاجة 

واتجه للخارج عازما على الذهاب لرؤيته غدا

أما هي فوضعت ساقا فوق الأخرى وهي تشرب الشاي وتنظر لوالدها بشماته فحالته هذه أراحتها بشدة

****.....

كان يقود السيارة بهدوء والصمت مخيم على المكان

ليل بخجل : يامن ممكن أطلب منك طلب

إلتفت لها ثم أعاد نظره للطريق مرة أخرى

يامن بهدوء: اتفضلي اطلبي

ليل بهدوء: عايزة أيس كريم

ابتسم بهدوء يامن: بس كده تعالى يا ستي وهجيبلك أحلى أيس كريم

ابتسمت بداخلها على لطفه معها فهو لا يمنعها من فعل أي شيء تحبه صحيح أنه متحكم لكنها ترى

طيبته وحنيته ومعها فهو لا يدخر جهدا لينفز لها

رغباتها 

توقف أمام محل لبيع الآيس كريم 

يامن باستفسار : بتحبي نكهة ايه

ليل بابتسامة: توت بري وفراولة

فأومأ بهدوء ونزل من السيارة بعد مدة وعاد ومعه طلبها ناولها علبة الآيس كريم بهدوء 

ليل بإمتنان حقيقي: شكرا يا يامن

يامن بمزاح: كل ده علشان أيس كريم

ضحكت بهدوء وهي تبدأ في تناولها بنهم توقفت عن الأكل كأنها تذكرت شيئاً

قامت بتقريب  الايس كريم منه فهي تعرف أنه من المستحيل أن يأكل مكانها فبالتأكيد سيشعر بالاشمئزاز ولكنها  قررت أن تعرض عليه

ليل بهدوء:يامن 

التفت لها وجدها تقرب الآيس كريم منه ولكنها تفاجأت عندما قام بأخذ قضمة من نفس المكان الذي أكلت منه

يامن بخبث: أحلى أيس كريم كلته في حياتي

شعرت بالخجل الشديد من تصرفه فهي لم تتوقع أنه سيوافق حتى

أكملت تناولها بهدوء وهي تشرد في عالمها الخاص تفكر في مصيرها معه فمشاعرها نحوه تذداد بشكل

يخيفها

بعد مدة فوجأت بتوقف السيارة أمام بوابة العمارة 

بداخل الحارة

اقترب منها بهدوء حتى شعرت بأنفاسه تلفح عنقها من شدة قربه 

حمدت ربها في تلك اللحظة أن زجاج السيارة معتم فلا أحد يستطيع رؤية ما يجري بداخلها 

قام بفك حزام الامان لها 

كان توترها يزداد في كل لحظة بسبب قربه منها

اقترب بشفتيه منها مقبلا جانب شفتها وأطال قبلته هناك يشبع نفسه منها قبل ذهابه أما هي فقامت بالقبض على يدها بشدة لتهدئة نفسها

ابتعد عنها بهدوء وهو يمد يده يمسح قطعة من الآيس كريم التي لطخت جانب شفتها

يامن بابتسامة: أشوفك بكره ومش عايز أي تأخير في الشغل إحنا معندناش واسطة

فأومأت بسرعة وهي تنزل من السيارة متجهة للبوابة بخطى متوترة من اقترابه منها 

فتحت باب الشقة بهدوء وفور اغلاقه بدأت بالقفز مثل المجنونة وهي تضحك بشدة فهي تشعر بسعادة غامرة

اتجهت للسرير ترمي نفسها عليه غارقة في تفكيرها تسترجع أفعاله معها اليوم والإبتسامة تغمر وجهها



بعد تأكده من صعودها انطلق عائدا نحو الشركة ليقضي ليلته كعادته يفكر فيها يتخيلها يتلظى بنار شوقه لها

****......

استيقظت في الصباح على صوت منبهها يعلن أن الساعة السابعة والنصف حمدت ربها أنها تذكرت ضبطه فلم تشعر بنفسها متى غرقت في النوم

انتهت من تجهيز نفسها وهي تنظر لنفسها بابتسامة

راضية فهي رأت جميع الملابس التي اختارها لها بنفسه فذوقه رائع رغم احتشامها إلا أنها شديدة الاناقة






بعد انتهائها انطلقت متوجهة للشركة

عند دخولها للشركة معظم رؤوس الرجال إلتفتت ناحيتها مصدومين من جمالها وصلت لمكتب نور فوجدتها جالسة هناك ترتب بعض الأوراق

إلتفت لها نور بإبتسامة فور دخولها: صباح الخير يا ليل هانم يامن بيه امبارح قالي إن حضرتك هتاخدي مكاني هنا

فأومأت بابتسامة: صباح النور وبعدين بقا بلاش ليل هانم دي ده أنا حتى هتعلم منك

نور بإبتسامة: تمام أول حاجة لازم نعملها هي قهوة يامن بيه لازم تبقى على مكتبه أول ما يدخل 


فأومأت بهدوء وهي تتبعها أخبرتها نور كيف يحبها وقامت هي بتحضيرها بنفسها

ثم توجهت كلتاهما للمكتب وليل تحمل كوب القهوة

نور بهدوء : يامن بيه دخل المكتب قبل ما انتي تيجي على طول فالمفروض تدخلي القهوة دلوقتي

وأكملت بتساؤل تحبي انتي تدخليها ولا أنا

ليل بابتسامة: أنا هدخلها

طرقت الباب عدة مرات فسمعت صوته العميق يسمح لها بالدخول

فور دخولها نظر لها بإبتسامة وقام من مكانه يستقبلها بعد أن قامت بإغلاق الباب خلفها

التقط صينية القهوة من يدها بهدوء يضعها على المكتب

يامن باشراق: ليل هانم بنفسها جيبالي القهوة 

ضحكت بهدوء

ليل بمزاح: طيب دوق الأول يمكن متعجبكش

تذوقها ولكن عندما نظرت ملامحه لم تتبين إذا كانت قد أعجبته أم لا 

قام بجذبها باتجاهه وهو يحيط خصرها النحيل

ليل وهي تدفعه: يامن بيه مينفعش كده متنساش إن حضرتك في الشغل لازم تتعامل بمهنية شوية

لم يهتم لكلامها والتقط يدها التي تدفعه بها مقربا ايها من شفتيه يقبلها 

يامن بابتسامة: أحلى قهوة أدوقها تسلم ايدك يا ليلي

ابتسمت بهدوء والخجل يغزو ملامحها من اطرائه

قبل جبهتها بخفة

يامن بهدوء وقد افلتها متجها لمكتبه: يلا بقا على الشغل كفاية دلع كده وأكمل بخبث علشان لو فضلتي

كده كتير مش مسؤول عن اللي ممكن أعمله

اتجهت بسرعة للخارج وهي تغلق الباب خلفها بدون الرد عليه فهي على معرفة تامة بوقاحته

جلست على الكرسي الموضوع بجانب نور ونور تشرح لها كيفية سير العمل  

بعد مدة طويلة كانت الساعة قد أصبحت الثانية عشرة

نور بهدوء: معلش مضطرة ألبي نداء الطبيعة يا ليل

ضحكت ليل بخفة على كلماتها فهي اكتشفت أن نور شخصية مرحة للغاية

ليل بإبتسامة: ماشي يا ستي متقلقيش

فأومأت نور بإبتسامة وهي تتجه للخارج

بعد خروج نور بدقائق سمعت صوت خطوات تقترب من مكتبها رفعت رأسها وقع نظرها على رجل يظهر عليه علامات التقدم في العمر

ولكن نظراته لها لم تعجبها بالمرة فهو ينظر لها بطريقة فجة أشعرتها بالرغبة في التقيئ 

ليل بهدوء: أساعد حضرتك إزاي

راغب والخبث يرتسم على ملامحه: مستعجلة على ايه بس يا قمر قوليلي الأول اسمك ايه

ليل بصوت هادئ قدر الإمكان: مظنش هيفيد حضرتك في حاجة

امتدت يده ليقبض على يدها ولكنها ابعدت يدها بسرعة

ليل بغضب شديد: ازاي حضرتك تسمح لنفسك تعمل كده انت اتجننت 

راغب بغضب: انتي اتجننتي ولا ايه أنا هعرفك ازاي تتكلمي معايا كده

دخلت نور في تلك اللحظة وقد سمعت كلماته الأخيرة

نور بسرعة: راغب بيه اتفضل ارتاح على ما ادي خبر ليامن بيه

ليل بصوت عالي: يتفضل مين ده حاول يمد ايده عليا

خرج يامن من مكتبه على صوتها العالي

نور بسرعة: ده راغب بيه عم يامن بيه وحماه

صدمت ليل وأغلق يامن عينيه بغضب فور سماع كلمات نور

يتبع .......
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
خرج يامن من مكتبه على صوتها العالي

نور بسرعة: ده راغب بيه عم يامن بيه وحماه

صدمت ليل وأغلق يامن عينيه بغضب فور سماع كلمات نور 

يامن بغضب : نور

انتفضت فزعة عندما سمعت صوته العالي شعرت بأن ساقيها لم تعد تحملها من شدة خوفها 

صدمته ردة فعل ليل عندما توجهت بهدوء ناحيته

وقفت بجواره وهي تحرك يدها على ذراعه لتهدأته 

ليل بخبث: متضايقش نفسك يا حبيبي محصلش حاجة

تسمر في مكانه عندما سمع كلماتها كأن لسانه شل عن الحركة ولم يتفوه بحرف

ثم إلتفتت لراغب ناظرة له ببرود فما يحركها هو غيرتها التي أعمتها عن أي شيء آخر فكل ما يدور في ذهنها الآن أن هذا هو والد غريمتها هي ليست بهذه السذاجة حتى تسلم عليه وخصوصا مع نظراته

القذرة بل هي تريد أن توصل له رسالة معينة

ليل بهدوء: إزي حضرتك يا راغب بيه يامن حكالي عن حضرتك كتير إنت وبنتك

راغب باستفهام: وإنتي بقا حضرتك مين علشان يامن

يحكيلك عن عيلته

فهم يامن ما تحاول فعله تلك القطة الشرسة فهي لا تستطيع السيطرة على غيرتها وتريد إعلان ملكيته لها

أحاط خصرها وهو يجذبها بجواره جاعلا إليها تصتدم بخفة بكتفه 

يامن بإبتسامة متشفية وهو يرد بدلا عنها: ليل مراتي

أنهى كلمته وقبل أعلى رأسها

وأكمل بتحذير وعينك يا راغب لو منزلتش الأرض صدقني مش هعمل إحترام لسنك أو إنت مين وافتكر إني حذرتك

راغب بسخرية: لا محترم يا إبن الأصول

ابتسم له ببرود يامن ببرود: اتفضل على المكتب نكمل كلامنا جوه 

ثم وجه كلامه لليل وهو يشتعل في مكانه لرغبته في تحطيم رأس ذاك اللزج الذي ينظر لإمرأته

يامن بهمس في أذنها : تختفي من هنا دلوقتي اطلعي على الشقة فوق المفاتيح في الباب  مش عايز ألمح خيالك لحد ما أطلع وبلاش عند علشان متزعليش

أومأت له بهدوء 

تبع عمه للداخل وهو يغلق الباب خلفه عزما على جعله يدفع ثمن نظراته الوقحة

****.....

كانت تتحدث في الهاتف بإنفعال شديد

نوال بغضب: قولتلك اصبر شوية وأنا هجيبلك الفلوس

فجائها الرد من الناحية الأخرى

هاشم بصوت بارد: وأنا قولتلك قبل كده إن الباشا مش موافق

فقالت بمحاولة يائسة لإقناعه: يا هاشم دي مش أول مرة أتعامل معاك وكان بينا شغل كتير قبل كده قوله يصبر لآخر الشهر وأنا هعمل كل اللي في إيدي علشان أجيبها

هاشم بخبث: طيب متتأخريش علشان ملفك اللي من واحد وعشرين سنة لسه مفتوح وفي أي وقت ممكن نسجنك

وأغلق الهاتف دون سماع ردها

انهارت جالسة في مكانها وهي تتذكر ما فعلته منذ أكثر من عشرين عاما

فلاش باك....

جلست في غرفة الاستقبال وهي تقول لنفسها بخبث: كلها شوية وكل العز اللي إنتي عايشة فيه ده يا ناهد هيبقى ملكي

دخلت ناهد راسمة على وجهها ابتسامة صادقة

ناهد بترحيب: لا مش مصدقة نفسي نوال هانم بنفسها جيالي البيت عاملة ايه ده أنا مشفتكيش من يوم الفرح

سلمت عليها ثم توجهت للجلوس بجوارها 

نوال بهدوء محاولة اخفاء حقدها:  مشاغل بقا أعمل ايه بس أول ما فضيت جيت ليكي على طول صحيح بقيتي في الشهر الكام

نظرت لبطنها المنتفخة بحب وهي تمسح على بحنين

ناهد بإبتسامة: بقيت في السابع كلها شهرين  والهانم تنور

نوال بابتسامة خبيثة فهي تعلم بأن اليوم هو ميعاد زيارتها للطبيب : بس انتي لابسة كده وراحة على فين أوعى أكون معطلاكي وبعدين عادل فين 

ناهد بإبتسامة: عيب تقولي كده على فكرة ده بيتك وتيجي مع أي وقت وبعدين يا ستي عادل بيلبس علشان كنا رايحين للدكتور النهارده

في تلك اللحظة دخل عادل

عادل بابتسامة جذابة: مين اللي جايب في سيرتي

ناهد بإبتسامة: تعالى يا سيدي سلم على بنت عمك اللي لسه جاية تفتكر تزورنا

عادل بهدوء: عاملة ايه يا نوال

نوال بابتسامة جذابة: الحمد لله شكلي معطلاكم أستأذن أنا بقا وبعدين أنا كنت جاية علشان عايزة عادل في موضوع وبما انكم خارجين أجيلكم في وقت تاني بقا ووقف من مكانها

قاطعتها ناهد بعتاب: اقعدي يا نوال عيب كده ونظرت لعادل برجاء وبعدين عادل مش رايح في حتة أنا بس اللي رايحة للدكتور 

كاد عادل أن يقاطعها ولكنها توجهت له وهي تقبله من خده مودعة وقالت بهمس: مينفعش تسيبها وتيجي معايا وهي جاية علشان تقابلك وبعدين شكلها عايزاك في موضوع مهم لانها سألت عليك أول ما جت

فأومأ لها بهدوء عادل بهدوء: طيب خلي بالك من نفسك وخدي السواق معاكي

فأومأت له وهي تخرج من الغرفة مودعة لهم فهي لم تحب فكرة وجوده من البداية معها فعلي الرغم من مرور اكثر من نصف عام على زواجهم إلا أنها لم تسامحه حتى الآن على ما أجرمه في حقها رغم حبها له

ركبت السيارة وهي تمسح على بطنها: كله علشان خاطرك يهون

عادل بهدوء: خير يا نوال عايزة ايه

نوال بخبث: مستعجل ليه كده ولا خايف لترجع وتلاقيني موجودة لسه

عادل بغضب: خلصي قولي عايزة ايه

نوال بابتسامة مغرية: كنت محتاجة فلوس منك

قاطع كلامهم دخول الخادمة وهي تحمل صينية القهوة وضعت القهوة ثم توجهت بسرعة للخارج

بعد خروج الخامة ارتشف قهوته بهدوء

عادل بصوت بارد: عايزه قد ايه

نوال بخبث: مية ألف

لم يجيبها وهو يكمل احتساء قهوته يفكر في طريقة لتدبير ذاك المبلغ فهو لا يريد تدمير حياته اللتي يحاول بنائها ويعرف أن الحية الجالسة قادرة على هدمها باخبار زوجته أنه كان على علاقة بها

عادل بهدوء بعد صمت طال لاكثر من عشر دقائق

:عوزاهم ليه ...

ولكنه قبل أن يكمل كلامه شعر بأن الارض تدور به

وقع الفنجان من يده قبل أن يكمل كلامه

ابتسمت بخبث وهي تقف من مكانها متجهة لخارج الغرفة متجهة لكبيرة الخدم

قابلتها عند الدرج

نوال وهي تناول كبيرة الخدم النقود: مشيتي كل الخدم ولا لسه

كبيرة الخدم بطمع وهي تنظر للنقود: مشيتهم كلهم يا هانم مش فاضل غير أنا بس وحطيت قرصين منوم زي ما حضرتك أمرتي

فأومأت بهدوء: تمام كده أوي عيزاكي بقا تختفي من هنا تماما ومشوفش وشك هنا تاني وأكملت بشر

وإلا انتي عارفة ممكن أعمل فيكي ايه 

فأومأت الخادمة بخوف واتجهت للخارج وهي تحمل معها النقود

توجهت عائدة لغرفة الإستقبال مرة أخرى وجدته فاقدا للوعي في مكانه ضحكت بشماتة وهي تقول في نفسها علشان تعرف ازاي تضحك عليا وتتجوز غيري وأكملت بشر وحياتي لندمك على عملتك دي

قامت بسحب جسده بصعوبة بالغة وهي تتجه به ناحية غرفة ناهد في نفس الارضي فقد أخبرتها الخادمة أنه خصص هذه الغرفة لها لصعوبة حملها

وأمر الاطباء لها بعدم الحركة

سحبته وهي تضعه على السرير زفرت بشدة من شعورها بالارهاق

ثم أخذت تنزع عنه ثيابه مبقية فقط على سرواله

وضعت الغطاء عليه وهي تنظر بفخر لعملها

ثم اتجهت ناحيته خزانة ملابسها تنتقي منها واحداً من ثياب نومها اتجهت للحمام المرفق بالغرفة تغير ثيابها مرتدية إياه بعدها اتجهت للسرير تنام بجواره محتضنة إياه وهي تفكر بخبث ماذا ستكون ردة فعلها عندما تعود وتراهم بهذا المنظر

****....

بعد انتهائها من الكشف جلست في السيارة وانطلق بها السائق للمنزل أخذت تتذكر تحذيرات الطبيب لها

بعدم تعرضها لأي ضغط عصبي أو تجهد نفسها بالحركة فعلي الرغم من مرور سبعة أشهر على حملها إلا أنه مازال هناك نسبة خطر بسبب ضعفها

بعد مدة وصلت السيارة للقصر نزلت من السيارة بهدوء متوجهة للداخل ولكنها فوجئت بالباب مفتوحا والهدوء الذي يلف المكان بحثت بعينيها عن الخدم فى المكان وهي تتجه للمطبخ

ناهد بصوت عالي: عنيات انتي فين... عادل يا عادل

ولكن كل ما قابلها هو الصمت حدثت نفسها قائلة باستغراب هما راحوا فين دول 

عندما سمعت صوتها أخذت ابتسامتها الخبيثة تتسع وادعت النوم بهدوء

أما هو فدأ يتململ على صوتها العالي وهو بين النوم واليقظة

اتجهت لغرفتها بعد أن يأست من وجود أي أحد للرد عليها

ولكن فور فتحها لباب الغرفة انطلقت من حلقها صرخة مدوية لم تستطع السيطرة عليها من هول المشهد الذي أدمى قلبها والدموع تنهمر من عينيها تغرق وجهها

فتح عينيه بصعوبة بالغة من تأثير المخدر عندما سمع صرختها 

أما الاخرى فادعت أنها تململت في نومها وهي تفتح عينيها على مظهرها بتشفي

نوال بصدمة مصطنعة وهي تسحب الغطاء عليها: ناهد

لم تستطع أن تمنع نفسها من البكاء انهيارا على صدمتها فهي لم تتوقع أن تتلقى مثل هذه الصدمة في حياتها وخاصة منه بعد وعده لها بأنه سيحافظ عليها

فتح عينيه على صوت صرختها التي انطلقت تشق الصمت الذي يلف المكان نظر لها باستغراب من بكائها

ولكن زال استغرابه بمجرد وقوع نظره على الجالسة بجواره تصطنع الصدمة والخوف

ناهد بحرقة شديدة من صدمتها : تصدق إنك أوس...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
واحد شوفته في حياتي أنت وهي متتخيروش عن بعض

نظر بذهول من حوله فهو لم يفهم اي شيء مما حدث قفز من السرير مسرعا للحاق بها قبل خروجها وهو يسحب بنطاله المرمي على وقميصه

اتجهت مسرعة خارج الغرفة بدون سماع تبريره ولكن بمجرد خروجها انطلقت منها صرخة مدوية وهي تشعر بانسحاب روحها من الألم الذي داهمها

وقع نظرها على ملابسها التي أغرقتها الدماء وسقطت مغشياً عليها

فور سماعها صرختها كان قد وصل إليها وهو يشعر بانتفاض قلبه من شدة قلقه ولكن رؤيتها بهذا الشكل كانت القشة التي قسمت ظهر البعير 

جلس على الأرض بجوارها يسحبها لحضنه ودموعه تنهمر خوفاً من فقدانها 

عادل بصراخ وعدم تصديق: مستحيل تموتي قومي يا ناهد والله ما أعرف ايه اللي حصل ولا لمستها 

ظل يصرخ بصوت عالي يترجها أن تفيق غير مصدق بأنه قد يفقدها بعد ثوان بدأ يفيق من صدمته وهو يستجمع شتات نفسه مخبرا نفسه بأنه عليه الصمود والتحلي بالقوة لينقذها 

حملها بسرعة متوجها للخارج وهو ينظر بفزع شديد للدماء التي تغرق ملابسها

عادل بصوت عالي للسائق : افتح العربية بسرعة

نظر له السائق بفزع وهو يرى سيدته فاقدة وعيها

فتح السيارة بسرعة وتوجه لمقعد السائق

وضعها في المقعد الخلفي بحذر شديد وجلس بجوارها ليسند جسدها

عادل بصراخ: اطلع بسرعة على المستشفى

انطلق السائق بسرعة نحو المشفى يدعو بداخله أن يمر هذا اليوم على خير

أما هي جلست مكانها بهدوء والإبتسامة تعلو شفتيها مغترة بأفعالها

نوال بخبث: كنت عيزاكي تسبيه بس شكلك هتموتي بدري يا خسارة 

غيرت ملابسها بسرعة كبيرة وهي تتجه لتنفيذ الجزء الباقي من خطتها

***.....

وصل للمشفى بعد معاناة حملها بسرعة متوجها نحو قسم الطوارئ

عادل بصراخ: عايز دكتور نسا وتوليد

حضرت الممرضات لأخذها منه متوجهين لغرفة العمليات

في خلال دقائق أصبح المكان رأسا على عقب بعد معرفتهم بهويته وخلال وقت قصير تواجد نخبة من أكفأ الأطباء لمتابعة حالتها .....

مرت أكثر من نصف ساعة وهو يقف أمام غرفة العمليات يدعو بداخله أن تنجو زوجته من هذا الخطر بعد مرور بعض الوقت رأى أحد الأطباء يخرج من غرفة العمليات

استوقفه بسرعة

عادل بقلق: طمني يا دكتور حالتها عاملة ايه

الطبيب بعملية شديدة: للأسف المشيمة اتفككت ومضطرين نعمل ولادة مبكرة وبنسبة تسعين في المية إحتمال نفقد الأم والجنين

كاد أن يسأله سؤالا آخر ولكن قاطعه الطبيب قبل أن يتحدث لو سمحت مفيش وقت إحنا عايزين متبرع بالدم للمريضة علشان خسرت دم كتير 

وتركه بسرعة متوجها لإيجاد متبرع

أما الآخر انهار على الأرض باكياً يناجي ربه أن ينجي زوجته وابنته

مرت أكثر من ساعتين وهو يرى الأطباء يترددون على غرفة العمليات 

شعر بروحه تعود إليه عندما وجد الممرضة تخرج وهي تحمل طفلته ولكنها لم تعطيه فرصة للحديث وهي تتوجه بسرعة لحضانة الاطفال لتضع الطفلة بها

تبعها بسرعة ليسألها عن حالة زوجته

بعد خروجها من غرفة حضانة الأطفال استوقفها بسرعة

عادل بقلق بالغ: المدام اللي في أوضة العمليات حالتها ايه

أجابته بهدوء: الحمد لله الدكاترة قدروا يسيطروا على الوضع بس اضطروا يستأصلوا الرحم لأنه كان متضرر بشدة و هتتنقل للعناية المركزة هتفضل تحت المراقبة تمانية وأربعين ساعة

أومأ بفرح كبير وهو يخر ساجدا لربه يحمده على نجاتها ويدعو لها لتسترد صحتها بسرعة

****......

مر حوالي أكثر من شهر على ولادتها لابنتها ولكنها

ما زالت في المشفى حتى تسترد عافيتها وطوال هذه المدة لم تسمح له ولو لمرة واحدة بالدخول لها

نظرت لابنتها بحنان وهي تضمها لصدرها بعد أن انتهت من إرضاعها 

تتأمل ملامحها والشبه الكبير بينهما فهي قد أخذت معظم ملامحها

دخلت الممرضة بإبتسامة بشوشة: ناهد هانم عاملة ايه النهارده

ابتسمت لها بهدوء:  الحمد لله أحسن بكتير

توجهت لها وهي تأخذ الطفلة منها بهدوء تضعها في سريرها المجاور لسرير والدتها

ثم اقتربت منها تناولها أدويتها وغيرت لها المحلول ثم اتجهت للخارج

أخذت دوائها بهدوء وبعد مدة غرقت في نوم عميق

في  تلك الأثناء دخلت نوال بابتسامة خبيثة للمشفى

ومعها هاشم الذي يسير بجوارها بهدوء

توجهت للاستقبال لتسأل عن غرفتها فأرشدتها الممرضة لها وهي تخبرها برقم الغرفة

نوال بخبث: دلوقتي دورك بقا

أومأ هاشم بهدوء حتى وصل لطابق فارغ أخرجت معطف الطيبب من حقيبتها وناولته إبرة 

نوال بابتسامة خبيثة: تديها الحقنة دي وتاخدها من مخرج الطوارئ وتختفي وزي ما اتفقنا

أومأ بهدوء و لكنه قال محذرا: فولسي توصلي وإلا صدقيني هتندمي

فأومأت له بالموافقة: متقلقش 

وصل لغرفتها وهو يحمل الإبرة في جيب معطفه

دخل الغرفة بهدوء وأغلق الباب خلفه بحذر شديد عندما وجدها نائمة توجه بخطوات حذرة ناحيتها وهو يفتح الإبرة في تلك اللحظة فتحت عينيها بخدر

من تأثير الدواء غرس الإبرة بسرعة في عضددها قبل أن تتحرك وهو يضع يده على فمها يمنع صراخها

فجأة ارتخت ملامحها وخارت قوتها وانهارت فاقدة وعيها

أزال إبرة المغذي من يدها ثم اتجه للخارج

هاشم بصوت منخفض: ادخلي غيرلها وأنا هراقب المكان

أومأت بسرعة دخلت الغرفة بهدوء قامت بتديل ملابسها بسرعة وهي تخفي وجهها باستخدام النقاب

بعد انتهائها اتجهت للخارج

نوال بفرح وهي تشعر باقتراب تحقيق هدفها :خلصت تعالى خدها

أومأ بهدوء واتجه للداخل يحملها ثم وضعها على الكرسي المتحرك الموجود في الغرفة

سحبها بهدوء متوجها نحو للخارج 

نوال بخبث: خدها وامشي إنت وأنا هنفذ الباقي وأجيب البنت وأجي

فأومأ بسرعة متوجها نحو المخرج أما هي اتجهت لداخل الغرفة تخرج رسالة من حقيبتها تضعها على السرير

ثم اتجهت نحو سرير الصغيرة تنظر لها بشر فهي لم تتركها هي ووالدتها كل هذه المدة إلا لأنها تريد ايجاد خطة محكمة لتخلص من كلتيهما

ولكن قبل أن تحملها سمعت صوت خطوات تقترب من الغرفة توترت بشدة واتجهت مسرعة للاختباء أسفل السرير تضم جسدها

سمعت صوت الباب يفتح ورأت أقدام الممرضة وهي تسير في الغرفة

ولكن الممرضة فزعت من عدم وجود ناهد على سريرها وكذلك الكرسي المتحرك الذي تستخدمه غير موجود فهي لا تستطيع السير لمسافة طويلة كما أن حركتها في الغرفة مقتصرة على خطوات بسيطة مجرد ذهابها للحمام وعودتها للسرير مرة أخرى 

اتجهت للحمام وهي تصيح بصوت عالي: ناهد هانم انتي فين أخذت تبحث عنها وهي تنادي عليها

ولكن بلا فائدة انطلق بكاء ليل الذي كان كالانذار لها

توجهت لها بسرعة لتحملها علها تهدأ لكن كان بكاؤها يزداد خرجت بسرعة من الغرفة وهي تحمل الطفلة في يدها تبلغ الأمن عن اختفائها

استغربت نوال خروجها وهي تنطلق مسرعة للخروج من الغرفة 

نهاية الفلاش باك

انهارت تبكي وهي تحطم كل شيء حولها

نوال بغضب: مستحيل أضيع كل حاجة من ايدي تاني حتى لو هضطر أقتل

****....

بعد دخوله للمكتب توجهت هي لحمل حقيبتها والتوجه لشقته كما طلب منها

ولكن داهمها دوار مفاجئ فهي لم تكن تشعر أنها بخير منذ استيقاظها فهي كانت على علم تماما بأنها ستمرض بسبب تناولها للطعام من الخارج فمعدتها حساسة بشدة

نور بقلق: ليل إنتي كويسة

فأومأت بهدوء وهي تبتسم ابتسامة فاترة

ليل بهدوء: متقلقيش أنا كويسة متقلقيش بكرة إن شاء الله هبقا موجودة من بدري


فأومات نور بهدوء بينما توجهت ليل للمصعد

في الداخل 

جلس على كرسي مكتبه كالملك المتربع على عرشه وهو يسمع صراخ عمه باستمتاع شديد

راغب بغضب: يعني ايه توقف الشغل في المشروع 

وتدي أمر للعمال والمدير إن مفيش حد ينفز كلامي

كان يطرق على مكتبه بخفة بالقلم وهو يسمع كلماته مما أثار أعصاب الآخر

يامن بخبث: أصل أنا لقيت غلط في الحسابات وفي فلوس بتتسحب مش عارف هي بتروح فين إنت ايه رأيك في الموضوع ده

توتر الآخر وحبات العرق تظهر على جبينه 

راغب بتوتر وإنكار: يعني إنت بتتهمني  إني بسرق من فلوسك 

يامن بهدوء: أنا مقولتش إنك بتسرق من فلوسي على العموم كلها أسبوع وهبقا موجود في البلد وهشوف حوار مين اللي بيلعب في الحسابات بتاعة المشروع

ثم أكمل وهو يقف من مقعده نورت يا راغب بيه

راغب باستنكار والغضب يتملكه: إنت بتطردني صدقني يا يامن اللي بتعمله ده مش هعدهولك بالساهل

يامن بسخرية: أعلى ما في خيلك اركبه 

نظر له بغضب واندفع بسرعة للخارج لا يرى أمامه من شدة غضبه 

فور خروجه ابتسم يامن بخبث وهو يشعر بإقتراب تحقيق غايته توجه للخارج هو الآخر

عندما مر من أمام نور

يامن بهدوء: مخصوم منك أسبوع علشان طول لسانك

وتوجه للخارج بدون أن يعطيها فرصة للرد

أما هي فزفرت بحنق وهي تهمس بغضب أنا مالي أنا هو أنا اللي قولتله يتجوز اتنين

****….

فتحت الباب بهدوء وأغلقته خلفها وهي تشعر بالدوار يزداد وكذلك رغبتها في التقيئ رمت حقيبتها بإهمال على الأريكة وكذلك حذائها واتجهت تبحث عن الحمام فهي تشعر بإقتراب المصيبة 

بمجرد دخولها للحمام توجهت للمرحاض وهي تجلس على الأرض تتقيئ بشدة 

في تلك الأثناء دخل الآخر للشقة وهو يبحث عنها في المكان 

يامن بصوت عالي: ليل 

ولكن ما من مجيب أحذ يبحث عنها في الشقة حتى سمع صوتا صادرا من الحمام اتجه له بسرعة 

شعر بالقلق الشديد عند رؤيتها فباب الحمام مفتوح

وهي تتقيئ بشدة اتجه لها بسرعة

يامن بقلق شديد: ليل إنتي كويسة

فأومأت بهدوء وهو يري شحوب وجهها جمع شعرها بخفة عن وجهها وهو يسندها متوجها للحوض حاولت ابعاده عنها خوفاً من أن يشعر بالإشمئزاز منها

ولكنه منعها بهدوء

يامن بهدوء: اهدي

هدأت حركتها وهو يساعدها في غسل وجهها

يامن بهدوء: تحبي تاخدي شاور

فأومأت بهدوء

ليل بإرهاق: ياريت

كان يتجه لمساعدتها في خلع ملابسها ولكنها تراجعت بفزع عندما رأته يقترب منها

ليل بفزع: إنت بتعمل ايه

يامن بعملية شديدة كأنه يخبرها عن حالة الطقس: هساعدك تاخدي شاور

ليل بفزع: لا شكرا أنا هعرف اتصرف لوحدي

يامن بإقناع والخبث يرتسم على ملامحه عندما رأى فزعها: متأكدة وبعدين ده أنا حتى زي جوزك برده

ليل بهدوء الفزع يبدو عليها: أيوه متأكدة واتفضل 

اطلع بره

ضحك بخفة على مظهرها وتوجه للخارج يعطيها بعض الخصوصية

أخذ يبحث عن دواء مطهر معوي وآخر للقيئ وانتظرها لتخرج حتى يعطيها الدواء

بعد انتهائها خرجت من الحمام وهي ترتدي ثوب الإستحمام الخاص به وهي تشعر أنها تسبح فيه

بسبب كبره الشديد

عندما وقع نظره عليها كاد يسقط على الأرض من شدة الضحك

يامن بسخرية: انتي عاملة كده ليه عاملة زى الأقزام

فردت عليه بسخرية هي الأخرى: يعني مش أنت اللي عامل زي السحلية العملاقة تؤتؤ أنا  اللي قزم

بهت بشدة من تشبيهها فهل تراه مثلما قالت سحلية عملاقة 

شعرت بالخجل من كلماتها ولكن لم تستطع منع نفسها من الرد عليه 

ليل بخجل: أنا آسفة مكنش قصدي كده ثم أكملت ينفع تجيب حاجة ألبسها

أومأ بهدوء وهو يتجه لغرفته بينما تتبعه هي وقف أمام خزانته يتفحص الملابس بداخله وهو ينظر بخبث لقميصه الأسود ويتخيل كيف سيبدو عليها

ابتسم بخبث وهو يمد لها القميص

يامن بخبث: اتفضلي إلبسيه 

واتجه لخارج الغرفة

أما هي نظرت للقميص بخجل شديد وارتدته بهدوء فليس أمامها حل آخر فملابسها قد اتخست

بمجرد ارتدائه شعرت برائحته العالقة في القميص تغمرها تشعرها بالأمان الذي فقدته

بمجرد انتهائها اتجهت للسرير وهي تشعر بالرغبة الشديدة في النوم وما هي إلا لحظات حتى غطت في نوم عميق

عندما شعر بتأخرها توجه للغرفة وهو يطرق الباب بخفة ولكن ما من مجيب فتح الباب بهدوء ابتسم على مظهرها اللطيف بين أغطية سريره وتوجه لها بهدوء ينام بجوارها يضمها لصدره

يستنشق رائحتها المختلطة برائحته وكم أعجبه هذا الأمر والشعور الذي غمره بمجرد نومه بجوارها وضمها لصدره فهو قد افتقد هذا الشعور بشدة

وقبل أعلى رأسها ثم نام بهدوء فهو لم يشعر بهذا السكينة التي غمرته منذ وقت طويل أغمض عينيه مطمئناً نفسه أنها هنا وبين ذراعيه ولن تهرب لأي مكان 

بعد ساعات استيقظ على حركتها الخفيفة عندما شعر بتململها بين ذراعيه

فتح عينيه بهدوء وهو ينظر لها أما هي نظرت له بعينين شبه ناعسة وهي تقترب منه بتردد ترفع أناملها وهي تسير على ملامحه بخفة كأنها رسام يحرك ريشته على لوحته

اقتربت منه بهدوء وهو مصعوق من تصرفها يشعر بأنها ليست في وعيها وضعت شفتيها فوق شفتيه

صعق بشدة من تصرفها ولكن ما لبثت أن تحولت مشاعره لشيئ آخر وهو يستولي على شفتيها يقبلها بشدة سامحا لنفسه بتذوق كل إنش فيها وهو يتعمق في قبلته أكثر وأكثر سامحا لنفسه بتذوق رحيق شفتيها مستمتعا بحلاوتها بينما رفعت يدها تحيط بعنقه وأصابعها تداعب خصلات شعره غير قادرة على مجاراته في قبلته

ابتعد عنها بصعوبة بالغة وهو يلهث بشدة

ليل بتشوش: هو أنا ليه حاسة إن ده مش حلم

انطلقت منه ضحكة صاخبة جعلتها تفيق من تشوشوها

يامن بخبث وهو يقوم بقرص ذراعها: لأنه حقيقة مش حلم

بمجرد سماعها لكلمته انطلقت منها صرخة مدوية من شدة خجلها وهي تحاول الهرب منه....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
يامن بخبث وهو يقوم بقرص ذراعها

=لأنه حقيقة مش حلم



بمجرد سماعها لكلمته انطلقت منها صرخة مدوية من شدة خجلها وهي تحاول الهرب منه

أبعد يديه عنها وهو يبتسم سامحا لها بالهروب من بين براثنه مستمتعا بخجلها

أما هي فخرجت تجري بسرعة من الغرفة وتوجهت للحمام مغلفة الباب خلفها بالمفتاح وصلت لها صوت ضحكاته المرتفعة وضعت يدها على قلبها تتحسس نبضه المرتفع فيكاد أن يخرج من مكانه من شدة قوة نبضاته وسرعتها محدثة نفسها بحرج ايه اللي أنا عملته ده هو أنا اتجننت ولا ايه

وضعت يدها على شفتيها بأصابع مرتجفة وهي تسترجع مذاق قبلته ولكنها سرعان ما شردت به

وهي تتذكر ملامحه الجذابة عندما يغضب وخاصة عندما يكون بسبب غيرته عليها ،عينيه الرمادية الحادة التي تشعرها بالخوف والأمان في نفس الوقت ،حركاته ،همسته لها،

عندما يحتضنها بقوة يحتويها بين زراعيه كأنه يريد حمايتها من العالم يخفيها بين أحضانه وأكثر حركة تفضلها منه هو تقبيله لرأسها تلك الحركة تجعلها تطير فرحا فتشعر كأنها سلطانة وتاجها هو قبلاته

تعترف لنفسها أنها عشقت كل تفاصيله وحركاته حتى غضبه وغيرته أصبحت تحبها

ولكن لمعت في رأسها صورته وهو يحتضن امرأة أخرى والتي هي زوجته الأولى يا ترى هل يعاملها بنفس الطريقة هل يلمسها ،يقبلها،يحتضنها كما يفعل معها اشتعل فتيل غيرتها حتى صارت تنهش صدرها

وهي تشعر بمذاقها اللاذع في حلقها

انتفضت فزعة عندما سمعت صوت طرقات على الباب

يامن من الخارج وهو يمنع نفسه بصعوبة من الضحك

=ليل انتي هتباتي في الحمام بقالك أكتر من نص   ساعة انتي كويسة 

تصاعد خجلها مرة أخرى وهي تتذكر فعلتها قلقة حول الفكرة التي من الممكن أن يأخذها عنها بعد فعلتها ولكنها طمأنت نفسها بأنه لطالما فاجأها بقبلاته وأنه مدرك بأنها كانت غير واعية لما جرى وستحاول أن تتصرف على طبيعتها وكأن شيئا لم يكن ليل بصوت مرتجف حاولت السيطرة عليه قدر الإمكان

=ثواني وهخرج

يامن بهدوء وقد توجه للمطبخ ليحضر الدواء ويجهز وجبة خفيفة لها

=تمام مستنيكي 

بعد دقائق خرجت من الحمام وهي تنظر بعينيها في المكان باحثة عنه سمعت صوت حركته في المطبخ فتوجهت له بهدوء عند دخولها وقفت تتأمل ملامحه الجذابة الصارمة وهو منشغل فيما يفعله كأنه يقوم

بحل معضلة معقدة

اقتربت منه بهدوء وهي تقف بجواره تشاهد ما يفعله رفع عينيه ينظر لها وابتسمت عينيه لها قبل ششفتيه يتأملها وهي مرتدية قميصه وكم راقه هذا المنظر بلطافتها وقميصه الذي بيتخطى فخذيها بقليل مشعرا إياه بصغر حجمها وصولا لقدميها الحافيتين  الناعمة

يامن بهدوء والإبتسامة تزين شفتيه

=روحي ارتاحي شوية على ما أنا أجهز الشوربة وأجيب العلاج علشان معدتك

لكن كلامه لم يعجبها فهي تريد التواجد معه ليل بصوت هادئ

=بس أنا مش عايزة أقعد وبعدين أنا بقيت كويسة  وممكن أساعدك كمان

اقترب منها بهدوء وضعا شفتيه فوق جبهتها يتحسس حرارتها أغمضت عينيها في تلك اللحظة مستشعرة ملمس شفتيه على بشرتها 

ابتعد بهدوء وهو ينظر لها بإبتسامة تنم عن راحته

=الحمد لله مفيش حرارة 

وأشار على كرسي المائدة الموجودة بمنتصف المطبخ

=اتفضلي اقعدي هناك ومش عايز حركة كتير أو إزعاج مفهوم

أومأت بهدوء واتجهت للمائدة كما طلب منها ولكنها فاجأته بسحبها للكرسي تضعه بجواره وتجلس عليه

تأملها بعدم تصديق فهي تشبه الأطفال في تصرفاتها ومعاندتها له تخطى الأمر بسرعة مكملا تجهيز الحساء حتى تتناوله ويعطيها الدواء 

أما هي جلست تتأمله شاردة في تفاصيله وعلى وجهها ابتسامة بلهاء تحرك أقدامها في الهواء فقدمها لا تلامس الأرض بسبب ارتفاع الكرسي

بعد مدة إلتفت لها بإبتسامة مشاغبة

=أول مرة أعرف أني حلو لدرجة أنك تفضلي بصالي

طول الوقت ده

ارتدت للخلف بخجل ووجهها ينافس الفراولة في إحمراره وقع نظرها على الحساء الذي أتم إعداده

فقالت بتبرير وهي تحاول الخروج من هذا المأزق

=على فكرة أنا كنت بشوفك بتعمل الشوربة إزاي علشان أتعلم طريقتها

فضحك بخفة على كلماتها يامن بإبتسامة

=ماشي يا ستي مصدقك هاتي الأطباق من هناك بقا على ما جهز السفرة 

قالها وهو يشير على رف الأطباق فأومأت بهدوء وهي تتجه لها

وتركها متوجها للمائدة ليعدها 

وقفت أمام حاملة الأطباق بحيرة طفيفة فأطباق الحساء في الرف الثالث ويدها بالكاد تصل للرف الثاني بسبب ارتفاعها فقررت التوجه استخدام الكرسي للوصول لها سحبت الكرسي التي كانت تجلس عليه صعدت عليه بصعوبة بسبب إرتفاعه محدثة نفسها بغضب

=يعني هو مفكر إن كل الناس طويلة زيه ده ايه ده يا ربي

بينما الآخر غافل عنها منشغلا بتجهيز السلطة 

سحبت الأطباق بفرحة شديدة وهي تنظر لنفسها بفخر ولكنها توقفت بحيرة كيف ستنزل وهي تحملها

متأكدة أنها لو فعلت هذا ستتكسر الأطباق وستقع هي على الأرض فقررت منادته بتردد ليل بعد تردد طويل 

=يامن ممكن تاخد الأطباق

نظر لها باستغراب مندهشا من فعلتها وانطلقت منه ضحكة صاخبة توجه ناحيتها وهو يسحب الأطباق من يدها يضعها على المائدة ونظر لها بتسلية

=وريني هتزلي إزاي

نظرت للأرض خوفاً من أن تقع عند نزولها ليل بصوت عالي

=على فكرة الموضوع مش مضحك للدرجة دي وعادي يعني هعرف أنزل لوحدي 

نظر لها بقلق خوفاً من أن تقدم على القفز فحتما ساقها ستتأذى أما هي فكانت تنظر للأرض بتردد

ولكنها تفاجأت بيده التي حملتها 

صرخت بفزع ليل بخوف

=هتوقعني نزلني

أنزلها بخفة على الأرض وهو يحيط خصرها بيديه والتسليةواضحة في عينيه يامن بمزاح

=يا جبانة 

نظرت له ببرود وخجلها من تصرفاتها يزداد تنزل يديه من على خصرها ليل بهدوء

=كنت أقدر أنزل لوحدي

يامن بتسلية وقد أعجبته مشاغبتها

=أيوه ما أنا واخد بالي كنت هتتكسري بس

لم تعرف بماذا تجيبه فآثرت الصمت

سحبها من يدها يقودها لطاولة الطعام  سحب لها الكرسي لتجلس عليه يامن بهدوء

=يلا علشان تاكلي وتاخدي الدوا

أومأت بهدوء وهي تبدأ تناول الطعام وقد أعجبها طعم الحساء بشدة بينما ظل الآخر يتأملها بإبتسامة عاشقة تظهر مدى جنون عشقه لها وشغفه بها

رفعت عينيها تنظر له فقابلتها نظراته التي جعلتها تذوب في مكانه تغرق في رماد عينيه استدركت نفسها بسرعة ليل بهدوء

=مش بتاكل ليه

أومأ بهدوء وهو يمسك الملعقة بدون أن يزيح عينيه عنها يامن بهدوء

=هاكل دلوقتي

بدأ تناول طعامه بهدوء يسترق النظر لها بين الفنية والأخرى

بعد انتهائهما أخذت دواءها بينما باشر هو بجمع الاطباق يضعها في غسالة الصحون

توجهت لخارج المطبخ بينما تبعها هو

تفاجأت من رؤية الليل قد حل فهي لم تتوقع أنها نامت كل هذا الوقت نظرت من خلال الزجاج المحيط بالمكان وقد خطف لبها روعة المنظر وجمال النجوم 

وهي تتلألأ كأحجار الماس، والأضواء الخافتة الصادرة من المباني المحيطة 

تأمل انبهارها بإبتسامة عاشقة وهو يتقدمها فاتحاً باب الشرفة يشير لها بالدخول تبعته بخطى هادئة

وما إن خطت قدمها الشرفة استقبلتها رائحة الزهور وأشجار المسك مع نسيم من الهواء البارد الذي ضرب جسدها توقفت مكانها من فرط روعتها تأملت إتساعها الشديد ،الوسائد الموضوعة على الأرض بترتيب رائع ،الورود المزروعة ، الإضاءة الخافتة

جعلتها تنتقل لعالم آخر من الجمال

أفاقت من شرودها عندما شعرت بذراعيه تحيط بها من الخلف يضمها لصدره جاعلا جسدها الغض ملتصقا بجسده الصلب أغمضت عينيها بإستسلام لأحضانه وهي تسحب نفسا عميقا لرأتيها 

أبعد شعرها الناري بهدوء عن عنقها

شعرت بشفتيه تسير على عنقها وهو يقبلها قبلات متفرقة أشعرتها بفراشات تطير في معدتها ورعشة

خفيفة تمر في سائر جسدها

حاولت الإبتعاد عنه بهدوء لعلمها بأن آخر ذرة مقاومة تملكها ستنهار إذا طال وقوفهم بهذا الشكل 

أطلق سراحها بهدوء يتأمل ملامحها في تلك الإضاءة الخافتة ويطيل النظر في عينيها مستكشفا خبايا روحها هو متأكد أنها أصبحت تحبه من نظراتها العاشقة، تأملها الدائم له ولكنه آثر تخطي الموضوع

وتركه لوقت لاحق

يامن بإبتسامة هادئة 

=ايه رأيك نتفرج على فيلم في الجو الجامد

أومأت بإبتسامة هي الأخرى متمنية عدم إنتهاء هذا اليوم

ذهب للداخل لدقائق معدودة ثم عاد حاملا اللاب توب الخاص به سألها

=بتحبي الرعب

فأومأت بالموافقة خوفاً من أن يسخر منها وهي تتمنى بداخلها أن يشغل فيلماً كوميدي

جلس على الوسائد الناعمة الموجودة على الأرض كادت أن تجلس بجواره ولكنه جذبها من يدها جاعلا ايها تجلس بين أحضانه مستنداً على السور بينما هي لم تمانع هذا القرب واسترخت بين ذراعيه تريح ظهرها على صدره

بدأ الفيلم وهي خائفة بشدة تخفي وجهها بسرعة في لقطة مرعبة

ضحك بخفة على حركتها 

وأزاح يديها من فوق عينيها هامسا بصوت عميق في أذنها

=متخافيش طول ما أنتي معايا 

شعرت بسكينة غريبة تجتاح روحها من كلماته المطمئنة

ومد يده بهدوء يغلق الجهاز  

ثم استلقى على الوسائد بهدوء يتأمل النجوم وهو يفتح ذراعيه لها

نظرت له بتردد ولكنها حسمت قرارها وهي تدفن نفسها بين أحضانه الدافئة وهو يستقبلها برحابة صدر واشتياق شديد ظلا في هذا الصمت لثواني

قبل أن تسأله ليل بتساؤل

=مين أكتر شخص نفسك تشوفه دلوقتي

صمت قليلا يفكر يامن بصوت عميق

=والدي نفسي أسأله إذا أنا حققت اللي هو بيتمناه 

وأكمل متسائلا يا تري لو كان موجود كان هيبقا فخور بيا ولا لا

فردت من فورها عليه كأنها إجابة بديهية لا ريب فيها

=طبعاً هيبقى فخور بيك يعني إنت شخص حنين جدا في أصعب وقت بتبقا موجود جمبي جدع وشهم يوم ما أنقذتني من غير ما حتى تعرف أنا مين
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
عندك شخصية قوية جداً ناجح في شغلك إنت عندك صفات حلوة كتير بس فيك حاجة واحدة مش حلوة وهي إنك قليل الأدب 

قالت كلماتها وهي تنظر له ببرائة والإبتسامة تعلو ثغرها

يامن باستنكار شديد وهو يضحك

=يعني أنا قليل الأدب

ليل باستغراب وهي تنظر لعينيه

=يعني إنت سيبت كل الكلام الحلو ومسكت في قليل الأدب لا وكمان مش مصدق إنك كده فعلا

ضحك بشدة على تعبيرات وجهها واستنكارها لكلماته

ظلا يتحدثان طويلا وهما يتأملان النجوم حتى غلبهما النوم وهما في أحضان بعضهما

****……

راغب بغضب شديد وهو يتحدث في الهاتف

=المشروع واقف وكل حاجة واقفة وكمان مش هعرف أجيب الفلوس لأن يامن منع المحاسبين

إنهم يسمحوا بخروج أي فلوس من الخزنة

فجاء رد الآخر من الجهة الاخرى من الهاتف

=طيب وإنت سايبه ليه لحد دلوقتي ما تخلص منه

وبعدين هو مش جوز بنتك يعني لو مات هتاخد

كل حاجة

راغب بهدوء وهو ينظر للفراغ

=وإنت مفكر إني محاولتش قبل كده حتى قبل ما يكبر ويطالب بحقه في الورث بس كل مرة بيفلت منها وبعدين دلوقتي هو متجوز واحدة كمان

رد عليه بهدوء

=متقلقش المرة دي هتبقى عليا أنا بس عايز رجالة من عندك وموضوع مراته التانية هيتحل برصاصة 

راغب بخبث والفرح يحتل ملامح وجهه 

=إنت بتتكلم جد

الآخر بصوت واثق

=ومن إمتى بنهزر في الشغل اديني المعاد اللي هيجي فيه البلد عندك وبعدين الموضوع ده مش علشانك لوحدك ده علشان شركتي وإنت عارف إنه

أكبر منافس ليا 

راغب بهدوء وابتسامته تتسع

=أسبوع وهيبقا موجود هنا هبلغك باليوم اللي هييجي فيه من السفر

الآخر بصوت هادئ

=تمام كده ولحد الوقت ده مش عايز مشاكل مع السلامة

وأغلق الهاتف بينما إبتسم راغب وهو يتخيل نفسه مالكاً لكل هذه الثروة التي لاطالما طمع بها

***.....

استيقظت على أشاعة الشمس تداعب جفنيها

فتحت عينيها بهدوء وهي تشعر بذراعيه التى ما زالت تحيط بخصرها أزاحت يديه بهدوء وقبل أن تقوم قبلت رأسه بهدوء وهي تتأمل ملامحه الهادئة بسكون تلك الحركة التي طالما فعلها هو وها هي الآن تفعلها فكما يشعرها بأنها ملكة والمرأة الوحيدة التي يراها أمام عينيه ستبذل قصارى جهدها لتجعله

يشعر بنفس شعورها ستجعله سلطاناً متوجا في قلبها

سارت بخطوات هادئة حتى لا توقظه بينما اتسعت ابتسامة الآخر بخبث فقد شعر بكل حركة قامت بها منذ استيقاظها ولكنها باغتته بتلك القبلة التي جعلته

يود أن يدخلها بأخضانه مع عدم السماح لها بالخروج منها مرة أخرى

ارتدت نفس الفستان الذي اردته في اليوم السابق وهي تحمد ربها أنه قد جف 

خرجت من الحمام بهدوء ولكنها صدمت عندما وجدته واقفا أمام باب الحمام بهيئته المشعثة تمنت في تلك اللحظة أن تمرر أناملها داخل خصلات شعره الكثيفة ترتبها لها

ابتسم لها بهدوء وعيونه الناعسة ترسل نظرات لها جعلت قلبها يقفز من مكانه يامن بصوت أجش

=صباح الخير عاملة ايه النهارده

ردت بهدوء

=الحمد لله أحسن من امبارح

أومأ بهدوء وهو يدخل الحمام ليأخذ حماما سريعا

وقفت أمام المرآة بهدوء وهي تضع اللمسات الأخيرة على مظهرها أخرجت أحمر الشفاه من حقيبتها

تحدد به شفتيها الندية فجعلتها كحبة الكرز الشهية الجاهزة للأكل 

رأت انعكاس صورته في المرآة وهو يتجه لغرفة الملابس يلف المنشفة على خصره وقطرات الماء تتساقط من شعره بعد دقائق رأته يخرج بكامل أناقته مرتديا بدلته السوداء التي تظهر مدى تناسق جسده 

ليل بتساؤل فهي تشعر بالحرج من النزول معه فماذا سيظن الموظفين بها فهي تعلم أنه لا يوجد أحد يعرف بصلة قرابتها معه غير قلة قليلة

=أنا هخرج معاك ولا هنزل أنا الأول 

يامن بهدوء وهو يجذب يدها يحتوي بين كفيه

=هننزل سوا

أومأت بحرج منه وجذبت يدها منه وهي تتوجه بسرعة نحو المصعد 

دخل المصعد خلفها وعينيه تمر على مظهرها ولكن توقفت عينيه على شفتيها بلونها الأحمر القاني

يامن بخبث

=الروچ بتاعك مش مظبوط 

حاولت تعديله بأصابعها تمررها على حافة شفتيها

وكأنه كان ينتظر تلك الحركة منها ليشن هجومه الضاري على شفتيها يلتهمها بشغف كأنها إكسير الحياة وكأن حياته تعتمد على تلك القبلة حاولت ابعاده بخجل خوفاً من أن يفتح باب المصعد عليهم

ابتعد بعد ثواني وهو ينظر لها بفخر كأنه صنع لوحة فنية ومد يده بمنديل يامن بخبث

=امسحي الباقي وبعد كده لو شوفتك حطاه صدقيني هبقا سعيد جدا إني أمسحه بنفسي 

مدت يدها تأخذ المنديل منه تنظر له بخجل وغيظ


في نفس الوقت من أفعاله

****.....

هايدي بخبث وإبتسامتها تعلو شفتيها

=يعني دلوقتي سامح قالك إنها شغالة معاه في الشركة

سامي بغضب وهو يكاد ينفجر منذ رحيل سامح بعدما أخبره أنها أصبحت لا تفارقه سواء في البيت أو العمل

=أيوه أنا عمري ما كرهت حد ما كرهت يامن ده ليل عمرها كانت ليا يجي هو في غمضة عين يخطفها

هايدي بخبث

=طيب متزعلش نفسك كده أنا هتصرف

سامي باندهاش

=هتعملي ايه يعني

هايدي وهي تضع ساقا فوق الأخرى وهي تقول بنبرة بريئة

=مش هعمل حاجة مجرد زيارة خفيفة لطيفة ليامن بيه وست ليل بتاعته هي اللي هتعمل كل حاجة

على الأقل لو مشكلة صغيرة

سامي بخبث وابتسم وقد أعجبته فكرتها فإن كان يامن ذكيا وتصرف بدهاء لا يعتقد أن ليل ستتصرف بنفس الطريقة

=طيب هتروحي امتى

أجابته بهدوء وهي تبتسم بخبث

=هروح الأول أجهز نفسي وبعدين أروح

أومأ بهدوء وهو يبتسم بخبث متأملا حدوث مصيبة وإنفصال ليل عن يامن بأقرب وقت

*****....

مر اليوم بهدوء حتى أصبحت الساعة الحادية عشرة

على صوت إتصال هاتف المكتب بجوارها

فنظرت لنور وهي تجيب على الهاتف

ليل بصوت هادئ

=اتفضل يا يامن بيه

جائها رده بصوته العميق 

=ممكن فنجان قهوة من اديكي الحلوة وتجبيها بنفسك علشان وحشتيني

احمر وجهها بخجل وهي تجيب بصوت جعلته متزن قدر الإمكان

=تحت أمرك يا يامن بيه

وأغلقت الهاتف بدون أن تعطيه فرصة للرد

وقفت من مكانها متجهة لغرفة صنع القهوة تاركة نور خلفها تنظر لها بإبتسامة وهي تجمع أشيائها فاليوم هو الأخير لها وأخذت إذنا بالخروج باكراً اليوم

وقفت أمام آلة القهوة تنظر لها بشرود تبتسم ابتسامة بلهاء وهي تشعر بأنها مراهقة بسبب أفعالها

شعرت فجأة بقبضة على خصرها فإبتسمت قائلة له

=يامن مينفعش كده احنا في الشركة وبعدين أنا كنت جايبة القهوة وجاية دلوقتي

ولكنها تفاجأت بصوت غريب وهي تنتفض بفزع شديد محاولة الفرار من قبضته

=لا شكلك مقضياها مع يامن بيه حقه الصراحة

صرخت بفزع وهي تبعده عنها

=ابعد عني يا بني آدم إنت

وسحبت كوب القهوة الذي في يدها ترميه عليه

إنتفض الآخر بسبب سخونته ولكنه لم يحررها

قبض على خصلات شعرها بعنف وهو يغطي فمها

فحاولت إبعاد يده وهي تصرخ بصوت عالي

=ياااامن
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
صرخت بفزع وهي تبعده عنها

=ابعد عني يا بني آدم إنت

وسحبت كوب القهوة الذي في يدها ترميه عليه

إنتفض الآخر بسبب سخونته ولكنه لم يحررها

قبض على خصلات شعرها بعنف وهو يغطي فمها

فحاولت إبعاد يده وهي تصرخ بصوت عالي

=ياااامن

لكنها كانت محاولة يائسة منها فهي متأكدة أنه من المستحيل أن يسمعها بينما الآخر يعاود تكميم فمها وباليد الأخرى يحاول تكبيل يدها ليسيطر على حركتها

****....

هب واقفاً من مكانه مقرراً الذهاب لرؤيتها فهي تأخرت بشدة فقلبه

متلهف لملاقتها فهو لم يراها منذ الصباح فقد تجنبت توصيل فنجان القهوة له في الصباح وعندما يطلب أي شيء منها تتهرب منه بإرسال نور بدلاً عنها 

خرج من مكتبه وهو يسير بخطواته الواثقة وقع نظره على مكتبها الفارغ

فاستنتج ذهاب نور لمنزلها فهي قد استأذنت لتغادر باكراً

عند اقترابه من غرفة تحضير القهوة سمع صوت صراخات مكتومة

فازدادت سرعة خطواته وهو يشعر بانقباض قلبه خوفاً عليها من أن يكون قد أصابها أي مكروه 

عندما وقع نظره على المشهد الماثل أمامه 

شعر بدمائه تغلي في عروقه من شدة غضبه

فجأة شعرت بجسد الشخص الذي يكبلها ينسحب من فوقها ولكنها لم تستطع تميز أي شيء فقد كانت على بعد شعرة واحدة من الإنهيار 

وعينيها لا تكف عن ذرف الدموع

تأخذ مجراها على خدها تغرق وجهها الذي أصبح باللون الأحمر القاني وهي تتنفس بصعوبة من استمامتة مقاومتها لذاك الوغد الحقير 

بمجرد أن سحبه يامن من ياقته طفق يكيل له اللكمات واحدة تلو الأخرى لا يعطيه فرصة للتنفس حتى حتى أصبح وجهه عبارة عن لوحة مهشمة باللون الأحمر

وهو يصرخ بصوت عالي

=بتمد إيدك على مراتي يا إبن الگ..... متغركش البدلة اللي أنا لبسها دي ياض ده أنا تربية حواري

تجمع عدد من الموظفين على صوته العالي

ولكنه لم يهتم وهو يكمل ما بدأه يكيل له اللكمات والركلات دون أي إهتمام لصرخاته وهو يسبه بأبشع الألفاظ وأكثرها قذارة دون إهتمام لوجود الموظفين 



****......

وقع نظره على الجالسة على الأرض تنظر له بفزع وزهول متأملة ما فعله في فى ذاك الرجل ودموعها لم تتوقف عن الهطول فقدمها لم تعد تحملها من شدة خوفها وصدمتها

يامن يصوت عالي وهو يصيح بغضب عارم بالموظفين

=كل واحد على شغله واقفين تتفرجوا على ايه كل واحد على شغله خلي بتوع الأمن يرموا الكلب ده بره مش عايز أشوف وشه تاني 

تحرك الموظفون بطاعة لأموامره فهم على علم تام بأن هذه العاصفة لن تمر مرور الكرام بل سيتأثر الكل بها خاصة بعد ردة فعله هذه

انتفضت بفزع من صوته العالي فهذه أول مرة تراه ثائراً بهذا الشكل فكان مثل كرة نار ملتهبة إن فكرت بالاقتراب منها تحرقك بنارها 

توجه لها بخطوات حثيثة قوية 

انحنى بجزعه وهو يحملها بين زراعيه محتضنا إيها 

بينما أخفت هي وجهها في أحضانه الدافئة هربا من

غضب عينيه ونظراته المشتعلة ودموعها لم تجف

على خديها

دخل لمكتبه وهو مازال يحملها بين زراعيه وضعها على الأريكة المقابلة لمكتبه بهدوء وهو ينظر لها

بغضب متغافلا عن انكسار روحها من الموقف الذي 

تعرضت له 

تلاقت نظرات عينيه الغاضبة مع نظرتها عينيها الفزعة المترقبة لكن غضبه لم يكن بسببها فهو يلوم نفسه على جعلها تعمل هنا وهو يتخيل ماذا كان من الممكن أن يحدث لها إن لم يذهب لها ليرى سبب تأخرها أو كم المضايقات التي من الممكن أن تتعرض لها يتمنى لو يستطيع اقتلاع عيني كل من نظر لها

متمنياً لو بمقدرته إخفاؤها عن عيون الجميع 

زفر بغضب شديد واقترب منها يحتويها بقوة بين أحضانه لدرجة سماعها لصوت فرقعة عظامها 

ففي مثل هذه اللحظات يكون الحضن أكبر مواساة

حتى أنه أبلغ في التعبير أكثر من الكلمات 

وهي لم تعارض بتاتاً بل كانت أكثر من مرحبة بالأمر

وخاصة لكونها في أمس الحاجة لمثل هذا الاحتواء

فلفت ذراعيها حول جزعه هي الأخرى باكية في أحضانه متخيلة ما كان من الممكن أن يحدث لها إذا تأخر دقيقة واحدة لكنها الآن بداخل أحضانه يغمرها

بدفئه وحنانه

حاول تهدأتها بخفة وهو يمرر يده على رأسها بهدوء 

ويده الأخرى تمر على ظهرها بخفة تاركاً إيها تخرج ما في جعبتها حتى هدأ صوت بكائها وهدأت تماماً 

ابتعد قليلاً عنها وهو يتأمل وجهها المحمر من أثر

البكاء قام بتقبيل أعلى رأسها 

يامن بصوت هادئ عميق

=بقتي أحسن دلوقتي

أومأت بهدوء وهي تنظر لعينيه 

ليل بهدوء

=الحمد لله بقيت أحسن

فأومأ لها بهدوء يامن باقتراح

=تحبي تطلعي فوق دلوقتي تقريبا مش فاضل غير شوية حاجات بسيطة تقدري تعمليهم على اللاب فوق

لكنها فاجأته بردها ليل بهدوء

=لا أنا عايزة أروح البيت علشان محتاجة أغير هدومي وكمان عايزة أهدى شوية

أومأ بهدوء متفهما حالتها يامن بصوت هادئ

=طيب تعالى علشان أوصلك 

فأومأت بهدوء وهي تسير بجواره فقام بلف يده حول خصرها يقربها منه وهو يسير أمام الموظفين بشموخ كأنه سلطان زمانه

معلنا لهم أن هذه المرأة ملكه ومن يفكر بالاقتراب منها قد حكم على نفسه بالموت

وصل لسيارته فقام بفتح الباب لها وركب هو الآخر

ثم انطلق مسرعاً لوجهته

******.......

وصلت هايدي بسيارتها أمام شركته ولسوء حظها

لمحت سيارته وهي تغادر المكان كادت أن تعود أدراجها ولكن لفت انتباهاها ذاك الشاب الملقى على الجانب الآخر من الطريق ولكنها لم تستطع تبين ملامحه ولكنها شعرت بأن وجهه مألوف لديها فقررت الإقتراب منه بسيارتها عندما اقتربت منه سمعت صوته المتألم وهو يحاول الوقوف على قدميه

شهقت بصدمة عندما رأت ملامحه المهشمة وهي تتعرف عليه أخرجت رأسها من زجاج السيارة وهي تنادي عليه

=زكي

التفت ينظر لها باستغراب ولكن إحتل الهدوء ملامحه عندما تعرف عليها اقترب من سيارتها وهو يسير بصعوبة زكي باستغراب وسخرية

=محتاجة حاجة يا هايدي 

ابتسمت بخبث وقد لمعت في رأسها فكرة خبيثة هايدي بهدوء

=اركب بدل ما أنت متبهدل كده وأنا هوصلك وبالمرة تقولي ايه اللي عمل فيك كده

نظر لها بسخرية فهو يعلم تماما بأن شخصية مثل هايدي مستحيل أن تتحدث معه بهذا الود 

فهو يتذكر عندما رأها لأول مرة في أحد الحفلات التي تقيمها الشركة ومن ثم رأها عدة مرات أخرى

فلم تكن تفوت أي مناسبة للشركة حاول التودد لها

عدة مرات بينما هي لم يكن لديها أدنى اهتمام به

بل كان كل همها الوصول ليامن وهي تحاول رمي شباكها عليه وفي نفس الوقت كانت تتقرب منه

لتسحب منه معلومات عن يامن فظن أنها معجبة به

وكلما سألته عن شيء كان يجيبها باستفاضة

معطيا إيها كافة المعلومات التي تريده محاولا أن

يثير إعجابها وجذب انتباهها ليظهر نفسه في صورة

الرجل المهم أو كما يقال رجل المهمات الصعبة الذي يعرف كل كبيرة وصغيرة في الشركة وعن صاحبها

وما إن عرض يامن عرضه عليها تركته ملوحة له بسخرية تذكر آخر كلمات قالتها له في ذاك اليوم

هايدي بسخرية لازعة

=أمال إنت كنت مفكر إيه أنا عمري ما أبص لواحد زيك

خرج من شروده على صوتها هايدي بصوت عالي

=إنت روحت فين خلص اركب وبعدين أنا عايزاك في موضوع مهم 

كان سيرفض لو كان في وضع آخر لكنه لا يستطيع السير حتى ففتح باب السيارة بهدوء وصعد بصعوبة

بينما هي تتبتسم بخبث فقد وجدت مرادها هو من سيمكنهم من الوصول للأوراق المهمة في الشركة

ومعظم الصفقات المهمة

هايدي بتساؤل
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
=بس إنت ايه اللي عمل فيك كده

فبدأ يقص عليها بهدوء ما حدث وهي تقود السيارة

وتستمع له بإنصات شديد لا يفوتها أي كلمة من كلماته وحدقتها تتسع في دهشة مما حدث 

*****.....

في المساء جلست على السرير بهدوء وهي تتصفح هاتفها قامت بفتح صفحته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي وابتسامتها تشق طريقها على ملامحها بمجرد رؤية صورته تتأمل ملامحه الجذابة الحادة

أخدت تتصفح صفحته وهي تتعرف على ما يفضله ويكرهه

توقفت لثوان أمام تاريخ ميلاده فبعد أربعة أيام بالضبط عيد ميلاده ابتسمت في نفسها وقد خطر على بالها فكرة مجنونة عزمت على تنفيذها من صباح الغد اتسعت ابتسامتها بشدة وهي تتخيل ردة فعله على مفاجأتها

****........

جلس على مكتبه بغضب يفكر في سبب تصرفاتها

فمنذ اليوم الذي أوصلها به إلي شقته في الحارة

وهي تتصرف بطريقة غريبة لا تسمح له أبداً بالإقتراب منها وتتعامل معه برسمية وصرامة شديدة

وصلت بها لدرجة عدم تواجدها في مكان واحد بمفردها معه لا تسمح له بالحديث معها في أي شيء غير أمور العمل جذب خصلات شعره بخفة وهو يبعثرها يود الذهاب لها لكي يتحدث معها ليفهم ما بها لكن غروره يمنعه فهو يحاول معاها منذ ثلاثة أيام ولكن في كل مرة نفس الإجابة تذكر كلمتها

التي اعتاد على سماعها في الأيام الماضية كلما سألها عن سبب حالتها 

ليل بهدوء

=متقلقش يا يامن مفيش حاجة بس عايزة شوية وقت علشان حاسة إن كل حاجة جديدة عليا ومش متعودة على الوضع ده حتى قربك مني بالشكل ده 

فواحدة واحدة على ما اتعود

زفر أنفاسه بغضب حتى أنها لم تعد تسمح له بتوصيلها وباتت تستعمل سيارتها الخاصة التي كانت قد تخلت عن استخدامها من اليوم الذي أتت به لمنزله فهو كان يقلها لأي مكان تريده

أفاق من تفكيره على صوت طرقات الباب 

يامن بصوت أجش 

=ادخل

فتحت الباب بهدوء وهي مبتسمة بشدة على غير عادتها في الأيام الماضية نظر لها باستغراب لكنه حافظ على ملامحه الباردة 

ليل بهدوء وبنفس الإبتسامة الواسعة وهي تقترب منه حتى وصلت أمامه مباشرة

=ممكن أخد إذن علشان أمشي بدري انهارده

استغرب بشدة من طلبها ولكنه لم يعلق على الأمر بتاتاً يامن بهدوء

=أقدر أعرف عايزة الإذن ليه 

كانت متوقعة مثل هذا السؤال منه فأعدت له إجابة مسبقة ليل بثبات

=محتاجة أروح أشتري فستان علشان فرح نور

فأومأ بهدوء وهو يفكر في الذهاب معها ولكن لديه

الكثير من العمل المتراكم بسبب أمور الصفقة الجديدة 

=تمام اتفضلي تقدري تمشي

حالما سمعت كلماته استقبلها قلبها بفرح شديد حتى كادت تقفز من مكانها من فرط سعادتها لأن خطتها تسير كما تريد ولكنها سيطرت على نفسها بصعوبة

وهي تنظر لملامحه المبهمة فهي تشعر بالألم في قلبها عندما ترى نظرته الباردة التي أصبح يرمقها بها 

بسبب معاملتها له وكم رغبت في تلك اللحظة

احتضانه بشدة تعوض شوقها لقربه منها

واعترفت لنفسها بأن هذا الجزء من خطتها كان أسوأ شيء لكنه الوسيلة الوحيدة ليعطيها مساحة كافية حتى تجهز كل شيء فهو يستحق ولو جزءًا بسيطا من السعادة التي تشعر بها هي بمجرد وجودها بجانبه 

أومأت بهدوء واتجهت للخارج بمجرد خروجها قفزت بفرح وهي تشعر باقتراب تحقيق مرادها 

لكنها تفاجأت بوجود محمود أمامها ينظر لها بهدوء

وعلى وجهه ابتسامة حانية لرؤية سعادتها فهي تستحقها

محمود بهدوء وبنفس الإبتسامة

=هتعملي ايه دلوقتي 

شعرت بالحرج الشديد من رؤيته لها وهي متحمسة بهذا الشكل ليل بهدوء

=زي ما اتفقنا متخلهوش يطلع غير الساعة اتناشر يا عمو 

فقد استعانت به لتنفيذ خطتها

أومأ بهدوء وهو يبتسم على تصرفات هذه الصغيرة فهو يرى جميع محاولاتها لإسعاد إبنه محمود بهدوء

=طيب يلا بسرعة علشان تلحقي تجهزي نفسك قبل ما هو يرجع البيت

أومأت بسرعة وهي تسير مسرعة بخطوات أشبه بالركض لتجهيز كل شيء فهي متحمسة بشدة لترى ردة فعله عند دخوله كما أنها افتقدته بشدة فقد كان من الصعب عليها التظاهر طوال تلك المدة بعدم الاهتمام به، افتقدت شعورها بالأمان الذي اكتسبته

بجواره ،شعورها بذراعيه تحتويها بين أحضانه،ضحكته الصاخبة التي تقع وقع الألحان على قلبها تجعله يرفرف بسعادة

نزلت بسرعة لجراچ السيارات أخذت تنقل كل تلك الأشياء على مراحل حتى شعرت بالارهاق الشديد

لكن ابتسامتها لم تفارق وجهها فبالنسبة لها

هذا الإرهاق لا شيء في مقابل ما يفعله لها رفقه بها،

مراعته لها،حنانه المماثل لحنان الأباء على صغارهم،وجوده بجوارها في مرضها ،لم يطالب بحقوقه بها كزوجة له حتى الآن رغم أنه حق من حقوقه مراعيا لها في كل تصرفاته وفي النهاية انقاذه لها من بين يدي ذاك الشاب ،حتى غيرته عليها أصبحت تعشقها هي وتحكماته الصارمة كل هذا يستحق عنائها في سبيل اسعاده وستفعل أي شيء في سبيل تحقيق هذا 

*****.........

انتهت من تجهيز المكان وهي تنظر له بابتسامة منبهرة فهي لم تتخيل أنه سيكون بهذه الروعة والجمال مع تلك الإضاءة الخافتة والإضاءة الصادرة من المباني المجاورة والشمس على وشك الغروب بأشاعتها الحمراء الزمردية تتمنى من أعماق قلبها أن

تملئ هذه المفاجأة قلبه فرحا فهي تعلم أنه وراء هذا القناع المرح هناك روح محطمة بسبب الوحدة القاتلة

التي يعيشها

تريد أن تثبت له أنها هنا بجواره تهتم لأمره كما يهتم لها 






واتجهت للحمام لتجهيز نفسها وهي تأخذ كامل وقتها في تلك المرحلة فقد أحضرت كل مستلزماتها معها 

****.....

زفر بهدوء فهو يشعر بالإرهاق الشديد من كثرة العمل

فالجميع غادر منذ ساعات طويلة لكن محمود لم يتركه ليتحرك من مكانه فهو لم يخرج من المكتب منذ دخوله يعملان على ملف الصفقة الجديدة يراجعان البنود

نظر يامن لساعته بهدوء وتحدث قائلا

=الساعة داخلة على اتناشر إنت متعبتش ده أنا تعبت

نظر محمود لساعته بهدوء

=شوية كده خلاص قربنا نخلص وبعدين إحنا لازم تقدم أحسن عرض متنساش إن الصفقة دي مهمة قد إيه وأكبر منافس ليك في السوق داخل معانا

يعني لو خسرنها هيتخسف بينا الأرض إحنا داخلين بكل السيولة اللي معانا إحنا اشتارينا معظم المعدات والمواد الأولية

ابتسم بخبث وهو يقف من مكانه

=معتقدش إن فيه حد هيقدم عرض أحسن من ده ولو مش متأكد إنها هتبقا ليا مكنتش جهزت كل حاجة وبعدين كلها بعد بكرة ونعرف مين اللي هياخدها

محمود باستغراب

=أنا أول مرة أشوفك واثق كده 

يامن بخبث

=كلها بكرة وتعرف كل حاجة وأكمل أنا طالع علشان

أنا تعبت 


فأومأ له محمود بهدوء وهو يبتسم بشدة فكلها دقائق معدودة ويحل منتصف الليل

وخرجا من المكتب كل منهما تفكيره منشغل بشيء 

*****....….

فتح باب الشقة بهدوء ولكنه صدم بصوت الموسيقى الهادئة التي استقبلته بمجرد دخوله 

ولكن تلك لم تكن سوى الصدمة الأولى بعدها توالت الصدمات وهو يراها تندفع لأحضانه تعانقه بشدة

ليل بصوت هامس قرب أذنه

=كل سنة وأنت طيب 

رد عليها بنفس الهمس وهي تشعر بأنفاسه تلفح بشرة عنقها العارية

=وإنتي طيبة

شعر برعشة قوية تسري في سائر جسده وهو يرفع

يديه يحيط بها بقوة يضمها لصدره حملها بين ذراعيه وهو يدور بها يضحك بشدة من فرط سعادته

هو يتذكر أن اليوم هو يوم ميلاده فبمثل هذا اليوم

وهبته عشقه الأول وهي والدته الحياة

واليوم تحتفل به من وهبها قلبه وعشقها عشقا سرمديا

تلاشى كل تعبه ،حزنه، كل شيء هو فقط يشعر بالسعادة تغزو قلبه منتشرة في سائر جسده تبعد عنه أي ارهاق 

تعالت ضحكتها عند سماعها لضحكته 

أنزلها أرضاً ومازالت يديه محيطة بخصرها  يبتعد عنها بهدوء متأملا مظهرها وعينيه تمر على سائر جسدها بذاك الفستان الفاتن الذي حدد منحنياتها مبرزا  مفاتن جسدها 






شعر بدمائه تغلي وهو يتخيل أن أحدا قد رأها بهذا المنظر

يامن بغيرة شديدة وغضب

=إنتي خرجتي كده من البيت

ضحكت بشدة على ردة فعله على فستانها ليل بإبتسامة عاشقة

=أنا أصلا مروحتش أنا هنا من زمان كنت جايبة كل حاجة معايا علشان ألحق أجهز المكان

ابتسم بعشق لتلك الصغيرة التي تسلبه عقله وقلبه في آن واحد 

فقال بهدوء وهو يبتسم بشدة

=تسمحيلي بالرقصة دي

أومأت بالموافقة وهي تنظر لرماديته التي غرقت في جمال زمردتيها 

تأمل يامن المكان بهدوء وقد حل الظلام فأصبحت الإضاءة خافته أكثر من ذي قبل كل شيء كان مثليا بشكل لا يصدق

همس لها بهدوء قرب أذنها 

=تلمعين كحبات اللؤلؤ في وسط ظلام الليل

أخطأ من أسماكي ليل فأنتي شعاع من نور في وسط عتمة الحياة 

توقفت أنفاسها لسماعها كلماته العاشقة ظنت أنها أصيبت بشيء في عقلها عندما سمعت همسته الأخيرة

يامن بصوت هامس عميق قرب أذنها

=أحبك عفوا لقد أخطأت أنا لا أحبك بل أعشقك وأهيم بك عشقا فتكفني نظرة من عينيك لتعيد إحيائي

لم تتوقع إعترافه لها بهذه الطريقة وفي هذا الوقت بذات توقفا عن الرقص وكل منهما ينظر لعيني الآخر

قررت رمي كل شيء خلفها ترمي به في مؤخرة عقلها تستجمع كافة شجاعتها وهي تخبره بنفس الهمس 

=وأنا كمان بعشقك

قالت كلماتها ووضعت شفتيها الندية فوق شفتيه الغليظة بينما الآخر ما زال في صدمة ولكن ما لبثت أن أفاق منها وهو يسيطر على تلك القبلة يقبلها بشغف شديد وكأن روحه تعود للحياة مرة أخرى 

حملها بين ذراعيه ولم يفصل قبلته متوجهاً بها لغرفته يضعها على السرير بهدوء 

معاودا تقبيلها مرة أخرى رفعت يدها بهدوء محيطة بعنقه وأصابعها تداعب خصلات شعره السوداء شعرت بشفتيه التي سارت على عنقها يقبلها قبلات متفرقة 

ابتعد عنها عندما شعر بترددها فهمس لها بكلماته العاشقة التي أودت بخوفها أدراج الرياح

سامحة له بأن يبث لها عشقه وهو يعلمها أبجديات

عشقه يعاملها كأنها زجاج هش يخاف عليها من الكسر

فأصبحت له قلبا وقالباً ....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فتحت عينيها بهدوء بسبب أشاعة الشمس التي تداعب جفنيها لاحظت قميصه الذي كانت ترتديه

وكم أحبت هذا

حاولت أن تقوم من مكانها ولكنها شعرت بقبضته التي ازدادت تمسكا بخصرها 

غزا الإحمرار وجهها وهي تتذكر أحداث الليلة الماضية كل همسة همس بها، كل حرف قاله،كل جملة عبر بها عن عشقه لها  

شعرت بنفسها كأنها تطير فوق الغيوم تحلق في سماء عشقه ولكنها لا تريد مواجهته بعد ما حدث بينهما فهي تشعر بالخجل الشديد منه

حاولت الإبتعاد عنه مرة أخرى ولكنها توقفت عندما سمعت صوته

يامن بصوت أجش عميق أثر النوم  

=راحة فين

ليل بخجل شديد وصوت هادئ

=قايمة عايزة أخد شاور علشان ننزل الشغل النهارده

في شغل كتير وكل حاجة لازم تبقا جاهزة علشان

نتيجة المناقصة بكره

ابتسم على خجلها الذي أصبح يعشقه وقام بلفها باتجاهه حتى أصبح وجهه مقابلا لوجهها 

يامن بهدوء وعينيه تسير بشغف على ملامحها تركزت

عينيه على عينيها وهو يقول بنبرة عميقة هادئة

=بدأت حياتي في اللحظة التي أبصرت بها عيناكي،

جميلة أنتي تشبهين النسيم العليل في وسط صحراء

جافية ، 

أنتي الحياة،

أنتي الأمل ،

أنتي هي سلام قلب أهلكته الحياة بعثراتها ومصائبها،

كل شيء يبدأ بكي

وينتهي عندك 

شعرت بقلبها يذوب من فرط جمال كلماته فابتسمت بهدوء وهي تضع يدها على خدها تمرر أناملها عليه

وهي تشعر بقلبها يتضخم بحب هذا الرجل  

هناك أشخاص في حياتنا لا نستطيع أن نتخيلها بدون وجودهم هي لا تعلم كيف عاشت طوال تلك المدة بدون وجوده في حياتها فقد أصبح لديها الهواء الذي تتنفسه

ليل بهدوء وابتسامة عاشقة تحاول مجارته في فصاحته

=بغض النظر عن أي شيء

أنا أعشقك ملكت قلبي

وسيظل لك حتى الممات 

أنت الرجل الوحيد الذي أراه 

لا أستطيع أن أرى سواك 

أنت من يشتاق قلبي لرؤيته ويتلهف للقاه 

شعر بقلبه يكاد ينفجر من شدة سرعة نبضاته سعادته وصلت عنان السماء جذبها بقوة يحتضنها بينما لفت

ذراعيها حول جزعه تحتضنه ولكنها انتفضت كأن أفعة لدغتها

ليل بصوت عالي وفزع

=اتأخرنا على الشغل سيبني 

نظر لها بزهول وهو يضحك بشدة فمن ثوان قليلة كانت مثل القطة الهادئة تنعم بأحضانه 

توقفت ضحكته وهو ينظر لها

يامن بخبث

=طيب بما إن إحنا متأخرين وعندنا شغل كتير فأنا بقول نوفر وقت ومايه وناخد الشاور مع بعض

ليل بخجل شديد

=يامن إنت قليل الأدب يا بابا عارف كده

يامن بخبث وهو يحملها بين ذراعيه

=That's ok babe وبعدين مش أحسن ما أبقى

قليل الأدب مع حد تاني

ليل بفزع وهي تطلب منه أن ينزلها

=نزلني وبطل جنان يا يامن وأكملت بشر وغيرة عمياء ولو فكرت في يوم تبص لواحدة تانية هقتلك

ضحك بشدة على جنونها وتهديدها له فهي تبدو كعصفور ضغير بجواره

دخل الحمام بها وهو يحملها بين ذراعيه وهي تحاول الفرار منه ولكن جميع محاولاتها بائت بالفشل 

وهي تستسلم له وهو يغرقها في بحور عشقه في عالم لا مكان لأحد آخر بينهما

*****........

كان الثلاثة جالسين في أحد المطاعم الفاخرة

هايدي باستفسار واستغراب

=بس أنت هتاخد الملف ده تديه لمين مظنش إنك هتستفاد حاجة من ده كله

سامي بخبث وعينيه تلمع بشدة كأنه حصل على غنيمته

=هوديه لجابر النجار أكبر منافس ليامن واللي أنا عرفته إن الصفقة دي أهم صفقة بالنسبة ليامن باشا

داخل فيها بكل السيولة اللي معاه وطبعاً البركة في زكي هو اللي اداني كل المعلومات دي وهو كمان اللي جاب الملف 

هايدي باستفسار 

=بس إنت عرفت جابر النجار ده منين 

سامي بهدوء

=يعني أكيد واحد زي يامن عنده أعداء كتير واللي سمعته بقا إن جابر ده أكبر منافس ليه وعايز يدمره بأي طريقة فعلشان كده مستحيل يرفض عرض زي ده

أومأت بهدوء وهي تفكر مليا في أمر ذاك الرجل

قاطعه زكي بهدوء

=بس قبل أي حاجة أنا عايز فلوسي أنا جبتلكم اللي أنتم عاوزينه أنا كده خلصت خلاص

سامي بهدوء وهو يعطيه أمواله

=اتفضل يا سيدي كده أنت خلصت شغلك معانا تقدر تمشي

أومأ بهدوء وهو يبتسم له ببرود وأخذ أمواله وخرج

كادت هايدي أن تغادر هي الأخرى ولكنه منعها

سامي بهدوء

=إنتي راحة فين جابر جاي دلوقتي اقعدي علشان تقابليه معايا

أومأت بالموافقة وهي تجلس مكانها تفكر بهدوء فهي لم يكن بحسبانها أن يامن قد يخسر جميع أمواله

ولكنها نفضت تلك الأفكار عنها وعينيها تشع بالحقد وهي تتذكر ما فعله معها وكيف تركها وفضل إمرأة أخرى عليها 

رأت رجل في آخر عقده الرابع بقترب منهم بخطوات هادئة ومعالم التقدم في السن تظهر جليا على ملامحه

وقف سامي بهدوء وهو يمد يده مصافحا إياه واتجه لهايدي التي وقفت بدورها لتسلم عليه

وبعد تبادل التحية جلس مكانه بهدوء

جابر بهدوء وملامحه تقطر خبثا

=فين الورق المطلوب

مد سامي يده بهدوء وهو يعطيه الأوراق المطلوبة

=اتفضل طلبك اللي أنت جاي علشانه

ابتسم بخبث وهو ينظر بداخل الأوراق

=تمام أوي كده ولكنه أكمل بشر بس صدقني أنا لو خسرت الصفقة دي بسببك مش هيكفيني موتك

إذا كان يامن داخل فيها بكل السيولة اللي معاه فأنا

داخل باللي ورايا وقدامي

سامي بهدوء مبتسماً بشر

=لا متقلقش الصفقة دي هتبقى من نصيبك بس إحنا هيبقى لينا نصيب فيها

فأومأ له بهدوء وبعد انتهائهم من حديثهم واتفاقهم على كل شيء وقف جابر من مكانه وهو يتجه للخارج

هايدي بقلق شديد

=إنت واثق في الراجل ده

سامي بهدوء

=لو مكنتش واثق فيه مكنتش قابلته

*****.........

كان واقفاً أمام المرآة وهو يرتب خصلات شعره السوداء الكثيفة مد يده بهدوء ناحية زجاجة عطره

ولكن فاجأته اليد التي منعته 

ليل بابتسامة هادئة وهي تقدم له علبة هدايا ملفوفة بشكل أنيق 

=اتفضل هدية عيد ميلادك ثم أكملت بحرج ووجهها محمر بشدة المفروض كنت أقدمها امبارح بس نسيت

يامن بهدوء وهو يبتسم بخبث مقررا إحراجها أكثر

= طيب إنتي احمريتي زي الفراولة كده ليه وبعدين أنا مش عايز هدايا كفاية هدية امبارح

وغمز لها في نهاية كلامه شعرت بالخجل الشديد من كلماته الوقحة 

ولكنها أجابت بشراسة وهي ترفع حاجبها الأيسر بأناقة سحبت الهدية لحضنها

=تصدق إني غلطانة إني اتكلمت معاك 

لم يرد عليها لكنه فاجأها وهو يقوم بسحب الهدية من يدها يفتحها بهدوء وعلى وجهه ابتسامة مشاكسة نظر لزجاجة العطر الفاخرة الموجودة بداخلها فقربها من أنفه يستنشق رائحتها ابتسم بإعجاب شديد

يامن بهدوء وهو يبتسم لها ينثر القليل العطر على ملابسه

=زوقك في العطور روعة يا ليلي

لكن رائحتك ستظل أجمل من أجمل عطر بالنسبة لي

فرحت بشدة لأن هديتها نالت إعجابه جذبها بهدوء

من يدها

يامن بمشاكسة

=ليل إنتي كنت عمالة تقولي هنتأخر دلوقتي إنتي اللي مأخرنا

شهقت بصدمة وهي تنظر للساعة في هاتفها فوجدتها تخطت العاشرة 

ليل بفزع

=يا نهار أبيض الساعة داخلة على حداشر ثم نظرت له بغضب على فكرة إنت اللي مأخرنا مش أنا

ضحك بشدة على تعبيرات وجهها الفزعة

يامن وهو ما زال مبتسماً

=ليلي أنا المدير أتأخر زي ما أنا عايز  يلا يا ستي هننزل دلوقتي ولا تزعلي نفسك

نظرت له ببرود فاقترب منها مقبلا جبينها وهو يبتسم

فأبتسمت هي الأخرى على فعلته 

مد يده بهدوء يمسك يدها وأصابعه تتخلل أصابعها

محتضنا ايها بداخل كفه ثم توجه بهدوء نحو المصعد

وهي تسير بجواره تتأمل شكل أيديهم المتشابكة بابتسامة عاشقة

*****......

راغب بهدوء مستغرباً من تغيير قراره المفاجئ

=بس إنت مش قولت التنفيذ هيبقى لما ييجي هنا

ليه غيرت رأيك فجأة

رد عليه بخبث

=لا الميعاد الجديد أنا ضامنه أكتر وبعدين مش عايز أسيب أي حاجة للظروف لازم المناقصة دي ترسى عليا وإلا هننتهي

راغب بهدوء وهو يتحدث في هاتفه

=التنفيذ هيبقى الساعة كام ويوم إيه

رد عليه بخبث

=هيبقى بكرة بليل  علشان عنده فرح

راغب باستفسار وهو يبتسم بفرح

=طيب وإنت إيه اللي أكدلك المعلومة دي يا جابر

ما يمكن ما يروحش

رد عليه جابر بخبث

=ما أنا اللي مديني المعلومة دي واحد من جوا الشركة فمتقلقش حتى لو حصل غلط كله هيتنفذ زي ما إحنا عايزين وبكده حتى لو كان هو اللي هياخد المناقصة فده مش هيحصل غير كده بقا أنا معايا الورق بتاع العرض بتاعه والمشروع 

راغب باستغراب شديد فهو أكثر من يعلم بأن يامن لا

يفصح عن أي شيء في العمل حتى الأوراق يحتفظ بها لنفسه فهو شريك له منذ أكثر من سنة ونادراً ما يستطيع الحصول على أي معلومة منه

=بس مين اللي وصلك للورق ده

جابر بهدوء وكلماته تقطر خبثا

=قريب مراته هو اللي جابها ليا بنفسه ...... وأخذ يقص عليه ما حدث بالتفصيل

راغب بهدوء وهو يشعر بانقباض قلبه خوفاً من هذا الرجل فعندما تعرف عليه أول مرة لم يعتقد أنه بمثل هذه الخطورة لذا ينبغي عليه الحذر منه أكثر من ذي قبل

=لا ده إنت يتخاف منك

أطلق جابر ضحكة صاخبة 

جابر بهدوء ونبرة مبطنة بالتهديد 

= ده بس علشان اللي يفكر يلعب معايا يعرف أنا أقدر

أعمل فيه ايه سلام بقا وعلى ميعادنا

أومأ راغب بهدوء وهو يودعه

=سلام يا جابر

****......
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
كان شاردا في أمر المناقصة فهو يخشى تذهب هذه المناقصة من بين يديه أفاق من شروده على صوت هاتفه يعلن وصول إتصال هاتفي من الشركة التي تقدم عرض المناقصة فتح الإتصال

يامن بهدوء وثبات

=ألو 

رد عليه الطرف الآخر

=إزيك يا يامن بيه إحنا تبع شركة.....آسف إني ببلغك خبر زي ده بس إحنا أجلنا إعلان نتيجة المناقصة

لأن صاحب الشركة بيمر بظروف صحيفة صعبة

وأول ما يفوق منها هيعلن مين أخد المناقصة على طول بنعتذر مرة تانية بس موضوع زي ده خارج عن إرادتنا وحضرتك عارف إن قرار زي لازم رئيس مجلس الإدارة هو اللي ياخده

أومأ يامن وهو يرد عليه بثقة وهدوء

=تمام وأنا منتظر النتيجة مش هسحب العرض بتاعي وبلغ سلامي لرئيس مجلس الإدارة وإني بتمناله إنه يقوم بالسلامة

أتاه الرد من الجهة الأخرى

=يوصل يامن بيه مع السلامة

ودعه يامن بهدوء وهو يغلق هاتفه يزفر بشدة كان على الأقل ارتاح قليلاً من هذا التوتر ولكن ليس لديه حل آخر سوى الإنتظار

رفع سماعة المكتب عندما سمع صوتها شعر بسكون

قلبه

يامن بهدوء

=ممكن تجبيلي فنجان قهوة وتيجي

ليل بهدوء وهي ترد عليه

=ثواني وهيبقا عند حضرتك

ابتسم بنفسه على احترامها لقاونين العمل فهي مجدة جدا في عملها لا تتخطى حدودها معه بالكلام في داخل الشركة على النقيض تماماً عندما يكونان بمفردهما

يامن بهدوء وهو يبتسم بشدة

=تمام مستنيكي

ابتسمت بشدة وهي تتجنب الرد عليه

أغلقت سماعة الهاتف متوجهة لتعد له قهوته ..........

بعد مدة سمع صوت دقات على باب مكتبه

يامن بهدوء وهو يبتسم اشتياقا لرؤيتها

=اتفضلي

دخلت بهدوء وهي تقدم له فنجان قهوته 

ليل بتذمر محبب لقلبه

=أنا مش عارفة إنت بتستحمل طعم القهوة المرة دي إزاي

حمل فنجان القهوة من يدها وهو يتذوقها متلذذا بطعمها

يامن بابتسامة عاشقة وهو ينظر لعينيها

=محال أن تحتفظ القهوة بمراراتها عندما تعدها إمرأة صنعت من سكر وطعمها هو شهد العسل 

كذلك عندما دخلت إلي حياتي 

أذهبتي مراراها بحلاوتك وصفاء قلبك ونقاء روحك

نظرت إلى الأرض بخجل شديد من حلاوة كلماته وأثرها الرائع على روحها

ليل وهي تحول تغيير الموضوع فقالت بمزاح

=يامن إنت كان نفسك تطلع شاعر بس مجموعك

ما لحقش ولا ايه

ابتسم بعشق وهو يقف من مكانه متجها لها يرفع رأسها بأصابعه متأملا عينيها 

يامن بصوت عميق يخرج ما به ما يجيش به من أحاسيس متضاربة

=أنا عمري ما كنت ولا هبقا شاعر لحد غيرك نظرة عيونك بتلهمني الكلام

ابتسمت بشدة تلك الفراشات التي تحلق في معدتها لم تتوقف عن الشعور بها منذ الليلة الماضية  

فقامت بلف زرعيها حول جزعه تحتضنه بشدة

ليل بصوت ناعم وابتسامة مرحة

=كان نفسي أبقا زيك وأقولك كلام حلو وكده بس لسه بتعلم منك يعني  

أبعدها بلطف عنه وهو ينظر لعينيها 

يامن بهدوء

=بما إن خلاص مفيش شغل والساعة بقت تلاتة يلا نطلع

ليل باستفسار وهي تنظر لعينيه 

=مش المفروض نبقا بنجهز كل حاجة علشان بكره

يامن بابتسامة هادئه

=المناقصة اتأجلت.....وأخذ يقص عليها ما حدث بهدوء

بعد انتهائه أومأت له بتفهم ووضعت كفها على كتفه

ليل بصوت حاني

=متقلقش كل حاجة هتبقى تمام

نظر لها بابتسامة مؤكدا كلامها

بعدها بدقائق خرجا من الغرفة اتجهت هي لجمع أشيائها بينما انتظرها هو بهدوء 

بعد انتهائها إلتفت له ومدت يدها له ابتسم بهدوء وهو يحتوي كفها الصغير بين خاصته ثم توجه للمصعد متجها لشقته

****......

أسدل الليل ستائره لكن الليلة كانت مختلفة فكانت السماء صافية بشدة والقمر يشع بضوءه الفضي 

والنجوم متلألئة من حوله بأنوارها وهناك فقط إضاءة خافتة تضيئ المكان من حولهم

كان جالساً على الأريكة بينما هي تضع رأسها على فخذه وأصابعه تتخلل شعرها الناري

لا تعلم ما الذي جعل هذا السؤال يقفز برأسها فجأة

ليل بهدوء 

=يامن إنت عرفت كام واحدة قبلي أو بمعنى أصح حبيت كام واحدة

يامن بهدوء وهو يبتسم وما زال يمرر أصابعه في شعرها

=أنا أقدر أقولك إني عرفت في الست سنين اللي فاتوا بعدد شعر راسي زي ما بيقولوا

نعم لقد شعرت بالغيرة بداخله ولكنها قالت بهدوء

=عمرك حبيت واحدة منهم

ابتسم بشدة على كلماتها فهو يعرف أين سينتهي بهم المطاف ولكنه رد عليها قائلا

=أنا ممكن أكون أعجبت بواحدة أو اتعلقت بيها لكن محبتهاش

عضت على شفتيها بغضب ليل بغيظ

=طيب ليه عرفت الستات دي كلها وافرض مثلا إنك كنت معجب بيا بس زي ما بتقول مش بتحبني

ابتسم يامن بعشق لها وهو يمد يده يحرر شفتيها من بين أسنانها 

ولكنه تحدث بألم نابع من روحه

=الوحدة كانت السبب بمعنى أصح كنت بدور على حد يملى الفراغ اللي والدتي سابته بعد موتها محمود مكنش موجود وقتها ومقدرش ألومه لأنه كان بيحاول على قد ما يقدر يخلي الشركة واقفة على رجليها لأن كنت سبت كل حاجة 

لكنه ابتسم في نهاية كلامه وهو ينظر لعينيها وقام بسحب يده يضعها مباشرة فوق قلبه قائلا

=لكن لا تشكي يوماً في عشقي لكي

فكل إمرأة مرت في حياتي كانت مجرد نزوة 


أو شهوة عابرة تنتهي بمجرد قضائها

أما أنتي فعشقي لكي هو عشق سرمدي أبدي لا ينتهي أبدا

ليس عشقا لشهوة جسد ينتهي بالمرور الوقت

بل هو عشق سرمدي أزلي

لأن ما يغذي هذا العشق هو 

همساتك الحانية

لمساتك الرقيقة

أنفاسك العبقة

وروحك النقية

دعت ربها في سرها أن يحفظه لها فقلبها سينفجر من فرط عشقها لهذا الرجل لا تجد له شبيهاً أو نظير

ليل بهدوء وهي تبتسم له بعشق تعتدل في جلستها حتى أصبحت عينيها مقابلة لعينيه وهي تمرر أناملها الطويلة على خده برقة

=تعرف حاجة أنا مستحيل أسيبك في يوم من الأيام ولا هقدر أفكر في كده،عمري ما هسيبك لوحدتك 

هفضل معاك على الرغم من أي حاجة وعد مني إني هفضل جنبك لآخر نفس فيا 

لقد علم في هذه اللحظة كم من الوقت أضاعه من حياته وهي بعيدة عنه فهو يعلم مدى رقي ونقاء هذه المشاعر التي يشعران بها 

احتضنها بشدة وهو يمرر أنفه على عنقها يشتم رائحتها التي أصبح مدمنا عليها

ابتعدت عنه بهدوء وهي تبتسم له تنظر لملامحه الوسيمة تتأملها

أعادها مرة أخرى لتنام على ساقه بقيا على على هذا الوضع حتى الساعات الأولى من الصباح يتحدثان،

يحكى لها المواقف المحرجة التي مر بها في حياته ،يشاركها كل تفصيلة من حياته لم تكن موجودة بها 

******......

استيقظت من نومها وهي تشعر بفراغ بجوارها فتحت عينيها بهدوء وهي تنظر لمكان نومه باستغراب فهي لم تجده بجوارها نظرت إلى هاتفها بهدوء فقفزت من مكانها بفزع وهي تجد الساعة السادسة مساءً لا تعلم كيف نامت كل تلك المدة فهي لم تشعر بأي شيء 

قفزت في عقلها أنوار الإنذار وهي تتذكر أن اليوم هو حفل زفاف نور وقد وعدتها بأنها ستكون أول الحاضرين توجهت بسرعة للحمام لتأخذ حماما سريعا

وهي تشعر بالتوتر فهي لم تجهز فستانها بعد بل لم تقرر حتى وليس أمامها الكثير من الخيارات

المتاحة فهي لم تحضر معظم ملابسها فما لديها هنا لا يتعدى ثلاثة فساتين ......

بعد انتهائها من حمامها دخلت الغرفة بهدوء وهي تقرر بسرعة ماذا سترتدي

ولكنها تفاجأت بوجود صندوق أسود مغلف بطريقة أنيقة وهناك بطاقة موضوعة فوقه مكتوب عليها بخط يده 

=هذه لك يا من عشها قلبي ارتدي ما بداخلها

فتوجهت نحوه تفتحه بهدوء صدمت عندما رأت ذاك الفستان أمامها فروعته وبساطته خطفت أنفاسها 

معه جميع مستلزماته سحبت الفستان بهدوء وهي تضعه فوق جسدها فكان باللون السماوي الفاتح يبرز لون عينيها، بطبقات من القماش الشفاف يضيق حتى خصرها وبعدها ينزل باتساع، أكمامه واسعة بشدة وهناك فتحة صغيرة على شكل مثلث عند العنق 

وقفت أمام المرآة بعد انتهائها من ارتداء ملابسها ووضع زينتها أطلقت لشعرها العنان على ظهرها 

وهي تجمع خصلتين بمشبك أنيق خلف رأسها تاركة بعض الخصلات تتساقط على وجهها مما أعطاها مظهراً أكثر جاذبية 

سمعت باب الغرفة يفتح بهدوء لم تلتفت له نظرت له بهدوء من خلال المرآة بابتسامة جذابة وهي تراه بكامل أناقته في تلك البدلة السواء التي تظهر تفاصيل بنيانه القوي

اقترب منها بهدوء وهو يبتسم بعشق 

ليل بهدوء

=كنت فين لما صحيت مكنتش موجود وبعدين

ما قومتنيش من النوم ليه 

يامن بابتسامة هادئة

=محبتش أصحيكي من النوم وإنتي أصلا كنتي مرهقة وما نمتيش طول الليل

لفت نظرها تلك العلبة الزرقاء المخملية التي يمسكها ييده

قام بإزاحة شعرها من فوق عنقها وهو يخرج ذاك العقد الماسي من العلبة يضعه فوق عنقها وأنفاسه تلفح رقبتها بعد انتهائه قام بوضع قبلة طويلة على عنقها 






شعرت بانسحاب أنفسها وهي تشاهد انعكاس صورتهم في المرآة أمامها 

قام بلف ذراعه حول خصرها جاعلا إيها تستند على صدره الصلب وهو ينظر بداخل عينيها في المرآة 

بإبتسامة رائعة 

قام لفها باتجاهه حتى أصبحت مواجهة له فأخذ يلبسها الأقراط وأنفاسه تلفح بشرتها

شعرت بالاضطراب والخجل من قربه الشديد منها 

ابتسم بخبث عندما شعر بأنفاسها المضطربة

يرى مدى تأثير قربه عليها

مد يده بداخل جيب سترته الداخلي يخرج علبة مخملية صغيرة كاد فكها أن يسقط أرضاً من شدة دهشتها فكان لون الحجر الخاص به مقاربا بشدة للون عينيها تأملت الخاتم ثم نظرت له وعينيها ترسل له عبارات الشكر قبل أن تنطق بها شفتيها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
بعد انتهائه قرب يدها من شفتيه يقبلها بعشق

رجع عدة خطوات وهو ما زال ممسكاً بيدها يتأملها

كأنها معجزة إلهية 

ليل بهدوء وابتسامة واسعة

=أنا مش عارفة أشكرك إزاي أو أقولك ايه

يامن بابتسامة عاشقة

=مش محتاجة تشكريني أو تقولي أي حاجة كفاية إنك جنبي

وأكمل بصوت عميق 

=لو كنت أعرف إن الفستان هيبقا بالجمال ده عليكي مكنتش جبته ولكنه أكمل بس في حاجة مش عجباني

ليل باستغراب وهي تنظر لنفسها

=ايه اللي مش عاجبك فيا 

جذبها بقوة ناحيته وهو يحيط بخصرها 

يامن بخبث

=هو أنا مش قولت قبل كده إن الروچ ميتحطش

وقبل أن تستوعب كلماته كان قد انقض على شفتيها

يقبلها بشغف شديد وكأن حياته تعتمد على هذه القبلة 

أفاقت من صدمتها وهي ترفع يدها تحيط بعنقه تقربه منها

ابتعد عنها بهدوء وهو ينظر ملامحها الجميلة نظرت له بخجل شديد ولكنها فاجأته بردها

ليل بتزمر وغيظ 

= ينفع كده بوظت منظري

ابتسم بمشاغبة وهو يمد يده بمنديل يمسح لها المتبقي على شفتيها

يامن بخبث وهو ينظر لعينيها وبنبرة ذات مغزى

=كلمة كمان من شفايفك الحلوة دي وصدقيني ولا إحنا رايحين فرح ولا هنخرج من هنا

شهقت بصدمة من وقاحته ووجها محمر بشدة

ليل بهدوء قدر الإمكان وهي تسحبه من يده متوجهة نحو باب الشقة

=كفاية إن إحنا متأخرين الساعة بقت تسعة يعني ممكن نوصل الفرح على الساعة عشرة

ضحك بشدة على خجلها وتهربها منه 

خرجا من المصعد بهدوء وهو يقبض على كفها متوجهين للسيارة وانطلق بسرعة نحو وجهته

*****........



دخل لقاعة الزفاف بهدوء وهي تتعلق بيده تتأمل المكان والحاضرين بابتسامة هادئة وقع نظرها على

نور الجالسة على مقعدها تتلقى التهاني من الحضور

اقتربت من أذن يامن بشفتيها

ليل بصوت عالي حتى يتمكن من سماعها بسبب صوت الأغاني العالية

=أنا هروح أسلم على نور 

أومأ لها متفهما وهو يتوجه معها لمكان جلوس العروسين 

ليل بابتسامة واسعة وهي تحتضن نور

=ألف مبروك يا نور

نور بفرحة حقيقية وهي تحتضنها

=الله يبارك فيكي يا ليل كنت هزعل جدا لو محضرتيش النهارده

ابتعدت عنها بهدوء وهي تبتسم لها تفسح الطريق ليامن كي يهنأها هو الآخر

يامن بهدوء وهو يمد يده بابتسامة 

=ألف مبروك يا نور

نور بهدوء وهي تبتسم

=الله يبارك فيك يا يامن بيه

نور وهي تشير لزوجها بابتسامة تظهر مدى سعادتها

=أحمد جوزي ثم أشارت ليامن وليل وهي تقول

يامن بيه مديري في الشغل ومدام ليل مراته

أومأ بهدوء وهو يبتسم لهم ومد يده لمصافحة يامن 

الذي هنأه بهدوء....

جلس على أحد الطاولات الفارغة وهي تجلس بجواره بابتسامة هادئة تتأمل ملامح السعادة على معظم الحاضرين 

نظر لساعته بهدوء فوجدها تخطت الحادية عشرة 

انحنى وهو يقرب شفتيه من أذنها حتى تسمعه

يامن بهدوء

=تحبي نمشي دلوقتي ولا نستنى كمان شوية

ليل بهدوء وهي تقف من مكانها فبتأكيد هو مرهق بشدة فهو لم ينم طوال الليلة الماضية كما أنه كان لديه الكثير من العمل

=يلا بينا

أومأ لها بهدوء وهو يقف هو الآخر يمسك يدها متوجها خارج قاعة الزفاف ولكن قبل أن يركب سيارته استوقفه شاب

الشاب بصوت عالي

=يا أستاذ

إلتفت له يامن بهدوء فهو لا يعرفه ولم يراه من قبل

يامن بهدوء

=اتفضل يا...

الشاب بسرعة وهو يمد يده ليامن

=علاء 

صافحه يامن بهدوء وهو ما زال مستغرباً ماذا يريد منه فقال

=أهلا يا علاء كنت عايز حاجة 

علاء بحرج وصوت هادئ

=أنا عارف إنه مش الوقت المناسب أو المكان المناسب بس أنا معجب جدا بأخت حضرتك وكنت عايز آخد ميعاد علشان أجي أتقدم رسمي من ساعة ما دخلت الفرح وهي خطفت قلبي

لم يلاحظ ذاك المسكين الوحش الواقف أمامه وعيناه التي إحمرن من الغضب عروق رقبته نافرة بشدة

أما ليل فوقفت تتابع المشهد الذي أمامها بصدمة

يامن بصوت هادئ وعيناه تطلق سهاما وليس نظرات

=بتطلب إيد أختي وكمان هي خطفت قلبك صح

ده أنا اللي هخطف روحك يا بعيد

انقض عليه يلكمه بقوة وهو يشعر بالغيرة تنهشه من الداخل همن هذا الذي يتجرأ على أن ينظر لإمرأته

ليل بصراخ وصوت عالي وهي تحاول جذبه

=يامن علشان خاطري كفاية ابعد عنه

هتومته في إيدك حرام عليك

ابتعد عنه بغضب وهو يجذبها من ذراعها يدخلها للسيارة ثم أغلق الباب خلفها بعنف وهو يتجه لمقعده

منطلقا بسرعة تاركاً الآخر مرميا على الأرض يتألم بسبب لكماته العنيفة

كانت تعض على خدها من الداخل حتى تمنع نفسها من الضحك لكي لا تزيد الطين بلة

ليل وهي تحاول عدم إفلات ضحكتها

=يامن إنت متضايق

نظر لها ببرود وهو يجيب بصوت غاضب

=لا المفروض أتبسط إن في واحد جاي يطلبون إيد مراتي

ابتسمت بشدة على غيرته فكت حزام الأمان وهي تتحرك مقربة شفتيها من خده تقبله بهدوء وهي تضع يدها على كتفه

ليل بصوت هادئ وابتسامة محاولة تهدأته

=إنت قولتها بنفسك.....

ولكن قبل أن تكمل كلامها صرخت بفزع وهي تسمع صوت إطلاق النار من سيارة آتية من الإتجاه المعاكس لهم

لم يعلم يامن كيف ظهرت تلك السيارة أمامه فجأة 

فأصبح 

 ولكن كل خوفه كان عليها 

يامن بصوت عالي

=ليل وطي وإوعي تطلعي غير لما أقولك

أخرج هاتفه بسرعة وهو يتصل على عادل وهو يحاول الهروب منهم والسيطرة على السيارة 

بمجرد أن فتح عادل الخط سمع صوت يامن الغاضب

يامن بصوت عالي

=عادل أنا على طريق.....وفيه ناس بيضربوا نار 

ولكن قطع هذا الإتصال تلك الرصاصة التي إخترقت زجاج السيارة وفي نفس اللحظة انطلقت صرخة مدوية من ليل وهي تنظر لبقعة الدماء التي تتسع وسقطت مغشياً عليها

فقد يامن تركيزه وهو لا يستطيع السيطرة على السيارة فانحرفت بشدة مصتدمة بقوة في أحد الأشجار على جانب الطريق ........
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فقد يامن تركيزه وهو لا يستطيع السيطرة على السيارة فانحرفت بشدة مصطدمة بقوة في أحد الأشجار على جانب الطريق

ففقد كلاهما وعيه من قوة الإصتدام

بمجرد سماع عادل لصوت تلك الرصاصة و اصطدام

السيارة

أغلق الخط بسرعة متصلاً بالإسعاف والشرطة ثم توجه نحو سيارته

عادل بصراخ وصوت عالي لرجاله

=ورايا بسرعة في ناس هاجمة يامن بيه وضربوا عليه رصاص

قال كلماته وانطلق مسرعاً نحو العنوان الذي أعطاه له يامن 

خلال ربع ساعة كان مكان الحادث عبارة عن فوضى

عارمة فتجمعت سيارات الإسعاف،ورجال الشرطة

كذلك عادل ورجاله 

حاول رجال الإسعاف إخراجهم من السيارة بحذر شديد خوفاً من حدوث أي ضرر

بمجرد نقلهم لسيارة الإسعاف كانت ليل بين اليقظة والغياب عن الوعي بسبب قوة اصطدام رأسها ولكن ما لبثت أن غابت عن الوعي مرة أخرى

بينما الآخر غائب تماماً عن الوعي 

في نفس الثانية التي استاعدت فيها وعيها إنطلقت منها صرخة مدوية وهي تتذكر أحداث الحادث والدماء التي اندفعت من صدره وتلون قميصه الأبيض بلون دمائه

اقتربت منها ممرضة وهي تحاول تهدأتها

الممرضة بهدوء

=اهدي يا آنسة مينفعش كده إحنا في مستشفى ثواني هشوف الدک ....

ولكنها لم تعر كلامها أي اهتمام وهي تقاطعها بصوت عالي وعينيها تذرف الدموع بغزارة

= يامن هو فين حصله حاجة 

لم تعلم الممرضة كيف تخبرها بهذا الخبر وخصوصاً

وهي تراها بمثل هذه الحالة من الإنهيار فهي على علم بأن الرجل الذي أتى معها حالته حرجة

الممرضة بهدوء قدر المستطاع

=متقلقيش هو إن شاء الله هيبقا كويس وهيقوم بالسلامة هشوف بس الدكتور علشان ييجي يطمن عليكي

جن جنونها وهي تشعر بروحها تنسحب منها فتلك الممرضة لا تجيبها بوضوح

ليل بغضب محاولة نزع إبرة المغذي من يدها والوقوف 

=أنا سألتك سؤال هو حصل له حاجة 

اقتربت الممرضة منها بسرعة وهي تحاول تهدأتها 

الممرضة بهدوء وهي تمسك يدها تمنعها من إيذاء نفسها

=اهدي بس ميصحش كده إنتي بتأذي نفسك

ليل بصوت ضعيف وهي تنظر لها بترجي

=أرجوكي قوليلي هو عامل ايه علشان خاطري وأنا هعملك كل اللي انتي عايزاة

نظرت لها الممرضة بشفقة على حالتها وهي تقول بهدوء

=هو في العمليات دلوقتي ادعيله

شعرت كأن روحها عادت إليها بمعرفتها أنه على قيد الحياة 

عندما رأت الممرضة سكونها ضغطت على الزر الموجود بجوارها لاستدعاء الطبيب 

قام الطبيب بالاطمئنان على حالتها بعد انتهائه من الكشف

الطبيب بهدوء

=الحمد لله مفيش أي كسور أو أضرار يفضل إنك ترتاحي لحد بكرة علشان الظابط عايز ياخد إفادتك علشان يعمل محضر بالواقعة

بعد انتهائه من كلامه نظر للمرضة بهدوء وهو يقول بهدوء

=يلا علشان نمر على باقي الحالات

أومأت الممرضة له وهي تتبعه للخارج يتركها لترتاح قليلا

نظرت للباب الذي يغلق بهدوء وهي تشعر بالفراغ داخلها كأنها خاوية من روحها 

بمجرد خروجهم من الغرفة قامت بنزع إبرة المغذي من يدها متجاهلة ذاك الدوار الذي يلفها 

تحركت بخطوات بطيئة حتى وصلت للباب فتحت الباب بهدوء وهي تنظر للمرر تتأكد من رحيل الممرضة والطبيب 

أثناء سيرها قابلت إحدى الممرضات فاستوقفتها بسرعة

ليل بهدوء وهي تحاول تمالك نفسها

=هي فين أوضة العمليات لو سمحتي

الممرضة بهدوء

=في آخر الممر على إيدك اليمين

أومأت لها بهدوء وهي تسير مسرعة ودموعها بدأت في التسابق على خديها من جديد

وصلت أمام غرفة العمليات فوجدت شاب قوي البنية

واقفا هناك ومعه مجموعة من الرجال

رأته يقترب منها بهدوء فهو قد تعرف عليها من اللحظة التي دخلت فيها للمشفى من بطاقة هويتها

عادل بمواساة وصوت هادئ وهو يشير إلى الكرسي الموجود

=اتفضلي ارتاحي يا ليل هانم إن شاء يامن بيه هيبقا كويس

كأنها كانت في عالم آخر لا تسمعه ولا تعي ما يقوله

ليل بصوت ضعيف وهي تشعر بالضياع الشديد

=هو كويس محصلهوش حاجة صح

نظر لها بشفقة فمظهرها يوحي بأنها على حافة الجنون 

عادل بهدوء

=اهدي يا مدام الدكتور هيخرج كمان شوية وهيطمنا عليه أحسن حاجة تعمليها إنك تدعيله

أومأت بهدوء وهي تتذكر كل ابتسامة منه، كل ضحكة،كل همسة همسها لها،كل لحظة كان قريباً منها

تحسرت على كل لحظة أضاعتها وهي بعيدة عنه 

وها هو الآن بين الحياة والموت

إنها تنهار من الداخل لن تسمح له بالرحيل كما رحل الجميع عنها فهي لم يبقا لها أحد سواه

جميعهم رحلوا وتركوها وحيدة بداية من أمها حتى جدها 

لقد عانت بشدة لن تسمح لنفسها بخسراته كما خسرت الجميع هو لن يرحل عن عالمها ويتركها وحيدة تواجه كل هذا بمفردها 

لن تفقده بعدما تذوقت طعم العشق على يديه فأصبح هو أملها ،ملجأها ،سكنها الوحيد في هذه الحياة

فه‍كذا نحن البشر لا نعلم قيمة الشخص إلا في النهايات

فنظرة العاشق تظهر في لحظات الفراق

الندم الحقيقي تجده عند الموت

والدعاء من أعماق القلوب تجده المشافي

أخذت تتضرع لربها بالدعاء عله يجيبها وينجيه

ظل الحال هكذا حتى تخطت الساعة الثانية ليلا

وهي جالسة مكانها تنظر لباب الغرفة وعينيها تذرف الدموع بصمت ولسانها لا يكف عن الدعاء

لاحظت باب الغرفة الذي فتح وخرج منه الأطباء وجسده موضوع على السرير المتحرك

شحوب بشرته أصابها في مقتل  فدائماً ما كان هذا الوجه صلباً مفعما بالحيوية والحياة 

توجهت خلفهم بسرعة وهي تتبعهم بخطوات قلقة متلهفة وقفت أمام الباب تتأملهم وهم يضعون جسده

فوق السرير ....

بمجرد انتهائهم وخرج الطبيب استوقفته بسرعة

ليل بقلق شديد

=طمني يا دكتور حالته عاملة ايه

الطبيب بهدوء وهو يطمئنها

=متقلقيش هو حالته مستقرة وكمان الرصاصة مصابتش أي عضو من الأعضاء الحيوية في بس شوية رضوض بسيطة تلت أسابيع بالكتير وهيبقا زي الأول وأحسن

أومأت له بسعادة غامرة وهي تشعر بروحها تعود إليها من جديد ولسانها لا يكف عن عبارات الشكر والإمتنان

ليل بابتسامة فرحة

=ينفع أدخل عنده

الطبيب بابتسامة هادئة

=تقدري تتفضلي عنده بس هو هيفوق كمان ساعة تقريباً من البنج بس يا ريت بلاش كلام كتير مع المريض

أومأت بهدوء واتجهت بسرعة للداخل .....

ظلت جالسة أمامه وهي تمسك يده بين كفيها تضمها داخل حضنها تقبلها بين الثانية والاخرى غير مصدقة لوجوده بجوارها

أخذت تتأمل ملامحه المسترخية المرهقة ...

ظلت هكذا لأكثر من ساعة حتى غرقت في نوم وهي بتلك الوضعية

****......

سمع صوت رنين هاتفه فاتجه للرد عليه بهدوء تأمل الإسم قليلا قبل أن يرد

سامي بهدوء

=أيوه يا هايدي في ايه على الصبح

فاجأه صوتها الغاضب 

هايدي بغضب شديد وصوت عالي

=إزاي تخلي رجالتك يهجموا على يامن وتخليهم يقتلوه

سامي بزهول واستغراب شديد

=يامن مين اللي أقتله أنا معرفش حاجة ومعملتش حاجة أصلا 

هايدي بتعجب فهي توقعت أنه الفاعل

=يعني مش إنت أمال مين اللي عمل كده

سامي بهدوء محاولا فهم ما حدث

=بس فهميني إيه اللى حصل أنا مش فاهم أي حاجة

هايدي باختصار شديد

=تقدر تشوف الأخبار وهتفهم كل حاجة

وأغلقت الهاتف وهي تفكر بعمق شديد من من الممكن أن يكون على الرغم من أنها تمنت أذيته لكنها لم تفكر يوماً في قتله فهي ليست بهذا الجنون 

فكل ما أرادته هو الثأر لكيريائها المجروح وكرامتها المهدورة كما أنه ورغم ما فعله معها إلا أنها لازالت تحبه

*****......

شعرت بشيء بدغدغ حواس بشرتها فحاولت إبعاده

لكن أذنيها إلطقت صوت ضحكة مكتومة

حاولت فتح عينيها بهدوء فقابلتها أشاعة الشمس القوية بعد ثوان بدأت تتضح الرؤية لها وهي ترى وجهه الذي يقابل وجهها ينظر لها بابتسامة عاشقة 

لم تتمالك نفسها وهي تقترب منه بتردد تمرر أناملها الطويلة على وجهه لم تتمالك نفسها وهي تنفجر بالبكاء لكن هذه المرة دموعها لها طعم آخر وهو طعم الفرح  تارة تبكي وتارة أخرى تضحك

قفزت بسرعة من مكانها تعانقه وهي تدفن وجهها في عنقه 

شعر بقطرات دموعها الحارة التي سقطت على عنقه

وأنفاسها تلفح رقبته

تجعدت ملامحه لشعوره بالألم

إلا أنه كان أكثر ألم محبب إلى قلبه رفع يده بهدوء يمررها فوق رأسها علها تهدأ

يامن بصوت هادئ هامسا لها

=أنا كويس وبقيت بخير الحمد لله بطلي عايط بقا

لكنها كانت كالأصم الذي لا يسمع لا تصدق أنها بين أحضانه

يامن بهمس مرة أخرى

=ليلي اهدي

استجابت بصعوبة وهي تبتعد عنه ببطئ وهي تنظر لعينيه الرمادية الناعسة ذات النظرة العاشقة

أعادت تمرير أناملها على الكدمات المتفرقة الموجودة في وجهه اقتربت بشفتيها منها تقبلها الواحدة تلو الأخرى مستغرقة كامل وقتها

ليل بصوت هامس مرهق وهي تبتعد عنه

=كنت هموت لو كان حصلك حاجة

قبض على كفها يقربه من قلبه

يامن بصوت هامس وهو يشير لقلبه

=بعد الشر عليكي الحمد لله إنها جت على قد كده

لو كان حصلك حاجة مكنش ده هينبض مرة تانية

سمع صوت طرقات الباب فابتعدت عنه بهدوء وهي تعود للجلوس على الكرسي الموجود بجوار السرير

فتح الباب بهدوء 

عادل بهدوء وجدية

=حمد لله على السلامة يا يامن بيه 

يامن بهدوء 

=الله يسلمك يا عادل عرفت أي حاجة جديدة عن موضوع الحادثة

عادل بهدوء وهو ينظر له نظرة يعلم كلاهما معناها

=كل حاجة هتبقا عند حضرتك النهارده بليل وأكمل بجدية

عارف إنه مش الوقت المناسب بس جدة حضرتك عرفت ومصرة إنها تكلمك وكمان الظابط موجود برة علشان ياخد أقوالك في الحادثة ومحمود بيه برة

يامن بهدوء وصرامة شديدة

=تمام خلي الظابط يدخل وبعدها محمود وأنا هكلم جدتي بنفسي 

أومأ بهدوء وهو يتجه للخارج وسمح للضابط بعدها بالدخول

بدأ الضابط في أخذ أقوالهما بهدوء .......

بعد انتهائه 

الضابط بهدوء

=تمام كده يا باشا إحنا هنبدأ تحقيق في القضية

وهبلغ حضرتك بكل جديد 

يامن بهدوء

=وأنا هستنى أخبار جديدة منك

أومأ له الضابط بالموافقة ثم اتجه خارجاً من الغرفة

كاد يامن أن يلتفت لها ليحدثها لكن قاطعه صوت فتح الباب بقوة شديدة

يامن بغيظ شديد وهو يلتفت له

=هو إنت حد مسلطك عليا ده أنا حتى تعبان وعامل حادثة ليه تحسسني إنك تبع مكافحة المخدرات

ضحك محمود بصخب وهو ينظر له 

محمود بمزاح محاولا تخفيف حدة توتر الجو

=يعني هي دي أول مرة ما إحنا اتعودنا على كده 

على العموم أنا جاي أقولك ألف سلامة ورايح الشركة على طول

يامن بهدوء

=الله يسلمك وبعدين إنت مستعجل كده ليه

محمود بهدوء

=في حاجات كتير واقفة في الشغل وفي ورق عايز يتوقع والمفروض في اجتماع كمان نص ساعة ثم وجه حديثه لليل وهو يمازحها أنا لحد دلوقتي مش عارف إزاي واحدة بجمالك وحلاوتك فكرت إنها تتجوز المجنون ده 

نظر له ببرود وهو يشعر بالغيرة بداخله من تغزله بجمالها

ضحكت ليل بخفة وأجابته بهدوء

=نصيبي بقا أعمل ايه

أومأ لها متفهما وهو يضحك على وجه يامن المحتقن ثم توجه للخارح 

يامن بسخرية لاذعة غير قادر على التحكم بغيرته

=عاجبك كلامه أوي

أومأت بالموافقة وهي تعض على شفتيها بخبث تمنع نفسها من الضحك

بمجرد تأمله لوجهها المشرق وابتسامتها المرحة تبدد كل غيظه ليحل محله شعور آخر بالكمال

تنهد وهو يبتسم لها بعشق واقترب بجزعه منها يضع جبهته فوق جبهتها تكاد شفتيهما أن تتلامس 

يامن بصوت هامس بعشق

=لو تعلمين كم أود أن أضعك بداخل عيني وأغمضهما

لكي لا يتمكن أحد غيري من تأملك

لكني سأتركك لما هو أجمل من هذا أتعلمين ما هو

أن أتركك وسط زحام هذه الحياة وعيناك تبحث

عن وجه واحد وهو وجهي

وفي النهاية تلقين نفسك في أحضاني تحتمين بها

عندها سأعانقك عناق المئة عام ولن تكون لدي أي أمنيات أخرى

أوتعلمين يا ليلي لو كان باستطاعتي لجعلتك جزءًا

من روحي عندها لن يقدر أي شيء على تفرقتنا حتى الموت

نظرت له بعشق جارف

=وأنا مستحيل أخلي حاجة تفرقنا أو تبعدنا عن بعض....

قاطعهم صوت طرقات الباب زفر يامن بحنق وهو يمسح للطارق بالدخول

اقترب عادل منه بهدوء وهو يناوله هاتفه

=الحاجة فاطمة عايزة تكلمك يا يامن بيه

التقط الهاتف منه بهدوء بينما توجه عادل للخارج

سمع صوت جدته على الطرف الآخر وهي تبكي بحرقة

الحاجة فاطمة ببكاء وصوت متقطع

=يامن يا ابني إنت بخير طمني عليك يا حبيبي

يامن بهدوء وهو يطمئنها

=أنا كويس الحمد لله متقلقيش عليا أنا بخير إنتي اللي عاملة ايه طمنيني عليكي

الحاجة فاطمة بعدم تصديق وهي ما زالت تبكي

=مش مصدقاك أنا شوية كده وهخلي عمك يجيبني علشان أطمن عليك وأشوفك بعنيا

قاطعها يامن بهدوء فهناك أمر يدور بعقله وعليه التأكد منه

=لا متتعبيش نفسك يا حاجة أنا جايلك بنفسي هكون عندك على بكرة وكمان ليل جاية معايا

توسعت عينيها بشدة عندما سمعت كلماته الأخيرة

الحاجة فاطمة بعتاب

=يعني تبقا تعبان ومش عايزني أجي أشوفك يا يامن

يامن بهدوء محاولا توضيح الأمر لها

=مش عايزك تشوفيني ايه أنا بقول كده علشان صحتك مش هتتحمل السفر وبعدين أنا كويس

هو جرح سطحي بسيط يعني مش هيعطلني في حاجة وبعدين أنا عندي شغل في البلد ولازم أجي علشان أخلصه بنفسي

الحاجة فاطمة بهدوء

=اللي إنت شايفه إعمله وإحنا هنستناك تيجي بكره 

يامن بهدوء

=إن شاء الله أشوفك على خير يا حاجة

ثم ودعها مغلاقا الهاتف ينظر لتلك التي تنظر له بذهول

ليل بهدوء

=أقدر أفهم ايه اللي حضرتك قولته ده أنا معنديش أدنى استعداد إني أقابل مراتك الأولى

يامن بهدوء وهو يبتسم بخبث فهو على علم تام كيف سيقنعها

=على العموم براحتك لو إنتي ترضي تسبيني ليها أسبوع كامل معنديش مشكلة وهي مش هتتأخر في إنها تساعدني في الأكل أو إني أغير هدومي وهتعمل أي حاجة أنا هطلبها منها

قفزت من مكانها بعنف

ليل بغيظ وغيرة شديدة تنظر لعينيه

=محتاج كام طقم في شنطة السفر

يامن بخبث

= مش أنا اللي محتاج جهزي شنتطك وحاولي تحطي على قد ما تقدري علشان شكل القعدة هتطول هناك وخدي الحرس معاكي والأسواق 

توجهت بغضب حتى وصلت لباب الغرفة 

وقبل خروجها إلتفتت له بغضب


=ابقا فكر كده وخليها تقرب منك وأنا هموتها وأموتك إنت كمان

وخرجت من الغرفة وهي تغلق الباب خلفها بعنف متوجهة للمنزل لتجهز حقيبة السفر

****......

جابر بغضب شديد

=إنتم أغبيا أنا قولت عايزكم تخلصوا عليه مش تفتحوا عيون الناس علينا

أحد الرجال بخوف

=إحنا لما لقينا العربية بتاعته دخلت في الشجر اللي على الطريق بعد ما ضربنا عليه رصاص فكرناه مات 

جابر بغضب شديد

=ما إنتم بهايم مفيش واحد بس فيكم فكر يروح يتأكد إنه مات ولا لا

قاطعه صوت رنين هاتفه تأمل اسم المتصل بهدوء

بمجرد فتحه للخط سمع صوته القلق

راغب بقلق شديد

=إلحقني يا جابر يامن جاي بكره البلد وخايف يكون عرف إن إحنا اللي ورا الموضوع

جابر بغضب وصوت عالي

=أنا أعملك إيه يعني كله بسبب شوية الأغبية دول

راغب بتوتر
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
=طيب هنعمل ايه دلوقتي

زفر جابر بحنق ولكنه قال بهدوء

=هنهدى شوية دلوقتي ومش هنعمل أي حاجة غبية

تحطنا في موضوع شك وبما إن هو جاي عندك فدي

هتبقا فرصتك خليه تحت عنيك طول الوقت وخلي بالك من كل تصرفاته لحد ما نشوف هنتصرف إزاي

راغب بهدوء

=تمام وأنا هحاول أتكلم معاه وأعرف هو بيشك في مين وناوي على إيه

جابر بهدوء 

=ماشي وأنا مستني أخبار جديدة منك 

ثم ودعه مغلقا الهاتف بهدوء وهو يفكر في الخطوة القادمة وفي نتيجة تلك المناقصة التي تأخرت فتلك آخر ورقة رابحة بالنسبة له

*****.......

بعد انتهائها من تجهيز حقيبة السفر ووضع كل مستلزماتها معها قامت بتغيير فستانها وهي تنظر له بحزن صحيح أنه لم يتمزق لكنه يعيد أحداث تلك الليلة المشؤومة لرأسها ......

قامت بتحضير ملابس مريحة له ليتمكن من السفر بها ومعها ملابس لها لتتمكن من السفر بها ووضعتهم في حقيبة صغيرة لتحملها في يدها

فهي لن تستطيع تركه لتعود وتغير ملابسها  

نادت على أحد الحرس ليحمل الحقيبة واتجهت للسيارة عائدة للمشفى مرة أخرى......

****......

أسدل الليل ستائره وعم الظلام الأرجاء

كانت جالسة مقابلة له على سرير المشفى تضحك على تصرفته التي تشبه تصرفات الأطفال فهو لا يريد تناول طعام المشفى

يامن بحنق وغضب

=مش هاكل أكل ملهوش طعم 

ضحكت بصخب على غضبه  بعدها بثواني تمالكت نفسها

ليل بهدوء وهي مازالت محافظة بابتسامتها

=علشان خاطري هو النهارده بس علشان تاخد الدوا

زفر أنفاسه بحنق وهو يتناول الطعام رغماً عنه 

بعد انتهائها اقتربت منه تناوله دوائه بهدوء 

تأملت الجرح الموجود في صدره بالقرب من قلبه وهي تشعر بالألم في قلبها 

قاطعهم صوت طرقات الباب وتلاه دخول الطبيب المشؤول عن حالته وممرضة لتقوم بالتغيير على جرحه

الطبيب بهدوء وابتسامة هادئة

=حمد لله على السلامة يا يامن بيه 

يامن بهدوء

=الله يسلمك 

اقترب منه الطبيب بهدوء وهو يفحص مؤشراته الحيوية بعد انتهائه ابتعد بهدوء

الطبيب بهدوء

=الحمد لله المؤشرات الحيوية كلها تمام بس أهم حاجة تحافظ على الجرح من المية وتبعد عن أي حركة أو مجهود عنيف على ما الجرح يلم وياريت العلاج تمشي عليه

أومأ له يامن بهدوء بينما ليل تستمع للتعليمات بإنصات تام

جذب انتباهها تلك الممرضة التي لم تنزل عينيها منذ دخولها عن يامن فنظرت له بهدوء ولاحظت صدره العاري فقامت بجذب الغطاء عليه لتغطية 

ونظرت للممرضة وهي تبتسم لها ابتسامة صفراء

تظهر مدى غيظها فأخفضت الممرضة عينيها وهي تشعر بالحرج من تصرفاها

بينما وجه هو أنظاره لليل مستغرباً تصرفها

أشار الطبيب للمرضة بهدوء

=غيري للباشا على الجرح وأنا هكمل مرور على المرضى

أومأت بالموافقة بينما اتجه هو للخارج بعدما ودعهم بابتسامة هادئة متمنياً له الشفاء العاجل

اقتربت الممرضة منه بهدوء تحت نظرات ليل الحارقة فلو كانت النظرات تقتل لأردتها صريعة

يامن بهدوء ناظرا لليل وابتسامته تتسع بخبث عندما لاحظ نظراتها للمرضة

=ليل إنتي واقفة كده ليه اقعدي

ليل بهدوء وهي تنظر له ببرائة كأنها لا تود خنق تلك الممرضة

=يشوف إزاي بتغير على الجرح علشان أغيرلك عليه بعد كده

رفع حاجبه وهو يبتسم بسخرية يستفزها فعلى الرغم من شعوره بالألم إلا أنه لا يريد أن يظهر لها 

فهو يعلم أنها ستهلع إن علمت أنه يتألم

بمجرد انتهاء الممرضة من عملها قامت ليل بسرعة بسحب الغطاء تغطيه حتى رقبته وهي تنظر لها بشر

حاول بصعوبة كتم ضحكاته فهذا سيزيد الطين بلة

انسحبت الممرضة بخوف من هذه المرأة المجنونة

بمجرد خروجها إلتفتت له

ليل بهدوء وهي تنظر له ببرود

=ممكن أعرف ايه اللي إنت عملته ده

حينها لم يستطع تمالك نفسه وهو ينفجر ضاحكا على تعبيرات وجهها الغاضبة ولكن أقف ضحكاته تلك النغزات التي شعر بها مكان إصابته

نظرت له بتردد وقلق عندما رأت تجعد ملامحه الجذابة بسبب الألم

ليل بقلق

=يامن إنت كويس تحب أروح أنادي للدكتور 

يامن بابتسامة عاشقة لقلقها عليه مخفيا كل ألمه خلفها

=متقلقيش أنا كويس 

وأشار لها لتأتي كي تكون بين أحضانه

نظرت له بتردد خوفاً من الإقتراب منه فتتسبب في ألمه

شعر بتترددها فمد يده لها وهو يقول بصوت أجش عميق

=تعالي لأدفنك بين أحضاني 

لعل قربك مني يذهب عني كل آلامي

لم تستطع منع نفسها من رسم تلك الإبتسامة الفاتنة فوق شفتيها فحتى في أسوأ أوقاته لا يتوقف عن مغازلتها

اقتربت منه بهدوء وهي تمد يدها تضعها بداخل كفه

أفسح لها مكاناً بجواره حتى تستطيع النوم فيه 

نامت بجواره وعينيها تقابل عيناه بينما يحيطها بين ذراعيه 

وقع نظرها على مكان الجرح فسارت بأناملها بجواره

وهي تشعر بالألم ينغز قلبها اقتربت منه واضعة شفتيها فوق مكان الجرح تقبله بهدوء وهي تمرر أناملها فوقه علها تخفف ألمه

رأته يغمض عينيه بهدوء وبعدها بدقائق معدودة شعرت بانتظام أنفاسه وهو يغط في نوم عميق

من أثر الأدوية التي أخذها..........



فتح عينيه ببطئ عندما شعر بالفراغ بين زراعيه نظر لمكانها بجواره فوجده فارغاً بعد ثوان وجدها تخرج من باب الحمام الموجود بالغرقة وقد غيرت ملابسها لبنطال من الچينز وقميص ذهبي من الستان الناعم يصل فوق فخذيها بقليل 

ليل بابتسامة مشرقة

=صباح الخير عامل ايه النهارده

يامن بهدوء

=تمام الحمد لله شايفك جاهزة من بدري

رأي تلاشي ابتسامتها وهي ترد بهدوء متذكرة أنها ستقابل زوجته الأولى لأول مرة في حياتها متخوفة من ردة فعلها

=علشان نلحق نوصل عند جدتك بدري لأن مستحيل نسافر بليل بعد اللي حصل

أومأ لها بهدوء متفهما سبب قلقها

تحرك من مكانه بخطى هادئة وهو يشعر بالضعف يستولي على جسده متوجها للحمام توجهت نحوه لتساعده

يامن بهدوء وهو يمنعها مبتسماً

=متقلقيش يا ليلي أنا كويس هقدر أدخل لوحدي

نظرت له بتردد ولكنها في النهاية أومأت بهدوء واتجهت لتحضير ثيابه.......

رأته يخرج من الحمام بهدوء بعد انتهائه ناولته ثيابه بهدوء

ولكنه ابتسم بخبث مقرراً استغلال الموقف لصالحه

يامن بتصنع وهو يقوم بارتداء  قميصه

=مش قادر ألبسه كتفي بيوجعني

اقتربت منه لمساعدته غافلة عن تلك الابتسامة الخبيثة التي تعتلي شفتيه 

كانت قريبة بشدة منه وشعرها يداعب أنفه سامحا له باستنشاق رائحتها العطرة 

شعر بأناملها التي كانت تلامس عضلات صدره ومعدته عند أغلاقها للأزرار للقميص والتي كانت كلسعات بالنسبة له

عند انتهائها اقترب بشفتيه من خدها يقبل كل منهما على حدى

ابتعدت عنه بخجل ووجهها محمر بشدة 

بعد انتهائها من مساعدته 

مد يده بهدوء يقبض على كفها يقبله 

يامن بإبتسامة هادئة

=شكراً يا ليلي 

ليل بعتاب وهي تزم شفتيها

=في حد يقول لمراته شكرا 

يامن مبتسماً بعشق لها

=خلاص يا ستي متزعليش نفسك من غير شكرا ......

ثم قبض على يدها متوجهاً للخارج وهي تسير بجواره

بعد انتهائهم من أوراق المشفى توجها للسيارة بهدوء

وانطلق بهم السائق بسرعة نحو وجهتهم.........

بعد ساعات طويلة من القيادة توقفت السيارة بهدوء

يامن بهدوء وهو يقوم بايقاظها فقد قضت معظم الطريق وهي نائمة على كتفه

=ليل اصحي يلا وصلنا

فتحت عينيها بهدوء وهي تنظر باستغراب حولها

ليل بتساؤل

=إحنا وصلنا بسرعة كده

ضحك بخفة عليها ورد عليها

=لأن الهانم كانت نايمة طول الطريق محستش بحاجة يلا انزلي

أومأت بهدوء وهي تنزل من السيارة تتأمل تلك الحديقة الواسعة من حولها المليئة بكافة أنواع الزهور وأشجار الفاكهة ،والنافورة الموجودة في وسط الحديقة والماء يندفع منها 

لفت انتباهها ذاك القصر الذي يشبه القصور  في عصر الملوك وبه لمحة من تراث الماضي 

تقدمت بخطوات بطيئة وهي تقدم قدماً وتأخر الأخرى خوفاً من القادم

فاجأه ذاك الجسد الذي اندفع نحوهم بسرعة شديدة

وهي ترتمي في أحضان يامن تعانقه بقوة وعينيها تذرف الدموع.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فاجأها ذاك الجسد الذي اندفع نحوهم بسرعة شديدة

وهي ترتمي في أحضان يامن تعانقه بقوة وعينيها تذرف الدموع بغزارة

لبنى ببكاء وصوت متقطع

=ألف سلامة عليك يا يامن والله مكنتش أعرف إن كل ده هيحصل

لفتت كلماتها انتباهه فتأملها بهدوء بعد ابتعادها عنه

وهي مازالت تبكي بشدة

يامن بغموض متأملا انفعالتها

=الله يسلمك يا لبنى

بمجرد سماعها للاسم شعرت بألم شديد يغزو قلبها

وهي ترى مشهد ارتمائها في أحضان زوجها يعاد

مرة بعد مرة تشعر بأنها تنهار لمجرد قرب امرأة أخرى منه 

إذا هذه هي زوجته الأولى لمع بعقلها سؤال هل يا ترى هي من سرقته منها، هل زوجته تحبه

شعرت بقلبها يتحطم فمن تلك التي لن تحب شخصا مثل يامن وكم رغبت في تلك اللحظة بالفتك بها

لتبعدها عن معشوقها فهو ملك لها وحدها ولا حق لأي امرأة أخرى غيرها بالاقتراب منه 

لا تعلم هل هي ظالمة أم مظلومة فهي لكنها متأكدة

بأن قربها منه يؤذي أنثى غيرها وستكون سببا في دمار روحها 

تسائلت في نفسها هل يعقل أن تكون مثل زوجة والدها في يوم من الأيام 

روحها تحتضر بداخلها،ألمها يتفاقم،ودموعها تهدد بالنزول في أي لحظة 

تعلم بداخلها أن أسوأ ألم قد يقابل أي أنثى في حياتها أن تحتل قلب حبيبها أنثى غيرها .....

أقاقت من زوبعة أفكارها عندما شعرت بيده التي التفت على خصرها 

يامن بهدوء

=ليل دي لبنى أظن إني وضحت قبل كده هي مين 

ليل ببرود وابتسامة باهتة أجبرت نفسها على رسمها 

=أهلا يا لبنى أنا ليل

تجاهلت لبنى كلامها وهي تشير لهم بالدخول متجاهلة ليل تماماً فليس سهلاً على الأنثى تقبل وجود أخرى وكلاهما يتشاركان نفس الشخص وخصوصاً بعد صدمتها فهي لم تتوقع أن تكون غريمتها بهذا الجمال الفاتن

لبنى بهدوء وهي تقودهم للداخل

=الحاجة فاطمة مستنياك من بدري يا يامن 

سارت بجواره بهدوء تمنع نفسها بصعوبة من جذب تلك المرأة من شعرها 

بينما كان هو شاردا في أفكاره فكلام لبنى مازال يدور بعقله وما الذي كانت تعنيه بكلماتها لكنه لاحظ سكونها ولمعة الحزن التي طغت على عينيها

بمجرد أن خطت قدمه صالة الاستقبال

تعالت الأصوات وانطلقت من إحدى الخادمات زغرودة عالية لعودته سالماً 

بينما كان هناك شهقات خافتة مصدومة من جمال تلك الفتاة الواقفة بجواره متسائلين عن هويتها

وقفت جدته من مكانها وهي تجذبه لأحضانها وقد دمعت عيناها من فرط سعادتها بسلامته ورؤيته معافا يقف على قدميه أمامها

الحاجة فاطمة بصوت متحشرج

=حمد لله على سلامتك يا ابني

يامن بهدوء وهو ينحني مقبلا رأسها

=الله يسلمك يا حاجة....ثم استطرد كلامه مشيرا لليل يجذبها من خصرها....ليل يا حاجة اللي أنا كلمتك عنها قبل كده

أومأت الحاجة فاطمة بابتسامة مرحبة وهي تقترب منها محتضنة إياها تربت على ظهرها بحنان

شعرت ليل بالدفئ يغمرها بين أحضان هذه السيدة ذاك الدفئ الذي افتقدته منذ وقت طويل كان مشابهاً بشدة لذاك الدفئ الذي يغمرها عند احتضان والدها

الحاجة فاطمة بهدوء مبتسمة لها

=هو كلمني عنك كتير قبل كده بس عمره ما قالي إنك بالحلاوة دي 

ليل بابتسامة هادئة فهي لم تتوقع هذا الترحيب من

جدته

=شكراً يا نينا ده من زوق حضرتك

الحاجة فاطمة بابتسامة هادئة

=يلا يا بنات جهزوا العشا بسرعة... ثم وجهت كلامها له... أكيد إنتم جايين من السفر تعبانين أوضتك فوق جاهزة على ما تغيروا وترتاحوا شوية يكون الأكل جهز

يامن بهدوء مبتسماً لها 

=وإحنا في عندنا أغلى من الحاجة فاطمة طلباتك أوامر ياست الكل

الحاجة فاطمة بهدوء وهي تربت على كتفه بابتسامة حانية

=تسلملي يا غالي

أومأ لها بهدوء وهو يبتسم

قبض على يد ليل التي كانت شاردة في عالم آخر 

وهي تسير بجواره غير مدركة لأي شيء مما حولها

تشعر بالغيرة الشديدة التي تحرقها من الداخل فهي لا تستطيع تحمل فكرة وجود أخرى بجواره وأنها ستكون معهم تحت سقف واحد 

كلتاهما لهما نفس الحقوق هل يعقل أن يذهب للمبيت معها ،يا ترى سيشاركها نفس الفراش

انتفضت فزعة عندما سمعت صوت إغلاق باب الغرفة

فهي لم تلاحظ أي شيء بسبب شرودها

شعرت بالتوتر يغمرها عندما وجدت نظراته الثاقبة

المثبتة فوقها

حاولت صرف انتباهها عنه وهي تتجول في الغرفة تتأملها بهدوء بداية من أثاثها الذهبي الفاخر ،الألوان الهادئة،الأرضية اللامعة كل شيء كان مثليا ومرتبا بدقة لا تصدق،كأنها غرفة لأحد الملوك في العصور الوسطى فكل شيء فيها يضج بالعظمة ، الفخامة ، والرقي

بينما جلس هو على السرير ينظر لها كأسد يتضور جوعاً،يترقب فريسته للانقضاض عليها في أي لحظة

عينيه تسير على ملامحها الحزينة بهدوء فهو قد فهم ما يدور بعقلها

ليل بابتسامة باهته وهي تقترب منه

=الأوضة حلوة أوي

يامن بهدوء وقد جذبها لتجلس فوق ساقه فهو على علم تام بأنها ليست بخير وخصوصاً بعد مقابلتها للبنى فهو خير من يعلم بجنون غيرتها وإلى أي حد من الممكن أن يصل

=هي كانت حلوة وبقت أحلى بوجودك فيها

حاولت التملص من يده التي تجذبها، تجلسها قصراً فوق ساقه

ليل بعتاب وهي تنظر بداخل عينيه

=يامن كده غلط عليك سيبني وبعدين كده جرحك ممكن يتفتح 

يامن بصرامة مثبتا إيها فوق ساقه

=ليل بطلي لف كتير مالك زعلانة ليه 

ليل بابتسامة فاترة أجبرت نفسها على رسمها وهي تضع أناملها على لحيته الخفيفة تمررها فوقها بهدوء

=متقلقش أنا كويسة



يامن بنظرات عاشقة معاتبا إيها وعيناه تتأمل ملامحها فهو قد استشف سبب حزنها

=أوتغارين من الكواكب وأنتي البدر في تمامه

أوتغارين من النور وأنتي الشمس في سطوعها

أوتغارين من البريق وأنتي النجوم في لمعانها

فأنتي الكمال ،أنتي من عشقت

أنتي كل شيء في كماله وجماله

لا تغاري يا روح الفؤاد 

فلمثلك تغار الأرواح

ليل بابتسامة عاشقة وقد تبددت كل ذرة من حزنها مع كل حرف من حروف كلماته

=أنا مش هقدر أرد عليك بنفس جمال كلماتك بس أقدر أقولك إنك أحسن حاجة ممكن تحصل لأي حد في حياته أنا هفضل أشكر ربنا طول العمر على الصدفة اللي جمعتنا

اقترب منها بشفتيه يضعها فوق شفتيها مقبلا إيها برقة شديدة متلذذا بحلاوة شفتيها وهو يضمها لصدره رفعت يدها بهدوء تحاوط رقبته ولكن ما لبثت تلك القبلة إلا أن تحولت لقبلة شغوفة متطلبة يروي ظمأ اشتياقه لها 

دقت أنوار الإنذار في عقلها وهي تشعر بأن قبلته أصبحت أكثر تطلبا حاولت الابتعاد عنه 

ابتعد عنها بهدوء وهو يدفن أنفه في شعرها يستنشق رائحتها وشفتيه تطبع فوق عنقها قبلات متفرقة

يامن بصوت أجش أثر عاطفته وهو يحاول ضبط أنفاسه اللاهثة

=في ايه يا ليل

ليل بإحراج شديد وصوت منخفض ووجهها محمر بشدة

=الدكتور قال إنك المفروض ترتاح

وغير كده كمان جدتك مستنية تحت ومينفعش نتأخر أكتر من كده 

يامن بهدوء وهو مازال على وضعه

=مش مهم أي حاجة غير  إنك تبقى معايا 

قاطعه صوت طرقات الباب فحاولت الإبتعاد عنه ولكنه كان مثل الصخر لا يتزحزح

الخادمة بصوت عالي حتى يسمعها

=يامن بيه إحنا طلعنا الشنط قدام الباب والحاجة فاطمة بتقولكم تغيروا وتنزلوا علشان العشا

زفر أنفاسه بحنق ولكنه أجاب بهدوء

=تمام قوليلها إن إحنا هنغير ونازلين

إلتفت لليل

يامن وهو يغمز لها بمشاغبة بعد أن حررها من قبضته

=حظك بقا بس متتعوديش على كده

بمجرد أن حررها قفزت من مكانها وهي تشعر بالحرارة تغزو جسدها 

ليل باضطراب شديد

=أنا هاخد هدومي وأدخل أغير في الحمام 

لم يحد بعينيه عنها وهو يراقب خطواتها المتوترة 

توجهت لباب الغرفة تفتحه ثم سحبت الحقيبة للداخل بينما هو مستغرق في تأمل كل حركة تصدر منها

وقفت أمام الملابس التي أحضرتها بحيرة شديدة

فهي لا تعلم ما الذي يجب عليها ارتدائه فهي لا تود أن تبالغ بمظهرها 

حسمت أمرها وهي تسحب قميصاً عليه رسومات بسيطة مع بنطال من الچينز حتى يساعدها على الحركة 

ثم توجهت للحمام لتغير ملابسها

بعد مدة خرجت من الحمام وقد رتبت مظهرها فاكتفت بإطلاق سراح شعرها الناري ولم تضع أي زينة على وجهها

وكم بدت أنيقة غير متكلفة






وقع نظرها عليه وقد غير ملابسه لملابس بيتية مريحة

مد يده لها بهدوء فقبضت على كفه وتوجها للأسفل

بخطوات متمهلة

******.......

جلس الجميع بهدوء على طاولة الطعام لا يسمع غير أصوات اصتدام الملاعق 

كان يترأس الطاولة بينما ليل تجلس على يساره وفي مقابلها جدته 

وبجوار جدته تجلس لبنى يليها والدها

قطع الصمت المخيم على المكانة صوت جدته

الحاجة فاطمة بهدوء

=بكرة إن شاء الله في عزومة كبيرة  على الغدا بمناسبة سلامتك وكمان عماتك جايين علشان يسلموا عليك وعلى مراتك عايزين يشوفوها وبالمرة الكل يعرف موضوع جوازك

لم تتدرك ليل سبب التوتر الذي أصابها فهي تشعر بالرهبة الشديدة وكل شيء جديد عليها

يامن بهدوء مكملا تناول طعامه

=تمام مفيش مشكلة أنا كنت بفكر في كده برده

توقف الطعام بحلقها والدماء تندفع لوجهها عندما شعرت بيده تسير فوق

ساقها بتمهل شديد 

نظرت لملامح وجهه فوجدتها باردة لا يظهر عليها أي تعبير

مدت يدها بحذر حتى لا يلاحظ أحد تحاول إبعاد يده عنها

فقبض على يدها وإبهامه يتحرك فوق رسغها بخفة

حاولت سحب يدها منه ولكنه أبى تركها وهو ينظر لها بابتسامة خبيثة متلاعبة

الحاجة فاطمة بهدوء وقد لاحظت توقفها عن تناول طعامها

=مالك يا ليل مابتكليش ليه الأكل مش عاجبك

يامن بخبث وهو ينظر لها يرفع حاجبه

=فعلا يا ليل أنا حاسس إنك مش بتاكلي تحبي أنا أكلك

ليل بغيظ وهي تنظر له بينما تجيب جدته

=لا يا نينا بالعكس الأكل حلو جدا بس أنا شبعت

قاطع كلامهم

راغب بهدوء وهو ينظر ليامن

=بعد ما تخلص أكل عايزك في المكتب علشان موضوع المشروع اللي إنت موقفه ده

لم تعلم ليل لما لا تشعر بالإرتياح لهذا الرجل فمنذ أول مقابلة لها معه ونظراته المريضة تشعرها بالإشمئزاز منه فهل يعقل أن ينظر رجل لفتاة بعمر ابنته

يامن بهدوء وهو ينظر له نظرة ثاقبة

=وأنا خلصت أكل اتفضل على المكتب وأنا جاي وراك

حرر يدها من يده متوجها للمكتب بخطوات ثابتة بينما يتبعه عمه بهدوء

بمجرد خروجه وقفت ليل من مكانها 

ليل بهدوء وهي تبتسم للحاجة فاطمة

=تصبحي على خير يا نينا أنا هطلع الأوضة علشان تعبانة شوية

الحاجة فاطمة بابتسامة هادئة

=وإنتي من أهل الخير يا حبيبتي اطلعي ارتاحي

أومأت بهدوء وهي تنسحب من مكانها متجهة لغرفتهم تحت نظرات لبنى الحارقة التي رافقتها منذ جلوسها على طاولة الطعام

بمجرد دخولها للغرفة تجردت من ملابسها واتجهت لخزانة ملابسه تسحب أحد قمصانه قامت بارتداءه

جالسة على السرير بهدوء تشعر بحزن شديد يخيم داخلها لا تعلم مصدره 

أطفأت كل حواسها وهي تضم نفسها تستنشق رائحة عطره العالقة في ملابسه

****.......

راغب بهدوء محاولا فهم ما يدور بعقله

=مفهمتنيش بقا الشغل هيرجع في المشروع امتا

وايه حكاية الفلوس اللي بتتاخد من وراك دي

يامن بهدوء وملامحه لا يظهر عليها أي تعبير

=الشغل هيرجع كمان كام يوم كده بس أراجع الحسابات وأتأكد من كل حاجة بنفسي وبعدها هنشتغل واستطرد بخبث أما بقا بالنسبة لموضوع

الفلوس فأنا عارف أنا هعمل ايه كويس أوي

راغب بتوتر

=قصدك ايه يعني بالكلام ده

يامن بهدوء وابتسامة ساخرة

=مقصدش حاجة ..وأكمل بجدية...أنا عايز كل الورق اللي معاك ويخص المشروع 

راغب باستنكار وغضب

=يعني إيه عايز كل الورق على الأقل المفروض يبقا معايا نسخة من الورق ده

يامن بصوت عالى 

=أنا اللي عندي قولته وبعدين أنا مش هاكل حقك مثلا أنا بشوف اللي ليا ولا إنت إيه رأيك

تحرك من مكانه على مضدد يسحب أحد الملفات من درج المكتب 

راغب بحنق شديد

=اتفضل الملف

أومأ يامن بابتسامة مستفزة وسحب الملف من يده متوجهاً للحديقة ليجري اتصالاً مهما وبعدها جلس ليراجع الملف بهدوء وتركيز شديد

*****.......

بعد انتهائه توجه لغرفته بخطوات هادئة .......... 

وقع نظره عليها بمجرد دخوله للغرفة

وجدها نائمة على السرير بهدوء توجه نحوها بابتسامة مشاكسة عندما لاحظ ماكانت ترتديه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فنام بجوارها بهدوء وهو يجذبها ناحيته محتضنا جسدها الغض وأنفاسه تلفح عنقها من الخلف 

لاحظ اضطراب أنفاسها فتوقفت عن ادعائها للنوم

التفت له بهدوء تحتضنه بشدة

ليل بصوت متحشرج ونبرة باكية

=كنت مفكرة إنك هتبات عندها

صدم الآخر من تفكيرها 

أكملت ليل ببكاء مزق قلبه من الداخل كأنها ليست بوعيها

=قولي إنك مستحيل تروح عندها ، قولي إنك ليا أنا بس ومستحيل تخليها تقرب منك إنت بتحبني أنا بس وعمرك ما هتحب حد غيري صح

سألته بشك في نهاية كلامها خوفها من خسارته يهلكها

جذبها بقوة دافنا وجهها بداخل أحضانه  محاولا تهدئتها ممررا يده فوق رأسها

يامن بهدوء وهو يهمس في أذنها


=أنا مستحيل أكون لحد غيرك ،ليلي إنتي بقيتي روحي،أنفاسي اللي مقدرش أعيش من غيرها

أنا عمري ما حبيت ولا هحب حد غيرك

أنا بعشقك مش بس بحبك عمري ما أفكر ولا يخطر على بالي إني أستغنا عنك إنتي روحي عمرك شوفتي حد بيستغنا عن روحه

أخرجت وجهها من أحضانه تنظر له بعيونها المحمرة المتورمة من كثرة بكائها

صعق منها وهي تضع شفتيها الندية فوق شفتيه الغليظة تقبله بهدوء كأنها تثبت لنفسها أنه لها

فهي تشعر باليأس من حياتها خائفة من فقدانه أكثر من أي شيء آخر

تخلى عن صدمته وهو يستولي على تلك القبلة يقبلها بشغف 

أبعد شفتيه عن شفتيها مقبلا عينيها وسائر وجهها

وهو يهمس لها بعشقه بين قبلاته المتفرقة 

بينما استكانت بين أحضانه سامحة له أن يغرقها في بحور عشقه يغدق عليها بحنانه منتقلين  لعالم آخر لا يوجد به سواهم

****.........

في صباح اليوم التالي كان المكان في الأسفل عبارة عن خلية نحل تعمل بنشاط فهناك من ينظف المكان

وجزء آخر يعد الطعام والباقي يزين صالة الاستقبال

من أجل الضيوف

جلست لبنى على أحد الكراسي وهي تقول بسخرية

=ده كله علشان خاطر الست هانم اللي هي أصلا مكلفتش نفسها تنزل حتى تقلنا صباح الخير

الحاجة فاطمة بهدوء معاتبة لها

=عيب كده يا لبنى أنا مش عايزة مشاكل النهارده سمعتيني وبعدين دول لسه جايين من السفر امبارح أكيد تعبانين

لبنى بحنق

=هسكت أهو معنتش متكلمة ما هو الباشا أي حاجة يعملها بالنسبة ليكي صح 

الحاجة فاطمة بهدوء

=عدي يومك على خير يا لبنى وروحي المطبخ شوفي البنات بيعملوا ايه خلي بالك منهم

لبنى بصوت منخفض وهي تتجه للمطبخ

=ما هو ده اللي ناقص أشرف على عزومة الست هانم ما أشتغل خدامة عندها أحسن.......

****.......

فتح يامن عينيه بهدوء وهو يشعر بألم وبثقل يضغط على صدره فوجدها تلك الفاتنة التي سكنت روحه 

أبعد شعرها الناري عن وجهها وهو يتأمل ملامحها الفاتنة المرهقة 

وضع قبلة طويلة فوق جبينها وهو يقسم بداخله على ألا يكون سبباً لبكائها يوما

حرك رأسها بهدوء وهو يضعه على الوسادة بوضعية مريحة ثم اتجه للحمام ليأخذ حماما قبل نزوله .........

بعد انتهائه خرج من الحمام بهدوء فوجدها جالسة على السرير تبتسم له بخمول وقد ارتدت قميصه 

يامن بصوت عميق وابتسامة عاشقة وهو يقترب منها بهدوء واضعا يده فوق خدها

=فتبسمي يا فاتنة عشقتها

فإن البسمة لشفتيك رفيق

عيناك لم تخلق ليسكنها الدمع

ولم يكن الأسى بها يليق

ابتسمت بخمول كقطة كسولة في فصل الشتاء

تجعدت ملامحها عندما رأت قطرات المياه المتساقطة من جسده والضمادة الموضوعة فوق جرحه مبتلة بشدة

ليل بفزع وهي تقفز من السرير متوجهة للحقيبة التي تضع بها أدويته

=إنت حطيت ميا على الجرح

جذبته من يده بهدوء تجلسه فوق السرير 

بدأت في تعقيم جرحه بهدوء بينما هو يراقب جميع حركاتها المتوترة بافتتان بداية من عقدة حاجبيها،

نظراتها المثبتة فوق جرحه بتركيز شديد ،

قلقها عليه الذي يشعره بأنه أكثر انسان مهم لديها

شعر بلسعات خفيفة عندما وضعت المعقم فوق جرحه لكنه اكتفى بتثبيت عينيه فوقها حتى يتبدد ألمه بعد انتهائها ابتعدت عنه بهدوء

ليل بهدوء معاتبة إياه

=ينفع اللي إنت عملته ده يا ريت بعد كده تخلي بالك ومتخليش حاجة تيجي على الجرح

يامن بهدوء وابتسامة هادئة

=حاضر يا ليلي أي أوامر تانية... واستطرد قائلا... وبعدين يا أستاذ إنتي المفروض تكوني لابسة وجاهزة دلوقتي علشان الضيوف اللي جايين دول الساعة بقت اتناشر

ليل بفزع وهي تصرخ بصوت عالي

=إنت بتهزر أنا مستحيل أكون نمت ده كله

قفزت من مكانها متجهة للحمام بينما غرق هو في ضحكاته على جنونها .....

انتهى من ارتداء ملابسه المكونة من قميص باللون الاسود وبنطال من الچينز بنفس اللون مع حذاء رياضي 

يامن بصوت عالي حتى تسمعه فهي لم تخرج بعد من الحمام

=ليل أنا هنزل خلصي لبس وانزلي

ليل بهدوء

=تمام هخلص وأنزل بسرعة .....

بعد مدة من الزمن خرجت من الحمام وهي تشعر بالتوتر فهذه أول مرة تقابل عائلته وتريد أن تظهر بمظهر يليق به والخيارات أمامها محدودة جدا

كما أنها لم تعتقد أنها ستحتاج ملابس رسمية أو استقبال هنا 

في النهاية وقع خيارها على فستان أسود ،يناقض بياض بشرتها، بسيط يتلائم مع جسدها بشدة

بعد انتهائها ارتدت خاتم زواجها وتركت شعرها كما هو منسابا بتموجاته على ظهرها مع لمسات بسيطة من مستحضرات التجميل واتجهت للخارج نحو غرفة الاستقبال






بمجرد دخولها لغرفة الإستقبال هدأت جميع الاصوات موجهين أنظارهم نحوها

ليل بهدوء مخفية توترها من نظراتهم  ترسم على وجهها ابتسامة هادئة

=إزيكم يا جماعة عاملين ايه

وقبل أن يرد أي أحد عليها فاجأهم دخول يامن وهو يجذبها من ذراعها بسرعة للخارج

يامن بسرعة وصوت عالي

=آسف يا جماعة خمس دقايق وهرجعها

علت الأصوات المستنكرة

ليل باستغراب

=في إيه يامن وساحبني بسرعة كده ليه 

يامن بهدوء 

=هتعرفي دلوقتي في حد جاي مخصوص هنا علشانك وعايز يتكلم معاكي

جذبها لغرفة المكتب مغلقا الباب خلفه بهدوء 

وقع نظرها على الجالس أمامها بهدوء شهقت بصدمة كبيرة فهذا آخر مكان توقعت رؤيته به

ليل بصدمة.......
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
جذبها لغرفة المكتب مغلقا الباب خلفه بهدوء 

وقع نظرها على الجالس أمامها بهدوء شهقت بصدمة كبيرة فهذا آخر مكان توقعت رؤيته به

ليل بصدمة وهي تنظر لجدها باستغراب

=سمير بيه مش مصدقة نفسي

سمير بهدوء

=اقعدي يا ليل عايز اتكلم معاكي

نظرت باستغراب ليامن الواقف بجوارها بهدوء فهي لا تستطيع فهم ما يدور بعقله وما سبب وجود جدها

جلست على الكرسي المقابل لجدها

سمير بهدوء وهو ينظر لها

=أظن إنك عايزة تعرفي أنا جيت هنا ليه

أومأت بصمت ولسانها لا يقوى على نطق أي كلمة من صدمتها 

سمير مكملا بهدوء

=أنا جيت هنا لسببين الأول إني أتطمن على صحة يامن بعد اللي سمعته في الأخبار

تاني سبب إني كنت عايز أتكلم معاكي بخصوص جوازك من يامن وسبب رد فعلي وقتها 

بس عايزك تعرفي إن اللي أنا عملته وقتها كان قرار في لحظة غضب ولو إنتي عايزة تطلقي منه أنا عندي استعداد أطلقك

وجهت نظرها ليامن الواقف ببرود يضع كفيه بداخل جيب بنطاله وملامحه لا تفسر 

ليل بهدوء ناظرة لجدها وهي تشعر بالعبرة تخنقها

=أنا كل اللي عايزة أعرفه إيه اللي يخلي حضرتك تجبرني إني أتجوز عملت إيه يستحق إنك تطردني من البيت 

سمير بهدوء وهو يشعر بالألم على ما فعله بصغيرته

=كان غصب عني يا ليل لما أشوف اللي حصل فيا وإبني هيتكرر تاني بس المرة دي هيبقا من حفيدتي 

شعرت بالإستغراب الشديد من كلامه بشأن والدها

فقد كانت على علم بشأن هروب جدتها مع مع أكثر من نصف ثروته ولكن ما علاقة والدها بالموضوع 

ليل باستفسار

=طيب إيه علاقة بابا بالموضوع ده

سمير بهدوء مسترجعا ما حدث في ذاك اليوم في المشفى

=هحكيلك......

فلاش باك 

كان واقفاً أمام غرفة والدتها في المشفى بينما يحمل ليل بين ذراعيه ينظر إلى إبنه الذي يبكي بانهيار على اختفاء زوجته لفت انتباهه تلك الورقة الموضوعة على سريرها وهو يقرأ ما بداخلها وقلبه يتحطم لمئات القطع فأصبح كالفتات لا يمكن ترميه

مرت عينيه على الكلمات مرة بعد مرة

=أنا آسفة بس معنتش هقدر أستحمل القرف والعيشة دي معاك ،خلتني أتجوزك غصب عني وغلطت في حقي مليون مرة ،إبني الأول مات وهو في بطني بسببك إنت وأبوك وسامحتك أكتر من مرة

ولما ربنا كرمني ببنتي كانت هتموت برده بسبب قرفك وخيانتك أنا مستحيل أعيش معاك تاني ولو دقيقة واحدة وبوعدك إنك عمرك ما هتشوفني

تاني ولا هتقدر توصلي في حياتك إنت بالنسبة ليا ميت صفحة واتقفلت من حياتي 

أنهى قرائة كلماتها منهارا على الأرض باكياً يصرخ بوجع شديد لم يتوقع أن ترحل عنه وتتركه ،أراد أن

يخبرها أنه برئ لم يقم بأي ذنب، لم يخنها، لم يلمس أي امرأة أخرى غيرها لكنها رحلت، رحلت بدون توديعه حتى 

بينما سمير يراقب انهياره بقلب ينفطر من أجل ابنه

فهو يعلم معنى هذا الشعور

فعندما يتخلى عنك شخص وهو يعلم بأنه كل شيء بالنسبة لك تشعر بأنك بلا قيمة بالنسبة له وجودك لا يشكل أي فارق لديه عندها تشعر بأن عالمك ينهار

فأنت جعلته محوراً تدور حياتك حوله فمن أجله تفعل أي شيء وكل شيء

نهاية الفلاش باك

أكمل سمير بهدوء متذكرا كل لحظة ألم مر بها

=من وقتها معرفناش عن ناهد أي حاجة

لو إنتي مكاني بعد ما عرفتي كل ده وواحدة جت قالتلك إن حفيدتك هربت وماكنتش نايمة في البيت

وتلقيها راجعة في نفس اليوم الصبح مع واحد في عربيته ويعزمها على العشا بليل وتخرج معاه 

وده كله وهي مخبية على جدها وكل ما يسألها

تقوله ما فيش حاجة والشاب ده يأكد فعلا إن في بينهم حاجة متوقعة ردة فعلي وقتها المفروض تبقا عاملة إزاي  وخصوصاً بعد ما روحت لجوزك بعدها وكلمته هو حتى مبررش أي حاجة ولا قالي أي حاجة

حتى بعد جوازكم

لم تعلم ماذا من المفترض أن تقول فهي لم ترتكب أي خطأ ولكنها من وجهة نظره فعلت الكثير حيرتها

في اللحظة كانت أسوأ من أي شيء ،صدمتها بأن والدتها لم تمت بعد ولادتها ، هي فقط مصدومة محتارة لا تعلم ماذا من المفترض أن تفعل كيف ستتخطى صدمتها هل عليها أن ترضى بالأمر الواقع

وإن كانت والدتها مازالت حية لماذا لم تحاول الوصول لها لماذا لم تحدثها حتى الآن هل تعلم والدتها بوجودها وأنها على قيد الحياة 

لماذا تصدمها الحياة كل مرة،كلما اعتقدت أن حياتها

أصبحت على ما يرام، تدمر كل شيء في لحظة أمام عينيها

قطع تفكيرها صوت جدها

سمير بهدوء 

=وزي ما أنا قلت قبل كده أنا عندي استعداد أطلقك منه دلوقتي 

لم ترد عليه إكتفت فقط بالصمت وهي تنظر ليامن

بألم ،حاله لم يختلف كثيراً عنها فهو يتألم لألمها

كانت تعلم أنه يمنع نفسه بصعوبة من إطلاق غضبه

فنظرة عينيه قاسية وفكه مشتد بشدة

وقف جدها من مكانه مقتربا منها بهدوء واحتضنها

بهدوء لكنها لم ترفع حتى يدها لتبادله العناق

منعت نفسها بصعوبة من البكاء وهي تفكر كيف حال والدتها هل هي بخير أم مريضة ،مازالت على قيد الحياة حتى الآن أم لا وأهم سؤال في كل هذا لماذا تركتها لما لم تأخذها معها،هل تكرهها ولو تحبها لما تخلت عنها

ابتعد عنها جدها بهدوء

سمير بمواساة وشفقة عليها من صدمتها

=أنا عارف إن الموضوع صعب عليكي بس لازم تعرفي إن إحنا خبينا عليكي علشان نحافظ على صورة والدتك قدامك بس دلوقتي إنتي بقيتي كبيرة كفاية إنك تفهمي كل الكلام ده 

عضت ليل على شفتيها بقوة تمنع دموعها من النزول

ليل بصوت ضعيف

=بتمنى إني معرفتش حاجة ولا سمعت الكلام ده

سمير بهدوء محاولا دعمها

=ناهد كانت بتحبك يا ليل لحد آخر لحظة كانت متمسكة بيكي حتى لما عرفت إن حملها هيبقى خطر عليها أصرت إنها تحتفظ بيكي

يامن بغضب فهو يشعر باحتراق قلبه من أجلها

=أظن كفاية لحد كده يا سمير بيه كنت عايز تتكلم معاها واتكلمت أول لما تهدى وتستوعب هخليها تكلمك 

نظر له ببرود وهو يقترب منه

سمير بغضب شديد

=مظنش إنك هتحدد المفروم أعمل إيه ومعملش إيه

يامن بهدوء محاولاً استجماع كل صبره وهدوئه

=مظنش إن هي هترد على حضرتك دلوقتي وأنا بوعدك إنها لما تهدى هجيبها لحد عندك

لم يكلف نفسه بالرد عليه بل توجه مسرعاً للخارج وهو يلقي نظرة أخيرة على تلك التي تجلس بانكسار وحزن شديد

بمجرد سماعها لإغلاق الباب كأنها كانت إشارة لها

لتطلق سراح دموعها تبكي بحرقة شديدة سامحة له بأن يرى ضعفها وانهيارها فهذه ليست أول مرة يراها هكذا ويبدو أنها لن تكون الأخيرة 

اقترب يامن منها بخطوات حذرة جالساً على ركبتيه أمامها 

مد يده بهدوء يمسح دموعها وهو يشعر بروحه تتمزق من أجلها

ضمها لصدره بقوة يحتويها عله يسحب ألمها

عناقه لها كان أبلغ من أي كلمات قد يقولها في مثل هذا الموقف

أما هي فكانت تشعر بالتخبط، الألم، الصدمة والإحباط من هذه الحياة 

يامن بهدوء وهو يشعر بتأنيب الضمير فهو من أجبرها على هذا الزواج

=آسف أنا السبب في كل ده لو مكنتش ظهرت فحياتك أكيد كل حاجة كانت هتبقى أحسن

ليل بهدوء وصوت مبحوح من كثرة بكائها

=أنا متلغبطة ومش عارفة أفكر في حاجة بس الحاجة الوحيدة اللي متأكدة منها إنك لو مكنتش في حياتي أكيد كنت هبقا متدمرة

ابتعد عنها ناظرا لملامح وجهها عيونها المنكسرة ،نظرتها الحزينة،جفونها المحمرة لكثرة بكائها هو متأكد من داخله أنها محطمة بالكامل 

ومع كل دمعة تنزل من عينيها يشعر بألم في قلبه

اقترب منها مقبلاً عينيها كل واحدة على حدى

بينما أغمضت عينيها بهدوء

يامن بألم وصوت أجش
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
=كان المفروض مخلهوش يشوفك مكنش المفروض تقابليه أصلاً بس هو اللي أصر

ليل بابتسامة صادقة ودموعها لم تجف

=على قد ما زعلت بس فرحت إن ماما ممكن تكون لسه عايشة

يامن بهدوء مقسما على إيجادها

=متقلقيش إن شاء الله هعرف كل حاجة عنها وهنوصلها

واستطرد بهدوء نظراً لعينيها يتأمل فتنتها محاولا أن ينسيها أو على الأقل يصرف انتباهها 

وعينيه ترسل النظرات الحانية العاشقة لعينيها كأنه يضمها بنظراته

ألم أخبرك قبلا أن الدمع لم يلق يوماً بعينيك

وإن ذرفت عيناك دمعة سأضمها

فيا قرة القلب تعالي إلي حضني لتكون ساكنته

ألقي برأسك على كتفي 

فهمومك هي همومي

غمك هو غمي 

وحزنك هو حزني

فيوما ما سينتهي كل هذا وما سوف يبقى هو عشقي لكي

كانت كلماته كالبلسم تطيب جروح قلبها، هذا الرجل لا يستحق منها أن تؤلمه ولو بكلمة فابتسمت بهدوء تنفض عنها حزنها فهي تعلم أنه يتألم لألمها 

ليل بمزاح وهي تبتسم بهدوء

=والله إنت فايق وأنا المفروض أروح دلوقتي أقعد مع الضيوف أكيد نينا اتضايقت إني سيبتهم ومشيت

يامن بابتسامة هادئة يمرر منديله على وجهها ليمسح أي بقايا لدموعها

=لو إنتي حابة متقابليش حد وعايزة ترتاحي شوية

إطلعي وأنا هعتذرلهم بدالك هقولهم إنك تعبانة شوية

ليل بهدوء وهي تشعر بقلبها يكاد ينفجر من عشقه

فهو يراعي مشاعرها بشدة

=لا أنا كويسة جدا هغسل وشي بس وهروح ليهم 

أومأ بهدوء وهو يقف على ساقيه وانحنى مقبلاً رأسها قبل ابتعاده

يامن بهدوء عكس ما بداخله فهو يعلم بأنها ليست بخير هي بحاجة لتفريغ صدمتها وحزنها

=تمام بس خلي بالك من نفسك ولو حسيتي إنك مش مرتاحة اطلعي على الأوضة وأنا هجيلك على طول

أومأت بابتسامة هادئة وقبل توجهها للخارج عانقته بقوة كأنها تستمد منه قوتها

مرر يده على ظهرها بحنان

يامن بهدوء وحنان جارف

=متقلقيش هفضل جنبك لآخر نفس فيا

اقتربت منه مقبلة خده برقة متناهية علها ترد بها ولو جزءًا بسيطا من الشعور الذي يشعرها به ثم فرت من بين يديه بسرعة متجهة للخارج

نظر لأثرها بابتسامة عاشقة وهو يضع يده على مكان قبلتها

****.........

فور خروجها قابلت الحاجة فاطمة وهي في طريقها لمكتبه

الحاجة فاطمة بهدوء معاتبة لها

=ينفع تتأخري الوقت ده كله والناس جاية تشوفك وتسلم عليكي

ليل باعتذار وهي ترد عليها بصوت هادئ

=آسفة يا نينا بس اتشغلت مع يامن شوية وجدو كان موجود فكنت بسلم عليه 

الحاجة فاطمة بابتسامة هادئة

=خلاص مفيش مشكلة روحي المطبخ للبنات قوليلهم يبدأوا يحطوا الأكل ويجهزوا الحلويات والعصير وتعالي بعدها سلمي على الكل

وإحنا كلنا هنبقا قاعدين مع بعض على الغدا

أومأت ليل بهدوء

ليل بهدوء

=حاضر بس المطبخ فين

الحاجة فاطمة بهدوء

=بعد أوضة السفرة على إيدك الشمال

أومأت بهدوء متجهة نحو المطبخ تحمد ربها أنها لن تضطر للحديث ولو لبعض الوقت

عند دخولها للمطبخ تفاجأت بوجود لبنى تصرخ بصوت عالي وهي تلقي الأوامر هنا وهناك

ليل بهدوء للخدم متجاهلة وجودها

=ابدأوا حطوا الغدا دلوقتي وجهزوا الحلويات والعصير 

لبنى بغضب وصوت عالي

=وإنتي مين علشان تقولي إيه اللي المفروض يتعمل ولا ميتعملش أنا هنا اللي أقول وبس

لم ترد ليل عليها واكتفت بتوجيه حديثها للخادمة

=طلعي السلطات الأول وبعدها بقيت الأكل علشان ميبردش على ما الناس يقعدوا على السفرة

أومأت الخادمة بهدوء

لبنى بخبث مدعية الحديث للخادمة الواقفة بجوارها

=إنتي عارفة الست اللي تسرق واحد متجوز من مراته يبقا اسمها ايه بيبقا اسمها حرباية

ليل بصوت هادئ ونبرة قوية

=مش لما تكون اللي هو متجوزها دي ست أصلاً

ارتفعت أصوات ضحك الخادمات بينما الأخريات بنظرن بحذر لتلك الحرب الجارية

صرخت لبنى بقوة وهي تستشيط غضبا

=كل واحدة على شغلها ،أما إنتي بقا فهو لو كان عاملك قيمة كان قال للكل اللي هو متجوزك

وبعدين محدش عارف أصلك إيه ولا إنتي لفيتي عليه إزاي 

ابتسمت ليل بخبث وهي تحمل كوبا من العصير ترتشف منه بهدوء

=لمعلوماتك العظيمة أنا ملفتش على يامن هو اللي جالي لحد عندي وطلب يتجوزني من تاني مرة شافني فيها 

وأكملت بهدوء وهي تصطنع الانشغال بكوب العصير

=العصير ده ناقصه حاجة 

تحركت بخطوات بسيطة وهي تصطنع التعثر في خطواتها ملقية بمحتوى الكوب على ملابسة

ليل بخبث وصدمة مصطنعة وهي تضع يدها فوق شفتيها

=مكنش قصدي اتكعبلت

عضت على شفتيها بقوة تمنع نفسها من الضحك وهي تخرج مسرعة من المطبخ تسمع صوت صراخها العالي

****........

فور دخولها لغرفة الإستقبال مرة أخرى

ليل بابتسامة هادئة 

=آسفة يا جماعة لو اتأخرت عليكم مرة تانية

الحاجة فاطمة بابتسامة عريضة

=تعالي يا ليل سلمي على منى وعزة عمات ليل

ودول بناتهم سارة وآية وإيمان

أومأت ليل بهدوء وهي تتجه لهم بابتسامة واسعة

تسلم عليهن الواحدة تلو الأخرى وهي تلقي عليهم كلمات الترحيب المعتادة

منى بنظرة باردة

=بس محدش قالنا يعني إن يامن إتجوز على لبنى 

الحاجة فاطمة بنظرة محذرة

=منى أنا قولت إيه قبل كده

قاطعتها ليل بهدوء وابتسامة هادئة

=عادي يا نينا سبيها تقول اللي هي عايزاه من حقها تتضايق بس أنا حابة أقول لحضرتك إن الجواز حصل بسرعة وأضافت بخبث أصل يامن كان مستعجل أوي فعملنا كتب الكتاب على طول وملحقناش نعزم حد

منى بابتسامة باردة

=أنا مش عارفة هو ساب بنت عمه ليه وبصلك إنتي إزاي وبعدين لو كان عايز يتجوز كنا إحنا اختارنا العروسة

ليل ببرود وابتسامة هادئة

=والله موضوع هو ساب بنت عمه ليه فده يخصه 

أما بقا بالنسبة لموضوع إختارني ليه ومخلكمش تختاروا فممكن لأنه مثلاً بيحبني وبعدين إنتم تختاروا مراته ليه مش المفروض هو اللي يختار اللي هو عايز يعيش معاها ولا إيه رأي حضرتك

كادت أن ترد عليها لكن أسكتها يد أختها التي قبضت على يدها

عزة بابتسامة هادئة ونظرة محذرة

=أظن كفاية كده أسئلة يا منى وهمست بصوت منخفض 

بطلي الجنان ده وبعدين مالك ماسكة البنت من ساعة ما دخلتي اهدي شوية

دخلت الخادمة بهدوء

=الأكل جاهز يا حاجة فاطمة 

الحاجة فاطمة بهدوء

=يلا يا بنات الأكل جاهز  ثم وجهت كلامها للخادمة

نادي على راغب ويامن 

أومأت الخادمة بهدوء وهي تتجه للخارج...

توجه الجميع لصالة الطعام بينما سارت ليل بخطوات بطيئة بجوار الحاجة فاطمة


ليل بصوت منخفض

=آسفة لو رديت بقلة زوق عليها وحضرتك موجودة

الحاجة فاطمة بهدوء وصرامة

=محصلش حاجة وكويس إنك خدتي بالك إن اللي عملتيه غلط بس مش عايزاه يتكرر بعد كده

أومأت ليل بابتسامة هادئة ولكنها سرعان ما تحولت لأخرى خبيثة وهي تتذكر إلقائها للعصير على ملابس لبنى والتي يبدو أنها جديدة

دخل يامن يليه راغب لقاعة الطعام 

فألقى التحية على الجالسين وهو يتوجه للجلوس على رأس الطاولة وبجواره ليل وفي الناحية الأخرى جدته

بدأ الجميع تناول الطعام بهدوء حتى تحدث راغب

راغب باستغراب

=أمال لبنى فين

لم تستطع ليل منع نفسها من الضحك فتظاهرت بأنها تسعل بقوة

نظر لها يامن بريبة وشك وهو يقرب كوب الماء منها

أخذت كوب الماء تشرب منه بهدوء محاولة عدم الضحك مرة أخرى

الحاجة فاطمة بهدوء

=أنا مشفتهاش من وقت ما قولتلها تروح المطبخ تشوف البنات بيعملوا ايه وجهت كلامها لليل

شوفتيها يا ليل وقت ما قولتك روحي المطبخ

ليل ببرائة كأنها لم تفعل شيئاً

=لا مشوفتهاش يا نينا ده أنا حتى خرجت بسرعة

لا يعلم لما يراوده الشك فيما تقوله فتلك الضحكة ليست من فراغ

مر بقية اليوم بهدوء وهي تتحدث مع بنات عماته وتتعرف عليهن ظلت تتبادل الحديث معهن حتى

انتهاء الزيارة 

بعد خروج عودة الجميع لمنازلهم رأت لبنى وهي تنزل الدرج بخطوات هادئة تسلط نظرها عليها بغضب

رأتها تتجه لمكان جلوس يامن 

لبنى بخبث مدعية الحزن

=يعني ينفع اللي مراتك عملته ده

نظر لليل الصامتة باستغراب ثم وجه كلامه للبنى

يامن بهدوء

=عملت ايه

لبنى مدعية البكاء

=يعني ينفع تشتمنى وتغلط فيا قدام الخدم وكمان تكب عليا العصير بقصدها

وجه يامن نظراته الثاقبة لليل 

ليل بهدوء وهي تبتسم له ببرائة

=تصدق إني ممكن أعمل كده ده أنا اتكعبلت والعصير وقع عليها بالغلط وأكملت تصبحوا على خير  أنا تعبانة أوي ومش قادرة أقعد أكتر من كده

وقفت من مكانها تحت أنظاره الثاقبة يتابع حركتها بهدوء 

صعدت السلالم بخطوات راكضة تتمنى بداخلها ألا يغضب من تصرفاتها

بينما أكملت الأخرى وهي تقص عليه ما حدث بنبرة باكية متجنبة ذكر كلامها

قاطع كلامها صوت اتصال هاتفه

يامن بهدوء وهو ينظر لهاتفه فهذا الإتصال خاص بالعمل

=تمام يا لبنى هشوف الموضوع ده بعدين

ثم اتجه للدرج متوجهاً لغرفته بينما يتحدث في الهاتف 

يامن بهدوء

=ألو

أتاه الرد من الجهة الأخرى

=يامن بيه كنت عايز أبلغ حضرتك إن الإجتماع اللي هنعلن فيه مين اللي خد الصفقة هيبقى بكرة الصبح

يامن بهدوء وهو يفكر في حل لتلك المعضلة

=تمام الإجتماع هيبقى الساعة عشرة الصبح

يامن بهدوء وهو ينظر في ساعته

=تمام هبقا موجود في الميعاد إن شاء الله بكرة

ثم أغلق الهاتف مودعا إياه

فتح باب الغرفة بهدوء فوجدها نائمة على السرير تخفي وجهها بالغطاء

توجه لخزانة ملابسه يسحب أحد بدلاته ثم توجه للحمام ليأخذ حماما باردا

عندما سمعت صوت إغلاق باب الحمام جلست على السرير باستغراب بعد مدة رأته يخرج من الحمام وقد ارتدى بدلته السوداء

قفزت من السرير بسرعة وهي تقف أمامه

ليل باستغراب

=إنت لابس كده ورايح على فين دلوقتي

يامن ببرود متجنبا النظر لها

=الإجتماع بخصوص المناقصة بكرة الصبح ولازم أسافر دلوقتي وقبل ما تقولي هاجي معاك بقولك لا

مفيش خروج من هنا

قال كلماته وهو يعدل ربطة عنقه

شعرت بالغضب وهي تراه يتجنب النظر لها ويعاملها ببرود

ليل بنبرة ناعمة وهي تلف يديها الناعمة حول عنقه

=يعني هتسبني هنا لوحدي وهتسافر

نظر لها بطرف عينه محاولا عدم التأثر بنظرتها الناعسة

يامن بهدوء وهو يحيط خصرها النحيل بقوة

=هبقا موجود على بكرة بليل ولحد ما أرجع تكوني فكرتي في اللي عملتيه مع لبنى ده صح ولا غلط علشان إنتي غلطتي في حقها

شعرت بالغيرة والغيظ تتملكها

ولكنها اقتربت منه بخبث وهي تهمس في أذنة تقف على أطراف أصابعها تطبع قبلة خفيفة على خده

=طيب وكده أنا لسه غلطانة برده

ابتلع لعابه بصعوبة بسبب تأثيرها عليه

يامن بعدم تركيز وهو يسرح في عينيها مستنشقا رائحتها لقربها الشديد منه

=نعم

اتسعت ابتسامتها بشدة وهي ترى مدى تأثير قربه

ليل بهدوء وهي تبتسم له بعشق

=تروح وترجع بالسلامة يا حبيبي

قالت كلماتها وهي تفر من بين يديه تحرك حاجبيها له بخبث ومشاغبة 

نظر لها بزهول فهو كان في عالم آخر

لكنه استدرك نفسه وهو يبتسم

يامن بخبث وابتسامة واسعة

=كلها كام ساعة وراجعلك وساعتها هعرفك إن الله حق على اللي إنتي عملتيه ده

ثم اتجه لخارج الغرفة بينما هي تنظر لأثره بزهول

فهي لم تتوقع أنه على عجلة من أمره لهذه الدرجة 

ولكنها تمنت من داخل قلبها أن يعود سالماً

*****.......

جلس الجميع في قاعة الإجتماع وكأن على رؤسهم الطير فالجميع إنتهى من تقديم عروضه 

ينتظرون إعلان اسم من أخذ هذه المناقصة

رئيس مجلس الإدارة بصوت عالي ونبرة قوية

=المناقصة من نصيب. .........
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
جلس الجميع في قاعة الإجتماع وكأن على رؤسهم الطير فالجميع إنتهى من تقديم عروضه 

ينتظرون إعلان اسم من أخذ هذه المناقصة

رئيس مجلس الإدارة بصوت عالي ونبرة قوية

=المناقصة من نصيب يامن الأنصاري

الصدمة حلت على الجميع

أما جابر كان في عالم آخر وكأن أحداً سكب دلوا من الماء البارد فوق رأسه 

رفع عينيه باتجاه يامن فوجده ينظر له بسخرية واضحة وابتسامة خبيثة تعتلي شفتيه غمز له قبل أن يتحرك من مكانه

بعد انتهاء الإجتماع خرج الجميع منهم المحمل بالخيبة،الإحباط ،والجزء الأهم هو الغضب

وقف يامن بجواره وعلى وجهه ابتسامة شامتة

يامن بخبث وصوت هامس

=قولتلك قبل كده مبحبش شغل الحركات الوس....... دي بس إنت مصر اشرب بقا

إلتفت له جابر بغضب شديد يقبض على عنقه

جابر بغضب وصوت عالي

=وحياتك آخرتك هتبقا على إيدي متستعجلش موتك كده

نفض يامن يده بعنف وهو يلكمه بقوة في أنفه جاعلا إياه يجلس على ركبتيه من قوة لكمته

يامن بغموض وهو يبتسم بخبث

=لا متقلقش آخرتك إنت اللي قربت 

وتركه متجهاً لوجهته وهو يبتسم بخبث شديد

خرج يامن من الشركة فوجد ذاك الشاب في إنتظاره أمام باب سيارته

يامن بهدوء وهو يده بحقيبة متوسطة الحجم

=دي فلوسك أظن كده خالصين مش عايز ألمح خيالك تاني وإلا ورحمة أمي ما هسيبك يوم عايش

زكي بهدوء وابتسامة متسعة

=اطمن يا باشا أنا هختفي مش من البلد دي بس لا ده من مصر كلها

أومأ له بهدوء متوجها لداخل سيارته يسترجع ما حدث قبل عدة أيام، بعد حادثة ليل بيومين

فلاش باك

أتاه اتصال من الأمن الخاص بالشركة بينما كان جالسا في مكتبه

يامن بهدوء مستغرباً من اتصالهم

=ألو 

رجل الأمن بهدوء

=يامن بيه الراجل اللي حضرتك طردته مصر يدخل الشركة وبيقول إنه عنده أخبار مهمة بخصوص جابر علام

تعجب يامن من كلامه لكنه سمع صوت صراخ زكي

زكي بصوت عالي وانفعال شديد

=يا باشا الموضوع بخصوص المناقصة 

صمت يامن لثواني معدودة يفكر في احتمالية أنه يكذب أو يقول الصدق حسم أمره في النهاية

يامن بهدوء

=قوله يستناني في أوضة الأرشيف وخليك معاه لحد ما أجي 

رجل الأمن بطاعة

=تمام يا يامن بيه

بعد دقائق خرج يامن من مكتبه متوجها لغرفة الأرشيف 

لاحظ نظرة الفضول التي علت وجه ليل الجالسة على المكتب ولكنه تجاهل الأمر متوجهاً للأسفل بدون قول أي كلمة

دخل لغرفة الأرشيف فوقع نظره عليه وهي جالس على الكرسي والحارس بجانبه

أشار يامن بعينه للحارس بالخروج فأومأ الحارس بسرعة متوجها للخارج

قبض على قبضته بشدة يمنع نفسه بصعوبة من تهشيم رأسه

بينما ازدرد الآخر لعابه بصعوبة

يامن بهدوء قدر الإمكان

=قبل ما تتكلم وتقول إيه اللي جابك اعرف لو إنك كدبت في كلمة واحدة همحيك من على وش الدنيا

زكي بتوتر

=والله ما هكدب أنا حاسس بالذنب من اللي عملته وأتمنى إن المعلومات اللي عندي تبقى اعتذار كافي

قبض يامن على عنقه بغضب ساحق

يامن بغضب شديد وصوت عالي

=إخلص اتكلم أنا مش طايق وشك حتى

أومأ الآخر برعب 

زكي بتوتر

=أنا بعد ما خرجت من الشركة...........

وبدأ يقص عليه ما حدث منذ خروجه واتفاقه مع سامي وهايدي لأخذ المشروع 

وأكمل في نهاية كلامه

واتفقت معاهم إن هاجي انهارده أخد نسخة من ملف المناقصة  وأديهالهم وهدخل بحجة إن عايز الورق بتاعي وحاجتي اللي سيبتها في الشركة 

واللي عرفته منهم إنهم هيدوا الورق ده لجابر النجار

أومأ يامن بغموض

يامن بخبث وابتسامة واسعة

=وإنت هتديهم اللي هما عايزينه

علت ملامح الدهشة وجهه

زكي بتعجب

=إزاي يا باشا

يامن بابتسامة واسعة

=هتاخد ملف المناقصة بس هيبقا بتاع واحد من المتدربين 

فهم وقتها ما يدور في رأسه شعر بالقلق يتسلل داخله ،سحقا فهذا الرجل داهية

يامن بنظرة ثاقبة

=بس إنت بقا مقولتليش هتستفاد إيه من ده كله

زكي بطمع 

=يعني أظن على معلومة زي يبقا فيه مكافأة

يامن ببرود

=يوم إعلان نتيجة الصفقة هيبقا حاجة من اتنين يا إما أسعد سوم في عمرك أو هيبقا آخر يوم في حياتك

أومأ له بتوتر مقسما بداخله على عدم الخيانة

وبعيداً عن أي شيء هذه هي فرصته للإنتقام من هايدي على استغلالها له وسحق كرامته تحت قدمها

فنيته لم تكن الإعتذار أو أخذ المال بل الإنتقام

ولكن هذه فرصته لتكوين ثروة ولو كانت صغيرة وعليه أن يستغلها بقدر الإمكان

نهاية الفلاش باك

ترجل يامن من السيارة متوجها لداخل الشركة ليحضر بعض الأوراق المهمة وبعدها سيتوجه للقصر

****........

بعد استيقاظها من النوم وانتهائها من روتينها اليومي

اتردت فستاناً رقيقا بالون الأزرق يناسب بياض بشرتها ثم اتجهت للأسفل






عند نزولها وجدت المكان هادئاً للغاية 

فهي استيقظت في وقت متأخر بسبب قلقها عليه

فلم تستطع النوم طوال الليل

فهو لم يتصل بها حتى الآن أو يطمئنها ما الذي حدث معه نظرت للساعة في هاتفها فوجدتها تخطت الحادية عشرة بالتأكيد إجتماعه قد انتهى 

وقع نظرها على لبنى التي تراقبها عن كثب 

رفعت ليل حاجبها الأيسر بأناقة ناظرة لها ببرود

لم تحبذ ليل فكرة الحديث معها لذا وجهت نظرها 

للخادمة التي تقوم بالتنظيف

ليل بتساؤل

=هي نينا فاطمة فين

الخادمة بهدوء

=الحاجة فاطمة خدت العلاج بتاعها وطلعت ترتاح شوية

أومأت لها بتفهم

ليل بهدوء

=طيب ممكن تعمليلي كباية نسكافيه وتجبيها على الجنينة

الخادمة بطاعة

=حاضر يا هانم

قالت كلماتها واتجهت لتحضيرها تحت أنظار لبنى الساخطة

توجهت ليل للخارج فهي ليست بحاجة لمزيد من التوتر فيكفيها ما تحمله من هموم 

وكل ما يشغل تفكيرها الآن هو يامن لقد افتقدت وجوده بشدة افتقدت أحضانه الدافئة التي تغمرها طوال الليل لم تعتقد أن ابتعاده عنها لمدة يوم واحد سيكون بهذه الصعوبة 

يا ترى كيف جرت أمور تلك المناقصة

حسمت أمرها وهي تقوم بالاتصال به

أتاها الرد بسرعة من الجهة الأخرى كأنه كان ينتظر هذا الإتصال منذ زمن

يامن بنبرة والهة

=أهلا باللي معذبة قلبي وشاغلة بالي 

تصاعدت حمرة خفيفة على خديها كلماته تجعلها تذوب كقطعة من الشوكولا 

ليل باشتياق له وهي تعض شفتيها

=واللي شاغلة بالك بتقولك إنك وحشتها

ابتسم بعشق ولكنه رد عليها بغيظ مصطنع

=يعني الكلام الحلو ده مابسمعهوش منك غير في حالتين وأنا بعيد عنك يا إما بموت في المستشفى

أطلقت ليل ضحكة صاخبة على كلماته المغتاظة

يامن بجدية وصرامة

=ليل إنتي فين

تفاجأت من سؤاله لكنها ردت بهدوء 

=قاعدة في الجنينة

شعر بالغيرة الشديدة تنهشه من الداخل وغضبه يتصاعد من يسمع أحد صوت ضحكتها العالية ويستمتع بتأمل جمالها حاول السيطرة

يامن بجدية شديدة وغيرة ساحقة

=طيب ممكن صوت ضحكتك يوطى شوية وياريت

تدخلي جوة

ابتسمت بشدة على نبرته الصارمة التي يتضح فيها مدى غيرته

ليل بخبث ومشاغبة

=ليه بتغير عليا مثلا

لا يعلم كيف يقولها هو لا يريد لأي أحد غيره أن يراها

يامن بصوت أجش ونبرة هادئة

=إني أغار

نعم ،كما سمعتي أغار

أغار من ذاك الذي يراكي

بينما أنا لا ألمح طيفك

تنال أعينهم نصيباً من فتنتكي

بينما أنا منها محروم

فياليت الناس خلقوا من غير آذن أو عيون

حتى لا يغرم غيري بفتنة عينيك

أو يقع أحدهم في عشق صوت ضحكتك 

حاولت تهدئة اضطراب أنفاسها لا تعلم ماذا تقول له

ليل بإحراج شديد محاولة تغيير الموضوع فهي لا تستطيع إيجاد أي كلمة مناسبة

=عملت ايه في موضوع المناقصة

يامن بهدوء

=الحمد لله بقت من نصيبنا

أومأت بهدوء وهي تسأله

=طيب هتيجي على إمتا

يامن بهدوء

=مش عارف لسه في شوية حاجات المفروض أعملها وبعدها هاجي بسرعة ممكن على بكرة الصبح

أومأت بتفهم

ليل بقلق وتحذير

=طيب علشان خاطري يا يامن متتعبش نفسك وحاول تغير على الجرح وتاخد العلاج 

يامن بهدوء مبتسماً بعشق على خوفها

=حاضر  يا ليلي وأكمل بجدية

طيب سلام دلوقتي علشان داخل إجتماع مع الموظفين

ليل بابتسامة هادئة

=تمام سلام وخلي بالك من نفسك

قالت كلماتها وقامت بإغلاق هاتفها

إلتفت خلفها لتجد الأخرى تنظر لها نظرة لم تستطع تفسيرها

لم تتحدث فقط ابتعدت عنها بهدوء شاردة في أفكارها بينما نظرت لها ليل باستغراب ولكنها توجهت للداخل 

أما لبنى فكانت تحترق من داخلها تشعر بالغيرة لكنها ليست من أجل يامن بل غيرتها هي غيرة أنثى من أنثى غيرها...

هي تستحق العشق تستحق أن تنال الحب كما تناله الفتيات تستحق حياة مستقرة هادئة تستحق أن يكون لديها أطفال...

لكنها حرمت من كل هذا بسبب والدها بسبب هذا الزواج تدمر كل شيء رسمته لنفسها

بسبب جشعه حبه للثروة والمال أجبرها على هذه الزيجة لكنها مع مرور الوقت تقبلت الأمر هي لا تشعر بالكره تجاهه ولا تتمنى الأذى له لكنها تريد إنهاء هذا الزواج ستأخذ المال منه وتسافر ستترك هذا المكان بكل ما فيه

توجهت للأعلى تبحث عن والدها سينتهي كل شيء اليوم

*****...…...

جابر بغضب شديد للحرس

=تروحوا تجيبهم ليا النهارده مش عايز اليوم يعدي من غير ما تجبوهم بسرعة اتحركوا

تحرك رجاله بسرعة للبحث عنهم

قام بالإتصال براغب بسرعة يخبره بحجم هذه الورطة التي وقعوا فيها

أتاه الرد من الجهة الأخرى

راغب بهدوء وابتسامة واسعة

=ها كسبت المناقصة صح

جابر بسخرية واضحة

=أنا بقول نتشاهد على نفسنا أحسن

تلاشت ابتسامة راغب شيئاً فشيئا

راغب بتعجب وقلق

=قصدك ايه يا جابر

جابر بغضب شديد

=قصدي اللي فهمته إبن أخوك هو اللي خد المناقصة

والإتنين ولاد الک...... اللي إدوني الورق طلع الورق بتاعهم مضروب بس أنا مش هسكت أنا هموتهم على عملتهم دي

راغب بفزع

=هتقتلهم إيه الله يخرب بيتك إنت إتجننت يا جابر هو إحنا ناقصين مصايب مش كفاية محاولة قتلنا ليامن 

صدرت منها شهقة فزعة عند سماعها لتلك الكلمات فوضعت يدها فوق فمها لتمنع إصدار أي صوت

لاحظ راغب الأمر فقال بهدوء

=طيب اقفل دلوقتي وأنا هكلمك بعدين

أغلق الخط بسرعة وهو يدور بعينيه في المكان 

توجه نحو باب الغرفة بخطوات هادئة وفتح الباب بسرعة لكنه لم يجد أحدا أمام الباب أو في الممر بأكمله

شعر بالدهشة الشديدة فهو متأكد أنه سمع صوتا من الخارج 

******..........

أمضت بقية اليوم بهدوء فهي لم تصتدم بلبنى طوال النهار حتى على العشاء سحبت قميصاً من خزانة ملابسه لترتديه عله يعوض جزءًا من شوقها له

لكن انجرفت أفكارها في اتجاه آخر وهي تتذكر موضوع والدتها فهي تريد أن تقابلها بشدة لا تعلم كيف ستكون ردة فعلها عندما تراها لكنها متأكدة أنها ستكون سعيدة من الداخل لكونها على الأقل رأتها ولو لمرة واحدة في حياتها

بعد مدة من التفكير الطويل غرقت في نوم عميق............

*****.........

كانت الساعة قاربت من الثالثة فجرا عندما دخل الغرفة أغلق الباب خلفه بهدوء حتى لا يوقظها من نومه اقترب من السرير بخطوات متمهلة وهو يرمي سترته والقميص على الاريكة المقابلة السرير

جلس بجوارها بهدوء يتأمل ملامحها البريئة النائمة

مد يده بهدوء يبعد شعرها الناري عن ملامح وجهها

حتى يتمكن من تأملها أكثر وأكثر 

اقترب بشفتيه منها مقبلاً جانب شفتيها وخدها بقبلات متفرقة رقيقة 

تحركت بعدم راحة وتجعدت ملامحها البريئة وهي لا تزال مغلقة لعينيها


ابتسم بعشق على مظهرها اللطيف وهي تغرق في أغطية سريره الكبير بينما ترتدي قميصه لا يستطيع فهم سبب حبها لارتداء ملابسه دفن رأسه في عنقها المرمري يستنشق رائحتها يطبع قبلة طويلة فوقه

ابعد رأسه عن عنقها عندما سمع صوتها

ليل بنعاس وهي تنظر له بعينين شبه مغلقة

=يامن إنت حلم صح

أومأ لها بالموافقة مع ابتسامة هادئة وهو يقبل جبينها فأغمضت عينيها بهدوء وهي تعود للنوم مرة أخرى

أما هو فضم جسدها بهدوء إلى صدره باشتياق بينما يلفظ أنفاسه براحة كأن روحه عادت إلى جسده 

بعد مدة غرق هو الآخر في نوم عميق لشدة ارهاقه من السفر...........

فتح عينيه في الصباح على أشاعة الشمس التي تسللت من نافذة شرفته نظر للساعة في هاتفه فوجدها لم تتخطى الثامنة نظر بهدوء لتلك التي لا تزال نائمة وأهم معلومة تعرف عليها في هذه الفترة بخصوص ليل أنها كثيرة النوم وأيضاً نومها ثقيل 

توجه للحمام ليأخذ حماما سريعا قبل أن يبدأ يومه فلديه أمور مهمة عليه الإنتهاء منها

بعد دقائق أفاقت ليل على صوت المياه الجارية في الحمام فتحت عينيها باستغراب وهي تنظر حولها

لفت انتباهها قميصه وسترته مرميان على الأريكة

شعرت بالدهشة فمتى عاد للقصر .......

بعد انتهائه خرج من الحمام وهو عاري الصدر يرتدي بنطال رياضي تفاجأ بتلك التي تعلقت به تحيط بعنقه

وهي تصرخ بحماس شديد أحاط خصرها بذراعيه يضحك على جنونها رفعها حتى أصبحت قدماها لا تستطيع أن تلامس الأرض وهو يدور بها

ضحكت بشدة على فعلته فهي تشعر كأنها فراشة تحلق بحرية والسعادة تغمرها

أنزلها أرضاً وهو مازال محيطا بخصرها لكي لا تهرب منه كعادتها 

ليل بابتسامة مشرقة

=إنت رجعت إمتا

يامن بخبث وهو ينظر لعينيها

= رجعت الفجر بس للاسف كانت في واحدة مفكرة إني حلم 

عقدت حاجبيها باستغراب وفجأة تصاعدت الحمرة فوق خديها وهي تتذكر لقطات مشوشة عن ليلة أمس فهي شعرت بتلك القبلات كأنها حقيقة

وكانت تظن أنها تراه في منامها من فرط شوقها له 

ليل بصوت منخفض وهي تكاد تختفي من شدة خجلها

=يعني إنت ماكنتش حلم صح 

يامن بهدوء وهو يبتسم بشدة

=لا ماكنتش حلم

اقترب منها بهدوء بينما ينظر لشفتيها بجوع شديد

كأنه وحش وقد حرم من وجبته المفضلة لمدة طويلة

ليل بحذر شديد

=يامن 

لكنه لم يرد عليها بل إنقض على شفتيها يقبلها باشتياق كأنها إكسير الحياة حاولت مقاومته في البداية لكن سرعان ما تلاشت مقاومتها وهي تبادله قبلته الشغوفة يروي بها اشتياقه لها ليبدأ بها رحلة طويلة من رحلات عشقهم التي لا تنتهي

****........

كان النهار قد انتصف عندما نزلت ليل من غرفتها فبعد خروج يامن الغرفة لم ترد النزول فهي لا تريد أن ترى لبنى ويتعكر صفو مزاجها 

ليل بهدوء وهي تلقي التحية على الجميع

=مساء الخير

الحاجة فاطمة بابتسامة هادئة

=مساء النور يا حبيبتي يامن قالي إنك تعبانة شوية عاملة إيه دلوقتي

ابتسمت بداخلها على مبرره لتأخيرها فهي لم تتوقع أنه سيقول لجدته أنها مريضة

ليل بابتسامة هادئة

=الحمد لله يا نينا أنا بقيت كويسة دلوقتي 

لكن ما فاجأها هو لبنى بسؤالها

لبنى باستفسار

=هو يامن هيرجع القصر امتا

تعجبت ليل من سؤالها لا تنكر أنها أيضاً شعرت ببعض الغيرة من اهتمامها به لكنها في النهاية أجابت

ليل بصوت هادئ

=هو قالي إنه هييجي على العشا علشان عنده شغل طول النهار

أومأت لبنى بهدوء وهي تفكر كيف ستتحدث معه لتخبره

بينما ليل تتابع تعبيرات وجهها بشدة فهذه أول مرة تسألها عن أمر يخص يامن

ورغم كل شيء حتى عشقه لها لازالت خائفة من أن يتركها أو ينجذب لامرأة أخرى غيرها

تغار عليه بشدة من جنس حواء.........

****......
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
في المساء دخل بسيارته من بوابة القصر .....

بعد ترجله من السيارة فوجئ بتلك التي اندفعت ناحيته بسرعة كبيرة تقطع طريقه

يامن بهدوء والتعجب يظهر على ملامحه

=في ايه يا لبنى

لبنى بتوتر شديد

=عايزة أتكلم معاك في موضوع مهم جدا

نظر لها باستغراب لكنه تدارك نفسه وهو يقول بهدوء

=إيه الموضوع ده يعني وبعدين ما تتكلمي عادي مفيش حد غيرنا

نظرت للحرس الموجودين داخل القصر 

لبنى بتوتر

=مش هينفع هنا بعد ما الكل ينام تعالى أوضتي وأنا هفهمك كل حاجة لإن الموضوع ده ميتأجلش في ناس هتتضر لو إنت معرفتش وأولهم إنت

قالت كلماتها وانصرفت للداخل

بينما ليل تراقب الوضع من الشرفة المطلة على الحديقة بعيون متألمة..........

جلس الجميع على طاولة العشاء والصمت والتوتر يخيم على المكان  والنظرات المترقبة الحذرة يتبادلها الجميع 

بعد انتهائهم من تناول الطعام اتجه كل فرد لغرفته

****.......

كانت ليل نائمة على السرير وبجوارها يامن تلف يديها الناعمة حول جزعه تحتضنه وتريح رأسها فوق صدره بينما هو يمرر أصابعه في شعرها يتأمل ملامحها الفاتنة 

لكن ليل كانت شاردة بشدة تفكر في حديث لبنى مع يامن قبل دخوله للمنزل ويا ترى ما الذي تنوي القيام به أو ماذا كان غرضها من ذاك الحوار الهامس

هل يعقل أن يامن أصبح يكن المشاعر لها

ليل بصوت هادئ وهي تنظر له بألم

=يامن هو إنت ممكن تبطل تحبني في يوم أو تحب واحدة تانية

ابتسم بعشق وهو يمرر أنامله فوق ملامح وجهها بشغف 

يامن بهدوء وابتسامة عاشقة

=لو حاد قلبي عن عشقك رميته

استبدلته قلبا في عشقك يذوب

آيات حبك في فؤادي قد أحكمت

ومن قال أن العاشق عن عشقه يتوب؟

ابتسمت ليل بعشق شديد وهي تعانقه بشدة

ليل بعشق شديد

=وأنا بموت فيك 

قبل رأسها بهدوء وهو يبتسم لها

يامن بهدوء

=بعد الشر عليكي ربنا يخليكي ليا

أراحت رأسها على صدره مرة أخرى 

بعد مدة قصيرة شعر بانتظام أنفاسها وضع رأسها على الوسادة بوضعية مريحة لها ثم توجه لخارج الغرفة بخطوات حذرة هادئة حتى لا يوقظها 

متجها لغرفة لبنى ليفهم منها ما الذي كانت تعنيه بحديثها..........

فتحت عينيها بعد خروجه بدقائق معدودة فقد أفاقت من نومها على حركته

توجهت لخارج الغرفة بهدوء شديد 

وقع نظرها على باب الغرفة المفتوح في نهاية الممر 

ولبنى التي تعانقه بشدة أمامها وهي تبكي بينما هو يحاول تهدأتها.......
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
توجهت لخارج الغرفة بهدوء شديد 

وقع نظرها على باب الغرفة المفتوح في نهاية الممر 

ولبنى التي تعانقه بشدة أمامها وهي تبكي بينما هو يحاول تهدأتها....

تراجعت للخلف من صدمتها تتجه لداخل غرفتها وأغلقت الباب خلفها بهدوء شديد 

توجهت لسريرها تجلس عليه ودموعها تنزل بصمت

حاولت أن تستوعب تلك الصدمة التي تلقتها منذ لحظات 

فذاك المشهد الذي رأته كان كضربة مميتة وقعت على قلبها توقظها من عالم أحلامها الوردي معه وتعيدها

لأرض الواقع 

رؤيتها له وهو يحتضن امرأة غيرها مزقتها من الداخل فمنذ دقائق كان يهمس لها بحبه والآن

هو في أحضان امرأة غيرها

ودت لو تصرخ بأعلى صوتها احتجاجا على فعلته

فهي الوحيدة التي لها هذا الحق صحيح أنها لم تواجهه لكنها ستذيقه من نفس الكأس فهي ليست تلك الأنثى الغبية التي تترك حقها أو ما هو ملك لها لن تتنازل عنه ولكنها لن تتنازل عن كبريائها أو كرامتها

فهو قد سدد لها الآن أسوأ طعنة تلقتها في حياتها

فعلى الرغم من أن الأخرى زوجته إلا أنها شعرت بمرارة الخيانة 

لن تواجهه الآن ستشعره أولاً بما شعرت به ولكن بطريقة أخرى قد تكون أشد ألما

*****......

سمعت صوت طرقات على باب غرفتها فحاولت مسح دموعها وهي تتجه ناحية الباب

بمجرد رؤيتها لوجهه رمت نفسها في أحضانه لكن هذه المرة بغرض الحماية فكانت تشعر أنها مكسورة

ليس لها أحد لتستند عليه حتى والدها علمت حقيقته البشعة

أبعدها عنه بهدوء وهو ينظر لملامح الذعر والقلق على وجهها ودموعها التي تغطي وجهها

يامن بهدوء محاولاً فهم ما يحدث لها

=في ايه يا لبنى وايه اللي حصل مخليكي بالمنظر ده

مسحت دموعها وهي تشير له بالدخول وقامت باغلاق الباب خلفه 

لبنى بصوت منخفض والإرهاق يظهر جلياً على ملامحها

=اقعد علشان الموضوع طويل

جلس على الأريكة الموجودة في الغرفة وهو ما زال مستغرباً فما ذاك الشيء الخطير الذي لا تستطيع البوح به أمام أحد ي

امن وهو مازال محتفظا بهدوئه

=اتفضلي اتكلمي علشان أنا سايب ليل لوحدها ولو صحيت من النوم وملقتنيش جنبها ممكن تقلق

أومأت بهدوء وهي تبدأ حديثها

لبنى بتوتر

=قبل ما إنت تيجي بيومين تقريباً في نفس يوم الحادثة كنت أنا قاعدة في الجنينة وبابا دخل وهو كان بيتكلم في التليفون ومكنش واخد باله إني موجودة....

فلاش باك

كانت جالسة في الحديقة على غير العادة والساعة تخطت التاسعة مساءً

ولكنها تفاجأت بصوت والدها العالي وهو يتحدث في هاتفه لم تفهم مضمون تلك المكالمة

فاقتربت منه بخطوات حذرة علها تسمع ما يقول فصوته كان متوتراً بشدة 

سمعت صوت والدها 

راغب بصوت منخفض

=التنفيذ النهارده بليل مش عايزين أي غلط لأنه لو

مامتش النهارده هتبقى نهايتنا

لم تستطع فهم ما يعنيه بكلماته تلك لكنها ظلت واقفة في مكانها تسمع تلك المكالمة حتى نهايتها

بعد دقائق من الصمت 

راغب بهدوء

=طيب سلام دلوقتي ولما تنفذ اديني خبر وياريت يبقا خبر موته

بعد انتهائه أغلق الهاتف أما هي فظلت متجمدة مكانها فهي لم تتوقع أن والدها قاتل هل هو بهذه الدنائة والحقارة لم تتوقعها منه حتى في أسوأ كوابيسها 

ابتعدت على الفور عندما رأته يستدير باتجاهها

ثم اتجهت للداخل بخطوات راكضة

نهاية الفلاش باك 

أكملت بهدوء

وقتها مافهمتش هو كان قصده مين بس ساعة لما شوفت الخبر بتاع الهجوم عليك شكيت وقتها إنه هو كان إنت بس النهارده اتأكدت إنه كان السبب

وأخذت تحكي له كل ما سمعته من كلام والدها اليوم

بعد انتهائها من حديثها نظرت لملامح وجهه

لكن ملامحه كانت باردة لا يظهر عليها أي تأثر كأنه لم يتفاجئ

يامن بهدوء بعد مدة من التفكير العميق

=هو طلب واحد تجبيلي تليفون راغب هتعرفي ولا لا

أومأت بالموافقة 

لبنى بهدوء

=هو أوقات كتير بينساه في البيت فأنا ممكن أجيبه

يامن بهدوء بعد أن وقف متجهاً ناحية الباب

=تمام وأنا عايزه في أسرع وقت وياريت يبقا بكرة

انتهى من حديثه معها واتجه للخارج نحو غرفته

وقد قرر عدم إخبار ليل أي شيء فهو لا يريد أن يزيد من توترها فيكفيها أمر والدتها وجدها

*****.......

كانت تتقلب في الفراش فالنوم قد غادر عينيها منذ خروجه وقد مرت تقريباً ساعة 

كادت أن تذهب إليه وتأتي به قصراً إلى الغرفة أخذت تسب نفسها بغضب بسبب تفكيرها فهي على الرغم من معرفتها أنه مع امرأة غيرها إلا أنها لازالت ترغب في قربه منها

عندما سمعت صوت قبضة الباب تظاهرت بالنوم على الفور كأنها لم تتحرك من مكانها 

سمعت صوت إغلاق باب الغرفة لكنها ظلت كما هي لم تبدي أي ردة فعل

توجه ناحية السرير بهدوء لكي يرتاح قليلاً

لف ذراعيه حول خصرها يحتضنها بينما هي تعطيه ظهرها 

لا تعلم لما روادتها رغبة قوية في الصراخ عليه تخبره بأنه لا داعي لكل هذا ما دام يريد امرأة أخرى

فهي لا تقبل أن تكون بديلة أو أن يفضل أخرى عليها

يذهب لها خلسة ليراها بينما هي نائمة

يا ترى هل هذه أول مرة يفعلها أم فعلها قبلا 

هل كل ما يفعله معها مجرد شفقة منه على حالتها البائسة 

ليل بنبرة ناعسة مصطنعة كأنها استيقظت لتوها من النوم ،كأنها تعطيه فرصة أخيرة بهذا السؤال

=يامن إنت كنت فين صحيت من شوية وماكنتش موجود

يامن بصوت هادئ

=كنت بعمل اتصال مهم بخصوص الشغل

حاولت كبت غضبها المشتعل لكنها فقدت سيطرتها على نفسها فابعدت يده عنها بعنف مغادرة السرير 

سحبت وسادة لها ثم اتجهت نحو الخزانة تبحث عن غطاء اضافي ثم اتجهت للأريكة

بينما ظل هو في مكانه يراقب حركتها السريعة في أرجاء الغرفة باستغراب شديد لم يستطع فهم لما هي منفعلة لهذا الحد

يامن بدهشة

=إنتي بتعملي ايه 

لكنها لم ترد عليه بل اكتفت بالصمت وهي تنام على الأريكة و تسحب الغطاء فوقها

أعاد كلامه مرة أخرى ولكن هذه المرة بنبرة حادة

=أنا مش قولتلك بتعملي ايه مبترديش عليا ليه 

ليل بهدوء عكس تلك العاصفة التي بداخلها وهي تغمض عينيها

=هنام يعني هكون بعمل ايه

يامن بهدوء وصبر

=طيب واللي بينام، بينام على الكنبة ولا على السرير 

تعالى ياليل ربنا يهديكي خلينا ننام في أم الليلة دي

ليل ببرود وجفاء

=أنا مش عايزة أنام على السرير أو تحديدا جنبك 

زهل من كلماتها القاسية فحتى في بداية زواجهم لم تتحدث معه بهذه الطريقة الوقحة

يامن بغضب

=ليل بطلي الجنان ده وتعالي نامي لإن أنا أصلاً على أخري ومش ناقص وجع دماغ

ليل بصوت هادئ ونبرة متألمة

=دلوقتي بقيت وجع دماغ على العموم أنا مش هزعجك لوقت طويل يعني وأكملت بهدوء وبعدين أنا مش مجنونة أنا بعمل اللي كنت المفروض أعمله من زمان بس أنا مكنتش واخدة بالي

كاد أن يجن من كلامها وتصرفاتها الغريبة

فهو لديه ما يكفي من المشاكل وليس بحاجة للمزيد

ترك يامن السرير وهو يتحرك ناحيتها بغضب 

وقف أمامها مباشرة

يامن بصوت عالي وغضب

=ليل قومي نامي على السرير لإن أنا مش طايق حد ولا طايق نفسي ويفضل إنك تقوليلي فيه إيه بدل اللي إحنا فيه ده 

ليل بابتسامة باردة وهي تنظر لعينيه

=مفيش حاجة مهمة أقولها وبعدين إنت متنرفز كده ليه كل ده علشان مرضتش أنام جنبك 

وأكملت بحدة غير مبالية بعواقب كلماتها

آه ولا يمكن الست لبنى مرضتش تخليك تنام عندها فراجع ليا تاني ،أنا مش استبن هنا علشان لما سيادتك تعوزني في أي وقت تلاقيني أنا مش الجارية بتاعك برده اللي هتلبي كل رغباتك علشان في الآخر تديها شوية شفقة ،إنت عمرك ما حبتني أصلاً 

اتفضل روح لمراتك يا أستاذ يامن وأتمنى إني ماكنش سبب في زعل بينكم

نظر لها بزهول وهو يشعر بألم يغزو قلبه لم يتوقع أن ثقتها به محدودة لهذه الدرجة حتى لم تعطيه فرصة للتبرير لكنها عينت نفسها قاضي ووضعته موضع المتهم وأطلقت حكمها بحقه

يامن ببرود

=خلصتي كلامك ،حابب أقولك براڤو على استنتاجاتك الرهيبة وأنا فعلا رايح لمراتي

ثم اتجه للخارج معلقا الباب خلفه بعنف

بمجرد خروجه انفجرت بالبكاء وهي تشعر بانسحاب روحها كأنها تحتضر لم تتوقع أن ألمها سيكون بهذه الصعوبة قلبها يرجوها أن تذهب له لتراضيه 

وعقلها ينهاها فهو أخطأ بحقها أخبره أن زواجه منها مؤقت وأنه لا يحبها إذا ما تفسير رؤيته معها

ألمها يمزقها تشعر برغبة قوية في قتل نفسها لتتخلص من هذه الحياة البائسة ،أمها مختفية علاقتها مع جدها شبه متدمرة وزواجها على حافة الانهيار،لا يوجد أي سند أو صديق لتشكي له كل هذا 

توجهت نحو الشرفة بخطوات بطيئة

جلست على الأرض تتأمل السماء الملبدة بالغيوم كحياتها ودموعها تسيل على خديها تشعر بانفطار قلبها حزنا

تفاجأت بقطرات المطر التي تساقطت على وجهها كأن السماء تشاركها حزنها 

نامت على الأرض وهي تنظر لقطرات المطر التي تتساقط على وجهها وجسدها 

وبرودة الجو تنخر عظامها كأنها بهذه الطريقة تعاقب نفسها على كلامها وايذائه بتلك الطريقة 

لم تعلم هل غفت أم فقدت وعيها لكنها فوجئت أنها لم تعد تشعر بأي شيء وعينيها تغلق بغير إرادتها

أما هو فاتجه لغرفة المكتب يدفن نفسه في العمل 

عله يصرف تفكيره عنها فهو يحارب رغبته بالذهاب لها ليخبرها الحقيقة لكنه عليها أن يعلمها أولاً كيف

تثق به وابتعاده عنها في هذه الفترة سيكون أفضل عقاب لها يعلم أنه يقسو عليها لكن عليها أن تعلم مدى فداحة خطائها وكيف تستخدم عقلها قبل التفوه 

بأي كلمة

استيقظت في الصباح وهي تشعر بألم شديد في جميع أنحاء جسدها حاولت الوقف لأكثر من مرة على قدميها لكنها كانت متيبسة وكل عظمة من عظام جسدها تؤلمها توجهت لداخل الغرفة بصعوبة بالغة

تجر قدميها التي لم تعد قادرة على حملها 

توجهت نحو الحمام تأخذ حماما دافئاً علها تتحسن قليلاً

في تلك الأثناء دخل يامن لغرفته ليغير ملابسه فلديه موعد مهم سمع صوت المياه تجري بداخل الحمام

فعلم أنها بالداخل فسحب بدلته ثم توجه مسرعاً للخارج ليغير في غرفة أخرى 

بعد انتهائها من حمامها بصعوبة شعرت بأنها لم تعد تقدر على فتح عينيها فتوجهت للخارج وهي تلف المنشفة حول جسدها

أخذت تبحث في حقيبتها عن أي مسكن أو خافض للحرارة لعلها تتحسن قليلاً

أخذت أدويتها ثم ألقت جسدها على الفراش أحكمت لف نفسها بالغطاء وغطت في نوم عميق لشدة مرضها

****.........

في المساء توجهت لبنى لغرفة والدها 

وقفت أمام الباب تهدأ نفسها لتخفف التوتر الذي تشعر به 

طرقت الباب عدة مرات قبل أن تسمع صوت والدها من الداخل يسمح لها بالدخول

راغب بهدوء

=ادخل

دخلت الغرفة بخطوات متمهلة وهي تبحث بعينيها في أرجاء الغرفة عن الهاتف فوجدته موضوعا على الطاولة بجوار السرير توجهت ناحية السرير بخطوات متمهلة تجلس عليه بينما عينيها مسلطة على الهاتف

راغب باستغراب

=فيه حاجة يا لبنى ولا ايه

لبنى بهدوء محاولة اخفاء توترها

=لا مفيش حاجة بس كنت عايزة حضرتك في موضوع

راغب بهدوء وهو يعطيها ظهره ينظر في بعض الأوراق 

=وايه هو الموضوع ده اللي جايبك بدري كده

لبنى بجدية وهي تمد يدها لسحب الهاتف

=أنا كنت عايزة أتطلق من يامن واتكلمت معاه في الموضوع

إلتفت لها بفزع بينما سحبت هي الهاتف بسرعة تخفيه خلفها بينما تأهبت كل حواسها لسماع تلك الإجابة فإجابته ستحدد خلاصه أم هلاكه

راغب بفزع وصوت عالي

=إنتي اتجننتي إزاي تطلبي حاجة زي دي ده كده حتى المؤخر بتاعك هيروح عليكي إنتي ناسية إن إحنا اتفقنا إنك لو طلبتي الطلاق مش هتخدي حاجة 

لبنى بحزن

=وفيها إيه مش مشكلة الفلوس أهم حاجة سعادتي ولا إنت ماتهمكش سعادتي

راغب بسخرية

=وهو إنت كنتي اتجوزتيه ليه مش علشان الفلوس

لبنى بابتسامة ساخرة وقد حسمت أمرها وهي تضع الهاتف بداخل كم بلوزتها لتخفيه وتقبض عليه وعلى طرف كمها بأطراف أصابعها تخفي تقريبا كفها بالكامل وأخرجت يدها من خلف ظهرها

=عندك حق .....وأكملت..... العشا هيبقى جاهز كمان

شوية

راغب بهدوء وهو يعيد النظر للأوراق التي في يده مرة أخرى

=تمام شوية وهنزل وراكي 

وقفت من مكانها بهدوء وهي تتجه لخارج الغرفة بسرعة تضع يدها فوق قلبها خوفاً من أن يكتشف أمرها

****.......

جلس على مقعده وهو يبتسم بخبث للجسدين المكبلين أمامه بالحبال 

جابر بهدوء وابتسامة ساخرة

=منور يا سامي بيه

سامي بصوت متألم من كثرة الضربات التي تلقاها

=عايز إيه ياجابر أظن إنك كده خدت حقك وزيادة

جابر بسخرية لاذعة

=أخدت حق مين أنا قولت ماكسبتش الصفقة دي هقتلك يبقا خدت حقي ولا لسه 

رفع سلاحه يوجهه ناحية سامي يضعه فوق جبينه مباشرة وملامحه يظهر عليها الذعر الشديد 

يبنما هايدي تنظر له بفزع فهذا الرجل فقد عقله أخذت تلعن نفسها وتلعن اليوم الذي تعرفت به على سامي 

وبدون أي مقدمات سمعت صوت إطلاق النار فتناثرت الدماء فوق ملابسها

نظرت لجثة سامي الهامدة بجوارها وهي تبكي برعب حقيقي وحرقة شديدة 

فالرصاصة اخترقت جبينه محدثة ثقب غائرا بها والدماء تندفع منه وعينيه مازات مفتوحة ونظرة الفزع تعتليها

ضحك جابر بشدة كأنه أصيب بالجنون 

ثم وجه السلاح ناحيتها وعينيه تحمل نفس النظرة المختلة


جابر بابتسامة مريبة

=دورك يا حلوة

هايدي بسرعة ونبرة مرتجفة

=حتى لو أنا أقدر أخلي يامن ييجي لحد عندك هتقتلني برده

أخفض سلاحه وهو ينظر لها بشك

جابر بهدوء

=إزاي 

هايدي بتوتر تحاول اختراع أي شيء لتنقذ به حياتها

=أنا ويامن كنا بنحب بعض قبل كده بس سيبنا بعض بسبب شوية مشاكل حصلت ما بينا فإنت لو قولتله إني معاك أكيد هو هييجي لحد عندك لكن إنت لو قتلتني دلوقتي مش هتستفاد حاجة

جابر بنظرة متفحصة

=أنا هتأكد من كلامك ولحد الوقت ده هتفضلي مشرفاني هنا .....ثم وجه نظره للحارس.... وديها الأوضة لحد ما أشوف هتصرف إزاي 

أومأ الحارس بهدوء وهو يسحبها من ذراعها يدخلها لغرفة باللون الرمادي الباهت لاتحتوي على أي أثاث

قام بدفعها لداخل الغرفة مغلقا الباب بالمفتاح بعد ادخالها

*******.....

استيقظت على صوت طرقات عالية على باب الغرفة

ليل بصوت منخفض مبحوح بسبب مرضها

=مين 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
الخادمة بصوت عالي حتى تسمعها

=الحاجة فاطمة بتسأل حضرتك كويسة ولا لا 

وعايزاكي تنزلي على العشا

ليل بصوت هادئ

=حاضر نص ساعة وهبقا تحت

نزلت من السرير بإرهاق شديد ولكنها توقفت تتأمل مظهرها أمام المرآة بدت شاحبة بشدة، الهالات السوداء تغطي عينيها ،ملامحها مرهقة،كأنها فارقت الحياة

وقفت تحدث نفسها أمام المرآة متى كانت بهذا الضعف والإنهزام هي لم تكن يوماً متخاذلة أو انكسارية بهذا الشكل حتى في أحلك أوقاتها وأكثرها

صعوبة لم تكن هكذا عليها أن تبدأ باستعادة نفسها

لن تقف وهي تشاهده بالقرب من امرأة أخرى

وهي تبكي على أطلاله 

أول خطوة ستفعلها هي استعادة رونقها وهدوئها

اتجهت نحو خزانة الملابس تسحب فستاناً رائعا باللون البني الفاتح بأكمام طويلة ومنفوخة تقع عن كتفيها وطوله يصل لما بعد ركبتيها بقليل

يظهر مدى رشاقتها وجمال جسدها ثم رفعت شعرها على هيئة كعكة فوضوية أنيقة واكتفت بلمسات خفيفة من مستحضرات التجميل تخفي بها ارهاقها وشحوب بشرتها 

بعد انتهائها اتجهت للأسفل بخطوات هادئة 

فوجدت الجميع بانتظارها على طاولة العشاء 

جلست في مكانها المعتاد بهدوء وهي تلقي عليهم تحية المساء

ليل بصوت مبحوح

=مساء الخير

الحاجة فاطمة بهدوء

=مساء النور مالك يا ليل تعبانة ولا ايه

ليل بهدوء

=أنا كويسة متقلقيش عليا

أومأت الحاجة فاطمة بهدوء عندما رأت يامن يدخل قاعة الطعام 

احمرت عيناه من الغضب عندما رأها جالسة بهذا الفستان 

فلم يعطها فرصة للكلام وهو يسحبها من يدها متجها

للمكتب

فور دخولهما للمكتب

يامن بصوت عالي جعلها تنتفض بفزع

=ايه اللي إنتي عملاه في نفسك ده

ليل بهدوء وابتسامة باردة

=أنا عايزة اتطلق

يامن بغضب......
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فور دخولهما للمكتب أغلق الباب خلفه بعنف

يامن بصوت عالي جعلها تنتفض بفزع

=إيه اللي إنتي عملاه في نفسك ده

ليل بهدوء وابتسامة باردة

=أنا عايزة أتطلق

يامن بغضب شديد وصوت عالي

=لا أنا عايز أسمع تاني كده أصلي حاسس إني سمعت غلط

اقتربت منه بخطوات واثقة تلف يديها حول عنقة بنعومة شديدة بينما هو يراقب حركتها بعيون مترقبة

...قربت شفتيها من أذنه 

ليل بصوت هامس ورقة شديدة

=عايزة أتطلق كده سمعت كويس 

نظر لها بابتسامة مستفزة وهو يلف يده حول خصرها

ساحبا إيها نحو جسده بقوة فأصبحت ملاصقة له 

وأنفاسة الدافئة تلفح وجهها 

اقترب بشفتيه من أذنها يقلد حركتها

يامن بصوت هامس كفحيح الأفاعي

=وأنا مش هطلقك.... أكمل بهدوء بعد ابتعاده عنها ينظر لعينيها وهو ما زال محيطا بخصرها..... معنديش استعداد إني أدمر حياتنا وجوازنا بسبب جنانك وشكك اللي ملهوش سبب....

اقترب بشفتيه من خدها يطبع قبلة طويلة فوقه يستفزها بها 

ابتعدت عنه بسرعة كأن أفعة لدغتها تخرج نفسها من تأثيره عليها 

ليل بهدوء وهي تنظر له بألم

=وأنا معنتش هقدر أتحمل أي حاجة تانية مش هستنا اليوم اللي تجي تقولي فيه إنك مش عايزني في حياتك ،أنا مش عايزة أبقا عبئ عليك وإنت مش

مضطر تتحمل مشاكلي أو تتحمل وجودي في حياتك ،أنا بقيت شايفة نفسي في مكانة نوال بالظبط مفرقتش عنها حاجة زي هي ما كانت مرات بابا التانية وسبب دمار حياة مامتي أنا ممكن أبقا السبب في دمار حياتك وحياتها

زفر أنفاسه وهو يمرر يده في شعره بغضب لا يعلم كيف يقحم كلامه بداخل عقلها السميك علها تفهم أنها المرأة الوحيدة التي يريدها في حياته

يامن بحدة محاولاً إنهاء هذا النقاش وهو يقبض على ذراعيها بقوة فتألمت بشدة فجسدها يؤلمها بدون أي شيء وفعلته زادت من حدة ألمها

=ليل أنا اللي عندي قولته مفيش طلاق يعني مفيش طلاق واتفضلي اطلعي غيري هدومك .... وأكمل بصرامة... ودي آخر مرة تفتحي فيها الموضوع ده وإلا توقعي مني رد مش هيعجبك لو الموضوع ده اتفتح تاني إنتي مراتي وهتفضلي مراتي لحد آخر يوم في عمرك

محت كل ملامح الألم عن وجهها وهي تنظر له بهدوء 

قاطعهم صوت طرقات الباب فابتعد عنها بهدوء

يامن محاولاً استجماع هدوئه

=ادخل 

فتحت الباب بهدوء وهي تتجه للداخل بخطوات هادئة بينما لم تخفض ليل عينيها عنها تراقبها بهدوء

أشار لها يامن بالصمت ثم وجه حديثه لليل

يامن بهدوء وهو ينظر لعينيه

=اطلعي غيري هدومك 

نظرت له بزهول هل يقوم الآن بطردها بطريقة غير مباشرة رأت نظرة السخرية التي احتلت عيني لبنى لم تمر ثانية إلا وهي كانت خارج الغرفة تسير بخطوات سريعة وهي تمنع نفسها من البكاء حسرة على كرامتها التي دهسها تحت قدمه أمام زوجته الأولى 

بمجرد وصولها لغرفتها سمحت لدموعها بالهطول 

وهي تنزع فستانها بغضب شديد حتى كادت أن تمزقه وقفت أمام المرآة تنظر لنفسها المحطمة

ذراعيها محمران بشدة مكان قبضته 

مستحضرات التجميل قد فسدت بسبب دموعها فأصبحت أشبه بالمومياء 

لم تتحمل رؤية نفسها بهذا الشكل المخزي فسحب زجاجة العطر تقذفها فوق المرآة فسقطت متهشمة لأجزاء صغيرة كحقيقة قلبها ،فقلبها أصبح مماثلاً لهذا الفتات لم تعد قادرة على تحمل أي شيء

غضبها وحزنها يسيطران عليها بطريقة غير طبيعية

فراحت تحطم كل شيء حولها 

بعد مدة جلست على الأرض باكية بإنهاك شديد 

ولكن داهمها دوار شديد فسقطت مغشياً عليها

****......

فور خروج ليل من المكتب مدت لبنى يدها تعطيه الهاتف

لبنى بهدوء

=اتفضل ده اللي إنت طلبته 

أومأ بهدوء وهو يسحبه من يدها تأمله لثوان قبل أن يتحدث 

يامن بهدوء وهو يتفحص الهاتف

=بكره الصبح ترجعيه مكانه

أومأت بالموافقة ولكن الإستغراب بدا جليا على ملامحها فماذا يريد من هاتف والدها

أخرج هاتفه ليجري اتصالاً وهي مازالت واقفة في مكانها

أتاه الرد من الجهة الأخرى بعد ثواني معدودة

يامن بهدوء

=بقيت فين دلوقتي يا عادل 

عادل بهدوء

=ساعتين بالظبط وهنبقا موجودين والخبير التقني موجود معايا

جذب انتباهه صوت تكسير الزجاج في البداية لم يعر الأمر اهتماما لظنه أن إحدى الخادمات كسرت شيئاً

يامن باستعجال

=تمام يا عادل بس ياريت متتأخرش علشان مش عايز مشاكل 

عادل بهدوء

=متقلقش مش هنتأخر يا يامن بيه 

فأومأ بهدوء وهو يغلق الخط مودعا إياه 

ثم قام بتفكيك هاتف راغب ينزع منه البطارية وكذلك خط الإتصالات 

لكنه تفاجئ بصوت تحطم شيء ما ولكن هذه المرة كان الصوت أعلى وأكثر وضوحا

يامن باستغراب

=هو إيه اللي بيحصل بره وإيه صوت التكسير ده

لبنى باستغراب هي الأخرى

=مش عارفة 

وضع يامن الهاتفين في جيب سترته ثم توجه للخارج

متجهاً نحو قاعة الطعام

عندما دخل تفاجئ بمقعدها الفارغ وكذلك طعامها لم يلمس بينما جدته وعمه يتناولان الطعام بهدوء

يامن باستفسار

=هي ليل مش هتنزل تتعشا ولا ايه

الحاجة فاطمة بهدوء

=مش عارفة والله يا إبني ده هي حتى مكلتش أي حاجة من الصبح وساعة لما نزلت كان باين عليها إنها تعبانة اقعد إنت اتعشا وأنا هقول لواحدة من البنات تطلع ليها بالأكل

يامن بهدوء وهو يفكر في سبب غيابها

=مفيش داعي أنا هطلع أناديها بنفسي 

توجه نحو الغرفة بخطوات سريعة لا يعلم لما شعر بانقباض قلبه خوفاً عليها

كان سيدخل للغرفة مباشرة ولكنه لا يعلم ما الذي دفعه لطرق الباب

طرق الباب لأكثر من مرة ولكن ما قابله هو الصمت

بدأ قلقه يتزايد عندما فتح الباب وقابلته قطع الزجاج المتناثرة على الأرض

يامن بصوت عالي متوتر وعينيه تبحث عنها في الغرفة

=ليل إنتي فين ،ليل 

ظل ينادي عليها عدة مرات حتى وقع نظره على جسدها المرمي أرضاً وسط الزجاج والحطام وهي فاقدة وعيها ،الخوف ،الفزع،الرهبة كل تلك المشاعر احتلت كيانه خوفاً من أن يكون قد فقدها للأبد

اندفع نحوها بسرعة وفزع شديد

حمل جسدها بسرعة وهو يتأكد من سلامتها وأنها لم تصب نفسها بأي أذى 

يامن بفزع وتوتر شديد

=ليل ،علشان خاطري فوقي أنا ماقصدتش أزعلك

وضعها على السرير بهدوء وأخذ يهز جسدها علها تفيق لكنه تفاجئ بسخونة جسدها وحرارتها العالية

سحب هاتفه بسرعة وهو يتصل على الطبيب 

بمجرد فتحه للخط لم يعطه يامن فرصة للحديث أو إلقاء التحية

يامن بتهديد وصوت عالي من فرط قلقه

=قدامك عشر دقايق وتبقى عندي في القصر وإلا والله ما هرحمك

وأغلق الهاتف وهو يرميه بعيداً دون سماع رده

نظر لها بقلق لكن جذب انتباهه في تلك اللحظة ملابسها فهي قد تخلصت من فستانها 

جذب خصلات شعره بتوتر حتى كاد أن يقتلعها من مكانها فهو خائف من تأخر الطبيب لذا عليه أن يتصرف وبسرعة

توجه للحمام بسرعة يملئ حوض الاستحمام بالماء البارد فدرجة حرارتها تخطت التاسعة والثلاثين 

حمل جسدها بسرعة وهو يتجه نحو الحمام بينما هي تأن بألم 

وضع جسدها في حوض الاستحمام ولكنها شهقت بفزع من برودة المياه ،فتحت عينيها بإعياء شديد

وهي تحاول الخروج من حوض الاستحمام بسبب برودة المياه

مرر يده على ظهرها بحنان

يامن بهدوء وابتسامة مطمئنة

=اهدي يا ليلي شوية وهتتعودي على الميه 

قام بفتح المياه الباردة لتتساقط على رأسها بينما هي تنتفض بسبب برودتها لم تعارض أو تبدي أي ردة فعل

فهي لم تكن قادرة حتى على تحريك إصبعها

بعد عشر دقائق كاملة تحت المياه الباردة كانت قادرة على فتح عينيه بالكامل وقد انخفضت حرارتها قليلا

أغلق صنبور المياه بهدوء

ثم اتجه لها يعاود حملها مرة أخرى ليخرجها من حوض الاستحمام بعدما قام بوضع مأزر الحمام فوقها 

ليل بصوت مبحوح ضعيف

=أنا هقدر أمشي لوحدي وبعدين هدومك هتتبل 

لكنه لم يبالي بكلامها وضعها على السرير بهدوء

واتجه نحو خزانته يبحث بين ملابسها عن منامة ثقيلة لتدفئتها

بعد دقائق اتجه لها بهدوء وهو يحمل ملابسها

اقترب منها محاولا نزع المأزر من فوقها وبقية ملابسها لكنها منعته

ليل بصوت ضعيف ووجهها محمر للغاية

=أنا أقدر أغير هدومي لوحدي 

ابتسم يامن بلطف وهو يتأمل احمرار وجهها

يامن بحنان وهو يضع يده فوق خدها

=عارف إنك تقدري تغيري لوحدك بس إنتي تعبانة دلوقتي وبلاش عند كتير علشان متبرديش تاني 



لم ترد عليه ولكن وجهها الذي أصبح بلون الفراولة

كانت إجابة كافية بالنسبة له ليبتسم بهدوء

اقترب منها يساعدها في تغيير ملابسها وهو يلبسها تلك المنامة الدافئة فأصبحت أشبه بالدب الصغير جلس خلفها بهدوء يصفف لها خصلات شعرها الناري وجمعه على هيئة ظفيرة لطيفة

بعد انتهائه اقترب بشفتيه من جبهتها يتحسس حرارتها 

أما هي أغمضت عينيها وهي تشعر باضطراب أنفاسها

يامن بهدوء وابتسامة عاشقة

=الحمد لله الحرارة نزلت شوية الدكتور زمانه على وصول ارتاحي شوية على ما ييجي 

أما هي فكانت شاردة في عالم آخر لما كل هذا الحنان بعد إهانته لها ألم يطردها منذ دقائق من مكتبه مسبباً انهيارها بهذا الشكل المخزي

حملها بهدوء ليضعها فوق الوسادة ثم دثرها جيدا بالغطاء وتأمل نظرة عينيها لثواني معدودة

فنظراتها كانت مختلفة باردة،مضطربة ،متألمة 

لم تكن تلك النظرة الحانية أو العاشقة التي اعتاد رؤيتها في عينيها 

قاطع تفكيره صوت طرقات الباب

الخادمة من الخارج

=الدكتور وصل يا يامن بيه وبيقول إن حضرتك طلبته

اتجه يامن لفتح الباب لكنه فوجئ بوجود جدته والطبيب يقف بجوارها 

يامن بهدوء وهو يشير له بالدخول
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
=اتفضل هي جوه على السرير 

فاتجه الطبيب للداخل وتبعه يامن ثم من خلفهم جدته

صعقت الحاجة فاطمة من منظر الغرفة والزجاج المتناثرة على الأرض 

الحاجة فاطمة بصوت منخفض وهي توجه حديثها ليامن

=هو إيه اللي حصل هنا

فرك عنقه بغضب وتوتر

يامن بصوت منخفض

=مش عارف أنا طلعت أنادي عليها لقيتها مغمى عليها

وحرارتها كانت عالية أوي 

أومأت الحاجة فاطمة بهدوء وقبل أن ترد عليه

قاطعهم الطبيب 

الطبيب بهدوء يوجه حديثه ليامن

=واضح إنها واخدة دور برد شديد وكمان الضغط والسكر مش مظبوطين واضح إنها مكلتش حاجة من الصبح لإن السكر بتاعها واطي جدا

نظر لها يامن بعتاب لإهمالها لصحتها بهذا الشكل

يامن بهدوء موجها حديثه للطبيب

=تمام يا دكتور أنا هاخد بالي بنفسي من أكلها 

مد الطبيب يده بروشتة الدواء فأخذها يامن منه بهدوء

الطبيب بهدوء

=ياريت تاخد الدوا في مواعيده أنا كاتب قدام كل نوع كام مرة في اليوم والمواعيد بتاعته

يامن بهدوء وهو يمد يامن بمبلغ كبير من المال 

=اتفضل يا دكتور 

للطبيب بحرج

=ميصحش كده يا يامن بيه وبعدين أنا باخد مرتب من الحاجة فاطمة أول كل شهر 

يامن بهدوء وهو يضع المال في يد الطبيب

= إنك تيجي لجدتي وتكشف عليها حاجة وإني أطلب منك تيجي علشان تكشف على مراتي حاجة تانية خالص ..... ثم وجه كلامه للخادمة..... وصلي الدكتور لحد الباب وخلي واحد من الحرس يجيب الدوا ده وخلي واحدة من البنات تطلع العشا بسرعة

أومأت الخادمة بهدوء وهي تتجه للخارج وخلفها الطبيب.....

اقتربت الحاجة فاطمة منها بخطوات هادئة

الحاجة فاطمة بحنو وهي تربت على يدها

=ألف سلامة عليكي يا بنتي 

ليل بابتسامة هادئة وصوت ضعيف

=الله يسلمك يا نينا 

الحاجة فاطمة بهدوء

=أسيبك ترتاحي شوية وأنا بكره الصبح هاجي أتطمن عليكي

أومأت ليل بهدوء بينما اتجهت الحاجة فاطمة نحو الباب ولكنها قبل خروجها اقتربت من يامن

الحاجة فاطمة بصوت منخفض

=خلي بالك من مراتك يا يامن ومتزعلهاش

يامن بهدوء

=حاضر 

فأومأت برضى ثم توجهت لأسفل.......

لم يعلم كيف يبدأ حديثه معها فبعد خروج الجميع لفهما صمت مريب بين توتره وقلقه عليها يقابله هدوئها وصمتها كأنها فقدت الرغبة للحديث

ظل يتأملها بهدوء عله يفهم ما بها أو ما الذي يدور برأسها

بعد ربع ساعة من الصمت المثير للأعصاب تعالت صوت طرقات الباب فتح الباب بهدوء 

الخادمة بهدوء

=العشا يا يامن بيه

أومأ لها بهدوء وهو يأخذ صينية الطعام من يديها وعلب الدواء

ثم توجه للداخل....

جلس بجوارها بهدوء وهو يضع الطعام على ساقه

يامن بهدوء وهو ينظر لها

=يلا علشان تاكلي وتاخدي الدوا

ليل بهدوء بدون أن تنظر له 

=مليش نفس عايزة أنام 

نظر لها لثوان ثم قال بهدوء

=مش بمزاجك لازم تاكلي ولو حاجة بسيطة 

انتهى من كلامه وهو يقرب الملعة من شفتيها 

فتحت فمها بهدوء متجنبة هذا الجدال العقيم فهي تعلم نهايته جيداً ....كانت تختلس النظر له من حين لآخر بدون أن يلاحظ تتأمل ملامحه المتنشجة

لا تعلم سبب اهتمامه بها الآن

ليل بصوت هادئ

=كفاية شبعت

نظر لكمية الطعام التي تناولتها فكانت أشبه بوجبة طفل رضيع كاد أن يعترض لكنه لم يرد أن يضغط عليها فأومأ لها بهدوء

بعد انتهائه من إطعامها مد يده بمنديل يمسح لها شفتيها من بقايا الطعام

فالتقت عيناه بنظرتها الحانية مع عينيها الشاردة 

لم يفهم سبب شرودها المستمر .....

حمل صينية الطعام يضعها على الطاولة بجواره 

ثم مد يده بالدواء وكوب الماء فأخذته بهدوء 

بعد انتهائه دثرها جيدا بالغطاء ثم قبل جبينها بهدوء 

أما هي فكانت بالكاد قادرة على فتح عينيها فما هي إلا لحظات حتى غطت في نوم عميق......

تأمل وجهها الشاحب للحظات يلوم نفسه على قسوته عليها فلم يتوقع أن تصبح حالتها هكذا

قاطع تفكيره صوت هاتفه يعلن وصول رسالة 

فوجدها رسالة من عادل يخبره فيها بأنه بانتظاره أمام البوابة 

ألقى عليها نظرة أخيرة خوفاً من أن ترتفع حرارتها

مرة أخرى 

لكنه طمئن نفسه بأنه سيعود بسرعة ولن يتأخر عليها ثم توجه للخارج

*****..…....

جلس الجميع بهدوء يفكرون في حل لتلك المعضلة

يامن بهدوء وهو يمد يده بهاتف راغب للخبير التقني

=أحمد عايزك تنقلي كل الملفات اللي على التليفون ده على التليفون اللي إنت جايبه معاك وعايز أي اتصال قبل ما يوصل لراغب يكون واصل للتليفون اللي معاك ويتسجل

أحمد بهدوء

=تمام 

عادل باعتراض 

=بس ده مينفعش يا يامن ممكن تجيلنا مشاكل كتير بسبب الموضوع ده وأبسط حاجة ممكن يعملها إنه

يرفع عليك قضية تجسس 

يامن بنظرة حادة وغضب

=والمفروض أستنى لحد ما لقيه جاي وبيحاول يقتلني تاني 

زفر عادل أنفاسه بحنق فالوضع أصعب مما كان يعتقد 

قاطع تفكيرهم صوت هاتف يامن 

يامن باستغراب وهو ينظر للرقم

=مين ده اللي بيتصل دلوقتي وكمان رقم غريب 

نظر الإثنان له باستغراب 

يامن بهدوء وقد وضع الهاتف على وضع مكبر الصوت

=ألو مين معايا


أتاه الرد من الجهة الأخرى بعد ثواني من الصمت

=أنا جابر وقبل ما تتكلم أو تغلط إعرف إني عندي أمانة تخصك

فور سماعه للإسم وضع المكالمة على وضع التسجيل 

وهو يشير للجالسين بالصمت 

يامن بهدوء وهو يضغط على أسنانه بغضب

=وإيه هي الأمانة دي بقا إن شاء الله

جابر بسخرية لاذعة

=لا لا شكلك مش مصدقني أنا هخليك تكلمها بنفسك

بمجرد اقتراب الهاتف من هايدي 

هايدي بصراخ وفزع

=يامن إلحقني والله ده بني آدم مجنون قتل سامي 

وهو اللي حاول يقتلك

أشار جابر بغضب للحارس بوضع اللاصق على فمها

وهو يصفعها بقوة على وجهها 

جابر بغضب 

=اسمعني قدامك يومين تقرر فيه يا إما تيجي وتسلمني نفسك ومعاك عشرة مليون جنيه يا إما تودع حبيبة القلب 

ثم أغلق الهاتف

تأهبت كل حواسه بغضب وهو يجذب خصلات شعره 

السوداء بعنف يدور حول نفسه كأسد حبيس في القفص  بينما أحمد وعادل ينظران له يترقب

عادل بهدوء 

=أنا من رأيي إن تسجيل المكالمة اللي معاك دي دليل كافي إحنا ممكن نوديه للقسم وهما يتصرفوا

يامن بخبث وابتسامة واسعة كأنه وجد خلاصه

=إحنا هنروح لحازم اللي في القسم القريب من هنا

هو هيخلص كل حاجة 

عادل بهدوء

=خلاص بكرة الصبح هنروحله ونشوف هنعمل ايه 

أحمد باستفسار

=طيب وموضوع التليفون لسه زي ما هو ولا ايه

يامن بهدوء وابتسامة قاسية

=ابدأ من دلوقتي لإني مش هسيب حقي وراغب هيدخل السجن قبل جابر

أومأ أحمد بهدوء وهو يبدأ عمله بينما الإثنان يراقبان ما يفعله بصمت

****........

فتحت عينيها في اليوم التالي لكنها تفاجأت بمكانه بجوارها كما هو أي أنه لم ينم هنا أو كما أتى في عقلها أنه قضى ليلته عند غريمتها لم تبدي أي ردة فعل بل اكتفت بالصمت مع ابتسامة ساخرة

توجهت للحمام لتغير ملابسها وتنزل للأسفل فهي لن تحبس نفسها طوال النهار تفكر به بينما هو مشغول عنها......

في الأسفل 

راغب بغضب وصوت عالي للخادمات

=التليفون فين بدور عليه من الصبح مين شاله من مكانه

الخادمة بتوتر

=والله ما حد شافه يا بيه

راغب بغضب

=ما هو لو ماحدش شافه يبقى أكيد في واحدة سرقته

أتت لبنى على صوته العالي بسرعة 

لبنى بهدوء وهي تشير للخادمة بالذهاب

=روحي إنتي شوفي شغلك وأنا هتصرف

راغب باستغراب 

=إنتي بتعملي ايه

لبنى بهدوء وهي تمد يدها بالهاتف

=لقيته امبارح على السفرة بعد العشا ووقتها كنت نمت فخدته معايا وقولت أديهولك الصبح

نظر لها بشك لثواني

ولكنه قال في النهاية بهدوء وهو يأخذه منها

=ماشي مع إني مش فاكر إني خدته معايا وأنا نازل 

ثم توجه للخارج بدون إضافة أي كلمة 

بمجرد خروجه من باب القصر زفرت أنفاسها براحة شديدة

****......

كانت جالسة في الحديقة تفكر بشرود في أحداث اليومين الماضيين فهي لم تراه منذ الليلة التي اعتنى بها فيها 

فغيابه بهذا الشكل المفاجئ يثير أعصابها فهي تشعر بالقلق عليه

يخرج من الصباح الباكر قبل استيقاظها ويعود في وقت متأخر  وفي وقت الفجر غالبا لكنه يتناول وجبة الغداء فلاحظت أنه دائماً شارد والإرهاق يظهر جلياً على ملامحه وجهه 

ما يؤكد على عودته للغرفة في المساء رائحته العالقة في وسادته وعلى جسدها ومكانه الغير مرتب بجوارها

ولم تفهم سبب هذا الجفاء والتجاهل الذي أصبح من ناحيته فهو يتجاهلها بشكل تام ولا يهتم بإخبارها بأي شيء 

شعرت بثقل يوضع على صدرها يطبق فوق أنفاسها

عندما تذكرت رؤيته خلال اليومين الماضيين لأكثر من مرة يقف مع لبنى يتحدث معها بصوت منخفض

لم تفهم سبب هذا التقارب بينهما لكنها حرصت على

الظهور بمظهر الأنثى القوية ،الغير مبالية تتخذها

ستارا لتخفي غيرتها وضعفها 

****.........

بداخل القسم جلس الجميع بتوتر فاليوم هو يوم التنفيذ

حازم بهدوء

=إحنا كده معانا كل الأدلة اللي بتدين راغب وجابر ومعانا مذكرة بأمر القبض عليهم 

يامن بهدوء وهو يشعر بألم يحتل صدره بسبب تلك المواجهة المحتومة فالمتضرر الوحيد سيكون جدته

=تمام يلا نتحرك بس أهم حاجة عرفت موقع هايدي ولا لا

حازم بهدوء

=قدرنا نحدد مكانها بتتبع مكان جابر هي موجودة في واحد من المخازن بتاعته ومن شوية الظابط اللي اتواصلنا معاه من القاهرة اتحرك هو والعساكر....وأكمل في نهاية كلامه...... هو المفروض الميعاد اللي كنت هتروح تقابله فيه كان الساعة كام

يامن بهدوء

=المفروض الساعة واحدة بليل

حازم بجدية

=تمام كده أوي هو أكيد معملش حسابه لسه 

يامن بصوت هادئ ونبرة قوية وقد وقف متجهاً نحو الباب

=أظن إن إحنا المفروض نتحرك دلوقتي قبل ما جابر يتصل براغب علشان يحذره.....

أومأ بهدوء وتوجه الجميع للخارج بينما كان القلق يعلو وجه يامن خوفاً من أي انتكاسة صحية قد تحدث لها

*****.........

تحرك الجميع بخطوات هادئة وكل فرد يحمل سلاحه

الضابط بهدوء وهو يشير برأسه للناحية الخلفية

=اتوزعوا مش عايز ولا غلطة

اتجه جزء من العساكر ناحية الجهة الخلفية بخطوات حذرة

بينما توجه هو ومجموعة العساكر الباقية ناحية الباب الأمامي 

وقعت عينيه على الحارس الواقف أمام الباب فأشار للعساكر بيده بعدم الحركة  بينما تسلل بخطوات حذرة 

وفي اللحظة التي لاحظ فيها الحارس وجوده ضربه بالجزء الخلفي من سلاحه بقوة فسقط الآخر فاقدا للوعي 

أشار للعساكر بالتقدم فتحرك الجميع بخطوات هادئة 

عند وصوله للداخل وجد عددا من الحرس لكنه لم يكن كبيراً  

فرفع سلاحه وهو يقول بصوت عالي

=كله يسلم نفسه 

بينما العساكر خلفه يوجهون الأسلحة نحوهم

كانوا في حالة من الذعر والتوتر فلم يتوقعوا هذه المداهمة 

جابر بغضب وهو يرفع سلاحه وهو يطلق أول رصاصة

=إنتم واقفين يا بهايم اتحركوا 

فجأة أصبح المكان يضج بصوت إطلاق النار  يتبادلون اطلاق النيران

فاستغل جابر انشغالهم وهو يتراجع للخلف ناحية الغرفة التي يحتجز بها هايدي 

لاحظ الضابط حركته فتحرك بحذر شديد متفاديا الرصاص يتبعه بخطوات هادئة تاركاً أمر الحرس للعساكر 

جابر بغضب وهو يحاول فك وثاقها 

=خلصي اتحركي

هايدي بفزع 

=إنتي واخدني على فين

لم يجيبها بل اكتفى بجرها من يدها بقوة وقسوة

صعق عند رؤيته للضابط وهو يوجه سلاحه ناحيته

الضابط بتهديد

=سلم نفسك يا جابر إحنا معانا مذكرة بالقبض عليك إنت متهم بجريمة القتل ،محاولة القتل العمد وكمان الخطف فمتزودش جرايمك

وضع السلاح على رأسها وهو يقف خلفها ويلف ذراعه فوق عنقها ليثبتها 

جابر بتهديد

=سيبني أمشي وإلا هموتها

وجه الضابط سلاحه ناحيته ولكن باغتتهم الرصاصة التي أتت من خلفه مصيبة هايدي في بطنها

تناثرت دمائه فاندفع جابر للخلف بفزع  

اتجه له الضابط بسرعة مباغتا إياه بلكمة قوية

اندفع العساكر ناحية الغرفة ليتم القبض على جابر 

ونقل هايدي للمشفى

****.........

صعقت ليل من عدد سيارات الشرطة التي دخلت القصر فرأت يامن وهو يتجه للداخل بخطوات واثقة قوية يتبعه بعض العساكر والضباط  

تبعته ليل بسرعة وهي تتجه للداخل لتفهم ما سبب هذه الجلبة ولما أتت الشرطة معه

فتحت الخادمة الباب بهدوء لكنها ما لبثت أن تراجعت للخلف وهي تشهق بفزع وصوت عالي 

توجه يامن بخطوات ثابتة نحو قاعة الجلوس فوجد جدته جالسة بينما عمه جالس في ركن بعيد يراجع بعض الأوراق 

الضابط بصوت عالي

=إحنا معانا أمر بالقبض على راغب الأنصاري .....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
الضابط بصوت عالي

=إحنا معانا أمر بالقبض على راغب الأنصاري 

عم الصمت المكان وتباينت ردات الفعل بين شهقات مستنكرة فزعة ،نظرات شامتة وأخرى مستغربة متسائلة 

نظرت لبنى لوالدها بابتسامة واسعة كأنها تخبره أنها السبب 

بينما تسمر راغب مكانه بفزع وتوتر 

كسر ذاك الصمت الحاجة فاطمة

الحاجة فاطمة بفزع من أجل ابنها

=بس ابني معملش حاجة هتقبض عليه ليه

وجه حازم أنظاره ناحية يامن كأنه يأخذ منه الإذن بالحديث ثم نظر لراغب باشمئزاز

حازم بجدية للحاجة فاطمة

=ابنك يا حاجة اللي بتدافعي عنه ده متهم بأكتر من محاولة قال عمد ولمين بقا مش هتصدقي لحفيدك 

وغير كده متستر على جريمة قتل واختطاف

شهقت بصدمة هل هذا هو ابنها الذي حرصت على تربيته لم تتوقع يوما بأن حقده على أخيه وحبه للمال قد يوصله لهذه المرحلة 

راغب بصوت عالي وفزع

=أنا معملتش حاجة من اللي إنت بتقول عليه ده 

ارتفعت ابتسامة يامن الساخرة وهو ينظر له باستفزاز

قبل أن يخرج الهاتف من سترته 

وقام بتشغيل المكالمات المسجلة وعلى أعلى صوت

صدم هو يسمع صوته يصدح في أرجاء المنزل وهو يعترف في تلك المكالمات بجرائمه الواحدة تلو الأخرى 

اتسعت عينيه بفزع شديد هل هذه هي نهايته ونهاية أفعاله إذا ما فائدة أفعاله هل كل هذه الأموال التي حرص على جمعها ستنقذه من مصيره 

يامن بسخرية واضحة

=مش ده صوتك ولا أنا متهيألي يا راغب بيه 

في حين تقدمت منه الحاجة فاطمة بخطوات هادئة

وقبل أن يرد أو يفتح فمه دوت صوت صفعة قوية في المكان

الحاجة فاطمة بصوت عالي وبكاء مرير

=ياريتني ما خلفتك ولا جبتك على وش الدنيا ليه تعمل كل ده وعلشان إيه علشان خاطر الفلوس يا أخي روح حسبي الله ونعم الوكيل فيك عمري ما توقعت إنك توصل للدرجة دي 

أشار حازم للعساكر بتكبيل راغب بينما هو يقاوم ويصيح بصوت عالي

راغب بغضب

=ابعدوا عني إنتم اتجننتم ولا إيه والله لخليكم تندموا

ظلت ليل متسمرة في مكانها بزهول تنظر باستغراب لما يحدث حولها 

بمجرد خروجهم وهم يسحبونه بالقوة انطلقت سيارات الشرطة بسرعة وفي نفس اللحظة كانت الحاجة فاطمة ساقطة على الأرض فاقدة وعيها

انتفضت ليل بفزع وهي تتجه بسرعة ناحيتها

ليل بفزع وذعر وهي تحاول أن تجعلها تفيق

=نينا إنتي كويسة 

وجه كل من لبنى ويامن أنظارهم ناحية جدتهم 

فتسمرت لبنى في مكانها بفزع هل ستفقد آخر من تبقى لها من كانت أحن عليها من والدها

اتجه يامن ناحيتها بسرعة بدون أن يقول أي كلمة

حملها بسرعة متوجها نحو سيارته وتبعته ليل بخطوات متوترة ........

*****.........

في أروقة المشفى وتحديدا أمام العناية المركزة 

جلس يامن واضعا وجهه بين كفيه يلوم نفسه على ما حدث لجدته مرر يده في شعره بعنف وتوتر

كان يعلم أن سيخسر الكثير في تلك المواجهة فلن يخرج أحد من تلك المواجهة فائزاً بالكامل 

لكنه لم يتوقع أن الثمن سيكون تعريض حياة جدته للخطر 

مشاعره كانت مضطربة حزينة فهو سيكون كذباً إن قال أنه لم يحزن من أجل عمه ففي النهاية هو فرد من عائلته صحيح أنه لم يكن يحبه لكنه لم يتمنى الأذى له، هو من أجبره بأفعاله على كرهه

ترى ماذا ستكون نهاية كل هذا يتمنى من أعماق قلبه

أن تتعافى جدته فهو لن يتحمل ألم خسارتها 

إن حدث لها شيء سيظل يلوم نفسه حتى الممات.........

كانت ليل واقفة في زاوية بعيدة تنظر له بألم تود أن تذهب لمواسته لكن كرامتها تمنعها فهي لم تنسى له ما فعله فجراح قلبها لم تشفى بعد ....

لكن قلبها كان له رأي آخر وهو يثور على فعلتها

فهي يجب أن تكون بجواره تسانده ولتترك كل شيء حتى يحين وقته فهذا ليس وقتا للمعاندة أو الجفاء

هو بحاجة لها ،لأن تكون بجواره تخفف عنه 

ستأجل أمر معاتبته وستتجاهل أمر حزنها منه لهذا اليوم فقط.....

كان وقفا أمام الغرفة ينظر لها بشرود فتفاجأ بتلك التي اقتربت منه تعانقه بقوة علها تخفف عنه 

بدون أن تقول أي كلمة كأنها تسحب كل ألمه بهذا العناق

تنهد بألم وهو يشعر بنار شوقه لها تحرقه من الداخل 

فكم افتقدها وافتقد قربها منه بهذا الشكل 

لف ذراعيه حول خصرها يحتضنها بقوة إلي صدره 

وهو يزفر الهواء من رأتيه عله يهدأ قليلاً وتهدأ نار قلبه 

ليل بصوت منخفض والقلق يظهر جلياً في نبرتها

=إنت كويس 

انحنى مقبلاً مقدمة رأسها وهو مازال يحتضنها 

يامن بهدوء

=متقلقيش عليا أنا كويس 

أخذت قدرا كبيرا من الهواء بداخل رأتيها تستنشق رائحته التي افتقدتها بشدة ،هي لا تستطيع التقدم في هذه العلاقة ولا تستطيع الإبتعاد عنه 

فإذا كانت تتألم في قربه مرة فهي تتألم في بعده ألف مرة تود أن تسأله ما سبب كل هذا لكنها لا تستطيع

فهذا ليس الوقت المناسب كما أنها خائفة من سماع إجابة لا تسرها أو قد تتسبب في جرحها

ابتعد عنها بهدوء يتأمل ملامحها التي اشتاقت عيناه لرؤيتها فوجد عينيها متلألئة بالدموع 

يامن بهدوء وهو ينظر لها بحنان

=أنا هتصل على السواق أخليه يوصلك البيت علشان ترتاحي شوية وأنا هفضل هنا لأن عماتي جايين والمفروض يبقا فيه حد موجود معاهم

ليل باعتراض ونظرات مترجية

=لا أنا هفضل هنا لحد ما نينا تفوق وبعدها ممكن أروح

نظر لها لثواني معدودة يفكر

يامن بهدوء

=هتفضلي موجودة لحد ما هما ييجوا أو ما ييجوا هتروحي...كادت أن تعترض على كلامه فأكمل بصرامة...ليل مش عايز عند كتير أنا قولت هتروحي يعني هتروحي أولاً علشان إنتي لسه تعبانة ثانياً

متوقعش إن علاقتنا مع عماتي هتبقى كويسة بعد اللي حصل النهارده 

فأومأت بقلة حيلة فهي تعلم أن كلامه صحيح.....

كانا يجلسان بجوار بعضهما البعض بينما يامن يقبض على كفها بتوتر يحتويه بين كفيه 

فاجئهما اندفاع عدد من الأطباء باتجاه غرفة جدته 

فوقف بتوتر يوزع نظراته بينهم  

بينما لم تتمالك ليل نفسها وهي تنفجر بالبكاء خوفاً من أن يكون قد حدث لها مكروه 

لم يعلم ماذا يفعل هل يهدأ نفسه أم يهدئها 

جذبها بهدوء ناحيته يضمها لصدره علها تهدأ وهو يمرر يده على ظهرها بخفة

يامن بصوت هادئ

=متقلقيش هي إن شاء الله هتبقى كويسة 

أومأت بهدوء وهي تبتعد عنه تحاول تجفيف دموعها التي لا تتوقف عن النزول

فعلى الرغم من معرفتها القصيرة بالحاجة فاطمة إلا أنها تعلقت بها فهي حنونة معها بشدة لم تضايقها ولو لمرة واحدة منذ دخولها للمنزلهم تحرص دائماً على راحتها حتى عند مرضها أتت لها لكي تراها.....

بعد مدة خرج الأطباء من الغرفة فاستوقف يامن أحد الأطباء بسرعة يسأله عن حالة جدته

يامن بهدوء على الرغم من قلقه

=لو سمحت هي جدتي عاملة ايه دلوقتي

أخرج الطبيب الهواء من رأتيه بتوتر

الطبيب بهدوء

=حالة القلب مش مستقرة والضغط بتاعها بيعلى بشكل مش طبيعي وبعدين يرجع ينزل تاني وفي اضطراب في معدل ضربات القلب إحنا هنحطها تحت المراقبة لحد ما حالتها تستقر وإن شاء الله هتقوم بالسلامة

أومأ يامن بهدوء بينما اتجه الطبيب ليكمل عمله.........

بعد مدة رأى عمته تتقترب منهم بخطوات هادئة هي وزوجها وهي تنظر لهم بحقد كأنها تلومه على مرض والدتها

يامن بهدوء وهو ينظر لليل

=قومي خلي السواق يوصلك هو مستنيكي تحت

فأومأت بالموافقة وهي تقف من مكانها عندما رأت عمته تتقترب منهم

ليل بهدوء وهي تنظر له بحنان كان قد غاب عن عينيها لأيام

=خلي بالك من نفسك ومتزعلش وياريت لما الزيارة تبقا مسموحة تقولي

أومأ بهدوء وهو يقترب منها مقبلاً رأسها بهدوء أغمض عينيه وهو يسحب أكبر قدر من الهواء لرأتيه 

يستنشق رائحتها التي سلبته عقله 

بمجرد ابتعاده عنها انطلقت بسرعة متوجهة للقصر فهي لا تريد الإحتكاك بتلك السيدة فيكفي ما قالته لها في آخر زيارة.........

بمجرد اقترابها من يامن 

منى بصوت عالي وغضب

=إنت السبب في اللي إحنا فيه ده يا ريتنا ما عرفناك ولا شوفنا خلقتك إذا كنت إنت ولا أمك

يامن بصوت منخفض يشبه الفحيح وهو ينظر لها بغضب

=وطي صوتك إحنا في مستشفى والسبب في اللي إنتم فيه ده هو أخوكي مش أنا ، وقسما بالله لو سيرة أمي اتجابت تاني لهندمك وبعدين أنا ميشرفنيش أصلاً إني أعرف عيلة زيكم أنا كل اللي يهمني جدتي غير كده إنتم والتراب عندي واحد 

تراجعت للخلف بفزع فطريقته في الحديث لا تنذر بأي خير 

أما هو فتوجه للخارج ليستنشق عل هذا اليوم ينتهي على خير......

*****.......

عند دخولها للقصر كان هناك سكون وصمت غريب يعم المكان والقصر موحش بشكل غريب وتلك الإنارة الخافتة زادت من خوفها هي لا تتخيل أنها ستقضي هذه الليلة بمفردها في هذا القصر فلبنى ذهبت لبيت عمتها لتقضي ليلتها هناك

صعدت الدرج بسرعة كأن أحد يلاحقها وفي خلال دقائق قليلة كانت قد غيرت ملابسها ودخلت سريرها

تلف نفسها بالغطاء .......

*******

خرج الطبيب من غرفة العناية المركزة وهو يبحث بعينيه عن شخص بعينه

الطبيب بتساؤل

=مين هنا اسمه يامن 

رفع يامن عينيه بهدوء ينظر باستغراب لذاك الطبيب فماذا يريد منه

أما عمته فكانت تنظر له بغضب كأنها تريد أن تقتله

يامن بهدوء وهو يبادل عمته تلك النظرات المعادية

=خير يا دكتور أنا يامن

تحرك الطبيب ناحية وهو يقول بهدوء

=المريضة مصرة تقابلك وكل ما تفوق تسأل عليك 

وعايزة تكلمك هي حالتها استقرت إلى حد ما دلوقتي

بس يا ريت ميبقاش في كلام كتير علشان لسه في خطر عليها

أومأ يامن بتفهم وهو يشعر بالراحة بدأت تغزو قلبه فصحة جدته بدأت في التحسن

يامن بهدوء واللهفة تظهر بوضوح في صوته

=طيب أقدر أدخلها دلوقتي 

الطبيب بهدوء 

=تقدر تشوفها بس بعد ما تتعقم الأول وتغير هدومك

وحاجة أخيرة هما خمس دقايق بس مدة الزيارة المسموح بيها

أومأ يامن بهدوء وذهب مع الممرضة ليجهز نفسه لرؤية جدته.........

شعر بقبضة قوية تعتصر قلبه عندما رأى جسدها الهامد على الفراش وتلك الأسلاك تحيط بها 

لم يتذكر يوماً أنه رأها بمثل هذا الضعف فدائماً ما كانت قوية شامخة مهما مر عليها من مصاعب ومصائب كانت عماد تلك العائلة

تذكر أول مرة رأها بها كانت هي أول من رحب به وبوجوده بينهم وهي تستقبله بحنان بين أحضانها

دائماً ما كانت سند له حتى عندما رفضوا إعطائه حقه في ميراث والده هي الوحيدة التي تصدت لهم 

هو على استعداد تام بأن يفعل أي شيء ليراها سالمة معافاة

شعر بالدموع تحرق عينيه وهي تهدد بالنزول عندما اقترب منها وهو يرى شحوبها لم يحسب حساب هذا اليوم ،اليوم الذي سيفقد فيه واحدة من أعز الناس على قلبه فحاول التماسك

قبض على يدها بهدوء وهو يرفعها لشفتيه يقبلها 

فتحت عينيها بإرهاق وهي ترفع يدها تمررها فوق رأسه بحنان 

رفع عينيه ينظر لها بابتسامة باهتة يخفي حزنه خلفها

يامن بهدوء

=عاملة ايه دلوقتي يا أمي 

ابتسمت بضعف وهي ترفع يدها لتبعد جهاز التنفس الصناعي عن وجهها

الحاجة فاطمة بصوت ضعيف

=الحمد لله يا ابني متزعلش...وأكملت بضعف وعيونها تلمع بالدموع.... آسفة يا ابني على اللي عمك عمله معاك صدقني أنا لو كنت أعرف اللي هو عمله كنت اتبريت منه من زمان

قاطعها يامن بجدية

=متقوليش كده كلنا عارفين إن هو السبب في كل اللي حصل..... وأكمل بهدوء.... وأنا عندي استعداد إني أتنازل عن القضية ويخرج منها لو ده هيخليكي كويسة وترجعلنا بصحتك

الحاجة فاطمة بحزم وصوت مجهد

=إوعى تعمل كده ولو فكرت إنك تعمل كده صدقني

هقاطعك لحد يوم الدين،هو صحيح ابني وعلى قد ما زعلت عليه زعلت إني اكتشفت إن تربيتي معملتش أي حاجة ولا أثرت فيه،هو لازم يتسجن على اللي هو عمله عمر ما أرواح الناس كانت لعبة ولا الفلوس كانت أهم حاجة وإذا كان هو غالي عندي فمفيش أغلى منك يا يامن 

اقترب منها بهدوء وهو يقبل أعلى رأسها بتقدير 

ابتعد عنها بهدوء

يامن بهدوء وحنان

=وإحنا معندناش حد أغلى من الحاجة فاطمة إحنا كلنا مستنينك تقومي بالسلامة 

قاطعهم دخول الطبيب 

الطبيب بهدوء

=وقت الزيارة خلص ... واقترب منهم بهدوء يعدل جهاز التنفس على وجهها ......إحنا قولنا ياريت بلاش كلام كتير علشان صحتك 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
أومأ يامن بهدوء للطبيب قبل أن ينظر لها نظرة أخيرة ثم توجه لخارج الغرفة بسرعة ومنها لخارج المشفى بأكملها

*****........

قبل الفجر بساعات قليلة......

التقطت أذنها صوت خطوات في الممر وتلك الخطوات تقترب من الغرفة أكثر فأكثر الفزع تملك قلبها فهي فقدت القدرة على النوم منذ اللحظة التي دخلت فيها المنزل فشعورها بالخوف لم يفارقها 

سمعت صوت حركة مقبض الباب فانتفضت بفزع وهي تنظر للباب بتوتر 

وفي نفس اللحظة التي خطت قدمه باب الغرفة انطلق صوت صراخها وهي تقفز من مكانها بفزع

وترمي عليه الوسائد 

يامن بصوت عالي وغضب 

=ليل إنتي اتجننتي بتصرخي كده ليه 

فتحت عينيها باستغراب شديد تستوعب مدى غبائها 

ولكن ما هي إلا لحظات حتى قفزت من فوق السرير تتجه ناحيته بخطوات شبه راكضة وهي تتعلق

بعنقه تدفن نفسها بين أحضانه الدافئة

شعر بجسدها الذي ينتفض بفزع تحت يده لف ذراعيه حولها بشدة متفهما سبب ذعراها 

يامن بصوت هامس

=اهدي خلاص مفيش حاجة حصلت 

عندما شعر بهدوئها بين أحضانه فحملها بخفة وضعا إيها فوق السرير بهدوء

ثم ابتعد عنها بخطوات هادئة وهو يتجه لحمام الغرفة بينما اكتفت هي بمراقبة حركته حتى أغلق الباب

مجرد وجوده معها جعل الأمان يتسلل لقلبها فبدأت عينيها تغلق من تلقاء نفسها.......

تفاجأت وهي تفتح عينيها عندما شعرت به يجلس على السرير بجوارها كأنه محمل بهموم الدنيا

وملامح وجهه يظهر عليها الحزن بشدة

جلست بجواره بهدوء تتأمله بألم تود أن تسأله ما همه ما سبب كل هذا الألم الذي يغزو عينيه 

أليس عمه هو من كاد أن يتسبب في موته وكذلك

موت جدته لما ترى اللوم في عينيه 

مدت يدها تضعها فوق ذراعه بهدوء فإلتفت متفاجئا بأنها مازات مستيقظة

لفت انتباهها إحمرار عينيه الشديد والدموع تملأها 

لا تدري ماذا من المفترض أن تفعل 

لكنه تحرك بهدوء وهو يضع رأسه فوق فخذها ودموعه تتحرر من عينيه بصمت سامحا لها بأن تراه في أسوأ مراحل ضعفه 

صعقت من رؤيته يبكي لكنها لم تتحدث أو تعلق على الأمر بل اكتفت بضم رأسه إلى صدرها متجنبة الحديث عن أي شيء، قلبها ينفطر من الحزن لأجله

لكن ماذا بيدها أن تفعل لو كان بيدها شيء تستطيع تقديمه لتخفف عنه لما تأخرت ولو لثانية واحدة

انحنت عليه بهدؤء تقبل رأسه وهي تمرر أناملها داخل خصلات شعره الكثيفة 

يامن بصوت أجش

=كانت هتموت بسببي 

صعقت من كلماته فمدت يدها تمسح دموعه بهدوء

ليل بحنان شديد وصوت هادئ وهي تحاول مواسته

=مين اللي قال كده السبب في تعبها هو عمك بسبب صدمتها فيه لكن إنت ملكش ذنب في اللي حصل 

وبعدين يمكن اختبار لينا كلنا هو مش ربنا إذا أحب عبدا إبتلاه ،يمكن ربنا عايز يعرفنا قيمتها إيه بينا 

نظر لها بهدوء يتأمل ملامحها ،تلك الملاك التي وهبها الله له يعلم أنه قصر في حقها في الأيام الماضية 

سيعوضها بمجرد تحسن صحة جدته وانتهائه من تلك الأمور المتعلقة بالقضية 

أبعد رأسه عنها وهو يعتدل في جلسته 

جذبها لأحضانه بقوة يعنقها هو ينام على السرير 

أراحت رأسها فوق صدره وهي تدعو بداخلها أن تصبح جدته بخير......

بعد مدة قصيرة غط كلاهما في نوم عميق 

******…...

استيقظ في الصباح على صوت هاتفه

بينما فتحت عينيها باستغراب شديد فمن هذا الذي يتصل في هذا الوقت

فتح هاتفه وهو ينظر لذاك الكم من الرسائل وجميعها من لبنى تخبره فيها أنها تنتظره لينهي إجراءات الطلاق اليوم وأنها تنتظره عند جدته في المشفى

أغلق هاتفه بهدوء وهو يزفر بملل.....

لفت انتباهه تلك التي تنظر له بعيون ناعسة وأشاعة الشمس الدافئة مسلطة على وجهها 

تأملها لدقائق طويلة فهو يشعر بأنها غابت عنه لدهور 

فكم افتقد مظهرها المشعث عند استيقاظها من النوم

إلتفت لها وهو يبعد خصلات شعرها الناري عن وجهها

يامن بصوت أجش ونظراته تنطق بكلمات عشقه قبل أن يقولها لسانه متأملا عينيها

=تشهين أشاعة الشمس في الصباح الباكر

فنورك يضيئ عتمة طريقي

ودفئك يذهب صقيع قلبي

في غيابك عني تلظى قلبي بنار شوقي

فأنا لكي عاشق متيم 

في غيابك فقدت طريقي فنورك هو ما يهديني

فارحمي قلب عاشق في محراب عشقك يستجدي عطفك 

أبعدت نظرها عنه بخجل فكم افتقدت تلك الكلمات العاشقة التي كان يغدقها بها 

اقترب منها بهدوء يخطف قبلة سريعة من خدها المحمر بشدة قبل أن ينزل من السرير ليغير ملابسه فهو يعلم أنها لن ترد عليه يعلم أنها لم تسامحه بعد


بينما هي كانت تشعر بالفراشات تطير في معدتها

ومشاعرها مبعثرة لا تدري ماذا تجيبه أتخبره أنها تعشقه بكل جوارحها أم تكذب عليه وتخبره أنه لم تعد تصدق حبه لها

لا تستطيع أن تكذب علي نفسها فهي تقسم أنها ترى نظراته العاشقة التي يرميها بها فإذا كان يعشقها

فما سبب ذاك الجفاء في الأيام الماضية

رأته يخرج من الحمام بعد انتهائه من أخذ حمام بارد 

وهو يلف المنشفة حول خصره

أبعدت نظرها عنه بخجل 

ليل بهدوء وهي تنظر للجهة الأخرى

=هو إنت رايح المستشفى دلوقتي

يامن بهدوء وابتسامة بسيطة على خجلها

=أيوه رايح دلوقتي لو عايزة تيجي قومي غيري هدومك 

نظرت له بابتسامة 

ليل بسرعة وهي تسحب ملابسها وتتجه للحمام 

=عشر دقايق وهبقا جاهزة 

قامت بتغيير ملابسها لترتدي لترتدي قميصاً باللون الأبيض مع بنطال واسع باللون الاسود يصل حتى منتصف خصرها مع حذاء بكعب عالي باللون الابيض

بعد انتهائها نظرت له فوجدته جالساً على الأريكة المقابلة لها يتأملها بشغف كأنها أول مرة يراها بها 

ليل بهدوء مقررة أنها ستنهي أي خلاف بينهما اليوم بعد عودتها

=يلا نمشي ولا إيه

يامن بهدوء وهو يقبض على كفها

=يلا

توجها للسيارة بهدوء ثم انطلق مسرعاً للمشفى حيث جدته

****....

وصلت أمام غرفة العناية المركزة ولكن صدمتها كانت هي وجود لبنى أمامها وبمجرد رؤيتها ليامن اتجهت ناحيته بسرعة بينما وقفت هي تشاهد ما يحدث هنا

لبنى بهدوء 

=ممكن أتكلم معاك شوية لوحدنا

نظرت لها ليل باستغراب فماذا تريد منه

يامن بهدوء وهو ينظر لليل

=تمام خمس دقايق وجايلك يا لبنى

أومأت بهدوء وهي تنتظره في نهاية الممر

وجه يامن كلامه لليل بهدوء

=أنا في مشوار مهم لازم أروحه ولما أرجع هفهمك كل حاجة

ليل بهدوء قدر الإمكان محاولة السيطرة على غيرتها

=هتروح لوحدك

يامن بخبث وابتسامة واسعة مدركاً غيرتها

=ليه يهمك في حاجة

ليل وهي تتظاهر بعدم المبالاة

=وأنا هيهمني في إيه مجرد سؤال عادي مش عاوز تجاوب براحتك ويلا بسرعة علشان القمورة اللي مستنياك شكلها زهقت

ابتسم بشدة ثم اقترب منها مقبلاً رأسها قبل أن يبتعد عنها بسرعة بدون أن يعطيها رداً يريح قلبها......

*****........

بعد مدة قصيرة رأت الطبيب يخرج من الغرفة الخاصة بجدته فاتجهت ناحيته بهدوء لتسأله عن حالتها

ليل بهدوء

=ممكن أعرف نينا بقت عاملة ايه دلوقتي

الطبيب بابتسامة هادئة

=الحمد لله حالتها استقرت ودلوقتي هينقلوها على أوضة عادية

ليل بفرح شديد وابتسامة واسعة

=بجد يا دكتور يعني أقدر أدخلها 

الطبيب بهدوء

=أول ما تتنقل الأوضة العادية تقدري تروحي تشوفيها

أومأت له بسعادة غامرة وحماس شديد ........

بعد لحظات أرسلت له رسالة تخبره فيها أن جدته بخير وأنها في غرفة عادية وأرسلت معها رقم الغرفة

فتحت باب الغرفة بهدوء

ليل بابتسامة مشرقة ومرح وهي تدخل رأسها فقط من الباب

=ينفع أدخل

الحاجة فاطمة بابتسامة هادئة

=ادخلي يا ليل تعالي

اقتربت منها بابتسامة عريضة وانحنت مقبلة رأسها

ليل بهدوء وابتسامة واسعة

=ألف حمد لله على سلامتك ينفع الخضة دي كده

الحاجة فاطمة بهدوء

=الله يسلمك يا بنتي أمال يامن فين

ليل بهدوء وقد ضاقت ابتسامتها

=هو راح مشوار مهم وشوية وزمانه جاي....ثم أكملت بعتاب طريف....هو إنتي مش عيزاني أقعد معاكي ولا إيه

الحاجة فاطمة بابتسامة هادئة

=إخص عليكي إنتي تقعدي معايا زي ما إنتي عايزة

إنتي متعرفيش يا ليل أنا بحبك قد إيه

ليل بابتسامة عريضة

=وأنا بموت فيكي يا نينا يا قمر وعايزاكي تقوميلنا بقا بسرعة..واستطردت بحزن.. القصر وحش من غيرك قوي إنتي عارفة إيه اللي حصل امبارح

الحاجة فاطمة بتساؤل

=إيه اللي حصل

ليل بهدوء

=امبارح بليل كنت بايتة لوحدي في القصر.......

وأخذت تقص عليها ما حدث بينما الحاجة فاطمة تضحك بهدوء على تصرفاتها

مرت أكثر من ساعتين وهي جالسة مع الحاجة فاطمة تتحدث معها إلى اللحظة التي أخذت فيها دوائها ثم خلدت للنوم ........

كانت واقفة أمام الشباك الموجود في الغرفة تشاهد المرضى وهم في حديقة المشفى لمحت يامن وهو يتجه لداخل المشفى برفقة لبنى ابتسمت بسخرية على نفسها ثم اتجهت للأسفل لم ترد أن تقابله أو تتحدث معه الآن فهي على علم تام بأنها إذا تحدثت

في هذه اللحظة ستدمر كل شيء بسبب غيرتها وغضبها.......

******.........

كانا يقفان أمام غرفة جدته ولكن قبل أن يدخل تحدثت لبنى

لبنى بهدوء 

=موضوع طلاقنا أنا هقوله لجدتي بس يا ريت مش دلوقتي علشان صحتها مش هتستحمل

يامن بهدوء وهو ينظر لها

=مظنش إنك هتخافي على صحة جدتي أكتر مني وبعدين زي ما أنا قولتلك قبل كده إن الموضوع ده محدش هيعرفه غير بعد صدور الحكم على راغب

ثم توجه لداخل الغرفة بهدوء بينما تتبعه

تفاجأ من عدم وجود ليل بداخل الغرفة فقام بالإتصال بها بمجرد أن فتحت الخط

يامن بهدوء 

=ليل إنتي فين أنا فوق وملقتكيش

ليل بهدوء قدر الإمكان

=أنا حبيت بس أشم شوية هوا علشان نينا كانت نامت وهجيب حاجة من الكفتيريا بتاعت المستشفى 

يامن بهدوء

=تمام متتأخريش علشان مستنيكي 

ليل بهدوء

=تمام شوية وهطلع 

ثم أغلقت الهاتف بهدوء 

بينما نظر هو للهاتف باستغراب شديد 

لمحت لبنى تلك الجالسة على المقعد في حديقة المشفى بشعرها الأحمر فتعرفت عليها على الفور 

لبنى بهدوء 

=أنا خمس دقايق وراجعة تاني

أومأ لها بهدوء بعدم اهتمام 

توجهت لها لبنى بهدوء لا تعلم ما الذي دفعها لتذهب لها فهي لم تكن يوماً تلك الشخصية المحبة أو المتسامحة لكن شعور بداخلها دفعها لفعل هذا 

فهي تستطيع رؤية الألم في عينيها في كل مرة تراها بالقرب من يامن .......

جلست بجوارها بهدوء وهي تضع قدماً فوق الأخرى 

إلتفتت لها ليل باستغراب وهي تمسح دموعها فماذا تريد منها

ليل بهدوء

=فيه حاجة ولا إيه .....ثم أكملت بسخرية.... ولا حضرتك جاية تشمتي

لبنى بهدوء وهي تنظر لها

=أنا عمري ماشوفت واحدة بغبائك

ليل بعدائية شديدة

=هي مين دي اللي غبية إنتي إزاي تسمحي لنفسك إنك تكلميني بالأسلو......

قاطعتها لبنى وهي ترمي قنبلتها بعدم اهتمام

=أنا ويامن اتطلقنا
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
 قاطعتها لبنى وهي ترمي قنبلتها بعدم اهتمام

=أنا ويامن اتطلقنا

نزل عليها ذاك الخبر كالصاعقة فظلت متجمدة مكانها لبعض الوقت علها تستوعب ما قالته 

هل حقاً أصبح ملكا لها بمفردها لن تشاركها أي أنثى به ،لن تقترب منه أنثى غيرها هل حقاً كل هذا سينتهي وذاك الإحساس الذي يشبه نزع روحها من جسدها عندما تراه بقرب أخرى لن يعود له وجود 

ليل بزهول وهي ما زالت لا تصدق ما سمعته

=يعني إيه وإزاي حصل ده أنا مش فاهمة أي حاجة

وبعدين على ما أعتقد يعني إنك كنتي قريبة من يامن جدا الفترة اللي فاتت

تأملتها لبنى بنظرات متفحصة قبل أن تتحدث

لبنى بهدوء وهي تشرح لها كل ما حدث

=هفهمك كل حاجة أنا ما كنتش قريبة منه ولا حاجة زي ما أنتي مفكرة................

وأخذت تقص عليها ما حدث في الأيام الماضية 

بعد انتهائها من حديثها 

نظرت لها ليل باستغراب

ليل بتساؤل 

=بس إنتي ليه جاية تقوليلي الكلام ده مع إنك قولتي من شوية إن إنتي ويامن اتفقتوا إنكم مش هتقولوا حاجة لحد دلوقتي 

لبنى وهي تنظر لها بهدوء

=مش عارفة أنا عملت كده ليه بس يمكن علشان صعبتي عليا وأنا شيفاكي بتتوجعي زي ما أنا كنت بتوجع زمان بس أنا وضعي مختلف هو عمره ما حبني ولا فكر فيا ،مش هقولك إني مش متأثرة أو زعلانة بسبب طلاقي بالعكس أنا زعلانة جدا بس كنت عارفة إن الجوازة دي عمرها ما كانت هتطول ،وبعدين أي واحدة مكاني لازم تزعل وخصوصاً لو جوزها واحد زي يامن .....ثم استطردت بهدوء.... أظن كده إنتي فهمتي كل حاجة 

ليل بهدوء وقد شعرت بالألم من أجلها

=أنا آسفة لو كنت السبب في اللي حصل إنتي طيبة يا لبنى ليه بتحاولي تخبي ده

نظرت لها لبنى بسخرية قبل أن تقول بهدوء

=أنا مش طيبة زي ما إنتي مفكرة بلاش تنخدعي وتحكمي على الكلام من بعيد ،أنا ذكية تقدري تقولي حسبتها صح يعني أنا دلوقتي بسبب اتفاقي مع يامن

اتخلصت من أكتر واحد أذاني في حياته علشان خاطر الفلوس بس دلوقتي هو في السجن وأنا اللي ليا حق التصرف في الفلوس دي باعتبار إنه أبويا

وغير كده المؤخر اللي يامن أصر يدفعه يعني أنا كسبت كتير أوي 

نظرت لها ليل لثواني وقالت

=بس أنا متأكدة إنك جواكي إنسانة كويسة 

أومأت لها لبنى بهدوء وهي تقول

=براحتك خليكي مفكرة زي ما إنتي عايزة 

ثم وقفت من مكانها متجهة للداخل

بينما ظلت ليل مكانها تفكر بهدوء في كل تلك الأحداث ،وتفكر أيضاً في طريقة للإعتذار منه على الخطأ الذي أوقعت فيه نفسها بسبب غيرتها وغباء لسانها الذي يسبق تفكيرها

******........

كانت جالسة في جناحها في القصر تفكر بهدوء في كيفية مواجهته أو الحديث معه فقد مر أسبوع 

منذ إخبار لبنى لها بأمر طلاقهما لم تستطع الحديث معه ففي نفس اليوم أثناء تواجده بالمشفى مع جدته

يخبره بأن لديهم مشكلة كبيرة في الشركة بسبب

الأخبار وما تداولته عن جرائمه فكان عليه السفر في نفس اليوم ليحل تلك الأمور....

وبالطبع بسبب هذا الضغط الشديد وانشغاله بأمر الحكم في قضية عمه  وتحقيقات الشرطة 

أصبح وقته ضيقا للغاية فهو يتحدث معها لخمس دقائق يوميا يسألها عن حالها وحال جدته ثم يغلق الخط بدون إضافة أي شيء......

أخذت نفسا عميقا ثم توجهت للخارج لترى جدته وتسألها إذا كانت بحاجة إلى شيء ما

وصلت لغرفة المعيشة حيث تفضل الحاجة فاطمة أن تقضي جلستها كل يوم

ليل بهدوء وهي تبتسم لها

=عاملة ايه النهارده يا نينا

الحاجة فاطمة بابتسامة هادئة

=الحمد لله بقيت كويسة .....لكنها استطردت بقلق....

هو يامن ماكلمكيش النهارده ولا إيه أصله من ما اتصلش من إمبارح

ليل بابتسامة فاترة

=لا والله يا نينا ما اتصلش أول ما يتصل هخليه يكلمك واضح إنه مشغول أوي علشان اتصلت بيه وتليفونه كان مقفول 

الحاجة فاطمة بهدوء

=إن شاء الله يرجعلنا بالسلامة متزعليش نفسك

ليل بهدوء

=آمين يارب

قاطعهم دخول لبنى وهي تتحدث بصوت عالي

لبنى بابتسامة شامتة

=الحكم على راغب بيه وجابر هيطلع قريب المحاكمة بتاعتهم كمان كام يوم 

الحاجة فاطمة بصرامة

=أنا مش قولت الموضوع ده مايتفتحش تاني مش عايزة أعرف أي حاجة عنه أنا اتبريت منه 

نظرت ليل للبنى بتحذير علها تصمت

ليل بهدوء وهي تضع يدها فوق كف جدته تهدئها

=هي لبنى مش قاصدها تضايقك بكلامها .....ثم أكملت بهدوء علها تصلح الوضع ولو قليلا بينها وبين إبنها....... وبعدين مهما حصل في الأول وفي الآخر ده ابنك حتى لو إنتي مش هتقفي جنبه علشان هو غلطان  بس على الأقل روحي زوريه ولو مرة 

الحاجة فاطمة بألم والدموع تجمعت في عينيها

=هو صحيح إبني بس هو غلط ومش غلط هين اللي هو عمله ده كان بيحاول يقتل ابن أخوه وكل ده علشان إيه علشان شوية فلوس ...وأكملت بقوة وصلابة....ولو حصل إيه مستحيل أسامحه لأني عمري ما ربيته على كده لازم ياخد جزاؤه ويعرف إنه خسر كل حاجة حتى أهله علشان يعرف وقتها إن الله حق .......

نعم إنها أم تتألم من أجل ابنها لكنها في قرارة نفسها تعلم أنه يستحق ما يحدث له

أطبق الصمت عليهم بدون أن يتفوه أي أحد منهم بحرف واحد فهي محقة فيما قالته

حاولي ليل الحديث معها عدة مرات أخرى ولكنها كانت ترد عليها بردود فاترة وظلوا على هذا الوضع حتى موعد العشاء لكن ليل شعرت بعدم رغبتها في تناوله فصعدت لغرفتها بهدوء 

*****...…....

كانت جالسة على السرير تشاهد أحد الأفلام الكوميدية على هاتفها ولكنها شعرت بجوع شديد فالساعة تخطت الواحدة بعد منتصف الليل وهي لم تتناول أي شيء منذ تناولها لطعام الغداء فقررت النزول للأسفل لتناول وجبة خفيفة

نظرت لنفسها لثوان محتارة بين تغيير ملابسها أو النزول هكذا فقد كانت ترتدي بيجامة من الستان باللون الاسود ذات بنطال قصير يصل بعد ركبتها بقليل والقطعة العلوية بحمالات رفيعة 

ترسم انحنائات جسدها كريشة فنان ماهر 

فسحبت شالا خفيفا تضعه فوق كتفيها محدثة نفسها

من الممكن أن يكون بالمنزل في هذا الوقت فالجميع قد خلد للنوم بالإضافة إلى أن جميع المتواجدين في المنزل من الإناث 

توجهت للأسفل بخطوات حذرة لكي لا تسبب أي ضوضاء فيستيقظ على أثرها الجميع

وقفت أمام الثلاجة تعبث في محتوياتها فأخرجت بعض الأطعمة تضعها على الطاولة ثم اتجهت للموقد لتقوم بتسخينها.......

في نفس الوقت كان يامن يدخل من بوابة القصر بعد أن قام بركن سيارته

كان يسير بخطوات سريعة متلهفة للقائها فقد افتقدها بشدة في تلك الأيام التي ابتعد فيها عنها بغير إرادته متخيلا ماذا ستكون ردة فعلها عندما تراه 

اشتاق لكل شيء بها من رائحتها العطرة التي تشبه الزهور البرية

ابتسامتها الهادئة ،نظراتها الحانية العاشقة،ملامحها الفاتنة وعينيها التي يعشق الغرق في بحورها

قطع تفكيره صوت الحركة الخفيفة في المطبخ عندما مر من أمامه وتلك الإضاءة الخافتة الصادرة منه سأل نفسه من الممكن أن يكون مستيقظا في مثل هذا الوقت من الليل

علت ابتسامته وهو يرى تلك الفاتنة ذات الشعر الأحمر تجهز بعض الطعام لنفسها بينما يتسلل ضوء القمر من الشرفات يداعب وجهها فكانت في أبهى صورها وشعرها مفرود على ظهرها بحرية

تسلل بهدوء وهو يقترب منها بخطوات حذرة وابتسامة خبيثة تعلو وجهه 

انتفضت بفزع عندما شعرت بشخص يقبض على خصرها وبيده الأخرى كمم فمها ليمنعها من الصراخ 

اقترب بشفتيه من أذنها يهمس لها

=وحشتيني 

من فورها علمت صاحب هذا الصوت وما أكد لها وجوده ذاك العطر القوي الذي داعب أنفها برائحته الجذابة ارتخت ملامحها وهي تشعر بالإطمئنان يغمرها ذاك الدفئ اللذيذ الذي يلفها بقربه 

اشتاقت له بمقدار شوقه لها وربما أكثر 

عندما شعر بهدوئها واستكانتها بين أحضانه أبعد يده عن فمها وهو يدفن رأسه في عنقها من الخلف يطبع فوقه قبلة طويلة أرسلت القشعريرة لكامل جسدها بسبب أنفاسه الحارة 

ليل بصوت هادئ 

=مقولتليش اللي إنت جاي ليه

يامن بهدوء ونبرة عميقة

=حبيت أعملهالك مفاجأة

فابتسمت بشدة على كلامته 

لفها باتجاهه فأصبحت أنفاسه تلفح وجهها بينما عينيه تمر فوق ملامحها بشغف واشتياق شديد يشعر أنه في كل مرة يراها أنها الأولى ومن الممكن أن تكون الأخيرة فلعل تلك النظرات تشبع شوقه لها.....

تأملت ملامحه الجذابة الحادة وعينيه التي تلمع بقوة تحت ضوء القمر كصقر يترصد فريسته 

مررت يدها بنعومة شديدة فوق لحيته النامية الخفيفة بينما أغمض عينيه وهو يستشعر ملمس يدها التي تسير فوق وجهه ولم يخفى عليها ذاك التغيير فجسده أصبح أكثر صلابة ولاحظت تضخم عضلاته من الواضح أنه لم يرتح ولو قليلاً في غيابها عنه 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فتح عينيه بصدمة عندما شعر بشفتيها تضع قبلة خفيفة فوق فكه 

ابتعدت عنه قليلاً وهي تنظر لملامحه المندهشة بابتسامة عاشقة بينما يده ما زالت محيطة بخصرها

اقتربت منه مرة أخرى وهي تهمس له بعشق

=وإنتي وحشتيني إنت كمان

حسنا يبدو أنه سيصدم كثيرا في هذه الليلة فهو لم يتوقع هذا الهدوء منها توقع منها أن تثور غاضبة منه بسبب سفره المفاجئ وعدم أخذه لها معه بالإضافة لإعتقاده أنها ما زالت غاضبة منه بسبب موضوع لبنى لكن من الواضح أنها تخطت الأمر 

تخطى الأمر بسرعة وهو يجذبها لأحضانه بقوة يعانقها بشدة فإنزلق الشال قليلاً من فوق كتفيها

يامن بهمس وهو يدفن أنفه في شعرها 

=رفقا بقلبي الذي تألم من شدة شوقه لكي

أقسم لكي أن روحي تنازعت مع جسدي لشوقها لكي

فكادت أن تغادره لكي تراكي

فأصبحت مبعثرا وأنا أرى طيفكي في كل لحظة،

في كل زاوية،كلما أغمضت عيناي تمثلت أمامي

فأصبحت تغزين كل أحلامي 

لفت يديها حول عنقة وهي تحضنه بشدة فها هو ملجأها قد عاد لها 

ليل بهدوء وابتسامة عاشقة

=يا ريت كنت أعرف أعبر زيك بالكلمات بس أقدر أقولك إني بموت فيك وعمري ما حبيت ولا هحب حد غيرك بعشقك يا يامن 

آخر ما كان يتوقعه هذه الليلة أن ترد عليه بهذا الهدوء ولم تكتفي بهذا بل أخبرته أيضا بعشقه له يقسم بداخله أن هناك شيئاً غريباً يحدث فقبل سفره بيومين فقط كان يرى بوضوح تلك النظرات الباردة

أبعد يديه من فوق خصرها وهو يعود للخلف لخطوات بسيطة ليرها بوضوح 

لكنه تفاجئ بتلك النظرات العاشقة التي تغمره بها

حسنا هناك شيء غير طبيعي ويجزم أنه سيعرفه بعد قليل

يامن بهدوء وهو ينظر لها

=بتعملي ايه بليل كده ولوحدك في المطبخ 

ليل بهدوء وهي تعود للطعام الموضوع فوق الموقد والذي أصبح شبه محترق

=كنت بعمل حاجة أكولها علشان ماتعشتش وكنت جعانة تحب أعملك معايا

أومأ لها بهدوء وهو يراها تلقي الطعام المحترق في سلة المهملات لإخفاء جريمتها وأعادت ملئ الإناء بكمية أخرى من الطعام لتسخنها بهدوء 

لم تلاحظ ذاك الشال الذي انزلق ساقطا على الأرض كاشفاً عن بشرتها الحليبية الناعمة 

إلتقط يامن ذاك الشال بهدوء وهو يبتسم ابتسامة عابثة 

يامن بخبث 

=مش ملاحظة حاجة وقعت منك ولا إيه يا ليلي 

ليل بهدوء وهي تضع الطعام في الأطباق فوق الطاولة

=هو إيه اللي وقع يا يامن 

رفع الشال وهو يحركه أمام عينيها

يامن بعبث

=ده يا روح يامن

مدت يدها بسرعة كبيرة تلقطه منه ثم وضعته فوق ذراعيها

ليل بهدوء وابتسامة سمجة

=ممكن بقا نبطل تفاهة وناكل قبل ما حد يصحى ويشوفنا ساعتها هيبقا شكلنا زي الزفت

ضحك بخفة ثم قال بهدوء وهو مازال محتفظا بابتسامته

=يا حبيبتي ده بيتي أعمل فيه اللي أنا عايزه وقت ما أنا عايز

رفعت حاجبها باستخفاف ثم قالت بهدوء

=طيب إبقى اعمل اللي إنت عايزه بعدين 

يامن بهدوء وهو يجذب طبق الطعام

=ما أنا فعلاً هعمل اللي أنا عايزه 

لم تفهم ما يرمي إليه لكنها بدأت تناول الطعام بهدوء عندما رأته بدأ في تناول طعامه 

بمجرد انتهائها من تناول الطعام تفاجأت به وهو يحملها بين ذراعيه من فوق كرسيها

تعلقت من فورها برقبته بفزع

ليل هي تصرخ بصوت هامس

=يامن نزلني خليني أشيل الأكل على الأقل وبطل الجنان اللي إنت بتعمله ده

لم يعر انتباها لكلامها وهو يصعد الدرج متجهاً نحو غرفته

يامن بهدوء وهو يقف أمام الباب

=افتحي الباب

نظرت له بغضب لكن ليس بيدها حيلة أخرى فمدت يدها على قبضة الباب تفتحه بهدوء

دخل الغرفة بخطوات هادئة ثم أغلق الباب بقدمه وهو ما زال يحملها بين ذراعيه 

ليل بغضب من تصرفه

=تسمح تنزلني

ابتسم بخبث وهو يجلس على الأريكة ويضعها فوق ساقه ويحيط بها بين ذراعيه غير سامحا لها بالفرار من بين يديه

يامن بهدوء ونبرة عميقة ذات مغزى

=ليل ممكن تفهميني فيه إيه

نظرت له باستغراب شديد وهي تحاول أن تقف من فوق ساقه فجذبها بشدة أكثر

ليل بصوت هادئ رغم غضبها

=يامن سيبني أقوم وبعدين أفهمك إيه أنا مش فاهمة حاجة

يامن بهدوء وهو ينظر لعينيها بقوة

=اثبتي مكانك واتفضلي بكل هدوء كده قوليلي إيه سبب الرقة والهدوء الغريب وكمان المقابلة اللطيفة اللي قابلتهالي على ما أعتقد إني كنت مسافر وأنا سايبك وحاسس إنك بتكرهيني

توقفت عن محاولة التحرر من يديه وابتسامتها تتسع بخبث عندما فهمت ما يرمي إليه لكنها قررت رمي الكرة بملعبه

ليل بهدوء وابتسامة واسعة

=طيب قبل ما أنا أتكلم مفيش حاجة إنت مخبيها عليا

صمت قليلاً يفكر بهدوء لكنه قال باستغراب

=مخبي عليكي حاجة زي إيه

ليل بابتسامة واسعة وصوت هامس

=زي إنك مثلا طلقت لبنى

نظر لها باستغراب وزهول فمن أين لها أن تعلم بهذا

يامن بتساؤل وهو يتأمل الاحمرار الخفيف فوق وجنتيها

=مين بقا اللي قالك الكلام ده 

ليل بهدوء وابتسامة عاشقة بينما يدها تمر على ملامحه

=لبنى هي اللي قالتلي بنفسها........ وأخذت تقص عليه كل ما قالته لها

بينما هو في نهاية كلامها كان في عالم آخر لا يسمع أي كلمة مما تقوله فكل ما يجذب تفكيره تلك الشفاه الندية التي تتحرك أمامه وأصابعها التي إمتدت لتعدل خصلات شعره السوداء التي تساقطت على جبينه

قاطع كلامها وهو يضع شفتيه فوق شفتيها يقبلها باشتياق وشغف خالص كأنها غابت عنه لدهور طويلة 

لم تستطع تدارك صدمتها في البداية لكنها ما لبثت أن رفعت يدها بهدوء تحيط بعنقه تضم جسدها لجسده وهي تحاول مبادلته تلك القبلة 

حملها بهدوء وهو يضعها فوق الفراش ليهوي معها في بحور عشقه منفصلاً عن العالم المحيط بهما

يدخلان عالماً جديداً خاصا بهما هما الإثنين فقط........

*****...........

في ظهيرة اليوم التالي كانت الحاجة فاطمة تجلس في الصالة بهدوء بينما تتسائل بداخلها عن سبب تأخر ليل لهذه الدرجة في النزول

الحاجة فاطمة بهدوء للخادمة

=إطلعي شوفي كده ليل إتأخرت ليه

الخادمة بهدوء

=أنا طلعت من شوية بس يامن بيه هو اللي رد عليا

وقالي إنهم نازلين كمان شوية

الحاجة فاطمة بهدوء واستغراب

=هو يامن جه إمتى من السفر

الخادمة بهدوء

=مش عارفة والله بس تقريبا كده جه امبارح بليل بعد ما الكل نام أومأت الحاجة فاطمة بهدوء 

في الأعلى كانت ليل قد إنتهت من تغيير ملابسها

لملابس مريحة فارتدت تنورة واسعة من اللون البني مع قميص باللون الابيض المائل للسكري يتناسب بشدة مع جسدها ويناسب أيضاً سفرهم المفاجئ






إنتهت من تجهيز حقائبهم للسفر فقد فاجأها في الصباح وهو يخبرها بضرورة سفرهم اليوم معللا السبب بأنه لديه مفاجأة لها

بينما فاجأها الآخر وهو يجذبها من الخلف من خصرها يضع قبلة طويلة فوق خدها 

أبعدته بهدوء وهي تبتسم له

ليل بهدوء

=خلص خلينا ننزل علشان نلحق نسلم على نينا قبل ما نسافر علشان متزعلش منك

أومأ لها بهدوء وهو يحمل حقائب السفر وينزل للأسفل بخطوات هادئة بينما تتبعه هي 


دخل يامن لغرفة المعيشة بهدوء وهو يضع الحقائب على الأرض ويتجه نحو جدته بابتسامة هادئة

يامن بهدوء

=صباح الخير يا أمي صحتك عاملة ايه دلوقتي

الحاجة فاطمة بهدوء وابتسامة هادئة

=الحمد لله يا ابني حمد لله على سلامتك

ابتسم يامن بهدوء وهو يقول

=الله يسلمك يا أمي

جذب انتباه جدته تلك الحقائب

الحاجة فاطمة بتساؤل

=هي الشنط دي إنت منزلها ليه

يامن بهدوء

=أصل أنا مسافر النهارده علشان عندي شوية حاجات لازم أعملها وكنت لازم أجي علشان آخد ليل

الحاجة فاطمة بمعاتبة

=هو إنت لحقت تيجي يا ابني علشان تسافر تاني

....لكنها أكملت بتفهم..... خلاص روح ربنا معاك أكيد عندك شغل كتير 

اقترب منها بهدوء يقبل جبينها وهو يودعها بينما اقتربت ليل منها هي الأخرى لتودعها وهي تحتضنها بحنان بين ذراعيها مما جعل ليل تنزل بعض الدموع 

بعد انتهائهم توجهوا للخارج لتركب السيارة بهدوء

ثم اتجه يامن لمقعده وهو ينطلق مسرعاً...........

بعد ساعات طويلة من القيادة وصلوا القاهرة لكنها تفاجأت من الشوارع الغريبة التي يسير بها فهي ليست بقرب منزله الذي في الحارة أو شركته

بل حي شديد الرقي مليئ بالمنازل المبهرة برونقها وفخامتها

ليل بتساؤل وهي تنظر له

=هو إحنا راحين فين

يامن بهدوء وابتسامة عاشقة وهو ينظر لها

=هتعرفي دلوقتي

ثم أعاد توجيه أنظاره للطريق 

توقفت السيارة أمام بوابة كبيرة ولكن ما هي إلا لحظات حتى فتحت تلك البوابة وهو يتجه للداخل 

تأملت بهدوء ذاك القصر الذي يبدو كقصر في أحد كتب الخيال لشدة روعته فالحديقة منسقة بشدة وممتلئة بجميع أنواع الزهور البرية التي تحبها

وحوض السباحة الواسع وتلك النافورات العملاقة

كل شيء منظم بطريقة خطفت أنفاسها فهي تشعر بأنها بداخل لوحة فنية من القرون الوسطى حيث عصر الأمراء والسلاطين 

تفاجأت من ذاك البهو الواسع الأنيق المطل على الحديقة مباشرة وذاك الأساس المذهب 







صعدت الدرج بخطوات هادئة بينما هو يراقب حركتها وانفعالتها بعيون مترقبة فهو يعلم بمدى عشقها للذوق الفاخر والأشياء الأنيقة

والدور الثاني كان عبارة عن لوحة مختلفة من الأناقة فقابلتها في البداية تلك الصالة الواسعة







بعد انتهائها من تأملها حذبها يامن بهدوء وهو يقودها بنفسه لبقية الغرف 

دخلت لغرفة النوم الواسعة وهي تتأملها بعيون منبهرة كل شيء في هذا القصر كان يضج بالعظمة

والفخامة فهذا القصر يبدو كأنه لأحد الملوك







إلتفت له ليل بهدوء وابتسامة واسعة ترمي نفسها بين أحضانه الدافئة

ليل بصوت هامس

=مش عارفه أشكرك إزاي المكان تحفة

ابتسم بعشق وهو يمرر يده فوق ظهرها أبعدها عنه برفق

يامن بهدوء وهو ينظر لعينيها بابتسامة

=بس مش دي هي المفاجأة 

ليل بإستغراب

=أمال إيه المفاجأة

جذبها من يدها برفق وهو يقودها لأحد الغرف 

طرق الباب عدة مرات فأتاه صوت من الداخل يسمح له بالدخول 

بينما ليل تتابع بهدوء 

فتح يامن الباب بهدوء بينما ليل تتبعه 

لكنها كادت أن تقع مغشيا عليها من صدمتها.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فتح يامن الباب بهدوء بينما ليل تتبعه 

لكنها كادت أن تقع مغشيا عليها من صدمتها......

ظلت متسمرة في مكانها بصدمة تتأمل تلك السيدة التي تقف أمامها 

ذاك الشبه الكبير بينهما فهي تحمل نفس الشعر الأحمر و العيون ، ملامحهما كانت متشابهة لحد يصعب تصديقه  الإختلاف الوحيد هو ملامح التقدم في السن التي تظهر على الأخرى 

تقدمت ناهد بخطوات بطيئة والدموع بدأت في التجمع بداخل عينيها مهددة بالنزول لا تصدق أن هذه هي نفسها ابنتها التي تركتها وعمرها لا يتجاوز الشهر 

وقفت أمامها وهي تمد يدها تضعها فوق ملامح وجه ابنتها تتحسسها بعدم تصديق بينما ليل تتابع حركتها بحذر من هذه السيدة، هل يعقل أن تكون هذه هي والدتها المفقودة

ناهد بابتسامة حزينة والدموع بدأت تسيل على خديها

=ليل بنتي صح، أنا ناهد مامتك

لم تصدق ليل تلك الكلمات التي سمعتها ، ظلت واقفة في مكانها بزهول بينما ضمتها ناهد لصدرها بشوق وحنان جارف تعوضها غيابها الذي طال

لم تحرك ساكنا بل ظلت مكانها بدون أي حركة لم تبدي أي ردة فعل تدل على تأثرها كل ما على وجهها هو ملامح الدهشة والصدمة

ابتعدت عنها ناهد بابتسامة واسعة فهذه أول مرة ترى ابنتها بعد اثنين وعشرين عاماً من الفراق الذي حكم عليهم به

لكن صدمتهم عندما وقعت ليل أرضاً فاقدة وعيها  

ناهد بفزع شديد وصوت عالي

=ليل

اتجه لها يامن بسرعة يحملها بين ذراعيه وهو يشعر بالذعر يتملكه فهو أكثر ما كان يقلقه هو ردة فعلها وهل ستتقبل الأمر بسهولة أم لا وضعها على السرير........

يامن بقلق بالغ وهو ينثر القليل من الماء البارد فوق وجهها

=ليلي فوقي ، ليل

ظل ينادي عليها عدة مرات ولكن بلا فائدة أحضر بسرعة زجاجة من العطر يقربها لأنفها علها تسترجع وعيها

بينما تراجعت ناهد للخلف بحزن شديد وهي تنتحب بشدة تلوم نفسها من أجل ابنتها فلو تمكنت من الدفاع عن نفسها في ذاك اليوم لم تكن لتقضي نصف حياتها بعيدا عن ابنتها وزوجها...... 

ارتفع صوت ليل بكلمات غير مفهومة وهي تبدأ في استرجاع وعيها

ربت يامن على وجهها بهدوء علها تستعيد كامل وعيها

يامن بهدوء وهو ينظر لعينيها التي بدأت تفتحها بذبول

=ليل حبيبتي إنتي كويسة

رفعت ليل عينيها وهي تتأمل المكان باستغراب 

اقتربت منها ناهد بخطوات هادئة وهي تتأملها تقسم أنها ستحاول أن تصلح كل شيء ليعود كما في السابق

ليل باستغراب وهي لا تعي نزول دموعها

=أنا كنت بحلم حلم غريب أوي كان في واحدة موجودة هنا وبتقول إنها ماما

يامن بهدوء وهو يمرر يده في شعره بغضب من نفسه

=ده مكنش حلم 

لم تعي ليل كلماته فهي ترفض تصديق ما حدث

ارتفع صوت ناهد بتساؤل حنون

= إنتي كويسة يا بنتي

نظرت لها ليل والدموع بدأت في الإنهمار بشدة أكثر من السابق هي لا تصدق هذه هي والدتها التي لطالما حلمت برؤيتها هذه هي من افتقدتها في كل لحظة في طفولتها، مراهقتها وشبابها 

لم تعلم كيف تحركت من مكانها في ثانية واحدة وهي ترمي نفسها بداخل أحضان والدتها وهي تنتحب بصوت عالي ووالدتها تشاركها نفس البكاء 

لكنه لم يكن ذاك البكاء الحزين بل هو بكاء يعبر عن فرحة اللقاء بعد غياب طال لأعوام ، يعبر عن شوق تخطى حدود البحار، تلك اللهفة التي تصاحب الأم لملاقاة ابنها بعد عناء وعذاب الشوق فقد تعذب فؤادها بنار حرمانها من ابنتها 

ابتعدت ليل عنها بهدوء وهي تتأمل ملامح والدتها بابتسامة 

ليل بصوت مبحوح أثر بكائها

=ماما 

أومأت ناهد بالموافقة بسرعة ولهفة شديدة غير مصدقة أذنها وهي تسمع تلك الكلمة التي لطالما اشتاقت لسماعها من بين شفتي طفلتها......

ناهد بابتسامة واسعة والدموع تغرق وجهها بينما تمرر يدها فوق وجه ابنتها تمسح دموعها

=أيوه ماما ياروحي 

مسح يامن دموعه العالقة تأثراً من هذه المشاعر التي احتلت المكان بسبب هذا اللقاء بين الأم وابنتها

يامن بابتسامة وهو يحاول التخفيف من تلك الأجواء

=طيب إيه هتسبوني واقف كده لوحدي مفيش حتى شكرا ، خلاص كده يا ليل بعتيني 

ضحكت ليل بخفوت بينما مازالت بعض الدموع على وجهها

ليل بهدوء وهي تنظر له بعشق لا تعلم ماذا تقول لهذا الرجل الذي لا يكف عن اسعادها

=مستحيل أنساك طبعاً ....وأكملت بمشاغبة طريفة....

بس بدال ماما جت يعني فإنت مش مشكلة أنساك شوية

نظر لها بشر وابتسامة خبيثة جعلتها تود ضرب نفسها بسبب لسانها 

يامن بخبث وابتسامة واسعة

=ماشي براحتك بس أنا عارف هفكرك إزاي 

ابتسمت ناهد بسعادة وهي ترى سعادة ابنتها وهي زوجة لهذا الشاب الذي يحمل جميع ملامح الشهامة والرجولة فدعت ربها بداخلها أن يديم بينهم ذاك الحب والمودة

أشارت له ناهد ليقترب منهم فلبى دعوتها بسرور وهو يحيط ليل بين ذراعيه مقبلاً أعلى رأسها 

ابتسمت ليل بعشق شديد وهي تعانقه فهذه أول مرة تشعر بهذا الكم من السعادة وتتمنى بداخلها أن تستمر للأبد 

لكن تلاشت تلك الإبتسامة وهي تسمعه يهمس لها بصوت منخفض أجش

=بقى نسيتيني يا ست ليل خلاص كده

كبحت انطلاق ضحكتها بصعوبة وهي تبتعد عنه

بينما اقتربت منهم ناهد بهدوء وهي تضمهم بسعادة بين ذراعيها 

ناهد بابتسامة واسعة

=ربنا يديم عليكم المحبة ياحبايبي.......

اتجهوا لصالة الإستقبال ليتحدثوا هناك بهدوء

ظلوا لأكثر من ساعتين تتحدث هي وابنتها وهي تقص عليها كل ما حدث في فترة غيابها وكيف كان يعاملها والدها وكيف كان يتغنى دوماً بعشق والدتها 

والمشاعر المتخبطة بين سعادة مرة وحزن مرة واشتياق مرة أخرى 

يامن بهدوء مباغتا إياها بذاك السؤال

=بس يا ناهد هانم أنا مش فاهم حضرتك هربتي من عادل بيه ليه 

صدمت عندما سمعت تلك الكلمات منه فهي لم تهرب في ذاك اليوم ولكنها لا تلومه فلا أحد يعلم حقيقة ما حدث ولا حتى هيه

ليل بهدوء وهي تنظر له بعتاب 

=يامن أكيد ما يقصدش اللي قاله ياماما

ناهد بابتسامة هادئة وهي تنظر لإبنتها

=محصلش حاجة يا ليل وبعدين إنتم من حقكم تعرفوا اللي حصل ....وأكملت بألم..... صدقيني اللي حصل ده ماكنش بمزاجي.........وبدأت تقص عليهم ما حدث بهدوء بينما الزهول والغضب يعتري ملامح يامن أما ليل فكانت تتألم فكل كلمة كانت كخنجر سام يغرس في صدرها 

فلاش باك 

فتحت عينيها بهدوء وهي تنظر لتلك الغرفة باستغراب والتي تبدو كغرفة المشفى فجأة اندفع لرأسها صورة ذاك الشخص الذي حاول أن يخدرها 

فنظرت بجوارها لكنها لم تجد سرير ابنتها

ناهد بفزع شديد وهي تصرخ بصوت عالي 

=بنتي فين هاتولي بنتي 

أتى على صوتها مجموعة من الممرضات 

الممرضة بهدوء وهي تحاول تهدأتها

=اهدي يا هانم ماينفعش كده

لكن ناهد لم تلقي بالا لكلامها وهي تعيد صراخها

=فين بنتي وإنتم مين هاتولي بنتي أنا إيه اللي جابني هنا

اندفع نحو الغرفة الطبيب ومعه هاشم الذي ينظر ناحيتها بخبث 

هاشم بخبث وهو يدعي الحزن

=زي ما حضرتك شايف كده يا دكتور من ساعة ما قولنالها إن بنتها ماتت وهي حالتها كده

انتفضت بسرعة كأن أفعى لدغتها  وهي تتجه ناحيته تمسكه من قميصه تصرخ بألم شديد

=هي مين دي اللي ماتت يا جدع إنت إنت أكيد اتجننت 

أشار الطبيب بسرعة للممرضات بإمساكها ثم قال بهدوء

=متقلقش يا هاشم بيه أخت حضرتك هتتحسن مع العلاج النفسي إن شاء الله 

ناهد وهي تصرخ بفزع

=أخت مين أنا معرفهوش وعلاج نفسي إيه إنتم اتجننتم 

لكن الطبيب لم يلقي بالا لكلامها وهو يقترب منها يغرس ابرة مهدأة في كتفها بينما الممرضات يقيدن حركتها 

بعد تلك الليلة المشؤومة مرت عليها أيام وأسابيع وتوالت الشهور والسنين وهي تمر باكتئاب شديد في ذاك المشفى الخاص بالأمراض النفسية 

لكنها وقبل خمس سنوات من وقتها الحالي قررت أنها ستدعي أنها تتماثل للشفاء لا تنكر أن أطباء تلك المصحة ساعدوها على تخطي اكتئابها

وبدأت في خطوة تلو الأخرى تستدرج الممرضة للحديث معها لتعلم بعض المعلومات عن الشخص الذي أتى بها إلى هنا لتعلم أنها محتجزة في ذاك المشفى بهوية مزيفة وفي نفس اليوم التي علمت بها كل شيء قررت المغامرة تعلم أنها خطوة متهورة قد يقومون باحتجازها مرة أخرى لكن لا بأس بالمحاولة فقد مر على وجودها هنا ثمانية عشر عاماً وكل مرة من المفترض أن تخرج بها يدفع ذاك المدعي بأنه أخاها المال ليحتجزوها في هذا المكان الأشبه بالسجن لوقت أطول 

سارت في المرر بخطوات هادئة فهم يسمحون لهم بالتجول في الصباح توجهت بهدوء نحو غرفة تغيير الملابس الخاصة بعاملات النظافة فوجدت بعض الملابس البالية الخاصة بالعاملات هنا 

ارتدتها بسرعة وهي تحرص على اخفاء ملامحها وشعرها بذاك الحجاب ثم سحبت صندوق القمامة الكبير الموجود بالغرفة تتمنى أن تنجح هذه المرة

فكل مرة تبوء محاولة هربها بالفشل 

جمعت بعض أكياس القمامة أثناء سيرها لكي يبدو كل شيء طبيعي وصلت أمام الحارس الخاص بالبوابة وهي تنظر للاسفل تحرص على اخفاء ملامحها 

الحارس بصوت عالي

=إنتي راحة فين يا ست إنتي

ناهد بتوتر وهي تحاول تغيير صوتها

=هطلع أكياس الزبالة للصندوق اللي بره

أومأ لها بهدوء وهو يفتح البوابة فلم تصدق نفسها وهي تتوجه للخارج بسرعة هائلة استغربها الحارس

التفتت للخلف فوجدته عاد لإغلاق البوابة 

فتركت صندوق القمامة وهي تركض مبتعدة عن المكان 

بعد ساعات طويلة من السير لا تعلم إلى أين تذهب هل تذهب إلى زوجها الذي قام بخيانتها وحتى إن ذهبت له هل سيرحب بها بعد كل هذه السنين 

فأول سؤال قد يخطر بباله أين كانت ولماذا اختفت طوال تلك السنين 

لم تعلم كيف قادتها قدمها لذاك المنزل القديم إنه منزلها ومنزل والدتها دمعت عيناها بحزن فهي لم تدخل هذا المنزل منذ وفاة والدتها 

تأملت المكان الممتلئ بالغبار والحشرات حاولت فتح الباب عدة مرات لكنه كان مغلق

تذكرت ذاك الباب الخلفي الذي كانت والدتها تتركه مفتوحاً طوال الوقت 

توجهت له بهدوء فوجدته مغلقا بمجرد أن وضعت يدها عليه وجدته يفتح بسهولة 

توجهت للداخل بسرعة ودموعها تنزل بصمت 

بمجرد دخولها استولى الخوف عليها فالمكان مظلم والحشرات والفئران تملئ المكان توجهت نحو غرفة والدتها لكن ذاك الألم الذي داهمها جعلها غير قادرة على الحركة ففي يوم من الأيام كان هذا المنزل مشرقاً تملئه الضحكات العالية وصوت والدها الحنون 

ووالدتها التي دائماً ما كانت تصرخ عليها لكي تتوقف عن مشاغبتها.....

نفضت كل تلك الأفكار عن رأسها وهي تمسح دموعها فهذا ليس الوقت المناسب لاسترجاع الذكريات والبكاء عليها

ظلت تبحث بداخله عن أي أوراق تثبت هويتها 

فوجدت بعض الأوراق كشهادة ميلادها وشهادات دراستها بدأت تجمع تلك الأوراق في حقيبة صغيرة 

ثم اتجهت نحو غرفتها تبحث عن بعض الملابس التي تصلح للإستخدام لكنها وجدتها مغلقة بقفل كبير

وجدت قطعة من الحديد على الأرض فحملتها وهي تحاول أن تكسر القفل بها .....

ابتسمت بفرح عندما كسر القفل بحثت بداخلها فوجدت بعض الملابس لم تكن بأفضل حالاتها لكنها تفي بالغرض فوجئت عندما وجدت صنوق صغير

وسط تلك الثياب فتحته بهدوء فجدت بعض الحلي المصنوعة من الذهب الخاصة بوالدتها .......

بكت فرحا في تلك اللحظة فهذه الحلي ستحل لها ضيقتها المالية وستساعدها في بدأ حياتها ظلت تحمد ربها لساعات لتيسيره لأمرها.....

بعد انتهائها غيرت ملابسها بسرعة وحملت الحقيبة متجهة للخارج .....

وأول ما فعلته بعد خروجها توجهت لمحل لبيع المجوهرات وباعت خاتمين من ذهب والدتها لكنها لم تفرط بالباقي فهو الذكرى الوحيدة المتبقية لها من والدتها......

وصلت أمام أحد العمارات القديمة فقررت أنها ستستأجر شقة بها إلى حين الحصول على عمل

توجهت بخطوات هادئة نحو البواب لتسأله

ناهد بهدوء

=سلام عليكم يا حج كنت عايزة أعرف هو في شقق فاضية في العمارة دي

البواب بهدوء

=أيوه في ، هو إنتي عايزة تأجري شقة

ناهد بابتسامة فرحة

=أيوه ، بس قولي الأول هو الإيجار كام

البواب بهدوء وهو ينظر لها باستغراب من هيأتها وملابسها

=الإيجار.........

أخبرها بالسعر فوجدته مناسباً لها ويناسب تلك الظروف التي تمر بها

ناهد بهدوء وابتسامة

=تمام هو ينفع أطلع الشقة دلوقتي أصل أنا لسه جاية من السفر ومعنديش مكان أبات فيه

البواب بهدوء
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
=طيب ثواني هكلم صاحب العمارة أخليه ينزلك

فأومأت بهدوء.....

دخلت الشقة بخطوات هادئة بعد انتهائها من الحديث مع صاحب العمارة ودفعها الإيجار مقدماً

تأملت المكان الذي أصبح بيتها فهي شقة بسيطة مع أساس بسيط يكفي لإستخدامتها .....

بدأت رحلتها في ترتيب كل شيء في حياتها فعد مدة طويلة من البحث عن عمل وجدت إحدى جارتها تخبرها بأن هناك بيت للطالبات يحتاج لطاهية

فتقدمت لتلك الوظيفة وأصبحت تعمل كطباخة في ذاك المكان .......

وبعد أن أصبحت قادرة على تدبر أمرها أرسلت رسالة 

لسمير تخبره بها أنها تريد ابنتها لكن حدث ما كان متوقعاً فلم تتلقى أي رد منه ....لم تعلم ماذا تفعل لكنها قررت تغيير مكان سكنها لكي لا يتمكن أحد من العثور عليها لكنها ظلت تعمل بنفس المكان ......

نهاية الفلاش باك 

ناهد بابتسامة حزينة

=هو ده اللي حصل 

لم تتمالك ليل نفسها وهي تنهار باكية من أجل ما عاشته والدتها من ظلم بسبب تلك التي تدعى نوال 

وأقسمت بداخلها أنها ستجعلها تتمنى الموت ولن تراه 

ليل بهدوء وهي تمسح دموعها 

=بس إنت إزاي عرفت مكانها يا يامن

يامن بهدوء محاولاً عدم الإقتراب منها وأخذها من أحضان والدتها 

=كنت طلبت من عادل إنه يحاول يجيب أي معلومة عنها من العنوان القديم اللي كانت عايشة فيه بعد ما جدك حكالي لأنه كان بيحاول يلاقيها هو كمان 

ومن يومين عرفت مكانها يعني تقريباً قبل ما أرجع من السفر بيوم فروحتلها بنفسي وبدأت أوريها صورك وأحكيلها عنك وهي ماكنتش مصدقة إنك عايشة وفكرت إني بكذب عليها لحد ما طلبت منها النهارده إنها تيجي هنا علشان تشوفك بنفسها 

أومأت ليل بتفهم وهي تبتسم له ثم وجهت أنظارها لوالدتها

ليل بهدوء وهي تقبل وجنتها

=الحمد لله إنك رجعتي بالسلامة ياماما....

فابتسمت والدتها بحب وهي تضمها بقوة مقبلة رأسها

*****.........

كان جالسا في المحكمة وهو ينظر لعمه وجابر الموضوعين في قفص الاتهام بتشفي وابتسامة ساخرة 

حل الصمت على المكان حينما بدأ القاضي في إصدار الحكم 

القاضي بهدوء ونبرة قوية

=بعد الإطلاع على ملف القضية والأدلة وسماع محامين الدفاع وبالإستناد للأدلة المقدمة وشهادة الشهود تم الحكم على كل من جابر النجار بالإعدام شنقاً وتتم إحالة أوراقه لفضيلة المفتي 

وعلى راغب الأنصاري بالحبس لخمسة عشر عاماً مع الأشغال الشاقة .. رفعت الجلسة

تعالت الأصوات في المحكمة بين مؤيد ومعارض للحكم لكن ما حدث قد حدث ولن يغير اعتراضهم أي شيء 

اقترب يامن من قفص الاتهام وهو ينظر لهم بهدوء

يامن بهدوء وابتسامة واسعة

=معلش تعيشوا وتاخدوا غيرها

جابر بغضب

=وحياة أمي لأندمك يا يامن 

بينما ظل راغب صامتاً بحزن 

يامن بهدوء وسخرية 

=أه ابقى ندمني في المقابر ولا هتجيلي في الحلم تخوفني

قال كلماته وابتعد عنه بسخرية لاذعة وهو يتجه للخارج وجابر لم يتوقف عن الصراخ أو التهديد 

بينما راغب كان في عالم آخر كأنه فقد القدرة على الكلام

في طريقه للخارج جذب انتباهه تلك السيدة التي تدعى نوال فهي الوحيدة التي كانت حاضرة من عائلة سامي فوالدته في المشفى لأنها لم تتحمل خبر وفاة ابنها وزوجها بجوارها

اقترب يامن منها بخطوات هادئة 

يامن بهدوء وهو يبتسم ابتسامة مخيفة

=نوال هانم صح ولا أنا غلطان

تأملته لثواني قبل أن تدرك هويته

نوال بهدوء تخفي بداخلها اندهاشها من حديثه معها

=أيوه عندك حق وإنت يامن جوز ليل صح

أومأ بهدوء وهو ينظر لها

يامن بسخرية

=شكلي طلعت مشهور وأنا مش عارف.....ثم أكمل بنبرة ذات مغزى.....بس إيه رأيك في حكم القاضي 

نوال بهدوء وهي لم تفهم غرضه من السؤال

=الحمد لله حق سامي رجع بإعدام جابر 

يامن بهدوء وهو يقترب منها هامسا في أذنها بصوت يشبه الفحيح

=عقبالك إنتي كمان أصل يومك قرب أوي 

تراجعت بفزع غير مدركة ماذا يقصد بهذا الكلام 

أما هو فابتسم لها ابتسامة جعلتها ترتعد خوفاً 

ثم ابتعد عنها بهدوء متجها لسيارته .....

أخرجها من فزعها صوت هاتفها فوجدت أن المتصل هو هاشم فأغلقت الخط بدون أن ترد عليه فهي لم تجهز النقود بعد ولو جزءًا بسيطا منها......

*****..........

نزل من السيارة بهدوء هو يبحث بعينيه عنها في الحديقة فوجدها جالسة على أحد المقاعد مع والدتها كعادتها فقد مضى أكثر من أسبوع على عودة والدتها

وطوال ذاك الأسبوع كانت ملتصقة بها لا تفارقها 

حتى أنها أصبحت تترك غرفتهم وتذهب للنوم مع والدتها هو لم يعترض على هذا ولكنه حقا كان قد اشتاق لها وبشدة فهي لم تعد تمضي معه الكثير من الوقت كما كانت تفعل في السابق 

اقترب منهم بخطوات هادئة وفي اللحظة التي رأته بها قفزت من مكانها وهي تعانقه بشدة

لف ذراعيه حولها بهدوء 

يامن بهدوء وهو يهمس في أذنها بابتسامة هادئة

=متقلقيش خلاص الحكم طلع النهارده وكل حاجة تمام

ابتعدت عنه بهدوء وهي تبتسم له بعشق 

ليل بهدوء 

=الحمد لله إننا خلصنا من الموضوع ده متزعلش نفسك ....ثم أشارت له ليجلس معهم .... تعالى اقعد معانا شوية 

أومأ بهدوء وهو يتوجه للجلوس معهم بعد مدة قصيرة تحدث يامن

يامن بهدوء وهو ينظر لها

=بمناسبة بقا إن إحنا خلصنا من الموضوع ده فكنت عامل مفاجأة إيه رأيكم نسافر نغير جو يومين

قفزت ليل بفرح شديد

=بجد هنسافر 

أومأ لها بابتسامة واسعة فهو لم يتوقع أنها ستكون سعيدة بهذا الشكل 

ناهد بابتسامة هادئة

=روحوا إنتم يا ابني أنا مش حمل سفر أنا هقعد هستناكم هنا 

ليل باعتراض

=لازم تيجي معانا يا ماما على الأقل تغيري جو وبعدين هتفضلي هنا لوحدك

يامن بهدوء وهو يوافقها الرأي

=فعلا يا طنط مش هينفع تفضلي هنا لوحدك

ناهد بهدوء

=يا ابني روحوا إنتم الإتنين سوا غيروا جو شوية وبعدين مين قالكم إني هبقا لوحدي ما الخدم موجدين هنا ليل نهار وأنا أصلا كده كده مش هخرج من هنا لحد ما إنتم ترجعوا ......

حاولوا بشتى الطرق أن يقنعوها أن تسافر معهم لكنها رفضت بشدة فما كان أمامهم إلا المثول لرغبتها....

ليل بتساؤل 

=بس إحنا هنسافر امتا

يامن بهدوء

=انهارده بليل الطيارة هتطلع الساعة عشرة

قفزت ليل من مكانها وهي تصرخ

=بليل مين أنا مجهزتش الشنط ..ثم نظرت في الساعة... وبعدين دلوقتي الساعة أربعة هلحق أجهز نفسي إمتى

ضحكت والدتها ويامن بشدة على جنونها 

يامن بهدوء وهو ما زال مبتسماً

=اطلعي ألبسي وجهزي شنطك يا ستي وهنطلع على المطار على طول 

نظرت له بغضب قبل أن تتجه للأعلى بسرعة فهي ليس لديها متسع من الوقت.....

بعد انتهائه من إلقائه محاضرة من التعليمات الطويلة على ناهد بعدم الخروج من القصر بمفردها أو السماح لأي أحد بالدخول أو زيارتها

ناهد بهدوء وابتسامة حانية

=خلاص يا يامن فهمت والله هخلي بالي من نفسي كويس 

يامن بابتسامة هادئة

=تمام كده، أنا هطلع بقا أشوف المجنونة اللي فوق

أومأت له بابسامة هادئة بينما توجه هو لغرفتهم بسرعة .......

فتح باب الغرفة بهدوء فوجدها قد انتهت من تجهيز حقائب السفر 

يامن بابتسامة واسعة وهو يحيط خصرها من الخلف

=إيه السرعة دي متوقعتش إنك تكوني خلصتي

إلتفت له بسرعة وهي ترفع إصبعها في وجهه

ليل باستدراج

=إنت مخطط لموضوع السفر ده من زمان صح لأنك مستحيل تطلع كده بالسفرية دي بين يوم وليلة

ابتسم بخبث وهو يخطف قبلة سريعة من شفتيها 

يامن بابتسامة هادئة

=طيب وإنتي إيه اللي مزعلك أوي كده 

ابتعدت عنه وهي تسحب ملابسها من الخزانة لتتجه للحمام 

ابتسم على غضبها فهو دائما ما أحب أن يستفزها لتصبح عبارة عن لوحة باللون الاحمر فوجهها يصبح بنفس لون شعرها من شدة الغضب واندفاع الدماء لخديها 

يامن بهدوء وهو يبتسم لها يجذبها لأحضانه علها تهدأ

=يا ليلي افهمي السفرية دي مش بمزاجي أنا عندي شغل مهم والمفروض هخلصه فيها

ليل بهدوء وهي تنظر له

=طيب ممكن أعرف هنسافر فين بالظبط

يامن بهدوء

=هنسافر إيطاليا وتحديدا روما

حاولت أن تخفي حماسها وهي تنظر لعينيه الرمادية 

ليل بابتسامة مشرقة

=طيب سيبني بقا علشان ألحق أجهز....لكنها توقفت وهي تقول...تفتكر ماما ممكن تزعل لو سافرنا وسيبناها

يامن بهدوء وهو يزيح تلك الخصلات من فوق عينيها

=لا هي مش هتزعل وبعدين متشغليش بالك هي مش حابة تيجي ...ثم استطردت بنبرة ذات مغزى.....

عارفة ليه

ليل باستغراب وتساؤل

=ليه 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
يامن بهدوء وهو ينظر لعينيها

=علشان في واحدة كده من يوم ما مامتها جت وهي أهملت حبيبها على الآخر ومعدتش بتهتم بيه ولا بتقضي معاه أي وقت 

أخفضت رأسها بخجل شديد فهو على حق فهي طوال الأسبوع الماضي لم تجلس معه سوى لبضع ساعات وأهملته بشدة 


ليل باعتذار وهي تنظر له ببرائة

=آسفة يا يامن ، بس إنت عارف إن ماما كانت وحشاني جدا 

يامن بهدوء وهو يقبل رأسها 

=وأنا مش زعلان منك يا روح يامن .... ثم أكمل بمزاح.....يلا غيري بسرعة علشان نلحق الطيارة مش عايز نتأخر

*****.........

هبطت الطائرة بسلام في المطار ......

يامن بهدوء وهو يحاول أن يوقظها فمنذ صعودهم للطائرة وهي غارقة في نوم عميق

=ليل حبيبي اصحي يلا إحنا وصلنا 

فتحت عينيها باستغراب للركاب وهم يتجهون لخارج الطائرة

=إحنا وصلنا بجد

ابتسم على تعبيرات وجهها ثم قال بهدوء

=أيوه وصلنا يلا قومي 

أومأت بهدوء وهي تقف من مكانها بعدما ساعدها في فك حزام الأمان......

بعد انتهائهم من الإجراءات اللازمة أخدوا الحقائب وتوجهوا للخارج.....

تفاجأت من تلك السيارة التي تنتظرهم أمام المطار ومن الطقس البارد الذي أرسل قشعريرة لسائر جسدها 

قبض يامن على يدها بهدوء وأصابعه تتخلل بين أصابعها ثم اقترب هامسا لها

=بردانة 

أشارت له بالنفي ووجهها محمر بسبب الهواء البارد وكذلك أنفها

يامن بهدوء وابتسامة عاشقة وهو يقبل أرنبة أنفها

=اركبي ياليلي خلينا نوصل في اليوم الطويل ده 

توجهت للسيارة بسرعة وتبعها بعد أن وضع الحقائب في صندوق السيارة ثم انطلق السائق بسرعة....

تطلعت من زجاج السيارة لتلك المدينة الساحرة بأضوائها الخافتة والظلام قد عم المكان والأنوار الذهبية هي ما تضئ تلك الساحات

فتحت زجاح السيارة تتأمل تلك المباني العريقة بفخامتها الساحرة وتلك اللمسات من التاريخ والفن والحضارة تلمس روحها تجعل روحها تتحرر من قيودها لتحلق فوق السحاب ......







ابتسم بعشق وهو يتأمل تعبيرات وجهها بافتتان

فهي بالنسبة له الفتنة بعينها يقسم بداخله أنه لم ولن يجد مثلها ولو بعد مليون سنة

جذبها بهدوء ناحيته فالتفتت له بابتسامة واسعة

وقامت بلف ذراعيها حول جزعه تحتضنه وهي تضع رأسها على صدره الصلب

ضمها بقوة مقبلاً جبينها قبلة طويلة

يامن بهدوء وهو يتأمل عينيها

=نامي شوية لحد ما نوصل 

ليل بهدوء وابتسامة عاشقة

=حاضر .......

بعد ساعة من القيادة كانت ليل قد غرقت في نوم عميق....

نزل من السيارة بهدوء وهو يحملها بين ذراعيه ثم توجه لذاك المنزل الجميل بحديقته الصغيرة .....

وصل لداخل غرفة النوم فوضعها على السرير بهدوء

قام بخلع حذائها وعدل وضعية نومها.....

بعد انتهائه من خلع ملابسه نام على السرير بجوارها

جذبا إياها بين أحضانه الدافئة وهو يضع الغطاء فوقهم وما هي إلا دقائق حتى نام هو الآخر لشدة ارهاقه......

****.........

كانت أشاعة الشمس قد غمرت الغرفة بأكملها عندما بدأت ليل في الإستيقاظ ...

تأملت باستغراب تلك الغرفة الغريبة فما الذي أتى بها لهذا المكان نظرت بجوارها فوجدت يامن ولكنه

ما زال نائماً

تركت السرير وهي تسير في ذاك المنزل الأنيق تتأمله

لا تنكر أنها انبهرت بشدة من شدة أناقة المكان 

فالألوان متدرجة ومتناسقة بشكل لا يصدق

وقفت تتطلع لغرفة النوم بفم مفتوح 







رجت من الغرفة فوجدت أمامها صالة استقبال واسعة تطل على حديقة صغيرة لم تستطع منع الإبتسامة التي بدأت تشق طريقها نحو شفتيها

وهي تتأمل ذاك المنظر البديع







بعد خطوات قليلة يوجد مطبخ صغير نسبيا يطل على صالة الاستقبال وأمامه طاولة للطعام شديدة الأناقة لكنه وعلى الرغم من صغره يتناسب مع كافة احتياجاتها فبه ما قد تحتاحه أي أنثى من أداوات







جذب انتباهها ذاك الباب الأبيض الذي يقع بجوار غرفة النوم بمجرد أن فتحته تنهدت براحة فأخيرا وجدت مرادها وهو الحمام لم يختلف كثيراً عن باقي أجزاء فهو على نفس المستوى من الأناقة و الرقي







بعد انتهائها من حمامها ارتدت مأزر الحمام ثم اتجهت للغرفة.....

عندما دخلت الغرفة وجدته كما هو لم يتحرك من مكانه لا يزال نائما اقتربت منه وهي تبتسم بخبث

قامت بسحب الغطاء بسرعة من فوقه بينما تناثرت بعض قطرات المياه من شعرها المبتل فوق وجهه

تجعدت ملامحه بضيق وهو يلف وجهه للجهة الأخرى

ليل بصوت عالي تصرخ بجوار أذنه

=قوم يلا إنت جايبني هنا علشان تفضل نايم

يامن بضيق وصوت متحشرج

=ليل استهدي بالله وسيبني أنام شوية إنتي نايمة من وإحنا رايحين المطار

لكنها لم تبالي بكلامه وهي تقفز فوق الفراش لتصبح أمامه مباشرة ثم سحبت إحدى الوسادات تضربه بها

ليل بحماس شديد

=قوم يلا،عايزة أخرج علشان خاطري يلا يا يامن قوم بقا

يامن بحنق شديد وهو يغمض عينيه

=ليل نامي شوية يا حبيبي وبطلي زن 

ليل بغضب

=بطل برود بقا يا يامن وقوم 

لكنها وقبل أن تكمل كلامها تفاجأت به وهو يجذبها بسرعة لم تستوعب كيف أصبحت تحته بينما هو ينظر لها بعيون حمراء غاضبة 

انطلقت منها ضحكة صاخبة على غضبه وأنها قد نجحت في ايقاظه

ليل بابتسامة واسعة

=أخيرا صحيت 

ابتسم رغماً عن إرادته بسبب تلك المشاكسة بينما هي بدأت ابتسامتها في التلاشي وهو تتأمل ملامحه الجذابة وهيئته المشعثة بسبب النوم توقف نظرها على صدره العاري المليئ بالعضلات عاودت النظر لعينيه الرمادية الناعسة التي تتأمل وجهها بدون كلل أو ملل...

أفاقت من شرودها عندما رأته يقترب منها بشفتيه 

فقفزت بسرعة من السرير تبتعد عنه فهي تعلم نيته جيداً والتي لم تكن بريئة بالمرة فابتعد الآخر مجفلا بسبب حركتها المفاجأة

يامن بغيظ شديد

=يعني مصحياني من النوم وعمالة تنطي زي المجنونة إنتي عايزة إيه

ليل بهدوء وابتسامة مستفزة

=عايزة أخرج

زفر أنفاسه بحنق وهو ينظر في ساعته فوجدها

ما زالت التاسعة 

يامن بابتسامة باردة

=الساعة تسعة يا ليل إنتي بتهزري صح

اتجهت نحوه بسرعة تجذبه من يده بقوة

ليل وهي تنظر له بعيون بريئة مترجية

=يلا يا يامن علشان خاطري

نظر لها لثواني قبل أن يتحرك من مكانه بهدوء منفذاً رغبتها .....

انتهت من تجهيز نفسها فارتدت تيشرت بسيط باللون الابيض مع بنطال من الچينز الفاتح وحذاء رياضي باللون الابيض وأطلقت شعرها الناري على كتفيها

فكانت بسيطة للغاية







بينما ارتدى يامن قميصاً باللون الأسود وبنطال بنفس اللون مع حذاء رياضي أبيض 

ثم اتجها للخارج............

*****.........

بعد مدة طويلة من السير والتجول بين تلك الشوارع المليئة بالحركة يده تعانق يدها بهدوء بينما تسير هي بجانبه يعمل كمرشد سياحي من أجلها ....

يمازحها مرة ويتغزل بها أخرى ولا يكف عن تقبيل يدها بين كل فترة وأخرى 

ليل بإرهاق

=أنا خلاص رجلي وجعتني عايزة أرتاح شوية

يامن بابتسامة شامتة ممازحا إياها

=علشان تبطلي زن شوية 

ليل بهدوء وهي ترفع حاجبها بغضب

=يعني أنا زنانة

ضحك بخفة عليها ثم قال

=لا مش زنانة خلاص، وبعدين في مطعم قريب من هنا وأنا عارف صاحبة المكان فهنروح نتغدى هناك ونرتاح شوية

ليل باستغراب وهي تسير بجواره

=وتعرفها منين بقا

صمت يامن لثواني قبل أن يتحدث بهدوء

=تقدري تقولي صديقة قديمة 

صمتت عندما دخلا ذاك المطعم الأنيق رأته يبحث بعينيه عن شخص معين 

تفاجأت عندما رأت امرأة بشعر أصفر مائل للبياض بعيون خضراء تقترب من يامن تقبله من خده برقة

يامن بابتسامة هادئة بلهجة انجليزية متقنة

=أهلا ألكسندرا، كيف حالك

ألكسندرا بابتسامة واسعة

=بخير كيف حالك لم أرك منذ زمن اشتقت لك

توسعت عيني ليل بشدة وهي تقبض على كفه بقوة تغرس أظافرها به ، تمنع نفسها بصعوبة من الذهاب لتلك المرأة التي قبلت زوجها أمام عينيها

ابتسم يامن بصعوبة وهو يقول بهدوء

=أنا أيضاً اشتقت لكي ....ثم جذب ليل من يدها يحيط خصرها وهو يقول بهدوء.... بالمناسبة هذه ليل زوجتي.. ليل هذه ألكسندرا صديقتي

بهتت ابتسامة ألكسندرا وهي تنظر لليل

ألكسندرا بفتور

=تزوجت..ثم أكملت وهي تنظر لليل نظرة تقييمية تقوم بها أي أنثى في أول لقاء...تشرفت بكي مع أنني كنت أعتقد أن زوجة يامن ستكون أكثر أناقة من هذا 

لم يخفى على يامن تلك الحرب الدائرة بين الإثنتين

ليل بابتسامة صفراء

=وأنا أيضاً كنت أعتقد أن له زوق أفضل في انتقاء أصدقائه.....ثم وجهت حديثها ليامن وهي تنظر له بشر.....أنا عايزة أروح دلوقتي

كبت يامن ضحكته بصعوبة وهو يقول بهدوء

=مش عايزة تتغدي 

ليل بابتسامة باردة

=شبعت يلا نروح ...ثم وجهت كلامها لألكسندرا التي تنظر لهم مستغربة..... آسفة لكن علينا الرحيل بسرعة

فلدينا عمل مهم

ألكسندرا بابتسامة فاترة وهي تنظر ليامن

=لم لا تجلس قليلاً فأنا لم أراك أو أتحدث معك منذ زمن

لكن قاطعتها ليل وهي تسحب يامن من يده متجهة للخارج

=ربما في وقت لاحق

تبعها يامن بابتسامة واسعة وهو يمنع نفسه من الضحك على غيرتها المجنونة......

بعد مدة من السير بصمت وقد اقتربا من الوصول للمنزل

يامن بهدوء

=خلاص خرجنا من زمان لسه زعلانة ليه

ليل بعدم اهتمام مصطنع

=مين قالك إني زعلانة

يامن بابتسامة ساخرة

=واضح فعلاً إنك مش زعلانة

بمجرد دخولها للمنزل توجهت للغرفة بسرعة وهي تغلق الباب خلفها بالمفتاح بينما وقف في مكانه بزهول فهو لم يتوقع مثل تلك الحركة

يامن بصوت عالي وهو يطرق باب الغرفة

=ليل افتحي وبطلي جنان 

ليل من الداخل وهي تجلس على السرير بابتسامة شامتة فقد حققت مرادها

=خلي ألكسندرا هانم تنفعك ...وأخذت تقلدها... اشتقت لك وإنت تقولها وحشتيني إنتي كمان خليك بره بقا.....

ظل يطرق على الباب لساعات ولكن بلا فائدة فهي نامت منذ وقت طويل.....

****.......

استيقظت في المساء ورائحة الطعام قد تسللت لأنفها توجهت لحقيبة ثيابها لتخرج منها بعض الملابس لكن لمعت عينيها بشر وهي تنظر لذاك الفستان الأسود  الذي يرسم تفاصيل جسدها يظهر منحنياتها ومفاتنها بسخاء بفتحة طويلة على جانب واحد تصل لمنتصف فخذها ستعلمه كيف يشتاق لغيرها أطلقت شعرها الناري بمتوجاته على كتفيها واكتفت بوضع أحمر الشفاه باللون الأحمر القاني ثم اتجهت لخارج الغرفة بعد وضع عطرها.....







إلتقت أنفه تلك الرائحة فور اقترابها من طاولة الطعام بينما هو يقطع الخضار بهدوء...

عندما لاحظت أنه لم يرفع عينيه لينظر لها اقتربت منه بخبث

ليل بهدوء وابتسامة خبيثة

=أساعدك في حاجة

إلتفت لها بهدوء لا ينكر أنه صعق من هيئتها الفاتنة

يامن بلا مبالاة مصطنعة

=ارتاحي وشوية هيبقى الأكل جاهز 

ابتسمت بشدة عندما رأت توتره وهي تراقب حركة تفاحة آدم التي تتحرك أمامها

ليل بهدوء وهي تهمس بجوار أذنه

=هو أنت مضايق ولا إيه علشان مقعدتش مع ألكسندرا بتاعتك

يامن بهدوء وهو يحاول تمالك نفسه

=بالعكس تماما أنا متضايق علشان إنتي حبستي نفسك من ساعة ما رجعنا من بره

ليل بابتسامة واسعة

=ليه هي مش كانت وحشاك من شو.....

قاطعها وهو يلتفت لها بسرعة يقبل شفتيها بنهم شديد يجذبها من خصرها النحيل بقوة وقد فقد كل ذرة تعقل كانت لديه بسببها فمنذ اللحظة التي ذ

دخلت بها لم يستطع التركيز في أي شيء

بينما هي كانت أكثر من مسرورة وهي تراه يفقد تعقله بسببها أطفأ النار بسرعة ثم حملها متوجهاً لغرفته ليضيف ليلة أخرى من ليال العشق في كتاب حبهم مغدقا عليها بعشقه وكلماته الوالهة التي تظهر مدى جنونه بها ......

مرت بقية أيام إجازتهم بسلام بين تجول في المناطق السياحية في النهار 

كمدرج كولوسيوم ،البانثيون،نافورة تريفي والسلالم الأسبانية وغيرها من المناطق السياحية

في الليل يغرقها ويغرق معها في بحور عشقه ،يتناولان الطعام في المطاعم الفاخرة ويراقصا على ضوء الشموع.....

كانت ليل جالسة على الفراش بينما هو يرتدي ملابسه

ليل بضيق

=إنت لازم تروح الشغل يعني أنا هفضل لوحدي طول النهار

يامن بهدوء وهو يقبل جبينها

=حبيبي أنا كنت جاي هنا علشان الشغل ومعملتش حاجة من وقت ما جيت فلازم أروح مينفعش أتأخر أكتر من كده

أومأت بهدوء فتوجه هو للخارج عازما على عدم التأخر ......

بعد ذهابه بمدة جلست على الأريكة تفكر بهدوء

لكنها حسمت أمرها وهي ترفع هاتفها تجري اتصالاً

في تلك الأثناء دخل يامن للمنزل بخطوات حذرة

لكي يفاجأها بأنه قد عاد باكراً

لكنه صعق عندما سمع صوتها

ليل بهدوء وهي تتحدث في الهاتف

=أنا عارفة إن إنت قولتلي ما اتصلش عليك بس في موضوع مهم لازم تعرفه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
ليل بهدوء وهي تهمس ليامن

=هو مين ده يا يامن

يامن بهدوء كأنه لم يفجر قنبلة في وجهها

=ده اللي هيطلقنا يا روح يامن

شعرت بأن الأرض تدور بها وهي لا تستطيع أن تستوعب تلك الكلمات القاسية التي رماها في وجهها بدون أي اعتبار لمشاعرها فكلماته خرجت بسلاسة متناهية كأنه يخبرها بحالة الطقس......

راقب انفعالات وجهها ببرود متناهي وهدوء لم يسبق له أن تحلى به........

لم تعطه أي جواب بل شعرت بتباطئ أنفاسها ورأسها يدور بشدة، وغزات متتالية في قلبها فظنت أنه سيتوقف جاعلا إيها تفارق الحياة للتخلص من هذا الألم الذي يعصف بروحها فيدميها ، عينيها بدأت في الإنغلاق من تلقاء نفسها فسقطت على الأرض فاقدة وعيها معلنة عدم تقبلها لهذا الواقع المرير........

انتفض يامن بفزع عندما رأها تسقط على الأرض فاقدة وعيها 

يامن بفزع وهو يلتقطها بين ذراعيه واضعاً رأسها على فخذه

=ليل، يا ليل فوقي ، ليل علشان خاطري......

أخذ يربت على وجهها عدة مرات يحاول أن يساعدها لتستعيد وعيها ولكن بلا فائدة كأنها قررت أن تغيب عنه هاربة من هذه الحياة وقسوتها......

يامن بصوت عالي وهو يجذب خصلات شعره بتوتر

=إنت لسه قاعد تتفرج نادي على حد من بره وإطلب الإسعاف

فأومأ الآخر بسرعة وهو يتجه للخارج

في لحظة خروجه دخل الآخر إلى الغرفة بسرعة وغضبه يتصاعد بسبب غباء ذاك الأحمق فهو حاول منعه من تنفيذ تلك الخطة الغبية ولكن بلا جدوى

عادل بصراخ وهو يجذبه من قميصه

=إنت غبي ولا متخلف مش قولتلك بلاش وإنت كنت مصر إنت عارف لو بنتي حصلها حاجة مش هيكفيني موتك

يامن بغضب شديد وقد أبعد يده التي تقبض على قميصه بقسوة

=مظنش إنك هتخاف عليها أكتر مني وبعدين ده مش الوقت المناسب اللي نتعاتب فيه.....ثم أكمل بقسوة...... ودي آخر مرة تفكر ترفع إيدك عليا أنا سكت إحتراما لمراتي وإنك أبوها غير كده كان هيبقى ليا تصرف تاني ومظنش إنه هيعجبك



أنهى كلماته ثم توجه نحو ليل بسرعة يحملها بين ذراعيه متأملا ملامحها الهادئة بقلق شديد فقلبه سيخرج من مكانه من شدة توتره صحيح أنه أراد معاقبتها على كذبتها لكنه لم يتوقع أن ينتهي الأمر بهذا الشكل المروع .........

تبعه عادل بسرعة متجها نحو سيارته وبجواره ناهد التي لم تفتح فمها بكلمة منذ رؤيته ....

جفت عينيها من كثرة ذرف الدموع فهي تلقت الكثير من الصدمات اليوم أولها عودة زوجها بعد غياب طال لسنوات وآخرها ابنتها التي لا تستفيق فهذه ليست إغمائة عادية فلو كانت كذلك لإستفاقت من كل تلك المحاولات لإيقاظها هل عاد زوجها ليكون السبب هو فقدان ابنتها........

*****.........

بعد ساعات طويلة من الإنتظار والتوتر المثير للأعصاب في أروقة المشفى حيث يجلس والدها بجوار والدتها وهو يحتضنها بقوة يطمئنها أن ابنته ستكون بخير

عادل بهدوء وهو يربت بخفة على ظهرها بحنان

=بطلي عايط بقا الدكتور قال إنها شوية وهتفوق هو مجرد هبوط حاد 

ناهد بغضب وهي تبتعد عنه يعنف 

=يا أخي إنت إيه بتتصرف ولا كأن أي حاجة حصلت ولا كأنك سيبت بنتك بنتك لوحدها مع نوال وهربت وحياتها مع جوزها البني آدم الوحيد اللي وقف معاها وحبته بعد ما إنت سيبتها هتتدمر بسببك  وبسبب أنانيتك ......وأكملت بقسوة...... وبعد ما اتخطفت بفترة أعرف إنك إتجوزت نفس البني آدمة اللي خربت حياتنا عايز إيه تاني جاي تخرب حياتنا ليه 

عادل بهدوء وهو يمنع نفسه بصعوبة من الصراخ مطلقاً سراح غضبه

=هتفهمي كل حاجة بس مش دلوقتي وخلي بالك زي ما إنتي خايفة على بنتك فأنا خايف عليها ويمكن أكتر منك أنا اللي عشت معاها طول عمرها في حين إنتي مكنتيش موجودة كنتي بالنسبة ليها ميتة

ناهد بألم شديد لقسوة كلماته عليها

=لو كان بإيدي مستحيل كنت أسيبها مع واحد زيك اتخلى عنها وسابها لوحدها واللي يسوى ومايسواش عمال يهين فيها ، صدقني أنا لو كنت بكرهك قبل كده مرة فأنا بكرهك دلوقتي ألف مرة

صمت مجبراً على تقبل كلماتها فهي محقة هو كان أنانيا بطبعه ترك كل شيء خلفه هارباً من مسؤوليته........



بينما يامن بالداخل يجلس بجوارها وهو يقبض على كفها الصغير بقوة كأنها ستهرب منه في أي لحظة

والدموع متحجرة في عينيه تأبى النزول هو لم يقصد إيذائها بتلك الطريقة

شعر بخنجر يطعن صدره وهو يتأمل إبرة المغذي التي تخترق كفها ووجهها شاحب بشكل مرعب كأنها فقدت الحياة ، شفتيها الندية التي دائماً ما كانت باللون الوردي أصبحت مائلة للون الأزرق 

لعن غباءه لألف مرة وهو يلوم نفسه على قسوته عليها

مرر يده على رأسها بهدوء وهو يبعد خصلات شعرها الناري عن جبهتها ، قرب شفتيه من جبهتها بخفة يطبع قبلة طويلة فوقها متمنياً من قلبه أن تفتح عينيها التي اشتاق لها 

داهم عقله هذا السؤال إذا كان هذا هو شعوره وهي مريضة فهو يشعر بانسحاب روحه من جسده  فلم يعد قادراً على التفس فهي أصبحت إدمانه الذي من المحال أن يتخلص منه ولو بعد مليون عام فقد تغلغل لأعمق جزء في كيانه ليترسخ في عقله وقلبه

مخلفا ندوبا عميقة في روحه من المحال محو أثرها.....

فهذه حاله وهي مريضة فماذا سيفعل إن فقدها في يوم من الأيام ..... يكاد أن يجزم  أنه لن يعيش يوماً بدونها فرحيله سيكون يوم رحيلها سينهي حياته في نفس الثانية لأن الحياة بدونها ألم لن ينتهي.......

انتفض بسرعة عندما رأها تبدأ في فتح عينيها 

فضغط بسرعة على ذاك الزر الموجود بجوار السرير ليستدعي الطبيب بسرعة.....

توجه الطبيب بسرعة لغرفتها خوفاً من بطش ذاك الأسد الجريح فمنذ لحظة دخوله للمشفى حول كل شيء لفوضى عارمة ......

فور رؤيتها للطبيب يفتح باب غرفة إبنتها تبعته للداخل ومعها زوجها .........

تأملت المكان بعيون فارغة فقدت لمعتها ورغبتها في الحياة كذلك تشعر بفراغ وبرودة غريبة تملئ روحها بعد انتهاء ذاك الدفئ المحبب لقلبها ....

تتذكر آخر كلماته بوضوح استرغبته فهي على علم تام بأن ما حدث لم يكن كابوس بل واقعها المؤلم

هي كانت موقنة بأن تلك السعادة ستنتهي في يوم من الأيام لكن لم تتوقع انتهائها سيكون بهذه السرعة وبذاك الألم الفظيع الذي يشبه انتزاع قلبها من مكانه بدون رحمة .........

لكنها لن تحزن ستحاول الإستمرار على ذكرياته 

ابتسمت بسخرية من نفسها فمنذ متى والأشياء السعيدة تستمر في حياتها...... 

خرجت من أفكارها الحزينة عندما شعرت بشيء يضغط على يدها بقوة فوجهت أنظارها نحوه 

وصدمتها عندما رأته يقبض على كفها وعينيه ممتلئة بالدموع وابتسامة عاشقة تعلو ثغره فرحا باستعادتها لوعيها ...... 

يامن بصوت متحشرج وابتسامة واسعة 

=ألف سلامة عليكي يا ليلي 

تأملته لثواني باستغراب غير قادرة على استيعاب ما قاله.....

ولكنها قبل أن ترد عليه تفاجأت بدخول الطبيب يتبعه والدتها ووالدها...... الصدمة ألجمت لسانها فما الذي يفعله والدها هنا ألم يخبرها أنه لن يعود قبل سنة على الأقل ......

توجه نحوها الطبيب بهدوء ليفحصها....... بعد فحصه دام  لعدة دقائق ليتأكد من سلامتها ابتعد عنها بهدوء تحت نظرات يامن الخارقة لغيرته التي لا يستطيع السيطرة عليها

الطبيب بهدوء

=حمد لله على السلامة يا مدام ليل 

ليل بهدوء وهي تدور بعينيها بين الوجوه المتواجدة في الغرفة باستغراب وعقلها لا يستوعب أي شيء مما يحدث حولها

= الله يسلمك يا دكتور 

يامن بهدوء وابتسامة لا تنذر بالخير

=ممكن تعرفنا يا دكتور حالتها عاملة ايه

الطبيب بعملية وابتسامة هادئة

=الضغط بدأ يرجع لمستواه الطبيعي بس هي لازم تاخد بالها من صحتها وأكلها زيادة شوية وياريت متتعرضش لأي ضغط عصبي وأنا هكتب لها شوية مقويات وڤيتامينات ومثبتات حمل علشان البيبي

توسعت عيني يامن بزهول غير مصدق لتلك الكلمات التي سمعها من الطبيب ولم تختلف ردة فعل الموجودين عن ردة فعله متلقين هذا الخبر الصادم والذي أتى في غير أوانه بالمرة

يامن بفرحة غامرة وحماس شديد

=بجد يا دكتور يعني ليل حامل ....ثم وجه حديثه لليل وهو يجذبها محتضنا إيها بقوة لدرجة أنها لم تعد قادرة على التقاط أنفاسها....ليل سمعتي كلام الدكتور إنتي حامل هيبقى عندنا أولاد شبهك

توجه الطبيب للخارج سامحا لهم ببعض الخصوصية.......

يامن بابتسامة متحمسة كحماس طفل في ليلة العيد وهو ينظر لعينيها بعد ابتعاده عنها

=ليلي إنتي مبترديش ليه ، أكيد من الصدمة إنتي عارفة أنا نفسي في بنت وتتطلع شبهك وأنا اللي هلعب معاها وأشيلها طول الوقت........

كان يتحدث بحماس شديد غافلاً عن تلك التي تنظر له ببرود وعيون فارغة من أي مشاعر تتأمل فرحته

بهذا الطفل أليس هو نفس الشخص الذي كان سيطلقها منذ ساعات

ليل ببرود وابتسامة صفراء مقاطعة حديثه المتحمس

=أنا عايزة أنزله 

صدمته بكلماتها فلم يعد قادراً على النطق بأي كلمة فهو يشعر بأن أحداً قام بالدعس على قلبه بدون رحمة أو شفقة .......

ليل بابتسامة ساخرة

=مالك سكت كده ليه مش كنت عايز تطلقني من شوية أوعى يكون موضوع البيبي ده هو اللي غير رأيك 

يامن بغضب شديد بسبب غبائها وتهورها الدائم 

=ممكن تبطلي الغباء بتاعك ده شوية وتفكري قبل ما تتكلمي 

ليل بزهول وصوت عالي 

=يعني دلوقتي اللي غبية مش حضرتك كنت جايب المأذون علشان نتطلق ووجود البيبي هو اللي غير رأيك بس أنا بقا مش عايزاك تفضل معايا وإنت مجبر علشان خاطر البيبي أنا هنزله وكل واحد يروح لحاله 

وحتى لو غيرت رأيي ومش هنزله فمتقلقش أول ما أولد مش هبعده عنك وتقدر تشوفه في أي وقت زي ما حضرتك عايز 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
كم ود في تلك اللحظة أن يصفعها بقوة بسبب غبائها اللا متناهي الذي يصدمه كل مرة باستنتاجته الغير منطقية...

حاول كبح جماح غضبه بصعوبة مراعيا لحالتها الصحية وتقلباتها بسبب الحمل.......

بينما ليل تود لو تضرب نفسها على تفوهها بهذا الكلام فهي تكاد أن تطير من فرحتها بسبب خبر حملها فهذه ثمرة حبهما وستفعل ما بوسعها حتى تحميه ولو كانت روحها المقابل فهو جزء منها ومن أغلى انسان على قلبها 

حاولت والدتها التدخل لفض ذاك الشجار الذي قد ينتج عنه كارثة لتهور ابنتها لكن منعها عادل وهو يقبض على ذراعها يمنعها من الحديث فهذا الموضوع يجب أن ينتهي بهذه المواجهة الآن فقد حان موعد كشف تلك الحقائق المخفية والملابسات التي تسببت بهذه المشاكل والخلافات التى لا تنتهي......

يامن بهدوء وهو ينظر لعينيها بثبات

=ليلي فكري لثواني كده وشغلي عقلك أنا لو فعلا عايز أطلقك كنت هتلاقني أول شخص في وشك أول ما تفوقي

ظلت صامتة لدقائق تفكر في ما يحدث حولها نعم هو محق فهي لا تستطيع تكذيب تلك النظرة المتلهفة

القلقة التي كان يغمرها بها عندما فتحت عينيها وعينيه كانت محمرة بشدة وممتلئة بالدموع

لهفته الواضحة ونظراته الحانية العاشقة التي كان يغمرها بها ......

كل هذا حقيقي إذا ما سبب وراء كل هذا 

ليل بهدوء وهي تنظر له

=أمال تسمي وجود المأذون ده كان إيه

يامن بهدوء وهو يقترب منها يحتوي كفها الصغير بين يديه

=أولاً ده مكنش مأذون ده واحد تقدري تقولي إنه صاحبي

ثانياً بقا ده كان عقاب ليكي على كذبك علشان تفكري ميت مرة قبل ما تكدبي

ليل باستغراب وهي تنظر له بغضب

=وأنا كدبت في إيه بقا إن شاء الله يخلي سيادتك تفكر في الطريقة الجهنمية دى علشان تعاقبني بيها 

يامن بهدوء وهو يحاول كبح تلك الضحكة على غضبها

=فاكرة يوم ما كنتي بتتكلمي في التليفون بتاعك وأنا سألتك بتكلمي مين ووقتها كنت راجع من الشغل وإنتي قولتي إنك مكنتيش بتكلمي حد أصلاً.....أومأت بهدوء وقد بدى التوتر والشحوب يظهر على وجهها

فأكمل يامن بهدوء.....وقتها سمعت كلامك وإن في شخص معين بتكلميه من فترة للتانية وبتقوليله إنه بيوحشك وقتها أنا سمعت الكلام ده فتخيلي بقا كمية الأفكار والشكوك اللي جت في دماغي وأنا بسمع الكلام ده ومن أكتر إنسانة حبيتها في حياتي ولما سألتها كدبت عليا فطبيعي بدأت أشك إن في حاجة غلط وإنك مخبية حاجة 

وتخيلي بقا إني بحارب نفسي كنت عايز أأذيكي وأجرحك زي ما إنتي عملتي وفي حزء تاني بيقولي أثق فيكي لأنك بتحبيني والمفروض أثق في حبك ده وفعلاً نجحت إني أبعد عنك لأيام كنت عارف إني بعدي ده هيوجعك بس ده أهون من إني أمد إيدي عليكي لأن وقتها كنت ممكن أقتلك بسبب الغضب اللي جوايا 

كانت تستمع له بملامح مصدومة فلم تعتقد أنه يخفي هذا الألم عنها لكل ذاك الوقت بل لم تتوقع أن تكون السبب في كل تلك المعاناة التي سببتها لنفسها وله بالمقام الأول.......استطرد يامن بهدوء وهو يراقب تعبيرات وجهها...... لحد ما إنتي جيتي المكتب عندي يومها مقدرتش أمنع نفسي من إني آخد الرقم اللي كنتي بتكلميه ساعة ما دخلتي الحمام بعدها وإيديت الرقم ده لعادل أظن إنك عارفاه كويس وطلبت منه يجيبلي كل المعلومات عنه وفي نفس اليوم اللي كنا رايحين فيه الحفلة بعد ما بعتلك الرسالة عادل كلمني وقالي إن الرقم ده مصري أصلاً ومعمول بتطبيق معين بيقدر يخليك تغير الرقم ده بحيث إنه يبان مش مصري بس مختص الإلكترونيات قدر يعرف الرقم الأصلي ويحدد مكانه ويترى بقا الرقم ده كان فين طلع جوه مصر وكان الرقم متسجل باسم سمير الدمنهوري وده كان غباء غير متوقع من والدك بس عرفت منه بعدين إن الرقم ده مكنش مع حد غيرك ومحدش كان يعرفه غيرك حتى اللي هو جدك والرقم متسجل باسمه ميعرفش عنه حاجة 

وفي نفس الوقت كنت طالب من عادل ورجالته إنهم يحاولوا يوصلوا لصاحب الرقم ويراقبوه ويعرفوا شكله ولما راقبوه وحاولوا يجمعوا معلومات عنه وبدأوا يدوروا عليه ويجمعوا صوره عرفنا إنه هو ووالدك نفس الشخص بس الإستغراب وقتها كان إزاي هو لسه عايش مش المفروض إنه مات في حادثة عربية الشرطة اللي كانت بتنقله للسجن

يومها كنت مقرر إننا هنرجع مصر ومرتب كل حاجة

قاطعته ليل بحزن وهي تنظر لعينيه

=علشان كده كنت بتتصرف على طبيعتك يوم الحفلة كأن مفيش حاجة بس ده مكنش بسبب ثقتك فيا ده كان بسبب إنك عرفت الحقيقة

تنهد بضيق شديد فهو يعلم أنه أخطأ عندما شك بها لكنه رجل عاشق في النهاية يغار على محبوبته 

وهو في نفس الوقت غاضب منها ومن نفسه لعدم قدرته على الوصول لحل  فماذا تنتظر منه أن يفعل أكثر من الذي فعله

بامن بهدوء وهو يقبض على يدها بقوة

=ممكن تسمعيني لحد الآخر من غير ما تقاطعيني ....فأومأت بقلة حيلة علها تفهم تلك الدوامة التي تعيش بداخلها .. فأكمل يامن حديثه بهدوء...... يوم سفرك أنا كنت معاكي في نفس الطيارة بس كنت حاجز ليكي درجة أولى وحاجز لنفسي سياحية بحيث إنك ما تشوفنيش ولا تعرفي إني معاكي علشان كده خليت السواق هو اللي يوصلك للمطار بعد ما رجعنا مصر واتأكدت إنك وصلتي البيت روحت على طول للمكان اللي والدك كان والدك موجود فيه واللي خليت الحرس ينقلوه على هناك بعد ما خطفوه .......

توسعت عينيها بصدمة وهي توجه أنظارها لوالدها الذي يقف بثبات....

فاستكمل يامن حديثه وهو يرجع بذاكرته للأيام السابقة والتي تعتبر من أكثر الأيام إرهاقا بالنسبة له

فلاش باك ........

نزل من سيارته بهدوء وهو يتجه نحو ذاك المخزن الموجود على أطراف المدينة كان يسمع صوت صراخ والدها الغاضب من الخارج 

عادل بغضب وهو يصيح بالحرس بينما هو محتجز في الغرفة

=افتحوا الباب يا ولاد الگ....... ، إنتم مين وعايزين مني إيه

لكن صراخه لم يفده بشيء فهم كانوا كالصم ينفذون الأوامر بدون تفكير يقدمون له الطعام في مواعيده وهناك حمام موجود بالغرفة لم يعلم من الذي أمر باختطافه لكن ما أثار استغرابه حقا هو أن الجميع هنا يعامله باحترام ولم يتجاوز أي منهم حدوده 

بينما هو لم يكف عن الصراخ والنطق بأبشع الألفاظ..........

تفاجأ عندما رأى باب الغرفة يفتح بهدوء تأمل ذاك الشاب الذي يدخل بتكبر وأنفه مرفوع بشموخ وملامح الثراء تتضح عليه بشدة 

عادل بغضب وهو يتجه ناحيته بسرعة محاولا لكمه ولكن تصدى له يامن بسرعة

=إنت مين ، قولتلكم مية مرة عايز أخرج من هنا

يامن بهدوء وهو يبعد يده عنه 

=ممكن تتفضل تقعد علشان نتكلم زي البني آدمين .......ثم أكمل بخبث وهو ينظر لعينيه ...... ولا إنت مش عايز تعرف أخبار مدام ناهد وبنتك ليل

نظر له بصدمة واضحة على ملامحه فكيف تعرف على عائلته

عادل بهدوء وهو ينظر له

= وإنت بقا عرفت الكلام ده منين 

يامن بهدوء وقد مد يده لمصافحته

=أنا يامن أبقا جوز بنتك .... وأكمل بتهكم ..... ده لو تعرف إنها اتجوزت أصلاً 

ابتلع تلك الإهانة المبطنة 

عادل ببرود متجاهلا يده الممدودة

=إزاي طبعاً عارف بس أنا مش فاهم إيه سبب اللي إنت عامله ده كله 

يامن بهدوء واضعاً الساق فوق الأخرى بغرور وهو يجلس على الكرسي

=أقدر أقولك إني معايا دليل برائتك من جريمة تهريب الآثار 

لم ينكر أن صدمته هذه المرة كانت أقوى بكثير 

عادل باستغراب شديد

=وإنت بقا عرفت المعلومات دي كلها إزاي

يامن بهدوء

=تقدر تقول إنك كنت شغلي الشاغل طول الفترة اللي فاتت والسبب في كده .........

أخذ يقص عليه المكالمة التي سمعها من ليل

عادل بهدوء وقد بدأ الشك يساوره

=طيب وأنا إيه اللي يخليني أثق فيك وإيه اللي إنت هتستفاده لما أثبت برائتي

يامن بابتسامة ساخرة

=طبعا مش هستفيد حاجة ..... وأكمل بجدية..... بس من حقي إني أخلي مراتي تفرح برجوع والدها ليها تاني وغير كده بقا مدام ناهد اللي هي حماتي طبعاً أظن إن من حقها تفرح بعد كل اللي حصل 

قاطعه عادل بلهفة شديدة

=طيب هي ناهد عاملة إيه وإزاي رجعت تاني 

ابتسم يامن باتساع عندما رأى لهفته فتأكد من أن الآخر عاشق ذاق من ويلات الشوق أطنانا لا تحصى

فأخذ يقص عليه كل ما حدث مع ناهد بالتفصيل الممل غير غافل عن أي كلمة قالتها .......

طغى الحزن على ملامحه عندما علم ما عانته طوال تلك الفترة التي تركتهم بها فأقسم أغلظ الأيمان بأنه سيذيق من آذاها أضعاف ما فعله بها.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
عادل بغضب شديد

=أنا عايز أشوف البني آدم اللي عمل كده

يامن بصوت عالي للحارس

=خلوه يدخل

تفاجأ بذاك الجسد المدمى الذي ألقي على الأرض باكياً أمام قدم يامن 

هاشم بصوت متقطع ضعيف

=مش أنا السبب في اللي حصل قولتلك ميت مرة اللي حصل ده كان بأمر من نوال 

لكن عادل كان له رأي آخر فبمجرد رؤيته انقض عليه مكيلا له اللكمات غير آبه بترجياته للتوقف وهو مصر على أخذ روحه سيؤلمه كما تألم طوال تلك السنوات بسبب أخطاء لم يرتكبها بينما يامن يراقبه بابتسامة واسعة متشفية 

عندما لاحظ تمادي عادل وهاشم قد أوشك على مفراقة الحياة حاول إيقافه مكبلا ذراعيه 

يامن بصوت عالي وهو يبعده عنه

=خلاص كفاية إحنا لسه محتاجينه علشان دليل برائتك........ ثم وجه حديثه لهاشم......فين بقا التسجيلات 

هاشم بصوت ضعيف والدماء تسيل من جسده

=على التليفون اللي مع الحرس 

أومأ بهدوء وهو يتجه للحرس لأخذ الهاتف ثم قام بتشغيله بعد أخذ كلمة المرور من هاشم 

فقام بتشغيل تلك التسجيلات والتي تأمره فيها نوال بوضع قطعة من الآثار في سيارة عادل لتقوم هي بالإبلاغ عنه ومكالمات أخرى تتفق معه فيها على أخذ أمواله لقاء عمله لكن صدمته الكبرى عندما سمعها تخبره بتدبير حادث قتل لزوجها أثناء نقله للسجن لتستولي على أمواله بشكل شرعي فهاشم لم يكن غبيا لترك نفسه أمام نوال بدون أي وسيلة لحمايته فهو يعلم مدى خبثها

يامن بابتسامة خبيثة

=كده إحنا تمام أنا خليت واحد من معارفي يفتح ملف القضية بتاعتك وهنقدم الدليل بكره ..... ثم وجه حديثه للحارس....... خده بقا ارميه قدام أي مستشفى أو وديه بيته 

فأومأ الحارس بهدوء وهو يحمل جثة هاشم 

يامن بهدوء وهو ينظر لعادل

=بس اللي أنا مش فاهمه إنت إزاي لسه عايش 

عادل بهدوء وهو يتذكر انفجار سيارة الشرطة كأن الأمر لم يمر عليه سوى دقائق فتفاصيله قد حفرت بداخل عقله

=يوم النقل للسجن قبل ما العربية تنفجر بثواني الشرطة لاحظت إن الفرامل متعطلة وفجأة في عربية تانية ظهرت سدت الطريق وقتها الكل كان مشغول وقالقنين فأنا استغليت الموضوع ونطيت من العربية بعدها بثانية كانت عربية الشرطة دخلت في العربية اللي سدت الطريق وانفجروا الإتنين ومن وقتها قررت إني أختفي بعد ما عرفت إن الجثث اتحولت لتراب ومنها اللي اتفحم ومحدش كان يعرف إني عايش غير ليل لأني كنت بكلمها من وقت للتاني

أومأ يامن بتفهم وقد اتضحت الصورة أمامه .......

مرت الأربعة أيام الباقية وهو يتنقل بين مركز الشرطة لأخذ أمر بالإفراج عن عمه وإثبات برائته بالأدلة المتوفرة معهم والذهاب لشركته لمتابعة أعماله وأخيراً محاولته للعثور على نوال التي اختفت تماما وقد علم فيما بعد بأمر سفرها لخارج البلاد 

وكم شعر بالحقد عليها لأنها استطاعت الفرار بأعمالها 

نهاية الفلاش باك.......

كانت ليل تستمع له بملامح مصدومة وناهد لم تختلف عنها فكاد فكها يسقط من شدة دهشتها ودموعها تنزل بصمت

فاقترب عادل بهدوء وهو يحتضن زوجته وهي كانت أكثر من مرحبة بقربه ثم اتجه ناحية ابنته يحتضنها هي ووالدتها بحنان قد افتقدته لسنوات وابتسامتها تشق وجهها وهي تحمد ربها على عودتهم لها وبجوارها زوجها وابنها ينمو بداخلها هي الآن لا تريد أكثر من هذا .....

بينما يامن ينظر لها بابتسامة عاشقة وهو يرى لمعان عينيها من شدة سعادتها .......

****........

في بلد أخرى بعيدة عنهم كانت نوال تعبر الشارع بهدوء بعد انتهائها من شراء مستلزماتها غير منتبهة لتلك السيارة الرياضية الآتية نحوها بسرعة كبيرة كأن سائقها في صراع مع الزمن 

وفي لحظة كانت السيارة قد صدمتها بقوة رافعة جسدها للسماء فهبطت بسرعة على الأرض والدماء تسيل من جسدها من كل جهة وأقسم المارة أنهم سمعوا صوت تحطم عظامها عند سقوطها فتعالت صرخات المارة وهم يتجهون نحوها يطلبون الإسعاف لها............

بعد أكثر من ست ساعات في غرفة العمليات استطاع الأطباء إنقاذ حياتها لكن الحبل الشوكي قد تدمر بالكامل فانتهى بها الأمر مصابة بشلل كلي دائم ستعاني منه لباقي حياتها .........

******.........

                             الخاتمة



وقف كعادته أمام باب غرفتهما فقد مر شهر على عودة والدها وانتقاله هو والدتها للعيش مع جدها واستقرار حياتهم لكنها ما زالت تمنعه من دخول الغرفة أو الإقتراب منها تعاقبه على شكه بها واعتقاده بأنها قد تخونه ، تحدثه ببرود شديد مع أنها تحترق بداخلها من الشوق له و هو يعاني مثلها 

زفر أنفاسه بحنق فهو واقف أمام الغرفة منذ أكثر من ساعة وهي ترفض فتح الباب له 

يامن بصوت عالي وقد نفذ صبره

=ليل افتحي الباب

ليل بابتسامة واسعة لنجاحها في استفزازه

=قولتلك مش فاتحة يا روح ليل مش إنت قولت كده برده يوم ماكنت عايز تطلقني 

نظر للباب بحنق شديد ثم اتجه لخارج المنزل بأكمله فقد مل من معاملتها......

عندما لاحظت سكون الحركة بالخارج وبعدها صوت سيارته العالي شعرت للندم لثواني فهي تعلم أنها تتمادى تقسم أنها تنفطر من الداخل لشوقها له لكن سرعان ما تلاشى ندمها وهي تتذكر أفعاله

نظرت لبطنها المسطح وهي تتحدث بغيظ

=عاجبك اللي بابك بيعمله ده

ثم مررت يدها بحنان فوق بطنها وهي تقول بهدوء وابتسامة واسعة

=بس متزعلش نفسك إنت هو أصلاً بيحبنا وأنا متأكدة من كده ...... لم تعلم لما شعرت بالتوتر فجأة...... معقول يكون معدش بيحبني 

فأخذت تفكر في هذا الإحتمال حتى غلبها النوم فغرقت في نوم عميق لم تشعر بعدها بأي شيء ........

عاد للمنزل بعد منتصف الليل فاتجه لغرفتها بخطوات هادئة فابتسم بخبث وهو يفتح بابها بالمفتاح الإحتياطي كما اعتاد كل ليلة فعد نومها يتسلل لغرفتها 

اقترب من السرير بخطوات متمهلة متأملا تلك النائمة

بملامحها الملائكية لم يشعر بنفسه إلا وهو يبتسم بشدة فمجرد رؤيتها تبعث لقلبه السرور 

انحنى مقبلاً رأسها بهدوء وهو يغمض عينيه يسحب أكبر قدر ممكن من رائحتها لداخل صدره ......

ابتعد عنها بصعوبة بعد ساعات طويلة قضاها في تأملها وعدل غطائها قبل أن يتجه للخارج مغلقا الباب خلفه بهدوء

*****........

استيقظت في الظهيرة على صوت حركة وأصوات عالية بداخل القصر والحديقة 

لم تفهم ماذا يحدث هنا فاتجهت للخارج بخطوات متمهلة تتأمل القصر والذي بدأ العمال في تزينه بالفعل كأنهم يستعدون لحفل مهم 

لكن ما طمئنها هو وجود والدتها التي تشرف على العمال 

ابتسمت ناهد بسعادة عندما رأت ابنتها فاتجهت نحوها بسرعة

ناهد بابتسامة واسعة وهي تقودها لغرفتها

=يلا علشان تلحقي تغيري البنات دلوقتي هييجوا علشان يعملوا الميكب بتاعك وشعرك 

ليل باستغراب وهي تتبع والدتها

=مش فاهمة هو إيه اللي بيحصل هنا 

ناهد بهدوء وهي تغلق باب الغرفة

=يامن عامل حفلة النهارده بمناسبة رجوع بابكي وبرائته وكمان هاشم اتقبض عليه امبارح يلا بس بسرعة علشان الحفلة هتبدأ على الساعة أربعة

ليل بهدوء وهي تجلس على السرير

=بس يامن مقاليش أي حاجة وكمان مش مجهزة أي فستان

ناهد بابتسامة خبيثة وهي تفتح خزانتها

=لا متقلقيش أنا كنت منقيالك فستان من يومين وخليت واحدة من الخدم تطلعه امبارح أكيد إنتي مخدتيش بالك 

نظرت ليل للفستان الذي تحمله والدتها لا تنكر أنه راق لها وبشدة لكن لونه ما جعلها تعترض

ليل بهدوء وابتسامة واسعة


=الفستان حلو أوي يا ماما بس لونه أبيض وأكيد مينفعش ألبس فستان زي ده ده شبه فستان الفرح

ناهد بخبث وهي تحاول استعطافها

=علشان خاطري يا ليل ده أنا حتى محضرتش يوم فرحك كمان مش عايزاني أشوفك لبساه 

ليل بقلة حيلة

=حاضر يا ماما هلبسه علشان خاطرك 

فأومأت والدتها بسعادة ثم اتجهت للخارج لتغير ليل ملابسها لتبدأ الفتيات عملهن ...........

*****............

بعد ساعات طويلة من التجهيز دخل والدها الغرفة بعد طرقه الباب بينما تتبعه والدتها

فاقترب والدها منها بهدوء وهو يطبع قبلة طويلة على جبينها

عادل بهدوء وعينيه ممتلئة بالدموع لا يصدق أن طفلته الصغيرة كبرت وأصبحت امرأة بالغة

=حبيب بابا عاملة إيه 

ليل بابتسامة واسعة

=الحمد لله يا بابا إنت عامل إيه 

عادل بهدوء وهو يبتسم لها متمالكا نفسه لكي لا يفسد المفاجأة

=الحمد لله يا روح بابا مش ناوية تنزلي ولا إيه الضيوف وصلوا من زمان

ليل بهدوء وهي تضع خاتم زواجها 

=لا أنا خلصت كل حاجة يلا ننزل 

فمد يده لها بهدوء فتعلقت بها بسعادة غامرة

ليل بطفولة وهي تمد لسانها لوالدتها

=بصي مسك إيدي وسابك 

ضحك بخفة على إبنته المشاكسة

عادل بابتسامة واسعة وهو يقبض على يد الأخرى

=وأنا أقدر برده إنتم الإتنين أغلى حاجة عندي

ناهد بابتسامة حنونة

=ربنا يخليك لينا يا حبيبي ..... ثم أكملت بمشاكسة لإبنتها وهم ينزلون الدرج...... بس يا ريت ناس معينة كده تبعد عنا

فأطلقت ليل ضحكة عالية على كلمات والدتها 

غير منتبهة لذاك الواقف في منتصف الحديقة غارق حتى النخاع في ضحكتها تأمل ذاك الفستان الذي اختاره لها لا يستطيع القول غير أنه فتن بطلتها الملائكية لما تبدو كأحد الأميرات الهاربة من جنة الخيال وشعرها الناري ينزل بمتوجاته الخفيفة على كتفيها لما تزداد في كل مرة يراها بهاءا وجمالاً

فهي بنظره أجمل نساء الكون






إلتفتت لذاك الرجل الذي سلب قلبها وهو يقف في وسط الحديقة بشموخ وكبرياء يليق به يبدو كأحد أساطير اليونان بتلك الحلة السوداء التي تحدد عضلات جسده البارزة وبنيانه القوي 

شعرت بتسارع ضربات قلبها عندما تلاقت عيناه بعينيها ........

تحرك نحوها بابتسامة عاشقة ولم يزح عينيه عن عينيها ثم التقط يدها بهدوء من والدها

يامن بصوت أجش هامس قرب أذنها

=ألف مبروك يا زوجتي العزيزة 

ليل بابتسامة عاشقة وقد رمت كل شيء خلف ظهرها 

بعدما فهمت سر هذه الحفلة

=الله يبارك فيك يا زوجي العزيز 

تعالت أضواء الكاميرات في تلك اللحظة تلقط الصور مخلدة ذكرى هذا اليوم المميز 

رفعت نظرها تتأمل المكان المزين بأناقة شديدة وتلك الطاولات المرصوصة بترتيب أزهلها وكل الأنظار كانت مسلطة فوقها ........

اقتربت والدتها بهدوء وهو تحمل بيدها تلك العلبة المخملية

فتحها يامن بهدوء وهو يأخذ ذاك التاج يضعه فوق رأسها فهي قد إرتدت القلادة والأقراط في الغرفة ولم تكن تعلم بوجود هذا التاج  

بينما هي قلبها يكاد أن ينفجر من شدة نبضاته 

وتلك النظرات الموجهة لهم تكاد تخترق أجسادهم






انحنى يامن مقرباً شفتيه من أذنها وهو يحيط خصرها النحيل بقوة يلصق جسدها الغض بجسده الصلب

=أصبحت ملكة متوجة على عرش قلبي 

فأنتي المالكة الأولى وستكونين الأخيرة 

أرجو أن تلبي نداء قلبي لكي 

إن أحزنتك يوماً اقتليني دمريني افعلي كل ما بدى لكي فأنا كلي لكي لكن إياك والإبتعاد عني 

فأنا أقسم لكي برب الأكوان أني عاشق لكي 

لا تعلم ماذا تقول تقسم أن وجهها ألمها من شدة الإبتسام وتلك الحرارة التي تندفع لوجهها بسبب خجلها 

ليل وهي تهمس له بعشق

= أنا بعشقك صدقني لو بإيدي هحطك في الدولاب ومش هخلي أي ست تشوفك

انتقلت عيناه لشفتيها التي تتحرك أمامه فقد افتقد مذاقها بشدة فانحنى مقرباً شفتيه من شفتيها 

لكنه انتفض على صراخ والدها العالي

عادل بغضب وهو يجذب ابنته من بين يدي يامن بسبب غيرته عليها

=إنت بتهبب إيه الله يخرب بيتك .....ثم وجه كلامه لإبنته ..... وإنتي سيباه يبوسك كده عادي 

كادت تذوب في مكانها من الإحراج بسبب واقحة زوجها

يامن بغيظ شديد

=هو حد مسلطك عليا وبعدين دي مراتي أصلاً من زمان وحامل في ابني حضرتك بتعمل إيه 

ناهد بابتسامة متوترة بعد تعالي ضحكات الضيوف على هذا الموقف المحرج

=عادل تعالى معايا يا حبيبي علشان حاسة إني تعبانة شوية وعايزة أرتاح

عادل بهدوء وهو يتجه ناحيتها بقلق

=طيب تعالي أروحك ترتاحي شوية .....ثم وجه حديثه ليامن وليل ..... وإنت لو شوفتك قربت من بنتي هموتك ولو إنتي خلتيه يقرب منك مش هيحصلك طيب 

ثم توجه للخارج مع زوجته 

بمجرد خروجه اقترب يامن منها محيطا بخصرها 

يامن بابتسامة خبيثة 

=الحمد لله مشي

ليل بخبث ومشاغبة

=وإنت مفكر إني هسيبك تقرب مني لا يا حبيبي أنا بسمع كلام بابا 

يامن بهمس منخفض وابتسامة خبيثة

=هنشوف الكلام ده بعدين تعالي نسلم على الضيوف 

فأومأت له بهدوء .............

كان يحملها بين ذراعيه وهو يصعد الدرج متجهاً نحو غرفته 

يامن بمشاغبة وهو يحاول استفزازها

=هو إنتي تقلتي يا ليل ولا أنا متهيألي

ليل بابتسامة صفراء وهي تحيط بعنقه

=لا يا حبيبي أنا متقلتش ولا حاجة بس شكلك إنت اللي عجزت وبمناسبة لسانك الطويل ده فإنت مش هتدخل أوضتي

يامن بابتسامة متلاعبة وهو يرفع حاجبه بعد أن أغلق الباب 

=ده مين اللي هيروح أوضة تانية دي معلش

ليل بابتسامة هادئة

=ولا حد يا حبيبي قد عفونا عنك خلاص

ابتسم بشدة وتلك السعادة تغمر قلبه قاضية على كل الحزن بداخله وتراكمات الماضي  لا يصدق أنه وأخيراً تخلص من تلك المشاكل 

تأمل ملامحها الفاتنة التي تنظر له يشعر بأنها خلقت لتكون من عالم آخر

يامن بهمس منخفض أمام شفتيها 

=منذ أن لمحت عينيك لم أعد بحاجة للخمر

فهي وحدها خمر يسكر ويذهب بعقلي لأبعد مكان

أما شفتيك فهي قصة أخرى من الفتنة والجمال 

بملامحك سحر يجعل قلبي واقعاً لكي وبشدة 

بطريقة أجزم أنه لا أمل من الشفاء منها 

فور انتهائه من كلماته الأخيرة قضت على تلك المسافة وهي تضع شفتيها الندية فوق شفتيه الغليظة تقبله بهدوء كأنها تشكره على روعة كلماته التي تزيدها عشقا له فبادلها قبلتها بشغف شديد وكأن حياته تعتمد على ذلك يروي شوق تلك الأيام التي قضاها بعيداً عنها مغرقا إيها في بحر عشقه الذي لن ينتهي مهما طالت السنين سيظل يحبها بنفس الطريقة والمقدار حتى يشيخ بجوارها 

يقسم لنفسه أنها سيغرقها في هذا الحب حتى آخر نفس في حياته

******............

بعد مرور أربع سنوات........

كانت تجلس على ذاك الشاطئ الشبه خالي من البشر

تتأمل غروب الشمس كأنها تغرق بداخل البحر بتدرج ألوانها وتداخها فكانت لوحة فنية من العظمة المتجسدة في القدرة الإلهية 

لفت انتباهها تلك الضحكة الصاخبة الطفولية التي انطلقت من ابنتها وهي تتجه نحوها بخطوات راكضة

ووالدها يجري خلفها  

ابتسمت بشدة وهي ترى ذاك الشبه بين الأب وابنته فهي تحمل نفس الشعر الأسود الفاحم ونفس العيون الرمادية الحادة التي تذيبها مع ملامح أنثوية طفولية جميلة .....

تأملته وهو يعيد خصلاته التي تساقطت على جبينه

يامن بصوت عالي وهو ينادي على ابنته التي ارتمت في أحضان والدتها 

=ليلى تعالي هنا 

ليلى بصوت طفولي عذب

=تعالى يا بابي أنا تعبت وبعدين إنت بتغش مش هلعب معاك تاني

ضحكت ليل بخفة على ابنتها المشاكسة وهي تقبل خدها المحمر بقوة

ليل بابتسامة مشرقة ومرح

= ياربي على حلاوتها يا ناس حبيبة مامي 

اقترب يامن منهم بخطوات هادئة وابتسامة عاشقة يتأمل تلك اللوحة المكتلمة نعم هذه هي عائلته 

هذه الملاك الصغير هي ابنته هذا حقيقي كل شيء أصبح مثالياً بالنسبة له وجميلا بشكل لا يصدق 

هذا المشهد الذي يتأمله هو أروع شيء قد يراه في حياته يتمنى لو تستمر هذه اللحظة للأبد

ابتسم بعشق وهو يجلس بجوار عائلته 

محيطا بليل بين ذراعيه بينما هي تحمل ابنتها ليلى بين ذراعيها نعم هو من أصر على إختيار هذا الإسم فبدلاً من واحدة أصبح لديه اثنتان

يامن بهدوء وهو يطبع قبلة طويلة على عنقها

=إنتي هي القصة التي أتمنى أن تستمر للأبد.......

تمت بحمدلله

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا