رواية سكر ناعم باسم ونيرة من الفصل الاول للاخير بقلم اسما السيد
رواية سكر ناعم باسم ونيرة من الفصل الاول للاخير هي رواية من كتابة اسما السيد رواية سكر ناعم باسم ونيرة من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية سكر ناعم باسم ونيرة من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية سكر ناعم باسم ونيرة من الفصل الاول للاخير
رواية سكر ناعم باسم ونيرة من الفصل الاول للاخير
(العشق يأتي سهوه…بلا جهد..ولا تخطيط مسبق..الحب كالأعصار ان لم تأخذ حذرك اقتلعك..)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
علي طريق الهاويه نقابل الكثير، بعضهم يشبهنا، وملامحهم تشبه ملامحنا، نألفهم ويألفونا
وآخرون لا يمتون لنا بصله، لا نجد بهم أي صفه تميزهم..ولكن مجبورين علي اظهار ابتساماتنا لهم، وتقبلهم..
تلك هي الحياه..راحله..لن تعود..ولن نعود نحن كما كنا..ستظل تأخذ من أعمارنا، وتزيد منه يوماً بعد يوم..
بعذبه بدرالدين الرشيد..
علي جسر بحيره صغيره تجلس جوان
وابنه عمها وصديقتها
نيره….
كل منهم تحمل علي عاتقها هموما لا حصر لها.. في حياتها..
فقد ابتلاهم الله بابوين الاثنان يفكرون فقط بانفسهم وبالاموال فقط…
وكيفيه جلب عريس غني لبناتهن..
لا وقت للمشاعر ولا الحب في قاموسهم..
(جوان في الصف الثاني الثانوي
وصلت لهذه المرحله بصعوبه..
نيره..في الصف الثالث، بمدرسه التمريض للفتيات
والد جوان.. راجل بسيط يمتلك قطعه ارض يزرع بها ووالدتها تعمل كخياطه للملابس
ولديها شقيقه اكبر منها ضغطو عليها واخرجوها من المدرسه بعدما وصلت للمرحله الثانويه..
وتزوجت صغيره بعد ضغط من والدها عليها تدعي جميله..
كانت والدتها امرأه بسيطه وتحب مشاهده المسلسلات كثيرا لذلك أسمتهم علي اسامي بطلات المسلسلات التي تشاهدهم
جميله… كاسمها جميله تكبر جوان بسنه واحده فقط..
ولديها طفلان توأم زوجوها عرفيا لانها لم تتم السن القانون.. زوجوها ابنه الخامسه عشر
اتي لجميله شاب يعمل بالخارج.. فطمع والدها به.. فزوجها قائلا..
(زواج البنت ستره..واهي تنزاح همها..)
يعيشون في عزبه صغيره تشبه القريه ولكن الميزه بها ان معظم اراضي العذبه ملكا لعائله بدرالدين الرشيد وولده عمران واحفاده..
عائله تمتلك اموال الكون، وتعمل في كل المجالات..
بدرالدين حفيدهم بطلا في الفروسيه وهذا يفسر الكم الهائل الذي يستحوذ عليه اسطبل الخيول..ومزرعه المواشي التي تصدر لشركاتهم
وللاسف لا يرحمو..
وهذا يفسر خوف الناس منهم وترحيبهم الحار بهم..
جوان بزهق دلدلت قدميها لمياه البحيره الصغيره..
فلكذتها نيره لتستفيق من شرودها..
بت يازفت ياجوان روحتي فين خليكي هنا..؟
بلمعه مجنونه في عيون جوان استدارت لنيره..
ـ عارفه يابت يانيره نفسي ابقي مدربه دلافين اوي ..خلاص انا قررت.. وأنا عند خالتو سهر
في مطروح هخليها تشتركلي في النادي ادرب مع عروض الدلافين…
نظرت نيره لها وهزت راسها لتستفيق..
من صدمه كلامها..
(حصري لجروب ولنا في الخيال حياه)
نعم يختي..انتي يابت مش رسيالك علي بر ليه مره هطلع غواصه.. ومره مدربه دلافين..
بلامبالاه اشاحت جوان يدها
.وهي تستقيم من مكانها تنفض ثيابها..
ـ ياشيخه اهو اي حاجه ليها علاقه بالبحر وخلاص..المهم اني راشقه فيه..
نظرت لها نيره بقله حيله وقالت..
طيب ياختي ماانتي عشان خالتك ماشاء الله غنيه وبتروحي وتيجي عليها وعلمتك السباحه زيها ومعاها فلوس متلتله ورثاها من العجوز جوزها..
ليكي حق تتبطري علينا..الله يسهله ياعم..
جوان بضحك..قري ياقراره..وبعدين ماعملي الرضي ابويا..وقفلي بقالي ست شهور حالف علينا منكلمهاش..معرفش ليه..
ال ايه خالتكو دي اللي خيبتكو..حتي جميله الغلبانه وسوس لجوزها لحد ماحلف عليها هي كمان متكلمهاش
نيره..اخيييه..طب هتعملي ايه يافالحه..؟
جوان بلمعه مجنونه في عيونها..
للاسف مفيش غير حل واحد..يابت يانيره..
نيره بصدمه..لا متقوليش هتعمليها تاني..ابوس رجلك ياشيخه
دا علقه السنه اللي فاتت لسه معلمه..هو يعني عشان انا بت عمك انضرب بسببك يعني..
انتي تهربي من هنا وانضرب انا من هنا..
بالله عليكي ياجوان ابويا اسخم من ابوكي ودماغه زفت ويقولي هتعملي زيها..
جوان بضحك..لا متخافيش المره دي هكتبلهم في الجواب..انك ملكيش ذنب..
واني اتخذت قراري بكامل قواي العقليه..
يالا يختي.
ادارو ظهورهم للعوده متأبطين ببعضهم
فهم يسكنون بيتا واحدا جميعا من ثلاث ادوار هم وعائلتهم
بيت العائله كما يسمونه..
سمعو صوت صريخ النساء آتيا من قريب..
جوان بخوف من الصوت
ايه اللي حصل تعالي نشوف بسرعه.
نيره..وهي بتجري وراها..يالا..
كعادتهم تأخذهم قدماهم لمشاكلهم فضولا..
ــــــــــــــــــ
بسياره بدر الدين..
اف..الطريق اللي مايعلم بيه الا ربنا دا..؟
بتافف وزهق قالت هذا … نيرمين اخت بدرالدين..
التي تجلس خلفه بالمقعد الخلفي هي ووالدتها نسرين
ويجلس بجانب بدر الدين شقيقه باسم..
بدرالدين ٣٠سنه،الابن التاني لعمران بدرالدين الرشيد..
بطل العالم للفروسيه شاب بلحيه وبشره سمرا وعيون بلون العسل وشعر سايح اسمر..رجل اعمال وله هيبه بس مش زي فراس اخوه.. لان فراس اقوي واشرس منه وللاسف ولا مره زار هنا..
من صغره بيكره العذبه لان والدته انقتلت هنا.. والكل بيخاف منه
بدر الدين زيه بس علي صغير خليفته زي مابيقولو
عصبي وخلقه ديق ومبيرحمش..للاسف ورثوا طباع جدهم الاكبر..
يختلف عنهم اخوهم باسم ..مرح و خفيف الدم واتم عامه ٢٦ يعمل مع اخويه….
ولا يروق لهم طباعهم ولا تصرفاتهم ابدا..
استدار بدرالدين لاخته
يحدثها بعنف.. والله ياست هانم محدش قالك تعالي..
والزفت الطريق دا ياما سفلتناه وعلي حسابنا بس للاسف الفلاحين بيهدوه كل مايسدو بلاعات الصرف الصحي..
لازم الواحد يديهم فوق دماغهم عشان يمشو..
باسم بهدوء..يابني مابراحه في ايه؟
الناس هنا غلابه ملهومش في حاجه..ومش ذنبهم يعني..دي حاجه فوق ارادتهم وياسيدي نصلحه تاني مفيش مشكله..
نسرين الام بتأفف..خلصونا بقي..فاضل اد ايه يابدر…؟
(حصري لجروب ولنا في الخيال حياه)
بدر بزهق..خلاص دقايق ونوصل..
نسرين..اف الواحد يخلص من مرات اخوك وقرفها نيجي لقرف الطريق..حاجه تزهق..
بدر الدين بحده..ماما..متزهقنيش وتفكرينا بست زفته..
نسرين بغيظ..ماهو ابوك السبب اللي بلانا بيها..انا مش عارفه مستشفي ايه اللي متمسك بيها دي..هو احنا مستنينها..
اخوك اتبدل وحالته ساءت اكتر ومبقاش فراس..بقي مسخ..معرفوش..اللي بيطوله بيشوطه
بدرالدين بهدوء..بقولك ياماما ياريت تهدي كدا..
ملوش لازمه كلامك دا..انتي عارفه فراس بيعمل في الاخر اللي هو عاوزه..
نسرين بحزن..ربنا يهديك يافراس
نيرمين..بلهفه..علي فكره هو وعدني انه هيجي هنا..
نسرين بصدمه..بجد..؟
قالك هيجي؟
نيرمين..ااه والله قال كدا..
قاطعهم باسم..
باسم..استني ايه دا؟
صوت الصراخ صدم بدر وباسم
فاوقف بدر سيارته بسرعه وباسم الذي انطلق مسرعا
ليري ماذا يحدث..
بدر بحده لوالدته واخته…اوعو حد يخرج من العربيه ليكون فخ لينا..
جوان بصدمه من هول المنظر
الجميع يقف مصطفا ليرو مايحدث ولم يكلف احدا خاطره للنزول لنجده الطفل الصغير الذي يكافح لاخذ انفاسه..
طفل صغير تعلم هويته سقط في وسط البحيره العميقه التي تبتلع كل بعض الوقت طفلا او شابا ولا احد هنا..
تلك البحيره تدعي ترعه الموت..
من قوه تيارها وغوطها غداره..الكل يخاف النزول لها..
ولكن..
هل سيتركون الطفل ليموت..
جوان بصدمه وصراخ….ايه دا انتو واقفين ليه كدا،ماحد ينقذه..بسرعه..انزلو انقذوه..
صرخت بهم وكالعاده لا رد فعل
النساء تصيح.. والام تولول..
الام..الحقيني ياجوان خليهم يتحركو..ابوس ايدك..
صرخت فيهم جوان بحده..يابلد جبانه
يارجاله بالاسم..اوعو كدا..
وفي ثواني..
خلعت طرحتها وانفلت شعرها الذي يشبه الليل الاسود وساعدها لبسها..
كانت ترتي بنطالا من الجينس
وجاكت يحميها من برد الشتاء
جميع ملابسها خالتها من تأتي به..
لذا كل من يراها لا يصدق انها ابنه حمدان الناظر..
وبكل جرأه نزلت هي…
في اللحظه التي قذفت نفسها فيها كان وصل
بدر الدين… وانصدم من منظر الحوريه التي قذفت نفسها لتنقذ الطفل
الذي يكافح ليبقي حيا ويبكي..ولا رحمه بقلوب اشباه الرجال هذه..
باسم بصدمه..اوعو يابهايم..اوعو كلكو..انتو واقفين تتفرجو..
وقتها صرخت نيره..جوان حاسبي ياجوان..
وبكل مهاره سحبت الطفل وخرجت به
من عمق المياه..
االبحيره غويطه جدا، لدرجه انها كانت تسحبها هي..
مدت يدها بالولد فهبط باسم وحمله منها..
وبعدها فقدت السيطره علي جسدها وشهقت مستسلمه للمياه تسحبها..
لمح عدم تحكمها بنفسها..ولقربه من مكانها
هبط بجسده وامسك يدها..
نظرت لمن يمسك بها..وشهقت..
بدرالدين بهدوء..متخافيش مش هسيبك..امسكي فيا كويس..
شدها من يدها..الي ان اقتربت من الشط وتمسكت به..
وقفت تأخذ انفاسها فباغتها هو بحملها بخفه من تحت ابطيها كطفله صغيره..
جواان..عاااا ياماما…
لم تكمل رماها علي الجسر..
ونظر لملابسها الملتصقه بجسدها وعيون الشباب تأكلها..
جوان..اااه
بدر بهدوء. وهو يمد يده لها بجاكيتها
البسي الجاكت ولا عجبك عيون الشباب اللي بتبصله
جوان بشهقه.. هيييه انت..
لم تكمل.. جز علي اسنانه ونظر لها نظره ارعبتها فلبست الجاكت بسرعه
واستدار هو لباسم الذي يصرخ..
بدرالدين..في ايه ياباسم..؟
باسم..الولد هيموت قطع النفس..
والدته..يامري..يامري..ياااني..دا هو اللي حلتي..
الحقوني ياناس..
تمالكت نفسها وارتدت ثيابها.. واستقامت تبحث عن نيره..
وجدتها منكمشه بعيدا..
نيره رقيقه وتخشي اللمه والصراخ..
جوان بصياح…نيره..
نظرت لها نيره بخوف..ولكنها باغتتها بجذبها والصياح بالجمع..
اوعو…كدا..
ووجهت كلامها لنيره..اعمليله تنفس يانيره بسرعه..
هزت نيره رأسها بهدوء وبرقه..جلست ارضا
مره..اثنتان..وقذف الطفل المياه من فمه وفتح عيونه يبكي بخوف..
هلل الجميع وهم يشكرون بجوان ونيره..
لاحظت جوان تدافع الرجال
ووقعت عيونها علي عيونه التي تنظر لها كالشيطان..لا تعلم من هذا؟
ولكنه يخيفها….فسحبت ابنه عمها بسرعه ورحلو..تحت انظار بدرالدين وباسم المذهوله من ان يطلع من هذه العذبه، حوريات مثلهم..
نيره بخوف..يانهار ازرق ابوكي وابويا جااين ياجوان..
جوان بتماسك..لمحت طريقا فرعيا امامهم..
سحبتها وهي تضحك..اجري يانيره قبل مايشوفونا..
نيره وهي تهرول خلفها..
ولو مشفوناش مهو هيسمعو من الناس..ياخيبتنا التقيله..
جوان..المهم نوصل قبل مانتفضح في الشارع..
اجري يازفت الطين..
بسياره بدرالدين..
بدر بشرود بعدما سلم القياده لباسم ..مين البنتين دول ياباسم.؟
باسم هو يدير السياره ليدخلا قصرهم..مش عارف..اول مره اشوفهم بس سمعت حد من اللي واقفين..بيقولو بنت حمدان الناظر وبنت اخوه..
بدرالدين بصدمه..الراجل الجشع ده اللي مرضيش يبعلنا الارض
باسم..اه هو للاسف..راجل طماع..
نسرين بتأفف..اقفلو سيره الفلاحين اللي تموع النفس دي معدش الا هما كمان يشغلونا وياخدو من وقتنا..
باسم بتأفف من كلامها.. ربنا يهدي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عبدالعزيز المحمدي..
كلموني ثاني عنك فكروني
صحوا نار الشوق، الشوق في قلبي، وف عيوني .
رجعولي الماضي بنعيمه وغلاوته، و بحلاوته وبعذابه وبأساوته.
وافتكرت فرحت وياك قد ايه، وافتكرت كمان يا روحي بعدنا ليه
بعد ما صدقت إني قدرت انسى بعد ما قلبي قدر يسلاك ويأسى
جم بهمسة وغيروني، كانوا ليه بيفكروني..
كانت تقف تغني بصوتها العذب خلف ام كلثوم..لطالما كان صوتها الجميل محط انظار من يستمع له..
الكل اشاد به..الا هو..
زوجها الفذ كما تخبرها صديقاتها..
اغمضت عيونها وتركت كل شئ خلف ظهرها كعادتها..تستمتع بصوت ام كلثوم..ترددها خلفها
الحسنه الوحيده..انه اهداها هاتفا غالي الثمن..
في كل مره يأتي ويكسره قطعا..
وبعدها يأتي ليلا ليرضيها لينهل من شبابها وجسدها..
فيهديها غيره..فترضي..بلا حيله لها..
ترضي لانها تعلم انه يلهيها به..عن عبثه وقرفه
مع النساء علي شبكات التواصل
الا يكفيه ما يصلها من كلام عنه وهو بالخارج..
اااه ياليت لها ابا صارما كحماها ليدافع عنها..
لا تنكر ان لولا والده ووالدته لما استطاعت العيش معه دقيقه واحده..
لولاهم لما نزل لها ابدا ولما حكاها..يخبرونها ان تصبر من اجل ابنائها..
وان لا احد سيطيقها بعد الطلاق بأبنائها..
هم محقون..
من سيطيقها بابنائها والدها الذي رماها لذلك الغني الفاسد ولم يسأله عن علمه وادبه..
اااه حارقه خرجت منها..
وتبعها صوته..الحاد..
ارتجفت ونظرت بصدمه لوقفته..
ـ انتي ياهانم بنادي عليكي بقالي ساعه..
قولتلك مش عاوز اسمع صوتك اللي زي النشاذ ده..
و بحده اخذ الهاتف من يدها والقاه ارضا
اصبح فتاتا..
كما قلبها المرهق من اهاناته المتكرره وكسرتها وضياع حلمها..لم تبكي لم تصرخ..اعتادت..
يأتي ليلا ليراضيها فترضي خوفا من شماتت الناس بها كما تخبرها حماتها ووالدتها..
وصباحا يمارس عليها رجولته المزعومه..
أمن الرجوله ما يفعله معها..ان يهينها فقط ليرضي غروره وقرفه
ان يثبت انه رجلا..
الم يكفي انها قتلت شبابها وطفولتها معه..
تزوجته ابنه الخامسه عشر وانجبت توامين منه ..اقتلعوها من جذورها ومدرستها وحياتها..لقد انهت الاعداديه بتفوق ودخلت الصف الاول الثانوي ولم يدعها والدها تكمل تعليمها..
هي الابنه الكبري وتاتي خلفها جوان تصغرها بعام واحد فقط..
من اجل ان يزوجوها له..
قال لها والدها..افرحي ستعيشي سعيده زوجا يعمل بالخارج..فاجابته لا اريد..
ضربها فبكت..اخبرته اريد الدراسه..
فأجبرها..زوجوها عرفيا..من اجل طمعه بالمال
اخبرتها اختها ان تهرب ولكنها ليست قويه مثلها..
هي جميله..اسمها جميله..وهي جميله..مشكلتها هدوءها وضعفها وخوفها..
خافت والدها فهربت من جحيمه لجحيمه زوجها….
اصبحت الان علي وشك اتمامال١٨ ومعها طفلان توامان
رواء وروان..هم هديه القدر لها..
وببعض الاموال والرشاوي استطاعو استخراج شهادات ميلاد لهم..
ستتم الثامنه عشر بعد شهر. ومن المفترض ان يعقد عليها رسميا..
فاقت علي صوته الحاد..وهو يشير بيده لفتات الهاتف..
نزلت دمعه من عينها خانتها..كان وسيلتها الوحيده للتسليه وسط هذا الكم الهائل من المرار..وهي تلملم باجزاءه..
ـ عيشه تقرف..كان يوم اسود يوم مابلوني بيكي..
مسحت دمعتها الشارده وابتسمت بحزن..
قائله لنفسها كالعاده..
ـ هتتعدل..مسيرها هتتعدل مش هتفضل كدا
يااارب..
استقامت تضعه بحقيبه اعتادت علي ان تحتفظ بها علي مقتنياتها المحطمه..
هذه هي حياتها..
جميله الناظر..منذ تزوجت هذا الذي بالداخل
زوجها حسام ذو ال٤٠عاما.. وهي ابنه الخامسه عشر
يعمل بالخارج لديه اموال وبلا اخلاق..فاسد
تكرهه وتكره حياتها..
بعد نصف ساعه..
كان عاود النوم مره اخري..
استمعت لبكاء طفلها تبعه صوت بكاء اخته..
فهرولت لهم قبل ان يسمعه مره اخري..
ولكن هيهات..
حسام بحده..
ـ هو يوم مش معدي انا عارف..انتي يازفت ياجميله..
يا دكتوره جميله..
اومال انتي قاعده تعملي ايه لسه مكانك..انتي هتمثلي..
ماتقومي..ينعل..
استمعت لصراخ والدته..فهبت صاعده
ـ جميله..افتحي يابنتي..افتحي..
هرولت لتفتح لحماتها..وعلي يدها طفليها..
فتحت لها..
ام حسام…
في ايه بس ياجميله..ايه اللي حصل؟
حسام بزهق..هو في ايه انتي يامه؟
هو انا مبلحقش ازعق للسنيوره تجرو تدافعو عنها..
هو مش من حقي ارتاح ولا ايه…؟
همت والدته بالرد عليه لتوبخه..ولكن صوتا حادا من رد عليه..
والده عبدالعزيز….اخرس قطع لسانك..قلتلك ميت مره اوعي حسك عينك تعلي صوتك علي مراتك وعيالك..
انت ايه مبتحسش..جبله. مش كفايه قرفك وماشيك مع النسوان..لا وجاي تكمل علي مراتك الغلبانه اللي مكنتش ليك ابدا..
انا هفضل شايل ذنبها العمر كله..بسببك..
حسام بخوف..ياابه بس..انا عملت ايه.؟
عبدالعزيز بحده..ولا عملت ولا معملتش اعمل حسابك فاضل شهر وجميله تتم ال١٨وتكتب عليها رسمي فاهم ولا لا..وبعدها عاوز تغور من هناا..غور مطرح ماجيت..جميله مسئوله مني هي وعيالها..
حسام بتوتر..هااا.بس..
مراد..مبسش..يالا ياجميله هاتي الولاد وتعالي يابنتي نفطر تحت..وانت ربنا يهديك..
ابتسمت جميله لحماها الحنون..ولملمت ثياب ابنائها وهبطت خلفهم..
(قد يبتليك الله باهل هم نكبه حياتك ويعوضك باناس أخري يطبطبون علي قلبك وروحك
ويجعل الله الشر علي يديهم خيرا كثيرا..)
حسام بخوف..شهر..ازاي..انا لازم اتصرف.
واسعي في الورق عشان اخلص
مهو انا لو منفذتش، ومشيت كل حاجه هضيع مني..
انا لازم اتصرف مش معقول الفلاحه دي تربي ولادي..انا اتجوزتها مخصوص عشان الخلفه..وعشان اعوض نازلي عن الخلفه وانا وهي نربيهم سوا..
لازم اتصرف…
ابتسم بشر..هوريكي ياجميله..لازم احرق قلبك وارجعك للخدمه ورا الجاموسه تاني..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمستشفي الرشيد لجراحات التجميل.
علي طاوله مستديره..
تجلس تسنيم ووالدها مختار عارف..
مختار بحده..انا زهقت منك ومن عمايلك وقرفك لحد امتا هتفضلي كدا..
هتفضلي تغلطي وتضيعيني وتضيعي اللي ورايا
مش كفايه اني مستحمل عمايلك..انتي عارفه انا عملت ايه عشان يرضي يتجوزك مع انه كان ممكن يرفض..ويقول تولع المستشفي باللي فيها
انتي ايه حافظي علي عيشتك بقي ياشيخه وهاتيلك حته عيل..يقرب مابينكو..
تسنيم بحده..نو واي ابدا ابوظ جسمي عشان واحد زي دا..وهو مش الملاك البرئ ماهو كل يوم مع واحده شكل..يعني الحال من بعضه..
وانت اللي جبرتني أتجوز فراس انا قلتلك انا مبسوطه كدا..
قبل ان تكمل كلامها كانت صفعه مدويه ترن علي وجهها من والدها..
ـ بتضربني يابابي..
ـ واقطم رقابتك.. للاسف معرفتش اربيكي.. انا كنت فاكر اني بجوازك من فراس هتنعدلي
وفراس هيربيكي
لكن لا لسه زي ماانتي حتي الشرب والمخدرات رجعتلهم..
تسنيم بصدمه.. بابا انا..
ـ مختار بتهكم.. انتي ايه؟
مفكره ان فراس اصلا عاوز منك عيال..وانو ميعرفش اللي بتعمليه
بالعكس ياهانم..
دا ممشي وراكي حرس ليل مع نهار وللاسف بيوصلو اللي بتعمليه صوت وصوره
يعني لو بيحبك بس ١٪ كان اهتم للقرف اللي بتعمليه
كفايه وانضفي بقي لنفسك..ولسمعتي اللي بهدلتيها..انا بنكسف اقول انك بنتي..
وبعدين عوزاه يعمل ايه وهو كرهك واتجوزك علي رغبه مني، عشان ميخسرش تعب ابوه في المستشفي، بعد مالويت دراعه اني هاخد المستشفي كلها..
تسنيم بتهكم.. علي اساس مكنش ابوه متفق معاك علي كدا.. وانك تقوله كدا
فراس دا مش بتاع جواز..بتاع عك بس..يعني مفيش حد احسن من حد..واحد معقد ومقرف
مختار بحده.. انتي قليله..
قبل ان يتم كلامه.. جاءه صوت والد فراس الحاد..
استني انت يا مختار..
تسنيم بصدمه.. اونكل عمران..
عمران بتهكم.. ااه اللي للاسف اتفقت مع ابوكي علي ابني..
ابني اللي مش عاوزه تخلفي منه.. لا وبتقولي عليه معقد ومقرف
المقرف اللي لمك وأويكي في بيته وبتصرفي من فلوسه علي المخدرات اللي بتتنيلي تشربيها وعالوسخ اللي ماشي وراكي زي ديله..
ابتلعت ريقها ونكست راسها وهو يجلدها بحقيقتها…
ـ انا اتفقت مع ابوكي علي ابني
كنت فاكر ان جواكي نضيف هتقدري تتغيري وتغيري ابني اللي كاره للدنيا بحالها بسبب اللي حصل في امه قدام عنيه.. بس انتي طلعت اسوأ ماكنت متخيل..
وانا فعلا اسف.. مش ليكي.. لابني..
مختار بحزن.. حقك عليا ياعمران.. انت عارف اللي انا فيه.. معرفتش اربيها وامها السبب
ارجوك متخليش فراس يطلقها.. هي هتتغير
عمران بتعب.. فراس بقي اسوا من الاول والسبب بنتك وللاسف كنت شريك معاك.
معنتش قادر اسيطر علي قسوته ولا تصرفاته..
صحيح بيتجوزهم عرفي بس عذر اقبح من ذنب
وياريت تعرف بنتك ان دا مكان شغل..
اكل عيشنا مش مكان لضرب المخدرات
ولو فضلت علي كدا.. انا هسلم الاداره لفراس وهو هيتصرف بنفسه..
شغل الدكتوره دا مينفعش معاها…لانها اساسا فاشله..
مختار بخوف.. فراس..لا.. قلبك ابيض ياعمران دي اخر مره هتيجي هنا اوعدك..
قومي فزي روحي ياتسنيم لبيت جوزك..
عمران بتهكم..جوزها..يارب سامحني..
(عمران بدرالدين الرشيد..دكتور تجميل شهير تزوج من والده فراس زواجا تقليديا
كانت طبيبه وانشئا معا هذه المشفي.. وانجب منها فراس وتوفيت اثر جريمه قتل علي الطريق المؤدي للعذبه….امام ابنها..الصغير ذو الخامسه سنوات.. وتزوج من اختها نسرين لتربي طفلها وانجب منها بدر الدين ونيرمين
لم يجمعه مع الاختين الا المصلحه..وكلتاهما علي درايه بذلك..ولكن الاحترام أساس العلاقه بينهم..)
اما القلب….
تنهد عمران وهو يستقبل مكالمه من نيرمين..
ابتلع غصته واجابها..
ـ الو…وصلتو..
ـ اه وصلنا مش ناوي تغير رايك بردو وتيجي..
ـ بغصه..لا..
ـ بتهكم..اللي اعرفه انك مكنتش بتبطل تيجي هنا وانت شاب…ايه اللي كرهك في هنا..
ـ بوجع..بقلبه..مفيش يانسرين هو بالعافيه ياستي..المهم وصلتو بالسلامه..
ـ نسرين بغيظ..ولا عشان بتفكرك بحبيبه القلب الفلاحه..
ـ عمران بغضب..انتي عاوزه ايه؟في ايه يانسرين بدوري عالنكد ليه..ايه لزمته تنبشي في الماضي..
ـ نسرين بغل..عشان لا عرفت تحب اختي اللي ماتت بسبب عداوه ابوك، ولا عرفت تحبني وانا جيبالك ٣عيال لسه ست الحسن والجمال في قلبك..
ـ عمران بحده..اظن مضحكتش عليكي ولا علي اختك..اختك كانت عارفه كل حاجه ووافقت بيا..وانتي كنتي عارفه وبردو وافقتي..بلاش تمثلي دور المظلومه يانسرين.. عن اذنك..
واغلق الخط..
مختار بقلق…اهدي ياعمران مش كدا..في ايه؟
ـ عمران بتعب وتهكم…موال كل يوم. ماانت عارف..
مختار بفهم..روق ياعمران اخر مره انفعلت كنت هتروح فيها..كبر دماغك..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل حمدي واخوه..
ااه يابنت الكلب فضحتيني افتحي..
كانت سمر والدتها وسعاد والده نيره يقفون حاجز امام الباب التي يختبأون به بحجره جدها بالدور الارضي..
سمر..خلاص ياحمدي مش هتعمل كدا تاني..سيبها المره دي..
حمدي بحده..اوعي انتي وهي بنتك فضحتنا ياسمر هي و المحروسه التانيه..
والله يمين بعظيم لكون مجوزها لاي واحد يتقدملها واخلص من قرفها وبردو هضربك ياجوان..
جوان من خلف الباب..انا مش جميله عشان تجوزني غصب عني لواحد قد ابويا..وعليا وعلي اعداءي..ههرب منك وافضحك..
سمر بلطم علي خدها..اخرسي ياجوان..اخرسي
منك لله جيبالي الكلام..
نيره من الخوف..كانت تختبئ بحضن جدها العجوز..
ـ والله ياجدو ماعملت حاجه ابويا هيضربني
وانا بخاف من الضرب..متخليهوش يضربني ياجدو..دا جسمي كله بقي معلم من الضرب..
الجد سعد..محدش هيضربك ياقلب جدك..
جوان..بغيظ..طب وانا بنت البطه السوده..
الجد بضحك..لا انتي بت كلب ومش هيقدرو يضربوكي
اما الغلبانه دي زي الغلبانه اللي جبروها..
وانا لو كنت بصحتي يابت ياجوان مكنتش اديتها للواد اللي عامل زي الليله السوده الاقرع دا..
انفجرت جوان ونيره بالضحك علي جدهم العجوز..
ونسيا ماكان فيه..وجلسا يتسامرا معه..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميله..ياجميله..
ـ نعم يابابا الحاج..
تعالي ياحبيبتي.. خدي كتبك واقعدي زاكريلك شويه الامتحانات قربت..
جميله بامتنان لذلك الرجل الذي اصر ان تكمل تعليمها سرا
حيث قام بتقديم اوراقها بالمركز
بالثانوي المنزلي حتي والديها لا يعلما انها تكمل تعليمها ويأخذها سر لتؤدي امتحاناتها..
جميله بحزن..مش هينفع يابابا خايفه ينزل ويشوفني وبعدين شكله قاعد ومش هعرف اروح الامتحانات..
عبدالعزيز بحب..ولا قاعد ولا نيله هو بس يكتب الكتاب ونمشيه..
انا حاسس اني ظلمتك يابنتي ومش عاوز اقابل رب كريم وانا ظالمك ياجميله..ابني مكنش له جواز وهو بالمنظر دا..
انا كتبت كل حاجه تخصني باسم روان ورواء وسجلتها ليهم انا وامه وبعد عمر طويل كل حاجه ليكو..
وامسكي دي يابنتي فيزا عملتهالك وحطتلك فيها فلوس الارض اللي بعتها، محدش ضامن الظروف..يمكن تحتاجيلها وتدعيلي.. انا هسافر ياجميله انا وامك نعمل عمره حاجز شهر وهرجعلك عشان نكتب كتابك عليه..
خلي بالك علي نفسك وعالولاد..ولو عارف ان ابوكي يؤتمن كنت قلتلك روحي اقعدي عنده..
لو جرالنا حاجه يابنتي خلي بالك من نفسك ومن الولاد ومتخافيش من حد..كل حاجه هنا ليكي ولولادك..
حققي حلمك وربي ولادك ومتخبيش خبيتنا وتغربي ولادك ياجميله..
نظرت له ونزلت دموعها..
وقالت.. هتسبوني لوحدي معاه يابابا..
فطبطبت عليها والدته..واخذتها بآحضانها..متخفيش احنا مش هنتاخر عليكي..
لسه فاضل شهرين علي امتحاناتك..نفسي اشوفك مغنيه كبيره بتطلعي في التلافزيون..مش انتي بتقولي نفسك تدخلي المعهد اللي اسمه ايه ده..
جميله بابتسامه..معهد الموسيقي..
ـ ايوه المدعوق ده..متسمعيش كلامه ياجميله صوتك زي الكروان يابنتي ربنا يحرسك..
جومي بقي ادخلي الاوضه واقفلي علي نفسك وابوكي الحاج هيخرج يشتريلك تلافون جديد بدل اللي انكسر ده..عندا فيه..
جميله وهو تقبل يد حماها..ربنا يخليك ليا يابابا..
ـ ويخليكي يا حبيبتي..
ــــــــــــــــــــــ
بعد اسبوع..
بمنزل عبدالعزيز
حسام بخباثه..محضرلك مفاجأة
جميله بصدمه..مفاجأه
حسام بهمس..ابويا وامي يمشوا واعملك شهر عسل جديد ياجميلتي..
جميله بقلق منه وبتهكم..شهر عسل لاوالله..
حسام..طبعا هو انا ليا اللي انتي وولادي..
يالا عشان نوصلهم بقي..
عاوزك تلبسي اشيك حاجه عشان هنطلع شرم الشيخ احنا كمان..
جميله بصدمه..نعم؟
شرم..؟
حسام وهو يخرج تذاكر السفر… ااه واهي تذاكر الطياره قومي بس..عاوزك فرسه..
وغمز لها..
يالا..
جميله..تذاكر ازاي وانا من غير باسبور..
حسام بضحك..ماانا خليت واحد حبيبي يعملك واحد كله بيمشي بالفلوس ياجميله…واحنا الحمدلله
جميله بخوف نظرت لوالدته التي ابتسمت لها..
ـ قومي ياجميله حضري نفسك عشان نوصل
جميله وهي تنظر للخارج..كانت تتمني ان يحضر والدها او اختها ووالدتها للسلام علي حماها وحماتها كما فعل الجميع.. ولكن
كالعاده..لم يأتي أحد..
حماتها بحب..يالا ياجميله البسي ويالا..
جميله..بابتسامه.. حاضر..ياماما
ـــــــــــــــــــــــــ
بقصر الرشيد..
يجلس شاردا يستمع لحديث والدته بلا انتباه..
وبجانبه شقيقه..ووالدته..
اندفعت نيرمين تبكي
الحقيني ياماما..الحقيني
ـ في ايه يانيمو ياقلبي..
ـ الفستان اللي كنت هحضر بيه فرح نهاد بنت العمده انقطع..هحضر ازاي دلوقت..؟
واحنا في منطقه شبه مقطوعه واتصلت بابيه فراس قال مش جاي انا في شرم اعمل ايه؟
باسم بتهكم..وهو يعني لازم فستان ماركه متلبسي اي حاجه.
نيرمين بحده..وانت مالك انت..
بدرالدين بحده..اخرسي واتكلمي بأدب مع اخوكي الكبير اول واخر مره اسمعك بتغلطي فيه قدامي وامشي انجري اطلعي علي اوضتك
نيرمين ببكاء ضربت الارض بقدميها وصعدت..
عااااا..
نسرين..لبدر..قولتلك متشخطش في اختك كده تاني..
بدر بقوه..ااه محاضره الام الفاضله عاوزانا نسيبها تبطح عشان تبقي تسنيم تانيه مش كدا..
لا ياست هانم احنا رجاله ويوم ماتعمل كدا هقطم رقبتها..
عن اذنك..
أصابك عشق..✍️اسما السيد..✍️
بعد ساعه..
متقلقيش ياست هانم..دي سمر ايدها تتلف في حرير وهتجيبهولك احسن من الاول هي ساعه زمن وهتجيبه..انا مأكده عليها..
نيرمين بتافف..ربنا يستر مش كفايه ان فلاحه اللي هتعمله..اكيد هتجيبه ريحته بهايم..
ـــــــــــــــــــــــ
ياجوان الله يهديكي قومي ودي الفستان..
جوان بغيظ..لا مش راحه هناك..وكمان انتي ناسيه ان ابويا حالف مااخرج..
سمر بقله حيلها..اعمل ايه ياربي حتي نيره مش هنا..انتي هتروحي وترجعي قبل مايجي.
ـ قومي الله يهديكي يابنتي ابوكي حالف عليا بالطلاق..
جوان بغيظ..هاتي ياماما بس اقسم بالله لو حد دايقني لجيب عاليها واطيها وانتي عارفه..
ـ سمر ببسمه..المهم روحي وخلصينا الفستان اهو..
جوان..هاتي..ادعي ابويا ميقبلنيش..
ـــــــــــــــــــــ
يامخيمر..
ـ ايوا يابدر بيه..بقولك كنت عاوز اسالك عن البنت اللي انقذت الولد اللي وقع في الترعه
مخيمر كعادته يعشق الحديث والكلام..تقصد جوان الناظر..دي بنت بميت راجل يابيه صحيح ابوها راجل منتن وايحه..بس بناته الشهاده لله جمال وعلم..
بنته دي في تانيه ثانوي..بس مش تربيه اهنه
تربيه خالتها..عشان كده عينها قويه..واديك شوفت بنفسك
بدر..ااه..
مخيمر..بس سمعت ان ابوها حابسها من ساعه منطت في الترعه وسط الخلق وحلف يجوزها لاول واحد يجلها..
اصلها بعيد عنك جيباله المشاكل..
بدر بغيظ لا يعلم مصدره ممزوج بغيره..طيب..
روح انت وخد سراج(الحصان)دخله..
مخيمر..حاضر يابيه..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
جوان انتي خرجتي ياالف بركه..
جوان بغيظ..ااه خرجت من ورا ابويه خدي الفستان اهو..عشان الحق اروح قبل مايجي..
نيرمين بقرف..لا استني يابتاعه انتي اما اشوفه الاول..ليكون بوظتوه..
دا تمنه بتمن بيتكو كله..دا ماركه..
جوان..بحده..ايه العك اللي بتقوليه دا..متتكلمي كويس..
نيرمين بصدمه..انتي ازاي تردي عليا يا بيئه انتي نسيتي نفسك..
نسرين..في ايه..يانيرمين..؟
نيرمين بغيظ..الزباله دي ياماما بترد عليا..
جوان بحده..الزباله دي يازباله
طب الزباله دي هتوريكي هتعمل ايه..؟
وبغيظ اخرجت الفستان وشقته نصفين امام وجهها..
نسرين..بصدمه رفعت يدها لتصفع جوان..
انتي اتجننتي..يااغبيه..
دوي صوت الصفعه المكان….رج صوته القصر..
جحظت عيونها وهي تري علي من حطت يدها..
ـ انت؟
ــــــــــــــــــــــــــــ
بدايات.
بدايات تقربنا وبدايات تفرقنا
ضحكه بتوقعنا ونظره بتشجعنا
بننوحل وبتغرس اقدامنا..
علي فين واخدنا ياحظ يامفارقنا
علي دنيا حلوه..ولا كالعاده كارهنا
لو كانت دروب الحظ بايدينا
لا اخترتك انت ياحلو..ولا غيرك يفارقني
وعجبي..
بقصر الرشيد..
لطالما كانت لديها سرعه بديهه وذكاء خارق
تجيد استغلاله…
ابتسمت بمكر بعدما لمحته آتيا باتجاههم بعينين متسعتين من الصدمه..
ويبدو أنه استمع لشجارهم من البدايه.. وتفاجيء بها..
صاح بصوته، حينما رفعت والدته يديها..لترجع عن ما كانت تنويه ..
ولكنها أجادت التفكير..وهي تجذبه من ياقة قميصه ليحل مكانها، ويتلقي الصفعه بدلا عنها…
تصلب جسده ، وهو ينقل نظره بين والدته المصعوقه مما حدث بلمح البصر ، وبينها
تقف بمنتصف القصر تنظر لهم بقوه، وجرأه ..
وقعت عينه بعينها..ولكن سرعان ما حولت نظرها عنه..
ووجهت نظرتها لنسرين التي ترجف داخلياً من فعلتها بإبنها..
تعلم أن بدر لن يمرر ما حدث ، بسهوله هكذا..
هتفت جوان بتهكم..
ـــ مش جوان الناظر اللي واحده زيك تمد أيدها عليها.. مين ماكانت تكون..
واهو كف ايدك منزلش علي حد غريب أهو إبنك بردو ولا إيه.. واستدارت ملقيه عليه نظره شامته، و
خرجت كما دخلت برأس مرتفع..
وتركتهم خلفها، فاغري افواههم من الصدمه..
تركت العنان لأنوثتها، ومشت بخيلاء أمامهم ، بفستانها الذي يظهر مفاتنها ببزخ.. وبعيونها التي تشبه العسل الصافي..
وقبل أن تغيب عن انظارهم، استدارت وغمزت له بوقاحه..مردفه بضحك..
_ تعيش وتاكل غيرها بقي ياكابتن، واااه قبل ماانسي..
أخرجت ورقه من حقيبتها الصغيره ، من فئة العشرون جنيه، وألقتها أرضاً، وهتفت بسخريه:
ـ دول العشرين ملطوش اللي ادتوهم لامي..
احنا مبنكلش حق حد..ومش مستنين ال20جنيه بتاعتك اللي هتغدينا..
امي الخياطه اللي هي اشرف منك ميت مره..
لا عمرها هانت حد في بيتها..ولا مدت ايدها علي حد..
واخرجت ورقه أخري من فئة ال200جنيه
والقتهم أرضاً أيضاً..
ـ ودول بقي قيمه الفستان اللي أنا أصلا مستنضفش البسه..
اظن ميستهلش اكتر من 200جنيه.. وبكدا نبقي خالصين.. يا ولات الذوات..
سلام يا هوانم.. اتمني ماشوفكوش في حياتي أبدا..
نيرمين ببكاء بعد مغادرة جوان..
_ فستاني يامامي.. شفتي الفلاحه عملت فيه إيه..؟
هروح الفرح ازاي؟
لازم ابقي اشيك واحده،خلاص مش هروح..
نظر بدر بحده لها، من تفاهه حديثها..وهتف بحده..
_ امشي اطلعي علي اوضتك، مشوفش خلقتك أبدا
وقسما عظما ماانتي حاضره أفراح..
وكلمه تاني هروحكو حالا..
ابتلعت نيرمين باقي حديثها، وأوقات البكاء وصعدت مسرعه لغرفتها..
نسرين بخوف منه.. فهي تعلم ولدها لن يفوتها لها أبدا
ـ انا مكنتش اعرف ان الملعونه دي هتعمل كده..
انا..
قاطعها بصوته المرتفع..
ـ ماااااما..
ابتلعت ريقها وصمتت..
ـ انتي ايه؟
مش هتبطلي بقي الخايله الكدابه دي؟
مين اداكي الحق اصلا تهيني خلق الله.. لا وكنتي كمان هتضربيها..
تعرفي أنا مش زعلان ابدا..انا استحق ان هيبتي تنهد وتقع ، وواحده زي دي تعمل فيا كده
مدام امي نسرين هانم بنت الحسب والنسب وصلت للمستوي دا.
انها تهين غيرها ، وتتباهي وتتعالي عليهم
وياريت بحاجه عدله..لا بفساتينها وهدومها..ياشيخه مش شايفه ، أنها أصلا بتلبس أحسن من بنتك..علي الاقل مستوره..مش عريانه.
نسرين بغل…
_ مين اللي احسن من بنتي، أنت المفرزض تجبلنا حقنا وتحبسها كمان عشان اتجرأت، وعملت كدا في حاجه بنتي
انا نسرين هانم ينعمل في بنتي كدا.. وحتت فلاحه زي دي تهيني كدا..
وانت ابني أنا، تقف تدافع عنها قدامي كدا…
اقترب بدر منها فابتلعت ريقها بخوف…
_ في ايه؟
اشار بيده علي خده..
_ عجبك اللي حصل دا؟
بدل ماتهينيها، هنتيني انا.. وقليتي قيمتي أنا..
قسما عظما لو الموضوع دا ماانقفل لحد كدا.
لكون متصل بفراس وانتي عارفه ، فراس مش أنا، ولا باسم..وحالكو المايل دا..معدش يتسكت عليه..
وساعتها اتحملي نتيجه عمايلك بقي
نسرين بخوف من فراس ابن شقيقتها
_ لا خلاص انتهي يابدر..
بس بلاش فراس.. انت عارف عصبي ازاي.؟
بلامبالاه لتوسلاتها، تركها وخرج يغلي من الداخل… يقسم سيربيها تلك الصغيره الماكره..
سيجعلها تندم باقي عمرها.. علي ما فعلته به..
قابله باسم ببهو القصر..
ـ مالك يابدر خارج متعصب ليه؟
ـ سيبني ياباسم الله لا يسيئك انا مش طايق نفسي
ـ طب مال خدك محمر كدا ليه؟
اغمض عينه يتوعد لها…
_ ماشي من انهارده هوريكي لعبتي مع مين ياجوان..
خرج مناديا علي مخيمر..غير مبالياً بحديث باسم..
_ يامخيمر انت يازفت..
ـ نعم يابدر بيه…
ـ هاتلي سراج..
ـ حاضر يابيه..
ــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت الناظر..
كانت سمر تلطم خديها، وبجوارها نيره ومحاسن الخادمه، التي تحكي لها ماحدث..
وان السيده تتوعد لابنتها..انها ستجعلها ترسب هذا العام علي ما فعلته بها..
سمر برعب..
_ ياغمي يااني..ياريتني مابعتها ، دا انا اللي اتحايلت عليها تروح..
هتفت محاسن بتنهيده..
_ طب ماتيجي تتأسفلها وتلمي الدور يا سمر
سمر بصدمه..
_ أتأسف..اتأسف لمين.؟
ومين قالك.اصلا اني زعلانه علي اللي عملته جوان فيها..وفي بنتها..
هي بنتها احسن من بنتي..ولا بتلبس زي بنتي واحسن منها..
ماانتي عارفه ان لبس بناتي كله من خالتهم وخالتهم عايشه ازاي؟
ولولا العيش والملح ، وإني أنا وحمدي كنا ولاد عم وبنحب بعض..كنت فارقته من زمان..
انا بس خايفه أن أبوها يعرف أنها خرجت من وراه…ويعاقبها ..والباقي طظ فيها..ولا تقدر تعمل حاجه…
وبقوه اكملت سمر..
_ قولي للست هانم بتاعتك ولاد سمر واللي خالتهم تبقي سهر الناظر واضغطي علي كلمه سهر
مبيتأسفوش لحد..ومحدش بيهددهم..
ولو عاوزه فستان شكله ونفسه..اختي تبعته الصبح متغلف جاهز..
شرفتي يامحاسن..وبعد كدا متبقيش تجبيلي زباين..انا بطلت خياطه من انهارده..
محاسن بلوية فم…. طيب عن اذنكم يام جميله..
استاذن انا..
نيره بصدمه..
_ يامرات عمي ياجامده..كبستيها..هو دا..
سعاد والده نيره بتهكم..
_ أل تتاسف ال..مش كفايه اللي عملوه هي واختها زمان..منهم لله.
نيره بتساؤل..
_ عملو ايه ياماما..؟
نظرت سمر لسعاد نظره مفادها، ان تصمت..
ووجهت حديثها لنيره..
_ معملوش متقلبيش في اللي فات..
روحي شوفي الموكوسه دي مستخبيه فين..وعرفيها اني مش زعلانه منها..وخليها ترجع قبل ما ابوها يتنيل يرجع ويقلب علينا الدنيا..
وقوليلها تجيب كارت شاحن معاها..عشان نكلم سهر..
خرجت نيره مسرعه..
_ هوا ياخالتي..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بكلية التربية..
_ راحه فين يا موده.. أنتِ يابت..
اجابتها موده وهي تهرول بإتجاه بوابة الخروج من الجامعه..
سيد مستنيني بره ..اما الحقة قبل ما يطين الدنيا كالعاده
شهقت انجي صديقتها،وضربت علي قلبها..
سيد..لاااا..مادام فيها سيد..لا اجري الله يعينك..
دلفت للخارج تبحث عنه بعينها..وجدتة يقف مستندا بظهره علي الميكروباص الخاص به..بيده سيجارته التي لا تفارقه دوماً، ويرتدي ذاك القميص الذي ابتاعوه معاً منذ أيام تحت ضغط منها كالعاده، فهو يكره أرتداءهم، بينما هي تعشق رؤيته بهم..
تباطأت بخطواتها وهي تدور بعينها يمينا ويسارا خوفا من أن تراهم تلك الحية التي إبتلاها الله بها، إبنة عمها.. سما .. التي توشي بها كالعاده لوالدتها..
أنتفضت علي صوته الأتي من خلفها بمرح..
_ مش هنا..ومش هتيجي انهارده أصلا..لقد ذهبت ألي قاع الجحيم..
أتسعت عينيها واردفت بصدمه..
_ جحيم… جحيم إيه ياسيد..، وبعدين خضتني ياسيد..حرام عليك
غمز لها بعينه وهتف بشوق..
_ سلامتك من الخضه ياقلب سيد
رمقته بشك، تسلل لها من نبرة صوته حتما فعل مصيبة ما كعادته…
_ عرفت منين انها مش جاية يا سيد؟… ها.. دي عاملة زي العفريت العلبه بينطلي من اي حتة
عدل من لياقة قميصه الفاخر الذي يرتديه وهتف بفخر..
_ ما انتي فاهمه بقي..
زوت ما بين حاجبيها، وهي تدعو الله، الا يكون تسبب بمصيبة اخري كعادته..وهتفت بريبه..
_ فاهمه أيه يا سيد..أنا مش فاهمه حاجة خالص..لاتكون عملت مصيبة تاني
سيد بلامبالاه وهي يقذف سيجارته بعيداً بطرف أصبعه فأصابت إحداهن بقدمها، فصرخت من الألم..
موده بصدمه..
_ ياخبر اسود ومنيل..ايه اللي عملته ده؟
نفض رأسه وهو يرفع يده مشيرا لتلك الفتاه..
_ حقك عليا يا موزمازيل..الشت مني
رمقته الفتاه بأمتعاض، ورحلت
لكذته موده بيدها..بغيظ..
_ امشي يا سيد..من هنا يالا..
سيد ببراءه مصطنعه..
_ الله..أنا عملت حاجة..
موده بغلب.
_ دا كلة ومعملتش حاجه..امشي ياسيد..يالا من هنا..انا أللي مبتوبش
أستدار وغمز لها بطرف عينه، هاتفا بتلاعب..
_ طب مش عاوزه تعرفي الحربؤه بنت عمك جرالها ايه؟
تذكرت أبنة عمها، فتوقفت وهي تسأله برعب..
_ ستني يا سيد..أوعي تكون اذيتها!
سيد بمرح..
_ لا اذي أيه ، انتي عرفاني قلبي رهيف
موده بلوية فم..
_ أنت هتقولي
_ خلص ياسيد قولي عملت فيها إيه؟
سيد بفخر..
_ عملت معاها الصح الصبح، وزنقت عليها بالميكروباص الصبح، صوتت وفضحت الدنيا، غاظتني، اسكت….؟
موده بلوية فم…
_ ودي تيجي.. تسكت ازاي، عملت ايه ياقدري؟
_ أبدا.. ظرفتها كتف في ظهرها بالميكروباص، وقعت في ماية الصرف أللي طافحة في الشارع..
أتسعت عينيها، وهي تنظر له وكأنه برأسين..
_ يانهار اسود..وقعتها في ماية الصرف…لتكون ماتت ياسيد
أشاح وجهه بإمتعاض وهو يلوح بيده بالهواء..
_ ياريتها كانت ماتت وخلصتنا من شرها، عيلة أتمه ومش لاقية أللي يلمها ..
موده بصدمه..
_ يلهووي عليا..ياانا ياامه..انت بتقول ايه ياسيد؟
سيد بتأفف..
_ ما بقولش يا قلب سيد..ما تنجزي بقي في يومك ده..جاية ولا مش جاية..وتفضينا من سيرة الزفته دي، وتحقيق كل يوم ده..
عبست بشفتيها..ومن داخلها يرتجف..مؤكد ستؤلف إبنة عمها، كالعاده قصصاً وحوارات..وستصدقها والدتها..
ولن يمر اليوم مرور الكرام..
شردت قليلا..فأقترب منها هاتفاً بإبتسامة..
_ متخافيش..جمدي قلبك..طول ما سيكا معاكِ
أبتسمت له تلك الأبتسامة الرائعه التي تسعد أوقاته وهتفت.
_ طيب انا جعانه ياسيكا..
سيد بمرح..وهو يشير بيده لها حتي تصعد للميكروباص..
_ عيون سيكا..سمعاً وبصراً يا وزة قلبي
قهقهت علي الفاظه الضائعه..واردفت بضحك..
_ يلهوي..علي لغوياتك..ضايعه..ضايعه. اسمها سمعاً وطاعة يا مولاتي
سيد بتأفف..
إمسكيلي انتِ كده عالواحده..مش كفاية كلمة مزه اللي حذفتيها من لغوياتي
هتفت موده بغيظ..
_ ســـــــــيد..ألتم..
استقل مقعد القياده..وهو يتمتم بغيظ..
_ أتلمينا اهو… اما نشوف أخرتها..
اقتربت من باب الميكروباص، وفتحت الباب لتصعد بجانبه..
وهي تمتم بقهر..
_أف..قولتله ميت مرة يحط حاجه اركب عليها..اف..معاناة كل مرة..
فلتت ضحكه عاليه منه جذبت الماره من جانبهم من علوها..وهو يراها تجاهد لتصعد بجانبه كالعاده..لولا يخاف الله أن يحرمه منها لأنتشلها بين ذراعية ووضعها بجانبه..
زفر بحزن وهو يصبر نفسة..
_ أن صبراً جميلاً
صعدت بصعوبه لجانبه، واستدارت تنظر له بعداء..
_ اقدر أعرف بتضحك اوي كده ليه..يا اسطي سيد
لاعب بحاجبه الايمن لها، وهتف ببراءه، وهو يجاهد ألا يضحك ثانية….
_ أبداً ياعيون الأسطي..أنا عملت حاجه!
جزت علي اسنانها..وهتفت بغيظ..
_ ســـــــــيد
_يا عيونه
_ أنت رخم
_ وأنتِ قصيره
شهقت بصدمه..
_ انا مش قصيره، الميكروباص أللي عالي عليا..وبطل ضحك بقي، اف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت الشمس علي وشك المغيب..
وهي باخر البلده.. بمنطقه محايده بين أرض الرشيد وأرض والدها التي يحاربون لشراءها لموقعها بقربهم..
وتحت شجره التوت المثمره في هذا الوقت من العام..
خلعت حذائها..لتتسلق الشجره..وتأكل من ثمارها
لقد تأكدت ان أبيها خارج البلده ولن يعود الان.
حاولت اكثر من مره ان تصعد فتنزلق قدميها وتقع..
ـ اف ماانا هاكل يعني هااكل..وهطلع يعني
هطلع..انتي طولتي ليه كدا..؟
خرج علي حصانه ليتفقد اراضيهم
وقلبه وعقله يغليان كلما تذكرها، ولكنه شد لجام الفرس بصدمه حينما ظهرت أمامه فجأه…
تحت شجره التوت، تحاول الصعود..
جحظت عيناه وهبط بهدوء..مقتربا منها يستمع لتمتمتها..
ـ هعد 1-2-3 واطلع..
قبل ان تكمل الثلاثه..كانت يدان قويتان ترفعها للاعلي بقوه..
حتي انها وصلت لاعلي الشجره بسهوله وتمسكت بها..
ـ هييييه، ياماما..انت مين؟
بدر بتهكم..
_ أنا اللي لسه ايد امه معلمه علي وشه بسبب جنابك
كانت اعتدلت وجلست علي الشجره..
ـ يالهوي انت؟
بدر بغيظ..
_ اه انا..
ابتلعت ريقها وابتسمت، وهي تقذف حب التوت بفمها شماته به..
ـ متشكره عالتوصيله..
بدر بغيظ..العفو..
بدأت الليل يغطي المكان، وهي مازالت بالأعلي ، وهو بالأسفل يجلس علي حوض المياه أسفل الشجره..
بجانبه فرسه..يفكر كيف ينتقم منها ومن غرورها..
وهي بعالم أخر، تتلذذ بطعم التوت الشهي..
اخرجت كيساً نضيفا من جيبها وملأته علي آخره..
ونادت عليه..
ـ كابتن..
ـ نظر لها ورفع حاجبه..وبتهكم أجابها..
_ خير..؟
ـ نزلني..وهديك شويه توت..ورفعت يدها بالكيس المعبأ به..
ضحك باستهزاء…
ـ تصدقي اغرتيني..لا مش عاوز..
أنا أساسا ً طلعتك عشان اسيبك كدا..
ـ وبعدين هي الحلوه مكنتش هتطلع لوحدها برده ولا ايه.
ـ جوان بصدمه..
_ إنت هتسبني متشعلقه كدا؟
دي مش رجوله علي فكره..
الشجره كبرت وهقع انكسر..ولا يحصلي عاهه مستديمه..
اقترب بهدوء ، و استند علي جذع الشجره..
وبشماته بها أكمل..
_ انتِ عارفه أن من ساعه ماخرجتي، وأنا بفكر انتقم منك ازاي؟
مهو مش حتت عيله زيك..تعمل فيا كده واسكتلها..
جوان باستنكار..
_تنتقم مني، ليه ان شاءالله..امك السبب..وبعدين ولا يهمني عادي..
اتفضل امشي..وانا هستني من واحد زيك ايه.؟
بدر بغيظ..
_ امك!، وامي بردو اللي شدتني من ايدي وضربتني..لوحدها..
عموما..انا بقول عقابك علي قد عقلك..
مهو مش معقول عيله زيك هتتعاقب بعقاب اكبر من كدا..
جوان بغيظ..
_ انا مش عيله يابغل أنت..
بدر بحده رفع نظره لها.. وأردف بغضب..
_ تصدقي بالله كنت هنزلك.. دلوقتي هسيبك متشعلقه كدا، وبردو عقابك لسه مخلصش
هتفت بشهقه..
_ إييييه، بتهددني؟
ـ سميها زي ما تسميها..هاتي كيس التوت دا..
ـ وهتنزلني؟
بدر بخبث..
_ اه هاتي.
مدت يدها له بالكيس..
_ اتفضل..
اخذه منها ووقف ياكل به بتلذذ..
_تصدقي كان نفسي فيه.
جوان بتأفف..
_ نزلني بقي..اديك طفحته كله..
بدر بغيظ ألقي بالكيس الفارغ أرضاً، ورفع نظره لها وأردف بتهكم..
_ لا خليكِ يمكن تتربي..
وتركها وذهب سريعاً بحصانه..
جوان بصدمه..
_ يابن ال…
صاح قبل أن يغيب عن عيونها..
ـ تك كييير..خلي بالك من نفسك بقي..
ـ جوان…
_ اه ياطفس.. إلهي تطفحه يابعيد..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
هتفت نيره بقهر، وهي تشق المزروعات..
_ الله يحرقك ياجوان..ياتري انتي فين مفيش مكان الا اما دورت عليكِ فيه..
نيره بخوف من الظلام..
_ طب هرجع ازاي دلوقت..؟
صرخت بقوه وقدمها تغرس بشيئا ما…
ـ اااه..
كان يتمشي علي قدميه يحدث صديقا له
علي الهاتف..الشبكه هنا سيئه ولا تأتي الا بالخارج..
فوجأ بصرخه فتاه..
ـ اااه.
لمحها ولمح وجهها وعرفها، هي من انقذت الطفل..
باسم بهدوء..
_ انتي ايه اللي مخرجك دلوقت وجابك هنا…؟
نيره بتعب..
_ في حاجه دخلت في رجلي..شكله مسمار..
ـ باسم بهدوء مستفز..طب تعالي اقعدي علي الحوض دا..
نيره ببكاء،
_ مش عارفه امشي..
انحني وامسك بقدمها..
_ اوعي كدا اشوفهولك…
نيره بخجل…
_ لالا..انا هشوفها..
بلا أهتمام بها..
_ دا شكله مسمار، ودخل في رجلك..اتحملي هشيلهولك….
رفع رأسه وفوجأ بشلال دموعها.. هتف بحده افلجتها
ـ بتعيطي ليه دلوقت؟
ـ عشان بتوجعني اوي..
_ متخافيش اهدي..
وقبل ان تتحدث كان انتزعه من قدمها..
فقدت توازنها واوشكت علي السقوط..
فتلقاها هو..
ـ اهدي متخافيش خلاص وكمان جابت دم.. كدا تمام..
ـ همت لتتكلم..
جاءهم صوتاً من اعلي الشجره..
_ اذا كنتو خلصتو فقره الدكتور دي..
حد ينزلني..؟
نيره..بشهقه..
_ جوووان..انتي فين؟
انا قلبت عليكي الدنيا..
ـ انا فوق يختي..عالشجره..
باسم بصدمه..من ارتفاع الشجره..
_ طلعتي ازاي؟
جوان بغيظ….
_ ابوطويله طلعني..نزلوني وخلاص..
يالا يانيره..
نيره بفرحه..
طب جبيلي توت..الاول..
باسم بصدمه منهم..توت ايه دلوقت؟
_ انتو اتجننتو الوقت اتاخر..يالا تعالي انزلك..
مد يده والتقطها فسقطت عالارض
ـ شكرا ياكابتن منجلكش في ضيقه..
باسم بهدوء ..
_ الشكر لله..
مدت يدها لها بكيس اخر..
_ كنت عامله حسابك..اهوو..عارفه انك بتحبيه..
نيره بفرحه..
_ هييه ايوا بقي..
باسم..طب وانا مليش شويه؟
جوان..
_ لا داانتو قصدينها بقي..
باسم بتساؤل..
_ احنا مين؟
جوان.. بتنهيده..
_ هيييه ابدا
مدت نيره له بالكيس..اتفضل..
ابتسم لها ووقعت عينه بعينها..ظل ناظرا لها قليلا بخبث..
الي ان افاق علي صوت جوان..
_ اتفضل ياكابتن..
ـ باسم..هااا ماشي..
اخذه منها..وجلسا ليأكل به هو ونيره علي حوض المياه..
الي ان تبقت واحده..التقتتها نيره..بابتسامه..
ـ التوته حجي انا..
باسم..بضحك..
_ حجك ياستي..
جوان..
_ يالا بقي يانيره..
باسم..
_ يالا هوصلكو لحد الباب..مينفعش تمشوا في الوقت دا لوحدكو..
جوان..
_ متقلقش احنا بميت راجل.
باسم..
_ طب امشوا وانا همشي وراكو يارجاله
نيره..
_ خلاص بقي يالا ياجوان..احسن ابوكي زمانه علي وصول..
جوان..
_ يالا يختي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلا..
ببيت حمدان..
_ بقولك ياصابر(اخو حمدان والد نيره)
اوعي حد يعرف بموضوع العريس دا..احنا هنفاجاهم بعد يومين بالعريس والمحامي..يكتب عليها
القرشين اللي هناخدهم مهرها..هيخلونا نقب علي وش الدنيا..
صابر..بطمع..
_ هو عريس بنتك دا ملوش واحد قريب ولا صاحب للبت نيره..ياحمدي
_ متقلقش ياصابر احنا نجر رجله..وبعدين نخليه يدورلنا علي عريس لنيره، ونخلص منهم ومن مصايبهم
البت جوان بنتي دي عاوزه راجل شوكته جامده يكسرها..عشان كدا اخترتلها مسعد..
لما سالت عليه عرفت أنه ممشي اخواته البنات عالعجين ميلخبطوش، هو اه كبير شويه بس متريش وهيخلينا نقب علي وش الدنيا..
لا وايه هياخدها معاه فرنسا..
المهم زي مااتفقنا، هو هيجي نكتب الكتاب بعد يومين..
اوعي تقول لمراتك احسن متتخيرش عن سمر..وبيفتنو لبعض علي كل كبيره وصغيره
صابر..
_ عيب عليك يا اخويا ، هو أنا صغير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلفت مساءً للبيت بعد وقت ممتع مع سيد سرقوه كالعاده من حياتهم..
السعاده تملأ وجهها..وتدندن بتلك الأغنية التي يغنيها لها بعشوائيته المهلكه لقلبها..ويغفو كل ليله علي صوتها وهي تشدو بها له..
( حن على القلة ده الغريب حن
ما تحن على القلة ده الغريب حن
خلاخيلى دول اللى انا لابساهم هما دهب ولا انا رسماهم
يادى الدلع ياللى انت وياهم شبان بلدنا اللي انا فايتاهم..حن)
_ كنتِ معاه مش كده؟!
انتفضت علي صوت والدتها، واستدارت لها وبلعت ريقها ، حينما رأت الشر بعيونها..وعلمت أن الليله لن تمر مرور الكرام..
_ لا..
_ كدابه..
قاطعت حديثها بصفعه قويه، نزف فمها علي إثرها..
_ خليتي سيرتنا علي كل لسان..فضحتينا بطلوعك ونزولك..ومرواحك ومجيك معاه..
هتفت من بين بكائها..
_ حرام عليكم ليه بتعملي معايا كده..انا بحبه مش بإيدي..هو اتقدملي كتير وانتوا بترفضوا..
_ ولو اخر راجل في الدنيا مش هتجوزيه يا موده..وأنا قلتلك اهوه..ومن هنا ورايح لا في كليه ولا خروج..
_ يا ماما ارجوكي..
أغلقت الباب عليها، وتركتها..وهي تتوعد لسيد..
_ ماشي ياسيد..اصبر عليا..
__________
بشرم الشيخ..
بعد يومان..
بغرفة الفندق الخاص به..
يجلس عاري الصدر شارداً، علي حافه الفراش ينفخ دخان سيجارته وعينيه شاخصه فلا..شئ
فقط شرود.. في حياته الفاسقه..يسأل نفسه إلي متي؟
مدت يدها تتحسس صدره بعهر.
ـ ايه يابيبي.. مالك سرحان في ايه؟ انت زهقت مني؟
أزاح يدها بعنف..
_ قولتلك متلمسنيش.. انتي ايه مبتفهميش.. ؟
ابتلعت ريقها بخوف منه، لطالما أخبرها أن لا تلمسه..
لا تعلم مامشكلته هو عنيف بكل شئ حتي في علاقته..حتي جسده محرم ان تلمسه ، هو القائد بكل شيء..
ـ أنا أسفه يابيبي.. نسيت..
فراس بحده..
_ اخرجي برا..
نيرفانا بصدمه..
_ برا فين يافراس.. في الوقت ده..
فراس بحده..
_ قولت برا مش عاوز اشوف وشك تاني.. ايه مبتفهميش؟
يومينك خلصو..قرفت منك..
ابتلعت نيرفانا ريقها وهتفت بصدمه..
_ ببساطه كدا.. هو انت شاقطني أنا مراتك..
ـ فراس بتهكم..
_ عرفي ياحلوه..
مد يده و جذب الورقه من جانبه..
– وادي الورقه..
اشعل بها نيران سيجارته..تحت انظارها المذهوله..
_ برااا.. مش عاوز اشوف وشك تاني..
ـــ انتي طالق.. واظن أخدتي تمن الاسبوع دا.. آنتي عرفاني بقي بحب التجديد.. براا..
بخوف من حدته لملمت ثيابها، وهي تسبه وتسب صديقتها تسنيم زوجته التي دفعتها عليه.. لتلهيه عنها ، وعن افعالها..
ـ استني..
استدارت تنظر له بريبه
فأكمل بتهكم …
_ ابقي سلميلي علي تسنيم.. وقوليلها البضاعه.. ونظر لجسدها بقرف.. طلعت مدروبه.. وبردو تخاف مني لان دورها قرب..
فراس بحده..
_ غبيه.. ال يعني بتلوي دراعي..
تنهد وخرج للشرفه، ليشتم بعض من الهواء الطلق
جلس علي المقعد خلفه ، ورفع قدمه علي المنضده شاردا..
مرت نصف ساعه
وهو علي حاله..فقط هدوء وشرود
إلا أن فاق علي صوت يشبه صوت الكروان وهو يشدو بحزن..
وحوريه من الحكايات بشعر اسود قصير وجسد مهلك بقميص أسود قصير..
ويدين صغيرتين تمسك بهما حاجز الشرفه الحديدي..
صوتها شق شرود الليل، واخترق قلبه البائس..
كانت جميله مهلكه بهيئتها..
انقبض قلبه وارتجف فجأة وهو يستمع لصوتها بنبرته المغريه التي تدغدغ قلبه، وتغوي القديس
(وجعنا، دموعنا، وضحكة زي الشمس بتشق الغيوم
وحاجات كتيرة عكس بعض، تفاصيل حياتنا كل يوم
لقانا، وداعنا، وحب يلمس قلبنا وقت اللزوم
أيام تفوت وسنين تمر بين السعادة والهموم
ساعات حلاوة الدنيا بتطلع من قلب الجرح
واللي شاف العذاب يقدر يعني إيه الفرح)
ـ صوتك حلو قوي، يغوي القديس
شهقت بصدم، ه ولم تستدر له..
فتأوه مردفاً..
_ اااه ياقلبي
_ حوريه،دوري وشك..ياحوريه.؟
بخوف ارتدت للخلف، ودخلت مسرعه..
لم يلمح وجهها..
وضعت يدها علي قلبها بصدمه وقلب يرتعش..
مردفه برعب..
_ الحمدلله..ان حسام مش هنا…كان قتلني…
لمحت اسدالها، وابتسمت حينما تذكرت صلاه العشاء..
ارتدته واسرعت لآدائها..تستغفر ربها علي فعلتها..
أنهت صلاتها، وجلست علي الفراش بجانب ابنائها وبدأت بقراءه القرآن بصوت عالي نسبياً..
كان متسطحا علي فراشه ، وباب الشرفه مفتوح شاردا بالحوريه الحزينه، وكيف يوقع بها..ويري وجهها..
حينما تسلل إليه صوتا بالقرآن..لا يعلم لما اهتز قلبه وبقي علي حاله..يستمع لصوتها العذب..ولتقلباتها من الغناء ، للعباده..
صوت هذه المرأه يؤثر به..
وهو لم ولن تؤثر به امرأه أبداً، هو واثق أن كلهن حقيرات وسيثبت أنها مثلهن..
إذن ماذا يحدث..له؟
(أهناك شخصاً ينجذب لشخص من صوته..من حنان كلماته..من هدوءه وبراءته..تلك المرأة كوكتيل غريب..)
ـــــــــــــــــــــــــــ
بجناح جميله..
انصدمت من فتحه للبا،ب ودخوله ينظر لها بنظره وترتها..لم ترتح لها…لطالما كانت نظراته خبيثه، مقرفه..
خافت وتوترت، من أن يكون علم ماحدث..وسيعاقبها
ولكن من أين علم؟
جميله بخوف وتوتر.
_ جيت بدري يعني؟
حسام بنبره غير مريحه….
_ اااه قولت اسهر معاكي هنا، وطلبت العشا..عشان نتعشي سوا..هو حرام..
جميله بزعر..
_ أبدا.. أصل من يوم ماجينا هنا واحنا مبنشوفكش خالص علطول محبوسين..
هو في حاجه…شكلك بيقول حاجه حصلت؟
حسام بترو..
_ ولا حاجه، هو يعني مينفعش اتعشي معاكي..ولا انتي عامله حاجه، وخايفه منها..؟
هزت رأسها بخوف، وجلست امامه علي الاريكه
ـ لا والله مافي حاجه، أنا مخرجتش من ساعه ماجينا ولا عملت حاجه..
ثواني ودق جرس الغرفه..
استقام ليفتح..وبهمس للجرسون..
_ عملت إللي قلتلك عليه..؟
الجرسون..
_ تم ياباشا..كله تحت السيطره..
ابتسم ، واغلق الباب..
ـ، يالا ياجميله، تعالي نتعشي أنا جعان، أنتي مش جعانه؟
بخوف أن يمد يده عليها، وليس هنا من يحميها منه، اقتربت لتجلس بجانبه….
مد يدها وجذبها لتلتصق به..وبهمس
_ لابسه الاسدال ليه.مش حرانه..؟
يده امتدت لتتحسس منحياتها بجرأه..
شعرت بالتقذذ، من نفسه وهمسه، كم تكرهه وتكره نفسها لضعفها وخوفها منه..
خانتها دموعها، ونزلت من جانب عينيها، لتكوي خديها..
ـ أبداً كنت بصلي العشا..وبقرأ قرآن..
_ ماشي ياست الشيخه..تقبل الله
جميله برعشه وبراءه..
_ منا ومنكم..
مد يده لها بكوب العصير.. مردفاً بخبث..
ـ خدي عصير الفراوله ، اللي بتحبيه أهو طلبتهولك مخصوص..
اومأت برأسها، واخذته منه، ووضعته أمامها، وبدأت بتناول الطعام خوفا من بطشه..
ـ مبتشربيش العصير ليه..
ـ رفعت الكأس وشربت منه قليلا..
حسام بابتسامة خبث..
ـ اشربيه كله..
ـ لم تستطع، بدأت بالدوار…
جميله بدوار..
_ هو العصير دا في ايه، انت حطتلي ايه فيه؟
حسام بضحكه مجلجله…
_ منوم..عشان احرق قلبك زي ماخليتي ابويا يحرق قلبي علي ورثي وأرضي وضحكتي عليه..
جميله..بعيون تغلق وتفتح بصعوبه..والله ماعملت حاجه..
حسام بغل..
_ إنتِ عارفه أن أبويا وأمي، ماتو في حادثه أتوبيس
أول ماوصلو ، وهما رايحين الحرم..
واندفنو هناك…. وأنا هاخد منك الولاد واهرب
واحرق قلبك عليهم، وانتي بقي ياحلوه طالق مني بالثلاثه..
لم تستطع أن تسيطر علي نفسها ولم تستطع ان تتحدث..غير بكلمه واحده..
ـ ولادي..؟
حسام بضحك..
ـ ابقي سلميلي علي نفسك..
وعلي فلوس ولادي إللي انا الوصي عليهم..
فاكره الورقه اللي خليتك تمضي عليها امبارح
دي كان تنازل منك ليا بحضانه العيال، واني انا الوصي عليهم،وتنازل رسمي منك عن كل ما كتبه ليكي الوالد..
وبكدا ورث ابويا رجعلي تاني..ماهو انتي غبيه ومبتفكريش..بس يالا أهو اتمتعت بالمهلبيه دي شويه..
راحت بثبات عميق..وهو يبتسم بشر..
حمل اطفاله…
وترك لها ورقتان إحداهما ورقة خلاصها القانونيه منه..
التي خلصها له المحامي كما عقدها
والاخري يخبرها بها ما خطط له..لربما نسيت بعدما فاقت ما حدث..
وخرج متوجها للمطار.. حاملاً طفليه بانتصار..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت الناظر..
جوان بصدمه..
_ انت بتقول ايه يابابا.؟
لا يمكن أبداً اتجوز حد مسافر بره.. ولا اوافق علي كده ابدا، علي جثتي..
حمدي بغضب..
_ انا هوريكي يابنت الك… انتِ تطولي..اللي بقول عليه يتنفذ..
عاوزه تفضحيني، الناس برا وهنكتب كتابك الليله عرفي زي أختك عشان ياخدك معاه برا.واخلص منك..
جوان بجنون.. أنت بتقول ايه.ازاي؟
جوان بقوه..
_ علي جثتي..اقتلني احسن..
حمدي..قدامك نص ساعه ياجوان وتخرجي علي مالمحامي يجهز الورق..لاما والمصحف اعمل فيكي زي اختك واجوزك غصب..انا قرفت منك.. ومن مشاكلك..
جوان بصدمه…
_ انت جبت الجبروت دا منين؟
نيره بحزن..
هتعملي ايه ياجوان..اظاهر اننا كلنا هندفن بالحياه..ونحصل جميله..
جوان بقوه وتصميم…
_ ولا حاجه..ههرب…
نيره بخوف..
_ انتِ عاوزه تفضحينا ياجوان..داابوكي يقتلك..والناس تعايرهم بيكي..
جوان بغيظ..
_ يعني افضل واندفن بالحياه العمر كله، علي جثتي،
يالا بسرعه، شوفي حد واقف عشان اخرج من باب المطبخ، علي بره، علي مااكلم خالتي واقولها..
نيره بصدمه..
_ يلهوووي ياجوان..دا طريق زراعي وخطر..هتخرجي ازاي..؟
جوان..متخفيش هنور بكشاف الموبايل..
يالا بسرعه…بس ..مقدميش حل تاني..
بعد نصف ساعه ..
كانت تهرول علي الطريق الزراعي..
وبيدها هاتفها ، تقف كل دقيقه ، لتهاتف علي خالتها
لتعلمها اين ذهبت..
ـــــــــــ
منذ ذلك اليوم وماحدث وهو لا يفكر الا بها وبفعلتها..
تلك الفرسه العنيده..سيسعده ترويضها…
كان يتمشي وسط المزروعات بحصانه..
بالقرب من بيتها عله يلمحها…
ولكن صوت صياح قادم من بيتهم، وخروج الرجال مهرولين جعله يقف ليري مايحدث…؟
لم يكن عليه أن ينتظر اكتر، فعلو صوتهم
وما يقولوه كان كفيلا بصدمته..
وهو يسمعهم يصيحون، بأن جوان هربت من كتب كتابها..
اي كتب كتاب هذا؟والي اين هربت..؟
كان يقف بأرض محايده، بين الطريق الرئيسي والطريق الزراعي..
وقع قلبه بقدميه، وهو يلمح ضوء هاتف يأتي من بعيد..
لم يطيل الوقفه ، ونكز حصانه وانطلق خلفها…
لا يعلم ما دفعه لذلك..ولكن يجب ان يلحق بها..
لمحت احدهم يهرول خلفها..
ـ يخرابي…يلهووي لحقوني..الحقيني ياخالتي انا
في حد ماشي ورايا…
صرخت بفزع، وهو ينقض عليها.. ممسكا بذراعها..
ـ انتي راحه فين ،والدنيا مقلوبه عليكي ياعروسه..؟
جوان بصدمه..الله يخربيتك وانت طلعتلي منين اوعي ياجدع انت خليني اتنيل امشي قبل مايمسكوني..
بدر بهدوء..
_ ششش، اسكتِ، إهدي وتعالي معايا..
دفعت يده بحده..
_ اوعي انت اتجننت اجي معاك فين..اوعي كدا.؟عاوز تسلمني ليهم تاني..دا انا مصدقت هربت..
بدر بحده…
_ قولت اخرسي انتي مش شايفه الطريق عامل ازاي؟وهتهربي فين؟
جوان بقوه, أزاحته عنها..
_ أوعي بقي غور من وشي..انت طلعتلي منين،من يوم ماشوفت وشك وأنا المصايب بتخر علي دماغي..
ارتد للخلف، وعاودت الركض مره أخري…
انطلق خلفها…وامسكها من معصمهابقوه….
_ إنتِ مجنونه، قولتلك اقفي مطرحك..
ارتعبت أن يسلمها لهم، حتما سينتقم منها هذه المره..وهذه المره انتقامه سيكلفها الباقي من عمرها..
لمحت حجراً بجانبها، فحملته بلا تفكير، وقذفته به
_ اوعي بقي…
بدر بصدمه ، وهو يضع يده علي مكان الضربه…..
_ ااه يابنت المجنونه…
سالت دماءه فارتجفت، وخافت واقتربت منه..
_ والله ماقصدي اموتك..بس انا لازم اهرب، مش هينفع..
ترنح يميناً ويساراً، ودماءه تسيل ، وبثقل بلسانه..
_ استني متمشيش..
لم تعير لحديثه انتباه، ولكنها رجعت، وامتطت حصانه برشاقه صدمته ، وهو مازال يجاهد الا يسقط..
جوان من علي حصانه..
ـ سامحني بقي..اتمني مانتقبلش تاني في حياتنا..
بدر بتعب، وهو يحاول التماسك، بأي شئ
ـ جوان..أقسم بالله لجيبك ولو في سابع أرض..والمره دي انتقامي منك هيكون شديد..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه عاهره من معارفه بشرم..
بعدما خرج ولم يستطع البقاء بجناحه..هاتفته هذه..وبلا تفكير ذهب لها..
_ مالك يافراس مش عوايدك يعني.؟
فراس بضجر..
_ ابعدي عني..مش عاوز اشرب حاجه…
أغمض عينيه، يجاهد أن ينسي، ولكن هيهات عاد صوتها بالقرآن يرن بأذنه، خصيصاً تلك الآيه التي كررتها بإلحاح
حتي انه فر منها هاربا..
بسم الله الرحمن الرحيم..
(وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ (26) (الشورى))
من هذه..؟
عاد صوتها مجدداً ترن بأذنيه..
فهب واقفا..خائفا.. متردداً..لا يعلم ما به..؟
لملم اشياءه..وخرج مسرعا..
ـ فراس رايح فين يافراس، الليله لسه في اولها؟
ـ طب مش قلت هتبات هنا….
خرج مسرعا..وأخذ سيارته فاراً من المكان بقذارته..
كان يضرب علي المقود بيده بحده وغضب..
ماذا يفعل بنفسه؟ وماذا به؟ومن تلك المرأه..ومن أين ظهرت له ، بئساً لها..
مد يده ومسح علي وجهه بحده..ولم ينتبه للطريق..
ـــــــــــــــــــــــ
بالفندق..
فاقت بعد ساعتين ..تنظر حولها بصدمه..تبحث عن ابنائها.. أين هم..؟
لمحت ورقتين..بجانبها..
حملتهم بأيدي مرتجفه ، وقرأت مابهم..
انهاردت وتذكرت ماحدث…لم تعد تفهم شيئاً..كمجنونه تتصرف..
هبطت سريعاً للاسفل، تبحث عنهم، يمينا ويسارا وتسأل كل من يقابلها علي طفليها..تصف للماره ابناءها..
والجميع ينظر لبكائها ودموعها..بلا فهم لما يحدث معها..
حتي اداره الفندق ، أنكروا معرفتهم لشيء..
خرجت لمنتصف الطريق تبكي وتركض..
الكون كله تآمر عليها..
اااه حارقه خرجت منها شقت سكون الليل..
تهرول يميناً ويساراً بجنون..
لقد انتقم منها، ومن ضعفها أشد انتقام..
قتل روحها باختطاف فلذه كبدها.. من تحملت من اجلهم الويلات..
أهذا هو مصيرها.. أهذا هو نتيجه تهاونها كما اخبرتها جوان يوما ما… ؟
كم اااه قاتله حارقه خرجت منها…وهي تبكي بقهر..
وكم دمعه دمعه سالت لتكوي قلبها..
أصبحت وحيده، علي منتصف طريق
لا قادره علي اللحاق بهم ولا قادره علي العوده والنسيان..
جردها كل شئ.. حياتها التي أضاعت ثلاث سنوات منها فقط من اجل ابنائها…
من اجل ان يعيشا اسوياء لا مشتتين، ضائعين بينهم، خافت الطلاق، فطلقها هو وغدر
حتي من كانو عونا لها..رحلو ولن يعودو ابدا؟
اخذ روحها منها، وترك فقط ورقه مطويه يخبرها بكل سلام، بأنه أخذهم معه للخارج ورحل..لانه لا يفتخر بها ، ولا يريدها معه..
ستربيهم أخري، تليق به، زوجته التي تزوجها هي من اجله أن تنجب لها..اطفالها..
أخري ستربي أبنائها …يالوعتها..
علت شهقاتها ، وبيدها طوت الورقتين التي مازالت بيدها إحداهما رسالته، والاخري، خلاصها.. ولكن بعد فوات الاوان..
طأطات رأسها للريح فأطاحت بها، من كثره بكائها لم تري تلك السياره الآتيه كالريح..
لم تستمع لصوتها..ولم تعي أن الخسيس خلع عنها ردائها قبل أن يخرج ،واخذ ثيابها ، ولم يترك لها شيئا ليسترها نكايه بها..ليريها أصلها، وأنها بذاك القميص وبشعرها..
كان يقود بشرود، شئ بقلبه يخبره ان فراس أمس، ليس فراس اليوم..
مسح بيده وجهه بصدمه..ماذا يحدث له..؟
اهي هرموناته اللعينه التي تظهر كلما صادف أي امرأه جميله..؟
ام أن صوتها وهيئتها، حكايه وروايه أخذته برحله لا عوده منها إلا بامتلاكها..
لما قلبه يؤلمه، كلما تذكر صوتها بالقرآن..
أيعقل أن يخطفك أحد من صوته..
لطالما سخر من حكاوي العشق والحب..
الحب عنده..علاقه وقتيه محدده، وشهوه لحظيه وتنتهي..
بعنف أكبر مسح وجهه..ولم يري تلك التي تفترش الأرض..
الا بعد فوات الاوان..
فراس بصدمه، وهو ينظر لهيئتها ويبصرها ويتعرف عليها من ثيابها…..مؤكد هي الحوريه.. وبقوه صرخ بها..
_ حاسبي يامجنونه
رفعت نظرها ووقعت عينها الباكيه بعينه ولكن..
صرخ بها بقووه..اكبر وهو يحاول تفاديها..
_ حاسبي…حاسبي..
ولكنها فتحت يدها مستسلمه لمصيرها..
هي ميته..من الأساس من دونهم.. إذا لما لا تموت..وتنتهي للأبد..
وفي ثواني..لم يستطع السيطره علي المقود..
و انتهي الامر..كما بدأ..او كما تصورت هي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بياخدنا طريق ويجبنا طريق
نمشي عالشوك..وياخدنا الموج
لا انا عارف ضحك دا ولا دموع..
قدرنا الغايب وحبيبنا الخاين
ناس تعبنا عشانها كتير…
يفارقنا حبايب عشانهم دوقنا المر سنين
ياقدرنا ياغايب كن بالقلب رحيم
طفله انا سرقو براءتي وحلمي
ضيعوا عمري وسرقو أجمل ايام من عمري
ياقدرنا ياغايب علي فين بس تاني واخدني
ارحم ضعفي وقله حيلتي ياربي..
بياخدنا طريق ويجبنا طريق
ناس حبانا وناس كرهانا
وناس كانو اقرب ناس لينا
في وقت الشده مش ويانا..
بس دي هي العاده..ناس تفارقنا وناس وقت الشده تبان معادنها..
ماهي دنيا وماشيه..
وياما لسه ياقلبي هنتعلم منها..
ـــــــــــــــــــــــــــ
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بوسط الاراضي.
ارتمي ارضا وسط المزروعات، واختفت هي بحصانه..
حصانه اللعين، كيف طاوعها وهو الذي لم يكن يدع أحدا يمطتيه غيره.. كيف طاوعها..؟
ساحره شريره..
اوقعته كما وقع هو..وانتهي أمره.
ااااه عميقه، خرجت من حنجرته.. وعينيه تكافح للبقاء مفتوحه، ولكن.. لا فائده..
لم يعد يستطيع التوازن، تسحبه غيامه ما، استسلم أخيراً، وغاب عن الوعي.. وهو يتوعد بالانتقام منها..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
في قصر الرشيد..
نسرين بقلق..
_ اخوك فين ياباسم؟
مجاش لدلوقتي.. الوقت اتأخر قلبي وكلني عليه..
باسم بقلق..
_ مش عارف ياماما.. برن عليه مش بيرد بردو، مخيمر بيقول، خرج بسراج ومرجعش ، والدنيا مقلوبه بره…
نسرين بقلق..
_ ليه ايه إللي حصل؟
_ بيقولو بنت حمدي الناظر هربت من كتب كتابها والبلد كلها وراها بدور عليها، واهل العريس بدل مايسترو علي الراجل فضحوه…مش عارف الناس دي بتفكر ازاي، هو الجواز بالعافيه..
نسرين بصدمه..
_ البت الوقحه دي..دي تستاهل قطع رقابتها.. ياريته يلاقيها ويقتلها..ويغسل عاره.
باسم بصدمه من حديثها، ووجهها الذي يظهر عليه علامات الكره لطفله بريئه من وجهه نظره
كانت تلعب كالاطفال علي شجره التوت منذ يومان..
وكأن المسكينه قتلت لها قتيلا…
_ لا اله الا الله..هو في أيه، انتِ تعرفيها منين عشان تتكلمي عنها كدا، انتي ترضي لنيرمين انها تتجوز كدا؟
نسرين بحده..
_ اخرس، ايه جاب بنتي أنا للقرويه الفلاحه دي..
باسم بذهول..نظر لها، وهتف بتهكم، واستهجان .
_ خلاص اسكتي احسن، مش وقته الكلام دا مفيش فايده في تفكيرك أبدا، مبيتغيرش
نسرين بغل..الهي ماترجع..دي تستاهل قطم رقابتها..
باسم بصدمه؟
_ للدرجة دي ..
_ واكتر ،ومتفكرش أن أنا هنا قاعده علي وداني..
لا يابيه..انا عرفت أنك كنت معاها هي، والبت التانيه دي امبارح..ونزلت لمستواهم واكلت من اكلهم..
باسم بحده..
_ دا انتِ مرقباني بقي..؟
نسرين..طبعا..اومال اسيبكم للفلاحين دول..يستولو علي دمغتكو ويضحكو عليكو زي ابوكو..
باسم بتهكم…اااه قولي كدا بقي العقده القديمه..اللي مسكاها ذله لابويا..لحد الان بس هو حضرتك إيه اللي مضايقك يعني..
مادام خالتي الله يرحمها نفسها رضيت ببابا..
انتي مالك بقي؟
نسرين بغل…عشان غبيه؟ومكنتش تستاهل ابوك اصلا..
باسم بصدمه..
_ اسكت ،متكمليش أنتي ازاي كدا؟
القلوب ماعليهاش سلطان، وابويا مكنش ذنبه انه وقع في العشق واللي سمعته من جدي الله يرحمه انه من يوم مااتجوزت هي، وبعدت وهو مقصرش واختك كانت عارفه ورضيت تتجوزه وهي اللي عرضت نفسها عليه..
حب من غير مشاعر..
نسرين بحده..
_ اسكت..محدش عارف حاجه..اسكت..
باسم باستنكار..
_ لا وحياتك عارفين كل حاجه…
جدو الله يرحمه جمعني أنا واخواتي قبل مايموت وحكالنا كل حاجه..
وبتهكم وشماته اكمل..
_ ولكِ أن تتصوري يعني إيه كل حاجه..
نسرين بصدمه..
_ ازاي، وانا معرفش، وقالكو ايه؟
باسم بتهكم..
_ قالنا اللي كان كفيل يغير فراس من ناحيتك بالطريقه دي؟ ويبقي مسخ..
ابتلعت نسرين خوغها..
_ نعم، تقصد ايه؟
باسم بمغزي..
_ بس الغريبه بقي..انت ليه وافقتي ببابا بعد موت خالتو نوران..؟
نسرين بصدمه..
_ قصدك ايه ياباسم..؟
_ كنت عاوزني اسيب ابن اختي للفلاحه تربيه..
باسم..
_ واش عرفك انه كان هيتجوز الفلاحه..وهي أصلاً محدش يعرف ليها طريق..
نسرين بتأتأه..
_ أكيد كان هيدور عليها ويتجوزها..وبعدين تقصد ايه بمحاضرتك دي..
دا كأني شايفه أبوك من سنين قدامي؟
باسم بهدوء وبمغزي..
_ ياستي ولا حاجه،خلينا في بدر دلوقت..
اتمني بس ميكونش ادخل في موضوع بنت الناظر..
نسرين بحده..
_ ويدخل ليه،اصلا بعد اللي عملته؟
باسم بانتباه..
_ وهي عملت ايه،مخليكي شايطه كدا؟
ولا عشان يعني….
نسرين بغل..
_ بطل تفكرني كل شويه باللي فات. احترمني شويه، انا مغلوله منها عشان حاجه تانيه..
_ حاجه ايه؟
قصت عليه ماحدث..
صدم،و فلتت منه ضحكه غصبا عنه….
نسرين بصدمه من ضحك ابنها….
_ لا يمكن تكونو من دمي..انتو ايه، انت مش مضايق عاللي حصل، و بتضحك كمان..
باسم بابتسامه..
_ والله بنت بميت راجل.. ياريتني كنت موجود…
كان نفسي اشوف وش بدر بيه، وهو بياكل القلم بدالها،لا واسأله، وشك احمر ليه..
ينفخ في وشي ، وميردش..
نسرين بحده..
_ اخرس انت اتجننت.. هو مفكر أني هسيبها.. قسما عظما لاوريها الغبيه دي..
نيرمين بشماته بعدما استمعت لحديثهم وهي تهبط الدرج..
ـ ياريت يامامي.. تتربي بنت بيئه اوي..
باسم باستنكار.. لا وحياتك بنت عندها أصل، وسرعه بديه، اللي زيك ميعرفهاش..
نيرمين بصدمه..
_ شايفه ابنك يامامي..؟
نسرين..
_ باسم؟
قطع حديثهم، مخيمر الذي يلتقط انفاسه بسرعه..
ـ ياباسم بيه.. الحق ياباسم بيه..
باسم بخوف انتفض من مكانه…
ـ في ايه يامخيمر انطق…
_ هقولك اهو يابيه..
_ بدر بيه خرج بحصانه.. و الحصان رجع من غير سي بدر..
باسم بصدمه..
_ ايه بتقول ايه، بدر فين؟
_ معرفش، يابيه..
_ طب تعالي بسرعه نشوف في ايه.؟
التف لوالدته التي تركض خلفه..
ـ خليكي هنا ياماما.. إوعوا حد يتحرك من مكانه؟
نسرين بخوف..
_ طب ابقي طمني؟
_ حاضر
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
امام محطه القطار.
تميل للامام، وتستند بيديها علي ركبتيها، لتلتقط انفاسها، بعدما وصلت بالحصان، من الطريق الزراعي المختصر بوقت قياسي
ولخوف الجميع منه ليلاً..لم يسلكوه وراءها
تركت الحصان علي باب المحطه، الذي عاد سريعاً لصاحبه..
استطاعت الهروب أخيراً من قبضه والدها..
وتذكرت ما فعلته ببدر وهتفت بذعر:
_ يالهووي.. يالهوي.. ليكون مات.. يبقي بدل مااهرب من سجن ابويا.. هدخل السجن رسمي.. اعمل ايه..دلوقت..؟
وضعت يدها علي فمها خوفا، وبأيدي مرتعشه
_ يارب مايموت،انت عالم أن مكنش قصدي أذيه لحد.
استمعت للنداء علي القطار الذي سينطلق بعد دقائق..
ماذا تفعل الان..؟
خطر علي بالها نيره…لربما تستطيع انقاذه؟
خرجت هاتفها التي اشترته لها خالتها وكانت تخفيه من والدها لتحاكيها، هي وأمها بعيداً عنه..
ابوها الظالم.. الذي يحسب انه يكد ويكافح وعليهم اطاعته.
ولولا اموال خالتها التي دستها لها، بڤيزا تهرب للمدينه لتصرفها، كل أول شهر لما استطاعت دفع حتي أموال دروسها..
دروسها التي تخبره امها انها تدفعهم من حياكتها للملابس..
بكت بحرقه طفله..خائفه مما فعلت..
مهما حدث هي طفله..وليست تلك القويه التي تظهرها..
نظرت لهاتفها الذي يرن باسم خالتها..
اجابت عليها بسرعه..
ـ جوان بدموع…
_ الو ياخالتو
ـ انتي فين ياجوان.. انا قلبي مرعوب عليكي..
عرفتي توصلي المحطه.؟
جوان ببكاء..
_ أنا خلاص في المحطه ياخالتو … بس انا..؟
ـ بس ايه ياجوان؟…
يالا اركبي أول قطر، ومكان ماتكوني هبعتلك السواق ياخدك من مكانك، المهم تخرجي من العذبه دي..
ـ جوان ببكاء تخفيه ببراعه….
_ حاضر ياخالتو.
ـ متقلقيش يا حبيبتي، اطمني ياجوان، انا بثق فيك.. جمدي قلبك، واعملي الصح.. هتلاقيني علطول في ظهرك..
اغلقت مع خالتها بعدما.. تشجعت قليلا..
لمحت اناس تعرفهم، يبحثون بمحطه القطر..
اندفعت لداخل القطار سريعاً..
وأول ما وضعت قدمها.. تحرك القطار..
رفعت هاتفها تحاكي نيره….
لعلها تستطيع مساعدتها..لتطمأنها فقط انه لم يمت..
مسحت دموعها..وضربت رقمها..
وهي تدعي..بصمت..يااارب
يارب مايكون مات..
ــــــــــــــــــــــــ
قلبه سيخرج من أضلعه خوفاً عليها..لا خبر عنها، منذ كانا معاً..والدها ونظراته له، لا تريحه أبداً..
مؤكد حدث شيء..قلبه يخبره ذلك، منذ متي تستطيع موده ان تغمض عينيها قبل الإطمئنان عنه..
حتي الجامعه واصدقاءها، لم يعلموا عنها شيء..
اتكيء برأسه علي المقود الخاص به ، لا يعلم كيف يتصرف، هو بدونها كطفل شريد، اليوم بدونها لا يحسب من عمره..
رفع رأسه، فوقعت علي والدها الذي يجلس علي مقعد القهوه أمامه يحتسي القهوه، ويشاهد مباراة ما..
بلا تفكير هبط وجلس بالمقعد أمامه..صدم الرجل من وجوده، وهتف بغضب
_ ايه العشوائية دي..حد سمحلك تقعد
لم يهتم ..هتف كطفل شريد..
_ فين موده يا عم محمد ..
هم الرجل بالوقوف، والصراخ..ولكن امسك سيد بيده بقوه..
_ وانت مالك ومال بنتي يا سيد
_ داخل بجمعية ب١٠٠الف ، وهجيب شبكه زي ما تطلب، وهأجر شقه تليق بيها، وشويه شويه، أبيع الميكروباص وأجيب تاكس..
كل اللي تقول عليه ماشي، بس متفرقش بينا ..
_ ولو معاك مال الدنيا يا سيد، أنت لا..
سيد بمراره
_ ليه ؟
_ عشان لقيط..ملكش أصل..الفلوس تشتري كل حاجه، بس متشتريش أصل..لو عرفت تشتري بيهم أصل، تعالي اجوزهالك يا…ياسيد..
ترك سيد يده، ورحل والدها، بعدما دفع حساب القهوه، وقذفه بنظره دونيه، وصعد..
______________
ببيت الناظر..
انطقي يابنت ال….. راحت فين؟
نيره برجفه، وعيون من كثره الدموع تفتح بصعوبه…
_ والله يابابا.. ماأعرف انا خرجت ،ابص علي اللي بتعملوه..دخلت ملقتهاش.. والله صدقني..؟
حمدي بنواح..
_ ياغمك ياحمدي.. بنتي حطت راسي في الطين..
كانت بتهرب في السر، ومحدش بيعرف..دلوقتي الناس كلها عرفت وانفضحت..لازم اقتلها واشرب من دمها..
ونظر لزوجته الباكيه.. مردفاً بحقد..
_ أكيد أختك السبب.. اختك الخاطيه اللي كانت فضحانا زمان مع ابن الاكابر..
انتفضت سمر ، وهتفت بحده وقوه لاول مره….
_ أنت نسيت نفسك، ياحمدي وأختي ذنبها ايه؟
إحنا مقاطعينها من ست شهور بسببك، وكمان هي مش هنا.. ومبقناش نكلمعا، ولا عادت بتنزل من بعد خناقتك معاها، أختي اشرف منكو كلكو
وانت عارف لو مكنتش شريفه مكنتش قعدت علي زمه جوزها دقيقه..
انتو ايه؟
كفايه بقي ظلم…. منك لله ياشيخ انت السبب..
ياما قولتلك جوان مش زي جميله، هتضربها وتسكت.. وترضي..لا ضحكت علينا كلنا ونيمتنا
ومفكر انها هترضي بالامر الواقع..
منك لله ضيعت بناتي الاتنين.. اااه يا غلبي
وحرقه قلبي..
إقتربت ، وجذبت نيره بقوه من يد والدها..
ابعد عنها، حرام عليك عاوزها تطفش هي كمان..
مش كفايه جميله اللي قطعتنا ومنعرفش عنها حاجه..واهي كمان جوان هربت..
كفايه سيبها..قومي يانيره..، بنتك ملهاش دعوه ياصابر.
متضربهاش.. بناتي ضاعو والسبب ابوهم..
ربنا يحرمك من نور عينك ياحمدي زي ماحرمتني من بناتي واختي..
منك لله..
منك لله..الهي يحرمك نور عنيك..
حمدي بصدمه…لأول مره تدعي عليه هكذا..
ارتد للخلف وأسرعت نيره لغرفه جدها النائم من اثر الدواء.. واغلقت علي نفسها..
لمحت هاتفها يضئ ..مدت يدها وجذبته..واجابت مسرعه..
ـ جوان..انتي فين..؟
ـ جوان ببكاء، اسمعيني يانيره مفيش وقت..
وحكت لها..ماحدث..
ـ يلهوي.. يا جوان..ليكون مات…
جوان بشهقه…
ـ انا مش عارفه يانيره انا خايفه يموت ويعرفو ان انا.. روحي انقذيه..يانيره..ارجوكي
نيره بخوف عليها..اوصفيلي المكان.؟
جوان..هو ورا بيتنا يانيره..مش بعيد..
نيره..بخوف..هحاول أخرج ياجوان..متخافيش
روحي انت..وزي مااتفقنا.. هتهربيني انا كمان
جوان بابتسامه من وسط دموعها..
_ ههربك يانيره، بس ياكش الحق..قبل مايجي الامير اللي نفسك فيه ويخطفك..
ابتسمت نيره من وسط خوفها..لتذكيرها باميرها التي تحلم به ليلا ونهارا..كما ابطال الروايات..
وخرجت تتسلل بهدوء..كما خرجت جوان
نيره علي درايه كبيره بالاسعافات لانها تعمل مع طبيب الجراحه الوحيد بالعذبه..ولشده حب الطبيب العجوز لها..علمها كل شئ عن الجراحه، كما لو كانت طبيباً متمرسا منذ دخولها التمريض..وهي تعمل معه..
حتي ان نساء العذبه كلها تأتي لها لتوصف لهم الدواء بنفسها..
حملت حقيبتها الطبيه… وانطلقت وسط المزروعات..بكشاف بيدها..
ولقرب المكان من بيتهم.. قطعته سريعاً. حتي وصلت له.. وصدمت من منظره..
نيره.. يخرابي دا دمه ساح..
الله يسامحك ياجوان.. كان عقلك فين؟
ربنا يستر..
لبست الجوانتي، واقتربت منه..يارب انت عالم اني عاوزه انقذه.. يارب استرها..
مدت يدها المرتجفه تطمئن، انه مازال علي قيد الحياه.. تنفست الصعداء..
بعدما استشعرت نبضه.،ولكن الجرح عميق جدا؟
وربما حدث له ارتجاجاً بالمخ او ماشابه؟
ـ جلست أرضاً.. واخرجت ادواتها وبدأت تمسح مكان الجرح وطهرته جيداً..وقامت بخياطته بمهاره؟
ولفت جرحه..ولكن قبل أن تمد يدها لتحاول افاقته..
كان هناك صوتا حادا خلفها..
ــــــــــــــــــــــ
امتطي باسل (سراج) جبرا..
لانه بالتأكيد يعلم، أين ترك صاحبه..؟
وكما توقع سار الحصان، وسط المزروعات
الي أن لمح أخيه اخيرا..
صدم وهو يراه مسطحا وبجانبه هي..
والارض غارقه بدماءه..
باسل بصدمه..
لم تره هي كانت مشغوله بما تفعله،
باسم..
_ عملتي في اخويا ايه، دا أنا هموتك..
ارتعشت يدها وانصدمت، ووقفت مسرعه..
وهو يعيد عليها السؤال بقوه
ـ عملتي في أخويا ايه.،انطقي،دانا هوديكي في داهيه؟قتلتيه…
نيره بخوف ورجفه، فهي تخاف من الصوت المرتفع ويرتجف جسدها….والله ماعملتله حاجه
انا هقولك اللي حصل،يااستاذ..
انا بحاول انقذه والله..
بس الاول سيبني افوقه.هو والله هيبقي كويس..لو مفقش دلوقت هيدخل في غيبوبه ،ارجوك..
باسم بصدمه..دا أنا هوديكي في داهيه..تفوقي مين؟
ابعدي ايدك دي عنه؟
انتي فاكره نفسك دكتوره…
حمل أخيه سريعاً ليضعه بالسياره التي كان يقودها مخيمر، آتياً من خلفه..كما أمره..
ـ باسم بحده..افتح الزفت دي بسرعه
مخيمر بخوف..حاضر يابيه..
وضع اخيه بالسياره..ودفع مخيمر بقوه..وعصبيه
وخرج جانبه الذي يخفيه ببراعه عن الجميع ..
_ اوعي من وشي..وهاتلي البت دي، اوعي تهرب منك..
قسما عظما لو اخويا جراله حاجه..لكون قتلك بأيدي
.
نيره بصدمه..
_ والله ماعملته حاجه، حرام عليك
باسم بحده لمخيمر المصدوم..
_ انت لسه هتنصدم..
قولتلك هاتها واحبسها في اوضه االاسطبل لحد مااطمن علي بدر..
لمح الهاتف في يدها..خطفه منها..
هاتي دا…
نيره بخوف..
_ والله معملتله حاجه
_ اخرسي..ووجه حديثه لمخيمر
ـ قسما عظما لو عرفت انها خرجت لكون قتلك انت بدالها بايدي.
مخيمر بخوف..
_ حاضر يابيه..اوامرك..
جذبها مخيمر من يدها..
_ يالا يانيره يابنتي..ايه بس اللي جابك هنا..؟
نيره بدموع،
_ والله ماعملت حاجه انا شوفته مرمي قولت افوقه..والحقه…
_ طيب يالا، بهدوء بلاش فضايح..
كفايه فضايح الليله، واللي جرا في العذبه، ربنا يتولاكي..
باسم بيه ده يبان طيب،بس جواه شر زي أبوه يكفي الكون كله..
مش شكل بدر بيه، شايط علي طول، بس جواه حليب أبيض
ربنا يستر ويقوم منها..ويبرءك لو كنتي بريئه
نيره بدموع…وجسد يرتجف خوفاً..
_ بالله عليك ماتقول لحد، وخصوصا اهلي، وانا هاجي معاك..
_ طب ولما يدورو مايلقوكيش..هتعملي ايه؟
نيره بقهر..
_ هيقولو هربت زي جوان.. أنا في الحالتين ادمرت خلاص ياعم مخيمر..
_ اما يقولو هربت..احسن مايقولو قتلت..
مخيمر بحزن عليها..
_ حاضر يابنتي تعالي ..ربنا يتولاكي يانيره.. يابنتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشرم..
صعق من فعلتها واستسلامها..
وقفت أمامه بهيئتها المذريه ، ولكنها مهلكه بعينه
رآها بعين الذئب التي يمتلكها…فسرح بها، ولكنه استفاق علي آخر لحظه..ووعي لما يحدث، إنها تنتحر..
حاول اكثر من مره، أن يتفادها، وصرخ بها ولكنها كانت مرحبه بهلاكها..
جحظت عيونه صدمة، وهو يضغط علي فرامل السياره، ليتفاداها هو علي أخر لحظه..
ولكن تأتي الرياح دائما بما لا تشتهي السفن
وتأتي سياره باتجاهها متعمده.. رآها جيداً
من خلفها، و اطاحت بها…
صرخ وصرخ بها أن تبتعد، ولكن لا فائده، هبط مسرعا..مذهولاً مما يحدث..
أسرع إليها ، كانت في حاله مذريه، فتحت عيونها ورأته أمامها، وبنبره محطمه، وبحروف تخرج علي حده بصعوبه..
ـ ارجوك سيبني أموت ، أنا كدا كدا ميته..
فراس بصدمه.
_ انتي مجنونه.. مجنونه.. مش هتموتي..
حالتها المذريه ونزيف رأسها…وانفاسها التي تغيب.. وذاك الذي ينبض بعنف بصدره، جبروه جبراً ، للعوده للماضي ..
والعوده لشيء قد عزف عنه لسنوات..
اخرج هاتفه من جيبه ، ليطلب اسعاف الفندق
وهو يصيح بحده بها..
_ مش هتموتي…فاهمه..
ولكنها كانت بعالم آخر.. مع اطفالها الصغار
التي سرقتهم من أحضانها يد الغدر …والخسه..
ــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعه..
علي باب العمليات..
كمجنون ، يغدو ذهاباً وإياباً ..
الكل يتجنبه، حتي لا يطاله غضبه..
رن هاتفه، برقم مدير الفندق الذي يملكه ، والتي كانت تقيم به جميله وزوجها..
فراس بحده بعدما استمع لمديره الذي اخبره ماحدث معها كاملا..
_ اقسم بالله يابهايم لامشيكم كلكم..ازاي دا يحصل اصلا، وانتو نايمين؟هي سايبه؟
وازاي مابلغتوش البوليس وسبتوها تخرج كدا..
كلم معاذ واديله اسم الكلب دا، وعاوز تقرير عن ابن ال…جوزها اللي عمل فيها كدا..
وابعتلي اسمها بالكامل وكل اللي تعرفه عنها.. عاوز كل حاجه تخصها عندي في ٢٤ ساعه، ومتستناش مني أني أرحمك..
اغلق الهاتف وهو يغلي من الداخل..كيف لشخص ان يفعل بامرأه… كهذه هكذا..
امرأه عيناها تشع براءه، وصوتها..
ااه من صوتها..كناي حزين يشبه صاحبته..
مسح وجهه بكف يده بعصبيه، واغمض عيونه بتعب وجلس علي المقعد بإنهاك .. هاتفاً بصمت..
_ فوقي بس، وأنا اجبهملك من بطن الأرض ياحوريه..
اغمض عينه، فتذكر السياره التي اطاحت بها..
تلك السياره التي صدمتها، تأكد أنها كانت تقصدها
مؤكد ذلك الحقير الذي اخذ ابنائها…كان يريد التخلص منها..
كلما تذكر يغلي من الداخل..
ـ ااااه يابن ال..
خرج الطبيب، فنهض سريعاً..
_ هاا يامعتصم طمني؟
معتصم بهدوء ،وهو يخلع كمامته..
_ في ايه يافراس، أول مره اشوفك ملهوف علي حد كده.؟
فراس بحده..
_ انطق يامعتصم حصلها ايه؟
معتصم بخوف من صوته العالي….
_ خلاص خلاص.. أهدي..هي كويسه
بس كسر في ايديها، ورجليها، ونزيف داخلي بس واقف من قبل ماتيجي هنا..
نظر له معتصم بخبث..وصمت…
فراس بتنهيده..
_ بجد يعني هتبقي كويسه.؟
_ اه يافراس، هو أنا يعني اللي هقولك، بس مين دي؟
وايه سر لهفتك عليها، واحده من نسوانك ولا ايه؟
فراس بحده أفزعت معتصم..
_ معتصم لم لسانك ده؟
معتصم بصدمه..
_ لا دا شكل الموضوع كبير ، وعلي فكره أنا هبلغ البوليس.. لأن دي شبهه جنائيه..
فراس بحسم..
_ معتصم أقفل علي كدا، حقها هعرف اخده كويس، من اللي عمل كدا بس ، أما تفوق وتحكيلي..
معتصم بصدمه..
_ لا دا الموضوع خطير ، ولازم اعرفه بقي..
فراس بهدوء..
_ ولا خطير ولا حاجه..تعالي نشرب قهوه أحسن حاسس أني دماغي هتتفرتك..
معتصم بابتسامه..
_ تعالا يااخويا أنت ومصايبك، اللي مبتنتهيش، معرفه سوده..
فراس بابتسامه..
_ انت كنت تطول ياجدع، أن أنا اصاحبك..
دا انت كنت واقع في الجامعه، وملقتش غيري يصاحبك..
معتصم بضحك..
_ في دي عندك حق يادكتور فراس.
فراس بحده..
_ متفكرنيش بالكلمه دي،قولتلك ميت مره؟
معتصم باستفزاز..
_ ماانت فعلا دكتور..هو انت هتكدب.
فراس بتنهيده، وهو يعود بظهره للخلف أمام مكتب معتصم..
_ انت عارف أني من يوم ما سبتها، ماعملتش بيها، إلا انهارده الشهاده دي؟
حتي لما أبويا وقع قدامي..معرفتش أعمل حاجه..
وكنت ناسي إللي اتعلمته كله، ومتكتف..
معتصم بابتسامه..
_ عارف…بس طلعت فاكر أهو..فكرتك نسيت..من كتر الفسق إللي انت عايش فيه.
اقترب معتصم منه..ونظر بعينه بقوه..
_ عشان كدا شكل الموضوع كبير..كبيييير، اللي تخلي سي فراس الرشيد الطبيب العاق..المنشق عن مهنته يمارسها ويسعفها ..تبقي مش أي حد..بس ليك حق..البت فورتيكه.
فراس بغضب، جذبه من ياقته..
_ معتصم لم لسانك، لقطعهولك
معتصم مدعي الخوف..
_ خلاص ياعم أهو..سيبني..
تركه فراس..وهو يضع رأسه بين يديه بصدمه
مما يفعله، وما فعله، بسببها حتي الآن، منذ استمع لصوتها بشرفه الفندق، وهو بحال بئس..
أغمض عينه بقوه، ولكن ذكري ماحدث عاد لعقله بقوه..
قبل ساعه…
حاول اسعافها، ولكن لم يفلح، نبضات قلبها تختفي..وتكاد تسمع ، تستسلم لموتها..
فراس بقوه..
ـ مش هسيبك، تموتي ياحوريه ، مش هتموتي..
تذكر ان المشفي بعيده، وإان تحرك بها من مكانها ستموت منه..
اتصل باسعاف الفندق الذي يملكه الذي كان يقيم به هو وهي..
ولقرب الفندق أتت السياره في اقل من دقيقه، لعلمهم من هو.؟
نزل المسعفون ليحملوها عنه.
فراس بحده..محدش يقربلها يابهايم..هتموت..
هاتولي حقنه(…)بسرعه
ـ المسعف..
بس يافراس بيه.؟
فراس بصراخ..
_ بس إيه يابهيم أنت، نفذ إللي قولتلك عليه..
أعطاه المسعف ما أراد..
صدم المسعفون ، وهم يرون مديرهم يسعفها ببراعه ..وكأنه طبيب متمرس..حتي انها عاودت فتح عينيها..وتمتمت..
ـ سيبني أموت أرجوك..
ـ مش هتموتي..هتعيشي..
حملها ووضعها بعربة الإسعاف بهدوء ، وأخذها المسعفون للمشفي و تنفس هو الصعداء، ورحل خلفهم
فراس بصدمه لنفسه…
_هي هرموناتي اللعينه أنا عارف..مش معقول غير كدا؟
معتصم..
_ يابني روحت فين…؟
_ أنا اهوو..
معتصم بضحك..
_ ماهو باين؟
فراس بهدوء..
_ بس تصدق أن أنا نفسي انبهرت، أني لسه فاكر حاجه؟
معتصم بتهكم..
_ يابني انت كنت بتطلع الاول عالدفعه..انت باينك انحسدت ..
– انت عارف أني دخلته عنداً في ابويا اللي كان دايما شايفني فاشل..
فالطب نفسه انت عارف ، انه مش في دماغي
معتصم بتنهيده..
_ عارف بس احكيلي مين دي؟
_ هحكيلك..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمشفي المركز التابعه للعذبه..
باسم بلهفه..
_ ها يادكتور طمني..؟
الطبيب..
_ الحمدلله اطمن هو بخير بس الخبطه كانت شديده شويه..
والمستشفي هنا امكانيتها ضعيفه
عشان كدا مش عارفين نعمله اشاعه عالمخ نطمن..
بس مين اللي خيطله الجرح، مشالله عليه
خيطه ببراعه..ولا اجدعها دكتور..
بس..
_ بس ايه؟
_ والله ماعارف يابني..اخوك دخل غيبوبه
بس اطمن ان شاءالله مفيش اي خطر عليه يومين كدا ويفوق منها..بس مبدأيا مفيش أي اعراض لاصابه في المخ
باسم بصدمه…
_ انت بتقول ايه؟
غيبوبه ايه، انا هنقل اخويا القاهره حالا..انت مش عارف انا مين؟
_ اللي تشوفه..عموما مفيش اي خطر علي نقله لان مفيش اي اصابه ظاهره في مخه..ممكن في اي وقت يفوق..يوم.. اتنين..غير كده..مفيش مشاكل..اتفضل
باسم..بصدمه..
_ ايه البرود دا؟
اخويا دخل في غيبوبه ويقول مفيش حاجه
دا دكتور دا؟
رفع هاتفه وحادث والده.. وأخبره ان يحضر أخيه بعربة اسعاف فورا..
ــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعه كانت سياره الاسعاف
تنقل بدرالدين…لمشفي والده..
في منزل الرشيد..
_ في ايه ياباسم، اخوك جراله ايه؟
باسم بهدوء..
_ يالا بس انتي ونيرمين حضرو نفسكم..بسرعه عشان نسافر، خبطه بسيطه ونقلته القاهره
_ إزاي؟
_ مش وقته ياماما..يالا..
خرج باسم لمخيمر..
_ مخيمر يامخيمر..
_ أيوا ياباسم بيه؟
باسم بحده..
_ البت دي تفضل محبوسه لحد مابدر بيه يفوق، ونعرف منه الحقيقه كلها…
_ليه بس ياباسم بيه، دي وليه وغلبانه..حرام عليك..
والناس مبترحمش..سيبها ولما تعوزها هجيبهالك بنفسي.
باسم بغضب..
_ اللي اقول عليه يتنفذ، انا مرضيتش ابلغ البوليس لدلوقتي..عشان خاطر متتبهدلش قبل مااخويا يصحي.. إنما قسما عظما..ماتعمل غير اللي قولتلك عليه لكون راميها في السجن..
مخيمر بحزن..
_ لا حول ولا قوه الا بالله..اللي تشوفه يابيه..عن اذنك..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد اسبوع..
ببيت الناظر..
_ يامُرك ياصابر..يافضحتنا في البلد كلها يا حمدي
انفضحنا واللي كان كان..
_ مخلتش مكان إلا أما دورت عليهم فيه..
معقول الاتنين في ليله واحده..دول أكيد كانو متفقين ياصابر..
_ اه ياحزني..ياحرقه قلبي..يافضحتي ليه كده يابنت بطني، دانا دايما اقول عمر نيره ماتعمل كده..
انت السبب ياصابر..طول الوقت مخوفها ومكرهها في عيشتها وبتضربها، وهي ياحبه عيني مبتلحقش ترتاح..
سمر بحزن..
_ يعوض علينا ربنا ياسعاد..
_ كله من دلعكم فيهم..انا مخلفتش غير جميله
سمر بتهكم ومرار..
_ وهي فين جميله..انت تعرف عنها ايه؟
لما ملقتش حاجه من جوزها ومعرفتش تخنصر من وراه..كرشتها بعيالها..
ومن يومها معرفش عنها حاجه..بعد ماحلفت عليا ماروحلها
منك لله ياحمدي..ربنا ياخدك ويحرق قلبك
_ بتدعي عليا يابنت ال….طب تعالي..بقالي اسبوع متحمل قرفك..ودعاكي عليا ليل مع نهار..
سمر..اااه….
حمدي ، بلا شفقه وشيطانه تحكم به..ضربها بقسوه، وهي فقط مستسلمه..بلا رد فعل..
حتي اخيه وزوجته، لما يستطيعا ابعاده عنها..
الي أن انصدم، رأسها بماكينة الخياطه..
وسالت دمائها..
سعاد…
_ يلهوي..يلهوي..قتلتها منك لله ياحمدي..
حمدي بخوف من أن يكون قتلها حقاً، خرج مسرعا…يجري وسط الاراضي..
وسعاد تلطم خديها..
_ يلهوي..يالهوي..
ياسمر..فوقي ياسمر..الحق ياصابر هات عربيه نوديها للدكتور..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمطروح..
بأحضان خالتها..تبكي ليلا مع نهار..
منذ وصلت من أسبوع..هزل جسدها وضعف خوفا..
سهر بحنان..
_ ياقلب خالتك بطلي عياط بقي..
انتي خايفه من ايه؟قولتلك لسه عايش انا اطمنت بنفسي..
جوان.. أنا مش بعيط عشانه يغور في داهيه.. أنا خايفه علي نيره مبتردش عليا..
حتي تليفونها مقفول..
سهر بحنو…
_ تلاقيها بس أبوها خد منها، التليفون ولا حاجه..وانا بعت حد يسأل عنها..واول مانطمن عليها
هجيبها هنا، ياما قولتلك تعالي من زمان انتي وهي مردتيش..
جوان بحزن..
_ أهو اللي حصل..المهم دلوقت هنعمل ايه؟
سهر..
_ ولا حاجه..هنهرب من هنا..ابن الرشيد دا مش سهل، وهيجيبك لو في باطن الارض..اول مايفوق..
جواز سفرك، يخلص واخدك ونسافر..ولما نوصل لنيره..اوعدك نجيبها..
جوان..ازاي هسافر وانا قاصر ياخالتو..
سهر بتهكم..كله بالفلوس بيخلص ياقلب خالتو..
اطمني أنتِ بس..
جوان بحزن، خفضت رأسها..
ـ ايه تاني؟
ـ جميله؟
ـ مالها؟
ـ مبتردش عليا من اسبوع هي كمان..
وبحلم بيها احلام وحشه..انا قلقانه اوي ياخالتو..
ـ سهر..متقلقيش جميله معاها، حماها وحماتها واكيد مش هيخلو الكلب دا يقربلها..
قومي بقي..نخرج نشتري هدوم عشان السفر
جوان بحزن تقوقعت علي نفسها ..
_ مليش نفس ياخالتي..
هاتي أنتِ أي حاجه الله يخليكي
سهر بحنان وتنهيده..
_ خلاص يا حبيبتي ارتاحي انتي..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
يقف يستند بجذعه علي باب غرفتها..
جميله كما اسمها حتي في سهادها وحزنها جميله..
لم يستطع تركها..سافر يوماً واحداً اطمأن علي اخيه وعاد ليلاً..مسرعا لها، بحجة العمل، لا تتكلم..ولا تبكي..ولا تصرخ..
منذ اطمأن علي أنها بخير أصر علي جلبها هنا..قبل ان تستفيق من غيبوبتها..
حاول معه معتصم، ولم يستطع أن يؤثر عليه
فتركه، فاقت ونظرت حولها بصدمه، ولكنه أخبرها بهدوء ما حدث
فاستسلمت….بلا روح..وكأنها لم تعد تهتم..
هي هنا ببيته الخاص..الخاص جدا..
لا احد بالكون يعلم عنه، الا هو ومن أسسه له..
وتلك الفتاه القرويه التي تخدمه..(مريم..)
لا يعلم لما جلبها لهنا..ولكن شئ غامض بتلك الفتاه يجذبه لها بقوه..
عيناها الشارده، وحزنها..لقد بدأ يشك بنفسه حقاً..
زفر بحيره، واقترب منها..
رفعت وجهها ، ون نظرت له، بلا حديث، وأشاحت وجهها مره اخري..
أسند رأسه عالاريكه بجوارها ..كانت تنظر للخارج وللغيوم بشرود..
فراس بإبتسامه ، وهو يقترب برأسه من أذنها يهمس لها..
ـ وحشوكي؟
مد يده وأزاح عنها خصله شعرها التي انزلقت لتخفي عيناها عنه..
ـ نفسك تشوفيهم؟
ابعدت رأسها بلا روح.. و لم تجيبه..
فراس بهدوء..
_ طب عارفه لو اتكلمتي، و قلتي يافراس هاتلي ولادي، وسمعتيني صوتك..هجيبهوملك لو في باطن الارض..
نظرت له سريعاً، تبحث بعينيه عن صدق حديثه..
لم تعد تثق بأحد..فكيف تصدقه..
هي خائفه منه وبشده ، ولكن ماذا تفعل هي، وهي لا تستطيع حتي السير علي قدميها
خانتها دموعها التي تجاهد بإخفاءها منذ فتحت عيناها وابصرته ذاك اليوم..
فمد يده ومسحها بحده..
ـ متبكيش..
بلعت ريقها..وخانتها عاطفتها ، وهمست بصوت مرتجف..
ـ بجد،هتجبلي ولادي..
ابتسم بسعاده، وصوتها الحزين المرتجف، عاد ليدغدغ قلبه بقوه..
هتف بسعاده..
ـ أخيراً نطقتي.. حمدالله على السلامه يا حوريه..
عاودت الهمس..
_ عاوزه ولادي.. أرجوك..
التقت نظراتهم معاً..هي بضياع، وهو بشيء جديد لا يعلم ماهو حقاً للآن…وأردف بترو..
ـ بس بشرط..
_ شرط ايه؟
انا موافقه، موافقه علي أي حاجه ، بس الله يخليك رجعهوملي.
فراس بخبث..
_ مش تسمعي شرطي الاول، مش يمكن ميعجبكيش.
خفضت رأسها خوفا من نظرته ، لايريحها أبدا..
خائفه منه ..ولكن لا يهم مادامت ستحصل على أطفالها بالنهاية..
صوته ذو البحه عاد ليربكها وهو ينطق اسمها
ـ جميله..
_ نعم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميله وكل شئ فيها جميل
طابع الحسن في خدها بياخدني لبعيد
ياست زي النسمه سحرها قتال
جمالك فتنه والصمت في حرم الجمال جمال..
جميله وكل شئ فيكي جميل
قربي ونوري ليلي الحزين
كل شئ فيكي ياجميله جميل
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بڤيلا عمران الرشيد
بعد اسبوع..
علي الفراش يجلس بدر ببرود، بجواره باسم
يسأله للمره المليون، ماذا فعل لتضربه؟
بدرالدين ببرود..
_ مش هي..
استقام باسم فزعاً من جانب اخيه البارد ..
باسم بصدمه..
_ بتقول ايه؟
انت اتجننت ولما مش هي اللي ضربتك، خلتني للان حابسها ليه؟
بدر الدين ببرود ..قص لاخيه ماحدث.
باسم بصدمه…
_ إيه، وفرضاً ان دا حصل، نيره ذنبها ايه؟
بدرالدين ببرود..
_ عشان هي اللي هتجيب بنت عمها..
باسم بذهول..
_ انت عاوز تستخدم بنت بريئه في انتقامك من بنت تانيه برده متتخيرش عنها..انت عارف بتقول ايه؟
بدر بحده..
_ وانت عاوز بنت زي دي تتجرأ وتمد ايدها عليا ومتتعقبش..انت مش في وعيك ياباسم.
باسم بصدمه..
_ وحتي اذا ياأخي..بردو نيره ذنبها ايه؟
بدرالدين ببرود..
_ مذنبهاش قولنا ..هتوصلني لبنت عمها
باسم بتهكم..
_وهي ايه إللي هيعرفها بمكان بنت عمها وهي محبوسه اصلا..
بدرالدين ببرود..
_ ماانا أمرت مخيمر يخرجها..اخرج بس انت منها..
وهات التليفون بتاعها، انا عرفت انك اخدته منها ليله الحادثه..
اكيد جوان هانم.. بترن عليه..
باسم بصدمه..انت جايب البرود دا منين؟
وازاي اصلا تخرج البنت من غير ماتقولي..انت مش في وعيك، ولا الضربه اثرت علي مخك
البنت غايبه عن بيتها بقالها اسبوع وغير الفضيحه اللي حصلت وكلام الناس
دا ابوها كدا هيقتلها..
منك لله يابدر انت جايب الجبروت دا منين؟
بدر بحده..
_ مليش فيه..هات التليفون وخلاص
باسم بصدمه..تركه وخرج مسرعا..
وهو يسبه
بدر بصوت مرتفع..
ـ هات التليفون ياباسم..
باسم بحده..
ـ كسرته ميت حته يابدر بيه..
بدر بصراخ..
ـ باااااسم
خرج مسرعا..وضرب رقم مخيمر..
ـ .ايوا ياباسم بيه..
باسم بحده..
_ ايااك تخرج نيره الا اما اجي انت فاهم..
مخيمر..بس يابيه بدر بيه قالي اخرجها ، وانا كنت لسه هخرجها اهاااه..
باسم بصوت مرتفع ، وهو يصعد سيارته..قولتلك متخرجهاش يابني ادم الا أما اجي…
انا مسافه الطريق هكون عندك..
ولو بدر كلمك اوعي تقوله اني اتصلت بيك
وقوله انك خرجتها، والدنيا والعه عندك..فاهم
مخيمر بخوف..
_ حاضر.حاضر ياباسم بيه..فاهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعذبه..
بعد ساعتين..
كان يهرول باسم مسرعا للاسطبل..
مخيمر..اهلا ياباسم بيه..
انا عملت زي ماانت طلبت مني ،وقولت لبدر بيه اني خرجتها.
واني مسمعتش كلامك..
والدنيا مقلوبه بره..
باسم..بلهفه..هي فين؟
مخيمر..جوه يابيه..لا بتاكل، ولا بتشرب ،وحالتها في النازل..
نيره دي يابيه اصلا مريضه من صغرها بفقر الدم، وكل شهرين تقع من طولها ويودوها المستوصف، مش حمل اللي حضرتك عملته فيها..وكانت بترفض الاكل اصلا..
_ افتح بسرعه، وبطل رغي النسوان ده..
فتح الباب..وصدم من هيئتها..
وجه شاحب ، وعيون فقط تنظر له ، ودموع تسيل..
جالسه القرفصاء علي الحصير بالأرض..
اوضه الاسطبل نضيفه..نوعا ما..
ينام بها حارس الاسطبل..
وبها سرير صغير ، وحمام ملحق بها..ومفروشه من الحصير..
اشار باسم لمخيمر ان يذهب..
خرج مخيمر وقابلته زوجته سعديه..
امرأه ثرثاره تعشق نقل الكلام، ورمي الناس بالباطل..
سعديه..البيه داخل يجري ليه كدا ومين اللي معاه جوا.؟.يامخيمر..
مخيمر بحده..
_ اخرسي ياسعديه وامشي انجري من هنا..احسن باسم بيه لو لمحك هيطردنا من هنا ويقطع عيشنا..
سعديه بحده..
_ لا..انا شوفت نيره جوه بنت صابر الناظر الطفشانه من اسبوع..
مخيمر بخوف..وضع يده علي فمها..
_الله يخربيتك هنروح في داهيه،باسم بيه لو سمعك هيقطع عيشنا..
اقفلي وملناش صالح..يالا انكشحي من هنا..
سعديه بغل..
_ ماشي يامخيمر..اني هوريك..
وخرجت تبخ سمها بين العمال والفلاحين بالارض وخصوصا النساء.
انتشرت الاشاعه كالبرق..حتي وصلت لأهل نيره..
ــــــــــــــــــــــــ
نيره بدموع..اشاحت وجهها للجهه الاخري وباسم
يعتذر منها..
نيره بحزن..
_ واعتذارك هيفيدني بايه.؟
انا مستقبلي ضاع واهلي هيقتلوني..
وباستسلام.. عموما..مش مشكله كتر خيرك انا كدا..كدا ميته..
باسم..
_ انا هاجي معاكي واشرح لابوكي اللي حصل.
والله لما شوفت بدر كده..مقدرتش افكر
غير ان اخويا في خطر،حطي نفسك مكاني
نيره بدموع..
_ انا فعلا حطيت نفسي مكانك..لدرجه اني مفكرتش وجريت عشان انقذ جوان من الخطر
بس للاسف جت علي دماغي..واخوك مكنش فيه حاجه..والخبطه مأثرتش عليه
كان ممكن تخرجني ليلتها..
باسم بحزن..
_ لانه مقليش الا دلوقت ان جوان اللي عملت كدا
ـ قالي انك انتي يانيره..
نيره بحزن..
_ مش فارقه..بقي
_ تليفونك مبطلش رن برقم جوان..
وبدر طلبه مني، ومردتش ادهوله، لان عاوز ينتقم منها بأي طريقه..
نيره بلهفه..طب هاته بسرعه ارجوك..
باسم بابتسامه..اتفضلي..
ضربت رقم جوان برجفه..
ـ مغلق..
باسم..لحد امبارح بالليل كانت بترن..وبصراحه مردتش ارد عليها لان عارف انها كانت هتسال عليكي
انا لو فضلت اتأسفلك من هنا لبكره مش هيكفي..
نيره..بدموع..
_والله انا كنت بحاول انقذه مش اكتر..
باسم بحنان..عارف وحقك عليا ياستي
قبل ان يكمل، كان مخيمر اندفع للداخل
مسرعا..
الحق ياباسم بيه..
اهل البلد جايين كلهم علي الإسطبل ومعاهم العمده..
وبيقولو انك….
لم يكمل..صمت حياء من هول الكلمه..
باسم بحده..اني ايه انطق.ومين اتجرأ
وعرفهم بمكان نيره غيرك..دانا هطين عيشتك
_ يابيه بيقولو يعني انك والست نيره..استغفر الله العظيم
صرخت نيره ولطمت خدها..
ـ يلهووي..يلهووي حرام عليكم..منكو لله.انا ذنبي ايه؟إندفع باسم ناحيتها وامسك يديها الاثنان..
_ بس..متخافيش محدش هيقدر يقربلك..
اهدي..
احكم يديه عليها واخذ يربت علي ظهرها..بحنو..
ودوما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن..
وكأن سفينه الاصدقاء ثقبت لتغرق بهم جميعا…
دخل العمال بهذه اللحظه..وعلت الهمهمات..
من خلفهم….
استدار باسم ، وصدم بهم..
ادارها خلف ظهره وخبأها عن عيونهم التي ترمقهم معا والسنتهم التي تقذفهم باتهامات باطله..وبحده صرخ بهم.
ـ برا..اخرجو برا كلكم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بمطار القاهره الدولي..
تجلس جوان بجانب خالتها بانتظار صعود الطائره..
وقد يأست من ان ترد عليها شقيقتها او ابنه عمها..
يدها علي وجهها تبكي بلا توقف..
سهر بحزن..
_ خلاص بقي ياجوان..اهدي وانعدلي اربطي الحزام..
مش هسمحلك تتراجعي تاني..
قولتلك اوصلها واقسم بالله هنزل اجيبها بنفسي..
جوان ببكاء..
_ مش قادره ياخالتي ارجوكي سيبيني هنا..
سهر بحده..
_ قولتلك لا ياجوان..انتي عارفه ان ابن عمران الرشيد قالب البلد عليكي..؟
جوان بصدمه..
_ عرفتي ازاي؟
سهر بتهكم..
_ اومال انا اصريت ننزل القاهره ليه…
الحرس بتوعي لمحو حد بيحوم حوالين الفيلا بمطروح ولما مسكوه قر انه من طرفه..
اطريت اسيبه ..
ودفعتله اكتر..وبقي عميل مزدوج..
انهت كلامها وغمزت لجوان بطرف عينها..
جوان بصدمه..
_ ياخالتو ياقادره..
سهر، وهي تلكذها بكوعها..اومال؟
هي خالتك سهله ولا ايه.،دا تار قديم ياجوان..
واللي عملوه زمان..لسه معلم..
ومعلم بالقوي..كمان..
جوان بفضول..امتا هتحكيلي ياخالتو.؟
سهر بحزن مدت يدها وجذبتها لحضنها..
ـ لسه مأنش الاوان ياقلب خالتو..
بس اوعدك لما تدخلي الجامعه احكيلك..
جوان بحزن..
_ وهي فين الجامعه دي.؟
سهر..بضحك..
_ لا هو انتي مقرتيش جواز سفرك..مش انتي كبرتي وبقي عندك 21
جوان بصدمه..
_ ياشيخه؟
سهر…
_ وحياتك..يالا نامي يختي؟
جوان بابتسامه..
_ ماشي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشرم الشيخ..
يجلس امامها شارد بها..
عيونه تفترسها من كل جانب..همسه باسمها يربكها..
كلما نطق اسمها بتلك الطريقه المغويه، تشعر بالربكه والخجل.
خائفه منه ، ومطمئنه معه،شعور التناقض التي تحيا به بجواره ،بات ملازم لها..لاتعلم ما بها..؟
أمن الممكن أن يخيفك شخص ويعود ليربكك
وبفعل بسيط منه، يعود ليطمئنك..
ام أنها جُنت، ومن أمامها هو ذئب مفترس، أعتاد الصيد فأصبح يجيد الإيقاع بفريسته..
أغمضت عيونها ،وصوته يخترق أذنيها ، وهو يهمس به مجدداً ..
_ جميله..
غصبا عنها أجبرت نفسها.. علي مجاراته..
ستوافق..من أجل طفليها علي أي شيء، أي كان شرطه..لما لا؟
لما لا.. إذا كان من كان من المفترض أن يكون حاميها كشف سترها..
جردها من عفتها، وتركها بلا ذرة ندم..
إذاً لم يعد يهم، ستسير بأي طريق يقودها للنهايه لأطفالها..
هي لن تعود جميله إلا بعودتهم..لن يرتاح الفؤاد ألا بقربهم ..
انتبهت علي همسه اللحوح بأسمها..
_ جميله..سرحانه في ايه؟
_ هااا..لا مفيش ، معاك..
إبتسم، مردفاً بغمزه..
_ طب الحمدلله إنك معايا…
ابتلعت ريقها..وهزت رأسها بيأس من جرأته.. وهتفت بصوت متحشرج..
_ فراس أنا ….
همس متأوهاً…
_ يالهوي علي فراس وجمالها منك…
اشتعل خديها بحمرة الخجل من وقاحته، وأكملت سريعاً
_ موافقه علي أي حاجه، مقابل أنك ترجعلي ولادي، أصلا معدش حاجه تفرق معايا..
زفر فراس من حديثها اليأس، و بحنو لم يظهر بحياته إلا لها، ولم تلاحظه ، حسبته مكراً..حتي هو لم يفهم نفسه بعد..
_ ليه بتقولي كدا؟
_ ايه شرطك؟
_ جميله؟!
_ قولي شروطك أرجوك..
نظر لها مطولاً وهتف بترو..
_ تمام..هما شرطين..؟
واحد هتعرفيه دلوقت..وواحد هتعرفيه بعدين؟
_ وليه الاتنين مش دلوقت؟
_ لسبب هتعرفيه بعدين، المهم تكوني موافقه فعلاً، ومتجيش وقتها ترجعي في كلامك..؟
هزت رأسها..بسرعه..
_ لا مش هرجع، أنا مستعده أعمل اي حاجه عشان ولادي يرجعولي…
فراس بتروِ..
_ يبقي اتفقنا..؟
دلوقتي عندك استعداد تسمعي أول شرط…
هزت رأسها بخوف من القادم..وهمست..
_ مستعده..
أراح ظهره علي الاريكه خلفه، ومدد قدميه علي المنضده امامه.. وهتف بإبتسامه..
_ أول شرط ياستي…
صمت قليلاً، و عاود الاقتراب منها، ناظراً بجرأه بعينيها
_ تغنيلي..
جميله بصدمه..
– أغنيلك؟
_ نفس الاغنيه إللي كنتي بتغنيها في بلكونتك الليله اياها..
بصدمه انفرجت شفتيها، واتسعت عيونها وازدادت وتيرة أنفاسها..
ـ انت إللي..؟!
مد يده وأمسك بكفها البارده المرتجفه، بكفيه..
ـ ششش اهدي..
جذبت يدها منه سريعاً..فعاد وجذبها مره أخري..
مقبلاً إياها رغماً عنها، بعمق..
ارتجفت اكتر..وبذعر همست برجاء..
_ ابعد لو سمحت..
زفر بحزن علي خوفها منه، وتركها وعاد برأسه للخلف..
ـ غنيلي ياجميله الاغنيه بتاعت الليله اياها..
جميله بدموع..
_ كرهتها..مش هقدر أغنيها..
_ بس أنا عشقت صوتك بيها..مش قادر أنساها..
همست برجاء..
– أرجوك متفكرنيش بيها..
ـ بس دا شرطي باجميله؟
سالت دموعها بغزاره، تشعر بالقهر.. الجميع يتآمر عليها..ويضغطون عليها..بلا رحمه..
صمتت كثيرا، تكتم شهقاتها بيدها السليمه..
فتح عيونه فجأه ، التي أغلقها لدقيقه، وهب منتفضاً من مكانه، مصدوماً من إنهيارها هكذا..
ـ ششش خلاص،خلاص ياجميله..متغنيش، مش عاوز..
لم تستطع، ارتفعت شهقاتها اكثر، وأكثر..
اغمض عيونه ويديه اللعينه تحاربه، لتحاوطها، تنتشلها من وحدتها، ليبدل خوفها امناً، وتعاستها سعاده..
حاول معها مرارا بالحديث الهاديء، ولم تفلح محاولاته..
هتف بنبره راجيه..
ـ جميله ..عشان خاطري خلاص..
لم يجد مفراً من أن يتبع جنانه ، بكل علاقة أدخل نفسه بها عقله كان الآمر الناهي، أما معها منذ التقاها، قلبه اللعين ذاك هو الطاغي..
إقترب أكتر منها ، قاطعاً تلك المسافه بينهم، حاملاً إياها من عالاريكه كطفله، محاوطاً إياها بذراعيه.
صُدمت ، وحاولت دفعه عنها.. وبهمس
ـ، ابعد انت بتعمل ايه؟
فراس بحده أخافتها..
شش..اهدي ياجميله..
تلاقت عيناهم معا لأول مره بلا ذعر ..لطالما كانت تتهرب من عيونه الجريئه التي تلتهمها بلا خجل..
ولكن..
هذه المره..ليست نظرات الذئب التي اعتادتها منه التي تطل من عيناها..
تلك المره ، كانت تحمل معني آخر..لا تعرفه ولم تفهمه..ولكنها جذبتها..
جذبتها لتلقي بنفسها بين ذراعيه..بلا تفكير، ولا خوف..
حملها علي قدميه كطفله صغيره
وظلت تبكي..وهو يهدهدها بحنو حديثه الذي بات يتسلل لقلبها..
يسايرها كطفله، ويحتال عليها كمراهقه حتي تصمت..
إلي أن غفت من كثره البكاء والتعب علي صدره، وبين ذراعيه..
همس باسمها بحنو…
_ جميله؟
شعر بانتظام انفاسها، فنظر لوجهها..وابتسم
اعتدل وحملها بهدوء بوزنها الذي يشبه الريشه..
وادخلها غرفتها ووضعها علي فراشها..
وقبل رأسها بحنو..
استدار وجد تلك الفتاه التي تمكث معها خلفه..
_ مريم..خلي بالك منها..هعمل مشوار وهرجع علي طول لو حصل حاجه كلميني..
مريم بهدوء..
_ حاضر ياسي فراس.. متقلقش دي في عيني
فراس..ولو احتجتي حاجه..زي مافهمتك الحرس محاوط البيت بره..اطلبي منهم إللي انتي عاوزاه..
مريم بلهفه..
_ حاضر ياسي فراس..
ـــــــــــــــــــــــــــ
يا سيد دي سبوبه هيطلعلك منها قرشين حلوين..
اسبوع مع الزباين، هتقضي مشاويرهم هناك بالصعيد، وزي ما هتوديهم ، هترجع بيهم..
وأنت الناس طالبينك بالإسم، عشان واثقين فيك..
سيد بقلق..
_ يا إبراهيم…قلبي مش مطمن ، ولا مطاوعني أسافر وانا معرفش عن موده حاجه..
إبراهيم بغيظ منه..
_ عليا النعمه انت عيل فقري..يا ابني انت مبتحرمش ، مش كفايه بهدلة أبوها، وأخوها ، فيك، ولا تلقيح أمها عليك طالع نازل..فوق ياسيد، وبص علي قدك ، وخد اللي من توبك..موده دي لا من توبك، ولا تنفعلك..
سيد بإنفعال..
_ خلصت يا إبراهيم كلامك..شوف لو الدنيا بحالها بعدتني عنها، مش هبعد إلا لو هي مش عاوزاك يا سيد..
_ ياسيد..
انتفض حينما إخترق أذنيه ، همسها..
_ يا قلب سيد..
إبراهيم بصدمه، وأعين متسعه من ما حدث..
_ يابن المجنونه..اظاهر مش هتجبها البر ياسيد..
خطفها سيد سريعاً لداخل الميكروباص، ورحل سريعاً
ينظر لها بين الحين ، والآخر بشوق، وقلق، من هيئتها الشاحبه..
وقف بمكان بعيد خالي من الماره..واقترب ممسكاً بيدها ..
_ مالك يا قلب سيد..هونت عليكي الوقت ده كله مطمننيش عليكي..
بكت بحرقه، وأبقت بنفسها بين ذراعيه بتهور، غير مكترثه لشيء..
_ سيد خلينا نهرب..ونتجوز…انا مبقتش قادره استحمل اكتر من كده..
تركها حتي هدأت تماماً، أبعدها بحنان، وجفف دموعها بيديه، تأكد من أنهيارها ، أنها مؤكد تلقت ما هو فوق طاقتها..
إبتسم بعشق، رغم قلبه الممزق..
_ وتفتكري إني مكنتش قادر أعمل كده يا موده من زمان..إنتِ غاليه أوي يا موده، مقدرش أعمل معاكي كده..نفسي لما تبقي مراتي، يكون قدام الكون كله..مش في الخفا..
إمسحي دموعك دي ياقلب سيد، ويالا احكيلي بقي مين ضايقك المره دي، عشان سيكا حبيبك يجيبلك حقك منه..
إبتسمت من بين دموعها علي أفعاله ، لن يتغير ابداً..
_ بس تبقي هي البومه ، بنت عمك، أنا قلت مفيش غيرها..
قهفهت تلك المره بسعاده، وهي تري العشوائي بداخله يطفو للسطح، ويتوعد لإبنة عمها سما..
_ مفيش فايده فيك..مش هتعقل أبدا يا سيد..
سيد بغمزه..
_ أيوا كده..إضحكي وحني عالقله يا فله..
_ مجنون والله…أنا جعانه ياسيكا..
هلل بسعاده..
_ أيوا بقي..يافرج الله بدأت تندع…
___________
بعد ساعه..
بالفندق..
فراس بحده لمدير فندقه…..
_ حضرلي استقالتك واستقاله الكاست كله..وتعالا ورايا..
_ ليه بس يافراس بيه؟
_ اللي ذيك ملهومش مكان في فنادقي..
المدير برعب..
_ يافراس بيه وأنا ذنبي ايه؟
فراس بقوه وحده الجمته..
_ ذنبك أنك بني ادم معندكش دم..شوفت ست ضعيفه قليله الحيله..
بتستنجد بيك بالمنظر دا..ووقفت تقول أنا مالي
لوكنت اتصرفت وطلبت البوليس ، ولا بلغت أمن المطار..كان يمكن نلحق الكلب الجبان قبل مايخطف ولادها..
المدير بخجل..
_ انا آسف يافندم مش هتكرر تاني، أوعدك
فراس بتهكم..
_ ماهو طبعا، مش هتكرر تاني.. لأنك هتمشي من هنا..
بس قبل ماتمشي هاتلي المسئول عن الكاميرات.. وخصوصاً المبني اللي كانت فيها غرفة مدام جميله ..
المدير بخوف، فهو يعلم أن فراس الرشيد هكذا يرأف به..
_ حاضر يافراس بيه..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت الناظر..
سعاد بحزن..
_ كلي ياسمر أي حاجه ، عشان الدم إللي نزل منك..
سمر بحزن..
_ مش عاوزه ياسعاد مليش نفس
سعاد بحزن..
_ ومين له نفس..تفتكري اللي حصل دا احنا السبب فيه..لسه كلمه سهر بترن في ودني..
_ كلمه ايه؟
_ الكلمه اللي قالتهالنا يوم فرحها علي الراجل العجوز إللي غصبوها عليه..
ـ قالتلي أمي ضيعتني بضعفها أنا وأختي..
بلاش تبقوا انتو كمان سبب ضياع بناتكم..
_ ياااه لسه فاكره..واهو كلامها آتي، وحصل ياسعاد
إحنا فعلا السبب..يمكن سهر كان ربنا شيلها الخير في الشر ، وكرمها براجل احترمها واحترمته احسن من الحب..
انما احنا..طاطينا للموج لما ضيعنا كلنا..
لم تكمل حديثها، بسبب دفعه الباب بحده وقوه وصابر يدخل مسرعاً..
ـ هقتلها واشرب من دمها الفاجره..
سعاد بصدمه..
_ يلهووي هتقتل مين ياصابر..؟
صابر بقوه ازاحها، سقطت أرضاً..
_ بنتك الوسخه.. إللي حطت راسنا في الطين..لازم أخلص، عليها وعليه..
حمدي من خلفه..
_ صح ياصابر لازم تغسل عارك يااخويا..
سمر بصدمه..
_ نيره انتو لقيتوها..هي فين؟
حمدي بحده..
_ لقيناها في بيت الرشيد في حضن ابنهم..والبلد كلها ملمومه وانفضحنا..
سعاد بصدمه..
_ لطمت خديها..يلهووي يلهووي..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
في فيلا الرشيد..
نسرين بحده..
_ أخيراً افتكرت أن ليك بيت وولاد..
عمران بتعب، وتهكم..
_ أنا تعبان ومش قادر اتكلم مطبق من يومين في العمليات..
فياريت تسيبيني ارتاح شويه وابقي اتخانقي بعدين..
_ تقصد أني بخانق دبان وشي..
عمران بحده:
_ لا ياستي انا اللي بتخانق..ارتاحتي بقي..ياريت تسيبيني ارتاح ..
_ مش هتيجي معايا البارتي اللي عاملها الشهاوي
_ لا ، روحي أنتِ … إنت عارفه جو الحفلات مليش فيه..
نسرين بتهكم..
_ من إمتي ده، اومال ليك في شغل الفلاحين بس ولا ايه؟
عمران بغضب..
أنتِ مبتزهقيش..انتي مريضه وعاوزه علاج..وعندك عقده نقص..أنا مش عارف في ايه بينك وبين الفلاحين..
نسرين بتهكم.
_ متنكرش انك حبيتها، ولسه بتدور عليها، وعمرك ماحبتني،ولا حبيت اختي ..
_ وأنا قلت لاختك اني مش بتاع جواز..هي إللي اصرت وغدرت ، وخططت معاكي، وضغطت علي أبويا إللي هو عمها عشان نتجوز ..
_ قبلت عشان جبان ياعمران، وغدار ، واول ما غدرت غدرت باللي كنت بتتغني بعشقها..
_ وإن يكن أنا مضربتش اختك علي أيدها..مع ان اختك كانت شيطان رجيم بتوسوس للكل زيك بالظبط..
اما الباقي وإللي حصل…ملكيش دخل بيه..
انتي متتخيريش عن أختك….ووش الطيبه اللي دخلتي لابويا بيه مكلش معايا ابدا..؟
نسرين بخوف..
_ تقصد ايه؟
عمران بتهكم..
_مأنش اوانه يانسرين..اتكلي علي الله..وياريت تشوفيلك طبيب نفسي يعالجك..انتي محتاجاه اوي الفتره دي..
خرجت وأغلقت الباب بحده..
زفر براحه، ورفع الهاتف يحدث أحدهم..
_ ها يا سعديه…نفذتي اللي طلبته منك..
_ بالحرف يا بيه ، والفضيحه بقت علي كل لسان في البلد..
_ برافو عليكي يا سعديه..اقفلي أنت دلوقتي..
إبتسم بتشفي.. مردفاً بهمس
_ فاضل عالحلوه خطوه يا سهر، وهعرف أوصلك..
انتفض علي دخول بدرالدين مسرعاً..
ـ بابا..
ـ في ايه يابغل انت..حد يدخل علي حد كدا؟
ـ بدر بذعر..مش وقته يابابا..باسم في مصيبه ولازم نلحقه؟
عمران بصدمه مصطنعه…
_ مصيبه ايه، انتو مش هتهمدو الا أما تجيبو اجلي..
مش كفايه فراس أفندي اللي مش مخلي ولا مبقي وراه..
بدر بهمس..
_ يابابا بس البس، وبطل الشويتين دول ..لازم نمشي بسرعه هات الجاكيته ويالا..قبل ما نسرين هانم تسمعنا
_ اه ..أن كان كدا ماشي..يالا يا اخويا..
ـــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعه..
احنا رايحين فين يابدر بيه..مش دا طريق العذبه
بدر بترو..
_ بص أنا هحكيلك إللي حصل..بس اهدي وافهمني..
بعدما قص بدر كل شيء
عمران بغضب مصطنع..
_ يانهاركو اسود..انت اتجننت..؟
ابتلع بدر ريقه، فثلاثتهم رغم قوتهم أمام والدهم لا شئ..يخشون بطشه..ليس خوفا ولكن احتراما..له
_ يابابا انا..
_ اخرس..وسوق وانت ساكت..اخرس.. خليني افكر في حل المصيبه دي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بشرم..
دخل معتصم مسرعاً بعدما هاتفه مدير الفندق وأخبره أن يأتي علي وجه السرعه..
بغرفه مغلقه.. بآخر طابق بالفندق..
_ انت اتجننت يافراس.. أبعد عنه..كده هيموت في ايدك..
فراس بصراخ..
_ سيبني اموت ابن ال..ده..
الوسخ المرتشي ده.. هو إللي حطلها المخدر في العصير..
الموظف بصعوبه من بين يديه..
_ والله يابيه كان مفهمني أنه حاجه تانيه
فراس بجنون..
_ حاجه يابن الو…
_ قصدي يعني يابيه قالي أنه عشان يقضوا مع بعض ليله ..وهي مراته و…
فراس بصدمه مما يسمعه..
_ آه يا اولاد… هي حصلت..ااه يابن..
عاد يلكمه بقوه أكبر..
ولم يجد معتصم حلاً ليبعده، إلا حمله من خصره، وإخراجه من الغرفه بعيدا عنه..
_ سيبني يامعتصم الزفت..اوعي كده..
_ اهدي بقي فرهدتني يخربيتك..إيه القوه دي..
اغلق معتصم الباب علي الموظف، وسحب فراس للخارج جبراً، محتملاً جنونه..
ـــــــــــــــ
بعد ساعه..
لا دا الموضوع مش حته ست مظلومه..لااا
في إيه يا فراس يخليك تعمل كده..؟
فراس بحده..تركه وهبط بعدما أكد علي الحارس بعدم إطلاق سراحه..
ـ أبعد عني ياطبيب الشوم أنت..
معتصم بصدمه..وهو يشير إلى نفسه..
_ أنااا..
ــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعه..
كان يستند برأسه علي مقعد السياره..سيجن
عقله لا يستوعب كل ذاك الظلم التي تعرضت له..
عيونه لا تفارفها هيئتها ، ودموعها ،وبكائها
وتوسلها لهم أن يعيدو لها اطفالها..
لطالما رفض فكرة أن يكون اباً، ولكن أمام دموعها هذه وكسرتها يشعر بالحنين لأحتواءها ..
أي مسخ هذا،من يفعل بها هذا..
وهي طفله بالكاد تجاوزت الثامنه عشر..لقد صُدم بعمرها ، حينما علم..أي أب هذا من يفعل بأبنته هكذا، ويزوجها بعمر مبكر..هكذا.
ااه لو يجتمع بوالدها هذا الآن لقتله بيده..
عادت ذكري مارآه في التسجيلات تهاجمه بقوه.. وألف سيناريو ألفه عقله ، عما حدث بينهم قبل رحيل الوغد..
كيف استطاع تجريدها من ثيابها المحتشمه..
لقد رآها وهي تدلف من الفندق محتشمه بحجابها وملابس ساتره فضفاضه..
بحث بالغرفه، شبراً شبراً، ولم يجد أي من ثيابها ..لم يجد سوي حقيبه صغيره بها كتب دراسيه اسفل فراشها..
وحقيبة يدها ، التي كانت مع كتبها اسفل الفراش..
ضرب المقود بقوه، وبغضب ووعيد..
اااه يابن الك….أنا وأنت والزمن طويل..هتروح مني فين..
أن ماعريتك بأيدي، زي ماعريتها وخليت الدنيا كلها تتفرج عليك، مابقاش أنا فراس..
هبط من سيارته ، وهو يلقي نظره علي ما بيده
حقيبتها وكتبها الدراسيه..ودلف للمنزل..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بهدوء تجلس أمام المرآة، ومريم تمشط لها شعرها..
هتفت مريم بإنبهار من جمالها ..
_ انتي جميله اوي ياست جميله،ماشاءالله ربنا يحفظك ..
هتفت بحزن…
– أنتِ كمان جميله يامريم.. وبلاش ست جميله دي.. أنا لا ست ولا نيله،قولي جميله بس..
مريم بسعاده وعفويه..
_ عيوني يا جميله الجميلات…
ابتسمت جميله علي براءتها ، وصمتت..
فأكملت مريم ببراءه..
– بس انت عارفه يا جميله، فراس بيه دا عمري ماشوفته هادي الا الاسبوع ده…من يوم مابديت اخدم هنا وهو زي الشعله مابيهداش..علطول شايط كده، ويشخط وينتطر، لا وعمره ما بات ليلتين علي بعض هنا..عكس دلوقتي ..بيرجع من آذان العشاء..دا إن خرج أصلاً
جميله بتعب وعدم انتباه لحديثها..
_ ربنا يهديه
مريم بسعاده..
-بس خلصنا..بقيتي قمر..
– مريم..يامريم..
انتفضت مريم من مكانها، وهمست بذعر..
– .يلهووي القطر جه..؟
جميله بصدمه..
– القطر..قطر مين؟
مريم بتوضيح لها…
– هو أنا مقلتلكيش..أننا مسمين فراس بيه.. القطر
أصله في غضبه عامل زيه، بيدوس مبيخليش…
جميله بخوف مما تسمعه عنه…
– طب روحي شوفي عاوز ايه؟
– حاضر ياسي فراس جايه أهو..
فراس بحده..
– كنتِ فين؟
مريم بسرعه..
– كنت مع ست جميله جوا…
فراس بنبره هادئه علي ذِكر إسمها…
– هي جميله صحيت..
مريم بصدمه من تغيره المفاجئ..
– هااا
فراس بغيظ..
– ها ايه، ماتقفلي بوقك دا..
وهاتي الحاجات إللي في العربيه تحت طلعيها لجميله..
– حاضر..حاضر..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعه..
ببيت العمده..
يجلس صابر وحمدان الذي يحتجزهم الغفر جبرا ً..
وامامهم باسم الذي يجلس ببرود.
صابر..
– انا عاوز بنتي ياحضره العمده..اغسل عاري بيدي
باسم بتهكم..
– محدش هيمد ايده عليها طول ماانا موجود..انت فاهم…
العمده..يابني مينفعش كدا..؟
انا ساكت احترام لابوك..ولجدك..
قطع صوت عمران القوي كلام العمده..
ـ وهو فعلا لو كنت عامل إحترام ياجابر ليا كنت قعدت ابني القاعده دي..وانت عارف هو ابن مين؟
ولا مشفتش غليلك زمان فيا..جاي تكمل علي ابني
ابتلع جابر ريقه.. مردفاً بخوف..
– عمران؟
عمران بتهكم..
– اااه هو بشحمه ولحمه..
اللي اظاهر أن قله رجوعي للعذبه طلعتلك صوت..
جابر بحده..
– تقصد ايه؟
عمران بحده..
– أقصد أن دي مسأله عائليه وملكش فيها..
ووجه نظره حيث صابر وحمدان..
وأكمل..
– ولا ايه ياصابر..مش بنتك برده؟
صابر بخجل..
– اه هي، بس..
عمران بقوه..
– مبسش..يالا باسم..
هات حماك، وتعالا نتكلم في بيتنا.
باسم بصدمه…
– هاااا
عمران بحده..
– يالااااا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بشرم..
قبل ان يدخل الغرفه عليها، كان هاتفه يرن برقم والده..
نظر للهاتف بقلق …بابا..ربنا يستر..
_ الو يابابا؟
ـ تعالالي عالعذبه حالا..
فراس بصدمه..
– عذبه ايه دي،انت بتقول ايه يابابا….؟
عمران بقوه..
اللي قولت عليه يتنفذ من غير كلام كتير ،وأما تيجي هتتنيل تعرف..
فراس بهدوء ليمتص حدة والده، وانفعاله. ..
ـ حاضر..
– اف، ودا وقته..ياتري ايه اللي حصل،خلاك ترجع العذبه بعد السنين دي كلها ياعمران بيه.
مد يده ، ودق الباب عليها…
جميله بهدوء..
– إدخل..
فتح الباب ووقعت عينه بعينها بالمرآه أمامها..
خافت ، وارتبكت، وخجلت من نظراته، ومما حدث
ابتسم لخجلها، واقترب من جلستها..
مد يده وجذب أحدي الحقائب الذي جلبهم لها معه..
وأخرج منه حجابا ً إبتاعه خصيصاً لها..
نظرت له جميله قليلاً بلا فهم..
ولكنه ابتسم ، ووضعه بسعاده علي رأسها.. مردفاً بأسف..
ـ آسف مكنتش أعرف أنك محجبه..
أغمضت عيونها بوجع ، وعلمت أنه مؤكد علم كل شيء حدث معها..
أبعدته بحده عنها، وبيدها السليمه.. خلعت حجابها الذي البسه لها بكل غضب..
وبحده أكملت..
ـ ومدام عرفت أني كنت محجبه.. أكيد عرفت ان اتعريت ، والكل شاف جسمي، بعد ما كنت مستوره، والسبب جوزي، اللي المفروض يسترني..
فمن دلوقت، إعتبرني مش محجبه، ملهاش لازمه..
الكل نهش لحمي وشبع، هغطي إيه بقي..
وبقوه أكبر من قوتها الواهيه..
– صرخ هو بها ، وهو يجذبها بقوه من يدها السليمه
ـ أولاً، متقوليش زفت جوزي دي..
اسمها طليقك..أو الاحسن تمحيه من ذاكرتك، وااه شوفت اللي حصل..
وقسما عظماً، لاخليه يبكي بدل الدموع دم عاللي عمله
ـ جميله بقوه استغربتها بنفسها..
– وانت مالك.. أنا عاوزه أمشي من هنا..أخصك انا في ايه، وبتعمل معايا ليه كدا؟
صمت تام ملأ الغرفه إلا من صوت أنفاسهم التي تعلو وتهبط
اجابها، وعيونه تائهه ضائعه بها..
ـ معرفش..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ياامرأه عيناها بحر
وهمسها..كالناي
ودموعها كشلال نهر..تغرقني
أتسأليني من انا؟
انا الغارق لا محاله..
انا الحائر الساهر، انا الفاسق
انا من اوقعه صوتك الحزين الرنان
لا تسأليني من أنا..
فأنا الغارق ياحوريتي لا محاله..
اصرخي.انفعلي.قولي ماتقولي
فبعدك عني استحاله..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
(احبك يا كهل عمري..)
بالعذبه..
عمران بصوت مرتفع، موجهاً حديثه، لأبنائه الواقفين ينظرون بذهول لما يحدث.
_ يالا يابدر انت، وباسم، إدبحوا الدبايح عاوز البلد كلها تعرف أن كتب كتاب باسم الرشيد ، علي نيره الناظر الليله..
باسم بصدمه..
– بابا ، أنت بتقول ايه؟
عمران بغضب..
– اللي قولت عليه يتنفذ حالاً، ويالا سيبوني مع صابر وحمدي نتكلم في شوية حاجاات عائليه ..
بكل قوته، دفع بدرالدين باسم الذي يقف مصدوماً ، متخشب الجسد امامه..
– يالا ياباسم ، إهدي، وإقصر الشر، أبوك مادام عينه احمرت، هيخلص علينا كلنا ولا يهمه..
هتف باسم بغضب من اخيه..
– منك لله يابدر انت السبب..أنا باسم الرشيد يتجوز كدا، ومن مين؟!
بدر بتهكم..
– بلاش العنتظه الكدابه بتاع نسرين هانم دي بالله عليك..
تحولت نظرات باسم للصقيع فجأة، ولم يعد يستطع أن يجاهد ليبقي هادئاً….
أنتبه بدر عليه، وهتف مسرعاً ليصحح حديثه، خوفاً من نظرات شقيقه..
– إهدي يا باسم أنا بهزر مقصدش حاجه..حقك عليا أنا السبب..
تركه باسم واستدار ليرحل من أمامه..يختلي بنفسه..
فأمسك بدر به …
– باسم استني..
هتف باسم بغضب مكبوت..
– اوعي يابدر، سيبني دلوقتي..
تركه بدر سريعاً.. مردفاً بندم..
– تمام ..اتفضل..
بدر بندم..بعد رحيله..
– انا غبي …أف..ربنا يسترها ..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يعني إيه يا موده..أنتِ رأيك أروح السفريه دي..
موده بتأفف منه..وهي تلتهم المثلجات بيدها..
– ياالهووي يا سيد..دي عاشر مره ، أقولك اه ياقلب موده…المبلغ كويس..اهو يسند معاك ياحبيبي..
سيد بتأوه، وهو يميل برأسه يهمس بأذنها…
– يالهوووي علي حبيبي اللي طلعه من بين شفايفك دي زي شهد العسل..
انتفضت موده، وأبعدته بخجل…
– سيد عيب..أنت مفيش فايده في عشوائيتك دي..
حك رأسه ببلاهه.. هاتفاً بحيره..
– انا مبقتش عارف يا قلب سيد بتحبي عشوائيتي، ولا بتزفريها..
موده ببلاهه…هاا..إيه بتزفريها دي..
سيد بتوضيح..تزفريها يا موءه
قهقهت موده عليه..وهتفت بعشق، وهي تضع المثلجات بفمه..
– إسمها بتنفريها ياقلب موءه..
سيد بتوهان..
– يا دين النبي محمد ، طب بزمتك ينفع أسيب القمر ده، وأبعد عنه..
موده بخوف دب بقلبها فجأة..
– بصراحه.. لو عليا متسبنيش أبداً ياسيكا..بس لازم ياقلب موده..أحنا محتاجين الفلوس دي..سافر عشان خاطري..
سيد بزهق..
– طب هطمن إزاي عليكي، وتليفونك خدوه منك..
موده بحنو…
– متقلقش عليا..مدام مش بيشوفوك أنا كويسه..
سيد بحزن..
– حاضر يا موده..حاضر..
موده بفرح..
– طب يالا بقي عشان توديني عالنيل..
سيد بقلق عليها…
– الوقت أتأخر ياقلب سيد..خليني أرجعك..
لا تعلم لما تريد البقاء ، ولم تعد تهتم لشيء..سحبته من يده ، وهتفت بحماس..
– النيل ياسيد..
سيد بسعاده لوجودها بجانبه..
– النيل ياموده..
———————-
أغلق عمران الباب بهدوء بعد خروج ابنائه..وجلس ببرود أمامهم …
صابر بحده..
– ايه اللي حصل دا ياعمران بيه ، انا عاوز بنتي اغسل عارها..
بنتي وأنا اولي بيها..
رفع عمران قدماً علي الأخري ، وأخرج سيجارته واشعلها ببرود..
دقيقه..اثنتان من الصمت …وهما ينظران له بحقد، وكره..
هتف حمدي بغل..
– إيه ياعمران بيه إحنا هنفضل قاعدين كدا ولا ايه؟
ماقولنالك سلملنا بنتنا، واحنا احرار فيها..ودور الشهامه بتاعك دا..ميكلش معانا..
عمران بهدوء..
ـ عاوز كام ياصابر وتلم الليله دي؟
صابر بصدمه..
– هااا.. هو انا هبيع بنتي ولا ايه؟
عمران بتهكم..
– ماتسيبك من الشويتين دول ياصابر..
وخلينا نلم الليله علي كده..انت هتعوز ايه يعني
بنتك وكدا كدا كنت هتجوزها للي يدفع اكتر..
زي ما عملتو زمان،ولسه بتعملو لدلوقت
امور الحب والكلام الفارغ دا مبياكولش معاكوا..
دورها في دماغك، بنتك وهتتجوز إبني وهديك مهر مكنتش تحلم بيه.
ومفيش حد هيدفع اكتر منه..حتي جهازها كله عندي..
يعني مش هتخسر حاجه، بالعكس، هتاخد شرف انك هتناسبني اناا.
هاا قلت ايه؟
حمدي بغيظ…
– لسه بتنبش في الماضي يا عمران..وإيه المقابل بقي من كل ده…
عمران بهدوء…
– المقابل دا يخصني أنا …أنت تاخد اللي يخصك، وتسيبلي اللي يخصني..
صابر بلهفه.. قاطعاً حديث أخيه..
– كام المهر دا ياعمران بيه؟
عمران بتهكم..
– كده أنت صح، هديكو 100الف جنيه مهر
ومن انهارده ملكوش بنات عندي..أنا إشتريت، وإنت قبضت..
دورك هينتهي أول ماابني يكتب علي بنتك..
صابر بخوف..
– بس بنتي لسه متمتش السن القانوني يابيه.؟
عمران بتهكم…
– وانت يفرق معاك ولا ايه،ياصابر ماانتو من زمان وانتو بتجوزو بناتكو قُصر بعقد عرفي..
زي ماكنت هتجوز بنتك ياحمدي..تجوز بنت أخوك ولا إيه….
حمدي بإماءه…
– خلاص المحامي يكتب عرفي، ونوثقه، وبعدين لما تم 18سنه المأذون يكتب كتابهم زي ما الكل بيعمل..
عمران بقرف…
– تمام تحضرو نفسكو الليله، تكونو جاهزين، عشان نعقد عليهم..ودلوقتي اتفضلو..
خرج صابر وحمدي، وبقي عمران ينظر للغرفه التي لم يتغير إلا لونها واثاثها العصري علي هوي ابنائه..
استقام ينظر من شرفه الغرفه..للبعيد، هل ما فعله صواب، أم خطأ..وهل ما يفعله حقاً من أجل سعادة إبنه، أم لينتقم من كل من كان له علاقة بالماضي..
شرد بالماضي، وما حدث هنا..منذ أعوام..أعوام كثيره من عمر إبنة الأكبر ويزيده عام..
حينما كان شاباً صغيراً متهوراً، لم يكمل العشرون بعد
ويبدل بين المعجبات كالأحذيه، إلي أن قابلها هي، سهر، أعجب بجنونها وعنفوانها..وتمردها عالواقع..
كان يعيش التهور معها..، غير عابئاً لشيء ، لا لسمعتها، ولا لها ..
فعل أشياء لا تغتفر بشبابه ، وأفظعها كانت هي ، وما فعله معها بإسم العشق الملعون..لم يكن مقبولاً أبداً..
كان يريد عيش مغامره ، مجنونه يتحدث عنها الجميع..
عشق الثري للقرويه الفقيره..
اسند رأسه علي الشرفه ، شاخصاً بنظره للبعيد..يتأمل المكان بعد غياب سنوات.
مازالت العذبه كما هي، ومازال الكوخ البعيد امامه يزينها..
اكثر ما كان يؤرقه هو أن يأتي لهنا، ويجد معالمها كما هي ، لتذكره بالماضي، وكيف تصرف بخسه أفزعت الجميع..
ابتلع غصة حلقه، وعاد بذاكرته لأعوام مضت..
حيث كان شاباً مراهقا، وكانت هي مشاغبه..جميله وقع بعشقها شباب العذبه جميعهم..
كانت إبنه السادسه عشر..وهو ابن العشرون.
اعتادوا علي المجئ لهنا، بالعطلات والاجازات لقرب العذبه من المدينه..
عائله بدرالدين الرشيد، واخيه فواز الرشيد..
وأبناءهم..
( الشقيقان عمران وعاليه وزوجة أبيهم ألفت ، وبنات عمه.نوران ونسرين..ووالدتهم مديحه)
كانت عاليا شقيقة بسيطه، ودوده كوالدتها، تعشق حياه الفلاحين وبساطتهم..
تعرفت عاليا علي سهر ، ونشأت بينهما صداقه قويه
ومن خلال.. عاليا تعرف عمران ونسرين ونوران عليها ولكن نسرين لم تحب سهر يوماً..كانت تلقبها بالفلاحه الغبيه
عكس نوران التي كانت تحب مجالستها ، والتي اكتشفوا أنه فقط لنقل أخبارهم لشقيقتها فقط.
كانتا افاعي علي هيئة نساء، يخططون مع والدتهم وزوجة أبيهم..
ولأن سهر فتاه مشاغبه، جميله لدرجه خلابه، تجعل كل من ينظر اليها يفتن بها..ويتمناها لنفسه.. احبها عمران ، وأحب الحاله المحيطة بها..عشق المغامره معها…
وفي ليله من ليالي الصيف الحاره..
وصلو متأخرين للعذبه، ولم يستطع أن يبقي للصباح حتي يراها….
( عاليه بريبه….
– رايح فين ياعمران دلوقت الوقت عدي نص الليل
اهمد.بقي لو حد شم خبر باللي بتعمله وخصوصاً ابوك مش هيرحمك…
عمران بهمس لاخته عاليه التي تصغره بعام واحد
– اسمعي ياعاليه انتي عارفه بقالي شهر مشوفتش سهر، ومدام وصلنا مش هقدر مشوفهاش، هشوفها بس وهرجع علطول..
عاليا بخوف عليه..
– طب افرض حد شافك وانت خارج هتقول ايه؟
عشان ابقي عارفه ومتفقين سوا.
– حد مين، نوران وأكيد عارفه إني رايح هناك، وبردو تلاقي نسرين عرفت منها..
ولو ابوكِ سأل قوليله راح الاسطبل..
عالية بتوتر..
– ياعمران أنا مش حذرتك من نوران ونسرين وقولتلك متعرفهومش إنك بتكلم سهر..
عمران ..
– نسيت ، وبعدين ليه بتقولي كده؟
عاليه بتوتر..
– مش وقته خلاص روح وبعدين نتكلم..
– ماشي سلام ياأحلي اخت في الدنيا..
عاليه بضحك..
– طب روح يا عسل يا حبيب إنت
تسلل للخارج، ولم يري من إستمع لهم..
نسرين بغل…
– ماشي ياعمران..
نوران …
– هتعملي إيه؟
– لازم نفضحهم ونقول لطنط ألفت، وعمو، بس هنقولهم ازاي.؟
– خلاص نقول لماما، وطنط ألفت، وهما يتصرفوا
نسرين بحماس..
– تصدقي أول مره تقولي حاجه صح..
يالا بسرعه نقولهم..
صعدت نوران ونسرين واخبرو والدتهم التي نشرت الخبر بسرعه البرق واخبرت فواز وبدر الدين..
أسفل بيت عائلة الناظر..
كانت تجلس وبيديها كتابا تذاكر به ، حينما استمعت لصوت شيئا ما يقذف بالنافذه..
فرح قلبها ، وعلمت صاحبه، وأسرعت للنافذه..
فتحت نافذتها، وهتفت بشوق..
– عمران..
ـ عيون عمران..وحشتيني ياسهر.
ـ انت جيت امتي؟
ـ لسه واصل دلوقت..انزلي يالا..
ـ لا الوقت اتأخر..حد يشوفنا..
ـ دقيقه بس وهطلعك تاني..
ـ سهر بخوف..
– لا انا خايفه..
عمران بهمس..
-متخافيش انا معاكي..
سهر بتردد..
ـ طب هات السلم إللي هناك دا انزل عليه.
عمران بسعاده..
ـ حاضر..
نزلت بهدوء الي أن أصبحت امامه..
عمران بلهفه..
– اخذها بأحضانه..وحشتيني اوي..
سهر بسعاده..
– وانت كمان وحشتني ياعمران..
عمران بلهفه….
– تعالي نروح عند الكوخ لا حد يشوفنا هنا…
سهر بخوف..
– بلاش ياعمران الله يخليك الصبح نتقابل..
عمران بتحايل…
– مص ساعه ،وهروحك متخافيش..
سهر بقله حيله ، وحب اعمي ذهبت معه
للكوخ..
إحتضنها عمران مره اخرى ، بشوق
– وحشتيني ياسهر..
سهر بحده ازاحته..
– انت هتسوق فيها ولا ايه؟
كفايه حضن واحد..
عمران بغيظ منها..
– فصيله..يالا اترزعي هنا..
سهر بخوف..
– لا أنا خايفه وقلبي مش مطمن حاسه أن حاجه هتحصل..
يالا ياعمران روحني لو حد شم خبر اني مش في البيت هيقتلوني.
ــــــــــــــــ
بعد نصف ساعه..
– انت متأكد يافواز من اللي بتقوله دا؟
فواز بخبث، وهو ينظر لزوجته..
– أنا كنت عاوز أقولك من زمان يابدر ، بس كنت خايف عليك..
وقولت بكره يعقل بس مابيعقلش ، وتهور
إبنك هيحط إسم العيله في الأرض، ولو حد لمحه من الفلاحين ، هنخسر الانتخابات إللي داخلين عليها، ومحدش هيدينا أصوات..
إبنك لو إتجوز بنت الفلاحين دي ، كل خير العيله هيروح في الأرض..
إبنك الوريث الوحيد اللي هيشيل اسم العيله
ماانا مخلفتش ولاد..كان نفسي أجوزه نوران..وخيري وخيرك ميرحوش للغرب
– أنت لازم توقف ابنك عند حده..
وأنا من ناحيتي، سيب عليا أهل البت دي
وفي خلال أسبوع أوعدك هنكون خلصنا منها..
بدر بلهفه..
– إزاي هنخلص منها.؟
فواز بمكر..
كرم الانصاري…
– لما كان هنا لمح البت دي، وعجبته، وانت عارف كرم لما بيعوز حاجه بياخدها وانا وعدته انها هتكون ليه.؟
وكل شويه كرم يزن عليا.. لأنه عاوز يسافر…
بدر بصدمه..
– كرم الأنصاري مره واحده..وايه اللي عاجبه في الفلاحه دي.
فواز بحده..
– واحنا مالنا..ياسيدي ، المهم دلوقت..
لازم البت دي تنفضح عشان أهلها، راسهم تنحني ويرضوا يجوزوها لكرم ، ونخلص منها ونفوق لحالنا بقي..
بدر بإندفاع..
– بسرعه تعالي وريني الكوخ ده..
فواز بمكر…
– الغفير بره عارفه هيوديك..
وانا بقي هبعت الغفير لأهلها، بحيث توصلو في نفس الوقت..
اخذ الغفير بدر للكوخ ،وفواز بعث بغفير آخر
لبيت سهر ، واشتعلت العذبه.
وصارت فضيحه كبري…وحينما خيره والده بين المال والعشق…
إختار المال، وليذهب العشق للجحيم…
وحينما اعترضت عاليه ، علي ظلم سهر، وما سببوه لها من أذي، عاقبها والدها وأعادها لوالدتها بأمريكا بالقوه، كما أخذهم منها بالقوه..
انقطعت أخبار شقيقته عنه، بعدما أخبرته أنها ساعدته بكل قوتها لأنها كانت تعده رجلاً ، أما بعد ما حدث لا تريد أي علاقه به.
أخبر نوران بأن زواجهم مجرد صفقه، لا مكان للحب بينهم، ورضت ، حملت منه، وأنجب منها فراس..
وبعد خمس سنوات قُتلت علي الطريق العام المؤدي للعذبه، ولم يعرفوا الآن هوية القاتل.. كان معها حينها فراس التي شاهد الحادثة بتكملها، وماتت أمام عينيه…
وبعد وفاتها…بعام..عاود عمه ووالده بتخطيط من نسرين الضغط عليه ليزوجه الحيه الكبري..
من اجل جمع شمل العائله وورثها لا يذهب للغريب.
لم يكن يتوقع موافقتها ، ولكنها أخبرته بكل جرأه أنها موافقه..لما لا؟
غضب وثار، وإعترض، ولكن هددوه بإبنه فراس، وأموال العائله…
ولكن همه الأكبر كان فراس، نقطة ضعفه الوحيده..
لم يستطع أن يضحي به بعدما تحول فجأة لطفلاً انطوائيا، بعدما قتلت والدته أمام عينيه ، وكان متعلقاً حينها بخالته، فخضع وتزوجها..
لم يحبها يوماً، ولكنها كانت جريئه وتتفنن في اثاره شهوته..
فلم يستطع منع نفسه عنها، استسلم لتيارها ،
وعاشوا معا كأسره ظاهرها طبيعيه..
ولكن باطنها يعلمه الله..)
عاد من الماضي..علي صوت باسم الحاد..
ـ ليه عملت كدا يابابا؟
ـ يعني مش عارف يا باسم؟
باسم برعب من أن يكون من أجل ما يفكر به..
– عارف إيه؟
ربت عمران علي كتفه بحنو..
– أنت معجب بيها، ليه لا..؟
باسم بصدمه..
– أنت مراقبني بقي..؟
عمران بترو..
– أنا نفسي أشوفك مبسوط..
– بالطريقة دي؟!
– صدقني مكنش في طريقه غيرها… نسرين عمرها ما كانت هترضي غير كده
– يعني أفهم أن الفضيحه دي، وراها أنت…
– مكنش قدامي حل غيره ، ياباسم، نيره بنت أصول وهتصونك…و.
باسم بصراخ…
– بس..بس…انت اكيد مش في وعيك..انت مريض ..مريض..
عمران بصراخ عليه…
– باسم استني..استني بس…
زفر بهم علي حال إبنه..
– إنت إزاي كده؟
انتفض علي سؤال بدر ، وارتجفت أوصاله.
– إزاي إيه…مش فاهم..
– لا انت فاهم كويس..بس تفتكر باسم هيرتاح كده، وهيبقي سعيد..أنت فكرت بأنانيه، هتضيع بنت بريئه..وأنا عمري ماهكون شريك فيها…
عمران بحده…
– أنت بتهددني ياولد…؟
بدر بتهكم..
– مبقاش ينفع للأسف..اهم حاجه سمعة البنت البريئة دي…
عمران بتهكم…
– ولما هي بريئه يابدر بيه، فضلت حبسها أسبوع ليه..
بدر بندم..
– غباء مني، للأسف…
——————–
بشرم..
جميله بصدمه..
– يعني إيه متعرفش، إبعد عني،انا عاوزه امشي من هنا
فراس بهدوء..
– طب وولادك؟مش عاوزاهم.؟
نظرت له بحزن ، وملأت دموعها عينيها..وسحقت شفتيها ..مردفه بقهر..
ـ عاوزاهم..بس..
ابتلع فراس ريقه ، وجسده ينتفض مطالباً إياه بافتراسها..
ـ مبسش، أنسي أي حاجه.. وإللي حصل، وأنا معاكي مش هسيبك…
جميله بدموع..
– بتساعدني ليه؟
مد إصبعه، ومحي دموعها بحنو..
– هجاوبك علي كل حاجه ، بس مش دلوقت..
اجابه سؤالك دا بالذات، .مش هنا، ولا دلوقت..بس عاوزك تعرفي أنك ما دام دخلتي في مملكتي..مفيش مفر مني..
جميله بذعر..
ـ يعني ايه؟
أجابها بابتسامه..
– يعني متفكريش في أي حاجه غير دراستك وامتحاناتك إللي خلاص هتبدأ..
جميله بصدمه..
– دراستي!..انت عرفت منين أني بدرس..
فراس بضحك علي خوفها ….
– من كتبك اللي كانت تحت سرير الفندق.
زفرت براحه…اف خضتني..
فراس بعدم فهم من خوفها..
– مالك ياجميله…اتخضيتي كده ليه..
جميله بتوتر..
– لا مفيش حاجه..
فراس بهدوء..
– هسيبك دلوقتي، وبعد ما ارجع إن شاء اللة تكوني هديتي، وتحكيلي حاجات كتير
جميله باندفاع …
– رايح فين، أنت هتسبني؟
فراس بسعاده..
– مقدرش..بس ورايا شغل مهم، إحتمال أنزل القاهره
أسبوع كده..
جميله..بصدمه…
– أسبوع ..
انتظر قليلاً ينظران لبعضهم، يقسم لو طلبت منه البقاء لبقي، وليحدث ما يحدث ،لا يهتم..
إستدار ليرحل، وفي نفسه يتمني لو تخبره إبقي لا ترحل..
فراس بهمس..
– يالا ياجميله، قولي متمشيش..
رفعت رأسها تنظر له ، ولخطواته التي تبتعد بذعر ، فرغم كل شئ ، وقلقها منه..
إلا أنها تطمئن وهو هنا بجوارها…
لا تعلم ماذا يحدث لها بقربه..ولكنها لم تري منه إلا الحنو…
اخذت نفساً عميقاً، وبللت شفتيها الجافتين بطرف لسانها، تحاول الحديث ولكن خجلها ، وذعرها يمنعانها..
أغمضت عينيها ، وخرجت الكلمات منها
بلا وعي..
ـ أنا خايفه أوي.. وولادي وحشوني أوي..خليك معايا.
تيبست قدميه ، واتسعت عينيه ذهولا
إستدار ينظر لها بصدمه ، فوقعت عينه علي شفتيها التي تقضمهم بخجل، خجلا ً اذاب قلبه..
– هبقي بس بشرط..
– تاني شروط..
– عشان خاطري..
– بس مش هغني..
– هتغني ياجميله..بس مش دلوقتي..
– واثق أوي..
– أوعدك ..إنك هتغني لوحدك..
– طب خلص قولي شرطك..
– تحكيلي كل شيء عنك، وعن أللي حصل الليله إياها..
ـ وهتحكيلي انت مين بالظبط..
– لسه خايفه مني؟
ـ أكدب لو قولت لا..
– يعني أنا أخوف يا حوريه…
– اوووي..
ـ وإن قلتلك متخافيش..طول ما فراس جمبك..
– مش أما أعرف مين فراس الأول..
– نتعرف من الأول..أنا ياستي فراس عمران…٣٥سنه ، ورجل أعمال..
– وأنا جميله الناظر .. ١٨سنه ، وعاوزه ولادي
ـ هجبهملك من حبة عينه..
ـ بجد، توعدني؟
ـ أوعدك يا جميله..
– وعد الحر دين عليه..ولازم تنفذه..
ـ اوعدك.. بوعد فراس، لأحلي جميله..
ابتسمت بخجل..فإقترب منها وحملها كطفله علي ذراعيه.. مردفاً بهمس…
– ودلوقت بقي تسيبيلي نفسك خالص..
جميله بخجل…
– لالا نزلني يافراس.انت اتجننت، مينفعش..
فراس بضحك..
– ششش ،احنا مش اتفقنا
جميله بهمس..
– بس أنا خايفه…
فراس بحنان..
– تبقي تسيبني أعلمك إزاي تبقي قويه ومتخافيش
جميله بحزن..
– مش هتعلم أنا غبيه وبخاف…
فراس بهمس بأذنها..
– أنت ِ أجمل غبيه، ياجميله شافتها عيوني..
نزل بها لحديقه المنزل الخلفيه..
واجلسها علي الارجوحه، وجلس بجانبها..مردفاً بغمزه..
– مش هنا أحسن.. إيه رايك؟
جميله بإنبهار من جمال الحديقه..
– تحفه …حلوه أوي..
فراس بوقاحه، غمز لها..
– دا انت إللي حلو ياحلو..
جميله بشهقه..
– إنت قليل الادب..
فراس بقهقه..
– لا اتقلي كده، التقيل جاي ورا..
رحلت بعيداً، حيث مر طيف طفليها أمامها..
ابتلعت غصتها، ولم تستطع التحكم بدموعها..
فراس بحزن عليها…
– ششش مش كفايه دموع بقي..عشان خاطري متبكيش تاني…
– وحشوني اوي..مكنش يعرف حاجه عنهم أبدا ًعمري ماحسيت أنه مهتم بيهم، ولا عاوزهم اصلا..
كان يسيبهوملي ويآخد كل حاجه..
فراس بحنان، وهو يمسح دموعها..
– وحياة دموعك دي لاجبهوملك وأخليه يتمني الموت وميطلوشي..بس أنتي ساعديني، واحكيلي كل حاجه تعرفيها عنه..
ـ طب بتساعدني ليه؟
ـ تاني ياجميله..هتجننيني..
جميله بتهكم..متقنعنيش أنه لله.معدش حد بيساعد.حد لله..
فراس بهدوء..لا..بشروط..
وقولتلك اول شرط وانتي رفضتيه
جميله بتهكم.. طب والتاني..؟
ـ التاني أول ماتستوفي العده هقولهولك..
جميله بخوف..
– اشمعنا..؟
هم أنه يتحدث، فقاطعه صوت هاتفه..
الذي يدق باسم والده..
فاستقام غامزاً لها ..
همسه وجاي.. أوعي تهربي..
جميله بتهكم..أهرب برجل واحده…
ــــــــــــــــــــــــــــــ
والده بغضب..
– يعني إيه يافراس مش جاي؟
فراس ببرود..
– مش جاي..يابابا عندي شغل..
هو حضرتك مُصر ليه اني احضر، يابابا لم الدور، كفاية ظلمك لبنت بريئه …ياعالم قرارك هيجني عليها إزاي..
أنا عمري ما هشارك بالجريمة دي…
عمران بتعب من التفكير…انا مفكرتش كدا.. أنا عاوز المصلحه ..
فراس أنت عندك بتعمل ايه،ومتقولش شغل..
فراس بضحكه ماكره فهمها والده..
– لا شغل…
عمران بغيظ..
– شغل بردو..ماشي يافراس..خليك سايب مراتك علي حل شعرها..ومهتم بالشغل..
فراس بضحك..
– عيبك أنك فاهمني يابوس
عمران بتهكم..
– للأسف فلت مني، معرفتش اربيك..
– عيب يابابا كلو بالحلال..
عمران بتهكم..
– العرفي بقي حلال يابن الرشيد..
بس انت عارف..متأكد أنك مسيرك تقع علي جدور رقابتك، وتقع علي واحده تخلص القديم والجديد وبكره تيجي تعيط، وتقول كان عندك حق يابابا..
فراس بتنهيده وهو ينظر للشارده الحزينه..
– تفتكر؟
عمران بخبث..
– متأكد،بس خلي بالك..لما تلاقيها..ياريت تمشي صح مره في حياتك
فراس بشرود، ولأول مره يوافق والده بشئ..
ـ عندك حق..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأمريكا..
أخيراً وصلنا..ايه الجمال دا ياخالتو..؟
سهر بابتسامه..عجبتك الفيلا.؟
جوان وهي تدور بالمكان..
– واو تحفه آخر حاجه ، وخصوصاً أن في بسين ابلبط براحتي..
سهر..بلبطي يختي..
جوان بصدمه بعدما تذكرت..
– إلا صحيح ياخالتو ايه حكايه جوليانا اللي بينادوكي بيه الخدم والسواق دا..حتي في المطار..
سهر بابتسامه..
– جوليانا دا انا ياجوان…
جوان بصدمه..
– ازاي؟انا مش فاهمه حاجه…؟
سهر بتنهيده..
– ياستي دا موضوع طويل بس هبسطهولك..
لما اتجوزت كرم كنت لسه صغيره قاصر يعني، وهو كان كل شغله برا مصر، وعشان ياخدني معاه اضطر يزورلي شهاده ميلاد بإسم، وسن جديد وبقيت جوليانا..
جوان بفضول.. هو كان عجوز زي مابيقولوا
وكان حنين ياخالتو وطيب..
قصدي يعني كان كويس معاكي..؟
سهر بابتسامه..
– هتصدقيني لو قولتلك أن من كتر حنيته ، حبيته اكتر من أهلي نفسهم..
عشقته ياقلب خالتك..نسيت الدنيا معاه
ولا مكنش عجوز..كان 35سنه بس..
جوان بصدمه..بجد..
– اومال سمعت انه كان كبير في السن..
سهر بابتسامه..
– بالنسبه لسني اياميها أه، كان كبير، بس هو كان عمره كدا فعلاً..
جوان بفضول..
– طب إحكيلي أول مره شفتيه كان إيه رد فعلك..
نظرت لخارج الغرفه، وابتسمت
– هحكيلك ،ياستي..
– مش عاوزاه أرجوك ، ياابه والله ما هكلم ابن الرشيد تاني..
ولا هعمل أي حاجه تزعلك..
والدها بحده، صفعها علي وجهها..
اخرسي يابت ال…. … فضحتيني.. أنا قلت هتجوزيه يعني هتجوزيه.
وهو فين ابن الباشا اللي فضحتي نفسك في نصاص الليالي عشانه..
هااا..
دا لولا الداكتور طمنا أنك بت بنوت لسه كنت دفنتك بايدي يا وس..
هي كلمه..ياتخرجي تقعدي مع العريس..يا اقتلك واشرب من دمك..
بخوف طفله ارتدت عباءتها ، ولبست حجابها وخرجت..
– صدمت حينما، رأته كان شاباً ليس كبيرا كما اخبروها.. يبدو بمنتصف الثلاثينات..
وهي طفله… لم تكمل الثامنه عشر بعد..
جلست بجانبه بهدوء، وخفضت رأسها..
ارتجف جسدها ، حينما ردد اسمها..بهمس
ـ سهر..؟
صدمت ولم تستطع أن تجيبه..اقترب منها ومد يده وبجرأه رفع رأسها..ونظر لها ، مردفاً بهمس.
– بسم الله تبارك الرحمن..
انتفضت بخجل…وابتعدت عنه..
– ششش، إهدي متخافيش ياسهر.. أنا مش عاوز اذيكي..ولا عاوزهم يؤذوكي..انا عرفت اللي حصل كله..
جز علي اسنانه، ومد يده يتلمس خدها المحمر.
– مين اللي ضربك كده ياسهر..؟
سهر بخوف..
– مفيش
ابتسم ،وصمت قليلاً..
– طب مش عاوزه تعرفي أنا شوفتك فين؟
رفعت نظرها والتقت عينها بعيونه…
ـ أول مره شوفتك فيها كان من شهرين..يمكن تقولي أني راجل عجوز، وكبير عليكي بس انتي خطفتي قلبي..
ابتسم واكمل..غير عابئاً بخجلها..
– عارف بتفكري بايه؟، اني لو خلفت كنت جبت قدك..
بس للأسف أنا مبخلفش ياسهر..
كنت متجوز قبل كده ، وحاولت كتير بس ربنا مأردش..وانفصلنا..كان جواز تقليدي، وإنفصلنا…
معرفش يمكن إللي حاسه ، يكون مشاعر أبوه
ناحيتك..مش عارف..كله اللي عارفه أن أول ماشوفتك قلبي اتخطف..
عارف الطريقه اللي هنتجوز بيها غلط..وانك ممكن تكوني دلوقتي كرهاني..بس أنا عاوزك معايا..
لما عرفت اللي حصل، وفواز حكالي..
فكرت كتير..ليه لا.. أنتِ محتجالي..وانا كمان محتاج لحد جمبي..
سهر أنا مبدورش علي علاقه..
أنا وحيد وخايف أموت وحيد..مليش حد.. وخصوصاً بعد مايأست أني اخلف..مش عاوز اجبرك..علي حاجه..
فأنتِ إيه رايك، تقبلي تكوني معايا..؟
سهر بخوف..
ـ بس..
ـ مبسش..بصي حواليكي..ابن الباشا سابك وهرب زي ماسمعت من فواز.. واختار الفلوس والمال.. او الله اعلم حقيقي معرفش..واهلك في الحالتين مش عاوزينك..
إنما معايا أوعدك اللي عاوزاه هعملهولك..ومش هقربلك إلا لو أنت طلبتي بنفسك..
كانت ابتسامته حنونه، ووجهه بشوش.. أدخل الطمأنينة لقلبها، كالمغيبه هزت رأسها بالموافقه..
لم تكمل السبعه أيام، وكانت زوجه له..
انتشلها من عالمها المقرف، إلي عالمه الوردي..غير هويتها ، وحالتها الاجتماعيه ، وأصبحت أخري
متحرره..
فعشقته..كما لم تعشق من قبل..
انتبهت علي جوان المصدومه..
– ياااه ياخالتو ايه الراجل ده..
سهر بحب…
– مش قلتلك حنين جدا.. وبحبه جدا جدا..
وضغطت علي حروفها قصداً..
جوان بفضول..
– طب وال..قصدي يعني اتجوزتو بحق وحقيقي ولا فضلتو كده..
سهر بضحك..
– تقصدي العلاقه يعني..عاودت بنظرها للخارج..وبقهقهه هتفت….
ـ اااه، وأنا إللي طلبت منه كمان..
جوان بصدمه..
– ازاي..؟
تراجعت سهر برأسها للخلف، وبضحك هتفت..
– روحي نامي ياجوان، أنتي لسه صغيره عالكلام دا يا ماما..
جوان بغيظ..
– لا أنا كبيره..وعندي 21سنه..
سهر بغمزه..
– شكلك صدقتي الكدبه.امشي ياماما يالا..عاوزه اريح شويه..
جوان بغيظ..
– اوف منك..ماشيه ماشيه..
ضحكت سهر عليها، ومدت يدها جذبت صورته شارده بأول ليله لهم معا…وكيف تخلت عن خجلها..
كان فارسها المغوار، علمها كل شئ..
من كان يراه كان ، يقسم أنه شاب بالعشرين من عمره
بلحيه يتخللها بعض الشعر الابيض..
وكان سباحاً ماهراً..علمها السباحه والغطس، و دخلت بفضله السباقات ، وكانت تفوز بها ببراعه..
حتي أداره شركاته، أشركها بها، وعلمها كل شيء عن الاداره، حتي أصبحت اذكي ، وامهر منه..
لم يتركا شبرا معاً، إلا وزاروه ..
احبته، و نست ماضيها وكل شيء، بجواره، ولدت من جديد..
فعلوا كل شئ معا، وتشاركاه، إلا الفراش لم يتشاركا به..
عاما مر عليهم معاً..ولم يلمسها قط إلا قبلاً متفرقه ..
وعدها أنه لم يلمسها الا بارادتها ونفذ وعده..
بغرفتها علي الهاتف..
– يعني انتِ شايفه كده ياعاليه؟
عاليه بهدوء..
– ااه ياسهر.. أنسي الماضي، وعيشي حياتك..
حرام أصلا ً تهجريه ومتديلوش حقوقه..
سهر هسألك سؤال…
ـ انتي حبيتي كرم..؟
سهر بتوتر..
– هااا..
ـ يبقي حبيتيه ياسهر، اسمعي ياسهر أخويا استسلم واتجوز ومراته حامل، مستحملش عيشه الفقر لما ابوه رماه يومين من غير فلوس..
واتجوز نوران هانم، اللي كانت عامله صحبتك وصحبتي..ورماني هنا بامريكا لجوز ماما وماما..
عيشي حياتك ياسهر..وبيعي إللي باعك..
سهر بابتسامه..
– تعرفي ياعالية، إني دلوقت بس أقدر اقولك أني حبيت كرم..
ـ إزاي ياموكوسه بقي؟
ـ لأن كل كلامك إللي قولتيه عن اخوكي ، مأثرش فيا..ولا حزنت ولا زعلت..ياستي ربنا يوفقه..
أنا فعلا ياعاليه، بحب كرم ، وسلام بقي لأني عروسه..
ـ عاليه بصدمه..
– انتِ يابت استني..يامجنونه..
بابتسامه فرحه، أغلقت هاتفها وفتحت دولابها وبحثت بين ثيابها عن ثوب نومها الأبيض التي اشترته هي وعاليه ..
فتحت باب غرفتها بهدوء، بعدما استعدت وكأنها عروس بليلة زواجها..
ووقفت أمام غرفته، وأخذت نفساً قوياً، شجعت به نفسها..
– اوف.. أهدي..يا سهر مفيش حاجه..
مدت يدها وبهدوء فتحت باب غرفته..
كان منكباً علي بعض الأوراق يعمل كالعاده ليلاً..رفع رأسه، وصُدم، وجحظت عيناه وألقي بنظارته ..
ـ سهر..؟!
اقتربت منه بجرأة، وازاحت الأوراق بعيداً
وجلست علي قدميه، محاوطه عنقه..
ـ يا عيون سهر..
ابتلع كرم ريقه ، وتصلب جسده من تأثيرها عليه..
وبهمس أردف..
ـ سهر..ياحبيبتي..هي الحاله جت..عملتي نصيبه إيه تاني..؟.
قهقهت بسعاده، جعلته كالمغيب..
ـ ياصلاه النبي..
حاوط خصرها وقربها منه..،وهتف بهمس..
– عاوزه ايه ياسهر؟
ـ عاوزاك انت؟
كرم بهمس وقد فهم ما ترمي إليه..
ـ ما أنا أهو..ياقلب كرم…قولي إللي انتِ عاوزاه..
سهر بغيظ..
– اف منك ياكرم..هو أنا لازم أشرح يعني..؟
كرم بضحك عليها..
– اومال يعني هفهم ازاي أنا؟
عضت شفتيها بخجل، واقتربت منه، وبخجل قبلته..وإبتعدت..
ـ فهمت..
ـ تؤتؤ
عادت وقبلته مره أخري..
ـ فهمت..
ـ تؤ، وضحي اكتر..
ضحكت ، ووقفت وخلعت مئزرها بوقاحه، وغمزت له..
ـ طب وكدا؟
جذبها من يدها بلهفه، فسقطت علي الفراش.. مردفاً بغمزه..
ـ كدا بقي أنتِ إللي جبتيه لنفسك ياسهر..
همست برقه..
ـ كرم..
ابتلع غنجها بعاطفة قويه، وهي كانت اكتر من مرحبه به..
—–
ـ وحشتيني..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احبك واحب من يحبك..
واعشق ذلك اليوم الذي جمعني بك
اشكر الظروف والمآسي واشكرك انت
يامن كنت لي ملاذي
ويا من عشقتني رغم فقري وقله حالي
احبك فوق العشق عشقا ولا ابالي..
قالو عشقتي كهلا..فقلت كهلا كهلا لا ابالي..
كاذبون يا حبيبي، كنت شبابي..
كنت ابي واخي وعشقي الغالي..
يامن بلقياه تبددت وحدتي وصرت بالاعالي
اعشقك فوق العشق عشقا ولا ابالي
من سهر لكرم
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
انتبهت من شرودها علي يديه التي إحتضنتها بشوق..
– وحشتيني…
ابتسمت بسعاده ..وهي تدفن نفسها بأحضانه.. تحمد الله..أنها إلتقت به..ماذا كانت ستفعل لو لم تلاقيه حينها..
مخطئون من إعتقدوا أن الحب الأول لا يُنسي، الحب الاول يُنسي ، ويدفن كما لم يكن، ما إن تجد عشقك الأبدي..من يحني لك كتفيه ، لتصعد عليها ، محبة لك ، لتكن افضل منه، وليس جبراً،ولا امتناناً منه لك.
الحب الأبدي…. شعور يولد مع المواقف والازمات، أشخاص يؤثرون بنا ، ويعطونا من أرواحهم ، يتألمون إن تألمنا، ويشعرون بنا ولو كنا في باطن الأرض..
هو أن ننظر لأحبائنا بعين الرحمه والحنان.. أن بكي تألمنا .. وإن ضحك ، تضحك لنا الدنيا..
الحب..شخص يخبرك أنه بدونك لا شئ، وبوجودك كل شئ..
شخص يعطيك حتي تكتفي حباً وأماناً، يشبعك قرباً ولا يزهدك أبداً..
ـ وانت كمان وحشتني اوي ياكرم..
رفع وجهها ولثم شفتيها بحنان..
ـ عيون كرم اللي بيشوف بيها.. وإللي مجننه كرم
ابتسمت وعادت لتدفن وجهها بعنقه..كانت تعلم أنه هنا.. قصدت كل كلمه قالتها ، وتعلم أنه يتوعد لها..
انتظر خروج جوان حتي لا تفزع منه..
فالجميع يحسبونه ميتاً..من بعد زواجهم بأشهر..
إلا من نفذوا معهم الخطه..
ـ بحبك ياعجوز
باستنكار أبعد وجهها التي تدفنه بصدره..
و نظر لها بعبث…
– قد كلامك دا؟
بخبث مدت يدها تخلع عنه سترته..
– قده ونص..وثلث أربع..
هتف بغيظ…
– سهر
– عيون سهر..
– هفضل لحد امتى اصحح معلوماتك..ولا انتي قاصده بقي..؟
سهر بخبث..
– الله هو أنا قلت حاجه غلط ياكيمو..
كرم بغيظ..
– كيمو في عينك.. ااه منك انتي مصيبه حياتي، قولتلك ميت مره متفكرنيش ب 35سنه دي، وإن الزفت إللي عمل الشهاده هو إللي غيرها..
سهر بقهقه..
– الله وأنا مالي، هو أنا يعني اللي قولت للي عملك الشهاده يكبرك ست سنين مره واحده..
كرم بغيظ..
– مصممه تسوءي سمعتي ليه ياسهر، وانا لسه شباب..
سهر بضحك مكبوته..
– الله هو أنا مخي دفتر يعني، أنا بنسي ياعيون سهر
وبعدين مين قالك تقولي كده أول جوازنا…ماكنت تقول الحقيقه..
كرم بتهكم..
– كنت عاوزاني اقولك ايه يعني، وأنا سامعك بتقولي لصاحبتك عجوز ومكحكح..قولت اصدمك بقي..عشان تتعلمي الأدب ، بلسانك إللي عاوز قطعه دا..
خرجت ضحكه مجلجله منها إبتلعتها، بصعوبه وعادت بزاكرتها للماضي..
– كانت أول مره تزورها عاليه بمنزلها..بعدما قابلتها صدفه بعشاء عمل جمع زوج والدتها، ووالدتها ، وعاليه، وهي وكرم..
صُدمت بوجودها بالعشاء آنذاك ، فهي أخفت عن كرم أنها علي تواصل بها..ولكنه فاجئهاا ذاك اليوم بعزيمته لهم..
وعلمت منهم أن زوج والده عاليه، هو من ساعد كرم ليخرج من البلاد بهويه مزوره ، عقب إعلان وفاته بالحادث المدبر، وهو شريك له هنا ايضا..
عاليه بصدمه..
– يخربيتك ياسهر بقي دا العجوز اللي كنت بتقولي عليه..دا قمر يابت لما شوفته انصدمت..
سهر بضحك..
– اه عجوز..
كانت تعلم أنه يستمع لها.. وهتفت بذلك لإغاظته..
رحلت عاليه، وعادت تبحث عنه..
وجدته يجلس بالشرفه يدخن سيجاره بغيظ..
جلست بجانبه ، وهتفت بخبث
– ألا قولي ياكيمو…
كرم بغيظ ..
– اممم، خير..؟
– هو انت عندك كام سنه؟
رفع حاجبه، وإبتسم بشر..
– تفتكري واحد عجوز هيبقي عنده كام سنه يعني.
عندي.. 35
سهر بصدمه مصطنعه..
– يييييي..عجوز أوي
– كانت تريد أن تعلم عمره الحقيقي ، فأستفزته بتلك الطريقه. ..
رفعها من جانبه، بغضب وأجلسها علي قدميه مردفاً بحده..
ـ طب هتشوفي العجوز دا، هيعمل فيكِ ايه؟
لم تستطع فتح فمها بكلمه، وهو يكتم اعتراضها بشفتيه التي حطت علي شفتيها فأخرستها
انتفضت علي رائحة حريق تغزو أنفها، وابتعدت عنه…
– ياااالهوووي نار..ياكرم..السيجاره حرقت السجاده
كرم بصدمه..
– انتِ مصيبه..اقسم بالله مصيبه..
سهر بغيظ..
– وأنا مالي..مش أنت اللي معترض علي كلمه عجوز..
ترك كل شئ واسرع خلفها..دخلت غرفتها واغلقت الباب عليها..
ـ ماشي ياسهر هوريكي..
سهر بقهقهه..
– البيت بيولع ياعجوز..
ـ انا مش عجوز أنتِ اللي طفله ياطفله..
ومنذ ذاك اليوم ، وماحدث بالبيت بعدما اشتعلت النار به، سريعاً تحت أنظارهم المذهوله…ولم يدخن سيجارة أبدا..
اقتربت منه وقبلت خده وهو ينظر لها بغيظ..
انت لسه فاكر ياكرم..
كرم..وعمري ماهنسي ياسهر..كل ذكري معاكي
محفوره في قلبي ، من أول ماعيني وقعت عليكي وسط الأراضي، وأنا بقيت زي المجنون..مبقتش عارف بتصرف إزاي..
اكتر حاجه كنت خايف منها ان بعد دا كله متحبنيش
ويفضل حبك لابن الرشيد في قلبك، كنت كل ما أصلي ادعي، وأقول يارب أنت عالم إن معدش ليا غيرها..
بعد ما اكتشفت ان كله طمعان فيا وفي فلوسي،ولما عرفو ان صعب اخلف، وإني هتجوز من تاني.. حاولوا يخلصوا مني..
سهر بإمتنان..
– والحمدلله انك مخلفتش منها..وشوفتني
كرم..لو مكنتش شوفتك ياسهر ووقعت فيكي من اول نظره كان زماني ميت من زمان ، من حقدهم وتخطيطهم..
اول ماشوفتك..وعرفت أن اهلك راضيين بيا طلقتها.. لأني أكتشفت أنهم بيخططو لقتلي..
اضطريت اجاريهم، وزورت موتي وطمست نجاحي في بلدي، وزورت هويه ليا وليكي وبعدت عنهم
كنت عاوز اعيش مرتاح البال ياسهر معاكي
سهر بعشق..
– لو فضلت طول عمري كله أقولك بحبك ، وأنك أحلي صدفه حصلتلي مش هتكفي يا كرم
وبغمزه اكملت ولا أقولك يا مجد العجوز
كرم بضحك…
– معاكي انتي وبس كرم ، ياقلب كرم..
كله يقول مجد وأنتي قولي كرم..
كرم اللي مات واندفن، ورجع للحياه علي إيديكِ .
سهر بخبث..
– بس بردو كنت عجوز، ووقعتني ياعجوز، خلتني أقول لا قبلك ولا بعدك..
– أنت ِ بردو اللي وقعتي، ولا أنا اللي وقعت ولا حد سمي عليا..
ـ بحبك ياعجوز..
ـ وانا بعشقك ياقلب العجوز..
– أيوه، إفضلوا حبو في بعض كدا، ونسيني خالص كدا
سهر بحرج، وهي تبتعد عن كرم سريعاً، وتفتح ذراعيها، لطفلها صاحب العشرة اعوام
– حبيب مامي، وحشتني اوي، يا يامن
بسعاده، اندفع يامن لاحضانها..
– وانتِ كمان وحشتيني اوي ياماما..بس أنا زعلان منك..عشان نزلتي كايرو بردو ،ومخدتنيش معاكي..
كرم بتنهيده…
– شوفي بقي إبنك دا مليش دعوه بيه من انهاردة..
لاوي بوزه من يوم ماسافرتي، ولا كأني قتله قتيل..
يامن بغيظ..
– عشان انت ضحكت عليا ، وقولتلي هنطلع رحله مع بعض، وطلعت بتهربني عشان ماسافرش مع ماما
انت، وابنك الحيوان الكبير..
سهر بتأنيب..
– ولد انت بتقول علي أخوك كدا ازاي ؟
رفع كرم حاجبه بإستنكار..
– ياشيخه وهو هيجيبه من برا..
رمقته بغيظ..وهمت بالحديث، ولكن أسكتها، صوت ابنها يونس ذو الخامسه عشر..
– مين دا اللي حيوان يااد انت..ماتشوفي إبنك دا ياست الاموره..
هتف كرم بقلة حيله..
– منك لله ياسهر ياما قولتلك، متكلميش قدام ولادك بالعشوائيه دي ..
نظرت له سهر بوعيد، وهتفت..
– كرم..
– بلا كرم بلا بتاع..
امسك بيونس ، الذي إندفع لأحضان والدته..وأبعده عنها …
– أنت ياد أنت مش مكسوف من طولك، إبعد عن حضن امك..
– وانت غيران ليه… أمي ووحشاني ..
هتف كرم غيظاً من أفعالهم…
– أمشي من هنا يابغل أنت، وخد الواد دا معاك..حرقتو دمي..
هتف سهر بعتاب …
– الله متشخطش في ولادي كدا ياكرم أفندي، أحسن والمصحف أخدهم، وأنام في الأوضه التانيه..
إغتاظ ، وجذبها من بينهم بحده..
– اتهدي بقي ياشيخه، جننتوني إنت وولادك..
وأنت يا بغل انت، خد أخوك، وروحوا اتخمدوا..
هتف يونس بعناد..
-لا مش نايم، إلا لما تشوفولي حل مع ميار
جز كرم علي أسنانه بغيظ من افعالهم..
– اتمسي يا يونس ، واتكل علي الله الصباح رباح..
وبعدين أبوها رفض..
يونس بعناد..
– ما أنا عاوز اعرف يرفض ليه..
وأكمل موجهاً حديثه لوالدته..
– متشوفيلك حل يا سهر، وتكلمي صاحبتك..
– عاليه كمان رافضه، وبعدين انتو لسه صغيرين..مستعجل علي إيه..؟
إنتفض يونس، وخرج غالقاً الباب خلفه بقوه، بعدما جذب أخيه من يده بذات القوه..
متمتماً بغيظ..
– ماشي ياسهر انتي وكرم أن مافضحكتو وخطفتها مبقاش أنا..
كرم بصدمه…
– شايفه ابنك..؟
هتفت سهر بضحك…
– عاشق ولهان، وبعدين ماتسيبهم يدلعو يا كيمو علي حسك….
كرم بذهول..
– يدلعوا أكثر من كده، العيال دي قله قيمتي يا سهر، وخصوصا الواد الصغير دا، آدي أخرت اللي يخلف علي كبر..قلتلك كفايا يونس مسمعتيش الكلام..
سهر بقهقه..
– كان نفسي أجيب منك اورطه عيال ياكرم
هتف بتنهيده..
– علي عيني ياقلب كرم.. أحنا كنا فين ، وبقينا فين..الحمدلله يارب.. انتي كنتِ وشي السعد عليا ياسهر..
وعلي قدومك، ربنا رزقني بفرحة عمري، بعد ما كنت فقدت الأمل تماما ً
– لولا اصرارك علي التلقيح الصناعي، مكنوش نورو حياتنا..
قاطعت حديثه، بغمزه شقيه، ودفعته للفراش مردفه بمكر..
– طب ايه؟
– إيه؟
هتفت بدلع..
– كرم..
ـ يا عيون كرم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهت لحظات السعادة سريعاً بينهم، بعدما تلقي هاتفاً من زميله يخبره بأن السفر بعد ساعتين من الآن..
– هو لازم يسافروا بالليل يعني ياسيد..
سيد بتنهيده..
– أكيد ليهم أسبابهم يا قلب سيد..أوعدك أعوضلك فسحة النيل بعد ما أرجع..
عضت علي شفتيها، بصمت، تشعر بقلق غير طبيعي، ليتها لم تقنعه بالسفر..
– مالك يا موده…؟
– مش عارفه ياسيد..قلبي مقبوض كده..ينفع تعتذرلهم وخلاص ..
سيد بصدمه..
– ازاي مينفعش طبعاً، وبعدين أنا اقتنعت بسببك أصلاً..
زفرت بقلق…
– خلاص ياسيد..خلي بالك من نفسك ، ربنا يستر طريقك يارب..
سيد بإبتسامه..
– أحلي دعوه دي ولا ايه.. يالا عشان تنزلي احنا وصلنا..
ودعته بقلق إزداد أضعافاً، لا تعرف لما..ودلفت لشقة عائلتها..وجدتهم مجتمعين علي غير العاده..حتي أنهم لم يسألوها لماذا تأخرت..وذاك ما زاد من قلقها..
دلفت لغرفتها، وسريعاً وقفت بالشرفه، لتلقي عليه نظره قبل الرحيل..
وجدته بالفعل، يقف أسفل شرفتها، ينتظر صعودها…تلاقت العيون بوداع صامت، ووعد بالانتظار..وإلي الأبد..
—————–
باسم إستني.
– نعم يابابا، في إيه تاني..
– مش عاوزك تزعل مني..أنا عملت كده عشانك..افهمني يابني.
باسم بتهكم..
– حاجه تاني..؟!
زفر عمران ، وهتف بترو..
– أنت لازم تكون عارف، أن اللي جاي أصعب من اللي راح..وإن والدتك مش هتعدي إللي حصل ده علي خير..
اقترب بدر منهم، وهتف بضحك..
– ايه يا عريس واقف ليه كده..يالا عشان تجهز لكتب الكتاب..
عمران بغيظ من برود إبنه…
– بدر خليك في وكستك ، وخيبتك.
هتف بدر بغيظ..
– نعم وأنا مالي..؟
عمران بتريث..وهو ينظر لرأسه المعقودة بالشاش الأبيض..
– مالك، اااه؟
التقط بدر تهكمه، عليه..
وهتف بغيظ..
– بااابا…
– بلا بابا بلا نيلة بقي..
هتف بدر بوعيد..
– وحياتك لاجيبها ، وبكره تشوف .
هتف عمران بخبث بالنهاية عليه فعل ذلك، حتي يصل لمبتغاه الحقيقي..
– وهتجيبها منين بقي؟
إنتبه باسم لوالده ، وللمسار الذي يسلكه معهم بدءاً بما فعله معه..إلي سحبه لبدر بالحديث..
أيعقل أنه مازال يبحث عنها..ويفعل كل ذلك من أجلها. ..
قطع حديث بدر ، مردفاً بهدوء..
ـ جرا إيه يابابا.. أنا في ايه، وانتو في ايه؟
جز عمران علي أسنانه بغيظ، وتركهم ورحل..
استدار باسم لأخيه..
– أنت غبي يابدر ، مش فاهم إن أبوك بيسحبك بالكلام..
بدر بصدمه بعدما فهم علي اخيه..
– معقول…
– طبعاً..انت مصدق أن كل اللي بيحصل ده صدف، أبوك لسه بيدور عليها ، ومش هيبطل…
بدر بتساؤل..
– تفتكر لسه بيحبها؟!
باسم بتهكم…
– أبوك والحب؟!….مظنش… الموضوع بس أنه متعودش علي إن اللي يعوذه ميخدوش..
بدر بضحك..
– اومال لو عرف بقي أن جوزها لسه عايش.
اقترب باسم من أخيه سريعاً، وأغلق فمه..
– أنت اتجننا يابدر، الحيطان ليها ودان.. واحنا وعدنا جدو الله يرحمه، منجبش سيره باللي حكاه لينا، ولا حتي بينا مع بعض..
بدر..أوبس خلاص، أهدي، بس بردو ..يااخي كرم دا داهيه ، ومراته طلعت متقلش عنه..؟
ازاي وهم الناس كلها بموته..وهو عايش ومتهني برا..لا والكل فاهم إن مراته عايشه علي ذكراه
– الله يرحمه جدو فواز سمعته مره بيعترف لجدك بدر بالحقيقه ، وأنه ساعد كرم يهرب..لأنه كان مظلوم..وكان هيروح في الرجلين لو مهربش، وخلاهم ينفذوا خطتهم..
أخوه، وإبن عمه، وطليقته كانوا شغالين معاه، وورطوا الشركه بتجارة الممنوعات، ولأن المالك ليها، كان هو إللي هيشيل الليله، وقتها كان كرم وفواز بينهم عشم كبير، وجدو فواز كان ليه رجل بالداخليه، وعرف أنهم بيراقبوا كرم ،وخلاص متأكدين من تورطه…وبالصدفة كان كرم شاف سهر ، وطلب من جدو فواز أنه يكلم أهلها عشان يتجوزها ، طليقته الحقد عماها لما عرفت، وملت دماغ أخوه، وإبن عمه، أنهم لازم يخلصوا من كرم.. قبل ما الفلاحه تضحك عليه..
كرم جه لجدك بعد ما سمعهم بالصدفه بيتفقوا عليه، وزاد وغطي أنه بقي مطلوب امنياً، مكنش قدامهم كتير…
فاقترح جدو عليه الهرب، وأنه ياخد سهر معاه، كتب كتابه علي سهر وهرب بهويه جديده ليه وليها، بعد ما حول كل فلوسه إللي عملها،برا مصر، وسابهم ينفذوا الخطه ، وبدل ما يمشوا علي خطتهم، مشاهم علي خطته هو، ووهمهم بموته بحادثة سياره..وخد سهر وخلع.. وطبعا كل ده بمساعدة جدو فواز..هنا، وهناك صديقه إللي كان زوج تيته أم أبوك..
– طب والشركه، والتهمه..؟
– خدها أخوه الدكتور مختار لأنه الوريث الوحيد، ومقدروش يثبتوا عليه حاجه، واتجوز بعدها طليقة كرم، وخلف تسنيم..
اللي ضحكت علي مختار بعد كده، وخدت الشركه منه، ورجع لمهنه الدكتور تاني، بعد ماسابته، وخلعت..
واتجوزت إبن عمه، وصفت الشركه وخرجوا برا مصر..
بدر بصدمه…إيه ده…معقول؟
باسم بتهكم..
– وأكتر..وما خفي كان أعظم..
– ازاي، تقصد ايه، تعرف إيه تاني؟
– أبداً، بس مسألتش نفسك ايه مصلحة جدو فواز من مساعدة كرم..؟
بدر بتهكم..
– هههه عشان واضحه..كرم هيجوز سهر، بالتالي مفيش عقبه قدامهم، وورث العيله ميخرجش بره..
والله ابوك اللي صعبان عليا في الحكايه دي كلها..
عايش عالاطلال..
باسم بتهكم…
– وانا ابوك بقي، مش صعبان عليا،عارف ليه؟
– ليه يافقيه.؟
– لأنه لو حبها فعلاً، كان حارب عشانها، مخذلهاش، وكسرها..
وبعدين حب إيه..دا إتجوز وخلف، بدل الواحده اتنين، لا والاختين…
– عندك حق..
بقولك ياباسم..
– تفتكر مين ممكن ، يعرف مكان سهر وجوزها الانصاري..عايشين فين؟
باسم ببرود..
– معرفش..
بدر بغيظ..
– أنت يااخي محدش يعرف ياخد منك منفعه، متفكر معايا..
باسم ببرود..
– انت عاوز تنتقم، وانا في الانتقام معرفكش..ابعد عني يابدر سيبني في حالي..والهم أللي الا أنا فيه..
بدر بغيظ..
-ماشي ياباسم، وبردو مش هسيبها هجيبها هجيبها..
باسم بلامبالاه..
– الله معك، بس خلي بالك وانت بتنتقم تقع علي جدور رقابتك..
بدر بحده..
– ملكش فيه..خليك في حالك.
ــــــــــــــــــــــــــــ
بشرم ..
انتهي من الحديث مع والده ووقف يتأملها..
جميله..هادئه..لم يري بحياته أجمل منها..
زفر بهم، لا يعلم إلي أين، ستقوده خطواته معها.
مايحدث له بقربها، يحدث لأول مره..
أيعقل، أن قلبه اللعين خفق لها، أم أنها شهوه وقتيه..وسترحل بعد أن يحصل عليها..
رفعت عيونها الحزينه ونظرت له، وابتسمت له إبتسامه حزينه، كحالها..
التقت عيونهما، ولم تزيحها ككل مره بلا خجل ، وتخفضها…
ولاول مره ينظر لامراه بلا شهوه..
حثته قدميه علي السير ناحيتها..
ااه حارقه خرجها وهي تهمس باسمه..
فراس؟
الهذا الحد اسمه جميل..؟
اول مره يشعر بحلاوه اسمه..وكانه شاب مراهق يتصرف بلا عقل
خرجت الكلمه منه عفويه..
قلب فراس..
ولكنها لم تسمعها..لم يخرجها من بين شفتيه
وكأنه خائف..
زفر بحده وجلس بجانبها..
نعم ياجميله؟
صمتت ورأي الخوف بعينها من قربه..
فابتسم..
عليها وعلي خوفها..
طب ايه رايك نتعرف من اول وجديد..؟
جميله بتوتر. ازاي؟
فراس..يعني تفتحيلي قلبك..وتحكيلي؟
جميله بخوف..بس
فراس بحنان..مبسش..انا كمان نفسي احكيلك كل حاجه عني،تقبلي تسمعي حكايتي..؟
جميله بهدوء..ياريت..انا خايفه منك اوي.
فراس بصدمه من صراحتها..
خايفه مني؟
جميله بخجل هزت راسها..معرفكش…
فراس بحنان..طب تعرفي ان انا نفسي مش عارفني دلوقت…
جميله..ازاي؟
فراس بضحك مش عارف؟
بس سيبك انتي..
مد يده لها وبابتسامه..
ـ انا فراس عمران..صاحب الفندق اللي كنتي فيه.. ومجموعه فنادق في كل دول العالم..
رجل اعمال بس مبحبش قعده المكاتب والشركات..
عشان كده فري زي ماانتي شايفه..
تجربه جديده عليها وهي هشه ضعيفه وليست جريئه..
خجلت ومدت يدها له..فأحكم يده عليها
شعرت بدفئ يديه..واصبعه الاكبر تحرك ليتحسس ظاهر يدها بهدوء..
لمح توترها وخوفها..
ـ متخافيش..
تنهدت وقالت بابتسامه..
ـ وانا جميله الناظر
فراس بهدوء..تحبي تحكيلي الاول،ولا احكيلك انا؟
جميله..بتوتر طفله..مش عارفه؟
فراس بابتسامه لبراءتها..بس انا بقي
زهقان وعاوز احكي انا الاول.
ايه رايك تسمعيلي؟
جميله بهدوء..موافقه؟
لا يعلم لما يريد أن يخبرها قصته..لا يريد خداعها..يريدها ان تعلم عنه كافه شئ..
لطالما كان صفحه بيضاء امام الجميع..
لا يريدها ان تستمع عن افعاله من غيره..
بهدوء رجع براسه للخلف ودفع بالارجوحه للخلف وبدأ يحكي لها…
بعد نصف ساعه من الكلام..كانت تستمع له بعيون مصدومه..
جميله بصدمه..
انت زير نسا..
فراس بقهقه عليها…وعلي منظر وجهها..
ـ بالحلال..
جميله بصدمه..ومراتك راضيه وعارفه؟
فراس بكدب..لا هتعرف منين..متعرفش طبعا..
جميله بصدمه..بس انت كده بتخونها..
فراس بهدوء..سيبك مني.واحكيلي عنك انتي؟
جميله بخوف منه..انااا.
فراس بهدوء..احكي اللي حابه تحكيه..بس اعرفي ان كله كلمه هتقوليها هتفيدنا في اللي جاي..؟
بهدوء بدأت تسرد له…
مر الوقت ولم يشعرا به..
حتي انتصف الليل..وهو يغلي من الداخل لما حدث معها..يتوعده بالهلاك..
يقسم سيجعله يتوسل لها..
نظر لها كانت تغمض عيونها كطفله صغيره..
ابتسم وحملها علي ذراعيه..
صعد بها لغرفتها..ووضعها علي الفراش بهدوء..
اقترب من شفتيها ليقبلها..
ولكن عاد صوت ابيه ليرن باذنه..
ـ بس ياريت لما تلاقي اللي تخطفه تمشي صح مره واحده في حياتك..
ابتعد كالملسوع لا يعلم ما به..؟
مسح علي وجهه وغطاها وخرج مسرعا..
ــــــــــــــــــــــــــــ
بفرنسا..
لينا..لينا..
ماذا مدام؟
نازلي بحده…خذي هذان المقرفان من هنا،صوتهم يزعجني،لا يصمتون ابدا
لينا بحزن علي الطفلان..الذان لم يصمتا منذ اتيا..يبكيان باستمرار
ينادون علي والدتهم..
لينا من اب مصري وام فرنسيه تعمل مربيه للاطفال..
جلبوها لتعتني بالطفلان..المذعوران..
قلبها يغلي من اجلهما..
رفعتهم لاحضانها…وياليتها تعلم مكان والدتهم وتقسم ستعيدهم لها..
نازلي بحده..ولم تعلم ان لينا تفهم العربيه..
ـ حاجه تقرف،فلاحين زي امهم..ولا اشوفلهم ملجأ ارميهم فيه
انا ناقصه قرف..
لينا..بصدمه نظرت لها..وبهمس..ملجأ؟
ربنا ينتقم منك ياشيخه..
لمحت والدهم..
نازلي..حبيبي جيت
حسام..اومال فين الولاد؟
نازلي بخبث..حبايبي حلوين وانا حبيتهم اوي ياحسام..
ومع لينا بيلعبو معاها
حسام بتنهيده..طيب كويس..
نازلي..مالك؟
حسام بتنهيده..مش عارف سألت علي جميله..محدش عارف راحت فين،مرجعتش البلد لسه؟
نازلي بحده..وتسأل ليه..مش خلصنا من الموضوع دا بقي؟
حسام بخوف منها..ابدا انا خايف بس تشتكينا
نازلي بمكر..لا متقدرش..واقفل بقي عالسيره دي..
نازلي بهمس..وان شاءالله تكون ماتت واستريحنا..اف
(نازلي ابنه رجل اعمال هارب تعرفت علي حسام وتزوجته بطلب من ابيها ليجعله وجهه لشركته ليدير شركته المشبوهه)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بأمريكا..
صباحا..
افاقت علي سطل من الماء يسكب علي وجهها..
جوان بصدمه..عااااااااااا
فتحت عيونها بصدمه..
انتو مين؟
ياماما..انا فين؟
يونس بقهقه..دي الاصطباحه هنا ياشابه..؟
يامن بهدوء..تؤتؤ اخص عليك يايونس..خضتها..
جوان بصدمه.قامت مفزوعه تنظر حولها.
انا فين؟
وانتو مين؟
وخالتو فين؟
يونس بقهقه وخبث..مستنياكي في اوضتها..
جوان بصدمه..خرجت مسرعه لخالتها..
ـ يانهار اسود ومنيل انا انضحك عليا ولا ايه؟
خالتو..ياخالتو..
فتحت الباب بقوه ودخلت..
صدمت مما راته.. خالتها تنام بعمق علي صدر احدهم..
بوضع مخزي..
وضعت يدها علي اعينها..وصرخت
عاااااا..
اغلقت الباب مسرعه..
قابلها بوجهها يونس ويامن الذي افترشا الارض ضحكا عليها..
يونس..احسنلك تجي ورانا بسرعه عشان اللي جاي مش هيعجبك..
جوان بصدمه..يعني ايه؟
وانتو مين؟
يامن بلهفه..يالا بس بسرعه تعالي قبل ماابويا يصحي وهو اساسا مش طايقنا..
سهر بصدمه…ابوك..؟
انا مش فاهمه حاجه..
جذبها يونس من يدها مسرعا بعدما استمع لسباب والده..
يالا بسرعه..احيييه..
ــــــــــــــــــــ
بعد ساعه..
جوان بصدمه وهي تأكل شطيره الجبن بالحديقه..
ياخالتو ياقادره طول عمري مش مستريحه لمرواحك ومجيك..
يامن بغيظ..كل مره تقولي هاخدك وتضحك عليا وتنزل وتسيبني.
جوان بلامبالاه..هتنزل الامله يعني..هنا احسن..
يونس بخوف..طب نلم الليله بقي احسن ابو الكرم جاي وهيطين عيشتنا..
جوان بصدمه ابتلعت ريقها وخالتها تنظر لها بخبث..ربنا يستر..
يونس بهمس لها..متقوليش ان انا اللي قولتلك انها مستنياكي باوضتها..
ـ جوان بهمس..لا هقول.
ـ يونس بغيظ..فتانه..
جوان بضحك..اوووي
سهر بضحك..شايفه انكو اتعرفتو علي بعض اهو..واتساويتو كمان..
جوان بغيظ..ااه ولادك ملايكه ياخالتو..
كرم بقهقه…وبهمس اقترب منها..تصدقي فعلا شكلك..لسانها ماشاءالله
سهر بغيظ ..كرم..
ـ عيون كرم..
يامن بغيظ..الفقره الصباحيه بدأت..
كرم..ولد..احترم نفسك..
يامن بغيظ..سكتنا..
جوان بضحكه بلهاء..الله كنت حامله هم الوحده هنا..لقيت اللي يسليني..
سهر بضحك..قصدك لقيتي اللي يطاوعك في مصايبك..
يونس بلهفه..انا في الخدمه ياجوان..كان نفسي اتعرف عليكي من زمان بس ماما بقي كانت بتنزل وتسيبنا هنا..
يامن بحزن..وانا كمان..
كرم بتنهيده..ربنا يستر..
حاسس ان فضحيتنا هتكون علي ايديكم والله..
سهر بهمس له..بحبك..
كرم..ماتعقلي ياسهر بنت اختك ضيعت الاصطباحه..
سهر بقهقه..وانا مالي الله..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد يومان..
بفيلا الرشيد..
ليلا..
نسرين بصدمه..ايه اللي بتقوله دا ياعمران؟
ابني انا..يتجوز من الفلاحه دي؟
انت اتجننت اكيد.
كانت تنظر لما يحدث بذهول…
لم تدري مايحدث ولم يخبرها احد انه تم كتب كتابها الا منذ ساعات..
لم تري وجهه من بعد ماحدث الا منذ ساعات
اصر والدها ان ياخذها لبيته وياللعجب كان مرحبا بها.. لم يضربها ولم يعنفها
عاملها لاول مره بحياته كملكه وكابنه حقيقيه..
كانت متعجبه من ما يحدث..واهتمام والدها ووالدتها التي ابتاعت لها كم هائل من الثياب
التي لطالما حلمت بها..كانت تجهزها كعروس
ولم تفهم لما؟..ولكنها قالت لربما فاقت هي ووالدها.وعلما الحقيقه..
ولكنها علمت الان لما؟
باعوها..فوجأت بباسم ووالده آتيان لاصطحابها..
كان يود الحديث معها ولكن والدها..
لم يدع له الفرصه..
حتي بالسياره لم يتحدث باسم الا ببعض كلام..
واكتفت هي بالنظر للخارج تفكر فيما قالته والدتها لها..
ـ روحي مع جوزك يانيره..
الان اتضحت لها الرؤيه..
فاقت علي صوت عمران الحاد..
خد مراتك واطلع علي اوضتك ياباسم..
ارتعشت ونظرت لما حولها..
فتاتان ينظران لها بتهكم وغل..
واخري ترمقها بحده وتود ان تفتك بها..
انتشلها هو من دوامتها وهو يحكم يده علي يدها..
ـ يالا يانيره..
قاطعهم..صوت والدته..
يالا فين؟
هي زريبه..البيئه دي مش هتدخل بيتي لو علي جثتي..
قاطعها صوت باسم القوي..ماما..
ابتلعت ريقها..وهي تستمع لصوته القوي..
مراتي اسمها نيره..واللي يهينها كانه هني بالظبط..ولو مش هتحترميها..يبقي هاخدها وهمشي من هنا..
نسرين بصدمه..انت اتجننت ياباسم؟
لم يرد عليها..سحب نيره التي ترتعش يدها بين يديه وصعد مسرعا لغرفته..
اغلق الباب..واستدار لينظر لها..
صعق من منظر وجهها.. الشاحب وجسدها الذي يميل للخلف..
صرخ وهو يتلقفها بيديه..
ـــ نيره..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ياايها القادم إرأف بحالي
استمع لاناتي وعذابي
طفله انا اقتلعوها..وبالغصب زوجوها
لا عدت اعلم من انا؟ ولا كيف سيصبح حالي؟
اسيأتي غد كريم علي..ام سارحل وتنتهي حياتي
ياظالمون تبا لكم.. سينتقم منكم الباري
بكل سجده سأدعي بقلب محترق
ان ينتقم منكم الباري
ياايها القادم ارأف بحالي..
اسما السيد
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بفيلا الرشيد..
ــــــــــــــــــ
لم يصرخ..لم يستطع..ابتلع صرخته بجوفه ولم يبوح به
لطالما كان متماسكا قويا..في الشدائد والمصائب…
بهدوء
حملها علي ذراعيه..ووضعها علي الفراش..
قلبه يؤلمه..عليها..طبيعته الهادئه لا تساعده ابدا..
الصدمه كانت شديده عليهاا، ولم تتحملها..
نيره..
نادي عليها برعشه بصوته..
لربما هو هادئ ظاهريا والجميع يخدع بهدوءه..لكن قلبه يغلي كالنار..
هو هكذا..هادئ متماسك..الي ان يفيض به
ويصبح جمره نار
مد يده يتفقد نبضها..جسمها بارد ووجهها شاحب..
خرج مسرعا ينادي علي والده..
بابا..
عمران بصدمه….مالك ياباسم،في حاجه ولا ايه؟
باسم بلهفه… بابا نيره مغمي عليها..
وهي اساسا عندها فقر دم تعالا بسرعه
عمران بصدمه.. طب بسرعه، قدامي اما نشوفها..
بعد نصف ساعه..
كان يجلس بجانبها بعدما اسعفها والده وعلق لها محلولا مغذيا..
تفتح عيونها وتغلق بتعب..
باسم بحنان..نيره افتحي عيونك انتي كويسه.؟
نيره بصوت يكاد يسمع..انا فين؟
مد يده يمسح جبينها..الف سلامه عليكي يانيره..
فوقي بس..والله كنت هقولك بس الظروف جت كدا..
فتحت عيونها وانتبهت اخيرا وتذكرت ما حدث..هي هنا..؟
اغمضت عيونها بخيبه امل، وتسللت دمعه من جانب عيونها..تذكرها بكم هي رخيصه
لقد باعوها..
اهذا ما يود اخبارها به.؟
جاء وقتها وباعوها كجميله وجوان..اي قدر بائس كتب عليهم..
لا عجب مما ستلقاه..يجب ان تتقبل مصيرها باحترام.
لا لوم ولا اعتراض.. لتؤجر
علي قدر البلاء نؤجر..
مادام اهلها باعوها..من تنتظر ان يشتريها..
هو؟
عائلته؟
تنهد ومد يده مسح دموعها بحزم..نيره انا؟
نيره بحزن..الله يخليك سيبني مش عاوزه اسمع حاجه..اهلي باعو وانت اشتريت..خلصت كدا..هتقولي ايه تاني؟
باسم بصدمه ابتلع ريقه..ونظر لها..قلبه يؤلمه
عليها..
تنهد واستقام يخلع سترته..
ليتركها لتهدأ..
ودخل للمرحاض ليزيح عنه تعب الطريق..
تنهدت وفتحت عيونها تتأمل الغرفه..لم تري مثيلتها الا بالافلام والمسلسلات
تهكمت ونزلت دموعها لطالما حلمت ان تمتلك واحده مثلها ويأتي فارسها علي حصانه، ليخطفها عالبساط
والان هي هنا، ولكن لا طعم ولا لون ولا نفس لتفرح بها..
هكذا هي الحياه..
قد تعطيك ماتتمني بعدما تشيخ انت وتزهد بها..
لا عدت قادر علي الفرح ولا السرور ولا اخراج بسمه حزينه
ايامك تشبه بعضها..
شخت وشاخت امنياتك..وتبقت ابسط امنياتك هي ان تعود كما كنت.
حطت يدها علي راسها لتغلق عيونها..
لا تريد شئ الا النوم وليكون للابد لا يهم..
لم لا تهرب كجوان، وتبتعد عن هنا..لما ليست جريئه مثلها..
افاقت علي يديه التي امتدت لتسحب من يدها المحلول..
ابعدت يدها الحره عن عيونها..
ووقعت عينها عليه..ابتلعت ريقها وهي تراه امامها بتلك الهيئه عاري الصدر والمياه تتساقط من شعره..
يبدو انه اعتقد انها نائمه..ابتلعت ريقها وادارت وجهها للجهه الاخري ولم يشعر بها او هكذا خيل لها..
ابتعد عنها اخيرا…
فانقلبت للجهه الاخري…
بعد نصف ساعه من عدم الراحه وقله النوم اخيرا هدأت حركته بالغرفه..لا تدري ماذا يحدث؟
ولكنها فتحت عيونها وهو يهمس باسمها..
صدمت من قربه وابتلعت ريقها..
ـ نيره..
ابتلعت ريقها وصمتت ولم تجيبه..
ـ نيره عارف انك صاحيه..قومي غيري هدومك وخدي دش عشان تفوقي…
ـ بلا رد هزت راسها..بلا..
باسم بأمر..
لا قومي عشان تفوقي..لازم نتكلم..مع بعض..
مش عاوزك تنامي مهمومه كدا..
عشان خاطري قومي نتكلم..
تنهدت وسندت علي يديها وجلست..
احاطت وجهها بيديها تمنع شهقات بكاءها من الظهور امامه..
بحنان مد يده وازاح يدها..
ـ سامحيني يانيره بابا فجأني زيك بالظبط
بس مكنش هينفع امنع اذي الناس عنك الا بالطريقه دي..
انا عارف انتي بتفكري بإيه؟
بس ايا كان اللي حصل فانا السبب فيه..
نيره بغصه..عاوز تقول ايه؟
باسم بحنان..خليني احكيلك الاول اللي حصل..
ونتفق..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بالاسفل
بمكتب بدر الدين..
يابدر بيه..قلبت الدنيا باسم جوان دا مش موجوده بسجلات الذهاب والاياب..
بندور علي ابره في كوم قش..
بدرالدين بحده..ازاي؟
اومال انا دافعلك اد كده ليه يا محمود..
يافرحتي محقق خاص..
ابحث عنها بصورتها يااخي..ولا هتزور صورتها كمان..
محمود بتنهيده..اهدي يابدر بس..الصوره اللي قدرنا نوصلها ماستدلناش علي اي معلومه عنها
للاسف اظاهر ان اللي خرجها واعي جدا..
او ممكن تكون اصلا، مخرجتش من البلد..
بدر بحده..ميخصنيش يامحمود البت دي عاوزها قدامي في اقرب وقت ولازم الاقيها..
محمود بزفره..هعمل اللي اقدر عليه موعدكش يابدر..
بدر بحده..لا تلاقيها مفيش حاجه اسمها احاول
اغلق هاتفه..بحده..وهو يتوعد لها..
ماشي ياجوان ياانا يانتي..مسيري هلاقيكي هتروحي فين يعني؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعه..
بعدما شرح لها كل شئ وماحدث؟
وما اتفقا عليه مع والده؟
ارتاحت ودخلت لتريح جسدها المنهك
خرجت علي استحياء ببجامتها الزهريه الرقيقه وشعرها المبلل الذهبي علي ظهرها…
مدت يدها لتستند علي الحائط قدمها لا تسعفها للمشي
لقد استمعت لما قاله..ووافقت عليه مؤقتا
حتي تكمل تعليمها وترحل عنه..
هو من بيئه وهي من بيئه مختلفه
لن يجتمعا ابدا..
شجعت نفسها انه وضع وقتي ستمضيه بأي ثمن
لابد ان تقوي..حتي تبني نفسها..
مجرد ما ان تؤدي اختبارات اخر العام التي لم يتبقي عليها الا شهران..
سترحل..هربا سترحل..
غصبا سترحل..
لن تكون سلعه ابدا ولن تكون له حتي لو مزق عشقه يوما قلبها..
تنهدت ورفعت راسها بلا خجل..
وجدته ينظر لها بابتسامه..ونظره شارده بها
ـ تعبانه لسه؟
بهدوء هزت راسها..
شويه بس..هبقي كويسه..
باسم بحنان..طب تعالي كلي انا عملت سندوتشات خفيفه
نيره بهدوء جلست ومدت يدها اخذت الطعام من يده
وبهدوء كعادتها بدأت بمضغه
مهما بلغ زروه جوعها..تاكل بشرود وهدوء دوما..
هي ذو شهيه ضعيفه جدا..
باسم بصدمه..
نيره انتي كدا كلتي؟
بابتسامه نفضت يدها وهي تضع باقي الطعام
الحمدلله..
معلش انا اكلتي كدا..
شكرا ياباسم..
باسم بصدمه وهو يلتهم طعامه..
يابنتي دا انا لو جعان ممكن اكلك انتي شخصيا..ايه الرقه دي؟
ابتسمت بهدوء..واستقامت لتفترش الفراش بجسدها
ـ ممكن تطفي النور..عاوزه انام
باعد الطعام..واستقام واغلق الاضاءه..
شهقت وهويقذف بنفسه علي الفراش
و يجذبها لاحضانه..
نيره بصدمه..انت بتعمل ايه؟ انت نسيت اتفاقك.
باسم بحده…شششش نامي يانيره
نيره بصدمه ابتلعت ريقها وهي تحاول ان تبعد يديه التي تحاوطها عنها..بس
باسم بضحكه يكبتها بصعوبه..مبسش..وبعدين
احنا اتفقنا علي كله..ونسينا نتفق علي طريقه النوم..
الشهر الجاي بقي نبقي نتفق..
نيره بصدمه..الشهر الجاي.؟
باسم بضحك…ااه الشهر الجاي..احسن انا مبحبش اتفق غير اول الشهر..غير كدا لا..
نيره..نعم..ايه الجنان دا..اشمعنا اول الشهر
باسم بقهقه… بتفاءل بيه ياستي
وهو دا نظامي،عجبك ولا لا؟.
نيره بخجل…لا.. واوعي كدا لو سمحت
باسم ببرود..يبقي عجبك..انهدي يانيره بطلي عفرته..عاوز انام..الله
وبطلي رقه..عشان متندميش..
عاوزك راجل كدا خلي اليومين دول يعدو علي خير
نيره بصدمه..هااا..
باسم بمكر دفس راسه بعنقها ومثل النوم..
نيره بذهول..باسم..انت نمت
ـ باسم..
لا رد..
حاولت دفعه عنها..ولم تستطع
مغلق يديه علي خصرها بقوه..
وقدميه حول قدمها..
بعد دقائق…تنهدت بقله حيله واغمضت عيونها
راحله بدنيا الاحلام..
رفع راسه من عنقها بعدما شعر بنعاسها اخيرا..
ابتسم وهو يتأمل وجهها وشعرها
مد يده وتحسس وجهها..
قبل خدها..بهدوء..رفع وجهه عنها وأغرته شفتاها المضمومه كطفل صغير غاضب
لثمها بهدوء ورقه..واغمض عيونه ليستنشق رائحه الياسمين التي تغرق نفسها به منذ قابلها
أول مره..
باسم بضحك..
ال أسيبك ال..
بقي حد.يبقي معاه القمر ويبص للنجوم يانيره..
ابتسم وشدد علي خصرها اكتر وقربها منه..
رفع راسه وقبل شعرها بحنان وتنهد بتعب..
وهو يدعو الله..
يارب صبرني وصبرها علي اللي جاي..
استدارت من بين يديه واستلقت علي ظهرها
رفع راسه وعدل جسده، واحاط خصرها ووضع رأسه علي صدرها، وذهب بثبات عميق..
اصابك عشق✍️أسما السيد✍️
بفرنسا..
ــــــــــــــــــــــ
ايتها الغبيه،قلت لكي اجعليهم يصمتو لم اعد اتحمل حده صوتهم.
لينا بخوف..حاضر مدام..انا اعمل مابجهدي..
ـ اهدي يانازلي مش كدا،هتضيعي كل اللي بنعمله..لازم تبيني ليه انك حباهم..
لينا بحده لوالدها..يابابي بليز بقي انت اللي جبرتني علي الفلاح دا..وانا خلاص كرهته ارجوك اتصرف بقي..
عصام بحده..اخرسي يانازلي..واوعي اسمعك بتقولي الكلام دا تاني..احنا لازم نمشي امورنا عشان لو وقعنا يشيل الليله..هو لوحده..
انتي ناسيه احنا ايه؟وهربانين من ايه؟
نازلي بزهق..لا مش ناسيه بس انا زهقت انا اساسا مردتش اخلف منه..عشان بكرهه..
يقوم يجبلي عياله ومفكرني هموت عالخلفه..
عصام بحده.ماانتي غبيه..حد قالك تقترحي عليه يتجوز عشان يخلف.
نازلي بغل..هو يعني كنت مفكره انه هيعمل كده بجد؟
انا كنت بقول كدا عشان يبطل يقولي نخلف..
قولت لما اقوله مبخلفش يهدي ويسكت
بس لا اهله الفلاحين طلعوها في دماغو لحد مااتجوز الفلاحه اللي شكله، وخلف منها..
عصام بانتباه..بمناسبه الفلاحه..متعرفيش ان كانت ماتت ولا لسه عايشه..؟
نازلي بغل..فص ملح وداب حتي حسام مش لاقيها..
عصام بشماته..يكش تكون ماتت ونخلص..نمشي بقي امورنا وننتبه لشغلنا..الناس هنا مش هترحمنا يانازلي..
انا همشي بقي وزي مافهمتك..
نازلي..ماشي يابابا مع السلامه..
ابتعدت لينا مسرعه.. بعدما استمعت لما يقولوله، بصدمه..
وضعت يدها علي فمها كتمت صدمتها..
وعلي يديها روان الجميله..
لينا بحزن وهمس وهي تغلق تسجيل هاتفها..
اقسم بالله لرجعك ليها لو هقلب عليها الدنيا
بس انتي متبكيش..
وكأن الطفله تعلم ماتقوله..ابتسمت لها واراحت راسها علي كتف لينا وراحت بثبات عميق..
ــــــــــــــــــــــــــــ
اصابك عشق✍️ اسما السيد✍️
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت معتصم
بالقاهره..
انتي اتجننتي ياماما..ازاي تعملي كدا اصلا من غير اذني؟
ومين اداكي الحق تتكلمي مع الناس قبل ماتقوليلي؟
ريهام والده معتصم بحده..وايه اللي مش عاجبك بنيرمين بقي؟
حسب ونسب وجمال..
انت قربت تنهي 35سنه ومش عاوز تتجوز..
وانا شايفه انك معجب بنيرمين..
معتصم بصدمه..وحتي لو في 1%اعجاب من ناحيتي ليها..
فدا ميدكيش الحق انك تتصرفي من غير اذني..
ياماما نيرمين متنفعنيش..اه منكرش انها حلوه
ويتمناها كتير..وانا فوجأت بيها كبرت كدا بس متنفعنيش نهائي..
ريهام بحده..ولد انت ناوي تكسفني مع الناس ولا ايه؟
انا خدت ميعاد مع ابوها انهارده وهما موافقين..
معتصم بصدمه..موافقين؟
دا انتي مرتبه بقي الموضوع علي كيفك..
وان قلت لا..
ريهام بصدمه..يبقي بتخسرني..انا زهقت من الوحده يا معتصم وانت علطول مشغول
رجعت من برا..علي شرم..
ومش عاوز تريح قلبي..
حرام عليك يااخي..
معتصم بحزن…ارجوكي متضغطيش عليا ياامي..
متخسرنيش صاحبي..نيره دي مش هتنفع معايا..
ريهام بحده..اومال مين اللي هتنفع معاك بالظبط
انا غلبت معاك..
مدت يدها ومسكت قلبها بتمثيل..
اااه قلبي..الله يسامحك يامعتصم..
معتصم بخوف عليها فهي مريضه قلب..
ماما حبيبتي..
خلاص هعمل اللي انتي عاوزاه..
ريهام ببسمه..ربنا يريح قلبك ياقلب امك..
ايوا كدا..
معتصم بتنهيده..ربنا يستر..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بامريكا..
مالك ياكرم في ايه؟
كرم بتنهيده مد يده وجذبها من خصرها جلست علي قدميه..
مدت يدها تتحسس لحيته البيضاء..
وهمست..عجوز..
كرم ببسمه..لو بتغظيني ياسهر..فانا بعشق كلمه عجوز من بين شفايفك..
سهر بخبث..طب ياعجوز..
لثم فمها برقه..وابتعد عنها..
سهر بحيره..
ـ مالك ياكرم؟
كرم بحزن..نيره اتجوزت ابن الرشيد..
سهر بصدمه استقامت مفزوعه..ايه؟
مين فيهم.؟وليه؟
انا مش فاهمه حاجه…
كرم بهدوء..اقعدي وانا افهمك..واهدي
بهدوء قص لها مااخبره اياه الجاسوس الذي جندته سهر لحسابها..
من ارسله بدر ليبحث عن جوان..
سهر بصدمه..بس نيره ملهاش ذنب ياكرم..
البنت دي صعبانه عليا جدا..
عيله الرشيد..عيله مش سهله..واكيد ابنهم زيهم…
كرم بهدوء..انا سهل عندي اجيبها ياسهر..بس انا رأيي نسيبها تاخد فرصه معاه
مش يمكن يحبو بعض..
يمكن ترتاح معاه
وبعدين انا سألت عن بدر وباسم..
وسمعتهم لا غبار عليها.
مش زي فراس ابدا..
سهر بهدوء..انت شايف كدا؟
كرم بحب..ااه ياسهر…اطمني اول مااحس انها لازم تبعد انا عيني عليها..
هبعدها..
سهر بحب..انا بحبك اوي ياكرم..انت ازاي جميل كدا؟
ـ وانا بعشقك ياعيون كرم..
تذكرت جميله..ابتعدت عنه..
كرم..
ـ ممم..
ـ جميله مبتردش علينا..قلبي واكلني عليها اوي
كرم باستغراب..
ازاي؟
ـ سهر..معرفش بس من واحنا في القاهره وانا مش قادره اوصلها لا انا ولا جوان
وتليفونها مغلق دايما..
كرم بتفكير..غريبه…طب ماتكلمي سمر
وتساليها عنها كأنك متعرفيش حاجه
سهر..تصدق عندك حق..هسألها…
كرم بخبث..بس مش دلوقتي..تعالي عاوز اقولك كلمه..
سهر بخبث..كلمه ايه؟
كرم..اصل البيت فاضي.وانتي عارفه الشيطان شاطر
سهر بقهقه…عاوز ايه ياراجل ياعجوز.؟
كرم بغمزه..هقولك ياقلب العجوز.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بالنادي..
كانت تجلس علي المقاعد تشاهد عرض الدلافين بانتباه وبجانبها ابناء خالتها وابنه عاليا ميار
وشقيقها عمار
جوان بانبهار..عاوزه ابقي مدربه شكلها..
عمار بصدمه..بجد؟
جوان..ااه بجد جدا كمان..قولي ازاي اشترك في التدريب دا؟
يونس..وتشتركي ليه ياهبله اصلا..
بابا ليه اسهم هنا في النادي..
وكمان جوز طنط عاليا اونكل سامي
يعني اللي انتي عاوزاه اعمليه..
جوان بصدمه..قول والله؟
عمار باعجاب..بجد عاوزه تتعلمي؟
جوان..ااه ياعمار..
عمار خلاص انا هعلمك..
جوان بصدمه..بجد..تعرف..
عمار بسرعه..جذب يدها..تعالي اوريكي..
جذبها معه لاسفل حيث حمام السباحه
وعرض الدلافين الراقص.
ومن هنا بدأت اولي خطواتها..
صفقت علي يديها وهي تشاهد عرضه الراقص
معهم..
واااو..برافوو ياعمار..
عمار في الثالث والعشرون من عمره مولع بالسباحه والغطس وكل ما يتعلق بهم..
جذبها بهدوء..لتخطو معه اولي خطوات تعليمها
وهي كانت اكتر من مرحبه..
ــــــــــــــــــــــــــ
بشرم..
بهدوء اغلقت مصحفها بعدما شعرت بعينين ثاقبتين تنظر لها..
رفعت عيونها وتقابلا معا بنظره طويله
خجلت وانزلت عيونها..
اقترب منها كالمغيب كل شئ معها.يعيشه لاول مره…
منذ اقامت صلاتها وهو يراقبها..
شيئا بقلبه منذ التقاها يخبره انه لم يعد كالسابق..
وخصوصا بعد ما حدث ليله امس..
flash back..
ابتعد عنها كالملسوع لم يستطع ان يتمادي معها..لم يرد ان يدنث براءتها بعهره وفساده..
خرج مسرعا من البيت بأكمله
ولاول مره منذ التقاها يرد علي هاتفه الذي يرن باسم عاهره ممن يعرفهم..
ذهب ليهرب من سلطانها وهالتها التي تقتحم عالمه
ـ مالك يافراس مش في المود يعني..؟
فراس بحده..مالي ماانا حلو اهو..
سيدرا بعهر..مدت يدها له بكأس..
اخذه منها بحده..وقربه من فمه..فعاد صوتها يردد باذنه بتلك الايه التي مازالت ترن باذنه..
مدت سيدرا يدها تتحسس صدره وتقبله وتخلع عنه قميصه..
اغمض عيناه فابصرها هي، بعيناها المصدومه..
وهي تخبره..
ـ انت زير نسا..
واللي بتعمله دا حرام..بلاش يافراس..
ـ حرام ليه..مش جواز..زي جوازك بالظبط..
بحزن اجابته..
ـ لا مش شكل جوازي يافراس
الجواز اساسه الاشهار..مش سر
وانا جوازي شرعا حلال..
اما انت اللي بتعمله، لو مش حرام كنت عملته في النور..
انهت كلامها وادارت وجهها عنه..
احس بحزنها..فمد يده واعاد وجهها له…
ـ طب خلاص متزعليش..مش قصدي افكرك.
بغصه اجابته..
انا منستش عشان تفكرني اصلا..وفكرك انا مبسوطه يعني بجوازي..
كانت صفقه بيع وشرا وانتهت..
فراس بحده..متقوليش علي نفسك كده..
افاق علي تلك التي اقتربت لتقبل فمه..
ازاحها عنه بصدمه..
وكأنه استفاق بعد غيبوبه طويله..
سيدرا بصدمه..مالك يافراس انت مش معايا خالص؟..مش عادتك يعني..
لم يجيبها..لملم متعلقاته بسرعه وخرج كالملسوع..يردد اسمها
جميله..
وما عادت الدنيا ب لقياها كما مضت..
لا نفس تحلو لها الحياه الا بها
جميله..
back..
بلا مقدمات اخبرها بنبره متوسله بصوته..
جميله..اقريلي قراءن بصوتك..عاوز اسمعه منك..
جميله بصدمه..هااا
بعصبيه مد يده ومسح علي وجهه..
واكمل بصوت هادئ..صوتك حلو اوي ياجميله..
بابتسامه حزينه..اجابته..بعدما شعرت بتردده
وحيرته..
تنهدت وابتسمت..
حاضر… يافراس هقرأ
بس ايه رأيك نختمه مع بعض
ابتلع ريقه وسألها
ـ ازاي؟
جميله بهدوء..كل يوم اقرالك جزء وانت تسمعني..
فراس بصدمه..ينفع،مش هتتدايقي..؟
جميله ببسمه..اه ينفع.. ولا مش هدايق
لما بقرأ قرءان بنسي همي
ونار قلبي.. في بعدهم
فراس بحزن.. علي عيني ياجميله..
بس هانت اوعدك أعمل كل جهدي عشان الاقيهم..
بهدوء… طب، يالا هبدأ وانت تسمعني وحاول تتأمل…
اذا قرأ القرءان استمعو له وانصتو..
بهدوء كطفل صغير هز رأسه بالايجاب.
ابتسمت وبدأت هي..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين(١)الرحمن الرحيم (٢)مالك يوم الدين(٣) اياك نعبد واياك نستعين(٤) اهدنا الصراط المستقيم
(٥) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين(٦)
آمين..
ــــــــــــــــــــــــــ
انهت وردها واغلقت المصحف..واستدارت تنظر له
صعقت من منظره..
كان يغط بنوم عميق كطفل صغير..
ابتسمت وهمست باسمه..
فراس..
وما عادت الدنيا كما كانت بعد لقياك..
قالو، فاسد انت وبلا اخلاق
ابتسمت وانا اتذكر اعترافك ياسيد الاخلاق
أي مصيبه أنت اقتلعتني من الاعماق
حين تبتسم ابتسم انا من الاعماق
وحين تخبرني انك منقذي..اثق بك
اجننت انا،وهل اثق بك ياعديم الاخلاق.؟
ما عدت أدري من أنا؟ وما المغزي من لقياك؟
ولكني اثق بك يا عديم الاخلاق..
جميله..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بعد اربعه اشهر..
ــــــــــــــــــ
بشرم..
اخيرا اطمأنت انه ليس هنا..
مريم بخوف..الله يرضي عنك ياجميله بلاش
سي فراس مش هيعديها وهيجيبك..
جميله بخوف..انا لازم اخرج من هنا..انا مش عاوزه اتجوزه.
بدموع تغرق وجهها منذ اخبرها بشرطه، مش هقدر..ساعديني..يامريم
مش قادره..كفايا لحد كدا..
مريم بحزن.. هلي عيني دموعك وفراقك ياجميله.. مع انك هتقطعي بيا..بس حاضر..اللي انتي عاوزاه هعمله.
جميله بخوف..طب بسرعه خرجيني من الباب اللي قلتي عليه..
انا لازم اخرج من هنا..قبل مافراس يرجع والحرس يشفوني..
بلهفه سحبتها مريم للباب الخلفي غير واعين لمن يشاهدهما من خلف كاميرا حاسوبه..
فراس بحزن..كنت عارف ياجميله انك هتعملي كدا..بس معدش ينفع تخرجي من حياتي بعد مابقيتي جزء اساسي منها..
مش هقدر سامحيني..
بحزن اغمض عيونه.. وقلبه يشتعل من الداخل التلك الدرجه لا تريده..؟
لدرجه انها مستعده للتخلي عن حلمها بلقاء اولادها..ام انها سئمت وعوده.
وااه لو تعلم ماذا كان يخبئ لها..؟
اشتعلت عيونه بنار الثأر لكرامته،منها
لم يضعف لامرأه علي وجه الارض الا هي؟
وبماذا قابلت ضعفه..بهروبها..
جز علي اسنانه واقسم انها ان لم تكن له لن تكون لغيره..
سيتزوجها جبرا ان لزم الامر..
جميله له وستكون..مهما حدث؟
لن تتحرر منه الا بعد ان تصعد روحه عن الدنيا بأكملها.
اغلق هاتفه بعدما هاتف الحرس وامرهم بحبسها،اغلق حاسوبه بعدما اطمان انها بامان ببيته..
ابتسم..بحزن..
لسه بدري ياجميلتي..في حاجات كتير عاوزك تعلميهالي..للدرجه دي زهقتي مني
تنهد وهو يقر انه، لن ينتظر ليله اخري..ستبيت الليله باحضانه زوجه له..وانتهي الامر..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمشفي الرشيد..
حيث تعمل نيره
انهت امتحاناتها منذ شهران واستلمت عملها ايضا
كانت تود الهرب من جحيم والدته ليلا ونهارا وزوجه اخيه واخته التي تزوجت ولم تتزوج
رفضت الرحيل مع زوجها وقررت ان تبقي لتنغص عليها حياتها..كم تشفق علي معتصم هذا.كيف يتعايش مع انسانه حقوده متكبره كتلك..
ولكن والده اجتمعا معهم وتوسلها ان تبقي لسته اشهر اخران..حتي لا تتعرض للقيل والقال وتسوء سمعتها اكتر..وهل عاد يهم ان تسوء او لا
ولكنها اطاعته حتي تجد مأوي لها هنا وعمل مناسب لتعمل به بعد الرحيل
ليس الا..لن تعود للعذبه ولو قتلوها مره اخري..
هي لا يهمها اي شئ..فقط تريد الهرب من جحيم والدته وما تقوله لها..
وجحيم عائلتها ايضا..لم يهاتفوها مره منذ تزوجت..لم يزورها،ولم يسألو علي تلك اللعبه
التي باعوها،كيف هي احوالها..؟
نزلت دمعه ساخنه حرقت خدها..منذ حطت قدمها هنا، وهي بجحيم..
باسم غير موجود معظم الوقت وهي تستفرد بها..
وبدر الذي يسعي وراء انتقامه من ابنه عمها
وبقت هي معهم حتي حماها يظل بالايام بعيدا عن البيت..
وحده هو من يأتي ليلا لينام باحضانها..
لم يدعها يوما تقلل من شأنها امامه.
والده يحبها كثيرا، حتي انها الان تعمل بمشفاه هو..بعدما اصرت علي العمل..
صحيح انها تشعر بالامان بوجوده..ولكنه ليس لها..
وليست له هي..خصوصا بعدما حدث بينهم..
لن تتقابل دروبهم يوما مره اخري..
ـ نيره..
مالك يابنتي في ايه؟
نيره بانتباه..هااا انا كويسه اهوو
عملتي ايه انتي في اللي قولتلك عليه؟
عبير بهدوء..أخرجت من حقيبتها هاتفا جديدا..
واعطته لها..
اهو ياستي زي ماوعدتك..تليفون حديث وب2000بس
نيره بابتسامه..الله حلو اوي..
عبير..بس مش احلي من الايفون اخر موديل يافقر، انتي عجيبه اوي يانيره..
نيره بتنهيده..ليه؟
ماانا حكيتلك ياعبير اللي فيها..انا مش عاوزه منه حاجه..
اللي بينا اتفاق وخلاص فات اربع شهور منه
باقي شهرين..
عبير بصدمه..انتي غبيه يانيره..انتي مبتشوفيش نظرته ليكي..عامله ازاي؟
دا مش بس بيحبك،دا واقع لشوشته..
نيره بحزن..حتي لو..مش عاوزه ياعبير في حاجه انكسرت جوايا.حتي لو معاه مال قارون..مش عاوزاه
انتي مش عارفه امه بتتعمد تقلل مني ازاي
من لبسي..وحجابي..وحتي طريقه اكلي..
لدرجه اني بقيت اتحجج باي حاجه لو هتصادف معاد اكلهم..
وبفضل انام جعانه ولا اجتمع بيهم..ابدا
انا بحس اني عريانه في وسطهم ياعبير
مش من توبي ولا علي مقاسي
عبير بتنهيده..حاسه بيكي يانيره..بس بردو فكري تاني..
نيره بهمس..فكرت وخلاص..امسكي حطيلي الشريحه دي بقي..
عبير..ومالها قديمه ليه كدا؟
نيره..بالله عليكي حاولي تشغليها لان عليها حاجات مهمه اوي..
عبيربصدمه..هو انتي معاكي تليفون..؟
نيره بتهكم..كان معايا وابويا خده مني قبل مااخرج من بيته، وقالي جوزك غني وهيجيبلك غيره
عبير بحنان..هوني علي نفسك يانيره..وادي ياستي، الشريحه اشتغلت
وهنزلك عليها بقي الواتس والماسنجر والفيس واظبطك
ويالا بقي نخرج ونفرتك بقيه المرتب..
نيره بخوف..بس باسم مش هنا ومش هعرف اخرج..
مره تانيه بقي..
عبير..طب ماتتصلي عليه.؟
نيره بخجل..ماانا اصل معرفش رقمه.
كان كاتبهولي عالموبايل اللي جبهولي، ومن يوم ماجابه مستعملتوش.
عبير بفضول..الا قوليلي يانيره..انتو عايشين مع بعض في اوضه واحده ازاي؟
نيره بعدم فهم..تقصدي ازاي؟
عبير بغيظ..يابت ركزي يعني…وغمزت بعينها..
نيره بصدمه وبربكه..ابتلعت ريقها..بعدما فهمت عليها..هااا مفيش حاجه..
كل واحد في حاله..
عبير بخبث..طب عيني في عينك كده..
بقي المز اللي بياكلك بعينه كل ما يشوفك دا
محصلش منه حاجه؟
نيره بخجل..انتي قليله الادب انا قايمه اشوف شغلي ونتقابل بعد الشغل..
عبير بقهقه..اهربي..اهربي..
نيره بخجل،ووجهه احمر من شده خجلها.. بعدما هربت من امامها..استندت علي سور شرفه المشفي الذي يطل علي الحديقه.. وشردت بما حدث من اسبوع.
flash back..
علي فراشها كان الحزن يتآكلها لم يعد ينام بالقرب منها منذ يومين..
حينما اتي للمشفي فجأه ووجدها تضحك مع زميل لها..
تقسم لم تشعر به ومتي اتي اساسا؟
فجأة وجدت يدا قويه تجذبها من يدها وتهرول بها..
لم يتكلم ولم تتكلم هي،فقط ابتلعت ريقها بخوف وهي تلمح حمما بركانيه بها
كلما التقيا معا..
جذبها كما هي..بملابس المشفي..
ودخل بها الي الفيلا ولم يلقي بالا بما قد تتعرض له من كلام لاذع من والدته..
اول ما اوقف سيارته بداخل الفيلا خرجت مسرعه.. ولم تعي بما قد تسمعه هي..
صدمت من صراخ، نسرين هانم عليها..
ياااي ايه القرف دا يافلاحه..جايه بلبس الممرضات المقرف دا هنا..
اطلعي برا..تسمرت قدميها بالارض ولم تخطي خطوه اخري..
وكالعاده نسرين تبدأ واابنتها وزوجه ابنها تلحن خلفها..
تيسير بقرف..يااي مسمعتيش عن العدوه اللي موجوده في الجو..انا مش عارفه القرف دا هيفضلو مالين المكان لحد امتا.؟
نيرمين بتهكم..فلاحه مقرفه..ابقي تعالي اشوفلك
شويه هدوم مش عاوزاهم من هدومي اهو اخد فيكي ثواب.. اصل عصومي قالي هدومك كلها قدمت ولازم تجيبي غيرهم
فهكسب فيكي ثواب واديهوملك
ابتلعت ريقها واغمضت عيونها حتي لا تنزل دموعها امامهم ويشمتو بها..
فاقت علي صوت صفعه قويه..
مدت يدها لتتحسس وجهها..وفتحت عيونها
لم يكن هي..
نظرت حولها وجدته هو من صفع اخته..ايعقل..؟
باسم بحده..دي عشان تفكرك مره تانيه ان مراتي خط احمر..ومين قالك اني هسمح لها تلبس شويه الهلاهيل اللي بتلبسيهم اصلا
انا مراتي جوهره مش اي حد يشوفها
ويشوف جسمها..ودا اخر تحذير ليكم كلكم
لو سمعت حد منكم بيقلل منها هاخدها وهمشي من هنا..
وياريتك تفكري بجوزك شويه،اللي سيباه وقعدالنا هنا..
كنتي بتتجوزي ليه،لما هتفضلي قرفانا هنا..
لم تستوعب ما حدث…ولم يدعها تستوعب مره اخري
خطف يدها مسرعا وصعد به..
أغلق الباب ولم ينظر حتي لها..
لم يعاتبها..يومان مرا ولم يتحدث معها..حتي النوم باحضانه والذي كان مقدسا عنده، لم يعد ينام بجانبها..
اغمضت عيونها وبقهر العالم مدت يدها واخرجت قميصا مريحا لم تجرؤ علي ارتداءه وهو هنا..
لقد علمت انه سيسافر الليله ..اخبرها حماها حينما تجرأت وسألته عنه..
تحممت واطلقت سراح شعرها الحرير وجلست لاول مره متحرره
.ولاول مره منذ تزوجت ترتدي قميصا وتظهر مفاتن جسدها..
انتصف الليل وهي جالسه بيدها احدي الروايات التي ابتاعتها من مرتبها، ومنفصله تماما عن من حولها..
الي ان شعرت بشئ ما خلفها..هواء ساخنا يلفح عنقها..
ابتلعت ريقها واستدارت وصرخت حينما ابصرته خلفها..
عااا..ياماما..انتفضت ووقعت الروايه، من يدها
ابتلع باقي صراخها بشفتيه..ولاول مره يسرقها منها مستيقظه..
لطالما سرقها ليلا وهي غارقه بثباتها..
جحظت عيونها ويديه العابثه تتحسس جسدها
حاولت ابعاده عنها ولم تفلح محاولاتها الضعيفه معه..
شيئا ما اسكرها وغابت معه لعالم اخر..
استسلمت ليديه العابثه ورفعت يدها حاوطت عنقه..معلنه استسلامها له
ـــ بعد ساعتين..
ساعه من البكاء المتواصل بين احضانه..
لم تشعر بنفسها وهو يجردها من عذريتها..كانت كالمغيبه..استسلمت لحلو كلامه وجسده الذي تعرف علي لغه جسدها..لم تشعر بنفسها الا وهي زوجته
خجلت من نفسها، ومن استسلامها المخزي..
ماذا سيقول عنها..؟
لم يتحدث..لم يعاتبها..فقط ذراعيه امتدت لتحاوطها ويده تمشي بحنان علي ظهرها العاري..
وعينيه شاخصه للفراغ..
لم تشعر بجسدها الذي استسلم للنوم ولا متي نامت من الاساس..؟
ولكنها افاقت من نومها علي فراغ بجانبها وليست باحضانه
شعرت بالبرد واستيقظت..
نظرت حولها لم تجده..فقط رساله بجانبها..
انه ذهب برحله عمل ولن يأتي قريبا..
بكت الا ان جفت دموعها…وهي تعيد بما كتبه بآخر رسالته..
اسف..لما حدث خانني، جسدي وشهوتي..
سامحيني..
باسم
back..
مسحت دموعها بحده..وهي تقسم انها ستبتعد ما ان تسنح لها الفرصه ستبتعد عنهم كلهم..
لن تكون سلعه منذ الان..تباع وتشتري..
يتأسف لها وهكذا فقط..
غص حلقها..وابتلعت مرارته..
ما ابشع ان يلقيك ابويك بالنار ولم يلقو بالا بانك ستحترق بها
والابشع ان يحسبوك تعيش بالجنه ويحسدونك عليها..
مدت يدها تعبث بالهاتف الذي اشترته بنصف راتبها..
وابتسمت..لتخط بيدها اولي حلقات روايتها الجديده..
التي ستعود بها بعد غياب..
أسمتها( من اجل عينيك عشقت الهوي..)
بقلم نيره الناظر..
ومن لا يعرفها؟
أول ما فتحت حسابها الشخصي
وجدت رساله منها..صديقتها الروائيه الجميله..
سولاف سويلم..ملهمتها ومن شجعتها علي الكتابه..والتي تعرفت عليها من خلال الكتابه علي مواقع التواصل الاجتماعي
كما هائلا من الرسائل وصور ابناءها التي يشبهوها كثيرا..
تخبرها ان تطمأنها عليها..وانها بجانبها دوما وابدا..وانها هنا في اي وقت من اجلها؟
كم جميله سولاف..وكم هي بحاجه لتحكي معها
ستهاتفها ولكن بعد عودتها..لتطمانها الان فقط..
لا احد يعلم بانها اشهر من رجال الاعمال انفسهم علي السوشيال ميديا
حتي جوان لا تعلم انها تكتب..سر احتفظت به بثنايا روحها..لا احد يعلم الا هي…؟
لمحت رسائل لا عدد لها من جوان..
تهكمت وهي تقرأهم جميعهم
لقد علمت ان لا احد يفكر بها.
الكل سارت حياته سعيده الا هي.
ستبتعد عن الجميع وتشق طريقها وحدها
تنهدت وكتبت منشورا باسمها..
انه تم سرقه حسابها وستبدأ معهم من حساب جديد..
اضافت حسابها الجديد..
واخرجت الشريحه القديمه ومزقتها اربا وقذفتها..
من الان ستنشأ عالمها هي..
عالم يشبه الاحلام كما كانت تحلم به..لن تنتظر من احد ان يقرر مصيرها..
اخذت نفسا وابتسمت..
ستبتسم لحياتها بصدر رحب..
لن يكون هناك ملهما لحياتها الا هي..؟
ستمشي علي درب صديقتها الجميله سولاف..
ستكون عونا وسندا لنفسها..لن تنتظر احدا ليسندها..
لربما تفتح لها الدنيا ذراعيها وتكافئها علي قدر نيتها وطيبتها وضعفها..
جحظت عيونها، وهي تري ما ارسل لها علي حسابها الجديد..
رساله من احدي دور النشر معجبون بقصصها ويريدون النشر لها..
منذ اربعه اشهر يبحثون عنها..بعدما ترجمت سولاف الجميله قصصها للاسبانيه والانجليزيه
كهديه لها..
زيع صيتها واشتهرت
قهقهت بسعاده وردت مسرعه..
وهي تتذكر كلمه صديقتها البعيده
اوعي تقولي لا للفرص
الفرصه بتيجي مره واحده..
يا ننتهزها، يا نفضل طول العمر نندم
وبابتسامه.. كتبت لهم بــــــامل جديد..
اقبل..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بامريكا..
صارت باربعه اشهر اشطر واسرع منه هو بالرقص علي الدلافين وتدريبهم..
انهت عرضها الراقص بنجاح وارتدت ثيابها..
ـ مالك ياجوان.،مش فرحانه ولا ايه؟،دانتي بقيتي بتنطلبي بالاسم..
جوان بحزن..مفيش ياعمار..انا بس زعلانه شويه.؟
عمار بهدوء..هو احنا مش اتفقنا نكون اصدقاء وتعتبريني طبيبك النفسي..مالك بقي؟
جوان بحزن جلست علي الاريكه خلفها..
نيره فتحت تليفونها وشافت الرسايل بحالها ومردتش..
انا حاسه انها زعلانه مني،وليها حق بصراحه
بس والله كان غصب عني ياعمار..
عمار بحنان..هوني علي نفسك ياجوان..اه انا لو مكانها هزعل، بس صدقيني اول ما اقعد وافكر مع نفسي هديلك عذرك في النهايه انتو الاتنين صغيرين لسه..والحياه قدامكو ومرحله المراهقه دايما بتبقي مشاعرنا فيها، متغيره
هي بس تلاقيها زعلانه منك شويه وهتبقي تمام..
جوان بابتسامه..ما تسيبك من الدلافين وتشتغل بشهادتك احسن..
عمار بضحك..لا ياستي انا مليش طاقه اسمع الناس دي كلها..كفايه عليا انتي؟
جوان بحزن..بعدما تذكرت اختها..حتي جميله اختفت ومنعرفش عنها حاجه..
عمار بهدوء..عمو كرم مش مخلي مكان الا وسال عليها فيه..
ان شاءالله يلاقيها..خالتك هتجنن عشانها..
يالا بقي احنا نروح عشان عندنا عرض بكره.
وعشان دراستك بدأت تزاكريلك شويه..
جوان بصدمه..متفكرنيش دا بيقولو في دكتور غلس هيدرسلنا هنا.. بيقولو عربي.. ومشدد اوي علي الحضور كاننا في ام الدنيا.
وقال لو الغايب محضرش المحاضره الجايه هيشيل الماده
عمار بضحك.. ركزي ياجوان الله يكرمك وامسكي لسانك..
كفايه الدكتور الامريكي، اللي قبل كده واللي حصل وربنا انقذك ان الجامعه غيرته..
انما العربي دا..هيشيلهالك..لازم تحضري
جوان بلا مبالاه..ماانا مبعرفش اصحي بدري
ولو صحيت بيضيع الوقت، بسبب مقالب يونس افندي ويامن..
عمار بضحك..خلاص هاجي اوصلك بكره يكش تحضري وتنجزي..
جوان بفرحه..قشطه هو دا..صديقي الصدوق..
يالا بقي عشان تأكلني انا جوعت اوي..
عمار بضحك..يالا..يامفجوعه..احسن تاكليني انا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشرم..
الو مستر فراس..
ـ اهلا لينا..ايه الاخبار؟
لينا بهمس..بخير الاطفال بخير وافعل مثلما
اخبرتني..
فراس بهدوء..اعتني بهم جيدا لينا..ومثلما اتفقنا سجلي كل كبيره وصغيره يتحدثان بها..
وبالقريب سأكون عندك انا وجميله..لتري الاولاد.
لينا..حسنا مستر فراس..
ـ لينا..ارسلي بعضا من الصور للطفلين لتطمأن والدتهم..
لينا.. حسنا..
فراس بتنهيده اغلق الهاتف..ونظر لصور ابنائها بابتسامه حزينه، يشبهون جميلته وخصوصا الطفله..
بقي ينظر لهم قليلا واغلق هاتفه ووقعت عينه علي الغرفه التي هي بها..
لم يهدأ له بالا الا حينما استدل علي عنوان ذلك المخنث الذي كان زوجا لها..
بالمال يحدث المعجزات..سافر خصيصا من شهرين وعقد مع الخسيس صفقه وهميه لتقربه منه، ومنها عزمه علي عشاء ببيته ومن هناك شك بأمر لينا وعلم انها تتجسس عليهم..
انتظر خروجها وصارحها بما يعرفه وكما ظن صارحته هي الاخري بما تفعله..
وصارت عينا له..الي ان يتم الله امره..
تنهد وشرد بالجميله الحزينه..
يمنع نفسه عنها بصعوبه..منذ قليل صارت زوجته جبرا..لم يستطع اخراج كلمه زواجا عرفيا من فمه،تزوجا شرعا امام ماذون وامام شاهدان..وهي بلا حيله رضخت له..
جسده يحترق شوقا لقربها
من يصدق انه منذ اربعه اشهر لم يلمس امرأه ابدا..
حاول وحاول..ولم يفلح..تلك الجميله اوقعته وانتهي..
استقام واقترب من باب غرفتها وفتحها بهدوء..
كانت تغطي وجهها بيديها الاثنان..ترتدي ثوبا رقيقا من الكاشمير..
كم يعشق هذا اللون عليها..
ابتسم وهو يتذكر اعتراضها علي ان جميع الثياب الذي اتي لها، بها بلون الكاشمير
حتي ثياب المعهد التي اصرت ان تدرس به
اشتراهم كلهم بنفس اللون لها..
صديقته العنيده وزوجته الابيه،كم يفتخر بانها صارت له..
كانا صديقان جميلان معا..
والان…
تنهد بعدما رفعت وجهها ورمقته بعينيها الجميله
ترمقه بحزن وعتاب..اي صديق انت.؟
اقترب وجلس بجانبها..
مد يده وأبعد خصله شعرها الحره، من علي عينها ووضعها خلف اذنها..
ـ عاوزه تهربي مني ياجميله؟
للدرجه دي،قادره تتخلي عن حلم الوصول لولادك عشان متكونيش معايا..؟
للدرجه دي انا وحش في نظرك.؟
جميله بحزن..انت نسوانجي، واستغليت ضعفي..
وانا وثقت فيك..
ابتسم ومد يده سحب يدها وقربها من فمه وقبلها قبله طويله..
ارتعشت يديها علي اثرها..
فراس بحنان.. وابتلع غصه خلقه
بعدما فكر كثيرا، اخذ هذا القرار..
تنهد واكمل..
يمكن اكون زي مابتقولي، نسونجي
وجوازي منك شهوه..عشان كدا هنتفق اتفاق..
جميله بتهكم..تاني؟
فراس بحزن..اخر اتفاق..اوعدك..
جميله بخوف..ايه هو؟
فراس ببسمه حزينه مد يده يجذبها من خصرها ليقربها منه..
ـ ان اول ما ولادك يرجعو ويبقو في حضنك، هبعد عنك..
ابتلعت ريقها وهو يحكم يديه علي خصرها يقربها منه..
وهمست غير مصدقه..
ـ بجد.؟
فراس بحزن وهو ينظر لشفتيها..
بجد ياجميله…بس بشرط؟
جميله بصدمه..تاني شرط؟
فراس بابتسامه ويديه تعبث بجسدها فسادا..اخر شرط.
جميله برعشه، ايه هو؟
فراس بضحك..مش هتوافقي عليه قبل ماتعرفي؟.
جميله بغيظ منه..لا توبه..
فراس بضحك عليها..تديني حقوقي كامله؟
ابتلعت ريقها بعدما وصلها مغزي كلامه..
صمت قليلا ينظر لها ليري رد فعلها..وصمتت هي..
التقت عيونهم معا ولم تبعدها هي..
كالمغيبان اقتربت شفاههم معا وقبل ان يلتهمها
سألها وعقله بعالم اخر..
موافقه؟
لم تجيبه بلسانها، شفاهاا التي حطت علي خاصته بخجل ردت عليه..
وكان هو اكثر من مرحبا بها..
لاتعلم ما بها..من تلك؟اهذه هي؟
التقيا معا كالمغيبان تحكمهم شهوتهم..هي ببراءتها وهو بعنف مشاعره..
شهدت السماء عليهم بغيثها وضاع الكلام من شفاهم….
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت معتصم..
ها يانيرمين زي مافهمتك..اوعي تنسي الحبايه..
عيشيلك يومين الاول..
نيرمين بلا مبالاه لوالدتها التي تبخ سمها بأذنها منذ تزوجت من شهران
رفضت الذهاب مع معتصم لشرم، وفضلت البقاء بجانب والدتها
علي امل ان تضغط عليه، ليأتي لها زاحفا كما تخبرها امها..
اغلقت مع والدتها بسرعه، بعدما شعرت به يغلق باب المرحاض
استدارت له ولمعت عيناها.
هو وسيم كما كانت تحلم يوما..بشاب وسيم تفتخر به امام اصدقاء النادي
لو لم يكن وسيما لما قبلت به.
اقتربت منه وجلست بجانبه..وبتهكم استدار للجهه الاخري، بعيدا عنها
لقد توفت والدته بعد زواجه بيومان..لولاها لما قبل بها ابدا..
لقد تزوجها من اجلها..وهي كأنها ادت رسالتها واخيرا ارتاحت، ورحلت ولكن اي رساله ياامي..؟
لو لم تكن اخت اقرب صديق له واوصاه بها،لطلقها بعد وفاه والدته..
لقد حاول معها كثيرا، ويشهد الله ان يغير من طباعها وعنجهيتها كوالدتها…
نيرمين بغنج..حمدلله علي سلامتك يامعتصم.
معتصم ببرود..الله يسلمك..لو سمحتي اطفي النور عشان عاوز انام تعبان، وااه ملوش لازمه تاخدي حبوب منع الحمل..لاني مش هقربلك..
نيرمين بصدمه..هااا..
معتصم بتهكم..بلا هاا..بلا بتاع قومي شوفيلك بارتي ولا حاجه..
نيرمين بصدمه ابتلعت ريقها وخرجت مسرعه..
اوف..غبي..بس مز وغايظه بيه كل البنات.
ـــــــــــــــــــــــ
بأمريكا..
بتمهل حاولت ان تفلت من بين ذراعيه..
ولكنه عاد واحكم حصاره علي خصرها..
كرم بغيظ.. اهمدي ياسهر عاوز انام
سهر بضحك..ياعجوز سيبني اقوم البت جوان هتتأخر وهي مأكده عليا اصحيها بدري..عشان تلحق المحاضره..
كرم بغيظ..بنت اختك مش نافعه ياسهر، نامي يا حبيبتي..هي لقت طريقها، مع الدلافين..
جوان مش بتاع تعليم..نامي ياقلب العجوز
سهر بغنج..كرم..
كرم بنعاس..انسي ياعيون كرم، اما اصحي اصحي انتي..
سهر بغيظ..اوف منك طب انعدل كدا عشان اعرف انام..
بهدوء استلقي علي ظهره واعتلته هي راحله بدنيا الاحلام،ومن متي تهتم بغيره..؟..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعه..
عاااا اتأخرت..الدكتور هيسقطني..عااا
يالا ياعمار بسرعه..
عمار بصدمه من منظرها..هتروحي كدا بالترنج
يونس ببلاهه وهو يتناول شطيرته ليرحل لمدرسته..الترنج حلو..انتي فله
يامن..بضحك وهو يحمل حقيبته، جميله..
جميله..
جوان بسرعه..شوفت اهو كله بيقول جميله..يالا بقي..هنتأخر..
عاااا.
هز عمار رأسه بقله حيله وخرج مسرعا، ليقلها بسيارته.
بعد نصف ساعه
كانت تهرول لتلحق بصفها…
وبحده دفعت الباب المغلق، ووقفت تلهث علي باب الصف..
رفعت عيونها للواقف ينظر لها بشماته..
وجحظت عيونها..
وبصدمه صرخت..
يالهووووي
انت؟
ــــــــــــــــــــــــــ
انت
وماعادت الدنيا بعد لقياك كما كانت
وما كنت اتوقع يوم ان القاك انت..
رحلت عن الدنيا ومن فيها..فلماذا جئت انت..؟
يا لهمي ولوعتي..من قربك
بين يديك استسلمت لعشقك واستكنت
قاسي انت وعنيف..تخبرني بكل اللغات انك وحدك بقلبي بقيت
يا من هواه مفعم بالامن والامان..
يا خاطفي..اعشقك أنت..
من دون كل العالم وقعت بطريقك انت..
كن رحيما بقلب من عشقك،عشقك انت..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بامريكا..
جحظت عيونها وتيبست قدميها بمكانها.. وخرجت شهقه قويه منها..
ـ يالهوووي انت..
ينهار منيل..ايه اللي جابك هنا..؟
بشماته نظر لها وابتلع ضحكه كادت ان تفضحه بسبب منظرها المصدوم..
وبحده اجابها بصوت مرتفع بالانجليزيه..
لقد تأخرتي عن موعد المحاضره، خمسه عشر دقيقه، لذا يخصم منك 15 درجه..
ادخلي.. وان لم تلتزمي بموعد المحاضره لا تتعبي نفسك بالحضور مره اخري
ستصتحبيها معك السنه القادمه
جوان بصدمه فتحت فمها.. هااا
بدر بحده.. اغلقي فمك واجلسي والا تفضلي للخارج..
جذبتها يد قويه لتجلس بجانبه باول صف..
امامه مباشره..
اجلسي جوان.. مابك تسمرتي هكذا..؟
ابتلعت ريقها وهو ينظر لها بحده،
جلست بجانب نيراج صديقها ذات الاصول الهنديه ولكنه امريكي الجنسيه، ولد ونشأ هنا.. جار لها بالمنطقه التي تسكن بها خالتها..
جوان بهمس بعدما التف بدر ليشرح شيئا بعدما رمقها بغل ونظره توعد..
نيراج اهذا هو الدكتور الذي حدثتني عنه؟
نيراج بهمس..اخرسي جوان هذا هو الفك المفترس،انظري حولك هل رأيتي، هذا الكم من الطلاب بمحاضره الساعه 8
لقد خصم نصف درجات الطلاب..كما ان البنات مفتونون به، بشدته وجماله..
حمقاوات كم اكره الفتيات الغبيات..
جوان بصدمه وهمس لنفسها..يانهار اسود ومنيل عليا..
وصلي ازاي دا؟
اهرب انا فين دلوقت،ياارض انشقي وابلعيني
ياخبتك ياجوان..
نيراج بهمس وابتسامه عليها..مابك جوانه؟،لما خائفه ووجهك اصفر هكذا..
جوان بابتسامه بلهاء….اتتذكر ما اخبروك به ابناء خالتي عن سبب قدومي..؟
ـ اجل
ـ جوان بتهكم وهي تلوي فمها..اشارت باصبعها علي بدر المنسجم ظاهريا بالشرح
هذا هو سبب هروبي الكبير..عاد لينتقم..
نيراج بصدمه فتح فمه..هاااا
يستمع لتمتمهم الاثنان ..منذ جلست بجانبه..
نظر خلفه واقترب من موضع جلوسهم..
وهم غارقون بالثرثره..تلك الكارثه سيربيها
عم الصمت كامل الصف، ينصتون لما سيحدث..
كانت اخرجت هاتفها من تحت البينج، لترسل رساله لخالتها..
نيراج بهمس..اخبريها اننا سنخرج بعد المحاضره
جوان بهمس..اصمت نيراج دعني اهرب اولا من امام ذلك المعتوه..
بدر بصدمه وبهمس وهو يجز علي اسنانه..والمعتوه دا هيربيكي..
قولي ان شاءالله
جوان بصدمه نطرت هاتفها وقع منها..يلهووي ياامه..انت طلعتلي منين.في ايه ياكابتن؟
بدر ببسمه مزيفه..انا عملك الاسود ياجوان..
ووين ماتروحي هطلعلك..مش هسيبك
جوان..هاااا..انصرف يامامي
بدر بحده وصوت مرتفع..
اخبريني عن ماذا كنت اتحدث ياانسه؟
ابتلعت ريقها واستقامت…نظره الشماته بعيونه
اشعلت نار الغيره والتحدي بها..
ليست غبيه..ومخها يبقي منتبها لكل ما يحدث حولها..
رفعت حاجبها وببرود اخبرته ما قاله بالتفصيل
بدر بصدمه نظر لها، يبدو انها اذكي منه..شخصيا..
جلست بعدما رمقته بانتصار وشماته..
كلما حطت عيونه عليها وراي انسجامها معه تشتعل النار بجسده وقلبه..
لقد فعل المستحيل ليجدها..
بعدما يأس، انصدم بان من عينه ليتجسس علي خالتها جاسوسا لها..وبالمال كما باعه لهم،اشتراه مره اخري..
واخبره،ببساطه، اين هما؟
وماذا حدث…؟
من الاساس اخذ شهادته الجامعيه في اداره الاعمال من هنا..
واكمل الماجستير والدكتوراه ايضا هنا..
اكتفي ونزل ليمسك مع اخيه الشركه، ويعود للوطن..يكفي غربه
لقد قضي ثمان سنوات هنا..
رفض كثيرا عرض الجامعه في التدريس هنا..
ومن شهر حينما علم بمكانها..عد عدته وراسلهم بانه موافقا علي عرضهم بالتدريس ..
انتظرا اسبوعا وبعدها راسلوه بالموافقه
هو هنا منذ اسبوعان ولم يلتقي بها، لم تحضر اي من محاضراته ولا يعلم السبب فاضطر لخصم الدرجات وتهدديدهم..وكما ظن..اتت مهروله..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشرم..
(جميله)
لا اعلم ماذا اصابني..؟
الف سؤال وسؤال منذ حاوطني بذراعيه جال بخاطري..
كان عنيفا وعنفه اشبع رغبتي،كلمات العشق التي اغرقني بها بذروه شهوته تذبحني
اكانت شهوه ام عشقا يالوعتي..
لم اشتهي قرب رجل مثلما اشتهيته هو..
ولم اكن جريئه يوما لاصرح بها..
قبل ان التقيه كنت طفله..واليوم بين ذراعيه كنت امرأه..جامحه..
اطلب المزيد ولا استحي،مؤكد انه هو من بهتت علي بفسقه..ولكن اي فسق،انا زوجته..
أخائنه انا..؟
ام اقتنصت فرصه ليست لي،وملك اخري؟
ولكني والله قد حاولت..وشيئا لا اعلم كنيته دوما كان يجذبني.
تفنن في عشقي،واحبني كما لم يحبني احد
شفتيه العابثه التي لعبت علي اوتاري..غيبتني
تناقضات وتناقضات..تحدث معي
لم اشعر يوما بدفئ احضان احد،مثل الان..
لم يتركني اتخبط بمشاعري..ولم يتركني ليوسوس لي شيطاني..
مد يده واحاطني بذراعيه..استسلمت..
صمت والصمت في حضرت حنانه احترام..
لم يتركني،ولم يشعرني اني شهوه وانتهت..
احترم خجلي واحاطني بين ذراعيه،اختطفني من نفسي وافكاري..
شيئا ما بقلبي منذ لقياه لم يعد كالسابق
وبعد ليلتنا هذه..لست انا ولن اعود انا ابدا؟
جسدي الخائن،اخشي ان يخذلني كما خذلني الليله..
ويصبح اسيرا له..
ولاول مره اشعر ان حنجرتي تخونني بالغناء..
منذ تلك الليله وماحدث…
استسلمت ولا اعلم هل يستمع لغنائي ام غط بثبات…
أوقات بيجي الصح في الوقت الغلط
والقلب زي السهم لو شد وفلت..
وبصراحه الدنيا بتغيرنا براحه..
وما بين شعور بالذنب والراحه كله اختلط..
يديه التي جذبتني بقوه اكبر لالتصق به وصوت دقات قلبه العاليه ورأسه التي دفسها بعنقي وانفاسه الحاره اخبرتني انه يستمع..
فاكملت..
بقي عادي ناس يختارو صح وينأذو
والحب مش محكوم بحاجه تميزه..
مش اي احساس بالسعاده بينقبل
ولا اي وعد هناخده سهل ننفذه..
وبصراحه الدنيا بتغيرنا براحه ومابين شعور بالذنب والراحه كله اختلط..
صمت وبهدوء استدرت من بين ذراعيه، انظر له….أغمض عيونه سريعا…
ونزلت دمعه حارقه من جانب عيني..مددت يدي المرتعشه من اثر غزوه عليها..اتحسس وجهه
جاهد ليبقيها مغلقه ولكني كشفته.
ابتسمت بجانب شفتاي، وكتمت غصتي حتي لا يسمعها..
لم يعد يهم ابدا..ولم اعد انااا كالسابق ولن اعود ابدا
لن اعود جميله الطفله، ولن تعود براءتي التي دنسها من كان من المفترض ان يصرخ بطهرهي وشرفي.
لذا لما لا اقتطف بعضا من تلك الراحه التي اشعر بها الان بين ذراعيه..
تلك النشوه التي تشعرني اني ملكه..
وان احدهم يراني كنزه الثمين..
لا اعلم ماذا يخبئ لي القدر، ولكني أريد ان ابقي هنا بين احضانه للابد..
اقتربت بوجهي منه..وبشجاعه اكتسبتها منه طيله اربع اشهر وجرأه.. قبلته…
قبله طويله عبأت صدري من نفسه ورائحه عطره المميزه….
فتح عيونه وصوت تنفسه اصبح مسموعا..
مد يده ودفس يده بين خصلات شعري القصير التي اشبعها تقبيلا وكم اخبرني الليله انه يعشق الشعر القصير..
وبعنف أكمل ما بداته انا….
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشرم..
بغرفه بالفندق..
يفترش الفراش شاخصا ببصره للااعلي شاردا فيها..
ماذا تفعل الان؟
هل نامت.،ام جافاها النوم مثله…
هل انتهت وصله بكاءها ام مازالت نادمه علي قربه منها..
لم يستطع ان ينظر بوجهها ولم يستطع ان يبقي ويري لمحه الندم التي راها بوجهها تلك الليله..
هو من جني علي علاقتهم بنقده لوعده معها..
ولكنها لم ترفضه واستسلامها شجعه….
باسم بحزن..انتفض من فراشه..
ووضع وجهه بين كفيه..
صائحا بعنف..غبي..انا غبي..
مكنش لازم اقربلها..واخلف وعدي..كان لازم اتحكم في نفسي…نزلت دمعه حارقه احرقت وجهه
وغصه ابتلعها…
وبتهكم اكمل..
لا و زودتها برساله زي السم..كان عقلي فين بس..يارب ارحمني وارحمها
باسم بصدمه..هو انا حبيتها ولا بتهيألي…؟
اااه يارب..
مد يده وضرب رقم هاتف المنزل..لعلها ترفع الهاتف وترد عليها..
وكالعاده خابت آماله وهو يستمع لصوت والدته..
اغلق مسرعا..والقي الهاتف..
اااه يانيره..والله بحبك..
مش قادر..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بفيلا الرشيد..
الليله فرصتها زوجها غائب عن المنزل بمؤتمر طبي..
وابنها الكبير والاصغر منه رحلا ولن يعودا قريبا..
وبقي باسم ومنذ ايام وهو بشرم تارك لها اكتر انسانه تمقتها..
ابتسمت بمكر وهي تستعد لتنفذ خطتها..
صعدت مسرعه للاعلي.. واخرجت من درج مكتبها..بعضا من اوراق منذ شهر وهي تنتظر فرصه لتريها اياها..
اخذتها وخرجت مسرعه ووقفت امام غرفه نيره ودقت الباب وعلي وجهها ابتسامه خبيثه..
ـ ادخل..
التفت نيره بصدمه للمقبله عليها…
حضرتك..
نسرين بحده..بلا حضرتك بلا زفت..
انا جيالك في كلمتين..مكلفني بيهم باسم..
لانه قرف ومش عارف يجبهالك ازاي،وخايف من ابوه؟
نيره بخوف ورعب دب بقلبها..عن ماذا تتحدث هذه.؟
ـ ماله باسم في ايه؟ ليكون جراله حاجه.؟
نسرين بحده..اخرسي قطع لسانك..فال الله ولا فالك..يافلاحه..
امسكي..الاوراق دي اوراق طلاقك..باسم طلقك
ومش عاوز يشوف وشك تاني.. وبيقولك مع السلامه
نيره بصدمه اخذت الورق من يدها ونظرت به..
بالفعل اوراق طلاق وامضاء شخص عليها ولكنها لا تعلم ماشكل خطه ولا تستطيع تمييزه.
ابتلعت ريقها ورعشه يدها بدأت في الظهور امامها
رفعت نظرها لها وجدتها تنظر لها بشماته وغل.
كالمغيبه سبتها..كذابه..انتي.كدابه
ودي ورقه مزوره..باسم عمره ما يعمل كدا..انتي كدابه..
اطلعي برا..
نسرين بحده..رفعت يدها وصفعتها..بتكدبيني انا ياحيوانه..؟
صدمت ووضعت يدها علي خدها وبلا حيله سالت دموعها..
ولم تصمت..برده كدابه..ومش همشي الا لما اسمعه بيقولها بلسانه..
نسرين بتشفي بس كدا ياحلوه..طب اسمعي انا بردو عامله حسابي…
لعبت قليلا بهاتفها..وفتحت التسجيل علي صوت ابنها..
كان صوته هو..يتحدث بحده وانفعال..
انتي اتجننتي ياماما اكمل مع مين.؟
دي انسانه مستهتره ولا يمكن اسمها يتحط جار اسمي..هو..
لم تدع التسجيل يكمل اغلقته مسرعه..
نسرين بشماته..سمعتي..اظن تخلي عندك دم بقي وتتكلي عالله..
نيره بدموع رفعت عينها ووقعت علي عين نسرين بقهر وشعور بالظلم من كل العالم..
قابلتها شماته وتشفي من عين نسرين..
نيىهح بجمود..
صلبت ظهرها ومسحت دموعها..
وبعزه نفس اكملت..
تمام..سيبيني الم هدومي واوعدك اخر مره تشفوني كلكم..
نسرين بفرحه..مع السلامه..
خرجت مسرعه…
ووضعت يديها علي وجهها وبكت الي ان جف حلقها..
الظلم موجع، وما اصعب من ان يكون ممن روحك به..
تنهدت واستقامت بعدما مسحت دموعها بقوه.
من انهارده مفيش بكا تاني..
كفايه ظلم فيا بقي..هبعد عنكم كلكم وبكره تشوفو نيره الفلاحه دي هتبقي ايه؟
لملمت متعلقاتها التي اتت بها ووضعتهم بحقيبتها وارتدت ثيابها ودارت بنظرها للغرفه تودعها
وقعت عيونها علي قميصه المعلق علي شماعه الغرفه..
الذي البسه لها بعدما سلبها عذريتها تلك الليله..
ذكري اخري عادت لراسها معه..
flash back..
نيره..
لا رد انكمشت علي نفسها وصمتت خجلا من استسلامها المخزي..تريد النوم ولكن تشعر بالبروده رغم جسده الذي يحاوطها ويديه التي تدلك ظهرها بحنان..تبعث لها الحراره..
باسم بغصه..نيره..
بردانه يا حبيبتي…
خانتها دمعتها ونزلت وهزت راسها بخجل ودفست وجهها بصدره..
قبل راسها وابتسم مبتلعا غصه حلقه..
ـ تمام..يا حبيبتي..استني
ابتعد عنها قليلا ومد يده جذب اول شئ وجده بجانبه..
قميصه..
بهدوء ساعدها لترتديه..رغم اعتراضها
والتقت نظراتهم معا..هي بحرجها وهو بحزنه علي دموعها وندمها..
طالت النظره بينهم وشعرت ان اللحظه اصبحت دهرا..فتح ذراعيه لها..بلا مقدمات ولا خجل ارتمت بينهم..
وعادت كره البكاء معها مره اخري….
الي ان استسلمت لنومها..
back..
اغمضت عيونها وجذبته بيدها..اشتمت رائحته به، واخذت نفسا عميقا..
هاخدك معايا..عشان تبقي ذكري نكبتي وقله حيلتي..
ــــــــــــــــــــــــــــ
استني..
ابتلعت ريقها وهي تستمع لصوته..
ابتسمت بخبث وسارت مسرعا وكانها لم تسمعه..
بدر بحده..قولت استني..لو رحتي باطن الارض هجيبك..ملوش لازمه تهربي
بخوف تسمرت قدميها بالارض وانتظرت الي ان خرج الجميع واشارت لنيراج الواقف ينتظرها ان يخرج..
استدارت بعدما شجعت نفسها..انه لن يجرؤ..
ـ خير..
بدر بتهكم وهو ينظر لها..بغيره مكبوته..
خير..خير..
بس قوليلي عجبك شرحي..
جوان بصدمه..هااا..موقفني عشان كده..لا معجبنيش
بدر بسماجه..لا عشان اقولك ان الترنج هياكل من عليكي حته..مسترجله مسترجله يعني..
جوان بصدمه ابتلعت، ريقها وهو يمر من جانبها..حيوان اش فهمك انت في الانوثه..
استدار لها..وهمس باذنها..
سمعتك علي فكره وحسابك تقل..يا…
جوان حمدان الناظر،الشهيره بجوليا سيف الدين اشهر مدربه دلافين..مش كده..
اوعدك ..حسابنا لسه مخلصش..
مش بدرالدين..اللي واحده تمد ايدها عليه
لسه ماتخلقتش..
غمز لها وتركها منكمشه علي نفسها..
جوان بصدمه..ياوقعه مطينه..ياحوستي السوده ياانا ياامه..منك لله يابدر
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
علي طاوله البيلياردو
كانا يتنافسان معا..
سهر بغيظ..مش هتقدر تكسبني ياعجوز..
كرم..بقهقه..كل مره بتكسبي بالخديعه ياقلب العجوز..
غمزت له وضغطت علي شفتيها باغراء..
حبك بقي..
كرم بخبث..بردو مش هستسلم..
قذفت الكره وهي تقذفه بقبله طائره من شفتيها..
كالعاده مد يده ليمسك قبلتها ونسي الكره..
كرم بقهقه، مسكتها..
سهر بمكر..دخلت قلبك..؟
كرم بهيام..دخلت قلبي ياقلب قلبي.
سهر بضحك..وانا كسبتك..هييه.
كرم بصدمه..هااا
مفيش فايده فيكي..خدي بقي..
صعدت مسرعه للاعلي وهو يجري خلفها..
قاطعهم صوت صراخ جوان..
اااه قاعدين تحبولي في بعض ومش دارين بالمصيبه اللي حصلت..
كرم بصدمه..يامنجي من المهالك يارب..نيلتي ايه تاني؟،ياجوان يا حبيبتي..مش كفايه عليا خالتك..
جوان بغيظ واستنكار…انا.؟
دانا ملاك برئ..هو انا بعمل حاجه ياعمو..
كرم بلويه فم مد يده لزوجته..
تعالي يا حبيبتي انزلي اما نشوف المصيبه دي عملت ايه؟
سهر بخوف..ربنا يستر..ايه ياجوان اللي حصل..؟
جوان بغل..ابن الرشيد ياخالتو..
سهر بصدمه..مين فيهم؟
جوان ببكاء..بدر اللي خبطه في نافوخه طلع دكتوري في الجامعه..عاااااا
جحظت عيونهم معا..والتفا لبعضهم..
نعم..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ياعاليا يا حبيبتي شوفي مين؟
عاليا بهدوء..حاضر يامراد رايحه اهو..
(عاليا شقيقه عمران تزوجت من مراد ابن اخو زوج والدتها التقيا معا هنا..واحبها واحبته وتزوجا..ولم يعودا يوما منذ زواجهم انجبا عمار وميار)
عاليا بصدمه..عمران…
عمران بحزن…وحشتيني ياعاليه..
صمت، تام
بعد دقيقه..
ـ للدرجه دي زعلانه مني..
عاليه بدموع..عمران… ياااه، عارف بقالي سنين مستنيه زيارتك دي ازاي..وللاسف عمرك ماعملتها..
عمران بحزن..كنت خايف متقبليش تقابليني ياعاليه
عاليه بتهكم..وانا كنت مستنياك تجيني ياعمران..كل مره بعرف انك فيها هنا..اقول هيجيلك ياعاليه..وافضل مستنيه..واطبخلك المهلبيه بالمكسرات زي مابتحبها واقول هيجي واكلهالك..
بس مكنتش بتيجي ياعمران..
عمران بغصه..من سنين بطلت اجي ياعاليه..عشان قلبي مايتحرقش من قربك وبعدك ياعاليه..
عاليه بتهكم..ودلوقت جاي ليه؟
عمران بحزن..معنتش قادر يابنت امي وابويا..خصامنا طال..وخايف اقابل وجه كريم من غير مااشوفك..
عاليه بلهفه..بعد الشر..متقولش كدا..
عمران بشوق فتح لها ذراعه فارتمت بهم..
وحشتيني ياعاليه..
وانتي وحشتني ياعمران.
مراد بصدمه من خلفهم..في ايه؟
عاليا بضحك ابتعدت عن عمران..دا عمران يامراد اخويا..
مراد بصدمه ابتلع ريقه..ومد يده سلم عليه باحترام..
اتفضل يادكتور..نورتنا..
عمران بابتسامه..دا نورك..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
شرم..
بين يديه تجلس ويحاوطها بذراعيه..وبيديه هاتفه، تنظر لصور اطفالها وفيديوهاتهم معا..
دموعها لا تتوقف وشهقاتها تعلو وتعلو..
فراس بحزن…جميلتي متبكيش..عشان خاطري..
استدارت ودفنت وجهها بصدره..عاوزاهم ارجوك يافراس…
عاوزه اشوفهم..اسمع صوتهم بس..
ارجوك اتصلي عليها..
بحنان رفع رأسها..وحياه عيونك الجميله لاخليكي تشوفيهم وتسمعي صوتهم كمان..
بس اصبري شويه صغيرين..
جواز سفرك، يطلع واخدك ليهم بنفسي..
جميله بهمس ودموع…بجد.يافراس..؟
مسح دموعها..وقبل شفتيها المضمومه بحنان
بجد يااحلي صدفه في حياه فراس..
مدت يدها حاوطت عنقه..
ــــــ انت جميل اوي يافراس..
فراس بضحك..يعني مش نسونجي ياجميله…؟
جميله بضحك..انت زير نسا يافراس..مغيرتش رأيي لسه..
اه منك انت..
فراس بقهقه..طب فكري تاني..؟
جميله بضحك وهي تضربه بيدها الصغيره علي ظهره..فكرت..
استمعت لقرآن الفجر..
وعادت لتنظر له..يالا قوم نصلي الفجر..
فراس بلجلجه..قومي انتي وهاجي وراكي..
جميله بحنان..جذبت يده..وقبلتها طويلا….
يالا يافراس..هعلمك اللي نسيته..
فراس بخزي..من كتر ذنوبي نسيت ازاي الوضوء ياجميله؟اللي زي معقول ربنا يتوب عليه…
جميله بحناان..طبعا ويمكن احسن من العابدين الشاكرين طول حياتهم.
يالا بقي..
فراس بابتسامه وراحه لاول مره يشعر بها بعد معاشرته لاحداهن….يالا يااحلي جميله..
ــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعتين..
شوفي مين اللي بيرن الجرس دا ياميار..
ميار بزهق..يووه هو مفيش غيري ياماما..؟
مراد بضحك..شايف خلفه اختك..
عمران بابتسامه..ربنا يحميهم..شهلي ياعاليه عاوز اكل المهلبيه قبل ماامشي..
مراد بسرعه، تمشي فين..انت بايت معانا انهارده..
بقوه انفتح الباب…
وبصدمه استدارو ليرو من فعل..؟
جحظت عيونه واستقام مسرعا..
سهر..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تناقضات
وانقلابات..منذ التقينا واعيش الانقسامات
شطرا من روحي يعشقك..
وشطرا يكره لقياك.
كرهت فسقك وعشقت عنفك وقربك البراق
كرهت ضحكتك التي تخجلني
وعشقت همسك وتفننك بلغاك..
تشبعني قربا وتغمرني فأنسي بين يديك كل ذكراك.
يامن لااعلم لما التقيته؟
،ومالمغزي من لقياه.؟
اعشقك عشقا جديدا، عشقا في القلب وضاء
لا تصدقني،حينما اثرثر بأني لا اعشقك..
اخبرني بعيني،كاذبه فانا والله ما تمنيت يوما
خيرا من لقياااك..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
هل مررتم يوما بصدفه اللقاء بعد سنوات..
هل شعرتم بأن الدنيا تدور بكم بلحظه لتختلط عليكم ذكريات وذكريات….
وهل كرهتم اللقاء،وتمنيتم الا يحدث يوما؟
ام كان من اجمل الصدف؟..
تلك الصدفه التي تخبرك انك مهما ذهبت،بعدت وتغيرت..كبرت وشبت، مازال هناك بالقلب غصه…ووجع وخذلان
لم ولن يندمل ابدا..
وتصبح تلك صدفتك الجميله من اسوأ الصدف..
ـــــــــــــــــــــ
اقترب منها كالمغيب وتيبست قدماها هي..وانتابتها حاله من الجمود..لا الصدمه ولا الالم
تقدم خطوه من مكان وقفتها..اهي هنا امامه..؟
ام يتوهم..؟
همس باسمها..
ـ سهر؟
ـ انتي هنا بجد.؟
فقط شاخصه بنظرها للفراغ..لا رد…
رجع ببصره لهم ينظر لهم واحد تلو الاخر..
يترجاهم..
بقلب طفل احتله رجل كبير، الاسم ناضج والصوره حدث ولا حرج..
اقترب منها الي ان اصبح مواجهها لها…
ابتسمت بسخريه ونظرت له..
وغصبا عنها رجعت بذاكرتها لخمس وثلاثون سنه من عمر ابنه الاكبر..
شبيهه الفاسق..
للحظه لم ولن تنساها ابدا..؟
لذئب ضحك عليها،وطعن بشرفها،وابتلي عليها
وهو يصرخ انه امتلكها كذبا وحقدا
لم ولن تنسي، ما فعله تلك الليله..؟
حينما التف الجميع حولها،صاح بهم انها زوجته عرفيا..وانها هي من اغوته..
صدمت به وكذبته،وانتشر الخبر
وهو كان مصرا.
سوء سمعتها واهانها،اهذا يسميه حبا..
وحده هو من تفهم وجعها، لم تخفي عنه شيئا
اخبرته ذات ليله، وهي علي صدره تحكي له ذات ليله..
اراد الانتقام..ولكنها توسلته،ان لا يفعل احتراما لعاليه..
كان يعلم انهم قرويون لا يفهمون ولا يتفاهمون..
ما كان عليه ان يجني عليها..؟
خاف واخبرهم كطفل صغير انها من لعبت عليه..
كلماته المسمومه ترن باذنها كلما تذكرته…
علي قدر حبها له يوما كرهته.
ماذا سيقول لها؟
انه يعشقها، يحبها؟
كانت طفله صغيره، هربت من جحيم والدها، لعشقه ولكنه ضحي بها
واهانها، وسبها وطعنها أمامهم..
لم تجد صدرا حنونا يحتويها..
ذكريات وذكريات
وذكري شاب مستهتر،غني فاسق،وقعت بشباكه
واكاد استغلالها..
لم تلومه بقدر لومها علي اهلها التي لم تري منهم يوما حبا..
لو وجدته..لما بحثت عنه بالخارج
كذبوها وصدقو كلامه..اخضعوها جبرا للكشف الطبي ولولا اكتشافهم عذريتها لقتلوها..
وكان هو السبب؟
لولا شهاده عاليا ان اخيها كاذب لقتلت ودفنت.
انتفضت من مكانها تبحث عنه، كان خلفها..اين رحل وتركها..؟
من تقسم علي يديه تربت لا اب ولا ام الا هو..
كرم..
استدارت تبحث عنه بقلب مفطور..
ليس هنا..
عاد صوته الكريه ليسري باذنها..
سهر..انا دورت عليكي كتير..
عشان..
تلجلج بكلماته وسال عرقه..
عشان..
تجهم وجهها وهي تستمع لتاتأته..
واستدارت..
بعدما تأكدت انه ليس معها..
تنهدت حينما وصل لانفها عطره التي تضعه له يوميا بنفسها..حبيبها وسندها مازال هنا..
ولكن…
ابتلعت تلك ال لكن..وابتسمت بجانب فمها بسخريه لذلك الذي يقف كالطفل الصغير امامها..
دارت بعينها علي وجهه..وجسده..
اصبح رجلا من الخارج وحط الشيب علي راسه..
فهل نضج من الداخل كما الخارج..؟
هل نضج عقله؟
واكتفي من رمي الناس بالباطل..؟
هل حقا نادم،؟ ويملك تفسيرا لفعلته الحقيره؟
كانت تتمني قتله بيديها،ولكن بعدما ملأ العشق الجميل روحها وقلبها..نست وتناست..
لا تريد شيئا اخر الا هو
حسبها الله وكفي.
مد يده المرتعشه ليمسك يدها..
سهر..انتي..
وكأن صاعقه كهربيه اصابتها..رفعت يدها بسرعه
وبمرار سنين اجاد حبيبها ابتلاعها بعشقه
ارتفعت يدها وحطت علي خده بصفعه مدويه
صدي صوتها اقتحم المكان..
وبحده وصوت خرج قويا..يحمل وجعا اجادت اخفاءه بين طياته..
قذفته بها…
ـ بكرهك..
استدارت مسرعه..تشعر ببعض من راحه علي غصه بحلقها..علي انكسار
تبحث بعينيها عنه..
عنه هو..
خطت بقدمها خارج المنزل..
ووجدته امامها فاتحا لها ذراعيه بابتسامه..
ابتسامه اخبرتها انه هنا بجانبها دائما وابدا..
معها الي ان يشيخا سويا، ويصبحا كهلان
الي ان يدفنا معا ويصبحا لا وجود لهم بالحياه..
ارتمت بين ذراعيه..فتلقفها بيديه..محاوطا اياها بقوه..
متبكيش..انا بحبك وفخور بيكي ياقلب كرم..
مش مهم الدنيا بحالها..
المهم انا مصدقك يا حبيبتي
ـ عاوزه ابكي قووي..
ـ وانا جنبك.؟
ـ عشان انت جنبي ياكرم..
ملمسنيش ياكرم..
ـ ششش،مش هسمحلك ترجعينا تاني لورا..
وهو لو كان لمسك كنت سيبته علي وش الدنيا..
ـ خدني من هنا،ارجوك..
ـ يالا ياقلب كرم..
دارت الدنيا عليه واحس بخنجر بقلبه..
خرج مسرعا خلفها..ليخبرها الحقيقه..انه كان مغيبا..قال ذلك ليمتلكها وتصبح له..
كان شابا عابثا كل يوم مع فتاه،ولكنه احبها هي
كذب كثيرا،لكنه صادق بحبها..وحدها هي من اثرت به
يعلم انه افتري،وتركها بمفردها تواجه مصيرا مجهولا..ولكن والده احكم حصاره عليه..
عاشقا وخاف خسارتها فخسر نفسه..اضاع عمره وخسر روحه بخسارتها..
رجع للخلف بصدمه وهو يراها بخضن احدهم..
هو..وهل يخفي عليه..؟
ولكن..الم يمت؟
صدمه وراء صدمه
استمع لصوت زوج شقيقته..يخبره
دا كرم الانصاري جوزها..
ابعد ياعمران كفايه لحد كدا…
انا معرفش ايه حصل زمان،بس كرم مش سهل.
انا من سنين حايش عنك اذي كرم بالعافيه..
وخصوصا في حق سهر..
ولولا معزه عاليه عند كرم وسهر..
كان نسفك من زمان..
ابعد..وابعد ابنك عن جوان..
وضع يده علي قلبه..يدلكه..لم يتحمل رؤيتها تختبئ تحت ذراعه..
وجثي علي ركبتيه ممسكا بقلبه..
ااااه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عبير..
تسكن بمفردها لا اب ولا ام معها..توفي والديها وشقيقاتها متزوجات بالقرب منها..
ايوا ياللي بتخبط..جايه اهوو؟
فتحت الباب بسرعه وصدمت..
نيره..يالهوي..ايه اللي حصل؟
بتعب سندت علي الباب..
دخليني الاول حاسه اني هقع من طولي.
بسرعه سحبت الحقيبه، وسحبتها واغلقت الباب..
مالك يانيره..انتي مال وشك اصفر ليه كده..
انتي تعبانه..خدتي علاج الانيميا
نيره بتعب..هزت راسها بلا..
ارتمت براسها للخلف وشهقت بالبكاء..
اخذتها عبير باحضانها..ايه اللي حصل بس..؟
بدموع قصت عليها ماحدث..
عبير بحده..بنت.ال.. وانتي صدقتيها يانيره…
ممكن تكون بتكدب عليكي..دي مره سو..
نيره بحزن..انا عاوزه ابعد ياعبير..انا خلاص تعبت..
لو فضلت معاهم روحي هتروح..وعمري ماهكون قويه؟
عاوزه ابعد من هنا؟
انا جاالي عقد عمل في مجله اسبانيه
ولازم اسافر الاسبوع دا،امضي العقد..
لازم اسافر…هما هيتكفلو بسفري..كله..
عبير بصدمه..انتي اتجننتي هتسافري ازاي من غير اذن جوزك؟
نيره بتهكم..جوازي لسه عرفي، انا رفضت اوثقه،مادام كده كده هننفصل،فعشان كده عادي اسافر
عبير بصدمه..انا مش فاهمه يانيره.؟
مش فاهمه حاجه؟
نيره بهدوء..هحكيلك بس دا يفضل سر بينا..
اوعديني؟
عبير..اوعدك…
بعد فتره كانت تقفز عبير بفرح هنا وهنا..
يابت الايه يانيره، ازاي مخدتش بالي من اسمك…
دانا متابعه ليكي..بقي انتي يطلع منك كل دا..
لالا..بالله عليكي خديني معاكي..اشيلك الشنطه بس..
نيره بتعب..بس انهدي بقي..
وتعالي دخليني انام..ولما اظبط اموري هبعت اخدك..بس ادعيلي ياعبير..
اعرف اخرج من ضعفي وقله حيلتي..
عبير بثقه..هتعدي وهتقوي..وهتبقي حاجه كبيره اووي..هيييح.بقي..
نيره بابتسامه..ان شاءالله..
يالا بقي عشان تنامي عشان تروحي شغلك الصبح،عشان محدش يشك اني عندك..
عبير بفرحه..دا بيقولو الدور الجديد هيفتح بكره بتاع الجراحه وفي دكاتره جديده هتيجي
يارب اقع في مز منهم قولي امين يابت يانيره..
نيره بضحك..يخربيتك انتي مبتفكريش غير في كده..
عبير بابتسامه وقفت امام المرأه..طب بزمتك مش انا حلوه وزي القمر..طب ايه بقي،هااا
ولا عشان ممرضه..الكل يختي بيخافو مننا..
نيره بضحك..اه كانو بيقولو عندنا في العذبه
كل سيرك التمريض جامدين..
والكل كان بيخاف يخطب ممرضه..
عبير بحزن مصطنع..خايفه اكمل ال١٩
ابت انيره من غير متجوز..ويقولو عني عانس..
نيره بضحكه مجلجله..
ال١٩يابنتي اللي من سنك لسه متخرجوش اساسا..
عبير..اف بقي..انا زهقت من الوحده دي..بقي..والست ام عبده اللي فوقي دي طالعه نازله تحرق في دمي..عشان ابنها دكتور..
وكنا بنحب بعض
نيره بصدمه..طب ومتجوزكيش ليه..؟
بحزن ابتلعت عبير غصتها وطفرت دمعتها..
عشان هو دكتور وانا ممرضه..
هو اكبر مني بسبع سنين..
ولما دخل كليه الطب امه قالت..الدكتور ياخد دكتوره زيه،والممرضه تشوفلها تمرجي زيها،ولا عامل يتجوزها..
نيره بحزن..طب وهو..؟
عبير بتهكم..قالي مقدرش اخالف كلمه امي..
نيره بصدمه..دا جبان..
عبير بحزن..اتجوز وخلف يانيره..وكل ماتشوفني تقعد تقولي الدكتور عبدالرحمن ابني جايبلك عريس تمرجي..ايه رأيك؟
وتضحك وتغظني..
نيره بصدمه..دي مجنونه..
عبير بتهكم..لا بتكيدني؟
يالا الله يسهلها..
ربنا يستر، احسن هتنقل القسم الجديد بكره..
دعواتك الاقي مز قلبي..هيييبه بقي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
منتصف الليل..
ببيت معتصم..
يزرع الصاله ذهابا وايابا.. لم تأتي للان.. ولا يعلم اين ذهبت.؟
ذهبت مع تلك الفاسقه زوجه اخيها؟
زفر بحده…هو لا يهتم لها..ولكن ماذا عن سمعته،وماذا عن وعده لاخيها؟
فكر مرارا ان يتصل به، ولكن يعلم ان الليله اسعد لياليه..
صديقه العاشق..حاكاه واخبره انه تزوجها رسميا..
فراس وااه من فراس..وتقلباته..وهوسه..
اغمض عيونه ويبدو ان قراره بالرجوع والموافقه علي طلب حماه المبجل سيكلفه الكثير من اعصابه…
استمع لبوق السياره فوقف بجانب الشرفه ليراها
خرجت مترنحه..
جن جنونه ووقف متأهبا
دخلت تميل يمينا ويسارا الي ان صدمت به
ارتعشت وحاولت الوقوف معتدله..
لا فائده..
وبسكر اخرجت بعض الكلمات..لا تعي ماذا تقول؟
معتصم..الامور..هئ..تصدق انك قمور
متفكرش اني اتجوزتك عشان غني لا..
انا اتجوزتك عشان امور واتفشخر بيك قصاد صحباتي..بس انت قفل..ومبتفهمش..
زي ما ماما بتقول..
احمرت عيناه..وحاول كبت غضبه..الا ان باحت
بما جن جنوننه..
وانا اساسا مبحبكش..انا اتجوزتك عشان ستايل وخلاص..واشاحت بيدها.
اقترب منهاوصفعها بقوه..وسحبها من شعرها للاعلي..
سكرانه..يابنت الحسب والنسب واخت الرجاله..
الامور والاستايل دا..واجهه بس..
انما انا اساسا متربتش..وهوريكي يابنت الحسب والنسب.
قذفها بقوه الي ان وقعت علي الارض.
اااه يامتوحش ياحيوان..
انا بكرهك..اوعي كدا..انت مش راجل..
معتصم بجنون..صفعها مره اخري وكلما صفعها زادت بكلامها المسموم..
الا ان اغمي عليها..
وقف صدره يعلو ويهبط..ويسبها بابشع السباب..
وقعت عينه علي بقعه دماء علي ملابسها..
ابتلع ريقه..وحملها بسرعه..
ليري ما بها..؟
بعد فتره..
كان يجلس واضعا وجهه بين يديه..
زوجته الفاسقه، حامل للاسف..
وطفله علي وشك الاجهاض وزوجته المصون علي مايبدو من كشفه المبدأي لها..
متعاطيه
يديها التورمه الزقاء اثر تعاطيها الابر اكدت له انها تتعاطي..
لا يعلم ماذا يفعل…؟
تهكم مما يحدث له،وسخر من حاله..
لم يرد يوما الزواج بلا حب…
لطالما رفض عروض والدته،ولم يستمع لها
هرب منها ورحل بعيدا حتي لا تضغط عليه..
وبالاخر اجبرته،وها هو يعاني النتيجه..
طفل لاذنب له..الا ان امه مستهتره حقوده..
تنهد وهو يناجي ربه ان يختار له،ولا يخيره
استقام مسرعا بعدما استمع لسياره الاسعاف..
ليفتح لهم
دخل المسعفون وحملوها..وبعربته ذهب خلفها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بامريكا..
انهدي بقي ياجوان زهقتيني؟
جوان بخوف وهي تقضم اظافرها..
تفتكر خالتو هتعمل ايه؟
عمار بضحك..وهو يتحسس ظهر الدولفين الذي يتحسس قدم جوان التي تغرقها بحوض السباحه..
ماتسيبك من بدر وركزي مع بيبرس احسن..
انتي مدياله الطرشه وهو عمال رايح جاي..
مش متعود منك علي كده…
جوان بابتسامه..مدت يدها تتحسس ظهره وفمه..
عندك حق..بيبرس احسن..
يالا يابيبرس..نلعب شويه..
سبقها الدولفين سابحا وكأنه استمع لهمسها..
ضحكت واستقامت لتقفز بالحوض..
تبعها عمار ضاحكا..هو دا.؟
وبالاعلي..
كان يجلس هو وصديقه..بعيدا لم تره..
اهدي يابدر مش كدا؟
انت اتجننت عاوز تنزل فين..؟
بدر بحده..سيبني يانائل اجيبها من شعرها..
نائل (صديق بدر من ايام الجامعه ويعمل معه بنفس الجامعه)
تصدق انا غلطان يااخي اني اتوسطلك وخليتك شريك هنا، انت اتجننت دي عيله…
بدر بغيظ..دي عيله دي،لازم اربيها..وانتقم منها
نائل بضحك..تربي مين.؟
بدر انت متاكد ان الموضوع انتقام بس؟
بدر بحده..تقصد ايه؟
بعد اللي حكيتهولك دا…؟
نائل بهدوء..الحب احسن من الانتقام يابدر..واللي شايفه في عينك دا عشق وغيره
مش كره ابدا..مهو مش معقول هتعمل دا كله
عشان انتقام..
بس عندك حق..ميمنعش انك تربيها برده..
ماانا لو بحب واحده..مينفعش اسيبها تتعري كدا..
لو هتربيها علي عمايلها دي،فانت عندك حق.
بدر بسخط نظر له..اوام عملته حب وعشق..
نائل بقهقه..خلاص انت حر..انا ماشي وهروح لعمار..
وغمز له..اصل احنا اصحاب..والباقي عليك بقي..
بدر بانتصار نظر له..
ذهب نائل ليصطحب عمار وبقت هي بمفردها مع دلافينها..ولم تلحظ غياب عمار..
كانت المدرجات فارغه اليوم اجازه من العروضات
خلع ثيابه وقفز مسرعا..
نظرت خلفها لتري ماهذا..؟
ولكنها صدمت وشهقت بخوف..واحد ما يرفعها من قدميها ويرميها بقوه..
عااااااا ياماما..
قهقه عليها..وهي تجاهد لاخذ انفاسها..
شهقت وهي تبصره امامها..
انت..ايه اللي جابك هنا؟
وفين عمار.؟
عماااار..
اقترب منها مسرعا وامسكها من ذراعها ولواه خلفها..
بدر بحده..
اسمعك بتنطقي اسمه تاني، هقطع لسانك ياجوان..
جوان بخوف..انت مجنون،عاوز مني ايه؟
وجيت هنا ازاي؟ومين سمحلك.؟
بدر بضحك..اانا شريك هنا ب ١٠٪، واه لو تعرفي دفعت فيهم اد ايه؟
عشان بس انتقم منك ياجوجو..
ابتلعت ريقها..وانصدمت من عدم دفاع دلافينها عنها..والتفافهم حوله وكأنهم يعرفونه..
ضحك عليها.وهمس باذنها..
اصل بقالي اسبوعين باجي هنا بالليل وعرفوني..
جوان بحده..سيب ايدي ياحيوان..
بضحك دفعها واستلقي علي ظهره يسبح بمرح..
والدلافين خلفه..
جوان بغيظ لهم..اشبعو بيه..ماشي يابدر..
بدر بقهقه..وبصوت مرتفع..اول مره اعرف ان اسمي حلو كده..
جوان بغل..اقتربت مسرعه منه وقضمت يده..
بدر بصدمه..ااااه يابت العضاضه..
تركته مسرعه..واسرعت لتخرج..
بسرعه سبح خلفها..الي ان امسكها من يدها..
جوان بخوف ابتلعت ريقها…
بدر بغيظ..انتي غداره ليه؟
جوان بصدمه..انت اللي بتستفزني،ومش مقدر اني كنت خايفه وضربتك غصب عني؟
بدر بهدوء اقترب منها ومد يده ابعد شعرها خلف اذنها..مكنش هيحصل، واخليهم يجوزوكي؟
انتي اللي متسرعه؟
جوان بغيظ.. نطرت يده، كداب كنت هتسلمني ليهم..؟
بدر بغيظ..سحبها من يدها الي ان اقتربا من السلالم واخرجها..
قذف عليها المنشفه..
استري نفسك يامتربيه..
ومن انهارده يااك المحك بالمنظر دا تاني
جوان بصدمه..نعم ياروح امك..وانت مالك اصلا..؟
بدر بحده اقترب منها وامسكها من ذراعها بقوه..وضغط عليها..
قولتي ايه؟
جوان بخوف..هااا..مقلتش
بدر بانتصار..انا قلت ايه؟
جوان..بسرعه ابتعدت وجرت مسرعه..هوريك يابدر..
بدر بضحك عليها..هنشوف ياجوان؟
مين هيوري مين؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمشفي الرشيد..
بالدور الجديد..
ها يادكتور محمد..التحاليل فيها ايه؟
محمد بتنهيده.. زي ماشخصت يامعتصم..
المدام حامل وحصل نزيف.. بس وقفناه..
وللاسف بتتعاطي.. ومن فتره مش قليله..
ودا غلط عالجنين.. ولازم تبدأ علاج فورا..
معتصم بتنهيده.. انا مش عاوز حد يعرف بالموضوع دا، يامحمد المدام هتفضل هنا ونجيبلها طبيب معالج..
انا لا يمكن ادخلها مصحه.. وهي حامل..انا هخليها هنا تحت عيني
محمد بتفهم.. كنت هقولك كدا.. الدور هنا مجهز باحدث تقنيات
ومتقلقش.. من اي حاجه..
بس في حاجه؟
معتصم بتهكم.. الجنين مش كدا؟
محمد بحزن.. احتمال كبير يكون حصله تشوه.. ودا هنحدده لما يكبر شويه.
وساعتها نقرر اذا كان هيكمل ولا نجهضه..؟
معتصم بتهكم.. كانت بتاخد حبوب منع الحمل
مش عارف حصل ازاي؟
محمد..وارد يامعتصم ماانت دكتور وفاهم وخصوصا مع تعاطيها..
معتصم بحزن..تمام انا في مكتبي لحد ماتفوق..
لو حصل حاجه بلغني..
محمد..تمام
ــــــــــــــــــــــــــ
بشرم..
عصرا..
جالسا علي ذاك الكرسي الهزاز التي اصرت ان يأتي لها به…وهي علي قدميه يحتجزها بذراعيه..
نست من هو؟
ونسي هو نفسه بين يديها..اغلق هاتفه لاول مره بحياته…،وذهبت مريم باجازه..وكذلك الحرس..
هو وهي وفقط..يفعل معها كل شئ لاول مره..تسوقا معا..ومشي معها لاول مره علي قدميه..تناولا طعامهم معا بلا خوف..وفعل ما لم يفعله ابدا،بسنواته جميعها؟اصرت علي جلب ذاك المقعد
فحمله جبرا علي يديه.والان تجلس علي قدميه يحاوط خصرها..تجرب العزف علي ذلك العود
الذي اهداه لها منذ سجلت بمعهد الموسيقي وبدأت ان تدرس بها..تجرب وتفشل ويقهقه عليها..
فراس بضحك..هااا كلي اذان صاغيه،غني ياجميلتي..
جميله بغيظ..شيل ايدك من علي وسطي
خليني اركز..
فراس ببراءه…الله ودا ماله بدا؟
متركزي انتي،وسيبيني اركز..
جميله بحده..فراس؟
فراس بتنهيده وخبث..عيون فراس..دفن راسه بعنقها..فازاحته عنها..فراس..ابعد بقي..
وبعدين انا عاوزه اقعد لوحدي، عالكرسي وانتي من ساعه ماجينا وانت احتليته
ماتجيبلك واحد..
فراس بخبث وهو يحكم ذراعيه علي خصرها..
بس انا مرتاح كدا،ملكيش دعوه انتي؟
عبست بشفتيها..
فانفلتت ضحكه قويه..رجوليه اشعلت خديها..
جعلتها تمتم..
سافل اوي..
فراس بضحك..قولت حاجه ياجميله.
جميله بغيظ..ابدا..اف منك..
ملكش بيت تاني تروحه؟
ابتلع غصته وهز رأسه..لاول مره تذكره به..
وبحزن سألها..
زهقتي مني؟
احست بحزنه..سريعا التفت له..
حزنه وشروده يقـ تلها..لم تستطع،هنا بداخل صدرها
ينبض قلبها لاول مره لحزن احدهم ، وضحكته وقربه..
التفت له بعدما اسندت عودها علي الارض..
وبجرأه قبلته..
لا مزهقتش..متزعلش..
فراس ببسمه هادئه..دفن رأسه بعنقها..
صالحيني..
ابتسمت وحاوطته بيدها، اصالحك ازاي؟
جذبها لتفترش صدره كطفله صغيره..
يالا غنيلي..
جميله بمكر..لو هتعزفلي عالعود..هغني
فراس بصدمه ابتلع ريقه..بس انا مبعرفش؟
جميله بهدوء..نظرت له..ومدت يدها جذبت العود وارته نقشه باسمه والتاريخ بجانبه علي العود..
ابتسم وهو ينظر لها..شوفتيها ازاي دي؟
رفعت حاجبها له..انا نظري سته علي سته
فراس بضحك..حبيت اهديلك اغلي حاجه عندي ياجميله..
لما سمعتك الليله اياها..حنيت للموسيقي وحسيت انك شبههي..رجعتيني لسنين ورا..
من زمان بطلت اعزف..زي مابطلت اعمل حاجات كتير..
جميله بحنان..
فراس..ليه بطلت تعزف..؟
بتنهيده اجابها..
ياااه موال قديم..سيبك منه..
جميله باصرار احكيلي..
تنهد، وأحكم عليها بيديه..
كنا ثلاثه اصحاب.وطايشين..
كنا بنحب نتجمع..انا وخالد ومعتصم الطبيب..
طبعا عارفاه..
ابتسمت..اه عارفاه..طبعا..
وفي ليله كنا راجعين من حفله..وخالد اصر اني اعزف..كنت عازف شاطر..
ومع اصراره بدأت اعزف..وهو كان سميع..
وانسجم مع عزفي وبدا يغني ومخدش باله من الطريق والعربيه انقلبت بينا
انصبت انا، ومعتصم وهو راح فيها..
من يومها بطلت اعزف..وركنت العود..وبدل ما أقرب من ربنا بعدت اكتر..عمري ماكنت مبسوط ياجميله..
وعمري ماارتحت وانا في حضن واحده غيرك..
جميله بصدمه..حتي مراتك..؟
ابتسم وابتلع غصه حلقه وقبلها..
وبهدوء تتحسس وجهها
يالا غني يا جميله
ابتسمت ومدت يدها تتحسس لحيته..لو قلتلك عشان خاطري تعزف..
تنهد بابتسامه، عشان خاطرك اعمل اي حاجه
حتى لو هعزف ياجميله..
ابتسم وحملها علي يديه وجلس واجلسها بجانبه علي الاريكه..
ومد يده جذب العود..
وغمز لها..
اقترب منها واختطف قبله منها..
وصمت قليلا..
ابتسم بسخريه علي حاله..وهي ترمقه بفرحه..
سيعود للعزف بعد سنوات..
من الاعتزال.. من أجل امراه فاتنه عمرها نصف عمره عشقها بچنون وبمجون
لا يعلم الي اين ستؤخذه معها..ولكن..
ليحترق العالم ولتبقي هي وفقط..
اغمض عينيه وبدأ العزف..
ابتسمت وبدأت تغني بصوتها الذس ياخذه لسحابه بعيده
بها هي وهو وفقط
مابعرف كيف بنظرة بتعمل هيك
بتاخدنى ليك وبموت عليك
ما بعرف شو اللى عم يسحرنى هيك
لمسة ايديك ضحكة عينيك
حسيت بقربك بالامان
صرت بزمان غير اللى كان
عم اعشق انا عم اخلق من اول وجديد
عاسمك انا عم البس خاتم عمرى بالايد
عم حس بلون الدنيا احلى صار
عم عيش نهار بالف نهار
عم يضحك قلبى متل ولاد صغار
صرت المشوار وعليك بغار
حسيت بقربك بالامان
صرت بزمان غير اللى كان
عم اعشق انا عم اخلق من اول وجديد
عاسمك انا عم البس خاتم عمرى بالايد
صفقت بيديها وهو يضع العود بجانبه..
وجذبها مسرعا لتجلس علي قدميه..
دفنت وجهها بصدره..هتعلمني.؟
رفع وجهها غامزا لها بعينه..انتي خطر عليا ياجميله..
جميله بهمس..فراس؟
ـ عيون فراس..
تلاحم جسديهم بمعزوفه عزفها باخلاص وغنت عليها بسعاده ونشوه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
انت بتقول ايه يابدر؟
بابا جراله ايه؟
ـ بدر بحده..بقولك تعب وفي المستشفي تعالاا علي اول طياره.
وشوف فراس فين؟
باسم بخوف..طيب طيب…انا هاجي علي اول طياره..
اغلق معه وتذكر اخيه..
تنهد وهو يعلم ان اخيه غارق لا محاله..
ليتركه يهنأ قليلا..
لن يزيدها عليه..
تنهد وهو يتذكر ماحدث صباحا..
flash back..
بالكافيه..
بعد ليله طويله كلياليه بدونها..خرج ليتمشي قليلا بعدما انهي عمله بالشركه..
ودخل ليشرب كوبا من القهوه..
لا يعلم اين فراس منذ اتي؟
جلس واتي النادل بكوب القهوه ورفع نظره..
وصدم باخيه امامه وبجانبه احدي الفتيات..
ينظر لها وكأنها كنزه الثمين..لاول مره يري اخيه بذلك الشكل
هادئ،مبتسم
ابتسامته تزين وجهه..بعالم اخر معها..
الجميع ينظر لعشقهم الفاضح..
ايعقل هذا اخيه؟
اغمض عيونه وفتحها مرارا..وتكرارا لربما عينيه تخونه..
رفع اخيه عيونه والتقت بعينه..
وبهدوء..استقام من جانبها بعدما همس لها بشئ ما..
يعلم ان اخيه ليس قديسا،فاسد..ولكن هذه المره..
افاق علي صوت اخيه.
ـ باسم انت هنا من امتي،مقولتش يعني؟
باسم بصدمه من بروده..
انت قافل تليفونك هقولك ازاي يعني؟
حتي فرع الشركه هنا مبتروحوش،والمشاكل زادت هنا.
اضطريت اجي بنفسي..
صمتت قليلا وسأله
مين دي يافراس؟
فراس بهدوء..جميله مراتي.
باسم بتهكم..عرفي بردو..
فراس ببرود..لا رسمي..اتجوزنا امبارح..معلش خلي بالك من الشغل، لاني هسافر الاسبوع الجاي مع جميله..
باسم بصدمه..في ايه يافراس بالظبط..انت متجوزها بجد رسمي؟
فراس بهدوء..اه ياباسم جميله مراتي علي سنه الله.. إيه المشكله؟
باسم بصدمه..احكيلي،بالتفصيل..
بهدوء حكي له..
باسم بصدمه..انت حبتها؟
فراس بتنهيده استقام قائلا بابتسامه وهو ينظر عليها..
معرفش..بس انا مبسوط..مش عاوز حد يكلمني ولا اكلم حد..ياباسم..ارجوك..
باسم بابتسامه..حاضر يافراس،ربنا يهنيك بس مش هتعرفها عليا؟
فراس بضحك..لا..
تركه واقترب منها هامسا له..
واستدار مشيرا له بيده ورحلا معا..
back.
تنهد..وهو يتذكرها..أغمض عيونه..بحزن..
كان سيعود اليوم، والان..لن يستطع العوده لها..
لملم حاجياته ورحل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمشفي الرشيد..
تركض مسرعه بالطرقه..لتلحق ورديتها..
لقد تأخرت اليوم..
عبير..يختاااي ربنا يستر اول يوم ليا في ام الدور دا..وهنطرد..
كانت تحمل بيدها كوبا من القهوه..قضت الليله هي ونيره، يثرثران ولم يناما الا الصباح..
تحتاج ذلك الكوب وبشده..
لا تري امامها من ارهاقها..
الي ان اصطدمت بأحدهم..
عبير بصدمه…يختاااااي وقعت القهوه الله يخربيتك..عاااااا
بسرعه كان ينفض ثيابه التي اغرقتها القهوه..
ـ مش تفتحي ياحماره انتي.؟
عبير بشهقه..حماره في عينك ياغبي انت..وقعت القهوه بتاعتي..هفوق ازاي انا بقي؟
عاااا..
بصدمه نظر لها..انتي مش واخده بالك انك حرقتيني؟
عبير بغل..لا…. ياكش تولع.. وانا مالي
وتركته ورحلت
بعد ساعه
كانت تقف تستعد بجانب زميلتها للدخول لغرفه العمليات..
ايمان…يابنتي صحصحي بقي..الدكتور الجديد دا مشيبنا..من الصبح وللان مش عارفين نروح..
عبير بتثاؤب..انا صاحيه اهووو
ايمان بضحك..ماهو باين،يالا يختي.
عبير بقله حيله..يالا..يارب اتجوز بقي وارتاح من الهم دا..ويكون دكتور مز..كدا..
اييه بقي..
مشت ببطء الي ان اقتربت من غرفه العمليات..
ـ هي فين الممرضه اللي فاضله؟
ايمان بخوف..جايه يادكتور ورايا
عبير بخوف..ربنا يستر..فتحت الباب ودخلت..
ايمان بابتسامه..اهي يادكتور عبير جت..
استدار ناظرا لها..فشهقت بصوتها كله..
يالهوووي انت..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدفه
صدفه جديده ووعد جديد
مين قال العشق له مواعيد
بنظره،بكلمه،ولمسه ايد..
تلقي نفسك رحت بعيد..
ياللي مفكر انك عن العشق بعيد..
راجع نفسك،وارضي بقدرك
مين فينا ماتمناش يحب جديد..
ياللي حياتك واقفه وتايه..
خايف،ضايع،متيأسش..
هيجي عليك الوقت وتلاقي نفسك
جوا حياتك عشق جديد..
بصدفه حلوه اتمنيتها بقلبك..
وربك عالم ما بتريد..
يرضي عنك ويراضيك..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
(علي مفترق طرق)
يالهوي انت..
رجعت للخلف بصدمه وعلي شفتيها ابتسامه بلهاء ممزوجه بقبضه قويه ضربت قلبها
اجادت اخفاءها ببراعه كعادتها..،
وهو ينظر لها بصدمه ويجز علي اسنانه..
لاحظت ايمان تسمرها وصدمتها
فجذبتها بسرعه للداخل..يالا ياعبير علشان نبدأ
ابتلعت ريقها خوفا، بعدما اصبحت بالداخل واغلق باب غرفه العمليات واشتعلت الاضاءه
معلنين بدأ العمليه..
رفعت كمامتها وفعل الجميع، واخذت نفسها واخذت جانبها بجانب ايمان..
اشاح بنظره عنها بملامح مبهمه..واقترب ليبدأ
ايمان بهمس..انتي يازفته انتي مكانك جمب الدكتور لازقه فيا هنا ليه،هتجبلنا الكلام؟
عبير بهمس ورجاء..خدي مكاني والنبي ياايمان..
وهحكيلك بعدين.؟
ايمان بهمس..لا طبعا انا مع طبيب التخدير مينفعش..
انتفضت علي صوته الحاد..
هنركز في شغلنا ولا فاكرين نفسكم قاعدين علي قهوه،امنعو الزفت الكلام ونركز في شغلنا..
كل واحده تاخد مكانها حالا، يالا….
بسرعه وخوف..اخذت مكانها بجانبه..
استدار ونظر لها بنظره دبت القلق بقلبها..
عبير بهمس ورجاء..طبعا لو فضلت اقولك من هنا لبكره اني اسفه..مش هتصدقني..
معتصم بتهكم..مش اذا طلع عليكي بكره بقي…
نظرت له بصدمه…وشهقت بصدمه بدون ان تنتبه
ـ نعـــــــــــــم..
معتصم بحده..نظر لها..ابتلعت ريقها بسرعه
وهي تمتم..
ربنا يستر…عاااا..
مرت الساعتان ببطء وكل بضع دقائق..تمد يدها لتجفف عرقه..
فتتقابل عيونهم..هي بابتسامه مرتعشه، وهو بنظره مبهمه،لم تستطع تفسيرها..
الي ان انتهت العمليه بنجاح، احس بالتعب وهو يخيط الجرح..
ولكنه آثر ان يكمل عمله لم يعتد ان يتراجع عما يفعله..ليلته كانت صعبه
وما اكتشفه اصعب..
احست برعشه يده..وتعبه..وتخبط يديه….
مدت يدها بسرعه وبلا كلام..
عنك انت يادكتور..انا هكمل..
وبسرعه..بدأت..
افاق علي فعلتها ..ولم يتكلم
انقذته مما هو فيه،..لقد.كاد ان يرتكب خطأ لاول مره بحياته المهنيه يفعلها
انهت عملها بمهاره..
والتفت لتنظر له..وبعيون مبتسمه اجاد قراءتها..
اخبرته بهمس..
كدا خالصين يادوكتور..
انا انقذتك وانت هتسامحني صح
معتصم بهدوء..اممم افكر..
عبير بتهكم..انزلت كمامتها وخلعت مريول العمليات
ولا يهمني..اف بقي..مهو هو اللي وقع قهوتي
اللي يقدر عليه يعمله..
ايمان من خلفها..الله يحرقك انتي بتقولي ايه؟ الدكتور لسه هنا.
التفت لتجده ينظر لها بحده.. وعيون مشتعله تتوعدها، بعدما استمع لتمتمتها
خرج بعدها، يمشي ببطء
وفي باله..
ستأتي لتتوسله..
ولكنه وقف متصنما وهو يراها
تخرج خلفه مسرعه تتحدث بهاتفها،وتبتسم
ولا كأنها فعلت شئ
جز علي اسنانه..
ماشي هوريكي..
التف لايمان وطبيب التخدير من خلفه..
الممرضه دي تجيلي علي مكتبي حالا..
ايمان بخوف..حاضر يادكتور..
بعد نصف ساعه..
كانت تقف امامه بثبات وهو يتحدث بالهاتف
ولم يعطيها اهتمام
تعبت من الوقفه علي قدميها
عبير بهمس..يادي اليوم اللي مش فايت ياربي
انا عارفه من ساعه مااصطبحت بوش الست ام عبده
الله ينتقم منها ومن ابنها،وهو مش هيعدي..
ابتسم غصبا عنه وهو ينظر لها وهي تتململ في وقفتها
وتتمتم بغيظ..
اغلق الهاتف ونظر له قليلا..
واعاد نظره لما بين يديه..امم قولتيلي اسمك ايه؟
عبير بتهكم..لسه مقولتش يادكتور..
معتصم بغيظ نظر لها ورفع حاجبه..فقابلته عيونها المزينه ببراعه بكحل عربي ورموشها الكثيفه
وعيونها العسليه التي يراها بوضوح اثر تسمر الشمس التي تطل من شباك مكتبه علي وجهها،تململها يمينا ويسارا..
بيضاء كبياض الثلج وبجسد متناسق لا طويله ولا قصيره
وبشعر يبدو عسليا كلون عيونها من تلك الخصله التي تمردت من تحت حجابها..
افاق من تاملها علي زفرتها..
بقولك يادكتور..لو عاوز ترفدني الله لا يسيئك خلص بسرعه..لاني تعبت من الوقفه والشمس كلت دماغي..
معتصم بصدمه..انتي مش همك بقي..
زفرت بتعب..ياسيدي وقوع البلا ولا انتظاره..مش فارقه بقي..هترزق..
معتصم بهدوء..بعدما احس بمرارتها..تمام..
اسبوع رفد، وهينخصمو من مرتبك كمان ودا كعقاب علي طوله لسانك..
عبير بابتسامه..شكرا يا دكتور..عن اذنك
وخرجت مسرعه..
معتصم بصدمه..مجنونه..البت دي مش خايفه مني
ولا انا شفاف ولا ايه؟
اصبري عليا ياعبير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعذبه..
اااه..
سلامتك ياابو جميله؟
حمدي بتعب..هموت ياسمر..نفسي اشوف البنات..اناحاسس اني ظلمتهم..وظلمتك انتي كمان…
دعيتي عليا ودعوتك اتت ياسمر
العربيه خبطتني،فشفشت عضمي واتعميت ياسمر
سمر بدموع وندم..والله من حرقتي دعيت عليك..بناتي الاتنين راحو مني،الاتنين ياحمدي
وانت كنت السبب.
جميله اللي دفنتها بالحياه مع واحد قد ابوها وطلعتها من تعليمها..واهو جوزها مطلع في البلد انها، هربت مع عشيقها وسابتله العيال وخدهم معاه وسافر
وجوان..لا عارفالها طريق ولا مكان
كان غصب عني صدقني..
حمدي بندم..انا السبب انا عارف
وعارف كمان اني استحق ياسمر..الطمع عماني واهي الفلوس منفعتنيش
وحتي بصري اللي راح في الحادثه مش هيرجع تاني..
سمر بحزن..متزعلش نفسك دا قضا ربنا ياابوجميله..
وانا معاك مش هسيبك ابدا..
حمدي بلهفه..صحيح ياسمر؟
سمر بحزن..ااه ياحمدي،ربنا يشفيك ويعافيك
انا مليش غيرك يابن عمي..
معدش لينا غير بعض..انا كمان عليا جزء من الغلط
كان لازم اسمع كلام سهر من زمان..
ــــــــــــــــــــــ
بالمشفي..
في ايه يامحمد؟
محمد بخوف..تعالي معايا يامعتصم بسرعه..المدام فاقت وقالبه الدنيا عاوزه الجرعه والطبيب المعالج رافض يديها اي مهدآت عشان الجنين.
خرج مسرعا خلف الطبيب
ودخل مسرعا لها..
في ايه؟
الطبيب..مش هينفع يادكتور معتصم اديها اي مهدئات خطر عالجنين. ولازم تنتقل المصحه لازم..
نيرمين بصراخ..دماغي هتتفرتك..ارجوك يامعتصم
أرجوك..
اااااه..
معتصم بحده..سيبونا لوحدنا.. طيب
خرج الجميع وتبقت هي وهو..
اقتربت مسرعه منه وباغتته، وحاوطت عنقه بكفي يديها وخنقته..
صدم معتصم وجحظت عيونه..
ـ هقتلك يامعتصم..هقتلك..
معتصم بصوت يكاد يظهر…طب سيبيني وانا هعمل اللي عاوزاه…عاوزه الجرعه..تمام
هديهالك..بس اهدي.
نيرمين بصوت مرتفع
ـ..خرجني من هنا…هاتلي تسنيم..انا بكرهك..
هاتلي ماما..
باغتها هو و امسكها من يديها التي تحكمها علي عنقه وازاحها بحده وقوه عنه..
معتصم بحده..
ـ لولا اني عارف انك مش في وعيك مكنتش رحمتك وخليتك تتمني الموت ومطليهوش يانيرمين.
وباستحقار نظر لها واكمل..
تعرفي اني مش زعلان علي اللي جرالك اد ما انا زعلان علي ان ربنا ابتلاني بطفل لا حول له ولا قوه منك انتي..
طبعا عرفتي انك حامل..وللاسف ياعالم هيطلع مشوه ولا فيه ايه؟
بس اي كان اللي فيه انا راضي لان دا نتيجه اختياري لشريكه حياه بالقرف ده..
انتي مقرفه يانيرمين..
مقرفه..
ابدا مش زعلان عليكي..انا زعلان علي صاحبي لما يعرف حقيقه اخته..
وكرامه ليه..انا معاكي للاخر..فاعقلي كده..واتقبلي ابتلاء ربنا..وحاولي تنضفي يمكن تلحقي اللي جاي من عمرك..
لان في الحالتين..مش عاوزك في حياتي..
نيرمين بغل..حاولت الهجوم عليه مره اخري..
خرجني من هنا..انت اللي مقرف، وبقرف منك..
بجنون ضربت بطنها بقوه..
اهو دا اللي انت عاوزه..هموته..مش عاوزاه..
معتصم بسرعه..امسك يديها ورفعها للاعلي..
انتي اتجننتي..
عاوزه تقتلي روح مذنبهاش حاجه غير انك امها..
نيرمين بصراخ..سيبيني بقي..سيبني..مش عاوزاك
ولا عاوزاه
مد يده ورن الجرس فدخل المعالج مسرعا..
معتصم بحده..هديها بسرعه..
الطبيب بخوف..حاضر..حاضر..
بعد دقايق كانت تغط بنوم عميق وعلي شفتيها..
بكرهك..
اغمض عيونه وادار وجهه للطبيب..
حضر الاسعاف..انا موافق تدخل المصحه.
الطبيب بتفهم..عين العقل..يادكتور..
هز رأسه وخرج..
ــــــــــــــــــــــــــــ
بأمريكا..
تجلس بين احضانه يهمس لها بأذنها..بكلمات لا يسمعها الا هي..
وامامهم يجلسون يختلسون النظرات لهم..
كرم بحنان..ارتحتي لما رزعتيه القلم
سهر بابتسامه..اه اوي..
ضحك ومد يده جذبها اكتر لحضنه..
وهو يهمس لها بأذنها..
متيجي نطلع..
جوان بهمس ليونس..هي فقره العشق الممنوع بدأت انهارده بدري ليه؟
يونس بهمس..مش عارف؟
بقولك ياجوان..متتصليلي علي ميار ينوبك ثواب..اصلها مخصماني..
جوان برفض..لا هي قالتلي متخليهوش يكلمني من تليفونك..
يونس باستنكار..كدا ماشي؟
ماشي ياميار..
يامن بهمس لهم..علي فكره مش في البيت انا روحت اشوف زينه وهي قالتلي ماما وبابا وعمار راحو مع خالو عمران المستشفي..تعبان
جوان بشهقه..عمران الرشيد.؟
وايه جابه هنا.؟
عادت بنظرها لتري عمتها..
معقول يكون اتقابلو…
يونس.هما مين؟
جوان…هااااا مفيش..
سهر بهمس..
كرم..
امممم..عيونه
سهر بهدوء..انا بحبك قوي ياكرمله..
كرم بقهقه..تاني ياسهر كرمله.؟
انا مش قولتلك ميت مره احترمي نفسك..ومتقوليش الاسم دا تاني.؟
سهر بخبث..ماهو محدش سامعنا..ياعجوز
كرم بتهكم..نعم يختي..طب اضربي عينك للتيران اللي قاعدين..شوفيهم..
نظرت علي ابنائها، وابنه اختها الذين تركو هواتفهم وينظرون لهم بتمعن وانصات..
سهر بشهقه..هما بيبصولنا كدا ليه؟
كرم بقهقه..استقام وجذبها من يدها..تعالي ياسهر يا حبيبتي..الحيطان ليها ودان عاوزك بكلمه..
جوان بغيظ..اخص خلصت الفقره..
يونس..وهو يتناول الفشار بسرعه..يخساره..
يامن..بقولكو ماتيجوا نلعب كوره..
يونس..والله فكره..يالا بينا….
ـ يالا ياجوان.
رنت كلمته باذنها..
مسترجله..مسترجله..
نفخت خديها بحزن..العبو انتو هو انا راجل هلعب كوره..
يونس بصدمه..ياشيخه دا من امتا ده؟
جوان بغيظ..اف بقي،خلاص امري لله هلعب..
بس يارب مايشوفني..
اتصل بقي بعمار وميار يجوا يلعبو معانا
عشان نبقي فريق..
يونس بفرحه..هو دا..
ــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفي..
بدر بهدوء لعمته..هو في حاجه حصلت خلته ينهار كدا؟
عاليه بحنان..ابدا يا حبيبي مفيش حاجه..بس اتأثر من لقانا بعد سنين، والحمدلله حصل خير وهو كويس..
بدر بإماءه من رأسه..صح حصل خير..
شكرا علي تعبكو معانا..انا كلمت باسم اخويا وكلها ساعات ويكون هنا..
عاليه بصدمه..بس انا مش هسيبه، الا اما يفوق انت بتطردني يابدر..
بدر بسرعه.لا طبعا بس الوقت اتأخر
وانتي هنا من الصبح..
تقدرو تروحو، وتبقي تيجي الصبح..
عمار بهدوء..كلامه صح ياماما ملهاش لازمه قعدتنا هنا..
يالا اروحكو ونبقي نيجي بكره..
رن هاتفه باسمها..
عمار بلهفه… ثواني ارد علي جوان واجي عشان نروح..
ـ ايوا جوجو..؟
ـ بتلعبو فين؟
طب قشطه شويه وهاجي..
ابدأو علي ما اجي..
باي ياجوجو..
اشتعلت عيونه وجز علي اسنانه..
ووقعت عينه بعين نائل، ونظر له بنظره توعد لها..
نايل بهمس من بين اسنانه..ربنا يستر..
بعد ساعه..
هااا يانائل جبت الرقم..
نائل بتعب..اهدي استني اخد نفسي،اهو بالعافيه
عد الجمايل دي..
خطف الرقم منه..طب اوعي بقي..
خلي بالك من ابويه..
نائل بصدمه..الواد اتجنن والله
بالملعب..
يامن..جوان تليفونك بيرن..
جوان بلهث..طيب هاته..
ـ الو..
ـ اخرجي بره..
ـ هااا اخرج فين..؟
ـ تعالي يازفت في الجنينه من ورا..
بخوف مشت لتري من يحدثها..انت مين؟
وصلت..وجدت يد تجذبها بقوه..
ـ عاااا ياماما..
بدر بحده. اخرسي..
ابتلعت ريقها..انت دخلت هنا ازاي؟
بدر بخبث..ملكيش دعوه..
وايه لبس الولاد دا..
تؤتؤ..مسترجله..
جوان بحده ضربته بقدمه..طب اوعي بقي
انا هوريك المسترجله دي هتعمل ايه؟
بدر بحده..يابت ال..غداره اقسم بالله..
انتي يازفت..
ماشي ياجوان..
ــــــــــــــــــــــــــــ
بشرم..
انت اتجننت ادخل فين.؟
فراس بخبث..الله اومال هاخد هدومي ازاي،مش لازم تدخلي..
جميله بخجل مدت يدها من خلف باب الاستحمام..
خد يافراس..انا مش فاضيه الاكل هينحرق
فراس بضحك..مد يده لياخذهم منها..
هاتي ياستي..
عشان تعرفي اني مؤدب،وانك فهماني غلط
جميله باستنكار مدت يدها لتعطيهم له..
وهي تمتم بغيظ..
انت هتقولي مؤدب اوي…
باغتها بسحبها للداخل..بسرعه واغلق الباب..
ـ قولتي ايه بقي.؟
ـ جميله بصدمه..هااا..انت؟
ـ فراس بقهقه..انا ايه؟ هااا قولي ياعيون فراس..
جميله بخجل..دفست وجهها بعنقه..
انت قليل الادب..
قهقه عليها..
رفعها للاعلي
ـ انتي لسه شفتي قله ادب..
شهقت بخوف….
فراس..
ابتلع شهقتها بجوفه..
ـ عيون فراس..
احلي فراس سمعتها في حياتي..
ـــــــــــــــــــــ
بعد ساعه..
كان يقف مرتديا مئزر المطبخ..
يحاول ويحاول ولا فائده..
فراس بغيظ وهو يرمي الطبق من يده
جميله..انا مش عارف…
جميله ببرود وهي تجلس علي منضده المطبخ تأكل بالبسبوسه التي تعشقها…
وانا مالي دا دورك..انهارده..تغسل الاطباق..
فراس بخبث..طب مانحطهم في غساله الاطباق
ايه المشكله؟
جميله ببرود..امم فكره بس دول مش مستهلين دول طبقين..يافراس..
اقترب منها ووقف امامها..
ورفع وجهها..وقبلها..
وهمس…… جميله..
جميله بتلذذ..
ـ مممم..نعم
فراس بحزن مصطنع..
ـ مش عارف
ضحكت بعلوو صوتها عليه..
ـ ما انا عارفه… خلاص ياعيون جميله، هغسلهم انا خلاص..
فراس بصدمه..بجد انا عيونك..
جميله بخجل..هزت رأسها..وهي تأكل البسبوسه باصبعها..
فراس بمكر..طب بتاكلي ايه؟
متأكليني معاكي..
رفعت حاجبها وبهمس اجابته….
بسبوسه..
فراس بخبث..
ـ طب ماتدوقيني..؟
ـ بس انا بأكل بايدي هاتلك طبق..
فراس بهمس..
مش مهم،اكليني بصوابعك
رفعت قطعه بين اصابعها لتضعها بفمها فاختطفها بشفتيه..
وهو يتلذذ بها..
اممم احلي بسبوسه كلتها في حياتي..
جميله بخجل،بجد.؟
فراس وهو يشير لها ان تطعمه..
بجد..
عبست بوجهها وهي تنظر للطبق الفارغ..كلت البسبوسه بتاعتي..
فراس بغمزه..ودولوقت هاكلك انتي شخصيا..
قفزت بسرعه وهي تضحك..لاااا..
فراس بضحك وهو يقفز خلفها..هتروحي فين،هجيبك بردو..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أسبوع..
بمنزل عبير
عبير بحزن..وهي تساعدها باغلاق حقيبتها..
خلاص يانيره هتسيبيني؟
انا اتعودت عليكي..خليكي هنا يانيره
نيره بحزن..غصب عني ياعبير،معدش ينفع
دا حتي مكلفش خاطره يسأل راحت فين؟
انا مش مصدقه بقالي اسبوع ولا سألش عليا
ولا حس بغيابي..
عبير بتهكم وغيظ..مايمكن سأل..انتي ناسيه اني بقالي اسبوع واخده جزا وقاعده في البيت..
تذكرت نيره فعلتها، وقهقت من قلبها..
ـ يخرب عقلك ياعبير..احمدي ربنا انها جت علي كده
مطردكيش خالص..
عبير بحزن..عندك حق لازم امسك لساني شويه..والا هخسر كل حاجه..
مش كفايه اخواتي البنات وبعدهم عني..
لا وايه عاوزيني اديهم نصيبهم في شقه بابا دي..لا إما يبيعوا الشقه..
نيره بحزن عليها..طب وانتي هتعملي ايه؟
ازاي اساسا يفكرو في كده وهما عارفين انك لوحدك..
عبير بتهكم..من يوم مابابا مات وهما مبيسالوش..
بابا الله يرحمه كان حايشهم عني..وكل مااكلم واحده فيهم تقولي انتي بطولك..مش هتغلبي
نيره بتهكم..ياااه دا انا كنت مفكره ان الاخوات سند بعض..طلعت غلطانه..
عبير بابتسامه حزينه..متشغليش بالك الجميل دا..
ويالا عشان نلحق طيارتك..انا حاطه امل فيكي يانيره..
وواثقه انك هتبقي اعلي منهم وفي مكانه تانيه..
نيره بحزن..تفتكري..انا خايفه اوي ياعبير..انا بضحك وبمثل اني مش خايفه..
بس انا مرعوبه..انا معمريش طلعت من العذبه..
وكل اللي بيحصلي دا..فوق طاقتي..
خايفه اوي..
عبير بابتسامه..متأكده انك..هتقدري وبكره افكرك هتفتكري الايام دي وتضحكي وتقولي كنت جبانه اوي..
نيره فوقي لنفسك..انتي معدش قدامك خيارات..
حتي لو اتراجعتي وقولتي ارجع لباسم انا اللي هظرفك كف سداسي يطير رقابتك..
وانتي عرفاني ايدي طارشه..
نيره بابتسامه..ياريتك معايا بجد..
عبير بحده..لا ماهو اسمعي اما اقولك..انتي تظبطي امورك وتبعتيلي ااه..
كفايه عليا ابو الغضب اللي هنا..
نيره بقهقه..طب يالا يختي..توصليني المطار وتطلعي عالمستشفي..
عبير بضحك
.يالااااا،يارب مايكون هناك..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بأمريكا
بمنزل بدر..
بابا انت كويس..؟
عمران بحده..قولتلك كويس انزل انت..انا مش نازل دلوقت..
باسم بتنهيده. يابابا معدش ليها لازمه القعاد هنا..حرام عليك نفسك..هي اتجوزت وعايشه حياتها..
عمران بغل..وانت بقي واخواتك جدكم حكالكو اللي حصل ومكنتوش عاوزين تعرفوني.. هااا
ولا عشان مصلحه امكم..
بدر من خلفهم اجابه، بتهكم..
لا يابابا مش عشان كدا..عشان كان عارف انك جواك شر..ولو عرفت طريقهم مش هتسكت وانت مش قد كرم الانصاري..
عمران بحده اقترب منه وامسكه من ياقته..
تقصد اني الشرير في حكايتهم..
حكايتكم كلكم بقي..
باسم بهدوء..ابعد والده عن بدر..
لا يابابا…جدو الله يرحمه قبل مايموت كان حاسس بالذنب..
وحكالنا..لما اصرينا نعرف ليه علاقتك مع ماما فاتره وبارده ومشاكل مبتخلصش، وهو مبيدخلش ويحل مابينكو
وقتها جمعنا وحكالنا..قصتكم كلكم..
قالنا نصا كدا..
لو كان ابوك وقف قدامي ودافع عنها وعن شرفها ومتهمهاش ذور كنت جوزتهم..انا عارف اخويا وبناته والاعيبهم..
بس هو وقف واتبجح وطعن بنت بريئة في شرفها..
ابوك اختار السكه الشمال، عشان ياخد اللي هو عاوزه.
عشان كدا اصريت ان ابعده عن بنت ببراءه سهر..واعاقبه بيها يمكن يتوب..
وقتها عملت كدا،بقلب بارد لما اتاكدت ان كرم الانصاري وقع في عشقها..
ولو مكنتش متاكد من كدا مكنتش ساعدته في هروبه بيها..
دي بنت بريئه ومكنتش عاوز تنأذي بسبب عمايل ابني..
ابني كان يستحق الاختين وبجداره..
عمران بصدمه رجع للخلف..انت بتقول ايه؟
انا قلت كدا عشان متروحش مني؟
اه بعترف اتصرفت غلط بس ليه محدش مقدر اني كنت مراهق صغير
اه كنت فاسد بس عشقتها ولحد الان..وهي عملت ايه،اتجوزت وعاشت حياتها ونسيتني..
بدر بحده..وانت حياتك مشيت عادي واتجوزت وخلفت..تبقي خلصت..
وياريتك اتجوزت واحده..لا اتنين
بابا كفايه لحد كدا..لوسمحت..
عمران بغل..انت بتهاجمني عشان ست الحسن والجمال بنت اختها اللي سبت شغلك وحالك ومالك عشانها وجيت هنا..
بدر بقوه..لا انا هربت لاني زهقتي..عايش بين اتنين كارهين حاقدين لبعض..
ربيتو جوانا عقد وكلاكيع ملهاش اول ولا اخر..
زهقت..وعاوز ابعد وارتاح..
عمران بغل..كداب..جوز عمتك قالي انك بتجري ورا جوان..
بدر بهدوء..وايه المشكله.؟
انا مش انت؟
وجوان مش سهر…
عمران بغل..مش هيحصل ولا هخليك تتجوزها..
وباسم هيطلق نيره..ونقطع علاقتنا بالعيله دي..
باسم بصدمه..انت بتقول ايه يابابا؟
عمران بحده..قولت خلصنا..الاتفاق اللي بينك وبينها، ينتهي ومن حالا ملهاش مكان في بيتي ولا المستشفي بتاعتي.
بدر بتهكم..كنت متأكد انك متتخيرش عن نسرين هانم..
دور الطيبه اللي راسمه بدأ ينكشع..من اول ماجبرت فراس علي تسنيم هانم، بنت صاحبك الخاين..وانا عارف انك بتمثل دور الطيبه
عمران بصوت مرتفع وغل….انت اتجننت..
تقصد ايه،مين اللي خاين،تعرف ايه؟
بدر بتهكم..اقصد ان من انهارده..انا ميشرفنيش اكون من عيله الرشيد..ولا معرفش..ولا عاوز اعرف
انا طريقي غير طريقكم..
عمران بقوه..صفعه علي وجهه..انت بتتحداني عشان بنت الناظر..
بدر بانفعال وهو يمسك وجهه..مدخلهاش في حوارتنا يابابا.ارجوك
وياريت كفايه لحد كدا..
خلي الاحترام بينا موجود..
عمران بحده..وان خيرتك،بيني وبينها..
بدر بحده..مفيش بينا حاجه..ماتحطش نفسك في اختيارات يابابا..
انت بتعمل ليه كدا؟
ايه اللي جرالك؟
في دماغك ايه،مش فاهم؟
جز علي اسنانه..واكمل تمام..يبقي انت اخترت..
يالا ياباسم..
باسم بتهكم..علي فين؟
غيرت رايك وهتنزل ولا باقي تنتقم وتخطط وتدمر..
عمران بحده..لا انا مبخططش انا بنفذ علطول..
يالا..
وضع بدر وجهه بين يديه بحزن..
التف باسم له..بدر…
رفع بدر وجهه
ـ متسمعش كلامه ياباسم..اوعي تتخلي عن نيره..
انت بتحبها صارحها وهاتها وتعالي هنا..وسيبله الجمل بما حمل..
كفايه اللي حصل مع فراس..
باسم بابتسامه..فراس لقا طريقه وسعادته متقلقش..
وانت سيبك من الانتقام وكلامك الخايب دا..
انا شايف ان الواد عمار اجدع منك..وشاكله هيخطفها منك..
بدر بحده..عمار مين ده..دا انا اقطم رقابته..
باسم بابتسامه..ايوا كدا..انا كده اطمنت..
بدر بابتسامه.طب وانت؟
باسم بتنهيده..ادعيلي احسن انا شكلي نيلت الدنيا، وقلبي مش مطمن..
ـ ربنا يطمنك ياباسم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
انت اتجننت يامختار..بتهددني..؟
مختار(والد تسنيم،صديق عمران) بحده..اعملك ايه يعني؟،بقالي شهر مش عارف اشوفك..
في ايه يانسرين؟..انتي نسيتي ان احنا دافنينه سوا..
نسرين بحده..انت عاوز ايه دلوقت؟
باسم اتصل وقال انهم جاين انهارده..
مختار بحده..ياريته راح فيها، وخلصنا بقي..
نسرين بحده..مش قبل ماابيعه اللي وراه واللي قدامه ويكون ملكي..
مختار بتهكم..مش عارفه انتي ليه مش موافقه..
نخلص منه زي ماخلصنا زمان من غيره..
نسرين بخوف..انت اتجننت انت ناسي فراس وبدر وباسم..
مش هيدخل عليهم الكلام دا..
وخصوصا فراس..
مختار بخبث، وهو يتحسس جسدها..متسيبك من الكلام دا وتيجي احسن وحشتيني اوي..
نسرين بقلق..لا انا لازم امشي..مش عارفه نيرمين..فين؟
بقالي اسبوع برن عليها مبتردش..
مختار بانتباه..مالها نيرمين..فيها حاجه؟
نسرين بقلق..مش عارفه من يوم مامعتصم جه مكلمتنيش..وكل مااساله يقولي انا في المستشفي ولما أروح هخليها تجيلك انهارده..
ـ هروح اعدي عليها..
مختار بهدوء..مفيش حاجه لاني بشوف معتصم كل يوم في المستشفي..
لو في حاجه اكيد مكنش جه..خليكي معايا وابقي ابعتي تسنيم ليها..
نسرين بحده… هو انا بشوف تسنيم..بنتك مش جيباها البر وخيبت نيرمين..
مختار بخبث..ماتسيبيهم ينبسطوا يانسرين..ماهم اخوات برده..
نسرين بحده..انت اتجننت يامختار الحيطان لها ودان..
مختار بخبث..مانا قلتلك وحشاني..تعالي وكفايه كلام..
نسرين بعهر..وانت كمان وحشتنى..
وانغمسا معا بالحرام..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمطار..
تنهدت عبير وهي تستدير بعدما ودعت نيره علي باب المطار
لم يعد لها احد..ستغدو وحيده..
لا احد يشعر بما تشعر..الوحده شعور قاتل..
يقتل روحك بالبطئ..فيتسرب اليأس من جميع الجهات ليصل لقلبك..فتبهت روحك
ولا يعد هناك طعما لاي شئ بحياتك..
تصبح كالآله..تعمل بلا ألم..
لا احد يري ما خلف ضحكتها ومزاحها
هناك بداخل القلب وجع تخفيه ببراعه..
وعيون تغشيها غيامه من الدموع تحرقها وتحرق روحها..
اغمضت عيونها..سريعا حينما خانتها دمعتها..لتسيل علي خدها..
كم تكره رؤيه ضعفها..هي ليست ضعيفه..
غصبا عنها طافت عليها ذكري ماحدث منذ يومين حينما التقته بعد عام كامل..
عام كامل، يحمل علي يديه طفله التي لطالما حلما به معا..
وأسماه كما حلمت ان تسمي ابنهم يوما..
كم جاحد،هو..
حتي ابسط حقوقها سرقه واعطاه لغيرها
تهكمت وهي تتذكر ما حدث وكلماته لها..
flash back..
تخطو درجات السلم بابتسامه..تدندن بشرود..
الي ان اصطدمت باحدهم هابط..
اااه..مش تفتح يااا..
رفعت وجهها فاصطدمت به
عبير بصدمه..عبدال..
قصدي دكتور عبدالرحمن..حمدالله علي السلامه..
عبدالرحمن بحزن..عبدالرحمن بس ياعبير
عبير بتهكم..ازاي، بقي يادكتور العين متعلاش علي الحاجب
انا فين وانت فين؟
وبابتسامه اكملت حينما انتبهت لمن يحمله علي يديه..
ابنك ده…
عبدالرحمن بحزن لم يستطع اخفاءه وهو يتأملها بشوق..ااه زين..
عبير بغصه..ابتلعتها سريعا..زين؟
حلو..ربما يباركلك فيه..عن اذنك
صعدت مسرعه فباغتها بمسك يدها..عبير انا..
جذبت يدها من يده بسرعه..انت اتجننت يادكتور ميصحش كدا..
عبدالرحمن بحزن..اسف..اسف علي كل حاجه..
عبير بلامبالاه رغم غصتها..عادي ولا يهمك حصل خير
عن اذنك..
back.
عبير بتهكم..وهي تعدل من حجابها لتعود لحياتها التي اعتادتها..
ال اسف ال..
اسف علي ايه،ولا ايه؟
يارب..دبرها من عندك
ـــــــــــــــــــــــــــ
بشرم..
تقفز من الفرح وتقبله يمينا ويسارا
بجد يافراس هنسافر بكره..طب ليه مش انهارده..
فراس بقهقه..ااه ياجميلتي بكره
وليه مش انهارده..لان ملقتش حجز،علي عيني ياعيون فراس..
ـ مبسوطه؟
ارتمت باحضانه..وحاوطت عنقه
ـ طايره من الفرح..اخيرا هشوفهم
فراس بحنان حاطها بيديه من خصرها وقربها له….
ـ هتشوفيهم ياجميله..انا وعدتك بس عاوزك عاقله..عشان ابن ال..ميشكش
مش عاوزه ياخد باله..
جميله بحزن..يعني مش هيرجعو معايا…
فراس بهدوء..جلس واجلسها علي قدميه.
ـ جميله الموضوع كبير وخطير..
الحيوان دا كدا او كدا نهايته قربت هو واللي معاه
اوعدك بحق كل دمعه نزلت من عنيكي
تنزل بدالها اضعاف من دمه..
جميله بخوف..لالا اوعي تأذيه.
فراس بحده..نعم انتي لسه..
قاطعته بوضع شفتيها علي شفتيه..تقبله بحنان..
وابتعدت عنه بعدما استرخي وبادلها….
ـ انا خايفه عليك انت..
مش عوزاك توسخ ايدك بدم واحد حقير زي ده
ارجوك يافراس..
مد يده وجذب رأسها ووضعها علي صدره
وقبل شعرها..
هنا فقط يشعر بالاكتمال..يشعر بأن الله راض عنه
اااه حارقه خرجت منه كلما تذكر وعده لها..
هل سيقدر..؟
هل سيبتعد حقا،عنها؟
نار مشتعله بقلبه كلما تذكر،لقد ظلم نفسه
هو بدونها مسخا..
هل هي حقا نزوه..اذا لما يشعر بما يشعر به الان..
لما لا يكتفي منها..لقد نالها مرارا
لما بكل مره تبتعد عن حضنه يشعر بالخواء
فيسرع ليبحث عنها ليكتمل
هي وفقط من بحضرتها طفل صغير
لم تأخذ غيرها ما استطاعت هي اخذه بلا جهد منها..
شعر باصابعها الرقيقه تلمس لحيته..
تعد شعيراته البيضاء
ابتسم علي طفولتها
واغمض عيونه ليستمتع بعذف اصابعها الرقيقه
علي وجهه
وهي تدندن بكلمات تلك الاغنيه التي تغنيها طوال الوقت..
ـ بتعرف شعور لما تلتقي صدفه بحدا
ما بيشبه حدا..
لما فجأه تموت العجقه ووحدك تشوفا هدا..
صمتت..
وفتح عيونه ينظر لها..
وهي تقبل أسفل لحيته..
فأكمل هو بصوته الفخيم..التي تسمعه لاول مره..وهو تحت تأثير سحرها
ـ مش عم بقدر افهم احساسي شو عم يعمل
كل مابقرر وقف عم لاقي حالي مكمل..
حاله ضياع..احساسي بدو يرحل مافيني قلو ارجع
لاني بحبك..
لفت ذراعيها حول عنقه واكملا معا..
ـ ـ مش عم بقدر افهم احساسي شو عمل يعمل،كل ما بفكر ابعد عم لاقي حالي مكمل..
ـ كل شي قرار الا الحب غصب عنك ما بياخد اذنك بلحظه واحده بيغيرك وينسيك حتي اسمك..
مش عم بقدر افهم احساسي شو عم يعمل..
حاله ضياع..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأمريكا..
بهدوء التف يبحث عنها بين الطلبه..
جحظت عيونه وهو يراها بتلك الهيئه المهلكه..
بشعر قصير وعيون مزينه وملابس مهلكه
جز علي اسنانه ونظر لها بقوه وحده
فقابلتها بغمزه وهي تمد يدها تزيح شعرها
بإغراء..
شعر بالحسره وهو يتزكر شعرها الطويل الذي وقع بعشقه منذ رآها اول مره
أغمض عيونه يتحكم بغيرته المجنونه..
وهو يري الجميع مشغول بها
وهي تنظر له بشماته..
نظر لها نظره احرقتها، فابتلعت ريقها..
ابتلع حرقه حلقه وبصوت مرتفع..
انت؟
ـ هلا أتيتي لهنا؟واشار بيده للصف الذي امامه؟
ابتلعت ريقها…هاااا
بدر بحده..اسرعي
نيراج بهمس..لقد وقعتي بشر تخطيطك جوان،اقسم اري النار تخرج من اذنيه..
جوان بخوف..نيراااج انقذني..
نيراج بابتسامه بلهاء..ليت بيدي ياجميله..الله معك..
استقامت مفزوعه وهو يصرخ بها ان تأتي امامه..
جحظت عيونه بصدمه حينما رأي ما ترتديه..
هوت شورت جينز وعليه بلوزه تكشف اكتر مما تستر..
مسح عرقه..بيده..
وصاح بالجميع..
الغيت المحاضره..الي الخارج..
هرول الجميع..
وهرولت خلفهم..
ولكن يد قويه امسكت بها..
تعالي هنا..نهارك اسود ومهبب..
جوان بصدمه..يااماما..
عااااا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شهقت بخوف بعدما صعدت الطائرة فجأه، مدت يدها امسكت بقوه بمقعد الطائره بجانبها..
ابتسم ومد يده لها لتمسك بها..
نيره..انتي بخير؟..تشبثي بيدي.
التفت له وابتسمت بهدوء..انا بخير شكرا لك..
هذه اول مره اركب عطائره..
بهدوء ابتسم لها….لا تقلقي انا معك..
كل شئ سيكون بخير..
ابتسمت بهدوء واراحت ظهرها للخلف
ـ ان شاءالله
ـــــــــــــــــــــــــــــ
علي مفترق طرق
لا احد يعلم كم قلبا يعاني وفقد الامل
ولا كم عاشقا خفي فارق وغدر
بالقلب غصص وحكايا،لا احد يعلم بها
وسط الدروب تعاني،بصمت وحدها
يا ناظرين لنا بعين حسد..انظروا جيدا لنا..
نحن من نعاني،ولا احد يهتم بنا
انظرو وتأملو احوالنا..لا احد يعاني غيرنا
لا احد بالدنيا يري اوجاعنا..
نحن التائهون..الضائعون..لا احد يمسح دموعنا
فارحموا من في الارض..يرحمنا الله جميعنا..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بالطائره..
التف داوود لها.. لا تقلقي كل شئ سيكون بخير
انا معك..
نيره بابتسامه.. اعلم.. شكرا لقدومك لاخذي.. داوود بابتسامه.. اتمني ان اكون كما توقعتي وتخيلتي..
نيره بإبتسامه.. كشكل بالتأكيد اجمل مما توقعت..
اما كشخصيه..
انت جميل الشخصيه داوود كما وصفتك سولاف..
داود بإبتسامه.. وانت ايضا جميله وحزينه نيره
هلا اخبرتني ما بك؟
نيره بتنهيده.. سأكون بخير.. لا تقلق..
داوود بابتسامه.. ان شاءالله ستكوني بخير
انسي مافات ولنبدأ من جديد جميعا..
هناك المستقبل وهنا الماضي..
اعلم انه تطفل مني..وقد يزعجك لكني اريد ان استمع لحكايتك نيره….
نيره بتنهيده.. ليست حكايه هي مأساه.. ان صح التعبير.. أتعلم تصلح قصه دراميه حزينه
داوود بصدمه.. ألهذه الدرجه..؟
نيره بابتسامه حزينه.. نعم ولكن اخبرني اتستطيع فهم العربيه؟
داوود بخجل.. ليس كثيرا نيره.. ولكني استطيع التقاط بعض الكلمات..
ابي كان مصري عربي وامي اسبانيه، وانفصلا الاثنان منذ كنت طفلا، وتربيت مع جدتي وجدي..
ولم اتعلم العربيه جيدا،او لم اهتم بتعليمها.
جدي هو صاحب تلك الدار، والصحيفه التي ستعملين معنا بها..
وبعد كبره بالسن سلم الاداره لي انا..
وعملت علي توسيعها حتي اصبحت عالميه كما تعلمين
نيره بصدمه.. انت اذا صاحب الصحيفه والدار..
لما اخبرتني انك مندوب عنها..بالهاتف.؟
داوود بابتسامه.. ساخبرك ولكن لا تفهميني خطأ
ـ منذ قرأت لك وانا اتخيل ماهو شكلك؟… طريقه كلامك..
كلماتك اخذتني لعالم آخر.. شعرت انك تتغلغلين داخلي..
لذا زاد فضولي.. عنك..
وكم ترجيت سولاف ان تعرفني عليك بما انكما اصدقاء….
ولكنها لم تقبل..قائله ان هذا لا يصح ابدا وبعدها غبتي طويلا.. وكانت سولاف قلقه جدا عليك..
وانقطعت اخبارك..
وفجأه عدتي للتواصل مع سولاف..
وكأن الروح عادت لي
كنا جميعا بالمجله حينما اجبت علي سولاف..
لم اشعر بنفسي الا وانا أراسلك لاعرض عليكي العمل معنا..
فوجأت بقبولك.. وعلمت من سولاف تخوفك بالقدوم..
لذا قررت ان ازور الوطن، لاول مره بحياتي وآتي لاصطحابك..
اتمني ان لا تأخدي كلامي علي محمل اخر غير الفضول..
نيره بتنهيده ادارت وجهها لنافذه الطائره..
لا عليك.. اتفهم كلامك..
انا ايضا حينما قرأت اول روايه في حياتي، شعرت بذاك الشعور..
ذلك الفضول القاتل..من كتبها؟
وما هو شكله؟
اتفهمك تماما..
تعلم لقد جاء عرضك بلحظه كنت في أضعف حالاتي..
أخذت قراري بلا تفكير،وللان لم افكر به
فقط ذلك الخوف الذي يتسلل لقلبي كل بعض الوقت
فأصبر نفسي ان كل شئ سيكون علي مايرام..
عادت لتنظر له.. وابتسمت..
أتعلم..
اشعر انه خيرا كثيرا.. لا اعلم هنا شعور بقلبي منذ تقابلنا يخبرني انه خير
انه الانطباع الاول..
داوود بهدوء..الا تخشي من خدعه الانطباع الاول..
نيره بابتسامه..أتعلم انا اري لناس بقلبي،ولله الحمد لم يخطئ للان..
ما اشعر به من اول مره،يبقي حقيقه..
قد تكون هذه قوه البصيره..لا أعلم..
داوود بابتسامه سحرتها.. معك حق..
اانا ايضا علي يقين
ان القلوب تبصر قبل العين
القلب لا يخطئ في حكمه ابدا
يفعل ما يشعر به..
اما العقل.. فقد يخطئ بأبسط العمليات الحسابيه
مابالك بالحكم علي البشر..
نيره بابتسامه.. معك حق
لذا اشعر انني بخير..
داوود بابتسامه.. اعدك ان تكوني بخير معنا..
(دايفيد،او داوود،لاب مصري وام اسبانيه بالثلاثون من عمره..وسيم ذو ملامح اسبانيه مصريه، مسلم، صاحب المجله ودار النشر التي تعمل بها سولاف ونيره)
نيره بهمس..ان شاءالله
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفي..
تمشي بهدوء علي غير عادتها،ليس لديها طاقه لتعمل..
الجميع لا يفكر الا بنفسه..اخفت عن نيره انها اليوم ايضا راحله من بيتها
بيتها التي توسلتهم ان تبقي به هي وصديقتها
الي ان ترحل نيره..
كم هي زائفه الدنيا وخداعه..كم كانت صدمتها قويه في شقيقاتها..
طفرت دمعتها غصبا عنها
فمسحتها سريعا، ودخلت بلا طاقه لغرفه الممرضات..والقت السلام
واخرجت ثيابها لترتديها..
ايمان بتعجب من امرها..
ـ مالك ياعبير في ايه؟
وفين نيره؟،بقالها كتير مجتش،لسه متعرفيش عنها حاجه..
عبير بحزن..لا معرفش ياايمان،قوليلي هو حد سأل عليها ولا ايه؟
ايمان بهزه من راسها..لا مفيش..
المهم انتي مالك كدا،زعلانه ليه.؟
عبير بغصه بحلقها..لم تعتد علي اخراج همومها لاحد..ابدا ياايمان،شويه صداع بس..
ايمان بتهكم..عليا انا ياعبير،هو انا مش عرفاكي..في ايه بس؟
عبير بهدوء..مفيش بس متعرفيش شقه يكون ايجارها مرتاح..كدا..
احسن اللي انا فيها لازم اسيبها قريب..
ايمان بحيره..مش عارفه بس ممكن اسألك ابويا يشوفلك…بس هتسيبي بيتك ليه ياعبير هي مش شقه تمليك..؟
عبير بحزن..حصلت ظروف واضطرينا نبيعها..عن اذنك اروح اشوف شغلي،بس متنسيش معاكي رقمي
بالله عليكي وانا هحاول استسمح اللي هياخدو الشقه اقعد الاسبوع دا..
ايمان بحزن..حاضر والله هقوله..
خرجت تجفف دموعها وغصه قويه تكتمها بقلبها..تريد البكاء وبشده
انتفضت علي صراخ آتي من احدي الغرف التي من المفترض ان تشرف عليها
فاقتربت منها لتري ما حدث..
معتصم بحده..مين المسؤل عن الحاله دي ازاي لحد.الان محدش دخلها..؟
ابتلعت ريقها وزميله لها تحقد عليها سمعتها تخبره.
ـ دي عبير المسؤله يادكتور ولحد الان مجتش
معتصم بحده..ازاي مجتش..لحد الان…؟
نرجس بمكر، وهي تمضغ علكتها.هي كدا علطول متأخره..شغل وسايط بقي..
معتصم بحده..وسايط ايه وزفت ايه،متتكلمي كويس..
وامشي روحي شوفيها لو مجتش هتترفد حالا..
عبير بصدمه دخلت مسرعه..وبصوت يرتعش من كتمه الدموع..
ـ انا اهو يادكتور..موجوده..
معتصم بصدمه هي نفسها،
صدم من منظرها..وانتفاخ عيونها ووجهها الشاحب..لم تخفي كحله عينيها المرسومه
حزنها..
ولكنه تذكر فعلتها وصاح بها..
اقدر اعرف اتأخرتي ليه لدلوقت…؟
لا رد..
ضغطت علي شفتيها تمنع انفجارها بالبكاء وصمتت..
معتصم بغيظ..متنطقي القطه كلت لسانك..
اخرجت صوتا مرتعشا..سوري يادكتور الطريق بس..
معتصم بحده، مخصوم يوم كمان من مرتبك..
عبير بتهكم ومراره،اغلقت عيونها..
ـ اللي حضرتك شايفه يادكتور،ولا يهمك..
عن اذنكم..مادام كدا كدا مخصوم اليوم.
ملوش لازمه بقي اكون هنا..
معتصم بصدمه..استني هنا..؟
تركته ودخلت مسرعه لاول غرفه فارغه قابلتها واغلقت الباب خلفها..
نرجس بخبث..شوفت يا دكتور طريقتها..اهي كدا..
وكمان دكتور مختار ودكتور عمران مبيقدروش يكلموها..
معرفش نصايب وبتتحدف علينا ولا عشان احنا ملناش ظهر..
معتصم.بحده..انتي لسه واقفه امشي شوفي شغلك وبطلي كلام..
نرجس بغل..حاضر يادكتور انا ماشيه اهو..
تنهد بتعب ونظر للباب المغلق عليها..ياترا حكايتك ايه انتي كمان؟
اقترب من الباب ليدقه بحده عليها ولكنه تصنم وهو يستمع لصوت بكاءها المرتفع..
ابتعد خطوه للخلف..ومد يده مسح وجهه
ـ ياالله..
دخل لمكتبه مسرعا بقلبه غصه تؤلمه من صوت بكاءها.
خرجت بعدما هدأت تماما..
امسكت ورقه وقلم..وخطت طلب استقاله من المشفي..
لا تستطيع تحمل الاهانه العالم بلونين بالنسبه لها
ابيضا او اسودا..لا وجود للدمج بينهما في حياتها..
لا تريد العمل هنا..ستكتفي بمرتب والدها ووالدتها..
الي ان يأذن الله بغير ذلك وتعمل بمشفي اخري..
المبلغ الذي ستحصل عليه من بيع الشقه..
سيكفيها ويفيض..
شقه والدها واسعه وفي منطقه راقيه لذا سينولها مبلغا ليس بقليل..
ستدبر امرها..ولكن يكفي الي هنا..
لقد.كرهت ذلك الاسم..ممرضه
الجميع يخشونها وكانها وباء..تسمعهم يسبونها
وكأن وظيفتها محرمه..
لقد سارت علي درب والدتها..كم كانت فخوره بها
والدتها كانت ممرضه وتعمل هنا بجانب وظيفتها الحكوميه..لذا عينها هنا دكتور عمران كرامه لوالدتها
والدها كان ضابط بالجيش،والتقاها واحبها
بعد وفاه والده بناته الاولي
ربتهم كأطفالها وانجبتها..لم يظهر عليهم ذلك الحقد
الا بعد وفاه والدها..
والدها واه من فراقه..
مرتب والدها كبير
لذا لن تعمل هنا مجددا..
ايمان بصدمه..بتعملي ايه ياعبير؟
عبير بتهكم..زي ماانتي شايفه..
خدي قدميها…للدكتور..انا مش هخطي هنا برجلي تاني.
كفايه بقي،محسسيني انهم اشترونا بالكام ملطوش اللي بناخدهم..
ايمان بصدمه..بلاش ياعبير،اهي النوايا تسند الزير
انتي مش هتعرفي تشتغلي في مستشفي غيرها..مرتبها كدا..
عبير بحزن..ياستي الله الغني،وكمان عشان ست نرجس ترتاح..
عشان خاطري،خدي قدمي الاستقاله دي
وادي اليونيفورم بتاعهم وكل حاجه سلموهالي..
عن اذنك..
ايمان بحزن..اللي يريحك ياعبير..هعمل كده..
عبير بحزن..يالا نبقي نتقابل ان شاءالله..عن اذنك..ومتنسيش اللي قولتلك عليه
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بامريكا..
ايه في ايه؟
ابتلعت ريقها وعادت للخلف..وهو ينظر لها بحده..وصدر يعلو ويهبط
ـ انت بتبصلي كدا ليه؟
اشار بيده علي منظرها..
ـ دا لبس تلبسيه؟
دا منظر بنت محترمه،متربيه؟
جوان بتهكم،رفعت حاجبها وبلا خوف اقتربت منه..
وانت مالك؟
ايه اللي مش عاجبك في لبسي..
ومالك متزرزر ليه كدا؟ اللي يشوفك وانت متزرزر عليا،ميقولش ان اختك بتلبس اوسخ من كدا..
بدر بصدمه..انتي مالك بأختي اصلا..انا فيكي انتي؟
مدت شفتيها المزينه بالاحمر القاني
و بلامبالاه..
ـ وانت مالك بيا؟
انا اعمل اللي عوزاه..
مد يده وامسك يدها وضغط عليها بقوه..
مالي بيكي؟
انتي عاوزه توصلي لايه،ها؟
عاوزه تسمعي ايه؟
اني بغير عليكي،اه بغير..
انك تخصيني..اه تخصيني..
جوان بصدمه..انا مش عاوزه اسمع كده، واوعي بقي..ملكش دعوه بيا..
ـ انا حره..
بدر بصدر يعلو ويهبط من شده الانفعال
ـ انا مش عاوز اتغابي عليكي
لان من الواضح مبتجيش بالعند.
بس هقولك حاجه واحده..
لو مروحتيش حالا غيرتي القرف دا، ولبستي لبس ميبينش فتفوته من جسمك وشعرك اللي حرقتي قلبي عليه دا.
لو مرجعتيش لبستي الحجاب هحلقهولك زيرو.
وساعتها متلوميش غير روحك..
جوان بصدمه..متقدرش..ابعد عني انا حره..
بدر بغل ترك يدها ومد يده جلب جاكيت بدلته والقاه بوجهها.
استري نفسك ياهانم..ويالا عشان هروحك..
جوان بعند..لا مش لابسه وانا حره، انا مبسوطه كده..
انت مالك ياغتت انت..
ولسه عندي محاضرات..واوعي بقي كده..
مشت من امامه بلا مبالاه لتخرج..فجذبها من يده بقوه..
وصرخ بها..
البسي الزفت وقولت مش هتحضري، كلامي مبيتسمعش ليه؟
جوان بصياح كصياحه..وانت مالك عامل راجل عليا انا ليه؟
متروح تعمل راجل علي امك واختك..حاجه غريبه..
ابتلعت باقي كلماتها وهي تضع يدها علي وجهها وجحظت عيونها..
اثر صفعته القويه..
ـ بتضربني..
بدر بحده..واقطم رقابتك كمان..لو لقيتك بالمنظر الوسخ دا تاني..
مد يده ووضع الجاكت علي كتفها بعشوائيه
وجذبها من يدها بقوه..
وهي تسير بلا اراده خلفه..مصدومه.
وصل لسيارته وفتح بابها ودفعها بها بغيظ..
اغلق باب سيارته واستدار لينظر اليها..
فباغتته بصفعه قويه علي وجهه..
وبابتسامه متشفيه به..
ـ كدا نبقي خالصين يابن الرشيد..
جحظت عيونه من فعلتها، وجرأتها
استدارت مسرعه لتخرج..ولكنه كان اسرع منها واغلق الزر وقاد مسرعا..
بسرعه جعلتها تترنح يمينا ويسارا
ـ خرجني ياحيوان..نزلني..
لا رد..
ـ انت يابدر الزفت..
لا رد..
ينظر للامام ويقود بسرعه جدا..
وهي تصرخ وتضرب به..
نظرت للخارج وصدمت هذا ليس طريق منزلها..
انت موديني فين.؟
نزلني..عااااا
انت رايح بيا فين؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفي..
ايه دا؟
ايمان بارتباك..دي استقاله يافندم بتاعت الممرضه عبير
كتبتها وقالتلي اوصلها لحضرتك بما انك المسؤل عن القسم هنا في غياب دكتور عمران..
هي مش هتقدر تكمل هنا.
معتصم بصدمه..ايه التهريج دا؟
ومين قالها ان احنا هنوافق عالتهريج دا..القسم هنا فيه عجز في التمريض
مين المسؤل عن عقود الممرضين هنا..
ايمان بخوف..
استاذ رمضان يافندم..
معتصم بحده..روحي خليه يجبلي عقد الممرضه دي ويجي فورا..
ايمان بخوف..حاضر..يافندم..
معتصم بغيظ..ماشي اما نشوف انا ولا انتي؟
صمت قليلا..
وتنهد بحزن..منك لله يانيرمين انا من امتا بس باجي علي الغلابه..؟
عصبتيني وركبتيلي العصبي من يوم
ما اتنيلت اتجوزتك..
ياارب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلا..
بفيلا الرشيد..
نسرين..
حمدالله عالسلامه ياعمران..عامل ايه دلوقت..
عمران بحده..كويس..
فين نيره؟
باسم بصدمه..بابا مش هسمحلك…
عمران بحده..البيت دا بيتي..والشركه شركتي وكل حاجه هنا ملكي،لو عارضتني،تتفضل تطلع برا..
البنت دي مش هتفضل في بيتي ثانيه واحده بعد كده..
نسرين بصدمه من موقف عمران..
اش اش..اهدو كدا..
بنت مين اللي عاوز تطردها ياعمران بس..
وبشماته نظرت لابنها المنفعل..
مش لما تبقي تلاقيها اصلا..الحلوه هربت من اسبوع ومردتش ازعلكو..واقلكو..
باسم بصدمه..انتي بتقولي ايه.؟
تقصدي مين؟
نيره فين…؟
نسرين بشماته..نيره الفلاحه اللي بليتونا بيها
هربت مع عشيقها..انا شفتها وهي بتركب معاه العربيه
ومعاها شنطه هدومها..
باسم بانفعال..انتي كدابه،نيره لا يمكن تعمل كدا.
صعد مسرعا لغرفتها يبحث عنها..
فتح خزانتها ولم يجد اثرا لمتعلقاتها..
نادي بصوت مرتفع علي الخادمه..
نعمه..يانعمه..
نعمه بخوف من صوته المرتفع..
ـ ايوا ياسي باسم انا اهه..
باسم..فين نيره يانعمه..انا مش قلتلك خلي بالك منها..
راحت فين؟
ابتلعت ريقها ونسرين تنظر لها بحده..
معرفش يابيه..
انا صبحت الصبح ادور عليها ملقتهاش..
بس..
نعمه بخوف..تلاقت نظرتها مع نسرين الماكره..
وتنهدت بحزن..بس انا شوفت معاها تليفون ياباسم بيه وكانت بتكلم مع واحد
وبتقوله..خلاص انا موافقه..
صمتت بحزن..ونسرين تنظر لها بانتصار..
بتقوله اني موافقه اهرب معاك..وخوفت اقولك يابيه…
باسم بصدمه ارتد للخلف..
ـ مش معقول نيره تعمل كده..
عمران بحده..ومتعملش ليه..؟
العرق دساس انا اللي غلطت اني سترت علي واحده وسخه من الاول..
وتلاقيها مدوراها..
الحمدلله انها غارت في داهيه وخلصنا منها..
الموضوع دا يتقفل حالا..ومعدش نكلم فيه..
وكويس انها اصرت ان منوثقش العقد..
اهو كده احسن ليها..عشان تعرف تمشي براحتها..
بكره نكلم المحامي ونخلص ونفسخ العقد اللي بينا ويبقي خلصنا.
نظر لهم بألم ودخل الغرفه وأغلق علي نفسه..
جلس علي الفراش يتأمل الغرفه بشرود..
ـ مش معقول..انتي يطلع منك كل دا يانيره..
لا يمكن يكون دا حقيقه ابدا..
وبحده وعنف اكمل..
ـ بس وحياتك لاجيبك،ومش هرحمك يانيره وادفعك تمن خيانتي وانتي علي ذمتي
صاح بعنف وانفعال وهو يقذف بكل شئ امامه
انا هوريكي يانيره..
هطلع روحك بإيدي
ــــــــــــــــــــــ
بمنزل عبير
علي الهاتف..
ياشيرين بقولك استني اسبوع، ونكتب العقد ياستي
علي ماادور علي حته تلمني..
حرام عليكي..اومال لو مش اخوات..هروح فين بس؟
شيرين بانفعال..احنا قايلين ليكي، بقالنا شهر وانتي عماله تتلكعي
انا عاوزه فلوس ضروري..مليش فيه
ساعه بالكتير ونكون عندك نكتب العقد وانتي حره في نفسك..
عبير بغصه ونفس عزيزه..
طب هاجي اقعد عندك يومين لحد ماادبر اموري..
شيرين بشهقه..تقعدي عندي فين ياعبير..انتي ناسيه جوزي ولا ايه؟
وبعدين دا هي حته اوضه وصاله، والعيال مرمين عالارض..
هي مصر ناقصه مجانين..
شوفي مروه..
ابتلعت ريقها وهي تمسح دمعتها الخائنه..
ـ مرديتش ياشيرين..عشان حماتها قاعده معاها.
خلاص ولا يهمك علي ماتيجو اكون جهزت شنطتي وحاجتي..
ليا رب يا حبيبتي..متشغليش بالك..
شيرين بتهكم..ماشي يختي ربنا يوفقك..
اغلقت الهاتف ووضعت يدها تبكي بحرقه..
رن هاتفها بنفس الرقم مرارا وتكرار
ولا نفس لها لترد…
قامت كالآله تضع اغراضها بالحقائب..
وهي تدعي بحرقه علي شقيقاتها..
ـــــــــــــــــــــــــ
باسبانيا..
اف اخيرا وصلنا..
داوود بابتسامه..حمدالله علي سلامتك..
اتمني ان يكون البيت أعجبك..
نيره بصدمه..وهي تلتفت يمينا ويسارا..
انه رائع..ولكن هذا كثير جدا.
داوود بابتسامه..ليس كثيرا نيره
جميع الموظفون بالمجله يسكنون جميعا
هنا
هذه المنطقه السكنيه ملكا لنا..
ونحن نعمل علي راحه موظفينا..
نيره بلهفه.. سولاف تعيش هنا؟
لم يتكلم جاءها الجواب من الخلف..
طبعا ودي تيجي نسيبك لوحدك هنا؟
انا ساكنه هنا من قبل مايخصصوها اصلا للمجله.
نيره بفرحه..سولاف؟
اقتربت منها نيره وتصافحا بحراره
سولاف بسعاده.. نورتي اسبانيا يانيره
نيره براحه..اف اخيرا لقيت حد يسليني
سولاف بغمزه وهمس لها..ليه هو داوود مش مسلي
دا كان هيتجنن ويشوفك..
نيره بهمس..اسكتي ياسولاف احسن انا حاسه من ساعه ماشوفته وانا في نص هدومي..
سولاف بقهقه..
متقلقيش داوود شخصيه رائعة..
تعالي بقي اعرفك علي ميسم صديقتي اللي حكيتلك عنها
نيره بابتسامه..اومال فين ولادك..؟
سولاف بصدمه..اسكتي نامو..نوم الظالم عباده..
اطلقت نيره ضحكه مرتفعه علي مزاح سولاف
خلبت لب الذي ينظر لها كأنها كنزه الثمين..
لاحظت نظرته وخجلت..
وسارت بجانب سولاف..
داود بهمس..يالله..هذه الفتاه خطر علي قلبي
اليخاندرو من خلفه..مابك داوود؟
داوود بشرود..لا اعلم يااليخاندرو ولكن قلبي يدق بسرعه
منذ التقيت بهذه الفتاه..
اليخاندرو بشرود..جميله حقا..
داوود بانفعال..ليس لك دخل بها..
اليخاندرو بابتسامه..حسنا..حسنا..اهدأ..هيا لتناول العشاء
الجد بانتظارنا..
داود بتنهيده..لا تحزن..اليخاندرو..هيا بنا
اليخاندرو بابتسامه..يبدو ان احدهم كان كافرا بالحب وبدأ الايمان به..
ابتسم بتهكم وسارو معا..لا تذكرني بقصص الحب
الم تري ماحدث مع والداي..؟
ابتسم اليخاندرو واجابه..
ليس الجميع كوالديك داوود.
انظر حولك..لعشق والدايا وعشق جدك وجدتك…انهم رائعون يارجل
لا تبتأس واذا دق قلبك، اغتنم الفرصه ولا تتردد
خد حقك من الدنيا بيديك..لا تهتم لاحد..
داوود بحزن..اخاف الفشل
اليخاندرو..وان يكن؟
يكفي عشت اجمل لحظات بالعمر..العمر يمر يابن عمتي..
ان لم تغتنم فرصتك،ستعيش باقي العمر وحيدا
داوود بهمس..لا اعلم..
اليخاندرو بضحك..لقد اوقعتك العربيه، برواياتها وكلماتها الساحره
وذهبت من اجلها لوطنك لاول مره..لتأتي بها
وللان لا تعلم..؟
كم انت مغفل يارجل؟
هيا بنا..هياااااا
داوود بإبتسامه..هيااا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعه..
طيب يا عبير ان ماوريتك مابقاش انا..
ال وانا اللي كنت عاوز اعتذرلك..
فتح الملف ودون عنوانها وخلع مئزره الطبي وحمل متعلقاته وخرج..
يتوعد لها..
بعد ساعه
بمنزل عبير..
حضرت الاختان والمحامي..وجلسا بانتظار
المشتري..
المحامي..متخلصونا يااساتذه ورايا ميعاد تاني..
شيرين بحده لشقيقتها مروه
متطلعي تناديها من فوق خلينا نخلص
عبير بصدمه..تنادي لمين بالظبط.؟
انتو هتبيعو الشقه لمين؟
جاءها صوت ام عبدالرحمن الشامت..
للدكتور عبدالرحمن ابني يا حبيبتي
عشان يبقي جنبي هو ومراته الدكتوره سلمي وابنه زين.
ماانا ست كبيرة ومعدش ينفع بقي..
ومتقلقيش فلوسكو جاهزه بالتمام والكمال..
استقامت مفزوعه وهي تنظر لشقيقاتها التي طالما حكت لهم عن ماتفعله معها.
هم علي درايه بقصه عشقها الفاشله
دارت بعينها تنظر لوجوههم التي انعدم الحياء منها..
وتبخرت صله الرحم
الأنها اخت غير شقيقه لهم..يفعلو بها ذلك..
هي شقيقتهم من الاب فقط..
يكبرونها بعشر اعوام الاختان التوأم..
الهذه الدرجه كانو يمثلو الطيبه عليها
ابتلعت ريقها وعينها تحط علي وجهه ام عبدالرحمن الشامته بها..
المحامي..ها يامدام..هتكتبو العقد بإسم مين؟
ام عبدالرحمن بشماته..
بأسم ابني طبعا الدكتور..
شويه بس ويجي.
لم تستطع دارت الارض بها..واحست برعشه بجسدها..
ولم تدري بنفسها..
انهار جسدها..واستسلمت..
شهق بصدمه، ودخل مسرعا وتلقفها
بين ذراعيه..
ـ عبير..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد يومان
بفرنسا
وصلا البارحه..وجلبتهم لينا لها..
وكأن الله استجاب لدعواتها والحقير وزوجته ذهبا لعمل خارج البلاد ولم يستطيعا اخذا الطفلين فتركوهم بأماناه لينا..ليومين..
بشقه فراس بفرنسا..
تبكي واطفالها حولها يبكون..
لم يعرفوها..نسوها اوهكذا خيل لها..
هي من الاساس كانت طفله، لم تستطع الاعتناء بمتطلباتهم يوما وحدها
ولولا حماتها كانت تهتم بهم معها..وتأخذهم منها..ما استطاعت وحدها..
كانو نائمون حينما جلبتهم لينا..اشبعتهم تقبيلا وهم نيام..
اخذتهم بأحضانها اخيرا بعد غياب..
احست بذلك الشعور التي طالما قرأت عنه
بالروايات..وسمعت عنه بالافلام..
الشعور بالاكتمال..
باحضانها ابناءها وبجوارها هو يحيطها بذراعيه
اغلقت عيونها حتي لا تداهمها تلك الحقيقه انها بعد يومين ستشتاق لذلك الشعور.
وسترحل بدون اطفالها مره اخري
تمنت لو دام ذاك الشعور الي الابد
ومااكثرها امنياتنا
تلك الامنيات التي نحلم بها ليل نهار ان تتحقق،ندعو بقلب تعب من كثره الازمات والاحزان..ان تتحقق..
مطلب بسيط ورب العرش كريم..
لما لا..؟
ظلت طوال الليل وهو يحيطها بذراعيه تدعو
ان تبقي هكذا الي الابد..
ولكن..
ليت المطالب بالتمني..
استيقظت علي صراخهم وبكاءهم، وهو ليس بجانبهم..
حاولت ويشهد الله ان تهدأهم وتخبرهم انها هي والدتهم، من اشتاقتهم حد الالم
وكانت حياتها بدونهم كالجحيم
ولكن لم يصمتو..
انهارت اعصابها وجلست علي الفراش بجانبهم تبكي مثلهم كطفله صغيره..
(اصابك عشق✍️أسما السيد✍️جروب ولنا في الخيال حياه)
دخل للشقه بعدما خرج ليجلب بعض المشتروات والالعاب لهم..
صدم بصوت البكاء المرتفع، ودخل مسرعا يبحث عنهم..
صدم من منظرها..
تجلس علي الفراش دافنه وجهها بين ركبتيها وتبكي كالاطفال..واطفالها بجانبها يبكون معها..
وضع مابيدبه ارضا..
وبصدمه همس بإسمها.
ـ جميله…؟
رفعت وجهها وصدم من منظر وجهها
قطع المسافه بينهم بخطوه واحده.. وجذبها لحضنه..
حاوطت عنقه بقوه، وانفجرت بالبكاء.
ـ معرفونيش، يافراس نسيوني..
انا مش عارفه اسكتهم..ااااه..ولا راضين يسمعوني..
دورت عليك وملقتكش..خايفين مني
فراس بحنان، ووجع بقلبه عليها..
ـ شششش اهدي انا هنا اهو،..خلاص متبكيش
وكانها اخبرها ان تبكي..
فبكت اكثر…
(جروب ولنا في الخيال حياه،حصري)
بعد نصف ساعه..
يجلس ارضا وحوله الاطفال يلعبون معه بالالعاب التي جلبها لهم..يفترشون الارض بها
والاطفال يقهقهون ويمرحون هنا وهنا
معه ..وهي تنظر له ولهم بصدمه..
والدموع تحرق عينيها..
التف لهاوهيجالسه خلفه علي الاريكه، وابتسم ومد يده وامسك بيدها،وقربها من فمه و قبل يدها بحنان..
تعالي ياقلب فراس،جمبي هنا.
هزت راسها بلاااا..
وصمتت..وأدارت وجهها بحزن.
قبل الاطفال واستقام وتركهم يلعبون..
بعدما همس لهم ببعض الكلمات.
لم تهتم لتسمعها..غارقه بحزنها..
ـ أخذها من يدها للداخل..
جلس علي الفراش وجذبها علي قدميه..
فراس بحنان وهو يمسح علي وجهها بيديه.
يمحي دموعها…
ـ مالك ياقلب فراس بس..؟
ـ منكده علي نفسك ليه؟
دفنت رأسها بصدره وبكت ..
تنهد..واحاطها بذراعيه..وقبل رأسها..
ـ طب ابكي..لو هترتاحي..كدا
انفجرت بالبكاء..وهو يهدهد بها كالاطفال ويدلك ظهرها..
ـ انااا..
ـ انتي ايه ياجميله؟
قولي اللي في قلبك..
جميله بخوف..انا ام فاشله..صح
فراس بصدمه..ليه بتقولي كدا ياجميله؟
انت احلي ام في الدنيا بحالها..
جميله بحزن..اومال ليه معرفونيش ومعرفتش اسكتهم
دول سكتو معاك انت،ومسكتوش معايا..
فراس بحنان جلبها لاحضانه مره اخري..
وبحزن اكمل..
عشان انتي اساسا طفله ياقلب فراس..
تخيلي كدا..طفله مخلفه اطفال..
وبعدين دول اطفال ياجميله،وطبيعي الاطفال تنسي في السن دا..واديكي شوفتي بنفسك
سكتو ازاي لما بطلتي عايط،يعني كان بيبكو علي بكاكي انتي..
جميله بحزن..انا مش طفله..
فراس بخبث وهو يتحسس جسدها..طب ماتثبتيلي انك مش طفله كدا..
جميله بصدمه..انت قليل الادب ليه؟
انا في ايه، وانت في ايه؟
فراس بقهقه..الله ماانا مؤدب اهه..
وبعدين احنا جعانين،مش هناكل ولا ايه؟
جميله بغيظ..اطلب اكل من برا..
فراس بحزن مصطنع…بس انتي عارفه اني بتعب من اكل برا..
يرضيكي اكل من برا واتعب..
جميله بلهفه..لا ياقلبي خلاص هعمل انا..
فراس بفرحه..انا قلبك بجد؟
مدت يدها تتحسس لحيته..وهزت رأسها
ـ اااه
فراس بهمس..قولي كدا تاني؟
جميله بخجل..اقول ايه؟
ـ ياقلبي
رفعت وجهها له واقتربت تهمس بأذنه.
ـ ياقلبي..
لف رأسها بلهفه، وابتلع باقي كلامها بشفتيه..
ـ وانتي صدفتي الحلوه ياجميله..وقلب قلبي
ابتعدت عنه كالملسوعه، واحدهم يمسك بقدميها
وينادي بدموع عليها..
ـ ماما..
ـ بلهفه التقطته من علي الارض وجذبته لأحضانها..
ـ ياعيون ماما..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
طفله انا واغتالو براءتي
سرقو لعبتي وفكو قيد ضفيرتي
صرت اما،وانجبت طفلا
لا علي درب الامومه سرت
ولا علي درب الطفوله بقيت
وقابلتك انت، خلعت ثوب طفولتي
وبحضنك ارتميت
اخرجت تلك الجامحه بداخلي ورضيت
فلما الان عدت لطفله باكيه بين ذراعيك
تحتويني،فأنسي الدنيا بين يديك
بسحر عينيك وحلو كلامك،كم تمنيت؟
اتعلم ما المؤسف في حكايتي..؟
انهم ليسو منك انت..
واني لي شريكه بك، ياضي عيني
وااه كم تمنيت ليلا..ان أشيب بين ذراعيك
ولكن ياعمري ليت حياتنا كانت تأتي كما تمنيت..
فقط احتضني،وليحدث ما يحدث
مادمت بين يديك..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
(ولكن)
امريكا..
ابتلعت ريقها ونظرت حولها بصدمه..
ـ احنا فين؟
نزل بهدوء من سيارته، واستدار وفتح الباب لها
وبهدوء وبنبره جليديه..
ـ انزلي..
نظرت حولها وابتلعت ريقها بخوف..
انت جايبني فين؟
انا عاوزه اروح.. عاوز مني ايه؟
بدر بحده وصوت مرتفع…. قولت انزلي انتي مبتفهميش..
نزلت بسرعه وجرت امامه..تنظر يمينا ويسارا
الحديقه خلابه ومنسقه بطريقه تجذب القلب والخاطر
ابتلعت ريقها وهو يكمش علي يديها بقوه..
وبهمس تمتمت….
يارب استر..عااا
فتح باب منزله وسحبها خلفه
واغلق الباب مره اخري، بحده..
سحبها للاعلي وهي تصيح به..
ـ انت اتجننت واخدني علي فين؟
انااا..
بلعت صرختها بجوفها وهو يلقيها، علي الفراش
جحظت عيونها وهو يغلق الباب خلفه بالمفتاح..
وملامح وجهه لا تفسر ابدا..
عادت بظهرها للخلف بصدمه، وهي تراه يخلع ثيابه وينظر لها بتشفي…
ـ انت بتعمل ايه.؟
انت اتجننت يابدر..
بدر بابتسامه سمجه..
الله،هعمل اللي انتي عاوزاه..
هو مش انتي بردو لابسه كده عشان كدا، ولا ايه.؟
جوان بشهقه وهو يقذف قميصه ارضا واصبح امامها، عاري الصدر
ـ لالا انت اتجننت خلاص..
بدر الله يخليك ابعد عني.
بدر بسخريه..
وابعد ليه؟
ماانا اولي من الغريب بردو..
ولا ايه؟
ماهو مفيش بنت محترمه تلبس لبسك دا..وتعمل عمايلك دي..الا اذا كان في دماغها حاجه..
جوان بغصه..
هزت راسها..لا والله مش قصدي حاجه..عااا
ابعد عني يابدر..
قفزت من الفراش بسرعه، فالتقطها هو بيديه.
واحكم حصاره عليها.
والصقها بالحائط..ورفع يديها للاعلي ممسكا بها بيده اليسري
ومد يده اليمني يتحسس بها جسدها العاري…
تؤ تؤ..
خليكي هاديه كدا..
واللي يجي بالغصب يجي بالرضا..
جوان بحده وغضب..
بصقت بوجهه..
انت حيوان..انت ازاي كدا؟
جن جنونه وصفعها..بقوه..
جوان بدموع..اااه ياوسخ..انت وسخ..
دفعها علي الفراش واعتلاها..
كتف جسدها بجسده..
ـ انا وسخ..ولا انتي اللي اضطرتيني لكدا..؟
بس خلاص..مش هرحمك وقدامك خيارين بس
يا اعمل معاكي كدا بالحلال..
يااما هاخده غصب عنك..
جوان بدموع..انت مختل..ابعد عني مش بطيقك..
بدر بجنون..هو يعني اللي هموت عليكي اخرسي بقي..
وقسما عظما ياجوان لو ماجاوبتي لكون واخدك حالا وغصب عنك..
جوان بصدمه من اعترافاته المتبجحه
انت بتعمل كدا ليه؟
ابعد عني
حاولت التملص من بين يديه ولكن..
بصغر جسدها لم تستطع
حاولت مرارا..ولا فائده..
ابعد بقي..انت مجنون..لا يمكن اتجوزك
ولا تطول شعره مني..
بدر بشماته..
يبقي انتي اختارتي..
بسرعه مد يده وشق بلوزتها
فبان جسدها..التي لم يسترها الا ملابسها الداخليه
شهقت بصدمه..
ونزلت دموعها وسريعا دفس وجهه بعنقها يتحسسه بأنفه..
صرخت بخوف..
لالا..ابعد عني عااا..
ارجوك يابدر..
انا اسفه..
كتم ضحكته..عليها..ودفس راسه بصدرها..
قولتي ايه؟
جوان بصوت منفطر من كثره البكاء وجسد يرتعش..
ـ قولت اسفه..مش هلبس كدا تاني.
بدر بانتصار..لا مش دا اللي عاوز اسمعه..
جوان ببكاء..اومال عاوز تسمع ايه؟
بدر بابتسامه..موافقه اتجوزك يابدر..
بكت كالاطفال وعلا صوتها..
وهو يبتعد عنها ويستقيم بها ويجذبها لصدره
ليداري عورتها بجسده..
ـ بس انا مش عاوزه اتجوزك
بدر بضحك..بس مقدمكيش خيار تاني.
جوان ببكاء اكتر وهي تداري وجهها بجسده..
ـ حرام عليك..
بدر بقهقه..
اه حرام عليا انا عارف وهروح النار
اخلصي ياجوان..
عاوز قرار نهائي..
جوان ببكاء اكتر..
عااااا
بحده مد يده لينظر لجسدها، وصاح بها..
ـ جوااان هتخلصي ولااااا.؟
جوان بخوف دفست نفسها بجسده مره اخري..
خلاااص موافقه..موافقه..
سيبني بقي اروح..ونبقي نتفق..
بدر بقهقه..
ليه فاكراني عيل ولا ايه.؟
جوان بصدمه..
يعني ايه؟
بدر بابتسامه نظر لساعته..
يعني لسه بدري يدوب..
نلحق السفاره وانتي تتصلي بخالتك وجوز خالتك
جوان بصدمه..
نعم،ازاي؟
بدر بمكر..وهو يلبسها جاكيته..
ازاي دي متشغليش دماغك الصغير دي بيها
انا هقولك تعملي ايه؟…
ــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفي..
القاهره..
فتحت عيونها ببطئ وتعب..
ااه..
وضعت يدها علي راسها..
فاقترب منها مسرعا..
ـ انتي كويسه؟
شهقت حينما وجدته امامها..
انت؟
انا ايه اللي جابني هنا.؟
معتصم بهدوء..انا اللي جبتك..
فتحت عيونها مصدومه..بعدما تذكرت اخر شئ حدث وما رأته.
انت؟
ـ انت ايه اللي جابك عندنا اصلا…
معتصم بتنهيده وتهكم..
ـ حظك..لاني مظنش لو مكنتش جيت محدش كان هيلحقك اصلا..
عبير بحزن..شكلك سمعت صح..؟
معتصم بتنهيده..ااه سمعت للاسف..
بس مكنش قصدي..انا كنت كدا كدا جاي ليكي
ويمكن اللي حصل دا،رحمك مني
عبير بحزن..نعم؟
وانت عاوز مني ايه؟
شيل البتاع دا من ايدي
انا عاوزه اخرج من هنا..
معتصم بتهكم..وهتروحي فين بقي..؟
عبير بحده، واعصاب متعبه..
صرخت بصوتها كله..
ملكش دعوه بيا..انت مالك بيا..؟
شمتان فيااا زيهم.صح
عاوز ايه؟
ابعد عني..ابعدو عني كلكم بقي..
معتصم بصدمه انفلع من مكانه
من انهيارها.. وامسكها من يدها سريعا
اهدي..اهدي..انا مش قصدي..
انهارت بالبكاء اكتر..
وصرخت به..
ابعد عني بقي..ابعد..
معتصم بحنان..
ـ شششش انا اسف.. انا طول اليوم بتصل عليكي عشان اعتذرلك والله..
انا اسف اهدي بقي..
انفلتت اعصابها..ووضعت وجهها بين يديها وانهارت بالبكاء..
تنهد واستقام يمسح علي وجهه..
وجلب حقنه المهدأ، وحقنها بالمحلول..
ارتخي جسدها..فتلقفها بيديه..
وهو يهمس لها..
ـ اهدي ياعبير..اهدي..
رمقته بنظره حزينه، وراحت بثبات عميق..
بقي بجانبها قليلا يتأمل هيئتها ويقارنها بأول مره التقي بها..
الحزن يبدلنا..يقتل روحنا ويطفئ لمعه عيوننا
ويشحب وجوهنا.
فتموت البسمه من علي شفاهنا، ويتسرب الالم والندم لقلوبنا..
نصبح بين شقي الرحي..
العقل يقول الم اخبرك؟
والقلب يتمتم..اتركني بحالي،فقد جري ما جري؟
هناك اناس قادرون علي دفنك بالحياه،وجعل منك مسخا لا روح ولا عقل
يسيرونك كأنك عبدا لهم ولمتطلباتهم..
وخوفا من خسارتهم وخوفا من الوحده تخضع لهم..
تخشي الوحده..فتفقد روحك وهيكلك امامهم وااه لو نصدق ونقتنع، ان تلك الوحده افضل من جمعتهم..
تنهد واستقام من مكانه..للخارج..
فصدم بهم..
عبدالرحمن..بقلق ظاهر علي وجهه
ـ هي كويسه،انا عاوز ادخلها..انااا
معتصم بحده..مش عاوز اعرف..انت مين.؟
وفر كلامك لنفسك..
انا كلامي مع دول واشار لشقيقاتها..
اللي سمعته انكو عاوزين تبيعو الشقه مش كدا؟
شيرين بتأتاه..ااه بس يعني؟
معتصم بتهكم..مبسش..
سؤال وجاوبي
ب اه يا لا….
امجد زوجها بسماجه..ااه يادكتور وفيها حاجه دي؟
معتصم بقرف منه..لا مفيهاش..ياسيدي..
بس قولولي..الدكتور عبدالرحمن هيدفع كام؟
امجد بسرعه..مليون يابيه..الشقه واسعه وفي منطقه راقيه..اااه
معتصم بتهكم..هديكو مليون ونص..وتمضوا تنازل عن حقكم فيها لعبير
شيرين بصدمه..مليون ونص.
عبدالرحمن بحده وانفعال..وانت بتعمل كدا ليه،ومالك انت بعبير؟
معتصم بحده اكبر، محاولا بلع غيظه منه..
وانت مالك..واحد وبيهادي مراته اش دخلك انت؟
شهق الجميع بصمت الا هي..علت شهقتها..
ام عبدالرحمن..مراته ايه ياعنيا..وانت ياسي الدكتور هتربط نفسك بحتت ممرضه
دا انا مرضتش اجوزها للداكتور عبدالرحمن ابني
عبدالرحمن بصدمه..ماما انتي بتقولي ايه؟
ام عبدالرحمن بلويه فم..بقول الحقيقه يا حبيبي..وانا قولت حاجه غلط.
معتصم بتهكم..نظر لها ولاابنها بقرف..
ـ فعلا مش من مقامك..لان عبير مقامها اعلي من انها تاخد واحد شبيه رجال زيك..
خلص الكلام..
انتو بعتو وانا اشتريت..موافقين..
امجد بسرعه..طبعا يابيه موافقين ودا مبلغ يترفض..
بس يعني يادكتور عبير مجبتلناش سيرتك..
معتصم بتهكم..ماانا كنت جاي عشان كدا
ان شاءالله الجمعه الجايه نكتب العقد ونكتب الكتاب سوا…
ودلوقت مش عاوز اشوف حد فيكم هنا.
ولا عاوز حد فيكم يجي يزورها..
وعاوز مفتاح الشقه
لان من بكره هبدأ اشتغل في الشقه لاننا هنتجوز فيها..
ياريت بقي تتفضلو من غير مطرود..
تركهم، ودخل مره اخري واغلق الباب بوجوههم..
تنهد وهو يقترب منها..
وينظر لها..
ربنا يستر من رده فعلك..وتقتنعي بكلامي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بامريكا..
امام السفاره..
سهر بانفعال..
ايه التهريج اللي بيحصل دا؟
حد يفهمني في ايه؟
كرم بهدوء..اهدي بس ياسهر،مش كدا..؟
سهر..اهدي ايه وزفت ايه؟
انتي ياجوان الزفت..انتي هتتجوزي الاراجوز دا..
بدر بغيظ..الله يكرمك ياطنط.
سهر بغيظ..طنط في عينك دا انا اصغر منك..
عاليه بضحك..اهدي بس ياسهر انتي مالك متحامله عليه كدا..ماقالولك بيحبو بعض
ايه المشكله؟
سهر بحده..حب ايه ونيله ايه،
انتي بتصدقي الكلام دا
دي كانت بتشتم فيها امبارح معايا..
تلاقيه غصبها علي الجواز..
انتي يازفته انتي مش حصل..؟
جوان بقهر وهي ترمقه بخوف..
ماحب الا بعد عداوه ياخالتو..
سهر بصدمه..نظرت لكرم..طب بذمتك مش شتماه الصبح واحنا بنفطر..؟
كرم بضحك..ااه
مراد زوج عاليا…ياجماعه اهدو مش كدا وتعالو نقعد..
مينفعش كدا..
جلسو، جميعا بالاستراحه..
مراد بهدوء..قولي يابدر انت فعلا بتحب جوان؟
بدر بضحكه مكبوته..ااه بعشقها ياعمي..انا جيت مخصوص وراها..من مصر واتخليت عن كل حاجه حتي عن ابويا وفلوسه
ونظر لسهر واكمل..
ابويا خيرني واخترت جوان.
جوان بهمس وهي تختبئ من خالتها بظهره..
ـ ااه ياكداب..ان ماوريتك..
كتم ضحكته علي همسها..واكمل..
فانا بطلب ايدها منك دلوقت..ايه رايك؟
سهر بتنهيده نظرت لكرم المبتسم..ايه رايك؟
كرم بابتسامه..الرأي رأي جوان..مع اني هموت واخلص منها..
جوان بصدمه..ماشي ياكرمله..عاوز تخلص مني
كرم بصدمه وانفعال..شايفه طوله لسانها..انا علي فكره موافق..
سهر بغيظ منها..نظرت لها بنظره توعد..
ماشي بس عاوز اكلم جوان علي جمب..
بدر بقلق وهو يمسك يدها بقوه..لا بعد كتب الكتاب..
جوان ببكاء..لا والنبي دلوقت..كلميني ياخالتو..
بدر بحده..وهو ينظر لها يتوعدها…لا..
مراد..ياجماعه خير البر عاجله..يالا بقي قبل مالسفاره تقفل
بدر بامتنان له..اه والنبي قولهم فاضل نص ساعه..
واحنا لسه هنطلع عالجامع..نكتب هناك..
جوان بصدمه..جامع كمان؟
بدر بغمزه لها..ااه طبعا..كله بالحلال..ياقمر
يالا…بقي
حاولت ان تحدث خالتها بالاشاره..
وخالتها تنظر لها ولم تفهم شئ..
رآها بدر..
بدر بهمس بأذنها..انعدلي ياجوان بدل اقسم بالله انتي عارفه..
ولو نطقتي بكلمه هقطع لسانك..
ابتلعت ريقها وهزت راسها بخوف..
حاضر..حاضر..
منك لله يااخي..عااااا
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد اسبوع..
بالقاهره..
جميله بحزن..
انت جبتني هنا ليه يافراس؟
فراس بشوق لها،لم يهدأ ابدا..
جذبها بحنان لتتوسد صدره..
عشان تبقي جنبي ياجميله…
انا شغلي كله هنا..وحياتي هنا..
وكمان عشان المعهد هنا احسن من هناك..
جميله بحزن لم تعد تستطع ان تخفيه..
منذ تركت طفلاها وكأنها تركت روحها..
لا طعم ولا لون للحياه..
هبطت دموعها وهي تشعر ان الجميع يشير اليها
بانها ملعونه..
لاحق لها بالحياه..سارقه..
خسرت كل شئ تملكه..روحها ونفسها واولادها
حتي ابويها من الاساس طردوها ونبذوها..
حينما تسير بين الناس
تشعر وان الجميع يشير عليها
بانها سارقه..
سرقته من زوجته…وبيته..وانها لم تتخير عن طليقها شئ
حرب دائره بين عقلها وقلبها..
عقلها يخبرها..لو اردتي لرفضتي
وقلبها يخبرها..لما لا نقتطف بضع لحظات وايام جميله من العمر معه
لنحتفظ بها..لربما لن نعيش مثلها ابدا..
(خاص لجروب ولنا بالخيال حياه)اصابك عشق
همست بغصه..
ولا عشان مراتك..؟
لم يري دموعها..كان يفترش الفراش بظهره وهي فوقه تحيطه بذراعيها..
وتدفن وجهها بصدره..
اغمض عيونه بحزن..
وهو يستمع لهمسها..زوجته..بل مرارته وعلقته..
لم يكره امرأة، كما كرهها..
ولكن..
ابتلع غصته..واكمل بجمود..
وهو يبعد شعرها بيديه عن وجهها..
وبغصه اكمل..
دا كان اتفاقنا من الاول ياجميله..
لازم عشان محدش ياخد باله.وخصوصا هي..
ودا وضع مؤقت بس…
جميله بمراره وغيره ..
قاطعته..
طبعا…عارفه..لحد ما ترجعلي ولادي..وتنفذ الوعد صح؟
نزلت الحسره علي قلبه..وهي تذكره بوعده الملعون..
وكانها طعنته بخنجر مسموم…استقام كالملسوع
وابعدها بهدوء..
وهو يبتعد بوجهه.عنها…حتي لا تقرأ ضعفه بحضرتها
وتأثير كلماتها التي تشبه السهام الحارقه علي وجهه وقلبه.
وبصوت اجاد اخفاء ما به..
ـ ااه ياجميله،هنفذه..انا عمري وعدتك وخلفت بوعدي..
لملم ثيابه التي تفترش الارض وارتداها سريعا..
انا اتأخرت..
لازم امشي دلوقت..
جميله بصدمه ودموع اغرقت وجهها ولم يراها هو..
دلوقت..دلوقت؟
فراس بحزن..
ااه دلوقت..معاكي مريم..
لو احتجتي حاجه رني عليا..
وتحت عربيه بسواق مكان ماتحبي تروحي هتلاقيه موجود..
طفرت دمعه من جانب عينه مسحها سريعا بيده التي مسحت وجهه بحده..
ولملم متعلقاته وخرج..
دفنت وجهها بالوساده تكتم دموعها..
تشعر بأن روحها تسحب منها..تريده ان يبقي
تشعر وكان قلبها انقسم لنصفين..
وقف علي باب الغرفه..قلبه لم يطاوعه ليرحل دون توديعها..
لم يعتد ذلك..منذ التقاها..
استدار لها..
وصدم بمنظرها.. كان يتوقع غير ذلك..
وجدها دافنه وجهها بالوساده وصدرها يعلو ويهبط بصوره ملحوظه….
همس جميله..
سمعت همسه..باسمها..
فرفعت رأسها له واستقامت من مكانها سريعا..لتلبي نداء قلبها اللعين…
ان تحتضنه..يبقي بجانبها ولها هي فقط
تشعر بشعورين قاتلين..
يغزوانها لاول مره..
الوحده والغيره..
بدونه وحيده والغيره تنهش بقلبها..
غصب عنها يعقد عقلها المقارنات..
ايقبلها مثلها،يحتضنها بشوق مثلما يفعل معها
يلقي علي مسامعها كلمات العشق والغزل التي يبيت ليلته يتغزل بها..
اتنام علي صدره مثلها..
اتشاركه جسده وانفاسه،هو ملكيه خاصه بها وحدها
لا تريد به شريكه..
(اصابك عشق،اسما السيد)
(جروب ولنا في الخيال حياه)
صدم من منظر وجهها.. وعيناها الداميه من كثره البكاء..
همس بصدمه..
ـ جميله..
القت بنفسها علي صدره وحاوطت عنقه بقوه….
ودفنت وجهها بعنقه…
وانهارت في البكاء..
ـ متسبنيش..انا خايفه..خليك معايا..
اوقع جاكيت بدلته التي يحملها علي ذراعيه
وكل ما يحمله بيده
واحكم ذراعيه علي خصرها..
وبتعب..ااااه..ياقلبي
ـ جميله.
جميله بصوت مختنق متوسل..
ـ خليك معايا..ارجوك..مش عاوزاك تمشي..
لم يدعها تكمل توسلها..ابعد رأسها بحده عن عنقه..
وابتلع توسلها بشفتيه..واخذها لعالمه الذي خلقته هي ببراءتها وجنون مشاعره معها..
ومن بين مشاعره المحمومه معها التي لم تنطفئ ابدا..
كان يطمئنها..
انه هنا بجانبها..لن يبتعد ابدا..فقط لتطلب منه ان يأتيها
وسيأتي مهرولا ملبيا نداءها..وهل يجرؤ..
تعود لتخبره انها خائفه..
فيطمأنها بذراعيه..ان تشبثي بي فأنا السند..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفي..
انت بتقول ايه ياعمران؟
كرم اخويا عايش؟
ازاي دا؟
انا متأكد انه مات.
عمران..بحده..مماتش لسه عايش شوفته بنفسي في امريكا..
متجوز سهر..
مختار بصدمه..جلس مكانه
يعني كرم عايش معقول..
وضحك علينا كلنا..
عمران بحده… عشان يهرب بسهر وابويا اللي ساعده هو وفواز تصور..
مختار..تفتكر عارف ان انا واخواته كنا عاوزين نخلص منه عشان الورث.
عمران بتهكم..اومال رسم الخطه دي ليه؟.
اللعب بقي عالمكشوف يامختار..
لازم نخلص منه..
مختار بخوف..لا ياعم انا مش قده..
كرم المره دي مش هيرحمنا..وبعدين مادام معملناش حاجه هنخلص منه ليه؟
لو كان عاوز يأذينا كان اذانا من زمان..
عمران بحده..لازم انتقم منه واحرق قلبه..سهر ليا انا؟
مختار بتوتر..دا تارك انت مليش فيه ياعمران..؟
عمران بتهكم..وانت فاكر انه مبينخورش وراك بقي
مراد جوز عاليا قالي انه عارف عننا بلاوي وساكت..
وفي اي لحظه ممكن يطيرنا..
واحنا مش عاوزين العين تفتح علينا يامختار..
لوحد شم خبر هنروح فيها..
مختار بصدمه..تقصد…
عمران بهدوء..ااه اللي فهمته..لازم نتغدي بيه قبل ما يتعشي بينا..
مختار بتفكير..طب ودا هنخلص منه ازاي؟
عمران بابتسامه خبيثه..مش احنا اللي هنخلص
هما اللي هيخلصو..
مختار بصدمه..انت دماغك دي ايه،سم..
طب وهنقولهم ايه؟
عمران بخبث..بيهدد شغلنا..
ابتعد معتصم مسرعا كالملسوع وهو يجفف عرقه..
كان آتيا ليخبر حماه المبجل ان ابنته بالمصحه
ابنته التي لم يهتم احد لغيابها
وقبل ان يدق الباب صدم بما سمعه
معتصم بصدمه..معقول،مش ممكن؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بأسبانيا..
مالك يانيره في ايه.؟
نيره بتعب وهي تجفف وجهها بعدما تقيأت
ـ اااه بطني ياسولاف بتتقطع مش عارفه مالي؟
سولاف بخوف..طب دا انتي حتي مكلتيش حاجه..
تعالي اقعدي..
نيره بتعب..مش عارفه في ايه؟
سولاف بهدوء..نيره لتكوني حامل،هي جتلك بعد اللي حصل؟
نيره بصدمه وعيون جاحظه..
لاا مجتش..يالهووي
سولاف بهدوء..حتي لا تفزعها..
شش اهدي..اتصرفي طبيعي لحد مانروح لان داوود بيخبط.
وهيتجنن عليكي..
نيره بتنهيده..سولاف داوود محاصرني،وانا خايفه اجرحه..
سولاف بإبتسامه وحزن..متخيبيش خيبتي يانيره
ياريت معتز كان فضل عايش وانا عشت عمري كله اقوله بحبك..
نصيحه..متجريش ورا اللي تحبيه انتي
خدي اللي يحبك..
خديني مثال..الحب عملي ايه؟
حبيت شخص فضل يوجعني ويكسرني عشان ميشاركنيش وجعه..
نيره بتساؤل..كنت هتقبلي بيه كدا؟
سولاف بتهكم..كنت هقبل بيه لو عضم في قفه بس مكنش يبعد عني ويبعدني كده..
كان ممكن يبعدني باحترام..مش بالاهانه..
مش بالساهل يانيره..
نيره بتهكم..عندك حق..كله الا الاهانه..
سولاف بحنان..طب يالا بقي..
وخليكي واثقه ان ربنا شايلك الاحسن..
نيره بتعب وهي تتحسس بطنها..
ـ يارب..
فتحت سولاف الباب..
داوود بلهفه..انتي بخير؟
تركتهم سولاف وغمزت لها..
نيره بتوتر..انا بخير لا تقلق..فقط بعض الالم بمعدتي..
داوود بحركه اعتادها..حرك يديه بعلامه الصليب
كما اعتاد
وهو يشكر الله..
الشكر لله
جحظت عيناها، وسألته بصدمه..
انت مسلم،ام مسيحي؟
داوود بانتباه..وبخجل..انا مسلم نيره
ـ مسلم؟
اذا لما تفعل ذلك..المسلمون لا يفعلون ذلك..
داوود بخجل.. ما رايك ان نتمشي قليلا بالخارج
اوقات العمل انتهت..لنتمشي للمنزل..
نيره بجمود…هزت رأسها..هيا
بعد قليل..
يمشي بجانبها صامتا واضعا يديه بمعطفه..
وهي ايضا صامته…
الا ان قطع الصمت..
داوود بخجل..اعلم ما تفكرين به..اني ملحد
ولكن…
نيره بلهفه وصدمه..اخبرني الحقيقه..انت ملحد حقا؟
داوود بتنهيده وهدوء،وان يكن؟
صدمت وتيبست قدماها..
فاكمل بخجل وتوتر..هلا اخذتي بيدي للطريق الصحيح؟
ابتلعت ريقها وهو يأخذ نفسا ليكمل..
كنت طفلا ذو العامين حينما انفصل والدي الصعيدي عن والدتي اجبرته العادات ان يترك والدتي
كانت تعشقه بشده…حتي ان والدها عاقبها ونبذها انها تزوجت اجنبي..
تزوجت والدي وعاشا معا سعداء وولدت انا..
ولكن والدي كان يخفي الامر عن عائلته
وبعدما علم والده اقام الدنيا وخيره بين والدتي وعائلته، وأموالها…
فاختار العائله..
وتركنا…
لم اجد من يعلمني حرفا في الدين الاسلامي ولم تكن امي علي درايه كافيه بها..
كانت تجتهد لتعلمني بضع اشياء ولكن دوما ما كانت تفشل..
بعد انفصالهم كانت نفسيتها صفر وأثر ذلك علي نطقي وكلامي..فعادت لعائلتها
وحينما رآني جدي سامحها سريعا..
أتعلمين الا الان تعيش علي ذكري الحب الملعون..منطويه..هادئه..
تخيلي ان تعيشي عمرك باكمله وسط اناس يعبدون دين غير دينك
اعيش معهم افراحهم واحزانهم..نسيت ديني وتعلمت دينهم
اشعر بالخزي..ولكن..لست وحدي المسؤل..
نيره بهمس..ووالدك الم يسأل عنك يوما..؟
ـ لا اعلم..
لقد كنا نعيش بفرنسا حيث تقابلا والداي..
وبعد ابتعاده ورحيله انتقلنا لهنا حيث العائلة..
ولما لا تبحث انت عنه؟
داوود بسخريه..لا اريده..
تنهد وابتسم بألم..
هل ستساعديني؟
نيره بإبتسامه..ان اردت..؟
داوود بلهفه..اريد وبشده،أريدك انتي ان تعلميني….
ولكن بشرط..
ـــ.ماذا؟
تعلمني الاسبانيه
ـ سمعا وطاعه..
ابتسما وعاودا السير معا..
الي ان شعرت بالداور يداهمها ولم تعد تسيطر علي توازنها…
ابتلعت ريقها ونظرت له..
ما بك نيره..؟
مدت يدها تستند عليه..
وبصوت خرج ضعيفا..
انا…
انا متعبه جدا..
صاح بخوف وهو يلتقطها بيديه..
نيره..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت الرشيد..
بمكتب العائله
ياباسم بيه قلبنا الدنيا والبلد كلها مش لقينها..
باسم بغضب..عاوزكو تقلبو عليها برا وجوا..
عاوزها حيه قدامي. انتو فاهمين؟
ابتلع المحقق ريقه..
ياباسم بيه انت منفعل ليه؟
احنا شغالين متقلقش..وان شاءالله هنلاقيها…
باسم بغضب..انا عاوزك تسرع فلوس وبتاخد ايه بقي حجتك مش فاهم..
البت دي تكون عندي في اقرب وقت..
مش باسم اللي حتت بت زي دي تغلبه..
عاوز فلوس..اديلك..بس بالمقابل عاوز شغل ونتيجه..
ابتلع ريقه..
حاضر..ياباسم بيه عن اذنك..
بعد ثواني
باسم بحده..وهو ينظر للفراغ..
ان ما رجعتك زاحفه وتقولي حقي برقبتي مبقاش انا باسم..بعد كل اللي عملته.ده وبتخونيني،اصبري عليا
قذف ما علي المكتب بعنف.
انا هوريكي يا نيره..
خرج مسرعا..
حينما تذكر المشفي وزملاءها..
بحث عن سيارته بالجراج ولم يجدها..
عثمان ياعثمان.
عثمان بلهفه..ايوا ياباسم بيه؟
فين عربيتي؟
عثمان بخوف..دكتور عمران اخدها يابيه..لان حضرتك كنت موقفها قدام عربيته..
وحضرتك كنت نايم محبش يصحيك..
باسم بحده..طب فين مفتاح عربيه بابا..
اخرج الرجل المفتاح من جيبه..
اهي ياباسم بيه..
باسم بغضب..اخذه منه..
هاات..
ــــــــــــــ
بعد نصف ساعه..
عالطريق..
باسم بصدمه..وهو يضغط علي فرامل السياره..
في ايه اشتغلي؟
حاول مرارا وتكرار..ولا فائده..
جحظت عيناه وهو يري سياره نقل كبيره قادمه بسرعه وتذمر له ان يبتعد..
حاول تفاديها…
ولكن..
في ثواني كان انتهي الامر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأسبانيا..
خرج الطبيب..
فاستقبله داوود مسرعا..
مابها دكتور؟
الطبيب بإبتسامه..مبارك سيأتيك طفلا..
نزلت الجمله كالصاعقه علي قلبه
وارتد للخلف..
والطبيب يكمل..
المدام حامل..
ـ حامل.
ــــــــــــــــــــــــــــ
ولكن..
ااه من تلك ال لكن..
تفرقنا الدنيا وتجمعنا ولكن..
تبقي بالقلب غصه مهما ابتعدت الاماكن..
يحكمنا الشوق وتغلق الستائر
تلك المشاعر المختلطه التي لم يعد لها ساتر
تحرقني،تجلدني،تعريني وتسترني
اخافك واطمأن لك..
كلمات متفرقه لا معني لها ولا أفهمها
ولكن..
تلك ال لكن.. تقربنا مهما ابتعدت الاماكن..
احبك حبا غريبا عجيبا يشبه تلك ال لكن
فهل تفهمت انت يارجل تلك ال لكن..
هل فهمت اضطراب الكلمات والمشاعر
لا اعلم فحواها ولكني..
احبك احبك احبك مهما اختلفت البلدان و الاماكن..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
اسبانيا..
بقلب شق لنصفين، ووجه لا يفسر جلس بجانبها علي الفراش
يؤلمه قلبه علي هيئتها
تدفن وجهها بين قدميها كطفله..مذنبه..
تحمل علي كتفيها ذنوب العالم كله..
داود بنبره لا حياه فيها..سألها
ـ تنتظرين طفلا.؟
رفعت وجهها الغارق بدموع عينيها..
فانتفض من مكانه كالملسوع..ودار حول نفسه
بعصبيه.
وعاد ليجلس بجانبها،وبحنان طغي علي حده صوته.
ـ مابك نيره؟
اخبريني ماذا تخفين عني؟
بالله عليكي اطفأي جمر قلبي المشتعل
وارافي بحالي..
نظرت له، وابتسمت بمرار..
وعادت وادارت وجهها بسرعه عنه…
ـ هل ستأرف انت بموقفي؟
وتتفهم ام…
بسرعه ادار وجهها مره اخري، لتنظر له..
ـ قصي لي فقط، ولا تحكمي علي انفعالاتي
قبلا..
عضت شفتيها تكتم شهقتها غصبا عنها..
لا تريدها ان تخرج وتفضحها
وابتلعت ريقها..
حسنا..
ساخبرك..
مضت ساعه كامله..وهي تقص عليه بهدوء..
لغتها الانجليزيه ليست ممتازه،بعض المواقف لم تستطع شرحها له..
وهو بهدوء،وتفهم اخبرها ان تكتب له بالعربيه علي الهاتف.
ويترجمها بالاسبانيه علي برنامج الترجمه..
الي ان انتهت
وملامح وجهه لا تفسر..
صمت تام عم الغرفه،حتي شهقاتها خفتت..
ولم تعد لها وجود..وكانها اخرجت ما بها..
قطع هو الصمت..بقلب ممزق.
ـ وماذا عن هذا الطفل نيره..؟
ما ذنبه في حكايتكما…البائسه تلك؟
نيره بحزن اوجع قلبه عليها..وما ذنبي انا؟
سأربيه لوحدي لا اريده بجانبي..
نظر لها بصدمه وغصب عنه تذكر حاله هو..
وتكلم بحده..
حده طفل مخبي بداخل قلبه، عاني مثلما سيعاني طفلها..
وحيدا بلا سند..
ـ هكدذا؟.
ـ ببساطه؟
لا تكوني انانيه نيره..لا تدمري طفلك هكذا ارجوكي..
نيره بصدمه من موقفه..
ـ طفلي انا ساخاف عليه اكثر من نفسي
الا تري انه طفلي قطعه من روحي..
داوود بتهكم..
وهو ينظر لها بحزن ينطق من بين جفونه..
مخطئه..
ذلك الطفل يحتاج لوالده..وانت ايضا تحتاجين له..
لا تنكري انك احببته..
المح ذلك بنبره صوتك، حبيبتي
خجلت وهي تستمع للفظ حبيبتي منه..
ابتسم علي خجلها..
واكمل..
نعم نيره..لا تنكري انكي تشعرين بما اشعر به نحوك..
لقد غرقت بك قبل ان اراكي..واغرمت بكتاباتك وعشقت حروف كلماتك وابداعك.
ولكن..
صمت واخذ نفسا طويلا واستدار يخبئ وجهه عنها..
لن اكون سببا لان يعيش طفل برئ لا ذنب
له، مثل مأساتي..
ذلك الشعور مؤلم..مؤلم للغايه..
لا يشعر به الا من عاني منه..
لن تستطيعي العيش بعقده الذنب حبيبتي..
ولن استطيع رؤيه شعور الندم بين عيناكي..
لذا..
استدار لها وابتسم بمراره..
ستعودين نيره..وفي اقرب وقت..
اخبري ذلك الرجل انكي تحملين طفله
اخبريه وافعلي ذلك لاخر مره..
هزت راسها بعنف..
لالا..لن افعلها ولن اعود..ابداا
لقد تحول حبي له لكره وهو يخبرني ان
علاقتنا كانت شهوه
اقسم اكرهه،كما لم احبه من قبل..تركني وانا في امس الحاجه لوجوده بجانبي
كان يعلم ان ولادته تنتهز الفرص لتؤذيني
لا احد يعلم ما شعرت به وقتها وانا اقرأ كلماته..
حطمت قلبي واشعرتني بمدي حقارتي
حتي بت اكره نفسي واقتنع اني مجرد شهوه
نزلت دموعها بلا اراده..
فاقترب واختطفها بأحضانه..
داوود بغصه..حبيبتي اشعر بك..وجدا
ولكن..
صمت وهي تتمسك ببدلته تبكي بصوت مرتفع
لاتبكي.ارجوكي..
اسمعيني..
رفعت وجهها الباكي ونظرت له..
سيأخذه مني داوود..وربما يكذبني ايضا
لم يحدث شئ بيننا سوي تلك المره الوحيده
خائفه..
داوود بهدوء والم يعتصر بقلبه..سأكون بجانبك..سأعود معك..
لن تعودي وحدك..سأكون بجانبك دوما الا ان تقولي لي لم اعد اريدك..انا بخير
نيره بحده، لن يحدث..لن اعود لقد طلقني قلت لك..
داوود بتهكم..اي طلاق حبيبتي..وهو لم يوثق زواجكم من الاساس..تلك المرأه خدعتك
وانتي ببراءه صدقتها..
نيره بصدمه..ماذا تقول؟
بابتسامه حزينه..لقد درست القانون الدولي نيره..
واعلم جيدا مااخبرك به..
تلك المرأه استغلت طيبتك وصغر سنك..وبالتأكيد كل ما اخبرتك به كذبا وتضليلا..
يجب ان تعودي..لتخبريه الحقيقه..
ذلك الطفل له حق عليكي..لا تخرجيه للدنيا بلا اسم ولا هويه..
هذا مؤلم نيره..مؤلم جدا.
هذا حقه..الهروب ليس حلا نيره..
تعلمي المواجهه..
نيره بخوف..لن استطيع…لن استطيع ابدا..
لا احد لي هناك..داوود..لن يقف احد معي..
داوود بابتسامه حزينه هادئه..
ابتلع غصته وحرقه قلبه…
وماذا عني؟
ساكون بجانبك دوما وابدا..الي ان اطمأن عليكي..قلت لكي..
نيره بخوف..وان لم يصدقني
داود بحده..وقتها سأقف بنفسي في ساحه القضاء ادافع عنك بكل قوتي واقتلعك غصبا من بين يدي الجميع
لتكوني ملكي،ويصبح طفلك طفلي
وحتي ان اعترضتي لن اسمح لك..
نيره..بصدمه..
حقا؟
داوود بابتسامه تحمل امنيه بقلبه، ان يفعل ذلك
ـ لن ادع احد يلمس شعره منك..ومن طفلك
ساعلمك كيف تأخذين حقك بلا خوف..
والان..
سأترك لك الخطوه الاولي..
وبعدها لكل حادث حديث..
واعلمي انني في ظهرك وساحميكي بدمي وروحي.
نيره بغباء،القت سؤالها..
ـ لما تفعل ذلك معي،هذا كثير؟
تهكم بنبرته..
احقا للان لم تعلمي..ان ذلك الذي بين اضلعي
ينبض بقوه كلما رآكي.
ان كانت دقات قلبي المرتفعه هذه،تسمي عشقا
فأنا عاشق لكي
نظرت له بخجل وخفضت رأسها..ولاول مره يدق قلبها بسرعه في قرب احدهم
حتي باسم ووجوده بجانبها لم يخجلها هكذا
ولم تشعر بمثلما تشعر الان..
داود بعشق اكمل وهو يرفع وجهها … أحقا لم تعلمي للان
اشار بإصبعه علي قلبه..
اذا اخبري هذا اللعين المكسور ان يصمت عن عشقك..
نيره بدموع..
مدت اصبعها بجرأه لاول مره بحياتها..
تشير علي قلبه..
ـ لا تنعته باللعين..واخبره اني لو انني لم اصبح اما لما تمنيت يوما غيره..
داوود بلهفه..حقا نيره..
نيره بدموع هزت راسها..بنعم..
ليتني قابلتك من قبل..
ساعود داوود وانا واثقه بك، انك ستسندي..
وستكون بجانبي.
ارجوك لا تتخلي عني..
داوود بإبتسامه حزينه..لن افعل حبيبتي..
لن افعل سأعود معك..لن اتركك وحيده
ابدا..
والان هيااا..
هيا لأعيدك للمنزل..لترتاحي..وتطعمي طفلي..
ابتسمت من بين دموعها.
طفلك..
مد يده لتمسك به ويساعدها علي السير
ـ نعم طفلي..مادام طفلك انت..
من الان فهو ملكي..وان لم نكن لبعضنا يوما
يكفي ان تكوني بقربي..
انا راض بأي شئ..
ابتسمت وقد حسمت امرها..ستعود لتوثق زواجها وتنجب طفلها…
ستعطي طفلها حقه..وبعدها لتلتفت لحقوقها هي..
ـــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفي..
نسرين بلهفه ودموع وهي تقبل وجنتيه
يمينا ويسارا.
الحمدلله انك طلعت سليم..في داهيه العربيه
الحمدلله..يارب…الحمدلله…
باسم بتعب..انا كويسه ياماما خلاص بطلي عايط انا اول مره اشوفك كدا.
ابتعدت عنه..ودفنت وجهها بيديها..وانفجرت بالبكاء
كانت ستخسر ولدها وهي تفكر بالخلاص من زوجها
انقلب السحر عالساحر..
ماذا لو لم يسترها الله هذه المره..
عمران بهدوء..خلاص بقي يانسرين..كسر بسيط في ايده والحمدلله سواق النقل قدر يفاديه
بس ازاي حصل، وفرامل العربيه تسيب
مش غريبه دي؟
باسم بتفكير..عندك حق يابابا..
في حاجه مش مظبوطه وخصوصا ان العربيه دي لسه جديده
عمران بهدوء..هنشوف المباحث هيقولو ايه؟
دلوقتي يالا بينا….عالبيت..كفايه لحد كده
ابتلعت ريقها وهي تلملم متعلقات ولدها..
خائفه من كشف الحقيقه..
عليها ان تتصرف بسرعه..والا كل شئ سيضيع من يدها
ـــــــــــــــــــــــــــــ
امريكا..
ببرود جلس ومدد قدميه علي الاريكه..
وهي تنظر له بغل وحده..
ـ انت بارد ليه كده..كتله برود ماشيه عالارض
هنام انا ازاي دلوقت ولا اغير هدومي وانت رفضت اروح حتي اجيب هدوم ليا..
بدر ببرود وهو ينظر بهاتفه..
وانتي مفكره الهدوم اللي بتلبسيها دي هسمحلك تلبسيها تاني ولا ايه؟
ليه شيفاني اريال قدامك..
جوان ببرود..لا شيفاك براسين..
بدر بحده.القي الهاتف..
انتي يازفته احترمي نفسك..انا مش فايقلك انهارده..دماغي بقت اد كده اهو منك..
فاحسنلك ياقطه..تبعدي ديلك الليله عني..
احسن انتي عارفه بقي..
انهي حديثه بغمزه من عينيه..
الشيطان شاطر ياجوجو،وانتي محلوه كدا..
والليله عريس
جوان بغيظ..ضربت الارض بقدميها. عريس في عينك
عريس الغفله
انت عاوز تكتم بقي هنا كمان..مش كفايه مخلتنيش اتكلم مع خالتي
بدر بضحك..تتكلمي بردو ولا تستخبي فيها..
جوان بحده..انا مبستخباش في حد…
بدر ببرود..لا بتستخبي وطفله ومبتعرفيش تواجهي
لو مكنتيش طفله..مكنتيش جريتي عشان تحكيلها.
المفروض انتي دلوقت ست متجوزه واللي يحصل بين الراجل ومراته،سر بينهم
انما انتي.
نظر لها من اعلي لاسفل..
وبمكر اكمل..
انتي طفله…
جوان بغل..وغيظ..انا مش طفله يابدر وهتشوف
انا هعمل فيك ايه؟
ومن غير خالتي..
بدر بضحك عليها.. بردو طفله ياطفله..
جوان بصرااخ..عااااا بكرهك يابدر بكرهك..
بدر بصدمه..حد يكره جوزه..؟
جوان بغيظ..متقولش زفت جوزي دي..
الجوازه باطله..انت غصبتني
بدر بوجه مصدوم، متهكم، رفع حاجبه..
ـ ازاي دا بقي ان شاءالله..
انتي يابنتي مش الشيخ سألك وقلتي موافقه وبموت فيه..
جوان بغيظ..اااه قولت عشان كنت بتبصلي هتاكلني بعينك..خوفت منك..
بدر بضحك..طب كويس اثبتي بقي علي كده..
ويالا اطلعي البسيلك اي حاجه..من عندي علي ماننزل بكره اجيبلك لبس محترم..ومحتشم
وتعالي اعمليلي حاجه اكلها..
جوان بصدمه..
تأكل؟هو انت مش لسه طافح..
جز علي اسنانه، ونظر لها بنظره ارعبتها..
اسمها طافح..يامؤدبه..في ست تقول لجوزها كده
بس ماشي هعديهالك انهارده..
وااه جعان مبعرفش اخد راحتي في الاكل مع حد..
فلو، تكرمتي تعمليلي اكل..
نظرت حولها تبحث عن اي خدم بالبيت..
هو انت مفيش حد هنا بيخدمك.
بدر بحزن مصطنع..لا..مبحبش اجيب حد غريب البيت..
عاد لينظر لها وغمز لها بعينيه..
بس من دلوقتي بقي مراتي حبيبتي هتخدمني..
جوان بصدمه..هااا..انت بتقول ايه؟
بدر بحده..بقولك عاوز اكل..اتفضلي بقي..
جوان ببكاء عالي..عااااااا منك لله يابدر
بقي اخلص من ابويا وعمايله تطلعلي انت..
ياميله بختك ياجوان..
بدر بقهقه عليها..قدرك بقي..اعترضي..
جوان بغيظ..اللهم لا اعتراض علي حكمك ياارب..
ــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت عبير
انتهي العرض وانتهت معها امنياتها واحلامها..
وافقته كالميته بلا روح..
تهكمت ووضعت يدها علي وجهها وهي تتذكر كلامه لها
flash back..
بشقتها..
اصر ان يصطحبها بنفسه..حاولت مرارا ان تثنيه بغلظه ولا فائده..
فاستسلمت..
دخلت شقه والديها وصدمت من منظرها الجديد..
وكانها فيلا مصغره..وجميع ما بها جديد..
عبيربصدمه..ايه دا؟
دي شقتنا..ازاي؟
عادت لتلقي نظره علي باب الشقه..
هي؟
معتصم بهدوء وهو يغلق باب الشقه خلفه..
لا هي؟
عبير بصدمه..انت بتقفل الباب ليه..اتفضل اخرج برا…
معتصم بهدوء..
تعالي ياعبير اقعدي هفهمك بالراحه..
عبير بصدمه..تفهمني ايه وزفت ايه.بقولك برا مينفعش كدا الناس تقول علينا ايه؟
معتصم بتهكم.هيقولو واحد وخطيبته وشويه وتبقي مراته.
عبير بذهول..نعم..انت بتخرف تقول ايه؟
مرات مين.؟
بحده جذب يدها..وصاح بها..
اخرسي واسمعيني..مفيش وقت الناس علي وصول..
اخواتك كدا كدا هيبيعو الشقه..وانا اشتريت نصيبهم..
اشتريت وكتبت عقدها باسمي..
معدش غير نصيبك انتي وبما اني قررت انتقل هنا..
فمقدمكيش غير حل واحد.
اننا نعيش مع بعض..بس باطار شرعي.
عبير بذهول..انت بتخرف تقول ايه؟
اشبع بالشقه من حالا همشي..استحاله اتجوزك..
يالا هات العقد ابيعلك نصيبي..
معتصم بخبث..خلاص براحتك..انا كنت فاكر انك معترضه ويعز عليكي شقه عيلتك اللي اتربيتي وكبرتي فيها..
بس خلاص سهله جدا، الست اللي فوقك دي
طلبت تشتريها وانا هبيعها ليها تاني..
بس ابقي فكريلهم بقي بحجه كويسه يقتنعو بيها..
خصوصا والعماره بحالها عارفين ان الليله كتب كتابنا،وان اننا بنحب بعض وهنتجوز..
عبير بصدمه..انت بتقول ايه.
حصل امتا دا..ومين عرفهم..انت ازاي تعمل فيا كده..؟
انت عاوز مني ايه بالظبط..؟
معتصم ببرود وهو يبتسم لها..نتجوز..
انا راجل وحداني وعاوز ست تسليني..
وحيد لا اب ولا ام..
عبير بصدمه..انت هتشرحلي قصه حياتك..
مش عاوز اتجوز ابعد عني..
استمعت لصوت الزغاريط التي تطلقها شقيقاتها ويكأنهم يفرحون بحق..
ايه دا؟
ـ دا فرحك ياعروسه..
اظاهر المأذون جه..
يالا ادخلي غيري هدومك..
فتح مسرعا وكما توقع شقيقاتها وجيرانها ومن ضمنهم تلك الخبيثه..
ام عبدالرحمن بلويه فم..مبروك ياعبير
والله نولتي اللي في بالك من سنين اتجوزتي الداكتور..
معتصم ببرود..مد يده واحاطها بذراعه
صدمت هي ونظرت لهبأعين جاحظه…
غمز لها بعينه واكمل..
عبير حبيبتي انا اللي محظوظ بيها..
لمعت عين ام عبدالرحمن بغل واضح وعداء..
ربنا يهني ياحبيبي..مع ان مفيش تكافؤ خاالص
حاوطها النساء من كل جانب..وكذلك صعد ازواجهم وفعلو معه..
العديد من المشاعر اجتاحاتها..وهي تستمع للمأذون يسألها عن رايها..
فتحت فمها لتعترض فرأته امامها..
عبدالرحمن..ينظر لها بحسره وندم..عينيه تخبرها ان لا تفعليها..
غصبا عنها اشتعلت عينها وقلبها بالثأر منه..
فردد لسانها بلا وعي منها..
موافقه..
back
نظرت حولها بلا روح..الشقه اصبحت كالنعيم..
ولكن لاروح بها..
الف سؤال وسؤال..دار بعقلها..
وكانها استفاقت الان من غيبوبتها وان احد يشاركها بيتها وحياتها
هي بالفعل كانت كالمغيبه..
رن جرس الشقه بالحاح
همت لتفتح..فجاءها صوته هو..
استني انا هفتح انا..دا اكيد بتاع الدليفري خشي جوه..
فتحت عيونها بصدمه وشهقت من منظره..
عاري الصدر وبجسد مرسوم كابطال الروايات التي تقرأ عنهم
وبشعر كثيف وعيون زيتونيه
ايه دا؟
معتصم بتساؤل..في ايه؟
يالا ادخلي..البسي حاجه علي شعرك..
فتحت عيونها بصدمه..
وهي تتحسس شعرها..
لقد فكت حجابها بعدما تركها ودخل غرفته…
دخلت بسرعه لغرفتها واغلقت الباب..
عبير بقلب يرتعش
ـ نهار اسود ومنيل..ايه الواد دا؟
مز مز يعني..
قاطع شرودها خبطه علي غرفتها..
عبير غيري هدومك وتعالي نتعشي عشان تاخدي الدوا..
وضعت يد علي قلبها ويد علي فمها تكتم شهقتها
يالهوي علي كلمه عبير اللي خارجه من بوقه..
ربنا يستر بقي..
ــــــــــــــــــــــــ
صباحا..
فتحت عيونها وهي تشعر بالبروده..
بحثت بعينها عنه…
ولم تجده..
استقامت بسرعه..
فراس…
فراس..
مريم بلهفه..ايوا ياجميله..سي فراس نزل من بدري..
وقالي اقولك انو راح البيت التاني ومش هيجي انهارده..
جميله بصدمه وحزن..مشي من غير ما يودعني…
مريم بحنان..تلاقيه وراه شغل لانه كان خارج بسرعه..
الغايب حجته معاه..يالا بقي عشان تفطري عندك محاضره انهارده
البيه مشدد عليا تروحي..
جميله بحزن..طب ماشي هلبس علي ماتخلصي الفطار..
ــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعتين..
بالمعهد..كانت تمشي لا تعلم اين هي؟
تبحث عن مكان محاضرتها.
ترتدي من تلك الملابس التي ابتاعتها هي ومريم
بنطالا من الجينز وتعلوه كنزه سوداء انيقه
تبين مفاتنها ببزخ..
وشعر قصيرا حرا..
وعيونا تلمع كالذهب، بعدما رفضت ارتداء الحجاب بعد تلك الليله..
حاول مرارا وتكرارا معها ولا فائده..
لم تقتنع..ابدا…
لقد تعرت وانتهي الامر..
وضعت مكياجا بسيطا ابرز جمالها..ببراءه
لم تهتم للفت انتباه احدهم ولكنها قررت ان تعيش يومها بيومه
ابتسمت بعدما اخيرا وجدت مكان صفها
دخلت بهدوء في مشيتها
فتركز نظر الجميع عليها..
القت السلام وجلست.
بعد نصف ساعه..
في المحاضره..
بجانبها تجلس فتاه بعمرها،وبجانبها شابا
الفتاه ببراءه مدت يدها ليتعرفا..
ـ هاي انا منه وانتي.؟
جميله بخجل مدت يدها هي الاخري لتسلم عليها..وانا جميله اتشرفت، بمعرفتك..
ـ الشرف ليا انا..
ودا بقي احمد صاحبي..وابن خالتي واخويا في الرضاعه..
احمد بااعجاب لها..
اهلا ياجميله..ان شاءالله تنبسطي معانا..
جميله بهدوء.. ان شاءالله
بعد ساعه..
بكافتيريا الجامعه..
صوت ضحكاتهم كان يملأا المكان
اندمجت جميله معهم ونسيت همها وضغط اعصابها
وغيرتها المجنونه التيطفت علي السطح فجأه…
بدأ احمد يعذف واندمجت جميله وبدأت تغني معه…التف الجميع حولهم..
ومر الوقت سريعا..
الي ان انتهت محاضراتهم..
امام المعهد..
احمد.. بجد ياجميله صوتك تحفه وانا مبسوط اللي اتعرفت عليكي
جميله بابتسامه..وانت يااحمد عزفك رائع
احمد..انتي كمان بتعزفي حلو..ماشاءالله
مين علمك؟
جميله بابتسامه تزكرته هو..حد عزيز علي قلبي اووي..
منه بفرحه..ايه رايك تحضري معانا الليله حفله خيريه..؟
جميله بتساؤل..حفله خيريه ازاي.؟
منه..ياستي دار ايتام، حبينا نفرح الاطفال فيها..
وقررنا نعملهم حفله هناك..
ايه رايك تحضري وتغني بصوتك..دول هيفرحو اوي….
(جروب ولنا في الخيال حياااه)
جميله بتردد..بس..
احمد مبسش ولا حاجه..دا عمل خيري ودول اطفال..وكمان هتخرجي من هناك مبسوطه جداا
تذكرت، اطفالها وغصه حارقه بقلبها حاولت بلعها.
وهزت راسها بنعم..خلاص موافقه ان شاءالله
منه بفرح..بجد..طب انتي ساكنه فين.؟
ـ في…
منه بسعاده..دا انتي جنبي بالظبط..انا كمان ساكنه في الكومبوند دا..
هعدي عليكي ونروح سو، ا والباقي يحصلونا
جميله بابتسامه..خلاص ان شاءالله
سارت معهم الي ان وصلت لسيارتها..
وعادت بهدوء للمنزل..
ـــــــــــــــــــ
ببيت الرشيد..
ابتلعت ريقها وهي تراه امامها.
تسنيم بخوف..فراس انت هنا،جيت امتا؟
فراس بلامبالاه خلع جاكيت بدلته ورماه علي الفراش..
ودا يفرق معاكي.اصلا؟
تسنيم بخوف منه..لا بس
فراس بتهكم..ااه بس دي..يكونشي مجيتي فسدتلك مخططاتك ولا حاجه..؟
تسنيم برعب..مخططات ايه،انا مبعملش مخططات..
فراس بحده..اه بحسب..
تنهدت براحه بعدما خرج من الغرفه..
اف يلهووي..ايه اللي جابه دا دلوقت..كنت مرتاحه منه وبخرج علي كيفي..
هخرج ازاي دلوقت.؟
ـــــــــــــــــــــــــــ
اسبانيا
انت اتجننتي يانيره عاوزه ترجعي برجليكي ليه؟
انا مش موافقاكي..
نيره بتنهيده..مش عشاني يا سولاف..عشان خاطر اللي في بطني
لو فضلت وانكرته ببقي بعيشه طول عمره وحيد مهمش..لا اصل ولا فصل..
بجني عليه..
واحرمه من اسم ونسب..ومش بعيد يفضل يدعي عليا العمر كله..
انا عاوزه حقي في نسب ابني..لازم ياسولاف
سولاف بتنهيده..فاهمه دا كله..بس انا خايفه عليكي..
مش عارفه قلبي مش مطمن..
نيره بتهكم..احنا شرقيين ياسولاف..لو ابني منكتبش بإسم ابوه هيفضلو طول العمر يعايروه وبكدا هضطر اعيش طول عمري متغربه بيه بين البلدان
عشان مش هتحمل نظره المجتمع ليه..
وانتي عارفه الدنيا في مصر ماشيه ازاي؟ مش علي كيفنا نمشيها..
سولاف بحنان..عندك حق..يانيره
انا هبقي في ظهرك دايما..
وانا واثقه ان داود هيحافظ عليكي بعنيه..
نيره ببسمه راضيه..ادعيلي احسن حاسه ان اللي جاي صعب..صعب اوي..
سولاف بحزن..هدعيلك..
ربنا يراضي قلبك باللي يستاهله..
ــــــــــــــــــــــــــــ
(اصابك عشق،اسما السيد)
ليلا…
مريم بابتسامه..
ماشاء الله عليكي قمر ياجميله..
كانت ترتدي فستانا انيقا محتشما
من اللون الاسود
وتترك شعرها بحريه،ووضعت زينه هادئه
خرجت كملاك
بردو هتخرجي من غير ماتعرفي سي فراس
جميله بحيره…ماانا كلمته ومردش..وهو قالي اعملي اللي عوزاه..
وبحزن وغيره بصوتها
اكملت..
بعدين ياستي تلاقيه دلوقتي في حضن مراته..
هيدور عليا انا..
يالا بس انتي،عشان تيجي معايا..اجهزي زمان منه جايه..
مريم بابتسامه..وهي ترتدي ملابسها
ـ خلاص اهو..كدا حلو..؟
جميله..بابتسامه..حلو اوي..
استمعت لرنه هاتفها..يالا منه وصلت تحت..
هنروح بعربيتها..
مريم بقلق..بلاش ياجميله..الله يرضي عليكي خلينا تروح بعربيتك والحرس ورانا..
سي فراس لو عرف هيطين عيشتنا..
جميله بلامبالاه لاول مره..
وهيعرف منين..مش هيجي..انهارده..
يالا بقي..
ــــــــــــــــــــــــــــ
(حصري لجروب ولنا في الخيال حياه)
ببيت الرشيد..
علي طاوله العشاء…
نسرين بخوف ونبره خافته..حمدالله عالسلامه يافراس
طالت غيبتك المرا دي..
فراس بتهكم..وهو يمضع طعامه بلا روح
عقله شارد بمن تركها خلفه..ولم يحدثها منذ الصباح..
الله يسلمك ياخالتي..ان شاءالله تكوني خدتي راحتك الشهور اللي فاتت دي..
انتي وهما..لاني خلاص ناوي استقر في القاهره اليومين دول..
ابتلعت نسرين ريقها ونظرت لتسنيم الجالسه بجوارها بنفس هيئنها
واكملت بتوتر..
دا يوم المني ياحبيبي انك تبطل مرواح ومجي..
عمران بتهكم..طب كويس والله ياريت بس تبطل عط وعك..
فراس ببرود وهو ينظر لوالده..بطلت الحمدلله
دعواتك ياحاج..
عمران بابتسامه صافيه لا تظهر الا لابناءه..
دا يوم المني ياحبيبي..
نفسي اشوفلك عيل بقي..
قاطعته نسرين بسرعه..
بقولك يافراس اختك بقالها كتير مبتكلمنيش وقلبي واكلني عليها اوي..
ومعتصم مبيردش عليا ومش موجود في الفيلا..
رن عليه واساله..
فراس بتهكم نظر لها واعاد نظره لتلك التي تنكمش علي نفسها خوفا منه..
بنتك في المصحه بتتعالج من الادمان ياخالتي
نسرين بصدمه شهقت واستقامت كالملسوعه
ادمان ايه…انت اتجننت يافراس بتقول علي اختك كدا..؟
باسم الصامت اخيرا تكلم ليسأله..
ايه الكلام دا يافراس..متفهنا…
عمران..انت يابارد انت..اختك جرالها ايه؟
فراس ببرود..استقام وهو يرمق تسنيم بوعيد..
اسألو بنت الحسب والنسب اللي بلتوني بيها..
مين خلي بنتكو مدمنه زيها..؟
بنتك ياخالتي..بنتك هااا
ابتلعت ريقها بخوف من نبرته..
بنتك حامل والجنين احتمال يكون مشوه..
ومدمنه ورافضه العلاج..
وبقالها اسبوع في المصحه..
عمران بصدمه…كل دا حصل ومعندناش علم..
فراس ببرود…هههه علم..وانتو في ايه ولا ايه؟
عموما عنوان المصحه ميتوهش
تقدرو تروحلها..
وابقي عرفيها ياخالتي ان عقابها مانتهاش
عن اذنكم..
صعد لغرفته..
يبحث عن هاتفه…
وجده علي الغراش..اليوم كان مليئا
استقام صباحا علي خبر الحادث لاخيه وبعدها معتصم واخته، وزواج معتصم المفاجئ
لم يلومه..ولم يعاتبه..احترمه..وتقبل شعوره بصدر رحب..
من هو ليحكم عليه
مشاعرنا لا سلطان عليها ولا عتب..ومادام صديقه مرتاح هكذا لما لا؟
وهو يعلم انه ابقي علي شقيقته الفاسده
الي الان بسببه هو..
تنهد بزهق وهو يري هاتفه مغلق..
جلس قليلا بجانبه حتي فتح..
بعد دقائق
استقام مفزوعا من مكانه وهو ينظر لما ارسل له…
اشتعلت عيونه كجمر نار..
وخرج مسرعا..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الساعه الثانيه عشر..
بسياره منه..
منه بسعاده..الله علي جمال صوتك ياجميله بجد تحفه والولاد انبسطوا اوي
مريم من خلفهم..جميله صوتها جميل شكلها وبجد انا اول مره انبسط كده،شكرا ليكم..
جميله بابتسامه وانا..كمان انبسطت جدا..
والوقت اتاخر اوي..
منه بهدوء..اهو ياستي وصلنا…
خرجت جميله ومريم..
منه بصوت مرتفع..هعدي عليكي بكره نروح سوا الجامعه..
ـ ماشي هستناكي باي..
بعد دقائق..
دخلت مريم وجميله يمرحون بصوت مرتفع ويضحكون معا..
مريم..اااه انا هنام زي القتيله..ومعنتش شايفه بعيوني
جميله بضحك عليها..انتي طول الحفله اصلا بتنامي..
مريم بعبوس..اخص عليكي ياجميله..دا انا كلي اذان صاغيه
جميله بضحك وهي تدلف لغرفتها
انتي هتقوليلي…
تصبحي علي خير..عندي محاضره الصبح
فتحت الباب ومدت يدها لتفتح الاضاءه..
وهي تدندن بصوتها..
استدارت لتخلع ثيابها امام الخزانه
ولكنها
شهقت بخوف وخضه وعادت بظهرها للخارج
وهو يرمقها بأعين كالبركان..
ـ انت؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ
انت..
ياسيفا حارا اخترق القلب واقتلعه من الاساس
يانارا مشتعله كلما اطفيتها تشعلها الحواس
يامن لقياه كان صدفه،وعشقه قدر
يقتلني عشقك يارجل،وغيرتك جمر
تبتعد عني وتهجرني وتحسبني سأتقبل الامر
يامن بقربه انسي الدنيا والبشر
اعشقك عشقا جديدا،ولن اخبر احدا بالامر..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
(الي تلك الجميله)
رجعت للخلف و شهقت بصوتها كله
وهي تراه امامها ينظر لها بنظره دبت القلق بكل اوصالها..
واخرجت صوتا هامسا بإسمه..بشعور ممزوج بالخوف والاشتياق
اشتاقته بشده ولكنها خائفه منه..ومن هيئته
فراس؟
لا رد..
تشجعت واقتربت بخطي ثقيله
تسحب جسدها ببطئ وكل خليه بها تنتفض..
وحاولت ان تخرج بعض الكلمات
فراس انااا..لم يسعفها لسانها..
مدت يدها لتلمسه..
فاستقام مفزوعا من مكانه وصرخ بها..
ابعدي، انا ايه؟
ها.. انطقي كنتي فين يامحترمه لحد دلوقتي؟
وازاي اصلا تخرجي من غير اذني؟!
انكمشت علي نفسها..
وبصوت مرتعش..لطالما خشيت الصوت المرتفع هو يعلم
لما يضغط عليها..ايؤلمه رؤيه عذابها..
جميله بصوت مرتعش..
انا رنيت عليك انت مردتش يافراس..
وو..
صمتت لتبتلع ريقها..
تذكرت ماحدث صباحا
وكان الغيره ونارها اعطتها بعض من الشجاعه
فردت، بغيره وحده..
ـ هو انا محبوسه هنا؟
مش دا اتفاقنا من الأول،كل واحد يعمل اللي يريحه
فراس بهدوء قاتل..ردد كلمتها..
ـ اتفاقنا؟!هز رأسه بتهكم..واكمل..
ـ اتفاقنا علي ايه ياجميله؟
علي انك تخرجي من غير اذني،ولا اتفقنا تسهري لنص الليل ولا انك متعملليش اعتبار
ولا كأني جوزك..ومسؤله مني
جميله بنبره سخريه..جوزي؟
فراس بحده اقترب وامسك ذراعها بحده
وصورتها مع ءلك الشاب تحرق فؤاده
وتلهب مشاعره
فاكمل بصوت مرتفع..
ـ.اه جوزك وغصب عنك
ولا منفعش،ومبقتش أعجب، وحنيتي للي من سنك..
جميله بصدمه من كلامه
انتشلت ذراعها بقوه من يده…تقصد ايه؟
ايه معني كلامك دا؟
اخرج هاتفه والقاه بوجهها
اقصد دا يامدام فراس..
جميله بصدمه وهي تنظر للصور بهاتفه..
ـ انت جبت الصور دي منين؟
ـ انت بتراقبني يافراس،انت مش واثق فيا
كانت صورها هي واحمد ومنه وقتما غنا وخرجا معا وكلها بمواقف تظهر حميميه
ابتلعت ريقها وصوته عاد ليهز المكان
فراس بانفعال وغيره تحرق قلبه..
متغيريش الموضوع..مش قادره تصبري
الشويه دول
وتحترميني فيهم..للدرجه دي مش عملالي اعتبار..
دا جزائي..
نزلت الحسره ببطنها وهي تستمع لاتهاماته
لها..
ابتلعت ريقها وهو يذكرها بوعده مره اخري
(حصري لجروب ولنا في الخيال حياه)
ابتلعت غصه حلقها، واستدارت لتخرج من الغرفه بلا كلام..
لم تسعفها الكلمات وهو يذكرها بحاجتها له..
هي بالفعل تحتاجه..ومااصعب الحوجه لاحدهم..
فراس بصراخ..
انتي رايحه فين؟..انا لسه مخلصتش كلامي.
لما اكون بكلمك تقفي تسمعيني
جميله بصدمه..انت مش عارف بتقول ايه؟
لما تهدي وحابب تفهم هفهمك..
فراس بحده..شيفاني بشد في شعري
مش عجبك ياجميله..مبقتش اعجبك..
االتفت له بسرعه..واقتربت منه..
وحاوطت بيدها وجهه..
فراس اهدي بلاش كلام وانت منفعل
لمسه يديها كالسحر صمت والتقت عيناهم
ولكن عادت صورها تتأرجح امام عيناه
فابعد يديها بقوه عنه
ابعدي عني..فاكره انك هتأثري عليا
جميله بحده..وصدمه من كلامه
صاحت به بصوت مرتفع..
انت فاكرني ايه لعبه في ايدك…ولا عشان محتجاك، هضعف وانزل ليك..
لا فوق وبلاش تتحجج بحجج فارغه لان اصلا محدش يعرف اني مراتك
وفرضا لو يعرفو..
وايه يعني اما اخرج، واصاحب واعيش حياتي
انا حره اعمل اللي عاوزاه..
ولا عاوز تحرمني من كله..
انا مش محبوسه ودا كان اتفاقك معايا من الاول..
فراس بحده وصدمه من تفكيرها
اخرسي ياجميله انتي مش عارفه بتقولي ايه؟
جميله بصراخ..لا عارفه..انا ايه اصلا بالنسبه ليك عشان تنحمق عليا اوي كدا..
انا مجرد واحده عجبتك ومعرفتش تطولها
انا بالنسبالك شهوه وخلاص مش كده
وقت حلو بنقضيه عالسرير،مش كدا
مستواك وحياتك ميسمحوش اني انول شرفحرم فراس بيه
فلااا لازم افضل في السر..انت بتناقض نفسك
اللي بيحصل بينا انت حددت تمنه..
وقت لطيف مقابل رجوع ولادي..
انت قدمت عرض وانا وافقت،بس ممضتش عقد احتكار
وانا مش حكر لحد..انا حره..
طلقني مش عاوزه حاجه منك..
طلقني
فراس بجنون رفع يده ليصفعها…
اخرسي..اخرسي.
جحظت عيونها وارتعش جسدها وهي تري يديه ترتفع ليصفعها
اغمضت عيونه بسرعه، ا في انتظار صفعته..
ثانيه..اثنتان..
فتحت عيونها ببطء وصدمت بيده المعلقه في الهواء..
قبض علي يده بحده وانفعال..
جميله بهمس وصوت مهزوز من كبت الدموع..
ـ اضربني يافراس،انا استحق لاني فرطت في نفسي
استدار مسرعا وخبط المرآه خلفه بقوه
وصاح بصوت حاد..
انت مرااتي..
مراتي ياغبيه..
اقترب وامسكها من ذراعيها بقوه
انتي مراتي..علي سنه الله ورسوله
من حقي انا،مش نزوه ابدا
لم تستمع لكلامه كانت تنظر ليده الغارقه بدماءه
جميله بخوف عليه..لم تدري ماذا تقول…
فراس حبيبي، ايدك انت عملت ايه..؟
ليه كدا؟
بلهفه مسكا يده، فابعدها هو بحده عنه..
واستدارخاطفا،ا جاكيته وخرج مسرعا
اسرعت لتلحق به..
فراس..عشان خاطري ايدك، ارجوك استني
فراس..
فتح الباب وخرج ونزل الدرج سريعا
وهي تهرول خلفه..
لحقت به وهي تنادي عليه ودموعها تسيل بلا اراده منها..
فراس استني..ارجوك
امسكت بذراعه..
فاستدار لها بحده وابعد يدها..
فراس بحده..
اطلعي ياجميله حالا..
هزت راسها بقوه..ارجوك عشان خاطري مش قادره اشوفك كدا..يافراس..
صمت ونظر لها قليلا..بلاكلام..بعتاب..
تركها بعدما رمقها بنظره عاتبه..
وهبط مره اخري..
شهقت بالبكاء
وجلست علي الدرج، ووضعت يدها علي وجهها تبكي بقوه..
استمع لصوت بكاءها..واغمض عيونه
يقاوم رغبته في العوده واحتضانها
واكمل لسيارته..
فتح بابها ليصعد…ولكن..
صاح بقوه..
ااااه جميله..ليه كدا..؟
أغلقه بقوه..واستدار صاعدا الدرج مره اخري..
وجدها تجلس ووجهها بين كفيها وصوت بكاءها يملأ المكان
لو لم يكن البيت بيته الخاص،لاستمع لبكاءها الجميع..
مد يده الغارقه بدماءه وجذبها بقوه من ذراعها..
شهقت بخوف..
ولكن سرعان ماتبدل حزنها، وتهلل وجهها..
فراس..
كنت عارفه اني مش ههون عليك
انا اسفه..مش هعمل كدا تاني..
فراس بقوه جذبها لصدره..
شششش اهدي..خلاص،متبكيش
حاوطت عنقه بقوه بذراعها..
وهو يميل بجسده ليحملها كطفلته..
جميله ببكاء
ـ متمشيش،ارجوك خليك جنبي
تنهد وهو يقربها اكثر لاحضانه ويدفن وجهه بعنقها..
ـ مش همشي..هبات في حضنك الليله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأمريكا..
ايه القرف دا؟
الاكل مالو طعمه وحش ليه كدا؟
جوان بصدمه وخوف.هاااا..
بدر بغيظ القي معلقته بغضب..بقولك الاكل زي الزفت..دا اكل دا؟
انتي حطيتي برطمان الملح كله في الاكل
جوان بشماته..ماانا مبعرفش اطبخ اصلا وقولت ابدا اتعلم بقي.
بدر بصدمه..تتعلمي فيا،ليه حقل تجارب
وبعدين الاكل شكله حلو..انتي عملاها قصدا صح
جوان بصدمه من كشفه لكذبها..انا لا ليه؟
انت تعرف عني كدا..انا هأذي جوزي حبيبي
بدر بحده وصوت مرتفع..جووواااان.. متحوريش
جوان بخوف صعدت مسرعه للاعلي..
عاااا..ياماما هياكلني..
صعد خلفها وامسكها من يدها ولجق بها
تعالي رايحه فين.؟
جوان بخوف..سيبني يابدر..مش هعمل كدا تاني
بدر بشماته..ماانتي مش هتجرأي تعملي كدا تاني..
عارفه ليه.؟
ابتلعت ريقها وهزت راسها..ليه يابدري؟
بدر بشماته..عشان هتعملي الاكل تاني،انا جعان ولما بجوع مبعرفش انام،وانا جعان اوي
وممكن اسلي نفسي بحاجات مش هتحبيها
جوان بصدمه..بعدما غمز لها وفهمت ما يقصده
هااااا
بدر بحده..اللي سمعتيه وبعدين ايه اللي انتي لبساه دا…؟
جوان بغيظ ابعدت يده عنها..هيكون ايه.؟
بيجامه..
(خاص لجروب ٠ولنا في الخيال حياه)
رفع حاجبه بسخريه..ماانا عارف انه بجامه..
بس تصدقي لايقه عليكي..
راجل..راجل يعني
جوان بصوت عاال وصراخ..
عااااااا يابدر الزفت انت السبب قولتلك اروح اجيب هدوم ليا..
ودلوقت بتعايرني..
رفع حاجبه لها..لا..
مفيش هدوم هتيجي من عند خالتك..هدومك هجبهالك بنفسي..
جوان بغيظ ضربت الارض بقدمها وصعدت..
بدر بغيظ..جوان انتي يابت..الاكل
حوان بغيظ..مش عامله وطلقني..
بدر بحده..نعم..انتي اتجننتي..هو انا لسه اتجوزتك.
استدارت له بشماته وايه المشكله؟
مش عجبك طلقني…
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بمنتصف الليل..
بمنزل عبير..
بغرفتها
فتح الباب بقوه وهي مستلقيه علي بطنها
تنظر بهاتفها..
صدم من هيئتها،وابتلع ريقه..من منظرها المغري..
ـ انتي لسه صاحيه؟
انتفضت علي صوته، واستقامت كالملسوعه تغطي جسدها
عبير بصدمه..انت اتجننت ازاي تدخل عليا كدا؟
معتصم بتصنع اللا مبالاه وهو يجلس علي الفراش..
ـ والمفروض بقي ادخل ازاي علي مراتي؟
عبير برعشه بجسدها..حاولت تسيطر عليها..
انت صدقت الكدبه ولا ايه؟
معتصم بحده..كدبه؟
ـ انتي فعلا مراتي
يعني اللي انتي مخبياه عني ده..كله حلالي
انهي كلامه وغمز لها..وسحب الغطاء من عليها بسرعه، فظهر جسدها الابيض كالحليب ومفاتنها
عبير بصدمه..عااا انت مجنون اوعي هات الغطا..
معتصم بخبث وهو ينظر لها
عاد صوت فراس يرن بأذنه..
flash back..
فراس بهدوء وهو يرمق معتصم..
ليه؟
معتصم بتنهيده..معرفش،ومتسألنيش معرفش ازاي؟
لاني يافراس فعلا معرفش..
انت عارف ان انا ونيرمين مكنش في بينا اي توافق بس.
قاطعه فراس بهدوء..
سيبك من علاقتك باختي
لان اللي هتقوله كله عارفه
وليك حق محدش ينكرط،انا دلوقت بكلم معتصم صاحب عمري واخويا…
انا عاوز اسمع منك انت،شعورك
وليه عملت كدا؟
تنهد ونظر له بحيره..مش عارف يامعتصم،مش عارف حتي اقول انها، صعبت عليا..
لان شعور انها تصعب عليا نفسه،مش قادر انطقه،اللي هو ازاي اقول عليها كدا وانا موجود..
انا كل ناسها..معرفش بقي تقول مجنون..
مختل
بس انا مش عارف..انا في حاجه في البنت دي بتشدني ليها..
حاسس انها تخصني انا..
فراس بسخريه..يبقي طبيت يامعتصم…
انت حبيتها..
معتصم برفض..لالا مش حب،دا حاجه كده مش عارف احدد مصدرها وخايف..
قلبي بيدق لما بشوفها كأني مراهق او عيل صغير
(أصابك عشق،اسما السيد)
فراس بابتسامه..طب وهتعمل ايه؟
هتتعامل معاها ازاي.؟
معتصم بحيره،ازاي ايه؟
فراس بقهقه..عليه..يعني هتتعامل معاها كزوجين،ولا هتنفذ اللي قولته ليها
معتصم بحيره..مش عارف…
فراس بهدوء..انت عاوز فعلا تطلقها..؟
معتصم بلهفه..لااا طبعا..
فراس بابتسامه عليه وهو يستقيم من مكانه..
ويستعد للرحيل..
يبقي عيش حياتك يامعتصم..واوعي تتنازل عن حقك لحد..
خد من الدنيا اللي تقدر عليه..واللي يسعدك وبس.متكررش غلطه ابوك
واللي حصله..
خليك اناني في سعادتك..لان دا حقك..ومتديهاش فرصه اصلا تفكر
وياسيدي محدش عارف بكره فيه ايه؟
سيب رزق بكره علي بكره
غمز لها واستدار راحلا..
مبروك ياعريس..
back.
ابتسم وهو يزيحها بيده علي سهوه منها..
اطفي النور عشان ننام ياعبير
عبير بصدمه..ننام فين،ومين اللي ينام.؟
مد يده واغلق الاضاءه من جانبه.. وجذبها بسرعه
لتفترش صدره..
تنامي هنا،جار جوزك..
انتفض جسدها وارتعش وهو يتحسس ذراعها العاري
وهي تحاول التملص من بين ذراعيه..
معتصم.بحنان..
شششش نامي متخافيش،مش هقربلك الا لما انتي تطلبي مني
عبير بخوف ورعشه..سيبني الله يرضي عليك
انام في الاوضه التانيه
معتصم بحنان..لا مش هنام منفصلين..هتنامي جاري
ولا منفعش..
عبير بصدمه..بس انت اتفقت معايا…
معتصم بهدوء قاطعها وهو يضع اصبعه علي شفتيها..
شش اعتبري اللي قولته محصلش..
شهقت وانتفضت بقوه تنظر لوجهه الظاهر من شعاع النور المسلط علي وجهه من خارج الغرفه…
ـ يعني ايه؟
كنت بتضحك عليا..
انت..
معتصم..شش اهدي واسمعيني..
عبير بخوف..اسمع ايه،انت كدبت عليا
معتصم بهدوء..
عندي حل احسن من كدا؟
عبير بخوف..حل ايه وبتاع ايه؟
معتصم..ندي بعض فرصه..مش يمكن ترتاحي معايا وارتاح معاكي
مش يمكن نعمل عيله مع بعض..
ليه مقدمه الشر علي الخير
عبير بصدمه.. بس انا معرفكش…
معتصم بإبتسامه..مش مهم..
عبير بخوف، ولا اعرف حاجه عنك.؟
معتصم بحنان….
ـ هعرفك..كل حاجه..
عبير بتوتر..
بس انا مش عاوزه اتجوز..
معتصم بحنان وهو ينظر لها، تبقي بتهربي وجبانه وخايفه مني
عبير بسرعه…
ـ انا مبخافش..
معتصم بمكر..
خلاص، اثبتيلي..
عبير بتوتر بصوتها.
ـ انت عاوز مني ايه؟
ـ تسمعيني
ـ اسمع ايه؟
ـ حكايتي..
ـ حكايتك.؟ازاي؟
معتصم بحزن مصطنع..
عندك وقت،ولا اروح لطبيب نفسي..
هااا
اقفلي بوقك دا..لاقفله انا وانا مش مسئول..
هزت راسها بخوف واشارت علي نفسها، عاوز تحكيلي انا؟
ـ اه تصوري..
ـ بس..
استرخي علي الفراش وفرد ذراعه لها..واشار لها..
تعالي…ياعبير واستهدي بالله
ان ابغض الحلال عند الله الطلاق..
عبير بتوتر،ووجهه يحدث علي الضحك وهي تشير عليه بيدها
انا خايفه ومش مطمنالك..
معتصم ببسمه..
خلي الايام تحكم..متحكميش دلوقت..
وضعت رأسها علي ذراعه كالمغيبه
فجذبها هو بسرعه لتلتصق به..
ـ هيييه..بتعمل ايه؟
ـ ششش خليني احكي..
ــــــــــــــــــــــــــ
فراس..
علي الفراش علي جانبه الايمن وباحضانه هي..
جسدها ينتفض كطفله تعبت من كثره البكاء
وهو يملس علي جسدها بحنان..
شش نامي ياجميله..اهدي ياحبيبتي.
جميله ببكاء حار..حاولت ان تستدير لتنظر له..
ولكنه أحكم حصاره علي خصرها..
ودفن راسه بعنقها..وقدميه تكبل قدميها..
فراس حبيبي، هات ايدك خليني اطهرهالك..
ـ لارد..
طب غير هدومك بس..
لا رد..
شهقت بصوت مرتفع..وعادت للبكاء من جديد
فراسي..ارجوك انا خايفه..
لفها بسرعه لتنظر له.. ولم يدعها تكمل حرفا اخر
ابتلع كلماتها بشفتيه
والتهمها، بعنف الي ان ادماها..
وشعرت بطعم الدماء بحلقها..
حاولت ان تبعده عنها، ولكنه كان كالمجنون..عنيفا مؤلما
همست له ان يهدأ فصرخ بها ان تصمت وكفي..
فاستسلمت برضا وهو يعود ليلقي علي مسامعها عشقه المخفي داخل اسوار قلبه..
ولا تعلم ان كان كذبا ساعه نشوه
ام صدق
مستسلما لنشوته..مخرجا عشقه لها في ذروه العشق المجنون بها..
تعترض فيعود ليصمتها بغزله الذي يتفنن به
فترضي..
_________
ببيت الرشيد..
اقعد ياعامر..
في ايه مصحيني دلوقت؟
عامر المحقق بفرحه..عرفنا مكانها ياباسم بيه؟
باسم بصدمه..فين انطق بسرعه..؟
ـ في اسبانيا ياباشا
وفي حجز بإسمها هترجع بكره
باسم بصدمه..اسبانيا انت متأكد؟
اخرج المحقق من حقيبته نسخه من تذكرتها وبعض المعلومات التي استطاع جلبها..
باسم بحده..مين دا؟
المحقق..دا اللي حجزلها ياباسم باشا
وهترجع معاه
باسم بصدمه..وهي تعرفه منين؟
المحقق بلجلجه..ياباسم بيه اللي عرفته كمان انها سافرت معاه وهو اللي جه اخدها
واحنا في خلال ٤٨ساعه هنجبلك كل حاجه عنه
باسم بحده وهو ينظر له ولها يتوعدها بالهلاك الجحيم.. ..عاوز اعرف كل حاجه عنه بالتفصيل
خرج ودخلت نسرين بعدما استمعت لهم..
مش قلتلك مسمعتش كلامي
باسم بصدمه..
ماما..
ايوا ماما..اكيد دا عاشقها اللي كانت بتكلمه ومتفقه معاه
انت لازم تنسي الارف دي وتتجوز واحده تليق بمقامك
باسم بغل..مش قبل ماانتقم منها..واخد حقي وحق كرامتي..
نسرين بشماته..ياما قلتلك انها مش من مقامنا
وانت وابوك اللي اصريتو عليها
عموما..احنا نقفل الصفحه.دي من حياتنا ونلتفت لنفسنا
باسم بغل..هنقفلها بس بعد مااخليها تندم انها قابلتني في حياتها..
ـــــــــــــــــــــــــــ
امريكا..
ببيت سهر..
انت متأكد من اللي بتقوله دا
معقول؟
كرم بتنهيده..للاسف الكلام اللي وصلني صح ميه بالميه ياسهر
جميله بنت اختك متجوزه من فراس الرشيد
سهر بصدمه..فراس؟
وايه اللي وقع جميله في فراس
انا مش فاهمه حاجه..مش فاهمه ابدااا
كرم بشرود..فراس مش سهل ابدا ابدا
سهر بخوف..اتصرف ياكرم ارجوك هاتلي جميله هنا.
كفايه نيره واللي حصل فيها،ولحد الان مش عارفين نوصلها
فراس بزفره..مش هينفع..فراس ممشي وراها حرس في كل مكان زي ضلها اصلا
وكمان عشان..
سهر بحده..عشان ايه انت مخبي عني ايه ياكرم؟
كرم بتنهيده..انا مش عارف بالظبط اللي جابلي الاخبار قالي ان فراس وعدها يرجعلها ولادها
ومجرد مايرجعو هيطلقها..
ـ طب وهو هيعمل كدا ليه؟
هي الحدايه بتنقط كتاكيت..دا فراس الرشيد
انت تايه عنه وعن علاقاته..
مظنش ياسهر،اللي عرفته ان فراس بقاله فتره
غايب عن الكل..
حتي شغله كان مسلمه لاخواته..
ـ فتره اد ايه يعني؟
ـ تقريبا من وقت ماجميله دخلت حياته..
من وقت مااختفت..
تقصد ايه؟
اقصد ان فراس حبها اكيد والا مكانش خاطر بسمعه شركته واتعامل مع شركه زي شركه فايز عشان يرجع ولادها..
سهر بصدمه..
ياحبيبتي ياجميله،ازاي قادره تتحمل بعد ولادها كدا
كرم بابتسامه..
الاسبوع اللي فات كانو معاها وشافتهم
سهر بصدمه..ازاي دا؟
كرم بتهكم..انتي مستهونه بإبن الرشيد..
اللي مستغربه انه كان قادر يجيب الولاد من اول يوم..
بس هو بيماطل معاها..
سهر بصدمه.. وهو هيعمل ليه كدا؟
سهر بصدمه بعدما فهمت الامر….معقول؟
كرم..ااه هو اللي في دماغك..
ـ والعمل ياكرم..؟
كرم بهدوء…آن الاوان نرجع ياسهر
سهر بشهقه..لالا.
انت عاوزني اخاطر بيك..انت ناسي عيلتك
كرم بابتسامه..بلدي وحشتني ياسهر معنتش قادر
لازم نرجع بقي..الغربه خدت عمرنا..
والعمر واحد والرب واحد
سهر بخوف..بس
مبسش فكرك عمران مفضحش الدنيا وقالهم
اكيد عرفو اني عايش..يبقي لازم اواجه
سهر بخوف.. والولاد..؟
اتي صوتهم المنفعل من خلفها..
ـ معاكم طبعا..
يونس بحده..احنا معاك يابابا..كفايه غربه بقي
عاوزين نرجع..
يامن..وانا كمان يابابا..
سهربتنهيده..لكرم المبتسم..
يبقي نرجع عشان خاطركم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم التالي..
بمطار القاهره..
علي باب المطار..
ابتسمت له بحب وامتنان..
ـ شكرا لانك بجانبي.
امسك يدها بيده وابتسم لها..
ساكون بجانبك دوما..لا تقلقي..
نيره بهمس،أعلم..
ـ الي اين الان.؟
الي الفندق مؤقتا..لنستريح..
نيره بابتسامه..انت محق،جسدي يؤلمني..
داوود بابتسامه.. هيا بنا..حبيبتي
انتفضا علي صوت ساخر من خلفهم
تؤتؤ..
هيا بنا ايه بس،وحبيبتي ايه؟
شهقت وانتفضت ورجعت للخلف وهي تتمتم..
ـ باسم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الي تلك الجميله الهادئة الناعمه..
اخبروها انني ضائع بدونها
لا اعلم حقيقه مشاعري لها..
خائف وبشده.. من هجرها وبعدها..
الي تلك التي بقربها حسبت اني سأزهد بها
اخبروها وقولو لها..
ان ذلك اللعين الذي يدق بصدري ابدا لم يهدأ ابدا الا بقربها..
كلما ضحكت لي وابتسمت أرتعش شوقا لها
قولو لها انني..
انا الذي لم يخف يوما احد..ولم يتمني احد..
ارتعش شوقا لها…احبها
احبها ولا اتمني غيرها..
ــــــــــــــــــــــــ
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ــــــــــــــــــــــــــــــ
“اللهم يا كريم، يا ذا الرحمة الواسعة، يا رب السموات السبع والأرض، يا فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، إني أسألك من الرزق أشمله ومن العافية أتمها، اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك، واجعلني غنيًا في حاجتي عن أحد إلاك، اللهم بارك لي في مالي وكثّره، وزد اللهم من صدقاتي وتقبلها، وفرج اللهم عني ضيق حالي، اللهم ارزقني رزقًا حلالًا وجنبني الدَين والفقر والضُر، اللهم أنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، فتقبل اللهم دعائي ولا تردني خائبًا يا الله”.
ادعولي بظهر الغيب ولكم كمثل
ـــــــــــــــــــــــــ
(خائنه)
شهقت بصوت مرتعش بعدما التفت وصدمت به
ـ باسم..
نظر لها بحقد وتهكم..
ـ ايه خضيتك ولا مكنتيش متوقعه..
شكلك مكنتيش متوقعه اني هقدر اوصلك مش كده..
ولا شكلي قطعت اللحظه الرومانسيه..وهو بيقولك ياحبيبتي..
نظر له ولها بغل وأكمل..
ـ تؤ تؤ كده بردو يازوجتي العزيزه..
جذبها من يدها بقوه، فتأوهت من الوجع والخوف وضغط بيده عليها..
وبصوت كالفحيح همس لها..
ـ يالا قدامي
الا ان يدا قويا اقتلعتها من يده بقوه..
وجذبها لخلفه..
ـ اترك يدها… والا كسرت يدك..
باسم بحده..انت اتجننت..انت مين انت..
نظر له داوود بقرف وحده..وود لو يحطم عنقه..
واستدار لها وسألها بهمس..
ـ اذن هذا هو؟
نيره بدموع تحاول اخفاءها
وجسد خانها ليرتعش خوفا وتوترها
لقد اقسمت انها ستكون قويه..
ولكن اين تلك القوه الآن..
نظره الامان التي رمقها بها جعلتها تهمس
له بلا تفكير..
هكذا هي قلوبنا تخوننا دوما لتوقعنا بالمحذور فمن نظنه آماننا يصبح في لحظه عدوا وتنقلب الايه ويصبح آخر بعيدا، لا صله لنا به
ولا نعرفه ولم نتوقع يوما قربنا منه
حبيبا،امانا وسلامه..
من كل الدنيا تختبئ به تسلم له مقاليد قلبك واحكامه وانت سعيد
مرتاح البال،وهانئ،يعاتبك البعض وينتقدك فتجد نفسك تبرر بانه هو النصيب
ـ انا خائفه داوود لا تدعه يأخذني معه..
لا تتركني..
داوود بإبتسامه حنونه..
لن يستطيع احد ان يأخذك لمكان مادمت لا تريدين نيره..اطمأني انا معك..لا يجب عليك الخوف مادمت انا بجانبك..
قفي واصرخي به كما اخبرتك..انا بجانبك دوما وابدا..
وكأن كلماته دخلت وتعمقت بها..وبثت الامان والطمأنيه بقلبها..
لمح رعشه يدها..وتعبها..فهمس باذنها.
اهدأي….و…
باسم بحده وصوت مرتفع وحقد بان علي ملامحه من همسه لها،ونظره الاطمئنان التي طلت من عيونها بعد حديثه معها.. انت مين؟
التف داود ونظر له بإشمئزاز..
ـ تحدث بهدوء ياهذا، وانت تتحدث معي..
باسم بغل وجنون…. ومن انت لاتحدث معك اصلا؟
انت مجرد انسان حقير، خانتني معه تلك الخائنه القذره..
انهي كلامه وهو يشير بيده، بحده عليها..
جحظت عيناها وصدمت، وهو ينعتها بالخائنه..
اي خائنه..
مد يده مره اخري ليأخذها بالقوه.
يالا.. قدامي يا وسخه..
عاد داود ودفعه بقوه اكبر..وسحب يدها من يده مره اخري.
وهو يصيح به..
تحدث معي انا.. قلت لك اتركها..
من انت لتجذبها هكذا ايها الحقير؟
جن جنونه وبصوت قوي.. انا زوجها..
نظر له داود بتهكم وسخريه..
ـ حقا، واين هو اثباتك علي هذا…؟
باسم بصدمه.. ماذا تقصد..؟
هي زوجتي.. اخبريه…
استغل داوود جنونه وهستيريته..
و رفع يده يشير لاحدهم..
و بسرعه كان يحاوطه مجموعه ليست بقليله من الحرس المسلحين..
اقترب عامر من باسم المصدوم مما يحدث
وهمس له
ـ قلتلك ياباسم بيه، داوود دا مش سهل ابدا..
لازم ننسحب..مش عاوزين وش مع السلطات
العين علينا،والامن واقف منتظر يدخل
لازم تفكر بعقل، وبعدين نفكر كويس
باسم بحده.. انت عاوزني اسيبها كدا بسهوله..
دي مراتي.. انت اتجننت
عامر.. باسم بيه
انت نسيت جوازكو تم ازاي، دي اصلا جريمه جواز القاصرات
وغير دا كله، متجوزها عرفي ومش متوثق..
يعني بالبلدي ممعكش اللي يثبت
نظر له بصدمه واعد ينظر لهم بحده. فلم يجدها.. وجده هو يرمقه بسخريه وانتصار
التف حوله كالمجنون.. يبحث عنها..
راحت فين.؟
وديتها فين؟
انطق..اين هي؟
داوود بتقزز من حديثه الهمجي..
سأنتظرك لنضع النقاط علي الحروف..
في…..الساعه..
من الافضل لك ان تأتي..
ارتدي نظارته الشمسيه بغرور ورحل يمشي بخيلاء.. يحق له وخلفه حرسه الخاص..
باسم بصرااخ علي عامر
انت واقف تبص عليا..
وراهم شوفولي راحت فين
هز عامر راسه بقله حيله..
وذهب واءهم..
وهو يصرخ بجنون…. نيره.. مش هسيبك.. وهنتقم منك.. مش باسم اللي يتختم علي قفاه وهتشوفي..
ابتسم داوود بتهكم، وصاح هو الاخر بغرور
عليه..
بعدما فهم كلامه معني كلماته..
احرص وانت تفعل، لان عليك ان تعدي علي جثتي اولا قبل ان تطولها..
احذر ياهذا…
دار حوله بجنون وهو يتوعد لها انه سينتقم منها
ـــــــــــــــــــــــــ
بشقه عبير
بحث عنها بالغرفه بجانبه بعدما استيقظ ولم يجدها..
خرج يبحث عنها وجدها..تقف بالمطبخ شارده حزينه
ـ عبير؟
التفت له بوجه حزين..نعم
رفع يده ومسد جانب وجهها بحنان وحزن
علي حزنها….
تنهد واكمل..
(حصري لجروب ولنا في الخيال حياه)
ـ انا عارف انك زعلانه عشان خبيت عليكي ومكنتش صريح من الاول معاكي..
بس صدقيني كان غصب عني،وانتي مدتنيش فرصه..الموضوع كله جه بسرعه صدقيني
ابتلعت ريقها، وابتعدت بوجهها عنه
ـ قلبها يؤلمها..وبشده
كم هي مؤلمه الحقيقه، ومؤلم ان تشعر انك خيار ثاني.
وانك لست الاول في حياه احدهم..وانك مضطر ان تساير امورك لتسير الحياه
تنازلات وراء تنازلات تقتل الروح وتميت القلب
اغمضت عينها بحزن..ماذا كانت تنتظر..
لطالما علمت ان لا حظ لها ولله الحمد..
لترضي عل الله يرضيها علي صبرها
لمعت عيناها بتحدي لن ترضي ابدا بان تكون خيارا لاحدهم..ستاخذ حقا من عين الكل
سيكون لها وحدها..لما لا؟
الا يحق لها؟
لن تستسلم مادامت اصبحت علي ذمته
اذن لتكرس طاقتها علي ان يكون لها وفقط..
افاقت من شرودها علي يديه
التي حاوطتها من الخلف
عبير بصدمه..
هيييه..ايه اللي بتعمله ده..؟
حاولت ان تبتعد عنه، ولكنه حاصرها
ششش اهدي..
استكانت ووقفت ثابته بحضنه
وهو يهمس لها..
ـ حقك عليا..متزعليش..انا تايه ياعبير،حاسس اني مش عارف عاوز ايه؟
عبير بهمس ورعشه من نبره صوته التي تدغدغ قلبها
انت اللي بتقول كدا؟
هز رأسه، وهو يدفن رأسه بعنقها..
ـ حاسس بوجع في قلبي،انا صحيح طلقتها من اسبوع بس انا تعبان..
عبير بحزن..بتحبها..
بسرعه هز راسه بالرفض..عمري ماحبيتها ويمكن دا اللي معذبني.
دفعته عنها والتفت له…
عبير بهدوء ممزوج بغيره لا تعلم مصدرها
انت هتجنني ايه التناقضات دي..يااه يالا..؟
استدار ليخرج من المطبخ….
فسارت خلفه بسرعه..
انا بكلمك..رد عليا…
ارتمي علي الفراش وفرد جسده بتعب
وزفر بهم..
ـ نيرمين حامل ياعبير
واحتمال كبير الطفل يكون من ذوي الاحتياجات الخاصه..معاق يعني
وضعت يدها علي فمها بصدمه..
نزلت دمعه خائنه من جانب عينه.
واكمل وهو يتذكر صياحها بكره طفلها وكرهه وانها لا تريده..
قالت مش عوزاه..مش عاوزه طفل مني
مش عاوزه المعاق
انا حاسس اني تعبان..ومبقتش عارف افكر
اقتربت منه وبلهفه مسحت دمعته التي رأتها..
وبسرعه اجابته..
ازاي مش عارف تعمل ايه؟
هي مش عوزاه..لانها مش عارفه قيمته.
بس انا عوزاه..
ابتلع ريقه بصدمه من ردها..
انت عارفه بتقولي ايه؟
عبير بحسم..اه عارفه..انا عاوزه الطفل دا،حتي لو مش هنكمل مع بعض
انا عوزاه ارجوك هاته..انت عارف انا كنت بفكر اتبني طفل،يونسني في وحدتي ويشغل وقتي
وفعلا سألت وقالولي مينفعش لازم تكوني متجوزه..
هاته يامعتصم ارجوك..انا عوزاه..
معتصم بصدمه من تفكيرها وردها..
ابني هيكون….
وضعت يدها علي فمه بسرعه..
مش مهم..يكون الي يكونه..مش ذنبه..وانا راضيه بيه..
دا طفل وانا امبارح وافقت ابدا معاك بإرادتي..
محدش غصبني..
صحيح انا اتفاجأت انك كنت متجوز..
واتفاجات اكتر انك هتكون اب..
بس فعلا كل حاجه جت بسرعه..عندك حق..
انا رضيت بنصيبي يامعتصم..
وموافقه ابدأ معاك،
بس بشرط..
معتصم بصدمه ولهفه…شرط ايه؟
عبير بابتسامه..طليقتك تمضيلي تنازل رسمي عنه ومترجعش تطالبني بيه..لاني استحاله هفرط فيه
هي باعت بالرخيص وانا اشتريت بالغالي
قوم يامعتصم روحلها ولو وافقت..
هكون اسعد واحده في الدنيا..اوعدك اشيله بعنيا..
معتصم بخوف وتوتر..مش هتندمي؟
دا طفل واحتمال كبير يكون معاق..هتستحملي ياعبير
مش هيجي يوم تقولي مش عاوزه اكمل ابنك السبب
ـ ابنك هيبقي ابني..ولو قولت كده من زهقي
انت مش هتصدقني..
ـ مش هتشخطي فيه؟..لان ساعتها مش هستحمل..
عبير بإبتسامه هستحمل،لان انت هتبقي عارف اني بشخط فيه عشان مصلحته؟
حد لو عندي منك عشره عيال،لو اشتكيتي منه وضايقتيه هبعد..واختاره هو
عبير بابتسامه..
ماتبعد..هو هيختارني..
ولو في يوم مديتي ايدك عليه..هـ
قاطعته هي ببسمه..
هيبقي ابني وبربيه ملكش انت دعوه ساعتها هيقولك امي..
ابتسم بمراره وهو يقاوم ان ينفجر كطفل صغير ويرمي نفسه باحضانها
وهمس عبير..انا..
وكانها قرأت مابين عيونه..
جذبت راسه لصدرها..
ششش اهدي..انا موافقه
متحملش نفسك فوق طاقتها..
اهدي وقوم اتفق معاها
واسألها..
وكمان طمني علي ابني..
ابتسم من بين حزنه، ودفن رأسه اكتر بصدرها
ـ ااااه ياعبير تعبان اوي..
حاسس ان حمل الدنيا كله فوق كتفي
قبلت رأسه..بحنان..
هيعدي..ان شاءالله هيعدي
اراح راسه علي صدرها اكتر واغمض عيونه..
ـ عاوزه انام..تعبان..خديني في حضنك..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل جميله..
فتحت عيونها بتعب من كثره البكاء امس…
ابتسمت وانشرح قلبها حينما احست به خلفها
يحاصرها بتملك..
تملك يشعرها انها أمرأه وان احد يهتم بها..
كم حلمت بان يحتويها احد..بين ذراعيه هكذا..
احد لا تحمل للدنيا هم بجانبه..
اغمضت عيونها وهي تعود للخلف لتدفن نفسها اكتر باحضانه..
شعر بها..وجذبها هو بقوه لتلتصق به
ضحكت ضحكه بسيطه..
فدفن وجهه بعنقها وقبله وهو يهمس لها….
ـ صباح السعاده والورد..علي احلي ورده في الدنيا..
ضحكت وهو يدغدغ بلحيته عنقها كما يفعل دائما
فراس..دقنك بتشوكني..اوعي بقي احنا اتأخرنا في النوم اوي..
فراس بهمس،وهو يقبل عنقها..مش مهم..
النهارده هقضيه معاكي..
جميله بفرحه استدارت لتنظر له..بجد.؟
يعني مش هتمشي وتسيبني.؟
ابتسم بحنان ومال براسه ليقطف قبله من رحيق شفتيها..
مش همشي..انا عاوز افضل هنا..انهارده
ـ فراس
امممم..نعم ياجميله؟
اغتصبت ضحكه..حزينه وغصه وشعور بالذنب كلما شعر قلبها بالسعاده بدونهم
قلبها يخبرها بان ليس من حقها تلك السعاده بدونهم.
فرت دمعه من عيونها،وقلبها ممزق
بين سعادتها معه،..وسعادتها بقرب ابناءها
اي عذاب هذا..؟
ولادي وحشوني اوي..انا عاوزه ولادي
ارجوك يافراس..
بكت بحراره ودفنت نفسها بحضنه
تنهد بحزن واحاطها بذراعيه..ويده تمسد علي ظهرها بحنان، نظر بعينه للفراغ شاردا..
الي متي سيظل يماطل؟
يجب ان يحسم قراره معها..
ذلك النجس زوجها اصبح تحت يديه..
تنهد بحزن ويبدو ان الامر اصبح وشيكا..وشيكا جدا.
ـ جميلتي.
نعم..
متبكيش..
قريب اوي هيكونو في حضنك
انتفضت بسرعه من بين يديه وسندت بيدها علي صدره
بجد يافراس..؟
قريب امتا؟ بعد قد ايه؟
فراس بابتسامه حزينه..
بجد ياقلب فراس..هيكونو في حضنك قريب اوي
جميله بلهفه..قريب امتا؟
قولي يوم ايه،مش قادره اتحمل اكتر من كدا
ابتلع غصته..للدرجه دي مشتقالهم..
انكمشت علي نفسها بعدما تذكرت وعده وشعرت بحزنه..
خائفه..تريده معها..وتخشي ان تكون هي وابناءها عبء عليه
لذا صك وعده لها من قبل
غصب عني يافراس الضنا غالي اوي
ابتسم بحزن..ومد يده يتحسس وجهها وامنيه عالقه بقلبه..
لطالما تمناها منذ تزوجها..ان يهديه الله منها طفلا يشبهها
يقربها منه وينقض عهده معها..
وااه ياليت المطالب بالتمني..
افاق عليها وهي تدنس باحضانه تقبل عنقه..
وتشتم به..
فراس بابتسامه..بتعملي ايه ياجميله؟
جميله بسكر..ريحتك حلوه اوي يافراس
قهقه عليها، ونظر لها ونسي ما كان يفكر به
حبيبتي هي مش دي نفس الريحه اللي قولتي عليها من اسبوعين وحشه متشتريهاش تاني
جميله باستنكار..لا مش انا؟
فراس بضحك..اومال مين؟
خجلت ودفنت وجهها اكثر بعنقه..اف الله بقي منك متكسفنيش
انا مش عارفه في ايه،؟
حاجات كتير مكنتش بحبها،هابه علي نفسي اليومين دول ومش عاوزه غيرهم.
وخصوصا ريحتك دي؟
ريحتك حلوه اووي..اخذت نفسا عميقا وهي تدفن راسها بعنقه..
فراس بابتسامه..دا جنان رسمي.. وانا كده مش.مسئول عن اللي هيجري…
هزت كتفيها ببراءه..وايه هيحصل بقي؟
رفع راسها وغمز لها بمكر..
اقولك انا..
هجم علي شفتيها آخذها معه لعالم ليس به غيرها وفقط..
ــــــــــــــــــــــــــــ
امريكا..
نزل الدرج بسرعه وفزع وقلب ينبض بسرعه
من صراخها وبكاءها..
بدر بانفاس متلاحقه…مالك ياجوان ايه اللي حصل.؟
جوان ببكاء حااار..ايدي يابدر وانا بنط عشان انزل البسين
معرفش وقعت علي ايه،اتعور
بدر بصدمه من حديثها و من منظر الدماء..
حاول التحكم بخوفه وصدمته..
واشار لها ان تهدأ
طب اهدي..متخافيش..وريني كدا…
جوان بدموع ووجع..بيوجعني اوي يابدر
بدر بحنان..متخافيش ياعيون بدر..
مفيهاش حاجه..
بعد ساعه..
بالمشفي..
تنهد بضيق، وهو ينظر لها وليدها الملفوفه..
مش هتعقلي بقي ولا ايه؟
مش هينفع العيشه كدا..واديكي خدتي عشر غرز في ايدك،غير كسرها..
بسبب عنادك وعدم سمعانك للكلام
جوان بحزن..انت فرحان فيا صح..؟
بدر بصدمه..اشار لوجهه بإصبعه..بصيلي كدا
دا شكل واحد فرحان فيكي..
انا هفرح في تعبك ياجوان؟
جوان بدموع..انت مش بتحبني، وفرحان فيا واتجوزتني عشان تنتقم مني اصلا
انت قلتلي كدا..
بدر بصدمه من حديثها..انا ياجوان بكرهك..؟!
ايه تفكيرك دا..انتي عدائيه ليه كدا.؟
وهو دا اللي وصلك من خوفي وقلقي عليكي
جوان بحزن رفعت وجهها ونظرت له
ولاول مره تشعر بأنها تريد البكاء حقا..
ولكن كعادتها ابتلعت رغبتها واظهرتها بحده..
ـ هو انا كنت عملت ايه،مش ذنبي،علي فكره
دي حادثه واي حد معرض ليها..
بدر بغيظ ..حاول كبته..
عملتي ايه؟
لا معملتيش،بتعندي في اي حاجه واي حاجه
لدرجه انك مبتفرقيش بين الصح والغلط..
انا امبارح قبل ماانام قايلك متنزليش البيسين..
لانه عاوز يتنضف..واكدت عليكي بدل المره اتنين..
بس ازاي لازم تعاندي
كأني كنت بقولك انزلي..
تنهد واستدار ينظر للفراغ بحزن..
نظرت لظهره بحزن،ويدها تؤلمها
تعلم انها مذنبه.. وانها فعلت عندا وغيظا..
به..كل كلامه صحيح..
جوان بخجل.. بدر اناااا
بدر بهدوء استدار لها….انتي ايه؟
كنتي بتعانديني صح؟
هزت راسها بخجل.. بنعم
ورفعت وجهها والتقت عيناها بعينه..
ـ انا اسفه..انت صح..
مش هعمل كدا تاني،اوعدك..
بدر بصدمه من اعترافها ابتلعها سريعا حتي لا يشعرها بالخجل والندم علي اعتزارها واكمل ليعاتبها..
ـ طب استفادتي ايه غير بهدلتنا
وتعبك..دلوقت..
نظرت له بحزن وخجل اكبر
وبتعب واضح آثرت الصمت والهرب..من عينه المعاتبه التي توترها..ولا تعلم مصدرها..
انا عاوزه اروح يابدر..انا تعبانه ومش مرتاحه هنا..وديني عند خالتي..
بدر بهدوء..
هروحك بس مش عند خالتك..
هتروحي علي بيتك..
جوان بصدمه. بيتي!.بس انا تعبانه ومش هقدر اخدمك.وديني لخالتي ارجوك
واوعدك مش هكلم ولا اقولها حاجه..
بدر بحنان..شش بطلي سوء ظنك دا..
وبعدين ماتقولي اللي يعجبك..انتي بقيتي مراتي ومفيش قوه في الارض تخليني اطلقك..
وبعدين ليه مفكره واجباتك الزوجيه خدمه..
دي تقدير منك ولو مش عاوزه تعملي متعمليش
انا مش هجبرك…
انا بس كنت بمسك علي عندك..
جوان بصدمه نظرت له ومدت يدها السليمه تتحسس جبهته..بدر انت كويس مش سخن.
ونظرت حولها..هو فين بدر؟
انت تعرف راح فين..؟
ضحك بعلو صوته عليها وضرب جانب راسها..
باصبعه..
انا اهو ياغبيه،قدامك..انتي بس اللي بطلعي اسوأ مافيا
جوان بحزن..ياسلام..انا مش مطمنالك..
انت عاوز ايه يابدر؟
بدر بخبث اقترب ونظر لها..
عاوزك.تحبيني لاني مش هسيبك ولا هطلقك..
جوان بعدائيه وهجوم..ابدا بعينك..
ضحك وغمز لها بعينه..طب وحياتك لاخليكي انتي تيجي تقولي بحبك يابدر
جوان بتهكم..احلم احلم..
بدر بثقه..وحلمي هيتحقق وهتشوفي
ويالا بقي بيناا..
حملها بخفه علي ذراعيه..علي غفله منها.
جوان بشهقه..هقع..انا بعرف امشي نزلني
رجلي سليمه
بدر بضحك..عروسه مكسره
جوان بصدمه..نزلني يابدر الزفت
بدر بضحك..عيب ياجوجو..دا انا جوزك حبيبك
جوان بغيظ..عاا حبك برص
وديني لخالتي.
بدر بابتسامه..لا..مراتي انا اولي بيها وهي مكسره..
نظر لها واكمل بغمزه..اصل محبش مراتي تنكشف علي حد غريب
جوان بعيون مصدومه بعدما فهمت قصده..
هيه..يلهوي..نزلني..عاا
بدر..لا واسكتي بقي انتي تقيله ليه كدا
جوان..يلهوووي عاااا..ياخالتي..
(اصابك عشق،اسما السيد)
ـ بالبيت
جوان بصدمه..وهو يمد يده ليخلع عنها ملابسها الغارقه بالدماء..
انت هتعمل ايه ياجدع انت؟
بدر بمكر…هغيرلك هدومك اللي كلها دم دي
مينفعش تقعدي كدا
جوان بصدمه.. لالا مينفعش انا هغير لوحدي
انا هعرف..ابعد بابدر..عاااا
بدر بشماته..متأكده
انا قولت اساعد
بس مادام انتي مش عاوزه..
خلاص انتي حره بقي..
انا هنزل اعمل الفطار اللي بقي غدا دا بقي..
وامري لله..
خرج بعدما رمقها بشماته..
فعبست وتنهدت وجلست تحاول ان تخلع ثيابها..
حاولت ولم تستطع..ان تخلع ملابسها
فسالت دموع الطفوله من عيونها..وتذكرت والدتها..
لا احد يعوضها عنها،وكم تمنت ان تكون بجانبها الان..
خالتها لم تقصر معها ابدا ويشهد الله انها تعشقها..ولكن..
تبقي وحدها الام ومكانتها بقلوب ابناءها لا احد ياخذ مكانها..ابدا
حاولت كبت دموعها ككل مره حينما تتذكرها
ولكنها الان وبوضعها هذا لم تستطع
دفنت وجهها بالوساده حتي تكتم شهقاتها وهي تناديها بحرقه..
ماما..
ولكن هيهااات، سمعها من كان يقف يستند بجسده علي الباب المفتوح
قلبه لم يطاوعه ان يتركها وهو يعلم انها لن تستطيع
فتح الباب بهدوء ونظر لها وجدها تكتم شهقتها وكباءها بالوساده
اقترب منها ومد يده وجذبها من خصرها لتعتدل..
انصدمت من فعلتها وشهقت..وهي تحاول ان تسيطر علي بكاءها..وان تظهر متماسكه..
بدر..
قربها من صدره بحنان..
ششش متبكيش..بتبكي ليه ياجوان؟
لم تقاوم سحر يديه الحنونه، التي تسير علي ظهرها وهمسه ان تصمت..
فدفنت وجهها بصدره واجهشت بالبكاء..
ماما وحشتني اوي..اوي
بدر بحنان..بس كده..هخليكي تشوفيها ولا تزعلي نفسك..بس متبكيش..
جوان بدموع..
بتضحك عليا..هشوفها ازاي؟
وانا هربانه منهم
ابويا هيقتلني..
بدر بحده..مين دا اللي يقتلك.؟
انتي مش عارفه انتي مرات مين؟
جوان ببراءه..مرات بدر الزفت
بصدمه ابعد وجهها عن عنقه..
انتي مفيش فايده في لسانك دا اللي عاوز قصه..
جوان بحزن..زمت شفتيها وعاودت البكاء..
وهزت راسها بلا..
تنهد وابتسم علي طفولتها..
ومد يده ومسح علي وجهه
اعمل فيكي ايه؟
متجوز عيله صغيره،مفيش فايده فيكي
جوان بغيظ..متقولش عيله..انا كبيره وعندي واحد وعشرين سنه
بدر بتهكم..ااه في شهادتك المزوره صح
بس في الحقيقه بقي..مكملتيش ١٨سنه
وتصرفاتك تصرفات اطفاال
جوان بدموع واعتراض..بدر..
تنهد ومد يده يخلع عنها ثيابها..
يالا اساعدك تغيري هدومك..ولا لسه شايفه انك هتعرفي؟
جوان بخجل..هزت راسها بلا..
لا بس غمض عينك وانت بتغيرلي
بدر بسخريه رفع حاجبه لها..
علي اساس ان مشوفتش دا كله وجنابك في البسين والناس كلها شافته يامحترمه
ولا بمنظرك اللي كنتي بيه بالجامعه
خجلت وهو يذكرها بفعلتها المجنونه. واستسلمت له..
خلع عنها ملابسها بهدوء، وهو يتجنب النظر لمفاتنها حتي لا تخجل منه وتثور..
جوان بغيظ.. ايه بجامه شكوكو دي..
عاااا.
نظر لها من اعلي لاسفل بعيون مفتوحه علي منظرها..
وانفجر بالضحك..
جوان.. عاااا..
بدر بقهقه.. تصدقي فعلا شبهه
جوان بغيظ.. قذفته بالوساده..
عااا.. امشي من هنا يابدر الزفت..
مال سريعا واختطف قبله من شفتيها وخرج مسرعا واغلق الباب خلفه..
جوان بصدمه.. بعدما رحل وهي تتحسس شفتيها… ايه اللي حصل دا؟
هو…..
يلهوي.. سافل اوي.. عااا..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالعذبه
مالك يا سمر؟
سمر بوجع بصدرها..مش عارفه ياسعاد..
حاسه ان البنات مش بخير..
سعاد بحزن..ومين سمعك..ياترا يابنتي عامله ايه؟
سمر بحزن..احنا السبب ياسعاد..احنا السبب
فرطنا واستسلمنا فيهم وكاننا لقينهم في الشارع
سعاد بحزن وهي تقلب طرحتها لتمسح دموعها
عندك حق..نفسي تكلمني وتسامحني..لو اعرف بيتها فين،كنت جريت روحتلها
بس كل ماأسال مخيمر يقولي انه ميعرفش
بيتهم..نفسي اسمع صوتها
معقول..محنتش لامها..
سمر بتهكم..واحنا محنناش ليهم ليه واحنا بنرميهم..
سامحني يارب..طب جوان ومهما خالتها نكرت عارفه انها عندها ومطمنه لان سهر استحاله تعرف ان جوان اختفت ومتنزلش
انما جميله ياحرقه قلبي عليها..ياتري عايشه ولا ميته.؟
ولا قتلها الخسيس وعمل فيها حاجه
سعاد بانتباه..طب والبلاغ اللي قدمتيه مفيش جديد عنه..
سمر بحزن..كل مااروح يقولولي لسه مفيش حاجه عنها..
ووزعو صورتها عالاقسام كلها في جميع المحافظات..
سعاد..ربنا يبرد قلبك عليهم ياسمر
استقامت من جلستها جانب سعاد امام منزلهم
علي سلالم البيت
علي صوته المنازع وهمسه الذي لا يتوقف بإسمهم..
اااه…ياسمر..ياجميله..ياجوان..
نهضت خلفها سعاد بسرعه
سمر بلهفه وصدمه من منظر الدماء الذي يتقيأها من فمه.
ايه دا،في ايه ياحمدي.؟
يالهوي وايه الدم دا..؟
حمدي بتعب وبأنفاس يأخذها بصعوبه..
دا سبب بيعتي لبناتي ياسمر…انااا..
انا عمري مكرهتهم يشهد ربنا دول حته مني..
وروحي
كنت عارف اني هموت في اي لحظه ياسمر
وعارف ان دا ميبررش قسوتي عليهم..بس يمكن مرضي يشفعلي عندهم..
شهق ياخذ نفسه بصعوبه..
سامحيني ياسمر وخلي البنات تسامحني..
وخصوصا جميله..
قوليلها سامحي قسوه ابوكي..
سمر ببكاء وهي تمسح وجهه من الدماء..وهي فين جميله؟
ماراحت يابوجميله..كل حاجه راحت..
شهق يحاول ان يخرج كلامه
فدخل اخيه صابر سريعا.
يصيح به.اشهاد ياخوي..
اشاهد..
جول وراي اشهد ان لا اله الا الله..واشهد ان محمد رسول الله
نطقهاا بصعوبه ولفظ انفاسه.
سالت دموعها وعلا صوت سعاد بالعويل
فنظرت لها وبحده اصمتتها..
متصوتيش..متصوتيش حرام عليكي
ابتلعت سعاد صوتها..
حاضر ياختي ربنا يصبرك..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بشركه الرشيد..
طوارئ بالشركه وصياح علي الموظفين
وكل من بالشركه يعمل علي قدم وساق..
مجد صديقه ويعمل معه..في ايه ياباسم
مش كدا ياجدع…؟
الموظفين اللي طردتها دي ذنبها ايه؟
دول وراهم عيال وبيوت مفتوحه..
باسم بحده..ميروحو في داهيه،ميستهلوش
اللي يغور يغور..
شغلهم كله عك في عك..
مجد بتنهيده..عك ايه بس دول من اكفأ الموظفين عندنا..ياريت تفصل ياباسم بين حياتك الشخصيه والشغل..احنا لحد دلوقت بقينا خسرانين صفقتين اتنين، من اهمالك للشغل وعدم سمعانك لقرارتنا
باسم بانفعال..وانت بقي اللي هتكسبنا..؟
مجد بصدمه..لا ياسيدي.لا هكسبك ولا هخسرك انت حر.
بس مترجعش تندم..عن اذنك..
باسم بحده..ازاح ما علي المكتب بيده..
غورو كلكو حساله..
مجد بصدمه..انا مش هرد عليك لان دا المتوقع منك..
بس لعلمك دي اخر مره..هدخل فيها الشركه دي
انا سامحتك كتير جدا..لان عارف انك عصبي
مع ان وجههك الحقيقي اللي بيظهر وقت العصبيه ودا انا عارفه كويس
وكنت بعديها لما بترجع ترسم وش الطيبه لاني فعلا محتاج الوظيفه.
بس حاليا يغور المال اللي يجي من وشك..
واوعدك انك تندم ياباسم..
خرج واغلق الباب بحده وقوه..
وصااح باسم..
ماشي يا نيره..ان موريتك مابقاش انا..
ـــــــــــــــــــــــ
بالمصحه..
فتح الباب وجدها جالسه وبجانبها والدتها..
نسرين بحده..اهلا اهلا بالندل الجبان..
معتصم بتهكم..اهلا يانسرين هانم..مالك سخنه اوي كده.
نسرين بحده..اسمع اما اقولك انت طلقت بنتي
واحنا مش عاوزين الطفل دا..وتبقي واحده بواحده
وكمان ياعالم هيطلع مشوه ولا لا؟
فالطفل دا لازم ينزل؟
معتصم بحده..ابني يلزمني ولو عملت كده هشتكيكي وعليا وعلي اعدائي..
وانا جاي دلوقت عشان نتفق علي كل حاجه..
نسرين بغل..نتفق علي ايه؟
انا بنتي متقدرش تربي طفل معاق لوحده
معتتصم بتهكم
وانا جاي عشان كده..نربيه سوا ايه رايك؟
نيرمين بصرااخ..لالا انا مش عوزاك ولا عاوزاه اصلا..انا مش هربي اطفال..
معتصم بتهكم كنت عارف..عشان كده
اول مايتولد الطفل انا هاخده وبنتك
.تتنازلي عنه رسمي، وتمضي تنازل عن اي حقوق لها فيه
وانا هاخد ابني انا اولي بيه
بس مترجعش تقول ابني، وتطالب بيه تاني
نسرين بحده..وايه اللي هينوبها غير جسمها اللي هيبوظ..وتعبها..
معتصم بتهكم..اللي تؤمري بيه انا موافق عليه.
عاوزه كام؟
نسرين بشماته وانتصار، وهي تنظر له..
كدا ابتديت تفهمني..
بص ياسيدي..هو مقابل بسيط.خالص
العشره في الميه اللي انت مشارك بيهم في الشركه..
معتصم بهدوء …مالهم.!
نسرين بشماته..مقابل ان بنتي تحافظ علي ابنك
معتصم بصدمه..نعم.
ـ هو دا اللي عندي.فكر ورد عليا..
معتصم بسخريه..موافق..كنوز الدنيا متسواش ضفر منه
هتنازل..يوم ما استلم ابني منك..
هسلمك ورقه التنازل عنهم..واظن كده اتفقنا.. ولو حصل حاجه لابني انتي عارفه مش هرحمك
نسرين بفرحه وهي تنظر لابنتها المصدومه من موافقته وغمزت لها..اتفقنا.. ومتقلقش هنحافظ عليه كويس..
بس بشرط الاتفاق دا يفضل بينا وفراس ميعرفش عنه حاجه
معتصم بتهكم وهو يرمق نيرمين التي تنظر له بإنتصار..بقرف وسخريه
متقلقيش…مش هتكلم..بس لو حاولت بنتك المصونه تأذي نفسها او تسقط ابني.
وقتها ماتلوموش غيرنفسكم
اغلق الباب خلفه بحده وخرج يتنهد بحزن..
نظر لهاتفه الذي يرن بإسمها وابتسم
واجاب بعبث..
واضح ان في حد هنا اشتاقلي..ولا ايه..؟
ـــــــــــــــــــــــ
مالك ياجميله في ايه؟
جميله بتعب..وهو يمسح لها وجهها بالماء..
مش عارفه دوخت مره واحده كدا..
فراس بحنان..عشان مفطرتيش كويس،ولحد الان دا الكيس الشيبس الرابع،ومش قادر عليكي
زي الاطفال بالظبط
جميله بحزن وهي تستند عليه
انت بتعدلي الشيبس يافراس؟
فراس بقله حيله..طفله مفيش فايده..
يالا البسي اوديكي للدكتور
جميله بخوف..لالا دكتور لا..انا كويسه
فراس بحده..لا طبعا هنروح انتي تعبانه..واظاهر الانيميا عندك عليت تاني..
جميله..
جميله..ردي عليا
جمييييييله..
ابتسمت ودفنت راسها بحضنه..يووه عاوزه انام سيبني بقي
فراس بضحك..لا والله..طب تعالي بقي..
صرخت بهلع..عااا بتعمل ايه،انا صحيت اهو
فراس بخبث..لا لازم افوقك..
دفعته بسرعه بيدها وجرت للغرفه
ذهب خلفها ولكن استوقفه رنين هاتفه..
وقف و
اجاب بسرعه، بعدما رأي اسم مجد..
بعد قليل..
ـ رايح فين يافراس انت مش قلتلي هتقضي اليوم هنا..
مال عليها وقبلها بحنان..
حقك عليا ياقلب فراس،لازم اروح الشركه ضروري حالا
جميله بحزن اعتلي وجهها..
الشركه بردو؟
فراس بعدم فهم..اه ياجميله الشركه..لازم اروح حالا..
ومتفتكريش اني نسيت تعبك هنروح اول ماارجع..
جميله بابتسامه حزينه..انا كويسه متقلقش
هاكل وهبقي تمام..خلي بالك انت من نفسك
فراس بحنان..حاضر ياجميله
وانتي كمان..ياريت عشان خاطري متخرجيش غير معايا.
جميله بعقل مشتت..حاضر
تنهدت بحزن بعدما ودعته علي الباب..وعادت لتمسك الهاتف وتنظر لصور ابناءها التي التقطتها..لهم حينما كانو معها..
فتحت مواقع التواصل الاجتماعي وكعادتها منذ حدث لها ماحدث تفتح حساب شقيقتها السري الذي لا يعلمه الا هما وخالتها ونيره..وتقاوم ان تحدثهما..
العديد من الرسائل من شقيقتها وابنه عمها وخالتها..
فتحت رساله خالتها الاخيره واستقامت مفزوعه من مكانها وابتلعت ريقها..وهي تعيد بها
مرات ومرات مصدومه..
معقول؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالشركه..
ايه اللي انت بتعمله دا؟
وايه الجنان دا؟
باسم بتهكم..لحقت تعرف طبعا سي مجد الصديق المخلص اللي حكالك..وخلاك جيت جري..
فراس بغضب..لما اكلمك ترد عليا ومتحورش في الكلام زي النسوان..انت ايه الهمجيه اللي بتتعامل بيها دي؟
ومين اداك الحق تفصل ناس ملهاش ذنب..الشركه مش شركتك لوحدك..اظن في شركا معاك
مش كفايه حال الشركه اللي بقي في النازل بسبب اهمالك
باسم بحده..وانت بقي اللي هتنصحني وتصلح حال الشركه وانت اساسا فاسد وكل اللي همك
ست الحسن والجمال اللي ممشياك وراها زي العيل الصغير
فراس بحده وصدمه اقترب ولكمه بوجهه بقوه…اخرس
لما تتكلم مع اخوك الكبير اتكلم بأدب
باسم بحده وغضب، وهو يمسك بوجهه.
مش لما تعرف انت معني الادب
بلاش شويه الاخلاق ودور الاخلاق اللي عايش فيه دا
انت اساسا فاسد..
فراس بتهكم..اه انا فاسد،والكل عارف اني فاسد..حتي اللي انت بتهددني بيها
عارفه انا كنت ايه وقابله بيا..
مش شكلك..انت..
ظاهرك غير جواك..
واول ما بينكشف الوجهه الحقيقي بيبقي اجارك الله
متفكرش اني عيني مش عليك..واني مش عارف انت عاوز ايه؟
بس انا اللي بقولك..نيره في حمايتي انا
انا سيبتكم تلعبو كتير، انت والست نسرين وابوك..
والنتيجه ايه؟
بس لحد كدا، ومش هرضي ابدا ليها بالظلم..
وعلي فكره انت مغيب وهتخسر كل حاجه..وهترجع تندم..وبكره تشوف
باسم بغضب..انت مالك بحياتي..مراتي وبربيها..ملكش فيه..اخرج منها يافراس
فراس بقوه امسكه من ملابسه
تربيها ولا تنتقم منها من شويه الكلام اللي سممتك بيه امك..هااا
قدامي..عشان ننهي المهزله دي
لان قسما عظما انا ماسك نفسي بالعافيه عنك…
باسم بحده..سيبني يافراس..واخدني علي فين؟
فراس بقوه..هسيبك عشان منظرك قدام الموظفين..
وياريت تعقل وتمشي بهدوء..
باسم بحده..هنروح فين،انا ورايا ميعاد..
فراس بتهكم..مانا جاي معاك..اتفضل؟
باسم بعنف..انا اعرف اتصرف في حياتي كويس ملكش فيه..
ـــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعه..
كان يقف فراس مصعوقا من الشبه الكبير بين ذلك المدعو داوود وصديقه معتصم..
ابتلع ريقه ونفض رأسه والف سؤال وسؤال
جال بخاطره..
وبدأ يرتب الافكار كعادته براسه..
ايعقل انه هو..؟
مد داوود يده ليصافح فراس..
اهلا بك مستر فراس..
فراس بهدوء..اهلا بك..
مد داود يده بتهكم لباسم الذي يرمقه بحده..
باسم بغل..اين هي؟
نيره من خلفه بثقه جديده عليها
قضي الواقف امامها ساعات بطمأنتها وبثها الامان
انا اهوو..خير..؟
فراس بابتسامه لها..ازيك يانيره..
نيره بابتسامه لفراس الذي طالما عاملها بطيبه
لا تعلم لما؟
الحمدلله بخير.. ازيك انت ياابيه..
فراس بحنان..انا تمام
نظر لهم وله وبهدوء..
بعد اذنكم..عاوزه اتكلم مع باسم لوحدنا
ممكن..
هز فراس راسه ورمق اخيه بحده
وهو ينظر لها بنظره قاتله..
وكذلك فعل داوود الذي ينظر لها بغيره لم يستطع اخفاءها
ولكن ابتسامتها اراحت قلبه.
بعد قليل..
كان يقف كالملسوع صائحا بعلو صوته..
بها بغل وغضب
ـ مش ابني..انتي خاينه
ــــــــــــــــــــــــــــــ
خائنه..
ينعتني بالخائنه
صدقا انا هي..من اهنت نفسي واستسلمت
ليديك الخائنه..
من اعتقدك سندا وعوضا للايام الخاويه
خائنه..خائنه..
وخنت عهدي ودق قلبي لاشخاص زائفه
خنت روحي وعهدي وكنت الباديه
اكرهك فوق الكره كرها..ولست نادمه
ياليتني مت قبل ان اراك ثانيه
ياليتني لم اعد ولا يهمني ان نعتوتي
خائنه..
خائنه..خائنه..
وان يكن..لست نادمه..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
(ياقاتله..)
بصاله الفندق..
حيث يمكث داوود ونيره..
ـــــــــــــــــــــــ
انتفض باسم من مكانه كالملسوع..
وعينيه تلمع كالشياطين..بلمعه مجنونه
بين طياتها انتصار واهي يظن انه حققه عليها..
صوت حاد مرتفع علي اثره التف الجميع
جعلها تنتفض من مكانها هي الاخري..
ـ ههههه، حامل..
من مين؟
مني انا..؟ تؤتؤ
طب تيجي ازاي دي؟
اقترب راسها قليلا منها..
ـ العبي غيرها يانيره
اللي في بطنك دا مش ابني.. وايه اللي يثبتلي انه ابني.. اصلا..
واحده استغلت سفري وهربت من بيتي مع واحد غيري..هااا
سافرتي مع واحد غيري وياعالم ايه اللي كان بينكم..
وتعرفيه من امتا؟
ـ كام مره قابلتيه وكنت مستغفلاني..
جحظت عيونها بصدمه..
وهو يكيل لها الاتهامات..انت واحده رخيصه..
متستحقش ان الواحد يشغل باله بيها..
ابتلعت ريقها وهمست بصوت مبحوح..
ـ انت بتقول ايه؟
انت لسه مصدق اني هربت.. بعد اللي حكيتهولك دا كله؟
قولتلك.. امك اللي طردتني،وانت عارف امك كويس، ازاي مش مصدق؟
زفر بسخريه،واكملت وهي تنظر له بخزي
ـ بس تصدق مش زعلانه،ولا مصدومه..
وبشكر الظروف اللي بينتك قدامي علي حقيقتك
بدل وش الطيبه اللي مكنش لايق عليك دا
ومتفكرش اني جايه ومستنياك تآخدني بالحضن وتقولي ياحبيبتي..
لا انا كنت واثقه من رد فعلك..
هه من عاشر القوم بقي..
باسم بحده.. اه مصدقها
كل اللي قالوه صح..
ولا يكونشي جايبك من الجامع بتصلي وتصومي
هه دا انا سامعه بوداني بيقولك ياحبيبتي
وجايه دلوقتي بكل بجاحه، تلزقي اللي في بطنك فيا..
ابن الز…
كنت متوقع ايه من واحده اهلها باعوها بشويه فلوس..
كنت بدافع عنك، لان كنت مفكرك نضيفه..
انتي واحده خاينه.. واللي في بطنك دا
واشار بيده علي بسخريه…
ـ روحي دوري علي واحد غيري تلبسيه العمه..
مش باسم الرشيد اللي تضحكي عليه..
تيبست قدماها بصدمه..
وهي تستمع لاهاناته الواحده تلو الاخري..
بعيون مفتوحه من الصدمه وقلب يخفق بسرعه،قلب مفطور
لا قريب ولا اخ يلجأ أليه
لا احد غير ءلك الواقف يمسك يديديه فراس بقوه حتي لا ينهال عليه بالضرب
لمحت فراس يترك داوود الواقف وملامح وجهه لا تفسر..
اقترب فراس منه بسرعه و بحده امسكه من ذراعه.. وصاح به..
ـ انت اتجننت ايه القرف اللي بتقوله دا..
انت عارف بتقول ايه؟،انت بتسب مراتك،عرضك وشرفك ياوسخ..
دفعخ باسم بقوه.. وبغضب اكمل..
ايوا عارف.. وفاهم كويس الهانم
هربت مع الاستاذ دا
ـ اشار بيده لداوود المصعوج، الذي يقف كمن يقف علي صفيح ساخن..
من الكلمات التي يترجمها له المترجم التي استعان به، ليترجم كلماتهم بسماعه صغيره موصله باذنه. باسم بسخريه..
ـ واظاهر كده ان البيه مش عاوز يعترف بالطفل، فقالت ارجع والزقه للمغفل
صح
انسي يانيره.. اللي في بطنك دا مش ابني وميشرفنيش، تكوني علي زمتي ابدا..
ولو راجعه مفكره اني هموت عليكي واقول اه دا ابني واقولك اهلا نورتي..واني هموت عليكي تبقي غلطانه..
انا اللي بقولك حاليا.. انا مش عاوزك..
ولو حياتك واقفه علي كلمه انتي طالق..
فانا بقولهالك بعلو صوتي قدام الدنيا بحالها..
نظر للجمع الغفير، الموجود بالمكان الذي هم فيه. وصاح بعلو صوته بسخريه..
ياجماعه..
البنت دي طالق مني..
طالق بالثلاثه…
اعاد بنظره لهم..
هااا مبسوطين.. ارتاحتي..انا ميشرفنيش تكوني علي ذمتي اصلا.. واللي حصل بينا مش اكتر ولا اقل من اللي قولتهولك في الورقه
راجل وانتي ست وحلالي..واظاهر انك كنتي سابكه الدور كويس..
علشان تنفذي اللي مخططاله..
نظر لهم بتهكم.، وتشفي وهو يمر بجانبهم متمتما..
ال ابني ال..
استفاقت علي تمتمته، واشتعلت نار الثأر بقلبها.. وكل خليه بها..
وسارت خلفه مسرعه
وبجرأه ظهرت فجأه عليها، ادارته لها..
وبعلو صوتها..
باسم..
استدار ينظر لها بسخريه.. هاا خير في حاجه تاني ولاااا..
قطعت سخريته بيدها التي ارتفعت بقوه
ونزلت علي خده، بصفعه قويه بثت فيها جرحها واهاناتها،وسخريته منها ومن ضعفها
وفقر حالها..
صفعه ودعت بها براءتها وضعفها.. وارتدت بها ثوب العفه والقوه..
ارتفعت الهمهمات البعض منهم سعيد بقوتها والاخرون غير مفهوم عن ماذا يثرثرون..
نظرت له بسخريه
وابتلعت ريقها، وبصقت بوجهه
بصقه جعلته يتمني لو مزقها اربا..
ولولا حرس داود التي حاوطه من جميع الجهات لما تركها..
اشارت له باستنكار..وقرف..
ارجع واقولك..
انا متفاجأتش من كلامك.. وكنت متوقعه
وساختك..دي
وللاسف لولا ان دي إراده ربنا
مكنتش اتمني ابدا ان يبقي في حاجه تربطني بيك..
لان اللي يسمي اللي بيحصل بين راجل ومراته مجرد شهوه..
يبقي بني ادم معندوش ذره رجوله..
ولا احترام لنفسه..
مش متفاجأه ابدا
لاني عارفه انك شراني والغدر في طبعك من اول يوم شفتك فيه،
من اول ماتهمتني اني حاولت اقتل اخوك
وانت واخد اخوك من تحت ايدي وعارف انو سليم وبيتنفس
حبستني في الاسطبل اسبوع كامل..
بدون رحمه ولا شفقه..اسبوع كامل بتعامل معامله
الحيوانات نفسها بتتعامل بيها احسن مني..
ومهما كنت بتعمل علشاني
كان في هنا حاجه جوا في قلبي بتقولي متصدقيهوش..حاجه هنا جوا قلبي لسه فاكره اللي عملته واللي قولته..
يوم ما حصل اللي حصل
وبكيت
بكيت لان كنت خايفه اكون سلمت نفسي لحد انا للاسف لسه
مش واثقه فيه..
وللاسف كان احساسي في محله.
كنت عاوز توصل لحاجه معينه ووصلتها الله اعلم ايه هي؟
بس بهنيك.. مبروك قدرت تهيني وتنتقم مني….
بس للاسف مش انا نيره بتاعت زمان الهبله الضعيفه اللي هتخاف منك
لاا..
تبقي غلطان..
ولو انت فاكر انك بانكار اللي في بطني هتخليني انزل ليك واتوسلك تكتب الطفل بإسمك..
وبكدا تكون انتصرت عليا..
تبقي غلطان بردو..
اوعدك تجيلي راكع، مذلول وتتمني تلمحه وساعتها هقولك ملكش ولاد عندي..
روح.. حسبي ربي، وكفي..
عادت بكبرياء للطاوله، وجذبت حقيبتها
تحت انظار الجميع
المذهوله.. من قوه ردها
وسارت بهدوء الا ان وقفت امامه وابتسمت بإمتنان..راحه..وسلام نفسي بعدما أهرجت مابقلبها..
مش يالا.. انا خلصت..
ابتسم بفخر وسعاده بعدما رمق باسم المقيد علي ايد حرسه الشخصي بنظره تعني
شكرا لك انك تخليت عنها.. اشكرك كثيرا
وعاد بنظره لها..
وبهدوء.. طبعا هيا بنا..
فتح كف يده لها، فابتسمت ووضعت يدها بيده بابتسامه
فأحكم عليها بكفه، وسارا معا تحت انظاره الحارقه..
وعيون فراس المبتسمه علي قوه تلك الطفله الجديده كما كان يسميها
ولكنه قاطع سيرهم بصوته..
نيره..
التفت بهدوء..
نعم ياابيه؟
اقترب منها..هتمشي من غير ماتسلمي عليا..
نيره بإبتسامه..مدت يدها له..مع السلامه..
ابتسمت وسلم عليها..
ـ مش عاوزك تحملي هم حاجه ولا نسب الطفل..
اول مايتولد هتلاقيني عنك وين ماتكوني وبإيدي هنسبه لابوه..
اوعي تفتكري انك لوحدك..انا معاكي..
واخرج من جيبه كارتا له..
اي وقت تحتاجيني فيه..هتلاقيني..
داود حكالي كل حاجه..انا فخور بيكي
استمري..متخليش حاجه توقفك
عيشي حياتك وانسي اللي حصل انهارده
وكأنه ما كان..
وصدقيني اللي حصل كله لمصلحتك..وانا واثق ان ربنا مبيجبش حاجه وحشه..
نيره بابتسامه حزينه..اكيد انا واثقه ان الخير يكمن في الشر
اقترب من اذنها..وابتسم وأكمل..
ـ الخير كله جارك يانيره..مضيعهوش من ايدك..
لان لو ضاع هتفضلي طول عمرك تندمي عليه..
ابتسمت بخجل وعادت تنظر لداود الذي يضغط علي يدها بغيره..
فراس بحنان..اعتني بها داود،نيره بأمانتك..
انت لا تعلم كم هي عزيزه علي قلبي..
داود ببسمه رزينه..لا تقلق..بعيني..
تصافحا وخرجا من الفندق بأكمله..
تنهد فراس وهو ينظر لهم بحنان..
و تذكر أخري سلبت قلبه وعقله
واقترب ووقف بجوار اخيه الذي لم ينقطع فمه عن السباب..
واشار بيده للحرس..
سيبوه..
مبروك عليك الطريق اللي اختارته يابن ابويا..
كنت متأكد انك غبي وهضيع كل حاجه من إيدك
مش عارف جالك قلب ازاي؟
باسم بحده..ملكش دعوه بيا..بلاش دور الشيخ الولي دا..
اكمل فراس بلامبالاه..
ومبروك عليها هي داوود..
هو يستحقها بصراحه.. لايقين علي بعض..
علي فكره.. داوود حكالي اللي حصل من الاول..
وبصراحه انا نصحته يتجوزها ويكتب الولد بإسمه.. بس هو رفض وقالي حرام..
الولد ينسب لابوه…
بس مادام انت طلعت واطي..يبقي
نيره تستحق راجل حقيقي..
مش اشباه رجال..
تهكم ونظر لاخيه من أعلي لاسفل..
واكمل
وتأكد اني في صف نيره.. وقسما عظما وانت عارف اني مبحلفش عالفاضي
لو فكرت تهوب ناحيتها من انهارده..
لطربق الدنيا علي دماغك وابقي خلي نسرين هانم تنفعك..
باسم بصدمه وخوف.. انت بتههدني..
يافراس
فراس بتهكم.. كنت فاكرك راجل وهتتصرف تصرف رجال
بس طلعت عيل.. عيل اوي ياباسم
وللاسف خيبت ظني…
وللاسف مش هبقي نسؤل عن تصرفي لو فكرت تهوب ناحيتها..
عن إذنك
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بأمريكا
بمنزل بدر..
سهر بغيظ.. هو سبع البرومبه جوزك سابك كدا وراح فين؟
جوان بغيظ وحزن..عاااا
معرفش خرج.. ياخالتي..
سيبينا منه دلوقت…
انتي فعلا هتنزلي وتسيبيني هنا لوحدي
سهر بتنهيده.. لازم انزل.. عشان جميله..
لازم اكون جمبها..انا خلاص اطمنت عليكي..
وكرم خد قرار واستحاله هيرجع فيه..
لدرجه انه حجز التذاكر خلاص..
جوان بصدمه..وانا..
سهر بضحك.. انتي ايه؟
انتي مش مع جوزك.. مكانك جمب جوزك.. انا اساسا مصدقت خلصت من جنانك.. قوم ارجعك تاني ليا.. ليه اتجننت
جوان بصدمه.. خالتو..
عااا.. انتي بتكلمي جد..
انتي عارفه ان بدر غصبني عالجواز
سهر بضحك… اه عارفه..
جوان بصدمه… وسبتيه يغصبني عادي…؟
مدت سهر يدها ولكذتها علي راسها..
ـ وانا اعملك ايه؟
ماانتي اللي هبله..
وبدر فعلا بيحبك.. عشان كده بلعناها..وسكتنا
وبصراحه لولا كرم وعليا مكنتش خليته يتجوزك
بس الولد فعلا كويس وبيحبك..عمته قالتلي انه اتخلي عن ابوه وفلوسه
وهيبدأ هنا من جديد..وكمان عمران اتبري منه
فاطمنت..
وخصوصا وانتي فاتحه بوقك زي الهبل وبتقولي.. موافقه..
جوان بغيظ..
وانا كنت هعمل ايه يعني ماكان بيهددني…
بقولك ياخالتي..خديني معاكي مليش فيه..
قاطعها صوته الشامت..
تأخدك فين؟
هي كوسه..انتي مراتي ياحلوه..
جوان بصدمه..شايفه ياخالتي بيبصلي ازاي؟
هيأكلني بعينه..
سهر بقهقه..انا قايمه ماشيه..السفر بعد يومين
هبقي اجيلك تاني لسه ورايا حاجات عاوزه اخلصها..
سي يو ياحلوه..
وانت يابدر بيه..خلي بالك منها..احسن انت عارف انا اجن منها..وفي ثانيه اجي اخدها
بدر ببراءه..في عنيا ياحماتي..دي مراتي حبيبتي
هو انا اقدر ازعلها..
انهي جملته واقترب مسرعا مقبلا خدها..
وهمس..بحبك..
جوان..عاااا شفتي قله ادبه ياخالتي
بدر باستنكار..الله مش مراتي..
سهر بضحك..مجانين انا ماشيه..
خرجت وهمت ان تفتح باب سيارتها..ولكن اوقفها رنين هاتفها باسم جميله.
نظرت به وجحظت عيونها بالفرحه.
جميله..
جميله بتتصل، اكيد شوفتي رسالتي ياقلب خالتك..
ـ الو..جميله..
جميله بدموع وبلا مقدمات..اللي انتي بتقوليه دا صحيح ياخالتي؟
ـ سهر بتنهيده..حبيبه خالتك
اخيرا رديتي عليا،اخس عليكي ياجميله..كل دا يحصل وماتفكريش تستنجدي بخالتك..
جميله ببكاء حار..تعاليلي ياخالتي..انا مبقتش عارفه حاجه خالص..عاوزه ولادي
ارجوكي تعالي..
سهر بحنان وخوف عليها….عيون خالتك
يومين بالظبط واكون
عندك..عوزاكي متبينيش حاجه ابدا..اوعي ياجميله..
وحزري من كل اللي حواليكي فاهمه..وخصوصا البنت اللي بتخدمك دي..
اوعي تقوليلها اني اتصلت بيكي
جميله بخوف وهي تنظر خلفها بالمرحاض..
حاضر..بس متتأخريش عليا..
سهر..متبكيش وحياتك كل حاجه هتبقي كويسه..
وولادك هيرجعو ليكي..
ـــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل الرشيد..
عمران بانتصار لباسم الجالس وكان علي راسه الطير
ـ برافو عليك ياباسم..كويس انك خلصتنا من العيله دي..بلا قرف وهم..
نفوق بقي لمصلحتنا، ولشغلنا اللي انت اهملته..
ومن بكره هدورلك علي عيله مناسبه، واحده تليق بمقام عيله الرشيد.. ومقام باسم عمران الرشيد..
نسرين بلهفه وخبث….بقولك ياعمران..انت لازم تمشي معتصم دا من المستشفي، وخصوصا بعد ما طلق نيرمين..
عمران بهدوء..مينفعش يانسرين..معتصم مكسب ليا مش خساره، واللي حصل لبنتك انتي السبب فيه..
وبعدين مش عاوزين نقطع معاه مره واحده..
عشان خاطر اللي في بطنها مش يمكن تنصلح الاحوال لما ينولد..
ويربوه سوا
نسرين بهمس وبلويه فم.. وماله، اهو من وراه انفتحتلنا طاقه القدر..
عمران بانتباه لثرثرتها، بتقولي حاجه يانسرين؟
نسرين بانتباه..هه..لا ولا حاجه،هقول ايه؟
انا انهارده اسعد يوم في حياتي
اني خلصنا من الحربايه وعيلتها..
من وراء باب المطبح..
سامحيني يانيره يابنتي..ما باليد حيله..منها لله الظالمه المفتريه..ياربدبرها من عندك..
دول عيله سو..
ــــــــــــــــــــــــــــ
بالشركه..
حيث فرلس ومعتصم..
ـ ايه اللي بتقوله دا يافراس؟
معقول يكون هو؟
فراس بتأكيد..انا متأكد انه اخوك يامعتصم اللي انت بتدور عليه…
معتصم بصدمه..طب قوم بينا وديني ليه؟
فراس بصبر..اهدي بس علي مانتأكد
انا كلمت عامر..هيجبلنا بياناته كلها
معتصم بتوتر وهو يدور حول نفسه..
معقول يكون هو بعد السنين دي كلها..
دا ابويا مات بحسرته علي فراقه..
يارب يكون هو…من يوم ماابويا مات وانا مكسوف ازوره…
لاني مش عارف انفذ وصيته..
فراس بحنان..
هتنفذها ان شاءالله،وبعدين انت مقصرتش
انت سافرت فرنسا مخصوص عشان تدور عليه..
وملقتلوش اثر..
معتصم بتنهيده..تفتكر جدي هيعترف بيه
ولا هيفضل علي موقفه…
فراس بتهكم..مش لما داود نفسه يرضي بيكم
داود اللي شفته واتعاملت معاه.ده..
فكرني بجدك، وهيبته، وجبروته…
ليه هيبه كدا..
معتصم بسخريه..جدي الله يسامحه دمر حياه ابويا وامي..
انت مش عارف يعني ايه تعيش مع واحده وروحك مع واحده تانيه خالص..
تحس انك مقسوم نصين..
جسمك في مكان وروحك وعقلك وقلبك.في مكان..
ابويا كان عايش ميت.وامي للاسف مقدرتش تحتويه..كان كل اللي يهمها المظاهر والثروه
وهو كان كارهها..محبهاش ولا عمره حبها..
تصور وهو بيموت كان بينادي علي داود وامه..
وكأنه شايفهم..
ومفيش علي لسانه غير انا بحبك..سامحيني
فراس بحزن وشرود…عارف..ومين غيري يعرف
يااارب..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بمطعم الفندق..
ـ نيره؟
التفت له وابتسمت إبتسامه حزينه..نعم.؟
ـ انتي بخير؟
هزت رأسها بشرود.. نعم..
داوود…
نعم نيره؟
لنعد لاسبانيا.. لم يعد هنا شئ لنجلس من اجله..اشعر بنظرات الجميع هنا حولي..
لنعد والان، ارجوك.
داوود بصدمه.. حقا نيره؟
وماذا عن..
وضعت يدها علي فمه بسرعه..
لا اريد اي حقوق منه..
اريد ان اعيش بسلام مع طفلي..
مادام فراس وعدني انه سيتكفل بكل شئ ليثبت نسب الطفل..
لاخيه اذن سينفذ انا اثق بفراس كثيرا
لطالما دافع عني بغياب باسم..
اذن لم يعد جدوي للبقاء هنا..
ارجوك لنرحل..
والان..!
داوود بإبتسامه لم يستطع اخفاء الفرحه بها..
ـ بقي اخر سؤال..
هل اغلقت تلك الصفحه نهائيا نيره؟..
استطيع ان اقاضيه واقسم ساجعله علكه بفم الجميع هو وعائلته..
نيره بابتسامه…. اعلم ولكن لا اريد..
اشعر بأن شيئا هنا يجسم علي قلبي..
سيخنقني.. لا اريد البقاء هنا..
لنرحل.. داوود..
داود بحب.. لنرحل نيره
انتظري هنا..
سأري ان كان هناك حجزا اليوم..
انتظريني ياحبيبتي
هزت رأسها بإبتسامه
لا تناديني حيبتي داود هذا خطأ،وتسبب بالكثير من المشاكل بسبب تلك الكلمه
الا تري هذا؟
داوود بغمزه..وان يكن..ساظل اناديكي بها
حتي ترضي عني وتناديني بمثيلتها..
خجلت ومدت يدها تتحسس موضع طفلها..
ـ اول مره اكون مرتاحه من قرار خدته..
عارفه انك لما تكبر يمكن تلومني..
بس انا واثقه ان هيجي يوم وتعرف ان مكنش ينفع غير كده..
مكنش ينفع ابدا..
فاقت علي حديثه الملهوف.. لها..
نيره وجدت حجزا بعد ساعه..
هيا حبيبتي
لا وقت لدينا..
نيره بإبتسامه.. حسنا هيا بنا..
وقفت.. انتظر..
داود بخوف من ان تكون غيرت رايها.. ماذا نيره؟
نيره بإبتسامه.. لم نصلي العصر.. اريد ان اصلي.. وانت ايضا الن تفعل؟
زفر نفسا مرتاحا.. وهز راسه.. نعم سأصلي لقد
بقيت الليل كله احفظ في الصلوات
وتلك السور القصيره..
لقد صليت الصباح والظهر..
نيره بفرحه.. انا فخوره بك…
هيا لنصلي واغير ثيابي قبل الرحيل..
المطار قريب لا تقلق سنلحق ان شاء الله
ـ داود ببسمه وراءها، ان شاء الله..
بعد ربع ساعه…
كانت السياره تنطلق بهم.. حيث عالم آخر.. ينتظرهم..
داود بهدوء وهو يريها شيئا ما علي هاتفه..
ماذا يسمون هذا نيره؟
نيره بهدوء..يدعي نقاب…
داود بهدوء..مارايك به؟
نيره بعدم فهم..جميل..ولكن لما؟
داود بإبتسامه..لا شئ ولكن سيكون جميلا عليكي
نيره بصدمه..هاا
داود بضحك..اغلقي فمك..نيره انا اخبرك ليس الا
سأتزوجك وسترتدينه..فعدي نفسك جيدا لهءا اليوم..
نيره بصدمه..هاااه
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بالفندق
حيث كان داود ونيره يقيمون..
معتصم بصدمه للموظف… مشي امتا؟
الموظف بهدوء..من ساعه بالظبط…
معتصم بخيبه امل لفراس.. مفيش فايده كنت فاكر اننا هنروح نزور ابويا سوا انهاردا
فراس بهدوء.. ماتقلقش بس يوصل واكلمه انا.. هو عطاني رقم تليفونه هو ونيره..
اكيد نيره هتكلمني لاني وعدتها اني ابنها هياخد اسم ابوه غصب عنه..
معتصم بابتسامه.. طول عمرك اصيل ياصاحبي..
ربنا يجبر بخاطرك..
فراس بحزن وهو يسير بجانب صديقه..
ادعيلي اوي يامعتصم..احسن انا
خايف اوي..
معتصم بهدوء.. انت غلطان يافراس…
فراس بحزن.. عارف وعارف انها لو عرفت هخسرها للابد..
بس..
مش قادر…
معتصم بهدوء.. انت حبيتها ياصاحبي؟
فراس بتهكم.. قول عشقتها.. انا بعشق التراب اللي بتمشي عليه..
معتصم بصدمه.. طب ليه مصرحتهاش بمشاعرك؟
ـ خايف.، خايف تفضل معايا رد جميل
لاني رجعتلها ولادها..
خايف ترفض حبي، وتقولي دا كان اتفاقنا..
خايف اوي..
معتصم بتنهيده وهو يتذكر حاله.. احنا منحوسين ياصاحبي..
انت رايح فين دلوقت؟
فراس بتعب..مش عارف..؟
مطرح مارجلي تاخدني..
وانت؟.
معتصم بابتسامه.. رايح لمراتي..
فراس بضحك.. طيب يااخويا.. بس بقولك
معتصم.. ايه يافراس؟
فراس بهدوء.. متغبش كتير عن المستشفي..
وعاوزك عينك مفتحه اليومين دول
معتصم بهدوء.. متأكد يافراس من اللي هتعمله؟
فكر تاني..
فراس بتهكم.. متأكد ياصاحبي قولتلك. مره..
كل واحد لازم ياخد جزاءه..
خلاص دا قراري.. واللي ربنا عاوزه هيكون..
معتصم بفخر..انا متأكده ان ربنا هيراضي قلبك ياصاحبي..
انا فخور انك صحبي..
فراس بابتسامه..يالا ياعم روح لمراتك بقي..
فراس بتنهيده بعدما رحل معتصم..
جميله..يارب تسامحيني..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلا..
بشقه عبير ومعتصم
مالك يامعتصم..!
معتصم بهدوء اقترب وازاح الهاتف من يدها واندث باحضانها كطفل صغير..
شهقت بخجل واحمر وجهها وازدادت دقات قلبها..
ـ ايه اللي بتعمله دا يامعتصم؟
معتصم بمكر رفع رأسه وقبل خدها..
الله مش عاوزه تعرفي مالي،انا بقي عاوزه اقولك مالي..وانا في حضنك.
عبير بخجل وتوتر..هو مينفعش تقول وانت قاعد مكانك..؟
شدد علي خصرها بيديه ودفن نفسه اكتر بعنقها..
وهمس..اظاهر كده والله اعلم..ان في ناس دماغها ناشفه و بدأت تلين
عبير بصدمه..طب ابعد بقي انت اللي مكتفني..
معتصم بقهقه..طب انهدي بقي..عشان احكي..
عبير ببسمه حاولت اخفاءها ولكنه راها..
متكتميهاش هيجرالك.حاجه..
نظرت له بصدمه وتقابلت عيونهم. و انفجرا
معا بالضحك..
معتصم بحنان..
ضحكتك حلوه اوي…
خليكي اضحكي علطول..بدل وش الخشب دا..
عبير بصدمه.. معتصم بس بقي، احكيلي اللي حصل،اللي مدايقك كدا؟
أعاد وضع رأسه بحنان علي صدرها..
وبدات يقص عليها..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(اصابك عشق،اسما السيد)
بالاعلي بشقه، والده عبدالرحمن..
اـ ه ياناري يااني..شوفت البت بتضحك ازاي؟
وصوتها عالي..بجحه زي امها..
ابو عبدالرحمن بتهكم..وانت ايه اللي مدايقك اوي كدا..؟
ياشيخه حرام عليكي كرهتيني في عيشتني
اذتك في ايه البنت الغلبانه..دي
استفادتي ايه لما فرقتي ابنك عنها..غير انك كسرتي قلب ابنك وياريته عايش سعيد..
الا حياته كلها قرف ومرار في مرار..
واهي ست الحسن والجمال اللي جوزتهاله..سبتلك ابنها وقالت مش عاوزاه ومبهدله ابنك في المحاكم..
ومستكتره علي البنت الغلبانه ضحكتها
ياشيخه منك لله.
ام عبده بحده..انت بتدعي عليا عشان خاطر بنت ال…
اه ماانت لازم تدافع عنها..ماانت اظاهر لسه بتحب امها..
ابو عبده بحزن ووجع في قلبه.. وهي فين امها
الله يرحمها.. قولي كده..
حقدك وكرهك لامها هو اللي وصلك للمرحله دي
ام. عبده بغضب
ـ اه بحقد عليها وبدعي عليها ليل مع نهار ربنا ينتقم منها في قبرها..
طول عمرك بتحبها وعمرك ماحبتني..
ـ عليه العوض ومنه العوض..مش عارف انتي جايبه الحقد دا كله منين..؟
امها كانت بنت خالتي وانتي كنتي صحبتها الوحيده كنا جيران كلنا..متربين سوا
والكل كان عارف ان انا بحبها..وانتي بنفسك كنتي شاهده وعارفه..
بس نقول ايه حقدك هو السبب في فرقتنا..
طول عمرك بتغيري منها..ياما قولتلها،
انك سو مكنتش بتسمع كلامي..سوأتي سمعتها وخلتيني اشك فيها وقربتي زي الحربايه وخلتيني اتجوزتك..
بس كنت راضي لاني كنت عارف انه عقاب ربنا ليا.
بس للاسف اللي فيه كار عمره ماهيبطلو وحقدك وغيرتك منها كل مادا بيزيد..
واللي عملتيه معانا زمان رجعتي وكررتيه مع ابنك..
ياوليه اتقي الله..
وسيبي البنت في حالها..امها الله يرحمها..
فاتتلك الدنيا بحالها..وراحت للي خلقها
وهي وسابتلك ابنك والجمل بما حمل..
واثبتت انها تربيه امها..وبعدت وقالتله ربنا يوفقك..
انتي ايه بقي..ربيتي دكتور..
دكتور ضعيف الشخصيه..ملوش كلمه
واتسببتي في طلاقه وخراب بيته
بسبب عندك انو يرجع من السفر.
ام عبده بغل..ماتغور في داهيه..بكره اجوزه ست ستها..
وابنها هربيه احسن تربيه..
ـ نظر لها بسخريه..بس ياريت وانتي بتربيه تربي نفسك..ربنا يكفينا شر شيطانك..
ام عبده بغل..روح ياخويا بص في صورها يمكن تبرد نارك
ابو عبده بحزن ونار بقلبه..
ـ ياريت الصور بترجع اللي راح وانا افضل العمر كله ابص في صورها
الا بتزود المرار وبتفكرني بخيبتي ومشياني وراكي زي الاهبل..
وكنت مفكرك صاحبه بجد..اتاريكي خاينه..
(خاص لجروب ولنا في الخيال حياه)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد يومين..
مالك ياجميله..من ساعه الصبح وانتي مش علي بعضك..
جميله بحزن..مفيش يامريم انا كويسه اهو..
بس افتكرت ولادي..وحشوني بس..
مريم بابتسامه حنونه..بكره سي فراس يجبهوملك.مادام وعدك..انا عمري ماشوفته بيضحك ومبسوط اد الايام دي
طول عمره مشيب الدنيا بحالها..وكنا مسمينه القطر..
اغمضت عيونها بحزن وقاطعتهابهدوء..
انا هقوم اذاكر شويه ممكن تعمليلي كوباية قهوه..يامريم..
مريم بفضول…هو سي فراس مش جاي ولا ايه؟
جميله بحزن وتهكم..هزت رأسها يمينا ويسارا
لا
هيبات في بيته التاني عشان مراته متشكش
هو قال كدا..
مريم بضحك..ما علطول بيقول كده..ههه
وحياتك لاتلاقيه جاي جري دلوقت.. كالعاده..
دا كان بيجيلك شرم من اخر الدنيا
يوماتي عشان ينام في حضنك…
هتبقي جمبه وميجيش..
دلوقتي ياجي،ينام في حضنك..
جميله بابتسامه حزينه..
انتي مش هتبطلي كلام بقي..عيب علي فكره..
جميله بضحك..انا سكت اهو..
انتفضت جميله من مكانها بتعب ودخلت بسرعه للمرحاض..
مريم بلهفه..مالك يا جميله..انتي كويسه..
جميله بحزن وصدمه وهي تمد يدها لتجلب ذلك الاختبار التي جلبته لها صديقتها منه خلسه اليوم..
ـ انا حامل..معقول..دانا باخد الحبوب في ميعادها..
طب ازاي؟
نزلت دموعها وهي تتحسس بطنها..
معقول هيكون لي ابن منه..مش لازم ابوك يعرف
مش لازم ابدا..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(فراس)
حينما تضيق الدنيا علي قلبي لا اري الا هي امامي جميلتي..
التي قذفتها الطرق والمقادير لي ليلا علي اروقه الطرقات..وحيده ضائعه كحالي
الجميع حولي ولا اري الا هي امامي..
اناني انا في عشقها اعلم ولا ابالي.
أحبها ذلك الحب الذي لطالما تمنيته ليالي وليالي..كلما خطر علي بالي اسمها..
وهل اصلا لا اذكره ثواني..
طفله هي اقتلعتني من ضلالي..
وانستني فسقي وصارت حلالي..
احبها حب الطفل لامه، واتعلق بيدها لو غابت ثواني..
طفله هي هزت كياني..
كلما جاء علي الليل لا تغمض عيوني ولا استطيع النوم الا وهي جاري
اصبر نفسي انه قدري وقدرها..
قدري ان تأخذني انانيتي لامتلاكها،
وتعود افكاري اللغينه تخبرني، بانها شهوه وقتيه وسترحل برحيلها..
ستنتهي حينما انفذ وعدي لها بعوده ابنائها..
فلما الان علي الوعد لم اعد قاادر..
ااااه احبها..
ولكن..
ملعونه تلك ال لكن.. وملعون يا قلبي..
ها انت من جديد الان تقف علي اعتاب بابها.. باي حجه اليوم ايضا ستخبرها….
احقا شهوه..ام قلبك اللعين اشتاقها..؟
خائف وبشده من فقدانها وعذابي..
اه ياجميلتي..ماذا فعلت بحق الله بحالي..
نكس رأسه وهو يرن الجرس..
(اصابك عشق،اسما السيد)
جميله…بهدوء وهي تجلس علي ذلك الكرسي الذي اثرت ان يجلبه لها هنا ايضا..بيدها كتاب
تذاكر به..وبيدها هاتفها ترمقه كل دقيقه..
ـ شوفي مين يامريم..؟
ـ حاضر ياست جميله..
مريم..بصدمه..سي فراس..انت جيت..دا انا…
فراس وهو يشير بيده ان تصمت….ششش..
صمتت مريم وابتلعت حديثها
ودخل هو يتسلل يبحث بعينيه عنها..
اشارت له مريم علي غرفتها..
دخل بهدوء ينظر لها..اااه كم اشتاقها..؟
كم اشتاق لاحضانها..لحديثها الهادئ ..
للنوم علي قدميها..
وكم اشتاق لكل شئ بها..
كانت تجلس علي كرسيها الهزاز التي اشتراه خصيصا لها،بعد يوم كامل من الزن علي رأسه..
كم يعشق ان يجلس ويجلسها علي قدميه..
كم طفله حبيبته وترضي بأي شئ..
اقترب بهدوء من مكانها…ولكنها شعرت به..
استدارت وانصدمت به..
ـ فراس..؟ انت؟
لمحت شروده..وهيئته المزريه وشحوب عيناه..
مالك يافراس؟ مقولتش انك جاي يعني؟
بهدوء.. اغمض عينيه..
واكل الخطوتين بينهما وجذبها لاحضانه..
لايريد سواها..
ماذا يخبرها..؟
ايخبرها.. كم اصبحت الحياه لا تطاق بدونها..
ايخبرها بانها هي بعمرها الثامن عشر اوقعته بعمر الخامس والثلاثون..
ـ فراس.. مالك؟
انت كنت هنا امبارح؟ انت.. مش قلت انك..
هتبات هناك..
ـ بغصه بحلقه.. هو يعني عشان كنت هنا امبارح، مينفعش اكون هنا يا جميله.. ؟
جميله بقلق.. لا مقصدش بس مش عادتك..
بس انت قولت انك مينفعش تبقي هنا علطول عشان مراتك..
لم يدعها تكمل مااخترعه لها..
لم يدعها تكمل اكذوبه زوجته التي تهتم به..
زوجته اللعينه.. صفقته الفاسده..
التهم شفتيها بشوق
شوق كلما اقترب منها يزداد ويزداد
لاينقص ابدا
أجبرها ان تصمت.. يديه العابثه
جعلتها تستسلم رغم غصه قلبها منه..
تعشقه بكل كيانها وهل تستطع الا تعشقه
فراس بعشق من بين قبلاته..
بحبك ياجميله..بحبك ومش هقدر ابعد عنك..
خليكي معايا.
قبلات وراء قبلات..
ـ انتي مراتي ياجميله.وبعشقك..متبعديش
انسي وعدي وانسي اللي قولته
انا اساسا من غيرك مليش لازمه..
تخشب جسدها اثر اعترافه وتذكرت ما اخبرتها اياه خالتها..
وهمست وهي تبعده..
ـ فراس.. انت.؟
ششش متقوليش حاجه..
غير اسمي..اسمي من بين شفايفك بيخليني مش عاوز حاجه غير اني افضل اسمعه..
ـ انا مبحبتش اسمي غير من بين شفايفك ياجميله..
قولي فراس.. متسكتيش
ـ فراس..
ـ ياعيون فراس..
ـ طلقني..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ياقاتله..
يا نار في قلبي شاعله..
ياقاتله..ياسما قاتلا يجري بالاورده
الا ترأفي بقلب..لكي عاشقا؟
اقترب وابتعد ولا غيرك بالقلب ساكنا..
لا تهتمي بحالي،واقتليني، فهجرك كسهما قاتلا..
ياقاتله..كوني بكل شئ البادئه
دوسي علي قلبي،وحطميني..لا تندمي ابدا.
فأنا من علمك الغرور والسلطنه..
ثوري،افتعلي بقلب دمارا شاملا..
وان كان قتلي يرضي غرورك..
لا تترددي
افعلي وكوني البادئه..
واعلمي ياحبيبتي ان هذا القلب معتم
لا ينير القلب الا ببسمتك الهادئه
ياقاتله..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
(يا امرأه)
التهم شفتيها بشوق..
بشوق بالقلب مشتعل..لا يطفئ لها ابدا..
وقبل ان يغيبها بعاطفته همست بقلب ملتاع
باسمه..
ـ فراس..
ـ ياعيون فراس.
ـ طلقني..
تخشب جسده وابتعد بوجهه قليلا ينظر لوجهها ولم يفلتها..
فاخفضتها سريعا..تخبي حزنها منه..
مد يده ورفع وجهها بيده..
ـ بصيلي
قطعت الانشات القليله بين جسده وجسدها
واقتربت اكتر وحاوطت عنقه ودفنت وجهها به
تختبئ منه فيه كعادتها
لا ملجأ لها الا هو..تشتكي قسوه قلبه له هو..
ـ جميله..؟
وكأنه اعطاها الاشاره الخضراء
لبدء ليله بكاء لن تنتهي بخير ابدا..
اجهشت بالبكاء..
بكاء حار..يقطع نياط القلب..ويديه كالعاده
تمشط ظهرها بحنان رغم وجع قلبه وجرحه كرامته منها..
يديه الخائنه التي مهما زجرها عقله وامرها ان تبتعد..تعصيه وتقترب اكتر
لتداوي وتطبطب جروحها..
اغمض عينيه يستمع لهمسها الذي اثلج علي قلبه..
ـ انا كمان بعشقك وبموت فيك..
انت الدنيا بحالها بالنسبالي..مبقتش شايفه ولا سامعه غيرك..
مش عارفه هعيش ازاي من غيرك، دقيقه واحده
انا بحبك اوي يافراس..بحبك والله بحبك
بس انت خدعتني..
أغمض عينه ونزلت دمعه متمرده من عينه
حاول معها وابت كما ابت يديه وقلبه
وهو يستمع لاعترافها اخيرا بعد ليالي من اللوعه والخوف والتردد
لا احد يشعر بما عاناه غيره..
لا احد يشعر كم بقي ينظر لها ليلا يتأمل وجهها وحركاتها وسكونها
يحفظ ملامحها،علها تؤنسه في ليالي البعد والوحده
بعدها..لا ارض ولا وطن..
طفله هزت قلبه وهو من لم تؤثر به انثي يوما
ولا غير ابتساماتها وطفولتها هزت كيانه..
لا احد يعلم متي تهتدي قلوبنا وتخضع لاثير واحد
لا احد يعلم كم مر عليه الوقت وهو غارق في فساده وضلاله
لم تمدد له ابدا احداهن يدها لتؤثر به..
كلهن اردن المال والنفوذ..
الا هي..
لم تلتفت لما معه..ولا كم عمره..وماهي هيئته
تغلغلت قلبه وتكورت بجسده كطفله صغيره..
مهما افتعلت..اهانت وقست..لم ولن تهتز صورتها الجميله من عينه..
ان كان هذا عشقا ملعونا..فاهلا به..
اهلا بلعنتك الابديه..واهلا بما اصابني..
الف اهلا وسهلا به وبعذابه وبلوعته.. ومراره..
(اصابك عشق،اسما السيد)
[حصري علي جروب ولنا بالخيال حياه]
اااه موجوعه اخرجها من صدره وهو يحاوطها بقوه يود لو دفنها بداخل قلبه وجسده للابد..
تنهد وشهقاتها العاليه..نبأته بالاسوء..
بأن القادم ليس خيرا..
ـ بالتأكيد علمت…الان..ولكن..اااه
همس بغصه بحلقه..
ـ متبكيش.. ياجميله واللي عاوزاه هعملهولك
ـ عاوزاك تطلقني.. وتنفذ الوعد..
عاد ليطبطب علي ظهرها بحنان..
ـ طب ليه ياجميله؟
زعلانه مني،غضبانه،انتي عارفه اني بعدك عني
دا يعني انك بتقتليني..
بتدفنيني بالحياه..
اعملي كل اللي عوزاه وانتي في حضني..مش هقدر وحق الله ماهقدر ابعد عنك..
مش هقدر انطقها ياجميله..
انا عملت كدا..عشان كنت خايف..خايف اخسرك..
علا صوت بكاءها اكتر ولم تبتعد انشا واحدا..
تلتصق به اكثر..
[أصابك عشق،حصري لجروب ولنا بالخيال حياه]
ـ لما شافوك في فرنسا كانو عارفينك..
سكتو معاك انت..ومهنش عليك تبرد قلبي
عليهم..قسيت عليا اوي يافراس..
كنت مستغربه ازاي واخدين عليك وبيقولك بابا
وشكيت..
بس كنت بكدب نفسي..
قولت مش معقول فراس حبيبي، يعمل كدا..
بس انت ضحكت عليا..وهو نت عليك فعلا يافراس..
ابتلع ريقه ودموع عيونه خانته لتصبح سيلا من الدموع وهي تجلده بكلماتها..
دفن نفسه بعنقها حتي لا تراها ولا يضعف امامها..ولكن هيهات شعرت بها..
وابعدته عن عنقها..
ووضعت جبينها علي جبينه ومدت يدها تمسح دموعه
وما اغلاها دموع الرجال..
ـ مكنتش بروح لمراتي زي ماانتي فاكره..
اليوم اللي كنت بغيبه عنك..
كنت ببقي معاهم..
حبيتهم لانهم منك..انتي..
كنت بخدهم في حضني،بحس انك انتي في حضني..
ولادك معايا من قبل سفرنا بأسبوع بس
كنت واخدك معايا عشان اقدر انزلهم من المطار بعد ما خليت الوسخ اتنازل عنهم رسمي ليكي
جميله بصدمه..
ازاي.؟
كانو فين؟
ـ كانو مع لينا بس انتي تعبتي وقضتيها نوم طول الرحله..
محستيش بيهم..
والخسيس اللي عمل فيكي كدا..
زي ما وعدتك..خليته يتمني الموت ومش طايله..
انفجرت اكتر بالبكاء وهو يميل بجسده ليحملها بين ذراعيه..كطفلته..
جلس واجلسها علي قدمه..
وقبل راسها بحنان..
عارف انك كلمتي خالتك..وعارف انها قالتلك ان الولاد معاها…
انا بنفسي اللي سلمتهم لكرم…
رفعت وجهها ونظرت له..حاولت الكلام
ولكنه اكمل عنها..
عارف هتقولي ايه؟
ـ اه ياقلب فراس عارف انتي مين من اول يوم.
نظرت له بغضب وادارت وجهها عنه..
فاقترب ودفن وجهه بعنقها من الخلف..
ـ عمري ماكنت خايف من خساره حد..الا خسارتك انتي…متزعليش مني..غصب عني وحياتك عندي
غصب عني..كل ما اقرر اعترفلك..الخوف يملا قلبي
كل ما اقول خلاص ابعد..بلاقي نفسي بقرب اكتر..
انت لعنه وحطت علي قلبي..
صمت تام حل بالمكان الا صوت شهقاتها..
ـ جميله حبيبتي..بصيلي..
أخذت نفسا عميقا.. ودموعها تسيل بلا حيله منها..
وادارت وجهها له..
عادت لتبكي اكثر بعدما رأت هيئته وملامحه وجهه الحزينه..
الكل يحزن الا هو..
قلبها يؤلمها لبكاءه..
ارتمت باحضانه..فالتقطها هو بذراعيه
مرحبا بأناتها ودموعها كالعاده..
ـ متبكيش،عشان خاطري..
لو بعدك عني هيريحك
ابعدي..بس متقوليش طلقني..
مش هقدر..سامحيني..مش هقدر انفذ الوعد..
اقتربت من اذنه شهقاتها تغطي علي صوتها
وهمست..
ـ انا حامل..
تخشب جسده..وكذب اذنه..
وبقلب ارتفعت وتيره دقاته..اعاد سؤاله عليها..
ـ ايه بتقولي ايه؟
ـ انا حامل..
دفنت وجهها بعنقه،وصوت بكاءها ازداد اكتر
الكلمه اخترقت قلبه وعلقه..
بقلب ملتاع..مذبذب وبأيدي مرتعشه..ازاحها بهدوء عن عنقه..
ـ جميله قولي تاني كده..بصيلي ياحبيبتي
الله يرضي عليكي..وقولي انا سمعت صح..؟
قولي تاني كدا؟
التقت نظراتهم معا..هو باعين راجيه..
ترجوها ان تخبره الصدق..وهي بأعين دامعه خائفه من كل شئ..
ابتلع ريقه بتوتر..
وهمس..
ـ جميله..
ـ نعم.
ـ اللي قولتيه دا صدق..انتي بجد…
بجد يعني..
دفنت وجهها بين كفيها تكتم سيل دموعها بيديها..
اه انا حامل.. منك..
مكنتش عاوزه اقولك..انااا..
كنت عاوزه اعاقبك بيه..بس مقدرتش
زي العبيطه بترمي في حضنك واللي مخبياه عنك بحكيه بالتفاصيل الممله..
فراس بصدمه..من صراحتها..
ضحك من قلب وجعه منها وعلت ضحكاته..
وعاد ليبعد يدها عن وجهها..
ـ مكنتيش عاوزه تقوليلي..ليه ياجميله؟
انت عارفه اني كنت بدعي ليل مع نهار،يرزقني بابن منك…
عادت للبكاء مره أخري ومع كل كلمه منه كانت تبكي اعلي واكثر..
ـ كنت بفضل اتأمل وشك وانتي نايمه واقول اه لو ربنا يرزقني ببنت شبهك..
معرفش انتي عملتي فيا ايه؟
انا عمري ماوقعت لست ولا اعترفت بحاجه اسمها حب..بس من اول يوم سمعت صوتك فيه وانا حاسس ان هنا..
واشار علي قلبه..
ان هنا انخلع من مكانه وكل مايشوفك يرجع يدق بقوه زي المراهق الصغير
انا مفيش ست قدرت توقعني..وانتي…
مسح علي وجهه بعصبيه..
وعاد ليبتسم بعدما تذكر ان امنيته ودعاءه تحقق..
صوت بكاءها هو ما يمزق قلبه..
ـ ياالله ياجميله..
جميله..بصيلي..
رفعت وجهها الباكي ونظرت له..
ابتسم بمراره..
ـ مكنتيش عاوزه طفل مني صح؟
انتي..
سريعا مدت يدها ووضعتها علي فمه..
ـ ششش اسكت..انت بتقول ايه؟
انا لو مكنتش عاوزه طفل منك كنت خدت مانع للحمل من اول يوم..
بس..
ـ بس ايه ياجميله كملي،ارجوكي..انتي عاوزه ايه بس..؟
بس بالله عليكي اهدي علي قلبي،متجيش عليه
مش هيتحمل كلامك انتي ياجميله..
مش هتحمل تبعدي عني ابدا..
نظر له بسخط وغيظ..
ـ بس انا عاوزه ابعد،يافراس ارجوك..
اغمض عيونه بحزن..
ـ للدرجه دي زعلانه مني..
عادت ودفنت وجهها بصدره..
ـ انا مش زعلانه منك..انا غيرانه اووي..
مش هقدر..انت متجوز غيري..بتنام في حضنها وبتلمسك
انت مش عارف اليوم اللي بتباته عندها ببقي عامله ازاي..
ببقي هتجنن وانا بتخيلك في حضنها….
بتحضنها زي..
بتضحكلها..وبت…
تصنم جسده اثر اعترافها
ـ الهذا الحد؟.
لم يدعها تكمل..
رفع وجهها بلهفه.. يبث لقلبها الطمأنينه..
وكتم كلامها وبكاءها بشفتيه..
غابا معا بقبله طويله..استسلمت لها كالعاده
ولم يبتعد عنها الا طلبا للهواء..
وضع جبينه علي جبينها..
ـ بحبك ياجميله..متقسيش علي قلبي وقلبك اكتر من كده..مفيش في قلبي غيرك..
هي ولا حاجه..بس مش هقدر اطلقها دلوقت..
خلي ولادنا يتربو بينا..
ارجوكي..
زجرته عنها..
مش هتقدر تطلقها طبعا..بتضحك عليا..
بس تقدر تطلقني انا..
انا لا يمكن اقبل بالوضع دا..زوجه في الضل
بتسرق بعض الوقت عشان تجيلي..
ـ مش هقدر..وحق الله ماهقدر..اشوفك مع غيري وتشاركني فيك واحده
اغمض عيونه ينتظر ان تكمل..
صمتت لتبتلع ريقها..
ـ كملي ياجميله..سكتي ليه؟
عادت لتتوسله..
ـ انا هبعد..ارجوك..خليني ابعد..متضغطش عليا..
انا محتاجه ابعد..
بحده امسكها من ذراعها..وجز علي اسنانه..
ـ مش هطلقك..
ـ مش مهم..
ـ ولا هتكوني لغيري ابدا طول مافيا نفس..
ـ اوعدك. لهيبقي لا قبلك ولا بعدك..
ـ مش هحررك الا بطلوع روحي.. فاهمه
وضعت يدها علي فمه بسرعه..
بعد الشر عليك..متقولش كدا..
ـ جميله..مش هرحمك لوسمحتي لغيري يقربلك
ـ فراس..ارجوك..انت بتوجعني..
ترك يدها وجذبها لصدره..
حاوطها بقوه..طب خليني اشبع منك شويه قبل ماتمشي..
جميله بصدمه ويديه تتحسس مفاتنها
فراس.. بجد..
ـ ششش اخرسي
خليني اشبع منك
ـ فراس..
ياتعب فراس في بعدك عنه..حني علي قلبي
ياجميله..
مش واخد علي قساوه قلبك..
متطوليش الغيبه عني..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفي..
شوفت اللي حصل.؟
عمران بانتباه..ايه اللي حصل.؟
مختار بتوتر..كرم رجع..وشكله مش ناوي علي خير ابدا..
عمران بصدمه انتفض من مكانه..
ـ سهر معاه..؟
مختار بتهكم..العيله الكريمه كلها..معاه..
ـ انت شوفته،ولا عرفت منين؟
ـ رجع فتح بيت العيله تاني،تصور..
وانا اللي كنت مفكر اني بعته لثري عربي
وكسبت فيه..
اتاريني بعته لصاحبه..واتلعب عليا..
كرم مش هيرحمني..
ـ عمران بصدمه..معقول.
بس دا كويس اوي؟
مختار بحده..كويس ازاي.؟
انا خايف كرم شكله ناويلنا علي نيه سوده..
عمران بسخريه..واحنا ايه اللي هيخلينا نستني..
احنا نتغدي بيه قبل يتعشي بينا
مختار بتوتر..انت لسه مصمم ياعمران،احنا كدا هنفتح العين علينا..محدش له عداوه معاه غيرنا..
واللي عرفته ان كرم راجع باسمه وهويته الحقيقه..
يعني مش خايف مننا..
عمران بغل..متخفش جمد قلبك..
المهم..سيبنا منه دلوقت..يالا بينا..ننزل عشان عندنا كذا عمليه انهارده..
مختار بتعب..انا تعبان انهارده..ومتوتر..
عمران بحده..مختار مينفعش الشغل شغل..وبعدين هو دا تخصصنا احنا يدوب مشرفين..الدكاتره هتعمل كل حاجه..
ساعه زمن وتكون العمليات خلصت..
يالا…
مختار..بتعب.يالا
عمران بشماته..
والله جيتلي برجلك يا كرم..
اصبر عليا..ان ماخدتها منك وحسرتك عليها..
ــــــــــــــــــــــــــ
في بيت كرم الانصاري
مالك ياكرم؟
كرم بتنهيده..مش عارف..حاسس اننا ظلمنا فراس..
مكنش لازم ندخل..ابدا..
سهر بصدمه..انت اللي بتقول كدا..؟
كرم بتنهيده..ايوا..انا اللي بقول..بصي لمنظر الولاد..
من ساعه ماخدتهم منه وهما مبطلوش عايط..
حتي لينا مش قادره تستكهم..وعلي صرخه واحده
بابا..بابا..
انا مش عارف لحقو اتعلقو بيه امتي؟
انا عمري ماغلطت في نظره عاشق..
فراس بيعشق جميله..وكون انه خبي الولاد عنها..
فدا من خوفه انه يخسرها..انا قلتلك متعرفيش جميله حاجه..وخليه هو يصارحها..
بس انتي مسمعتيش الكلام..
سهر..انا كنت خايفه عليها غصب عني،خفت يكون شكل ابوه..ويأذيها..
كرم بسخريه..لو عاوز يأذيها كان اذاها من ساعه ماشافها..
بنت اختك مش صغيره
لو محبتوش،كانت اتصلت بيكي من ليله الحادثه..وكانت قادره توصلك
وهو لو زي ابوه كان استغلها من اول يوم..
لانه عارف هي مين؟
مكنش ساعدها واتجوزها..مكنش لسه لحد الان حابس الخسيس اللي بهدلها هو وحماه ومراته
.ورافض يسيبهم..
انا بنفسي مطقتش منظر طليقها..
واللي عامله فيه..
محدش بيعمل كدا..الا العاشق ياسهر..
سهر بتنهيده..اوف بقي..انت هتحسسني بالذنب ليه..؟
يعني اعمل ايه دلوقت..؟
كرم بتنهيده..ولا حاجه…جهزي نفسك وروحي هاتي جميله..
لعل الله يحدث بعد ذلك امرا..
سهر بخجل..
اتصلت بيها وقالت فراس هيجيبها..
كرم بندم..مش قلتلك..الله يسامحك ياسهر
سهر بخوف وضعت روان علي الارض واقتربت منه..
مدت يدها وحاوطت وجهه..
حبيبي..كرم..مالك في ايه؟
من ساعه ماجيت من مقابله فراس وانت مش علي بعضك..
فراس قالك ايه؟
قبل باطن يدها بحنان..متقلقيش مفيش حاجه..
انا بس بحزن اوي لما بشوف اتنين بيحبو بعض وبيفترقو..
سهر بغمزه..يسلملي ابو قلب طيب..بحبك ياعجوز..
كرم بضحك مصطنعه..طب اتلمي بقي..عشان ولادك سابو اللي بيعملوه ومركزين معانا..
نظرت وراءها فوجدتهم خلفها..
هيييه..انتو جيتو امتا؟
يونس..اعتبرينا مجيناش اصلا..عيشي عيشي..
يامن..انا جعان..
كرم بضحك..روحي شوفي ولادك..
صمت قليلا.. وهو ينظر لها،من الصباح تريد قول شئ..
ـ في ايه ياسهر؟
سهر بتنهيده..ابو جميله تعيش انت..
كرم بصدمه..مات..؟
اه مات اتصلت بسمر وقالتلي..
كرم..اختي معدش ينفع تقعد لوحدها مع سلفها وسلفتها انت عارف الارياف..
عشان كدا..
ـ من غير ماتكملي،ابعتي هاتيها فورا..وكمان تشوف جميله وتطمن عليها..
البيت كبير وكله فاضي…عاوز احس بطعم اللمه..من تاني..
سهر بحب..ربنا يخليك ليا ياكرمله..
كرم بغيظ..سهر امسكي لسانك…بقي
انا مصدقت ارتحت من بنت اختك..وعمايلها..
يكش بدر يقص لسانها ونخلص..
سهر بضحك..تصدق وحشتني،بحبها البت دي..
تربيتي..
كرم بغيظ..امشي ياسهر شوفي هتعملي ايه.
والله شفقان علي ابن الرشيد منها..
دي تربيه هباب..
ال يأدبها ال..دا انتو تربو اللي ميترباش..
سهر بحده..
كرم..
ـ يادي النيله علي كرم..
ـــــــــــــــــــــــــــ
بأمريكا..
جوان بصراخ
يابدران..يابدرالدين..طب ياقمر الدين..
بدر بغيظ من داخل المرحاض
ـ، عاوزه ايه يابلوه انتي..احترمي نفسك
هو انا مش عارف اتهبب ارتاح منك..كانت جوازه الشوم والندامه..
جوان بغيظ..انا كمان عاوزه اتشطف زهقت والجبس بياكل في دراعي..عااا
انا اجربيت..
بدر بضحك..مقولتلك تعالي احميكي.انتي اللي عملتي مؤدبه..وانتي متعرفيش عنها حاجه
جوان بغيظ..مؤدبه غصب عنك يابغل انت..
ـ جوووواااان..
ـ عاااا سكت اهو..يارب تزحلق يابدر وتنكسر
بدر بصدمه..مد راسه من الباب..بتدعي عليا يازفته..
جوان بخضه…عااا..ادخل..ادخل ياسافل..
لف منشفه علي خصره..وخرج.. يصفر بفمه..
ـ المايه تروي العطشان.. وتطفي نار الجربان..
اااه
هو في احسن من النظافه..
جوان بشهقه..ايه اللي انت عامله دا..البس هدومك..ياراجل انت..
استدار لها ونظر لها برفعه حاجب..
ـ طب ماتغطي وشك انتي..لو يعني مكسوفه..بس اشك..
نظرت له من اعلي لاسفل بوقاحه..
وهنكسف من ايه انت حر
بدر بصدمه..وقحه اقسم بالله..
ضحكت باستفزاز..
فتمتم..سافله..
بس اما نشوف جرأتك دي هتستمر لاد ايه؟
جوان بعدم فهم.. تقصد ايه؟
اقترب منها..الي ان اصبح امامها..
ـ انت رايح فين.؟
ـ بدر..
ـ بدر بخبث وهو يميل عليها..
وبهمس
ـ قلب بدر..
رفعت وجهها ونظرت له بصدمه..
ـ انا مش مرتحالك، مش عارفه ليه؟
بدر بقهقه..ليه وانا لسه عملت حاجه..
صرخت بصوت مرتفع..
بعدما مد يده وحملها من خسرها وقذفها علي الفراش..
وبسرعه اعتلاها..
عاااا..انت يابدر الزفت..ابعد عني
بدر بغيظ..لسانك.عاوز قطعه مش تأديبه..
جوان بصراخ..ابعد هتفطسني ماانتش شايف جسمك عامل ازاي،دا انا ماجيش دراع فيك..
بدر بصدمه..انتي دا اللي خايفه منه
مش حاجه تانيه
جوان بقله فهم..حاجه ايه؟
مش فاهمه..واه مش خايفه..
ـ بسرعه رفع يدها السليمه، وثبتها للاعلي.. انا هفهمك..
ومال برأسه عليها..والتهم شفتيها..
حاولت ان تبتعد براسها عنه..ولكن هيهات..
ـ رفع رأسه ينظر لوجها..
جوان بصدمه وصوت خجل،هامس..
ـ ايه اللي عملته ده
ـ بدر بقهقه..عليها..عملت ايه بس؟
جوان بغيظ..سرقت قبلتي الاولي..وانا كنت عاوزه احتفظ بيها للي بحبه..
بدر بحده..نعم يختي..وانا ايه..هوا قدامك..
جوان باستفزاز..انت جوزي..انما حبيبي.لسه في علم الغيب
بدر بحده..طب اثبتي بقي كدا
نظرت له بقله فهم..
ـ ليه..هتعمل ايه.؟
بدر بخبث..عشان مش هخلي حته فيكي لحبيب القلب..
جوان بصدمه..هتاكلني..
بعنف.مزق بيجامته من عليها..
لا هقطعك..
جوان بصدمه..عااا
ـ بدر..
ـ يامجننه بدر..لازم اربيكي..اصبري عليا..
ـ خلاص اتأدبت..مش هقول حاجه تاني..
ـ لا هأدبك بإيدي
[اصابك عشق،اسما السيد]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل عبير..
علي الدرج..
ـ عبير..
التفت للصوت من خلفها..
عبير ببراءه..
نعم ياعبدالرحمن في حاجه؟
عبدالرحمن بحب..ازيك ياعبير،عامله ايه.؟
عبير بهدوء..كويسه.. الحمدلله..
عن اذنك..بقي..
مد يده ليمسك ذراعها..
ـ استني كنت عاوزك في كلمه..
بسرعه نفضت يده..مينفعش كدا علي فكره..
عبدالرحمن. بخجل..
أنا اسف بس..كنت عاوز اقولك
سامحيني ياعبير..انتي..
متعرفيش انا ندمان قد ايه؟
متعرفيش وحشتيني اد ايه؟
قاطعه صوتا حادا..من خلفه..
ـ متشوفش وحش يادكتور..
شهقت عبير بخوف وهو يرمقها بعيون حاده..
معتصم بغضب..
ـ اطلعي علي فوق..
ـ، معتصم..
بصوت حاد..
ـ قلت اطلعي..
صعدت بسرعه تمتم بغيظ..منه
عبدالرحمن بخجل..انا..
لكمه قويه علي وجهه، اخرسته..
ـ انت ايه يابن.ال..
انت ايه.موقف مراتي علي السلم وببجاحه بتقولها وحشتيني..
دا انا هخلي ليلتك مش معديه..
وهخليك متنفعش لحاجه خالص..
كلما رفع عبدالرحمن وجهه يعود ليلكمه مره اخري..
ـ انت عارف ياوسخ ان لمحتك جنب مراتي تاني ولا بتبصلها بطرف عينك هعمل ايه؟
همحيك من علي وش الدنيا..
ال وحشتيني ال..بصق علي وجهه..
وصعد مسرعا..
تركه جثه هامده وصعد خلفها..
ـ ابتعدت بسرعه حينما استمعت لصوته المرتفع..قادم..
ـ يلهووي،يلهووي..
ـ عبيـــــــــــــــر
عبير من الداخل..يلهوي..يلهوي..هيموتني
منك لله ياعبدالرحمن الزفت..
صوت طرقات علي باب الغرفه جعلها تلطم خديها
ـ افتحي الزفت علي.دماغك دا ياعبير..
عبير بخوف..لا انت مش في حالتك الطبيعيه..
انا والله ماليا ذنب في حاجه
معتصم بغيظ..افتحي بقولك واطلعيلي هنا لاكسر الزفت دا علي دماغك..
واقفه عالسلم مع الوسخ دا ليه،هااا
عبير بولوله..والمصحف هو اللي وقفني يامعتصم ماليا ذنب
انا استفاجأت بيه
معتصم باستنكار..استفاجأت ازاي يعني.؟
انتي هتجننيني..اخرجي يازفته بقولك..
ـ، لا انت هتتغابي عليا، وانا خايفه منك..
دانت فشفشت عبده
معتصم بصدمه..عبده ياسافله..وبدلعيه قدامي.
طب واللي خلق الخلق مااحنا بايتين فيها
عشان لو شفت عبده بتاعك.دا..هخلص عليه
وتبقي السبب..
ولو مافتحتي حالا، لاكسر الباب علي دماغك..
عبير بصدمه وضعت يدها علي فمه..
ـ احييييه انا قولت ايه.؟
منك لله ياعبدالرحمن انت وامك..
انتفضت من وراء الباب اثر ركلته القويه..
ـ انا هوريكي ياعبير وانسيكي عبدالرحمن دا خالص
عبير بخوف..
عبدالرحمن مين..انا اساسا معرفش حد بالاسم دا..نسيته..نسيته..
استهدي بالله كدا..
شهقت وجحظت عيناها وهي تري الباب يسقط علي الارض
ـ يلهوووي،كسرت الباب..عااا
صعدت الفراش بسرعه..
عااا..والله ما ليا ذنب..هو اللي وقفني..
معتصم بحده..انزلي هنا..يازفته انتي
عبير بخوف..اهدي وانا هفهمك..
ـ هتفهميني ايه،هااا
دا انا هطين عيشتك..بيقولك وحشتيني
وانتي تقوليلي عبده..
انتي متجوزه سوسن..
عبير..هاااا..معرفش..
معتصم بصدمه..متعرفيش..
طب انا هعرفك بقي..
تعالي هنا..
بسرعه اختطفها من يديها لتقف امامه..
عبير..عااا..والله ماعملت حاجه..
معتصم بغيظ..مش عارفه متجوزه مين..هااا
انا هعرفك بقي..
عبير بصدمه..هااا..انا مقلتش كدا..
انا..
امسك وجهها بحده وثبته وابتلع شهقتها بجوفه..
عبير بصدمه..ممم..معتصم
معتصم بغيظ حاصرها بالحائط..
مش عارفه متجوزه مين..هاا
عبير بخوف..انت سيد الرجاله كلهم..اوعي بقي مش قصدي يامعتصم..عااا
معتصم بابتسامه وهو يدفن وجهه بعنقها يقبله
برقه….
ــ لا لازم اثبتلك..
عبير بهمس وضياع من قبلاته التي تذيبها..
ـ معتصم ابعد..
ـ معتصم بغيره قضم عنقها
..بتقوليله عبده..
عادت لتبعده برعشه..
ـ معتصم ابعد..انت وعدتني
ـ معتصم بنشوه..ضائع بها ومن قربها..
رفع وجه وهمس امام شفتيها..
ـ وانا عند وعدي..لو عاوزاني ابعد..
ابعدي انتي انا مش هقدر..
عبير بخجل..معتصم..
ـ علي معتصم وسنين.معتصم..
حددي موقفك..بلاش ام السهوكه دي..
عبير بصدمه..معتصم..انت..
ـ، لا انتي كدا زودتيها بقي ولازم اربيكي
عبير بصدمه..عااا..
خلاص خلاص..
ـ بعينك..ال وعدتك ال..
دا انا قتيلك انهارده..
(حصري لجروب ولنا في الخيال حياه)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنتصف الليل..
بسياره فراس..
امام منزل خالتها..
يميل..
برأسه علي المقود لايريد ان ينظر اليها.
منذ نصف ساعه وهم هنا..
تبكي ويستمع لبكاءها بقلب منفطر..لاقادر عالبعد ولا علي القرب..
انتهي كل شئ..
يريد الصراخ وبخ الحقيقه بوجهها..حقيقه زوجته الخائنه..ولكنه يصبر نفسه بان هذا افضل له ولها الان..القادم ليس سهلا ولن يتحمل اذيتها ابدا.
ـ فراس؟
رفع وجهه وابتسم لها..
ـ انزلي ياقلب فراس يالا..
ولادك هنا..انا نفذت نص وعدي..بس سامحيني
مش هقدر..انفذ بقيته..
ادارت وجهها بعيدا عنه..
ماذا سيحدث..وبعقلها الف سؤال وسؤال…
عقلها يخبرها انه يعشق زوجته لذا لن يستطع تركها..
وقلبها..اه من قلبها..
الي هنا واستدارت بحده..تسأله.
بتحبها مش كدا؟
ابتسم بتهكم..وبلع غصته..بعشقك انتي
جن جنونها واقتربت تضربه بقوه علي صدره..
ـ انت هتجنني.
ـ انا تعبت..تعبت..
جذبها لحضنه وحاوطها بذراعيه غصبا عنها..
ـ ششش اهدي ياجميله..عشان اللي في بطنك ارجوكي..
ابتعدت كالملسوعه..
وخيالات الدنيا بدأت ترتسم امام اعينها..
ـ اه قول كدا..خايف علي اللي في بطني..
نظر لها بصدمه..
ـ انا ياجميله..لا دا هرمونات الحمل اثرت علي نافوخك..
جميله بحده..
ـ اه انت..
بغضب خبط بيده علي المقود.
ـ اعمل ايه تاني؟
قوليلي اعمل ايه؟
ـ اعتراف واتنيلت اعترفتلك..
اتحايلت عليكي تخليكي في حضني
قولتلك ازعلي،اغضبي،اقتليني حتي انا راضي..
بس متبعديش عني..
ايه مشكلتك مش فاهم..
جميله بصراخ وببكاء..
ـ انك متجوز..انت متجوز واحده غيري..
صدم من صراخها..وهمس بحزن..
ـ اعتبري مفيش غيرك..لان مفيش غيرك
افهمي بقي..
هو انا اصلا، شايف غيرك..
فتحت البوابه علي مصراعيها وطلت خالتها منها..
همست..
ـ خالتي..؟
نظرت له بوجع..وأدارت وجهها لتهبط
فأمسكها من يدها..وضغط عليها بحنان
ـ خلي بالك من نفسك..ياجميله..
نزلت دموعها..
وفرت هاربه من امامه حتي لا تضعف اكتر
قلبها يؤلمها..
ارتمت بحضن خالتها..
ـ خالتي..
ـ قلب خالتك..متبكيش انتي بامان هنا.خلاص..
ـ انا بحبه اوي ياخالتي..اوووي
سهر بتنهيده..
هيعدي كل حاجه هتعدي..
استمعت لصوت اطفالها يصيحون..من خلفها..
ـ بابا..بابا اهو..
ابتسم من بين اوجاعه ونزل مسرعا يلبي نداهم..
فراس بحب..
حبايب بابا..
رواء..بابا..
ـ قلب بابا..ايه اللي مصحيك لدلوقت..هاا؟
رفع وجهه وجدها تنظر لهم بحزن..
ومازلت تبكي..
استقام وهم علي ذراعيه..
وهمس..
جبتلكم ماما..يالا سلمو عليها..
مد الطفلان يديهم لها..
فاقتربت هي ودفنت وجهها بصدره..
ـ فراس..
ـ مش دا قرارك بتبكي ليه دلوقت..؟
بغيره ابتعدت عنه..
اه قراري..ومش هتراجع عنه
ـ ياانا يامفيش يافراس..
ولو هموت بعيد عنك..وهتشوف..
فراس بلهفه.
ـ متجبيش سيره الموت..
اخذت طفلتها منه ومدت يدها لتأخذ اخوها..
ـ انا هشيله..عنك..خالتك دخلت..
ـ لا هات ابني..
تمسك رواء بحضنه..
ـ بابا..
ضربت الارض بقدمها..
كمان خليت ولادي يتعلقو بيك..هيبقي انا وهما
حرام عليك..
فراس..بضحك عليها…. اللي في بطنك يامجنونه..
اهمدي..
وبعدين..مرجوعك ليا..انا سايبك بمزاجي..
ـ فرااس..
فراس بتنهيده..عيون فراس خلاص اهدي وبطلي بكا…
جذبها من خصرها..ليودعها..
ـ متبكيش،الا دموعك انتي..مبقدرش استحملها..
نظرت له بعيون ممتلئة بالدموع لا حيله لها بها
ـ بحبك
ـ وانا بعشقك..خليكي عارفه كدا..
ـ بعشقك
كان في كتير قبلك..كتير بعدد شعر راسك
بس مفيش واحده..دخلت قلبي غيرك..
ويشهد الله اني اتغيرت عشانك..عشان ملوثش براءتك ولا طهرك..
انهارده انتي هتفراقيني وروحي معاكي..
وحته مني امانه عندك..
حافظيلي علي نفسك وعلي ولادي..
حافظيلي علي جميله..
ـ ارتمت بحضنه بلا كلام..
اشبعت نفسها من رائحته..
ـ خلي بالك من نفسك يافراس،ارجوك..
يوم ماتفكري ترجعي هتلاقيني مستنيكي
بس لو رجعتي مش هتخرجي من بيتي تاني ابدا..
فاهمه
ـ هزت راسها..
فاهمه..ياقلب جميله..
ودعها بقلب مفطور علي باب البيت..
وعيون تهدد بطفر دموعها..
صوت بكاءها ونداء الاطفال عليه..
يجلده..
ـ ااااه ياجميله..يارب صبرني..
يمكن دا تكفير ذنوب..بس انا تعبان اوي..اوي..
ــــــــــــــــــــــــــ
بالملهي..
نيرفانا بغيظ..بقولك ياتسنيم هو فراس معدش بيبان ليه؟
في ايه؟
تسنيم بحده..اسكتي متجبيليش سيرته..
انا بكرهه..لما بشوفه جسمي بيتلبش..
نيرفانا بهيام..ياستي وانا بحبه وبحب فلوسه
بس مش عارفه فيه ايه؟
كارفني ورحتله الشركه فرج الشركه عليا..
تسنيم بتهكم..معرفش سمعت انه ملموم علي واحده تانيه وبيبات عندها..
وات ايفر..المهم بعيد عني..انا بكره وبخاف منه..
نيرفانا بصدمه..واحده مين؟
مش تشوفي مين ياغبيه انتي….
مش خايفه واحده تلهفه منك..ويطلقك..والهلومه دي كلها تاخدها عالجاهز..
تسنيم بلا مبالاه..ما تغور بيه..
نيرفانا..تبقي غبيه..فراس دا فلوس العيله كلها باسمه..اومال فكرك نسرين هانم بتخاف منه ليه..؟
تسنيم بانتباه..معقول؟
نيرفانا..ياغبيه انتي نسيتي انتي كنت سكرتيرته..
كل الاموال والهيلمان دي باسمه..
جده الله يرحمه كاتبها باسمه قبل مايموت
ووصاه عليهم..فراس دا بير غويط
وعارف وفاهم كل حاجه..
عشان كدا لازم تشوفي ملموم علي مين..
ونبعده عنها..
ـ طب ودي هنعرفها ازاي؟
نيرفانا بخبث..ايوا كدا..فوقيلي كدا..وشوف انا هعمل ايه؟
ـ معاكي اهو..
ــــــــــــــــــــــــــــ
بأسبانيا..
بالمجمع الاسلامي العربي….
تجلس بالاعلي تنظر له والشيخ يعيد عليه بعض الايات القرآنيه..
وهو يعيد وراءه بصعوبه..مره بعد مره..
ابتسمت بفخر..ومدت يدها تتحسس بطنها..
ـ ياريتني قبلتك من زمان ياداود..
بعد ساعه..
كان يتمشيان معا..عائدان..
نيره بتردد.
ـ داوود..؟
ــ نعم نيره.،ما بك؟
اشعر منذ الامس انكي تريدين قول شئ ما..
قولي ما تريدين؟
نيره بهدوء اشارت لمقعد ما..
ـ تعالا لنجلس داود….
اريد اخبارك بشئ هام.
داود بابتسامه..حسنا نيره،لنجلس..
ولكن انتظري اولا لاطعم طفلي..بالتاكيد جائع منذ الصباح.. ولم يتناول شئ
بسبب تقيأك..
نيره بلهفه..نعم..نعم جائع جدا..
اريد فطائر من هناك..
داود بضحك عليها..اعلم حبيبتي..اشعر بك..
اسف لتعبك معي..
نيره بابتسامه..ليس هناك تعب داود..
انا ايضا احفظ معك..
اريد ان اعوض ما فاتني معك..
داوود بإبتسامه..هل اقتنعت بارتداء النقاب ام لا؟
نيره بصدمه..لا..لا زلت افكر..معي وقت يارجل..هياا.
داود بضحك..معك وقت حتي الولاده فقط..هاا
ـ انتظري هنا..انا قادم اليك..
تنهدت وابتسمت بحب له وهو يخطف المسافه بينه وبين عربه المأكولات امامهم..
ونظرت حولها تتأمل المكان..براحه..
فصدمت بعيون حاده تنظر لها..
فاستقامت مفزوعه من مكانها..
واسرعت نحوه..
لاحظ خوفها وعلها وهي تنادي عليه..
ـ داووود..
فاقترب مسرعا ملبيا نداءها
ليلتقطها بين ذراعيه..
حبيبتي..مابك؟
ماذا حدث نيره،مما انتي خائفه،هكذا..؟
نيره بجسد يرتعش..
وصوت يكاد يخرج.. اشارت للمكان بيدها..
انه هنا..
هنا..داوود..اقسم لك..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احبها..واحب كل شئ يقربني لها
ضحكتها..ومشيتها. وهمس شفاها..
ياامراه..ضحكتها كموج بحر
يأخذني للاعالي..
وقربها اطمئنان..
اتخيريني..؟
الا تعلميني اني اخترت في عشقك الغرق
لا يهمني من انت..ومن انا..؟
احبيني..وليذهب العالم للجحيم ويحترق..
لا تبتعدي عني..
فبعدك…غرق..غرق..غرق..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
(لن استطيع)
اسبانيا..
التقطتها بين ذراعيه بعدما استشف ذعرها من نداءها الملهوف، وهرولتها عليه..
داوود بلهفه، وقلب انقبض خوفا عليها..
ـ مابك نيره؟
ماذا حدث..لما تهرولين هكذا؟
ـ انه هنا داوود..اقسم رايته..ينظر لي كالشيطان..
كان هنا..
اشارت بيدها لمكان ما راته..
امعن النظر في مكان ما اشارت له..ولم يجد احد..ولا يعلم عمن تتحدث هي.؟
ـ من نيره؟
من رأيتي حبيبتي..؟
الخوف تملك منها وارتعش جسدها لطالما كانت هشه ضعيفه بمواجهه المصائب والمفاجأت..
يرتعش جسدها وتتأتئ بكلامها..
مهما ادعت القوه ليست هكذا..ليست قويه
اصبحت يديها، ترتعش كمن مسها ماس…
وشفتيها ترتعش لم تعد تستطيع اخراج حرفا واحدا..
مسد علي يديها بحنان..ودموعها سالت غصبا عنها..
ـ اهداي حبيبتي..لن يستطيع احد ان يؤذيكي ابدا..
انا هنا..
انتظر قليلا..وسألها بحنان..
نيره من رأيتي..اخبريني…؟
بهمس متقطع..اخرجت حروف اسمه..
ـ ب.ا.س.م ـ كا..ن..هن..ا
جحظت عيونه..وعاد لينظر حوله لا احد..
ايعقل انه اتي بقدميه لهنا..
اشتعل قلبه بالغضب والحقد .
وجز علي اسنانه بغل..
ورفع هاتفه..ليهاتف حرسه الشخصي..
تمتم لهم ببضع كلمات اسبانيه لم تفهم منها شيئا..
الرؤيه امامها اصبحت ضبابيه..وكل شئ يدور من حولها..
كل ما يحدث كثير عليها..
والف سؤال وسؤال يجول بخاطرها..
شعر بترنحها بين يديه
مازالت تتمسك به وبأحضانه..
اغلق الهاتف..والتف سريعا لها..
مابك نيره.. انت بخير.. حاولت اخراج اي كلمه لتطمأنه عليها، ولم تستطع..
انفلتت من بين يديه لتسقط ارضا..
ولكنه لحق بها وبسرعه التقطها بين ذراعيه..
وهو يصرخ عليها..
ـ نيره..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبير بصدمه..
لما يفعله..
يلملم ثيابه التي اتي بها…بعدما قضت يوما كامل ترتب بها..من كثرتها..
ـ انت بتعمل ايه؟
ـ معتصم ببرود..
زي ماانتي شايفه..هنمشي من هنا؟
عبير ببلاهه..نمشي!
ـ هنروح فين؟
معتصم ببرود..
ـ بيتي.؟
عبير باستنكار..بيتك..
ـ وهنا،ماهو دا بيتك..يامعتصن..
استدار ينظر لها بحده..واقترب منها..
الي ان جلس بجانبها علي الفراش..
وامسكها من يدها سريعا..
تعالي هنا..
عبير بخوف..في ايه؟
انت بتبصلي ليه كده..انت هتاكلني ولا ايه؟
معتصم ببرود.
هو انا يازفته انتي مش حلفت عليكي مش هنبات فيها وبقالي ساعه افهم فيكي..
يبقي ايه بقي..؟
غيرتي رايك ولا ايه..هااا
عبير بتوتر..
ـ ابدا يامعتصن..انا استفاجأت بس..
وقولت هنمشي الصبح.
معتصم بصدمه..وملامح لا تفسر..
لا لا..استني كدا..
هو انتي قولتي ايه تاني كدا؟
عبير بعدم فهم..
قولت ايه؟
معتصم بغيظ..
ـ قولي اسمي كدا؟
عبير باستفزاز..
ـ معتصن..
رفع حاجبه لها..
معتصن..طب واللي بعدها..
عبير بضحك..
ـ استفاجأت..
ـ اممم معتصن..واستفاجأتي..
طب اثبتي بقي علي كدا؟
عبير بتوتر..ليه ياكابتن..في حاجه..
معتصم بخبث..
وهو ينظر لها ولجسدها المغطي بشرشف الفراش..
ـ ابدا..
انا بس كنت عاوز اوثق اللحظه..اصل بصراحه كل اللي بتقوليه..عاوز يتوثق
ويدخل التاريخ..
فتحت فاها ببلاهه وهي تراه يخلع ثيابه مره اخري..
ـ هااا
انت هتعمل ايه؟.
ـ معتصم بغمزه..هتعرفي..حالا..
ـ عبير بخجل.. بعدما فهمت مايريده..
ـ لالا..اوعي..انت كسرت كلمتك مره..خليك راجل بقي واثبت علي كدا..
جز علي اسنانه بغيظ..
لسانك بينقط زفت ماشاء الله..
عبير بخوف مصطنع..
ـ ليه امعتصن..؟
انا عملت ايه،بس؟
معتصم بغيظ..انا مش راجل هااا..
اومال لو مثبتلكيش قولا وفعلا بقي كنتي قولتي ايه؟
جحظت عيونها بعدما وصل لها معني كلماته….وغطت فمها بيديها..
ـ عااا مقصدش..انت سيد الرجاله..
معتصم بغمزه..ميمنعش اني اثبتلك تاني برده..
التكرار بيعلم..
ـ لالا اتعلمت خلاص..
ـ لا ودي تيجي.. مش حلو لسمعتي ده..
قفزت سريعا من تحت الفراش..ولم تنتبه لما هي عليه..
ـ عااا..لا انا حرمت يامعتصن..
معتصم بغمزه وهو ينظر لها بوقاحه..
ويصفر..بفمه..
ـ ايه الجمال دا بس؟
هو في كده…
عبير بصراخ..بعدما انتبهت علي منظرها العاري
ـ عاااا..
معتصم بضحك..
ـ هو دا اثبتي كدا بقي..
دخلت المرحاض بسرعه واغلقت علي نفسها
معتصم بضحك..وبصوت مرتفع..
ـ انجزي في يومك دا..خلينا نلحق عاوز انام..
عبير بغيظ واستفزاز من الداخل……ماتنام..ونروح الصبح..
معتصم بحده…اخلصي عشان متطلعيش جنونتي..
كفايه اللي حصل بسببك..
ـ اوف منك..حاضر حاضر..
بعد دقائق..
عبير بخجل من داخل المرحاض
ـ معتصن..
يامعتصن رد عليا..
معتصم بضحك عليها..
عاوزه ايه،خير؟
ـ عبير بخجل..
عاوزه هدوم..انا دخلت ونسيت اخد هدوم يامعتصن..
معتصم بمكر..عاوزه ايه وانا اجيبهولك ياقلب معتصن…
عبير بصدمه..هااا..لا..اخرج انت من الاوضه.
وانا هجيب..انا مكسوفه منك..
معتصم بخبث..
ـ لا..اخرجي كدا..دانا زي جوزك يعني؟
عبير بحده وخجل…معتصن..اخرج بقي..انت معندكش اخوات بنات..
معتصم ببرود..لا معنديش واخلصي..
عادت تتوسل له..
ـ عشان خاطري يامعتصن..اخرج..
بهدوء علي غير العاده..خرج من الغرفه..
عبير بصدمه..
ـ معقول سمع الكلام وخرج..
ايه الادب دا…
ـ هيييه يالا بقي..
لفت منشفه صغيره علي جسدها وخرجت تلتفت يمينا ويسارا..
عبير براحه..
اوف خرج..الحمدلله..
فتحت الخزانه..لتنتقي ثيابا لترتديها..
وقفت حائره بيديها ثوبي نوم من الاحمر والاسود
معتصم من خلفها بوقاحه..
ـ انا بقول دا؟
الاحمر دا، هيبقي ولعه عليكي..
صرخت بخوف من الصدمه..
ـ عااااا ياماما..
انت بتعمل ايه؟ انت مش خرجت دخلت ازاي تاني..؟
معتصم ببرود..
ـ اتاخرتي قولت ادخل اشوفك..ليكون محتاجه مساعده كدا
ولا كدا..وانا بحب اساعد اووي..
اخذت اول شئ قابلها وعادت مسرعه. للمرحاض..وهي تمتم
ماشي يامعتصن..ان موريتك..
منك لله ياعبده انت وامك،انت السبب
معتصم بغيره وغضب
دق باب المرحاض بقوه..
ـ تاني زفت..تاني..مبتحرميش
انا هقطع لسانك دا..ان سمعتك بتقوليه..
واقتل سي زفت دا..عشان ترتاحي ياعبير.
عبير بخوف..
ـ خلاص خلاص..
معتصن.. معتصن..ارتحت..
معتصم.بغيره..
ـ ماشي ياعبير انا هوريكي..
تقلي في ذنوبك قووي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امريكا..
بدر بضحكه يحاول كبتها
حتي لا ينفجر من الضحك.عليها..
انتي بتعيطي ليه دلوقت؟
ماكنتي حلوه دلوقت..
رفعت وجهها التي تدفنه بالوساده وتبكي بصوت مرتفع..
ـ متفكرنيش يابدران احسنلك..لحظه ضعف
مبتضعفش..
بدر بخبث وهو يعود ليلتصق بها…
ـ الله هو انا قلت حاجه..انا بس صعبان عليا بكاكي..وبعدين بقي ياريت الجميل يضعف تاني..
احلي ضعف دا ولا ايه؟
لكزته بذراعها المجبر.. بمعدته…بغل..
ـ اوعي كدا كتك القرف في شكلك..
بدر بوجع..وهو يمسك بطنه..
ـ ااااه..يابنت المفتريه…حد يعمل كدا..
ايدك تقيله اووي..
اعتدلت من نومتها.. بلامبالاه لجسدها العاري وما يظهر، امامه..
مسحت انفها بصدره..بلامبالاه.
ـ احسن ياكش تروح فيها..
واورثك واخلص اهو ابقي استفدت منك بحاجه…يابدران الزفت..
بدر بصدمه..
وقرف من فعلتها..
ـ الله يقرفك ياجوان..انتي مكانك مش هنا..
انتي مكانك حظيره الحيوان..
جوان بصدمه وغيظ..نعم ياحلاوه..بتقول حاجه
دا انا عسل..
بدر بضحك..اه انتي هتقوليلي..عسل اسود..
وبعدين تعالي هنااا..
ـ عاوزه تورثيني كمان يازفته..طب اكدبي عليا
حسسيني اني ليا لازمه..
دا انتي مهنتنيش يوم واحد..ياشيخه
من يوم ماعرفتك وانتي مبهدلاني..
جوان باستنكار…نعم ياخويا..
اومال اللي خدته مني دا ايه، سرقت قبلتي الاولي..واتغرغرت بيا..؟
ـ اتغرغرت بيكي..ليه هو انتي مضمضه..
جوان بغيظ..متحورش يابدران..
جز علي اسنانه ومد يده يمسح وجهه وهو يستغفر بسره..
ـ مترد عليا…لسانك كلته القطه ياقمر الدين انت؟
بدر بخبث..
عاوزه ايه، هااا؟
جوان بصدمه بعدما خطف قبله من شفتيها..
ـ سافل اوي..اوعي كدا..
عاوز تضحك عليا تاني..
بدر بضحك..
وانا ضحكت عليكي في ايه؟
دا حقي الشرعي ياقطه..
جوان بغيظ..كسر حوقك..اوعي كدا..
بدر بتنهيده وابتسامه مصطنعه..
ـ هو اللي بيزهق من مراته، بيعمل فيها ايه؟
جوان بلهفه..بيطلقها..
والنبي طلقني يابدري..
بدر بضحك ممزوج بصدمه من ردها..
اقترب ومسد علي وجهها..
ـ عاوزه تطلقي ياقلب بدر..
رمشت بعينها بسرعه..
وهزت راسها..اااه..
اقترب ولثم شفتيها..بحنان وهمس امامهم..
ـ بعينك ياجوان..
جوان بسخط.. دفعته بيدها
طب ابعد بقي ياقمور..
بخبث اقترب اكثر منها..والتصق بها..
ـ وابعد ليه ما كده حلو..
ـ ابتعدت كالملسوعه ويديه تعبث بجسدها فسادا..
ـ انت بتعمل ايه؟
بدر بخبث وهو يميل ليعيد عشقه عليها..
ـ. بعمل كدا؟
ـ بدر؟
ـ عيون بدر..
ـ اوعي انت بتضحك عليا..،صح..
بدر بضحك..
ـ طب ماتعملي زي..
ببلاهه..اجابته
ـ اعمل ايه؟
ـ اضحكي عليا وانا هبقي اسعد واحد في الدنيا..
ـ وهتنجحني في مادتك..؟
ارتد للخلف وهو يقهقه عليها..
ـ استغلاليه..
اقتربت. بغنج..
ـ بدري.
ـ يالهوي..علي بدر وسنينه..
ـ هو انا مقلتلكيش
ـ لا،مقولتليش..حاجه..خالص
ـ لا انا غلطان..
مش جوان هانم..
عندك امتحان في مادتي الصبح،ولو منجحتيش فيه…هتشيلها بردو..
ابعدته عنها بسرعه..
هيييه..امتحان ايه؟
انت مقولتليش..
بدر بخبث..اخس عليا..انا غلطان..
جوان بحده..بدر انت بتضحك عليا صح..
بدر بشماته لا..بس عندي عرض ليكي..
ـ انا موافقه،بس تنجحني..
ـالله مش تسمعي العرض الاول..يمكن ميعجبكيش..
جوان بلهفه..مش مهم..مش مهم..
اي حاجه انا موافقه..
ـ طب خلاص قولي بحبك يابدر..
جوان بلهفه بدون استيعاب..
بحبك يابدر..
ـ وبموت فيك يابدر..
وبموت فيك يابدر..
طب هاتي بوسه بقي..
اقتربت لتعطيه ولكنها شهقت حينما استوعبت..
ـ اه ياسافل..
انت بتستغلني يابدر..وبتضحك عليا..
عاااا..
بدر بقهقه..
طب خلاص اهدي..اهدي..
جذبها جبرا لحضنه..
ـ اهدي بقي..خلاص..
انت رخم اوي…
ـ بس بحبك..
ـ، كداب…انت اتجوزتني تنتقم مني..
ـ بدر بخبث..وهو ينظر لها..
ـ احلي انتقام دا ولا ايه..؟
دفنت نفسها بصدره خجلا من نظراته..
عااا..ياسافل..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسبانيا..
بالمشفي..
داوود بلهفه..
انتي بخير حبيبتي..
نيره بتعب.بخير..اين انا..؟
ـ بالمشفى..
وضعت يدها سريعا علي رحمها بعدما تذكرت ماحدث..
ـ طفلي؟
ـ بخير..بخير حال لا تقلقي..
نيره بتنهيده..الحمدلله
اريد الخروج من هنا..
ـ لا تقلقي، سينتهي المحلول ونخرج..
هزت رأسها بتوتر..وهي تتذكر منظره ونظرته الحاده لها..
وكانه شعر بها..
ـ لا تقلقي نيره..لن يستطيع احد ان يقترب منك..
ما دمت بجانبك..
نيره بابتسامه..
اعلم..ابقي بجانبي داود..
اريد النوم..
ـ نامي..باطمئنان..انا هنا..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
صباحا..
بمنزل كرم..
ليه كدا ياجميله؟
جميله بتعب..ارجوكي ياخالتي مش قادره..
متغصبيش عليا..
سهر بحنان..
ـ جميله حبيبتي، مهما حصل دي امك..وملهاش ذنب..
واحنا اتفقنا نفتح صفحه جديده مع بعض..
جميله بحزن..انا مبكرهاش صدقيني..انا بس زعلانه منها اوي..ومخنوقه..
مش هقدر اواجها دلوقت..صدقيني..
ـ عارفه لما تلاقي الغريب يحن عليكي واقرب الاقربين..يبعدوكي عنهم.. كانك وباء..
لما تكوني عشمانه في اقرب حد ليكي
ينصفك ويقف جنبك..وتنصدمي انك ليهم بس مصدر رزق وخلاص
سبوبه..ابويا بعني بالرخيص اوي ياخالتي..
الله يرحمه..انا زعلانه اوي ياخالتي..
زعلانه عشان مش زعلانه علي موته..
قسوته عليا موتت قلبي،هو انا كدا وحشه صح..
سهر بحنان
ـ لا طبعا انتي احن واحده في الدنيا ياجميله
جميله بدموع..
اومال ليه بيحصل معايا كده..
انا كرهت الدنيا بحالها..ومش عاوزه غيره..
خالتي انا مقدرتش انام بعيد عنه..
ـ انا حياتي واقفه عليه..انا مش هقدر ابعد عنه..
مش هقدر والله..
حاسه بروحي رايحه مني..وفي حاجه نقصاني..
قوليلها ان انا بحبها اوي ياخالتي..بس انا تعبانه..مش قادره اسامحها ولا اقابلها دلوقت..
انا بس فراقه وجعني..
قوليلها تدعيلي مره واحده..بنيه صافيه يبرد ربنا علي قلبي..ويراضيني..
ـــــــــــــــــــــ
مسحت دموعها واغمضت عيونها بحزن..هي من اضاعت بناتها واوصلتهم لهنا..
مؤكد كرهاها..من ضعفها وجبنها وتخاذلها لهم مرار وتكرارا..
كتمت شهقتها..واستدارت لتهبط الدرج..
يد حنونه..التفت علي كتفها..
ـ متبكيش ياانتي
احنا كلنا بنحبك..بس انتي اللي مخلفه مجانين..
سمر بابتسامه من بين دموعها..وانت بقي مين فيهم..
ـ انا يونس..
سمر بفرحه..قلب انتي مع اني زعلانه من امك انها خبتكو عني..
بس فرحتي بيكم نستني..
سمر بخبث..
قولي يايونس..
جوان اخبارها ايه؟
يونس بعفويه..زي القرد ياآنتي..
وبدرالدين خلصنا منه.
سمر بصدمه..بدر مين؟
يومس ببراءه..بدر جوزها..
سمر يانصيبتي.انتو جوزتوها كمان..جوزتو بنتي..
يالهووي..
كرم بصدمه..بصق القهوه من فمه..
ـ ونظر لابنه بحده..
يونس ببراءه..والله ماقولت حاجه..انا خارج بقي..
سمر بولوله..
كدا ياجوان..ياخيبتي ياخيبتي..
كرم بصدمه..
انا وقعت عيله مجانين..انا عارف..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاعلي..
ـ سهر بتفهم..
خلاص ياجميله..خدي وقتك..انا عارفه انك تعبانه..
ـ اللي يريحك ياجميله مش عاوزه اغصب عليكي..
يالا عشان تروحي معهدك..بقي
هزت راسها بشرود ووقفت تجهز نفسها..
استمعا لصراخ سمر..
سهر بلهفه..هنزل اشوف في ايه؟
اجهزي انتي..
جميله بلا حماس لشئ..
ـ حاضر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعات..
بالمعهد..
منه..اوف يوم طويل اوي..
جميله..ياجميله..
جميله بانتباه..هاا بتقولي حاجه يامنه..؟
منه بصدمه..انتي مش معايا خالص..
مالك ياجميله..؟
جميله بوجع بقلبها..
مش عارفه..حاسه ان فراس فيه حاجه..
منه بتنهيده..هوني علي نفسك ياجميله..
دا انتو لسه اول يوم اجمدي كدا..
جميله بحزن…مكلمنيش من امبارح وقلبي واكلني عليه اوي.. معقول مافتكرنيش وهونت عليه..
ـ حاسه انه مش تمام..
ـ طب ماتروحيله ياجميله..اسألي عليه..مفيهاش حاجه.
ـ نظرت لها بحزن وصمتت..
منه بتنهيده….طب ماترني علي مريم كدا اسأليها ان كان هناك..
جميله بحزن..
ـ مريم روحت بلدها،فراس كان واعدها تزور اهلها..
وامبارح قبل ماامشي كانت ماشيه معايا..
قال ملهاش لازمه تقعد هنا لوحدها..
منه..طب هتعملي ايه؟
ـ مش عارفه..مش عارفه..
ــــــــــــــــــــــــ
ليلا…
بمنزل كرم..
بغرفتها.. بجانبها ابناءها
اخيرا يلعبون.. بعد وصله بكاء
لم تستطع اسكاتهم بمفردها
ولم يصمتو الا علي الفيديو الذي التقطه لهم معا بفرنسا..
وهي تغني وهو يعزف لها..
وهم يرقصون حولهم بسعاده.. دفنت راسها بالوساده..
وللمره التي لا تعلم عددها، تهاتفه ولا استجابه..
العالم من غيره حزين كئيب
لا لون ولا طعم…يوما فقط مر عليها بعيدا عنه
مرا كعام..واكثر..
لا يمر..الوقت بلا صوته..بلا تدخله بكل تفاصيل حياتها..
وبلا تحكماته وحنانه عليها..
منذ التقته تلك الليله..
ولم يغيب عنها ابدا..لا بصوته ولا صورته..
كان يحدثها طوال الوقت وان غاب كان اقصاه ساعه..اثنتان..ويعود مهرولا لها بأي حجه..
كانت غبيه، ولم تلحظ عشقه..
لم تتمتع به كما يجب..
اه لو يعود الزمن..بها..كما..اه واه.
ولكن..
الايام لا تعود ابدا..
لن تعود ولن تعود دواخلنا كما كانت..النفوس والقلوب تتغير مع مرور الايام
نكبر ويكبر افقنا ويتسع
من كنا نحسبه وهما يصبح حقيقه..
ومن وضعنا به امال الكون يخذلنا..
تلك هي الايام مع كل خطوه نخطوها درسا جديدا.
ومع كل موقف..تترك علامه..بانفسنا..
كم هائل..من العلامات باجسادنا..
وكثير من تلك العلامات اخذت من روحنا وقلوبنا..
فاطفأت شمعه قلوبنا ودروبنا.. ومن بين تلك الخيبات..
يظهر لك نورا طفيفا..علي هيئه انسان..
كلما اقتربت منه..تزول تلك العلامات تدريجيا..الا ان تختفي تماما..
ينير عتمتك..وبإهتمامه..وعشقه وضحكته..تنير ايامك..
وتعود ذلك الطفل المختبأ خلف جدران الايام..
تفتح زهره شبابك..وتفتح ذراعيك للدنيا مرحبا..
بعشقه..
بأنات قلبك وعذابه..
تشعر باللذه.. تلك.. اللذه التي تسكر القلب
وتغلق علي العاشق ابوابه..
تنهدت وذكراه تعود لتوجع قلبها..
كلما تذكرت نظرته لها وقت الوداع انفطر قلبها
وانقسم
همس اطفالها وبكاهم باسمه…يجننها..
يؤرقها ويتعب اعصابها..ويوترها
عالمها كله هو..لا شئ من دونه يمر..
ولا تستطيع ان تسير امورها..
فاشله..فاشله..
(اصابك عشق،اسما السيد)
[حصري لجروب ولنا بالخيال حياه]
اي بعد هذا الذي كانت تطالب به..وهي من بعد فراقه بدقائق اشتاقته..
لصوته..لهمسه..ليديه الحنونه..ودفئ صدره..
صرخت بصوتها…
فرااااس..
انتفض الاطفال..علي صرختها..
ـ بابا..
صمتت ودموعها..تنزل بلا حول لها ولاقوه..
ـ واقتربت من ابناءها..
ـ، انتو عاوزين بابا صح؟
انا كمان عاوزاه..وحشني اوي..
انتو كمان وحشكو صح.
دخلت والدتها بهدوء..تشبع عينها منها ومن ابناءها قلبها لم يطاوعها ان يكونا بمكان واحد
وتنتظر ابدا..
تعلم انه يحق لها..
اخبرتها سهر كل شئ، واقسمت عليها ان تتركها لحالها..
ووعدتها انها لن تفعل وتقترب منها وتعطيها وقتها..
ولكن..قلب الام دائما يخذلها.
تعلم انها تركتها وحيده وتخلت عنها ولكن غصبا عنها..والدها كان قاسي القلب..
واقسم عليها ان لا تحدثها..وحدها جوان من كانت تحدثها..ويشهد الله كم كانت تتوسلها لتذهب لشقيقتها لتبرد نار قلبها عليها..
اهناك اما تكره وليدها..؟
تكره فلذه كبدها..لا احد بالدنيا يعشق الابناء كأباءهم..
نزلت دموعها وهي تري ابنتها بهيئتها تلك..
جميله وازدادت جمالا..كما عهدتها..
ولكنها حزينه..
استمعت لهمسها..
اقتربت بهدوء..منها..
مدت يدها تملس علي شعرها بحنان..
وبعتاب…
ـ معهدتكيش قاسيه كدا ياجميله..
وانتي عارفه، انه كان غصب عني يابنتي..
تصنم جسدها واستدارت لها..
ودموعها تغرق وجهها..
ـ ماما..
ـ مش عاوزه تشوفيني هنت عليكي..ياجميله
والله يابنتي غصب عني
انتي عارفه ابوكي..كان حالف عليا..
جلست بجانبها ارضا..
ومدت يدها تمسح دموعها..
فبكت اكتر..
لسه زي ماانتي بتعيطي علي كل حاجه كدا..
خفضت راسها بحزن..ولم تنطق بحرف..
ـ، طب متعيطيش كفياكي بكا..عينك ورمت..
رفعت رأسها ولم تقاوم اكتر..
ارتمت باحضانها..تبكي بصوت مرتفع..تبكي الجميع باحضانها..
ـ ماما..وحشتيني اوي…
حقك عليا متزعليش مني..انا مبكرهكيش والله..
انا بس كنت زعلانه منك اووي.
ـ عارفه ياقلب امك..عارفه..
ـ للدرجه دي حبيتيه…وحشك مش كدا؟
جميله بتوتر..هو مين؟
ـ ضربتها والدتها علي رأسها..
ـ يابت عليا..خالتك حكتلي كل حاجه،من اول ماصرخت في وشها تحت..
ماهي زيكو مبينبلش في بوقها فوله..
اصابك عشق،اسما السيد..
عبثت بوجهها..وخفضت راسها..بحزن..
ـ وحشني اوي..
ومبيردش عليا..نسيني..
انا مبقتش عارفه حاجه..خالص..
ـ سمر بتنهيده..
اسمعي كلام قلبك..شوفي هيقولك ايه؟
ـ متجوز ياماما..انا زوجه في السر..
ـ سيبك من الكلام دا كله ياجميله..
قلبك بيقولك ايه؟
ابتسمت بتهكم..قلبي..
ـ قلبي بيقولي اطير واروحله..
بيقولي انه، موجوع قوي ياماما..
وحاسه انه في حاجه..انا مخنوقه اوي..
عادت لتبكي مره اخري..
ـ استقامت والدتها وجذبتها من يدها..
ـ قومي ياجميله..
ـ اروح فين.؟
ـ روحي لجوزك اطمني عليه..مادام قلبك واكلك..روحيله..
ـ اروحله فين بس ياماما..معرفش غير الشقه اللي كنا فيها…
ـ خلاص روحيله هناك..يمكن تلاقيه..
ـ تفتكري هلاقيه هناك..؟
ـ ياستي روحي..هو انتي هتخسري حاجه..
يالا غيري وروحي بسرعه..
ــــــــــــــــ
بعد ربع ساعه
كانت تنزل الدرج بلهفه…
ووالدتها تضحك عليها وتدعو لها..
سهر بصدمه..
ـ رايحه فين ياجميله..
ـ جميله بلهفه..
ـ لفراس
سهر بصدمه..نظرت لكرم الذي استقام مفزوعا..
ـ فراس، انتي لحقتي يابنتي..
استني بس..هتروحي فين؟
انتي عارفه هو فين؟
ـ اكيد في بيتنا..هروحله هناك..
كرم بتنهيده..اهدي والصبح هوديكي..
جميله باصرار..
لا هروحله حالا..
، سيبيني ياخالتي..انا رايحه لجوزي..
كرم بتنهيده…
سيبيها ياسهر..
تركتها سهر واقترب كرم منها..
ـ تعالي ياجميله انا هوديكي..
سهر بصدمه..كرم..انت اتجننت..هتروح فين.؟
كرم بحده لها..انا هوديها..كفايه بقي..
مادام عاوزه ترجع ليه..
يالا ياجميله..
ـ بجد ياعمو هتوديني..
كرم بحزن عليها..
ـ اه هوديكي..تعالي..
جميله بخوف دب قلبها من نبرته..
ـ انتو مخبين عني حاجه..
فراس جراله حاجه…
كرم بابتسامه..لا ابدا..بس انا هوديكي عشان الوقت اتأخر..
يالا بينا..
ـ جميله بتوتر..
ـ يالا…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعه..
اهو البيت ياعمو..
اخيرا..وصلنا..دانت دوختنا..
كرم بابتسامه..
ـ اعمل ايه ختلتك كلت عقلي ونستني نفسي.
بقالي سنين غايب عن هنا..
هبطت بسرعه حينما وجدت سيارته..
وصرخت بفرخه..
ـ هنا فراس هنا..انا كنت متأكده..
كرم بخوف عليها..
ـ استني ياجميله متجريش..
مفيش فايده..وارثين عرق الجنان من خالتهم..
ابتسم..وادار سيارته..
ال تبعد ال..ههههه
بقلب ينبض بجنون كجنون صاحبته.
دخلت تبحث عنه بارجاء الشقه المعتمه..
دخلت الغرفه..التي شهدت لقاءهم معا
آخر مره
ليله امس..
وجدتها غارقه في الظلام..اه كم اشتاقت لكل شئ هنا..
هنا مملكتها..وتشعر بانها اميره..
اقتربت من الفراش..
وانارت الضوء الخافت بجانبه…
فابصرته..
كتمت شهقتها حينما وقعت نظرها علي منظره…وهيئته المبعثره…ووجهه الشديد الاحمرار
مدت يدها تتحسس جبينه..
فصعقت من حراره جينه…
ـ فراس..
حبيبي..
استمعت لتمتمته بأسمها..
ـ جميله..
دفنت وجهها بعنقه..
جميله…
ـ انا هنا ياقلب جميله..
فتح عيونه بتعب من اثر الحمي والمرض..
جميله..انتي هنا؟
رفعت وجهها تنظر له..
ـ انا هنا..والله هنا..مقدرتش ابعد عنك..لحظه
انتي قدري ولعنتي..
حقك عليا..ياقلب جميله…
مالت شفتيه ببسمه متعبه..
وجاهد ليرفع يده ليتأكد من انها هنا..
ليست خيالا..
منذ تركها امس….والعالم من حوله ضباب
لا طاقه له علي فعل شئ ولا حياه من بعدها..
العالم من دونها خواء..
قضي الليل يدور بالطرقات..ولم يجد الا هنا ماوي له..
لعل رايحتها العالقه به..تؤنس وحدته..
فراقها كان كالخنجر الذي طعن بقلبه..
خنجرا مسموما علي اثره علت حرارته واهتز جسده..
بقي الليله يبحث بين ثيابها ويشتم رائحتها بهم..
طفرت دمعه خبيثه خائنه من عينه، وهو يتأمل وجهها..
ـ قربي مني خليني اتأكد انك هنا…
مسبتنيش..انا مبحبش غيرك..
وبهلوسه..
مبقربلهاش..انا خايف عليكي منهم..
جميله بانتباه لكلماته..
خايفه عليا من ايه؟
ـ عاد ليهمس..جميله..احضنيني..انا بردان..
شهقت بالبكاء وحاوطت صدره بقوه..
كتلك القوه التي طالما امدها بها..
قبلت صدره العاري مرات ومرات..وفي كل مره..
كانت تخبره..انا هنا..بجانبه..دوما وابدا..
انها بحاجته..
تعشقه..ولم تقدر ان تغمض عينها بعيدا عنه..
ابدا…
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بعد يومين..
اسبانيا..
بمنزل نيره..
بعدما اصرت ان تبقي به..بعد سفر سولاف المفاجي..اليوم..
منذ ذلك اليوم وهي تمكث معها..
دخلت لغرفتها لتغير ثيابها بتعب..بعد يوم شاق بالعمل..
آمله ان ما رأته كان من نسج خيالها..لا احد هنا
ولو هنا لما لم يظهر لها منذ يومان..
مؤكد شخص يشبهه..
اغلقت الباب باحكام..
وهو معها علي الهاتف..تضع سماعه الهاتف بأذنها..
ـ داود بقلق..
نيره انتي بخير..،لا احد بالداخل صحيح..
بهمس وتعب….بخير اقسم لك..لا احد هنا..
اريد النوم..فقط..
داود بخوف..انا بالخارج نيره لن اعود للمنزل..
انتي عنيده..جدا..
قلت لك ان تبقي بمنزلي مع عائلتي الليله..
ـ انا بخير داود..يومان وستعود سولاف وسأنتقل للعيش معها..مجددا..
عد لمنزلك داود..
وقفت امام المرأه..
ومدت يدها خلعت حجابها..
فتحت عيونها لتنظر لنفسها..
فشهقت بقوه.. حينما ابصرته.. خلفها..
وسرعان ما صرخت باعلي صوتها..
ـ انت؟
يعني انت اللي شوفتك في الحديقه..كنت انت..
باسم بضحك هستيري..
اه انا..
امم كنتي فاكره اني هسيبك كدا..
تؤتؤ..
تبقي غلطانه..بقالي يومين مستنيكي،
بصراحه.
حلو جو الحراسه اللي معيشك فيهم دا..
استمعت لصراخه بالسماعه..
ـ نيره ماذا هناك؟
نيره اجيبي..
ـ انقذني داود انها هنا..
خطف باسم السماعه من اذنها..وقذفها ارضا..وسحقها بقدمه..
ـ وجذبها من شعرها..
ـ فاكره ان حد هيرحمك مني ياوسخه..
انا..باسم الرشيد..تمد ايدك عليا..وتهنيني..
هاا…واحده وسخه..شحاته..لمتها واويتها في بيتي..
نيره بخوف من منظره..ليس هو..
وليس ذلك من عاشت معه..
هذا وجه آخر غير وجهه..
نيره بصدمه..
ـ انت ازاي كده؟
معقول انت باسم،اللي اعرفه..
باسم بقهقه..وجنون..
رفع يده وصفعها..مرارا وتكرارا..
رماها بقوه علي الارض..وعاد ليركلها
بلا رحمه..
نظرت له بقرف من بين اوجاعها
وجسدها الذي لم يترك به مكانا الا ضربها به. وبصقت بوجهه..
ـ بكرهك..انت مختل..مختل ومجنون
مريض نفسي.
مش طبيعي..
عاد ليركلها بقوه اكبر..وجنون
ـ انا مختل ياوسخه..ياخاينه..كلكو خاينين
انتي زيها..
وعاوزه تعملي زيها..
هي حملت منه ولزقت بنتها فيه..
وانتي هتعملي زيها..
ـ انتي شبهها..ولازم اموتك..لازم انتقم منك..
لازم اخلص البشريه من عينتك..
ياوسخه..
نيره ببكاء..حرام عليك..ابنك..والله ابنك انت..
ـ اخرسي ياوسخه..
ــــــــــــــ
حاول فتح باب المنزل مرارا وتكرار..
ولم يستطع..اغلقته نيره من الداخل عليها..
صاح بغضب بالحرس..
اكسرو هذا الباب..هيا..
تذكر الشرفه..التي تطل علي غرفتها
مؤكد دخل منها..
دار مسرعا من الحديقه الخلفيه وكما تذكر وجدها مفتوحه..
قفز وتسلق السور الصغير وتسلسل لغرفتها..
انقض عليه..مسرعا..ودفعها بعيدا عنها..
باسم بهستيريا..
اهلا بعشيق البطله الخائنه..
داود..بجنون..
ايها الوغد ساقتلك..
دارت معركه غير متكافئه..بينهم
داود بقوته البدنيه وباسم بجسد وسيم
ولكنه ضعيف..يخفي بين طياته مريضا مختلا
اخرج باسم سلاحا من جيبه….
ورفعه علي داود..
داود بتهكم وعينه عليها
قلبه يغلي،يريد انقاذها….قاتلني يارجل..لا تختبئ خلف سلاحك..
سحفت بيدها علي الارض الي ان استقامت والدماء تسيل من جميع انحاء جسدها..
فمها وانفها ورأسها اثر خبطته لها بالحائط
واخيرا رحمها ويبدو انها النهايه وستفقد طفلها..
(حصري لجروب ولنل في الخيال حياه)
سالت دموع الضعف والوحده من عينها وتسندت لتقف..
مسكت بيده..فشعر به..
استدار سريعا لها..
نيره..انتي بخير..
بهمس..سيقتلك داود..ابتعد..
ـ باسم بجنون..
تؤتؤ..الخاينه..خايفه علي عشيقها..
تؤتؤ..لازم تموتو سوا..
هزت راسها برعب وهي تراه يصوب عليه..
ـ لالا..داود..لالا..
داوووود..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
راحله ولن تعود..
حياتنا رحله تمضي ولن تعود..
نضيعها بالخصام ونكث الوعود
خائبون..لا نعلم قيمه الراحلون..
لانعلم ان العمر يمضي كلحظه ولن يعود..
اي بغض وكره هذا تنشدون..
استفيقوا..فالحياه تمضي كالقطار..
متي جاءت محطتك تزول..
تنتهي..وتحت التراب يدفنوك..
لا يتبقي منك غير ذكري ولسان محمود..
ياايها المغيبون..افيقوا..واعو..
العمر يرحل ولن يعود..
لاتضيعوا اعماركم..بكسر الوعود..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
(بين عينيك ذنبي وتوبتي)
اسبانيا..
بالمشفي..
ايعقل ان تنقلب حياتك بين ليله وضحاها..
من كنت تظنه الدنيا وما فيها..يصبح عدوا..
ومن لم تكن تعلم حتي بوجوده..يصبح مصدر امن وامان…عزوه .. وطن .. واطمئنان..
الحب لا تعرف من أين يأتيك؟
من الباب او من ورقه تقذف عليك وانت
مسترخي بمكان ما..
ربما كنت تقرأ كتابا .. بمحطه ما..
او بشرفتك وانت جالس حائر وحيد ليلا..
وتظن ان لا احد لديك..
تلك الدنيا عجيبه… غريبه..تأخذنا علي حين غفله منا..
ترفعنا للاعالي وفجأه تقذفنا ارضا بلا رحمه..
كل ما يحدث لنا فيها،ليس بجديد..
وليس لنا فيه من تدبير..
هي اقدار قدرها الخالق لنا…
مصائرنا، وخطوات رسمها الخالق في صحائفنا.. منذ كنا نطفه في رحم امهاتنا..
لا اعتراض ولا لوم عليها..
قدره لنا كله خير وكل اقدار الخالق خير..
ربما نجزع قليلا..نيأس احيانا..ولكن ان تدبرنا
سنجد ان الخير كان يكمن بداخله.
الله يعلم ما تخفي صدورنا وما تتمناه قلوبنا..
فيهيئ قلوبنا للخير..لاتساع الفرحه الكبري..
حتي ما لم تجرؤ علي البوح به السنتنا..
سيراضينا به..
الم تصادف يوما..عصيبا فتجلس علي سجادتك تصلي وتدعو..
فلا تجد شيئا لتدعو به..لسانك ملجم..وقلبك ملئ بالشكوي
وعينك تنزف العبرات..بلا توقف..
فيخرج صوتك متحشرجا من البكاء..وترفع يديك..
تناجيه..
ان يااارب.. وكفي..
وانت تعلم انه يستمع لك..
وانه اقرب اليك من حبل الوريد..
لا تبتأس..
سيستمع لك..
ربما يتأخر مطلبك.. لا تبتأس.. الله يحبك ان يستمع لك.. ولدعاءك.. ولاناتك..
سيراضيك..
علي قدر قلوبنا ونياتنا واعمالنا.. سيراضينا..
ـ علي قدر النوايا نرزق..
ندعوه ونتوسل بدعوانا..فيستجب..
هو علينا هين..اقرب الينا من حبل الوريد..
كونو واثقين..
سيعطينا ويراضينا..يوما..
كل ما يحدث لنا لخير لا نعلمه…خيرا يكمن في الشر.
فلنطمأن ونطمأن قلوبنا واحباءنا..
اخبروهم..لا تجزعو..لا تقنطو من رحمه الله..
ضعوا شعارا لحياتكم..وليومكم..
تقبلو مصائركم..بصدر رحب..
وتأدبو في بلاءكم..فانتم في حضره قضاء الله وقدره..
فقط قولو..
ان لله وانا اليه راجعون..
ـ اغمض عيونه بحزن واراحها للخلف..
بعدما اعاد قراءه ما نشرته هي علي موقعها الالكتروني الخاص بها اليوم..
بعدما اعاد قراءتها مره بعد مره..بلا كلل..
وكأنها كان تشعر بما سيحدث لها..
لقد وقع بعشق كلماتها…من الوهله الاولي التي قرأ لها فيها..
ابتسم علي حاله…لطالما كان يسمع جده..يردد مقوله..
لقد وقعت بعشق كلمات فلان..
جده كان عاشقا للقراءه..وللكتب..
انشأ دار النشر حبا في القراءه والكتابه..رغم انه ليس تخصصه..
لقد نشأ علي عشق الكلمات والروايات..
لم يجذبه كلمات شخص مثلما جذبته..هي..
لا احد يصدق انه عشقها من كلماتها..وانه لم يسعي يوما لشكل ولا هيكل..
تنهد بتعب وهو جالس علي المقعد امام غرفتها..التي ادخلوها لها منذ نصف ساعه..
لن تستيقظ الليله..كما اخبروه..
ولكنه لم يستطع تركها وحيده هنا..لربما استيقظت ليلا..تناديه..
ستكون بخير..بالتاكيد..
كلما تذكر ما حدث..يشعر بعذاب الضمير..
لم يستطع حمايتها..
نكس رأسه ودفنها بين كفيه..يكتم حرقه عينيه
حتي لا تخونه..وتنزل غصبا عنه..
الف سؤال وسؤال…
ـ كيف سيواجهها؟
ـ وكيف سيخبرها وبأي قلب..انها فقدت طفلها
التي كانت تبقي بالساعات تحدثه عنه وتتخيله..
كيف سيكون..؟
دمعه حارقه خانته ونزلت من جانب عينه..وهو يتذكر كلمات الحقير وماحدث بعدها..؟
flash back..
اخرج سلاحه الذي كان يخفيه تحت سترته..وصوبه باتجاهم..
ـ باسم بجنون..
تؤتؤ..الخاينه..خايفه علي عشيقها..
تؤتؤ..لازم تموتو سوا..
هزت راسها بهستيريا، وهي تراه يصوب علي داود…
ـ لالا..داود..لالا..
صرختها باسمه..اشعلت قلب ذلك الذي عاد ليري بها اخري..خائنه..تسمي اما فقط بالاسم..
صرختها المرعوبه عليه جعلته كالاعمي..
لما لم تعشقه هو..
خائنه..وتستحق الرجم والقتل..
زمجر بصوت مرتفع..
وبلمح البصر كان يصوب ناحيه داود
ونظره مجنونه تطل من عيناه..نظره مرعبه..
ارعبت تلك التي وقفت امام داود تتلقي الضربه عنه..
ولكن قبل ان يطلق رصاصته باتجاههم.. كان الحارس يصوب علي كف يديه بمهاره..
فاستقرت رصاصه باسم بسقف الغرفه
ورصاصه الحارس بيد باسم..
صرخ باسم علي إثرها صرخه قويه..
ـ ااااه..وتبعها بسباب غير مفهوم..لهم..
حاوطه الحرس من جميع الجهات..وتحفظو عليه..بعدما حقنوه بمخدر ما..
اما هي..
كل شبر بجسدها كان يؤلمها..
حاولت ان تبقي صامده..
مدت يدها تتحسس رحمها الذي يؤلمها..
تشعر وكأنه سينفجر..
علمت انه حان وقت فراق جنينها..
فخرج صوتها مختنقا.. باكيا..
ـ يارب، ابني..
اغمضت عيونها اخيرا مستسلمه لمصير مجهول
لا تعلم الي اي الطرق سيقودها بعد ما حدث الان..؟
ولكنه صوته الحنون.. ويديه التي عادت لتتمسك بها بقوه..
ونظرته المطمئنه.. جعلتها تغمض عيونها بامان..
مطمئنه انه سينقذها وينقذ جنينها.
حتما سينقذه..
سقط جسدها بين يديه..
فصرخ عليها..بقلب مكلوم..داق الفراق وتجرعه..
ـ نيره انتي بخير..؟
افتحي عينيكي..افيقي بالله عليكي
صرخ بقوه اكبر بها..
ـ نيــــره..
الصدمه وما يحدث حوله لجمته..جعلته يتصرف بلا ارده..
تخشب، ووقف عقله..
بقي قليلا ينظر لها..دموع عيونه سبقته..
اسيفقدها…بعد كل ذلك سيفقدها…
الف هاجس انتابه وعلي اثره، ارتعشت يديه..
وبلا حيله..منه
غير عابئا..بحلال كان ام حرام..الغي عقله..وسيطرت عليه مشاعره وفقط..
قربها لقلبه..يروي عطشه منها..وبكي..
بكي كطفل وقعت امه بين يديه ولا يعلم كيف يتصرف وينقذها..
بكاء مرير..
لم ينتبه الا علي هلوستها باسمه..
همست بتوهان..من بين اغماءها..
خرج همسا.. متقطعا.
د.ا.و.د..ان.ق.ذ.ط.ف.ل.ي
وكأن احدهم اعطاه صفعه علي وجهه..
انتفض من مكانه وحملها بين ذراعيه..ودماءها التي تسيل من جميع انحاء جسدها اغرقته..
وسريعا جلبها للمشفي..
فقدت جنينها ووأد حلم الامومه بمكانه..
back..
اراح رأسه للخلف..وخرجت ااه حارقه من صدره..حرقت جوفه.
اقترب ماكس الحارس منه..
ـ داود..
انتبه داود له..وبعينيه الف وجع..قرأه ماكس بوضوح..
ماذا ماكس؟
ـ ماكس (حارسه الشخصي وبينهم صداقه قويه)بتنهيده..
مابك داود..الهذه الدرجه احببتها..؟
استدار بعينه يخفي المه الذي يظهر جليا علي وجهه..
فباغته ماكس..
ـ لا تخجل يا صديق..لا ملامه علي العاشق..
ولا مفر من الهروب من قبضه النصيب..
احبتتها،اري ذلك بوضوح..بعينيك وبكل افعالك منذ ذهبت للوطن من اجلها لاول مره..
داود البارد..اللامبالي..اليوم كان ثورا هائجا..
من اجل امرأه…
عاد داود ينظر له..وابتسم بجانب فمه..ابتسامه متهكمه..ساخره..
ـ ايها المحلل النفسي.. انت خاطئ..
تحليلك..خاطئ جدا..
ارتعب ماكس وعاد للوراء..
ـ ماذا؟
ـ اذا لما تفعل كل هذا؟
ابتسم بحزن وعاد ذكري ماحدث لمخيلته
ـ لاني اعشقها ياماكس..اتنفسها..
كلمه الحب لا تكفي لتصف شعوري بها..
هنا بداخل قلبي..يدق كلما ذكر اسمها..
نكس رأسه يجاهد الا تنهمر دموعه..
ـ كدت افقدها اليوم يا ماكس..
كدت افقدها وهي من احيت القلب والروح..
ماكس بتنهيده..
ـ يالله داود كل هذا..ستكون بخير اهدأ
وقل لي..ماذا سنفعل بهذا المسخ..
لما لم تدعنا نسلمه للشرطه..
جاءه رد ادوارد(ابن خاله) الحاد من خلفه..
ـ لاننا سنعاقبه بأنفسنا..
سنريه كيف يعاقب الرجال اشباه الرجال يارجل..
سنقتص منه…سنريه كيف هو عشق الرجال..
وكيف يثأرون و يقتسون ممن يقترب من نساءهم..
خذه لمكاننا..الي ان نطمأن علي نيره وتصبح بخير..
عالج يديه جيدا..فلسنا قتله..
ماكس بابتسامه..حسنا..ساذهب الان..
ساكون بالقرب اذا احتجتم شيئا انا هنا..
اقترب ادوارد من داوود الحزين..
ـ والدتك قلقه عليك داود..
داود بخوف..
هل علمت بالامر..؟
ـ لا..لم تعلم شئ..ولكن الخبر وصل لجدك..
ويريدك باقرب وقت..
داود بتنهيده..
حسنا..اخبره انني لن اعود بلا نيره..
ادوارد..بهدوء..
ـ لا تقلق..ساقنعه أنا…
هيا خذ وبدل ملابسك..لقد اتيت لك بثياب نظيفه
نظر للثياب وعاود النظر لغرفتها بقلق..
ـ اذهب داود..انا هنا الي ان تنتهي..
زفر بتعب واخذ ثيابه..
ـ حسنا..كن منتبها..قليلا فقط وساعود..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امريكا..
بالجامعه..
تجلس هي وصديقها نيراج بأخر صف.تتآكلها الغيره وعينها ستنخلع عليه..
تكتم دموع القهر بعينيها بصعوبه..
وهي تري تلك المصريه السمجه..سيليا
ابنه احد رجال الأعمال..وتدرس هنا بالجامعه
كم تكرهها وتكره سماجتها..
تتعمد ان تقاطعه كل دقيقه..وتسأله..اساله تافهه..
نيراج بهمس..
ـ ما بك جوان..؟
جوان بغيره..عبست بشفتيها..ونظرت لنيراج بأعين تهدد بطفر دموعها…
ـ لا شئ..
نيراج بخبث..حقا؟
تعني ان ما يحدث الان لا يؤثر بك..
جوان بكذب وبكبرياء..لا يهمني..
تعلم لا حب بيننا..
نيراج بهدوء..احقا تتكلمين جوان..لا اري ذلك بعيونك..
نفخت خديها ونكست راسها علي المنضده امامها بحزن..
اقترب منها..وباذنها..
ـ يامجنونه..هذا زوجك..يحق لكي ان تحاربي من اجله..
لا تنكري وتقولي لا حب بيننا..
ان لم يكن هناك حب..اذن لما هذه الدموع..؟
رفعت وجهها له وبشراسه..
ـ هذه دموع الكرامه..انه يهين كرامتي..
الجميع يتهامس فيما بينهم علينا
بعدما اخبر الجميع ذلك اليوم انني زوجته..
نيراج..بصدمه..حقا…لم انتبه.
استمعت لتلك الخبيثه..تقاطعه للمره التي لا تعلم عددها منذ دخل تلك المحاضره اللعينه..
بسؤال سمج كسماجتها..
رفعت وجهها لتري وجهه..فتقابلت عيونهم معا
وشردت بذلك اليوم الذي عرفها للجميع علي انه زوجته..
flash back..
منذ يومان..
بالامتحان..بقي طول الليل يدرس لها..بعضا من النقاط التي قد تأتي بالامتحان..وهي كانت مستمعه جيده له..
حفظت كل كلمه اخبرها ان تهتم بها..
كانت تقفز كالمجنونه..فرحا…
جوان بخوف..اوعي تضحك عليا..
هو دا اللي هيجي في الامتحان..صح..
بدر بضحك..انا مقولتش هيجي..انا قولت تركزي عليهم..في فرق..
عبثت بوجهها..
بدر..مش مطمنالك..انا حفظت اللي قولت عليه..
وعاوزه انام بقي..
جذبها بخبث..لتستقر بين ذراعيه..
واقترب بوجهه منها ولثم شفتيها..
ـ، طب ما تنامي..حد حايشك..
جوان بخجل..من يديه التي تتحسسها
طب اوعي بقي..انا هنام..
قفزت مسرعه للفراش وغطت نفسها
شهقت حينما شعرت بيديه تحاوطها من تحت الفراش وتقربها له.
ـ ششش نامي..
اغمضت عيونها باطمئنان وراحت بثبات عميق..
صباحا..
بالجامعه..
ـ رايحه فين استني..؟
جوان بببراءه..هدخل عشان محدش يشوفنا..
جز علي اسنانه..
ـ يوشفنا..وفيها ايه اما يشفونا..انتي مراتي..
جوان بصدمه..
لالا يابدر..بلاش حد يعرف اني مراتك..
بدر بصدمه وصوت حاد..نعم..
خافت من صوته ولم تدعه يكمل..فرت من امامه سريعا..
تسبقه للمحاضره..
جلست باخر الفصل بجانب نيراج.
دخل ينظر لها بحده..وعيون تتوعدها..
غمزت له خفيه..وقطمت شفاهها.
ابتسم..غصبا عنه..وعاود النظر لها..وبيديه المايك..
ـ طبعا اود اولا ان اقول.. صباح الخير
وثانيا..اعلم غبت عليكم..قليلا..
وهذا لاني تزوجت حديثا..
علت الهمهات وخصوصا من الفتيات وشهقت هي ودفنت وجهها..
ـ يابدر الزفت..
جحظت عيونها وهي تستمع لما يقوله…
ولكن تلك المره الصوت كان قريب منها..
يد تعرفها امتدت لتحاوط خصرها ويجذبها لصدره..
شهقت وابتلعت ريقها وتلاقت اعينهم..
غمز لها واكمل..
اعرفكم علي زوجتي..
شهقات واصوات غاضبه..من الشباب والبنات..
جوان الرشيد..
دفنت وجهها خجلا في صدره..
فقبل راسه..وسحبها لتجلس امامه..
back..
ـ نظرت له بسخط وتوعد..قابلها بلامبالاه..
منذ تلك الليله وهو لا يحدثها..
يهتم بها..وبطعامها وعلاجها..حتي ملبسها ومأكلها
يهتم بكل شئ
حتي النوم ليلا..يأتي لينام بقربها ولكنه بعيدا
بعيدا جدا..
سبت نفسها بحده ككل مره حينما تتذكر ما فعلته
كان بالخارج..وجاء ليبحث عنها..
ولم يجدها..جن جنونه..وبحث بكل مكان..ولا اثر لها..
خطر علي باله الدلافين..مؤكد هناك..
ذهب وبالفعل وجدها هناك..بجانبها عمار ونيراج..
يتسامران..ويضحكان….بلا مبالاه..
تسمر مكانه..وهو يراها بنفس ذات الملابس التي منعها منها مسبقا..
وبجوارها عمار ونيراج بحمام السباحه..
وحولها الدلافين..تلعب كالاطفال..غير مكترثه لشئ..
لا بجبس يدها ولا جرحها..
اخذ نفسا عميقا واقترب منها..
وقعت عينها عليه فشهقت وابتلعت ريقها
بخوف..
ـ بدر؟
بدر بجمود..اطلعي عشان نمشي
حاول عمار الحديث معه..ولكن كان جامدا..ساكنا..لم يرد علي اي من كلماته..
خرجت بصعوبه من الحوض ولم يمد يده ليساعدها..
بدلت ثيابها سريعا…وسارت بجانبه..بهدوء..
استقلا السياره معا..
حاولت اخراج صوتها مرارا وتكرارا..ولم تستطع..
ابتلعت ريقها..
ـ بدر..
بدر انا…
استدار ونظر لها بهدوء..هدوء قاتل لبش جسدها..ودب القشعريره باوصالها..
انكمشت علي نفسها خوفا من نظرته..
لاحظ خوفها وتوترها..زفر نفسا عميقا..واسرع بالسياره..
توقعت ثورته..غضبه..ربما يصل لمد يديه..
ولكنه لم يفعل..
اتخذ الوضع الصامت..وهي من تتحرق شوقا لسماع صوته.
لقد اشتاقت لصوته..للمبيت علي صدره ودفئ احضانه..
اشتاقت لدلاله..ولكل شئ..
اشتاقت لتلك الروح التي كان يضفيها لحياتهم..
هي لا تحبه..اذن لما تحترق روحها من قرب تلك اللعينه منه….؟
انتبهت لانتهاء المحاضره..علي نكز نيراج لها..
جوان..انت لستي هنا..المحاضره انتهت.
هيا لنأكل شيئا..اليوم علينا محاضرات كثيره
هزت رأسها بلا اهتمام..لن تعود مبكرا وتهمل محاضراتها مجددا..
ستلهي نفسها من الان وصاعدا…
تعلم انها اخطأت..ولكنه لم يعطيها فرصه لتحدثه..صامت..طوال الوقت..
حسنا.
ستشغل وقتها وليفعل ما يحلو له..
لملم نيراج لها حاجياتها..كما يفعل دائماً منذ كسرت يدها…
ووضعهم بحقيبتها..
ابتسمت له بامتنان..
رب اخ لم تلده لك امك..
ولكن تهديه لك الايام..
واستعدا للخروج..
فوجأت بتلك السمجه تقف تتكلم معه بغنج..
صدمت ولكنها ابتلعت صدمتها بجوفها بمهاره..
لن تدعه يري غضبها وتشفي غليله..
ابتسمت بكبرياء وبتهكم نظرت له..
نظره غير مكترثه..
وسارت من جانبهم بكبرياء وكأن شيئا لم يكن..
بلا مبالاه قاتله..
استمعت لتلك السمجه..تحدثه ويبدو تعمدت ان تسمعها..
ـ ها يابدر..ايه رايك نتعشي انهارده مع بعض
دا دادي هيفرح اوي..؟
كانت تستمع بسخريه علي يقين انه سيرفض دعوتها..
ولكن رده صدمها..وهو يجاوبها بصوت مرتفع..
ـ طبعا هحضر..مقدرش ارفض ليكي طلب..
وكمان والدك وحشني جدا..
عضت شفتيها تكتم غيظها منه….
واستمرت بطريقها..
نيراج بتفكير.ما رأيك ان نأكل بالخارج الطعام هنا..سئ للغايه..؟
جوان بلا روح..حسنا اريد الخروج من هنا..اشعر بالضيق…
راها تسير بجانب نيراج..لخارج الجامعه
لم يتحمل..ترك تلك التي تتمسح به وهرول خلفها..
وقبل ان تخطو خطوه للخارج كانت ذراع قويه تسحبها..
بدر بحده..رايحه فين؟
جوان ببرود..خارجين..ناكل..
ـ ما في اكل بالجامعه..
لا انا عاوزه اكل من برا..ولا ممنوع..وانا معرفش.
امسكها من يدها السليمه بحده..
ـ تعالي هطلبلك اكل في المكتب..
ابعدت يده بهدوء…
ـ لا انا هاكل مع نيراج..
لم يرد عليها..سحبها بقوه الجمتها..
الي ان اصبحا بمكتبه بالجامعه..
دفعها بغضب، لتجلس عالاريكه..
ورفع هاتفه وطلب لها طعاما..
خرج وتركها بعدما اغلق المكتب عليها..
اخذت تدور بالمكتب بجنون..
ماذا يفعل بها..؟
بعد نصف ساعه..
استدارت وجدته يدخل حاملا بيده الطعام..
اقترب منها وجذبها من يدها لتجلس..
فتح الطعام وناولها شطيرتها بيدها..
نظرت له بذهول..وللشطيره بيدها..
يدها اليسري لاتسعفها لعمل شئ..كانت ستطلب بطاطس فقط..
ابتلعت غصتها ووضعته مره اخري امامها
ادارت وجهها للجهه الاخري،حتي لا تنفجر بالبكاء..
هو يعلم انها لا تستطيع الاكل بمفردها..
اغمضت عيونها ولكن سرعان ما فتحتها بصدمه..
ويد حنونه..تدير وجهها له..
اقترب منها وجذبها من خصرها لتلتصق به..
نظرت له بعتاب..
فوضع الشطيره من يده..وملس علي وجهها..
فخانتها دمعتها ونزلت..
ابتلع ريقه..وهو يحاول كبت شوقه لها..
فخرج صوته متحشرجا..
ـ بتعطيي ليه. دلوقت؟
بكبرياء وعناد طفولي.. ادارت وجهها عنه…
ـ مش بعيط..اصلا.
ابتسم عليها..وهمس باذنها.
ـ اصلا..بس..ولا اصلا..اصلا.؟
عادت تنظر له بوجه طفولي عابس..
ـ عاوز ايه يابدر؟
مش انت مخاصمني مش بتكلمني؟
بدر بحنان..اه ولسه مخاصمك..بس دا ميمنعش اني مهتمش بيكي..
جزت علي اسنانها بغيظ..
ـ لا متهتمش بيا ..انت مبتحبنيش اصلا..
بدر بحده..
ـ يعني انتي اللي بتحبيني.؟
بلهفه اجابته بلا تفكير..
ـ ايوا طبعا..
بصدمه من ردها عاد ليسألها ببلاهه..
ـ ايوا ايه؟
كانت مازالت تحت تأثير اللحظه..
فاجابته..كالمغيبه.
ـ ايوا بحبك..
ـ بتحبيني بجد؟
انتبهت لما اخرجته من شفتيها، ووضعت يدها علي فمها بخجل..
عاد يجذبها بقوه من خصرها..
ـ بتحبيني بجد،قولي ؟
بخجل..هزت راسها ب لا..
ـ لا..انا..اصل..
ـ اصل ايه،قولي تاني كده.؟
اغمضت عيونها..ونفت براسها..
لا مش بحبك..اوعي بقي..
اقترب منها ودفن وجهه بعنقها يقبله قبلا صغيره حاره..
اشعلت حراره جسدها..
فتأوهت بصوت..
ـ بدر…
لم يكترث بهمسها. واكمل..
ـ بس انا بقي بحبك ياقلب بدر.
تحدث بغيظ..
ـ كداب..
ـ رفع رأسه من عنقها ووقعت عينه بعينها
ـ مش مصدقاني؟
ـ اه مش مصدقه.. انت بتضحك عليا يابدران…
انفلتت ضحكه منه
لقد اشتاق لاسماءه العديده من بين شفتيها..
ـ عيون بدران..واللي مبهدله بدران.
ابتعد عنها بعدما قبل خدها بحنان..
وعاد ليمد يده لها بشطيرتها..
ـ يالا كلي..
فتحت فمها تستقبل الطعام من يديه..
اكلت قليلا..وابعدت يده عنها..
ـ خلاص شبعت..
نظر لها باستنكار..
ـ دا اكل..كملي اكلك عشان تلحقي محاضرتك..
وتاخدي العلاج..
ـ نظرت له باستنكار..
علاج ايه..انا مجبتوش..
بهدوء..
ـ انا جبته..يالا كولي.
عادت غصه حلقها من اهتمامه..بها..
لما لا تعترف بعشقه الذي بدأ يتوغل بداخلها..
عاد ليجلدها بعشقه وحنانه عليها..
ـ يالا ياحبيبتي كلي..
خانها جسدها فارتمت بين ذراعيه..
حاوطت بيدها السليمه عنقه..
تنهد ووضع ما بيده.. امامه..
واحكم يديه عليها..
تعالات شهقاتها..
وهو يهدهد بها..
ـ ششش بطلي بكا بقي..
بتبكي ليه تاني..؟
ـ انا عاوزه اروح..مش عاوزه اقعد هنا
ابعدها بحنان..وصدم بعينيها الراجيه..
بهدوء استقام ولملم حاجته..
ولبس جاكيته ومد يده وجذبها من يدها…
قبل جبينها. بحنان..
ـ يالا ياقلبي..
بدهشه سالته
ـ هنروح؟
ـ ابتسم بحنان وهو يمد يده يحاوط خصرها..
لتسير بجانبه..
ـ مش قلتي عاوزه اروح
يبقي نروح ياقلب بدر..انتي اصلا وحشتيني اوي..
ـ ومحاضراتك…؟
ـ مش مهم..
مالت براسها علي صدره..
غافلين عن تلك العيون الحاقده التي تتربص بهم..
سيليا بحقد..
ـ ماشي ان ما خدته منك..وحرقت قلبك عليه مبقاش انا سيليا..
فلاحه..
ارتفع رنين هاتفها..
ـ الو ياطنط… كله تمام وعملت زي ماقولتي
نسرين بفرحه..
ايوا كدا..برافو عليكي ياسيليا..انتي اللي تستحقيه مش بنت الفلاحين دي..
سيليا…متقلقيش يا طنط انا وعدتك..انتي عارفه اني بعشقه..
وانا احق بيه..
نسرين بفرحه..ايوا كدا..عاوزاكي تنسيه اسمها..
سيليا بثقه..تم ياطنط..
(سيليا..ابنه صديقه نسرين..وجاءت لتدرس هنا مع والدها ووالدتها،تعشق اموال بدر..واتفقت مع نسرين علي ابعاده عن جوان)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
علي الجهه الاخري..
بفيلا مختار..
البعيده عن العمران قليلا..
اغلقت الهاتف بانتصار.
ها نفذتي اللي في دماغك بردو..
نسرين بحده..مش هيهدالي بال الا لما اخلص ولادي من اللعنه اللي حطت عليهم..
خلصت من زفته نيره..طلعلي ست زفته دي..
مختار بتهكم..طب وفراس؟
عرفتي انه مجوز اختها..
نسرين بتهكم..تلاقيها نزوه من نزواته..ما انت عارف فراس
مختار بحده ابتعد عنها..
ـ ماهياش زفت..ابن اختك متجوزها رسمي علي يد مأذون..
نسرين بصدمه..عرفت منين..؟
مختار بحده..عرفت وخلاص..احنا لازم نتصرف.
لااازم..
نسرين بحده…بنتك السبب. انا قولتلها تقرب منه وتربطه بعيل يورثه ونخلص منه..
وترجع الثروه لينا..
بس غبيه.ضيعت كل حاجه..
مختار بتوتر..
احنا لازم الاول نخلص من عمران..
عمران هيضيع الدنيا وعاوز يقتل كرم..
قتل كرم مش في مصلحتنا…
كرم اخويا مش غبي وهيوقعنا..
واكيد رجوعه حاليا..في وراه حاجه..
نسرين..بخوف..لالا كفايه اللي جرا اول مره..باسم كان هيروح فيها.
مختار بخبث..لا متقلقيش المرا دي مضمونه..
ـ ازاي؟
ـ هنلبسه الكلابش؟
ـ ازاي بردو..
ـ ازاي دي سيبيها عليا..بس عاوزك ريلاكس خالص…
وهنبدأ نخلص منهم واحد ورا التاني..
نسرين بعهر.. اقتربت تتلمس صدره..
ان كان كدا ماشي…
غمز لها..
ـ ماتيجي بقي..
ـ ما انا جايه اهو..
ارتدت تسنيم للخلف بصدمه..
وهي تري والدها بأحضان..خاله زوجها…
تسحبت كما دخلت..لفيلا.. والدها..
كانت اتيه لزياره والدها..
وفوجئت بسياره نسرين هنا
لم تتوقع ابدا باقصي احلامها رؤيتهم هكذا..
ابدا..
اشتعلت نار الانتقام بقلبها.وهي تنظر للفيديو التي التقطته لهم..
ستنتقم منه ومنها..
استقلت سيارتها لوجهه ما..عازمه النيه علي الانتقام منهم جميعا..
احست بصداع ورعشه بجسدها من نقص المخدر بجسدها..
قبض الامس علي من يمول لها البودره ولم يتبقي معها..ما يكفيها..
كل دقيقه تمر عليها جسدها ينتفض اكثر مطالبا بالجرعه المعتاده..
تذكرت ذلك الممول التي يقطن بحاره من الحواري القديمه..
ادارت سيارتها بسرعه لتحصل علي مرادها..
بعد ساعه..
كانت تصف سيارتها بجانب طريق خاوي من البشر..
وبايدي مرتعشه فتحت ورقه البودره ولفت اخري بسرعه..وبلهفه..
وبدون وعي اخذت نفسا عميقا من قله وعيها لم تعي انها اشتمت جرعه زائده..
انتهت وشعرت بذلك الاسترخاء الذي يأتي بعد كل جرعه..
ولكن سرعان ما انتفض جسدها..بنوبه جديده..ولكن ليست كتلك التي تطالب بالمزيد..
اختنق حلقها.واحست انها النهايه..
لا احد لينقذها..هنا
نظرت للهاتف الذي مازالت تتمسك به ويعرض ذلك المنظر القذر الذي رأته..
اعادت رؤيته مرارا وتكرارا
وبيدين تنتفض ضغطت زر الارسال
ومعه خرجت انفاسها..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(اصابك عشق..اسما السيد)
(حصري لجروب ولنا بالخيال حياه)
بمنزل معتصم..
بشرود تنظر للاثاث الباهظ الثمن..ولجمال البيت..
بيت ماذا…هذا قصر..كالذي تراه بالاحلام..
المفترض ان تكون سعيده..ولكن شئ ما يؤرق مضجعها..
لما ليست سعيده…؟
الان غيرها مؤكد سكنته..حتي غرفه نومها…
تظل طيله الليل تفكر هل نامت بجانبه هنا..؟
حتي احضانه الدافئه التي اسكرتها من اول وهله لم تعد تنفع معها.
لا احد هنا لتتحدث معه..لا اهل ولا عزوه لتشكو لهم حالها وتبثهم خوفها فينصحوها
حتي نيره منذ يومان لم تستطع الوصول لها..
لقد ارتضت بكل شئ اذا لم ليست سعيده..
هي من اختارت المقاومه..
لما تشعر بذلك الاحساس القاتل الان..
انتفضت من مكانها..
ـ لا انا كده هتجنن..انا لازم ارجع الشغل تاني..
جلست مجددا بلا حيله..
ـ يارب بقي..
استمعت لرنه هاتفها..
مؤكد هو..
صعدت مسرعه لترد عليه..
هو بالفعل…اختنق صوتها..
ـ معتصم..
ـ قلب معتصم..مال صوتك..؟
ـ انا زهقانه اوي ومش لاقيه حاجه اعملها..
انا عاوزه انزل الشغل تاني..
ـ بهدوء..اجابها..
طب ممكن نتكلم في الموضوع دا بعدين..
واللي عاوزاه هعمله..
ـ بجد..؟
ـ اه بجد.. انا بتصل عشان هاخدك نزور واحد صاحبي ومراته..
ـ بجد..اوعي يكون فراس اللي حكيتلي عنه..
ـ هو بعينه..يالا بسرعه..وعندي ليكي مفاجاه حلوه..
ـ مفاجأه ايه؟
ـ هتعرفي..يالا بقي يامجنونه..البسي بسرعه
عشر دقايق واكون عندك..
عبير بحماس..هوااا..
معتصم بغيره…
ـ عبير..
ـ نعم..
ـ متحطيش حاجه علي وشك..
ـ، اوف حاضر..
ـ ولا تلبسي ضيق..
ـ يوووه بقي..ايه التحكمات دي..؟
معتصم بحده..
ـ عبيـــــــــــر
ـ عبير بغيظ..ماشي يامعتصن حاضر
معتصم بغيظ..
ماشي لينا بيت يلمنا..
اخرجت ضحكه مرتفعه..
فجاءها صوته من خلفها..
ـ يادين النبي..ايه الاغراء دا..؟
صرخت من الخضه..
ـ عااا..معتصن..
التقطها بين ذراعيه..ولفها اليه..
ـ احلي معتصن دي ولا ايه..؟
وضعت يدها علي قلبها..
ـ اخص عليك يا معتصن..خضتني..انت مش هتعقل ابدا..
قربها منه الي ان التصقت به..
ولثم شفتيها برقه..
ـ كنت واقف بره مستنيكي..فلما سمعت الضحكه الجامده دي مقدرتش اقاوم بصراحه..
عبير بغنج.
ياسلام..
ـ تحبي اثبتلك..
عبير بخجل..
معتصن..عيب..هنتاخر عالناس
التهم شفتيها..انا بقول نروح بالليل احسن
هو في حد يزور حد دلوقت.
دفعته..عنها..بضحك..
انت مجنون..
ـ حملها مسرعا..للاعلي..
فصاحت به..
لالا..خلينا هنا..
انزلها بهدوء..وقبل رأسها..
وابتلع خوفها بهدوء….قصدا..
حبيبتي انا كنت هطلعك تغيري عشان نمشي..
عبير بارتياح..لم تستطع اخفاءه..
طيب خلاص..ماشي..
شلني تاني بقي..
ابتسم وحملها مره اخري..للاعلي..
ـ صدم حينما وجدها تخرج ثيابها من شنطتها..
ـ، انتي لسه مرصتيش هدومك..
عبير بارتباك..كنت مكسله..هبقي ارصهم..لما ارجع..
هز رأسه..بتفهم….وجلس ينتظرها علي الفراش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه فراس.
(جميله)
تلومني الدنيا إذا أحببته
كأنني.. أنا خلقت الحب واخترعته
كأنني أنا على خدود الورد قد رسمته
كأنني أنا التي..
للطير في السماء قد علمته
وفي حقول القمح قد زرعته
وفي مياه البحر قد ذوبته..
كأنني.. أنا التي
كالقمر الجميل في السماء..
قد علقته..
تلومني الدنيا إذا..
سميت من أحب.. أو ذكرته..
كأنني أنا الهوى..
وأمه.. وأخته..
هذا الهوى الذي أتى..
من حيث ما انتظرته
مختلفٌ عن كل ما عرفته
مختلفٌ عن كل ما قرأته
(نزار قباني)
(حصري لجروب ولنا في الخيال حياه)
لطالما عشقت نزار وابيات نزار قباني..
ولكن تلك القصيده،وكانها كتبت لي..
لطالما كنت امتعض من فكره تعدد الزوجات..
لطالما كرهتها..
لطالما كنت اسخر من الزوجه الثانيه..
وابكي اذا صادفت وقرأت شيئاً..كأنني انا المظلومه.
لم اكن اعلم ان القدر كان يخبأ لي كمثل..
ولو كنت اعلم ان القدر سيسخر مني ويضعني بنفس الموقف لكنت بلعت سخريتي ولم انطق..
اكثر ما يؤلمني ان هناك اخري تشاركني به..
احبه… اعشقه..ولكن..
اه والف اه.
ـ هو حقي انا..
شعور لا متناهي من الغيره والانانيه بعشقه
لا تلوموا، العشاق فهم عميان بدرب الحب والهوي..
تلك الليله وهو محموم..اقسمت انني لن افرط باحضانه ثانيه..
ليحدث ما يحدث..هنا بأحضانه..مكاني، طريق هدايتي..توبتي وغفراني.
هو امنيتي ودعواتي التي لطالما دعوت بها الله..
هو ذلك الرزق الذي كنت اطلبه دوما في سجودي..وبين طيات قلبي كنت اتمناه..
كم اشعر بالفخر حينما اكون معه..
كم اعشق تلك الشعيرات التي تتغلل لحيته..
وكم اشكر الله علي عطيته..
لقانا كان رزقا وفيرا سأظل عمري كله اشكر الله عليه..
غيرته..جنونه.. كل شيء به.
اقترب منه وهي تقف تنظر للخارج بشرود..
سرحانه في ايه؟
ـ في حبيبي..
بخبث حاوط خصرها من الخلف وقربها منه..
ـ مين حبيبك؟
لفت نفسها فأصبحت مقابله..
ـ واحد كدا؟
رفع حاجبه..لها..وبغيظ..سألها
ـ والله؟
ضحكت واقتربت منه حاوطت عنقه..
ـ مالك يافراس..اكدب يعني..
قرص خصرها بخفه..وجز علي اسنانه..
ـ جميله انعدلي كدا…
ـ قهقهت من قلبها..ومدت يدها تعبث بمؤخره راسه..
اغمض عينيه مستسلما لعبثها به..
همس باسترخاء..
ـ جميله..
اقترب ولثمت شفتيه تستشعر تلك الشعيرات في شاربه التي تثيرها..
ـ عيون جميله وقلب جميله..
انت حبيبي وروحي وعمري كله..
ـ بحبك يافراس
ـ اخرج نفسا حارا من صدره..
ودفن وجهه بعنقها..
ـ اعمل انا فيكي ايه دلوقت..هااا..
ـ واهون عليك؟
ـ متهونيش ابدا ابدا..
نكست رأسها للأسفل حينما عاد عقلها ليذكرها بأن اخري تشاركها بها..
كلما حاولت جاهده ان تنسي يأتي الشيطان ليوسوس لها..
اكثر ما يؤلمها ان يكون يحبها اكتر، منها..
رفع راسها بيديه..
ـ بتفكري في ايه ياجميله..؟
ايه اللي شاغل بالك بس..نفسك تقولي ايه..
ومخبياه عني..قولي اللي نفسك فيه..
ابتلعت مراره حلقها..وهزت رأسها بلا..
مفيش..
تعالا نقعد عشان انت لسه تعبان..
طاوعها بهدوء..
جلست علي الاريكه وتبعها هو..
واضعا رأسه علي فخذها وباقي جسده مفرود علي الاريكه..
ابتسمت..بعشق له..
كم تعشق نومته هذه علي قدمها..
تغلغلت باصابعها شعره المختلط باللونين الابيض والاسود..
ـ جميله..
ـ ممم
ـ طمني قلبك مفيش قبلك ولا هيبقي في بعدك..
تورد خديها..وهمست..
ـ، بس مراتك
ـ اصبري معايا وهفهمك كل حاجه..عاوزك تثقي فيا بس
اومأت براسها بلا حماس..وبان الحزن علي ملامحها..
تنهد واستقام واخذها بين ذراعيه يحتضنها، بكل قوته..
ود.. لو استطاع ان يدخلها لداخل صدره لتري كم يعشقها.
اغمض عيونه يبثها الامان،ذلك الامان الذي لا يحصل عليه الا بأحضانها..
ابعدها قليلا ليتسني له رؤيه وجهها..
ابتسم لها بحنان..تلك البسمه التي تشعل قلبها بعشقه..
بسمه هادئه..مريحه..تريح القلب والنفس..
وتنهد وسألها..
ـ جميله..انتي بتثقي فيا..؟
فاجأها بسؤاله..ولكن كانت اجابتها الملهوفه كبلسم شافي له..
ـ اكتر من روحي..
ـ لثم جانب فاهها..براحه
واكمل برجاء.. وهو يشير علي قلبه
ـ يعني لو قلتلك بعشقك انتي..مفيش غيرك
هنا..وان قلبي دا مبيقدش الا ليكي
هتصادقيني..
(اصابك عشق،اسما السيد)
ابتسمت بحنان..وقبلت موضع قلبه..قبلا صغيره
متفرقه علي صدره العاري..التي يحتجزها
ـ انا مصدقاك يافراس..بس غصب عني
صدقني غصب عني..
ـ تأوه من ثوره مشاعره التي تتفنن في اشعالها..
وعاد ليلتقط شفتيها برحله علي بساطه السحري..
[حصري لجروب ولنا بالخيال حياه]
شعرت بذلك الألم ببطنها.. التي يأتيها كل بضع ساعات وتتجاهله..
ولكن تلك المره كان اقوي..
فتاوهت بوجع وابتعدت بوجها قليلا عنه..
ـ ااااه..
ابتعد كالملسوع..
ـ مالك في ايه،انتي كويسه..؟
اجابته وهي تمسك بطنها
مش عارفه وجع في بطني..
ـ ازاي،اوصفيلي منين وفين، بالظبط..؟
اغمضت عينها من الوجع.
وعاد، ومددها علي الاريكه..
مد يده ليزيح ثيابها..
جميله بتعب..
ـ انت بتعمل ايه،يافراس..؟
اااه..هتعمل ايه؟وديني المستشفي يافراس..
انا خايفه يكون البيبي جراله حاجه..
فراس بصوت يحاول ان يجعله هادئ بصعوبه..
اهدي بس واستنيني هنا..مش هينفع انقلك حاليا..
لازم اطمن علي نبض الجنين..
اهدي بس وانا هتصرف..ثقي فيا
جميله ببكاء..
هتتصرف ازاي هو انت دكتور يافراس..
لم تتلقي رد منه..فقد ذهب سريعا لغرفته..
ارتمت براسها للخلف..بتعب..
عاد ومعه حقيبه تشبه حقيبه الاطباء..
لاول مره تراها هنا..
نظرت له بتعب..
ايه دا؟
فتحها واخرج معداته الطبيه..
معها فقط يظهر الطبيب بداخله..
وبلهفه..بدأ يمارس عمله كطبيب عليها..
تنظر لما يفعله بعيون جاحظه..مصدومه..
ـ تنهد براحه..
وزفر.. بإرتياح، الحمدلله..في نبض..
كانت تنظر له كالبلهاء..بفم مفتوح واعين مفتوحه..
امسك هاتفه..وهاتف معتصم.. وسمعته يملي عليه بعضا من اسامي الادويه..
استدار ينظر لها..وجدها تنظر له بصدمه..
ـ في ايه،مالك ياحبيبتي؟
جميله بتعب واستنكار..
ـ ايه اللي حصل دا؟
انا مش فاهمه حاجه..خالص
لم يستطع ان يحبس ضحكته عليها.
فخرجت ضحكته قهقه عاليه..
تمتمت..بغيظ..
ـ فراس..انت فرحان في تعبي
استقام وحملها مره اخري..للداخل..
وضعها علي الفراش..
ـ تعالي ياقلب فراس..هحكيلك سر خطير
ـ جميله بفضول رغم تعبها..
ايه هو؟
بعد دقائق..
ارتسمت تلك النظره البلهاء علي وجهها مره اخري..
ـ يعني انت بجد دكتور؟
هز راسه بابتسامه حزينه.
ـ اممم..
من يوم ما اتخرجت وانا ممارستش وظيفتي الا عليكي تصوري بقي
اقتربت بغنج منه.. بعدما ذهبت تلك المغصه مجددا، وحاوطت عنقه
ـ فراسي..؟
ـ قلب فراسك..
ـ انا فخوره بيك اوي..وبحبك اوي..
ليه مترجعش تمارس مهنتك كطبيب..
اجابها بشرود..
ـ انا مبحبش الطب ياجميله..
، ليه بس.،ياقلب جميله
عاد ليمزح معها وينسيها سؤالها.. وضرب بأنفه انفها الصغير..
ـ خلاص ابقي دكتور ومتعرفيش تتلمي عليا
بقي..ايه رايك..
زي طبيب الشوم النحس اللي مبيجلناش الا في الغم دا..
جميله بلهفه..وضحك..
ـ لالا..دكتور ايه.
انت كدا حلو…اوي..انت تعالجني انا وبس
عشان متكشفش علي ستات غيري..
ابتسم علي غيرتها..
وضمها لصدره..
ـ بعيد الشر عليكي،بقيتي احسن دلوقت.
أجابته بارتياح..
ـ الحمدلله..علطول بيجي ويروح كدا..
قرص خدها..
لازم تتغذي كويس..مش هسمحلك..تأذي نفسك
فاهمه..
عبثت بوجهها..
ـ خايف عليا ولا علي ابنك متنكرش…؟
زفر بهدوء..
ـ اكدب لو قلت مش نفسي في ابن منك
انا بتمناه وبتخيله كل دقيقه..
انا متجوز من سنين ياجميله..عمري ما فكرت أبني، بيت واسره الا معاكي..
انا خايف عليه وعليكي…ومش معني كده..اني اعترض علي امر ربنا..
لو ربنا رايد ليا يكمل هيكمل..
ولو مش رايد..فضل ونعمه..
المهم انتي معايا..
ـ ربنا يخليكي ليا..
ـ ويخليك.ليا..
استمعا لرنه جرس الباب..فهم ليفتح ..
ـ اكيد معتصم..
ـ فتح الباب..فصدم.بهم..
ـ بابا..
بلهفه جلس ارضا وحملهم علي ذراعيه..
ـ حبايب بابا..
وحشتوني اوي..اوي..
ـ ابتسم كرم الواقف..له..
كرم بقله حيله..
ولادكم اهم ياعم..غلبونا..
اول واخر مره نستضفهم عندنا..مش ناس في العسل وناس في البصل..
قهقه فراس..عليه..
ـ طب ادخل الاول..
كرم بلهفه…
لا ابوس ايدك..سهر تحت وحايشها عنك بالعافيه..
ولا تحب نطلع..
فراس بسرعه..
لا ياعم الله يسهلك..كفايه اللي حصل..
قهقه كرم عليه..وذهب علي وعد باللقاء..
نظر للطفلين الذان يتشبثان بأحضانه..
وتنهد وقبل راسيهم واحدا تلو الاخر..
ـ ابوكو دا مغفل وحلال فيه اللي بعمله فيه..
هو في حد يفرط في قمرين ذيكو..
لولا اسمه علي اسمكم..كنت قتلته من زماان
بس يشفع له..عندي…كلمه بابا اللي بتنادوني بيها دي..
ابتسمت روان ومدت يدها تتحسس لحيته..
فضحك وقبل يدها..
ـ انتي يابت انتي..دي ملكيه خاصه ملكيش دعوه بيها.
التف لها بصدمه..
ـ انتي غيرانه من بنتك ياجميله..
ـ جميله بحزن مصطنع..اه..مليش دعوه.
انا بس اللي العب فيها..
قهقه..عليها..
وغمز لها..
طب تعالي بقي اصالحك..
جلسا وباحضانه اطفالها..وهي بجانبه تتمسك بذراعه
وتميل برأسها علي كتفه..
وهو يغني لها ولابنتها..
(أصابك عشق..اسما السيد..)
ـ قمرين، قمرين دول ولا عينيك
قلبي بيسألني عليك
أتاريني بافكر فيك
يا قلبي يانا من حبه يانا
يا شوق أمانة تملى الليالي غرام
آهين يا عمري يا كل عمري
سلمته أمري وعينيه قالت لي كلام
والله ما كان على بالي يا هوى
والله ما كان على بالي يا هوى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه مختار..
اوعي بقي انت مزهقتش..انا اتأخرت خالص..
مختار بخبث..
ـ وانت يتشبع منك..ياقمر..
الا قوليلي..اخبار نرمين بنتي حبيبتي ايه؟
انفتح الباب علي غفله..
ـ انا اقولك انا اخبارها ايه؟
شهقت نسرين بخوف..ولملمت شرشف الفراش حول جسدها..بخوف.
ـ انت..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين احضانه الدنيا وما فيها
بين عينيه ذنبي وتوبتي..
اه عميقه اخرجها كلما التقت عيني بعينه..
اشعر بتلك الدوامه تسحبني فأغرق واغرق..
اعشقه وهل ذنبي اني عشقته؟
لطالما عشت زاهده كارهه للحب واهله..
فالتقيته..وكأن القدر يسخر مني..
واوقعني بشر فكري ورجاجه عقلي..
احبتته حبا عاصفا فتخليت به
عن مبدئي وفكري….
ياايها الساخرون العابثون بالعشق واهله..
لا تكفرو به..فلربما اتي شخص ليوقعك بشركه..
شخص يصبح الدنيا كلها لك..
وتتمني لو لم يمر العمر في الماضي من قبله..
عيشوا علي امل..انه سيأتيك ان زهدته..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بمنزل فراس..
بالدور الذي يعلو شقه فراس وجميله..بعد سهره جميله قضوها معا..
سحبها للاعلي بدلا من ان يصطحبها لمنزله التي تتمني ان لا تعود له ابدا
هناك تشعر بالاهتناق..بأن شيئا يجسم علي قلبها..
يخنقها..يوترها..الكثير من الخيالات..تأتي لها هناك..
هناك..شيئا يخبرها ان هذا ليس مكانك..
(هكذا نحن..قد نرتاح لاماكن ونجد بها انفسنا نشعر بانها خلقت لنا وخلقنا لها..
اماكن من الوهله الاولي..ننجذب ونميل لها..
كالنفوس والقلوب..تماما..
النفس تميل لمن يحن عليها ويهتم بها..لمن يسمعها عذب الكلام ويروي ظمأها
والقلوب تفتح بهمسه ولمسه وبالافعال الجميله..
فكن كما تشاء لغيرك..يكون كما تشاء انت..
فلتعامل الغير كما تحب ان يعاملوك)
حصري لجروب ولنا في الخيال حياه
تدور حولها نفسها تنظر لارجاء الشقه بلا رد فعل..فقط تنظر لها ولتنسيقها..وجمالها..كل شئ بها جميل..
مبهر للعين، ومريح للنفس..كل شئ كما تحب هي..
اخذت نفسا عميقا بعدما وقعت عينها علي حقائبها التي تركتها كما هي بمنزله..
ولم تستطع اخراجها من مكانها..وكأن قلبها كان يشعر بما سيحدث..
واستدارت له..
يقف ينظر لها مبتسما..بحنان ..
ويستند بجانبه علي باب غرفه النوم.
التي هي بها..
حاولت اخراج صوتها.فخرج متحشرجا..مخلوط بغصه حلقها..التي تكبتها بصعوبه..تريد البكاء بأعلي صوتها..
تريد ان تسأل الف سؤال وسؤال..
ولكن..
ااه من تلك الكن..التي تقف بحناجرنا
تصمتنا وتلجمنا..
لم تكن يوما..تتطلع للماده..لطالما كانت احلامها واقعيه..راضيه بأقل القليل..
لا تمت للخيال بصله.. حتي عشقها لقراءه الروايات
لم يؤثر علي واقعيتها يوما..
كان ترضي باقل القليل…منذ تحطمت آمال قلبها بمن احبت..
وهي لم تتخيل شيئا اطلاقا..
اصابك عشق……اسما السيد
ولكن ما يحدث معها الان ضرب من الخيال جديد عليها.. حتي بأحلامها لم تطلع اليه..
ـ انا مش فاهمه حاجه يامعتصم..انت جايبنا هنا ليه؟
هو احنا مش المفروض هنروح.. وايه اللي جاب شنطي هنا..
صوتها المختنق بالبكاء جعله ينتفض من مكانه ليصل لمكان وقوفها سريعا..
اقترب منها حتي اصبح امامها…رأي تلك الدموع المخبأه بعيونها جيدا..
وعادت تلك الوخزه بقلبه لتؤلمه من جديد عليها..
تلك الدموع التي تزيدها جمالا وطفوله..
بجسدها الصغير المهلك هذا..
تأوه من تفكيره الذي لا يمت للادب بصله..
ومد يده وسحبها ليجلسا معا علي الاريكه..
لم تعترض سايرته بهدوء..
علي غير عادتها.. لم تعترض..ولم تلقي سبابها
الوقح التي يعشقه من بين شفتيها..
جعلته يبتسم..
ويتمتم..
ـ ربنا يهديكي ياعبير يامراتي.. يارب
استمعت لتمتمته..
فرفعت وجهها ونظرت له..
وبعتاب طفولي..
ـ معتصم.! احترم نفسك.. ومتجرنيش في الكلام..
انا قررت ابقي مؤدبه..
فلتت منه ضحكه بسيطه..
تبعها بتنهيده.. طويله..
ومد يده، واحاطها بذراعه.. وقربها له..
فاستكانت بسلام علي صدره..
غصبا عنها به شيئا يجذبها..يجعلها بلا اراده معه..لا تعلم اين يرحل عنادها..وهي بين يديه..
ربما دفئ صدره..حنانه..او اهتمامه بها هي وحدها….لطالما تمنت شخصا يكون لها كل ذلك..
لاتعلم حقا..
افاقت علي يده التي امتدت لترفع وجهها.
فتقابلت عيونهم..في لحظه صمت لثواني..
ـ حقك عليا ياعبير..
انتفض جسدها بين ذراعيه..
وهي تنظر له وتنتظر ان يكمل..
ـ عارف اني ظلمتك بطريقه جوازنا..بس صدقيني..مكنش في دماغي ابدا دا كله يحصل..
يمكن جوازنا احلي صدفه واحلي حاجه عطهالي ربنا في وقت كنت وحيد وضايع
والدنيا سوده في وشي..
وطالع من جوازه فاشله بكل المقاييس
رجفت شفتيها بتوتر..علي اثر ذكره لزوجته الاولي..
وهمست..
ـ معتصم..أرجوك..انا..
وضع اصبعه سريعا علي شفتيها..
ـ ششش سيبيني اكمل..
ـ انا عارف اني ظلمتك وجيت علي حقك
وحرمتك من ليله كل البنات بيحلمو بيها..
حاجات كتير ياعبير..وزودتها لما خانتني غيرتي..ومفكرتش غير في نفسي وجيبتك الفيلا.. اللي هي بالنسبالي انا نفسي
كابوس..مابالك انتي بقي..
نكست رأسها بحزن..
فمال برأسه عليها وقبل رأسها بحنان..
ـ بس صدقيني انا كدا، ولا كده كنت هسيب الفيلا..واجي هنا..
هناك بيفكرني بحاجات مش حابب افتكرها..
بيفكرني..باختيار غلط اختارته عشان ارضي بيه امي..
وعشان مخسرش صديق عمري..جيت علي نفسي..والنتيجه كانت طفل الله اعلم..
هيطلع ايه شكله..؟
ذنبه الوحيد..اني اسأت الاختيار..
انا كمان مبرتحش هناك ياعبير..
حقك عليا اوعي تزعلي مني..
رفعت وجهها وابتسمت له برضا..
ـ مش زعلانه منك..
اقترب بوجهه منها حتي تلاقت شفاهم وهمس..
ـ بجد..
هزت راسها..للاعلي والاسفل..
واكملت بهمس..وهي تبتعد لتدفن نفسها بصدره..
ـ بجد طبعا..مش زعلانه
ابعدها قليلا عن صدره التي تدفن راسها به..
ـ عبير بغيظ..
ايه بتزوقني ليه، اف منك فصيل..
قهقه..عليها..
ـ الله مش لازم نوثق اللحظه..
رفعت حاجبها له..
ـ نوثقها ازاي يعني؟
مال بها علي الاريكه…
ـ نوثقها كده..
لثم شفتيها بهدوء.. وعانقها بحراره..
زفرت اسمه بحراره
ـ معتصم..
معتصم بنشوه..
ـ نعم ياقلب معتصم..
ـ حضنك دا عندي بالدنيا بحالها..خليني هنا كده..
ـ انا مش عاوزه اي حاجه في الدنيا..
غير اني افضل كده..
بلا كلام..
شدد عليها بقوه اكبر..قوه كادت ان تكسر عظامها..
حاوطت عنقه بقوه ليست بقدر قوته..
واقتربت من اذنه..
ـ انا بحبك اوي يامعتصم..
تأوه..ولفظ اااه مرتاحه بعد تعب اضناه ليالي.. اه من داخل قلبه..
ـ وانا بعشقك ياقلب معتصم..
معرفش ازاي وامتا حصل..؟
بس انا بعشقك..
ضحكت بصوت مختنق..من السعاده
ـ يمكن من اول مره لبستك فيها كوبايه القهوه…
ضحك بصوت مرتفع..هو الاخر..
ـ اه هو تقريبا كده بالظبط..
ـ انتي كنتي قاسيه اوي علي فكره..
عبير ببساطه..
ـ انت اللي ماشي نايم..
معتصم بغيظ..
ـ ياسلام..
رفعت وجهها ونظرت له..ومازالت يديه تشدد علي خصرها..
ـ قلبك ابيض بقي..الا صحيح انت كنت جايلي ليه يوم بيع الشقه..
تنهد بقله حيله….
ـ كنت جاي عشان أادبك..فاتأدبت انا..
عبست بشفتيها..
ـ اخص عليك يامعتصن..
معتصم باستنكار..
ـ الله اكدب يعني..ماانتي يابنتي وقعتيني وخلتيني اتجوزك..وانا كنت حالف يمين بعظيم ما انا متجوز تاني ابدا..
ضربته علي صدره بغيظ..
ـ انت كنت تطول..ياطبيب الشوم انت..
صدم وجحظت عيناه… وجز علي اسنانه..
وترك خصرها..
وأشار بإصبعه لها..
ـ قولي كدا تاني،هو انا سمعت صح؟
عبير بتلاعب..
ـ طبيب الشوم..طبيب الشوم..
معتصم بغيظ..
ـ انتي جبتي الكلمه دي منين بقي.؟
عبير بضحك..هيكون من مين؟
معتصم بحده..
ـ هو مفيش غيره هو ومراته..
فراس الزفت..
ضحكت بعلو صوتها عليه..وعلي تعبيراته..
بتضحكي….. طب استني بقي..
قفزت من مكانها بسرعه..وهو يجري خلفها..
ـ خلاص يامعتصن..احلي معتصن دا ولا ايه؟
معتصم بغيظ..
وحياتك ما انا سايبك..اصبري عليا..ياعبير..
صرخت بخوف..وهو يحملها علي كتفه
كطفل صغير..
وقذفها علي الفراش..
ـ اااه..
ـ خلاص يامعتصن حرمت…
ـ لا مش هسيبك..
قولي كدا…ورايا..
عبير بضحك..اقول ايه؟
ـ قولي…بحبك..يامعتصم..
عبير بغنج حاوطت عنقه..
ـ بحبك يامعتصن..
ـ هو دا..بقي..
ــــــــــــــــــ
بعد ساعتين
بالمطبخ..
ـ شهلي ياعبير انا جعاااان
عبير بصدمه..
ـ انت علطول جعااان كدا..
معتصم بغمزه..
ـ بتعب ياماما وبشقي طول النهار واقف علي رجلي..هااا..فاهماني ولا اكمل..و..
عبير بغيظ..
اسكت..اسكت متكملش..سافل اوي..
ـ اهو الاكل..
معتصم بصدمه..وهو ينظر لما تعطيه له..
ـ ايه دا؟
عبير ببراءه..
ـ ايه؟….سندوتش جبنه
معتصم بإستنكار..
يعني انتي بقالك ساعه..في المطبخ..
عشان دا؟
ـ هااااه..ماهو اصل..انااا..يعني..
بغيظ..اخذه منها..
ـ متكمليش انا كنت شاكك..بس دلوقت اتأكدت..
عبير بخوف..
ـ شاكك في ايه؟
معتصم برفعه حاجب..
ـ في ريحه الشياط دي..
عبير بغيظ..
ولما انت شاكك..ضروري تسأل ماتاكل وخلاص..
نظر لها بغيظ..وقضم الساندوتش.
ـ يمهل ولا يهمل..هاتي….حلو..بدل ما اخس وادهب واموت..وفي ناس تعايب عليا..
عبير بخبث..
جلست علي قدميه..
ـ الا قولي يامعتصم ياحبيبي..
ـ اممم قولي..ياقلب حبيبك..
هو البيت دا بتاع مين؟
معتصم بهدوء..
البيت دا بتاعي انا وفراس واخواته واخويا داود.. ان شاء الله لو اتجمع شملنا..
ورضي عني..
اشتريته انا وفراس من سنه..تقريبا..
بس مكنش لسه جهز..عشان كدا اتأخرنا في النقل هنا..
عبير بانتباه للاسم..
ـ داود؟
معتصم وهو يكمل اكل شطيرته..
ـ دا قصه كبيره.. اوي..
مدت يدها الصغيره تتحسس وجهه بحنان
فاغمض عينيه.
ـ احكيهالي..
بعد دقائق..
ـ وادي ياستي حكايه داوود..
عبير بصدمه..
ـ معقول يكون هو؟
معتصم بانتباه..هو مين؟
تقصدي ايه.؟
ـ اقصد داوود اخوك..ونيره صح..
ـ انتي تعرفي نيره منين..اصلا..؟
ـ مدت يدها جذبت هاتفها..علي تلك الصوره التي ارسلتها لها نيره من يومان..
ـ اهو..دا اللي اقصده…
معتصم بصدمه..من الشبه الكبير بينهم..لم يره عالطبيعه.يوما..
وعاد ينظر لها بصدمه..
ـ انطقي ياعبير تعرفيه منين…؟
عبير بهدوء..هقولك حاضر..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امريكا..
نائمه بعمق..تفترش صدره بعد ساعات متواصله من البكاء…
لم يستطع ان يصمتها…فقط..تركها تبكي حتي افترشت صدره ونامت.
غفي هو الاخر اخيرا بعد.ليالي جافاه النوم فيها
من خصامها..
تنهد..خائفا من رده فعلها حينما تعلم ماذا يخبئ لها..
ولكن قد آن الاوان..وقد حسم امره وانتهي..
سيعودا للوطن..تلك البلد بعاداتها المتحرره لم تأتي علي هواه يوما..
لطالما كرهها.. وكره كل شئ بها..
لطالما تساءل عن هؤلاء الذين قضوا عمرهم هنا.. كيف استطاعو..
كيف عاشو هنا.. الوطن له كالماء.
وهو كسمكه صغيره.. ان خرجت من الماء ذبلت حتي الموت..
لقد عاد هنا من اجلها..مره اخري..
من اجل تلك العينين التي جذبته من اول مره وقعت عليها..
ذلك اليوم بالبحيره..
هناك جذورهم..حياتهم..وذكريات لن ولم تنسي…
لن يكون كرم اخر..ولن يعيش هنا باقي عمره
كعمته..واولادها…
تملمت علي صدره..ورفعت وجهها له..
ـ بدر…
ـ قلب بدر..صح النوم..ياحبيبتي..
جوان بإبتسامه..
انا حلمت حلم حلو اووي يابدر..
بدر بإهتمام وهو يبعد شعرها عن عينيها..
حلمتي بإيه ياقلب بدر..؟
ابتسمت وعادت للنوم علي صدره..
ـ حلمت بجميله..وماما..وحشوني اوي..
رفع وجهها له..بيديه..
ـ عاوزه تشوفيهم؟
ـ عادت تنظر له بحزن..
يااريت..وحشوني اوي..
صمت همسه ونظرت له بعتاب..
انت ليه مقولتليش ان جميله اختي..تبقي مرات فراس اخوك..؟
تنهد واعتدل وجلس علي الفراش..
ومازال يحتجزها بين ذراعيه..
ـ مكنتش اعرف الا من يومين بس..وفراس بيحكيلي..
انتي عرفتي منين بقي!.
نظرت له بحزن..
ـ من خالتي..وماما..
بدر بهدوء..
طيب ودا شئ يزعلك كدا..انا عن نفسي سعيد..
ان اخيرا فراس لقي حب حياته..وانها اختك انتي..
جوان بابتسامه..بجد فرحان..طب ومامتك الحيزبونه..؟
بدر بغيظ..قرص خدها..
لسانك عاوز قطعه والله..
جوان بإبتسامه..خلاص اهو سكت..امك حلوه..
رفع حاجبه لها..
ـ والله؟
جوان بتلاعب وغيره.. وهي تقبل لحيته..
ـ اه والله..
اصابك عشق…اسما السيد
ماما حلوه..اللي جابت العسل دا..اللي لامملي البنات حواليه..
ضحك علي غيرتها التي تظهر جليا علي وجهها
وصمت..وعاد ليكمل…
جوان..عاوزه اكلمك في موضوع مهم..
ـ ايه هو؟
ـ انا قررت ارجع مصر..انا مش عاوز اعيش هنا..هنا عالم مختلف..عمري ما حبيته ولا قادر احبه..
جوان بصدمه..
ـ اومال جيت هنا ليه؟
بدر بابتسامه..
ـ جيت عشانك..
جوان بصدمه..
عشان تنتقم مني..صح..؟
زفر بتعب من افكارها..
ـ لا مش صح..هو في حد عاوز ينتقم من وحده..يتجوزها..
انتي مراتي ياجوان..انتي شايفه اني جوازي منك انتقام.؟
جوان بحزن..
ـ انا…مش عارفه حاجه خالص…ولا بقيت شايفه حاجه..
بدر بغيظ..
عشان غبيه وهوائيه..
جوان بصدمه..
ـ بدر..!
ـ ايوا غبيه..انا بحبك وبموت فيك ياجوان..
انتي مراتي واتجوزتك بإرادتي..مفيش قوه عالارض كانت هتمنعني لو عاوز انتقم منك..
انا عملت المستحيل عشان ارجع هنا..
عشانك..
جوان بصدمه..
ـ بجد بتحبني…؟
حاوطها بحنان بذراعيه..
ـ انتي مش حاسه بحبي ليكي..هااا
حاوطت عنقه..وعادت تبكي بحرقه..
وعادت ذكري ماحدث يلعب بفكرها..
ـ والبت المفعصه اللي كانت معاك انهارده دي؟
قهقه عليها…
لا دي مزقوقه عليا..وبعدين انتي زعلانه ليه..
مش انتي سيبتيها ومشيتي..
واتنازلتي ليها.. خلاص حلال انا عليها..
جوان بصدمه..
انت بتقول ايه.. دا انا كنت اولع فيك وفيها..
تجاهلها وابعدها بلا مبالاه عنه..
ـ وبعدين..
فكرتيني دا انا معايا معاد معاها دلوقت..
تركها واعتدل لكي يجهز نفسه..
ـ اتأخرت فعلا..
جحظت عيونها..بصدمه..
ـ نعم يااخويا..ايه دا..قول تاني كدا..
رايح فين ؟
بدر بتلاعب..
بقولك عندي ميعاااد..مع سيليا وابوها..
بثقه..وقفت واقتربت منه وبمكر الانثي
ـ طب تمام..اللي يريحك..اعمله..
بس كنت عاوزه اعترفلك بحاجه مهمه..
بدر باهتمام
ـ ايه هي.؟
اقتربت منه اكثر بقميصها الزهري القصير الذي يكشف مفاتنها ببزخ
ابتلع ريقه…بعدما حاوطت عنقه..
ـ عاوزه اقولك..ان انا كمان بحبك..
بحبك وبموت فيك..يابدري..
وموافقه ارجع معاك..انا اساسا زهقت..من هنا..
تخشب جسدها بين يديها..ورفع وجهه ونظر لها..
ـ انتي بتتكلمي جد..؟
هزت رأسها بمكر..وببراءه مصطنعه
ابتعدت عنه..
ـ اه..وبس كدا..تقدر تروح ميعادك..بقي..
جذبها سريعا من خصرها لتلتصق به..
ـ ومد يده وامسك بوجهها بعنف..
ميعاد ايه..انا معنديش مواعيد..
امتعض وجهها..وحاولت ان تعترض..
ـ بس
ابتلع باقي حروفها بجوفه…
مبسش..انتي تسكتي خالص..
ابتعد عنها بعد ثواني..
يلهث بقوه..
ـ قولي قولتي ايه تاني كدا؟
ـ ضربته علي صدره..
انت متوحش اقسم بالله.
ـ جواااان..
اف بعشقك..ياهمجي انت.
بدر ببلاهه..
ـ لا انتي سخنه..ولازم اتأكد بنفسي..
ـ بدر..
ـ انتي مصيبه بدر الكبري..تعالي بقي..
(اسماالسيد…اصابك عشق)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(حصري لجروب ولنا في الخيال حياه)
القاهره..
بالشارع..
ـ لا حول الله ياربي.. دي ميته.. وسع كدا يابني..
آخر.. طب اتصلو بالاسعاف ياجدعان..
آخر.. اتصلنا وجاين في الطريق..اهو..
ابعدو كده.. دي شكلها كانت بتشم وماتت..
وراحت فيها..
ابعدو.. ربنا يسترها علي وليانا..استروها..
يستركم ربنا..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه فراس..
ـ كان يلمم حاجاته بحقيبه صغيره..بلهفه..
جميله بصدمه..
ـ مالك يافراس.. في ايه؟
حالك اتقلب ليه بعد المكالمه اللي جتلك؟
فراس بتنهيده..
ـ باسم ياجميله اخويا.. هبب الدنيا.. ولازم اسافر حالا.. واقع في مشكله..ولازم اسافر حالا..
جميله بصدمه..
ـ هتسافر فين،حالا؟
واخوك عمل ايه؟
نظر لها بحزن ماذا يخبرها ان اخيه كاد يقتل ابنه عمها..
ـ اقترب منها واغمض عينيه.. واحاطها بذراعيه..
متقلقيش..
هقولك لما ارجع كل حاجه..انا مش هتاخر صدقيني..
بس لازم اسافر حالا..
خلي بالك من نفسك والولاد..
مامتك هتيجي تقعد معاكي.. ومريم زمانها جايه.. انا بعت جبتها.. وكمان معتصم فوق..
متمشيش من غير حرس..ارجوكي ياجميله فاهمه..وياريت متخرجيش خالص الا لما اجي..
جميله بخوف عليه..
ـ انا خايفه يافراس ارجوك متقلقنيش..
رفع وجهها وقبلها بهدوء..
وعاد ليطمأنها..
ـ متخافيش ياقلب فراس..سامحيني لما ارجع هحكيلك كل حاجه..
المهم..تخلي بالك من نفسك..ومن ولادي ياقلب فراس..
حمل حقيبته..بعدما ودعها وخرج..
اقتربت منه قبل ان يفتح باب الشقه..
فراس..
التف لها..فارتمت بين ذراعيه..فتلقفها بصدر رحب..
ـ وبعدين معاكي ياقلب فراس..انا اساسا مسافر غصب عني..
متصعبيهاش عليا ياحبيبتي..
ابتعدت عنه بعد فتره..وهي تمسح دموعها..
ـ خلاص اهو..خلي بالك من نفسك..عشان خاطري..
ـ وانتي اوعي تأذي نفسك عشان خاطري ياجميله..
ـ حاضر..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسبانيا..
نيره بتعب..للطبيبه..
ـ اشكرك ايفان..لانك ساعدتني..
(طبيبه صديقه سولاف،عرفتها عليها سولاف،لتتابع حملها معها)
ايفان… بتنهيده..لاعليكي نيره لقد تفهمت الامر..ولكن ارأفي بحال ذلك العاشق الحزين بالخارج..
أقسم انه يتألم اكثر منك.لما جعلتني اكذب عليه.. واخبره انكي لن تستيقظي الا الصباح..
نيره بدموع.. حتي احافظ عليه..
سيقتله ان اطمأن انني بخير الان… ويرحل لينتقم منه..
يجب ان يرحل باسم من حياتنا والي الابد..
كما رحل من كان يربطني به.. بلا رجعه..
لا اريد ان اخسر داود هو الاخر.. هو ما تبقي لي؟
فتح الباب بسرعه…
ـ وداوود هنا بجانبك دوما وابدا حبيبتي..
لن يستطع احد ان يبعدني عنك..ابدا
شهقت بصدمه..
ـ داوود انت.؟.
ايفان بهدوء.. اسفه نيره لم استطع ان اكذب عليه..
لا امتلك قلبا قويا.. مثلك..لقد تحطم قلبي لرؤيته هكذا..
انتم دواءا لبعض..فلتتفاهمو معا..
خرجت ايفان وتركتهم
ـ لما نيره..؟
دفنت وجهها بين يديها وعادت تبكي بحرقه..
ـ لا اريد ان اخسرك ارجوك.. لا تلوث يديك بدماءه..
لقد هاتفت فراس.. سيأتي لننهي الموضوع..
داود.. بصدمه…
ـ ماذا؟
لما فعلتي ذلك.. نيره؟
الا تريني رجلا امامك.. هذا الحقير يجب ان اقتله بيدي.
رفعت وجهها بسرعه..
واخذت نفسا..
ـ داود.. اقترب مني ارجوك..
نظر لها بعتاب وصدره يعلو ويهبط..
ـ انا حزين منك نيره.. لم اتوقع هذا منك.
الي متي ستظلي تتنازلين.. عن حقوقك.. ام..
ان هناك شيئا بقلبك له..؟
نيره بصدمه..لا تكمل داود..بالطبع لا شئ بقلبي..
ولكن..
ـ انه مريض داود.. انه مريض نفسي
انا اعلم انه مريض انفصام،لقد رايت تلك الادويه بغرفتنا يوما…وسألته عنها وتوتر وخجل..واخذها مني..وقال انها لصديق له..اخذها منه..كي يأتي له بها من الخارج..
ولكني لم انتبه جيدا..انه يكذب عليه…
ولكن بعدما حدث..تأكدت انه هو..
لم يكن بوعيه.. دعه يرحل مع اخيه..
فراس اكد لي انه مريض انفصام وكان بالمصحه يتعالج بها….
لنغلق تلك الصفحه.. لا تؤذني فيك.. ارجوك داوود..
زفر بتعب..
ـ لن يستطع احد ان يؤذيني لا تقلقي..
ولكن لا تفعلي… دعيني أثأر لطفلنا منه..حبيبتي
نظرت له بابتسامه حزينه..
ـ لربما قدر اخف وارحم من قدر..لربما من الله علي طفلي بالرحمه..
من ان يولد لاب مريض..لست حزينه..
انه قدر الله..لي..وانا راضيه به..
اعادت جسدها للخلف تستند علي الفراش بتعب..
وسالت دموعها…
وهو مازال علي وقفته..يدير ظهره لها..
ـ اقترب داود ارجوك..
عاد ليقترب منها…. وجلس بجوارها علي الفراش بلا كلام.. ووجهه بالجهه الاخري..
ان نظر لها سيضعف بلا شك..
ـ داود..؟
ـ لا تفعلي نيره.. انا حزين منك. جدا..
حزين جداجدا..
نيره بحزن..
حتي لو قلت لك… من اجلي؟
ـ التف سريعا لها..
وصدم بوجهها الباكي..
ـ لا تفعل داوود.. ارجوك..
داود بلهفه.. مد يده وجذبها لحضنه..
فتقوقعت علي نفسها بين احضانه.. وعادت تبكي بقوه..
وكأنها استفاقت من صدمتها الان..
ـ داوود.. لقد خسرت طفلي.. خسرته..لم اتمني موته ابدا..فقط دعوت الله ان كان في رحيله راحه لي..فليرحل..
لم اتمني موته..انا حزينه جدا..جدا..
ـ حبيبتي اسف لم استطع حمايتك.. سامحيني نيره…لستي الملامه..
نيره ببكاء حار..
انا السبب.. ليتني انصت لك.. وذهبت معك..
أرجوك دعه يرحل.. اريد ان اعيش بسلام..
سيقتص لنا الله انا وطفلي..
لقد تركتها لله..وكفي..هو حسبي ووكيلي..
داوود بتنهيده..
لك ذلك نيره.. سأفعل.. من اجلك..
فقط لا تبكي.. ارجوكي..
لنغلق تلك الصفحه الي هنا..وكفي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(حصري لجروب ولنا في الخيال حياه)
بالمستشفي
ـ ها لقيتو حاجه.؟
ـ ايوا يادكتور..
لقينا محفظتها وتليفونها..
ـ اهو يادكتور.. بطاقتها
ـ طلعت مرات راجل اعمال كبير اوي..
وابوها دكتور كبير..
ـ طيب خلي الاستعلامات تتصل بيهم..
عشان يجوا يخلصو الاجراءات.. مع الشرطه.. ويستلمو الجثه..
ـ حاضر يابيه..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه معتصم..
ـ عبير بخوف..
في ايه يامعتصم مالك.. مين كان بيكلمك.؟
معتصم بتوتر.. وهو يرتدي ملابسه بسرعه..
ـ نيرمين هربت من المصحه..
وهربت من الحرس..
عبير بصدمه..
ـ ازاي راحت فين؟
معتصم بقلق..
مش عارف.. انا لازم اروح دلوقتي حالا..
خلي بالك من نفسك….لو قلقانه انزلي لجميله..
فراس سافر..وقاعده لوحدها..
عبير بتفهم..
متقلقش عليا..انا تمام..بس ابقي طمني عليك… ارجوك..
قبل رأسها وخرج سريعا..
عبير من خلفه..
ربنا يستر..يارب..طمنه عليهم..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بمنتصف الليل..
كان تجري بكل قوتها.. علي الطريق..
الي ان وصلت لتلك المنطقه المهجوره
خواء..خواء..
فقط لا غير..
انتبهت لهاتفها التي بيديها..
وبلا تردد ضربت رقمه..
رد عليها بلهفه..
ـ نيرمين انتي فين؟
ـ الحقني يامعتصم..هيقتلني..الحقني والنبي..
شهقت ووقع الهاتف منها..
حينما صدمت بوجهه.. من خلف سيارته مره اخري..
ولسوء حظها وقعت علي الارض..
وبجنون..وخوف..
ـ لالا….انا مش هقول علي حاجه..والله ما هقول..
انا مشوفتش حاجه..انا اساسا معرفكش..
استقامت مره اخري وعاودت الركض..
وهو خلفها…بسيارته..
ـ قبل ان تقترب السياره منها لتدهسها كانت هناك يد قويه..امسكت بيدها…
عرفتها جيدا…الحارس الذي عينه معتصم لمراقبتها..
ـ اركبي بسرعه..
بلا تفكير قفزت علي الموتسيكل خلفه..
ولكن طلقه ناريه غادره..غرزت بظهرها..
جعلتها تصرخ بقوه..
اااه..
وراحت بدنيا اخري..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاهره
صباحا..
بالمشفي…
خرج منكس الرأس حزين من غرفه العمليات..
قابلته هي بلهفه..
ـ معتصم…حصل ايه طمني..
رفع وجهه سريعا وصدم من وجودها..
ـ عبير انتي؟
عبير بحزن عليه…
ـ مقدرتش اسيبك لوحدك..في ظرف زي دا..
قولي ايه اللي حصل؟الطفل بخير..
اغمض عينيه بألم…
ـ لا ياعبير مش بخير..
عبير بخوف..
ـ جراله ايه؟
معتصم ببسمه حزينه..متهكمه..
ـ فقدناه..وتصوري كان سليم معافي مفيهوش تشوه..ذنبه الوحيد ان اللي جوه دي امه..
وضعت يدها علي فمها بصدمه..
واكملت
ـ وهي؟
معتصم بتنهيده..
ـ غيبوبه واحتمال متقومش منها..ولو عاشت احتمال كبير تكون اثرت علي العمود الفقري وتعيش مشلوله..باقي عمرها..
عبير بصدمه..وضعت يدها علي فمها..
ـ يالله..رحمتك يارب..
مين عمل فيها كده.؟
وكانت بتهرب من مين…
اخرج نفسا متعبا من صدره
وااه مكبوته تبعته.. وجلس علي مكتبه..
ـ معرفش..انا كنت مكلف واحد يراقبها عشان مكنتش واثق فيها..وخايف تخرج وتحاول تنزل الجنين..
وللاسف قدرت تخرج من وراه…بردو..
وبعد ما خرجت من عندك..لقيتها بترن عليا..
بتقولي الحقني هيموتني..
والتليفون قفل..
حددنا مكان التليفون لاني كنت واثق انها هتخرج او تحاول تخرج فخدت منها القديم واديتها واحد جديد.. فيه جهاز تتبع..
والحارس قد يوصلها..
بس بعد ما انقذها في.حد ضرب عليها النار…
وجري بسرعه..
عبير بشهقه..
ـ ايه الاجرام دا؟معقول في حد كداا..
تفتكر مين عمل كدا…والحارس مخدش نمره العربيه ليه..
معتصم بشرود..
ـ مش عارف..بس اكيد هي عارفه..والعربيه مكنش عليها نمر للاسف..
ـــــــــــــــــــ
اسبانيا..
صباحا..
فراس بحزن عليها..
نيره..
انا مهما قولتلك عارف مش هعوضك..
وبخيرك لاخر مره..لو عاوزه تسلميه للشرطه معنديش مانع..دا حقك ونمشيها قانوني..
بس للاسف هيخرج منها..لاني ساعتها هحارب عشان اطلعه..لانه فعلا مريض نفسي ومعايا اللي يثبت ده..
ودا مش تهديد ابدا..بس حطي نفسك مكاني..
دا اخويا مهما عمل..
نيره بحزن..
عارفه ياابيه..ان الشرطه مش هتاخد حق ولا باطل..
بس في اللي فوق بيخلص..وحقي وحق ابني عنده..
ـ مش عاوزه حاجه..انا عفيت عنه..ارجوك خده..
مش عاوزه اشوفو تاني..
أغمض فراس عينه بحزن عليها…
ـ حاضر يانيره..سامحيني لاخر مره..
ويمكن ربنا عمل كدا..لحكمه انتي مش عرفاها..
وهيظهر حكمته بعدين..
انا مضطر امشي..وانا لسه قد.كلامي وقت ما تقولي يافراس…
هجيلك جري…
ابتسمت بحزن له…
ـ عارفه..ربنا يخليك ليا..مع السلامه..
سلم عليها..ورحل..
قابله هو بالخارج..
فراس بهدوء..حافظ عليها داود..واعمل جيدا علي محو ذكري اخي السيئه..
انت تستحقها..هي بامانتك..
داود بابتسامه حزينه..سأظل ادعو علي اخيك ليلا مع نهار..كلما تذكرته..
لانه كان سببا في بكاءها يوما..
لاتقلق..ساحارب طيفه ليلا مع نهار..ولن يتبقي منه شيئا اعدك..
فراس..بتنهيده.
ـ اعلم..داود..
اين هو؟
داود بحده..
بالخارج..خذه الي الجحيم..ستجده مع رجالي..
القي كلمته ودخل لغرفتها واغلق الباب..
رفعت وجهها له..
ـ انتهي؟
ـ انتهي حبيبتي..من اجل عينيكي..سأنهيه هنا..
اقترب منها..وقبل رأسها بحنان..
ـ لم يعد هناك ما ننتظر من اجله نيره..
ـ تزوجيني وانيري دنيتي..
دفنت رأسها بصدره وعاودت البكاء..
ـ أشعر بشئ ثقيل علي قلبي..
ـ سيزول..حبيبتي..
رفع وجهها من صدره
ـ هلا سمعت ردك.الان..؟
ـ وهل ستغصب علي ان ارتدي النقاب!
ـ بالطبع..هذا شرطي
ـ داوود!
ـ لك ان تطلبي شرطا انتي الاخري…
نظرت له بهدوء..
ـ حسنا سافكر به..
ابتسم بحنان..معك وقتك حبيبتي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعات..
بأمريكا..
باسم بصدمه..
ـ انت جايبني هنا ليه،تاني؟
فراس بهدوء…عشان تكمل علاجك.
باسم بصراخ..انت ليه مصمم اني مجنون..
انا مش مجنون..مش مجنون..
فراس بحنان..انا عارف انك مش مجنون..ياباسم..
كلنا بنمر بأزمات نفسيه..بس انت ازمتك كبيره شويه..
باسم بصدمه..
ـ انت عاوز تحبسني هنا؟
ـ لا مش هحبسك..هعالجك..انت دمرت نفسك..وابنك موته..
مش ابني قلتلك مش ابني…انا عارف نفسي..
ـ ولو جبتلك الاثبات..
ـ كلهم شهدو ضدها..كلهم كدابين..
ـ خافو من امك ياباسم..عاوز تسمع الحقيقه..
ولا عاوز تفضل في ضلالك.
دار حول نفسه بجنون..
هتقولي ايه؟
هتقول ايه؟
فتح فراس هاتفه علي التسجيل الصوتي التي اعترفت فيه الخادمه بما حدث..
بعد دقائق كان يجلس مصدوما..
واضعا راسه بين يديه بحسره وندم..
وعاد فراس ليجلده..
ـ انت محبتهاش ياباسم..
اللي بيحب حد مبيأذهوش كدا..
انت من الاول كنت بتمارس عقدك عليها..
ازدواج الشخصيه اللي عندك خسرك كتير..
آن الاوان بقي تفوق لنفسك..وتتعالج صح..
والمره دي مش هسمحلك تتراجع..
رفع رأسه المنكس بخزي..
ـ انا قتلت ابني يافراس..قتلته..
كانت بتحلف انه ابني..بس انا مرحمتهاش..
ـ فراس بحزن..
ـ هتتعالج؟
ـ نزلت دموعه غصبا عنه..
ـ هتعالج يافراس..بس قولها تسامحني
ارجوك..
خليها تسامحني..
ـ ربنا اللي بيسامح الكل..ياباسم..
انا ظبطلك كل حاجه هنا…
ولازم انزل القاهره حالا..
عاوز اطمن عليك قبل ما انزل..
باسم بغصه..
ـ اطمن هبقي كويس…
ــــــــــــــــــــــــــ
بعد اسبوعين..
بالقاهره..
بالمشفي..
يقف بدر وفراس امام الغرفه التي بها نيرمين..
بعد اجراء معتصم لها جراحه اخري..
ـ وبعدين يافراس…تفتكر هيكونو راحو فين كلهم فجأه كدا..؟
فراس بتنهيده..وحزن..اراح رأسه للخلف امام حجرتها..
مش عارف..في حاجه بتحصل غلط..مش قادر افهمها..
انا رحت بيت مختار.. لقيته مقفول..والبواب مش موجود..
حتي امك وابوك اختفوا..وكرم مش قادر يوصل لحاجه..
في حاجه غلط يا بدر..
بدر بتعب..من اسبوع وهو هنا..بعدما اخبره فراس باختفاء ابيه ووالدته..
منذ تلك الليله المشؤمه وماحدث..
موت تسنيم..ومحاوله قتل نيرمين..
خرج معتصم من الغرفه..فاستقاموا معا بلهفه.
ـ ها يا معتصم طمنا..
ـ معتصم بتنهيده..للاسف ياجماعه..مفيش امل.العمليه منجحتش..وحتي لو عاشت هتفضل مشلوله العمر كله..
ضرب بدر راسه بالحائط..
ـ يارب..
لو اعرف مين ابن..اللي عمل فيها كدا…
معتصم..ادعولها..وملهاش لازمه وجودكو هنا..
فراس بانتباه..
معتصم..خلي بالك منها..اكيد نيرمين تعرف حاجه مهمه..عشان كده حاولو يقتلوها…
معتصم بتنهيده.حاضر متقلقش..
انا هتاخر هنا..روحو انتو..عندي عمليه مهمه..
وعيني عليها..
وابقو طمنو عبير..وخلوها مع طنط سمر..لحد ما ارجع..لان موبايلي فصل شحن..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ببيت فراس..
بالدور الاول..
حيث اصر فراس علي والده جميله ان تسكنه لتبقي بجانب بناتها..
وهي بامتنان ورحابه صدر قبلت المكوث بجانب بناتها..
اخيرا اجتمع شمل بناتها معا..
اغمضت عيناها براحه..وذكري دعوه دعتها ليلا
حينما كانو صغارا..
ومعهم نيره..كانو متحاببن من صغرهم..
دعت أن لا يفترقا يوما..ويجمعهما بيتا واحدا..
والله استجاب لها اخيرا..
عادت لذاكرتها…
لكم بكت علي فراقهم..والان تري ثمره دعاءها والحاحها..
ـ يوووه ياجوان..احترمي نفسك بقي..انا كنت مرتاحه منك..لو
جوان باستنكار..
ـ نعم يختي..مرتاحه مني ليه ان شاءالله جربه ولا انا جربه..
متكلمي بنتك ياست ماما..
عبير بضحك..ما انتي حاطه عقلك بعقل العيله الصغيره ياجوان..انتي كلتي علبه الشيكولاته بحالها..
جوان بغيظ..حتي انتي..ماشي ياعبير..
استني يابت ياروان..هاتي حتته شيكولاته..
سمر بضحك..شكلك بتتوحمي ياجوان..
جوان بصدمه..اتوحم..لالا..مبتوحمش..بس انا بحب الشيكولاته..انا عارفه اربي نفسي
لما اربي عيال..احيييه
هاتي حته يابت..انتي..
جميله بغيظ..لا مش هتديكي..انتي كلتي العلبه
اللي باباها جيبهالها كلها..
سيبلها دي..الا روان لو جه فراس لقاها بتعيط بيزعلني انا شخصيا..
ضربت جوان الارض بقدمها بطفوله.
ـ بتعايريني ياجميله..ماشي يابدران الزفت اما تيجي..
جاءها صوته المستنكر من خلفها..
ـ وماله بقي بدران ياست هانم..
شهقت..من الفزع..
ـ هيييه يلهوي..انت جيت..
قهقه الجميع عليها..وجرت روان لتختبأ في حضن فراس..
فراس بحنان..قلب بابا..عملت فيكي ايه خالتك المجنونه دي.؟
جوان بحزن..لبدر..
ـ عاوزه شيكولاته زي دي يابدر…
مش راضين ياكلوني منها..
بدر بصدمه..
وبهمس بأذنها..
ـ والعلبه اللي جبتهالك امبارح..خلصت؟
هزت رأسها بخجل..
اه..متقولش لحد..بقي
فلتت ضحكه منه..عليها..
فنظرت له بغيظ..
ـ بدر…
ـ خلاص سكت اهو..ولا يهمك ياقلب بدر..هجيبلك اللي انتي عوزاه..
بس انتي كده هتتخني…
جوان بحزن..انا مش عارفه في ايه؟
قبل راسها بحنان..
هجبلك اللي عوزاه ياقلب بدر متزعليش..
اتخني ياستي انا راضي..
عبير بتساؤل..
اومال معتصم فين.؟
مجاش معاكو ليه الوقت اتأخر..
فراس بهدوء..
هيتاخر شويه وتليفونه فصل شحن منه..
ونسي كالعاده ياخد الشاحن..عنده عمليه مهمه..هيخلصها ويرجع..قالي اطمنك عليه..
خليكي هنا علي مايرجع..
هزت رأسها بهدوء..
جميله لفراس الحزين
بهدوء…
ـ انت كويس؟
فراس بهمس..لها..
طول ما انتي جاري انا كويس..متقلقيش
جميله بعشق..انا جارك ياقلب جميله دايما..
ابتسم وقبل خدها..
ـ بحبك..
رنت هاتفه هي من ابعدته عنها..
ـــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعه كان يقف امام مكتب وكيل النيابه.
بعيون شاخصه للامام بلا هدف..
وعقل شارد..خائف من القادم..
لقد اتصلو به وطلبوه ان يأتي حالا..
هنا بهذه اللحظه..كم اشتاق لقربها..
وجودها بجانبه يلهيه..ويخفف عنه..ياليته اخذها معه..
كم كان بحاجه يديها لتخفف عنه..
تنهد ..وبجسد منهك متعب..واقفا امام غرفه التحقيق
ينتظر ان يعرف لما هو هنا..
انتبه للعسكري الذي فتح الباب..ووقف امامه..
ـ دكتور فراس الرشيد..؟
بلا روح هز راسه..وخرج صوته متعبا مهزوزا.
ـ ايوا انا..
ـ اتفضل معايا..وكيل النيابه عاوز حضرتك..؟
دخل بلا روح..ما الذي سيحدث اكثر مما حدث.؟
بعد نصف ساعه كان ينتفض من مكانه…بزهول..
ـ مش معقول..ايه اللي بتقوله ده.؟
مين اللي قتلهم.؟
وفين لقيتوهم؟
الظابط بتأني..
ـ البواب كان في اجازه عند اهله في البلد..ولما رجع..اشتبه في الريحه..
ودخل يشوف مختار بيه..
صدم بالمنظر..
وللاسف لما وصلنا..كانت الجثث متحلله
وبعد التحريات والضغط علي البواب..اعترف بأن نسرين هانم متعوده تزوره في بيته علطول..وبتقعد بالساعات
وصادف فعلا وقت غيابها اللي بلغتو عنه بوقت ارتكاب الجريمه..
فراس بصوت مرتفع صادم..عرفتو مين عمل كدا.؟
الظابط بهدوء..اهدي يادكتور..انا مقدر صدمتك في موت والدتك بالشكل ده..
فراس بلهفه واشمئزاز….متقولش والدتي..
ـ مش امي لا..ابدا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفي.
خرج من العمليات مفزوعا..علي صوت مرتفع..بالممر
معتصم بحده..ايه اللي بيحصل هنا دا؟
في ايه.
الظابط…حضرتك دكتور معتصم..
معتصم..ايوا انا في ايه.؟
الظابط..بتهكم..لا في ايه دي…احنا اللي نسألها..
لما تشرف معانا..
يالا تعالا معانا من غير شوشره..
معتصم بصدمه..انت اتجننت ياخدوني فين؟
ـ الظابط..بتهكم..
مدور المستشفي في تجاره الاعضاء وبتسأل في ايه؟
معتصم بصدمه..انا؟
مش ممكن..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
عش كما شئت..وافعل ما يمليه عليك ضميره..
فالدنيا كالدائره ومما فعلت سيذيقك..
لا جاه ولا مال..سيغيثك..
لا تفتعل المآسي مهما كنت تعيسا.
عش كما انت بسيطا..ودودا..حليما…
فالدنيا كالدائره..ومما فعلت سيذيقك..
عش عزيز النفس شيمتك الكرم..
فوالله ما طلعت شمس ولا غربت..
وانت تدعوه بالحاح وهو بكل كرم..
يجيبك..
فقط ادعوه..بقلب وجل..وهو سيجيبك..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بسم الله الذي لا يضر بإسمه شئ في الارض ولا في السماء..
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين..
بسم الله الرحمن الرحيم..
(آاااه..لو)
اسبوعان مرا هنا..عليه..بداخل جدران السجن المشؤمه..لا يعرف متى ومن فعل به هذا…؟
وكيف وقع علي هذه الاوراق بيديه….وأصبح شريكا لمختار في تلك المشفي المشؤمه.. … التي انتقل ليعمل بها..بعد الحاح من عمران..
دام لشهور…
والان بانت الرؤية..له..
لقد لعبها عمران عليه جيدا ..وبدل من ان يوقع اوراق استلامه للمبني..وقع اوراق انتقال ملكيه المشفى له..
لقد ضرب الرقم القياسي في النداله والخسه…
يستحق وسام الغدر وببراعه..
المشفي الوحيده التي لم تكن ملكا لفراس..
ولم يكتبها الجد بإسمه..وكأنه كان يعرف..
ولو فعل الجد لكان فراس… بجانبه هنا…
وكم حمد الله ان فراس بالخارج..
لو كان هو من بالداخل..لما استطاع ان يتصرف بأي شئ..
لطالما كان فراس لهم درعا حاميا..
يثق به..ويعلم انه يستطيع ان يخرجه من هنا..لن يتركه..
(في الازمات والمواقف..تخرج معادن الناس وبواطنهم..قد تنخدع بالبعض وقد يظهر لك من العدم اشخاص يقفون بجانبك..ويصبحون عوض الله الجميل لك..فلا شئ يبقي ثابت علي حاله..
فمن كنت تحسبه الدنيا ومافيها..قد يظهر حقيقته..ومن تحسبه عدوا يصبح صديقا..تلك هي الدنيا..يقلبها الله كما يشاء…)
ــــــــــــــــــــــ
(معتصم)
حاسس ان انا بردان.. تعبان والدنيا بتلف بيا..
ميلت راسي.. لورا.. سندت علي سور سجني الحزين.. وافتكرتها..
ـ ليالي السجن طويله.. واشتقتلها.. عارف اني مسجون هنا..
وهي برا مسجونه.. زي..
غمضت عيوني اووي.. اتخيل.. شكلها.. وملامحها.. اللي وحشتني..من اخر مره جتلي هنا..وحلفت عليها ما ترجع ماشوفتهاش..
مهو مش سهل عليا تشوفني هنا…نظره الحزن والضعف في عنيها..بتكسرني انا الف مره قبلها..
كل دقيقه بتمر عليا هنا.. بتاخد من روحها قبل مني..
اللي مصبرني..ان عارف من وسط دا كله..اني حاسس ان الخير متشالي..وان ربنا اكيد هيجازيني.. علي صبري دا كله..
ـ بلعت غصه قلبي..زي كل دقيقه بتمر عليا هنا..وافتكرتها..
وافتكر كنت فين وبقيت فين..بلوم نفسي ميت مره في اليوم..
ياما فراس قالي..خلي دايما في حد في التعامل بينك وبين الناس..
متثقش في حد..معدش امان..
بس كنت باخد كلامه دايما تهريج..مش في بالي..
وادي النتيجه..الضربه جاتلي..من اقرب الاقربين..حمايا العزيز..
اااه موجوعه..خرجتها من صدري..
وفي بالي..هي مفارقتنيش..
وحشتيني ياعبير..وحشني كل حاجه جديده بكتشفها.. معاكي..
رفعت عيني اشكي لربنا حالي..مليش غيره.عالم بحالي.
يااارب..
ـ ياااارب..فك اسري..لو كان دا عقاب ليا. عن ذنوب ارتكتبتها..
فأنا قابل وراضي..بس سامحني..واغفرلي. يارب..
وقرب ما بينا. وارأف بحالي..
نزلت دمعه غصب عني..وملحقتش امحيها زي كل مره..
وكالعادة..لمحني سيد المراكبي..اللي من ساعه ما آنست جنبه زي ما بيقول عالبورش..وهو مش سايبني همسه لافكاري..
دايما مقتحمها..كدا….حتي انه مسابنيش الا لما حكيتله كل حاجه وجاب قراري..ما انا بغمزه علي راي فراس..بجيب اللي في بطني..
ضحكت في بالي.. وانا سامع سيد بيقولي..
ـ امسح دموعك ياضاكتور..السجن للرجال..اومال
ومسيرها تتعدل..وبعون الله..اللي ظلمك يتهان..
ابتسمت وبصيتله..بصه امل. دايما يقولي بعدها..ايه ياضاكتور..
مش كده اومال..انشف اجده..
بس المره دي..قولتله انا..قبل ما يرزعها في وشي كالعاده..
ـ يارب ياسيد..ادعيلي.
وكالعاده يسيبني في حالي ابدااا..
رد عليا سيد بسماجه..اكبر..
ـ سيبك انت شكلك حنيت لمراتك وانا عندي طلبك ياغالي..
وغمزلي غمزه..حفظتها..بعدها اكيد الحل لاحوالي..
قومت انفزيت من مكاني..
ازاي ياسيد..؟
لايمني بحل الله لا يسيئك..انشالله تهربني اشوفها وارجع تاني..
رد بسماجه..وقالي..مش بقولك خرع ياضاكتور..
وقلبك قلب خصايه..
رديت بلهفه…ياعم بلا خصايه بلا ورق عنب..لايمني عالحل ابوس ايدك..
بصلي باستنكار كدا..ومد ايده..وخرج حاجه من جيبه..
ـ امسك يادكتور وادعيلي.
بصيت له.. لقيته. تليفون مهكع وواكل منه الزمن.. ا
بصيتله باستنكار..كدا..
فلكزني سيد بكوعه.
يالا ياضاكتور…قضي غرضك علي مااغمز العسكري بقرشين عشان تعرف تتكلم..
بسرعه هزيت راسي..مهكع مهكع..المهم اسمع صوتها..
هزيت راسي بسرعه..
ـ تمام..هوا..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه عبير..
بغرفتها..
تجلس علي الفراش وبيدها اختبارا للحمل..لتاني مره تجريه اليوم..
دموعها تغرق وجهها..كم تمنت لو كان هنا؟
كيف كانت ستكون ردت فعله؟
كيف حاله الان…ااه مكبوته خرجت من صدرها..تبعتها بنوبه بكاء جديده..
وضعت الشريط علي الكومود بجانبها..واخذت ذلك القميص الذي خلعه أخر مره قبل تلك الليله المشؤمه..
لو كانت تعلم..ان هذا ما سيحدث له..
لكانت تشبثت به، ولم تتركه من احضانها..
لم تكن تتخيل انها عشقته لتلك الدرجه…غيابه عنها آلم قلبها وشتت روحها..
تقوقعت علي فراشها وأخذت قميصه باحضانها..
وانفجرت بالبكاء..
ـ معتصم وحشتني اووي اووي..يارب..
بحق حبيبك النبي فك حبسه..
قطع وصله بكاءها..رنين هاتفها..
مدت يدها جذبته من جوارها علي الفراش..
نظرت به..فوجدته رقم غير مسجل..
وضعتها مره أخري بجانبها، ليس لها طاقه للحديث..
عاود الرنين مره بعد مره..
ولكن لم تهتم به..
ــــــــــــــــــــــــ
بالسجن..
معتصم بتوتر..
ردي بقي ياعبير ردي..يارب..ترد
سيد بفضول..
ـ ايه ياضاكتور مش راضيه ترد ولا ايه؟
معتصم بحزن..
لا مبتردش علي ارقام غريبه.
مش هترد..انا عارف
مد يده بالهاتف لسيد..
ـ امسك ياسيد مفيش نصيب..
سيد باصرار..
ـ رن كمان مره لحد ما ترد..ياضاكتور..
امسك..دا انا راذع العسكري ميت جنيه..لازم ترد..
معتصم بتنهيده..
مبتردش ياسيد..خلاص امسك..
سيد..يمين بعظيم..لازم ترن تاني..
بقله حيله وبلا امل..اخذه منه..وأعاد الاتصال.. عليها..
ـ ردي بقي ياعبير..ردي..
عند عبير..
نظرت للهاتف..باهتمام..
ياتري مين..اللي بيرن بالحاح كده..هرد وافتح الصوت..
اسمع صوت مين….!
فتحت الهاتف..
معتصم بلهفه..
عبير حبيبتي انا معتصم..ردي عليا..دا انا ياعمري متخافيش
قفزت من عالفراش واعتدلت وهي تصرخ عليه بالهاتف..
ـ معتصم..حبيبي..انت بجد..انت خرجت مش كده..
معتصم بلهفه..
ـ اهدي ياقلب معتصم..انا مخرجتش..
انا….
بعدما شرح لها..
عبير بدموع..وحشتني اوي يامعتصم..انا زعلانه منك عشان حلفت عليا مجيش ليك..
معتصم بحنان..صعب عليا تشوفيني كدا ياقلب معتصم..
ومش عاوز تخشي المكان دا..مش مقامك ياعبير..
عبير بسرعه..مدام انت موجود فيه..يبقي مقامي مقامك..هجيلك الزياره الجايه..عاوزه اقولك خبر حلو اوي..
معتصم..باعتراض لا ياعبير انا حلفت عليكي..لو جيتي تبقي طالق مني..
لو عاوزة..تطلقي تعالي..
فتحت بالبكاء مره اخري..
فاكمل ليضحكها..
ـ طب اسكتي عشان خاطري خلينا نتكلم شويه..قبل ما سيد المراكبي ياخد الايفون دا ودا غالي اوي..متعرفيش قايم بالواجب ازاي.؟
عبير بابتسامه.. وهي تمسح عينيها بظهر يدها….ياسلام..
معتصم بضحك عليها وهو يتخيل ما تفعله..
وحياه عبدالسلام..وبطلي دعك في عينك ورمو..وبقيتي شبه الباندا..
وقوليلي..ايه الخبر الحلو..اللي عوزه تقوليهولي..
عبير بتنهيده..مفيش..
معتصم بحزن مصطنع.طب ولو قولتلك عشان خاطري.. مستخسره تفرحيني وانا مسجون ياعبير..قلبك بقي قاسي اوي عليا..
عبير بلهفه..لالا..هقولك..مع اني كان نفسي اقولك وانا قدامك..
بس خلاص..
معتصم..انا…
معتصم بلهفه..انتي ايه ياقلب معتصم..؟
ـ انا..ح…تيت..تيت..
نظر للهاتف بيده بصدمه..وغيظ..
ايه دا دا الرصيد خلص…انت مش عامله فاتوره ليه؟
سيد بسماجه..اه ما اصلي كنت شاحت الثلاثه جنيه..ياضاكتور عشان خاطر عيونك من الشركه..
معتصم بصدمه وعيون جاحظه…شاحت..يمهل ولا يهمل..
العسكري بخوف..
اقفل التليفون ياسيد الظابط عاوز الضاكتور حالا..
بسرعه اخذه سيد من معتصم..وخبأه بمكانه..وجلس مكانه..
كما كان..
معتصم بهدوء وهو يسير بجانب العسكري..
متعرفش عاوز ايه.!
والله يا دضاكتور.. ماعارف..بس تقريبا زياره..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسبانيا…
ببيت دايفيد او داوود..
الجد بحده..لن تفعل دايفيد..لن اسمح بزواجك من تلك العربيه..الم نكتفي من العرب وما فعلوه بنا..؟
ألم تري عذاب والدتك بعينيك طوال سنوات…ان اصريت علي زواجك منها..
تزوجها ولكن ستخسرني..عد لجذورك..واتركني..انت دوما ما تحن اليها..
داوود بصدمه..ماذا تقول جدي؟
انا من دونك لا شئ..لا استطيع..لا تخيرني ارجوك..
لم اعهدك قاسي القلب هكذا..
الجد بحده..لو استمعت والدتك لي في الماضي..ما كان هذا حالها..
لست ضد العشق والعشاق..لقد كنت عاشقا يوما..ومازلت..
ولكن…
انا لي رؤيه في كل شخص اراه..
لم اكن امانع في زواج والدك من والدتك..اول الامر..
ولكن..بعدما اتي هنا..وتحدثت معه..عرفت انه شخصيه مهزوزه..ضعيفه..يسهل بيعها وشراءها بالمال..
مع اول اختبار حقيقي..سيسقط..وهذا ماحدث..
اختار اموال عائلته..عنك وعن والدتك..!
وفي الحقيقه..لو كان اختاركم…وثبت عكس رؤيتي له….لم اكن لابخل عليه ابدا..
والان..بعد كل هذا العمر..تأتي لتعيد نفس ذات الامر..
بالماضي..تركت والدتك تمارس التجربه..بنفسها..
والان..اسف داوود..انت بالتحديد..لن افرط بك..
اختر والان..بينا..
داوود بصدمه..لا تفعل ارجوك..لا استطيع..اعشقها جدي..ارجوك..
لا تخيرني بين احب الامرين الي.. قلبي..
انت وهي؟
اتي صوت الجده المصدوم.. من الخلف..
ماذا تفعل..هنري..؟
هنري بحده..لا تتدخلي مادونا..هذا شرطي..يانا يا تلك العربيه..
مادونا بصدمه..احقا ما تقول..لن نعيد تلك القصه مره اخري..دعه.. يفعل ما يحب..
اتركه…يخوض التجربه..نحن موجودون بالدنيا لنتعلم..
هنري بحده..انا خائف عليه لما لا تفهمون هذااا…؟
داوود بصبر وهدوء..
اخذ نفسا..واقترب من جده..الجالس علي الاريكه مستند برأسه علي عكاز يديه..
وجلس القرفصاء ارضا امامه.
امال علي يديه وقبلها..
ـ جدي..
نظر له الجد بعتاب..
ـ انا حزين منك داوود..لا تتحايل علي بحلو كلامك…!
داوود بابتسامه…
ـ لما لا تجلس وتتحدث مع نيره كما فعلت مع ابي..؟
لا تحكم عليها هكذا…هذا ظلم..
الم تقل لي..ان الحياه عادت لوجههك داود وازدت بهاءا..
لما تريد ان تأخذ مني تلك الحياه جدي.؟
هنري بلهفه…
انت.. طفلي داوود..انا من ربيت وكبرت وعلمت..لا والدك ولا حتي والدتك..اعتنت بك كما فعلت انا..
افهم يابني..انا خائف عليك..لن استطيع ان اراك..حزينا ابدا..
ابدا..
لو كان بيدي اعطاءك.. سعادتي وضحكتي وانت طفل لاعطيتك بلا تفكير…
والان تسألني هل تريد ان تراني حزينا..؟
لا داوود..انا اريدك اسعد السعداء..
حسنا لك ذلك..سأجلس معها…سأزور الدار اليوم واجلس معها..
داوود بفرحه..حقا جدي..
هنري بحده..لا تتأمل..اعلم انها ستفشل.في الاختبار.
داود بغمزه..اثق بها..ستنجح..
انا تربيتك جدي ولي نظره..
هنري بغيظ..حسنا..داوود..دائما ما تضحك علي عقلي بحلو كلامك هذا..لنري..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امريكا..
بالنادي..الذي اخيه شريكا به..قبل ان يعود بدر للوطن..اوكل له إداره نسبته….واخذ مكانه هنا..نيابه عنه..
لقد سمح له المعالجون..متابعه علاجه..بالمنزل..
يسكن بمنزل اخيه..ويزاول نشاطه هنا نهارا..
هكذا هي حياته..هنا..لا جديد ولا تجديد..
الوحده تقتله..والندم ينخر عروقه وقلبه…
ـ اصبحا هيكلا عظميا..واستطالت لحيته..شاحب الوجه..ومرهق العينين..
من قله النوم..
الندم يفعل الكثير بنا..
يقتل روحنا..ويطفئ لمعان عيوننا..ويقتل البسمه من علي شفاهنا..
الندم شعور مؤلم..من ابتلي به..فقد طعم الحياه..
صار وحيدا معذولا..يتآكله الندم ليلا ونهارا..
هو من اوصلهم لهنا..القلب حزين والعين تخفي دموعها بصعوبة..
تسبب بقتل طفله..وفقدها هي..
اكثر مايؤلمه..انهم يعتقدون انه لا يحبها..لقد احبها من الوهله الاولي…
ولكن هو لا يستحقها..
لا امل ولا امال..بينهما..بعد فعلته..هذه
كيف فعلها..وكيف استطاع ان يقع بشرك والدته..
والدته واه من افعالها..لقد رفض رفضا قاطعا ان يعود ليدفنها..
لا تستحق..تستحق ميته كتلك بجداره..
الله يرزقنا علي قدر نوايانا..وهي طالما كانت خائنه..
كان يعلم بخيانتها..وصدم بالاواخر ان نيرمين..ليست اخته..
وانها ابنه مختار. لو لم يردعه فراس..وقتما علم..
لقتلها تحت تأثير الصدمه..وااه من ذلك اليوم وماحدث..
مازال يتذكر تلك اللحظه كلما اغمض عينيه..
لو لم يسمع لها ذلك اليوم…لما وصل مع نيره لهنا…
ولما عادت ذكري الطفوله..له..
flash back..
بعد زواجه من نيره..بشهور..ووالده ذهب بعمل للخارج كعادته..
وهو من المفترض ان لا يعود الان..للمنزل
من المفترض انه بالشركه..ونيره بالمشفي..ونيرمين..كالعاده..ليست..هنا
ولسوء حظها..كان يمر بجانب غرفتها وهي مطمئنه انه لا احد هنا..
استمع لها تواعده سرا…واكتشف خيانتها من كلامها الرقيع..والادهي مااستمع له..
ـ مختار..انت لازم تتصرف وتخلص من عمران..زي ماخلصنا من نوران….عمران مبقاش داري باللي بيعمله..وكفايا علينا شغل المستشفي.لحد مانشوف صرفه في فراس وبكدا نورثهم الاتنين..
ونلم شملنا بقي…
ضحكت ضحكه رقيعه..وهي تكمل..المغفل مفكر اني بحبه وهموت عليه..ميعرفش اني بموت في فلوسه..
سيبك انت..المهم..ابعد تسنيم عن نيرمين..انا عوزاها تركز مع معتصم دا..لازم تقوش اللي وراه…دا كبير عيلته..
ووراه شئ وشويات..وكفايه الاسهم اللي ليه بالشركه..
.كفايه غباء بنتك ضيع فراس من تحت ايدنا…
صمتت تستمع له..وردت بزهق..
ياسيدي عرفنا ان نيرمين بنتك..بس محدش يعرف قولتلك ميت مره متجبش السيره دي..الحيطان لها ودان..
الي هنا وجن جنونه..وظهرت تلك الشخصيه التي تخفيها الادويه ببراعه…
خيانتها ليست غريبه عليه..لقد كان طفلا حينما رأها معه اول مره
كان بعمر الثانيه عشر..ويعي مارأي جيدا.
دخل عليهم بوضع مخزي..بقصر العذبه..
ذلك اليوم مدت يدها عليه لأول مره..وعنفته..ومن يومها صار ضعيفا مهزوزا..
هددته ان تقطع له لسانه وبالفعل وضعت السكين علي لسانه كتهديد له..
وقتها السكين..احدثت جرحا بطرف لسانه..خاف وارتعش..وابتلع ماحدث داخل ذاكرته وتناسها ولم ينسها..
والان عاد يظهر امام عينيه..
اخرج ذلك الخنجر الصغير علي شكل ميداليه صغيره الذي يحمله بسترته دوما..ولا يتخلي عنه ابدا..
واستعد للهجوم عليها..
الا ان يد قويه..هي من منعته..
وقامت بجذبه بقوه وهو يضع يده علي فمه ليكممه..
سحبه لغرفه جده القديمه واغلق الباب..عليهم..
باسم بحده وجنون.حينما استدار ووجده فراس..
ـ سيبني اقتلها..سيبني..
عاد ووضع يده واحكمه علي فمه جيدا…
ـ شششش…اهدي واسمعني..اهدي..ششش
لم يفلته فراس الا حينما هدأ تحت يديه..
جلس منكس الرأس علي الفراش…
باسم بحزن..شوفتها وانا صغير يافراس معاه في حضنه..علي سريرها..في العذبه لما كان بيجي معانا وانت وبابا ترفضوا..
وقتها هددتني وحطت السكينه علي لساني لدرجه اني لساني اتعور..
نسيت واتناسيت..بس مرجعتش باسم الطفل البرئ..بقيت واحد تاني..
مريض نفسي..بيعذب اللي قدامه..بدم بارد..بقيت بوشين..وش طيب ووش مخفي خبيث..
ودلوقتي..
فراس بهدوء..متكملش انا سمعت كل حاجه..او بالاصح انا عارف كل حاجه..
باسم بصدمه..عارف!
فراس بتهكم..اه عارف وعارف انها اللي قــتلت امي كمان..!
فراس بتنهيده..بص ياباسم..لو اللي حصل دا..انهارده..حصل من اربع شهور..
كنت سيبتك تقتلها وتشفي غليلي منها..
متفكرش ان انا اتجوزت تسنيم عشان سواد عيونها..انا اتجوزتها انتقم منها..ومن ابوها ومن امك نفسها…
عارف انها جوزتهالي عشان الفلوس والورث وانها عاوزه تقش..
وعشان كده..عمري ما فكرت اخدها زوجه ليا..
مع اني عارف ان تسنيم نفسها ضحيه..
قعدت مع نفسي وحسبتها..ولقيت ان ابوك نفسه شيطان رجيم..
حتت ان مختار هدده بالمستشفي مدخلتش دماغي ابدا…
بس انا عشان اتقي شرهم واعرف اخطط ليهم..اضطريت اهاودهم كلهم..
باسم بتهكم..
ـ ودلوقت ناوي علي ايه..بعد ماعرفت انها بتخطط تقتلك انت كمان
فراس بابتسامه حزينه.
ولا حاجه..هعيش اليوم بيومه..انا حاليا..مش عاوز اي حاجه من الدنيا..
غير اني اعيش سعيد ومرتاح..البال..اخيرا لقيت طريقي..وحقي عند رب العباد..
استقام باسم كالملسوع..
انت اتجننت..هتسيبهم يقتلوك…دول شياطين..اللي تنسب بنت لراجل تاني..شيطانه..وعاوزه الرجم..
احنا لازم نتغدي بيهم..قبل ما يتعشوا بينا..
فراس بتنهيده..اهدي..قولتلك..انا مش هعمل حاجه..غير اني هاخد بالي..دا قراري ياباسم..وانت هتنسي اللي حصل وهنا..ومتقلقش انا عيني عليهم..وعليكو كلكم..
اهدي وسيبها لله..واوعدني متتهورش..كفايه كدا..
باسم بصدمه..ونيرمين؟
فراس بحسم..اختنا..نيرمين اختنا..اختك هضيع اكتر ماهي ضايعه لو انصدمت بالحقيقه..
ملهاش ذنب ياباسم..متضيعش نفسك..وسيب الموضوع دا عليا..فاهم..
باسم بقله حيله..فاهم..فاهم..
back..
بعدها صارت الدنيا لون واحد..اهمل علاجه..وظهر ذلك الجانب الاسود من شخصيته واول ماكان ضحيه له..هي نيره نفسها..
حتي وعده لها بأن لا يقربها الا بعدما تسمح له..خلفه هو الاخر..
وانتهي بتركه ذلك الخطاب اللعين بجوارها..
لم يكن هو..بل شيطانه اللعين من يتحكم به..
اخرج زفره حاره من صدره ونكس رأسه علي تلك الاريكه امام حوض السباحه..
افاق من شروده..علي يد حنونه يعرفها جيدا..
باسم بهدوء..ميما..(مياده)..؟
مياده(ابنه عمته عاليا الكبيره ذو التاسعه عشر عام )
ـ ايوا انا..قاعد لوحدك ليه،هااا؟
نظر لها بأبتسامه حزينه..مفيش زهقان شويه..
ميما بحنان…. منذ التقته ذلك اليوم بالمشفي حينما تعب والده وهي معجبه به..وهناك شيئا بقلبها له..
وحينما علمت من جوان وبدر انه سيستلم العمل هنا بدلا عنه..
عادت لتأتي هنا يوميا من اجله..
ميما تدرس الميكانيكا..وتعشق تصليح السيارات..
لم تعشق العيشه المرفهه يوما..تمتلك ورشه صغيره لتمارس مهنتها التي تعشق بها..لا تنتمي لتلك الطبقه الراقيه بتاتا..
ولا تشاركهم ايا من احتفالاتهم..
لم تكن تأتي هنا ابدا..الا بالعطلات..لقد استمعت لقصته من والدتها..وعلمت انه يتعالج هنا ايضا..
ولكنها اصرت اكثر علي البقاء بجانبه..
رفعت وجهها وغمزت له..
ـ علي فكره ماما مصممه تيجي تتغدي معانا انهارده..
وهي اللي بعتتني ليك..وقالتلي مش هدخلك البيت الا لما تكون معايا..
باسم بحزن..
ـ مش هقدر ياميما..اعتذريلها….
ميما بشهقه..مش هتقدر دا ايه…دا ماما عامله محشي انهاردة..
دا اليوم العالمي للمحشي..متعرفش انا فضلت أد إيه الملها في حاجات المحشي من السوبر ماركت..لالا..لا يمكن..
قوم يالا…
باسم بضحك..علي لهفتها..
طب اصبري بس..هتوقعيني..يابت انتي اعفي مني..
عادت وتأبطت.. ذراعه..
أنت اللي خسعت..وخسيت كدا..ودا مش حلو عشانك علي فكره..
باسم بصدمه..والله..انا خسعت..يابتاع تصليح السيارات انتي..ولا انتي اللي مسترجله..
شهقت وابتعدت عنه..وتوسطت بيدها خصرها..
نعم..نعم..دا انا قمر ميغركش الجينس والبادي دا..انا اساسا موزه..
باسم بتهكم..فين يابت الموزه ده..بشعرك اللي عملااه زي الكوره ده..
ميما بغيظ..مش كوره ياجاهل..دي كحكحه..
انا غلطانه..اني جيت اخدك..والله لاانا ماشيه..قصفت جبهتي ياجاهل..ياعديم الحس الانثوي..
باسم بصدمه..يانهار اسود..بت استني انتي متأكده انك متربيه هنا في امريكا..
ذهبت مسرعه ولم تعيره اهتمام..
فذهب خلفها..استني ابت..والمحشي..انا نفسي فيه..يخربيتك
استدارت له..بوجه عابس..وضربت الارض بقدميها..
اقترب منها..ضاحكا علي طفولتها..
ومد يده حرر كعكه شعرها فانسدل شعرها الاصفر الذهبي علي ظهرها..
باسم بإعجاب..
ـ كده احلي..ياميما..
ميما بحزن..يعني مش مسترجله..؟
مد ذراعه لها..فعادت وتأبطته..بهدوء…
ـ أحلي مسترجله في الدنيا..
همست بخجل..بجد..؟
مال برأسه وهمس بأذنها..بجد..ويالا عشان نلحق المحشي وهو سخن..
اطلقت ضحكه سعيده..
ـ يالا..انا هموت من الجوع..
ـ طفسه..
اخرجت لسانها له..امممم..وانت مالك..
باسم بضحك…ماشي ياميما..هنشوف مال مين؟
(١حصري لجروب ولنا في الخيال حياه)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاهره..
مركز الشرطه..
دخل معتصم لمكتب الظابط..فوجئ بفراس امامه..
تفرجت شفتيه بأبتسامه حزينه..مطمئنه انه هنا دوما بجانبه رغم كل ما يمرا بهم معا..
ارتمي معتصم بحضن فراس..فانسحب الظابط بهدوء..
تاركا لهم مساحه للحديث..
بعد دقائق..
فراس بتنهيده..افتكر يامعتصم..افتكر مضيت عالورق اللي يثبت ملكيتك لنصيب ابويا ازاي؟
معتصم بتعب..مش فاكر يافراس..انا كل اللي فاكره..اني اول مااستلمت طابق الجراحه..مضيت علي ورق كتير بس كنت فاكر انه عشان..التعيين..والنقل والكلام من دا..
ابوك لعبها صح يافراس..وانا اللي هشيل الليله..
فراس بحده..وانا رحت فين.؟
انا وراه والزمن طويل مسيري هعرف مكانه لو في باطن الارض..
وانا متفاءل بعت ورق نيرمين برا مصر..وقالو في امل..ان شاءالله
هبعت اجيبهم انهارده.. علي حسابي..وتفوق..واكيد هي شافت اللي حاول يقتلها….
معتصم..بهم.. يارب..
اوعي يا فراس جدي يعرف حاجه..دا راجل مخه ناشف..وهيطير فيها رقاب..
ـ متقلقش.. محدش هيعرف حاجه…وان شالله المحامي بيحاول يلاقي صغره يخرجك.منها..علي ذمه القضيه..
نكس معتصم رأسه بحزن..علي ماصابه وطيفها يتأرجح امام عينيه..
الشوق لها اضناه..ياليته تركها تأتي له..علها تطفئ جمر القلب المشتعل..
ربت فراس علي كتفه بحنان..
ـ متقلقش عليها..امانتك في الحفظ والصون ياصاحبي لحد ماترجع…
رفع رأسه ونظر له نظره اوجعت قلبه وغصبا عنه رحل تفكيره
ان ماذا لوكان هو مكانه..؟
لن يستطيع..لن يتحمل…اغمض عينيه بوجع اكبر علي نظره الوجع التي تطل من عيني معتصم..
ـ متقلقش..كله هيبقي تمام..وانا واثق ان شملك هيتلم قريب..
انا جانبك متقلقش..
معتصم ببسمه خفيفه..عارف..ياصاحبي..عارف..
اصابك عشق..اسما السيد
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه بدر..
اقتربت من مكتبه التي يحبس نفسه به..منذ جنازه والدته وماحدث..
لم يحضرها ولم يقف ليأخذ عزاءها..صدم ودخل بحاله نكران للواقع..حتي هي ابتعد عنها..واعتزل الجميع وتقوقع علي نفسه..
استطالت لحيته وهزل جسده..ولم يعد هذا بدر الذي وقعت بعشقه رغم انفها..
حاولت معه كثير مرارا وتكرار..ولكن لا امل.
حتي اخيه حاول معه..ولم يفلح..
يستمع جيدا..ولكن لا رد..
لقد هلك فراس وحده..ولولا وجود كرم بجانبه..الذي اثبت ان الرجال الحقيقيون تظهر.. معادنهم وقت الشدائد لمااستطاع وحده..
الحمل ثقل عليه..كثيرا..
اسندت رأسها علي باب المكتب..وعاد ذلك الدوار اللعين يلعب برأسها..
مدت يدها وطرقت الباب طرقات خفيفه..
ونادت عليه..
بدر..يابدر…
استمع لهمسها بأسمه..فاستقام مفزوعا..ليس من عادتها ان تدق عليه بابا..
هي الوحيده الذي لا يستطيع ان يتجاهل نداءها..
قلبه يؤلمه..ويقفز من مكانه..ان استمع لنداءها عليه..
فتح الباب ملهوفا..
فوجدها تسند رأسها بتعب علي حاجز الباب..ووجهها شاحب كشحوب الموتي.
فوقع قلبه بين قدميه..
ـ جوان..مالك..فيكي ايه؟
ردت بتعب وصوت يكاد يخرج..
ـ تعبانه اوي يابدر..اووي..
حاسه الدنيا بتلف بيا..
مالت بجسدها للخلف فالتقطها علي ذراعيه..
وبسرعه حملها علي تلك الاريكه..بمنتصف الشقه…
جوان..ردي عليا..حقك عليا..انا اهملتك..
فوقي بس…
لم تستمع لشئ مما قاله..
وراحت بعالم اخر..
كالمجنون..حملها علي ذراعيه..وهبط بها لاسفل يصرخ علي اخيه..
خرجت سمر بسرعه وخلفها سهر وجميله..وعبير التي صعدت جميله وجبرتها ان تهبط لتبقي معهم..
بعد محايلات منها..
جميله..بلهفه..هاتها هنا..هنطلبها الدكتور..متخرجاش.كده..
لم يكن بموقف يستدعي التفكير فنفذ ماقالته جميله..ووضعها علي الفراش..
عبير بهدوء..وسع كدا يابدر اشوفها..وافوقها..
نظر لها بخوف..
فابتسمت بحزن..
ـ انا ممرضه متخفش …
جميله بلهفه..اه عبير ممرضه..وفراس زمانه علي وصول..هيكشف عليها..لسه كان بيكلمني…اوعي بقي..
بعد نصف ساعه..
كانت تستند بيديها علي الاريكه مائله الرأس..والجميع حولها..
وهو يجلس امامها علي قدميه..يمسح وجهها ويعيد شعرها للخلف بحنان..
بدر بخوف ممزوج بحنان..انتي كويسه دلوقت؟
ابتسمت ابتسامه باهته بجانب فمها..
ـ كويسه متقلقش..
فراس بتنهيده..انعدلي ياجوان ومتعنديش لازم اركبلك المحلول دا..عشان تقدري تقفي علي رجلك..
جوان بعناد..لا انا بخاف من الحقن..لالا..
قوله بلاش يابدر عشان خاطري..
بدر بخوف عليها..خلاص يافراس..مدام بتخاف اديها.. اي حاجه تانيه..
هز فراس رأسه بقله حيله..
ـ انتو حرين..بس اول ماتفوق لازم تاخدها.. تعمل اختبار حمل في الدم…لان شكلها حامل..
بدر بصدمه..بجد؟
فراس بابتسامه..اه بجد..
بدر بفرحه لم يستطع اخفاءها..الحمدلله الحمدلله..
جوان بحزن طفولي..عااااا…انا لسه صغيره..مش عاوزه عيااال…مش عاوزه عياااال..عاااا
سمر بإبتسامه..وانا رحت فين..هاتو عيال وانا اربيهم..
انا وخالتك سهر..
سهر بلهفه..لالا..كفايه بنتك عليا..ال عيال ال..
عادت جوان تبكي بصوت مرتفع..
عاااااااا..ماشي ياسهر..ماشي..
بدر بضحك عليها..ششش متعيطيش
(اسما السيد…اصابك عشق..)
كانت تنظر لهم بألم بقلبها..وتمنت لو كان معها…مدت يدها خلسه..تتحسس رحمها..
تطمأن علي طفلها..التي لم تخبر احدا بوجوده للان..
لن تعطي فرحتها الاولي لاحد..غيره…
نزلت دمعه من عينيها..محتها سريعا..وعادت تدعي من قلبها..
ـ ياارب…يارب وكفي..
فراس لكرم الشارد..فكرت ولا لسه؟
كرم بتنهيده…انت عندك حق..انا مش مرتاح في بيت العيله دا….
وكمان الولاد اتعلقو بهنا..وسهر مش عاوزه تسيب هنا..
بس بشرط..هدفع زيي زيكو في البيت دا..
فراس بهدوء..علي بركه الله وانا موافق..
كرم بهدوء وهمس…اخبار معتصم ايه…؟
تنهد فراس بحزن وعينيه علي تلك الشارده الحزينه..التي تجلس بجسدها فقط معهم..
ـ مخبيش عليك موقفه صعبه..عقد البيع والشرا طلع سليم ميه في الميه..وطلعت امضت.. معتصم
معني كده..ان اللي حصل..كان متخططله كويس.
وابويا عرف يلعبها عليه صح..
ـ وطب العمل؟
ـ معدش قدامنا غير نيرمين.. ومحامي محنك وشاطر..المحامي اللي معانا دا شكله تعبان كدا..مش مرتاحله..
كرم بلهفه.. ومستني ايه؟نقومله اشهر محامي في البلد..
فراس بشرود..
متقلقش..انا عندي اللي هيدافع عنه بروحه..انا مراهن عليه..
لا هيرتشي..ولا هيبيعه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسبانيا..
الجد بابتسامه..لنيره التي تجلس امامه تأكل بهدوء..بعدما دعاها علي العشاء..
وسط جو عائلي حميم..
بعدما تعرف عليها بالدار صباحا..واعجب بها وبشخصيتها..
وبإصرارها علي النجاح..
ـ لما لا تأكلين حبيبتي..؟.
داوود بغيره..ماذا؟
من حبيبتك….هذه؟
هنري بتلاعب..اقصد نيره..
نيره بأبتسامه..لاتقلق انا اكل جيدا..
داوود بغيره..لا تناديها حبيبتي مره اخري..
يد حنونه امتدت..لتمسح علي شعرها بحنان..كانت يد والده داوود..ايزابيلا..
منذ اتت نيره وهي تعاملها بحنان..لقد اخبرها داوود عن عشقه لها..
وكانت اكثر من مرحبه..
اقتربت وهمست باذن نيره..
كلي جيدا حبيبتي..وراءك مناقشه كبيره..
نيره بهمس..هل ستدعميني..بها..؟
ايزابيلا..سادعمك بروحي..لا تقلقي..انا اود لداود..ان يعود.لجذوره..
انا معك نيره..لا تقلقي..
ادوارد بصدمه اقترب وهمس..لداود..الا تري شيئا عجيبا..؟
داوود..ماذا؟
ـ والدتك يارجل..خرجت عن المألوف وتعاملت مع نيره كأنها كنزها السمين..
داوود بحب لها..حبيبتي الهادئه..لقد اثرت قلوب الجميع..
ادوارد بتنهيده..العاقبه لي ان شاءالله..
(حصري لجروب ولنا في الخيال حياه)
بعد ساعتين..
بالشارع..
يسيران معا..بالهواء الطلق.
مابك نيره..اشعر بأن هناك.. شيئا تريدين قوله…..
وقفت امامه واستندت علي ذلك السور الحديدي الذي يفصل بينهم وبين تلك البحيره التي يسيران بجوارها يوميا..منذ خرجت من المشفي…
ـ اتذكر ذلك الشرط التي اشترطه للزواج مني؟
داوود بأبتسامه..
اجل..حبيبتي..ان ترتدي النقاب..
نيره بإبتسامه..وها انا قبلت شرطك..والزواج منك..ايضا..
ولكن لي شرط انا الاخري..
داوود بلهفه..
لك ما تطلبين..؟
نيره بهدوء..
ـ انتظر لتسمع شرطي اولا..
داوود..بحسم….ايا كان شرطك..انا موافق عليه نيره بلا تردد.حتي ان طلبتي روحي فداء لك..
نيره بأبتسامه..
لا اراني الله فيك مكروها ابدا..
انه شرط بسيط بالنسبه لك..
ولكنه عظيم لي..
داود بهدوء…
اخبريني نيره..واعلمي ايا كان ما تريدين..انا موافق..
تنهدت ورفعت رأسها تنظر له.. ووقعت عينها بعينه..
بنظره فهم مغزاها..
لا تخيب رجاءي..
ـ اريدك ان تدافع عن شخص عزيز علي..
بقي ثابتا قليلا..واعاد سؤاله عليها..
ـ من هو؟
ابتلعت ريقها..
ـ زوج صديقتي..وصديق فراس الحميم..
نظر لها قليلا..
ـ ولما انا؟
ـ ردت عليه بثقه..
ـ انت فقط من يمكنه انقاذه..
داوود بدهشه من ثقتها..
ـ التلك الدرجه تثقين بي؟
ـ اكثر من نفسي..
مسح علي وجهه بتوتر….وعاد يسألها…
ـ ماهي تهمته؟
ـ ساخبرك ولكن بالوطن…
داوود بصدمه..حقا نيره..ما تقولين..؟
هل تفعلين هذا كله من اجل فراس وعائلته..
هزت رأسها بسرعه لليسار واليمين..
لا….من اجلك انت..
نظر لها بعدم فهم..من اجلي..كيف…؟
ابتلعت ريقها واقترب وامسكت بيده..ليعاودو.. السير معا…
ـ من اجل ان نبقي معا.
هذا شرطي للزواج منك..وانت اخبرتني انك موافق علي اي شي اطلبه..
عبير ساعدتني كثيرا وفتحت لي بابها حينما اغلقت جميع الابواب بوجهي….
اريد ان ارد لها دينها..
ـ اتقصدين تلك التي كانت معك بالمطار ذلك اليوم حيث التقينا اول مره..
ـ نعم هي. جيد انك تتذكرها..
وقف وجذبها لتقف امامه..
وبأبتسامه..
لكي ماطلبتي نيره..لا اريد لك ان تكوني مدينه لاحد..
ساترافع عنه..
نيره بسعاده..صدقا..
داود بسعاده علي سعادتها..
صدقا..حبيبتي
نيره..سنعود غدا..اذا..
ـ سنعود حبيبتي..سنعود…
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بمكان..ما..
عمران علي الهاتف.
ـ ها يارأفت..عملت ايه في اللي قولتلك عليه…؟
رافت (ذراع عمران اليمين يقوم بكل اعماله المشبوهه)..
ـ تم يابوس..وقريب هيجيلك خبره..
عمران بشماته..عال..عال..
عاوزك تعجل بالخبر اليقين..
فاهمني..وكله بتمنه..
ـ حاضر يابوس..
عمران بغل..لازم اوريكو مين هو عمران..؟
ــــــــــــــــــــــــــ
بشقه فراس..
ارتمي علي صدرها بتعب..فالتقطته بصدر رحب..
راسه علي صدرها..ويديها تمشط شعره
جميله بحزن..
ـ حبيبي انت بردو خارج..خليكي معايا شويه..انت وحشتني اوووي..
مد يده واحاط خصرها كطفل صغير يتشبث بوالدته..
ـ غصب عني ياجميله..الحمل كله فوق راسي..
وحاسس اني تعبان..ولولا وجود كرم معايا..
بيشيل شويه..عني..
مالت براسها وقبلت جبهته..
ـ هتعدي..حبيبي قدها وهتعدي..
رفع راسه ولثم شفتيها..برقه..
ويديه امتدت..لتملس علي رحمها..
ـ انتي كويسه؟
عادت هي ولثمت شفتيه مره اخري..
ـ كويسه متقلقش..طول ما انت كويس..
ــــــــــــــــــ
بعد دقائق..
كان يهبط فراس وكرم معا…لاستقبال الطبيب المعالج بنيرمين..
ـ ولم يلحظا تلك العيون الخبيثه، التي تختبئ خلف احدي السيارات..
رفع فراس نظره للاعلي..يلبي نداء اطفاله..
حيث تقف دوما لتودعه بشرفتها….وبجانبها طفلاها..
ـ رواء بسعاده وهو يلوح له بيده…بااي يابابا..
روان..باي يابابا..
ابتسم واشار لهما..باي ياقلب بابا..
استدار ليقود السياره..ووقعت عينه علي ذلك الذي اشار لاحدهم..بيده..
فلمح ذلك القادم علي دراجه ناريه..
مقنع الوجه.
وبيده سلاحا ناريا يصوب به ناحيه كرم.الواقف يتحدث بهاتفه..
جري ناحيته ليبعده عن طلقه الغدر..
ـ حاسب ياكرم..
اااه…
ااه موجوعه تبعتها هي بصرخه من اعماقها..
ـ فرااااااس..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آااه..لو..
لو عاد العمر قليلا.
لبقيت بقربك طول العمر..
آااه..لو..لو
واااه من تلك ال..لو..
لا.. تشفع ولا… تغني عن..
من بلقياه ابتدأ العمر..
ومن بقربه..صارت الدنيا احلي..
والقلب اطمأن.
ياعاشقين..ومبتلين بالهوي مثلي..
اخبروني..احوالكم..وماذا عن تلك….الاااه
وعن تلك ال…لو..
أهناك..شيئا بالقلب..تشفع له تلك…
ال..لو..
اااااه..لو..
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
(صبرا جميلا)
فرااااس..
صرختها الملتاعه بإسمه وصوت نحيبها….افزع البيت بأكمله..
نزل علي اثرها الجميع..خلف بعضهم..يهرولون..خلفها..وهي تقفز الدرجات غير مكترثه لشئ..
وفي اقل من دقيقه كانت امامه..تنظر له ولما صابه..بصدمه..واعين تفيض بالدموع بلا حول لها ولا قوه منها..
طلقه الغدر شقت صدره هو..بدلا من ان تصيب هدفها..وتشق صدر كرم..
اهذا جزاء..الشهامه..والكرم
.لقد رأت كل شئ..بعينيها..من الاعلي..
جست علي قدميها ارضا..واقتربت منه..وبحده..أزاحت يد كرم التي تتمسك..به..ويصرخ علي الجميع ان يطلب الاسعاف لانقاذه..
بيد ترتعش وجسد ينتفض..اخذته علي صدرها…تحسست بيدها موضع اصابته..
وبصوت خرج مهزوزا..مختنقا..
ـ فراااس..حبيبي..
صوتها شق سكون القلب الكسير..واستمع له من يجاهد ليبقي هنا
من اجلها..ومن اجل حياه كم تمناها ليالي..
بأحضانها..
جاهد لفتح عينيه،ووقعت عينه بعينها.. وارتسمت بسمه متعبه علي شفتيه..لمرآها..هنا..
وبصوت يكاد يسمع..
همس باسمها
ــ .ج.م.يله..متبكيش..انت.ي..اجم..ل..حا..جه..حصلتلي..
هزت راسها يمينا ويسارا..لالالالالا.متكلمش..
أرجوك يا…..فراس مش هتسبني..انت هتبقي كويس عشاني..
عشاان خاطري..فتح عينك..متغمضش..
اااه..يااارب…
ـ اارتعش جسده بين يديها..واغمض عينيه مره اخري.
حاولو ابعادها عنه..ولكن يديه..التي تشبثت بذراعها..
جعلتها تصرخ بلوعه بهم..
ـ سيبوني..ابعدو..ابعدو..
ـ فراس..فتح عينك..ارجوووك..
ـ مت..سبني..ش..خليني..ام..وت..علي..صدرك..
اغمض عينيه راحلا بعالم آخر..
لالاا..فراااس..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعتين..
بالمشفي…
الدنيا تدور بها..الجميع حولها..لكنها لا تشعر الا بالوحده واللوعه..
ذكر الفراق يمزق قلبها ويفتته..قاسيه الدنيا عليها…
تدور بعينها هنا وهنا… تبحث عنه بين الوشوش..عله يأتي الان ويخبرها انها مزحه..
يحيطها بذراعيه كما عودها..ويحمل عنها همومها واوجاعها ويبدلها فرحا..
سيأتي الان وستجري وتختبأ بصدره كما اعتادت..
ستضربه بيدها علي صدره
وتخبره انها كانت مزحه ثقيله..موجعه..حطمت فؤادها..آلمتها..
لكن..لا…
وجوههم الباكيه..افاقتها من تخيلاتها الحمقاء..اللعينه..
لقد أخذوه من احضانها..اخبروها انها ربما هي النهايه..
هنا…
ربما اخر مره ستراه..
عاد عقلها يردد.
آخر مره…
اسندت ظهرها للحائط بتعب..
بجسد منهك..وعقل من كثره التفكير تشعر بأنه سينفجر
ما عادت قادره علي شئ….انزلق جسدها.. ألي ان افترشت الارض
دفنت وجهها بين قدميها..
ـ يديها..ملابسها..ووجهها مختلط بدماءه..
أخرجت صرخه قويه…شقت قلوبهم…عليها..لم تسمح لاحد بالاقتراب منها..
كاذبون..هي تعلم..لقد وعدها ان لا يتركها..ماذا ستفعل بنفسها وبأطفالها من بعده..
هو من يجيد التعامل معها ومعهم..هي طفله كحال اطفالها..
لم تتم عامها التاسع عشر حتي..
الي هنا وعاد يصرخ قلبها قبل لسانها..
فرااااااااس…
اقتربت والدتها تحاوطها بذراعيها..فأبت..
ليس احضانها من تريد..لم تعد تطمأن الا باحضانه..حتي حضن والدتها..
اصبح شوكا..لها..ابعدتها بحده..
(أصابك عشق،اسما السيد)
كم ماذا..وماذا..خطرت علي بالها…ماذا فعلت ليكون من نصيبه ونصيبها كل هذا الالم.؟
الم يكفي ذلك الوجع المرابط بصدره دوما..ولم يتركه يوما…
لكم مره… بكي علي صدرها وهو يخبرها كم قست الدنيا عليه..وكم بكي..وأخبرها كم كان بحاجه ام تحنو عليه.؟
كم مره اخبرها انه ليس هكذا…وليس ذلك الفاسق التي التقته ابدا..؟
كان يريد يدا حنونه..تنتشله مما كان فيه..او قلبا صافيا يحبه كما هو..
اخبرها..ذلك اليوم عندما طلب الزواج منها..
إما ان تغريني..او اقبليني كما انا..وفي الحالتين..سأكون ملك يديكي..
لا تتركيني..فأنا أشعر بشئ جديد علي..لا اعلم ماهو..؟
اشعر بالراحه بين يديكي..
قبلته كما هو..بعيوبه قبل مميزاته..وكان تلميذا نجيبا..
لاجلها اصبح فراسا اخر…
ملكها هي…وملكه كانت هي..طفله له..قبل ان تكن زوجه
تتذكر كم بكي تلك الليله باحضانها حينما عاد من دفنه تسنيم..
يشعر بالذنب لموتتها تلك..
وانه لم يتدخل لينتشلها مما هي فيه…
كان يعلم..انها مدمنه..ولم يبالي..بها يوما..
تلك الليله اخبرها الكثير..عن علاقته بها..وانه لم يعتبرها زوجه ابدا..
كم فرحت ليلتها..ولم تأبه لاي مما يحكي..الا انها هي وفقط بقلبه.
كم ضحك بعد حزنه..علي افكارها المجنونه..حينما سألها..لما تبتسمين؟
ولكنها لم تشمت بموتتها..ويشهد الله..
هي فقط كانت سعيده..بعشقه لها..
ايعقل ان مايحدث الان عقابا من الله لفرحها..ذلك اليوم..
بأنها كانت الوحيده بقلبه…
صرخ قلبها..قبل لسانها..وعادت تصرخ بقوه..
قواها تضعف..وتشعر بذلك الوجع برحمها…من جديد..
مدت يدها المرتعشه..وهي تكافح لتفتح عيونها..
وذكري اخر كلمه..اخرجها..من فمه..عادت لذاكرتها…
تزامنت مع خروج الطبيب..من غرفه العمليات اخيرا بعد ساعتين كاملتين..
رفعت وجهها الغارق بمزيج من دموعها ودماءه..
تتوسله الا ينطقها…
يخبرها انه..هنا…مازال هنا..
ولكن..
ـ اسف احنا عملنا اللي..علينا…و..
لم تنتظر ليكمل..واخرجت صرخه ضعيفه..
وهي تشير بيدها..
ـ لالا..فراس..لا…
تبعتها بإغماءه طويله..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امريكا..
بصدمه..وعيون جاحظه..ينظر اليها..وهي تفترش اسفل سياره..
تقوم بإصلاحها..بورشتها المهترأه تلك..
بعد تناول الطعام..ذهب سريعا..لهنا..شعر بالوحده من غيرها..
فقرر ان يزورها بورشتها..ولكنه صعق..بمنظرها..
دار بعينه..بالمكان..بصدمه..
اهذه ابنه عمته..من يمتلك والدها المليارات
كان يعلم مهنتها..ولكن..
الواقع غير الخيال..
استمع لصوتها من اسفل السياره..تنادي علي ذلك الشاب العربي الذي يعمل معها..
ـ ياسولم…هات مفك..ياسولم..
بالحقيقه ليس هنا..احد غيره..
أعادت..نداءها مره بعد مره..
انت يازفت ياسولم..ان ماطردتك مابقاش انا ميما..عاااا..يخربيتك.
هفطس تحت..
ابتلع ضحكه كادت ان تخرج وتفضحه..
مد يده بحقيبه العمل خاصتها يبحث عن ذلك المفك الذي تريده..
الي ان وجده..
وجثي بجانبها..ارضا..
ومد يده لها بها..
ـ كنت فين ياسولم..مبتتنيلش ترد عليا ليه..
لارد..
انتظر حتي انتهت وخرجت من تحت السياره..
هيييه.. صلحتها..هجربها بقي..
استدارت حول السياره لتقودها..ولكنها عادت للخلف بصدمه..
تبعتها بشهقه..قويه..
وهي تراه امامها..يجلس واضعا قدما علي الاخري وينظر لها بتلاعب..وعلي وجهه ابتسامه عابثه..قرأتها بسهوله..
عاااااا…
انت جيت هنا ازاي؟
باسم باستفزاز..
اللي يسأل ميتوهش..وانتي مشاء الله نار علي علم..
ميما بحده..تقصد ايه ياباسم…؟
باسم بضحك..الله..مالك بتبصيلي زي مرات الاب ليه كده..!
اقصد ان الكل بيشكر في شغلك فجيت اجربك…
ضيقت بين عينيها واقتربت منه ببطئ..
ـ نعم..تجربني.؟
باسم بتوتر مصطنع..اهدي اكبيره..قصدي انفعك..
ميما بغيظ..باسم..؟؟
انت عاوز…ايه..عندي شغل..مش فضيالك انا..
شتم عليها بسره..عربجيه..عربجيه..
اهمدي يابت..انا جيت اقعد معاكي شويه..هعوز.. ايه؟
ميما..بفرحه مستتره..اجادت اخفاءها..
ان كان كدا ماشي..قوم بقي ايدك معايا..لان الايد البطاله نجسه..
باسم بصدمه..نعم يختي..اشتغل ايه؟
انا باسم.. اشتغل ميكانيكي..
ميما بحده..وماله الميكانيكي ياعنيا..تقصد ايه بقي.؟
باسم بخوف..مقصدش بس…
ميما بسرعه..بلا بس..بلا بتاع..برا ياباسم..
باسم بصدمه..هاااا..انتي بتطرديني..ياميما
ميما بقوه..اااه..ويالا برااااا..انا مش فاضيه لنرجسيتك دي..
ـ نرجسيتي؟!
يعني ايه..دي؟
ـ يعني صراع الطبقات..والحوارات الفاشله دي..مش عندي انا..
يالااا..برا..يا حليوه..ياأمور..
باسم بصدمه…
ـ ميما؟!
ميما بثبات..
ـ براااا..يابن خالي..برا
خرج مسرعا من صوتها المرتفع يسبها بسره..
ـ مجنونه..والله البت دي مجنونه..
اف..انا ايه اللي بيجرالي بس..البت دي خطر عليا..ماشي ياميما ماشي.
ميما بحزن..ماشي ياباسم ان ماوريتك وخليتك تقول حقي برقابتي مبقاش انا..
بعد نصف ساعه..
ـ كان يرتدي تلك البدله الخاصه بورش الميكانيكا..بعدما عاد لها عارضا المساعده..
في محاوله منه..ليثبت لها انه ليس نرجسيا..متزمتا..
يفترش اسفل السياره وهي تملي عليه ما يفعل..ببرود..
باسم بغيظ..منها..وهي تجلس علي المقعد تهز بقدمها…وتمضغ لبانتها..وتغني…
ـ يمهل ولا يهمل…الله يسامحك..ياللي في بالي..
عادت لتدندن..بلا اهتمام..تلك الاغنيه التي استمعت لها صباحا باحدي الاذاعات العربيه..
ـ لو بصيت قدامك..تعرف..لو بصيت قدامك..تعرف مين بتحبك اكتر..واللي شايفها في احلامك..ليه ما انتش شايفني…ليه ماانتش عارفني…
لو فكرت فيا..شويه..هتحس بغراامي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السجن..القاهره..
مالك ياضاكتور. فيك ايه؟
معتصم بوجع بصدره..مش عارف..حاسس بوجع في قلبي كدا..
هات التليفون اللي معاك..ياسيد كدا..
سيد بحزن..مفهوش رصيد ياضاكتور..
معتصم بغيظ..يااخي انا نفسي اعرف هي دماغك دي راكبه ازاي؟
حك سيد رأسه..وفتح فمه ببلاهه..
ـ راكبه ازاي يعني ياضاكتور..مهي في مكانها اهي..؟
معتصم بصدمه..يابو الجهل..افهم..انا قصدي بتفكر ازاي؟
يعني تدي العسكري ميت جنيه عشان اتنيل اتكلم برصيد مشحوت..
مكنت اديته ال١٠٠يجيب كارت احسن..
سيد بصدمه..بعدما وصله معني معتصم..
ازاي فاتتني دي ياضاكتور..تصدق صح..دا انا هقوم..اطلع……امه..
واجيب الميت جني… منه..
وبحركه اعتاد معتصم رؤيتها بالافلام فقط..اخرج مشرطا صغيرا من فمه..واستقام للعسكري..
معتصم بصدمه..يخربيتك..يخربيتك..ايه دا..انت مخبي المشرط في بوقك ازاي؟
دا طلع الكلام جد بقي..
سيد بفهلوه..الله مالك خرع كدا ليه اضاكتور..سيبني اغز امه في وشه..عشان يقب بال ١٠٠جني..
معتصم بولوله..
ـ يختااااي..يختاااي..يختااااي..
اقعد الله يهديك..ياريتني ما اتنيلت قولتلك….داخل في جنايه..البس بإتنين..اقعد الله يهديك..
سيد بغضب..لا ياضاكتور..مش سيد اللي يتعلم عليه..ابعد انت بس..وانت خرع..كدا..
ابعد ياضاكتور..
انفرجت شفتي معتصم ببسمه حقيقيه من القلب..علي سيد..
ـ احيييه..انت طلعتلي منين..يابني ادم انت بس…
ماانت اللي غبي..والعسكري ماله..بس
اقعد.وانا هفهمك..
ـ لا تفهمني..ولا افهمك..هياجبرت علي كدا..عسكري الغبره دا..لازم اغز امه..اااه..دا ال١٠٠جني دي..
جايه بطفح الدم..
وانا عملتها خدمه ليك..يقوم يضحك عليا ابن الورمه..ويقولي اشحت الثلاثه جنيه..
اقترب من العسكري الواقف ظهره لهم..من خلف البوابه الحديديه..
مد يده من احدي الفتحات..وامسك بالعسكري من الخلف..
شهق العسكري بخوف..حينما استدار ووجده سيد ويلوح بيده بالمشرط..الصغير..
العسكري بخوف.. وهو يبتلع ريقه….ايه بس اسيد بيه..مالك ماسكني ليه كدا..؟
سيد بسماجه..انت ياااد انت..تخزوقني ب ١٠٠جني..وتقولي استلف الثلاثه جنيه من الشركه..
طب يمين بعظيم..لو ما اتصرفت وجبت بال ١٠٠جني كارت حالا..
لكون غزك..واللي يحصل يحصل..وانت عارفني..بقي..مبهددش مرتين..
بغز علطول..
اومأ العسكري برأسه بسرعه. للاعلي والاسفل.
امرك اسيد باشا..هوا يكون عندك الكارت..بس ابعد البتاع دا عن وشي..الله لا يسيئك..دا انا دخلتي الخميس الجاي..
يرضيك اتشلفط..واخش متشلفط..احيييه
اقترب معتصم يبعد سيد عن العسكري..
اوعي ياسيد الزفت..سيبه..قالك هيجيب اوعي بقي..
افلته سيد….وهو يجز علي أسنانه.وينظر للعسكري. بوعيد…
ـ عشان خاطرك انت اضاكتور..
انت ياااد قدامك ربع ساعه..لو الكارت مجاش..والمصحف لابيتك في الفراش..
واعمل منك شوربه..لا تنفع ابيض ولا اسود..
العسكري..بسرعه..هوا….اقل من ربع ساعه..واكون عندك..
بعد ربع ساعه..
كان معتصم يفترش الفراش..من كثره الضحك..
ـ يخربيتك ياسيد..الراجل مكملش دقيقه وكان جايب الكارت..
نفخ سيد صدره وتحسسه بسماجه..
ـ محسوبك سيد والاجر عالله..هي بس الدماغ اللي راكنه شويه..
بعافيه يعني..
عاد معتصم يواصل الرنين ولا رد..
وتنهد ونظر لسيد الذي رغم ما به الا انه يخفي حزنه ببراعه..
ـ الا قولي ياسيد..عمرك حبيت..؟
نظره الحزن التي طلت من عينيه..جعلت معتصم ينظر له بصدمه..
ـ معقول؟
سيد بسخريه..
ـ ومش معقول ليه يا ضاكتور..عشان شكلي بلطجي يعني..
معتصم بضحك..بالحقيقه ياسيد..انا اول مدخلت هنا..وعيني وقعت عليك..
قلت اكيد ابن ناس..من شكلك ومنظرك..
مش شكل البلطجيه ابدا..لولا كلامك وافعالك..مكنتش صدقتك..ابدا..
سيد بحسره..مش كل اللي بيلمع دهب ياضاكتور…اه حبيت..انا هنا عشانها اصلا…
معتصم بصدمه..ازاي؟
ـ كانت جارتي..والفرق بينا كبير..يعني زي ماانت شايف..
هي متعلمه..وبنت ناس..وانا حياالله…سواق ميكروباص..
حبيتها وهي حبتني..واتقدمتلها ميت مره وكل مره ابوها يرفض..
عشان فقير..ومحلتيش حاجه..
قالي..بالنص..مش هدي بنتي لواحد بيكمل عشاه نوم..
بس عمري مايئست..كنت بشتغل في اي حاجه..وكل حاجه..عشان اعرف اجبلها مطرح يناسبها..
هربت كام مره وجاتلي..وقالتلي..يالا نهرب..في كل مره كنت برجعها..
واقولها..هاخدك قدام الدنيا بحالها..مش موده اللي اعمل فيها كده واهينها..
اصبري معايا…للامانه كانت صابره..
لحد ما روحت اقضي مصلحه في مكان بعيد وغبت اسبوع…ورجعت لقيتهم كتبو كتابها..وغصبوها وجوزوها…
ومعرفتش تستنجد بيا..
بيني وبينك الشيطان وزني اقتله واخطفها واهرب..بس لاخر لحظه..قعدت وفكرت..
ماهو ابوها له حق..هقعدها فين..في الاوضه عالسطح.
انا فعلا بكمل عشايا نوم..
هي متستهلش مني كده.. طب.. ولو خلفت ولاد منها..
هتبقي امهم.. مدرسه وانا مبعرفش افك الخط…وبعد حرب كتيره بيني وبين قلبي..
سبتها تتجوز.وقلبي بيتقطع…وبعدت لحد ما دخلت واتجوزت..
ورجعت..تاني مقدرتش ابعد عنها..
خدني الحنين اعرف اخبارها واطقس عليها..ماهو القلوب معلهاش سلطان..كنت افضل رايح جاي بالميكروباص تحت بيتها..يمكن المحها..
وفي ليله.. من ليالي كتير..
وقفت بالميكروباص تحت بيتها يمكن المحها..
كنا نص الليل..
ولحسن الحظ وبركه دعايا..خرجت..ووقعت عيني بعينها
مش عارف كانت خارجه ليه..يمكن قلبها حاسس بيا..معرفش..
بس اللي حصل بعدها مينوصفش..
دخلت جري..وفكرتها خافت مني..
اديرت ولسه همشي..ودموعي سبقاني..معقول خايفه مني انا..
انا أه..شراني مع الكل..بس لحدها هي وبفرمل..
لسه همشي..
لقيتها بتصرخ وبتنادي عليا..
سيد..استني ياسيد..
مقولكش ياضاكتور..اول ماسمعت صوتها ايه جرالي…
كاني رجعت عيل صغير..
اديرتلها وياريتني ما اندرت..
لمحت وشها كله مشلفط. ومش دي ابدا موده اللي انا اعرفها…
مسكت في ايدي..وقالتلي..خدني من هنا..قبل مايرجع ابوس ايدك ياسيد…ابعدني عن هنا..متسبنيش..
الدم غلي في عروقي..
وصرخت فيها..مين عمل فيكي كده..؟
ضربتني علي وشي..وقالتلي انت السبب..استنيتك تنقذني
سيبتني ومشيت..رميتني ليهم..
قالتلي.. انها مخلتوش يقربلها وكل ليله يضربها علقه ومفيش فايده.. معرفتش تسلم ليه..ابدا..
حاولت اهديها ومخربش بيتها وانا بقلبي بدعي وأقول يارب تفضل علي رفضها.. بس هي كانت مصممه…
النار كانت قايده في جسمي..
وكل ما بص لوشها احس اني عاوز اقتله بايديا…
لحد ما لمحت الخرتيت… دا جاي يجري…وفارد قلوعه.
مدرتش بنفسي..الا وانا عجنه بإيديا.وخليته رما عليها يمين الطلاق…قدام الناس..زي الوليه في الشارع..
ولان محصلش بينهم علاقه..اتجوزتها بعدها بأسبوع.
بعد ما اهل الحي..عقدو كام مجلس عرفي..
وخدنا شروط علي بعضنا.واقرو ان جوازها اصلا باطل..لانه كان غصب عنها..
واهلها اتبرو منها وكرشوها..
معتصم بصدمه..ورضيت تتجوزك رغم فرق المستوي دا كله..
سيد بإبتسامه حزينه..
ـ سألتها بدل المره الف طول الاسبوع ده..عشان مترجعش تندم وتقول ياريت..
وفي كل مره..كانت بتجاوب..ااه..موافقه..مش عاوزه غيرك..
ـ وطب ايه اللي حصل..وخلاك اتسجنت..هنا..
سيد بوجع..
مكنش ينفع اعيش في نفس بيت اهلها..اجرنا شقه في نفس المنطقه علي قد حالي..وهي كانت راضيه..كنت اجي اخر الليل..الاقي خير ربنا كتير.. وفايض..مرتبها علي اللي بجيبه..
كانت رضا..وفل..اوي.وكنت اسعد واحد في الدنيا…
الناس كلها بعدت عني وعنها كأننا شبهه..كانت حزينه بس مكنتش بتبين..
وكانت تقولي..كفايه انت عندي..
ربنا رضانا والحمدلله وطلعت حامل بتوأم..انا يتيم يا.. ضاكتور لا اب ولا ام..
واتمرمطت في بيوت عماتي وخلاتي واهل ابويا كلهم..
عشان كدا الفرحه مكنتش سيعاني..اخيرا الدنيا ابتسمتلي..
هعوز ايه تاني..هي وجاري. ورزقني منها ربنا.. بتوام مره واحده..
بس نقول ايه..
الخسيس الواطي اللي كان متجوزها كان متربصلها..وهي راجعه من شغلها في المدرسه..في يوم..
اجر بلطجيه..وخطفها..وحاول يعتدي عليها..
لولا ستر ربناا ناس خدت نمره العربيه وبلغت..عنها..
انا اول ماعرفت كان هو اول ما خطر علي بالي..
حبايبي كتير وقدرت اوصلها..
شوفته بعيني وهو بيحاول يعتدي عليها..
ومن كتر المعافره معاه..كانت ساحت في دمها..
مدرتش بنفسي الا وانا خبطه في راسه..راح فيها..
وخسرت ولادي..بعدها..
اطمنت عليها وسلمت نفسي..واستودعتها..عند اللي خلقها..
عرضت عليها الطلاق وهي رفضت..واتمسكت بيا..
بقالي شهرين هنا..وكل مره المحامي يأجل القضيه..بس انا عارف اخرها عشماوي..
بس انا مش ندمان..ااه..انا كل ما افتكر..اقول ياريتني قطعته بسناني…
معتصم..بصدمه..وهي؟
ـ بتشتغل وتدي دروس هنا وهنا..وحتي الميكروباص اللي كان حيلتي بعته قبل ماسلم نفسي..عشان تصرف منه..
بس عرفت انها صرفتهم…عالمحامي…
(حصري لجروب ولنا في الخيال حياه)
حتي اهلها رفضت ترجعلهم..اكتر حاجه وجعاني اني عارف انها بتخاف من الوحده..لما كنت اتأخر بالليل..كنت ارجع الاقيها بتبكي وبتعيط..من الخوف..
انا مش وحش والله ياضاكتور..انا كنت بدافع عن عرضي وشرفي اللي دنسهم الواطي..
معتصم بصدمه..ياااه دا انت جبل يا سيد وعندك قدره تضحك وتهزر..ايه يابني ده..
سيد بشرود..مش بيقولك..في عز خنقتك وضيقتك….اضحك…ماهو لو انت مضحكتش..مين هيضحك..
اضحك ودوس علي وجعك..خلي الوجع من بسمتك يبتسم ويرحل…
واديني رااضي…وعجبي..
يااارب….
معتصم بهدوء..
هات عنوان مراتك ياسيد..؟
ـ ليه ياضاكتور.؟
ـ بس هات..واتصل عليها..وقولها اللي هقولهولك..
سيد بخوف..
ـ بس..انت عاوز منها ايه؟
معتصم بهدوء..انت بتثق فيا ولا لا؟
سيد بحب..يعلم الله بثق فيك وحبيتك اد ايه ياضاكتور..بس بالله عليك الا موده..مش عاوز اي حاجه تجرحها..
ـ ياعم بس هات..ويالا اسمع الكلام..واوعدك اساعدك ياسيد..انت برئ..وجريمتك..دفاع عن عرضك وشرفك..مش معقول..
اللي يدافع عن عرضه..الايام دي جاني…
يالا بس..هات..
ـ حاضر ياضاكتور..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد يومين..
بالفندق..القاهره
وقع الهاتف منها بعدما اخبرتها عبير بما حدث..وان فراس بحاله حرجه..
التقطه داوود بسرعه..وعاد يسألها بقلق.
مابك نيره.؟
انتي بخير..لما البكاء..ماذا حدث..؟
نيره بلهفه..هيا بنا داود.لقد.اصيب فراس..سيموت..
اريد الذهاب للمشفي..هيا بنا ارجوك..
داوود بخوف..اهدأي..حسنا سنذهب..ولكن اولا اشرحي لي..
نيره..اريد ان اعرف كل شئ..انتي ماذا تخفين عني.؟
هزت رأسها بسرعه للاعلي والاسفل..
هيا بنا اولا..سأخبرك..
(أصابك..عشق..اسما السيد)
بعد ساعه بالمشفي..
تصعد الدرج بلهفه..الا ان تسمرت مكانها..
وهي تراهم جميعا هنا بعد غياب طال شهور كثيره..
بحاله يرثي لها..
اقترب منها ومد يده ليمسك بيدها يحثها علي السير..
مابك نيره..لما تراجعتي..هكذا..مابك.؟
عادت للخلف خطوتين..والدنيا تدور بها..
لمحتها سمر زوجه عمها..فشهقت وضربت صدرها وصرخت بصوت مرتفع..انتبه له الجميع…
واستقامت لتقترب منها..
ـ نيررره..حبيبتي..نيررره
تيبست قدميها وسمر تهرول..باتجاهها..
اختطفتها بأحضانها وهي بلا رد فعل…
ـ سمر بدموع..ياقلب امك يانيره..
وحشتيني..يانيره..امك وابوكي هيتجننوا عليكي..ياقلب امك..
رفعت نظرها تستنجد به..
لم تكن تتوقع هذا اللقاء ولم يكن بحسبانها..
ولكن يد جوان انتشلتها من أحضان سمر..لتحتضنها هي..
ـ نيره…سامحيني والله ماكان قصدي اذيتك..
والله ما كان قصدي..وحشتيني اووي..
نظره الاستنجاد بعيونها..اشعلت غريزه الحمايه التي بقلبه لها..
ومد يده وبقوه انتشلها من احضانهم..
وابعدها عنهم..وقربها منه..
دفنت نفسها بتلقائيه تحت ذراعه..
وسألهم..
ـ من أنتم…؟
صوت قوي من اخرسهم جميعاً..كان صوت كرم..بس..
اسكتو..
اهلا نيره…انت داوود اليس كذلك.؟
استمعت نيره لصراخ تعرفه جيدا..
ـ جميله؟
دي جميله هنا…صح؟
جوان ببكاء..جميله تبقي مرات فراس يانيره..وللاسف بين الحياه والموت..
وعلي ذكر جميله المظلومه مثلها دوما..ارتعد قلبها..
ـ هي فين؟
وديني ليها..
ابتسمت سمر عليها..لسه بردو مبتحنيش الا لجميله..
جميله جوا يانيره..ادخليلها يمكن تقدري تهديها..
ـــــــــــــــــــــــ
دموعها تغرق وجهها وصوتها لم يعد يخرج من كثره البكاء والنواح..يومان وهي بغيبوبه مثله..
بين الحياه والموت..منذ خرج الطبيب ذلك اليوم يتأسف لهم..
والف سؤال..انتابها..
هل فارقها..هل مات وتركها هنا..ميته علي قيد الحياااه..
اااه موجوعه هي ما تخرج عاليه..حاره..كل دقيقه..
عادت..
تتوسلهم ان تذهب لتراه..لتنظر اليه..مؤكد سيستمع لها..
ـ سيبوني ارجوكم..انتو مكتفني ليه..
عاوزه اشوفه..حرام عليكم..
لمحتها تقف علي حافه الباب..فصاحت عليها..
ـ نيره…الحقيني يانيره..خليهم يسيبوني..
اقتربت منها نيره واخذتها بأحضانها..
اهدي اهدي ياجميله..
عاودت البكاء..مره اخري..
فراس يانيره..
كنت عارفه انك هتيجي..هو حكالي عنك قبل الحادثه بيوم وقالي اللي حصلك..وقالي انو هياخدني ليكي اول ما ترجعي.. هو وعدني..هيلم شملنا..
بس ملحقش..والله ما لحق..يانيره..
ـ طب.. شششش اهدي..ياجميله.
ـ عاوزه اشوفه..خلوهم يسبوني..
طب اهدي وانا اوعدك تشوفيه..ماشي..
ـ بجد.؟
ـ بجد..اصبري..والله وانا هشوف الدكتور واجيلك..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعه
بالاسفل..
كان داوود يجلس منكس الرأس بعد استماعه لكرم وبدر واخذ فكره عن مغزي القضيه..وعرف ان من هنا جميعا اهل نيره..
اطمأن قلبه قليلا..وعلم انه ربما حان وقت العتاب ولم الشمل…
لربما كان هذا افضل لها..الوحده تقتلها وتذبل يوما بعد يوم..
حتي لو كانت تظهر عكس ماا بقلبها..يعلم انها حزينه بدونهم..
تنهد و..
رأسه بدأت تعمل يمينا ويسارا..
ـ اريد ان اري المتهم..واسمع منه..
هز كرم رأسه..
كرم لا يعلم ان داوود ومعتصم اخوه..وكذلك بدر..
وداوود نفسه..للان لا يعلم ان المتهم..اخيه
كرم.. تمام..سأهاتف.. أحد ا معرفه..في االقسم….ونستطيع..
ان نراه الان..لو احببت..
داوود..هذا افضل..كلما عجلنا بجمع خيوط القضيه..
بدر بهدوء.لكرم..مش هعرف اجي معاكم..عمليه نرمين..هتبدا كمان نص ساعه.
لازم ابقي هنا..مفيش حد غيرنا..
تذكر كرم عمليه نيرمين..وتنهد..
ـ فعلا لازم حد مننا يبقي هنا..
خليك انت هنا.. وانا هروح انا وداود..
الحراسه محاوطه المستشفي كلها.. خلي بالك..
اي حاجه تحصل كلمني.. علطول..
بدر بخوف عليه..خد معاك حرس تحسبا لاي عارض..
فاجأه داود بفهم كلامه..
ـ لا داعي..انا معي طقم كامل..من الحرس..خد حذرك انت..
ولا تقلق..
وأخبر نيره اين انا..؟
وانتبه لها..لحين عودتي..
بدر بإبتسامه حزينه..لا تقلق..هي بامان هنا..
سيرا علي بركه الله….
(حصري لجروب ولنا في الخيال حياه)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمكان ما..بحاره شعبيه..
لوسمحتي..ممكن اعرف فين بيت موده مرات سيد المراكبي..
مصمصت السيده بشفتيها..مسسسم..
ونظرت لها من اعلاها لاسفلها..
ـ وانتي بقي عاوزاها ليه..تكونيش واحده من اللي بتنضفلهم بيوتهم..عشان تجمع فلوس..تخرج.المتعوس خايب الرجا جوزها..
قوليلي لتكون سرقه منك حاجه..افضحهالك هنا..دي جوزها رد سجون وهي شكله اكيد ايدها طويله..
نظرت لها عبير بحده..
ـ وانتي مالك ياست انتي..انا بسالك علي بيتها هتفتحيلي محضر..
ـ خلاص خلاص..انتي حوره..ياهانم..
بيتها هنااك اهو…في العماره اللي هناك دي..اول دور..
نظرت عبير للمكان التي تشير اليه السيده..
وجدتها عماره آيله للسقوط..وغير صالحه للاستعمال الادمي ابدا..
اقتربت منها ودلفت اليها ووقفت امام الباب المتهالك ودقت عليه..
ثواني وفتح الباب..
امرأه رغم وجهها الشاحب وملابسها البسيطه شديده الجمال..
راقيه بأسلوبها..أذهلتها..حقا..
ـ نعم، اتفضلي.. مين حضرتك..؟
نظفت عبير حنجرتها..
ـ انا عبير مرات معتصم صديق سيد..اكيد سيد قالك..
موده بلهفه..
ـ ايوا..ايوا..اتفضلي معلش معرفتكيش…
دلفت عبير للداخل وصدمت بمنظر الشقه الفارغ تماما..الا من بعض المفارش ارضا..
موده بخجل واعين دامعه كسيره….معلش مفيش حاجه تقعدي عليها..انا بعت كل حاجه عشان فلوس المحامي..ما انتي عارفه..
عبير بإبتسامه..ارفعي راسك ياموده..انتي تشرفي اي حد..
والحال من بعضه..محدش احسن من حد..
وربك مبيرضاش بالظلم..ويالا لمي حاجتك..وتعالي معايا..
اكيد سيد قالك..
هزت موده راسها بالرفض..اسفه مش هقدر..ياعبير..انا مردتش ازعل سيد وقولتله اني موافقه..بس مش هقدر سامحيني..
عبير بهدوء وصبر..افترشت الارض..وجلست
براحه…..خلاص هقعد معاكي انا هنا..
موده بصدمه..وهي تنظر لها ولهيئتها..ازاي بس..مش مقامك
عبير بحزن..مش حته مقام ياموده.. حته.. ونس..
انا وحيده..وانتي كمان..وجوزي وجوزك..مظاليم في السجن..
يبقي يتلم المتعوس علي خايب الرجا..
انتي وخداها في حته تانيه خالص..مسأله مقامات..ومدام انتي معترضه تعيشي معايا..لحد ماربنا يفك كرب جوزي وجوزك..هقعد معاكي انا هنا..ايه رايك..؟
موده بصدمه من بساطتها….هااا.
ــــــــــــــــــــــــــ
بعد نصف ساعه..من المحايلات..
لم ترضي موده لها العيش هنا..ولملمت حاجياتها القليله..ورحلت معها..
عبير بفرحه..صدقيني متعرفيش انا مبسوطه قد ايه..انك معايا هنا..
موده بخجل..وهي تنظر لاساس الشقه..الفاخر..
متشكره اوي ياعبير..
عبير بإبتسامه..بس يابت ياهبله..اي حاجه من ريحه معتصم تبقي غاليه..
وانتي متعرفيش معتصم بيعز سيد ازاي..دا كفايه انه بيخليه يكلمني كل يوم..هههههه..
موده بضحك..ههههه قولي كدا بقي..والله سيد جوزي.دماغه مركبه شمال..وانا غلبت فيه..
لو تعرفي بفضل ادعيله قد.ايه..
ربنا يسترها وميتهورش ويرتكب جنايه كمان في السجن..
وابقي خسرته للابد..
عبير بابتسامه..ان شاءالله ربنا يفك كربهم..متقلقيش
ياما في الحبس مظاليم..
ـ يااارب..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السجن..
دكاتور معتصم..يالا تعالي عندك زياره..
معتصم بفرحه.لاعتقاده انه فراس..
ـ اخيرا..مش عادته يسيبني يومين..ماشي يافراس الزفت..
سيد بسماجه..
اكتب جواب وخليه.. يديه للموزه..
معتصم بغيظ منه..احترم نفسك بقي يازفت انت.
سيد بإبتسامه..
ـ ادينا سكتنا اهو..ياارب..بقي…انا تعبت..
العسكري..بقله حيله..لمعتصم الذي يسير بجواره
ـ انا مش عارف ياداكتور..دماغك ركبت علي. دماغ سيد ازاي.؟
دا من يوم ما جه هنا..وهو مشيبنا..ومبهدلنا..ولا بنقدر نتكلم..
ومفيش واحد بيقدر يجي جنبه..
معتصم بضحك..
سيد دا حبيبي..حبيبي..
كفاءه..يعني..
العسكري..بصدمه…. احيييه..دا بهت عليك ياضاكتور..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفي..
الطبيب لجميله..
انا هدخلك يامدام والله عشان حالتك دي..بس مش اكتر من دقيقتين..
عشان ممنوع حد يدخل الانعاش…
هزت راسها بلهفه..
حاضر..حاضر..
بس دخلني ارجوك..
تنهد وفتح لها الباب المغلق..
اتفضلي..دقيقتين هاا..ومتتكلميش..جاره..
باقدام مرتعشه وصوت خرج باكيا..ضعيفا..
نادت عليه.. ضاربه بكلام الطبيب عرض الحائط.. …
وباعين جاحظه من كم الانابيب.. الموصله بجسده..
فرااس..فراس
اقتربت منه واخذت يده بين يديها….وانحنت قبلت صدره العاري..قبلا متفرقه..
دموعها اغرقت صدره..
وكأنه شعر بها..فارتفعت. صوت صافرات الاجهزه.. المكان..
لم تأبه لها..قبلت كل ماطالته شفتيها..
تخبره بعد كل قبله..انها هنا..تنتظره..ان لا يتركها..
وانها تعشقه..
بإنتظاره هي وابناءها..
اخبرته انها تنتظر توأما اخرا منه..لن تستطيع من دونه
ان تربيهما.. وحدها..
اخبرها الطبيب صباحا.. بوجود توأما برحمها..
اقتربت من شفتيه..ومن ذلك الأنبوب المغذي الموصل بفمه..
وقبلت جانب شفتيه..
فعلا صوت صفير الاجهزه..مره اخري..
ثواني والتم الاطباء حولها…يبعدوها..عنه..
ولكنها لم تستمع لهم..
تشبثت به اكثر…
وهي تصرخ عليه..بعدما وقعت عينها علي ذلك الخط المستقيم..علي الشاشه امامها..
اهي النهايه…اذن..
اقتربت منهم وابعدتهم عنه..وهي تصرخ عليه..
فرااااس…لالالالالالالالالالا..
يافرااس..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ايه اللي بتقوله دا..فراس..ابني؟
قتلت ابني..اناااا
ياغبي..ياغبي..هموتك..هموتك..بإيدي..
فايز بخوف..والله ياعمران بيه..ما انا السبب القناص الله يخربيته..
عمران بجنون..لالا..متقولش مات..
لالاا..يارب..انت عارف كله الا ولااادي…فراس للالا..
انا هقتلك يافايز الكلب..
هقتلك..
اخرج سلاحه..من جيبه….وصوبه.علي راسه..
فايز بخوف…اهدي..اهدي ياعمران بيه..دا عايش لسه..متقلقش..
عمران بغضب..كداااب..ولازم اموتك..
لمح فايز..النافذه المفتوحه المطله علي احدي شواطئ المهجوره بمحافظه بورسعيد..
حيث يختبأ عمران..
فقفز مسرعا…
وخلفه عمران..
افرغ عمران طلقات سلاحه عليه ولم يصبه..واحده..
جلس ارضا ييكي بصوت مرتفع..كطفل صغير..
ـ يااارب..لالا..مكنشي قصدي ابني..فراس..لاااا..
كل حاجه راحت من ايدي…فرااااس..الا فراس..سندي وظهري..
اطلق صرخه شقت سكون الشاطئ المهجور..علي اطراف المدينه..
استمع لصداها..وارتدت بصدره..
بلا رد..
جني ما فعله بيديه….
جن جنونه..وضرب راسه بالحائط الا ان نزفت بغزاره..وعلي شفتيه..اسم ابنه..
فرااااس…
انت السبب ياكرم ياانصاري..هموتك بإيدي..لازم تموووت..
..واحرق قلبك..زي ماحرقت قلبي..
علي ابني….
اااه..خرج من المنزل..يترنح يمينا ويسارا..
لا يعي ما يفعله..لا يري الا الانتقام..وفقط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالسجن..
دلف من باب مكتب الظابط..
وصدم انه كرم..دب القلق قلبه..علي صديق عمره..
لم ولن يغيب عنه الا لسبب..قوي..
لم يغيب عنها ابدا..يوما..
معتصم بقلق وخوف.. .كرم..اومال فين فراس..مجاش معاك ليه..؟
وقعت عينه علي ذلك الذي يدير ظهره له..ويتحدث بالهاتف..
واشار بيده..
ـ ومين دا؟
كرم بتنهيده…دا..ياسيدي..يبقي..
رده فعل قويه من معتصم..وصوتا مصدوما..اوقف..
كرم عن الحديث..
بعدما التف داوود لهم..
ـ انت؟…داوود.!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد لا نلتقي يوما..بعد الان..لا تجزعي..واصبري.
.وقد يمن الله علينا بالعوده ونلتقي..فلا تبكي واحمدي الله واشكري..
فإن كل ما يحدث معناا..هو المكتوب..
لا تجزعي واحتسبي.لعل بصبرنا ننول..ياحبيبتي
افرحي فكل املي كان ان بين ذراعيك اموت…واغمض عيني للابد..
لا تبتأسي ولا تحزني..فهذا قدرنا المحتوم..اصبري..
اصبري..صبرا جميلا..فعسي بصبرك..نهنأ وننول..
الصبر عند الصدمه الاولي.. ياحبيبتي.. فقولي..
ان لله وانا إليه راجعون…
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
الدنيا..زائله..لا تأتي علي هوي احد ابدا..ولا ترضي احد..ولا تريح احد..
دنيا فانيه..وكل من عليها فان..ولن يبقي عليها..الا ذو الجلال والاكرام..
فماذا اعددتم لرؤيه الواحد القهار..
ارتقوا..واستقيمو..يحببكم الله…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفوا عنا…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ساألقااكي)
بجسد يرتعش..وعيون لم تعد تستطع فتح جفونها من كثره البكاء..
اقتربت منه..
صوت همسهم….حولها.. خرق اذنها… يقولون.. بانه رحل..
توقف القلب ورحل..
كاذبون..هو هنا..مازال..وسيبقي..
ايعقل رحل.؟
اذن لما قلبها مازال ينبض الي الان..لما لم ترحل هي الاخري…
لما يفعلون بها ذلك..؟
لما لا… يرأفون بحالها..
و كلمااقتربت منه… ابعدوهاا عنه..هكذا..
يقولون لها..ابتعدي..
لينعشو قلبه…بذلك الجهاز اللعين التي طالما شاهدته بالافلام..
سيؤلمونه..
وتتألم هي معه اضعاف…
لما لا يعلمون..انها هي نبضه..ودقاته..كما كان يخبرها..دوما..
راتهم يبتعدو عنه..
يبدو انهم فقدو الامل في ان يعود للحياه
فافسحو لها الطريق..
لتقترب منه..او.. لربما اوجعهم منظرها الباكي..وصوتها الذي انكتم بداخلها.
ولم تعد تقوي علي اخراج حرف واحد..
حتي اسمه..لم تعد تستطيع قوله…
بخطي ثقيله اقتربت..منه..
ومدت يدها البارده تتحسس وجهه الشاحب..
دموعها تجري علي خديها..بلا اراده…وجسدها ينتفض..
خائفه وبشده…ان تكون حانه لحظه الفراق..
تحسست بيدها وجهه الشاحب..لحيته..وعينيه..وشفتيه.المنفجره الموصوله بانبوب..غليظ..
كهؤلاء من خلفها..
الف اه..واه..تصرخ بداخلها..وتصارع للخروج..ولكن…
أهي النهايه اذن…؟
عادت ورفعت وجهها للاعلي تستجدي الرحمه من الخالق..
ان يجيرها في ما صابها..ويرحمها..ويخفف عنها غصه حلقها والم قلبها..
واخيرا خرجت آهاتها..الموجوده..علي شكل..نهنه..خافته..من كثره البكاء..والنواح..
تبعتها، بصرخه شقت قلوب الجميع..خرجت من صميم قلبها..
وبحسره ورجاء..ردد لسانها
ـ يااارب..متاخدوش مني..يااارب..انت عالم بحالي..
رجعولي..وحياه حبيبك النبي..
الجميع ينظر لها بحزن..يتهامسون..وينعوها بعيونهم..
وآخرون بالخارج..ينظرون لها باعين داميه من خلف ذلك الفاصل الزجاجي اللعين..
الذي شهد علي فراق الاحبه ومازال شاهد واحد تلو الاخر..
.ولكن ماباليد حيله..
لم تيأس..ولم تستسلم..
عادت بلهفه..ودفنت وجهها بعنقه…تحدثه لربما يسمعها..
ولكن خانتها حنجرتها..فما استطاعت اخراج كلمه..
غير اسمه..فراااس..
نادت..اسمه..برجاء..حزن..ولوعه..واشتياق له من الان..
فراس..
فراااس..
وما عادت الدنيا بلقياك..كما كانت قبل ابدا
فراس..لا لون ولا طعم..بعدك لهذه الحياه..
فراااس..وكفي..
ثانيه..واثنتان..وهي تدفن نفسها اكثر بعنقه..
تناديه اسمه بوجع.. ولهفه…
قبلت عنقه..برقه.. وسلمت امرها لله..
هو عليها هين.. لن يؤلم قلبها..
تثق به..
رجفه بسيطه.. بجسده شعرت بها.. فانتفضت وابتعدت عنه..
تلقي نظره علي ذلك الجهاز اللعين..
ولا شئ.
فنظرت لهم..
وصرخت..
جسمه اتحرك.. انا حسيت بيه..
نظرو لها تلك النظره المشفقه.. ونكسو رؤسهم..
لا امل منهم..
عادت بلهفه.. تنادي عليه.. وتضربه بيدها الضعيفه علي صدره..
فراااس..
انت. هنا.. صح.. رد عليا…
قولهم انك مموتتش.. اااه.. يارب..
عاد جسده ينتفض من مكانه..وهذه المره بسرعه اكبر..
كمن.صعقته الكهرباء..وارتفع صفير الجهاز اللعين..معلنا عوده القلب..للحياه..
انصعق الاطباء..وابعدوها عنه بصعوبه..وهي تتمسك به.. بإستماته..
تبتسم وتبكي..
تخبرهم انها.. كانت تعلم انه لن يتركها ابدا..
عاد قلبه ينبض من جديد..لاجلها….دوما..كان هنا من اجلها…ولن يخذلها ابدا..
(حصري لجروب ولنا في الخيال..حياه)
(اسما السيد..اصابك عشق)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالسجن..
تحدثه بتوتر..خائفه..وتتحدث باي حديث..قلبه شعر بها..
خائفه ومتوتره..
هو اكثر منها..ولكن يضمره لنفسه..ابتلع ريقه..ومسح جبينه..
بمنديله الورقي..الذي بيده..بعدما فتح الباب..واستمع لصوته المتساءل..
انهي مكالمته معها بسرعه..والتف ببطئ ينظر لمن يتساءل من هو؟
جحظت عيناه وابتلع ريقه..من هذا الماثل امامه..نسخه مصغره منه…
وهو لم يقل اقل منه صدمه.. فقط اسمه الذي ردده معتصم..
جعله ينتبه.. انها الحقيقه.. وان هذا الذي امامه يشبهه كثيرا وكأنهم توأما….حقيقيا..
التقت نظراتهم لمده ليست قليله..جعلت كرم اخيرا ينتبه لذلك الشبه الكبير بينهم..
وعاد لذاكرته..اخر كلام بينه وبين فراس..قبل الحادث..
انه سيأتي بأحد ما.. يدافع عنه ويحميه بروحه..لن يكذب ولن يرتشي..
ايعقل..ان سمه قرابه بينهم..؟قرابه ماذا..
اهما توأم ..؟
اشتغلت رأس كرم الماكره سريعا….
ولكن جاء سؤال داود الذي ابتلع صدمته..وحلت محلها اخري متمهله..متانيه..وكأنه يستجوب من امامه..وييحبه بالحديث…ليقطع افكاره..
ـ أنت تعرفني؟
رمش معتصم بعينه قليلا..وابتلع ريقه..
وبان التوتر.. علي قسمات وجهه..
يديه تصارع شيئا.. ما..
وكأنه يريد.. ان يلقي نفسه باحضان هذا الماثل امامه..
ولكنه تحكم بنفسه بآخر لحظه..
واخرج تنهيده قويه…وعاد.. يملي عينه من داوود..وينظر له وكأنه شخصا غائبا واشتاق له..كثيرا..
يدور بعينيه..يمينا ويسارا..
فشعر كرم بالثقل الكبير الجاسم علي قلب معتصم..وصراعه النفسي..
ووقعت عينه بعينه فنظر له معتصم برجاء..ان ينشله..مما هو فيه
فتنحنح.. كرم..
ووجه حديثه..له..بمحاوله لتخفيف التوتر بينهم..
ـ معتصم..دا داوود… المحامي اللي هيدافع عنك في القضيه..
علت الصدمه وجه معتصم ولكنه آثر الصمت..ليستمع لباقي الحديث..وابتلع صدمته.وخجله من نفسه امام اخيه..الغائب منذ سنوات..
اهذا هو شكل اللقاء بعد سنوات من الغياب..
اعاد كرم نظره لداود الهادئ هدوءا يشوبه البرود..وكأنه كان يعلم.. هويه من سيلقاه..
نظرته هادئه غريبه..لا تفسر..
وقبل ان ينطق كرم..
تكلم داود.وقاطع كرم…بهدوء..
ـ معتصم..ماذا؟اخبرني اسمك كاملا.؟للان لا اعلم..من ساترافع عنه..
ولم اطلع علي اي ملف لتلك القضيه..
رفع معتصم وجهه….وحطت بعين داوود..البارد..
باعين كسيره..قابلها داود..بأخري. مغتاظه..ولا يعلم لما..؟
فابتسم معتصم بجانب فمه..ابتسامه ساخره..متهكمه..
ونظر للفراغ بشرود..
وعلم ان من امامه..يعرف هويته جيدا..لذا لا داعي للتحوير والتطويل..
ـ معتصم اسعد.. ال….شقيقك..
كانت الصدمه من نصيب كرم..الذي تراجع للخلف.مصعوقا..
من هول المفاجاه..ونظرات داوود الهادئه..وكانه كان يعلم حقا..
وان ما يسمعه ليس جديدا عليه…هو هنا..ويعلم لما هو هنا…وابتسم بحزن..علي ذلك الذي كان يفكر بالجميع..
ولم يترك احدا..كم كان حنونا علي الكل….
تنهد ونظر لاثنبن بقله حيله..وهويدعو..ان تمر تلك المقابله علي خير..
ويستطيع الاخان..ان يتصافا…فلا شئ يعوض اخا حنونا..
الاخ كنز وسند لا يقدر قيمته الا ما حرم منه..وما ابتلاه الله بأخوه جاحدون..مثله..
انسحب بهدوء..تاركا لهم..المجال..وسحر اللحظه..
معتصم الان بأمان..مهما كانت رده افعالهم..يراهن علي حنين الدم..
الدم يحن لمن منه..
رغم مساوئ اخيه..وما فعله اخوته معه..كان دوما يتلصص علي اخباره..ويتمني لو كان اخيه بجانبه..
لو… كان سندا حاميا له..
جلس منكس الرأس علي تلك الاريكه القديمه..امام باب المكتب..
وهم بالداخل..
عقله يعيد..مأساته..وما فعله اخوته به..
بالدا خل..
انهزم معتصم في حرب النظرات تلك..
وجلس بجسده علي المقعد خلفه.. متعبا..منهكا.. ونكس راسه للأسفل.. ووضعها بين كفيه..الي هنا وكفي..
لا امل..تقريبا.كانت امنيته ان يلتقي بأخيه الكبير يوما..
وكم بحث عنه.؟
ليخبره كم كان والده يعشقه..وكم كان نادما لفراقه..
لف الشرق والغرب.. ليجلبه له..ولكن لا امل..ابدا..لا يعلم ما السبب؟
ولكن..كان هناك عائقا ما..يحول حول الوصول له..
يريد اخباره كم من المرات.. ردد والده اسمه وهو يلفظ انفاسه الاخيره..واسم والدته..
كم كانت روحه معلقه بهم..
والان..
تدور الدنيا..ويتقابلا هنا..بموقف كهذا..
يدا قويه جذبته ليقف.. امامه..
جعلته يرفع وجهه سريعا..مصدوما..
صوتا حادا قويا..من افاقته من شروده وصدمته..
ـ لا تفعل..لا تنحني هكذا.؟
ابتلع معتصم ريقه وهز رأسه..
وعاد ينظر له..ليس بصدمه..
ولكن بكسره وحزن..
ولكن صوت داود القوي..عاد ليجلجل بالمكان..
قلت لا تفعل..لست ضعيف يارجل..
لن اسمح لك…
اتعلم.. لقد اخبروني ان هناك شبها كبيرا بيننا ولم اصدق..ولم اهتم يوما لرؤيه صورك.. التي تملأ مكتبي..مع اني كنت اتشوق لرؤيتها..ورؤيه..من هذا الذي يشبهني هكذا..وكيف؟
ولكني كنت ثابتا علي موقفي..لن انظر ابدا..لصورك.
حتي لا احن واضعف لك…وللوطن..حتي محاولاتك المستميته للوصول لي..
كنت دوما افشلها..حتي لا اراك واحن لك..رغم ذلك الحنين الذي ينخر بقلبي كلما ذكر اسمك بمكان..
ـ ماذا.؟
ـ لا تتعجب..انا اعلم كل شئ..
كل اخبارك تأتيني دوما يااخي….لست غبيا..ليسوقني احدا لهنا..
انا هنا بملئ ارادتي…لادافع عنك..منذ تم القبض عليك..وانا اعلم..
حتي ولو لم تتوسط لك احب انسانه علي قلبي..
لما كنت تركتك هنا يوما..واحدا..علي عيني..
رغم كل الفساد الذي بقلبي..من ناحيتك..وناحيه والدتك..لانها كسرت قلب والدتي..
الا انك بالنهايه..
صمت قليلا..
واخذ نفسا..واكمل..
الا انك اخي…
علت الصدمه ملامح معتصم..احقا ما..يسمع..
هز راسه يمينا ويسارا…وفرت دمعه من عينيه..وهو يتمتم..
كم انت قاسي القلب..ياداود..
ابتلع داود ريقه..لست قاسيا..كنت اظن هذا.. ولكن..
رؤيه كسرتك..مزقت قلبي..واوجعته..
هنا بداخل قلبي..شيئا غريبا لك..لا اعلم ماهيته..ولكن..لا يريدك هنا..ولا يستطيع رؤيتك هكذا..ابدا..
ليس اخي..من يظلم ويسجن وانا علي قيد الحياه..
اقترب داود خطوتين من اخيه..والتقت نظراتهم..
نظرات اخوين..ملؤها الحنين..فتح داود له ذراعيه..
ـ سعيد برؤيتك اخي..انا هنا بجانبك..لا تنحني..
اندفع معتصم لاحضان اخيه..يبكي بحرقه..
وكان هوامرحبا به..
ــ لم افعلها..داوود..اقسم لك..
طبطب علي ظهره..وخانته دموعه..هو الاخر….
ـ اعلم..لا تبكي..انا هنا بجانبك..اقسم لك لن تغرب عليك شمس هنا مره أخري..
لن تبيت ليله اخري..يااخي..لست بحاجه لاترافع عنك..
الحق لايؤخذ الا بالقوه..وانا هنا…ساجلب..حقك من اعين من ظلمك..
ابتعد معتصم عنه…حينما انتبه لكلامه..
ـ كيف..داود..لقد ثبتت الادله كلها علي..
ابتسم داود بخفه وجلس علي المقعد واشار له ان بجلس بجانبه..
ـ لا تقلق..فقط اطمأن..واخبرني..كل ما حدث بالتفصيل..
وكيف غافلك هذا اللعين..
بعد ساعه..
بحضن دافئ.. وابتسامه حنونه.. مطمئنه.. ودع داوود اخيه..وخرج..لكرم
رفع داود..الهاتف..
يحدث ماكس صديقه…. بإبتسامه..
ـ هل تم؟
ماكس..بانتصار..تم داوود..
داوود..بإبتسامه..حسنا..انا قادم اليك..
التف لكرم الصامت..
اريد مكانا آمنا..لا احد يعلم عنه..شئ..للصباح..
كرم..بصدمه..لما؟
داود بتنهيده..اخبرني اولا هل تمتلك مكانا…ام لا؟
كرم بتفكير..نعم..فراس يمتلك واحدا..استطيع اخذك لهناك..
داوود بلهفه..
ـ حسنا هيا بنا..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالسجن..
سيد لمعتصم الشارد.بملامح.. مرتاحه..
ـ مالك ياضاكتور..!
مبتسم ليه كده..؟
اتسعت ابتسامه معتصم ونظر لسيد..
حاسس اني دفيان ياسيد..عارف الاحساس دا..
سيد ببلاهه..اه طبعا..تبقي الدنيا مرصرصه وتجري تحت البطانيه وتدفي..ياااه..ببقي طاير من الفرحه..
معتصم بغيظ..اسكت..اسكت..شوهت المعني..
سيد بغيظ..الله ياضاكتور ماانت اللي مش محدد موقفك..ومش متظبط من ساعه ماجيت من الزياره..
معتصم بتنهيده..
يابني ادم افهم..احساس انك مش لوحدك..وان ليك ظهر سندك..مهما حصل..وراك..
دا احساسي فهمت..
سيد بتنهيده..اه فهمت..بس انا عمري مجربته..مانا يتيم..ياضاكتور..انت نسيت..
معتصم بحزن عليه..انت من انهارده مش يتيم..احنا اخوات يالا..
وزمايل..اسمه ايه.دا..؟
سيد..بضحك..
بورش ياضاكتور..بورش واحد..
معتصم بقهقه..ااه هو دا..
سيد بجديه..
لا بجد..قولي مين.جالك..وراجع منشكح كده..تكونشي الموزه..
معتصم بتنهيده..لا مش هي.. هحكيلك..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفي..
بأعين شاخصه للاعلي..وجسد منهك يهدد بالانهيار..كانت تقف امام باب غرفته..
مازالو بالداخل..
لم يخبرها احد شيئا..فقط عاد النبض..
لم تعد تقوي علي شئ..فقط استودعته عند الله وخرجت..
الجميع مازالو حولها..
ولكنها لا تري الا من بالداخل..في مخيلتها وقلبها..
اقتربت نيره الجامده كعهم.. جميعا.. الا.. منها..هي..
وابتسمت لها..
ـ هيكون كويس صدقيني..ادعيله..احسن من بكاكي دا..
كل حاجه بتحصل هنا لسبب..بس احمدي ربنا..وقولي يارب.
نظرت للاعلي.. برجاء..
ـ ياارب…
دقائق وفتح الباب مره اخري..
وطل منه الاطباء..
اقتربت بلهفه منهم..
ـ ها طمنوني..ارجوكم..
ابتسم الطبيب ابتسامه خفيفه..
ـ متقلقيش يامدام..هو حاليا زال الخطر عليه..ونأمل انه يفوق قريب..
ـ بجد يادكتور..هيبقي كويس..
الطبيب..ببسمه..ايوا ان شاءالله..
عادت تتوسله بلهفه..
ـ طب عاوزه ادخله..ارجوك مش هتكلم..
اخرج.. الطبيب تنهيده..
ـ نص ساعه لو فضلت حالته مستقره..
هننقله غرفه عاديه.. مجهزه.تقدري تدخليله..بعدها..
وحاليا..ملهاش لازمه وقفتكو دي..
كلو يتفضل علي بيته..
المدام بس ومرافق ليها يفضل..بالجناح اللي حجزينه..دي قوانين المشفي..
نظر الجميع لبعضهم..
فجاءهم.. صوت بدر حاسما…قويا..
فعلا ملهاش لازمه القعده هنا..
انا هنا..وهخلي بالي من جميله..
يالا العربيات تحت هتروحكم..لو حصل اي حاجه هبلغكم..
اقتربت جوان..منه..
ـ خليني جارها يابدر ارجوك..مش هقدر اسيبكم هنا..
تنهد ونظر له بتعب وحزن..قراته بسهوله..
فتمسكت بيده..باصرار..
ـ مش هسيبك..ابتسم وقبل راسها بحنان..
ربنا يخليكي ليا..
ــــــــــــــــــــــــــــ
اقتربت نيره من جميله..وبحنان سألتها..
ـ تحبي افضل معاكي..؟
نظرت لها جميله برجاء..
ـ خليكي جاري..يانيره..متمشيش..
ابتسمت لها..وهزت رأسها..وسحبتها لتلك الغرفه التي كانت بها..
ـ طب تعالي استريحي شويه..علي ما يخرج من الغرفه..
طاوعتها بهدوء..وسارت بجانبها..
ورحل الجميع..
دقايق..وانضمت لهم جوان..الحزينه..من ابتعاد نيره عنها..
ـ علي الجانب الاخر..
امام غرفه العمليات….بصعوبه اقنعها ان تبقي بجانب شقيقتها وابنع عمها..
خائفه من نظرات نيره المعاتبه…
استند بجسده علي الحايط بجواره..شاردا بهذا الكم الهائل من المصايب..
اين كانت مخباه لهم…
تنهد خائفا.. وعينه علي غرفه العمليات.. ينتظر خروج الطبيب ليطمأنه..
علي نيرمين..اخته..مهما حدث..اخته..وسيعوضها..
يكفي بعدا وفراقا..الي هذا الحد..اخته تستحق..
لا ذنب لها..
ـ يارب..يارب..
بعد نصف ساعه..
كان الطبيب الالماني..يدلف من باب العمليات..
مبتسما..
يتحدث بفرحه..
ـ لقد نجحت العمليه..ابشر دكتور بدر..
بدر بلهفه..حقا…
هز الطبيب راسه..
ـ نعم..٢٤ساعه وتستفيق..
بدر بخوف..
ـ هل ستسطيع السير مره اخري..هل ستتكلم..وتعود لوعيها..
الطبيب بمهنيه..
الا الان..لقد تمت العمليه بنجاح..تبقي فقط ان تستفيق ونري رده فعلها..
لا تقلق..كن متفاءلا..انا شخصيا متفاؤلا جدا..
بدر بتنهيده..يااارب..يارب..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
امام بيت خالي يمتلكه فراس باطراف المدينه..
وقفت السيارات..
ونزل داوود..وكرم المصدوم..مما يري..
ـ عمران؟
داود بتهكم..نعم هو….
عاد كرم يساله بصدمه..
ـ اين وجدته؟
ماكس بابتسامه..بلهاء..
ـ يهرول كالمجنون..بالطرقات..كان يقسم انه سينتقم من شخص يدعي كرم..وابناءه..
كرم بصدمه..انا؟ كيف علمتم مكانه.لقد بحثنا عنه بمصر بأكملها..
ماكس بابتسامه..
ـ انه عملي سيد كرم…واحب ان اتممه علي اكمل وجه..
لا تقلق انا اعلم مكانه منذ اسبوع..ولكن كنت انتظر مجئ البوس..خاصتنا..
غمز لداود..وتدخل داوود ينهي الحوار..
هيا سيد كرم..دعنا ندلف للداخل..
كرم بذهول..
ـ حسنا..هيا..
بعد ساعه..
كان داوود ينظر للمقيدين بجانب عمران بتساؤل.
ـ من هؤلاء..
كرم بهدوء..وهمس
ـ اشخاصا اذو زوجه فراس….لا عليك..
داوود بصدمه..
سيموتون..يارجل..يبدو انهم هنا منذ زمن..
كرم بتنهيده..لقد حاولت معه..ولا فائده..ولكن لا تهتم..ياكلون ويشربون جيدا..وسيتركهم..اكيد..
فقط ليشفي غليله..
ـ ماذا فعلو..؟
ـ خطفوا ابناءها وحاولو قتلها..وما خفي كان اعظم..
داوود بصدمه…
ـ يستحقون الموت اذا…هو محق..
ـ نعم..
نظر لهم.داود..
وخرج لعمران المسجي ارضا وعلي شفتيه شريطا لاصقا..
ينظر لهم بعداء..ولمسه جنان بجسده..
داوود لماكس..
ـ زيلو هذه..ماكس..
ازال ماكس الشريط اللاصق..
فصرخ عمران بحده..في وجهه كرم..
ـ هقتلك ياكرم..هقتلك..زي ماابني اتقتل..هقتلكووو كلكو..
تخشب جسد كرم، وعمران كمن مسه الجنون ويقر ويعترف بجريمه..
تلو الاخري…
جن جنون كرم واقترب منه..ولكمه بفمه..
لكمه..بعد لكمه..الا ان..هلكت قوي عمران..
ابعده ماكس بصعوبه عنه..
ـ دعه يارجل سيموت..دعنا نشفي غليلنا..هذا تارنا نحن..
معنا فقط الليله..
كرم بغيظ..هذا تاري انا قبلا..
ماكس بابتسامه..اذن لنتقاسم..ولكن دعنا نستريح قليلا..
نظر لهم داود بلا حيله.. من جنان صديقه..
ولكن لم يعتم وعاد ينظر لهاتفه ببرود..يحادثها..علي الواتس
كلمه مقابل كلمه..
فقط..الي ان توترت وهاتفته..
ــــــــــــــــــ
بالمشفي.
تنظر للهاتف وهو يرد عليها بالقنطار..
كلمه مقابل كلمه..
لقد نامت جميله من مفعول المهدأ الذي اعطوه لها..
بعدما دخلت واطمأنت علي فراس انه مازال هنا..وتجاوب بجسده معها..ونامت مطمأنه..
وتلك وجه المصائب تنظر لها برجاء ان تتحدث معها..ولكنها لم تعيرها اهتماما..
وجلست تراسله..ليس لديها عقل لتجاكرها الان..
تريد ان تطمأن..علي مسار المقابله..وماذا حدث..؟
خائفه.وجدا..من ان يسئ فهمها..وفهم مقصدها..
اقتربت منها جوان بخوف.. وهمست بأذنها..
انا رأيي..تكلميه احسن..
نظرت لها بغيظ..واستنكار..وآثرت الصمت..
عادت جوان لتجلس مكانها بعبوس..
ـ انتي حره..
ضيقت بين عينيها ونظرت لها باستنكار..
وحسمت امرها..وهاتفته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
كان ينظر للهاتف بيده بإبتسامه..يعلم انها قلقه..الان..خائفه..
نظر لكرم وماكس..الذين يتناوبون علي عمران..
تباعا..
وابتسم..وخرج للشرفه..ليجيب عليها..
وضع الهاتف علي اذنه..
فاستمع لصوت الكروان خاصتها..
ـ داوود..
انصت ولم يتحدث..
فاكملت هي بخوف..
غاضب مني..اليس كذلك…
ـ لم يكن هناك مجالا اخر..لاقودك لهنا من اجل اخيك..
اردت ان اجمع شملكما..لم اقصد ان اضعك بموضع اخر غير الاخوه..
لم اكن اريدك ان تحيا وحيدا..تعيسا..مهما قلت..لا اهتم اشعر بك..
أعلم انك..
قاطعها.بغموض..
ـ لا تعلمين شيئا..نيره..لا تعلمين ابدا..
ارتعبت وهمست..
ـ ماذا تقصد..؟داود انا..
عاد وقاطعها بسرعه..
ـ انتي ماذا..؟
تنهد واكمل..
نيره…؟
ـ نعم..
ـ هل احببتني حقا؟
انتظرت قليلا..واخذت نفسا..تهدأ به نفسها..
وقررت ان تخرج ما بقلبها..له..تخجل وجهها لوجه..
لتخرجه علي الهاتف..وتستريح.
اتعلم…
ـ اول مره التقيتك بها..شعرت برجفه في صدري..حتي تلك الليله وانا باحضان زوجي لم اشعر بها. ابدا..
زمجر مقاطعا لها..
ـ لا تنطقي اسمه نيره..لا تشعلي جنوني..اصمتي..ياغبيه..
سأقتلك نيره..انتي لي..
ولكنها لم تصمت واكملت بإبتسامه..سعيده..لغيرته عليها..
ـ كلما التقيتك اشعر بذلك الحنين بقلبي لك..
شيئا يجذبني لك بقوه..افرح بقربك.. واكون باسعد حالاتي..
ويؤلمني قلبي.. حين تقول وداعا..
لا اريدك ان تتركني وتبتعد..ابدا..
كلما تودعنا..يخونني جسدي و يريد تركي ل.. يلحق بك..وارتمي بين ذراعيك..
واخبرك..لا تتركني..انا من دونك وحيده..تعيسه..
انت ملجأي..ومعك وبجانبك اشعر بالامان..
لم استطع في البدء.. ان.. احدد ما اشعر به..
هل حبا…ام اعجابا وانبهارا..لرجل..قطع الاف الاميال ليلتقي بي..
رجل..التقاني بمخيلته..قبل ان التقيه بأرض الواقع..
رجل يخبرني يوميا..انه يحبني وانني حبيبته..
ارتجف قلبه وهو يستمع لحديثها المنمق ككلماتها التي تكتبها..
واعاد سؤاله عليها..
بلهفه..تحيره اجاباتها..وتصعد به للاعالي..خائف..
يريد الحقيقه..
ـ هل احببتني نيره..؟
بسرعه اجابته ولم تنتظر لتفكر..
ـ عشقتك يارجل.انا اعشق تفاصيلك..
اااه ملتاعه خرجت من صدره…
وهو يردد.
ـ ياويلي انا..كم اعشقك ياامرأه..
لم تصمت..
ـ احبك داود..احبك جدا..
داوود انا..
قاطعها بشوق..اين انتي الان..اصمتي لا تتحدثي الان..
ـ اناااا…بالمشفي..
ـ قطع الاتصال وعادت تنظر للهاتف بسخط..وصدمه..
ـ بقي انا بقولك بحبك وانت تقفل في وشي. عاا.
جاءها صوتها الضاحك..مش مسيطره..مع اني مفهمتش ولا كلمه..
دا انجليزي دا يامرسي ولا ايه.!
ازاحتها نيره بغيظ..لداخل الغرفه بالجناح..
ـ دا اسباني يافاشله..اوعي كدا من وشي..
ـ ماشي يانيره..ماشي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعد ساعه..
كان يصعد الدرج بلهفه..
ـ الا ان وقف خلفها بذلك الجناح التي تمكث به مع ابنه عمها..
تقف يتاكلها الغيظ..وتسبه بسرها..
اقترب منها ووضع يده علي كتفها..
استدارت بحده.. تحسبها جوان..
ولكنها صدمت به.. وشهقت بفرحه..
داوود..
جذبها لصدره….واحكم حصار يديه عليها.
ـ احبك نيره..احبك حبيبتي..احبك جدا..
لم استطع ان أتحكم بنفسي…لطالما اردت فعل شيئا مجنونا..وانا استمع لاعترافك هذا
حاوطت عنقه بيدها..وضربته بخجل..
وقح داود..ماذا تريد..يامجنون..
ابتسم وبقوه اكبر حاوطها…
تزوجيني وساريكي معني كلمه وقح حقا..
ـ ابتعدت عنه..وبقي علي لسانها ان تسأله عن اللقاء بأخيه..
قرأ توترها..وخوفها..
ومال برأسه وقبل رأسها بحنو..
كان لقاءا.. رائعا حبيبتي..سأظل العمر كله اتشكرك عليه..
لقد جعلتني اواجه اكبر مخاوفي..
ـ حقا؟.
ـ حقا..اتعلمين كم من المرات فكرت ان التقيه ولم اجرؤ..حتي ذلك اليوم حين كنا هنا..
علمت انه سيأتي ليسأل عني..لذا هاودتك تلك الليله ورحلنا..لم اكن مستعد للقاءه.كن خائفا..
ان احن له..واحن للوطن..
نظرت له بصدمه..
ـ كنت تعلم اذن؟
اذن لما لم تتدخل لمساعدته..
تنهد واكمل..
ـ كنت سأساعده من بعيد..لم اكن لاتركه يسجن ظلما..ابدا..
الم تسأليني كثيرا اين ماكس..؟
ماكس هنا منذ اسبوع تقريبا..بعدما علمت ان عمران لم يخرج من البلاد..
لقد أتيت هنا بملئ ارادتي…لادافع عنه..حينما لمحت اصرارك ذلك اليوم..
ليس فقط لشرطك..هذا..ولكن قلبي اللعين..اراد ذلك وبشده..
ابتسمت بفخر له..وانتبهت لحديثه.
ـ هل وجدته اذا؟
ـ بالطبع…ساسلمه غدا..
ـ داوود.
ـ ماذا..؟
ـ انت رائع..
ـ وانتي حبيبتي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
امريكا..
دخلت النادي..تبحث عنه ولم تجده..باي مكان..
دب القلق قلبها..غير معتاده..ان تاتي لهنا في هذا الوقت ولا تجده..
لم تترك مكان يتواجد به ولم تسال عنه فيه..
ضربت راسها بيدها حينما تذكرت بيته..
استدارت مسرعه..وصعدت علي دراجتها الناريه. ورحلت باتجاهه.
وصلت للبيت..بدقايق..لقرب المسافه..ووجدت سيارته امامها..
وتاكدت انه هنا..
رنت الجرس…..مره واثنتان..ولا رد..
دب القلق..قلبها..ودفعت الباب بيدها..قليلا..
ففتح..اندهشت وانخلع قلبها..
ـ باسم..باسم..
انت فين..؟
متهزرش..
بحثت باالاسفل ولم تجده..لمحت الدرج..وصعدت للاعلي..
مؤكد يغط بنوم عميق من ليله امس وتعبه معها..
لا شئ اخر..
باسم..ياباسم..
دخلت للغرفه بقلب مرتجف..
خطوه..اثنتان..
ووقعت عيناها..علي الغرفه بصدمه..
وبصوت ملتاع..صرخت بقوه..بإسمه..
ــــــ باااسم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سألقااكي…
وان طال الفراق..
وان ابتعد اللقاء..
وان جفت دموع القلب من تعب الفراق..
سألقاكي…
علي قارعه طريــــــــــــــــق..
او في بيت صديــــــــــق…
او في أحلامي أصرخ باسمك ويشتد الشوق..
فأفـيــــــــــــــــق..
بقلبي وجع..ولو وزع علي الكون سيكفي ويفيــــــض..
يا وجعا فوق وجعي..أحتفظي لي بقلبك..
حتي تزاح الغمه وافيــــــــــــــــق..
احتفظي لي بضحكتك..حنانك..وقلبك..
الي ان يأتي يوما ونلتقيا..فأعترف كم كنت بعدك
أعيش حيا كميتا لا تفريـــــــــــــــــق..
ــــــــــــــــــــــــ
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
(الماضي)
امريكا..
ــــــــــــــــ
بقلب مفطور ودموع اغرقت عينيها… تقف امام غرفته بالمشفي بأمريكا…التي وضعوه بها الان..بعدما استطاعو انقاذه علي اخر لحظه…بعد عدد لا باس به من المحاولات..حتي لا يستسلم جسده للنوم الابدي….
لولا صراخها وانهيارها عليهم ان يعيدوه لها… تتوسلهم ان يرحموها وينقذوه..
الموت والحياه بيد الخالق الرزاق ولكنها تبقي ساعه الفراق مؤلمه..صعبه..ونتشبث بأي خيط يعيد لنا الاحبه..
ولكن متي حلت مشيئه الله..رفع البلاء..وعادت الحياه..
رفعت وجهها للاعلي…. تدعو الله بقلب مكلوم..
وعينها علي الباب كل دقيقه.. عله يخرج احد ويطمأنها انه استفاق.. اخيرا..
بجانبها اشقائها ووالدتها ووالدها..
لقد كان بالامس معها بجانبها طوال اليوم..كان مبتسما..ليس به شئ..مقبلا علي الحياه..
ماذا حدث له لينتكس بتلك الطريقه..ويحاول ان يتخلص من حياته بتلك الطريقه..مؤكد حدث شئ ما…
اغمضت عينيها..
وذاكرتها تأبي ان تطاوعها وتنسي ذلك المنظر المؤلم التي وجدته عليه… تعيده عليها.. مرارا وتكرار..
غارقا بدماءه..ويديه الاثنتين تنزف بغزاره.. في محاوله انتحار..واضحه..منه..ليتخلص من حياته..
الهذا الحد كرهها..وكره مابها..
لا يريد الحياه..لما؟
أليست هي بها.. الم يخبرها صباحا انها جعلت لحياته لون وطعم..
اعطتها لونا مبهجا.. وطعما حلوا يذيب مراره ايامه السابقه..
يوما بعد يوم.. اذن.. لم كان يريد تركها ويرحل..؟
وهو من تعلقت به الروح والفؤاد..
اكان يريد ايلامها..ام ان هذه انتكاسه وفقط..
ستزول..وتزول اثرها..ام اشتاق لزوجته الاولي وشعر بالذنب لما فعله بها..
اااه موجوعه خرجت منها علي اثر ذكر زوجته الاولي هذه..
تعلم انها مظلومه وليس عليها لوم ولا عتاب..
ولكن..هنا بداخل قلبها..شعورا لا اراديا منها بالغيره من كل شئ يهتم هو به…
لمعت عينيها بإصرار..تفكر بذلك الحل الجذري التي توصلت له..
لن تدعه يعيد ذلك مره اخري..
لو لم تصل في ذلك الوقت لكن انتهي الان..
ولذلك..ستعمل الا تفارقه ابدا..ستقتلع الماضي من جذوره من قلبه..وتخلق ذكرياتها هي معه..
هي وفقط..
ستعيد بناء ذلك القلب المحطم من جديد علي يديها..قلبا خاليا من الرياء والنفاق..
قلبه يشبه قلبها..محبا له..
(حصري لجروب ولنا في الخيال حياه)
(اصابك عشق…اسما السيد)
نزلت دموعها مره اخري تهطل بغزاره..
لمحتها والدتها فايتقامت من جلستها.. واقتربت منها ومدت يدها تمسح لها دموع عينيها التي لم تتوقف منذ قدموا لهنا…
ابنتها قويه وستجتاز كل هذا ولكن يبقي قلب الام قلقا..
علي ابنائها.. ابتسمت لها بحنان..
فبادلتها هي باخري حزينه.. عاتبه.. تشكي لها ما فعله بها ابن اخاها.. من عشقه الروح والفؤاد من اول نظره التقيت به..
هزت والدتها راسها بحنان.. وكانها تخبرها لا تقلقي..
اشعر بك.. سيكون بخير..
واقتربت منها تسالها.. بصوت لم يسمعه غيرهم..
ـ للدرجه دي بتحبيه..؟
رفعت وجهها وتقابلا عيناهم مره اخري.. .ونزلت دموعها وهزت راسها بالايجاب لها..بصمت..
اخرجت عاليا(والدتها)تنهيده متعبه..حزينه علي حال ابن اخيها وابنتها..التي تعشقه ويبدو انه لا يشعر بها..
او هكذا.. خيل لها..
وعادت لتوضح لها الرؤيه..ربما ابنتها خانتها نظرتها به..
ـ انتي عارفه انتي هتتحملي ايه معاه..؟
ـ عارفه باسم مريض بإيه..
بسالك لاخر مره..انتي عندك استعداد تقضي حياتك مع واحد مريض نفسي..
عندك استعداد تحاربي في معركه ياعالم..هتنتصري فيها ولا هتخرجي بخساره..
وادي اول الطريق..حاول ينتحر..وياعالم هيعيد اللي حصل كام مره..
وهتكون نتيجته ايه..؟
قاطعتها ميما بحسم..وبغضب مستتر..
ـ مش هخسر..انا واثقه في نفسي..
وواثقه ان اللي حصل لباسم دا وراه حاجه كبيره.. اكيد سمع خبر مش كويس او حصله حاجه..
وعشان وحيد حاول ينتحر..
بس لا من الليله.. انا مش هفارقه ابدا..
هكون جنبه ليل مع نهار.. ومش هيبه للوحده تقتله بالبطئ.. وتقتل روحه..
عاليا.. بصدمه من كلامها…
ـ تقصدي ايه… يا ميما بإنك مش هتفارقيه..
ميما بتنهيده.. ماما..باسم هيخرج من هنا وانا مراته..مش هسيبه تاني لوحده..ابدا..ودا قراري..
صوتها القوي الجاد….ملأ المكان..فسمعه ذلك الجالس بصمت..منذ بدايه الحديث..
مراد(والدها)..بصدمه..
ـ ايه اللي سمعته ده…مين مرات مين.؟
ايه اللي بسمعه دا….
أخذت ميما نفسا قويا…تبعته..بذفره حاره..
واخذت وضع الهدوء… التي تتخذه دائما لشرح وجهه نظرها لابيها..بلا صوت مرتفع..ولا قله حياء..
وبتريث..كما عودهم والدها..واعتادت منه..
ونكست راسها بخجل منه..
ـ انا يابابا..هتجوز باسم.. بعد اذن حضرتك طبعا..
انا كنت صريحه معاك من الاول..ودا شئ انت عودتنا عليه..من صغرنا..ان الصراحه مش وقاحه..الصراحه راحه..
وانت اكتر حد عارف..شعوري ايه من ناحيه باسم..
صمتت قليلا ورفعت وجهها تنظر لابيها الصامت..يسمع منها بتريث اولا..
واكملت..
ـ بابا انا بحب باسم..
لمحت اعتراضه علي وجهه..فقاطعته سريعا..
ـ عارفه هتقول ايه..مريض نفسي..
يابابا انا عارفه مل ده.. وراضيه.. باسم محتاجني معاه.. ودي حياتي يابابا..
انا اللي هعيشها..
مراد بصدمه..
ـ عاوزاني اوافق علي جوازك كتجربه ياميما.. دا قصدك.. ميما بهدوء..
وايه يعني يابابا..
حضرتك عودتنا الحياه تجارب..والنجاح والفشل..
اساسه النوايا والظنون..علي حسب نواياكم ترزقون..
تجهم وجه مراد اكتر وهو يجاهد الا تنفلت اعصابه عليها..
ـ بس دا جواز..ياميما..عالم تاني..وحياه تانيه..
مش هتقدري تتعاملي مع شخصيه زي شخصيه باسم..مزدوجه.. شويه بوجه واوقات كتير بوجه تاني..
اكملت غير مكترثه لتخويفه لها..
تعيد عليه ما رباهم عليه..
ـ علمتنا..ان ربنا قال..(انا عند ظن عبدي بي..فليظن بي ما يشاء)
وان النجاح اساسه الظن..وحسن النوايا..
يعني لو مشيت طريق وانت واثق انك هتنجح..يبقي هتنجح..
انما لو متردد وخايف من الفشل..يبقي هتفشل..
ـ وانا يابابا واثقه اني هنجح..اللي جوه ده كل حياتي..
ارجوك يابابا..خليني اخوض التجربه..
مش هقدر يابابا سامحيني..لو سيبته الوحده هتقتله..ومش بعيد يكررها تاني وتالث..
ساعتها انت بس اللي مش هتتحمل عذاب الضمير..لان ساعتها هحملك انت كل الذنب..
بعقل شارد ووجه مصدوم من تفكيرها.. عاد والدها وجلس مره اخري علي المقعد.خلفه..بقله حيله.
واستدار برأسه ينظر لتلك التي تجلس منكسه الراس بجانبه..والدتها..
علها تقترح عليه اقتراحا ينقذه مما هو فيه..وما يستمع له من ابنته..
وبصدمه…سألها..
ـ عاليا..سامعه بنتك بتقول ايه؟
اغتصبت بسمه علي شفتيها..وقالت بغصه..بحلقها..
ـ اه سامعه..ومش مصدومه زيك..
تربيتك..يامراد..الزمن بيعيد نفسه فاكر… وانا واثقه انها هتنجح..زي ماانت نجحت زمان.دي شاربه نفس طباعك..وحماس الشباب.. فاكر..يامراد..
ابتسم لها بحنان..ولف ذراعه حول خصرها وقربها منه..
فاسندت رأسها علي صدره..
وذكري بعيده تلوح بذاكرتها..حينما أرسلها.. والدها لهنا..لتبقي مع والدتها وزوج والدها..غير مكترث بها..
ولا بما كانت تشعر وتعاني..
ضائعه..وحيده..مريضه نفسيا..الي ان قابلته ..
كان دواءها..وابتسامتها..تزوجها جبرا لينتشلها من وحدتها ويفك وثاق عقدها النفسيه..وهي كانت مرحبه بإقتحامه لها..
لغزوه عالمها..
شهرا وراء الاخر..واصبحت اخري..عادت لتلك ال.. عاليا..التي تركتها خلفها بأرض العذبه..طفله صغيره مفتقده للحب والحنان..
واخيرا الاحتواء..
وهو كان صبورا..حنونا..عليها..معه لم تشتق ابدا لا لاب..ولا لاخ..ولا لصديق..
كان لها..الجميع..
رفعت وجهها له ونظرت بعينيه بعمق….وابتسمت تلك الابتسامه الساحره التي اوقعته يوما رغم شرودها وحزنها..وهمست بضعف انثوي يعشقه بها..لتؤثر به..
ـ مراد..خليها تجرب..زمان كنا لوحدنا..وانت مسبتنيش..وقولت نجرب….دلوقت احنا جارها..
سندها وظهرها..
ابتسم وغمز لها بعينه..
ـ يعني مش عشان ابن اخوكي بقي.بتتوسطيله عندي..
اتسعت ابتسامتها..واومأت براسها بالايجاب..
ـ عشان انسان ويستحق فرصه تانيه..وعشان بنتنا بتحبه يامراد..وانا واثقه انها هتخليه يعشقها..زي ما حصل وخلتني مش شايفه غيرك..
زفر بتعب وقبل رأسها..ااه منك انتي ياعاليا..
وانا يعني هقدر ارفضلك طلب..
عاد بنظره لتلك الباكيه التي تنظر له بتوسل..
ـ خلاص يا ميما..جربي..انا هعوز ايه الا سعادتك..
ـ بجد يابابا موافق..
مراد بضحك..اه موافق..
قفزت من مكانها واقتربت من والدها..واشبعت يديه وراسه تقبيلا..
ـ حبيبي يابابا..انا كنت واثقه انك مش هتخذلني ابدا..
انا بحبك اووي..
صوت اخيها عمار الساخر..هو من قطع وصله القبل هذه..
ـ وايه اللي مخليكي متأكده ان باسم اصلا هيرضي انه يتجوزك..
عم الصمت المكان..قليلا..
الا ان اقتربت هي بثقه منه..
ـ ومين قالك اني هديله فرصه اصلا يقبل او لا..
ضيق عمار بين عينيه..وعاد ورفع حاجبه..
ازاي بقي..هتجوزيه غصب..
ميما بتحدي..هتشوف..
عمار بغمزه..
ـ تحدي؟
ميما بثقه..
ـ تحدي وهتشوف..
نفخت ميار شقيقتهم خديها..
ـ انتو مبتبطلوش نقار..اخلصو بقي..هتتجوزي ولا مش هتتجوزي..خلينا نخلص منك..
جاءها صوتهم القوي بنفس الوقت..
ـ وانتي مالك..
ميار بصدمه من هجومهم..عليها..
ـ شايف يابابا..انت وماما..عااا.
صوت الطبيب الذي خرج من غرفه باسم..هو من قطع حديثهم وضحكاتهم..
يخبرهم..
انه استفاق..ويمكنهم الدخول له..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرا
بالقاهره..
رحل الجميع وتبقت هي..بعدما اطمأنو ان حالتها مستقره وسيفيق بأي وقت..
فقط والدتها من اتت لتبقي معها..وبحوزتها ملابس محتشمه كما طلبت منها..
بإبتسامه حزينه وعين تذرف دمع الشوق له ولحديثه..
لحنانه..
ليديه التي تحيطها بليالي البرد والوحده والتعب..
ـ كم تشعر بالخواء..والوحده هنا..بدونه..
وسط عائلتها…. وتشعر بالوحده..
ارتدت حجابها..واقتربت لتؤدي فريضتها..
وانتهت وجلست علي سجاده الصلاه..تدعو بحرقه ان يعود لها..ويقر الله.. عينها برؤيتها له من جديد امامها…. سليما معافا..
لسانها يأبي ان يطاوعها فتخرج ما بجوفها علنا..
ومن وسط ذلك الكم الهائل من الوجع بداخلها..من وسط الف دعوه ودعوه تريد ان تدعو الله بها..
تذكرت.. كم ذنبا اقترفته.. تريد ان تستغفر الله عليه..
ولكنها…
لم تستطع اخراج حرفا واحدا..غير..كلمه..
ـ يارب..يااارب..وكفي..
تبعتها بسيل من الدموع..وذكري صوت حماها الراحل ذلك الرجل الطيب الذي كان له الفضل عليها..والد زوجها الاول…
عاد ليتردد علي مسامعها..
وهو يخبرها… ان الله يعلم ما بقلوبنا وما تخفي الصدور. يعلم اوجاعنا وما تصبو اليه انفسنا..حتي ولو لم نقول..
يعلم ذلك الصراع بأنفسنا..وهو علينا هين..
سيراضينا.. وان عجزت السنتنا عن البوح بما بقلوبنا….وان ثقلت معاصينا وذنوبنا..يكفي ان نوايانا طيبه….والنيه محلها القلوب..
فاستغفري وتضرعي لله..بقلب خاشع صبور..
(حصري لجروب ولنا في الخيال حياه)
اغمضت عينيها..تستدعي صوره وجهه الصبوح وتستشعر يديه التي كانت تطبطب عليها..بحنان..
يخبرها انه هنا..ولن يؤذيها احد…
لم تنسي ذلك الرجل وزوجته يوما..بكل خطوه تخطيها كان له ذكري معها..
كانو عوض الله الجميل لها..بعدما تخلي عنها الجميع.
استندت علي يديها.. واستقامت بوهن..وسارت قليلا فاصبحت داخل الحمام..
وقفت امام المرآه تنظر لهيئتها بالحجاب..
كم اشتاقت لنفسها به..وكم توسل لها فراس ان تعود لترتديه..
لطالما لمحت حزنه بين عينيه كلما ذكرها به وطلب منها ان ترتديه..
وترفض بقوه..ويقبل من اجل ان لا يحزنها..
كان حزينا عليها..وهي كانت.. اكثر حزينه علي نفسها..كانت تعاقب نفسها قبل الجميع..
ماذا فعل بها الحجاب لتنطره هكذا..الحجاب ستره لها..
اغمضت عينيها وعلي شفتيها ابتسامه مطمئنه..لكن حزينه..وعاودت لف حجابها..بثقه..ان الله سيرضيها ويراضيها..
خرجت تمشي بخطي ثابته مطمئنه باتجاه غرفته..
تستغفر الله.علي مافعلته بنفسها..
وبهدوء تسللت لغرفته..التي نقلوه لها..بعدما خلعو عنه الاجهزه واطمأنو انه يتنفس بصوره طبيعيه..
واقتربت منه…
مالت عليه وقبلت جبهته بتريث..تستنشق رائحته التي اختلطت.. برائحه المعقم والادويه..ولكنها تريحها..
وتهدأ من اعصابها..
تحسست بيدها وجهه الشاحب..المتعب..
واقتربت..بشفتيها..و
قبلت خده وتبعتها بسيل من القبل علي سائر وجهه..
واقتربت من اذنه…وهمست له.
ـ فراس..وحشتني..اصحي بقي..هونت عليك دا كله..
مش عادتك تقسي عليا اوي كده..
فوق بقي عشان خاطري..
امسكت بيديه..
ووضعتها علي رحمها..تحكي له..ان هنا توأمان منه.
ينتظرانه..ليكونا معا..واخران باكيان بالمنزل ينادون عليه بشوق..
وهي هنا طفله اكثر منهم..تحتاج لحنانه..
جذبت يده ووضعتها علي حجابها..
تريه انها عادت لترتدي الحجاب كما كان يريد..
ان يستفيق لتعلم رأيه بها وبشكلها به..
يأست ان يستفيق..يبدو ان اثر المخدر لم يزول بعد..
قربت المقعد من الفراش.. واقتربت بجسدها منه..
ووضعت رأسها علي صدره تستجدي بعضا من الامان الذي كان يغمرها به..الراحه..اريد البقاء هنا علي صدره للابد..
بعد دقائق..
كانت عينيها تكافح للبقاء مستيقظه..تريد النوم وبشده..
حاولت..
وحاولت.. الا ان غفت عينيها وهي ترتمي علي صدره..
لا تعلم كم من الوقت مر عليها..
ولكنها فتحت عينيها علي يد حنونه..تمسد علي حجابها..
وجهها..
استكانت قليلا..وقلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها..
تلك اليد تعرف صاحبها جيدا…
هو..مؤكد هو..من اشتاق له الفؤاد..
ارتفعت انفاسها…وبصدر يعلو ويهبط رفعت وجهها سريعا..
فوقعت عينها علي وجهه وصدمت بعينيه المغلقه..
كالمجنونه..عادت تنظر علي يديه..
اكانت تحلم اذن..؟ هزت رأسها يمينا ويسارا كالمجنونه
واقتربت منه..
ـ فراس…فراس..
شبه ابتسامه ظهرت علي محياه ولم تلحظها هي من توترها ولهفتها..
نادت عليه مره واثنتان..ولم يجب عليها..
فقط ابتسامه علي شفتيه تتسع كلما نادت عليه..
من توترها وخوفها لم تلحظها..
عادت دموعها تسيل مره اخري…وصوت شهقاتها ارتفع…الي ان وصل لمسامعه..
فتح عينيه بلهفه.. بتعب ووهن
بجسده باكمله..
وحطت عينه عليها…
وهي تجلس علي المقعد.. تدفن وجهها بين كفيها تبكي بحرقه..
وككل مره يراها تبكي بها يشعر بذلك الخنجر الذي يطعن قلبه..وكانها منه..ابنته..قطعه من روحه..لا يستطيع ان يراها هكذا ابدا..
استمعت لصوت ضعيف ينادي عليها..
تعلم صاحبه جيدا.. ويد امتدت وتكافح لتصل لها..
ـ جميله..حبيبتي..متبكيش..تعالي هنا
رفعت وجهها مره اخري.. وشهقت بفرحه.. حينما وقعت عينها الغارفه بدموعها بعينه المتعبه..
ـ فراس..انت..فوقت اخيرا..
انا كنت فاكره اني بحلم..
وضعت يدها علي وجهها وعادت لتبكي بحرقه مره اخري..
كافح ليقترب من طرف الفراش..ومد يده الموصوله بانبوب المغزي وجذبها من يدها..
ـ جميله..تعالي في حضني..
بلا تفكير…
ارتمت علي صدره.. تحمدالله مرارا وتكرارا..
وهي تبتسم وتبكي ويديه تمسد علي حجابها..وتمسد علي وجهها..ويكافح ليمسح دموعها..
رفعت وجهها و
لتتأكد انه هنا بالفعل..باعين مفتوحه ليست مغلقه..
همست بإسمه..
ـ فراس….
صوته المختنق المتعب.. عاد ليروي عطش قلبها..
ـ ياعيون فراس..بطلي بكا..انا كويس
رفعت وجهها تتأكد مره اخري انه هنا بالفعل..
اقتربت من وجهه..تتأمله..وبأصابعها تتحسس جبهته..ولحيته
الا ان استقرت علي شفتيه..فقبلها بحنان..
وعاد ليملي وجهه من هيئتها بالحجاب..كم يعشقه عليها..
(أصابك عشق…أسما السيد)
وبتعب واحرف خرجت متقطعه..
ـ شكلك حلو اوي في الحجاب ياجميله..لو بتحبينى متقلعهوش تاني..
عادت تبتسم من وسط بكاءها..
وهزت راسها..بالايجاب.
ـ مش هقلعو تاني..خلاص..انا كدا كدا..مكنتش هقلعه..
انا كنت غبيه..ازاي خلعته اصلا..
ـ بجد ياجميله..
ـ بجد ياقلب جميله..
اشار بيديه علي شفتيه فاقتربت بإبتسامه..ولثمت شفتيه..
اشار للمكان الخالي بجانبه..
نظرت لجرح صدره..بخوف..
فهز رأسه يطمأنها..
متخافيش..قربي عاوزك جنبي..
فاقتربت وتقوقعت بجانبه..علي الفراش..
ااه مطمئنه خرجت من صدرها..وعاد يتسلل لها ذلك الشعور بالراحه والامان بجانبه..
وعقلها اللعين مازال يكذبها..يخبرها انها بحلم..وستستفيق منه ولن يكون بجانبها..
ـ فراس..
ـ جميلتي..
ـ انت هنا صح..؟مسبتنيش..
رفعت وجهها فباغتها بقبله طويله..يبثها بها الامان..سريعا استجاب جسدها له..كما يفعل دوما.
كانت قبله متعبه..ولكنها اراحت قلبها..
ليست بتلك القوه التي تعشقها به..ولكنها اخبرتها انه هنا..
لم يتركها..بجانبها..
ابتعد بوجهه عنها..ينظر لها وهي تلتقط انفاسها..وتغمض عينيها…
ابتسم وذكري بعقله مرت كأنه بحلم وهي تصرخ وتنادي عليه..
بحرقه..صوتها الباكي من جعله يستدير لها وهو يسير معطيا ظهره لها..
صوتها الباكي..دوما كان نقطه ضعفه..
يتذكر وكأنه حقيقه..
حينما ظهرت والدته الراحله..فجأه امامه..ودفعته بيدها بقوه..حينما تشبثت قدميه بالارض..
ليعود لها..
وقتها شعر بأنه خرج من الظلمه للنور..
مدت يدها تتحسس شفتيه…واقتربت تلثمها برقه..
وعادت تسأله بنبره متوسله..
ـ مش هتسبني يافراس صح..
ـ مقدرش…انا من غيرك مقدرش…
عادت لتدفن نفسها اكثر.. بحضنه مره اخري…
ولم تنتبه لجرح صدره..
تأوه بتعب..فانتفضت..من مكانها..
ـ حبيبي انت كويس..
ببسمه متعبه.. اجابها.ويديه عادت لتجلبها لتستقر باحضانه..
ـ انا كويس…متقلقيش..خليكي هنا..انتي وحشتيني
اووي..
رفعت وجهها حينما تذكرت..
حملها…
امسكت بيديه الاخري ووضعتها علي رحمها…
فتذكر حملها..
ـ انتي كويسه..
هزت رأسها بسعاده..
ـ هنا في توأم كمان..
بقي ثابتا ينظر لها لثواني..
وهي تبتسم علي وجهه المصدوم..
وهمس..
ـ بجد..؟
هزت راسها للاعلي وللاسفل..
ـ بجد..
تلك المره جذب رأسها بقوه..وعاود تقبيله لها..
ولكن..
فصل القبله..
يدا قويه فتحت الباب..
تبعتها شهقه جوان المصدومه..
ـ عاااا..بتعملو ايه…؟
يد قوبا جذبتها للخارج..
ـ تعالي هنا ياسبب معاناتي..حد يدخل علي حد كده…
جوان ببلاهه..
مبيضيعوش وقت..عااا..
جذبها بدر بحده..
والقاها علي نيره..التي تكتم فاهها من كثره الضحك..عليهم..بجانبها عبير..التي تضحك هي الاخري..
خدي البلوه دي..
جوان بغيظ..اف منكو..محدش بيحترمني كدا..
ومش مقدرين قيمتي..
اقترب داوود من نيره….
ـ حبيبتي..لن اتاخر عليكي..سأذهب..لاسلم عمران.واقابل اخي..
ادعي لي..
عبير بلهفه..سأتي معك داوود بالله عليك..اريد رؤيته..
داوود بتنهيده..اقسم عبير اخي من طلب مني ان لا تطأ قدمك ذلك المكان..وشدد علي مرارا وتكرار..بعدما اخبرته برغبتك..
لا تقلقي..فقط اعلم موعد خروجه وسآخذك بنفسي معي..
عبير بحزن..حسنا سانتظر..
ولكن ماذا عن قضيه سيد داوود..هل قرأتها..
داوود بانتباه..بالطبع..وهل استطيع الا افعل..ان زوجك يحدثني عنها..اكثر من قضيته هو..
لا تقلقي طمأني زوجته..لن اعود لاسبانيا قبل موعد قضيته..
ولكنها ستأخذ وقتا قليلا حتي يقبلو طلب الاستئناف بها..لقد وجدت بها بعض الثغرات ستفيدنا..
عبير بسعاده..لموده التي تذبل يوما بعد يوم..
ـ الحمدلله..يارب..
اقترب داود من نيره وودعها..ساذهب حبيبتي..هل تريدين شيئا..
نيره بإبتسامه..حسنا..اذهب. سانتظرك..
لا تقلق..سأكون بخير.
داوود بإبتسامه..ان شاءالله
نيره بتساؤل لعبير..بعد رحيل داوود.
عبير بقولك..علي حسب كلام داوود معتصم خلاص هيطلع..طب وموده هتقعد فين.؟
عبير بتنهيده…بدر عينها سكرتيره للشركه من اول ماجت عندنا..
وطبعا لانها امانه معتصم…الشقه بتاعتي اكيد تعرفيها..انا حكتلك علي اللي حصل..
معتصم قرر يديهالهم يسكنو فيها..بس حاليا..طول ما سيد في السجن..موده هتبقي معانا..وبعد ما معتصم يخرج..ان شاءالله..هتبقي مع طنط سمر..هي بتحبها ومتمسكه بيها..
نيره بإبتسامه..ان شاءالله يخرجو علي خير والحق يرجع لصحابه..
ـ ان شاءالله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امريكا.
بغرفه باسم..
بعدما ودعه الجميع وتبقت هي بجانبه..
مدت يدها وحملت سيرفيس الطعام..بصمت قاتل..فقط نظرات معاتبه منها له..تحرقه بها..
اقتربت منه..
ومدت يدها وملأت الملعقه وقربتها من فمه.. ليأكل..
نظر لها بخجل وفتح فمه بهدوء
وشرعت تطعمه بيدها….الي ان انتهت من اطعامه..
جلست بالقرب منه..
واخذت نفسا..عميقا..تهيأ نفسها لسؤاله..
ـ عملت ليه كدا ياباسم…؟
صمت قليلا..
واجابها.. بشرود.. مش عارف..الدنيا فجأه اسودت في وشي..ومعرفش عملت ليه كدا؟
لم تدخل عليها اجابته..هي تعلم علته..
فأعادت سؤالها بحده…
ـ متقولش مش عارف..دي مش اجابه تخليك تنهي حياتك بالطريقه دي..وتخسر دنيتك واخرتك..
بغضب..اجابها..
ـ قولتلك مش عارف..
ميما بحده اكبر….كداب..
نظر لها بصدمه وهي تعريه امام نفسه..لتصمت..
ولكنها لم تصمت..
ـ اه انت كداب..
عشان مش عارف تواجه نفسك بالحقيقه..
مع انها بسيطه..
ابعد وجهه عنها..وهو يصرخ بها..
ـ بس ياميما انتي مش عارفه حاجه..
اسكتي..
ميما بحده.. لا عارفه..انهرت لما عرفت ان اخوك بيموت والسبب ابوك..مش كدا..
عاد ينظر لها بعينين ملؤها الدموع..
وصمت..
اقتربت ورفعت وجهه بيديها..
ـ باسم..بوصلي..وقولي..انت ذنبك ايه؟
محمل نفسك ليه فوق طاقتها..
انت عارف انك كنت هتموت كافر..
عاد ليتوسلها..
ـ ارجوكي ياميما..اسكتي..انا تعبااان..لوحدي..
ميما بحنان عليه….اقتربت وجذبت راسه علي صدرها..
ـ فاستكان… بهدوء علي صدرها..
ـ اغمض عينيه..بإطمئنان..وامان..
وخرج الكلام من شفتيه بسلاسه..
ـ فراس ياميما..انا مقدرش اتخيل حياتي من غير فراس..
اول مابدر قالي مدرتش بنفسي..
حسيت ان باسم اللي الادويه مخبياه طلع وظهر للنور..وكأن في حاجه لا اراديه بتحركني…مش فاكر غير اني حسيت ان كل حاجه راحت مني..
وبقيت وحيد..
وبعدها مش فاكر اي حاجه حصلت…
مش فاكر غير اني كنت مش انا..
مش انا ياميما..والله ماانا..
ميما بحنان..طبعا مش انت..باسم مش كده..
وعلي فكره فراس كويس بابا لسه مكلم اونكل كرم وقال انه كويس وفاق..وعال العال..
انتفض من احضانها ينظر لها…يتوسلها بعينيه ان تحكي الحقيقه..
ـ بجد ياميما..فراس كويس..
هزت راسها بالايجاب..
ـ اه كويس والله..وكمان مسكو انكل عمران واعترف علي كل حاجه..
باسم براحه..
ـ الحمدلله..الحمدلله..
ميما بحسم..
وفي قرار كدا اخدته كنت عاوزه يبقي عندك علم بيه..
باسم باستنكار..من جديتها يالحديث..
ـ ودا من ايه ان شاءالله..وايه هو القرار..
ميما بغرور..وهي تزيح شعرها الحر من علي عينيها..
ـ قررت اتجوزك واكسب فيك ثواب..
فتح فمه ببلاهه..عليها..وعلي حديثها..
ـ هااا..
بقي قليلا فاغرا فاهه..ببلاهه..
وهي تنظر له مقضبه الجبين..
نفض راسه….وكأن شيئاً لم يكن..ولم يستمع لشئ..
وهو يتمتم..
ـ ربنا يهديكي ياميما..
ميما بغيظ..لكذته بمعدته..فتأوه من الوجع..
وبصوت موجوع..
ـ انت اتجننتي انا لسه خارج من موته..عاوزه تكملي عليا..
اااه..
اقتربت منه ورفعت اصبعها بوجهه..وبحده..اكملت..
ـ انا بحذرك ياباسم..انك تاخد كلامي هزار..
دا قراري ومش هرجع فيه ابدا..
هتخرج من هنا عالسفاره..اتجوزك وتبقي تحت عيني..
نظر لها ببلاهه..
ـ بت ياميما..هو انتي واقعه اوي كده..
ملقتيش الا انا..انا مريض نفسي يابنتي..خافي علي نفسك..
لا اتحول واقتلك..
ميما بغيظ…تصدق ان انت فقر..ومش وش نعمه..وانا خساره فيك..
خلاص انا هروح اتجوز الواد سولم..هو هيموت عليا..اصلا
وانت شوفت بعينك..
باسم بغيره فاضحه..
سولم مين المايع ده..انظبطي كده..
ميما بلامبالاه..بتهيألك..دا سولم دا عسل..علي الاقل..
بيساعدني في الورشه..ومش بيكبر علي شغلي..
وعايش في دور النرجسيه ده..
رفع يده ليجذبها من شعرها..
فتاوه بتعب..
اااه..ماشي ياميما…اصبري عليا..اومال مين اللي متمرط معاكي امبارح..وبهدلتي امه..هااا
قومي شوفي الدكتور..وقوليله هنخرج امتا..يالا..
ميما بتساؤل وليه مستعجل مش انهارده اكيد..
انت نسيت انك قاطع الايدين..الاتنين..هااا
باسم بغيظ..لكذها من جانبه بكوعه..غوري من هنا..
ياميما..يالا..
كل ما اتنيل انسي تفكريني..
ميما بصدمه..ماشي ياباسم..انا همشي..رايحه الورشه..لو احتجتلي رنلي..
كلمه الورشه اشعلت النار بجسده..
ـ لا ورشه ايه..تعالي هنا..انا تعبان محدش جنبي اهو تناوليني اي حاجه..
ميما بلا مبالاه..هبعتلك عمتك بقي..ملهاش لازمه القاعده..
مدام مش هنتجوز..ياشماته عمار فيا..
باسم بصدمه..
ـ عمار..وعمار هيشمت فيكي ليه.؟
ميما بلا مبالاه..اصل كنت متراهنه عليك..ان انت هتجوزك..وهو قالي مش هيرضي..وهو كسب..بقي
يالا خيرها في غيرها..
باسم بصدمه..اكبر..وهو يردد كلماتها..
ـ متراهنه عليا.انا..اه..يابت…هو انا كيس شيبسي..
بلا مبالاه..
لملمت حقيبتها تحت انظاره المغتاظه..منها..
وهمت بالخروج..
لم يجد الا ان يتصنع الالم..لتعود..
ـ ااه..الحقيني ياميما..
كما توقع عادت مهروله..له..
ـ مالك ياباسم في ايه؟
باسم بتعب مصطنع..قلبي ياميما بيوجعني..
ميما بعدم فهم..قلبك بيوجعك..طب ماسك ايدك ليه.؟
باسم بقله حيله..
ومن بين اسنانه..
ـ غبيه..غبيه..ومسترجله..بس اعمل ايه..قدري..
ضيقت بين عينيها..من تمتمته.ظ
ـ بتقول حاجه..
اعتدل واحاطها بيده..متفاديا جرح يديه..
فشهقت بخجل..
ـ باسم انت اتجننت..
فلتت ضحكه عاليه منه..خرجت من قلبه لاول مره..وهو يشعر بأن الدنيا معها وبجانبها..بلون اخر..
لون جديد عليه..
لونا مبهجا..كثيابها وضحكاتها..
وان الحياه معها حتما ستكون مثلها..لما لا..اذن…؟
بالامس..حينما استفاق قليلا.. ووعي علي نفسه وما فعله بنفسه..
لم يجد احدا بجانبه..لينقذه..
لم يجد يدا حنونه..لتمسد علي جبينه..وتسعفه..
انهار جسده حزنا علي حاله..اولا..قبل ان يكون وجعا بجسده..
لما لا يقتطف من بساتين العمر معها لحظات جميله..
فالعمر يمضي ولن يعود ابدا..
عمرنا يمضي كالقطار السريع.من تأتي محطته ينزل ويمحي اثره..ويأتي خلفه اناسا اخرون..
تلك الدنيا اشبه برحله غير معلوم وجهتها.. لاعوده فيها ابدا..
اذن لما لا..ياخذ حقه من الدنيا اذن..ويعيش من اجل نفسه..
وينسي ويتناسي ما مر قبلا..
يدها التي امتدت لتزيحه عنها..جعلته ينتبه انه مازال يحاوطها بذراعيه..
ـ اوعي ياباسم واحترم نفسك..
باسم بسماجه… واحترم نفسي ليه.. انتي خطيبتي ياماما..
وكلها كام ساعه وتبقي مراتي..
ميما بصدمه..هااا..
باسم بضحك عليها..ها ايه..بس..
اـ نت مش قلت مش موافق..؟
باسم بضحك..ماهو انتي صعبتي عليا..بقي بنت عمتي اولي من الغريبه..
لكذته ببطنه..اوعي ياباسم الزفت..انت..دا انا الف مين يتمناني..
لم يتركها وجذبها اكثر لتلتصق به..وهو يضحك بصوت مرتفع..
نظرت له بغيظ..
ـ بطل ضحك..سارينه وانفتحت..ايه..
صمت ونظر لها..
واجلي حنجرته..وبهدوء سألها..
ميما.؟
عادت.. وشردت بهدوءه وتقاسيم وجهه الرجوليه الجميله..
واجابته..بهيام..
ـ نعم..
ـ لو هتجوزيني شفقه..يبقي بلاش منها ياميما..
ميما باستنكار…
ـ شفقه.!..
هز رأسه بحزن..ميما..انا حاليا بمر بفتره صعبه..مش عارف الصح من الغلط..
مشواري طويل..ومش عارف هيوديني لفين؟
قاطعته هي وهي تضع يدها علي فمه..
ـ هيوديك لعندي..
في نهايه كل طريق هتلاقيني واقفه ومدالك ايدي مستنياك..
انا موافقه اتجوزك واقضي عمري كله..معاك..
مش شفقه مني..
صمتت تنظر له..قليلا..خجله من البوح بمشاعرها..
فباغتها بسؤاله..
ـ اومال ايه ياميما.؟
نكست راسها بخجل..
واشارت باصبعها.. علي قلبها..
ـ عشان في حاجه هنا ليك..مش قادره تبعد عنك..من اول ما التقينا..
زفر براحه..وقربها اكثر لصدره..فرفعت يدها وحاوطت..
عنقه..
ـ ميما…؟
ـ ممم..
ـ حبيني ياميما..حبيني اوي ومتسبنيش..ارجوكي..مهما عملت..غصب عني…
وانا اوعدك اتعالج واتغير عشانك
ميما براحه..وسعاده..
ـ عمري ماهسيبك..ابدا..اصلا انا قدرك ونصيبك..
ياتحبني..
ياتحبني بردو مفيش خيارات..تاني..انت فاهم..
باسم بضحكه رجوليه..خلبت لبها..
ـ مستبده
ميما بضحك لتغيظه..
ـ هااا..هروح لسولم..اثبت عندك.
باسم بغيره..ضغط علي ظهرها بقوه..
ـ سولم مين..انا قتيلك انهارده..
تاوهت بوجع..
فأبعدها قليلا.. يالا بينا..
ـ علي فين؟
ـ عالسفاره قبل ماتقفل..كلمي ابوكي يقابلني هناك…
ميما بفرحه..
ـ بجد..عاااا..هيييه
باسم..بضحك..واقعه..واقعه..
يابت اتقلي لاغير رأيي..واعملي مكسوفه كدا..
ميما..بحده..نعم يااخوياا..بعينك..
باسم بغلب..
ياغلبك ياباسم..اخر المتمه..تقع في ميما..
ميما بضحك وهي تجذبه ليستقيم..
ـ انت كنت تطول واحده في جمالي..
ـ ااه ما انا عارف..انتي هتقوليلي..
ـ باسم..🙄
ـ ميما ☺😡
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفي القاهره..
بعد يومين..
امام غرفه نيرمين..بعدما القت الشرطه القبض علي عمران..
الذي فقد عقله تماما..
وجن جنونه..يتمتم..بأشياء مجنونه..لا صله لها بالواقع..
وبعد الكشف الطبي عليه..واثبات جنونه..
النيابه لم تاخذ بكلامه..وأمرو بتحويله لمشفي الامراض العقليه..وتجدد حبس معتصم مره اخري..
ومعه جن جنون داوود..
وبعد تفتيش البيت الذي كان يمكث به..
وجد هاتف نيرمين..وهاتف عمران نفسه.وصدمو بالفيديو الذي بعتثته تسنيم قبل موتها بثواني..وتطابق مع الهاتف الاصلي الذي وجدوه معها وقت الوفاه..
بقي فقط شهاده نيرمين..التي استفاقت امس..
بعد نجاح العمليه..اخيرا
حصري لجروب ولنا في الخيال حياه
بالغرفه..
الظابط بعمليه..مدام نيرمين..تقدري تحكيلنا ايه اللي شوفتيه..
الليله بتاع الحادثه..
نيرمين بتعب..اغمضت عينيها..وما حدث عاد لذاكرتها مره اخري…
اخذت نفسا..وشردت..في تفاصيل ما حدث..
انا كنت في المصحه..بتعالج من الادمان..ومعايا تليفوني..ماما قدرت بشويه وسايط طبعا تدخلهولي..لانه ممنوع طول ماانا في المصحه..
في الليله..دي..جاتلي رساله من تسنيم..فتحتها وكانت الصدمه..
امي والراجل اللي بعتبره زي والدي مع بعض في السرير..
اغمضت عينيها..بخزي علي ذكر ما رأته بالفيديو..
الراجل اللي بعتبره والدي..هو وامي..في سرير واحد.
محستش بنفسي الا وانا بخرج من المصحه..وطبعا لاني اساسا كنت متعوده اخرج بطريقه امي..من غير ماحد يلمحني..
خرجت جري..وانا بتصل بتسنيم..بس مردتش..
ووصلت قدام البيت فعلا..بس قبل ما ادخل..لمحت ابويا او اللي المفروض يكون ابويا.. داخل زي المجنون…
وفي ايده..مسدس..
دخلت وراه بهدوء.. و هو من انفعاله محسش بيا..
ووقفت مداريه وسمعت اللي دار بينهم..
ومن وسط كلام كتير مكنش مفهوم ليا..وعراك بينهم..
الا اني قدرت افهم..
انهم بيتاجرو في الاعضاء البشريه وبيعملو عمليات مشبوهه…
والاوراق اللي تثبت كل دا كانت مع مختار..وتحت تهديد السلاح..قر واعترف علي مكانها..
عمران.. جابهم من خزنه مختار…وضربهم بالنار بدم بارد..
من صدمتي ومن اللي شوفته وانا شيفاهم سايحين في دمهم.. صرخت..وشافني..هو..
فضل يجري ورايا..وانا اجري..
لحد ما افتكرت تليفوني.. اتصلت بمعتصم عشان يلحقني..
وفعلا الحارس جه ورايا وقدر يلحقني..بس عمران كان اسرع منه وضربني..في ظهري..
والباقي انت عرفه..
الظابط..بهدوء..
في اقوال تانيه حابه تضفيها..
نيرمين بهدوء..لا..دا كل اللي اعرفه..
الظابط للعسكري بجانبه..
قفل المحضر علي كده..ويالا..
بالخارج..
داوود بلهفه..
ـ ماذا حدث؟
الظابط بمهنيه..لقد اثبتت التهمه علي عمران..سنقوم بالاجراءات..للافراج عن اخيك..
اقوالها..ثبتت تماما..مع وجدناه ببيت عمران..
وشهاده الممرضه..بدث اوراق الملكيه لاخيك..لتوقيعها.
اتت بصفه..
داوود براحه..حمدا لله..
متي سيخرج اذن..؟
غدا ان شاءالله..لا تقلق..
ودعهم الظابط..وصعد داود مسرعا لها..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بالجناح….حيث تجلس نيره..بجانبها..سهر وسمر وجوان..
وعبير وموده الشارده..
صوتا تعرفه اقتلعها من تفكيرها به..
نيره….
رفعت وجهها لتري من يناديها..فصدمت بها..
نيره بصدمه..
ـ ماما..
سعاد بدموع..اقتربت منها واختطفتها بين ذراعيها..
، قلب ماما..مصدقتش نفسي لما سمر قالتلي وجيتلك جري..
وحشتيني..وحشتيني اوي يانيره..ياقلب امك..
تخشب جسدها..بين ذراعي والدتها..وعادت الذكريات..تعود لعقلها..
خذلان..كسره..ووجع..واهمال..
ذكري اب باعها مقابل مبلغ بخس..
نزلت دموعها بخزي…ووالدتها تقبلها..هنا وهنا..
رفعت وجهها تستجدي الرحمه..ان يرحمها ويبرد قلبها..
لم تكن جاحده يوما..ولكن الذكري مؤلمه..
دارت بعينها بالجناح..الا ان وقعت علي باب الجناح فوجدته يقف ينظر لها من خلف والدها الواقف ينظر لها بخزي.. ….مبتسما..
تلك الابتسامه الرائعه..التي تعشقها علي شفتيه..
وكانه يخبرها..بها..
ـ اغفري ياحبيبه العمر..انا هنا..
ارتسمت بسمه مطمئنه.علي محياها..وحاوطت. والدتها بذراعها….
ـ وانتي كمان وحشتيني ياماما…اووي..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفه نيرمين..
تجلس علي فراشها منكسه الرأس..حزينه..
اهتزت ثوابتها وماعاد الحق حقا…من وجهه نظرها..كل شئ تغير..لم يعد احد لها..كما تظن..من سيتقبلها هكذا
والي اين ستلجأ…الف سؤال وسؤال..
يدا حنونه…مسحت علي راسها… واقتربت مسحت دموعها التي تسيل بلا اراده منها..
فرفعت وجهها بسرعه لتري من هذا..؟
نيرمين بخوف..
ـ بدر..
بدر بإبتسامه..
ـ اه بدر..ارفعي راسك يانيرمين..مش اخت بدر الرشيد اللي توطي راسها كده..
نيرمين بابتسامه حزينه..
ـ بس انا مش اختك يابدر…
بدر بحده..لكذها براسها..بيده..
ـ انتي هبله يابت..ولا عبيكه ولا شكلك كده..
طبعآ اختي..اه من الام..بس اختي طبعا..فوقي كده..عشان مظبطكيش..واربيكي من اول وجديد..
اصلا انتي والبلوه اللي انا متجوزها عاوزين ربايه من اول وجديد..
اجهشت بالبكاء..فجذبها لصدره..
ـ ششش اهدي..
نيرمين من وسط دموعها..
ـ فراس عمره ما هيسامحني…انا غلطت كتير اوي..
وهو اصلا عمره ما اعتبرني اخته..انتو كنتو بعيد عني اووي..وكنت بخاف منكم..انا مش وحشه كده..
والله كان غصب عني..ماما هي اللي ملت دماغي بالكلام دا..
وتسنيم الله يسامحها..
جاءها صوته الحنون..وهو يستند علي الحائط ليصل اليها..
ـ ومين قالك..بقي ان انا مش هسامحك..
نيرمين بصدمه..
ـ فراس؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالاستقبال..
(المشفي)
تسير بجانبه..بعدما استأذن من والدتها ووالدها
نيره بفضول..
ـ الي اين داوود.؟
داوود بحب…لقد اشتقت لكي نيره..كما اني نفذت وعدي..
واثبتت براءه اخي..وغدا سيكون بجانبنا..هنا.
اذا تبقي عليك تنفيذ الوعد..
نيره بصدمه..انت.. ألا تنسي ابدا داوود..
داود بغمزه..لا..وسنحضرهم الان..
نيره بسعاده..حسنا..هيا بنا..انا متحمسه كثيرا..
اقترب من سيارته..ليفتح لها بابها… بسعاده.. الا ان صوتا قويا..خشنا..حادا..ينادي عليه..
من اوقفه..متسمرا بمكانه..
ــ دااوود..وجف عندك..
ــــــــــــــــــــــــــــ
بيقولو الحب بالعيون بيبان..
وأنا بقول العشق أفعال لا أقوال..
ايه يفيد الحب من غير، احتواء وامان..
الحب عندي احترام،كلمه حلوه وقت الزعل، بتبان…
لقمه حلوه بعد يوم شقي من ايد اللي، حبيتها..
ايد تطبطب وبين ايديها الدنيا دي، انا نستها..
الحب روح حلوه،وقت الفرح والحزن مجتمعه.
الحب انتي والدنيا انتي اللي انا اتمنتها..
اصابك عشق..
اسما السيد…
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
(
داوود وجف عندك..
ادار راسه بهدوء.. ينظر لمن ينادي عليه..وقعت عينه عليه..
وجده..رجلا بجلباب صعيدي..
حاد الملامح..غزا الشيب لحيته باكملها..وفعلت الاعوام به الفواعل..
بظهر محني…يستند علي عصا تبدو عتيقه.علي شكل افعي
تنفخ بمن ينظر لها….وكأنها تخبرك..
حذاري ان تقترب..
وقعت عينه بعين الرجل التي تحولت من الحده والقوه لاخري..
قراها بسهوله..
نظره مشتاقه..تملي نفسها بمن امامها…وكانه كنزها السمين..
نظره نادمه..ولكن مصطنعه..لم تكن حقيقيه ابدا.
قلبه اخبره علي الفور انه هو..الذي حذره منه معتصم مرارا بالامس..وكما وصفه بالظبط..
ولكنه نسي ان يقول انه يشبهه ويشبه اخيه كثيرا..
جده سبب كل مآسيه بالحياه..
لوهله اشفق عليه..وحن القلب اليه..لمن منه..لمن دماءه.. تسري بأوردته..
لا يعلم اين ذهب ذلك الكره الذي كان بقلبه لذلك الرجل..
وكيف حل محله..كل هذا الشوق؟
وكيف تبخرت الذكريات..التي واجهها بسببه..في لمح البصر..
افاق من شروده..علي صوته..وتلك المره تغيرت نبره صوته…ليست كسابقتها..حاده قويه..
تلك المره.. كان صوتا..حنونا..
ووجها مبتسما..وكأنه وجد كنزه الثمين..
نظره لم ولن يخطئ قراءتها ابدا..
ـ داوود انت داوود..ابن ولدي…اسمك علي اسمي..
داوود..اني جدك.داوود ياولدي..
لما جالولي..انك اهنه مصدجتش..حالي..وجيتلك جري..يااجل مانلم الشمل..ونتصافي ياولدي..
اقترب الجد بخطي بطيئه…وداوود ينظر له بأعين من هول المفاجئه..متسعه علي اخرها..
ـ اهذه جده القاسي..كما اخبروه..!
انتفض من مكانه..حينما لمح ذلك الحجر امام جده..كاد يسقطه علي وجهه..وهو يقترب منه..
اقترب مسرعا…وتلقفه علي يديه..قبل ان يسقط ارضا..
وخرج صوته قلقا.. لا إراديا..منه..ولاول مره..
يتحدث بالعربيه…
ـ حاسب ياجدي..
اتسعت ابتسامه العجوز..وهو يتكأ بذراعه الحره علي يدي معتصم..
الا ان استقام مره أخري..وبخفه رفع يده وضرب بها رأس داود..متمتا..بفخر..به..
ـ شبهي ياواد ياداود الخالج الناطج..وشبه خايب الرجا المسجون….الواطي معتصم ده..
(حصري لجروب ولنا في الخيال حياه)
اتسعت عينيه مره اخري بصدمه..حينما نمي لذهنه..معني حديث الجد..
وللاسف مخزون كلماته من اللغه العربيه لم يعد يسعفه ليجاريه…
فنظر خلفه ينظر لها مستنجدا بها..
بسهوله قرأت ما بعينيه..وبصدر رحب.. اقتربت منه
عاود الجد..الحديث..موجهها حديثه لها..
ـ وانتي مين بجي..ياحلوه انتي؟
نيره ببسمه..مضطربه..
انا ابقي…
باغتها هو بلف ذراعه حول خصرها…حينما ادرك انه يستدرجها بالحديث….
ـ زوجتي..
اتسعت عينيها..ونظرت له بصدمه..
فنظر لها بنظره اسكتتها..
فابتلعت ريقها…غمز لها بالخفاء.. ان تجاريه.. بالحديث..
بقت ساكنه لدقيقه.. مصعوقه.. مما يحدث..
ولكن هزت رأسها ورددت خلفه..بطاعه..
ـ ااه.. اه.. انا مراته..
تغيرت معالم الجد من البسمه للصدمه..والحده..
مره أخري ….
الجد بحده…
ـ نعم مرته كيف..ده..من ميتا.؟
اللي عرفته انه لساته عاذب…
اقترب من اذنها.. وهمس لها…
حبيبتي..لقد نسيت ما علمتني اياه..انا افهم حديثه..ولكن لا يمكنني مجارته بالرد..
ـ اخبريه اننا تزوجنا اليوم..صباحا..
نظرت له بخوف..
وهمست..
ـ هذا كذب داوود..كيف افعلها..لسنا..متزوجان..
جز علي اسنانه ونظر لها بنظره اسكتتها..
ـ اصمتي نيره..ساشرح لكي فيما بعد…اخبريه هيا..نحن بمأزق هنا..
انه يريد توريطي بمشكله الثأر التي حدثتك عنها البارحه..
اتسعت عينيها برعب..وانتفضت..من مكانها..علي
خبطه الجد القويه لعصاته بالارض.
ـ باااه..عم تتوشوشو تجولو ايه..انطج ياولد..مرتك من ميتا..؟
اتسعت عين داوود هو الاخر..اثر صوت الجد الجهور..الحاد..وملامح وجهه التي عادت للحده..يبدو ان اخيه كان محقا..هذا الرجل كالثعلب الماكر..تماما..
ايعقل كان يرسم علي وجهه الطيبه ليوقع به…
وهو كالابله خدع به…وبملامحه الطيبه..
خبطه اخري لعصاته بالارض..جعلت نيره تجيبه بسرعه..
ـ اه.. اه.. اتجوزنا انهارده..الصبح..حتي كنا رايحين نجيب بقيت حاجاتنا اللي نقصانا..
نظر الجد لها من الاعلي للاسفل بسخط وغل. .وعاد بنظره لداود..المصدوم….من تلون ملامحه.. بثواني..كالحرباء..
ذلك الرجل يضمر شيئا بقلبه..بالتأكيد..
الجد بغل منهم..
ـ اخوك خايب الرجا هيطلع ميتا..؟
فتح داوود عينيه واغلقها عده مرات.. مصعوقا مما يستمع له..
يحاول استدعاء الكلام التي تحفظه له نيره..منذ التقيا معا…
ثواني وابتسم..حينما حضرت الكلمه لذهنه..بلا وعي منه..
لمن تغيرت ملامحه للسخط وهو ينظر لنيره التي تتشبث بذراع داود خوفا من نظراته..الحاده لها…
صوت داود قطع نظره الجد لها..
ـ..غدا..اا.اه.. بكره..
ضرب الجد.. بالعصا التي بيده الارض بقوه مره اخري….واستدار وهو يتمتم..بغل منهم.
نبجي نتجابل بكره..ياولاد ولدي..
فتح داوود فاهه ببلاهه..
ـ هااا..
التف الجد لهم مره اخري..ووجه عصاته.. لوجه داود..
ـ خلي بالك يا ود ابني..انا عيني عليك..ولو طلعت بتكذب هربيك..
مررعصاته لوجه نيره التي القت بنفسها بسرعه بحضن داود..
واكمل..بخبث..
ـ وعليها..
أعطاهم ظهره..وسار بخطي ثابته..وحوله عدد ليس بقليل..من الحرس بجلاليب..تشبه جلبابه..الصعيدي..
ارتعش جسد نيره بين ذراعي داود..حينما وقعت عينها بعين الرجل الحاده..من خلف زجاج سيارته..يرمقها بتوعد..
انتبه داوود..لرعشتها
ـ مابك حبيبتي..لماذا ترتعشين هكذا…؟
تمسكت بقميصه بقوه..حتي انها تمسكت بلحم.. صدره ولم تعي من شده توترها..وخوفها.
اتسعت عينيه من الوجع والصدمه..معا..
وهمس..
ـ نيره حبيبتي مابك..؟
هزت رأسها بخوف…
ـ داوود هذا الرجل غير مريح..ابدا..انا خائفه..
لما اخبرته اننا متزوجون..
ااه موجوعه اخرجها من فمه..مع ضغطها المستمر علي صدره..
انتبهت له لصوت تألمه..
وبخوف..
ـ داوود مابك…انت بخير..؟
ابتسم بهدوء لها وامسك بيدها التي تضغط علي صدره وابعدها عنه فابتعدت بسرعه عنه..كالملسوعه حينما وعت اخيرا لما تفعله..ولوضعهم هنا..
ـ لم اقصد انا اسفه..
يده عادت وحاوطت خصرها… قربها منه، مره اخري…
ـ حبيبتي لاعليك..اهدأي ..ولا تقلقي..
ساخبرك كل شئ….فقط اهداي..ودعينا نذهب..من هنا..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمشفي..
امتلأت الغرفه التي هي بها..باشقائها..وزوجاتهم..
تبتسم بغصه لاحاديثهم..تشعر بانها الملوثه الوحيده من بين تلك الوشوش جميعها..
دارت بعينها بالغرفه..ووقعت عينها علي اخيها فراس وزوجته..
لاول مره تري فراس بذلك القرب من امرأه..ولاول مره تلمح ذلك العشق الفاضح لامرأه بين عينيه..دوما كانت نظرته كارهه حاقده..مخيفه لها..اما الان…
ينظر لمن بين يديه..كأنها الدنيا ومافيها..
يحاوطها منفصل تماما عنهم وعن ما يتحدثون به..
في عالم اخر هو وتلك الجالسه بجواره..تنظر له بإهتمام وتستمع لهمسه وترد عليه ايضا..
عادت تسأل نفسها..
اهذا هو العشق التي كانت تعشق القراءه عنه..ليست سيئه لتلك الدرجه..وليست تافهه..القراءه هوايتها الوحيده…كانت ومازالت تعشق القراءه..
تطمح لعالم وردي..لاحد ينتشلها مما كانت فيه..ليد حنونه..تطبطب عليها.. وتخبرها انه، هنا من اجلها..
ابتسمت علي نفسها حينما وصلت لمرحله من التفكير ان كل ماكانت تقرا عنه كان وهما… واقتنعت بذلك.. حينما تزوجت بمعتصم..
والان.. وهي تري فراس وجميله امامها.. تأكدت.. اذن ان ماكانت تسمع عنه.. وتطمح له.. موجود بالفعل… الاانسجام.. العشق لدرجه الهيام..
(العشق… هو ان تجد شخصا يهتم بك.وكأنك الوحيد بالعالم..يستمع لك ولحكاياتك التافهه بصدر رحب..بل ويبتسم لنكاتك، السخيفه، التي لا تضحك احد ابدا..
ان يشعر بك ويفهم عليك من نظره عينيك..يستمع لهمس قلبك قبل شفتيك..)
هناك أناس بالفعل خلقت علي مقاساتنا..تشبهنا ونشبهنا..
لما اليأس اذن..؟
تنهدت وذكري زواجها من معتصم عادت لذهنها..
كانت تمني نفسها حينما قبلت الزواج منه..انه سيغيرها..سيقتلعها من بؤره الفساد التي اغرقت نفسها به..ويهيأها علي شاكلته..كما قرأت باحدي الروايات يوما..
البطل يفعل المستحيل لتعود البطله لعقلها.. ويحبها البطل ويعشقها فتعود راضخه..محبه له..وكأن شيئا لم يكن..
ولكن كانت واهيه..وكل ما قرأته من ذلك النوع من الروايات..كان كذبا وتدليسا..كذباا جملو به مراره الواقع.. معتصم.. لم يفعل..ولم يعشقها..ولم يحاول حتي ارضاءها يوما..
حتي بتلك الليله التي تتمناها كل فتاه…لم يكن متحمسا لها..وكأنه تزوجها غصبا..تقسم لو شعرت منه بذره حب واهتمام..لارتمت تحت قدميه..ولما استمعت لحديث والدتها وتسنيم ابدا..
طبيعتها الكتومه لم تسعفها..لتحارب علي احد ولا من اجل احد وربما هذا عيبها الوحيد..
انها ارتضت بالطريق السهل..لا تلوم معتصم ابدا..فهو كان كارها منذ البدايه ينظر لها وكأنها عاله عليه..
شعورها بأنها عاله علي الجميع كان يؤرقها..ويؤلم قلبها.. فمشت بطريق الهاويه.جبرا ليس حبا ابدا..وكانت سعيده به..
استدارت بحزن برأسها تنظر للجهه الاخري، فوقعت عينها علي اخيها بدر وجوان..وذكري اخري لاحت لها..
ذكري فتاه سخرت منها يوما..فعاد القدر ليسخر منها..وتصبح زوجه اخيها..
ليخبرها القدر.. ان الرؤوس جميعها تساوت.. وان عجلت الزمان تدور لتقف عما فعلته انت بالامس.. فيفعل بك بالمثل…
كبرياءها اللعين التي اورثته لها امها..لم يعد الا بمخيلتها المريضه..
ولكن،..لما ضميرها الان يؤلمها..لما عاد يعمل بذلك الشكل..، ولما باتت عينيها تري الامور اوضح؟
اهو النضج..اذن..لما تشعر انها كانت عاريه..، تشعر بذلك البرد ينخر بعظامها..
تريد ستر جسدها..تريد هذا وبشده..
ابتلعت ريقها وعينيها عادت لتنظر لهم واحدا تلو الاخر..تشعر انها لا تنتمي لهنا حقا..تريد البعد..الهرب..
مكانها ليس بينهم..تشعر وكأن ذنوبها ستعكر صفو حياتهم..هم
دارت بعينها فوقعت علي ذلك الذي ينظر لها بحنو..
حنو غريب عليها..لم تحظي به يوما..لا من اب ولا حتي من من كانت تدعي.. ام..
شعر بتخبطها وحيرتها..فاقترب منها بخطي ثابته..ونظر لسهر نظره فهمتها سريعا..
فاستقامت..واستأذنت الجميع بالخروج ليبقي هو معها..
بالفعل خرج الجميع وتبقي هو وهي..
ـ جلس كرم بجانب نيرمين علي الفراش..ومد يده و رفع وجهها المنكس للاسفل..بخزي..
كرم بحنان..وأمر..
ـ ارفعي راسك ياقلب عمك..طول ما انا موجود..
كلماته الحنونه اثرت بها بشده ولمست ذلك الوتر الحساس بقلبها..، فاجهشت بالبكاء..بهستيريا..
ـ انا مبقتش عارفه حاجه خالص..انا مين ولا بنت مين..؟
انا..والله مش معترضه..انا استحق اللي جرالي اصلا..
حتي استحق اكون وحيده..بس..
قاطعها وهو يجذبها من رأسها ليضعها علي صدره..
ـ بس انتي مش وحيده ياقلب عمك..احنا جمبك..وكلنا بنغلط..
ليه محمله نفسك فوق طاقتها..
ابتعدت ونظرت له بخزي..
ـ بس انا غلطي ميغتفرش..انا اتفقت مع امي علي بيع ابني..ياعمو..
انت عارف يعني..ايه..؟
نظر لها قليلا بتأني..وعاد ليسألها..
ـ وكنتي هتبعيه فعلا..؟
صمتت قليلا. وهزت راسها بالرفض..كان في سكاكين بتغرز في قلبي..لما افتكر..ان هبعد عن ابني مجرد ما يتولد..
حاجه جوايا مع مرور الوقت ليه..كانت بتكبر..
كنت لما افتكر اني هفارقه بعد الولاده..حتي لو ايه..او كان مكان..اترعب..وحاجه توجعني اووي..جوا قلبي.
بس انا والله ما كنت داريه..بعمل ايه..كل اللي كنت بفكر فيه..
كنت بنساه اول ما بتعب وجسمي يحتاج للجرعه..
واول ما باخدها بحس بنشوه..وان مفيش حاجه تانيه عاوزاها غير الجرعه دي..
حتي وانا في المصحه..مكنتش بتعالج..كانت ماما بتجبلي الجرعه من وراهم..لمت كنت بتوسل ليها..وابوس ايديها ورجلها.
انا والله ما وحشه ابدا..انا مش كدا..انا حاسه اني كنت مغمضه وفتحت..
انا والله ما كدا ابدا..انا ازاي عملت كل ده…
دفنت وجهها بين كفيها.. واجهشت بالبكاء مره اخري..فجذبها سريعا لصدره..
ـ ششش اهدي انتي فعلا مش كده..انتي ضحيه..حسبي الله ونعم الوكيل..في اللي كانت السبب..
نيرمين برجاء..
ـ انا عاوزه ابعد من هنا..انا مش هقدر اكون هنا..ارجوك ياعمو..ابعدني عن هنا..وخلي فراس يوافق..
مش هقدر اكون الشريره اللي في حكاويهم..
لو ليا خاطر.عندك ابعدي عن هنا..
زفر بتعب…وحزن بقلبه عليها..
ـ حاضر..ياقلب عمك..حاضر..شوفي عاوزه تروحي فين..وسيبي فراس عليا..انا..
نيرمين بحماس
ـ عاوزه اكمل تعليمي..في اي مكان بعيد برا..
كرم بفخر..
ـ خلاص..هجهزلك ورقك ولحد ما يجهز..هتقعدي معايا انا ايه رأيك..؟
ـ لالا..مش عاوزه اقعد في بيت واحد مع معتصم ارجوك..
مش هينفع..
كرم بهدوء…..
ـ ليه… بتحبيه.؟
هزت رأسها بالرفض..
ـ حاليا لا..خاب املي فيه من ليله الدخله..وكرهته..
كرم بعدم فهم..
ـ ليله الدخله.. وكرهتيه؟
ابتسمت بتهكم..
ـ اه متستغربش..لما اتجوزته قلت بس دا هو اللي هينشلني من الضياع اللي انا فيه..مخبيش عليك في الاول وافقت علشان المظاهر الاجتماعيه..والحاجات اللي كانت امي زرعاها فيا..بس لما اتخطبنا..انا حبيته..انا اساسا كنت معجبه بيه..
مرت الخطوبه فاتره بارده..واتجوزنا..كنت بانيه حاجات كتير في دماغي..اهم حاجه الحب..وان اكيد بعد ما نتجوز هخليه يحبني..بطريقتي…بس اللي حصل يومها غير كل حساباتي..وخلاني اتنمرد عليه وعلي عيشته..واغير رأيي واسمع كلام امي..
كرم بدهشه..
ـ ايه اللي سمعتيه منه.
عادت دموعها تهطل بغزاره..
وذكري ما استمعت له..تلك الليله بينه وبين والدته..يؤلم قلبها..
flash back..
دخلت الجناح المخصص لهم بالفيلا..الكبيره..تدور حول نفسها بسعاده..
ترسم احلاما ورديه..لنفسها
تتمني ان تعيش ليله كتلك التي تقرأ عنها بالروايات..
بعدما..نزل للاسفل ليري والدته وبقيت.. هي
بثوب زفافها التي اثرت ان تجلبه من اشهر دور الازياء بباريس…لتفتخر به..بين صديقاتها..
اقتربت واخرجت ثوب نومها لتبدله..بنفسها بعدما يأست من صعوده..
بدلت ثيابها وجهزت نفسها بالحمام وخرجت بهدوء تبحث عنه..ولكنه لم يأتي بعد..
مرت الدقائق واستغربت عدم قدومه..
ودب القلق قلبها..معرفتها بوالدته..سهلت الامر..فلو كانت اخري لما تجرأت وخرجت هكذا ابدا..
بحثت عنه بغرفه والدته.. بجانبهم.. فلم تجد احدا هنا..
نزلت الدرج بهدوء..فلمحت ضوء الغرفه التي يعمل بها مفتوحا..
اقتربت قليلا..من الغرفه وهمت لدق الباب..
فاستمعت لصوت والدته..تتوسله..
ـ ارجوك يابني عاملها بما يرضي الله..دي بقت مراتك خلاص..والحب والكلام دا هيجي مع العشره بعدين..
متحرجنيش مع البنت وعيلتها..دي مهما كانت عيله وهتشكلها علي ايدك…
معتصم بزهق..ياامي خلاص فهمت..عدتي الكلام كام مره..
خلاص عرفت اني اتنيلت ادبست فيها..حاضر..هعاملها كويس..مش عشان حاجه غير ان اخوها صديقي واقرب الناس ليا..
تنهدت والدته..وقالت بحزن..
ـ ربنا يهديك يابني..ويهدي سركم..
وسامحني ياابني اني غصبت عليك.. انا مش هعشلك العمر يامعتصم..انا عملت كده واصريت علي جوازك..لان عرفت ان جدك واقع في تار كبير والدنيا مقلوبه في البلد..
وانت عارف امور التار في الصعيد بتنتهي بإيه..
يالدم..يا النسب
خفت ياخدك كبش فدا..وتقع في واحده لا نعرفلها اصل من فصل..وتعيد حكايتي مع ابوك تاني..
وتعيش تعيس..
الي هنا ولم تستطع ان تبقي لتستمع لحديثهم..فصعدت بسرعه دموعها تغرق عينيها..
استمعت لخطواته تقترب من الغرفه.. فاندفعت بسرعه للحمام مره اخري تجفف وجهها..وتعدل من هيئتها..لكن بنفس مكسوره موجوعه..ليست كتلك المتحمسه..
ولاول مره تنتبه لنظرته البارده الميته لها..
أمضت تلك الليله بجسد بلا روح..تنفذ بآليه…واصبح جسده كالشوك لها..
كرهته..وكرهت كل شئ يوصلها اليه..
back.
انتهت من سرد ماحدث ودموعها تسيل.. بغزاره..
جذبها كرم لصدره ..
ـ دا كله في قلبك..بس معتصم مش وحش اوي كده يا نيرمين..يمكن مكنش يقصد اللي قاله..دا..ياحبيبتي
هزت رأسها بالموافقه..لتنهي هذا الحوار وللابد..
لم يعد بها جهد للحديث عن الماضي ابدا..
ـ انا عارفه..بس محبنيش ياعمو..القلب معلهوش سلطان..
وانا مش بلومه..الله يوفقه..انا قفلت صفحته من ليلتها وكنت عارفه ان كل الطرق هتوصل لكدا..الفراق..
هو يستحق واحده افضل مني..ربنا يوفقه في حياته..
ابتسم بفخر لها ولحديثها المنمق..
ـ برافو عليكي..انا فخور بيكي..ومتأكد ان اللي قدامي نيرمين تانيه..غير تربيه نسرين..اللي سمعت عنها..
ـ يعني انا مش وحشه ياعمو..؟
ـ قبلتي نااس وحشه ياقلب عمو…ووصلوكي لكدا..انما حاليا مفيش غير الحلو وبس..صح.؟
مسحت عينيها بظهر يدها.. كطفله صغيره..واومأت برأسها..
ـ صح..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعتين
ببيت فراس..
تنظر لما يحدث بصدمه وعيون متسعه علي اخرها..
هل اصبحت حقا زوجته..؟
هل كتبت علي اسمه…وهل قالت موافقه…؟
هل والداها هذا من وضع يده بيده..وردد خلف الماذون..
ابتلعت ريقها..
ويدي والدتها تحاوطها بسعاده..وصوت زغروطه سعيده شقت سكون البيت المكلوم..منذ أيام..
وقعت عينها عليه..وهو يجلس امامها لجانب فراس.. يشير بيديه لها ان تحسن وضع النقاب علي وجهها..
النقاب التي اصر عليها ان ترتديه قبل كتب الكتاب..
ابتسم لها تلك الابتسامه الرائعه..الراضيه..وعاد لفراس
فراس.. التي لا تعلم كيف خرج وهو مازال متعبا..
وكان شاهدا علي زواجها..منه..
فغرت فاهها..بصدمه.. حينما قذفها بقبله من بين شفتيه..
لم يرها احد الا هي…..
ااهذا الوقح اصبح زوجها..اذن..
هزت رأسها بصدمه والتفت لجوان..التي تقرص ركبتها..وازاحتها عنها بغيظ….
ـ بتعملي ايه يازفته انتي.؟
جوان بضحك وقهقه..عليها..
بقرصك في ركبتك..عشان احصلك في جمعتك..
شهقت والدتها وضربتها علي رأسها..
ـ يخيبك ياجوان..يابت انتي مش متنيله متجوزه..مش خايفه بدر يسمعك..
امتعض وجهها وعادت تنظر لذلك..الجالس بأريحيه..يرمقها باعين عابثه ويغمز لها..من حين لاخر..
ـ وانتي ضروري تفكريني ياماما..ماانا عارفه..
بتفكريني بسحلتي وخيبتي..عاااا..انا عاوزه اعمل فرح ياامه..
قهقت البنات بجانبها عليها..
وعادت والدتها تلكذها..برأسها..
ـ فرح ايه يامنيله في الكورونا اللي احنا فيها دي..
جوان بصراخ..
ـ عااااا..وانا ذنبي ايه..انا عاوزه اعمل فرح ليش دعوه…
.. حصري لجروب ولنا في الخيال حياه..
ـ كانت تستمع لهم بعقل شارد..معه..
هناك..بسجنه..وذكري كتلك عادت لمخيلتها..حينما انقذها من غدر اشقاءها..
ذكري ليله رغم مساؤها.الاقرب لقبلها..
تنهدت عبير بفرحه.. ووضعت يدها علي رحمها..
حينما تذكرت حملها..
جزت علي اسنانها وتمتمت..بغيظ..حينما تذكرت ما سمعته منهم..
ـ ماشي يامعتصم..مقولتليش علي.. حته التار دي..اللي جدك بيدور علي واحد يشيل الليله..
عشان كده اتجوزتني يابلوه حياتي..
اصبر عليا..بس اما تطلع..
لكذتها موده بكوعها..
ـ انتي بتكلمي نفسك ياعبير..
عبير بفرحه..مستتره..بكلم ابن العبيط اللي جوه في بطني ده..
فلتت ضحكه من موده عاليه لكننا حزينه مهما خرجت عاليه. .
ـ انتي اتجننتي خالص ياعبير..والله..
ربنا يعينك يامعتصم..
عبير بعبوس..كله بسبب معتصن الزفت..أن موريته وخليته يقول حقي برقبتي..مبقاش انا..
موده بضحك..ياشيخه حرام عليكي الراجل زمانه اتهلك من نومه الارض..
عبير بغيظ..بس اموده..متحاوليش..هي طقت في دماغي وخلاص..ويحصل اللي يحصل..
ــــــــــــــــــــــــــ
امريكا..
ليلا..
بحفله بسيطه اثرت عمته ان تقيمها من اجل ابنتها التي كانت ترفض وبشده..
تقف بجانبه..ممتعضه الوجه بذلك الفستان الابيض البسيط المفصل مفاتنها ببزخ.. التي اثرت عليها والدتها ان ترتديه..
باسم بضحك عليها..
ـ يا منجي من المهالك يارب..مالك ياقطر فيك ايه؟
ضيقت بين عينيها…وجزت علي اسنانها..
ـ تقصدي ايه ياباسم.؟
حرر ذراعه منها..وتسلل بهدوء..من خلف ظهرها..وهو يتعمد لمس اسفل ظهرها..بيديه..
شهقت بخجل من افعاله الوقحه التي يفتعلها منذ وقعت بيدها علي قسيمه زواجهم بالسفاره..
وابتلعت ريقها..
وهو يضع يده علي.جانبها..ويراقص حاجبيه لها..
ـ ليلتنا فل ان شاءالله..
ميما بصدمه..
ـ باسم..!
ـ الله مكسوفه مني..دا انا بقيت زي جوزك يعني..
اتسعت عينيها اكترمن وقاحته..
ـ يخربيت سفالتك جايب السفاله دي منين..اومال كنت عاملي فيها المؤدب..المحترم ليه..؟
ارتفعت ضحكاته..وقرب وجهه من وجهها..وغمز لها..
ـ الله هو انا لسه عملت حاجه..ايه ياوحش.. الليله لسه في اولها..
رفعت حاجبها..له وبتهكم اكملت..وهي تنظر ليده المربطه بالشاش..
ـ بعينك.. وبإيدك دي..مظنش..
اشعلت روح التحدي به..وجز علي اسنانه..
ـ هو انا مش قلتلك يازفته انتي..متفكرنيش
نظرت له بإستخفاف وادارت وجهها له..لمحت سولم قادم حزين الوجه..
فصاحت..بفرحه..
ـ دا سولم جه..شوف حزين ازاي..عااا..ياحبيبي ياسولم..
همت ان تسير نحوه….
فصاح عليها..
قسما عظما ياميما لو اتحركتي من مكانك..لكون مطين عيشتك..
نظرت له بامتعاض..
ـ ودا ليه ان شاءالله..انا عملت ايه!
اغمض عينيه..يستغفر بفمه..لو لم يكن مربط اليدين لسحبها جبرا للخارج..
لمح ذلك السمج..آتيا بإتجاههم..فزفر بحده..
ـ ميما..انا تعبان ومش قادر اقف..يالا نروح..
بلهفه مدت يدها تتحسس وجهه..
ـ مالك ياباسم فيكي ايه..انا كنت رافضه الحفله..انت اللي رضيت عشان ماما..وانت اصلا تعبان..وخلصان..وشويه تروح فيها..
يدها الحنونه التي تتحسس وجهه..ذكرته بتعبه..وانسته لهجتها العابثه..
هو بالفعل متعب..وأثار المسكنات التي تعاطاها بدأت تنجلي..
ـ خلينا نمشي ياميما..يالا..
قبل ان يقترب منهم سولم..كانا يخطوان للخارج من الباب الخلفي للفيلا التي يعيشون بها..
ـ بعد ساعه..
ببيته..
بعدما ساعدته بتبديل ثيابه..واعطته دواءه..بكل الحب..
افترش الفراش بجسده..واضعا ذراعه علي عينه بتعب..
بدلت ثيابها بأخري وارتدي ثيابا مريحه…
هوت شورت قصير وتوب قصير يصل لمنتصف بطنها..كما اعتادت ان ترتدي بييت والدها..
اقتربت منه..تطمأن عليه..
ـ باسم انت كويس دلوقت..؟
رفع يده التي يغطي بها وجهه..ونظر لها..
اشار بيده المبسوطه بجانبه ان تأتي..
ـ تعالي..يا ميما..
ميما بخجل.عضت شفتيها..
ـ اجي فين…انا هنام في الاوضه التانيه..
باسم بحزن..
ـ عاوزه تسيبني وانا تعبان كده؟
هزت رأسها بلهفه..
ـ لا..بس..
بحزن أدار وجهه للجهه الاخري..
ـ ماشي براحتك..
ثواني ووجدها تضع رأسها علي ذراعه..
ابتسم برضا.. وعاود النظر لها.
ومد يده يتحسس خصرها بلمسات جريئه..اشعلتها..
عضت علي شفتيها..بخجل..
ـ باسم..اتلم..
باسم ببراءه مصطنعه..
ـ هو انا عملت ايه بس..
مدت يدها وجذبت يده بهدوء..وأبعدتها عن خصرها..
ـ ابعد دي..
باسم بسماجه
ـ ليه بس..ماكدا حلو اووي..؟
ميما بخجل..
ـ عشان عيب..
بعبث..
ـ دا ملكي..علي فكره..
ـ باسم.!
ـ ميما..
ـ اسكت..
قطع حديثها بشفتيه التي عرفت طريقها لشفتيها..
التهم شفتيها بمشاعر جديده عليه..لا يعلم ماهيتها..ولكنه
يشعر بأن رحيق شفتيها..يأخذه لعالم وردي..
كلما حاول الابتعاد عنها ..يلتصق بها.. اكثر..
استسلامها..اشعل.. رغبته بها..
تبادله قبلته..بأخري ملهوفه..عاشقه..
استمرت قبلاتهم المحمومه لدقائق..الا ان شعرت بيديه المجروحه.. تجاهد لازاحه ثيابها….عنها..
هنا افاقت علي نفسها وابتعدت عنه..قليلا..ونظرت له بوجه احمر قاني.. من شده الخجل..
ـ مش هينفع..
بصدر يعلو و يهبط
ـ ليه؟
ـ لما تقر وتعترف ان انا بس اللي هنا….واشارت علي قلبه..
ـ بس انتي اللي هنا..ياميما..
هزت راسها..بعناد..
ـ انا اللي اقتحمت هنا…بس لسه محفرتش اسمي هنا..
ـ ميما..انا..؟؟
ـ ششش انا عارفه عاوز تقول ايه….مش مستعجله..
وكدا او كددا هخليك تقول ميما وبس..
ـ مغروره اوي..
ـ بس بحبك..
ـ وانا والله بحبك ياميما..خليكي جنبي..واصبري عليا..
ربنا يخليكي ليا..
عاودت النوم علي ذراعه مره اخري بعدما اطمأن قلبها…
وهو لم يكن اقل حال منها..
عاود النوم مره اخري….وتلك المره اغمض عينيه..براحه..
مطمين القلب..
ان احدا هنا من اجله..
احد.. بالنسبه له العالم اجمع..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاهره..
بشقه داوود التي انشئها له أخيه..أعلي شقته..
بعدما كشف معتصم لعبه الجد. وحذر داوود..
بأنه هنا من اجل مشكله الثأر..
ذلك الجد الماكر..
كان يعلم من قبل قدومه..ان الجد واقع بمشكله الثأر وانه كان يود ان يوقع معتصم بها ككبش فداء..
ولكن معتصم كان اذكي منه..وتزوج بعبير وقبلا نيرمين….فضيق الخناق عليه..وماعاد امامه غيره هو..
منذ قدومه وهو يلمح رجاله يراقبونه..ليل نهار..
حتي انه لم يتدخل ليزيح الظلم عن معتصم.. حتي يأتي به لهنا…
كانت خطه ذكيه من جده…ولكن ليس بذكاءه هو..
ورب ضره نافعه..وكان سببا ليكونا هنا..الان..زوجان..
بخجل وتوتر.سألته نيره..
ـ داود….لما نحن هنا..انا لا افهم شئ..؟
قطع المسافه بينهم بلهفه..واقترب وجذبها لتلتصق به…
ـ احتضنيني فقط..اولا..
فلطالما حلمت كيف سيكون.. شعور احضانك بالحلال نيره..
ارتعش جسدها وعلت حمره خديها..ولكن دفئ احضانه الجمتها.. وخانها جسدها..بقربه..
رفعت يديها تلبي نداء، جسدها العاشق لكل ذره به..
فشدد هو علي خصرها اكثر..ود لو دفنها بأعماقه..
ـ اااه حارقه خرجت من صدره..
ولكنها سعيده..مرتاحه..اخيرا انها هنا..من تمناها الفؤاد قبل لقياها..
ـ احبك نيره.. كم.. اعشق واقدس تلك المكتوبه التي جمعتني يوما بك..
تلك الاحرف القليله التي رسمتها بيديك..علي هيئه كلمات..
سأظل اشكر الرب ليلا نهارا..علي وجودك بحياتي..
أغمضت عينيها..تستشعر حلو كلماته..وهمست..
ـ داوود؟!
ـ ماذا نيره..؟
ـ احبك..
أحبك.. بعدد احرف تلك المكتوبه..وعدد حركات سكونها..وعدد فتحاتها وضماتها..أحبك بكل مشاعر الخوف التي انتابتني وأنا اكتبها..وبقله حيلتي وانا اضغط نشرها..لعل احدهم يشعر مثلما اشعر انا..!
احبك بعدد تلك المسافات التي.. قطعتها من أجل ان تنتشلني من ضياع محتم..
كان علي اعتاب حياتي..يدق الباب بلهفه.وبجنون..ينتظر ان اسمح له..
احبك..بعدد كل ليله بت مطمئنه بها انك هنا..بجواري..
احب اهتمامك بي..وكأنني انا وحدي بهذا العالم..
احب حنانك..واعشق غيرتك المجنونه علي..
كم اشكر الله علي عوضه الجميل لي..كم أشكره انك بحياتي.
(أصابك عشق،اسما السيد)
اااه عميقه خرجت من صدره
مرتاحه..منتشيه بإعترافها…..وبلهفه.. أبعد وجهها عن عنقه..وازاح ذلك النقاب التي مازالت تخبي وجهها عنه خلفه..
والتهم شفتيها بعشق..طال انتظاره..
ارتعش جسدها وشعرت بوهن بقدميها..
وانه ياخذها معه لغيمه بعيده ولكنها ورديه..
مدت يدها تتمسك بذراعه … وهي تبادله قبلته الجامحه.. بأخري خجله..
ـ كعذراء هي…تجرب معه كل شئ لاول مره..
لم يمسسها احد من قبل..
تشعر بنشوه تتغلغل..دواخلها..كلما تمتم.من بين قبلاته المحمومه….كم يعشقها..؟
يده امتدت لتزيح حجابها.. وتحرر شعرها الذي حلم به ليالي..
كل شئ بها يبهره..يشعله..ويشعل جسده..
تغلغل بيديه.. شعرها….
ويديه الاخري تتحسس مفاتنها.. الي ان اسكرتها لمساته..و جعلتها طوع بنانه..
وحررت قيد مشاعرها
فالتحما جسديهما معا..كمعذوفه.. جميله..
تحررت مشاعرها بين يديه..فاصبحت اكثر.. جموحا..شغفا به..تبادله.. عشقه الجامح بأخر يشبهه..
كلما تذكر ..ان احدهم نالها قبله..اصبح اكثر جموحا..معها.. يقبلها بجنون.. يمحي بشفتيه..كل ذكري له..
يوضع ختم شفتيه علي جسدها..
يوثق عشقه لها..يمحي ذكري اخر أثرت بها..
وهي كانت اكثر من مرحبه به..ترضي نفسها وترضي غروره باستسلامها بين يديه..
استسلامها المخزي ليديه..التي تفننت برسم لوحات فنيه علي جسدها..جعلتها توقن انها أصابها العشق..
عشقه هو..
عشق جامح..ملتهب..لن تلتأم منه..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه فراس..
يجلس حاملا طفلتها الصغيره علي قدمه..وامامه يلعب طفلها..ينظر لهم.وكأنهم الدنيا باكملها..
يضحك من قلبه علي حركات رواء البهلوانيه..
وعلي صغيرته التي تتشبث باحضانه..كوالدتها..
سحبت روان يده السليمه غير تلك المعلقه بأكتافه..
ووضعتها علي رأسها..ليملس عليها كما عودها حتي تغط بالنوم..
نظر لها بإبتسامه زينت محيااه..
ـ قلب بابا..عاوز ينام..هااا….
دفنت روان راسها بصدره..واغمضت عينيها راحله لعالم الاحلام..تحت سحر يديه..
خرجت من المطبخ حامله بيديها اكواب الحليب لاطفالها..
تسمرت قدميها علي ذلك المشهد الذي يتكرر يوميا منذ عاد اطفالها..لها..
لا يحلو لهم النوم الا علي صدره وتحت تأثير يديه الساحره..
مشهدا لطالما رأته هي.. عاديا..لطالما مر عليها مرور الكرام..ولم يخلو.. من.. بعض المشاغبات.. منها ل طفلتها التي تحتل مكانها دوما..ولكنها لم تكن..غيره ابدا من قبل.. ولا الان ايضا..
كلما رأت اطفالها يتشبثون به اكتر..كلما سعد فؤادها.. وارتاح بالها..وتيقنت من ان الله كان يخفي لها الافضل..
وانه هو مكافأتها الاكبر..
ما اجمل ان يكافأك الله بعد مشوار طويل من الالم والتعب..بشخص حنون..يكن لك العالم كله..
يراضيك ويرضي عنك بفرصه اخري..بعدما يأست انت وتعبت واستسلمت..
زفرت براحه..
وعادت لتبتسم.. وهي تراقب طفلها الذي يصارع هو الاخر ليصل لقدمي فراس..
وفراس يحاول جاهدا ان يحمله بذراعه السليم..
تنهيده حاره خرجت من صدره..اثر محاولاته الفاشله..
وهو يتمتم بحزن..
ـ مش عارف ياقلب بابا..
عاد بنظره لها….وبإبتسامه..
ـ هتفضلي واقفه كدا كتير مش تيجي تساعديني..ياجميله
اقتربت منه بخطي هادئه….ووضعت الحليب امامه..واقتربت تحمل روان..
هات ادخلها….
حملت طفلتها..ووضعتها بحنان علي الفراش..
بعد دقائق كان تضع.. اخيها بجانبها
هو الاخر..بعدما غط.. في نوم عميق..
استدارت لتخرج من الغرفه..فصدمت به..
ـ فراس..؟
خضتني..
جذبها من خصرها لتلتصق به..
ـ وحشتيني اووي..ياجميلتي..
بانتباه حتي لا تؤذيه اقتربت منه اكثر وحاوطت عنقه..
ـ فراس..
ـ عيون فراس..
ـ انت هنا بجد..انا لسه لحد الان مش مصدقه..
مال برأسه ولثم شفتيها..صدقتي كده..
هزت رأسها بالرفض..
فابتسم عليها..
ـ اعملك ايه عشان تصدقي طيب؟
خليني في حضنك..مشبعتش منك..ابدااا..
بكل ما لديه من قوه به.. شدد من احتضانها..فعادت لها ذكريات تلك الايام الماضيه..وعادت دموعها تجري بلا اراده منها..
استمع لبكاءها..
ـ ششش متبكيش ياجميله عشان خاطري..انا هنا اهو قدامك..كفايه بقي عشان خاطري..
همت ان تتكلم..فقاطعها صوت طفلتها الباكي…
ـ تنادي علي والدها..
ـ بابا..
ضحكت من بين دموعها علي طفلتها هادمه الملذات كما تخبرها..وابتعدت عن صدره..وعبثت بشفتيها كطفلتها التي جلست القرفصاء علي الفراش..
تمد يديها لابيها كي يحملها..
جميله..بغيظ..
ـ البت دي مستقصداني..عاا..انا عاوزاك ليا لوحدي..مليش دعوه..
غمز لها..وهو يقترب من روان ليحملها..
ـ اللي ياكل لوحده يزور ياجميله..خليكي كريمه..
جميله بغيظ..نفخت خديها..
ـ اوف بقي..طيب ماشي..
بعد ساعه..
كانوا يغطون بثبات عميق بجانبه..اطفاله من جهه وعلي الناحيه الاخري هي..
عينيه تطالعهم بسعاده..
وبقلب نال منه الفراق ما نال..يدعو بقلب ملتاع..ان يديم جمعتهم عليه..
ان لا يذوق مراره الفراق علي احد منهم ابدا..
تململت بنومتها..ورفعت وجهها..بحركه لا اراديه منها..
تطمأن عليه..انه مازال هنا..
بصوت ناعس..تمتمت..
ـ الحمدلله..وعادت تغط بنوم عميق..
ابتسم برضا عليها..
ومال برأسه..يقبل رأسها..
ـ نامي ياحبيبتي..نامي..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم التالي..
بالسجن..
سيد بغصه..
ـ امانه عليك ياضاكتور لو مطلعتش من هنا..تخلي بالك من موده..
معتصم بحزن لفراقه..
ـ متقلقش ياسيد..اوعدك متطولش هنا…وبعدين ايه ضاكتور دي..مش اتفقنا..تقولي معتصم. او معتصن عادي بقي..
سيد بسماجه..ماشي يامعتصن…
ـ هههه ماشي ياصاحبي..اشوفك علي خير بإذن الله..
بالاحضان ودعا بعضهما..
قاطهعهم..صوت العسكري..
ـ يالا ياضاكتور..مش عاوز تخرج ولا ايه..؟
سيد بحزن..مع السلامه ياصاحبي..
معتصم..بتاكيد..
ـ راجعلك ياصاحبي..مش هسيبك..انا وراك وراك…
مش هتخلص مني ابدا.
بعد نصف ساعه..
كان يدلف من باب السجن.يتطلع يمينا ويسارا..
كالتائه..
السجن..كالمقبره لا روح ولا حياه..
السجن مقبره الاحياء..
من يريد العظه..اذن فليسجن علي قيد..الحياه..
خرج يدور بعينيه يمينا ويسارا…غير متزنا..
يشعر بأنه يميل مع الريح يمينا ويسارا…
صوتا قويا ينادي عليه.. باشتياق..هو ما جعله ينتبه انه الان حرا طليقا….
لمحها اخيرا..تهرول بإتجاهه..تنادي عليه بلهفه..
معتصم..
فتح ذراعيه..لها فاقتربت بلهفه. وارتمت بين ذراعيه..
ـ اااه ياقلب معتصم وحشتيني..اووي..اوووي..
ـ وانت كمان وحشتنى اووي يامعتصم..
اخيرااا…
ـ اخيرا ياقلب معتصم..
صوتا عابثا…من خلفه جعلها يبعدها عن حضنه علي مضض
ـ حمدالله علي سلامتك ياطبيب الشوم.
وقعت عينه بعين فراس..
ـ انت….
فراس بضحك..
ـ اومال مين..كنت فاكر مين..هو في حد في الدنيا بيقولك..طبيب الشوم غيري..
فلتت ضحكه..منها..
فنظر لها بغيظ..يتوعدها..
فزهت كتفيها..
اهوو…سكت..الله..
هم ان يوبخه الا ان صوتا قويا حادا اوقفه متسع العينين..
ـ مرحب..مرحب بابن ولدي..
معتصم..بصدمه..
ـ يامنجي من المهالك يارب….جدي؟
الجد بغيظ..
ـ باااه….شوفت عفريت ياطبيب الغفله انت..
لعبتها صح يابن محمود..وحذرت خوك..واتلم شملكم..
وغرجتوني اني..بالتار والدم..
معتصم بشماته..
ـ الله وانا مالي ياجدي..انت اللي بتيجي علطول متاخر..
الجده بحده..
ـ ماشي طبيب الخيبه والويبه..ان مربتكو من لاول وجديد مابجاش اني…واني بيكو من غيركو..هخلص الموضوع..
بس والله في سماه يامعتصم لاربيك..
استدار الجد..راحلا.. مبتسما علي جمعتهم.. مطمأنا انهم بخير..
وانهم بأمان هنا..رغم حدته..الا انهم كانو ومازالو احفاده
مهما انكرو..
معتصم بصوت مستنكر وصل له..
ـ ماشي اجدي..ماشي..
الجد بغيظ..
ـ ماشي ياطبيب الشوم ماشي..
انفجر فراس بالضحك….
مقولتش..حاجه انا اهو..
اهو جدك بنفسك..بيقولك..طبيب الشوم اهه
معتصم بغيظ..منه..
فراس….لم نفسك..
ـ ياعم وانا مالي..متشطرتش علي جدك..جاي عليا انا.
نظر حوله..يبحث..عن اخيه..
ـ اومال داوود فين.؟
فراس بغمزه..
ـ عريس..عقبال عندك..
اتسعت عينيه..بفرحه..
وغمز لها..
ـ ان شاءالله يارب..
لكذته ببطنه..
ـ احترم نفسك..
معتصم بوجع..
ـ ايدك تقلت اوي ياعبير..ليه كدا..راعي جوزك ياماما..
بقاله فتره نايم عالبورش..
فراس بضحك..
بورش..الفاظك بقت في الحضيض..
يالا يا اخويا يالا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه داوود..
انتصف النهار..وضربت اشعه الشمس وجهها
وضعت يدها علي عينيها تحجب اشعه الشمس..التي تعاكسها عن عينيها..
لوهله نست اين هي..وماذا حدث..؟
ثواني و تذكرت ماحدث..
ارتعش جسدها واستدارت بلهفه تبحث عنه..وذكري اخري عادت اليها..
يديه التي جذبتها من خصرها لتلتصق به..
جعلتها تزفر براحه..وتغمض عينيها مره اخري.. بأمان..
مستسلمه لدفئ يديه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساء..
بشقه معتصم..
يدور حول نفسه..كالمجنون..
يبتسم تاره..ويصيح تاره..وهي تجلس ببرود علي يديها طبق من الفاكهه تاكل به..بلا مبالاه
ـ قولي والله..
يعني انا اخيرا هبقي اب..عااا
عاد يجلس بجانبها ويتحسس بيده رحمها..
انتي بجد حامل ياعبير.
بغيظ مدت يدها وابعدت يده عنها..
ـ ابعد ايدك ياحلو لاقطعهالك..يابتاع التار والنار انت..
كنت فاكرني عبيطه بقي..اهو ربنا كشفك يامعتصن..
معتصم باستنكار..
ـ ايه الجبروت دا..!
وبعدين انا قولتلك وانتي نسيتي
عبير باستنكار..
متضحكش عليا يامعتصن..وابعد عني..
ـ لا قولتلك..افتكري
عبير بغيظ..
ـ يعني انت عاوز ايه دلوقت…
معتصم بغمزه..
ـ متحني علي القله دا الغريب حن..
توسعت عينيها..
ـ قله؟..
معتصم بضحك..اش فهمك انتي..دي رائعه من روائع..الاستاذ سيد الغنائيه..علطول كان بيغنهالي..
هزت رأسها بقله حيله..
ـ لا الله يعوض عليا فيك..الفاظك ضربت خالص..واظاهر مفيش امل..ترجع تاني..
التصق بها..اكثر..
ـ طب ايه بقي..مش هتحن..ياحلو
ـ لا.. زعلانه منك..
ـ وحشتيني..ياقلب معتصن..
نبرته المشتاقه..اوجعت قلبها..
ـ انت كمان وحشتيني..اووي..
بلهفه جذبها لتلتصق.. يشبع شوقه لها…
يخبرها انها هي وفقط..من حركت الفؤاد واشعلت الشوق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه بدر..
تميل يمينا ويسارا بتعب..بعد وصله جديده من التقئ والتعب..
ـ اااه..منك لله يابدر..
انت السبب..انا كان مالي..ومال الجواز..
ـ عااااا..
بدر بضحك..عليها..
ـ وصله كل يوم أهي..
جوان بغيظ..ااه وانت غرمان ايه..ماانا اللي تعبانه..وانت ولا علي بالك..عاا..
جذبها من يدها فسقطت علي قدميه..
ـ سلامتك ياقلب بدر..بصي عاوزك تركزي كدا..
وتجيبي بنت شبهي..بلاش ابوس ايدك تبوصي لنفسك…
كفايه عليا انتي..
بحزن.. نظرت له..
للدرجه دي انا وحشه..
بدر بصدمه من تفكيرها…
ـ ششش ايه الجنان بتاعك دا..هي هرمونات الحمل هابه عليكي ولا ايه؟
بحزن.. ازاحت يده عن خصرها..
اوعي كده..يابدر..عااا..
اوعي..
بدر بضحك..
ـ طب اهدي خلاص..خلاص..
ـ يامجنونه..طب والله بحبك..
ـ كداب..
انا كداب طب تعالي بقي..
قذفها علي الاريكه واعتلاها..
ـ عااا..خلاص خلاص..حرمت.
ـ لا لازم اثبتلك..اننا بحبك بطريقتي..
ـ بدر..!
ابتلع باقي حديثها.. بشفتيه..يطمأنها انها هنا..بقلبه دوما وابدا..
مهما..افترت وتجبرت..يعشقها وكفي..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد اسبوعين..
بالطائره…
لامريكا..
ودعت نيرمين عمها وأشقاءها.. علي وعد ليس قريب باللقاء..
ولكنهم واثقون بها..انها تستطيع…ستنجح وتعود أخري واثقه لنفسها..ستحفر بيدها عالما جميلا لها..
لا وجود لاحد يتحكم بها..ويسيرها كيفما يشاء..
مالت برأسها علي شباك الطائره، تنظر للفضاء الشاسع..
بحريه..
تشعر لاول مره بطعم.. الحريه.
حره…طليقه..
أراحت رأسها للخلف علي مقعد الطائره….ووضعت عصابه عينها..وراحت بثبات عميق..
علي امل ان بكره افضل بالتأكيد..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالسجن..
بقلب مفطور وأعين تحارب الا تسيل دموعها..
وينفضح الشوق المخفي بها.. اغمض عينيه.. يستمع لصوتها العذب..رفيقه بليالي… السجن الحزينه..
وهي تردد له تلك الاغنيه التي كانت ترددها له دوما..
بليالي البعد والحزن…لتراضيه..بها…فيرضي كطفل صغير
ويركض بلهفه لاحضانها..
أغمض عينيه، يتخيل انه بين احضانها..يتوسد صدرها..كما عودته..
يديها تتغلغل شعره..بعد يوم طويل من الشقاء والتعب بحثا عن لقمه العيش..
صمتت تكتم شهقاتها عنه بعدما انتهت..من غناءها.
شعر بها..وشعر بتلك الغصه التي تجاهد لاخفاءها عنه..
يعلم علتها..تماما..
كعلته..الوحده والشوق..
ـ موده..ياقلب سيد..
ـ نعم ياقلب موده..
ـ غنيلي تاني…
ـ هتنام المره دي..
ـ هنام ياقلب سيد..
وضعت يدها علي شفتيها..تكتم شهقاتها التي تخونها وتفلت منها…ويستمع لها..هو..
تكتمها بقوه..حتي لا تفضحها..
ـ وبغصه عاودت الغناء..
حن على القلة ده الغريب حن
ما تحن على القلة ده الغريب حن
خلاخيلى دول اللى انا لابساهم هما دهب ولا انا رسماهم
يادى الدلع ياللى انت وياهم شبان بلدنا اللي انا فايتاهم حن
حن على القلة ده الغريب حن
ما تحن على القلة ده الغريب حن
وضفايري دول اللي اني طلقاهم هما سلف ولا اني جدلاهم
يادى الدلع ياللى انت وياهم شبان بلدنا اللي اني فايتاهم حن
حن على القلة ده الغريب حن
ما تحن على القلة ده
الغريب حن..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمت بحمدالله
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بعد سته أشهر..
بأمريكا..
تجلس علي المقعد بورشتها الجديده..
بتلك الورشه التي تجهزها.. لتبدأ العمل بها.. التي استأجرتها.. مؤخرا علي مساحه اكبر ..
يشاركها نيرمين وباسم وأخيها عمار بدهانها وتجهيزها…
جبرا…وقهرا..
بيديها طبقا من الطعام تاكله بنهم..وتصدر اصواتا مستمتعه بوجبتها اللذيذه التي تعشقها..
وجبه كنتاكي ساخنه..والكثير من البطاطس المقليه..التي تعشق..
اقتربت نيرمين تنظر لها بغيظ..
ـ عااااا..
انتي يابت انتي مفجوعه حرام عليكي..هاتي حته انا ميته من الجوع…حاولت الحديث ولكن فمها الممتلئ لم يسعفها فأشارت لها بيدها بوجهه ممتعض..ان لا دخل لها بها..
نظرت لها نيرمين بغيظ..
ـ طفسه عا.
مبهدلانه معاكي هنا..وقاعده تاكلي..منه له ياشيخه..انا ايه أاللي خلاني اسمع كلامك..
انا رجلي ورمت من الوقفه..
بلعت الطعام بأكمله.ووضعت الطبق بغيظ علي المنضده بجانبها..
ـــ .تصدقي انك خرعه زي اخوكي..وماليكو في حاجه..
ومش مقدرين موهبتي الفازه العميقه..دي..
بوجه مستنكر..صاحت نيرمين..بها..
ـ فازه..فازه ازاي يعني..واخويا خرع..اومال مبهدله امه معاكي في الورشه ليه..؟
يامفتريه ياظالمه..دا باسم دا عمره ماحط بنزين لعربيته..بقي الاسطي باسم..علي ايدك..
وياريتك باله ريقه..الا مدوخاه ومبهدلاه..
اشاحت وجهها عنها..بلا مبالاه..
ـ ابتدينا بقي وصله كل يوم..وانتي واخوكي تظلموا بلد..
اف منكم..
زفرت نيرمين بقله حيله من تفكيرها..منذ قدمت لهنا وهي وميما اصدقاء..
تري الدنيا بشكل أخر..ولون مبهجا..تعيش كل يوم بيومه..لا هموم ولا اثقال ولا ضغائن لاحد..
وحده شعور الندم ما يعكرصفو حياتها كلما تذكرت كيف كانت ستتخلي عن قطعه من روحها..
سته اشهر تدرس وتعمل مع عمار بشركه أبيه..
الدنيا لا تقف علي أحد..تسير وتستمر..
لكن يبقي شعور الخوف من الفشل…ينخر بقلوبنا ويمنعنا من الخوض بتجارب جديده..
افاقت من شرودها.. علي صوت ميما..
ـ اتفضلي يااختي..وجبتك اهي..
اخذتها نيرمين منها بسعاده..
ـ ايوا بقي..ياميما ياجامد..
لمحته قادما بإتجاهها حاملا بيده فرشاه الدهان..وخلفه عمار..
يصيح..
ـ جعااان..منك لله ياميما..ماكنتي جبت حد متخصص..لازم تمرمطينا معاكي..
ارتمي عمار.ارضا..يصيح..
ـ جعااان..
اعطته ميما وجبته..وهي تضحك عليه..
ـ خد عشان تعرف اني مش حرماكو من حاجه..
اخذها منها متمتما بغيظ..
ـ هاتي ياختي..هيبقي لا أكل ولا أجره..
بهدوء جلس أرضا بجانب عمار..يتفادي النظر لها..
حزين منها..
لكذتها نيرمين بذراعها بخفه..
فانتبهت لهاا..
ـ ايه عاوزه ايه.؟
نيرمين بغيظ منها..
اشارت لها ان تقترب منه..لتراضيه..
نظرت لها بحزن..حقيقي..تعلم انه غاضب منها..
لقد يأس منها..ومن اعترافه بحبه لها..
هي تعشقه وهي من ارادت ان تكمل حياتها معه..وللامانه لم يخذلها يوما..ولم يترك جلساته العلاجيه..ابدا..
ولكنها خائفه..وخجله..تعبر له بكل الوسائل..كم تحبه..ولكنها للان لم تنطقها..ولم تنشأ بينهم علاقه زوجيه..
تكتفي بدفئ احضانه ليلا..وقبلاته التي تسكرها..
حاول معها مرارا وكان صبورا معها..لم يغصبها علي شئ وترك لها الحريه في فعل ماتريد..
الا ان ماحدث من يومان..أعاده الي هدوءه وصمته القاتل التي تخاف منه..غبيه هي وتعترف..
أغمضت.. عينيها وذكري ما فعلته عاد بقوه ليؤنبها.
flash back..
بعد يوم طويل من العمل بالورشه الجديده معها..
ارتمي علي الفراش..يدعي عليها..
ـ اااه منك لله ياميما يامراتي..يامبهدلاني وقله بيا..ومطلعه عيني..
بقي انا علي اخر الزمن اشتغل ميكانيكي ويقولولي يااسطي..
اااه..رجلي..
بخبث كعادتها لتلهيه عن غيظه منها..
تسللت واعتلته..
ابتسم علي فعلتها..ويعلم مغزاها..
رفع رأسه..ينظر لها..وبخبث..
ـ عاوزه ايه ياميما..هاا..؟
عضت علي شفتيها بخجل..
ـ اصل..يعني..
مد يده..وحاوط خصرها العاري..
ابتلعت ريقها ..من لمساته الجرئيه علي خصرها..
حاولت الاعتدال والابتعاد عنه.
ـ رايحه فين..هو دخول الحمام..زي خروجه..
مش قد اللعب متلعبيش..
شعرت بيده تتحسس مفاتننا..فشهقت بخجل..شهقه قويه..ابتلعها سريعا بين شفتيه..
ضاعت بها..وغيبتها.
ذهب الخجل وحلت الرغبه بدلا منها..اغمضت عينيها تستقبل..فيض مشاعره لأول مره..
لم تعد تستطيع مقاومته..بالاخص وهو يهمس لها من بين قبلاته..كم يعشقها..
استسلمت..كليا ليديه تفعل بها الافاعيل..
وأصبحت في حاله يرثي لها..كلما حاول الابتعاد..قربته هي..برغبه اقوي..لا تريده ان يبتعد..عنها..حتي لا يتسلل ذلك الخوف مره اخري لقلبها..وتبتعد..
ولكنه ازاحها قليلا وبصدر يعلو ويهبط..وصوت متحشرج من شده الرغبه..
سألها..
ـ ميما…انتي بجد..عاوزاني اكمل..مش هتندمي..؟
لوهله خافت وكأنها افاقت علي نفسها الان ووعت لما تفعله..
لملمت المفرش بسرعه حول جسدها العاري..وانكمشت علي نفسها..
توسعت عينيها بصدمه..مما كانت ستفعله..
انا..انا..
بخيبه امل..ظهرت جليا علي وجهه..اغمض عينيه..واستدار معطيها ظهره..
ارتدي ثيابه..سريعا..وخرج من الغرفه بأكملها..بلا حرف واحد..أخر
سالت دموعها بندم..
ـ انا ايه اللي عملته دا..بس..يارب..
back..
تنهدت بحزن علي هيئته الحزينه.. وهويشارك عمار وجبته.. بهدوء..بلا كلام..
لكذتها نيرمين مره اخري لتعطيه وجبته..
نظرت له بتردد..ولكن..
بخبث..غمزت نيرمين لعمار..وتسللو للخارج..بحجه…تناول الطعام بالخارج..
اقتربت منه..وجلست بجانبه..
مدت يدها له بالطعام..فأدار وجهه للجهه الاخري..
اجتذبت وجهه بيدها لينظر لها..
وبندم..سألته..
ـ باسم..انت لسه زعلان مني..؟
بقي ينظر لها قليلا..وبملامح غير مفهومه..اجابها.
ـ لا مش زعلان..ياميما..
ابتعد من جانبها ليستقيم.. ويعود لعمله.. فتمسكت به..
وبرجاء وبنبره مختنقه..
ـ خليك عشان خاطري ياباسم..انا اسفه…انااا..
اغمض عينيه.وعاد لمكانه..
وبغضب مكبوت.. وصوت منخفض.. حتي لا يسمعه.. احد..
سألها….
ـ انتي ايه..ياميما..؟
ـ هاا..مش واثقه فيا للان..خايفه مني..لاني مريض..صح..
وضعت يدها بسرعه علي شفتيه..ليصمت…
حتي لا يسترسل بحديث..يؤلم قلبها..قبل قلبه..
تحبه..وتعشقه..وكل ألامه تشعر بها كأنها من تتألم..
اسكت يا باسم..انا اخاف منك انت..
ـ ايه اللي بتقوله دا..انا هخاف منك انت..ليه…!
انا اتحديت الدنيا..عشان اسمي ينكتب علي اسمك..
عشان تتجوزني..انا اللي عرضت عليك الجواز..انا اللي جبرتك تعيش معايا..ودا صعب علي اي بنت..تعمله..
كان صعب اووي ياباسم..صعب بس استسهلته عشانك..انت..
عشان قبل مانكون زوج وزوجه..انا وانت كنا اصدقاء وبينا قرابه.
باسم..انا مش خايفه منك..
انا.. بس خايفه..صمتت قليلا وكست حمره الخجل وجهها.. مهما ظهر القوه عليها.. كأي بنت.. تخشي الافصاح بمشاعرها.. الله وحده يعلم كيف تتدربت ذلك اليوم علي الكلام الف مره وهي بإنتظاره بالخارج..
يده الحنونه التي امسكت بكف يدها.. تضغط عليها بحنو..
حتي تطمأن وتخرج ما بقلبها..
كلما توترت.. يعرف كيف يهدأها..ويخرج الكلام من بين شفتيها..بسهوله..
ـ عاوزه تقولي ايه ياميما…انا سامعك..
امتلأت عينيها بالدموع..وبصوت مختنق..
ـ انا بس خفت.. خوف طبيعي زي اي بنت..
انا مكنش قصدي…انا بس اتوترت..انت فاهمني..
اعتلت البسمه شفتيه وظهرت الفرحه علي تقاسيم وجهه..
ـ ميما..انت واثقه من كلامك دا..
هزت رأسها بخجل للاعلي والاسفل..
اقتربت منه..بخبث..
ـ لسه زعلان مني..
اتسعت عينيه..من جرأتها..
ـ ميما..
ـ نعم..ياقلب ميما..
جز علي أسنانه..وهو يلمح شقيقته وعمار قادمان بإتجاههم.
ـ جايه تنفك عقده لسانك هنا يختي..
فلتت ضحكه عاليه منها..علي تعابير وجهه..
قطعتها سريعا حينما نظر لها بحده..
ـ خلاص..خلاص..
ـ باسم..
ـ نعم..
ـ هو انا قلتلك اني بحبك..
ـ لا..
ـ طب بحبك..
باسم بصدمه..من اعترافها..
ـ ليلتنا فل..يافل….
حصري لجروب ولنا في الخيال حياه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاهره..
بشقه..داوود.
سته أشهر مرت عليها..بجانبه..رحاله شهرا بأسبانيا وشهر هنا..
تشعر وكأن الدنيا اخيرا ابتسمت لها..
كبرت اعواما وازدادت خبرتها في الحياه علي يديه…معلما صبورا لها..
أتموا حفظ القرآن معا..طالت لحيته وازدان جبينه من اثر السجود..
احبت النقاب وبدأت تشعر بالنقص من غيره..واصبحت تتقن اللغه الاسبانيه واصبح يجيد التحدث بالعربيه..الي حد ما..
حتي غيرته عليها باتت تعشقها..
نشرت رواياتها بالاسبانيه والعربيه وحققت نجاحا باهرا..
ولكن..
ااه من تلك ال..لكن..لم يمن الله عليها بالحمل للان..
لقد تأذي رحمها من فقد جنينها الاول..
اكثر مايؤلم المرأه هو تأخر الانجاب..والدتها ووالدته لا ينفكا يسألوها عن ما ان تم المراد ام لا..
كل شهر تقف نفس الوقفه..امام ذلك الجهاز اللعين..تجري اختبارا للحمل.. ويخيب الظن..
واليوم..اليوم المنشود..تقف ترتعش يديها خائفه..متوتره..
تنظر لجهاز التحليل بخوف وقلق..تدعو الله بقلب حزين..
لا ينقصها سوي طفل صغير يكلل زواجهم..طفل يشبهه..
يشبه حنانه..ويأخذ من ملامحه..ويرث طبعه الرجولي..وخصاله الحسنه..
أغمضت عينيها تستجمع شجاعتها..
ولكن صوته القلق الاتي من الخارج جعلها تلقي ما بيدها..
ـ نيره..انتي فين؟
رمت الجهاز من يديها..الشهر الماضي اقسم عليها الا تجريه مره اخري ولن تذهب لاي اطباء قبل ان يتما العام..
كيف كانت ستفعلها اذن..؟
لقد نست من توترها وفضولها قسمه عليها..
امسكت الجهاز وقذفته بسله المهملات ومسحت دموعها التي سالت من كسره خاطرها..
ابتلعت غصتها واجلت حنجرتها..واجابته.
ـ انا هنا..داود..قادمه..
اقترب من الحمام..ودق عليه..
ـ انتي بخير نيره..
ـ نعم…نعم..
بسرعه غسلت وجهها بالماء..وجففته علي عجل.
ـ نيره…!
فتحت الباب بهدوء..وهي تحاول رسم البسمه علي شفتيها..
ـ انا هنا..
لا يحتاج لان ينظر بوجهها ليعرف مابها.
يكفي ان يستمع لغصه حلقها..دب القلق قلبه..
وهي تحاول ان تهرب منه..ومن عينيه التي تحاصرها..
سارت من جانبه..وبسرعه حتي لا يكشفها..
ـ هروح اعمل الاكل…
هرولت للمطبخ..وهي تجاهد الا تبكي..قلبها يؤلمها..لاقصي درجه..
وضعت يدها علي وجهها تفرك بعينيها..حتي لا تهطل دموعها..
لأول مره يأتي من الخارج ولا تجري عليه..لاول مره لا تحتضنه..ولا تجري عليه تسأله اين كنت؟
ومع من.؟
فتح هاتفه ينظر لتاريخ اليوم وتأكد مما شك به.. ان اليوم موعدها…الشهري..
تذكر قسمه..عليها..فهل فعلتها..؟
دخل مسرعا للحمام..يبحث عن اي اختبار..وقعت عينه عليه بالسله..
القي نظره عليها..وزفر براحه..
ـ لم افعلها…تذكرت قسمك بآخر دقيقه..
القي الاختبار بالسله مجددا..
ـ انا اسفه..لقد نسيت..
كانت تتحدث له ومن بين كل كلمه تشهق وتبكي..
اقترب منها..وسحبها من يدها للخارج..
جلس واجلسها بجانبه..
صمت قليلا ومع كل دقيقه تمر تزداد شهقاتها وتعلو اكثر..
تبكي حزنه منها..قبل حزنها من قله انجابها..
ـ داوود..انا..
بلهفه..جذبها لصدره..
ـ ششش اهدأي..اهدأي نيره..
نيره بدموع…غصبا عني داوود..اقسم..
ـ اعلم حبيبتي..اعلم
انا لم امنعك لاني لا اريد اطفال اطلاقا..انا مثلي كمثل اي رجل يحب زوجته….وكثيرا..
اريد انجاب العديد من الاطفال منها..
انا منعتك..لاني رايت ان هذا الموضوع يؤثر علي نفسيتك بالسلب..اقسمت عليكي ووعدتني…نيره انكي لن تفعلي..
اذن لما.؟
همت ان تبرر موقفها..
فقاطعها…منهيا الحوار..
ـ نيره..انا لن اناقشك..لقد أغلقنا الموضوع لهنا..
حدث ام لم يحدث سيغلق وكفي…
نحن نعيش بذلك التوتر كل شهر بنفس الموعد..لما لا تتركيها لرب العباد..نحن مؤمنون نيره..
اخبريني ماذا ان لم يكتب لنا الله الانجاب ابدا…هل سنعترض..؟
هذا امر الله نيره..
انا خائف عليكي..لا اريد رؤيه دموعك ابدا..
لم يمر العام علينا نيره..لم العجله..دعيني أشبع منك قبل ان يأتي لي شريك بك..
دعينا نفعل ما نريد قبل ان يأتي للدنيا طفل يتحكم بحركتنا..ويقلب مسار حياتنا..
ارتمت علي صدره وعادت تبكي بحرقه..حاوطها بذراعيه.. وشدد عليها..
لا تبكي.نيره..بالله حبيبتي..
وكأنه اخبرها ان تبكي اكثر
ـ يالله..نيره..لن أتحمل دموعك.هذه..
نيره بدموع…
ـ ولكني اريد. طفلا داوود..اريد طفلا منك..
بوجع بقلبه عليها..
ـ وأنا ايضا اقسم لك.. أتشوق لطفل منك…يشبهك..ويشبهني..ثمره عشقنا معا..
جزء مني يكبر بأحشاءك..ولكن..
الامور لا تؤخذ هكذا وانتي تعلمين.
انها مشيئه الرب..ونحن مؤمنين..فلا تجزعي..
وايضا طبيبتك قالت لكي انها مسأله وقت…وان لا شئ يمنع الحمل..
وان حالتك النفسيه تؤثر بك..دعيها لله اذن..
رفعت وجهها وابتعدت عنه قليلا..مسحت دموعها..
وعادت تنظر له برجاء..
ـ دعني اجريه فقط هذه المره..داوود.
ـ لا نيره..لقد اغلق الموضوع..لن نجري اي تحاليل اخري..دعيها للمولي..
فمن ترك شيئا لله..عوضه بأحسن منه..
خفضت رأسها بحزن..
فمد يده وجذبها رأسها بين يديها..
ـ لا تفعلي نيره..ارجوكي..عديني انك ستتركيها لله..
أعدك..
هيا ابتسمي..
انفرجت شفتيها بإبتسامه حزينه..
اقترب منها..ولثم شفتيها..وهو يتمتم..
ـ سأسرق انا البسمه بنفسي..اذا..
ـ احبك نيره..لا تدعي الحزن يقتل روحك..مازال بالعمر بقيه..
ومادمنا نتنفس لا تفقدي الامل..
ارتمت بأحضانه تنشد الراحه من جحيم افكارها..بالقرب منه تنسي العالم اجمع..
تنسي روحها ومايؤلمها..تنسي تعبها وما صابها
وما ان يبتعد قليلا تعود الوحده لتقتل روحها..وتعود تلك الافكار لتؤرقها..
لقد أصبح داءها ودوائها..لا غني عنه..
تشعر هنا بين ذراعيه انها بخير..وان كل شئ سيكون علي مايرام..
ارتاح قلبهاا بقربه..وبين ذراعيه..
ـ احبك داوود..احبك جدا..
اصابك عشق..اسما السيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه معتصم..
ينظر لها تاره وينظر لبطنها المنتفخه تاره اخري.. بصدمه..
لقد اصبحت بشهرها السابع..
واصبحت تأكل كعشره نساء…
لمحته ينظر لها تلك النظره البلهاء…وضعت الطبق الذي بيدها بجانبها..
وضيقت مابين حاجبيها واقتربت منه وبيدها سكين الفاكهه التي كانت تقشر بها..
ـ انت بتبصلي كدا ليه يامعتصن..هااا..؟
عاد للخلف بخوف..
ـ ايه دا يامجنونه..حوشي السكينه دي من ايدك..
اقتربت اكثر منه..ووضعت رأس السكين علي خده..
ـ وان مابعدش يامعتصن..
ـ اغزي الشيطان ياعبير..ياحبيبتي..وبعدين انا هبصلك ليه..
انا ببص علي ابني..اللي في بطنك..
عبير بغضب..
ـ بتكدب يامعتصن..واللي بيكدب بيروح فين..؟
معتصم بخوف..
ـ بيروح.النار ياقلب معتصن..النار.
عبير بإستفزاز..وشماته
ـ لا بيروح.السجن..وبينام عالبورش..
معتصم بغيظ..
ـ بتعايريني ياعبير..ماشي..ليكي يوم..
عادت لتجلس بمكانها وهي تضحك عليه..
ـ انا محدش يقدر يسجني..انا في السليم يابابا..
معتصم بغيظ..
ـ يمهل ولا يهمل..
نظرت له بلامبالاه..وعادت تأكل مره اخري..
توسعت عينيه من برودها..وبصدمه..
ـ لا بقي كدا كتير والنعمه..عبير.انا جعان..انتي مش ملاحظه كدا..
انا هنا بقالي ساعه علي فكره..
توسعت عينيها بصدمه..
ـ يلهووي نسيت..والله..
معتصم بسعاده..لتذكرها..
ـ انا قولت كده بردو..ياحبيبتي عذرك..قومي بقي حطيلي الاكل..
مد يده واخذ طبق الفاكهه منها ليأكل به..
عادت واخذته منه..كأنه كنزها السمين..
ـ بتاعي دا..علي فكره..وأكل إيه اللي أحطه..انا معملتش حاجه اصلا..
انا نسيت اعمل اكل..
فتح فمه ببلاهه..مصدرا صوتا مصدوما..
ـ هااااا…نسيتي ايه..
هو انتي من امتا.. بتتفكتري اصلا..منه له..
بلا مبالاه..أكملت، طعامها..
ـ الله حامل يامعتصن..وتعبانه،..وبعدين مبتنساش يعني..
اطلب دليفري..وياريت لو يكون جمبري..نفسي فيه اووي
ابنك بيتوحم، عليه..
انتفض من جانبها..وهو يتمتم بغيظ..
ـ دا تخليص ذنوب دا..انا عارف..ماشي ياعبير..هانت واربيكي من اول وجديد..
عبير بغيظ..
ـ سمعتك علي فكره..يامعتصن..وانا مش مسمحاك..
وانا دعوتي والبورش علطول..
ـ عبييييييير..
ـ عاوز ايه…؟
ـ اتلمي…ومتفكرنيش..كل شويه..واعرفي الدنيا دواره..هااا
ـ اهو سكت..
اسما السيد..عيدكم مبارك..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه بدر..
اقتربت منه ببطئ…وهو يعمل علي حاسوبه..
لقد عاد للتدريس بالجامعه التي التحقت بها..او التي الحقهاا لها غصبا كانت تود الالتحاق بغيرها..
ولكن كالعاده..حتي تصبح تحت عينيه..
والبارحه بالجامعه افتعلت مشكله مع احدي الفتيات التي تلتصق به..
الا يحق لها الغيره عليه..الا يحق لها ان تنفس عن غضبها..
لربما كان تصرفها خاطئا ولكن نابعا من غيرتها عليه..
مرآه الحب عمياء..وهي اصبحت عاشقه له..
لما لا يعذرها..لما لا يتحدث معها..؟
خصامه يقتلها..يعلم كيف يعاقبها..!
اندست بجانبه علي الاريكه….وهي تتحسس بطنها الصغيره التي بدأت اخيرا بالظهور..
حامل بالشهر السادس والنصف..ومن يراها لا يصدق انها حامل..
ولكن منذ بدأت بمنتصف السادس وبدأت تكبر قليلا..
هتفضل زعلان مني كدا…يا بدر..؟
ـ لا رد..ينظر لحاسبه بإهتمام..
بحزن نكست رأسها للاسفل..تجاهد الا تذرف الدموع..
حاولت التحدث معه ولكنه لم يرد عليها..
لم تعد تسيطر علي نفسها..
منذ اقتحم حياتها ولم تعد تلك القويه ابدا..
منذ تسلل حبه لقلبها..ولم تعد تلك القويه المتملكه معه..
تمارس تمردها علي الجميع..ومعه هو..تصبح طفلته..حتي وان عاندت يجيد التعامل معها..
وضعت وجهها بين كفيها وبكت..بصوتا مرتفعا..موجوعا..
نظر لها مصعوقا..
وازاح حاسوبه…
وهمس..
جوان..
ارتفع صوت بكاها..اكثر..فالتقطها سريعا بين ذراعيه..
ـ ششش اهدي..متبكيش ياجوان..
كان يريد تأديبها فقط وكالعاده لا يفلح ابدا..تؤدبه هي ببكاءها ودموعها..
ـ طب بس خلاص..انا مش زعلان..
ـ لا انت زعلان مني..انت كنت عاوزني اعمل ايه؟
اسيبها تتمايص عليك كدا..
قهقه عليها وعلي تبريرها..
ـ تقومي تجيبيها من شعرها..قدام الجامعه كلها..فوق مافضحتي البنت..انتي فضحتيني انا ياجوان..
ـ انا مقدرتش امسك نفسي..يابدر..انت حقي انا..ليه تقف تكلمك هي..
ـ يعني مش ندمانه علي اللي عملتيه..!
ـ لا مش ندمانه..انا ندمانه اني سيبتها اصلا..كان لازم اموتها خالص..
اتسعت عينيه..
ـ يختااي.كمااان…اعمل فيكي ايه بس..!
ـ صالحني وانا مش هعمل كده تاني..انا زعلانه وبنتك زعلانه…
حتي بص متحركتش انهارده..خالص..
بحنان مد يده يتحسس رحمها..لا مادام حبيبه بابا زعلانه..يبقي اصالحها انا..
ـ بنتك بس..وانا لا..
ـ وانتي ياقلب بدر..انا اقدر علي زعلك..بس لو ربنا يهديكي وتعقلي..وتفكري قبل ما تلبخي الدنيا..
ـ وافكر ليه..ماانت بتفكر بدالي..اهوو.
ـ الحمل اثر علي دماغك.. خالص فعلا..يارب بس ميكنش ركن.
ـ بدررر..
ـ عيون بدر..
ـ صالحني..
ـ بس كده غالي والطلب رخيص
أنهي كلامه مقبلا اياها آخذها معه لعالم وردي..له ولها فقط
عيدكم مبارك..اسما السيد..اصابك عشق..الختااام
ــــــــــــــــــــــــــــــ
عند الجد..
يجلس متكأ برأسه علي عصاه..وبجواره..ابنته نعمات…وزوجته نحمده..
وابنه محمدين..واولادهم…
محمدين بتردد..ياابوي.ايه بس اللي هتعمله ده..مشكله التار والحمدلله خولصت..وجضيت..
والاخوه اتجمعو..وبجوا كيف السمنه عالعسل..
وذنب محمود انشال من علي كتفك ياحاج..طول السنين دي وانت متعذب بذنبه..
سيب الولد الله لا يسيئك مرتاحين..بحياتهم..
هزت نعمات شقيقته رأسها توافق اخيها الرأي..
ـ محمدين عنديه حج ياابوي..فارج الولد يعيشو حياتهم..
كيف ما عاوزين..ولا ايه ياأماااي..
نظرت لها والدتها بحزن..وقهر..
ـ لع يابتي انتي فهمانه الحديث كلياته غلط..
اني اللي طلبت من بوكي يجيبلي الولد..وخصوصي داوود..
خوكي مات روحه متعلجه بيه..كان أمانته ووصانا بيه..
فكرك بوكي طول السنين ديا..
مهيدورش عليه..بوكي غلب يابتي يدور عليه..بس مجدرش يوصله..
الضوفر يابتي ميطلعش من لحم..احنا ظلمنا خوكي..بجوازته وغصبنيته من بت عمك..
بوكي شيع لمعتصم مره وتنين..وبيتحجج مش عاوز يااجي…
عشان اجده..قرر جراره..يجيبهم اهنه بالجوه..املي عيني منيهم..وبشوفتكو كلكو جاري..يطلو علي جبر بوهم..ويبردو ناره يابتي..
يجولولو احنا هااا..التم شملنا..ياابوي..
العمر مبجاش بيه بجيه يابتي..
انهت الجده حديثها وانفجرت بالبكاء..
ـ اااه ياولدي..ياحرجه جلباااي..
ضرب الجد بعصاته الارض..
ـ اسكتي ياوليه..وضبي خاشمك ده..هتتعددي يااك..
اني جولتلك هجبهم يعني هجبهم اهنه..وهاخليهم ياجو جري كومان..
وخصوصي طبيب الخيبه والويبه ده..ان ماوريته مبجاش اني..
هو جس(اس)المصايب ابحالها..الواد داوود ديه..جلبه طيب..
وشوفت اللهفه بعيونه..
انما جس البلاوي ده..عاوز حش رجابته..واني هربيه من اللاول وجديد..وهتشوفي..
يامحمدين..
ـ نعم ياابوي..
ـ عملت كيف ماجولتلك..واتفجت معاهم..علي كل حاجه..
ـ ايوه يابوي خبرته..وهو واعي وفاهم..وجالي..مع اول فرصه.. وان شالله يكون تم المراد..
ـ عال..عال..ماشي ياطبيب الخيبه والويبه..هخليك تجول حاضر ونعم ياجدي..
نعمات بهمس لمحمدين..ربنا يستر يااخووي..بوك مصمم..
ـ متجلجيش يابت ابوي…ان الاوان نتجمعو..ونصير عيله..
واحده..
ـــــــــــــــــ
بمنتصف الليل..
خرجت من الحمام..
تستند بيدها علي الحائط..ودموعها تنزل بغزاره من شده الوجع..
بشهرها التاسع وبأيامها الاخيره..
هي من الاساس تلد قيصريه وتحدد موعد ولادتها بعد اسبوع من الان..
ولكن..الالم يقتلها..
بخطئ بطيئه..حاولت الوصول للفراش..لتوقظه..
ولكن لم تسطيع السير اكثر من الوجع..
فخرج صوتها علي هيئه.. صرخه..
ـ فراااس..ااه..
كالملسوع انتفض من علي الفراش بعدما تغلغل لاذنه صوت صرختها..
ـ في ايه.؟
ـ جميله..
لمحها جاثيه ارضا تمسك بطنها..ووجهها غارق بعرقها ودموعها..
اقترب منها بسرعه..حاملا اياها من علي الارض..بعدما استشف ما بها..بعين الطبيب التي يحمله بداخله..لا يظهر الا لها فقط..
ـ اهدي ياحبيبتي..اهدي..وخدي نفس..
ببكاء ووجع…
ـ هموت يافراس..وجع فظيع..
ـ مش هتموتي ياقلب فراس..هتعدي كله حاجه هتعدي..
بعد ساعه..
امام غرفه العمليات بالمشفي..
لم يكن احدا معه الا والدتها وخالتها وكرم..لم يشأ ان يوقظ الجميع..
لو لم يعمل حساب لزعل والدتها وخالتها..لما طلب من احد ان يأتي يكفي هو..
الطبيب بعمليه..بلاش انت يادكتور فراس..ان شاءالله مفيش حاجه..
فراس بحسم..قلت هدخل يادكتور..اللي جوا دي مراتي وانا وعدتها..
الطبيب بتنهيده..خلاص زي ما تحب..اتفضل..
بعد نصف ساعه..كان يحمل علي يديه طفلين كالملائكه..
فرحه الكون اجتمعت بقلبه..
يبكي ويضحك….بآن واحد..واطفاله يصرخون اول صرخه لهم بالحياه..
كان حلما بعيدا..واخيرا…تحقق.
جميله بتعب…
ـ فراس عاوزه اشوفهم..هاتهم..
قربهم منها….اهم ياقلب فراس…
بعين تجاهد لتفتحها..شبهي ولا شبهك..؟
ابتسم عليها..ومال قبل رأسها..بحنان
ـ فوقي انتي واعرفي شبه مين بنفسك..
أغمضت عينيها وراحت بثبات عميق..
عاود النظر لهم مره اخري…
حبايب بابا…نورتو دنيتي..
الحمدلله لله يارب..احمدك يارب واشكر فضلك..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بأمريكا..
تتمسك به..وتدفن نفسها بصدره بخجل..مما حدث..
اصبحت زوجته فعليا..
ـ الله دا احنا مكسوفين بقي..وريني وشك كده..اللي يشوف كسوفك دا..ميشوفكيش وانتي بتطلبيني للجواز..
ـ عاااا..اسكت..محصلش
ـ انكري بقي..ارجعي بالذاكره شويه لورا هاا..من ست شهور..
اعتدل واجلي صوته في محاوله لتقليدها..
ـ انا اخدت قرار..وقررت اتجوزك وامري لله..
غطت وجهها بيدها بخجل..
ـ عاااا..متفكرنيش..انت رخم ياباسم..اوعي بقي
حاولت الفرار من أمامه..الا ان يديه التقطتها سريعا..
لف ذراعيه حول خصرها..وقربها منه..
ـ رايحه..فين؟
ـ اوعي بقي انت رخم ليه..
باستنكار.
ـ انا رخم..جوزك رخم..هااا..
ـ اه رخم ومستفز..وبتحرجني..
ـ بس بحبك..
ـ بجد بتحبني ياباسم..
ـ لسه مش مصدقه..
ـ خايفه..تكون بتنساها بيا..
ـ هي مين..اصلا..انا معرفش حد في حياتي..غير ميما..
ميما وبس..
بفرحه لم تستطع اخفاءها..استدارت وعانقته بقوه..
ـ انا كمان بحبك..اوي..اوي..ومعرفش غيرك في الدنيا..
ـ اااه اخيرا..ياميما..اخيرا..
انا كمان بحبك اوي
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد اسبوع..
مساء..
اليوم سبوع ابناء فراس وجميله..(رامي..راسل)
وزين الرجال الحديقه…الخاصه بالمنزل..بالورود والبلالين..
الكل سعيد..
وصوت الضحكات تملأ المكان بهجه وسرور..
وبدأت سمر وسهر وسعاد..بدقه الهون..واشتغلت اغاني السبوع..
تجلس علي الاريكه ويحاوطها فراس بذراع وعلي قدميه.. روان المتشبثه باحضانه..بقوه..
ـ شفت ولادنا حلوين ازاي…؟
ـ حلوين لانهم منك انتي ياجميله..
ـ بس شبهك انت…
ـ مكنتش اعرف انك بتحبيني اوي كده..
لكذته بصدره بخفه..
ـ ياسلام..انا بحبك وبموت فيك..ومن حبي فيك ولادي طلعو شبهك..حتي بنتي اللي حيلتي..نسياني وكرفاني ومسكه فيك..
نظر لها بصدمه من تعابير وجهها التي تظهر الغيره عليها..
وانفجر بالضحك…
لكذته بغيره مره اخري بجانبه..
ـ اضحك..اضحك..انت غرمان حاجه..
جذبها بهدوء بذراعه الملتفه حول خصره الا ان التصقت به..هامسا بأذنها..
ـ دا في ناس غيرانه بقي..
عبست بشفتيها..ولادك خدوك مني يافراس..
وخصوصا البت دي..دا حتي بالليل مبتنمش الا في حضنك..
فراس بضحك..
اقطعلوكو نفسي يعني انتي وبنتك..ماانا بفضل طول الليل فاتح دراعاتي..واحد ليكي وواحد ليها..
اعمل ايه تاني..
الطمع وحش ياجميله..
جميله بغيظ..انا وبس..
فراس بحزن مصطنع..
ـ والله ماصعبان عليا الا الولاد دي…مظلومين معاكو..
جميله بضحك..
ـ متعرفش فرحت قد ايه لما طلعو ولاد..ياااه كنت خايفه اوي..
فراس بصدمه..اشمعنا..
جميله بسعاده..
عشان ميقاسمونيش فيك..كفايه درتي اللي علي دراعك دي..
نظر لها بصدمه..وعاد يضحك بقوه…
دفنت وجهها بصدره..متضحكش..عليا..يافراس..
انقطاع مفاجئ بالكهرباء من اوقفه عن الضحك..
تبعه صوت صراخ..الاطفال..
فراس بحنان..اهدي ياقلب بابا..امسكي كده ياجميله..روان عشان انور بكشاف الموبايل..
ـ حاضر..
فراس..براحه بس عشان جرحك..
ـ انا كويسه متقلقش..
فتحت انوار الهواتف..فبات المكان مرئيا نوعا ما..
التف داود حوله يبحث عنها..
كانت هنا..
اين نيره..؟
كانت هنا..نيره..نيره..
معتصم بدهشه..وعبير كمان..راحت فين..؟
عادت الكهرباء بعد دقائق..
نصف ساعه..وعمت الفوضي..والجميع يبحث عن نيره وعبير.
معتصم بقلق وخوف..راحو فين البلوتين دول..يااارب..ميكون اللي في بالي..عملها.
داوود بانتباه..ماذا تقصد..؟
معتصم بغيظ..يختاااي انت يازفت ياداوود انت مش اتعلمت تتكلم عربي متتنيل، تكلمني ياجدع..نص كلامك مبفهموش..
داود بحده..أهذا وقته ايها الغبي..؟
فراس بصدمه من أفعالهم..والله انتو الاتنين اغبي من بعض نسوانكم طفشت وانتو بتتناقرو..
نظر معتصم وداوود لبعضهم بسخط وكل أشاح بوجه عن الاخر..
فراس بقله حيله..عيااال اقسم بالله..ويارب يكون اللي في بالي..
وجدكم يأدبكم انتو الاتنين..
معتصم بصدمه..آه هو بعينه..أنا شامم ريحته في إختفاءهم..دا..
من يومين..بعتلي رساله..بيقولي..
ـ استعد لمفاجأتي ياطبيب الخيبه والويبه..
انفجر الجميع بالضحك عليه..
معتصم بغيظ..دا وقته..بتضحكو علي ايه..
داوود بلهفه..هاتفه اذن…لما الانتظار..؟
قبل ان يتحدث..كان هاتف معتصم.. يرن برساله..
فتحها وصدم مما بها..
ـ انا كنت عارف..هو مفيش غيره..
اخذ داوود منه الهاتف..وقرأ الرساله بصوت مرتفع..
…بلغه العربيه..مكسره جعلت الجميع ينفجر بالضحك مره اخري..
ـ بأد(بعد) التحيه.. والسلام..من أ.دك(جدك) داوود..لطبيب الإيبه (الخيبه) والاويبه(الويبه)..ممعتصم واهوه(اخوه)…داوود..الانين(الحنين)أبه(شبه) أيده(جده)
صاح معتصم بولوله..
يختااااي..شوهت اللغه..يختاااي..
دخل الجميع بحاله ضحك هستيري..علي الاخوين..
واخذت جوان الهاتف من داود….وقرأت بقيه الرساله..
نساوينكم عندي..انت وهو..ولو خايفين عليهم..تجاوني بنفسيكم..
وسلامو عليكم ورحمه الله..
بلهفه..سأل داود معتصم..أعطني العنوان..سأذهب لجلب زوجتي..
معتصم ببلاهه..هااا..متسيبهم يومين اهو ارتاح من عمايل عبير..دي مبهدلاني ياراجل.دا جدك حاش عني بلوه..
داوود..بصدمه..ماذا..؟
وما ذنب زوجتي..اعطني العنوان معتصم وساذهب انا..
وأخبر عبير بما قلته..
معتصم بخوف..تقول ايه..لالا انا جاي معاك..مراتي حبيبتي..
يالا يااخويا..بس من دلوقت مليش دعوه بافعال جدك..انا حذرتك اهوو..
كرم بضحك..هاجي معاكم…
فراس..وانا كمان..وبدر هيخليه ياخد باله من العيله..
واني كمان جاي معاكم ياضاكتور..
معتصم بفرحه..سيد..خرجت امتا..؟
عانقه سيد بحراره.لسه انهارده..البركه في داوود..
معتصم بصدمه من اخيه…انت كنت عارف ومقلتليش..؟
سيد بضحك..انا اللي قولتله ميقولش..ويخليها مفاجأه..؟
معتصم بفرحه حقيقه..وحشتيني اووي ياسيد..حمدلله علي سلامتك..اتاريني بسأل علي موده من امبارح..محدش بيرد..كله عارف بقي..وانا لا..
سيد بمحبه..انا اللي طلبت منهم ياصاحبي..
سهر لموده…بحب..مبروك ياقلب سهر انتي..الفرحه هتنط من عينك..ربنا يتمم فرحتكو علي خير ويبعد عنكو كل شر..
ارتمت موده بحضن سهر..بامتنان..لتلك السيده واختها التي لم يتركوها لحظه..عوضوها عن حنان أمها…وقدمو لها الكثير..
ـ الله يبارك فيكي..ويخليكو ليا..انا مبسوطه اووي اووي..
اخيرا..
ـ بركه دعاكي وصبرك..ياموده..تستحقيها..
انتشلها سيد من حضن سهر بقزه..وغيره..
ـ كفايه احضان..بقي..وتعالي جاري..مشبعتش منك لسه..
موده بخجل..اتلم ياسيد..
سيد بخبث..الله انا قلت حاجه..
وبسماجه سألها..
هتقدري تصبري ليله كمان ولا اخلع بشياكه..
معتصم بغيظ..امسكه من قميصه من الخلف..تخلع منين ياسيد الزفت..دا انت جيتلي نجده من السما ياراجل..
دا جدي دا محتاج كتيبه يتفاهمو معاه..
سيد بقله حيله..ياغلبك ياسيد..استنيني هنا ياموده..
موده بضحكه صافيه من القلب..
ـ حاضر..ياقلب موده..
اصابك عشق..اسما السيد..الخاتمه..
ـــــــــــــــــــــــــــ
صباحا..
تدور حول نفسها بالغرفه..ذات الاساس العتيق..
ويغلب عليها اللون الذهبي..
كانو بسبوع اولاد جميله وفجأه قطعت الكهرباء..وأحست بأحد يسحبها للخلف..ويكمم فمها بيده بقوه..
بعدها رماها باحدي السيارات ورش علي انفها شيئا..ما..
نامت قليلا وبعد نصف ساعه استيقظت وجدت بجانبها نيره..وعلمت ان ماحدث معها نفس ماحدث لها..
لكم شتمت السائق وسبته وضربته..ولا حياه لمن تنادي..
فقط اخبروها انها ذاهبه للجد..فصمتو بقله حيله..
بعدما علمو أنه مخطط الجد للايقاع بمعتصم وداوود.
استدارت لتلك التي تجلس ببرود..تعاني من حراره الغرفه المشتعله..
عبير بخوف..وهي تتحسس بطنها المنتفخه
عاااااا
احنا فين يانيره.. هنموت ولا ايه؟
انتي يابت ردي عليا.. احنا هنفضل هنا كتير؟
تأوهت نيره بتعب.. هي الاخري.. بدأت تشعر به مؤخرا..
تتمني ان مابالها يكون حقيقه..بعد رفض داود لها إجراء الاختبار..فات موعدها الشهري ولم تأتي بعد..طوال الطريق تدعي ان تمر الرحله بسلام..وللامانه السائق كان يسوق بهدوء..خوفا علي عبير وحملها..
رفعت رأسها لعبير..
ـ معرفش ياعبير.. الجو حر أووي وحاسه اني روحي بتروح..
عبير بخوف عليها..
ـ طب اقلعي النقاب ده.. مكتفه نفسك بيه والدنيا حر..
اقتربت عبير من ذلك الشباك المغلق.. تحاول فتحه.. ولم تستطع..
ـ عااااا.. احنا محبوسين يانيره.. ياشماته معتصن فيااااا..
نيره بصدمه..
ـ هااااا.. ومعتصم هيشمت ليه.؟
زمت شفتيها وعادت تجلس بجانب نيره..
اصل انا كل شويه اعايره انه انسجن ونام عالبورش..
اهو انا كمان انسجنت عاااا..
قهقت نيره عليها..
ـ اقسم بالله ماليكي حل..ومعتصم له الجنه..وأقطع دراعي ان ماصدق خلص منك دلوقت..
عبير بغيظ..ماهو ده اللي قاهرني…يارتني قولت للجد ميقلهوش ويسيبه بناره عشان يعرف قيمتي..
انفتح الباب المغلق ودخلت منه الجده..تمشي بصعوبه..
ـ يااهلا ن ياأهلن..بعز الحبايب..
ياحبايب جلبي..ياغوالي..ياحريم الغوالي..
استقامت نيره احتراما للسيده وتبعتها عبير..
نيره..أهلا ياحاجه..
الجده..بفرحه..جوليلي ياجدتي..انتي بجي مرت مين فيهم؟
الخايب..العاق..معتصم..ولا حبيب جلب سته داوود..
عبير بصدمه..الله ايه التفرقه دي ياستي..!
معتصم دا حبيبي..انتو مضطهدينه علي فكره..
الجده..يبجي انتي مرته..جليله الحيا زيه..
توسعت عين عبير بصدمه..يلهووي..هو باين اوي كده يانيره.
نيره بضحك..اه باين..
الجده بسعاده..وانتي ياقمره اكيد مرت داوود..اللي خد جلبي من حكاوي الجد عنيه..
نيره..ااه انا..
قاطعتهم عبير بغيظ..انا جعانه..مش هتأكلونا ولا ايه ياجدتي..دا انا حتي حامل..
الجده..وااه..مفجوعه كيف جوزك بالظبط..
عبير بغيظ..منك لله يامعتصن مسوء سمعتك في جميع البلدان..وشبهتني معاك..عااا..
ــــــــــــــــــــــــــ
بعد ساعه..
كانت تجلس بأريحيه أرضا بجانبها نيره بعدما تعرفو علي العائله بأكملها..
يتناولون الطعام..
عبير تأكل بنهم..من الفطير الساخن بالعسل..
ونيره تأكل علي استحياء لقمه بعد لقمه..من تحت نقابها..
الجد بسعاده…لعبير..كولي اللي يكفيكي ياجلب جدك عاوز حفيدي يطلع شديد كيف جده..اجده..
ابتلعت الطعام بصعوبه وابتسمت له..
ـ عيوني ياجدي..لفيني انت بس طبق الحادق دا..وانا هاكل..
انفجر الجميع بالضحك عليها..
نعمات بخوف عليها..
ـ لع يابتي غلط عليكي اجده..كولي حلو احسن..عشان العيل يتحرك ببطنك..حادج لاه.
الجده لنيره..وانتي ياجلب جدتك..مفيش حاجه اجده ولا اجده..؟
نيره بأمل بات يتسلل لها..
ادعيلي ياجدتي..ربنا يطعمني الشهر ده…
بمحبه رفعت الجده يدها..تدعو لها..آمين ياارب..يطعمك مايحرمك ياداود ياولدي..انت والقمره ديا..
صوت ضجه أتي من الخارج انتبه له الجميع
عبير بفرحه..دا معتصم..ياحبيبي يامعتصن..
الجد بأمر..كملي واكلك ياعبير يابتي..هيدخل لحاله..الطريج ميتوهش..
عبير بصدمه..هااا..
ثواني ودخل الجميع..
نيره بفرحه..لداود الذي اقترب منها بلهفه..وانتشلها من علي الارض.
داوود..انت جيت..
ـ حبيبتي انتي بخير..؟
ـ نعم بخير..ابعدته عنها بخجل..سلم علي جدتك داوود..
تنتظرك منذ الصباح..
ابتعد عنها ينظر بالوشوش..وحطت عينه بعين الجد الذي ينظر له بفرحه كبيره..وابتسم له..فبادله أخري حنونه..
عاود النظر للجده..التي تقف فاتحه ذراعيها له بحب..
ـ واد ولدي..حبيبي…
اقترب داود منها واحتضنها..
ـ ازيك.امله(عامله) ايه.؟
الجده..كويسه بشوفتك ياولدي..كويسه جووي..جوي..
معتصم لعبير التي تأكل بلامبالاه..
ـ علطول فضحانا كده..وسعي يازفته..انا جعان..انا قلتلهم يسيبوكي يومين تلاته هنا..ارتاح منك..
عبير بغيظ..وجيت ليه ياعنيا..!
معتصم بقله حيله..صعبتي عليا بقي..
بغيظ ابعدته عنها..
ـ طب اوعي كده..شايف ياجدي..
الجد بغضب من معتصم..التم ياطبيب الشوم انت..وبطل جله حيا..(قله حيا)
معتصم بغيظ..ماشي ياجدي..ماشي..جرأها كمان عليا..
وحلو جو الاكشن دا..بس قولي مين ساعدك بقي فيه..
نظر له الجد بشماته..
ملكش صالح..ياخايب الرجا انت..اطفح وانت ساكت..
محمدين بضحك..الله يامعتصم..لا سلام ولا كلام اجده..
دس معتصم الاكل بفمه ونظر لهم بامتعاض..
وتكلم من تحت ضرسه..
ـ اهلا ياعمي..اهلا ياعمتي..اهلا بيكو كلكو..
رفع الجد عصاته من جانبه..وضرب بها ظهر معتصم..
قفز معتصم من مكانه..يصرخ بوجع..
اااه..في ايه ياجدي الله..
الجد..جوم ياجليل الربايه..من جاري..ده مكان داوود..
معتصم بغيظ..شد عبير من يدها..احنا هنمشي خالص..
الجد بشماته..ومين جال اجده..هو دخول الحمام زي خروجه
مفيش خروج من اهنه الا بعد مامرتك تولد ياخايب انت..
واشيل حفيدي بيدي..
معتصم بصدمه..هاااا..
الجد بشماته..هو اجده..
نظر حوله يبحث عنهم..لم يجد غير داود المصدوم مثله..
هو في ايه؟
الجد..ماهو فراس الله يوفجه..وكرم هما اللي ساعدونا نجيبكم اهنه..وكانت خطه منيهم..يوصلوكو ويرحلو..
اومال يابهيم، هندخل بيوت الناس من غير استئذان يااك..
مش عاويدنا يابن ولدي..
اجعد..اجعد..لسه الايام طويله..
داوود ومعتصم بنفس واحد..لالااا..
حصري لجروب ولنا في الخيال حياه…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد شهرين..
بالعياده التي انشأها الجد له بالبلده..
بجانبه مكتب للمحاماه والاستشارات القانونيه.. لاخيه داود..
دخل معتصم علي اخيه بمكتبه..
وارتمي علي المقعد امامه.. خلاااص معنتش قادر..هموت ياداود..شوفلك حل..الراجل ده هيموتني..
انا شغال ليل مع نهار..
داوود بلامبالاه..وماذا افعل..انا..
انا عالق هنا مثلك..لما لا تأخذ الامور ببساطه..
هذا عمل خير يارجل..
معتصم بغيظ…يمهل ولا يهمل
اهم يارب اللي مبهدلني داوود اخويا.. وجدي.. وعبير مراتي..اللي بقت عامله زي الكوره الكفر..
قاطعهم صوت الجد القوي..
انت يابجم انت وهو..بجالي ساعه بنادم عليكم..
انتو نسيتو ان اليوم سنويه أبوكم..ولازم تفرجو الرحمه بإيدكم..وتشرفو عالصوان..
داوود بعدم فهم…ماذا معتصم..؟
معتصم بقله حيله…دا جدك..عملنا الرضي.
الجد بحده..بتجول حاجه ياخايب الرجا انت..
معتصم..هااا لا مبقولش..يالا..يينا..ياعم..الراجل هيتحول..
ــــــــــــــــــــــــــ
ليلا…
اجتمعت العائله مره اخري ببيت الجد..واتي فراس وبدر وسيد وكرم وزوجاتهم..لحضور العزاء..
وقف الجد بفخر وبجواره احفاده يأخذون عزاء والدهم….
يرتدون الجلباب الصعيدي..لأول مره..غصبا من قبل الجد..
الي ان انتهي العذاء..
الجد لداود..
ـ باجي حاجه واحده ياولدي..
ـ ايه ياجدي..
ـ هجولك..
بعد نصف ساعه..كان يقف الجد امام قبر ولده وبجواره ولديه..
ـ سامحني ياولدي اذيتك كتير وظلمتك..حرمتك من ولدك..
وشتت عيلتك..وموتك بجهرتك..
اليوم جيتلك بيهم التنين زي موعدتك..شملهم اتلم..وشمل العيله..جبتهم تملي عينك منهم..
جيتلك بداوود ياجل ماترتاح برجدتك…وتسامحني ياولدي..
جيتك عشان يوعدوك التنين..جدامك..مايتفرجو..
جربو ياولاد..
اوعدو ابوكم ماتتفرجو..
ـ نوعدك ياجدي..
مسامحني ياولاد..
ـ مسامحينك ياجدي..
دلوجتي اموت وانا مطمن..انكو بخير..واني تميت الرساله..
قطع حديثهم..صوت احدهم..
ـ الحج ياداكتور مرتك بتولد وفضحه الدنيا..
معتصم..بصدمه..هااا..قول والله..
ـ والله..
الجد بفرحه..يابركه الله..هم ياخايب الرجا روح لمرتك..
معتصم..حاضر..حاضر..
بعد ساعه..
بالمشفي..
تصرخ به..منك لله يامعتصم الزفت انت السبب اااه…
معتصم بصدمه..الله يخربيتك هتفضحيني ياعبير..هو انا اغتصبتك..دانا جوزك..
ـ عاااا..هموتك يامعتصن الزفت..انت هترغي..بطني بتتقطع ياغبي..
معتصم لفراس الذي يجاوره..بالعمليات..
بقولك نديها بنج ونخلص..مراتي هتفضحنا انا عارف..
فراس بضحك..الله يخربيتك..مراتك هتولد طبيعي..كل حاجه ماشيه تمام..انجزي انت بقي..
اقترب منها ليهديها..
حبيبتي انا..
بتر جملته وابتلعها وهو يصيح بقوه..اااه..يابت العضاضه…
عبير بتعب..غور من وشي يامعتصم..انا بكرهك..
بكرهاااااك…اااه..خرجووه برااا
ــــــــــــــــــــــــــ
تقف بالخارج بخوف..منكمشه علي نفسها تلتصق به.
ـ ما بك حبيبتي..انتي بخير؟
نيره بخوف من صوت عبير..لا شئ ولكن الولاده الطبيعيه مؤلمه وانا خائفه عليها جدا..
داوود بحنان..لا تقلقي ستكون بخير..
ـ يارب…
ـ اشعر بالدوار..سااجلس هنا..
داود بقلق..قولت لك الا تأتي..انت حامل نيره..وتعانين فقر الدم..ويجب ان ترتاحي..
ابتسمت علي ذكر حملها وتحسست رحمها..انا بخير..لا تقلق..
أصابك عشق..اسما السيد
جوان بوجع..هو ايه دا؟
بدر بتساؤل..ايه مالك..؟
ـ هو انا هولد ولا ايه؟
الحقني يابدر..اااااه..
بدر بصدمه..هااااا..تولدي ايه؟
انتي لسه في اول التاسع..
جوان بصريخ..هو بمزاجي..يعني..اااه..
بعد ثلاث..ساعات..
معتصم بصدمه…شبهي الخالق الناطق..
بدر بغيظ.. وهو ينظر شبه امها.. الحمد لله..
جوان بغيظ..طب هاتها بقي اشوفها..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بعد شهران آخران..
بالعذبه…
بعدما هدمو البيت الكبير وأعادو بناءه علي شكل مبني عصري بأدوار كبيتهم بالقاهره..
اليوم أخر يوم بشهر رمضان المبارك…
اول رمضان لهم معا جميعا..علي مائده كبيره..
يجتمعون معا..كما اعتادو..
كل بجانبه زوجته..
ولاول مره لفراس منذ ذلك اليوم المشؤم يعود لهنا..علي قدميه ابنته وبجانبه هي وعلي قدميها ابنها وبجانبهم اطفالهم الصغار بعربه صغيره..
وامامه كرم وزوجته وابناءه..
وعلي اليمين..معتصم وزوجته وداود ونيره..التي بدأت بطنها في الظهور..
وعلي الجانب الاخر..سيد وموده وسمر وسعاد وزوجها..
ينظر لجمعتهم بحب وفخر..كل وجد طريقه للسعاده..
اقترب مخيمر منه..
كل حاجه تمت زي ماحضرتك عاوز يافراس بيه..وزعنا الوجبات علي الفلاحين…وبكره الصبح هندبح الدبايح..
ـ ماشي يامخيمر روح انت..عشان تفطر..
عاد مخيمر من حيث أتي..قابلته زوجته..تنظر بغل لجمعتهم ولابناء سمر وسعاد..بحرقه..
ـ شايف يامخيمر..بنات الابلسه..دول..اتمسكنو لحد مااتمكنو ووقعو رجاله الرشيد كلهم وبعد مكانو.. شحاتين العذبه بقوا اسيادها..
وكل واحده واخده راجل يحل من علي حبل المشنقه..
عيني عليا وعلي حظي الهباب..
مخيمر بغضب..صفعها علي وجهها بقوه…
اخرسي ياوليه..أني سكتلك كتير لو مقفلتيش خشمك ده..اني بنفسي اللي هبلغ فراس بيه..سيبي الناس في حالها بقي..هو حد ضامن عمره..ياشيخه..كفايه اللي عملتيه في نيره الغلبانه..
علي الهاتف..
كان يشاركهم باسم وميما ونيرمين جمعتهم..
ابتعد فراس بالهاتف حتي لايؤذي نيره بالحديث وكذلك عبير ومعتصم..
باسم بسعاده..كل سنه وانت طيب ياشق..
فراس بفخر…وانت طيب ياقلب الشق..
نيرمين..كل سنه وانت طيب ياابيه..
ـ وانتي طيبه ياحبيبه اخوكي..
ميما…بسعاده..كل سنه وانت طيب ياأبو العياال…شوفتني وانا حامل..
وقفت لتريه بطنها المنتفخه..
فراس بقهقه عليها..اه شوفتك..يامجنونه..
مبروك ياميما..عاوز عروسه حلوه كده هاا..
ميما بفرحه..عيوني…
اقتربت روان وشدت بنطال فراس..
ـ يالا يابابا الاذان أذن..
حملها فراس علي ذراعه.. بعدما أغلق مع اخيه… يالا ياقلب بابا..
رواء..وانا يابابا..
حمله علي ذراعه الاخر..
وانت ياقلب بابا..
اقتربت منه جميله….وعبست بشفتيها كطفلتها.. وانا فين يابابا..؟
مال وقبل خدها بحنو..
ـ انتي في قلبي ياقلب بابا.
ـــــــــــــــــــــــــــ
نيرمين؟
ـ نعم..ياقصي..
ـ كيفك نيرمين..اشتقتلك..
ـ بخير..وانت..
ـ بخير بشوفتك..
حك رأسه بخجل..
ـ شو رأيك.. تشاركيني اليوم بطعام الافطار..
ـ ماشي..موافقه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الفراق..يحلي اللقا…
تضحك عيونا..ونبتسم..
نفتكر..أد ايه كان الوجع ما ينكتم..
بس انكتم…
بعد الرحيل..والفراق..طال الألم..
وأد ايه كان الوجع ما ينحمل..
بس انحمل..
عالفراق والبعد صابر أنا…
بدعي بلهيب قلبي…نجتمع..
طالت سنين وسنين..وتعب القلب..
ويأس….
دعيت بقلبي وحامل أنا وجع السنين..
وبيوم بعيد لكن قريب
بصيت لقيت..حلم السنين..اللي الأمل في قربه مات
وافتكرت انه اندفن..
بين أيديا وبقلبي رجع.. من تاني الامل….
هاتف ناداني وقالي…
صبرت ونولت فأدعي ربك اللي عنده مايموت الامل..
رفعت كفي وقلت…
صابر أنا يارب وعلي بلاءك عندي أمل..
ترضيني وتراضيني وتمحي من قلبي الندم.
طال فراقنـا..وبلقانا..انزاح الالم…
ونسينا كيف كان ماينحمل…
حلو اللقا بعد الفراق…..حلوه، دموع الفرح..
كثر يارب من دموعنا وما تحرمنا أبدا
من لحظات الوجع اللي بعدها بيجي الفرح..
تمت بحمدلله
