رواية عيناك ملاذي امير وتالا من الفصل الاول للاخير بقلم سارة علي
رواية عيناك ملاذي امير وتالا من الفصل الاول للاخير هي رواية من كتابة سارة علي رواية عيناك ملاذي امير وتالا من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية عيناك ملاذي امير وتالا من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية عيناك ملاذي امير وتالا من الفصل الاول للاخير
رواية عيناك ملاذي امير وتالا من الفصل الاول للاخير
كانت تسير بخطوات سريعة على رصيف أحد الشوارع العامة بينما الأمطار فوقها تتساقط بغزارة ...
ركضت بلهفة بإتجاه إحدى العمارات السكنية وهي تفكر بأن الأمطار لن تبللها أكثر فهي لا تمتلك مظلة تقيها مياه الأمطار الغزيرة كونها ببساطة لا تملك ثمنها ... تنفست الصعداء أخيرا وهي تحتمي بسقف البناية العالي ، ربتت على خصلات شعرها المبللة تعدلها قليلا فقد تبعثرت بسبب المياه ثم سارت نحو المصعد لتتجه الى الشقة المنشودة ...
وصلت أخيرا الى الشقة لتضغط على جرس الباب عدة مرات دون رد ... شعرت بالإحباط فهذه بداية غير مبشرة إطلاقا ...
ظلت واقفة لأكثر من نصف ساعة تطرق الباب مرة وترن الجرس مرة أخرى دون رد ، قررت أن ترحل أخيرا فيبدو أنه لا أحد ينتظرها في الداخل ... ما إن تحركت من أمام الباب حتى سمعت صوتها يفتح فإستدارت بلهفة الى الخلف لتتفاجئ بشاب يقف أمامها يرتدي بنطال برمودا جذعه العلوي عاري تماما ...
أخفضت بصرها في الحال بينما تثائب الشاب بنعاس ثم قال لها :
" انتِ مين ...؟! وعايزة ايه ..؟!"
حمحمت بخجل قبل أن ترفع وجهها الذي أصبح أحمرا نحوه وهتفت بخفوت :
" أنا الخدامة الجديدة ..."
قال بتذكر :
" آه انتِ جيتي ... طب ادخلي يلا ..."
فسح لها المجال لتدخل ، ولجت هي الى الداخل بخطوات مترددة قبل أن تسمع صوت إغلاق الباب يتبعه اقتراب الشاب منها وهو يقول بنبرة أمرة :
" عايزك تنظفي الشقة كلها ، بس قبلها اعمليلي فطار ...."
أومأت برأسها دون أن ترد ليكمل :
" عايز أومليت البيض بالجبنة ... تعرفي تعمليه يا ...."
ثم سألها :
" صحيح إسمك إيه .....؟!"
" تالا ... اسمي تالا ..."
هز رأسه وقال بجدية :
" هتعرفي تعملي الأومليت يا تالا ولا أعمله أنا ...؟!"
أجابته بسرعة :
" أعرف طبعا ..."
" هايل ... يبقى خشي اعمليه بسرعة عشان أنا جعان ... المطبخ على إيدك الشمال ..."
اتجهت تالا بسرعة الى المطبخ بينما جلس الشاب على الكنبة بعدما فتح التفاز وأخذ يقلب في قنواته بملل ....
رن هاتفه فحمله ليجد والدته تتصل به فزفر أنفاسه بضيق وهو يضغط على زر الإجابة ليأتيه صوتها المتذمر :
" كرم ... أنت فين وليه مبتردش عليا ...؟!"
أجابها بملل من تساؤلاتها وتدخلها في كل شيء :
" انا عند أمير ... وكنت نايم وحاطط التليفون سايلنت ..."
قالت مرة أخرى ببرود :
" وبتعمل إيه عند أخوك ...؟! عايز تعيش هناك أنت كمان ...؟! مش كفاية عليا انوا سابلي البيت وراح ...عايز تسيبهولي انت كمان ...؟!"
نظر الى الأعلى بنفاذ صبر قبل أن يقول ردا على كلامها :
" اطمني مش هسيبك ... انا بس قلت اقعد كم يوم معاه ... اسليه بيهم ..."
" ارجع بسرعة يا كرم ... وحاول تقنعه يرجع معاك ... "
رد كرم بجدية :
" انتِ عارفة انوا صعب يرجع معايا ، فملوش لزمة تطلبي مني شيء مستحيل زي ده .."
قالت الأم برقة مصطنعة :
" معلش حاول معاه ... عشان خاطري ... نفسي أشوف ولادي حواليا قبل ما أموت .."
" ايه الجو القديم ده ..؟! ومين دي اللي تموت ...؟! ده انتِ صحتك أحسن من صحتي أنا شخصيا ..."
قالها بتهكم لترد بعصبية :
" خليكوا كده ، فاكرين إني كويسة وسعيدة لحد متخسروني ، ساعتها بس هتحسوا بقيمتي ..."
" طيب ... عايزة حاجة تانية مني ، عشان هروح افطر ..."
أجابته :
" لا خلاص قلت اللي عندي .... بس خد بالك من نفسك ...سلام يا حبيبي ..."
" سلام ..."
قالها وأغلق الهاتف ثم رماه على الكنبه بجانبه ، نهض من مكانه متجها الى المطبخ ليجد تالة قد أعدت الأومليت ووضعته في أحد المواعين ليقترب منها ويقول :
" عملتيه بالسرعة دي ...؟!"
أومأت برأسها وهي تجيبه :
" هو سهل اصلا ومش بياخذ وقت ..."
ابتسم لها وقال :
" ميرسي يا تالا ... "
تنحنت تالا قائلة بأحراج :
" العفو..."
ثم إتجهت خارج المطبخ لتبدأ بتنظيف الشقة ..
بقلم الكاتبة سارة علي
في مكان أخر وتحديدا في شركة صغيرة بعض الشيء نجد شابة جميلة ذات قوام ممشوق تقف أمام مديرها تدون في دفترها ما يلقيه على مسامعها ...
توقف مديرها أخيرا عما يقوله لتهتف متسائلة :
" فيه حاجة تانية تحب أكتبها يا أمير بيه ...؟!"
أجابها أمير وهو يقلب في أحد الملفات :
" لا كده تمام ... رتبي الكلام ده وابعتي النهاردة ليهم ..."
" حاضر ..."
قالتها وهي تتجه خارج غرفة مكتبه لينظر أمير الى الباب الذي أغلقته ثم يغلق الملف الذي كان يقلب فيه ويتراجع الى الخلف مستندا بجسده على ظهر الكرسي مغمضا عينيه لثواني ...
ما إن أغمض عينيه حتى ظهرت صورتها أمامه ، صورتها التي إعتاد أن يراها في أحلامه قبل واقعه ، صورتها التي احتفظ بها في قلبه وعقله عن ظهر قلب ...
فتح عينيه أخيرا كمن مسه شيء وهو يحاول أن يبعد صورتها عنه ، فهو لا يريد أن يتذكرها على الأقل الأن ...
فذكراها تعني ضعفه وهو بحاجة لأن يكون قويا...قويا للغاية ...
عند هذه النقطة شعر بحقد كبير على والديه اللذان تسببا له بكل هذا الوجع والحيرة ...
لو لم يفعلا ما فعلاه لكان الأن شخصا ثانيا ، سعيد وقوي بما فيه الكفاية ...
نهض من فوق كرسيه وسار بخطوات رتيبه نحو النافذة التي تطل على الحديقة الخارجية ذات التصميم الهندسي الراقي ..
ثلاث أعوام مرت على انفصاله التام عن والديه بل عن عائلته بأكملها ...
ثلاث اعوام لم يتجرأ أحدًا منهم ويتحدث معه او يقترب منه ...
ثلاث أعوام مرت على تركه لهم وبنائه لمستقبله بعيدا عنهم ...
ثلاث أعوام لم ينسَ بها ربى التي ما زالت تسيطر على قلبه وعقله ، وكأنها تأبى أن تتركهما ولو لثانيه واحدة خوفا من أن يعتادا على نسيانها ...
أفاق من أفكاره المظلمة على صوت باب مكتبه يفتح يتبعه دخول صديقه المقرب فراس الى الداخل ..
اقترب فراس منه وغمغم بلهجة هادئة :
" صباح الخير ..."
التفت أمير نحوه رادا عليه :
" صباح النور ... كنت فين ...؟!"
أجابه فراس وهو يجلس على أحد الكراسي الموضوعة على جانب مكتبه :
" كنت بجهز لسفرية بكرة ..."
" يعني نويت خلاص ...؟!"
قالها أمير وهو يتجه نحو مكتبه ليجلس على كرسيه فيومأ فراس برأسه ويقول :
" كلها أسبوعين أغير فيهم جو ... متيجي معايا ...؟!"
قال أمير بإقتضاب :
" مليش نفس ..."
أومأ فراس برأسه متفهما وقد إعتاد على برود صديقه ليقول محاولا تغير الأجواء قليلا :
" أخبار كرم إيه ....؟! لسه بايت عندك ..؟!"
تذكر أمير أخيه كرم أخيرا والذي يحاول أن يفرض نفسه عليه مرارا ويخرجه من عزلته ليومأ برأسه ويقول مجيبا على سؤال فراس :
" للأسف لسه ..."
تنهد فراس وقال بجدية :
" كرم ملوش علاقة بأخطاء أهلك ... متحملهوش ذنب حاجة معملهاش ..."
" ومين قالك إني بحمله الذنب ...؟! انا بس مش عارف أتأقلم معاه ... انت عارفه انوا طبعه غير طبعي ... انا بحب الهدوء وهو بيحب الزيطة ..."
ابتسم فراس وقال مؤكدا كلامه :
" فدي معاك حق ...."
ثم نهض من مكانه وقال :
" اروح انا بقى ... يادوب الحق أودع عيلتي قبل السفر ... عايز حاجة من هناك ....؟!"
" ربنا معاك ... تروح وترجع بالسلامه ..."
أشار فراس له مودعا ثم خرج وتركه لوحده ليغرق في دوامة أفكاره من جديد ...
بقلم سارة علي
كانت تقوم بعملها على أبلغ وجه ، تنظف غرفة تليها الأخرى بإجتهاد ...
انتهت من تنظيف جميع الغرف ولم يتبق سوى صالة الجلوس والمطبخ ...
توجهت نحو صالة الجلوس لتجد كرم جالسا يتابع أحد الأفلام الأجنبية وبيده زجاجة خمرة ...
أبعدت بصرها عنه بسرعة وهي تستغفر ربها قبل أن تبدأ بعملية التنظيف ...
أخذ كرم يتابعها بتمعن متأملًا جسدها النحيل للغاية والذي يشبه جسد فتاة لم تتعد المرحلة الإعدادية ، وجهها الشاحب للغاية والذي تبرز عظامه بوضوح ، بالتأكيد هي تعاني من سوء التغذية ...
راقبها رغما عنه ولم يخفَ عنه جمالها الهادئ ببشرتها البيضاء وشعرها البني الحريري وعينيها البنيتين...
تناول ما تبقى من زجاجة الخمرة على دفعة واحدة وقد شعر برغبة كبيرة بإكتشاف ما تخبئه تلك النحيلة داخل ثوبها البالي ...
وقفت تالا أمام الطاولة الموضوعة في احد أركان الصالة تنظف احدى الفازات الثمنية حينما شعرت بأحدهم يحملها بين ذراعيه ...
صرخت بأعلى صوتها وهي تهز قدميها للأمام والخلف ليهتف كرم بها بينما يده تضغط على فمها :
" هش اخرسي ... هتفضحينا ...."
ثم ركض بها نحو غرفة نومه ورماها على السرير لتقفز من فوقه فورا وتسير بخطوات متراجعة نحو الحائط خلفها وترجوه بصوتها الذي خرج مرتعش :
" ارجوك سيبني ...متقربش مني .."
أشار لها بصوت منخفض :
" يا بنتي اهدي ، مش هأذيكي والله ..."
أدمعت عيناها بقوة وهي تردد :
" انا عايزة أروح ... سيبني أروح من فضلك ..."
إلا أنه لم يبال بما قالته حيث قال بلهجة خافتة :
" تؤ ... مقدرش أسيبك... "
ثم أردف بوداعة :
" انتي اسمعي الكلام ونفذي اللي هقولهولك وانا هديكي المبلغ اللي تعوزيه ... مش أحسن من الخدامة فالبيوت ..."
هزت رأسها نفيا وقالت ببكاء :
" لا أنا بحب الخدمة فالبيوت ...."
زفر أنفاسه بقوة وملل ثم ما لبث أن انقض عليها محيطا جسدها بذراعيه محاولا السيطرة على صراخها ومحاولاتها لدفعه ...
في نفس الوقت دلف أمير الى الشقة ليتفاجئ بأصوات بكاء وصراخ تأتي من غرفة كرم فسارع بالذهاب الى هناك وولج الى الداخل ليجد كرم أمامه وهو يحاول الإعتداء على الفتاة ...
انطلق بسرعة نحويهما وأبعد كرم عن الفتاة ولكمه على وجهه بقوة بينما قفزت تالا من فوق السرير وتراجعت الى الخلف قبل أن تنهار باكية ...
عاد أمير وضرب كرم على وجهه بقوة ليسقط الأخير أرضا بينما لم تستطع تالا أن تتحمل ما يحدث أكثر ففقدت وعيها تماما تحت أنظار أمير المصدومة ...
اتجه أمير نحوها وحملها ثم وضعها على السرير ، عاد ببصره نحو أخيه ليجده يحاول النهوض من فوق الأرض وأنامله تمسح الدماء التي تنزف من فمه ...
توجه أمير نحوه مرة أخرى وهو يقول بلهجة متحفزة :
" عايز تغتصبها ... ؟!! تغتصب الخدامة ...؟!"
هدر به عاليا ليرتجف جسد الواقف أمامه بينما لسانه يقول بترجي :
" والله لا ... انا كنت بلاغيها عشان أجيب قرارها لأحسن تغرر بيك..."
قبض عليه من ياقة قميصه بقوة وهتف بنبرة عصبية :
" تغرر بمين يلا .. انت نسيت أنا مين ...؟! "
حاول أن يتحدث ويبرر لكنه قاطعه بحزم:
" انت تخرس خالص ... حسابك معايا بعدين ... بس العيب مش عليك ... العيب عاللي معرفوش يربوك .."
" انا مش متربي ... انا عارف .. بس كفاية لحد كدة .."
قالها كرم بتوسل لينظر إليه بقرف ثم يقول :
" تلم هدومك وتروح عند أمك ... مش عايز أشوف وشك هنا تاني ..."
أومأ كرم برأسه خوفا من أخيه بينما اتجه أمير نحو تالا وبدأ يحاول إفاقتها لتستيقظ بعد عدة محاولات ...
ما إن استوعبت تالا ما حدث حتى انزوت بعيدا عن أمير وقالت بعينين باكيتين ونبرة متوسلة :
" انا اسفة .. انا والله معملتش حاجة ... هو اللي كان .."
توقفت عن الكلام وشهقت باكية ليقول بهدوء :
" هش اسكتي ... انا عارف انك معملتيش حاجة
...متقلقيش ...."
صمت لوهلة ثم قال :
" أنا بعتذرلك بالنيابة عنه وأتمنى إنك تقبلي اعتذاري ... كمان قوليلي طلباتك وأنا هعملك اللي إنتِ عاوزاه ...."
قالت بسرعة :
" انا مش عايزة أي حاجة ... أنا عايزة أروح وبس ..."
شعر أمير بالشفقة لأجلها فقال :
" تقدري تروحي ... "
اتجهت بسرعة نحو باب الغرفة لكنها توقفت حينما وجدته يهتف بها :
" استني ....انا هوصلك ...."
" بلاش ... أقصد ملوش لزوم .."
قالتها بخوف حقيقي لاحظه فأصر على عرضه :
" انتِ تعبانه ومينفعش تروحي كده والجو برد أصلا ..."
أكمل بعدها بلهجة أمرة :
" اتفضلي يلا عشان أوصلك وأرجع بسرعة .."
إضطرت تالا لأن تنفذ كلامه فسارت أمامه ليتجه بها نحو سيارته....
أرادت تالا ان تركب في الخلف لكنها وجدته يفتح الباب الأمامي لها لتركب فيه ويركب هو في مقعد السائق ، قاد أمير سيارته متجها الى المنطقة التي يقع بها منزل تالا بعدما أخذ العنوان منها ...
وصل أمير الى هناك ليتأمل المنطقة الشعبيه ذات الأحياء الفقيرة بملامح جامدة ، لقد سمع كثيرا عن هذا النوع من الأحياء بل وشاهدها بالتلفاز لكنه لم يتصور أن يأتي يوم ويدخل إليها ...
التفت نحو تالا التي همت بالنزول بينما أنظار جميع من في الحي اتجهت نحوها لتلعن نفسها ألف مرة فكيف سمحت له أن يوصلها الى منزلها أمام الجميع ، لقد تناست حديث الناس الذي لن يرحمها ولم تنتبه لهذا بينما تحاول أن تسيطر على أعصابها بعد الصدمة التي تعرضت لها ...
وجدت تالا أمير يمد يده لها برزمة أموال ويقول :
" خدي دول ..."
إلا أنها إعترضت بسرعة :
" لا مش هاخدهم ... اتفضل روح..."
قالتها بسرعة وهي تخرج من السيارة ليهبط من مكانه ويسير خلفها ويقول بنفس لهجته الأمرة :
" استني ... ده حقك ولازم تاخديه ...."
ما ان انهى كلماته حتى تفاجئ بشاب غريب الشكل يقبض عليه وهو يهتف به بنبرة عالية :
" انت عاوز منها ايه ...؟! وفلوس ايه دي اللي تاخدها ...؟!"
" انت بتعمل ايه ...؟! انت اتجننت ...؟!"
قالها أمير وهو يحاول إبعاده عنه ليتفاجئ بمجموعة شباب يقتربون منهما وهم يهتفون :
" فيه حاجة يا حسن ... ؟"
رد حسن عليهم:
" فيه فضيحة بتحصل هنا ولازم نلمها ..."
خرجت على أثر صوته سيدة وفتاتان من المنزل لتهتف السيدة وهي تلطم على صدرها :
" حصل ايه يا حسن ...؟! "
ثم جذبت تالا من شعرها وهي تهتف بكره :
" عملتي ايه يا بنت الكلب ... انطقي ..."
هطلت دموع تالا وهي تجيبها :
" والله ما عملت حاجة يا مرات عمي ..."
دفع أمير حسن بقوة بعيدا عنه ثم قال بلهجة محذرة :
" ايدك دي متتمدش عليا .. انت مش عارف أنا مين ولا إيه ....؟!"
عاد حسن واقترب منه قائلا :
" ميهمنيش انت مين ... اللي يهمني سمعتي وشرفي .."
" وهو مين جه جمبهم...؟!"
" أمال تسمي ايه اللي عملته ايه ... توصلها لحد البيت وتديها فلوس ...."
قالها حسن بصوت عالي ثم جذب تالا من شعرها وقال بغضب كبير :
" هو ده الشغل اللي قلتي عليه ؟! بتضحكي عليا وانت بتشتغلي شغلانة تانية يا حقيرة ..."
حاولت تالا أن تبرر له وسط دموعها وشهقاتها بينما هتف احد الرجال الذين يتابعون ما يحدث :
" البت دي وطت راسنا كلنا واحنا لازم نخلص عليها... ونخلص على الرجل اللي معاها ..."
" بس متقولش رجل ...."
قالها حسن بإحتقار ليفقد أمير أعصابه وينقض عليه بعدما حرر تالا من قبضته لتتلقاها زوجة عمها وبناتها ويبدئن بضربها بينما هجم بقية الشباب على أمير وبدئوا بضربه وهو يحاول مقاومتهم ...
في هذه الأثناء اقترب رجل كبير في السن منهم وهتف بهم بصوت عالي بينما رجاله يلتفون حولهم :
" الكل يوقف مكانه ... "
" المعلم وصل ..."
هتف بها بعض الموجودين ليتوقف الجميع عما يفعلونه فتسقط تالا أرضا بينما يقول المعلم :
" واحد بس يحكيلي ايه اللي حصل ...؟؟"
قال حسن بسرعة :
" تالا بنت عمي وطت راسنا وطلعت بتشتغل وتبيع شرفها ... واللي قدامك ده واحد من زباينها..."
" كدب ... الكلام ده كدب ..."
قالها أمير بصوت عالي ليهتف المعلم به بحدة :
" انت تخرس خالص ... "
ثم التفت نحو حسن وقال :
" عرفت ده ازاي ....؟! وعندك شهود ...؟!"
أجابه حسن وهو يومأ برأسه :
" المنطقة كلها شافته وهو بيوصلها لحد باب بيتنا وبينزل وراها عشان يديها الفلوس ... وبيقولها ده حق شغلك ..."
تدخلت زوجة عمها في الحوار قائلة :
" انا ياما كنت بحذر ابني منها .... البت دي ماشية فسكة مش كويسة ... وكل يوم بتتأخر فشغلها لحد الليل .... واستغفر الله العظيم بترجع وباين عليها أثار اللي بتعمله ..."
" كدب .... هي بتشتغل خدامة مش أكتر ..."
قالها أمير محاولا الدفاع عنها لتنقل تالا بصرها بين الجميع بنظرات تائهة بينما تكمل زوجة عمها :
" من الأخر كدة انا مش عايزة البت دي عندي .... دي بت مش شريفة وانا اخاف على بناتي منها..."
عاد الجميع يثرثر بين مؤيد ومعارض لكلام زوجة العم ليهتف المعلم اخيرا بحسم :
" انا لا يمكن أطردها إلا لما أتأكد الأُول من كلامكم ...."
تنهد أمير براحة فيبدو أن هذا الرجل عادلا بينما لوت زوجة العم فمها بإعتراض وقال حسن بسرعة محاولا انهاء الحوار :
" ملوش لزمة يا معلم .... تالا بنت عمي وانا هربيها...."
إلا أن المعلم كان مصرا على كلامه :
" انا هتأكد يعني هتأكد ... ولا انا عايز الناس يفتكروا انوا المنطقة هنا سايبة ...."
ابتلع حسن باقي كلماته داخل فمه بينما أشار المعلم لتالا قائلا :
" انتوا تجيبوا الست هيام تكشف عليها ونشوف اذا كانت شريفة وبنت بنوت ولا لأ ..."
نظرت تالا إليهم بفزع وقالت بترجي :
" لا انا مش عايزة حد يكشف عليا .... ارجوكم متعملوش كده ..."
إلا أن زوجة عمها جذبتها وقالت :
" ايوه اكشفوا عليها ... عشان تعرفوا انوا كلامنا حق ...."
---
جلست تالا أمام الست هيام التي أخذت تنظر إليها بقرف ثم قالت بلهجة حادة :
" نامي يلا عشان نخلص من الليلة دي ..."
" ارجوكِ بلاش ... انا والله العظيم معملتش حاجة ..."
قالتها تالا بصوت مبحوح باكي لتهتف هيام بملل :
" الناس كلها واقفة برة ومستنيه النتيجة .... وانا لازم اعرفهم الحقيقة ... وطالما انتِ معملتيش حاجة يبقى متخافيش ... الحق هيبان والكل هيعرف انك شريفة ..."
ثم أكملت :
" يلا نامي عشان اكشف عليكِ ...."
بالكاد استطاعت تالا أن توقف شهقاتها وتتمدد على الكنبة لتبدأ هيام بالكشف عليها ...
شهقت تالا بقوة وهي تشعر بالذل الكبير والمهانة ...
لقد تعرضت لأقسى أنواع الإهانة ...
صرخت بقوة حينما شعرت بلطمة كبيرة تنزل على وجهها بينما جذبتها هيام من ذراعها واخرجتها من منزلها وهي تهتف :
" طلعت مش بنت يا معلم ... "
بينما علا صراخ الجميع ...
نهاية الفصل
نظر أمير الى تالا المرمية على أرضية الشارع بصدمة .. حاول أن يستوعب ما قالته تلك السيدة المدعوة هيام ، كيف تقول أنها ليست عذراء ..؟!
لقد رأى بعينيه برائتها حينما حاول أخوه إغوائها ..
فمن أين جاءت تلك الهيام بهذا الكلام ..؟!
أفاق من أفكاره على صوت صراخها بينما زوجة عمها وبناتها يضربن إياها بقسوة ..
حاول أن يتدخل لكن ابن عمها سبقه وهو يبعد والدته وأختيه عنها قبل أن يقبض على شعرها ويجرها خلفه ليقف المعلم في وجهه وهو يهتف به :
" على فين ..؟!"
أجابه وهو يشدد من قبضته على شعرها لتصرخ ألما :
" هقتلها وأغسل عاري .."
تدخل أمير في الحوار قائلا :
" تقتلها ايه ..؟! انت مجنون ..؟!"
منحه ابن عمها نظرة مستهينة وقال :
" امال عايزني اعملها ايه بعد موطت راسني وطلعت مش بنت ..؟!"
" سيبها وبلاش جنان .."
قالها أمير بنظرات ما زالت مصدومة مما يحدث أمامه ليقول ابن عمها بضيق :
" ملكش دعوة انت .. دي بنت عمي وأنا حر فيها .."
تقدم أمير نحوه وقال بلهجة عصبية :
" مليش دعوة يعني ايه ..؟! انتوا فاكرين نفسكوا فين ..؟! عايز تقتلها بسهولة كده ..؟!"
وقف زعيم المكان في وجهه مانعا إياه من التقدم أكثر ، قال المعلم بنبرة محذرة :
" لحد هنا وتوقف مكانك ، ابن عمها ولازم يغسل عاره .."
ثم أردف بنبرة ماكرة :
" ولا انت خايف عليها عشان هي عشيقتك وكده ..؟!"
اتسعت عينا أمير بعدم تصديق قبل أن ينظر إلى تالا الباكية ، عاد بنظراته نحو المعلم وقال بسرعة وإنفعال :
" انا مليش دعوة بيها .. انا ملمستهاش ولا قربت منها .."
ثم هم بالتحرك بعيدا عنهم لكن صوتها الباكي ونبرتها التي ترجوه أن ينقذها جعلتاه يتوقف في مكانه ..
" أرجوك متسيبنيش ليهم ، هيقتلوني .."
التفت أمير الى الخلف لينظر إلى عينيها اللتان تتوسلانه بصمت فتذكرانه بعينين أخرتين يعرفهما جيدا ..
ضغط أمير على أعصابه بقوة وهو يجد نفسه تائها حائرا ، هل يساعدها وينقذها من أيديهم أم يتركها فريسة لهم ..؟!
وفي نفس اللحظة اتخذ قراره ، هو لن يسمح لهم بقتل فتاة لأي ذنب كان ..
لن يتحمل ذنبها ابدا .. سيفعل المستحيل حتى ينقذها من براثن هؤلاء الأوغاد حتى لو اضطر لدفع المال لهم ..
اقترب أمير من ابن عمها وجذب شعرها بعيدا محررا إياه من قبضته ثم قال بلهجة قوية :
" قولي ، عايز ايه مقابل انك تسيبها ..؟!"
نظر ابن عمها إليها للحظات قبل أن يهتف بسرعة:
" مية الف جنيه .."
" بسيطة .."
قالها أمير ببساطه لتتسع عينا الجميع وهم يتسائلون عن مدى ثراء هذا الرجل ..
" ثانية أجيب الشيك وأجي .."
قالها أمير وهو يقبض على ذراع تالا ويجرها خلفه متجها بها نحو سيارته ..
وقف أمير أمام السيارة وفتح الباب لها ثم قال بهمس :
" ادخلي جوه ومتخرجيش لحد مدفعلهم الفلوس واخلص منهم .."
أومأت برأسها بوهن ليعود أمير إليهم بعدما أخذ دفتر الشيكات خاصتها من السيارة .. وقف أمام إبن عمها وكتب المبلغ المطلوب في الشيك ثم أعطاه له ليأخذه إبن العم بسرعة ثم يقول :
" ربنا يخليك يا باشا .. بالنسبة لتالا فأنا مش هقتلها خلاص .. خليها تنزل من عربيتك لأحسن توسخها .."
ابتسم أمير بهدوء وقال :
" لا تالا سيبها ليا ، هي مش هترجع عندكم تاني .."
نظر إبن عمها إليه بعدم تصديق للحظات قبل أن يقول :
" انت بتقول ايه حضرتك ..؟! دي بنت عمي ازاي اسيبها ليك ..؟!"
نقل المعلم أنظاره بين الإثنين قبل أن يهتف بأمير :
" انت فاكر اننا هنسيبلك بنتنا بالسهولة دي ..؟!"
" امال عايزين ايه كمان ..؟!"
سألهما أمير بنفاذ صبر ليقول المعلم :
" عايزين نص أرنب .."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تطلع إليهما أمير بصدمة وهو مذهول بمدى طمعهما وجشعهما، إنهما يساومان على شرف ابنتهما بشكل مقزز ..
" قلت إيه يا باشا ..؟!"
أفاق أمير من شروده على صوت المعلم لينظر إلى إبن عمها الواجم بحيرة قبل أن يحسم أمره وهو يدرك أنه لن ينفذ من هؤلاء الأوغاد إلا بهذه الطريقة :
" موافق .."
سحب أمير الشيك من يد ابن عمها ومزقه ثم أخرج شيك أخر من الدفتر وكتب به المبلغ المطلوب ثم أعطاه الى المعلم الذي أخذه بسرعة وشكره بصمت ليذهب أمير مسرعا نحو السيارة دون أن ينتظر سماع أي كلمة أخرى منهما فيكفيه ما رأه وسمعه حتى الأن ..
بقلم سارة علي
داخل السيارة ..
كان أمير يقود سيارته بصمت ، عيناه تشتعلان غضبا ، يضغط على أعصابه كي لا ينفجر بأي أحد ..
أما تالا فكانت منكمشة على نفسها فقد شعرت بغضبه الكامن داخله ورغما عنها يوجد في داخلها تساؤلات هما سيفعله هذا الرجل بها الأن ..
وجدته تالا يوقف سيارته أمام أحد الفنادق الراقية للغاية ذات الخمس نجوم ثم يشير لها بإقتضاب :
" انزلي .."
هبطت تالا بسرعة من السيارة منفذة أوامره واتجهت خلفه نحو داخل الفندق ..
فغرت فاهها بدهشة رغما عنها ما إن ولجت الى داخل الفندق بسبب فخامته الشديدة ..
لم تستوعب المكان الذي هي فيه حتى سمعت أمير يقول للموظفة :
" عايز أحجز جناح بإسمي .."
ابتلعت تالا ريقها بتوتر وهي تفكر أنها وقعت في الفخ ، فيبدو أن هذا الرجل سيستغلها ..
لمَ لا وقد إشتراها من عائلتها ودفع ثمنا باهضا لها ..؟!
التفت أمير نحو تالا الشاردة بعينيها الدامعتين ووقف يتأملها للحظات ..
كانت بريئة متوسطة الجمال ببشرتها البيضاء وشعرها الأصهب..
عيناها شفافتان لدرجة كبيرة ، أنفها صغير وفمها كذلك ..
أبعد هذه الأفكار عن ذهنه وأخذ يتطلع الى ملابسها الخفيفة البالية بجمود ..
تسائل داخله عن كيفية ارتدائها ملابس خفيفة كهذه في جو قارس البروده ..؟!
" يلا بينا .."
قالها وهو يلتفت متجها نحو المصعد لتلحقه تالا بسرعة وهي تحاول إخفاء دموعها..
ركب بها المصعد ووقف الاثنان داخل المصعد بصمت تام حتى وصل بهما الى الطابق المحدد ..
هناك فتح أمير باب الجناح وأفسح المجال لها كي تدخل ليتبعها هو ويغلق الباب خلفه ...
هبط قلب تالا بين أضلعها ما إن سمعت صوت الباب يغلق وبدأ عقلها ينسج العديد من السيناريوهات المخيفة ..
وجدته يتقدم نحو الكنبه ويهوي بجسده عليها بتعب واضح قبل أن يشير لها بعد لحظات :
" مش هتقعدي ..؟!"
نظرت تالا إليه للحظات قبل أن تتجه وتجلس على طرف الكنبة بعيدا عنه ، نظر إليها للحظات قبل أن يهتف بجدية :
" تالا انتِ عارفة إني أنقذتك من الموت ، ولولا إني دفعتلهم المبلغ المطلوب كان زمانهم قتلوكي .."
أومأت تالا برأسها وقالت بنبرة خرجت منها خافتة مهتزة :
" عارفة وبشكرك .. لولا ربنا ولولاك كان زماني ميته .."
نظر إليها أمير بهدوء ثم قال أخيرا:
" وإنتِ طبعا عارفة إنك لازم تفضلي فحمايتي ، وإلا ابن عمك مش هيسيبك فحالك .."
كانت تستمع الى حديثه وتنظر إليه بحيرة رغم إدراكها أنه معه كل الحق فيما يقوله ، قالت أخيرا بتردد :
" عارفة .."
وأنا مش هسيبك ليه يا تالا .. مش هخلي يقرب منك أبدا .."
تنهدت براحة وقالت بنبرة ممتنة :
" أنا مش عارفة أقولك ايه ..؟! شكرا بجد .."
" بس كل شيء وليه مقابل ..صح ..؟!"
منحته نظرة تائهة حائرة قبل أن تقول :
" تقصد ايه ..؟!"
" انا عايز المقابل .. مقابل حمايتي ليكي .. غير النص مليون جنيه اللي دفعتهم ليهم عشانك .."
أشاحت تالا وجهها بعيدا عنه تحاول أن تخفي دموعها ليديرها أمير من كتفيها نحوه مرة أخرى ويهتف بها :
" متقلقيش ، انا مش هأذيكي ، انتِ بس اسمعي كلامي وكله هيبقى تمام .."
" عايز ايه ..؟!"
سألته بنبرة مرتجفة ليرد بحسم :
" عايزك .. عايز جسمك .. جسمك مقابل حمايتي ليكي من الموت .."
اتسعت عينا تالا بعدم تصديق وهي تفكر أنها هربت من جحيم لتقع في جحيم أخر أفظع منه .
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
اتسعت عيناها بصدمة مما سمعته ، لقد خابت جميع ظنونها الحسنة به ، مجددا يخذلها القدر ويجعلها تثق بالشخص الخطأ ..
ابتلعت ريقها بتوتر وأخذت تفكر في طريقة سريعة تخرجها من هذا المأزق
بينما هو يتأملها بملامح جامدة ساكنه لا توحي بشيء ..
نطق أخيرا بلهجة باردة :
" قلتي ايه ..؟!"
" أنا ..."
نطقت بها متلكأة ليكمل بنبرة قوية :
" قبل متقولي اي حاجة لازم تعرفي انوا ده الحل الوحيد اللي قدامك عشان تحمي نفسك من ابن عمك ، وكمان بمجرد متبقي عشيقتي هتخلصي من المرمطة دي وهتعيشي حياة مثالية ، انا هوفرلك كل حاجة .."
هزت رأسها نفيا محاولا ألا تستمع لما يقوله ، نهضت من مكانها وقالت بلهجة باكية :
" كفاية ، حرام عليك .. انا مش كده ولا عمري هكون كده ..."
ثم أردفت بمرارة :
" انت فاكرني ايه ..؟! وحدة صايعة ممكن تبيع نفسها عشان الفلوس .. انا ممكن اكون فقيرة وعلى نياتي بس لا يمكن اضحي بشرفي مهما حصل .. انا مستعدة أرجع للحارة ويقتلوني ولا إني أعمل كده .."
كلامها صدمه بشدة وظهرت صدمته جليا على ملامح وجهه ، لا يمكن لكل هذه البراءة أن تفعل شيئا مشينا أو تبيع شرفها لأجل المال ، لقد أخطأ بما فعله .. هو فقط أراد أن يختبرها ويتأكد من برائتها بعدما قالوا أنها ليست عذراء لكن يبدو أنه أخطأ وجرح مشاعرها ..
لعن نفسه وتلك الفكرة التي جاءته ليتأكد من شكوكه حولها ..
نظر إليها فوجدها تخفي وجهها بكفيها وتبكي بصمت ، قال :
" اهدي .. اهدي يا تالا ، انا اسف .."
لم تبدي أي ردة فعل ، فقط استمرت في بكائها ليقول بصوته الهادى :
" تالا ممكن تبصيلي.."
أبعدت كفيها عن وجهها ونظرت له بعينيها الدامعتين لينهض من مكانه ويتقدم نحوها قائلا بأسف حقيقي :
" انا اسف .. اسف اووي .."
" انا عايزة اروح .."
قالتها ببراءة وترجي ليبتسم بألم ويقول :
" صدقيني انا مش من النوع اللي ممكن يستغل بنت لأي سبب كان .. انا بس كنت عايز اختبرك وأتأكد من براءتك بعد اللي قالته الست اللي اسمها هيام .."
وجدها تنطق بسرعة وتوسل :
" انا والله بريئة ، صدقني معملتش حاجة .. صدقني.."
" طب هي قالت كده ليه ..؟!"
سألها بحيرة لتهتف مجيبة إياه :
" معرفش .. حقيقي معرفش .."
" طب ممكن تقعدي عشان نتكلم .."
نظرت إليه بشك وتوجس شديد ليزفر أنفاسه بقوة ويقول بصدق :
" صدقيني انا كنت بختبرك .. اقعدي واسمعي كلامي .. من فضلك .."
جلست بتردد أمامه ليجلس على الكرسي المقابل لها ويقول بجدية :
" انا هساعدك يا تالا ، متقلقيش .. نوقف جمبك واحميكِ من اهل الحارة وابن عمك اللي مش هيسيبك .. "
" بجد ..؟!"
سألته بنبرة متأملة ليومأ برأسه ويقول :
" بجد .. المهم قبل كل ده لازم نعمل حاجة مهمة .."
" حاجة ايه ..؟!"
سألته بحيرة ليجيبها بجدية :
" لازم نتجوز.."
" نتجوز ..؟!"
قالتها بعدم تصديق ليومأ برأسه ويقول مسترسلا :
" نتجوز عشان نردلك سمعتك بين الناس .. وعشان محدش يقدر يجيب سيرتك بحاجة .. "
" بس انت مش مضطر تعمل حاجة زي دي ..؟!"
قالتها بخجل شديد ليقول :
" لا .. انا لازم اتجوزك وانقذ سمعتك .. متقلقيش يا تالا هيكون جواز صوري ..جواز يحافظلك على سمعتك ويحميك من اهل الحارة وابن عمك بنفس الوقت ..."
" انا مش عارفة اقولك ايه ..؟!"
قالتها بنبرة ممتنة ، رد عليها :
" بس اهم حاجة يا تالا ، الكلام هيفضل سر بينا ، يعني محدش هيعرف فجوازنا غير اهل الحارة وعيلتك.."
ابتلعت ريقها واكتفت بإيماءة من رأسها ، قال أمير :
" هاتي بطاقتك بقى ، بكره الصبح هنروح للمأذون ونكتب الكتاب .."
أخرجت بطاقتها الشخصية من حقيبة يدها وأعطتها إياه ليأخذها منها ويضعها داخل جيب سترته ..
بقلم سارة علي
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
خرج كلا من أمير وتالا من عند المأذون ، اتجها نحو السيارة بعدما شكر أمير الشاهدين اللذين استأجرهما ، ركبا السيارة بجانب بعضيهما وبدأ أمير في قيادة سيارته ..
" امتى تحبي نبلغ اهلك والحارة بجوازنا .؟!"
سألها بجدية لترد بخفوت :
" وقت متحب .."
نظر إليها للحظات ثم قال عائدا بأنظاره نحو الأمام :
" هروح انا ابلغهم بنفسي ، ملوش لزمة تيجي معايا .."
تنهدت تالا بإرتياح فهو قد حمل عبئا ثقيلا من عليها ، هي لم تكن مستعدة لمواجهة عائلة عمها وأهل الحارة ، ليس بعد كل ما حصل ..
أوقف أمير سيارته أمام الشقة التي يقطن بها وقال :
" انا ساكن هنا .. وانتِ هتسكني معايا اليومين دول لحد ملاقيلك شقة مناسبة .. وهحاول ألاقي شقة بنفس العمارة عشان أكون مطمن عليكِ.."
" ملوش داعي تتعب نفسك ، انا هدبر أمري .."
قالتها بخجل لينظر إليها قليلا قبل أن يقول بضيق :
" مينفعش الكلام ده ، انتِ دلوقتي مسؤولة مني .."
صمتت ولم ترد ليأمرها:
" انزلي يلا .."
هبطت من السيارة واتجهت معه الى داخل العمارة وتحديدا الى داخل الشقة التي يقطن بها أمير ، فتح أمير باب الشقة وفسح المجال لتالا كي تدخل ، ولجت تالا الى داخل الشقة وأخذت تتأملها ،كم غريبة هي الحياة ..؟! البارحة دخلت الى هذه الشقة كخادمة واليوم هي زوجة صاحبها ..
أفاقت من شرودها على صوت أمير يقول :
" الشقة صحيح صغيرة بس فيها أوضتين ، وحدة بتاعتي والتانية ليكي .."
ثم أشار الى احدى الغرف قائلا :
" تعالي شوفي أوضتك .."
سارت خلفه ليفتح لها باب الغرفة فتتطلعت إليها بسعادة لا إرادية وهي لا تصدق أنها ستنام في غرفة كهذه بعدما كانت زوجة عمها تجبرها على النوم في المطبخ ..
" هسيبك عشان تستريحي شوية .. انا هروح الشركة .."
التفتت نحوه واومأت برأسها متفهمة ليكمل :
" فيه اكل كتير بالثلاجة ، اعملي منه اللي تحبيه ..."
أومأت برأسها مرة أخرى ليخرج من غرفتها والشقة بأكملها متجها الى شركته ..
اما تالا فجلست على السرير تتلمسه بعدم تصديق ، تمددت عليه وهي تحتضن المخدة بفرحة كبيرة ، أخذت تدعو ربها ألا يكون هذا مجرد حلما سوف تستيقظ منه وينتهي كل شيء ..
---
جلس أمير على مكتبه لتقترب منه السكرتيرة وهي تحمل له فنجانا من القهوة وتضعها أمامه قائلة بحب :
" اتفضل القهوة ، امير بيه .."
شكرها بصمت وهو يتناول فنجان القهوة لتخرج السكرتيرة من مكتبه بينما ُفتحت الباب ودلف فراس صديقه إلى الداخل لينهض أمير من مكانه مسرعا ويقول بدهشة :
" انت مسافرتش...؟!"
" للاسف، السفرية اتلغت.."
ابتسم أمير وقال :
" كويس .."
اتجه فراس نحو الكنبة الموضوعة في احد اركان الصالة وقال :
" طبعا انت فرحان دلوقتي .."
" أوي .."
قالها أمير بخبث ليقول فراس بجدية :
" اخبارك ايه ... ؟! فيه جديد ولا لا ..؟!"
أجابه أمير :
" مفيش جديد ، بس انا تجوزت .."
" بلاش هزار يا أمير، مش فايقلك أنا .."
ابتسم أمير وقال :
" انا مش بهزر يا فراس .. انا لسه متجوز من ساعتين .."
نهض فراس من مكانه ووضع كف يده على جبين أمير ليقول بعد لحظات :
" لا حرارتك كويسة ، امال بتقول كده ليه ..؟!"
أجابه بجدية :
" عشان انا بتكلم بجد ، انا اتجوزت .."
" مين ..؟! اتجوزت مين ..؟!"
" وحدة متعرفهاش .."
" طب ازاي..؟! "
تنهد أمير وقال أخيرا:
" هحكيلك .."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
مساءا
دلف أمير الى شقته ليجدها مظلمة تماما ، فتح الضوء ليسطع في أجزاء الصالة التي بدت فارغة وكأنه لا يوجد بها أحد ..
لا يعرف لماذا شعر بالقلق يغزو كيانه وهو يتخيل أنها رحلت فجأة دون أن تخبره ، اتجه مسرعا نحو غرفة النوم خاصتها ليجدها خالية أيضا .. ابتلع ريقه بتوتر وهو يفكر في سبب إختفائها ، هل يعقل أنها ذهبت الى عائلتها مرة أخرى ..؟! ألم يحذرها من الذهاب إليهم ..؟!
نهر نفسه لأنه لم يأخذ رقم هاتفها ثم ما لبث أن قرر إنتظارها في الشقة علها تعود بعد قليل وإن لم تعد سيضطر أن يبحث عنها ..
جلس على الكنبة بتعب ورغما عنه أخذ يفكر بها وسبب غيابها ، زفر أنفاسه بقوة ونهض من مكانه متحركا ذهابا وإيابا داخل الصالة حينما فُتح الباب فجأة وولجت هي الى الداخل ...
ركض نحوها بلهفة وسألها بسرعة ونبرة خرجت منه حادة :
" كنتي فين ..؟!"
شعرت بغضبه الشديد فتوترت ملامحها ونبرتها وهي تجيبه بتقطع :
" أناااا ..."
" انتِ ايه ..؟!"
صرخ بها لتنكمش على نفسها وتترقرق الدموع داخل عينيها ليشعر بخطأه الجسيم فأخذ نفسا عميقا ثم قال بلهجة هادئة بطيئة :
" انا اسف ، بس انتِ ازاي تخرجي من غير متقوليلي ..؟؟"
" انا اسفة .."
قالتها أخيرا بنبرة باكية قبل أن تكمل وسط شهقاتها :
" انا كان لازم أقولك اني خارجة بس انت نسيت تديني رقم تليفونك .."
" رحتي فين ..؟!"
سألها بجدية لتجيبه بتوتر ظهر جليا عليها :
" كنت بدور على شغل ..."
التمعن عيناه غضبا لا إراديا حينما سمع سبب خروجها لكنه قرر تهدئة نفسه فأخذ نفسا قويا عدة مرات قبل أن يسألها بهدوء مخيف :
" بتدوري على شغل ليه ..؟!"
" امال هعيش ازاي ..؟!"
قالتها بعفوية ليرد بنبرة قوية مجهدة :
" وانا هنا بعمل ايه ، كيس جوافة ، مش أنا جوزك اللي لازم يصرف عليكي ..؟!"
خرجت جملته الأخيرة عالية أرهبتها بشدة لتبدأ تثرثر بخوف :
" والله اسفة ، انا نسيت ده ، سامحني ارجوك ، مكنش قصدي ..."
" اهدي ..."
صرخ بها لتتوقف عما تقوله وتنكمش على نفسها من جديد أما هو فإبتعد عنها واتجه الى الشرفة ليتنفس القليل من الهواء ..
ظلت تالا منكمشة على نفسها داخل الصالة ترتجف خوفا منه ومن عصبيته ، لقد أخرجت غضبه الكامن بسهولة ، هنيئا لها حقا..
دلف أمير الى الصالة مره أخرى ليجدها بهذه الوضعية المثيرة للشفقة ، تنهد بوجع لا يعلم سببه واقترب منها قائلا بلهجة حنون :
" تالا ، اهدي من فضلك ومتخافيش.."
" انا اسفة والله ، بجد مكانش قصدي .."
قالتها والدموع اللاذعة بدأت تهبط من مقلتيها ليشعر أمير بإنقباضة قوية داخل قلبه ما إن رأى دموعها ..
لم يفهم بعد سبب تأثره الغريب بها وببكائها وخوفها لكنه وجد نفسه يهدئها :
" خلاص اهدي ، متعيطيش .."
ثم جذبها من كف يدها وأجلسها على الكرسي قبل أن يتجه نحو المطبخ ليحضر لها كوبا من الماء ..
أعطاها كوب الماء لتأخذه منه وتتناوله على دفعه واحدة بشكل طفولي جعله يبتسم لا إراديا فكانت تبدو عطشة للغاية ..
انتهت من تناول كوب الماء لتعطيه إياه فأخذه منها وأعاده الى المطبخ ..
عاد وجلس أمامها متسائلا بقلق :
" بقيتي احسن دلوقتي ..؟!"
أومأت برأسها ليسألها :
" يعني كنتِ بتدوري على شغل .. ويا ترى لقيتي شغل ...؟!"
أومأت برأسها وقالت بفرحة عفوية:
" لقيت شغل كويس اووي ..."
" فين ..؟!"
سألها بغموض لترد بسرعة :
" فإوتيل فخم .."
" وهتشتغلي ايه هناك ..؟!"
" عاملة نظافة .."
رفع بصره الى الأعلى بنفاذ صبر بينما أخفضت هي رأسها خجلا ..
عاد ونظر إليها وسألها :
" انتِ معاكِ شهادة ايه ..؟!"
" شهادة اعدادية .."
قالتها بخجل ليحك ذقنه بحيرة قبل أن يقول أخيرا :
" بصي يا تالا ، سيبك من موضوع الشغل ده دلوقتي ، يعني انا من رأيي إنك تركزي فدراستك.. "
" دراستي ..؟!٠
قالتها تالا بذهول قبل أن تسأله بحيرة :
" دراسة ايه ..؟! "
" انتِ مش عايزة تكملي دراستك ..؟!"
وضعت خصلة من شعرها خلف أذنها وقالت :
" أكيد نفسي أكملها .."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" طب حلو، أنا هساعدك إنك تكملي دراستك .."
" ازاي ..؟!"
سألته بحيرة حقيقية ليهتف بجدية موضحا لها :
" هقدملك فالمدرسة ..؟! انتِ عندك كام سنه ..؟!"
" 19 سنة .."
" طب حلو اووي ، ولما سبتي المدرسة كنتِ فسنة كام ..؟!"
" كنت فإولى ثانوي ..."
" طب يبنيها ليه..؟!"
أجابته بتردد :
" مرات عمي هي اللي خلتني أسيبها عشان أشتغل وأجيب ليها فلوس .."
" قولتيلي مرات عمك .."
أومأت برأسها ليصمتت للحظات قبل أن يقول بحسم :
" انا بكره هروح أقدملك فالمدرسة ، بس أجيب أوراقك الأول من مدرستك الأصلية وأبلغ بيت عمك بجوازي منك .."
بقلم سارة علي
في مكان أخر مختلف تماما عن هذا المكان وتحديدا في إسبانيا ، تقف هي أمام النافذة تنظر إليها بشرود تام حينما اقتربت منها صديقتها تسألها :
" ساكتة ليه ...؟!"
التفتت نحو صديقتها تجيبها :
" ابدا ، بفكر فماما الله يرحمها .."
" الله يرحمها ، بس انتِ هتتعبي من كتر التفكير .."
أدمعت عيناها وقالت بألم :
" وحشتني اوي ، مش مصدقة إنها ماتت .."
احتضنتها صديقتها وأخذت تربت على كتفها ثم قالت لها بمواساة :
" ادعيلها بالرحمة ، هي فمكان أحسن دلوقتي .."
أومأت برأسها ثم جلست على السرير لتجلس هي بجانبها ..
تحدثت بلهجة تائهة :
" انا معدش ليا حد .. أبويا وأمي ماتوا وسابوني خلاص ، وانا بقيت لوحدي .."
أزرتها صديقتها بصدق :
" بس انا جمبك ومش هسيبك.."
ابتسمت لها بوهن بينما أكملت صديقتها :
" انتِ ناوية على ايه يا ربى ..؟!"
نهضت ربى من مكانها وأخذت تسير داخل الغرفة وهي تفكر فيما ستفعله ..
تحدثت أخيرا قائلة :
" انا هرجع مصر.."
" انتٍِ بتقولي ايه يا ربى ..؟!"
قالتها صديقتها بعدم تصديق لتومأ ربى برأسها وترد عليها مؤكدة كلامها :
" ايوه يا نهى ، انا هرجع مصر ، معادش فيه سبب لوجودي هنا .."
" طب وأنا ..؟!"
" انتِ ممكن ترجعي معايا ..، ونبتدي هناك من اول وجديد ..."
" ونسيب شغلنا وحياتنا ..؟!"
نظرت ربى اليها بتردد ثم قالت :
" وجودنا فبلدنا احسن .. وهناك ممكن نلاقي وظيفة جديدة وشغل احسن .."
" انتِ عايزة ترجعي عشانه ..؟!"
سألتها نهى بصراحة مطلقة لترتبك ملامح ربى كليا فأشاحت بوجهها بعيدا عنها بينما أكملت نهى بجدية :
" بصيلي يا ربى ، عايزة ترجعي عشان أمير مش كده ..؟!"
أومأت برأسها دون أن ترد لتقول نهى بعدم تصديق :
" وانا اللي كنت فاكرة انك نسيتيه ..؟!"
" انا عمري مانسيته ، صعب انسى أمير يا نهى ، أمير حب حياتي ، عايزاني أنساه ازاي ..؟!"
" والي عمله هو وأهله فيكي ..؟!"
" هو معملش حاجة ، أهله اللي عمله، وأنا كنت جبانه وهربت .."
صمتت نهى ولم تعرف ماذا يجب أن تقول بينما أكملت ربى بجدية :
" انا محتاجة أرجع مصر وأشوفه ، محتاجة أتكلم معاه ، وحشني اوي يا نهى ، اوي .."
" طب انتِ تعرفي أخباره ...؟!"
سألتها نهى بحيرة لتومأ ربى برأسها وتهتف بجدية :
" ايوه لسه مرتبطش ، ده معناه انوا لسه مستنيني ارجع .."
" او يمكن لسه ملقاش البنت المناسبة .."
" مستحيل ، أمير بيحبني ولا يمكن يرتبط بغيري ..."
قالتها ربى بإصرار لتهز نهى رأسها بتفهم بينما أخذت ربى تنظر الى صورته المخزونة داخل هاتفها وهي تفكر بأنها يجب أن تعود إليه في أقرب وقت ..
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
في صباح اليوم التالي ..
أوقف أمير سيارته أمام منزل عائلة تالا ، هبط من السيارة متغافلا عن نظرات الجميع وهمهماتهم ، تقدم نحو المنزل وطرق على الباب لتفتح زوجة عمها الباب له ..
ما إن رأته حتى قالت بضيق :
" خير ..؟! جاي ليه ..؟! اوعى تقولي عايز ترجعها لينا ، احنا مصدقنا خلصنا منها .."
أطلق أمير تنهيدة صغيرة وهو يرفع عينيه نحو السماء بحركة تدل على نفاذ صبره من هذه العجوز الشمطاء ، عاد ببصره نحوها وقال بنبرة جاهد لتخرج طبيعية :
" انا جاي عشان أبلغكم اني اتجوزت تالا ، وكمان .."
وقبل ان يكمل ما قاله كانت بنت عمها تصرخ بعدم تصديق بعدما اقتربت منهما :
" اتجوزتها ..!!"
بينما قالت زوجة عمها وهي تحرك فمها يمينا ويسارا :
" والله وعملتها بنت همسة ، واتجوزت ابن الذوات .."
في نفس اللحظة تقدم حسن ابن عمها نحوهم وهو يتثائب فقد استيقظ لتوه من نومه وقال بصوت ناعس :
" مين دي اللي اتجوزت ..؟!"
ثم اتسعت عيناه ما ان لاحظ وجود أمير والذي قال بدوره :
" تالا ، انا تجوزت تالا ..."
" ازاي وهي مش بنت ...؟!"
قالها ابن عمها بعدم تصديق فأخر ما توقعه أن يتزوج هذا الرجل المحترم من ابنة عمه الغير عذراء ...
هم أمير بالرد عليه لكنه أكمل بسخرية :
" ولا انت بتشتغلنا .."
" كنت متوقع ده منكم ، عالعموم صورة عقد الجواز معايا .. تقدروا تشوفوه .."
قالها أمير وهو يخرج ورقة عقد الزواج من جيبه لتأخذها زوجة عمها منه بسرعة وتبدأ بقراءة ما بها قبل أن تشير لإبنها قائلة :
" ده بجد بقى .. المفعوصة دي اتجوزت ده .."
" احترمي نفسك ومتتكلميش عن مراتي بالشكل ده .."
قالها أمير بغضب شديد ليرد الابن عليه :
" مراتك ، تحب اقولك مراتك دي تبقى ايه ..؟!"
وقبل أن يكمل حديثه أوقفته والدته بإشارة منها وقالت محاولة إنهاء الحوار :
" اخرس يا ولد ، مبروك الجواز يا بيه ، وياريت منشوفش خلقتها هنا تاني .."
" ده شيء اكيد ، انا اللي مش هسمح انها تشوف ناس زيكوا اصلا .."
قالها أمير ببرود قبل أن يكمل بجدية:
" المهم ياريت تدوني كل حاجاتها ومستمسكاتها ..."
أومأت زوجة العم برأسها واتجهت الى المنزل لتجمع أغراض تالا ومستمسكاتها قبل ان تعود بها اليه ليقول أمير بجدية :
" ياريت ميكونش فيها نقص لإني ساعتها مش هتردد إني أجيب ليكوا البوليس .."
ثم رحل دون أن يسمع ردهم ..
بقلم سارة علي
دلف أمير الى داخل شقته مساء بعد يوم طويل قضاه ما بين العمل وبين انهاء مراحل تسجيل تالا في مدرسة خاصة ..
اغلق الباب خلفه واتجه الى داخل الشقة وهو يصيح عليها :
" تالا ، انتِ فين ..؟!"
ليتفاجئ بها نائمة على الكنبة ، تقدم نحوها بخطوات متمهلة وأخذ يتأملها بصمت للحظات متعجبا من تلك الهالة الملائكية المحيطة بها وهي نائمة ..
قرر أخيرا أن يوقظها فهتف بها بصوت عالي وهو يهزها من كتفها :
" تالا ، اصحي .."
وبالفعل استيقظت من نومها على صوته لتنتفض من مكانها ما ان استوعبت وجودها أمامها وهي تهتف بخجل :
" انا اسفة ، نمت ومخدتش بالي .."
" خلاص اهدي ولا يهمك .. محصلش حاجة عشان تتوتري كده .."
قالها أمير محاولا تهدئتها قبل أن يكمل بجدية :
" انا جبتلك كل الحاجات اللي نسيتيها فبيت عمك ، وكمان خلصت معاملات تسجيلك فالمدرسة .."
لمعت عيناها بسعادة وهي تقول بعدم تصديق :
" بجد ..؟!"
أومأ برأسه لتسأله بلهفة :
" فين ها فين ..؟!"
أجابها وهو يبتسم على مظهرها الطفولي الممتع :
" البواب بيجيبهم ..."
وبالفعل في نفس اللحظة رن جرس الباب فركضت تالا لتفتحه وتأخذ الأغراض من البواب قبل أن تتجه بها نحو صالة الجلوس مرة اخرى ..
وضعت الأغراض على الطاولة وبدأت تفتحها متناسية وجود أمير الذي أخذ يتابعها بفضول شديد ..
أخذت تقلب الأغراض بسعادة قبل أن تخرج ألبوم صور وتحتضنه بحب جعله يرفع حاجبه بعدم تصديق بينما قبلت هي الألبوم ووضعته جانبا وكأنه كنز ثمين ...
ثم أخرجت قلادة ذهبية رقيقة وأخذت تتفحصها بعينين لامعتين قبل أن تقفز من مكانها وتتجه نحو أمير تأمره بلا وعي :
" لبسهولي .."
تفاجئ أمير من طلبها لكنه أخذ العقد منها وطلب منها أن تضع شعرها جانبا لتفعل ذلك فيظهر عنقها الأبيض الناعم أمامه ..
ابتلع ريقه وتوترت ملامحه من منظر عنقها المثير بينما وضع هو العقد عليه وأغلقه لتعيد شعرها الى مكانه وتهتف بإمتنان :
" شكرا .."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أومأ برأسه دون أن يجيب بينما عادت هي الى مكانها تعبث في أغراضها ليجد نفسه يقول :
" مش هتوديها أوضتك .."
نظرت اليه وقالت :
" طبعا ، بس لما ألاقي البيجامة الأول .."
" بيجامة ايه ..؟!"
" بيجامتي..."
ثم صرخت بفرحة :
" لقيتها أهي .."
ليجد نفسه يلتقط البيجامة من يدها وينظر إليها بفضول ، كانت عبارة عن بيجامة قديمة للغاية لونها زهري ومطبوع عليها صورة لتويتي ...
أعاد البيجامة إليها وهو يقول :
" للدرجة دي بتحبيها ..؟!"
أجابته وهي تحتضنها وتشم رائحتها :
" اوي اوي ..."
" تالا ، احنا لازم نشرتي حاجات للمدرسة ، انا استأذنت المديرة انك تبتدي دوام بعد بكره ، عشان الحقي تجهزي نفسك .."
" بجد ..؟!"
أومأ برأسه لتقول بتردد :
" طب هنشترى الحاجات امتى ..؟!"
أجابها وهو يجلس بجانبها :
" دلوقتي ، روحي غيري هدومك ، هنروح للمول ونشتري من هناك .."
لمعت عيناها كالعادة عندما سمعت اسم المول ، ذلك المبنى الضخم الذي لطالما حلمت بزيارته ..
نهضت من مكانها وركضت بسرعة نحو غرفة نومها تاركة اغراضها كما هي بينما أخذ أمير ينظر بتردد الى البيجامة قبل أن يحملها ويضعها على أنفه ليشتم رائحتها ..
لا يعرف لماذا إرتفعت نبضات قلبه ما إن شم رائحتها التي تسللت داخله واحتلت قلبه ...
ابتسم بخفة وهو يعيد البيجامة الى مكانها وشعور غريب تسلل اليه في اللحظة التي ضم بها البيجامة اليه ، الدفئ ..
....
في احد المولات الضخمة ..
كان أمير يسير بجانب تالا وهو ممسك بيدها .. يشتري لها الكثير من الملابس والأغراض ، بعضها تحتاجها في المدرسة والبعض الأخر أعجبه فإشتراه لها ..
تالا كانت سعيدة كطفلة صغيرة تدخل لأول مرة الملاهي ...
انتهى الاثنان من شراء ما تحتاجه ليجلسا في أحد المطاعم الموجوده هنا ويتناولان العشاء ...
كان الاثنان ينظران الى قائمة الطعام ويقرئان ما بها ليهتف أمير :
" هتطلبي ايه يا تالا ..؟!"
أجابته وهي تضع قائمة الطعام جانبا :
" اي حاجة .."
شعر بخجلها وترددها فقال :
" تمام هطلبلك أنا .."
ثم نهض من مكانه وقد قرر أن يطلب لها أكثر من نوع من الطعام ولتتناول هي ما يعجبها ...
وفي نفس اللحظة دلف كرم الى داخل المطعم بصحبة أصدقائه ، جلس على احدى الطاولات وأخذ يتحدث معهم حينما جذبت تالا أنظاره لينهض من مكانه ويتجه نحوها ويقف أمامها قائلا لها بسخرية :
" الحلوة الشريفة بتعمل ايه هنا ..؟!"
اتسعت عينا تالا غير مصدقة أنها رأته هنا بينما لاحظ أمير الذي يقترب من الطاولة وجود أخيه ليصيح به دون وعي:
" كرم .."
التفت كريم ليجد أخيه أمامه يحمل الطعام بيده لتضمحل عيناه بدهشة قبل ان يهتف متسائلا :
" أمير..! انت بتعمل ايه هنا ..؟!"
.....
جلس حسن أمام والدته وقال بلهجة عصبية :
" انت ليه مخلتنيش احكيله الحقيقة ..؟!"
أجابته والدته :
" و تودي نفسك بداهية ..."
" مش مهم ، المهم انوا تالا متفضلش معاه ..."
قالها بضيق وهو يهز قدمه بعصبية لتهتف الأم به :
" تالا مين وزفت مين ، انت لسه بتفكر فيها .. عالعموم انا بفكر لمصلحتك يا غبي .."
نظر إليها وسألها بحيرة :
" ازاي ..؟!"
" انت لسه محتفظ بالفيديوهات إياها ..؟!"
سألته ليومأ برأسه فتكمل بخبث :
" دي فرصتنا يا حسن ، الفيديوهات دي كنز ، تخيل منظر البيه لما يشوف مراته فوضع مخل زي اللي متصوره بيه ... ساعتها هيعمل المستحيل عشان يخبي الفضيحة ..."
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تقدم أمير نحوه ووقف بجانب تالا بعدما وضع الطعام على الطاولة قبل أن يجيب أخيه على سؤاله :
" جاي عشان اشتري شوية حاجات .."
" والبت دي بتعمل معاك ايه هنا ..؟!"
رد أمير عليه بحدة :
" متقولش بنت ، تالا تبقى مراتي .."
نظرت إليه تالا بينما اتسعت عينا كرم بعدم تصديق :
" اتجوزت الخدامة يا أمير ...؟!"
نهره أمير :
" قلتلك تالا بقت مراتي ، ياريت تتكلم عنها بإسلوب احسن من كده .."
" اسف مكانش قصدي بس .."
صمت كرم قليلا وهو يتأملها بملامح تائهة قبل أن يهتف به :
" بس امتى اتجوزتها وازاي ..؟!"
أخفضت تالا بصرها أرضا بينما تنهد أمير وقال بإختصار :
" اتجوزتها وخلاص ، من يومين .."
" طب ومقلتش ليا ليه ..؟!"
" مخلاص يا كرم .."
قالها أمير بنفاذ صبر ليرد كرم بضيق :
" تمام براحتك ، بس خلي بالك من ردة فعل اهلك لما هيعرفوا بجوازك منها .."
قال أميرة بنبرة قوية غير مبالية :
" أظن إني كبير بما فيه الكفاية عشان احدد قرار زي ده ، انا حر ومن حقي اتجوز وقت ماحب ..."
أومأ كرم برأسه وتركهما عائدا الى الطاولة التي يوجد أصدقائه عليها بينما
جلس أمير امام تالا الشاردة لينادي عليها :
" تالا ، رحتي فين ..؟!"
أفاقت تالا من شرودها وقالت :
" انا هنا ، هو انت ليه قلتله اني مراتك ..؟!"
عقد حاجبيه متعجبا :
" امال اقوله ايه ..؟!"
ردت بحيرة :
" مش عارفة ، بس انا توقعت انك هتقوله حاجة تانيه .."
قال أمير بلهجة باردة شعرت تالا ببرودتها :
" انا معملتش حاجة غلط عشان أخبيها يا تالا ، انت مراتي شرعا وقانونا ..."
أومأت برأسها وقالت بإعتذار :
" انا اسفة ، مكنتش اقصد ادايقك.."
رد عليها بهدوء :
" حصل خير ..."
ثم أردف بجدية :
" خلينا ناكل بقى قبل ما الأكل يبرد ..."
ابتسمت له وشرعت في تناول طعامها بينما نظر هو اليها للحظات قبل أن يشرع في تناول طعامه هو الاخر ...
بقلم سارة علي
فتح أمير الباب وولج الى الداخل وهو يحمل العديد من الأغراض تتبعه تالا التي تحمل جزءا بسيطا منها ...
وضع أمير الأغراض أرضا واتجه نحو الباب ليغلقها بينما بدأت تالا تفتح الأكياس وتخرج منها أغراضها ...
عاد أمير إليها وأخذ يتطلع إليها بينما هي تجلس على أرضية الغرفة تقلب أغراضها المتناثرة حولها ..
نهضت من مكانها ما إن شعرت به يقف أمامها ناظرا إليها واقتربت منه قائلة بلهجة رقيقة :
" ميرسي اووي على كل اللي عملته النهاردة ..."
ابتسم لها وقال بهدوء :
" انا معملتش حاجة يا تالا ، انت مراتي وده حقك عليا ..."
تشدق فمها بإبتسامة خجولة بينما انتبه أمير الى أحد الفساتين الخارج من كيسه ليتجه نحوه ويحمله ...
أعطى الفستان لتالا وقال بجدية :
" الفستان ده جميل اووي ، انا خدتهولك عشان حفلة مهمة هتحضريها معايا .."
" حفلة ايه..؟!"
سألته بعدم فهم ليجيبها :
" حفلة افتتاح شركتي .."
ابتسمت برقة وقالت :
" الف مبروك .."
" الله يبارك فيكي .."
تأملت تالا الفستان قليلا قبل أن تحمله وتتجه به الى غرفتها ، علقته داخل خزانة الملابس وعادت تحمل أغراضها بينما اتجه أمير نحو غرفته ليغير ملابسه ...
انتهى أمير من ارتداء ملابسه وخرج من غرفته متجها الى صالة الجلوس لكنه توقف في مكانه فجأة حينما سمع صوت صرخة قوية تأتي من غرفة تالا ..
اتجه مسرعا إلى الداخل وفتح الباب ودلف إليها دون أن يستأذن أولا ليجدها ترتدي بيجامتها التي أحضرها لها من بيت عمها والتي تحبها كثيرا ...
كانت تالا جالسة على أرضية الغرفة واضعة كف يدها على رأسها وتأن ألما فإقترب منها وسألها بلهفة :
" مالك يا تالا ..؟!"
أجابته :
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" دخت ومحستش بنفسي غير وأنا واقعة عالأرض ..."
" انتِ كويسة ..؟!"
سألها بقلق لتجيبه ببكاء :
" مش عارفة ..."
اقترب منها يتفحص جبينها ووجنتيها ، شعر بأنفاسها تلفح وجنته فتوتر كليا خاصة حينما ذهب ببصره نحو ثغرها لا اراديا ..
لم يستطع ان يكبح رغبته بلمس ثغرها بأنامله فأخذ يسير عليه بإبهامه بشكل أثار اعصابه بينما لم تكن هي واعية لأي شيء ..
وفجأة وجدته ينحني نحو ثغرها ويقبله بخفة...
تراجعت الى الخلف لا إراديا واضعة كف يدها على فمها بذهول ...
بينما ظل هو ينظر إليها بهدوء قبل أن ينهض من مكانه ويخرج من غرفتها ، اتجه الى غرفته واغلق الباب خلفه ..
أخذ يدور داخل غرفته ذهابا وإيابا وهو يفكر فيما فعله ، لا يعرف لماذا يشعر بتأنيب ضمير كبير تجاه ما قام به ، ربما لإنها بريئة أكثر من اللازم ولا تستحق منه أن يستغلها ، لكنه لم يستغلها ولم يفكر قط في فعل هذا ، كل ما حدث انه شعر برغبة غريبة في تقبيل فمها ، رغبة لم يفهم لها سببا ..
سمع صوت طرقات على باب غرفته فاتجه مسرعا نحو الباب وفتحه ليجدها أمامه مخفضة وجهها نحو الأسفل ، وجنتاها تشعان إحمرارا ...
" نعم يا تالا ..."
رفعت بصرها نحوه وقالت بنبرة متلعثمة :
" هو انت زعلت مني ..؟!"
" لا ، ليه بتسألي ..؟!"
أخذت تفرك يديها الاثنتين وهي تجيبه بتوتر :
" اصلك خرجت فجأة من الأرضة فجأة ، خفت اكون عملت حاجة ضايقتك .."
هز رأسه نفيا وقال بجدية :
" ابدا ، مفيش حاجة دايقتني منك .."
أومأت برأسها دون ان ترد وتحركت خارج غرفته ، ناداها فجأة :
" تالا .."
توقفت عن سيرها والتفتت نحوها وقالت :
" نعم ..؟!"
" هو انتي زعلتي مني عشان اللي حصل قبل شوية ..؟!"
تنفست بعمق وهزت رأسها نفيا ليبتسم بهدوء ويقول :
" تصبحي على خير يا تالا .."
....................................................................................
بعد مرور ثلاثة أيام ..
دلف أمير الى داخل الشقه وهو يحمل معه طعام الغداء تتبعه تالا واللي كانت تقول بخجل :
" مكانش ليه لزوم تشتري غدا من بره ، انا كان مممن اطبخ الغدا.."
وضع الطعام على الطاولة وقال بجدية :
" قلنا مفيش طبيخ ولا شغل ، انا عايزك تركزي فدراستك .. "
" بس انا مركزة والله .."
قالتها بصدق ليبتسم ويقول :
" عارف ، وعشان كده مش عايز اي حاجة تشغلك عنها ..."
ثم أكمل بسرعة :
" ويلا بينا ناكل ، عشان انا جعان .."
جلسا سويا على طاولة الطعام وبدئا يتناولان الطعام ، ورغما عنه توقف أمير عن تناول الطعام وشرد بحاله الذي تغير فجأة ، فبعد أن كان يقضي معظم وقته في الشركة ، يكتفي بتناول وجبة سريعة في مكتبه بات يتناول غداءه في منزله مع تالا بعدما يأخذها من المدرسة ، لقد بات يتصرف كزوج حقيقي والغريب انه لا يشعر بالإنزعاج مما يفعله ..
أفاق من شروده على صوت رنين جرس الباب فنهض من مكانه لفتح الباب ..
تصنم أمير في مكانه ما إن رأها أمامه تنظر إليه بشوق لا يخطأ به أحد ...
" أمير .."
هتفت بها ربى بصوت متحشرج بينما ظل هو مصدوما يحاول استيعاب ما يراه امامه ..
اقتربت منه ربى بخطوات خجول مترددة ولمست وجهه بأناملها كأنما تتأكد من وجوده أمامها ...
بينما ارتجف جسد أمير كليا من لمستها وعصفت به الذكريات من كل حين وصوب ...
" ربى .."
نطق أمير بها أخيرا بينما التفتت تالا نحو الخلف تنظر الى أمير وربى اللذان يقفان أمام بعضيهما بحيرة ..
" ازيك يا أمير ...؟!"
قالتها ربى أخيرا قاطعة الصمت التام الذي حل بينهما ليرد أمير بعد لحظات :
" بخير ، انتِ جيتي امتى ..؟!"
" امبارح .."
اقتربت تالا منه ووقفت بجانبه لترميها ربى بنظرات حائرة قبل أن تجد أمير يعرفها على تالا قائلا :
" أعرفك ، تالا مراتي .."
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تطلعت إليه ربى بعدم تصديق ، لم تستوعب ما قاله ، زوجته ..
كيف ومتى ..؟!
أما تالا فأخذت تنقل بصرها بين الإثنين بحيرة لكنها أدركت بفطنتها أنهما عاشقين أو كانا هكذا ...
تجمعت الدموع داخل عيني ربى التي ركضت بسرعة بعيدا عنهما بينما ظل أمير متصنما في مكانه غير قادر على إستيعاب ما حدث معه ...
" إلحقها قبل ميحصل معاها حاجة .."
أفاق أمير من شروده على صوت تالا التي شعرت بالقلق جراء ما حدث فركض مسرعا خلفها محاولا إيقافها ...
" ربى ، استني .."
قالها أمير وهو يلهث بقوة بعدما وصل إليها لتلتفت ربى نحوه والدموع اللاذعة تغطي وجنتيها بشكل صدمه هو شخصيا ..
" ليه يا أمير ..؟!"
سألته بصوتها الباكي ليرد بنبرة تائهة :
" ليه ايه يا ربى ..؟!"
" إتجوزتها ليه يا أمير ..؟! قدرت تنساني بالسهولة دي ..؟! قدرت تبقى مع غيري ..؟!"
تطلع إليها غير مصدقا لما يسمعه ، هل تحاسبه على زواجه بإخرى وهي التي تخلت عنه ورحلت بعيدا ..؟!
" انتي بتقولي ايه يا ربى ..؟! وبتحاسبيني على ايه بالضبط ..؟!"
سألها بنبرة متشنجة لترد ببكاء يقطع القلب :
" بحاسبك على سنين عمري اللي ضاعت وانا بحبك .. على عمري اللي إستنيتك فيه ... بحاسبك عالماضي وعلى كل حاجة يا أمير .."
رد أمير بصوت قوي :
" لو هنتحاسب يبقى أنا أولى أحاسبك ، صح ولا إيه ..؟؟"
ارتجف جسدها بشدة بينما أكمل هو بصوت عالي :
" أحاسبك على فراقك ليا وتخليكِ عني .. أحاسبك على غدرك بيا .."
" غدر ..؟!"
قالتها بصوت مرتجف ليرد بيأس :
" سبتيني بعد ما علقتيني بيكِ .. بعد ما تعودت على وجودك فحياتي .."
" انا كنت مضطرة .. والله كنت مضطرة .."
ضحك ساخرا وقال :
" مضطرة ..؟! "
" أهلك هددوني .."
قالتها أخيرا وقد عزمت الأمر أنها ستعترف بكل شيء .. ستخبره بما حدث في الماضي وسبب تركها له ...
" انتِ بتقولي ايه ..؟!"
سألها أمير غير مستوعبا لما سمعته لترد بقوة :
" أمك بعتتلي واحد اعتدى عليا وصورني معاه .. وهددتني إنها هتنشر الصور فكل مكان وساعتها هتفضح .."
" لا مستحيل ، انتِ كذابه ..؟!"
قالها بعدم تصديق لتهز رأسها نفيا وهي تكمل بتوسل :
" صدقني يا أمير ، هي دي الحقيقة .. "
اقترب منها وضغط على كتفيها معتصرا إياهما بقبضتيه هاتفا بصوت حاد :
" مستحيل الكلام ده يكون صحيح .. مستحيل .."
" والله صحيح ..."
إبتعد عنها وهو يلهث بقوة .. لا يصدق ما سمعه .. هل وصلت البشاعة بوالدته إلى هنا ..؟! تغتصب شرف فتاة فقط لأنه أحبها وأرادها زوجة له ..
شعرت ربى بتخبطه وحيرته فتماسكت أمامه بينما هي تقترب منه .. وقفت أمامه ووضعت كفها على ذراعه لتشعر بتشنجه فقالت بصوت مبحوح :
" سامحني يا أمير ، سامحني لأني ملقتلكش الحقيقة من زمان .."
عيناه الحمراوان أنبأتاها بما يضمره من وجع وقلة حيلة ...
" انا لازم امشي .."
قالها أخيرا وهو يسير بعيدا عنها عائدا إلى شقته حيث هناك تالا تنتظره .. يريد أن يبتعد عن الجميع ... عن أي أحد ..
**
عاد أمير إلى شقته ليجد تالا ما زالت تنتظره .. وقفت من مكانها بسرعة ما إن وجدته يلج الى داخل الشقة بينما عيناها تبعثان الكثير من التساؤلات ...
التساؤلات جميعها تبخرت ولم يتبقَ سوى تفكيرها في الحزن الواضح على محياه فسألته بنبرة قلقة :
" إنتَ كويس ..؟!"
هز رأسه نفيا ثم ألقى بجسده على الكنبه لتقترب منه وتنحني أمامه على ركبتها وتهتف بترجي :
" ممكن ترتاح شوية .."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
نظر إلى الجانب الأيمن وهو يفكر بما سمعه من ربى ..
ربى لا تكذب .. هذا ما أدركه أخيرا فهو يعرفها جيدا ويدرك مدى صدقها ..
والدته لطالما كانت إمرأة قوية متسلطة لكنه لم يتصور يوما إن يصل بها الأمر إلى هنا ..
كانت تالا تشعر يتخبطه وضياعه فسألته بتردد :
" طب تحب أعملك إيه ..؟!"
نظر إليها بهدوء قبل أن يفاجئها وينحني قليلا نحوها وقد ذهبت جميع الأفكار الأخرى بعيدا ولم يتبقَ سوى تالا في خياله ...
رفعها من كتفيها وأًقفها أمامه بعدما نهض هو الأخر من مكانه ...
" قلتي ايه ..؟!"
سألها محاولا إخراجها من صدمتها الواضحة بسبب تصرفه فأجابته بصوت خافت :
" تحب أعملك حاجة ..؟!"
قال بسرعة وصدق :
" أيوه احب جدا ..."
" طب أعملك ايه ..؟! قول وأنا هعملهولك حالا..."
قالتها بلهفة لتتفاجئ به ينحني ناحية فمها ويقبله برقة بالغة قبل أن يبتعد عنها قليلا فيجدها مستسلمة له تماما ومغمضه عينيها ..
فتحت تالا عينيها الخضراوين أخيرا تنظر إلى عينيه الراغبتين بتقبيلها مرة أخرى فيعاود الإنحناء نحوها مجددا وتقبليها مرة اخرى ...
هذه المرة كانت قبلة عميقة طويلة أطاحت بما تبقى من عقلها وجعلت الفراشات ترفرف داخل معدتها ..
لا تعرف كيف ابتعد عنها أمير وكيف سحبها من ذراعها وأجلسها على الكنبه بجانبه بل ملتصقة به وظل يقبلها مرارا وتكرارا دون ملل وهي مستجيبة له مستكينه بين ذراعيه تماما ...
كان ينسى العالم كله وهو يقبلها .. ينسى الماضي وما فيه .. ينسى ربى وعودتها المفاجئة .. ينسي كل شيء وأي شيء ..
مددها أمير على الكنبه بينما انحنى صوبها يتأمل ملامح وجهها الجميلة والبريئة قبل أن يهمس بشغف تملك منه :
" انا عمري مشفت جمال بالشكل ده .."
لم تستوعب ما قاله ولم يمهلها الفرصة الرد حيث انحنى نحو شفتيها وقبلهما مرة اخرى بينما يده أمتدت أسفل بلوزتها تلمس بطنها برفق ورغبه خالصه ...
ارتجف جسد تالا كليا ما إن شعرت بلمساته تلك وهمت بدفعه بعيدا عنها لكنه أوقفها بسرعة وإصرار :
" هش ،متبعدنيش عنك يا تالا ..."
لحظات قليلة وابتعد عنها بعدما استعاد وعيه وأدرك إلى أين كان سيوصله تهوره ...
أما هي فإعتدلت في جلستها وهندمت ملابسها قبل أن تنهض من مكانها وتتجه مسرعة نحو غرفتها والخجل والتوتر يسيطران عليها ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
حل الصباح مجددا يحمل أملا جديدا أم ألما لا أحد يعلم ..
استيقظ أمير من نومه بعد ليلة طويلة قضاها وهو يفكر بكل شيء ..
بما حدث بينه وبين تالا أولا وما أخبرته به ربى ثانيا ..
اعتدل في جلسته وتلك الأفكار ما زالت تدور داخل ذهنه .. ماذا سيفعل ..؟!
نهض من فوق سريره محاولا إزاحة تلك الأفكار جانبا عل وعسى ينجح في ذلك ...
أمام غرفة تالا وقف أمير بعدما أخذ حمامه الدافئ وغير ملابسه ، أخذ ينظر الى باب الغرفة بتردد وخجل .. اللعنة لماذا يخجل مما فعله وهو زوجها ..؟!
زفر نفسا قويا وهو يطرق على باب غرفتها محاولا طرد تلك الأفكار منه ..
لا داعي للخجل ابدا فتالا زوجته .. حلاله .. وهو يحق له فعل هذا وأكثر ..
فُتحت الباب أخيرا لتظهر منه تالا وهي منكسة رأسها نحو الأسفل ..
تأملها أمير بحيرة فماذا سيفعل معها وكيف يبرر لها ما فعله ..
أخذ نفسا عميقا قبل أن ينادي عليها لترفع بصرها نحوه ببطء قبل أن تلتقي عيناها بعينيه فيسألها أمير بصوته الرخيم :
" انتِ كويسة ..؟!"
اومأت برأسها وهي تشعر بالحرج من كل ما حدث فأكمل بلهجة جاهد كي تخرج عادية باردة :
" لازم تعرفي انوا اللي حصل امبارح ده شيء طبيعي بين أي إتنين متجوزين .. يعني ملوش لزوم تتكسفي ابدا .."
اومأت برأسها دون أن تنظر إليه حتى وهمت بالتحرك من أمامه ليقف في وجهها مانعا إياها من التحرك ...
رفعت تالا وجهها في وجهه ترمي إياه بنظرات متسائلة حائرة ليقول بصوت هادئ متزن :
" أتمنى إنك تستوعبي المرحلة الجديدة اللي احنا بنمر بيها .."
هزت رأسها وهي ما زالت تنظر إليه ، لكن نظراتها كانت تختلف هذه المرة .. كانت دافئة وكأنما تحتويه وتشعر بما يدور في خلده ..
شعر بالراحة والرغبة في الإرتماء داخل أحضانها أثرا لنظراتها تلك .. هو يحتاجها وبشدة .. يحتاجها بشكل لم يتصوره يوما ..
حافظ على سكونه وهدوءه وهو يهتف أخيرا بنبرة عملية بحتة :
" يلا بينا عشان هتأخر عالشغل ..."
قالت تالا بسرعة :
" أجيب شنطتي حالا وأجي .."
وبالفعل جلبت حقيبتها وسارت وراءه خارج الشقة كي يوصلها الى مدرستها ثم يتجه هو الى شركته ..
**
على مائدة الأفطار ..
جلس كرم وهو يتثائب على مائدة الأفطار لتصيح به والدته بضيق :
" قلتلك مية مرة متنامش متأخر ، مش حلوة قعدتك قدامنا كده .."
مط كرم شفتيه بلا مبالاة وهو يتناول طعامه بينما تحدث الأب متسائلا :
" بتشوف أمير يا كرم ..؟!"
اومأ كرم برأسه دون رد بينما قالت والدته متدخله في الحوار :
" وعامل ايه ..؟!"
تمتم كرم بهدوء :
" كويس .."
ثم أردف بنبرة ماكرة :
" ربى رجعت مصر ..."
غصت والدته في لقمتها وأخذت تسعل بشدة ليعطيها زوجها كوب الماء كي تتناوله .. أخذته منه وتناولته بسرعة بينما سأله والده بضيق :
" رجعت امتى ..؟! وعرفت منين ..؟!"
أجابه كرم بجدية :
" عرفت وخلاص ..رجعت امبارح وزارت أمير كمان .."
" كمان ..؟! زارته ليه ..؟!"
سألته والدته مصدومة ليهز كتفيه وهو يجيبها :
" معرفش ، اسأليه هو .."
حل الصمت المطبق بينهم .. صمت قطعه كوم وهو يهتف ساخرا :
" هتفضلوا ساكتين كده كتير ..؟! اتكلموا قولوا اي حاجة .."
قالت الأم بقلق :
" رجعة البنت دي مش مريحاني ...خايفة يرجعوا لبعض ..."
قال الأب بجدية :
" ياريت ، جايز ده يرجع أمير لينا .."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
نظرت الأم إليه بعدم تصديق مما يقوله قبل أن تهتف به بغضب :
" انت بتقول ايه ..؟! يرجعوا لبعض ازاي ..؟!"
تدخل كرم في الحوار قائلا :
" زي اي اتنين بيرجعوا لبعض يا ماما ..."
صاحت الأم :
" مينفعش .."
تطلع كرم الى والده بحيره بينما شعرت الأم بتسرعها بردة فعلها تلك فقالت محاولة تلافي شكوكهما :
" مينفعش يرجعوا لبعض .. احنا مصدقنا خلصنا منها .."
" انتِ المفروض تتمني إنوا إبنك يرجع ليها .."
قالها كرم بسخرية لترد الأم بحيرة وتوجس :
" ليه ..؟!"
تنهد كرم وقال أخيرا :
" أمير إتجوز .."
صرخ الأب والأن في أن واحد :
" نعم ..؟!"
اومأ كرم برأسه بينما سألت الأم بسرعة :
" اتجوز امتى وازاي ..؟! ومين هي العروسة ..؟!"
أجابها كرم ببساطة :
" إتجوز الخدامة اللي كانت شغالة عنده .."
حلت الصدمة فوق رأسها لتهتف وهي تهز رأسها نفيا :
" لا انت اكيد بتضحك عليا .."
" للاسف ، انا زيك انصدمت لما شفتهم خارجين مع بعض ..."
" سألته يعني ..؟!"
سأله الأب بخفوت ليومأ كرم برأسه وهو يخبرهم بما قاله أمير :
" وقالي أعرفك دي مراتي .."
نهضت الأم من مكانها بعصبية بينما تطلع الاثنان الى أثرها بحيرة ..
**
دلفت الى داخل الشركة بخطوات عصبية ...
كانت تسير بسرعة وصوت طرقات كعبها العالي ينطلق خلفها ...
وصلت أخيرا الى مكتبه لتقتحم المكتب غير مبالية بمحاولات السكرتيرة لمنعها ...
انتفض امير من مكانه وانصدم بشدة حينما رأها تقف بكل جبروت أمامه تنظر إليه بقوة وتحدي ..
أشار الى السكرتيرة أخيرا بعدما استوعب ما يحدث :
" سيبينا انتِ دلوقتي ..؟! "
خرجت السكرتيره تاركة إياهما لوحديهما ليهتف بها أمير سائلا إياها ببرود . :
" خير ..؟! جايه ليه ..؟!"
" انتَ اتجوزت الخدامة ..؟!"
سؤالها كان واضحا وصريحا وهو استقبله ببرود تام ولا مبالاة واضحة في جوابه :
" اه اتجوزتها .."
" ليه يا أمير ..؟! إتجوزتها ليه ...؟! "
صاحت به بعدم تصديق ليبتسم بهدوء وهو يجيبها :
" عجبتني وإتجوزتها .."
" عجبتك الخدامة ..؟!"
قالتها بملامح كارهة مشمئزة ليردعها أمير على الفور :
" ياريت تتكلمي عنها بإسلوب كويس .. تالا مراتي ..ومش هسمح لأي حد إنو يهينها أو يقلل منها .."
اقتربت نحوه بخطواتها الباردة وقالت بلهجة كارهة :
" طول عمرك متسرع فقراراتك وبتحب تبص للي هما اقل منك بكتير ، ياما قلتلك بص للي من مستواك بس انت اختياراتك دائما كانت غلط .."
لم يجبها بل ظل يتأملها بنظرات جامدة وإيتسامة هادئة تعلو ثغره لتكمل بقوة :
" مكنتش متصورة انوا مستواك ممكن ينزل للدرجة دي .."
كاد أن يجيبها ويخبرها لما عرفه عنها لكنه تراجع في اللحظة الاخيره وهو يفكر أن هذا ليس الوقت المناسب ...
سيخبرها ولكن ليس الأن ..
وجدها تتحرك خارج الغرفة قبل ان تقف للحظات تستدير بعدها نحوه ترميه بنظراتها الثانيه قبل ان تقول :
" خد بالك من تصرفاتك يا أمير ، بلاش تتسرع فيها .."
ثم تركته ورحلت .. يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
كانت تالا تسير داخل غرفتها ذهابا و إيابا ، تفكر في أمير الذي يجلس في الخارج يتابع التلفاز بينما هي تشعر بالخجل والتردد الشديد من رؤيته ..
منذ أن عادا سويا الى المنزل وهي تلتزم غرفتها ترفض أن تخرج منها ...
ما حدث ليلة البارحة ترك أثرا كبيرا داخل أعماقها .. أثرا يكبر بداخلها تدريجيا ويحتل جزءا من قلبها ..
سمعت صوت طرقات على باب غرفتها فإنتفضت كليا بينما أمير ينادي عليها بهدوء :
" تالا ، مش هتخرجي .."
سارت بخطوات بطيئة نحو الباب ووقفت بجانبه قبل أن تهمس بخفوت :
" جايه .."
سمعت صوت خطواته وهي تبتعد تدريجيا عنها فتنفست الصعداء وهي تجلس على سريرها عاقدة ذراعيها أمام صدرها تفكر في حل لهذا المأزق ...
في نهاية المطاف قررت أن تخرج وتقابله بوجه عادي .. هي زوجته وما حدث البارحة شيء طبيعي بين أي زوجين ...
تنهدت بصمت وهي تفكر بأنهما ليسا كأي زوجين بل يختلفان تماما عن أي إثنين تزوجا بشكل طبيعي ..
نهضت من فوق السرير ووقفت أمام المرأة تتأمل فستانها الأحمر القصير بملامح قلقة .. هل هو جميل عليها ..؟! نهرت نفسها وهي تفكر بأنه لا داعي لهذا التفكير ..
سارت بخطوات بطيئة خارج الغرفة ... وجدت أمير جالسا في مكانه واضعا قدما فوق الاخرى ..
" هي مش الليلة راس السنه ..؟!"
اومأ برأسه متعجبا من سؤالها الغريب ليجدها تكمل بخجل :
" مش المفروض تقضيه مع اهلك ...؟!"
ابتسم بخفوت قبل ان يهتف بنبرة مريرة :
" انا مليش اهل يا تالا .."
" انتَ يتيم ..؟!"
سألته ببراءة ليزفر نفسا خافتا قبل أن يهز رأسه نفيا ويكمل بجدية :
" لا مش يتيم ، بس اعتبريني كده .."
تطلعت إليه بنظرات مترددة حائرة ليهمس بإسمها قائلا :
" تالا ، ممكن تجي تقعدي جمبي .."
اتجهت نحوه على الفور وجلست بجانبه ليسترسل وهو يحيط كتفيها بذراعه :
" خليكي جمبي يا تالا ، انا محتاجك جمبي .."
توترت كليا وهي تجلس بهذا الوضعيه جانبه وشعر هو بتوترها فشدد من إحتضانها وأغمض عينيه مستنشقا عبير رائحتها ...
هي الأمان في دنيا لا أمان فيها ..
فتح عينيه مرة أخرى وقال :
" تالا .."
" نعم .."
" تحبي نسهر بره الليلة ..؟!"
" زي ما تحب .."
تطلع إليها بإبتسامة وقال بحماس تملك منه فجأة :
" قومي غيري هدومك .."
نهضت بسرعة من مكانها واتجهت الى غرفتها ... أخرجت من الخزانة ملابس خروج وارتدتها بسرعة قياسية ...
اما أمير فنهض هو الاخر من مكانه واتجه نحو الحمام ، غسل وجهه بالمياه الباردة ثم جففه بالمنشفة ... خرج من الحمام وارتدى معطفه ليجد تالا تخرج من غرفتها بعد لحظات فمسك كف يدها وسار بها خارج الشقة ...
**
في احد المطاعم الراقية ...
جلسا كلا من امير وتالا على احدى الطاولات الموجودة في المكان ...
تقدم النادل منهما وهو يحمل المياه لهما ثم وضع قائمتي الطعام أماميهما ...
بدأ أمير يقرأ قائمة الطعام حينما انتبه الى تالا الشاردة فسألها :
" رحتي فين يا تالا ..؟!"
أفاقت من شرودها على سؤاله لتجيبه بإبتسامة خافتة :
" معاك .."
" تحبي تاكلي ايه ..؟!"
سألها بجدية لتجيبه ببساطة :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" مش عارفة ، اطلب لينا اللي انت حابه .."
ابتسم لها ثم أشار الى النادل كي يأتي ويأخذ طلباتهما ...
سجل النادل طلباتهما ورحل بينما تحدث امير قائلا :
" اخبار دراستك ايه ..؟!"
أجابته بخجل :
" كويسة .."
" هتفضلي تتكلمي بشكل رسمي معايا ..؟!"
سألها بضيق مصطنع لتقول بسرعة :
" لا والله مش كده .."
ضحك بخفوت وقال :
" طب اتكلمي معايا ، قولي اي حاجة .."
" اقول ايه ..؟!"
سألته بحيرة ليرد بجدية :
" احكيلي عنك .. انا معرفش اي حاجة عنك يا تالا .."
نظرت إليه بهدوء وقالت :
" أحكيلك ايه بالضبط ..؟!"
" هو والدك ووالدتك ماتوا لما كنتي صغيره ..؟!"
اومأت برأسها وقالت :
" لما كان عندي سبع سنين وسابوني مع عمي ومراته ... مكانش ليا حد غيرهم .."
" كانوا بيعاملوكي وحش مش كده ..؟!"
هزت رأسها وقالت موافقة كلامه :
" ايوه ، وحش جدا.."
صمت ولم يقل شيئا بينما أكملت هي بصوت حزين :
" ماما كانت من عيلة غنية جدا وأبويا كان راجل على قد حاله .. حبوا بعض جدا واتجوزوا غصبا عن اهلها ومن ساعتها قاطعوها .. هي تحملت حاجات كتير جدا بسبب حبها لأبويا ..."
" ماتوا ازاي ..؟!"
" حادثة عربية ..."
اومأ براسه متفهما بينما تقدم النادل منهما ووضع الطعام أماميهما ...
مسحت تالا على وجهها برفق ثم وجدت امير يبتسم لها فبادلته ابتسامته وبدأت تتناول طعامها ...
**
دلف كلا من امير وتالا الى الشقة بعد سهرة طويلة قضوها في الخارج ..
اغلق امير باب الشقة واتجه الى الداخل ليجد تالا واقفة تتوسط صالة الجلوس عاقدة ذراعيها أمام صدرها ..
اقترب منها واضعا كفيه على كتفيها ليشعر بإرتجافة جسدها الشديدة ..
التفتت نحوه ترمقه بنظرات مضطربة ليقبض بكف يده على ذراعها ويجذبها نحوه مقربا شفته من شفتيها مقبلا إياهما بشغف شديد انتظره طوال الليلة..
بادلته تالا قبلته بنفس الشغف فهي اعتادت على قبلاته الدافئة لها دون أن تعي سبب هذا التعود ...
توقف عن تقبيلها بعد لحظات لينظر إلى عينيها فيجدها كما اعتاد أن يراهما دافئتين حنونتين ...
انحنى نحويهما وطبع قبلة دافئة على كلتيهما قبل أن يبتعد عنها قليلا ويمسك
كف يدها ويجرها خلفه نحو غرفة نومه فتسير وراءه دون وعي او ارادة منها ...
دلفا الى داخل الغرفة ليغلق امير الباب خلفيهما ويجذبها نحوه على السرير ..
أخذ يمرر كف يده داخل خصلات شعرها الحمراء بشوق قبل أن ينحني نحو شفتيها ويقبلها برفق وحنو بالغ ...
لحظات وازدادت قبلاته لها عمقا وشغفا بينما أخذ كفه يزيل بلوزتها عن جسدها ...
اما تالا فكانت مستسلمة له كليا تحاول قدر المستطاع ان تبادله شغفه و جنونه وتتجاوب معه رغم خجلها الشديد ....
مو الوقت عليهما سريعا وكلاهما غارقا في الأخر لا يشعر بأي شيء يدور حوله ...
انتهى كل شيء وابتعد عنها أمير لاهثا وبالرغم من كل شيء لم يستوعب نهاية ما حدث .. فتالا لم تكن عذراء ...
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
كانت تتطلع إليه بحيره وخوف شديدين ..
مالذي دهاه ليصبح هكذا ..؟!
" ايه ..؟!"
سألته بنبرة مرتجفة بينما عيناها ترمشان بتوتر .. كانت نظراته مخيفة بشكل لم تستوعبه ..
" ازاي ..؟!"
سألها بصوت متحفز ليرتعش جسدها كليا بينما هو يقترب منها ويقبض على ذراعها بكفه مكملا بنبرة عالية :
"ازاي مش بنت ..؟! ازاي ..؟!"
جحظت عيناها بعدم تصديق وقد استوعبت لتوها ما حدث ..
هي ليست عذراء فلا يوجد شيء يدل على عذريتها ..
ولكن كيف ..؟! كيف ولم يمسسها رجل قط ..؟!
هطلت الدموع من عينيها لا اراديا وهي تهتف بصوت باكي متلعثم :
" معرفش .. والله معرفش .."
" يعني ايه متعرفيش ..؟!"
صرخ بها بصوت قاسي اهتز جسدها رعبا منه لتكمل بنبرة متوسلة :
" والله يا امير معرفش .. والله .."
اخذ يدور داخل اركان الغرفة عدة مرات بينما عقله يفكر بهذه الحقيقة المرة ..
اما هي ما زالت تبكي على السرير فيبدو ان سعادتها انتهت قبل ان تبدأ ...
توقف اخيرا في مكانه واخذ نفسا عميقا قبل أن يقرر أخيرا سماعها فهتف بها بصوت جامد انتبهت هي له على الفور :
" احكيلي كل حاجة .. من غير كدب .."
" والله معرفش اي حاجة ، والله ماعرف .."
كانت ترجوه ان يصدقها .. ألا يظلمها ..
أشاح بوجهه بعيدا عنها محاولا ألا يتأثر ببكائها ونبرة التوسل الخالصه في صوتها ...
عاد بعد لحظات ببصره ناحيتها فهتف بقوة :
" انا هاخدك عند الدكتوره ، هي تكشف عليكِ وتحدد اذا كنتي بنت اولا .."
اومأت برأسها دون رد وهي تدعو الله أن ينصرها .. هي لم تفعل اي شيء ولا تدرك اي شيء ... كيف حدث هذا ..؟! كيف ..؟!
لا تعرف كيف مر الوقت عليها وهي تغير ملابسها وترتدي ملابس الخروج ... تجمع شعرها الطويل بتسريحة مبعثرة وتخرج خلفه متجهة معه الى مكان الطبيبة ... في الطريق الى هناك التزم كلاهما الصمت ...
ظلا صامتين دون أي كلمة تقال ... وصلا اخيرا الى عيادة احدى الطبيبات فهبطت تالا من السيارة تتبع أمير.. اتجها سويا الى الطبيبة ليدلفا إليها بعد حوالي ثلاث ارباع ساعة من الانتظار ...
استقبلتهما الطبيبة بإبتسامة مرحبة سرعان ما اختفت وهي تلاحظ منظر تالا الباكي المثير للشفقة وملامح وجه أمير المتجهمة ...
" اتفضلوا .."
قالتها الطبيبة بنبرة مترفقة وهي تطلب منهما الجلوس على الكرسيين المقابلين لها ...
نظرت الى تالا الباكية بملامح هادئة قبل ان تعاود النظر الى امير وتهتف بجدية :
" اتفضل ، سامعاك.."
أشار أمير الى تالا الباكية وقال :
" تالا تبقى مراتي واحنا جايبنلك عشان تكشفي عليها .."
" ليه ..؟! هي مالها ..؟!"
نظر أمير الى تالا بتردد قبل أن يعاود النظر الى الطبيبة وإخبارها بكل ما حدث بالتفصيل ...
نظرت الطبيبة الى تالا بعدما انتهى امير من حديثه وقالت :
" طب اتفضلي يا مدام تالا على سرير الكشف .."
نهضت تالا بجسد مرتجف متجهة حيثما أشارت الطبيبة ... رفعت جسدها الرشيق وجلست على السرير خلف الستارة بينما اتجهت الطبيبة نحوها وطلبت منها أن تنام على السرير برفق كي تبدأ بفحصها ...
كان أمير يجلس على الكرسي وهو يهز قدمه من شده التوتر ...
ينتظر خروج الطبيبه بلهفة من عندها علها تخبره بشيء يريح قلبه ولو إنه يشك في هذا ...
خرجت الطبيبة بعد لحظات وملامح الضيق مرسومه عليها ...
فهم امير على الفور أن ظنونه كانت في محلها بينما قالت الطبيب بجدية :
" مش بنت .."
تشدق فم أمير بإبتسامة ساخرة بينما اكملت الطبيبة بلين:
" اتمنى انك تتفهم الكلام ده و .."
قاطعها أمير فجأة وقد تولد الأمد لديه للحظات :
" هو ممكن يكون اغتصاب ..؟!"
هزت الطبيبة رأسها نفيا وقالت بهدوء :
" لا مش اغتصاب ..."
خرجت تالا في نفس اللحظة بعدما انتهت من هندمة ملابسها لتهتف بصوت عالي باكي :
" كدب ، الكلام ده كدب .. انا معملتش حاجة والله .."
نظر أمير إليها ببرود ثم طلب منها أن يخرجان من عند الطبيب فإضطرت تالا الى الاصغاء له واللحاق به ...
جلس امير تمام مقود سيارته بينما جلست تالا بجانبه ..
عادت افكاره الى ما حدث بينهما وكيف استجابت تالا له .. كانت استجابتها عفوية لا تدل على إمرأة مارست العلاقة الحميمية من قبل .. كانت تتصرف كالعذراوات بشكل لا يخطأه او يشك به أحد ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ورغما عنه تذكر ذلك اليوم الذي التقى به تالا لاول مره .. حديثه مع زوجة عمها وابنها .. ثقة زوجة عمها الغريبة من عدم عذريتها ... كل هذه اشياء تجعله يشك في أمور كثيرة ...
بعد كل هذا توصل الى شيء واحد .. عليه ألا يكون غبيا ويحكم على الأمور بسرعة .. يجب أن يبحث ويفهم ويتأكد من حقيقة تالا ...
نظر إليها بطرف عينيه ليجدها منكسة رأسها نحو الاسفل .. اطلق تنهيده صغيرة قبل أن يدير مقود سيارته ويتجه بها الى الشقة مرة اخرى ...
وصلا الى الشقة بعد مدة قصيرة لتهبط تالا بسرعة من السيارة ويتبعها امير ..
ما ان دلفت تالا الى الشقة حتى اتجهت راكضة الى غرفتها بينما قرر امير ان يأخذ دوشا سريعا ويغير ملابسه كي يذهب الى العمل ثم يبدأ بعدها بالبحث عن الحقيقة ..
**
وقفت ربى امام مكتب سكرتيرة امير تنظر إليه بتردد ..
هل تلج الى الداخل ..؟! هل تتحدث معه لأخر مرة ..؟!
لقد اتخذت قرارها .. سوف تعود من حيث ما أتت فيبدو أن أمير لم يعد يحبها او يهتم لها .. كيف لا وهو قد بنا بنفسه حياة جديدة بعيدا عنها ..؟!
تقدمت نحو الداخل وقد عقدت العزم على توديعه والرحيل بعيدا ...
واحدة غيرها كانت سوف تعمل المستحيل كي تنتقم من أمير وعائلته بسبب ما حدث لها ، لكن هي لا رغبة لديها في الانتقام ... ربما بسبب ثقتها بأن هناك رب سوف يأخذ حقها من والدة امير ، او ربما لإنها تأثرت حقا وملت مو كل شيء ...
سألتها السكرتيرة عن هويتها فأخبرتها بإسمها لتخبرها السكرتيره ان تدخل على الفور بعدما اتصلت بأمير وأخبرته بهذا ...
دلفت الى الداخل بخطوات خجول ليستقبلها امير بوجه هادئ لا يدل على شيء ..
" ازيك ..؟!"
سألته ربى بتردد ليجيبها بنفس الهدوء :
" بخير ، اتفضلي .."
جلست ربى على الكرسي الذي أشار أمير عليه بينما أكمل أمير برسمية :
" تشربي ايه ..؟!"
هزت رأسها نفيا وهي تقول بشكر :
" شكرا مش جاية عشان اشرب ..."
تطلع إليها بنظرات حائرة وقال :
" اتفضلي يا ربى ، انا سامعك .."
تنحنت ربى وقالت بحزن ظهر جليا داخل عينيها وعلى نبرة صوتها :
" انا جايك عشان اودعك .."
" تودعيني..؟!"
سألها أمير مندهشا من سرعة رحيلها فهي أنت منذ يومين لتكمل وهي تومأ برأسها :
" انا كنت جاية هنا لسبب معين والسبب ده معادش موجود ...."
ثم اكملت بصوت متحشرج:
" انا بس نفسي انك تصدقني ومتشكش فكلامي .. انا مكانش عندي اي سبب يخليني اسيبك او اتخلى عنك .. انا كنت مستعده احارب الكل عشانك .."
ظل امير صامتا ولم يقل شيئا فسألته بصوت متألم :
" مش هتقول حاجة ..؟!"
تنهد وقال :
" انا مصدقك يا ربى ..."
هطلت الدموع من عينيها لا اراديا بينما تكونت ابتسامة راحة على شفتيها لتهمس بعد لحظات وهي تنهض من مكانها :
" اشوف وشك بخير يا امير .."
أخذ أمير ينظر اليها بنظرات غريبة بينما التفتت هي نحو الباب وتقدمت اليه لكنها توقفت في مكانها وهي تستمع للكلمة الوحيدة التي نطقها :
" تتجوزيني..؟!"
التفتت نحوه على الفور ترمقه بنظرات مذهولة غير مصدقة لينهض من مكانه ويقترب منها قبل ان يقف امامه ويهتف بجدية :
" انا عايز اتجوزك يا ربى ...."
" ليه ..؟!"
سألته بصوت مرتجف ليرد بهدوء وصراحة مطلقة :
" لإنك تستحقي إني أتجوزك .."
" بس انت متجوز .."
قالتها بحزن شديد ليرد بقوة :
" ايوه متجوز وتالا مراتي ... وانتِ هتبقي الزوجة التانيه ... "
" بتحبها ..؟!"
ارتجف قلبه ما ان سألته هذا السؤال لسبب يجهله لكنه رد بسرعة :
" دي حاجة تخصني .. انا عايز جوابك يا ربى عشان انظم اموري واضبط اللي جاي ..."
ابتلعت ريقها وقالت بينما عيناها تنظران إليه بحب شديد :
" موافقة .."
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
في احد المطاعم الراقية كان يجلس ينتظر قدوم صديقه فراس بعدما إتصل به وأراده في أمر عاجل ...
تقدم فراس منه بعد انتظار طال لربع ساعة وهو يبتسم بمرح قبل ان يلقي التحية عليه ويجلس بجانبه قائلا :
" واخيرا شفتك .. مختفي فين يا عم ..؟!"
ثم اختفت إبتسامته وهو يرى التجهم يسيطر على ملامح أمير فهتف متسائلا بقلق :
" مالك يا امير ..؟! فيك ايه ..؟!"
" ربى رجعت .."
قالها أمير بجمود لتتسع عينا فراس بصدمة وعدم تصديق .. هز رأسه نفيا وقال :
" مستحيل .. رجعت امتى وازاي ..؟!"
أجابه أمير بهدوء :
" رجعت من يومين .."
" ليه ..؟! رجعت ليه ..؟!"
سأله فراس بضيق ليرد أمير بجدية :
" عشاني .. رجعت عشاني .."
زفر فراس أنفاسه بضيق جلي وقال :
" احنا كنا ناقصينها .. "
ثم أكمل بتساؤل متطلعا الى حالة أمير ووضعه :
" وانت مالك كده ..؟! كل ده عشان ربى رجعت ..؟!"
" انت عارف ربى سابتني ليه..؟!"
عقد فراس حاجبيه متسائلا بحيرة :
" ليه ..؟!"
أجابه بكلمات متلكأة :
" امي السبب .. بعتت واحد اغتصبها وصورها معاه ..."
جحظت عينا فراس بصدمة وعدم تصديق .. هل يمزح أمير معه ..؟!
هذه مزحة لا تصدق بكل تأكيد ..
" انت بتتكلم بجد ..؟!"
سأله فراس بنبرة باهتة ليرد أمير بإيماءة من رأسه فيردف فراس :
" معقول كده .. معقول فيه حد يعمل كده ...؟!"
اومأ أمير برأسه قبل ان يكمل :
" انا عرضت عليها الجواز ... وهي وافقت .."
" تتجوزها ليه ..؟!"
سأله فراس بصدمة ليرد أمير بهدوء جلي :
" يمكن عشان كنت سبب غير مباشر فإغتصابها ، او يمكن عشان امي كانت سبب إغتصابها .."
زفر فراس أنفاسه بضيق ثم قال بلهجة جادة :
" طب يعني هتتجوزها فتره وتطلقها ولا إيه النظام ..؟!"
قال امير بسرعة :
" مش هطلقها إلا لو هي طلبت الطلاق .."
" يعني جوازكم هيكون جواز عادي ..؟!"
سأله فراس مصدوما ليومأ أمير برأسه وهو يقول بجدية :
" انا مش هظلم ربى يا فراس .. كفاية الظلم اللي شافته لحد دلوقتي .."
" طب وتالا ..؟!"
اضطربت ملامحه كليا وهو يستمع الى سؤال صديقه ..
رد اخيرا بهدوء ظاهري يعاكس ثورة المشاعر التي تأججت داخله :
" تالا حالة خاصة .. هي مراتي الاولى وهتفضل كده .."
" انت حبيتها ولا ايه ..؟!"
صدمه سؤاله للحظات لكنه أجابه بثقة شارحا ما يدور في داخله :
" مش عارف ، بس مش عايزها تبعد .. برتاح وانا معاها .. تالا ففترة صغيرة بقت كل حياتي .. يمكن هتستغرب من كلامي ده بس هي دي الحقيقة .."
" دي حاجة نحير فعلا .. انت شكلك مش عارف تحدد مشاعرك يا امير .. بس لازم تعرفها .."
ظل امير صامتا شاردا دون ان يرد عليه فقال فراس مسترسلا بحديثه :
" متفضلش كده كتير .. انا عارف انوا اللي بتمر بيه مش سهل .. "
" فراس ، الكلام ده يفضل بينا .. محدش يعرفه .. انا قلتلك اللي حصل مع ربى لاني بثق فيك ولاني هحتاجك تجيبلي معلومات عن الولد اللي عمل كده .."
اومأ فراس برأسه متفهما وقال بإذعان :
" متقلقش يا أمير .. انا معاك بكل الاحوال .."
**
دلف الى شقته أخيرا بعد يوم طويل قضاه يفكر بما يحدث معه وبكل شيء يمر به ...
يوم لا يعرف كيف انتهى معظمه ..
اغلق الباب خلفه ووجد تالا تجلس امام المدفأة على أرضية الصالة ترتدي بيجامتها القديمة البالية وتحتضن جسدها داخل ذراعيها ...
اقترب من المكان وجلس بجانبها لكن على الكنبة دون ان يلقي التحية ..
ظل ينظر أمامه بصمت تام بينما تالا تراقبه بطرف عينيها بترقب وتوجس ..
عاد برأسه الى الخلف مغمضا عينيه محاولا ألا يفكر بأي شيء حدث أما تالا فأبعدت بصرها عنه وأخذت تفكر بأي شيء أخر سواه ...
رنين هاتفه ايقظه من شروده ليجد ربى تتصل به ...
أجابها على الفور وهو يقول بإقتضاب :
" نعم ..؟!"
جاءه صوتها الشاحب المتردد :
" هو احنا هنكتب الكتاب بكره مش كده ..؟!"
أجابها مؤكدا ما قالته :
" ايوه ان شاءالله .."
سألته مرة اخرى بتوتر:
" طب فيه حاجة مطلوبه مني ...؟!"
أجابها وهو ينظر الى تالا بطرف عينيه :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" ابقي جهزي هدومك عشان هتعيشي فمكان تاني غير الفندق .."
ابتسمت لا اراديا وهي تفكر بأن أمير لم ينس شيئا مهما كهذا ... شكرته قائلة :
" ميرسي يا أمير .. ميرسي بجد .."
" العفو.."
قالها أمير وأغلق الهاتف بعدها ثم نهض من مكانه واتجه الى غرفة نومه غير أبها بنظرات تالا الحائرة ...
رغما عنها شعرت تالا بأن هناك شيئا سيئا ينتظرها بسبب هذه المكالمة ..
شعور لم تفهم سببه لكنها قررت أن تتناساه مؤقتا فهي تثق بأمير كثيرا ...
**
ما ان اغلقت ربى الهاتف مع أمير حتى تنهدت براحة قبل ان تستدير نحو صديقتها نهى وتهتف بفرحة شديدة :
" بكره كتب الكتاب .."
" مبروك يا حبيبتي .."
قالتها نهى بهدوء لتقترب منها ربى وتسألها بحيرة :
" مالك يا نهى ..؟! شكلك مش فرحانه .."
زفرت نهى نفسا عميقا وقالت بجدية :
" فرحانه طبعا ... بس كنت اتمنى لو ميكونش متجوز غيرك .."
" مقداميش حل تاني يا نهى .. انا بحبه وعاوزاه يكون معايا ... "
قالتها ربى بصدق قبل ان تكمل بنبرة حزينة :
" هو فاكرني هتجوزه عشان يردلي حقي بعد اللي عملته والدته فيا .. بس انا هتحوزه عشان بحبه وعايزاه .."
" طب ومراته ..؟!"
سألتها نهى بحيرة لترد ربى بضيق :
" مش عارفة .. بس مظنش انوا بيحبها .. انا حاسه انوا فيه سر ورا جوازه منها .."
" ليه بتقولي كده ..؟!"
سألتها نهى بحيرة وعدم فهم لترد ربى بجدية :
" اصلي سألت عنها وعرفت إنها صغيرة ومش متعلمة حتى .. وكانت بتشتغل عنده خدامه .. تخيلي ..."
" وإيه يعني ..؟! ما يمكن بيحبها اوي عشان كده اتجوزها رغم كل الكلام ده "
اضطربت ملامح ربى لا إراديا عندما تخيلت انه من الممكن ان يكون امير محبا لتلك الفتاة لكنها عادت ونفضت تلك الأفكار من رأسها وقالت بجدية :
" اكيد لا ... مستحيل يكون بيحبها ... أمير طول عمره بيحبني انا .. وانتي عارفة ده كويس .."
نظرت اليها مها يشك لتزيح ربى وجهها بعيدا عنها وهي تحاول ألا تفكر بهذه الطريقة فهي تثق بأمير أكثر من أي شيء ...
**
في اليوم التالي ...
خرج كلا من امير وربى من عند المأذون بعدما أكملوا اجراءات عقد قرانهم ..
ودعا الشهود وركبت ربى بجانب امير داخل سيارته وهي تحمل عقد الزواج بملامح سعيدة ..
قاد أمير سيارته متجها الى المنطقة التي توجد بها شقتهما.. لقد استأجر أمير لربى شقة صغيرة في منطقة راقية كي تعيش بها فهي باتت زوجته ومسؤولة منه ...
وصلا الى تلك المنطقة بعد حوالي نصف ساعة .. أوقف أمير السيارة بجانب العمارة وهبط منها وهبطت ربى من جهتها هي الاخرى ...
صعدا الاثنان الى الشقة التي تقع في الطابق الثالث ...
دلفت ربى يتبعها امير بعدما اغلق الباب خلفيهما ...
تقدم بخطوات هادئة ليجد ربى تتأمل الشقة قبل ان تستدير نحوه وتهتف بإعجاب واضح :
" حلوة اوي .. بجد حلوة اوي .."
ثم أردفت وهي تنظر الى أمير الجامد :
" أمير ممكن نتكلم شوية ..."
" طبعا .."
قالها امير وهو يسحبها من كفها ويجلسها على الكنبه ويجلس هو أمامها لتهتف ربى :
" انا عارفة انوا جوازنا تم بسرعة وعارفة سبب جوازك مني بس يهمني اعرف دلوقتي وحالا .. هل جوازنا ده هيكون مؤقت ولا هيكون جواز طبيعي ويستمر عادي ..؟!"
أطلق أمير تنهيده صغيره قبل أن يجيب بصدق :
" القرار ده ليكي مش ليا .. انا كل اللي اقدر اوعدك بيه اني هكون جمبك وهعملك كل اللي يريحك .."
ابتسمت ربى بإمتنان قبل ان تهتف بجدية :
" انت عارف انا اتجوزتك ليه ..؟! مش عشان تستر عليا .. انا كان ممكن أتجوز اي واحد يعمل كده ... بس معملتهاش لأني بحبك ومش عايزة غيرك ... أمير انت الحلم اللي استنيته سنين طويله ومش مستعده أخسره ابدا .."
ربت أمير على ذراعها وقال :
" مش هتخسريني يا ربى ..."
ابتسمت بتوتر قبل أن تقترب منه وتحيط وجنتيه بكفيها تنظر الى عينيه بشوق جارف ... ارتبك أمير كليا بسبب ما تفعله بينما هتفت هي به :
" انا بحبك يا امير... بحبك اووي .."
وأكملت برجاء خالص :
" ممكن نكون مع بعض ومنفكرش بأي حاجة تانيه .."
لا يعرف ماذا كان عليه ان يفعل ... هناك شيء بداخله يجعله لا يستجيب لها .. لكنها اصبحت زوجته وعليه ألا يظلمها ... عليه ألا يحرجها أبدا ..
ربى أحبته بصدق وهي لا تستحق منه شيئا كهذا ...
عند هذه النقطه قرر إزاحة أي موانع لديه جانبا واقترب منها مقبلا شفتيها برقة تجاوبت هي معها بلهفة ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
شعور بالوجع يجتاحه بقوة ..مرارة كبيرة تسيطر عليه .. يشعر أنه نذل وخسيس ... خائن وعديم الضمير ...
ارتدى بنطاله وقميصه بسرعة وخرج من عندها بينما هي غطت جسدها العاري باللحاف واعتدلت في جلساتها تنظر إلى أثره بألم ...
هناك شيء فيه تغير .. شيء جعلها تتأكد أن مكانتها في قلبه لم تعد كما هي .. أنها لم تعد حبيبته ومالكة قلبه الوحيدة ..
هبطت من فوق السرير وارتدت ملابسها على عجلة ثم اتجهت خارج غرفتها لتجد جالسا على الكنبة منكسا رأسه نحو الأسفل ..
اقتربت منه تسأله بإضطراب :
" مالك يا أمير ..؟! "
رفع بصره نحوها يتأملها عن قرب قبل ان يهتف بصوت متحشرج :
" انا اسف .. اسف بجد .."
" بتعتذر ليه ..؟!"
سألته برقة وهي تقترب منه وتجلس بجانبه ليهتف بصوت خافت خجل :
" لأني مكنتش معاكي زي ملازم اكون .."
ابتلعت ريقها الجاف وقالت بثبات مصطنع :
" انا عارفة انك تعبان ومضطرب ... عارفة ومقدرة ده .."
نظر إليها بطرف عينيه وهو يفكر أنها لا تفهم ما حدث ... ولن يستطيع هو أن يشرح لها .. كيف سيخبرها أنه تذكر تالا في أكثر لحظاتهما حميمية ..؟!
أنها خطرت على باله وتمنى لو من كانت هي تحتضنه وتبادله القبلات ..؟!
زفر نفسه بإحباط وقال بصوت هادئ :
" انا فعلا مضطرب ... ومحتاج اهدى شويه .."
لن يخبرها بإي شيء .. ولن يجرحها... يكفي ما فعله .. لقد خانه تفكيره بشكل أدمى قلبه .. لكن مالذي يجعله يفكر بها في وقت كهذا ..؟!
لماذا باتت تالا تحتل كل تفكيره وتسيطر على رغباته ..؟! كيف أصبحت بين ليلة وضحاها كل شيء بالنسبة له ..؟! كيف تسللت إليه بسهولة ..؟!
أفاق من أفكاره تلك على صوت رنين هاتفه ينبأه عن وصول رساله من رقم غريب على تطبيق الواتساب ليفتح الرساله فيجد فيديوهات أسفلها عبارة واحدة :
( لو مش عايز الفيديوهات دي تتنشر على الملأ نفذلي كل اللي هطلبه منك )
نهض من مكانه مبتعدا عن ربى وبدأ يفتح اول فيديو لينصدم مما رأه ، تالا نائمة مخدرة وحسن ابن عمها يمارس الجنس معها ... أغلق الهاتف على الفور ورماه أرضا بلا وعي قبل ان يضغط عليه بقدمه بعصبية ليتحطم الى عدة اجزاء ...
شهقت ربى بصدمة بينما ركض أمير مسرعا خارج الشقة غيرأبها بصراخ ربى ..
لا يعرف كيف قاد سيارته دون أن يفتعل حادث ... ؟!
كيف وصل إلى الحارة وتحديدا عند منزل عم تالا ...
أخذ يطرق على بابهم بعنف ليقترب أحد الرجال المارة منه ويهتف به :
" مفيش حد هنا .. سابوا البيت من كام يوم .."
استدار أمير نحوه وسأله ببرود :
" راحوا فين ..؟!"
أجابه الرجل وهو يهز كتفيه بعدم معرفة :
" معرفش والله ..."
نظر أمير إليه واوما برأسه متفهما قبل ان يتجه عائدا الى سيارته ..
بعد حوالي ثلاث ارباع ساعة اوقف سيارته امام العمارة التي تقطن بها تالا ..
أخذ ينظر الى العمارة بملامح متجهة قبل ان يستدير نحو المقود ويضرب عليه بكفي يديه عدة مرات ..
**
كانت جالسة امام التلفاز تنظر اليه بشرود ... عقلها يفكر بأميروتغيره معها ..
كانت تشعر بالحزن والقهر الشديدين منه .. لقد صدق أنها مذنبة ..
لا تعرف لماذا بات يحتل أمير جزءا كبيرا وأساسيًا من قلبها وعقلها ..
هل أحبته دون أن تعي ..؟! هل هذا هو ما يسمونه بالحب ..؟!
أدمعت عيناها كثيرا وهي تتذكره وتتذكر تلك الليلة التي قصتها بين أحضانه ..
كيف غمرها بشغفه وحنانه ..؟!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
سمعت صوت الباب يفتح فقفزت من مكانها على الفور واتجهت بلهفة شديدة نحو الباب لتجد أمير أمامها ينظر إليها بنظرات متخاذلة متاسفة ..
اقتربت منه تنظر إليه ببراءة مطلقة قبل ان تمسك كف يده وتهتف بصوتها الرقيق :
" مالك يا أمير ..؟؟ انت كويس ..؟!"
تطلع أمير إليها وإلى ملامحها الحزينة بنظرات دامعة وملامح منهكة قبل ان يجذبها نحوه ويحتضنها بقوة ...
استجابت تالا لأحضانه وإستكانت بين ذراعيه ...
حررها بعد لحظات وهتف بينما كفيه يحتضنان وجهها :
" انا اسف .. سامحيني .."
ابتسمت له ببراءة وقالت :
" انا مش زعلانه منك .."
ثم أردفت بنبرة متشنجة وملامح متلهفة :
" انتَ لسه زعلان مني ..؟!"
هز رأسه نفيا وهو يطبع قبلة دافئة على جبينها ثم قال:
" انا عمري ما ازعل منك يا تالا .."
ابتسمت له ثم رمت نفسها داخل احضانه ليشدد من إحتضانه لها وهو بالكاد يسيطر على الدموع التي تجمعت داخل عينيه ...
**
حل المساء وتالا نائمة بين أحضان أمير بينما هو يحتضنها وهو جالس على الكنبه ...
كان يفكر بما سيفعله وكيف سيتصرف ..؟!
العصبية والتسرع في تصرفاته ليس حلا ...
عليه ان بجد حلا سريعا ويحل المشكلة من جذورها ...
أفاق من أفكاره تلك على تالا وهي تتململ بين ذراعيه .. وجدها تفتح عينيها الخضراوين وتنظر له بإبتسامة سعيدة .. لا تصدق أنه عاد إليها وسامحها ..
" ارتحتي بعد منمتي..؟!"
اومأت برأسها وهي ما زالت محتفظة بإبتسامتها ليكمل :
" الحمد لله ... شكلك كان تعبان "
" انا منمتش اصلا من ساعة اللي حصل .."
قالتها بعفوية فشحبت ملامحه قبل ان يضمها إليه وهو يتمتم بإعتذار للمرة الثانيه :
" انا اسف بجد يا تالا .."
" أقوم اعمل عشا ..؟!"
سألته مغيرة الموضوع فأجابها بسرعة :
" لا أنا هطلب من بره .."
ثم أبعدها قليلا عنه يتأمل ملامح وجهها التي يشتاقها وبقوة ... هم بالاقتراب منها وتقبيلها بينما كانت تنتظر هي قبلته بلهفة لكنه تراجع في اخر لحظة وهو يفكر بأنه شخص نذل ومخادع فقد تزوج عليها وخانها والأن يعود اليها ويريد تقبيلها ..!!
ابتعد عنها وهو بالكاد يسيطر على توتره فزمت تالا شفتيها بعبوس فهي كانت متلهفة لقربه هذا كثيرا ...
" يلا قومي ذاكري ..."
قالها أمير وهو ينهض من مكانه قبل ان يكمل :
" وانا هطلب اكل لينا .."
اومأت براسها متفهمة ثم نهضت من مكانها واتجهت نحو غرفتها لتحضر كتبها وتبدأ في مذاكرتها ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
جلست على أرضية صالة الجلوس بجانب المدفأة كعادتها حينما تقرر أن تذاكر وتتدثر بلحاف ثخين للغاية ..
أما هو فكان جالسا على الكنبة يفكر بتلك الفيديوهات والطريقة التي سيتصرف بها مع ذلك المدعو حسن ...
أفاق من شروده ليجدها تذاكر بجدية دون أن ترفع عينيها عن الكتاب ...
تمتم وهو ينظر إليها :
" بحب قعدتك دي أووي ، بتحسسني بالأمان .."
التفتت له تنظر إليه بعينيها الدافئتين ثم همست له :
" طب متيجي تقعد جمبي .. وتجربها .."
أعجبته الفكرة وكأنه كان ينتظرها أن تطرحها عليه فنهض بسرعة من مكانه وتقدم نحوها .. جلس بجانبها على أرضية الغرفة بعدما أحتضنها من الخلف وأحاط جسديهما باللحاف ...
عادت تالا تذاكر بينما هو يراقبها بصمت .. كل شيء كان مثاليا بشكل غريب ...
عادت ذاكرته الى الخلف قليلا وتحديدا قبل أن تدخل تالا إلى حياته ..
كيف كانت حياته جامدة باردة لا دفء ولا روح فيها ..؟!
كيف كان هو يقضي جميع أوقاته في العمل ..؟!
لم يكن يعيش حياة طبيعية كالأن ..
نعم فالان هو يشعر بدفء غريب يحيط به .. راحة يتمنى ألا تنتهي ...
لا يريد أن يبتعد عن تالا .. يريدها دوما بجانبه .. حوله في كل مكان ..
يريد أن يقبلها بشغف ويمارس جنون الحب معها ...
يريد أن يحتضنها على الدوام .. أن يعيش بجانبها لسنوات لا تنتهي .. أن ينجب منها أطفالا يشبهونها ..
عند هذا الحد شعر بالصدمة من تفكيره وأين إتجه ... نبض قلبه بعنف وقد أدرك أخيرا أنه أحبها .. أحبها رغما عن كل شيء ... رغم ذلك الجمود الذي احتل قلبه لسنوات طويلة .. رغم كل التعقيدات المحيطة بها هي ..
" تالا ..."
غمغم بها بخفوت لتستدير نحوه ترمقه بنظرات متسائلة ليهتف بهدوء وصدق :
" أوعدك إني عمري مهدايقك .. وإني هجيبلك حقك من كل اللي أذوكِ ..أوعدك إني هكون سند ليكي طول العمري ومش هتخلى عنك مهما حصل .."
تطلعت إليه بحيرة ، لماذا يخبرها بهذا الأن ..؟! لكنها ابتسمت في النهاية وقالت بنبرة عفوية صادقة :
" مفيش داعي تقولي الكلام ده لإني عارفة إنك هتعمله ..."
أدراها نحوه وهمس لها بجانب أذنها :
" انا بحبك .."
تراجعت الى الخلف مصعوقة مما سمعته ، هل قال إنه يحبها ..؟!
ارتجفت شفتاها وهي تسأله بصوت متردد :
" انت قلت ايه ..؟!"
" قلت إني بحبك ..."
كررها مرة أخرى بثقة وإصرار لتلتزم الصمت بينما عيناه تنظران إليها بشوق جارف ..
سألها بخشونة وعيناه ما زالتا تأسران عينيها :
" مش هتقولي حاجة ..؟!"
أجابته وهي تتمنى ألا تبكي أمامه من فرط السعادة :
" شكرا ..."
ضحك بخفوت على عفويتها وقال :
" شكرا بس .. طب مش هتقوليلي إنك بتحبيني زي منا بحبك ..؟!"
قالت بلهجة عذبة والعبرات ترقرقت داخل عينيها :
" لو الحب إني أحس معاك بالأمان يبقى أنا بحبك ..
لو الحب إني أشوف الدنيا فيك يبقى أنا بحبك ..
لو الحب إني مقدرش أعيش من غيرك يبقى بحبك ..
قولي يا أمير ، هو الحب كده فعلا ..؟!"
أدمعت عيناه رغما عنه فإكتفى بإيماءة من رأسه دون أن يرد عليها ثم ما لبث أن هبط نحو شفتيها يقبلها برقة وعنف .. بلين وخشونة .. يقبلها بكل الطرق الممكنة .. يمنحها عشقا خالصا ظن أنه لن يمتلكه بعد الأن .. يمارس أبجديات عشقه على روحها وجسدها ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
يوشم جسدها وروحها بقبلاته وهمساته الصارخة بإسمها ..
كانت ليلة مثالية .. ليلة من العمر لن تتكرر بحياة أيا منهما ..
ليلة عاشها وكأنها أخر ليلة في عمريهما ..
احتضن أمير جسدها العاري بين أحضانه طابعا قبلة طويلة على جبينها متأملاً وجنتيها الحمراوتين بشغف خالص ... هو الأن يشعر أنه ملك هذا العالم ولا أحد أفضل منه بشيء ..
**
في صباح اليوم التالي ...
دلف أمير الى شقة ربى ليجدها جالسة على الكنبة وحيدة والحزن يسيطر على ملامحها ..
إقترب منها بخطوات مترددة ثم ألقى التحية عليها بخفوت قبل ان يسألها :
" فين الموبايل الي كسرته يا ربى ...؟؟"
تطلعت إليه بنظرات هازئة وهتفت بغضب تملك منها :
" هو ده السبب اللي يخليك تجيلي عشانه .."
" مالك يا ربى ..؟! بتتكلمي كده ليه ..؟!"
سألها متعجبا من ردة فعلها لتنهض من مكانه وتهتف به بتساؤل :
" هو امبارح كان ايه يا أمير ..؟!"
" كان يوم الخميس ..."
صححت له بتهكم :
" كانت ليلة جوازنا .."
حل الصمت المطبق عليه .. صمت قطعته هي حينما أكملت بمرارة :
" جوازنا اللي واضح انوا هينتهي قبل ميبتدي.."
لم يرد عليها بينما استرسلت هي في حديثها المتألم :
" تسيبني ليلة جوازنا على طول .. من غير متفسرلي السبب أو تفكر حتى تسأل عليا .."
تحدث أخيرا بصوت هادئ رزن :
" انا اسف يا ربى .. بس حصلت مشكلة و .."
" مع تالا طبعا ..؟!"
سألته بنبرة ذات مغزى ليومأ برأسه ويرد بجدية :
" ايوه مع تالا .."
" بتحبها يا أمير ..؟!
فاجئه سؤالها بشدة لكنه قرر الرد بوضوح دون مراوغة ، هو لن يخدعها او يكذب عليها :
" ايوه بحبها .."
" طب وأنا ..؟!"
سألته بعدم تصديق فهو بالفعل قد وقع في حب تلك الفتاة لتجده يأخذ نفسا عميقا قبل أن يرد بحيادية :
" انتِ مراتي اللي بعزها وبحترمها ..."
" بس ...؟!"
لم تجد ردا منه فإقتربت منه تهمس بضعف تمكن منها :
" أمير أنا بحبك ..."
رد عليها بصدق :
" أنا كمان كنت بحبك .. بس المشاعر بتتغير .. المشاعر مش بإيدينا .. انا بحب تالا يا ربى .. وده مش معناه اني بكرهك .. انتِ هتفضلي مراتي اللي بحترمها وليا معاها ذكريات جميلة .."
قاطعته بنبرة مشحونة :
" تفتكر ده هيكفيني ..؟! هيكفي وحدة حبتك من كل قلبها وكانت مستعدة تعمل أي حاجة عشان تكون معاك .."
" ربى انا اسف .."
هزت رأسها نفيا و الدموع اللاذعة تغطي وجنتيها لتقول بصوتها الباكي :
" ياريتني ما رجعت .. ياريتني ما رجعت ولا شفتك ولا اصلا حبيتك .."
حاول ان يقترب منها لكنها منعته بإشارة منها وإبتعدت عنه متجهة الى غرفتها ..
**
جلست تالا أمام التلفاز تتابع أحد الأفلام الرومانسية بسعادة كبيرة ...
كانت سعيدة للغاية وتفاصيل ليلة البارحة لم تتركها لحظة واحدة ...
تتذكر شغفه بها وحنانه معها .. تتذكر كل شيء ..
أغمضت عينيها وهي تتذكر قبلاته التي تناثرت بجنون على شفتيها ووجهها وجسدها ...
جسده الذي يحتضن جسدها بعشق خالص ...
تكراره لكلمات الحب والغرام على مسامعها ..
كل شيء كان رائعا بشكل يصعب وصفه ...
فتحت عينيها على صوت جرس الباب فسارعت لفتحه ظنا منها أن أمير هو الطارق ..
فتحت الباب لتتفاجئ بربى أمامها ..
سألتها دون أن تلقي التحية عليها :
" أمير فين ..؟!"
أجابتها تالا بتوتر :
" معرفش .."
مدت ربى يدها لها بالهاتف المحطم وقالت :
" ابقي اديله ده ، نسي ياخذه من عندي .."
تحركت ربى مبتعدة عنها الا أن سؤال تالا المضطرب أوقفها في مكانها :
" هو أمير كان بيعمل ايه عندك ..؟!"
إلتفتت نحوها ترمقها بنظرات حاقدة قبل أن تهتف ببرود :
" بيت مراته ، هيكون بيعمل ايه عندي مثلا .."
" مش فاهمة .."
قالتها تالا بعدم إستيعاب لتهتف ربى بقوة وتهكم :
" انتِ لسه متعرفيش ، انا وأمير إتجوزنا ..."
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
صدمتها كانت أكبر مما يتصورها أي أحد ..
احتاجت فترة طويلة كي تستوعب كلام ربى ..
لم تتصور يوما أن يخذلها أكثر الأشخاص قربا منها وأكثرهم أماناً بالنسبة لها ..
جلست على الكنبة بوهن وهي تحتضن جسدها بذراعيها وتتذكر كلمات ربى المختصرة قبل أن تغادر ..
لقد تزوج عليها ..
كيف إستطاع أن يفعل بها هذا ..؟! كيف خدعها بهذا الشكل ..؟!
أخذ جسدها يرتجف بشدة بينما الدموع أخذت طريقها على وجنتيها ..
ظلت تبكي حالها وسعادتها المفقودة ..
سعادتها التي يبدو أنها لن تحصل عليها أبدًا ...
ظلت تبكي لأكثر من نصف ساعة .. نصف ساعة من البكاء المتواصل قبل أن تنهض من مكانها وتقرر الرحيل ..
لا تعرف كيف استطاعت أن تلملم أغراضها وحاجيتها وتأخذ ملابسها الرثة القديمة وترحل ..
خرجت من العمارة واخذت تسير بلا وجهة محددة .. لا تعرف أين تذهب ..
هي وحيدة لا تعرف أحداً .. بائسة بدرجة محزنة ..
جلست على الرصيف وبجانبها حقيبتها تحتضن جسدها بذراعيها وتبكي بصمت ...
**
دلف أمير إلى الشقة ليجدها خالية تماما من أي أحد ...
بحث عن تالا في جميع الغرف لكنه لم يجدها فظن أنها خرجت لقضاء حاجة معينة ..
زفر نفسه بإحباط وهو يجلس على سريرها في غرفتها ينتظر قدومها حينما رن جرس الباب فإتجه مسرعا لفتحه ظنا منه أنها هي القادمة ..
فوجئ زياد بكرم أمامه والذي سأله مازحا :
" مش هتخليني ادخل ولا ايه ..؟!"
" اتفضل .."
قالها أمير بجدية وهو يفسح المجال لكرم كي يدخل ...
جلس كرم على الكنبة وأشار إلى أمير قائلاً:
" تعال اقعد هنا ، عايزك فموضوع مهم .."
" موضوع ايه ..؟!"
سأله أمير بحيرة ليرد كرم عليه بجدية :
" ماما .."
" لو باعتاك عشان تحنني عليها يبقى متتكلمش من الأساس .."
قالها أمير بضيق من إسلوب والدته الممل لكن كرم هز رأسه نفيا وقال بسرعة :
"لا ابدا ، انا جيت اقولك انوا ماما مراقبة مراتك لسبب انا معرفوش .."
اتسعت عينا أمير بعدم تصديق قبل أن يستوعب ما قاله كرم ثم سأله بسرعة :
" انت عرفت ازاي ..؟!"
أجابه بهدوء :
" شفت صور كتير لمراتك وهي معاك او خارجة لوحدها بالصدفة فمكتبها .."
اشتعلت عينا أمير بنيران الغضب والتوعد .. نهض من مكانه وهو يعد نفسه أنه لن يمرر ما حصل مرور الكرام ..
غادر الشقة غير مباليا بصياح كرم عليه متجها الى منزل عائلته كي يحاسب والدته على تصرفاتها..
**
كانت تالا تجلس على الرصيف تنظر الى المارة بملامح مرتعبة ..
فوجئت بإحدى السيدات والتي كانت تشتري الخضار من المحل اللي تجلس تالا بجانبه تقترب منها وتسألها بحزن على حالها :
" انتِ كويسة يا بنتي ..؟! قاعدة هنا ليه .؟!"
أجابتها تالا بصدق :
" معنديش مكان أروحله .."
شعرت السيدة بالشفقة لأجلها وقالت :
" طب هتفضلي قاعدة كده ولا هتعملي ايه ..؟!"
أجابتها تالا بنبرة حزينة تائهة :
" مش عارفة .."
اقتربت السيدة منها اكثر وقالت بحنو بالغ :
" انا مش هينفع أسيبك كده .. ايه رأيك تجي معايا ..؟!"
" أجي فين ..؟!"
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
سألتها تالا بلهفة لتجيبها السيدة بجدية :
" تجي مكان شغلي ، اصل أنا بشتغل خدامة ففيلا كبيرة .."
لمعت عينا تالا هي تقول بأمل تولد داخلها :
" انا كمان كنت بشتغل خدامة .."
" بجد ..؟! يعني ممكن تشتغلي معايا ..؟!"
اومأت تالا برأسها وقالت :
" اكيد أقدر .."
" طب قومي معايا يلا ..
جذبتها المرأة من يدها لتتنهد تالا براحة مبدئية فبالرغم من كل شيء قد وجدت هي من يساعدها ..
جرت حقيبتها خلفها وسارت بجانب السيدة الى المكان المنشود ..
وصلت الى هناك اخيرا لتجد المكان فيلا راقية للغاية ..
همست لها السيدة والتي تدعى جنان :
" استني أعرفك على توليب هانم ... لازم تشوفك وتوافق تشغلك .."
" هي ممكن متوافقش ..؟!"
سألتها تالا بصوت خائف لتقول جنان مطمئنة إياها :
" متقلقيش ، مش هترفض ان شاء الله .."
سارت الاثنتان سويا حيث توجد السيدة توليب في صالة الجلوس الرئيسية تتناول قهوتها ..
دلفت جنان تتبعها تالا حيث اقتربت جنان من توليب بينما بقيت تالا جامدة في مكانها تشعر بالخوف وعدم الراحة ...
تحدثت جنان بصوتها الجاد :
" دي تالا يا توليب هانم .. تحبي تتكلمي معاها قبل متوافقي تشغليها .."
اومأت توليب برأسها وهي تشير الى تالا قائلة :
" قربي يا تالا .."
اقتربت تالا منها بخطوات مترددة ووقفت أمامها لتسألها توليب :
" عندك كام سنه يا تالا ..؟؟"
أجابتها تالا بجدية :
" دخلت فالعشرين ..."
" متجوزة..؟!"
تطلعت تالا الى جنان بتردد قبل ان تعاود النظر الى توليب وتهز رأسها ثم تكمل فجاة :
" مؤقتا .."
" ازاي يعني مؤقتا ..؟!"
سعلت تالا قليلا قبل أن تهمس بخفوت :
" يعني انا هطلب الطلاق .."
حل الصمت المطلق للحظات قبل ان تهتف توليب بعملية :
" بتعرفي تشتغلي مش كده ..؟!"
أومأت تالا برأسها وقالت بسرعة :
" اكيد ... "
" خديها على الأوضة ترتاح شويه قبل متبتدي شغلها .."
قالتها توليب لجنات التي نفذت على الفور ما أرادته حيث جذبت تالا من يدها وسحبتها خلفها متجهة بها الى غرفة نومها ليلج أمير بعد لحظات ويقترب منها بنبرة عصبية قائلا :
" انتِ ازاي تسمحي لنفسك تراقبي مراتي ..؟!"
ابتلعت توليب ريقها وقالت بتوتر:
" كنت براقبها عشان أتأكد من سمعتها وإنها مش بتستغلك.."
صاح أمير بإنفعال :
" دي مراتي .. عارفة يعني إيه مراتي ..؟! يعني مش من حق أي حد يعمل معاها كده .."
" اهدي شوية يا أمير ... فيه حاجات مهمة لازم تعرفها بخصوص مراتك .. هي فين صحيح .. ؟!"
قالت جملتها الأخيرة بنبرة ذات مغزى ليجيبها بملامح متجهمة :
" فالبيت طبعا .."
" متأكد ..؟!"
سألته وهي بالكاد تكتم إيتسامتها الخبيثة ليسألها بفتور :
" انتِ عايزة ايه ..؟؟"
" لحظة .."
قاطعته وهي تحمل هاتف المنزل وتجري اتصالا بالمطبخ تخبر جنان بجدية :
" ايوه يا جنان .. اعملولنا انا وامير عصير وخلي البنت الجديدة تجيبهولنا ."
صاح أمير بغضب :
" عصير ايه وزفت ايه ..؟!"
" اقعد الاول .."
" مش قاعد وانا هروح حالا بس لازم تعرفي اني لو سمعت انك قربتِ من بيتي او مراتي مش هرحمك .."
" مراتك التانيه ولا الاولى .."
صدمه ما قالته بشدة فيبدو أنها تعرف بكل شيء .. ظل صامتا يرميها بنظرات حادة مشحونة قبل أن يهم بالرد عليها لكن دخول الفتاة وهي تحمل العصير جعله يسكت ...
وجد الفتاة تتقدم ناحيته بالعصير وما إن وصلت عنده حتى اصطدمت عيناها بعينيه لينظران الى بعضيهما بعدم تصديق ...
أوقعت تالا الصينية بمحتوياتها ارضا من شدة الصدمة بينما أخذت توليب
تبتسم بخبث ودهاء ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
الصدمة أخرست كليهما وجعلت الزمن يتوقف من حوليهما ...
كلاهما يتطلع إلى الأخر بملامح غير مصدقة ..
تالا لا تصدق أنها هربت من أمير لتجده أمامها ..
وأمير لا يصدق أن تالا هنا في منزل عائلته ..
أما توليب فجلست على الكنبة المقابلة لهما واضعة قدما فوق الأخرى تتابع ما يحدث بإنتصار شديد ..
قطع أمير أخيرا الصمت الذي طغى على أرجاء المكان وهتف مشيرا الى تالا الواقفة أمامه كالتمثال :
" انتِ بتعملي ايه هنا ..؟!"
ابتلعت تالا ريقها وقالت بعدما أخفضت عينيها أرضا :
" انا ...."
ولم تستطع التكملة ليهدر بها بقوة:
" انا بسألك ردي ...؟!"
جفلت تالا من صوته الغاضب بينما قاطعته توليب بقوة :
" بتشتغل هنا .. "
التفت نحو والدته يرمقها بنظراته المندهشة يسألها بنبرة غير مصدقة :
" انتِ بتقولي ايه ..؟!"
أجابتها وهي تشير بيدها إلى تالا التي ودت لو تنشق الأرض وتبتلعها :
" اسألها لو مش مصدقني ، مراتك بتشتغل عندي .. خدامة .."
وضغطت على حروف الكلمة الأخيرة لينقل بصره نحو تالا ويسألها بصرامة :
" الكلام ده صحيح يا تالا ..؟!"
اومأت برأسها وهي ما زالت مخفضة عينيها أرضا ليعاود النظر الى والدته ويسألها بنفور :
" دي خطتك الجديدة .. صح ..؟!"
نهضت توليب من مكانها وتقدمت نحوه تخبره بثقة :
" انا مليش دعوة بكل ده .. مراتك هي اللي هربت منك وعاوزة تتطلق كمان .."
نظر إلى تالا وسألها بصوت متردد :
" الكلام ده صحيح يا تالا ..؟! انتِ هربتي مني ..؟!"
اومأت تالا برأسها دون أن ترفع بصرها إليه ليكمل بصوت محتقن :
" وعايزة تطلقي ..؟!"
رفعت تالا بصرها في وجهه وتأملت نظرات الحزن والصدمة داخل عينيه لتهتف بصوت ضعيف :
" ايوه انا عايزة اتطلق .."
" ليه ..؟!"
سألها والدهشة ما زالت تسيطر عليه بكل قوتها لتهتف أخيرا بعد صمت استمر للحظات :
" انا عرفت إنك إتجوزت ربى عليا .."
اتسعت عيناه بعدم تصديق ، هل علمت بزواجه من ربى ..؟! ولكن كيف ..؟!
التفت نحو والدته يهتف بها بعصبية شديدة :
٠ انتِ اللي قلتيلها .. مش كدة ..؟!"
قبل ان ترد توليب تحدثت ربى قائلة بهدوء يناقض الموقف :
" ربى هي اللي جتلي وبلغتني بده ، بعد ما جابتلك الفون اللي كسرته فشقتها "
هزت توليب كتفيها وهتفت بثقة :
" شفت انوا مليش دخل فأي حاجة وإنك بتظلمني على طول .."
لم يجبها أمير بل مسك تالا من كفها وهم بتحريكها خلفه لكنها لم تتحرك وراءه ..
نظر إليها وقال بحزم :
" احنا لازم نمشي من هنا .. ولازم تسمعيني .."
جذبت كفها بعيدا عن يده وهتفت بضيق :
" انا مش عايزة اسمع حاجة ، انا سمعت كل اللي لازم اسمعه وخلاص .. "
ثم إلتفت نحو توليب تسألها بحيرة :
" هو حضرتك تعرفي أمير منين ..؟!"
أجابها أمير نيابة عن توليب :
" توليب هانم تبقى أمي .."
التفتت تالا نحو أمير تنظر إليه بذهول قبل أن تنطق بنبرة متقطعة :
" أمك أنت يا أمير .."
اومأ برأسه وقال :
" خلينا نمشي يا تالا ، نمشي وأنا هفهمك كل حاجة .."
نظرت تالا الى توليب التي تتابعها بملامح باردة ثم هتفت مشيرة إلى أمير :
" مش عايزة افهم حاجة يا امير ، وارجوك سيبني ارجع لشغلي .."
" بقولك ده بيت أهلي وإنتِ مراتي .. شغل ايه اللي ترجعيله ..؟!"
قالها أمير بنفاذ صبر وعصبية ارتجف جسد تالا على أثرها ..
ثم أكمل بصوت صارم حاد :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" قدامي ..."
اضطرت تالا لأن تستمع الى حديثه فسارت بخطوات متخاذلة أمامه واتجهت معه خارج الفيلا ...
جلست بجانب أمير في سيارته الذي قادها بسرعة عالية وصمت تام بينما عقله يفكر بما حدث وكيف علمت تالا بزواجه ...
اضافة الى ربى التي كشفت كل شيء دون على او اذن منه...
**
دلفت تالا الى الشقة يتبعها أمير الذي أغلق الباب خلفه بعنف جعل جسد تالا يهتز لا اراديا ..
اقترب منها وأدارها نحوه يهتف بها بنبرة معاتبة :
" ازاي تعملي كده يا تالا ..؟! ازاي تفكري تسيبيني وتهربي مني ..؟!"
أجابته وهي تخفض عينيها أرضا :
" مكنش قدامي حل غير ده ، انت اتجوزت عليا .. "
ثم رفعت بصرها نحوه وأكملت بينما الدموع ترقرقت داخل عينيها :
" انت وعدتني انك هتفضل جمبي ومش هتأذيني وفالأخر طلعت متجوز عليا .. انت وجعتني اووي ..."
شعر بمدى فداحة الخطأ الذي إرتكبه في حقها .. كان عليه أن يخبرها بكل شيء منذ اليوم الأول ويشرح لها ما حدث ..
" انا اسف يا تالا ، انا عمري ما كنت حابب أوجعك .. كل حاجة حصلت غصب عني وإضطريت أخبي عنك عشان مجرحكيش.."
هطلت الدموع من مقلتيها على وجنتيها بغزارة ليقول بصوت مشحون بالعاطفة التي لا يهديها لسواها :
" تالا انا بحبك وعمري ما كنت هعمل حاجة تأذيكي .. جوازي من ربى ليه اسباب مهمة .. مش مجرد جواز وخلاص .."
سألته بصوت خافت مرتجف :
" أسباب زي إيه ..؟!"
أجابها بنفس الخفوت :
" مش هقدر أقولك ..."
رمقته بنظرات معاتبة ليجذبها نحو جسده ويحتضنها بقوة يردد على مسامعها ما تتمنى سماعه :
" انا بحبك يا تالا .. بحبك جدا ومش عايز حاجة من الدنيا غيرك .. جوازي من ربى سببه مختلف وخاص بيهه هي ، مش هينفع اقولهولك بس خليكي متأكدة إني مش بحب حد غيرك ..."
ثم طبع قبلة على جبينها لترمقه بنظرات يائسة وهي تفكر إنها تحبه رغم كل شيء ولا تريد خسارته ...
ولكن كيف ستتصرف وماذا ستفعل الأن ..؟!
" طب دلوقتي هيحصل ايه ..؟!"
سألته بنبرة تائهة ليجيبها بجدية :
" انا مقدرش اقولك اني هطلقها .. لاني مش حابب اظلمها .. بس "
صمت لوهلة قبل أن يكمل :
" بس لازم تعرفي اني هعمل المستحيل عشان تكوني راضية وسعيدة .. انا اليومين دول بمر بفترة صعبة .. حاولي تستحمليني لغاية ما احل المشاكل اللي حواليا ..."
اومأت تالا برأسها رغم عدم إقتنعاها بما قاله...
" انا هضطر اقفل الباب قبل ما اخرج .."
" انتَ هتحبسني ..؟!"
سألته بملامح شاحبة وصوت متحشرج ليجيبها بسرعة :
" مش حكاية كده ، بس انا هطمن اكتر لما اقفلها .."
أشاحت تالا وجهها بعيدا عنه بينما اتجه امير خارج الشقة وأغلق الباب بالمفتاح جيدا عليها فهم رغم كل شيء يخاف من أن تفعلها وتهرب مرة اخرى ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أوقف أمير سيارته أمام العمارة التي تقطن بها ربى ...
هبط من سيارته واتجه مسرعا الى الطابق الذي توجد به الشقة ..
فتح الباب وولج الى الداخل واتجه الى غرفة النوم ليجد ربى هناك تجهز حقيبة سفرها ...
تنحنح مصدرا صوتا يدل على وجوده لكنها لم تلتفت له ..
ناداها بصوته الهادئ قائلا :
" ربى ..!"
توقفت عما تفعله وإلتفتت نحوه ترمقه بنظرات حزينة شعر بها فإقترب منها محاولا السيطرة على غضبه بسبب ما فعلته وسألها بنبرة متشنجة :
" مالك يا ربى ..؟! وايه الشنطة دي ..؟!"
أجابته بنبرة باردة :
" مسافرة .."
سألها متعجبا مما قالته :
" مسافرة فين ..؟!"
ردت بهدوء مقتضب:
" راجعة من المكان اللي جيت منه يا أمير .."
سألها بصوت ثابت متزن :
" ليه ..؟!"
" كده احسن ، ليا وليك .."
تأملها قليلا متأملًا عينيها المنتفختين وملامحها المرهقة ، لقد أذاها دون قصد ، ولكنه لم يكن قاصدا أن ينساها أو أن يحب غيرها ..
كل شيء حدث دون إرادة منه أو تخطيط ...
" انا اسف ..."
همس بها أمير بنبرة صادقة لتهتف بجدية وصمود :
" متعتذرش يا أمير ، اللي حصل حصل ، واللي حصل مكانش بإيدك .."
" هو مكانش بإيدي فعلا .. "
أكد أمير لها ما قالته لتومأ برأسها متفهمة قبل أن تهتف بإعتذار :
" انا اسفة إني بلغتها خبر جوازنا بالشكل ده ، انا كنت متعصبة ومش عارفة بعمل ايه .."
" حصل خير ، قدرت أتلافى الموضوع ، وأهو عدا على خير .."
طريقة كلامهما ونظراتها المتبادلة أكدت لربى أنهما باتا غريبين تماما عن بعضيهما ...
لم يعودا كما كانا مهما حدث ...
أمير تغير كثيرا وبات شخص أخر بوجود تالا ..
وهي بالرغم من حبها الصادق له تغيرت ايضا ...
حسمت أمرها أخيرا وقررت أن تنفذ ما أرادته .. رجوعها الى هنا كان خطأ والإستمرار به خطأ اكبر ...
هتفت اخيرا بصوت جامد لا حياة فيه :
" طلقني .."
**
خرج أمير من عند ربى وهو يشعر براحة كبيرة تغمره ..
لقد تحدث مع ربى بعدما طلبت الطلاق ..
أخبرها أنه مستعد أن يفعل لها ما تريده ..
أن يكون سندا لها وأن يدعمها في أي شيء ...
وهو كان صادق بحق معها فربى لا تستحق منه شيئا سيئا ...
ربى بدورها كانت مصرة على الطلاق فهي ليست من النوع الذي يربط نفسه بعلاقة مؤذية كهذه .. علاقة نهايتها مجهولة ..
خرج أمير من عندها بعدما ألقى قسم الطلاق عليها ..
خرج وهو يشعر بالإرتياح فحياته بدأت تستقر ومشاكله خفت تدريجيا ..
قاد سيارته عائدا الى تالا .. يريد أن يراها ويخبرها بما حدث ..
وصل الى هناك بعد حوالي نصف ساعة ليجدها موجوده في صالة الجلوس ويبدو عليها الملل والضيق الشديدين ...
اقترب منها وهو يهتف بنبرة مرحة :
" الجميلة عاملة ايه ..؟!"
نهضت من مكانها وإقتربت منه تسألها بغضب صامت :
" كنت فين..؟!"
أجابها وهو يتأملها مليا :
" كنت عند ربى .."
لمعت عيناها بشراسة وهي تجيبه :
↚
" بتعمل ايه عندها ..؟!"
" تالا ، ممكن نتكلم شوية ..؟!"
هتف بها أمير وهو يحاول مسكها من ذراعها لتبعد ذراعها منه وتعقد ذراعيها أمام صدرها وتهتف بحزن :
" يعني خرجت وحبستني هنا وكمان كنت عند مراتك التانيه .."
" طب مش تعرفي انا كنت بعمل ايه عندها ..؟!"
قاطعه بسرعة :
" مش عايزة اعرف ، راجل رايح لمراته ، هيعمل ايه عندها مثلا ..؟!"
ابتسم رغما عنه بسبب غيرتها الواضحة عليه قبل أن يهتف بهدوء جلي:
" ربى طلبت الطلاق ..."
لمعت عيناها رغما عنها وهي تسأله بلهفة :
" بجد ..؟! وانت عملت ايه ..؟!"
أجابها بعد صمت استمر لفترة طويلة قاصدا منه أن يخيفها :
" طلقتها .."
قالتها وقد لمعت مقلتيها لا اراديا ليومأ برأسه فتطلق تنهيدة مرتاح قبل أن ترمي بنفسها بين أحضانه ..
**
مو الوقت سريعا وجاء المساء ...
كانت تالا تذاكر كعادتها وأمير يعمل على حاسوبه الشخصي رغم تفكيره المستمر في حل لمشكلة تالا مع ابن عمها ..
لقد أخرج شريحة الهاتف ووضعها في هاتفه الجديد منتظرا اتصال من ذلك المدعو حسن ... لكنه لم يتصل بعد ..
وبالرغم من كل هذا كان قد اتفق مع فراس أن يبحث عن حسن وعائلته في كل مكان عله يجدهم ..
رفعت تالا بصرها عن الكتاب لتجد أمير شاردا قليلا فهتفت بإسمه :
" أمير .."
أبعد أنظاره من فوق شاشة الحاسوب وتمتم بهدوء :
" نعم .."
" إيه رأيك أعملك أنا العشا النهاردة ..؟!"
قالتها بترجي شديد فهي تتمنى أن تتصرف مثل أي زوجة طبيعية وتجهز طعام العشاء له لكنه عارضها كالعادة وهو يبرر لها :
" يا حبيبتي قلنا اهم حاجة دراستك دلوقتي ، لما تخلصيها ابقي اطبخي براحتك .. وانا هطلب العشا من المطعم اللي بتحبيه كالعادة .."
زمت شفتيها بعبوس ليقول لها بخبث :
" الحق عليا إني بحاول أريحك واخلي وقتك كله للدراسه عشان تجيبي المجموع اللي بتتمنيه وتنجحي بتفوق .."
وجد عينيها تلمعان كالعادة حينما يأتي على ذكر موضوع التفوق والمعدل العالي لتهتف أخيرا بإقتناع :
" معاك حق ، الدراسة دلوقتي اهم من اي حاجة دلوقتي .."
ابتسم بهدوء ليكمل بجدية :
" قوليلي يا تالا حابة تدخلي كلية ايه بما إنك السنة الجاية ثانوية عامة وكده يعني ..؟!"
أجابته بعدما أطلقت تنهيدة طويلة :
" صيدلة ، حابة ادخل صيدلة .."
" حلوة الصيدلة جدا .."
قالها داعما إياها في رغبتها لتبتسم بسعادة ...
سمعا صوت جرس الباب يرن فنهض أمير لفتحه ليجد كرم أمامه ، رمقه بنظرات جامدة قبل ان يخرج إليه ويغلق الباب خلفه .
هتف كرم بإحراج :
" مش هتقولي اتفضل ..؟!"
رد أمير بحدة :
" لا مش هقولك ، خير ..؟ عايز ايه ..؟!"
أجابه كرم بخفوت وخجل شديدين :
" انا جيت عشان أعتذرلك ، انا والله ما كنت اعرف انوا ماما جايبة مراتك بتشغلها عندنا ، هي بس طلبت مني أروح أبلغك بالكلمتين دول وأنا نفذت .."
عقد أمير ذراعيه أمام صدره وقال :
" ودي خطة جديدة منكم ولا ايه ..؟!"
زفر كرم أنفاسه بضيق وقال :
" يا أمير انت مش واعي للي بتعمله .. دي وحدة كانت بتشتغل خدامه عندك .. انت واعي للي بتقوله ..؟!"
صاح أمير بها بتحذير :
" لحد تالا وتلزم حدودك يا كرم ، دي مراتي ، عارف يعني ايه مراتي ..؟!"
نظر إليه كرم بضيق قبل أن يهتف ببرود :
" بس خدامة وماضيها هيفضل ملاحقها يا أمير وانت من حقك تكون ام اولادك ست ليها ماضي نظيف .."
رد أمير بقرف منه ومن تفكيره :
" انا مش مصدق طريقة تفكيرك .. هي تالا كانت بتعمل ايه بالضبط ..؟! دي كانت بتشتغل شغلانه شريفة .. شغلانه تحمي سمعتها وشرفها .. بس هي طبعا مش هتعجبك لانها مش زي الصايعات اللي انت بتعرفهم .."
" انا جيت عشان أعتذر بس واضح إنوا وجودي غير مرغوب فيه ، عن إذنك .."
قالها كرم وهو ينسحب من المكان تاركا أمير لوحده والذي رن هاتفه بعد لحظات بإسم فراس ..
أجاب على الإتصال وهتف به بنبرة متعبة :
" اهلا يا فراس ، خير ..؟!"
أجابه فراس بجدية:
" لقيت ابن عن مراتك يا أمير .."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
هو فين ..؟!"
سأله أمير بعصبية مكتومة ليرد فراس بجدية :
" تمام هديهولك .. بس احكيلي ، انت عايزه فإيه ..؟! "
زفر أمير نفسه بضيق وقال ببرود :
" هبقى احكيلك بعدين .. المهم اديني العنوان .."
أعطاه فراس العنوان فأغلق أمير الهاتف في وجهه واتجه عائدا الى شقته ..
دلف أمير مسرعا إلى شقته وإتجه نحو غرفة نومه تحت أنظار تالا المتعجبة ...
أخرج مسدسه من الخزانة ووضعه داخل جيب بنطاله ثم أجرى إتصالًا سريعا بمجموعة من الرجال الذين إتفق معهم مسبقا على أن يجهزوا أنفسهم للهجوم عليه ...
طلب منهم أن ينتظروه عند منزله ثم خرج مسرعا من الشقة غير أبه بنظرات تالا الحائرة وقلقها مما يحدث ..
ركب أمير سيارته وقادها متجها الى المكان المنشود ...
وصل إلى هناك ليجد رجاله ينتظرونه على بعد مسافة من المنزل ...
أشار برأسه لهم طالبا منهم أن ينتظروه هنا ثم إتجه نحو المنزل الصغير للغاية وطرق على الباب لتفتح له والدة حسن الباب بعد لحظات ...
شهقت بقوة وهي تحاول غلق الباب في وجهه لكنه دفعها بقوة ودلف الى الداخل صارخا بصوته الجهوري المخيف :
" ابنك فين ..؟! حسن فين ..؟!"
خرج حسن من غرفته ليتفاجئ بأمير أمامه فقال على الفور :
" لو عملتلي اي حاجة انا هنشرلك الفيديوهات بكل حتة .."
جذبه أمير من قميصه ولكمه بقوة قبل أن يصرخ به :
" بتهددني يا حيوان ، فاكرني هخاف من تهديداتك .."
سقط حسن أرضا ليعاود أمير جذبه نحوه ولكمه عدة مرات وسط صراخ والدة حسن وأخواته ..
أخرج أمير المسدس من جيبه بعدما هلك حسن تماما ثم صوبه نحوه لتقترب منه والدة حسن وتتوسله :
" ارجوك متقتلوش ، ده ابني الوحيد ومليش غيره ..."
التفت نحوها هاتفا بصوت كاره حاقد :
" وتالا مراتي اللي اغتصبها .."
" كانت غلطه .. والله غلطه .."
صاح بها أمير حتى كادت أوتاره الصوتيه أن تتمزق :
" غلطة ..؟! بتسمي عملة ابنك السودة دي غلطه ...؟!"
ثم أكمل بقرف وإشمئزاز :
" انتوا ايه ..؟! ازاي تعملوا كده ..؟! دي وحدة يتيمه .. ازاي جالكم قلب ..؟! ازاي ..؟!"
قالت والدة حسن بسرعة :
" انا هديك كل حاجة ، الفيديوهات وكل حاجة بس سيبه .."
" هاتي الفيديوهات حالا .."
اومأت برأسها عدة مرات وهي تتجه نحو غرفتها لتخرج الفيديوهات من المكان الذي خبأتها فيه ...
أعطته الفيديوهات بأنامل مرتجفة ليأخذها منها ويحطمها داعسا عليها بقدميه ...
قبض على حسن مرة اخرى وجره خلفه متجها به الى سيارة رجاله حيث أمرهم غير أبها بصراخ والدته وتوجيها:
" خدوه المكان اللي اتفقنا عليه ، وخليكم معاه لحد ما أشوف هعمل فيه ايه .."
نفذ الرجال أوامره على الفور بينما عاد أمير وركب سيارته وقادها متجها الى شقته فهو بحاجة لأن يفكر كثيرا بما حدث ...
هناك وصل أمير الى الشقة ليجد تالا نائمة اقترب منها بعدما خلع سترته وتمدد بجانبها محتضنا إياها ...
أخذ يفكر بحسن وكيف سيأخذ حق تالا منه ..
هو لا يتسطيع الابلاغ عنه لأنه سيفضح تالا بهذه اللحظة ...
وهو لن يجرح تالا ابدا ..
هي لن تتحمل جرحا او صدمة كهذه ..
وجد نفسه في حيرة كبيرة .. بين المطرقة والسندان ..
والمشكلة الأكبر أنه لا يوجد احد قادر أن يساعده في إتخاذ القرار المناسب ..
أغمض عينيه محاولا أن ينام ولو قليلا حتى لكنه لم يستطع ..
يريد الثأرلرجولته وتالا بأي طريقة ...
اعتدل في جلسته واضعا رأسه بين كفيه يفكر بهدوء لا يصل إليه مهما حدث ...
رفع وجهه نحو الأعلى متأملًا السقف بملامح مضطربة قبل أن تتشنج ملامحه كليا وهو يتذكر تلك الفيديوهات اللعينة ..
تشنج سرعان ما جعله ينهض من مكانه ويتجه الى ذلك الحقير كي يفرغ غضبه به ...
**
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
في صباح اليوم التالي ..
استيقظت تالا من نومها لتجد الفراش مبعثرا قليلا ففهمت على الفور أن أمير كان نائم هنا .. ابتسمت بسعادة وهي تتمطى من فوق سريرها وتتجه خارج الغرفة ظنا منها أنه في صالة الجلوس او ربما في المطبخ ..
بحثت عنه في ارجاء الشقة لكنها لم تجده .. اتجهت نحو غرفتها مرة أخرى وبحثت عن هاتفها قبل أن تجده وتقرر إجراء اتصال به تسأله عن سبب غيابه لكنه لم يرد عليها ...
ازداد القلق في داخلها أضعافا فجلست على الكنبة تحاول الإتصال به مرار لكن دون رد ..
سمعت صوت جرس الباب يرن فنهضت مسرعة نحو الباب ظنا منها أنه هو الطارق ..
فتحت الباب لتجحظ عيناها بصدمة فوالدة حسن أمامها وبجانبها إبنتها الكبرى ...
ابتلعت ريقها بتوتر بينما قالت زوجة عمها بحزن :
" مش هتقوليلنا اتفضلوا ..؟!"
فسحت تالا لهما المجال رغم توترها وهتفت بإضطراب :
" اتفضلوا .."
دلفت والدة حسن إلى الداخل تتبعها إبنتها التي أخذت تتأمل الشقة بملامح مندهشة فيبدو أن زوج تالا شديد الثراء بشكل لم تتوقعه ..
وقفت والدة حسن أمام تالا تنظر إليها برجاء خالص وتقول :
" خلي جوزك يسيب ابني يا تالا .. انا عارفة انوا غلط وغلطه كبير كمان ... بس أرجوكِ انا مليش غيره .."
" انتِ بتقولي ايه ..؟! أمير ماله ومال حسن ..؟!"
سألتها بصوت مرتجف والقلق بدأ يدب داخل أعماقها فأجابتها الإبنة نيابة عن والدتها :
" جوزك عرف انوا حسن هو اللي اغتصبك .. "
اتسعت عينا تالا بصدمة وأخذت تهز رأسها يمينا وشمالا بعدم تصديق قبل أن تقول بصوت متقطع :
" انتِ بتقولي ايه ..؟؟ حسن اغتصبني ازاي ..؟!"
أجابتها الإبنة بخبث :
" اغتصبك بعد ما كان بيحطلك المخدر فالأكل وصورك كمان وبعت الفيديوهات لجوزك .."
شهقت تالا باكية غير مصدقة لما تسمعه بينما هتفت والدة حسن برجاء وتوسل شديدين :
" أرجوكِ خليه جوزك يسيبه .. حسن ابني الوحيد وجوزك عايز بموته .."
ورغم بكائها وإنهيارها وعت تالا لكلمات والدة حسن فأمير في خطر وقد يفعل شيئا يهدد حياته ..
" هو عمله ايه ..؟!"
سألتها بسرعة برغم نبرتها الباكية لتجيبها والدة حسن :
" خده لمكان معرفش عنه حاجة .. الكلام ده امبارح وانا خايفة يكون موته ..."
" بس انا معرفش حاجة عن أمير من إمبارح .."
قالتها تالا بنبرة تائهة مضطربة وهي تفكر في المكان الذي قد يذهب أمير إليه ..
لم تعرف ماذا يجب أن تفعل ومن تسأل قبل أن يخطر على بالها شخص تسأله عن مكان وجوده ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
كانت تالا تنتظر جوابا من فراس على إتصالها .. حمدت ربها أنها تحمل رقمه في هاتفها بعدما أعطاه أمير لها في إحدى المرات حيث أخبرها أن تتصل به إذا احتاجته في أمر ما ولم يرد عليها ..
جاءها رد فراس بعد لحظات قائلا بصوته الرخيم :
" اهلا مدام تالا ، اتفضلي ..؟!"
أجابته تالا بتوتر بالغ :
" اهلا استاذ فراس ، انت عارف أمير فين ..؟! بتصل بيه مش بيرد ..."
أجابها فراس بجدية متعجبا من صوتها المذعور :
" لا والله معرفش ، هو فيه حاجة حصلت ..؟!"
أجابته وهي تنظر إلى زوجة عمها بتوجس :
" أمير أخد ابن عمي وهيقتله واحنه لازم نلحقه بسرعة .."
انتفض فراس من مكانه قائلا بسرعة وعدم تصديق :
" انتِ بتقولي ايه ..؟! يقتله ليه ..؟!"
توترت ملامح تالا أكثر وهي تجيبه بخفوت :
" دي حكاية طويلة ، مينفعش تعرفها عالفون والأفضل إنوا أمير يحكيهالك .."
ثم أردفت برجاء خالص :
" بس أرجوك إلحقه ..."
قال فراس بجدية محاولا طمأنتها :
" طب اهدي .. هدي وأنا هتصرف .."
أغلقت تالا الهاتف ونظرت الى زوجة عمها وابنتها بضيق قبل أن تهتف بنفور. :
" انا كلها فراس صاحب أمير وهو هيحاول يلحقه .."
" ولو ملحقوش ، ابني يموت..؟!"
قالتها والدة حسن بغضب لترميها تالا بنظرات كارهة قبل أن تهتف بجدية وقوة لا تعرف من أين جائتها فجأة هكذا :
" باذن الله هيلحقه ، مينفعش أمير يوسخ إيده فواحد زيه أصلا .. أما من ناحية إنوا يموت فهو هيموت بكل الأحوال لانوا عقوبة المغتصب هي الإعدام .."
تطلعت إليها والدة حسن بحقد بينما رمتها أخته بنظرات جانبية قبل أن تهتف بوالدتها :
" يلا بينا يا ماما ، خلينا نمشي من هنا ..."
تحركت الاثنتان خارج الشقة لتبقى تالا لوحدها وهنا لم تستطع المقاومة والصمود أكثر حيث إنهارت بشدة وأخذت تبكي بصوت عالي ...
كيف فعلوا بها هذا ..؟! كيف إغتصبوا شرفها بهذه الطريقة البشعة ..؟!
مالذي فعلته لهم ..؟! مالذي فعلته كي تستحق لأجله شيء كهذا ..؟!
زادت شهقاتها إرتفاعا وهي تتذكر أمير .. هو لم يخبرها بأي شيء ..
لقد تحمل كل شيء لأجلها .. رضي بها بعدما علم بكل ما حدث ..
لم يحاسبها او يعاقبها أبدا .. لم يشعرها ولو للحظة واحدة بإنها هكذا ..
أغمضت عينيها وهي تفكر في داخلها ، مالذي فعلته في حياتها لتستحق رجل كهذا ..؟! هطلت دموعها من وجنتيها بغزارة شديدة وهي تدعو ربها أن يلحق فراس به وينقذه من إرتكاب جريمة شنعاء كهذه ...
**
توقف أمير أخيرا عن ضرب حسن بعد ليلة طويلة قضى معظمها وهو يضربه ويعذب فيه ..
كلما توقف عما يفعله تعاود ذكرى إغتصاب ذلك الحقير لتالا اللجوء إليه فيعاود تعذيبه أكثر ...
إبتعد عنه وهو يأخذ نفسه عدة مرات ، لقد بذل مجهودا خرافيا هذه الليلة ..
أما حسن فكان ممددا على الأرضية الدماء تغطي كامل وجهه ومعظم اجزاء جسده ..
بالكاد كان يستطيع التنفس ..
اقترب من أمير أحد رجاله وهتف بجدية :
" كفايه عليه كده يا أمير بيه .. كده هيموت بين إيديك.."
قال أمير وهو ينظر إليه بقوة :
" خليه يموت .. أنا عايزه يموت ..."
تطلع الرجل إليه بحيرة وقال :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" انت كده بتدمر نفسك و بتنهي حياتك ..."
في نفس اللحظة اقترب منه رجل أخر من رجاله وقال له وهو يشير الى هاتفه الذي يحمله بيده :
" فراس بيه بقاله ساعه بيتصل ...."
" هات الفون .."
قالها أمير وهو يأخذ الهاتف من يده قبل أن يهتف بسرعة بعدما أجاب عليه :
" نعم يا فراس .."
" انت فين ..؟!"
" عايز ايه ..؟!"
" قولي انت فين يا أمير بسرعة وإياك تعمل لحسن ده حاجة .."
زفر أمير نفسه بضيق وقال بصلابة :
" هديك العنوان ده بس لأني محتاج حد معايا دلوقتي ..."
ثم أعطاه العنوان ليأتي فراس إليه بعد حوالي ثلث ساعة .. ركض نحوه قائلا بينما يرمي حسن الفاقد للوعي بنظرات جانبية :
" انت كويس ..؟!"
اومأ أمير برأسه دون أنً يرد ليهتف فراس مشيرا إلى حسن بيده :
" هو مات ولا إيه ..؟!"
أجابه أمير بإقتضاب :
" إياك تقتله يا أمير .. انا لسه مش فاهم هو عمل ايه بس بلاش تقتله .. كده هتضيع نفسك.."
" مقدرش ، لازم أقتله .."
قالها أمير بنبرة حاقدة ليطلب فراس من الرجال أن يخرجوا من المكان كي يبقى مع أمير لوحده ويفهم منه ما يجري بالضبط وما فعله ذلك المدعو حسن ..
خرج الرجال من المكان وبقي فراس مع أمير لوحديهما ...
سأله فراس بصوت جاد:
" احكيلي ، هو عمل ايه ..؟!"
أجابه أمير بمرارة :
" مش هقدر أقول ، مش هقدر .."
فهم فراس ما يريد أمير قوله فإبتلع ريقه وسأله بتردد :
" معقوله عمل كده ، معقوله ؟!"
اومأ أمير برأسه وهو يخفض بصره أرضا ليتنهد فراس بحرارة قبل أن يقول بتوسل :
" انت لازم تهدى يا أمير ، القتل مش حل .."
صرخ أمير به وقد نفذ صبره بالكامل وفقد كامل حياديته :
" انت عايزني اعمله ايه ..؟! اسامحه ..؟! أسيبه ..؟! ده واحد اغتصب مراتي ، فاهم يعني إيه إغتصبها .. المفروض أقتله وفورا .. من غير تفكير حتى .. ده دمر حياتها .. وإغتصب شرفها .. "
اومأ فراس برأسه وقال متفهما حالة أمير ووضعه :
" انا فاهمك يا أمير ، وفاهمك اوي كمان .. بس لو قتلته دلوقتي هتخش السجن ومراتك كده هتضيع ... يبقى كده معملناش حاجة .."
" يعني أسيبه يا فراس .. أسيبه بعد كل اللي عمله ..؟!"
قالها أمير غير مصدقا لما يسمعه ليهتف فراس وهو يسحبه جانبا :
" لا متسيبهوش بس متقتلوش ..،"
" يعني ايه ..؟!"
سأله أمير بعدم إستيعاب ليرد فراس بجدية :
" هقلك ، انت ممكن تلبسه اي تهمة تحبها وتسجنه .. وبكده هنخليه يتعاقب من غير متضطر تدخل سمعتك وسمعة مراتك فالموضوع .. ولا توسخ ايدك فيه .."
تطلع إليه أمير بتفكير بينما قال فراس بجدية :
" متضيعش نفسك عشان واحد قذر زيه وانت فإيدك تنتقم منه بطريقة تانيه .. فكر كويس فكلامي وهتلاقي انوا معايا حق .."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
دلف أمير الى الشقة بخطوات مرهقة .. جذب أنظاره جلوس تالا على الكنبة تحتضن جسدها بذراعيها ويبدو أنها تبكي بصمت ..
رفعت عينيها بعد لحظات لتظهر أمامه منتفختين حمراوتين بشكل جعل قلبه ينبض بألم ..
اقتربت منها مسرعا وأحاط وجهها بكفيه وهتف بنبرة جزعة :
" مالك يا تالا ..؟! بتعيطي ليه ..؟!"
أجابته من وسط شهقاتها المتتالية :
" ليه مقولتليش ..؟! ليه كذبت عليا ..؟!"
فهم على الفور ما ترمي إليه فمسح وجهها بأنامله وهتف بجدية :
" مكنتش حابب أجرحك .. مكنتش حابب أشوف دموعك دي .."
سألته بصوت متحشرج :
" ليه مطلقتنيش بعد اللي عرفته ..؟!"
قاطعها بقوة :
" هش متقوليش كده .. انا عمري مفكرت اطلقك ولا هفكر .."
" ليه ..؟!"
سألته بصوت باكي مرتجف ليرد بصدق :
" لإنك كل حياتي ولإنوا اللي حصل ده أخر همي .."
عادت تبكي بصوت عالي فجذبها نحوه مشددا من إحتضانها هاتفا بها :
" اهدي يا تالا .. اهدي يا حبيبتي .."
كان يشعر بها .. بتمزقها .. هو يشعر بكل شيء تمر به لهذا لم يرد إخبارها بالحقيقة كي لا يجرح مشاعرها ويؤلم إحساسها ..
إبتعدت تالا عنه بعد لحظات وأخذت تنظر إلى عينيه السوداوين بملامح مرهقة حزينة قبل أن تسأله بهلع وقد تذكرت أمر إختطافه لحسن :
" انت قتلته ..؟!"
هز رأسه نفيا بسرعة وقال محاولا طمأنتها :
" مقتلتوش .. متقلقيش .."
" أمال عملتله ايه ..؟!"
سألته بخوف ليرد بهدوء خطير :
" سبته .."
تنهدت بإرتياح ليكمل بعدم تصديق :
" انتِ فرحانه عشان سبته ..؟!"
أجابته بمرارة :
" لا مش فرحانه بس ارتحت واطمنت عليك ..."
إحتضن وجهها مرة اخرى بين يديه وقال :
" خليكِ دايما متطمنه عليا .. انا هكون دايما كويس عشانك .."
ابتسمت رغما عن أذنها وقالت وقد ترقرت الدموع داخل عينيها مرة أخرى :
" شكرا يا أمير .. شكرا لإنك جمبي ..."
إحتضنها بقوة وهو يفكر بإنها رقيقة للغاية .. ناعمة .. وحنونة ...
أبعدها عنه بعد لحظات وقال :
" انا عايزك تنسي كل اللي حصل .. تمحيه من دماغك ... احنه هنبتدي بداية جديدة والماضي ده هننساه .."
سألته بصوتها المتشرج :
" وانت هتقدر تنسى الفيديو اللي شفته ..؟!"
خلل أنامله داخل خصلات شعرها وهتف بتأكيد :
" مفكرتش فيه عشان أنساه .."
وهاهي تسأل نفسها للمرة الألف ، مالذي فعلته كي تنال رجلا مثله ...؟!
**
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
في صباح اليوم التالي ...
استيقظ أمير من نومه على صوت تالا وهي تحاول إيقاظه ..
إبتسم لها لا إراديا وجذبها نحوه مقبلا إياها من شفتيها لتستجيب له على الفور ..
ابتعد عنها بعد لحظات وهو يهتف بحب خالص :
" صباح الخير ..."
إبتسمت بخجل لطالما تحلت به وأجابته :
" صباح النور .."
ثم أكملت وهي تنهض من مكانها وتقول :
" يلا عشان تفطر .. انا جهزتلك الفطار .."
نهض من فوق فراشه بتكاسل واتجه نحو الحمام ليأخذ حماما سريعا قبل أن يخرج وهو يرتدي روب الإستحمام ...
دلفت تالا الى الغرفة لتأخذ هاتفها فوجدته يقف أمام المرأة يجفف شعره ..
إلتفت لها ما إن وجدها تنظر إليه بخجل ليبتسم بعذوبة قبل أن تتجه أنظاره نحو البيجامة خاصتها التي لا تتركها ابدا ...
اقترب منها وهو يقول مازحا :
" هي البيجامة دي مش ناوية تتغير ..؟!"
أجابته بدلال أخذ عقله بالكامل :
" قلتلك إني بحبها اووي .."
جذبها من خصرها نحوه لترتطم في صدره العاري ليهتف بقوة وتركيز شديد على عينيها الخضراوين :
" بتحبيها أكتر مني ..؟!"
هزت رأسها نفيا بسرعة ليبتسم بإنتصار سرعان ما إختفى وهي تجيبه :
" بحبكم إنتوا الإتنين قد بعض .."
" كده ..؟!"
قالها بنصف عين لتحرك وجهها أعلى وأسفل لتجده يحاول ان يخلع الجزء العلوي من البيجامة بالقوة وهو يهتف بضحكات عالية :
" طب وريني هتلبسيها تاني ازاي...؟!"
" أمير متعملش كده ارجوك .."
قالتها وهي تضحك عاليا بينما تحاول التحرر منه ليدفعها نحو السرير فتسقط عليه ويسقط هو بجسدها فوقها ..
احمرت وجنتاها بسرعة بسبب وضعيتهما تلك فقال وهو يقترب من ثغرها ليقبله :
" تعرفي إنك وحشتيني ..."
" وإنت كمان ..؟!"
قالتها بسرعة وهي تقبله بشغف لا تملكه لسواه ليتعجب من الجرأة التي باتت تتحلى بها لكنه لم يعلق بل عاد يقبلها بشغف وجنون لا يشعر به سوى معها ..
وقد أسعدته فكرة أن تستجيب له بالكامل وتبادله ذلك الجنون بأخر مثله ..
بعد فترة كانت تالا ممددة بين أحضانه وهو يقبل جبينها بشوق جارف قبل أن يهمس لها :
" تالا ..؟!"
" نعم ..؟!"
تأمل وجهها الذي أصبح أحمرا كالطماطم برغبة دفينه وقال :
" فيه بكره حفلة مهمة تخص الشغل ولازم تحضريها ..."
توترت ملامحها كليا وهي تقول :
" لازم يعني ..؟!"
قال وهو يعتدل في جلسته :
" انتِ مراتي وطبيعي تكوني معايا ..."
نظرت إليه تالا بتوتر وقالت بترجي :
" بس انا مش حابة أحضرها .. مبحبش الحفلات اصلا .."
مسك بإبهامه خصلة من خصلات شعرها وقال بجدية :
" بس انا عاوزك تكوني معايا وانتِ لازم تتعلميي تحضري الحفلات دي وتتعرفي عالعالم اللي بره .."
زمت شفتيها بعبوس ليقبل جبينها ويقول :
" انا كنت اشتريتلك فستان ، تحبي تلبسيه ..؟! ولا نشتري غيره ..؟!"
أجابته بجدية :
" لا هو عاجبني ، هلبسه .."
شدد من أحتضانها بعدما طبع قبلة خفيفة على ثغرها وأخذ يفكر رغما عنه في الخطة التي اتفق عليها مع فارس للإيقاع بحسن ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
في أحد المطاعم الراقية ..
جلس أمير الى والدته ينظر إليها بتساؤل لتهتف والدته بحرج :
" انا كنت عايزة اشوفك واقولك اني عرفت كل حاجة ..."
" تقصدي ايه ..؟!"
أجابته بجدية :
" كرم شاف ربى وعرف منها انك طلقتها بعد مهي طلبت الطلاق عشان لقتك بتحب مراتك ..."
" وفين المشكلة فده ..؟!"
سألها أمير ببرود لترد الأم بجدية :
" امير انت مش صغير ، وعارف انت بتعمل ايه .. انت ازاي تقبل على نفسك تتجوز واحدة كانت بتشتغل خدامة عندك .."
قاطعها بقوة وحدة :
" الوحدة دي اسمها تالا وتبقى مراتي وانا مش هسمح لأي حد إنوا يجيب سيرتها ابدا .."
تنحنحت الأم قائلة بنبرة جادة محاولة إقناعه من خلالها :
" طب مفكرتش فمنظرك قدام الناس او فمنظر ولادك لما يكبروا .."
" منظري هيبقى احلى لما اعيش مع الست اللي بحبها ومرتاح معاها .. مع الست اللي تصوني ..ولادي هيفتكروا فأمهم لما يعرفوا هي عانت قد ايه وعملت ايه وازاي حافظت على نفسها .."
نظرت الأم إليه بإستياء ليرد أمير بنبرة ذات مغزى :
" قوليلي بقى يا توليب هانم ، منظري أنا إيه لما أمي بعتت واحد يغتصب حبيبتي .. منظري إيه وأخويا المحترم حاول يعتدي عالخدامة بتاعتي .."
ابتلعت الأم ريقها وقالت بتوتر :
" انا عملت ده عشان احميك .."
قاطعها أمير بحدة :
" كفاية بقى ، مش كل حاجة بتعمليها تبقى صح ... "
ثم أردف وهو يأخذ نفسا عميقا :
" انا مش عايز اعلي صوتي عليكِ لإنوا فالنهاية انتِ أمي ، بس بجد كفاية لحد كده ، سيبيني أعيش حياتي مرتاح وأنا أوعدك إني مش هاجي جمبكم ولا أقرب منكم ..."
حمل بعدها أمير هاتفه وخرج من المطعم تاركا توليب تتابع أثره بضيق ..
**
وقفت تالا أمام المرأة تتأمل فستانها بملامح متوترة .. اليوم ستذهب الى الحفلة مع أمير ولا تعرف كيف ستتعامل مع المدعوين هناك ... ؟! بل وكيف ستتصرف ..؟!
كم تمنت لو يسمح لها أمير بعدم الذهاب لكنه كان مصرا على ذهابها.. هي تفهم رغبته في جعلها تتعرف على لعالم الخارجي أكثر والإندماج معهم عن قرب .. لكنها خجولة بطبعها ومترددة كثيرا ..
أفاقت من أفكارها على صوت أمير يقترب منها وهو يحمل معه علبة مجوهرات كبيره .. إلتفتت نحوه ترمق العلبة بنظرات فضوليه ليقول وهو يفتحها أمامها :
" شبكتك يا عروسة .."
لمعت عيناها بسعادة جلية وهي تنظر إلى الشبكة الماسية بإعجاب كبير ...
وضع أمير العلبة على الطاولة وحمل العقد الماسي ووضعه خلف رقبتها ...
ثم ألبسها الأقراط والإسوارة وكذلك الخاتم ..
قبل يدها وجعلها تلتف نحو المرأة تنظر إلى نفسها جيدا ليسألها وهو يلمح نظرات السعادة داخل عينيها :
" عجبتك ..؟!"
اومات برأسه و هي تجيبه :
" اووي يا أمير .. بجد ميرسي ليك .."
طبع قبلة على جبينها وقال :
" مش يلا بينا ..."
أخذت نفسا عميقا قبل أن تمسك بيده الممدودة إليها وتتحرك معه إلى خارج الشقة ....
وصلا الى الحفل أخيرا ليتلقى كلا من تالا وأمير الترحيبات الحارة من الموجودين ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
لم يخفَ على تالا نظرات الإنبهار في عيون البعض نحوها والحسد والغيرة في عيون البعض الأخر ..
لم يتركها أمير لحظة واحدة بل ظل معها طوال الوقت يدعمها بشدة ويمنحها نظرات حب خالصة ...
انتهى الحفل وعادت الى المنزل وشعور بالراحة سيطرة على تالا فهذه اولى خطواتها للخروج من قوقعتها بفضل منقذها على الدوام .. أمير ..
جلست على السرير بتعب وخلعت حذاء كعبها العالي ورمته أرضا لتجد أمير يقترب منها وهو يحمل فيه يده قميص نوم أسود اللون شفاف ...
جحظت عينا تالا وهي تنهض من مكانها وتقترب منه هاتفة بعدم تصديق :
" ايه ده ..؟!"
أجابها وعينيه تتراقصان بخبث :
" قميص نوم .. انتِ فاكرة الليلة خلصت .. لا يا حبيبتي دي لسه ابتدت .."
" انا مش هلبس ده .."
قالتها وهي تكاد تبكي من فرط الخجل ليحتضنها من كتفيها بذراعيه ويهتف وهو يسير بها نحو الحمام :
" هتلبسيه يا حبيبتي ... هتلبسيه عشان خاطري .."
" أمير أرجوك ..."
" الليلة بس يا تالا .. الليلة بس .."
وبالفعل خضعت في نهاية المطاف وارتدته له ليقضيا سويا ليلة من أجمل ليالي عمريهما ..
**
بعد مرور شهرين ..
دلفت الى لشقة وهي تحمل اوراق التحليل خاصتها ...
وجدت أمير بالفعل هناك وهو ينظر إليها بضيق قبل أن يهتف بغضب مكتوم :
" كنتِ فين ..؟!"
أجابته بإبتسامة واسعة :
" كنت فالمستشفى .."
تبخر غضبه في ثواني وهو يقترب منها ويسألها بقلق متفحصا جسدها ورأسها بعينيه :
" انتِ كويسة ..؟!"
هزت رأسها دون رد ليهتف بها متسائلا :
" كنتِ بتعملي إيه فالمستشفى ..؟!"
مدت يدها له بأوراق التحليل ليأخذه أمير منها ويفتحه قبل أن يقرأ ما في داخله ...
لمعت عيناه بسعادة جلية وهو يرى نظرات الفرحة داخل عينيها قبل أن تهتف به :
" انا حاول .. فتوأم ..."
ابتلع ريقه وهو يقترب منها متسائلا بنبرة غير مصدقة :
" حامل ..؟! بجد يا تالا ..؟!"
اومأت برأسه وأكملت :
" حامل بتوأم كمان ... لسه الدكتورة مبلغاني.."
جذبها نحوه وإحتضنها بصمت وهو بالكاد يسيطر على فرحته الكبيره ...
أجلسها على الكنبه وقال :
" من النهاردة مش هتتحركي .. انتِ حامل فتوأم ولازم تاخدي بالك من نفسك .."
ضحكت بخفوت وقالت :
" متقلقش يا أمير ... كل حاجة هتبقى تمام .."
ضحك وهو يقبل كف يدها قبل أن يرن هاتفه ليجد فراس يتصل به فيجيبه بسرعة ليأتيه صوت فراس :
" كله تمام يا أمير ، الخطة اتنفذت صح وحسن دلوقتي مقبوض عليه فقضية مخدرات مش هياخد اقل من عشرين سنة سجن فيها ..."
ابتسم أمير بإنتصار قبل أن يقول بإمتنان لصديق عمره الذي لولاه ما كانت لتتم هذه العملية :
" شكرا يا فراس ..شكرا بجد .."
اغلق الهاتف بعدها واتجه بأنظاره نحوه تالا قبل أن يحتضنها وهو يهتف بحب :
" بحبك ..."
ردت عليه بحب صادق :
" وانا بحبك اووي .."
