رواية سليلة السفير ريناد ويوسف من الفصل الاول للاخير بقلم شيماء الجندي
رواية سليلة السفير ريناد ويوسف من الفصل الاول للاخير هي رواية من كتابة شيماء الجندي رواية سليلة السفير ريناد ويوسف من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية سليلة السفير ريناد ويوسف من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية سليلة السفير ريناد ويوسف من الفصل الاول للاخير
رواية سليلة السفير ريناد ويوسف من الفصل الاول للاخير
مقدمه
قيلَ ذات مرة … أن من شيم الرجال ذراعه الذي يمتدّ ليحمي وعقله الذي يفكر ليصون وقلبه الذي ينبض ليغفر ..
ماذا ان كنت أنت أماني ومأمني ؟!! ، درعي القاسي وقت حربي و عوضي عن العالم أجمع ؟!! ، ما كان مني سوي أن اهواك وإن عاد بيَّ الزمان لعشقت انفاسك مئات المرات ، معشوقي! لك قلبي وأنفاسي ، و لىَّ نبضك و أحضانك ….
تعريف الشخصيات
يوسف الصاوي
٣٦ عام خريج كليه العلوم منذ أعوام لكنه يعمل سائق لدى السفير حيث تعلم من والده تلك المهنه هي ارثه الوحيد منه
ريناد الغريب
٢٢ عاماً خريجه كليه الفنون الجميله ابنه السفير المرموق فؤاد الغريب
باقي الشخصيات في الاحداث بقااا
سار “يوسف” بالرواق المؤدي إلى المخرج حيث تصطف السياره الخاصه بذاك السفير المتغطرس الذي يعمل لديه سائق بعد ترشيح أحد الرجال له بصوره مؤقته حتى تتحين عودته إلى البلاد و استمرار عمله معه …
رفز بارهاق و هو يحاول صم أذنيه عن تلك الضوضاء المنبعثه من مكبرات الصوت التي ارتصت بالأرجاء لتصدح الأصوات المزعجة من كل حدب و صوب لكنه عمله عليه أن يرسم تلك الابتسامه السمجه بوجوه الجميع و خاصه رب عمله المتجبر …
اتجه إلى السياره بعد ان تلقي مكالمه من السفير بعدم الاحتياج إليه و أنه يمكنه الإنصراف …
جلس خلف المقود و اقلع بالسيارة يعدو من البوابات الإلكترونية و هو يزفر أنفاسه بارتياح فور أن تخلص من ذاك الإزعاج و هو يملي نفسه بوجبه عشاء شهيه و نوماً هنيئاً بعد هذا اليوم المُزعج ، لكن لحظه ما ذاك الصوت ؟!! هو على يقين أنه شعر بحركه ما بكرسيه ؟!! تلفت يميناً و يساراً و هو يحاول ألا يصرف أنظاره عن الطريق و تكررت الحركه ليوقف السيارة جانباً و يترجل مسرعاً و هو يفتح الباب الخلفي لتتسع مقلتاه بذهول و صدمه ، سليلة السفير !!!!!
طالعته تلك الفتاه العشرينيه بأعين تحدق به بصدمه و كأنها لم تتوقع انكشاف أمرها اعتدلت قليلاً بجسدها الصغير الجالس فوق الأرضيه بطريقه خاطئه و ابتسمت له بسماجه و هى تردف ملوحه بيدها بحركه ترحيبيه :
– هاااي !!!!!!!
فرغ فاه و اتسعت أعينه علي مصرعيها و هو يحاول استيعاب مايراه الآن ؟!! ابنه السفير مختبأه بالسياره التى خرج بها من البوابات الإلكترونية و التى سمع من أفراد الأمن أن خروجها ممنوع تماماً ؟!!!! نفض رأسه و هو يحاول أن يجلى حنجرته ثم قال بصوت جهوري بعض الشيئ :
– أنتِ بتعملي إيه هنااا ؟!! مش المفروض دى حفلتك ؟!!
رفعت كتفيها و هى تهز رأسها بالإيجاب و تقول بضحكه بارده :
-اه و هربت ..
اصابه شلل غالباً حيث ظل يحدق بها بصدمه شديدة هاربه !! بسياره السفير رب عمله !! و اختارت يومه هو لتفعلها !! سحقا لذاك القدر صفع الباب بقوه دون أن يرد عليها و اتجه إلى مكانه خلف المقود مره أخرى ليعود مسرعاً قبل أن تنقلب الأمور و ينكشف أمرها و تورطه بكارثة ، فطنت له حين وجدته يبدأ بالقياده و يدور بالسيارة ليعود لكنها صرخت به بخوف :
– انت هتعمل ايه اوعي ترجع .
صاح بها بعنف :
– أنتِ تسكتي خاالص ازاي تعملي كده أنتِ اتجننتي .
أجابته بأعين متسعه و صراخ مماثل و هى تقول :
-أنت اللي اتجننت أنت لو رجعتني هقول إنك خاطفني .
ابتسم من زوايه فمه و قال بسخرية :
– بلاش شغل عيال أنا مع أبوكِ من الصبح و لسه سايبه لما ركبت العربيه قصاد الأمن و الكاميرات اكيد جابتك .
صاحت به بغضب وهي تري طريق العوده أمامها لذاك الجحيم :
-وقف و نزلني هنااا لو موقفتش هنط من العربيه .
لم يجيبها بل ضغط علي زر التحكم باللوحه بجانبه ليغلق جميع الأبواب عليها لم تجد مفر سوى أن اشهرت ذاك النص الحاد و اتجهت خلف كرسيه مباشره تجذب رقبته بعنف واضعه طرف السكين علي رقبته تصرخ به :
– وقف العربيييه بقولللك مش هرجععععع ….
انصاع لها و هو يشعر بذاك النصل الحاد يكاد يجز نحره هي لا تمزح !! أوقف السياره و رفع يده يحاول إبعادها لتصيح مره أخري :
-افتح العربيه خليني انزل !!
اتسعت أعينه بصدمه و هو يحاول ابتلاع رمقه و الهائها ليهمس لها :
– مش هينفع المكان فاضي و الوقت متأخر ..
صرخت به بحزن و قد بدأت دموعها بالهطول :
– ملكش دعوه انااا مش هرجع ابدااا ، مش هتساعدني اروح لماما يبقي سيبني امشيييي …
عقد حاجبيه و ردد بصدمه :
-ماما !! أنتِ هربانه من فرحك عشان تروحي لأمك ؟!!
مسحت دموعها بيدها الأخرى بعنف و هى تصيح بصوتها الأنثوي :
– ايوه هربانه عشان اروح ليها هي اللى هتوقف الجوازه دي ، خلصصص زمان القصر كله عرف أني اختفيت و بيدوروا علياا افتح الزفت دااااا !!!
نظر لانعكاس وجهها بالمرآه الأماميه و قد توتر بفعل غضبها و تهديدها بالسلاح و هى تريد الذهاب لأمها و هو على حد علمه أنها انفصلت عن والدها منذ زمن هى تحتاج إليها بالتأكيد لكن ماذا عن رب عمله إن اكتشف أمره بتلك المعاونه ؟!!
رفز بحيره و إرهاق ثم رفع يديه يحاول إبعاد ذاك النصل عنه و هو يقول بصوت جاف غاضب :
– ابعدي الزفته دي عني خليني أبعد بالعربيه قبل ما يطلعوا يدوروا عليكِ ..
اتسعت أعينها بخوف و هى تلقي نظره على السكون و الضوء الخافت خارج السياره تهمس بتوتر :
– تبعد ايه انت هتنزلني بجد ؟!!
رفع مقلتيه باندهاش يحدق مره أخرى بانعكاسها ظنها تمزح ألم يكن مطلبها منذ قليل لكن حدقتيها تلقيه بنظرات خوف حقيقيه وترت نبرته و قال بتأفف :
-هنزلك ايوه بس عند بيت والدتك اوعي بقااا …
عادت للخلف بحذر و تدريجيا خوفا أن يكون حديثه مجرد خدعه لها لكنه فور ابتعادها وضع يده على المقود يسلك الطريق المعاكس و ارتفعت يده إلى رقبته يتفقد ذاك الخدش الصغير الذي تركه النصل إثر حركتها الغير متمكنه ثم زفر بغضب لتعض علي شفتيها و تتسع عينيها حين وجدت تلك الدماء الخفيفة و صرخت به :
– دممم !!!! أنت اتعورت ؟!!!
جز علي أسنانه و صاح بسخريه :
-ياااه مش ممكن إيه ده تخيلي ؟!! فاجئتك مش كده ؟!!
اعتدلت بجسدها مسرعه ثم بلحظه كانت بالمقعد الأمامى المجاور له تسحب أحد المحارم الورقيه و تضعه أعلى رقبته ليُغمض عينيه بوجع و هو يحاول ألا يفقد أعصابه و يصرخ بها و كأنها شعرت بما هو مقبل عليه لترفع كتفيها و تعض علي شفتيها بخجل قائله باعتذار خافت :
-اسفه !!!
لم يُجيبها بل أبعد يدها و هو يصرف وجهه للطريق أمامه مستغرقاً بتفكيره ناحيه ما يفعله متسائلاً بعقله إن كان تصرفه الرجولي الآن صحيح أم لا ؟!! متمنياً ألا تكون الأمور أكثر تعقيداً عليه بعد تلك الليلة ….
***
ارتصت سيارات حراسه السفير بالمنطقه كلها بحثاً عن سليلة السفير الهاربه ، اتسعت أعين “ريناد ” و هتفت برعب حين لمحتهم أسفل بيت أمها :
-يااادي الحظ اهم وصلوا و هيفضلوا هنا لحد ما اظهر اكيد ..
اغمض عينيه و هو يحاول التفكير بعمق بتلك الكارثه إن لمحه أحدهم هنا سوف يتورط بالطبع الأمر ليس مزحه إنها ابنته نظر لها لحظات بيأس لتحدق به بأعين واسعه و هزت رأسها بالسلب تقول بتساؤل :
-أنت اكيد رجوله و مش هتخليهم ياخدوني ..
رفز بارهاق و أشار إلي السيارات المصطفه بعيداً بشكل نسبي بغضب :
-و هما هيجوا يستأذنوا مني يعني قبل ما ياخدوكى ؟!!
حركت رأسها بيأس و بدأت الدموع تلمع بعينيها لتنكس رأسها بصمت و علامات الخزلان واضحه عليها ، تنهد حين وجدها علي تلك الشاكله و قال برفق :
– طيب انا اقدر اعمل إيه دلوقت ؟!!
لم تجيبه إنما ظلت علي حالتها ليلاحظ تلك القطرات التى تسقط علي يدها بصمت و هي لازالت تحني رأسها ليقول محاولا ً التخفيف من حده الموقف :
– احسن اننا وصلنا متأخر عنهم ، كان زمانهم وصلوا ليكِ و اخدوكِ شوفتي فايده البلطجه بتاعتك بالسكينه عليا ..
لم تستطع منع ابتسامتها بل و ضحكتها الصغيره من الظهور ليبتسم لها قائلاً :
-ايوه كده خلينا نفكر هنعمل ايه هنا .. أنتِ متأكدة محدش شافك وأنتِ بتركبي العربيه ؟!!
هزت رأسها بالإيجاب و قالت بنبره متهدجه بعض الشيئ :
-ايوه متأكده ، انا اصلا عطلت الكاميرات اللي برا قبل مااخرج ..
اتسعت أعينه بصدمه واضحه من تخطيطها و كأنها سارقه و ليست ابنه سفير لكنه لمح إحدي السيارات الخاصه بالحراسه تقترب منهم و قد كُشف أمر تواجد سياره السفير هنا !!
-انزلي في الدواسه بالراحه كده و بهدوء عشان حراسه ابوكِ شافونا …
ارتعبت لكنها انصاعت لكلماته علي الفور و هبطت و هى تنتفض برعب لتجده يلقي عليها سترته السوداء العبقه برائحته الرجوليه اتسعت عينيها و هى تبلل شفتيها بتوتر و اكتست وجنتيها باللون الأحمر بدون أسباب ، ارهفت السمع لتصلها كلمات فرد الأمن المقتضبه :
-بتعمل ايه هنا يايوسف ، هو سياده السفير بلغك ؟!!
استمعت إليه يقول بصوته الأجش القوي :
-بلغني بإيه ؟!! هو حصل حاجه ؟!! انا كنت مروح بس جاتلي مكالمه فركنت العربيه ارد عليها ..
ليصلها رد الفرد قائلاً :
-طيب بقولك إيه ملمحتش بنت سياده السفير هنا ؟!!
انتفض قلبها خلف اضلعها لتستمع إليه يقول بدهشه جعلتها تبتسم لا إراديا ً :
-هناا فين ؟!! هو مش النهارده فرحها ؟!!
أتاها الرد بصوته ذاك المزعج يقول :
– لا ياعم دي هربت و ابوها خارب الدنيا عليها و بعتنا هنا علي بيت أمها نراقبه لحد ما تظهر …
شعرت بالسيارة تبدأ بالرحيل و هو يقول بصوت واضح :
-طيب ربنا معااكم يارجاله انا يدوب اروح بقااا و يارب مايتصلش بيا أنا كمان ادور معاكم …
ثم استمعت إلي ضحكته المتكلفه تصحبها ضحكاتهم و السيارة تُسرع قليلا من نهجها رفعت طرف الستره لتغطى خصلاتها وهي تُمسكها جيداً تهمس له :
-اطلع ياحليوه ؟!!
كاد أن يجيبها لكن اتسعت أعينه و هو يصرخ بها متابعا السيارات بمقلتيه :
– ياا ايه ؟!! أنتِ بتكلميني انا ياشاطره ؟!!
تأففت و صاحت به :
-انجز بقاا ضهري اتكسر …
سحب سترته عنها و هو يزفر بغضب قائلاً :
-اطلعي وخلصي .. انا هكلم والدتك دلوقت بس نكون بعدنا شويه عن هنا …
ارتفع رنين هاتفه بلحظتها و ظهر اسم والدتها على الهاتف لينظر إليها عاقداً حاجبيه من صمتها و من ذلك التخاطر لكنه فهم حين رأي ابتسامتها السمجه تُزين ثغرها لقد خططت لكل شيئ لكن ما ادراها انه سوف يوافق جز على أسنانه بغضب و قال :
-طيب و عرفتي منين إني هقبل اساعدك ؟!!!
أجابته مسرعه و هى ترفع كتفيها علامه لجهلها بموقفه و قالت :
-ابداا أنا بس قولتلها اني هحاول اخرج في العربيه عشان اكيد بابا هيقولك تمشي بدري و قولتلها إنك أنت اللي بتسوق اليومين دول …
ضيق عينيه بغضب يرمقها بنظرات ملتهبه ثم رفع الهاتف إلي أذنه يجيب والدتها بنبره وقوره هادئه :
-ايوه يامدام متقلقيش هي معايا .. اه اطمني محدش شافها ….
راقبته بهدوء و هو يردف ناظراً حيالها بغضب :
-هي بخير بس الحقيقه مش عارف اوصلها فين لأن بيتك الحراسه مراقباه …
عقدت حاجبيها لتجده قد أغلق المكالمه دون أن تحدث والدتها و هو يقول باقتضاب :
-هتلبس و تيجي تاخدك ..
صاحت به بغضب بعد ان كظمت غيظها فتره و هو يتمادي بأسلوبه الحانق عليها :
-أنت بتكلمني كده ليه و ايه تيجي تاخدني دي هو أنا طفله ؟!!
اندهش من هجومها الغير مبرر عليه و تقلباتها المزاجيه الغريبه و قال و هو يحدق بها بغضب :
-ايوه طفله و مش بس طفله كمان أنتِ معندكيش أي مسؤليه تقدري تقوليلي والدتك هتنزل ازاي بحالتها المرضيه و أنتِ عارفه إنها بتتحرك بكرسي ؟!! و لا يفرق معاكِ طفله كل همك تعيشي مغامره و تلعبي زي العيال بابوكِ و أمك استغلال لانفصالهم …
صرخت به و هى تجهش بالبكاء بلحظه وجد أعينها تفيض بسيل من الدموع و أنفاسها تتهدج :
-أنت متعرفش حاجه يبقي متتكلمش مغامره ايه اللي تخليني اعمل كده ، بابا هيجوزني بالعافيه من ولد سايكو قذر ابن صاحبه عشان بينهم شغل ،و ماما عاارفه إنى هعمل كده بس أنت مش بتفكر همجي و مكانك الكهوف !
ثم باغتته بفتح الباب فور أن اوقف السياره و ترجلت منها تسرع بالابتعاد ليتبعها و هو مذهول من كلماتها ثم أمسك يدها يجذبها إلي ذاك المطعم المتفق عليه مع أمها و هو يضغط علي يدها بغضب قائلاً بعنف :
– طيب خليكِ عارفه إن الهمجي ده مش هسيبك غير مع امك ..
حاولت جذب يدها و فشلت كادت تصرخ به لكنه التفت لها فجأه يرمقها بنظرات ناريه رافعاً سبابته بحركه تحذيريه يقول :
-نفس كمان و هاخدك احطك في العربيه لحد ما هى توصل و تاخد الطفله بتاعتها …
جلست أعلى الكرسي بغضب تهمهم بكلماات خافته من الواضح أنها ساخطه عليه لكنها فضلت التزام الصمت إلى أن تأتي أمها ….
***
-ها يايوسف موافق ولا لا ، ريناد باصه علينا و لو طولنا هتفهم ، انا بطلب منك كده عشان واثقه فيك يابني ..
تنهد يوسف و هو يعقد حاجبيه بصدمه من عرض تلك السيده الوقور أم تلك الطفله الزواج من ابنتها !! بشكل مؤقت و ائتمانه عليها فتره إلي أن تُنهي هي تلك الأزمه و تسترد ابنتها لأحضانها … قال بجدية تامه :
-حضرتك متعرفنيش للدرجه دي إيه يخليكِ تأمنيني علي بنتك ، و تجوزيهالي ..
ابتسمت “فريده” بوقار و هزت رأسها بالسلب تقول :
-و مين قالك معرفكش ، و بعدين اللي يرفض يسيب بنت تمشي لوحدها و يعرض وظيفته للخطر و يجاذف بيها ، معتقدش هيأذي بنتي ما هي كانت قصادك و كنتوا لوحدكم ، و لعلمك ريناد وثقت فيك و ده مش بيحصل ابداا …
ألقى نظره عليها و هى جالسه بعيداً تتلف حولها كالسارق تحدق بالوجوه بقلق طفولي برئ ، ليعود بنظراته إليها قائلاً بهدوء :
– بس ده مش مبرر إني اتجوز عيله صغيره كده ..
تنهدت “فريده” بحراره تلفظ أنفاسها و قالت بارهاق :
-اولا ريناد مش عيله ابدا هي تبان كده لكن هي عندها ٢٢ سنه وانت ٣٦ ثانيا بقولك جواز لفتره محدده كام يوم بس اكون ظبطت أموري بالعقد بتاعكم ده وامشي انا و هى ، ها يايوسف موافق ؟!!
هز رأسه بغلب واضح و قال مستخدماً آخر ما يملك من اعتراضات :
-طيب و الشرسه دي هتوافق بسهوله دي كانت هتقتلنى في العربيه بسكينه …
لم تستطع منع ضحكاتها وحدقت بابنتها تقول بهدوء :
-متقلقش سيبلي ريناد أنا هفهمها كل حاجه ….
***
لا يعلم كيف تمت الأمور بتلك السرعه و وقع بيده علي عقد زواجه من تلك الطفله الشارده الصامته منذ أن حدثتها أمها بعيداً عنه لم يتلقي منها سوي نظرات مستنكرة اغضبته ثم بعدها لم تنظر ناحيته مره أخرى إلى أن صعدت معه إلى السياره و اقلع بها إلي بيته …
بدأ يشق طريقه بتلك الأحياء الشعبية البسيطه ناظراً حيالها يتفقد رد فعلها علي ما تراه و ابتسم داخله بسخريه حين وجد تلك النظرات المندهشه تطفو على صفحه وجهها الفاتن تحدق بفضول بتلك الأجواء الغير ساكنه بالحي الشعبي رغم أن الوقت متأخر بعض الشيئ ظلت عينيها تصول و تجول بصمت إلي أن توقفت السيارة أسفل بنايته لتسأله باندهاش :
-أنت ساكن هنا ؟!!
نظر لها بطرف عينيه بغضب ثم قال ساخراً و هو يلملم اشيائه :
-لا جايين نسلم علي واحد صاحبي و هننزل ..
لم تلحظ سخريته لتجيبه بأعين متسعه و هى تتمسك بذراعه بخوف :
-و صاحبك ده يعرف بابا ؟!!
فرغ فاهه يحدق بها بصدمه حقيقية هل لم تاحظ سخريته بالفعل ؟!! ليجز علي أسنانه نافضاّ يدها بغضب قائلاً :
-صاحبي مين ده بيتي معلش مش قد مقام جنابك …
لم تجيبه بل نظرت إلي البيت مره أخري بأعين فضوليه و ترجلت من السياره أسفل النظرات المتسعه المحدقه بتلك الفاتنه الراقيه التي تجاور ابن الحي تسير بجانبه بأعين فضوليه تدور حولها و كأنها سائحه ، انتفضت و تعلقت بذراعه حين وجدت صوت أنثوى مرتفع يصيح بشباك بجانبها ، لتجده يهز رأسه بالسلب و هو يبادل التحيات للرجال بابتسامه مقتضبه ليدخلا بعدها البنايه معا ….
عضت علي شفتيها بتوتر و هى تقف خلفه تماماً تُمسك قماش قمصيه بإحدي قبضتيها و الأخري تشتد فوق ذراعه بقوه و هى تتلفت حولها داخل تلك البنايه بقلق و توتر واضح رفع إحدي حاجبيه يردف بسخرية رافعاً جانب فمه الحاد الدقيق بابتسامه متهكمه و هو يضع المفتاح بمحله ليفتح باب منزله الصغير :
-اللي يشوفك دلوقت و أنتِ زي الفار كده مايشوفكيش في العربيه وانتِ بتهدديني بالسكينة …
ابتسمت علي الفور و هى تلكزه بظهره بخفه تهمس له و هي تحدق به بأعين شقيه عابثه :
– ماخلاص بقا مايبقاش قلبك اسود ياحليوه أنت !!
اتسعت أعينه و امسكها من تلابيب بلوزتها الصغيره يجذبها من جسدها إليه و هو يميل عليها هامساً بغضب و أعينه تلقيها بنظرات تحذيرية :
– اسمعي يا مفعوصه أنتِ لو فكرتي تتكلمي بالطريقه دي قدام أمي أنا هقتلك و ارميكي من البلكونه هنا و اخلص منك و من ربطتك السوده دي كان يوم أسود يوم ما شوفتك ..
ابتسمت له بسماجه و هى تحرك حاجبيها بتراقص مرح و عبث طفولي ، دافعه قبضته ، هامسه بضحكه صغيره :
– خليك في حالك و سيبني اتفاهم مع امك بطريقتي أنا متأكده إنها مش زيك يااااونكللل …
رقصت بكتفيها له بحركه مائعه ثم ازاحت الباب و هى تدلف إلي منزله الصغير تسبقه ليسرع خلفها بأعين متسعه من أفعالها التي أوشكت علي قتله صارخاً بأثرها قبل أن تدلف لأمه و تقلب عالمه الصغير كعادتهااا ……
وقفت “ريناد” تنتظر انتهاء تلك السيده الوقور “خديجه” من اداء فريضتها و هى تتطلع إليها بابتسامة مشرقة لتتسع عينيها حين دلف “يوسف” يُمسك ذراعها و كاد يسحبها خارج غرفه الضيوف الخاصه بهم و هو مذهول من سرعه وصولها لأمه لكنها صاحت بنفاذ صبر و هى تنظر بمكر إلى الأم التى أنهت صلاتها للتو :
-بس بقااا حراام عليك .. ؟!!
اتسعت عينيه بصدمه و هو يشير إلى نفسه باستنكار واضح قائلاً :
-أنتِ بتكلميني انااا ؟!!
اعتدلت تحدق به بغضب و قالت بتأكيد و ابتسامه ملتويه فهمها علي الفور :
-ايوه أنت هو في حد غيرك بيعاملنى وحش من ساعه ما كتب ك….أممممممم ..
اتسعت عينيها حين كمم فاهها و هو ينظر لأمه بأعين متسعه لتقف الأم تقول بصدمه :
-ايه اللي بيحصل ده و مين البنوته الصغيره دى يايوسف ؟ في إيه يابني ؟!!!
حاولت دفع يده عن فمها ليزجرها بنظراته ثم لفها ليصبح ظهرها مُلتصق بصدره و هى بالكاد تصل لكتفه حتى يتمكن من تكميم فاهها و ربط يديها و كأنه يقيدها أسفل نظرات أمه المذهوله و هو منشغل بتفادى لكزات كوعيها لتصيح “خديجه” :
-فيه ايه يااايوسف مين دى وايه اللي بيحصلللل ؟!!!
تطلع إليها بتوتر طفيف و هو يحاول التفكير بطريقة مناسبه للحديث لكنه صاح فجأة حين قبضت أسنانها الصغيره اللؤلؤيه على كف يده لتفك جسدها و تتجه إلى “خديجه” تمد يدها للمصافحه و هى تقول بحماس :
-أزيك ياطنط !!
تناولت كفها بذهول و هى ترد التحيه بهدوء :
– أهلا يابنتي !!
ابتسمت لها “ريناد” و قالت بحماس أشد :
– أنا ريناد ياطنط مرات يوسف …
اتسعت عينيه بذهول من كلمتها لم يتوقع ابداً تلك الطريقة بالتعارف ليُغمض عينيه جازاً على أسنانه و هو يستمع لشهقه أمه و صدمتها و هى تلطم صدرها تردد بذهول :
-مراته ؟!!!! فيه ايه يااايوسف ؟!!!!
أمسكها من ذراعها يُواريها خلف ظهره و مال على أمه يقبل رأسها و يدها قائلاً بلطف :
-مفيش حاجه ياأمى دي حكايه طويله هقولك عليها بعدين .. فين هاله توضب اوضه ليها ؟!!
أتت بتلك اللحظه شقيقته تندفع إلى أحضانه و تقبله علي وجنتيه لكن قاطع تواصلهم الأخوى و اتسعت أعين الجميع حين صاحت “ريناد” تقول و هي تضع يدها على خاصرتها :
– ليهاا ده ايه ياحليوه هو انا مش هنام معاك ؟!!
حملق بها بذهول و صدمه و فرغ فاه و هو لا يقوى على مجاراة جرأتها و حديثها المفتقد للحياء نسبه إلى شقيقته التى وقفت تطالع تلك الفتاه الجميله الصائحه بدعوه أخيها لغرفته بصدمه و وجنتين مكتسيتين بالحمره ..
نظرت إليه “خديجه” بصدمه و هى تشير للفتاه بصدمه هامسه بغضب :
– إيه الحكايه ياايوسف أنت اتجننت ؟!! جاييلي واحده البيت و تقول مراتك و أنت تقول اوضب اوضه فهمنى فيه اييييه ؟!!!
حدجها بنظرات مشتعله ثم نظر حيال أمه بنظرات هادئه و قال و هو يحمحم :
– دي بنت السفير كتبت عليها من كام ساعه …
تطلعت السيدتان إليه بصدمه واضحه ثم إلى تلك الفاتنة التى ابتسمت إليهن تشير بيدها بحركه ترحيبيه قبل أن تعقد يديها خلف ظهرها تنظر إليه باستفزاز كاد يُضحكهن .
***
وقف بغرفته يحملق بها بنظرات اختلطت بين الغضب النارى و الذهول و هى تتجه إلى خزانته الكبيره تفتحها بل و تعبث بمحتوياتها بجرأة شديده جعلته غير مسيطر على تلك الحالة من الذهول و الصدمه ليصيح بها بغضب ساحقاً أسنانه بعنف :
-أنتِ يابت أنتِ بتهببي إيه في دولابي ؟!!!
لم تعيره أى اهتمام و ظلت تعبث بمحتويات الارفف ليتجه إليها و هو يأكل الأرض بغضب يجذبها من ذراعها يقول بذهول مستنكر أفعالها :
– أنتِ مش شايفه أنك جريئه زيااده عن اللزوم برا تقوليلهم إنك مراتى و تدخلى معايا هناا و دلوقت واقفه تلعبى فى دولابي ، ده غير طريقتك في الكلام قدام أختى الصغيره اللي عندها ١٦ سنه أنتِ جايه تفسدي أخلاقها ؟!!!
أزاحت يده عنها و هى تستكمل عبثها بالارفف و تقول ببرود :
– و أنا قولت إيه غلط مش أنا مراتك ياحليوه ؟!! طبيعي ابقي في اوضتك و عادى لما افتح فى أى حاجه تخصك ..
تتوالي عليه الصدمات مع تلك الفتاة الصغيرة التي تتطفل علي حياته بل و جعلت أمه و شقيقته بحاله انجذاب إليها بشكل ما منذ أول مقابلة بل و لا تشعر بأدني حرج من أفعالها و تتصرف كأنها تمتلك المكان صرخ بها بغضب و هو يضرب بقبضته علي الدولاب بقوة افزعتها :
-ماتعصبتيششش يامفعوصه انتيييي ؟!!!! سيبي دولاااابي ..
أخرجت قميصه و أمسكته و هى تنكمش بعيداً عنه بشكل نسبى بل وبدأت دموعها تهطل و هى تقول بنحيب :
-أنت بتزعقلى ليه دلوقت مش كفايه اللى أنا فيه يعنى ؟!!
حملق بها بندم حين رأي تلك الدمعات أعلي خديها ، و كأنها تجذبه إليها بلا شعور منه اقترب منها يقول بمهاوده و لين و قد رق قلبه لبكائها ليرفع أنامله يزيل دمعاتها بتوتر طفيف :
-خلاص متزعليش مش هزعق تانى ..
نظرت له و قد تعالت شهقاتها ليندهش من حالاتها الغريبه لكن ما صدمه حقا و جعل عينيه تجحظ بصدمه حين أحاطت خصره بقوة تستند برأسها على صدره بل و تستمر بوتيرة بكائها !!!!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ارتبك على الفور و تعالت أنفاسه حيث صدره يعلو و يهبط أسفل وجنتها المبتله بدمعاتها و هو يتطلع أمامه و قد عجز عن التفكير برد فعل على تلك الفتاه شديده الجراءه لكنه رفع يده إلى خصلاتها يربت عليها حين وجدها بالفعل تنهار بأحضانه بنوبه بكاء مرير تقطع نياط القلوب ، سرت تلك القشعريرة بجسده و هو لأول مره يوضع بذلك الموقف لكنه ذهب بعقله إلي شقيقته إن كانت بنفس الموقف لفعل ذلك معها بالمثل هو يقدر شجاعه تلك الفاتنة علي مواجهه أمورها و محاوله الاعتدال بطريق سوى بعيداً عن والدها المتغطرس …
غلفها بأحضانه بهدوء و هو يشعر بها بدأت تهدأ رويداً رويداً ، سكنت الآن بل و تنسل من أحضانه التى دخلت إليها قسراً لتعتدل ممسكه بقميصه تعطيه ظهرها و هى تقول بصوت متحشرج :
– طيب يلا ياحليوه فكلى السوسته …
صدرت عنه شهقه لم يتمكن من كتمانها و هو يحاول استجماع كلمات مناسبه لتلك الوقحة شديدة الجراءه ليجز علي أسنانه قائلاً من بينهم :
– أنتِ بجحه زياده عن اللزوم و لا أنا بيتهيألي ؟!!! وايييه حليوه دي اسمى يووووسف متقوليهاش تاني ..
مالت بجسدها للأمام تُطلق ضحكات رنانه قائله من بين ضحكاتها :
-و ماله يوسف الحليوه … حليوه دي صفه يا حليوه !! و بعدين اعمل إيه يعنى يرضيك أروح لمامتك من أول يوم جواز لينا اقولها فكيلي السوسته عشان ابنك مكسوووف من مراته ؟!!!
استفزته للغايه بكلماتها بالفعل كيف له أن يكون أكثر خجلاً من تلك الفاتنة رفع إحدي حاجبيه و هو يردف بمكر :
– يعني عاوزانى افكلك السوسته مش كده ؟!! اوكاى لفى !!
ابتلعت رمقها بتوتر طفيف من تلك النظرات الماكره التى تراقصت بمقلتيه شعرت بالقلق لأول مرة حياله لقد ظنت أنها سوف تستفزه و يرفض و ينتهي الأمر باشتعاله غاضباً كعادته لكنها انصاعت له و التفت بجسدها تعطيه ظهرها و هى ترتجف أن يفعل وبالفعل ارتفعت أنامله تلملم خصلاتها برفق يجمعها على كتفها و هو يبتسم حين شعر بارتجافتها كعصفور صغير هكذا تأمل ما ظهر من كتفيها و خلف عنقها بهدوء ثم تعمد أن تلامس أنامله بشرتها البيضاء و هو يفك الزر العلوي لتنتفض مبتعده عنه و هى تواجهه بجسدها و قد اشتعلت وجنتيها الجميله و اكتست باللون الأحمر اقترب منها و هو يهمس بهدوء و نبره ماكره عابثه :
-ايه المفعوصه مش عايزاني افك السوستة ؟!!!
هزت رأسها بالإيجاب و هى تشعر به يتحداها لترفع رأسها تحدق به بابتسامه مزيفه و هى تقول بمراوغه شقيه :
-ماتفكها ياحليوه حد منعك ؟!!!
شهقت بعنف حين جذبها إليه بقوة من خصرها ثم أحاط خصرها بذراعيه و نظراته ترتكز علي تلك الشفتين العابثتين التى لا تنطق سوى بالكلمات الاستفزازية له و اشتعلت رغبته بإلتهامها و هو يهمس داخله أنا لست قديس أيتها الصغيره الفاتنة !! ، رفعت عينيها تحدق برماديتيه الثاقبه بهدوء لتبلل شفتيها بعد أن شعرت بجفاف حلقها هكذا من فرط كتمان توترها أمامه لم يستطع تحمل شغفه بالتهام هذه الشفاه الورديه الجميله و مال عليها و هى ترفع يديها إلي صدره ببطء قاتل جعل تلك القشعريره تسري بجسده ! لحظات و كان يلتهمها بنهم و رويه و هى مستسلمه بهدوء بين يديه ، و رغم أنها أولى قبلاتها إلا إنها لم تدفعه بخجل بل أغمضت عينيها بهدوء تتمتع بذاك الشعور بين يديه …
انخفض معدل وصول الهواء إلي رئتيها و هو يمتص رحيق شفتيها بلا هوادة ليشعر أخيراً بالاختناق هو الآخر و قد سرقت تلك الفاتنة عقله و أنفاسه انزل سحاب فستانها و ابتعد عنها بنفس اللحظه يعطيها ظهره و هو يدس يديه بقوه بخصلاته مصدوما مما فعله للتو لقد بدت كساحرة صغيره تجذبه إليها و هو يسير بطواعيه شديدة نحوها كل هذا بليله واحده ؟!!! تفتنه بلحظات ؟!!!
عضت على شفتيها بخجل و هى تنزع فستانها سريعاً و ترتدي التيشيرت خاصته الذي أخذته من الخزانه أثناء عبثها بها و لم ترتدي سواه حيث بدا عليها كفستان واسع بعض الشيء يلتصق بجسدها نظراً لنعومه قماشته يصل إلي ما بعد منتصف فخذيها البضتين ..
حاول تنظيم أنفاسه اللاهثه و هو مندهش من صمتها لما لا توبخه الآن علي فعلته الحمقاء معها ؟!! إنه سائقها و هى ابنه السفير حتى إن احتمت به فهو وضع مؤقت لها هل يستغلها هكذا ؟!! نفض رأسه بعنف و التفت خلفه لتتسع عينيه حين لم يجدها دارت أنظاره بالغرفه ليهدأ قليلا حين وجدها تستلقي علي الأريكة الصغيره بهدوء تام تعطيه ظهرها و لكن لحظه أنه يعرف ما ترتديه جيدا !! ، هل ارتدت تيشرته الخاااص ؟!! دون الحاجة لإذنه ؟!! من تلقاء نفسها ؟!! كيف لم ينتبه إلى تلك السارقه الصغيره ؟!! لقد سرقت انتباهه للغايه بأفعالها الهوجاء لكنها لطيفه على كل حال ، لم يستطع منع تلك الابتسامة الصغيره التى شقت طريقها إلى ثغره تُزيده وسامه و هو يعود بانظاره إلى الأرض حيث تركت فستانها و حذائها بمنتصف الغرفه ليهز رأسه بالسلب متجهاً إليهما يرفعهما ليضعهم بمكان مناسب ثم تناول ملابسه و انصرف إلى حمامه الخاص الصغير ….
***
استيقظ صباحاً و هو يشعر بثقل فوق صدره العارى عقد حاجبيه و هو مغمض العينين في بادئ الأمر لكن سرعان ما اتسعت مقلتيه و هو يستعب أنه لم يكن بمفرده بالغرفه ليله أمس !!!
فتح عينيه لتسقط أنظاره علي خصلاتها المبعثره بإهمال فوق جسده حاول الاعتدال و هو لا زال تحت تأثير صدماتها التى لا تنتهى و هو يحملق بيديها الصغيره الملتفه بتملك شديد متشبثه به بقوة اذهلته حول خصره حاول تنظيم أنفاسه التى اضطربت إثر ذلك القرب الغير متوقع و هو يكاد يبكى من فرط ضغط تلك الصغيره الفاتنه على أعصابه و كأنه إحدى صديقاتها و ليس رجل يشاركها المكان !!
رفعت ساقها العاريه تضعها حوله هى الأخري و هى تتململ بنومتها فوق جسده الذى اشتعلت حرارته الآن و هو مصدوم ، مذهول ، مرتبك و هى تغط بنوم هادئ بل و ترفع رأسها لأعلي لتتبين له ملامحها الرقيقه الجميله الهادئه عن كثب ، حدق بها بهدوء يتأمل تلك الجميلة الهادئه بأحضانه الدافئه و كأنها طفله ذات بضع أعوام تنام بسلام تام كأنها لا تمتلك هموم ، هل هى قويه إلي ذلك الحد ؟!! أم أنه هناك ما يخفي عنه بما يخصها من أمور عده ؟! رفع يده بهدوء يحاول أن ينسل من أسفلها بهدوء دون أن تستيقظ و تكمل بصدماتها عليه لكنه هيهااات لقد فات الأوان و فتحت عينيها الناعسه تحدق به بنعومه لحظات و هى تغلقها و تفتحها قبل أن تبتسم له بهدوء و تظهر غمازتيها و هى تهمس بصوت متحشرج يحمل أثر نومها :
-صباح الخير ياحليوه !! معلش شاركتك السرير بس أصل نوم الكنبه وجعلى جسمي و أنا مش متعوده انام فى ضلمه اصلا ف خوفت ..
ظل يحدق بها بهدوء ثم ألقى رأسه بارهاق للخلف و هى إلي الآن لم تخرج من أحضانه و كأنه شيئ معتاده عليه معه ؛ أن تحتل أحضانه العاريه بلا مبالاة منها …
ليخرج أخيراً صوته و لكنه أمسك ذراعيها يقلب الوضع ليطل عليها بجسده و عينيه تموج بغضب شديد و هى تطالعه بنعومه ناعسه و ابتسامة مشرقه جعلت غضبه يتفتت أمام تلك الكتله من البراءة ينظر إليها و هى تحاول أن تفتح عينيها لتنظر جيداً له و لخصلاته الناعمه المبعثرة أعلي جبهته و قد لعبت تلك الاضاءه الخافته للغرفه دورها جيداً حيث بدت هي سيده فاتنه بريئة تنظر إليه بنعومه قاتله و بدا هو بملامحه القاسيه الوسيمه في صوره آخذه للأنظار و القلوب ..
بدأ ذلك الاختلال بأنفاسه يداعب رئتيه و هو يحاول اقناع حاله أنه بحلم أو يتوهم الأمر لكن يدها الصغيرة التى ارتفعت تفرك عينها لتستوضح الرؤيه تلامست دون قصد مع جسده ليرتجف قليلاً قبل أن يهبط للمره الثانيه كالمسحور على تلك الشفتين الصغيرتين المنتفختين حيث تحمل أثر نومها ، يتناولها بنهم و هدوء افقدها صوابها على الفور و يديه تعبث بتيشيرته الذي ارتفع و كشف عن سيقانها بسخاء شديد ، لم يستطع الابتعاد عنها رغم عقله الذي يصرخ بذلك لكن تلك النعومه التى يتذوقها تجعله بعالم آخر معها هى فقط جعلته يطمع بالمزيد !!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ارتفع رنين هاتفه ليفيقا من غفوتهما بتلك اللذه و يتنفض عنها معتدلاً و هو يتجه إلي مصدر صوت هاتفه ليجيب المتصل ، أما هي اعتدلت بهدوء تقف عن الفراش تعدل من هندامها تضغط على شفتيها بخجل و هى تطالع ظهره العارى بأنفاس لاهثه بدأت تنتظم حين استمعت إلي صوته الهادئ الرخيم يقول :
-أكيد يا سيادة السفير مش مشكله أنا هاجي بدري …
اغلق الإتصال و هو يزفر بارهاق و حيره واضحة ليجدها تقف أمامه تطالعه بأعين خائفه تهمس بتوتر :
– عاوزك تروح بدري كده ليه ؟!!
حدق بها و بنظراتها التي تصرخ بالخوف لحظات قبل أن يستقيم متجها إلي خزانته وهو يقول بهدوء :
-عشان أدور عليكِ معاهم … !! أنا مش فاهم ازاي اقف قصاد الراجل و اخدعه كده ده مش أسلوبي ابدااا !!
ارتعدت أوصالها و قالت برعب واضح و هى تسرع إليه تُمسك ذراعه :
-مش هتقوله إني معاك صح ؟!!!
اغمض عينيه لحظات قبل أن يفتحها و هو يطالعها بنظرات هادئه حين أدرك مدي خوفها و همس لها :
– ريناد أنتِ فاكره مامتك كتبت الكتاب ليه ؟!! عشان هى عارفه إنك طول ماانتِ على ذمتى مش ممكن اسلمك لأبوكِ ، ده غير إن اللى عاوز يرجعك كان سلمك ليه امبارح .. أنا مبحبش عدم الثقه خلي بالك ….
ثم تركها و اتجه إلي المرحاض لينعم بحمام دافئ يُطفئ نيران عقله المشتعلة ….
***
خرج من المرحاض و هو يجفف خصلاته بتلك المنشفه الصغيره يبحث عنها بعينيه لكنه فزع حين لم يجدها بالغرفه ليفتح الباب متجهاً إلى الخارج اثناء ارتدائه قميصه بسرعه جحظت عينيه حين وجدها تجلس أعلى الأريكة تتحدث إلى والدته بوديه و هدوء و لكن ما جعله مصدوما أنها لازالت ترتدى تيشيرته الخاص و تجلس معها بلا خجل منها هل تريد أن تصيبه بذبحه صدريه أم ماذا ؟!! خرجت شقيقته من غرفتها و هى تتابعها بأعين شغوفه تصرخ بالاعجاب و تقول بصوت مرتفع :
-ريناد أنتِ معكيش هدوم ؟!! لابسه هدوم يوسف ؟!!
ابتسمت الأخرى بهدوء و قالت :
-اه هدومي لسه ماجتش و استلفت ده من الحليوه لحد ما يجووا …
اردفت الأخري باندهاش تتساءل :
– الحليوه ؟!!!
لتبتسم باستفزاز و هى تطالعه بطرف عينيها حيث بدا مشتعلاً للغايه و قالت بهدوء :
-اه أنتِ متعرفيش أن يوسف يبقي اسمه الحليوه ؟!!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
جلست بجانب السيده الوقور تشاركها ضحكات و كلمات خفيفه لتنتبها إلي صوت “هاله” الضاحك تقول :
-حقيقي دمك خفيف اووى ياريناد بصراحه يوسف مكنش مفهمنا كده عنكم ..
زجرتها أمها بنظره تحذيريه و هى تلكزها لكن قد فات الأوان حيث تساءلت “ريناد” بفضول :
-كان مفهمكم إيه الحليوه يالولا ..
ابتسمت لها وردت عليها علي الفور بعفويه :
-كان بصراحه بيقول أن باباكِ أسلوبه يعنى مش أوي و إنك غالباً زيه ….
اتسعت عينيها و هى تُشير لنفسها بصدمه جليه :
– أنا زيه ؟!!!!
ثم نظرت للأم التى تحدق بابنتها بلوم و هى تقول :
-سامعه يااديجا الحليوه قال عليا ايه ؟!!! يرضيكي كده ؟!!
ابتسمت لها الأم و هى تهز رأسها بالسلب قائله على الفور بمهاوده و عقلانية :
– لا ياحبيبتي هو مقالش كده بالظبط هو كان جاي متضايق حبيتين يومها من والدك .. يلاا تعالى ادوقك الباميه بتاعتي بقاا .. يلا ياهاله حطي الأكل بدل كلامك الكتير ده …
عدلت “ريناد” خصلاتها و هى تهمس بخجل تعبث بطرف قماش تيشيرته الخاص :
– هو انتوا بتاكلوا لوحدكم ؟!!
ابتسمت “خديجه” و قالت بمكر :
-اه هناكل مع مين يعنى ؟!! لو قصدك يوسف هو بياكل متأخر بليل لما يجي يااما بياكل بره …
عضت علي شفتيها بخجل و هى تنظر إليهن بتوتر و قد اشتعلت وجنتيها للغايه :
– أصل أنا مش جعانه ..
هتفت “هاله” بحماس و هى تضع الطعام بالصحن :
– شكلك عاوزه تستني يوسف على العموم هو قال مش هيأخر بس أصل أنا عندي درس و ماما ليها معاد دوا و لازم ناكل ..
توترت ملامحها بشده لكنها هزت رأسها و هى تبتسم بخجل و تهتف أثناء انصرافها :
-خلاص لما اجوع هاكل …
ابتسمت الأم و هى تحدق بأثرها بهدوء لتهمس “هاله” :
– غلبانه أوى ياماما و قمر يارب يفضلوا مع بعض و تفك عقده يوسف ..
ابتسمت الأم تقول بحزن طفيف :
-عقده ايه يابت ، كل الحكايه انه شايل الهم بدري يابنتي يارب يايوسف يهديك عليها …
همست “هاله” بحزن متسائلة :
– تفتكري هينفعوا مع بعض أنتِ عارفه تفكير يوسف و هى فوق خاالص ياماما احنا و لا حاجه جنب أبوها …
شردت الأم و همست بهدوء و صوت حزين :
– اللي فيه خير ليه ربنا يقدمهوله يابنتي ، يلا أنتِ حطى ناكل …
-***-
جلست فوق الأريكة تمد ساقيها إلي المنضده تثني واحده و تفرد الأخرى ليرتفع التيشيرت مُظهراً جمال ساقيها ، تعبث بخصلاتها بشرود لتُغمض عينيها و تغفو محلها بعد مرور ساعه و هى علي ذاك الوضع …..
دلف إلى منزله بهدوء كعادته مستخدماً مفتاحه فهو يعلم أن ذلك توقيت درس شقيقته و قيلوله أمه الغاليه ، أغلق الباب بلطف ثم اعتدل يزيح خصلاته براحه يده اليمنى بارهاق و هو يدور ليدلف إلى غرفته لتتسع عينيه و فمه معاً و هو يطالعها بصدمه شديدة مستسلماً إلى قدميه التى تقوده نحو ذاك المنظر المُلهب سارت عينيه على تلك الجنيه الجميلة الناعمه القابعه أمامه هو إلى الآن لا يصدق أنها لا ترتدى سوى تيشيرته الخاص الذى ارتفع إلى بدايه فخذيها أثناء غفوتها و هبط عن كتفها الأيسر برقه بالغه ليُظهر تلك الفتنه الطاغيه هل تريد أن تقضي عليه ؟!
وصل عندها و هو يتطلع إليها بتوتر بالغ عاجز عن منع عينيه من تأمل تلك اللوحة المجسده أمام أنظاره ابتسم بهدوء حين رفعت يدها الصغيره تقصى تلك الخصله التي سقطت من غرتها بانزعاج طفيف ارتفعت عينيه من نحرها الجميل إلي كريزتيها الصغيره المنفرجه قليلاً أثناء نومها لتختفي ابتسامته و يقطع تأمله حركتها العفويه حين بدأت تدور لتعطيه ظهرها اتسعت عينه بصدمه و هو يهمس ليناديها خوفاً أن يوقظ أمه إن ارتفع صوته :
– يخربيتك بتعملي ايه … ريناد ؟!! ريناااد …
يبدو أن نومها ثقيل للغايه حيث أزاحت يده التى امتدت لتتوقظها و هي تهمهم بكلمات غير واضحه لكن لا يجب أن تأتي شقيقته و تراها هكذااا ..
هبط بجزعه العلوي يميل عليها و هو يحبس أنفاسه مغمضا عينيه حين تسللت رائحه الورود خاصتها إلي أنفه تداعب قدرته علي الصمود ليبتلع رمقه و هو يدفع ذراعيه بلطف أسفل جسدها يحملها بهدوء و قد سرت تلك القشعريرة الخبيثه بجسده حين وضع يده أسفل جسدها الشبه عارٍ ، شعر بها تتململ لحظات قبل أن تفتح عينيها أخيراً تطالعه بأعين ناعسه و هى تلف ذراعيها الصغيره حول عنقه تدفن جسدها الصغير به بجراءه قد اعتادها منها منذ أمس تهمس له بنبره متحشرجه و أنفاسها الساخنه تبث حرارتها بعنقه لتبدأ تلك الأنفاس الخائنه المتسربه منه بالاضطراب والتوتر :
– امممم .. أخرت ليه ياحليوه ؟!!
دلف إلي غرفته بها و أغلق الباب بكتفه بهدوء ثم اتجه بها إلي الفراش و هو يحاول السيطره علي نبرته لكنها خرجت متوتره بعض الشيء حيث أصبحت عاده لديه يتلك الاونه !! :
-باباكِ قالب الدنيا عليكِ ..
و كأنه أعطاها جرعه افاقه لتفتح عينيها جيداً فجأه و اندلعت نظرات القلق منها تحمل أثر النعاس و همست له حين وصل بها إلي فراشه :
– عرف حاجه ؟!!
رفع حاجبه الأيمن باندهاش و هو يقول بسخريه و كاد يميل يضعها فوق الفراش :
– كنت هبقي معاكِ دلوقت ؟!!! اكيد مقولتش و هو معرفش …
ابتسمت علي الفور بعبث و هى تتشبث بعنقه فور أن وضعها علي الفراش تجذبه إليها بقوة مباغته ليجلس على طرف الفراش مذهول من حركتها لكنها لم تدع له فرصه اندهاش حيث اقتربت بجسدها إليه و هى تحيط عنقه بقوه و ارتفعت يدها الصغيره إلى خصلاته و همست بخفه أمام شفتيه بعد أن اختلطت أنفاسه المضطربة بخاصتها العابثه :
– ليه ؟!!
بدأ صدره يعلو و يهبط بقوة و توترت ملامحه إثر ذلك الضغط المُغري له ليهبط بعينيه إلى شفتيها الصغيره التى تبتسم بعبث هامساً لها بصوت مبحوح :
– إيه الي ليه ؟!!
همست له بهدوء نسبي و هى تعبث باصابعها الرقيقه بخصلاته الخلفيه و الأخرى تسير برويه علي عنقه :
-ليه مقولتش إني معاك ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ساحره صغيره تقبع بأحضانه تتفنن بإغرائه لما تفعل به ذلك ، ماذا فعل بدُنياه ليكن جزاؤه تلك الكارثة ؟!! ابتسمت بهدوء حين طال صمته لتبتعد عنه بعد أن اشعلت أنفاسه و جسده ثم تستقيم واقفه تبتسم بمكر و تتجه إلي الباب و هي تقول :
-هروح أشوف الأكل بيتسخن إزاى يا حليوه ..
زفر أنفاسه و هو يدفع خصلاته للخلف ثم فرك وجهه بغضب مما يحدث له لكن اتسعت عيناه حين دق الجرس و هتفت بحماس و هى تركض إلى الخارج :
– ده أكيد ماما بعتالي الهدوووم ..
ماذااا هل تفتح باب شقته بتلك الهيئه هرع خلفها مسرعاً و هو يصيح بها متناسياً نوم والدته :
-أنتِ يابت خدي هنااا باب ايه اللى تفتحيه ؟!!
علقت باندهاش و هى تشير إلى الباب :
-باب الشقه !! اخد هدومي ..
أشار إليها مستنكراً و قال بغضب :
– كده ؟!!! هتفتحي بالهدوم دي ؟!!
هزت رأسها بالإيجاب ليجز على أسنانه و هو يدفعها إلي الغرفه من كتفها قائلاً بغضب :
– إياكِ تخرجي من الاوضه لحد مااجي …
ثم أغلق الباب منصرفاً إلى الجرس الذي يقرع منذ مده ، لتبتسم خلفه و هى تهمس بابتسامه عريضه :
-ايييه قمرررر الحليوه ، بمووت فيه ..
-***-
مساء لطيف على تلك الأسره الصغيره الهادئه جلست “ريناد” بغرفتها تنتظر عودته بفارغ الصبر لقد أطال اليوم بعمله و يقرصها الجوع منذ فترة لكنها اعتادت على تناول طعامها معه تبتسم حين ترى توتره من أفعالها العفويه مره و المتعمده مره اخرى كل تلك الأفعال تكون أمام أمه و شقيقته !! تراقبه أثناء هدوءه و صمته و كأنها تحفر هيئته الوسيمه بعقلها تنتظر ابتسامته اللطيفه المتريثه التي تُزين ثغره الجميل الذي يدعوها لالتهامه حينها …
لكن ما يحزنها أنه يعاملها بتردد و جفاء بعض الشيئ مُبدياً بعض التحفظ على تصرفاتها الجريئة خاصه إن فعلتها أمام شقيقته الصغرى ، هي لا تستطيع التحكم بعفويتها لكنها لا تنكر أنها تتمادي قليلاً و من حقه الخوف على تلك الصغيره التى اكتشفت أنه يحبها بجنون ، كثيراً ما تغار من علاقته بأمه و شقيقته كم كانت تتمنى أن تحظى شقيق مثله لكن هيهاات بالطبع كان سوف يشبه أباها الطامع الذى عاملها بقسوه كالسلع و حرمها من رؤيه الجميع لأشهر بما فيهم أمها الغاليه ..
تنهدت بحزن و هى تستقيم لتخرج من غرفتها متجهه إلى المطبخ تناول ما يسد جوعها إلى أن يعود لكنها توقفت و اتسعت عينيها حين استمتعت إلي تلك الضحكه المكتومه بغرفه شقيقته .. هل هى متيقظه لقد قالت أنها سوف تخلد إلى النوم ؟!! لكن ما ادهشها حقا حين سمعتها تقول بصوت يحمل بقايا ضحكتها :
-لا كلهم نايمين و يوسف لسه مجاش أنا مركزه مع الصوت بره ، هشوفك بكره ؟!!!
شقهت و لكنها كتمت صوتها و عقلها يعمل ماذا تفعل تلك الصغيره ؟!! لكنها واضحه إنها تواعد شاب ؟!! أو بمعني أدق أحدهم قد عبث بعقلها المراهق الصغير ..
اتجهت إلى الباب تقرعه بلطف لتفتح لها “هاله” بعد لحظات بملامح متوتره بعض الشيء تهمس برقه :
– في حاجه يارينو ؟!!
ابتسمت لها بهدوء و قالت بنعومه :
-كنت بشوفك لو صاحيه أقعد معاكِ شويه ممكن ؟!!
ابتسمت بتوتر و هى تومئ بالإيجاب تُفسح لها الطريق لتمر بهدوء و تغلق الباب بلطف تجلس أعلي الفراش تبتسم لها و هي تقول بهدوء:
– عامله ايه في المذاكره أنا شاطره جدا و أقدر اساعدك ..
ابتسمت لها و هى تقول برقه :
-تمام شغاله أنتِ عارفه النظام الجديد ده صعب شويه …
اومأت لها و هى تقول برفق تبسط يدها لها :
– تعالي اقعدي معايا أخذ رأيك في حاجه مهمه افتكرتها عن أخت صاحبتي و أنا قاعده فاضيه و بما إنك نفس السن أكيد هتساعديني يمكن أعرف اساعدهم …
اتجهت إليها و هي تبتسم و تنصت باهتمام حيث بدأت تقص عليها بصوتها الرقيق :
-شوفي بقى أخت صاحبتي دي صغيره قدك كده بالضبط في واحد حاول مره و اثنين و ثلاثه عشان يكلمها هي في الأول كنت بترفض لأنها كانت قلقانه منه بس بعد فتره قدر بطريقه و أسلوبه يقنعها إن هي تتكلم معها من غير ما حد من أهلها يعرف مره في اثنين في ثلاثه اتعلقت بيه قوي و بقيت بتحبه جدا بتستنى مكالماته مهتمه بأقل تفصيله منه بتسمع كلامه مهما كان … بس فجأه بطل يكلمها مش كده و بس لا اكتشفت إن هو بيكلم واحده صاحبتها جدا و لما قالت له قالها أنا موعدتكيش بحاجه أنا بتسلى بس للأسف كان بعد ما خلاص حبيته و اتعلقت بيه و خانت ثقه أهلها فيها راحت تقول لأختها لما كلمها تاني و طلع واخذ منها صور و ابتدا يبتزها بيها عشان ترجع تكلمه تاني .. و أختها اتدخلت و قدرت توقف الولد ده عند حده و تاخد الصور بس المشكله دلوقت في البنت متقدملها واحد مناسب أوى و الموضوع عدي عليه كذا سنه لكنها لسه موجوعه و حاسه إنها أقل من البنات اللى صانت قلبها و عقلها لواحد يستاهلها قدر يحترمها و يقول لأهلها إنه عاوزها مش يدخل من الشباك زي ما بيقولوا .. تفتكري نقدر نساعدها ازاي ؟!!
ابتلعت رمقها بتوتر طفيف وهي تهمس بحزن واضح :
– مش عارفه أنا مجربتش ده عشان اعرف أنت ِ قولتي إنها قدي بس هي كده كبيره عني …
ابتسمت لها و قالت :
-اه كان قصدي قدك لما عملت كده عاوزه رأيى اللي انا مقتنعه بيه في الحالات دي ؟!!
اومأت لها بصمت لتتبسم لها قائله برقه :
– أنا شايفه أن البنت و خصوصاً لو قمر زيك كده و عندها أخ زى يوسف ماينفعش تخون ثقته فيها و لا ثقه أهلها أياً كانوا لأنها هي الوحيدة اللي بتطلع خسرانه الأب و الأم و الأخ لما بيمنعوا علاقتها بأي شاب بيبقي خوف عليها عشان تصون نفسها و قلبها لواحد يحترمها و يقدرها مش واحد خان أهلها و طلب منها تخبي عنهم لأنه جبان ما يقدرش يواجههم لو كان فعلاً بيحبها كان راح لأهلها و قالهم ده و ارتبط بيها قصاد الكل و احترمها و كبرها مش هانها و خباها كأنها سر ماينفعش يطلعه لأى حد ، الحب مش عيب عشان نداريه لكن الحب الحلال اللى في العلن طعمه أجمل مليون مره من حب اتداري و استهلك قلب البنوته الجميله اللى لما تقابل واحد يحبها فعلا يبقي قلبها خلاص تعب و استهلكه واحد مريض شايف نفسه كده شاطر بيلعب ببنات الناس …
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
شردت و هى تستمع إليها لتتساءل بحزن قائله :
– طيب مش يمكن خايف يتقدم و أهلها يرفضوه ؟!! عشان صغير و هى صغيره ؟!!
ابتسمت و هى تقترب منها تحيط كتفها قائله بهدوء و لطف :
– اديكِ قولتي صغير يعنى معندوش قدره إنه يواجه حد لو هو شايف نفسه كبير و راجل و بيحبها يبقي يبعد عنها لحد ما يقدر يواجه أهلها بقوه .. الحب بيقوي مش بيخوف و ساعتها هى هتتأكد إنه راجل و يستاهلها صبر و استني لحد ماقدر ياخد جايزته ، مش جايزه عجبته راح سرقها .. البنت زي الماسه يالولا مش أى حد يفوز بيها و لا إيه ؟!!
ابتسمت لها و هى تومئ بتأكيد متوتر لتنتفضا الاثنتان حين استمعا إلى صوته القوي يقول مازحاً و عينيه مُسلطه عليها :
– أنا جعان حد فيكم هيسخنلي ولا أروح انام خفيف ؟!!
نظرت له بهدوء و هى تشعر بتوتر شقيقته يتزايد لتهمس لها بلطف و هى تقبل خديها :
-يلا تصبحي علي خير عشان مدرستك بدري و أنا هروح اكل بقاا …
بادلتها ابتسامه لطيفه و هى تتجه إلي فراشها لتتجه هى الأخري خارجاً و تغلق الباب خلفها تستمع إليه يهمس لها بهدوء :
– أنتِ عندك صحاب فعلا ؟!! اللى عرفته إنك منعزله ..
حدقت به لحظات عاقده حاجبيها ثم سرعان ما استوعبت أنه كان يستمع إلي قصتها .. لتبتسم له قائله بعبث :
– مش عيب نلمع اوكر ياحليووه …
ثم انصرفت من أمامه ليطلق ضحكات مرتفعه نادراً ما تستمع إليها منه ………
-***-
بعد مرور شهرين
وقفت داخل المدخل تتأمله و هو يصلح ذاك العطل بالسيارة الخاصه بأحد الجيران المُسنين و التى لا تقارن بالطبع بسيارة بأبيها سيادة السفير الذى عاملها تنهدت بحزن و تابعت رؤيته ….
انفرجت أساريرها حين نظر ناحيتها فلوحت له بيدها كالأطفال مما دفعه للتبسم ضاحكاً من أفعالها الجنونيه اللطيفه التي جعلته بحاله انتشاء غريبه أغلب أوقاته أمسك تلك المنشفه الصغيره يحاول إزاله ما علق بيديه ثم أغلق السيارة حين أدارها صاحبها و هو يُمطره بوابل من الدعوات جعلته يبتسم برضا اتجه إلى مدخل العماره و هو يسد عليها الرؤية بجسده قائلاً بنفاذ صبر :
– افهمك ازاي أن دي مش جنينه قصرك تنزلى وقت ما تحبي العماره فيها ناس غيرنا سااكنه …
كاد يتجه إلى الاعلي لكنها أمسكت بيده و هى تقول بابتسامة عريضة:
-بقولك ايه ياحليوه مش هتعلمني السواقه بقااا ؟!!
جذبها من يدها مستخدماً يده الأخرى و هو يقول بغضب :
-افهمك ازاااي أنا اسمي يوسف ؟!!! ده غير ان المنظر اللى نازله بيه ده مش ممكن تخرجي بيه من باب الشقه مش العماره … احسنلك مشوفش ده تاااني …
ارتفعت ضحكاتها و هي تصعد معه بطواعيه قائله بمشاكسه و هي ترقص حاجبيها :
– إيه هو الحليوه بيغير ؟!!
قلب عينيه يهز رأسه بيأس منها و صاح بنفاذ صبر و هو يدلف بها إلي شقته :
-ياا أمييييي !! ياا هااااله !!!!
أتت السيدتان على صوته المرتفع نافذ الصبر و هو يمسكها من طرف ملابسها ناحيه عنقها بالخلف كالسارق مما دفعهن لكتمان ضحكاتهن علي هيئتها الحزينه حيث عقدت يديها أسفل صدرها تنظر حياله بغضب :
– ياا أمي مش اتفقنا إنها مش هتنزل من هنااا هو أنا ناقص بلااااوي .
دفعت يده عن ملابسها بغضب و هى تهتف به :
– هو أنا طفله ؟!!! إيه مش هتنزل دييي … ؟!!!
نظر إليها بحده و زفر غاضباً و قد ضاق ذرعاً من كل ما يحدث حوله خاصه ضغط أبيها عليه ليصرخ بها غاضباً :
-حلو الهااانم الكبيره بقااا تجهز نفسهااا عشان هترجع لابوها النهااارده ….
اتسعت عينيها بصدمه بل و أعين الجميع و حدقت به بخوف جلى ليقابلها بنظرات هادئه للغااايه …..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
“أغار !”/
وقفت “ريناد” تنظر إليه بصدمه بالغه وأعين دامعه لم يتحمل أن يراها هكذا حائره .. نظرات الخوف تندلع من مُقلتيها الجميله استمع إلي كلمات أمه الغاضبه تقول زاجره إياه بلطف حازم :
– إيه الكلام ده ياايوسف ترجعها فين ؟!!
ارتباك واضح سيطر علي ملامحه الرجوليه ليتقدم منها وهو يراقب ملامحها الصامته تنتظر إكمال كلماته الحاده وتوبيخه اللاذع هي علي يقين من مدي رجولته وأنه لن يقبل بإعادتها إلي أبيها لكنها خشت أن يكون قد مل تصرفاتها الطائشه واعتبرها مُتطفله علي حياته الخاصة اتسعت عينيها حين توقف عن التقدم منها و صاح بنفاذ صبر مره أخري :
– مش هرجعهااا في مكان لكن الحال ده ماينفعش أي لحد لو لقط صوره ليها أبوها في دقائق هيكون هنااا المفروض تكوني عارفه كده و تراعي إللي حواليكِ أنا أمي وأختي مش حمل بهدله …
هكذا صرخ محتدا وترك الجميع بحاله ذهول شديدة لأول مره تري الأم انفجار ابنها هكذا لكن شعورها بما يكنه داخل ثنايا صدره ومعركته التي يخوضها مع حاله دفعها للتبسم بهدوء والاتجاه ناحيه تلك الفتاة التي نكست وجهها خجلاً وانسابت دمعات خفيفه علي وجنتيها الجميله من فرط إحراجه لها ربتت “خديجه” علي خصلاتها ثم مدت أناملها تمسح دمعاتها بحنو تقول بلطف :
– متزعليش هو بس مضغوط شويه .. مش قاصد يقول حاجه يوسف بطبعه بيخاف علي اللي حواليه وقال كده من خوفه عليكِ ..
ابتسمت لها ابتسامه صغيره هي لا تُريد أن تتسبب بحزن لتلك السيدة الجميله التي وضعتها بمثابة ابنتها و أغدقت عليها بالمحبه منذ أول لحظه لها معهم ، وقفت “هاله” بجانبها تقول بمرح خفيف :
– ايه يارينو .. حد يبقي يزعل من الحليوه ..
لكزتها الأم بخفه وهي تمنع ابتسامتها علي ذاك اللقب اللطيف الذي اطلقته المشاكسه علي ابنها لتقول بتوبيخ :
– بنت عيب كده ..
ابتسمت “ريناد” وهي تقول برأس مرفوع للأعلي وقد زال حزنها بلحظات :
– سوري يالولا أنتِ صحبتي وأختي وكل حاجه بس مش حلوه منك يالولا أنا بقولها أحلي ..
ابتسمت الفتاه وهي تصيح بحماس :
– أيوه كدااا يارينووو ، سمعينا واحده حليوه بصوت عالي خليه يخرج يقتلنا كلنا …
ضحكت “ريناد” وشاركتها الأم وهي تقول بصوت هادئ :
– طيب يا يابلوه روحي اعملي القهوه بسرعه وشوفي الأكل اللي سيبناه ده ..
انصرفت “هاله” وهي تلوح بكفها لهم تهتف بمرح :
– اااه القهوه عاوزاها في سر و بتمشيني بشيااكه ياديجاا ..
صاحت “ريناد” بتذمر تقول وهي تنفخ وجنتيها بحركه طفوليه :
– لولااااا بطلي تاخدي القااابي بتقوليهم وحششش ..
ارتفعت ضحكات الفتاه وهي ترقص كتفيها بحركه مرحه بهدف أغاظتها ثم ركضت من أمامهم تُنفذ مطلب والدتها !
جلست الأم فوق الأريكة وهي تجذب “ريناد” لتجاورها بجلستها تقول بهدوء وهمس :
– بتحبي يوسف ياريناد ؟!!
حدقت بها بأعين متسعه من مفاجأتها لها بذاك السؤال ثم ابتلعت رُمقها و اندفعت الحُمره إلي وجنتيها وقد توقف لسانها عن الحديث لتبتسم الأم وهي تربت علي ساقها بحنو تقول بمكر :
– اصل انا قولت برضه فرق السن يعني جامد مش ممكن تكون ..
قاطعتها تقول بتذمر غاضبه وهي تعقد حاجبيها :
– فرق سن ايه ياديجاا الفرق مش كبير لاا .. وبعدين أنا مش بقتنع بموضوع السن ولا هقتنع بيه ..
ضحكت الأم بخفوت لتقول رافعه حاجبها الأيسر بمكر :
– يعني بتحبيه اهوه ..
ثم تنهدت واكملت بهدوء :
– أنا خايفه اتدخل بينكم عشان ماظلمكيش يابنتي يوسف كمان شايفك صغيره عليه ويمكن ده اللي خلاه عصبي كده ..
قاطعتها تردف بصدمه وأعين متسعه :
– قصدك أنه بيحبني ؟!!
ابتسمت لها تقول وهي تربت علي وجنتها بلطف :
– ومين عاقل مايحبش قمر شقي كده .. أنا مسألتوش لسه بس أنا عارفه ابني لو كان مش بيحبك مكنش فرق معاه أنك تظهري في الشارع ووالدك ياخدك منه ..
ثم اردفت بتوتر طفيف وهي تشيح بنظراتها عنها :
– وأنتِ طبعاا .. عارفه يعني .. نفوذ والدك .. !
أغمضت عينيها تهز رأسها بالإيجاب بحزن لتهمس بعدها بخزي و قد غلف نبرتها الخذلان :
– عارفه ماما جوزتني يوسف ليه ؟! عشان بابا مجرد ما يعرف أني متجوزه مش هياخدني تاني .. صاحبه كان شرطه إني أكون بنت .. و كده خلاص الشرط راح .. سياده السفير مش محتاجني …
اتسعت أعين “خديجه” مما صرحت به تلك الفتاه للتو لقد عاملها الأب كسلعه تُباع وتُشتري وأدركت الفتاه ذلك بالفعل كلمات صغيره كانت كفيله لتغيير أفكار الأم عنها وأنها ليست فتاه مرحه مشاكسه من الطبقه المخمليه كما ارتأي لها لكنها إنما تحمل داخلها خذلان كبير دفعها لترك الأب القاسي والهروب منه جذبتها خديجه لاحضانها علها تُشعرها بالدعم المفقود لديها لتبتسم “ريناد” علي جمال قلب تلك المرأه وتدس جسدها بأحضانها الأمويه وهي تقول بحماس خافت بأذنها :
– هتساعديني أوقع الحليوه ياديجاا صح !
ضحكت “خديجه” وهي تقول بخفوت مماثل :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
– هساعدك توقعي أم الحليوه ياقلب ديجاا … بس متأكدة ان فرق السن ما..
قاطعتها تخرج من أحضانها بتذمر تقول بغضب طفيف :
– يااادي السن أنا بحب الحليوه اقولها ازااي ؟!!
اتسعت عينيها ثم ابتسمت بمكر حين استمعت إلي صوت أقدامه لتقول بصوت مرتفع قليلاً وهي تشعر به يقترب وعلي وشك الخروج :
– بس يااديجااا هو من امبارح من ساعه ماعرف إني حامل وهو متعصب كده بس أنا مش زعلانه منه …
شعرت بخطواته الغاضبه تتوقف واتساع أعين الأم يزداد مما قالت تلك الفتاة للتو خرجت “هاله” بتلك اللحظه وهي تُحمل قهوه أخيها ووالدتها وتقول :
– ايه داا أنت خارج طيب والقهوه ؟!!
ادارت جسدها بهدوء شديد ثم استقامت تتجه إليه بنظرات بريئة للغايه تقول بهدوء نسبي :
– يوسف !! معلش بقا حرقت المفاجأة وقولت لديجا إني حامل !!
رمش عده مرات يحاول استيعاب الجنون الذي تفوهت به لتصرخ شقيقته بحماس وهي تقول بصدمه :
– اييييه ، رينووو حااامل ؟!! مقولتوووش ليه !!!
لازال علي وضعه بل ضيق عينيه يحاول تصديق ما قالت ليقول بصدمه :
– حامل من مين !
صاحت به الأم تقول بصدمه واضحه وهي تنظر بعيداً عن تلك المشاكسه حتي لا تنفجر ضاحكه وتُفسد خطتها المجهوله !!!
– ايه من مين دي يااابني حد يهزر كده ؟!!
صاح مستنكراً يشير لحاله و هو علي حافه الجنون ! :
– يهزررررر ؟!!!! حااامل ازاااااي وانااا ما..
قطع كلماته حين وجد شقيقته تطالعه بأعين متسعه تنتظر تكمله الحديث تقول باندهاش :
– هو عيب ان ريناد تبقي حامل ياماما ؟!
وقعت أنظاره عليها وهي تحاول كتم ضحكاتها ترمقه بنظرات عابثه ليجز علي أسنانه بغضب وهو يجذبها من يدها بصمت تام يدلف بها إلي غرفتهم وهو يستمع إلي أمه تُجيب شقيقته قائله :
-لا مش عيب ياحبيبتي طالما متجوزه ..
دفع جسدها بلطف حازم إلي الغرفه ثم صفع الباب خلفه بعنف وأدار المفتاح به طالعته بطرف عينيها بهدوء ثم اتجهت إلي الفراش تجلس فوقه ببرود تام تعبث بأظافرها أمام عينيه التي تكاد تحرقها من فرط غضبه ، اتجه إليها بخطوات شديده الغضب يهمس بحنق وهو يمد يديه يستند بها إلي الفراش علي جانبيها ليصبح وجهه علي بعد سنتيمترات صغيره حولتها هي إلي مسافه معدومه حين رفعت وجهها الصغير تحدق بملامحه بوله تام تبتسم بهدوء أشعله :
– إيه اللي قولتيه برا ده ؟!! أنتِ عاوزه توصلي لايه ؟!!
رفعت كتفيها لأعلي وهمست ببراءه متذمره و أعين متسعه :
– قولت إيه بس ؟!! أنت متلكك ليااا علي فكره عاوز تزعق فياا علي الفاضي دي مبقتششش عيشه ديييي !! راجل كهف صحيح !!
تابعها بأعين مصدومه وأعاد كلماتها باستنكار وهو يستقم ليطل عليها من أعلي :
– مبقتش عيشه !!! أنتِ جبتي منين الكلمه دي ؟!!
هزت كتفيها وهي تقول باندهاش :
– من لولا قالتها لديجاا امبارح ..
ضيق عينيه ثم نفض رأسه من قلبها لموازين الحوار وصاح بغضب :
– لولااا ايه وعيشه ايييه ؟!!! أنا عاوز افهم ايه حااامل اللي قولتيها دي حااامل من مين انتييييي ؟!!!
هزت رأسها بالسلب وهي تلقيه بنظرات وقحه تقول ببرود وتبجح وهي تستقيم واقفه تضع يدها بخاصرها :
– يعني ايييييه من مين هي الستات بتحمل من مييين يعني ؟!! مش عيب ياحليوه تسأل السؤال ده ؟!!
صاح بها بغضب لتنتفض مذعوزه حين قال :
– لاااااا مش عييييب عاوزه افهممممم قولتي كده ليه أحسن وربي ياريناد اطلع عليكييي القديم والجديد ..
هزت رأسها بالسلب واردفت بمرح وهي تحيط عنقه ببرود :
– قديم وجديد ايه اللي تطلعهم علياا ياحليوه مش لما اعرف اتفاهم معاك أنت الأول ..
اتسعت عينيه من مدي تبجحها ووقاحتها لتقترب منه وهي تدس جسدها بأحضانه تهمس له بدلال أنثوي :
– صحيح ياحليوه هو الحمل بيحصل ازاي ؟!!
رفع يديه إلي معصميها وهو يعود للخلف محاولا؟ الابتعاد عنها فور أن أطاحت بثوره غضبه وتحولت بثوانٍ معدودة إلي فتاه الاغواء التي تدك قلاعه بلا شفقه ، تشبثت بعنقه بقوة رافضه محاولاته البائسه لإبعادها عنه لكنها أبت ودفعت جسدها إليه تهمس بحزن وخفوت :
– عاوزني أمشي ياحليوه !!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بدأت أنفاسه بالتوتر و ونظراته أيضا حين لاحت تلك النظرات المُعاتبه بمُقلتيها لتُغمض عينيها بهدوء وتتنهد بحرارة مما دفع الهواء الساخن إلي وجهه تأمل ملامحها وشعوره بالذنب حيال كلماته اللاذعه لها قد ارتمي جانباً الآن ليحل محله شعور لا يضاهيه آخر ، عليه الإعتراف أن تلك الوقحة قد بدلت أيامه السابقه ليتحول شعوره نحو عودته المنزل ورؤيتها إلي شغف شديد قد أقلقه لكن تلك الجنيه الفاتنة القابعة بأحضانه الآن قد أربكته وحولته إلي فتي مراهق يتطلع إلي نظرات قليله من عينيها المشاغبه وهمسات من شفتيها الجميلة ،وعلي سيرة شفتيها هبطت نظراته وارتكزت علي شفتيها لحظات وقد شعر بها بدأت تحل يديها عن عنقه ليهبط علي شفتيها بنفس اللحظه محيطاً خصرها بقوة يسير بها إلي الفراش يجلس وهو يحتفظ بها داخل أحضانه وشفتيه تلتهم خاصتها بعنف وشغف بالغ سكنت تماماً بأحضانه تُزيد من أحتضان عنقه و بدأت يديها تعبث بخصلاته بحركات لطيفه ما زادته إلا شغفاً بلحظاتها معه !!
بدأ عقله بالإفاقه من ثورة مشاعره تجاهها لتتوقف شفتيه فجأة عند بداية نحرها وهما يستمعا إلي صوت أنثوي يأتي من خارج الغرفه بنفس اللحظه !! اتسعت عينيها حين وجدت مقبض الباب يدور والصوت يرتفع ينادي زوجها بميوعه بالغه ؟!!!!
قفزت من أحضانه بغضب وهي تزيح جسده بقوة تهرع إلي الباب تُدير المفتاح وتفتحه تقف واضعه يدها بخاصرتها تنتظر تبرير السيده التي وقفت هي الأخري تطالعها بتحدي وتصيح بغضب وهي تدب الأرض بقوة تصرخ بزوجها الذي وقف خلفها مشدوه من رؤية ابنه خالته الآن !! :
– إيه الكلااام اللي سمعته ده ياااجووو أنت اتجوزتتتت ؟!!بتضحككك عليااا وتفهمني أنك مش عاوز جواز وعاملي فيهاا راهب وتروح تتجوز عيله لو كنا اتجوزنا كنا خلفنا قدهااا ؟!!
أستفزتها للغايه وبدأت أنفاسها تضطرب من وقاحه تلك السيده لتسمعه يقول بتوتر ونبره هادئه زادتها اشتعالاً :
-لا ياأريچ متف…
قاطعته تصرخ بالسيده وهي تخرج من الغرفه تهدر بعنف :
-بلااا أريچ بلااا تهريج انتتيييي ازااي تفتحي علينااا الباب كده ؟!!!! محدش علمك أنه عيييب تقاطعي اللي بنعمله !!
اتسعت عينيه مماقالته وأسرع يكمم فاهها وهو يستمع إلي ابنه الخاله تقول بغضب :
-ليه وانتوا بتعملواا إيه أن شاء الله !!
عضت يده وهدرت فور أن رفع يده يتأوه وقد اجتمع أفراد المنزل حولهم :
– واحد ومراااته في أوضه النوم هيكونوااا بيعموا اييه ياا .!!
كمم فاهها وهو يحيط خاصرها يرفعها عن الأرض يعود بها إلي غرفتهم وهو يعتذر قائلاً أثناء إغلاق الباب بوجههم :
– معلش ياجماعه أنا آسف ريناد متعرفش العيله بس ..
ظلت تركل بساقيها بغضب وصاحت فور أن تركها به :
– هو ايه ده اللي آسف ؟!!!! الست دي ازااااي تفتح علينا الباب كدااا لا و تقول علياااا عيله ؟!! أنا عيله !!
كادت تنصرف بغضب مره أخري ليحتجزها بأحضانه قائلاً بضحكات لم يستطع السيطرة عليها :
-ايه اللي عملتيه داا ؟! اهدي اهدي هي متقصدش كل الحكايه أنها لسه منفصلة من فتره ونفسيتها كانت وحشه عشان كده كلنا بنحاول ناخدها علي قد عقلها ..
ظلت علي حالتها تعقد حاجبيها بتذمر وغضب تنظر حيال الباب وهي تتوعد لتلك السيده بغضب بالغ ليبتسم بهدوء ويرفع ذقنها إليه بأطراف أنامله يهمس لها بلطف أنهي حالتها المشتعلة علي الفور وتبدلت إلي بسمه واسعه ماكره :
– وبعدين الحليوة مش بيعرف يحايل عيال !!
انتبهت إلي وضعها لترفع حاجبها بعبث وتهمس له بوقاحه :
– مش مهم يعرف يحايل المهم يكون عارف طريقه البيبي !!
ودفعته فجأة من صدره تركض للخارج تاركه إياه يضحك بصوت مرتفع يهز رأسه بالسلب وقد صار علي يقين أنه لا فائدة من محاوله تقويم تلك الفتاة …
-***-
وقفت “ريناد” بجانب شقيقه زوجها التي تُحضر الطعام و تتحدث إليها تقص عليها ما حدث لابنه خالتهم التي طلقها زوجها بعد مشاكل ومشادات كلاميه ولفظيه عنيفه بينهما لتعود إلي بيت أهلها تعبث بالماضي وبحب المراهقه شقيقها “يوسف” لها باستمرار لتبدأ محاولاتها الجريئة معه منذ رفضه ويبدأ هو بمهاودتها أحيانا وردعها أحياناً أنهت “هاله” كلماتها وهي تضع الطبق جانباً قائله بغضب :
– أنا مش بحب أريچ أبدا وماما علي طول مكسوفه منها أو مش بترضي تزعلها عشان خالتو متوفيه وهي علي طول تضغط علي ماما بالنقطه دي سواء هي أو اختها السخيفه دي .. بس بجد يارينو يوسف ملهوش ذنب ..
عضت “ريناد” علي أناملها بغضب وهي تقول بازدراء :
– مش لدرجة تفتح عليه أوضه نومه ويسكت يا لولااا برضه .. طيب والعمل هقعد أتفرج عليها وهي بتتغزل فيه !! وبعدين هما بيعملوا ايه ده كله في الأوضه ؟! لا مش قادره اقف هروح أشوف ..
ثم تركتها وهرعت إلي الخارج وهي تبحث حولها بأعينها عن أفراد المنزل لتجد ما حولها فارغ ..
أزاحت خصلاتها خلف اذنها بتوتر و هي تقف خلف الباب تضع احدي أذنيها فوقه تحاول الانصات إلي ما يحدث بالداخل و هي تعض علي شفتيها بغيظ من فشلها بالإستماع إليهم شهقت بعنف حين وجدته خلفها شبه ملتصقاً بها يهمس لها :
-ها بيقولوا ايه ؟!!
اتسعت عينيها بهلع و انسحبت الدماء من جسدها لتتركز بوجنتيها الجميله المكتنزه زادت من الضغط علي شفتيها و هي تعتدل بجسدها بحركه دراميه بطيئه ثم أظهرت صفي أسنانها الصغيره البيضاء اللامعه بابتسامه مزيفه ورمشت عده مرات بعينيها الجميله لتنفجر شقيقته المجاوره له بنوبه ضحك مرتفعه علي هيئتها اللطيفه ثم انصرفت مسرعه من أمام اخيها الذي زجرها بنظراته الغاضبه ، ارتعدت أوصالها حين جذبها من ذراعها إلي غرفتهم و أغلق الباب بعنف وهو يحبسها بين جسده والحائط المجاور الباب زاجرا إياها بغضب :
-انتِ مش ناويه تتعدلي وتبطلي حركات العيااال دي ؟!!! هفضل لأمتي اقول الكلام ده اللي عملتيه ده اسمه قله ادب وربايه ….
أتسعت عينيها الجميله وقلبت شفتيها الصغيره بحركه طفوليه وحدقت به بأعين لامعه تهدد بهطول سيل جارف من دموع حارقه لقلبه قبل وجنتيها الجميله ، وهو يعلم جيداً ما يلي تلك الدموع صراخها بأنه اقسي المخلوقات وأنه عليه أن يحيا بالكهوف ليس بحياتهم المتمدنه ..
فك عقدة حاجبيه تدريجياً وهو ينظر إلي شفتيها المُهلكه التي تهمس باعتذار أو ما شابه الآن لكنها ذهبت به لعالم آخر عالم بعيد تماما عن طفولتها وردعه لها عالم تقف به تلك الجميله الصغيره بفستانها القصير المستفز له ولعينيه التي تلتهم تفاصيلها الآن ،ابتسمت بمكر خفي حين لاحظت شروده ونظراته المتعلقه بها وقررت أن تُزيد من تشتته حين رفعت يديها الصغيره إلي صدره القوي تعدل ياقه قميصه المُهندمه وهي تُقرب شفتيها منه هامسه له :
– آخر مره مش هكررها ..
ابتلع رمقه وقد بدأت انفاسه بالاضطراب وهو يحاول استيعاب ماتقوله تلك الفاتنه وقد شعر بارتفاع حراره جسده ليجز علي اسنانه ويهمس لها وقد بدأ وجهه يتلون باللون الأحمر القاني من فرط مجهوده الآن بمحاربه نفسه :
– كل ..م..مره .. ب.. بتقوليي ك.. كده !! هاا ..
ابتسمت وهي تدس جسدها بأحضانه وقد ارتفعت يديها الصغيره تُحيط عنقه وقد أصبحت علي بعد انشات صغيره منه .. حسنا لقد شنت حرب انوثتها الجميله عليه لن تتركه إلا حين تحصل علي ما تريده هو يعرف اصرارها جيداً ، اذا ما بها أيها القديس .. قبله صغيره من تلك الشفاه شديده النعومه والاحمرار المُغري وسوف يبعدها عنه علي الفور ، لم يشعر بشيئ آخر بعدها فور أن وضع شفتيه القاسيه اعلي تلك الشفاه الناعمه يلتهمها بعنف ادهشه هو نفسه !!
نهم شديد دفع الدماء لأنحاء جسده جعله يزيد من ضغطها داخل أحضانه وقد طالت فتره التهامه لها وكأنه لأول مره يري انثي شديده النعومه هكذااا .. ولما لا وهي اول انثي باحضانه بالفعل لكنه شعور غريب جميل جسدها الصغير يبث الحراره فقط داخل أحضانه يجعل عقله بعالمها الجميل دفعها بقوه إلي الحائط وهو يترك شفتيها أخيرا لتلهث بعنف وهي تقبض علي خصلاته وتدس اصابعها النحيله تعبث بفروه رأسه تحاول التقاط تلك الأنفاس الذي سرقها ذاك الوسيم الذي يأكل عنقهاا الآن ، قُبله تجلب قُبله أعمق تجلب لمسه ثم همسه ثم انغماس بأحضانه اللعينه التي ارهقتهاااا
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
فتح عينيه يرمش عده مرات ليعتاد علي الاضاءه الخافته المنبعثه من ستائر الشرفه ثوانٍ وانفرج ثغره بابتسامه هادئه بشوش حين بدأ يستوعب وضعها بأحضانه !
ليله مميزه بحياته بدأت بشغفه و فضوله ناحيه مذاق شفتيها الجميله وانتهت بها زوجته داخل أحضانه لينعم كل منهما بدفئ مشاعر الآخر ، و رغم ما تُبديه من جراءه أمام الجميع إلا أنه اكتشف عكس ذلك حين وُضعت بتلك التجربه معه ..
إلي الآن لايصدق أنه حظي بتلك اللحظات الفريده معها لايصدق أنه استسلم لها و لإنجذابه وشغفه حيالها بل و الأدهش تعلقه بها ، لايصدق أن فتاه تصغره بعده سنوات تفعل به ذلك !!
جذب الغطاء جيداً فوق جسدها العاري ثم ابتسم و هو يحاول رفعها قليلاً عن جسده لكنها أبت و دست جسدها أكثر بأحضانه بل وارتفعت أيضاً فوق جسده العاري تحيط خصره و هي تمرمغ وجهها بتجويف عنقه لتحرقه تلك الأنفاس الصادرة منها التي تُلهبه و تدفعه إلى ما لا يُحمد عقباه معها ، أغمض عينيه بقوه و جز علي أسنانه و توقف عن محاولاته العابثه برفعها عنه .. و أحاط جسدها بهدوء ثم رفع خصلاتها عنها وجهها برفق يتأمل نومها الهادئ لم يقاوم حاله و بدأت شفتيه تداعب ملامحها بلطف و رويه لحظات كانت كفيلة لتبدأ تلك الجنيه بالتملل بأحضانه و الاستيقاظ !!
لم يمهلها فرصه لاستيعاب حالتهم إذ به يقلب الأوضاع و يعتليها مُلتهماً شفتيها بقوه ليشعر بتلك الابتسامه الصغيره منها !! طال الوضع قليلاً ليسرق أنفاسها ويتوقف عن عبثه حين شعر بحاجه رئتيهم للهواء ..
دست يدها بخصلاته ثم همست بأنفاس متهدجه حين أسند جبهته إلي جبهتها :
– صباح الخير ياحليوه !!
ابتسم لها ثم همس أمام شفتيها وهو يُقبلها سريعاً :
– صباح الخير ياقلب الحليوه !
أتسعت عينيها و هي تستمع إلي مغازلته الأولي لها بعد ليلتهم الحميميه المُلهبه والتي كانت تخشي أن تنتهي بها وحيده و هو لم يُعلن عما يكنه لها ، حسناً لم تخلُ ليلتها من همساته اللطيفه لها لكن تلك الكلمه فور تيقظه لها مذاق خاص !!
دفعها الحماس لتقبيله أعلي شفتيه ثم لحيته و تلك الابتسامه الخجله تُزين ثغرها الوردي بلطف ، أغمض عينيه و هو يشعر باندفاع الدماء إلي أوردته بقوة و انتشاء بالغ ليهمس لها بأذنها لأول مره قبل أن يدفن شفتيه بنحرها يلثمه بلطف :
– بحبك يا ريناد ..
صدمتها الآن بالغه للغايه أبعدت رقبتها عن مرمي شفتيه و هي تخشي أن تكون حاله انتشاء سيطرت عليه دفعته لقول ذلك لكنه اعتدل عاقداً حاجبيه بتساؤل عن سبب فعلتها ليجدها تحدق به بدهشة واضحة وهي تحاول تجميع كلماتها هامسه وهي تدفعه عنها تعتدل فوق الفراش :
– أنت بتتكلم جد يايوسف ! بتحبني !!
ضيق عينيه لحظات ثم قال و هو يهز رأسه بالسلب عاقداً حاجبيه يردف بصوته الرخيم :
– لا أنتِ فهمتي غلط أنا كنت بستغلك ..
حملقت به بصدمه أشد وهي تبتلع رمقها برعب من كلماته لكنه أطلق ضحكاته و هو يجذبها من ذراعها لتسقط بأحضانه قائلاً بصوته المفعم بالحيوية والحب ! :
– أنتِ طلعتي عبيطه ياريناد مش كان المفروض تاخدي مني الإعتراف ده الأول !! شايفه الاستعجال اخرته إيه !
اختلطت مشاعرها بلحظه فيما بين صدمة .. خفقان مرتفع لدقات قلبها .. دمعات تريد الآن بالخروج من مقلتيها و الصراخ ذاك الثلاثيني الوسيم أنها تعشقه !! هل يمازحها بتلك اللحظات ، اشتعلت عينيها و توترت أنفاسها ليعلو صدرها و يهبط بوتيره غير منتظمه و تقفز فوق جسده و هي تباغته بإحكام ذراعيها حول عنقه و الانتقام من شفتيه التي عذبتها لتهمس بتلك الكلمه ، لكنه انتقام عابث عباره عن إلتهام لشفتيه يخطف أنفاسه يتبعه لثمات من تلك الشفاه الناعمه المُهلكه لتدفن رأسها بعدها بتجويف عنقه تحاول تنظيم أنفاسها و اشتعال وجنتيها من رده فعلها الغريبه علي كلماته لكنها اعتدلت تصيح به بأعين ماكره ونبره عابثه و هي تراقب ملامحه الرجوليه برويه وعبث :
– بالمناسبه ياحليوه مش أنا اللي كنت مستعجله ، حتي الحيطه دي تشهد عليك .. !!
أشارت بإصبعها إلي الحائط الذي داهمها به و الذي كان بدايه مُلهبه لليلتهم الخاصه !
طالعها بابتسامه بشوش مصدوماً من اندفاع الحيويه من حروف تلك الفاتنه كلما تشدقت بكلمات بسيطة كيف لها أن تملك مقاليد عقله و قلبه هكذا !! جذبها إلي يدسها إلي أحضانه بقوة هامساً لها وهو يقضم وجنتها بخفه :
– مشوفتش في وقاحتك !!
ارتفعت ضحكاتها الأنثوية برقه و هي تستشعر دفئ أحضانه التي تُغلفها بحنو أدهشها لم تُخطئ باختيارها لقد كانت صائبه منذ الوهله الأولي معه لانجذابها لذاك الوسيم الثلاثيني الذي نعتها الجميع بالجنون للوقوع بعشقه بدايه من صديقاتها إلي أمها التي انصاعت لها بنهاية الأمر حين تحرت عنه لتتأكد أنه يصلح لفتاتها الصغيره قليله التجارب و لتحررها من أسر أبيها الذي اغتصب حقها بها وعامل ابنته كسلعه يتركها بأبخس الأثمان !!
أغمضت عينيها بهدوء و تلك الذكري تُلوح بعقلها الآن تدفعها للبكاء لكنها لن تُفسد لحظاتها الأولي معه و تشعره أنها فتاه مُدلله هكذا عاهدت نفسها لن تنصاع لأي أمر يجعله يشعر أنه عاجز عن مراضاتها كما لم تطلب منه أي شيئ سوي لحظات بأحضانه و ها هو يفعل !!
ارتفع رنين هاتفه لتعقد حاجبيها حين حاول التخلي عن جسدها من أحضانه ليتعدل لكنه أعادت يده و ارتفعت بجسدها تناوله إياه و هو يستسلم لتصرفاتها بطواعيه تامه و ابتسامه وسيمه تُزين ثغره الحاد أجاب هاتفه بعد أن اجلي حنجرته يقول بصوته الرخيم :
– أيوه يامحمد .. ليه مش وافق امبارح ؟! .. أمم طيب انا ساعه وابقي هناك ..
أغلق الهاتف يعقد حاجبيه بغضب طفيف و هو يزفر قائلاً بهدوء وأنامله تسير بطول ذراعها بلطف :
– ريناد لازم انزل ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
اعتدلت تفتح عينيها علي وسعها بخوف واضح تقول بتوتر :
– ليييه بابا عرف ؟!! مش كان موافق أنك تاخده أجازه ؟!
رفع حاجبه بغضب وأردف بنبره هادئه يشوبها حده طفيفه :
– ايه ياريناد اترعبتي كده ليه ؟!! ما يعرف أنا لولا محترم رغبتك أنك مش حابه تقابليه ورغبه والدتك انها تبعدك كنت قولت من أول لحظه دخلتي فيها بيتي ..
اعتدل وهو يرفعها من أحضانه ثم استقام متأهباً لمغادره الفراش لتبتعد بهدوء و توتر تهمس له وهي تحيط جسدها بالغطاء تقبض علي كتفه العاري بلطف :
– يوسف أنا مقصدش اضايقك أنت عارف أي مكالمه منه بتوترني ..
صوتها المتحشرج الذي يخالطه اختناق واضح دفعه للاعتدال لها مره أخري يُحيط وجهها بكفيه و قد أدرك أنه ليس توقيتاً مناسباً للغضب من كلماتها الغير مقصوده بل بحاجه ماسه إلي الإحتواء ليهمس لها بصوت هادئ :
– تصدقي أنا مش بعرف اتضايق منك أبدا يامفعوصه بس محبش أنك تبقي خايفه كده هو ما يقدرش يقرب منك و أنتِ معايا أنا مش ممكن أسيبك ليه متخافيش ..
ابتسم حين راقت عينيها و دفعت جسدها بين ذراعيه تحيط عنقه بقوة تهمس له بوقاحه محببه إليه :
– ماتسيبك من السفير وتخليك في حضن بنته النهارده ياحليوه !!
صدحت ضحكاته الرجوليه الرنانه و هو يحيط خصرها لاثماً عنقها بقبلات حماسيه لطيفه علي بشرتها الناعمه !!
-***-
وقفت داخل الشقه تودعه بقبلات لطيفه أعلي وجنتيه و شفتيه و هي تتشبث بعنقه ببهجه ليبتسم لها مقبلاً وجنتها و هو يرمق عائلته التي تتابعهم بنظرات مختلطه .. منهم الخجل ومنهم المذهول ومنهم المشتعل بالغضب ..
عدل من وضعية التيشيرت الخاص به حيث تهدل ليكشف عن كتفها الناعم بسخاء بالغ وهو يقول بصوت خفيض :
– مش ناويه تروحي تلبسي هدومك ؟!
هزت رأسها بالسلب وهي تقبله بجانب شفتيه ليبتسم لها قائلاً بيعض التوتر :
– طيب مش ناويه تتلمي والناس دي كلها بتتفرج علينا كده ؟!
هزت رأسها بالسلب مره أخري و هي تنفجر ضاحكه علي توتره تدس جسدها بأحضانه بجراءه قائله بعبث :
– و إيه يعني ياحليوه واحده وجوزها هو أنا بعمل حاجه عيب ؟!
رفع حاجبه الأيمن واردف بسخرية هامسا لها و هو يفك يديها بلطف :
– لا سمح الله هي الوقحة بيطلع منها حاجه غلط !
عقدت حاجبيها بغضب تهمس له بتذمر راق له :
– إيه ده انا اقولك ياحليوه وأنت تقول عليا كده .. طيب اوعي ..
كادت تتركه و تغادر لكنه أحاط خصرها يقبلها سريعاً و هو يستعد للمغادره قائلاً :
-لا يا قلب الحليوه متزعليش بس الوقاحه صفه يااقلبي !! مش عايز كوارث ياوقحه لحد مااجي الناااس ضيوف ..
تركها لترتفع ضحكاتها حين استخدم نفس كلماتها معه تغلق الباب كما حذرها و هي تعتدل ناظره إليهم بلطف وكادت أن تنصرف لغرفتها لكنها استعمت إلي صيحه ابنه خالته تقول بازدراء :
– و أنتِ بقااا محدش عبرك من أهلك من ساعه ما هربتي منهم ؟!! ولا هما ماصدقوا ؟!!
أتسعت أعين “هاله” و أردفت بغضب تزجرها و هي تتجه إلي “ريناد” بخطوات سريعه تجذبها إلي الداخل :
– ايه ياأريج الكلام البايخ ده ؟! وأنتِ مالك أنتِ ..
سحبت “ريناد” جسدها بعيداً تقول و هي تبتسم باستفزاز :
– قصدك من يوم مااتجوزت الحليوه ؟!! لا متحركتش من حضنه !!
اشاحت “هاله” وجهها و قد اشتعل بخجل من جراءتها لكن تحول الخجل إلي غضب حين وقفت إبنه خالتها تنقض بغضب علي تلك الفاتنه تصيح بعنف :
– أنتِ محدش عرف يربيكِ فعلاااا .. فاكره يوسف هيحب عيله زيك ده كان زمانا مخلفين قدك ..
ابتعدت عن مرمي يدها بلحظه تعود للخلف وهي تشتعل بالغيرة حين نعتتها تلك الفتاه مره أخري بالطفوله بل و تتحدث بجراءه عن زوجها مُشيره إلي علاقه فيما بينهم أمسكتها من خصلاتها و دفعتها بغضب تنقض عليها فوق الأريكة لتصرخ الفتيات الأخري بالأم التي أتت مهروله لتري ذاك المشهد الصادم !! إبنه السفير تكيل ضربات من يديها الصغيره إلي ابنه أختها التي تصرخ الآن مستنجده بها هرعت “خديجه” إليها ترفع جسدها عنها تحاول تهدئتها و قد بدأت “هاله” بسرد التفاصيل و هي تلقي ابنتي خالتها بنظرات مشتعله لتتنهد الأم و هي تقول بهدوء :
– خدي مرات أخوك ِ وادخلي الأوضه ياهاله ..
انصاعت لها الفتاتان ودلفتا إلي الداخل مرت ساعه أو أقل و دلفت الأم تعتذر لها عن تصرف إبنه اختها المخجل و تعاتبها بلطف علي اندفاعها هكذا مع ضيفاتها اللاتي غادرن المنزل منذ قليل !!!
مرت الساعات ثقيله عليها و كلمات تلك الفتاه تعبث بعقلها مهما بلغت من اللامبالاة يظل تفكيرها يعمل عن أسباب معامله أبيها لها بتلك الطريقة الفظه ؟!! أين محبته ؟! لما يقسو عليها هكذا ؟!!
أفاقت علي باب الغرفه ينفتح بهدوء و يدلف إليها زوجها يزفر بارهاق ليهتف باندهاش حين وجدها تتجه إليه بخطوات سريعة ليمرر عينيه علي جسدها الفاتن بتلك القطعه الزهريه الصغيره بانبهار مهما ترتدي تصير أشد فتنه ، ارتمت بأحضانه ليستقبلها داخلها و هو يحيطها جيداً بعناق دافئ لكنها خرجت من بين ذراعيه تراقب هيئته الغير مهندمه حيث فتح أزرار قميصه العلويه ورفع اكمامه مشمراً عن ساعديه لتقول باندهاش :
– إيه ده يايوسف مالك ؟!! وراجع بدري كده ليه ؟!
رفع كتفيه بعلامه جهل ثم باغتها بحملها بين ذراعيه و التوجه بها إلي فراشهم يقول بعبث و هو يمرر شفتيه علي ملامحها الرقيقه الجميله برقه دفعت تلك القشعريرة لجسدها لتُحيط عنقه ويشعر بتلك الابتسامه من شفتيها حين وصل إليهما يهمس لها أمامها :
– كنتِ عوزاني أجي متأخر ؟!
هزت رأسها بالسلب علي الفور وهي تباغته بقبله صغيره أعلي شفتيه هامسه له بلطف :
– مش عوزاك تبعد عني أبدا ياحليوه !!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ابتسم لها و هو يضعها أعلي الفراش ويعتليها بجسده و هو يحل أزرار قميصه المتبقية !!!
مر شهرين كاملين و قد تحولت أيامه بفضل الوقحه خاصته كما أطلق عليها إلي أيام مُبهجه مليئه بالشغف و المحبه بفضلها صارت حياته ذا مذاق خاص حيث استطاعت تلك الفاتنه الصغيره أن تأسره وتلقي تعويذتها عليه لتكون أسوأ لحظاته حين تغادره غاضبه من أحد أفعاله التي تنعتها بأفعال رجل الكهف لتتجه إلي أمه تنام بأحضانها و يسلبها من بين تلك الأحضان الحانيه إلي أحضانه الدافئه عائداً بها إلي غرفته …
لكن اليوم مختلفاً قليلاً حيث وقفت ترتدي تيشيرته كعادتها تصيح بغضب لأول مره به :
– أنا مليش دعوه أنا عاوزه أنزل مع هاله أنا قاعده محبوسه بقالي ٤ شهور ….
أغمض عينيه بغضب شديد و هو ينزع قميصه متجاهلاً إياها و هو لا يعلم ما دهاها منذ الصباح الباكر !! لما تصر علي إثارة غضبه الا يكفيهاا مافعلت صباحاً تحدياً لكلماته و هبوطها الشارع دون أذنه بحجه معاونه أمه بالتسوق و هو يغط بسباته يظنها بأحضانه !!
ألقي القميص بعيداً بغضب و هو يحاول صم أذنيه عن كلماتها الآن ، ليصرخ أخيراً و هو يعتدل بجسده النصف عارٍ يتجه إليها ليواجهها بنظراته المشتعله حين وجدها لا تكف عن التذمر :
– بسسسس بقااااا قولتلك مفيييش نزول خلصنااااا !! مش كفاياااا شغل العيال اللي عملتيه الصبح ؟!! أناااا غلطان أني تممت الجوازه الزفتتتت دي .. انااا زهقتتتت .. أنتيييي دخلتي حياااتي وانتييي عارفه شكلهااا اييييه فكراني لعبه ابوكيي جبهالك وزهقتييي منها عاوزه ترميهاااا
راقبته بأعين دامعه مذهوله تحملق به بصدمه هل يحادثها هي هكذاا ؟! لن يصرف عن ذهنه أبدا فارق العمر بينهما وأنها سليله السفير العابثه التي تتلاعب بالناس من حولها لقد صار شديد الغضب بالأونه الأخيرة ، لكنها اختنقت و من حقها أن تتنفس خارج تلك الجدران ؟؟ لكن لحظه ما هذا الهراء الذي تفوه به ؟!! هل حقاً مل منها !! هل يراها بذلك السوء ؟!!
ظل صدره يعلو ويهبط بقوة وعنف و أنفاسه المتوترة تحرق وجهها الآن ، وجهها المصدوم منه ومن كلماته كيف له أن يقول تلك الكلمات لها ؟!! لما يتحكم به غضبه و توتره منذ مقابله أبيها صباحاً ومعاملته الفظه المبالغ بها معه حين طلب ترك العمل لديه ! لما يفرغ شحناته بها الآن ! لقد فقد تعقله معها بالمره و شعور الندم يتفاقم داخله الآن حين تقهقرت بعيداً عنه بخوف واضح بمقلتيها يراه لأول مره موجه منها إليه وخزات الآن بصدره تكاد تخترق اضلعه و هو يراها تتجه بعيداً إلي خارج الغرفه تاركه إياه برأس منكسه بحزن !!!!
جلس أعلي الفراش يضع رأسه بين يديه بحزن و هو لا يشعر بذاك الوقت الذي مر عليه إلا حين قرع الباب بقوة ليسرع إلي قميصه يرتديه مره أخري و هو يتجه إلى الخارج بأعين مشتعله من ذاك الطارق الفاقد للأخلاق ليجتمع أفراد المنزل حوله بدهشه و ترقب حين فتح الباب و دلف منه عده أفراد تعرفهم هي جيداً ! إنه طاقم حراسه أبيها !!!! الذي دلف للتو مختالا بخطواته يرمقهم بنظرات جامده تحولت إلي احتقار و هو يتفقد معالم المنزل من حوله قائلاً بغضب و هو ينظر إلي ذاك الواقف يدس جسد ابنته خلفه :
– مش تقول أن بنتي في ضيافتك يا يوسف بقالها أربع شهور ؟!!
ثم أشار إليها و هو يمد يده بابتسامه بشوش مزيفه قائلاً :
– يلا ياحبيبتي أنا جيت بنفسي أهوه زي ما طلبتي !!!
لتحل الصدمه علي أوجه الجميع سواه وقف جامداً بمحله ينظر إليهم بهدوء بالغ و كأن الأمر لا يعنيه !!!!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
” خائن !” /
و ابتسامتي التي تُزين ثغرى دوماً ما هي إلا درع يحميني من أعينكم المغتصبه لما يكنه صدري !
جلست “ريناد” بجانب أبيها المنشغل بهاتفه منذ مغادرتهم معاً من بيته ! لا بل أحضانه الدافئه ! لا تصدق أنه تركها له هكذا !! بالرغم من معرفته بالفتره القصيره التي عايشتها معه أنه لم يكن بالنسبه لها سوى أب انتهازى !! كيف يصدق أنها سوف تلجأ إليه ؟!!! كيف يتخلي ؟!! اشتدت تلك القبضه حول قلبها تعتصر بقوة تكاد تُحوله إلى فُتات متناثر كأفكارها الآن !!!
رمقها أبيها بطرف عينه و هو لازال مستمراً بالعبث بهاتفه ليبتسم حين عادت إليه ذكري اللحظات المنصرمه …
Flash back
جلس أعلي الفراش يضع رأسه بين يديه بحزن و هو لا يشعر بذاك الوقت الذي مر عليه إلا حين قرع الباب بقوة ليسرع إلي قميصه يرتديه مره أخري و هو يتجه إلى الخارج بأعين مشتعله من ذاك الطارق الفاقد للأخلاق ليجتمع أفراد المنزل حوله بدهشه و ترقب حين فتح الباب و دلف منه عده أفراد تعرفهم هي جيداً ! إنه طاقم حراسه أبيها !!!! الذي دلف للتو مختالاً بخطواته يرمقهم بنظرات جامده تحولت إلي احتقار و هو يتفقد معالم المنزل من حوله قائلاً بغضب و هو ينظر إلي ذاك الواقف يدس جسد ابنته خلفه :
– مش تقول أن بنتي في ضيافتك يا يوسف بقالها أربع شهور ؟!!
– ثم أشار إليها و هو يمد يده بابتسامه بشوش مزيفه قائلاً :
– يلا ياحبيبتي أنا جيت بنفسي أهوه زي ما طلبتي !!!
لتحل الصدمه علي أوجه الجميع سواه وقف جامداً بمحله ينظر إليهم بهدوء بالغ و كأن الأمر لا يعنيه !!!!
أتسعت عينيها بصدمه حين تقهقر بجسده عنها لتُصبح بمواجهة أبيها تماماً ! اقشعر بدنها و هي تحدق بالفراغ أمامها بأعين مذهوله ! و عقلها الآن يحاول تفسير حركه يده التي تُشير إلي أبيها بعلامه موافقته علي اصطحابها معه !! هكذا يكون شعور الصدمه بالأحبه ؟! كيف له أن يتخلى هكذا ؟!! تشعر أنها تلقت صفعه بالغه القوة أفقدتها قدرتها علي النطق بل عن الاستماع إلي تلك الشهقات و الهمسات الصادرة عن عائلته !! حدقت به تنتظر رده فعل واحده !! كلمه يتفوه بها !! لكن لا حياة لمن تنادي ! رُبااه ماذا يفعل ذاك الحامي !! لقد أشاح وجهه للجهه الأخرى هل مل منها إلى تلك الدرجه ؟!!! لم تشعر بتلك الدموع الساخنه التى أحرقت وجنتيها الناعمة كما لم تشعر بشيئ سوي الخذلان !! مؤلم ذلك الشعور .. مؤلم أن تضع ثقتك و محبتك بين كفي بنى البشر و يتم دهسها ! مؤلم أن يتحول الحبيب إلى جلاد بلا رحمه !! و الأكثر إيلاماً حين تقدم أبيها إليها يسحبها للخارج ليخرج صوتها المتحشرج أخيراً تهمس بتساؤل و قد نفضت يد أبيها عنها تهرع إليه تكور وجهه بكفيها الصغيره تطالعه بنظرات مقهوره و قد ترآي إليها أنه بحاله صدمه و عاجز عن التصرف !! حجج واهيه يخلقها عقلها الباطن لها !! :
– يوسف هتسيبني ؟!!!
بدأت شقيقته بالبكاء و أمه بالصراخ عليه لكنه لا يسمع و لا يري لقد تحول بلحظات ، لم يُكلف خاطره أن ينظر داخل عينيها عله يقرأ ما عجزت عن التفوه به ! لقد رفع يديه يقبض علي معصميها برفق يزيل يديها عن لحيته و يبتعد خطوه للخلف مُغمضا عينيه بقوة ، ماذاااا أيتركها حقاً !! توقفت عينيها عن ذرف تلك الدموع فجأة و استسلمت ليد أبيها التي اشتدت علي معصمها يجذبها خلفه راحلاً إلى قصره المنيف !!
Back
عقد السفير حاجبيه يردف باندهاش و هو يرمقها بنظرات متفحصه :
– أنتِ ايه حكايه هتسيبني يايوسف دي ؟!!
لم تلتفت إليه ظلت علي حالتها الغير مباليه بتراهاته تستند برأسها إلى مسند الأريكة تستقبل نسمات الهواء الطلق بهدوء تام ، أمسك ذقنها يعدل وجهها إليه و هو يقول بغضب حين بدأ عقله يجمع بعض الصور :
– أنتِ فيه حاجه حصلت بينك وبين السوااااق ؟!!!
رفعت عينيها الذابله تحدق بتلك النيران المشتعلة التي تكاد تحرقها و تحرق ذاك الخائن و عائلته ! كم كانت تتمنى أن يفعل معها أبيها مثل ما فعل السائق كما لفظ سيادة السفير منذ لحظات باحتقار !! رمقته بغضب ثم أزاحت يده عنها تصرخ به بعنف :
– بس بقااااا السواااق ده أحسن منك علي الأقل معملش في أهله زي ما أنت عملت فياااا انا بكرهككككك ..
كاد أن يرفع يده عالياً و يصفعها لكنها باغتته بفتحها الباب المجاور ليهب الهواء و كأنه يؤازر تلك الفتاه بغضبها المشتعل و تصرخ به مُكمله بتحذير أثناء إشارتها إليه بسبابتها :
– لو فكرت تقرب مني اناااا هرمي نفسي من العربيه دي حالااا …
عينيها اللاهبه ! نظراتها المشتعله ! صراخها النارى ! عدم مبالاتها بسرعه السياره بل السيارات من حولهم ! تقول أنها سوف تفعلها !! سوف تهدم ما يبنيه منذ استعادها من ذلك المنزل و هو يرسم طريق أحلامه إن لم يهاودها الآن سوف تفعل !!
هبطت يده مباشره و اعتدل بجلسته يردف من بين أسنانه :
– بلاش جنان و اقفلي الزفت ده … مش متربيه صحيح !
رمقته باحتقار ثم ابتسمت بسخريه و هي تغلق الباب بقوة تقول ببرود :
– طبعا خايف علي بضاعتك لحد ما تسلمها مش كده ؟!!
عقد حاجبيه يردف بانفعال :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
– بضاعه إيه يابنت وكلام فارغ ايه أنتِ قعدتك في البيئه دي عملت منك واحده شبههم ..
رمقته بغضب و اردفت ببرود و هي تعتدل بجسدها لتنظر أمامها :
– اه “sorry” دادي .. بس أحب اللي اقولك قبل ما نروح في أي مكان أنا حامل !!
اتسعت عينيه و اعتدل ينظر إليها مصعوق من تلك القنبله التي فجرتها بوجهه الآن !!! يصرخ بها و هو يُمسكها من ذراعيها يعدلها لتواجهه و هو يهزها بعنف :
– أنتِ أتجننتي ياااابنتتتت بتقولي اييييه ؟!!! فاكره بالكلام دااا هوقف جوازك ؟!!!!!
صرخت به بنفاذ صبر و قد قضى علي ما تبقي لديها من قدره علي تحمله ، لقد صارت تمقته للغايه و تمقت مشاركته لها نفس الهواء !! :
– بقولكككك اناااااا حاااامل ! اناااا حاااامل من يوسفففففف ….
أتسعت أعنيهم معاً حين صرخ الحارس الشخصي بالسائق :
– حاااااسبببب !!!!!
لم تشعر حينها بشيئ سوى ارتطام قوي لرأسها بالزجاج خلفها و عده صدمات قويه لجسدها إثر انقلاب السياره بهم ! لحظات معدودة انقلبت بها الأحوال و أغمضت عينيها تستسلم إلى ذاك الخدر الذي تسرب إلى انحاء جسدها !!!
-***-
توتر يعم الأجواء و هو يضع هاتفه علي أذنه صارخاً بأمها بانفعال :
– أنا مكنش ينفع اسمع كلاااامك ولا اعمل اي حاجه من اللي قولتيه مراتي اتاخدت مني وانا واقف زي الحريم ..
صمت لحظات ثم انفجر صارخاً :
– أنا مليش دعوه بكل ده انا هروح دلوقت اخدها منه و اللي يحصل يحصللللل …
أغلق الهاتف لتقف أمه الغاضبه بوجهه تقول بانفعال :
– جااااي دلوقت تفكر كده ؟!!! البنتتتت استنجدت بيك و انتتتت بعدتها عنك !! ازاااي جااالك قلب تعمل فيهااا كده !!
صرخ بعنف و هو يدور حول نفسه يركل الطاوله الصغيره بغضب واضح :
– امهااااا اللي خلتني اعمل كدااااا عشانهااااا ابوها كان عرف مكانها خلااااص و هددني الصبح بيكممم بشكل غير مباشر و هو ميعرفش انهاااااا مراتي…
أتسعت أعين الأم و ابنتها التي تواصل بكاء إلي الآن !! ليزفر بغضب و هو يراقب نظرات أمه المذهوله ثم يتنهد و يبدأ بسرد مقابلته مع أمها صباحاً !!
Flash back
دلف إلى المطعم يبحث بعينيه الغاضبه عنها إلى أن وجدها بالفعل تلوح له تهتف باسمه بصوت معتدل بعض الشيئ ..
اتجه إليها و هو بقول بغضب فور أن جلس بمواجهتها :
– طلاااق ايه اللي عاوزاااه هي لعبه ؟!! اتجوز .. طلق .. و مين قالك اني هقبل اطلق ريناد ؟!!
تنهدت بحزن و قالت بعبث طفيف :
– غريبه انا فاكره اننا في نفس المطعم ده من اربع شهور كنت بتحايل عليك تتجوزها ..
طرق علي الطاوله بغضب و هو يشيح بنظراته بعيداً عنها محاولاً استجماع هدوء أعصابه الذي فقده منذ محادثه أبيها و الآن أمها تستمر بالعبث معه ، تنهد بنفاذ صبر حين وجدها صامته تنتظر اجابته ليقول بحزن :
– ايه الغريب أنا حبيت بنتك و عارف أن في فروق كتير بينا أولهم المستوي الاج ..
قاطعت كلماته تقول بغضب و لوم :
– بس يااايوسف متكملش .. مستوي ايه يابني اللي بتتكلم عنه لا أنا ولا ريناد بنشوف ده ، انت مش شايف سياده السفير مستواه ايه وبيعمل ايه ؟!!! انا اطمنت عليها من اول ما كلمتك علي الطلاق و سيبت كل اللي وراك وجيت جري عشانها كده ..
عقد حاجبيه يقول باندهاش :
– أنتِ كنتِ بتختبريني ؟!!!
هزت رأسها بالسلب تقول بحزن :
– لا يابني ياريت .. انا عرفت بالتهديد بتاعه ليك .. و أن بنت خالتك هي اللي بلغته أن ريناد مستخبيه عندكم .. لكن خفت موضوع الجواز و ده عشان أنت متضررش غالباً !!
عقد حاجبيه يردف بغضب :
– أنتِ فاكراني خااايف منه و لا مش الحاشيه بتاعته ؟!!! أنتِ امنتيني علي بنتك وأنت ِ عااارفه إني هقدر احميها منه اومال خلتينا نتجوز ليه ؟!!!
زفرت بحزن ثم همست بابتسامه صغيره مشتاقه :
– خليتكم تتجوزوا عشان ريناد حبيتك .. ريناد اللي مش بتثق في أي راجل لقيتها بدأت تطلب أن أنت اللي توصلها ليا و تتعمد تيجي في الأوقات بتاعه ورديتك أنت بس .. مشوفتش حماسها و هي بتتلكم عن أي حد غير عنك .. يوسف كلم اخته .. يوسف عاقل اوي … يوسف مش زي بابا ابدا .. يوسف .. يوسف .. !! بقيت عندي فضول ناحيتك لحد ما قالتلي في يوم انها بتحبك .. أنا عارفه بنتي مجنونه و كان ممكن تعرض عليك الجواز .. وكلنا عارضنا ف الاول لكن بعدها مهانتش عليا و هي لوحدها كده و قررت اساعدها تتجوزوا بس لحسن الحظ حصل موضوع العريس ده و بعد ما كنت هعارض ابوها هي طلبت مني اسكت و رتبت انها هتهرب في عربيتك .. و الباقي زي ما أنت شوفت … أما خايف منه .. فأنت متعرفوش يابني .. ده راجل اتسبب في عجز مراته و خد مني بنتي إجباري استغل انه ليه نفوذ و غطي علي كل حاجه مقدرتش اجيب حقي ، أنا عارفه و مقدره رجولتك دي و أنت في نظري ونظر ريناد كبير أوي لكن انا بقولك كده عشان احميك واحمي بنتي .. لو راح ياخدها و رفضت و قالت عن جوازكم .. والله يابني هيقتلها في وقتها و يمحي عيلتك كلها .. بما فيهم بنات خالتك دول ..
ضيق عينيه بعدم تصديق بشاعه ما تصف ، هو يعرفه قاسي … مغرور … ترفض ابنته الإتيان بسيرته لكن يصل إلى القتل !! و عجز تلك المرأة الجميلة !!!
أزالت دمعاتها و هي تقول بارهاق :
– شوف يايوسف .. أبوها اتصل بيا عشان عارف علاقتك بيا قويه و سألني في حاجه بينكم أو لا و أنه لو في علاقه بينكم هيرجعها ليا جثه .. ارجوك يابني سيبها تمشي معاه لحد ما الأمور تتعدل بس …
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
صرخ بانفعال غاضب مستنكراً :
-تتعدل ؟!!!!! بنتك هتخرج من بيتي غير علي جثتيييي ! انتييي فاكراني اييييه !!!
سالت دموعها ثم مدت يديها إلي يده تضعها بين كفيها تضغط عليهما برقه هامسه بصوت متحشرج :
– ارجوك يااايوسف .. انا لو حصل لريناد حاجه همووت فيهااا ارجوووك لو فعلا بتحبها سيبها تمشي معاه و اوعدك الصبح هتبقي معاك تاني و معاك اقرار بعدم التعرض ليكم هو بيخاف علي مكانه اوي بس ارجوووك متعندش و حياه بنتي وعيلتك تكون التمن …
بدأت شهقاتها ترتفع شيئاً فشيئ و بدأت الأعين تتجه إليهم باندهاش ليضع كفه علي وجهه بغضب ثم فرك خصلاته بانفعال شديد ، قد أصابته الحيره هل يعاند و يضحي بها و بعائلته ؟!! ما ذنبهم إذا !!!! أم يعقد معاهده تختم علي قلبيهما إلي الأبد ؟!! كيف له أن يصيبها بالخذلان هكذا ؟!! سوف يفقد ثقتها .. و قلبها الصغير ؟!! لقد أصابه الذهول حين علم بمكانته لديها من أمها !! لقد استغلت الفرص لتحظي بلحظات معه !!! لقد هربت من أبيها بجساره تُحسد عليها !!! لا يصدق أن تلك الفتاه فعلت ذلك لأجله بمفردها !!!! لقد ظن الأمر أيسر من ذلك !! لكن ابنه خالته وضعت ختمها علي الأمر !!!!!
تنهد و هو يربت علي كفها قائلاً بغضب من بين أسنانه :
– معقول مفيش حل غير ده ! انا مقدرش اعمل فيها كده .. انا كده هكسرهاا .. أنتِ متعرفيش ريناد متعلقه بيا ازاي و اناا … أنا روحي بقيت معاها …
تنهدت بحزن و هي تقول بنظرات متوسله :
-عارفه يابني بس ده اللي في أيدينا دلوقت عشان ننقذها و بعدها هتعرف كل حاجه متخافش ..
هز رأسه بالسلب يقول باندهاش :
– طيب حتي لو انا وافقت ريناد هتسكت اكيد هتقوله انها مراتي .. ريناد مش ممكن توافق تروح معاه ..
ارتسمت ابتسامه حزينه علي شفتيها تقول بحزن :
– ريناد هتخاف عليك من أبوها و هتسكت .. و هو انا قولتله انها شرطها للرجوع انه يروح ياخدها بنفسه ..
قد أضل الطريق يوماً ما ! قد تتحول دُنياي إلى الأسود القاتم !! لكني أعلم .. بل أري .. أري قلبك الدافئ منتظراً بلهفه بنهاية طريقى ينير تلك العتمة بلا كلل أو ملل ! فأصبح قلبك منارتى ! و رفع قلبي شراع عشقك يلوح للفضاء من حولى هاتفاً بين جنبات صدري بحروفك اسمك الغاليه !!
Back
جلست “خديجه” فوق الأريكة تبكى بحزن قائله بهمس و صوت مبحوح :
– ولو يابني البنت ذنبها ايه بس تتكسر كده ..
اشعلته الكلمات أكتر ليتجه إلى باب الشقه لكن جمدته صرخه شقيقته تُشير إلى التلفاز و هي تهرع إلى جهاز التحكم لترفع الصوت :
– مش دي صوره بابا رينااد ؟!! .. اي داااا ريناااد اهي …
هل من الطبيعى أن تتسارع نبضات قلبه هكذااا ؟!!! استدار بتوتر و هو يشعر بتلك القبضه تعتصر بقلبه يُحاول ابتلاع تلك الغصه التي توقفت بحلقه حين وقعت عينيه علي الشاشه يحاول استجماع تلك الكلمات التى ارتصت بجانب بعضها البعض و لم تفلح بتكوين جمله مفيده له .. خبر عاجل .. يقضى علي الأرواح .. يقبض علي الأنفاس .. و يثير الجدل لأيام و أيام … مُضرماً النيران بقلبه و جسده تتركه .. بقلب محطم .. كان هو السبب الأوحد بتحطيمه إلى أشلاء تتناثر حوله الآن تحديداً …..
قد سردت يوماً أننى لستُ بخير .. لستُ على مايرام .. وصفتم كلماتى بالمبالغه حينها ! ماذا إن رحلت بلا عوده ! ماذا إن كانت تلك نهايه .. نهايتى .. نهايه لحظاتي معكم !!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
” بقاء ! ” /
صرخه عاليه اندلعت من شفتيها و هى تنتفض من نومتها تشهق بخوف و أنفاسها تتلاحق أضاء الغرفه و هو يدلف إليها مسرعاً يحتويها بأحضانه باندهاش من حاله الرعب التى تُسيطر علي ملامحها الجميله حبات العرق فوق جبينها ارتعاشها و هى ترفع يديها تتلمس جسده تاره و جسدها تاره أخرى ، مكث يربت على خصلاتها فتره يحاول تهدئتها و هو يهمس لها بلطف :
– اهدى ياحبيبتى حلمتى تانى بيه !!
هزت رأسها بالسلب تُعيد صياغه كلمته بأعين دامعه و صوت متحشرج باكِ :
– كاابوس !!
اتجهت إليها “خديجه” تربت بلطف فوق خصلاتها و هي تقول بصوتها الحانى :
– اهدى ياحبيبتى انا قولتلك بلاش نوم العصر ده .. مفيش حاجه كلنا معاكِ اهوه ..
خرجت من أحضانه تُدير عينيها بالغرفه تتفقد أفراد عائلتها الصغيره و كأنها تحاول التصديق علي كلماتها لتُغمض عينيها حين ترآى لها أن كل شيء على ما يرام و أنها بغرفه زوجها و أحضانه !
عادت إلى أحضانه و هى تقول بتوتر متسائله :
– هما ولاد خالتك مظهروش من شهرين ليه يايوسف !
عقد حاجبيه يردف باندهاش و هو يعلق نظراته بامه التى رفعت كتفيها باندهاش مماثل له :
– هما كانوا فى الكابوس !!
هزت رأسها بالإيجاب و هى تقول بحزن :
– لا هما قالوا على مكانى لبابا ..
تنهدت “خديجه” ثم ابتسمت بهدوء تقول بلطف :
– انا هروح أجهز الغذا ليكم ريناد مستنياك من بدري …
قبلت خصلات “ريناد” بلطف ثم استقامت لتبتسم الأخرى بأحضانه و ثم سرعان ما عقدت حاجبيها حين شعرت بجسده يهتز قليلاً لتعتدل تجده يحاول كتمان ضحكاته اشعرها بالغضب لقد كانت تعانى الويلات مُنذ لحظات و هو يقابلها بالسخرية !! قلبت شفتيها تبتعد عنه و هى تعود للخلف تقول بغضب و انفعال :
– أنت بتضحك على ايه !! أنا كنت بموت فى الحلم .. انا و السفير عملنا حادثه !! ولاد خالتك بيكرهونى و هيقولوا ليه مكانى و هيجي ياخدني ..
أتسعت عينيه من جديتها بالأمر وتلك الكلمات التى كانت بمثابة أسهم لاهبه اخترقت أضلعه ليتوتر و هو يميل عليها يحيط وجهها بكفيه مُقبلاً شفتيها بلطف يهمس لها :
– بلاش الكلمه دى أنا مش وعدتك محدش هيقرب منك أيه اللي مخوفك كده ؟!!
ثم صمت لحظات يسترجع بقايا حديثها ليضيق عينيه قائلاً بحده طفيفه :
– و بعدين إيه يجى ياخدك دى ؟!! وأنا كنت بعمل ايه العصير للضيوف !!
عضت علي شفتيها تقول بتذمر و حنق :
– لا متكلمتش خالص و سيبتنى اعيط و طلعت متفق مع ماما أنك تروح تاخدنى بعدها ..
اردف مستنكراً بغضب :
– متكلمتش خاالص ! بقااا دى صورتى في عقلك ياريناد ؟!
أتسعت عينيها باندهاش من انقلاب الأحداث هكذا فجأة بلحظات صارت هى المذنبه و يلومها على حلمها ؟!! لتهز كتفيها قائله باستنكار مماثل :
– ايه ده بقاااا هو مين فيناا اللى اصغر من التانى ياحليوه متعصبنيش ده كاااابوس كاااابو ..
شهقت بصدمه حين جذبها إليه من طرف كنزتها يهمس لها أمام شفتيها بابتسامته المُهلكه لجميع حواسها :
– هتتعصبى ازاي بقا ! حابب اشوف !
نظرت إليه بأعين مذهوله و تتمسك بكتفيه بقوه ثم سرعان ما انفرجت شفتيها بابتسامه عابثه و هى تستقيم معتدله قليلاً تدس جسدها داخل أحضانه الدافئه و يديها تتسلل إلى عنقه بحركات لطيفه من أناملها تهمس له أمام شفتيه بوقاحه :
-حابب تشوف إيه بالظبط ياحليوه و أنا اوريهولك !
بدت كحوريه صغيره اعتاد عبثها و اعتاد دفئ همساتها لكنها لازالت تُبهره بتحولاتها المزاجيه الغريبه كان كابوس مرعب عليها لكنها الآن تلاطفه بل و تعبث معه غافله عن مدى تأثير وقع كلماتها عليه ليحيط خصرها و يعود إلى الفراش يرتمى فوقه محتفظاً بها داخل أحضانه يبادلها عبثها هامساً و قد بدأت حراره أنفاسه و جسده توترها ! :
– هتورينى إيه يامفعوصه أكتر من اللي أنا فيه !
أغمضت عينيها تستسلم لذاك الخدر الذي تسرب لأنحاء جسدها رويداً رويدا حين التهمت شفتيه القويه شفتيها العابثه بدأت قُبلاته تلين شيئاً فشيئ و تزداد شغفاً و نهم ! قلب الأوضاع مستغلاً الفارق الجسمانى و ذلك الاستسلام اللطيف الذى تمنحه إياه تلك الحوريه بشعور فريد من نوعه ! شعر بيديها تجذب رأسها و تشتد على خصلاته حين تسللت يديه العابثه إلى أسفل كنزتها ليبتسم من بين قُبلاته و هو يهبط إلى نحرها برويه بالغه تكاد تفقدها صوابها ! مُهلك .. لكنه يظل بطلها الخارق تتصاعد أنفاسها العاشقه الآن تكاد تجن من فرط تسارع دقات قلبها تشعر أنها بحلم ! هل مر شهرين كاملين على تواجدها بأحضانه الدافئه حقاااا !! هل هو ملكها وحدها الآن بلاااا منازع !! أبعدت رأسها عن مرمى شفتيه ثم فاجئته بوضع يديها الصغيره على لحيته الكثه تبادله قبلاته بأقوى منها لتستمر العابثه باذهاله مهما مر من وقت لتواجدها بأحضانه تظل عابثته … عابثته الوقحه !!!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
جذب الغطاء يحيط جسدها به جيداً حيث استلقت فوق صدره بظهرها العارٍ تنظر إلي السقف بشرود و هدوء ادهشه هى عاده ما تشاكسه فور لحظاتهم الحميميه ! همس بلطف و هو يقبلها خلف رأسها فوق خصلاتها :
– مين واخد عقلك مني ؟!!
اطلقت تنهيده حاره ثم قالت بارهاق و حزن :
– السفير !!! الكابوس كان صعب أوي …
اعتدلت تواجهه بنظراتها المتسائله و هى تستند بذقنها فوق صدره العاري تهمس له بصوت متحشرج :
– تفتكر إيه اللي يخليه يعمل في بنته الوحيده كده .. و يتسبب في عجز مراته بالشكل ده ؟!! أنت ممكن تعمل كده في بنتك ؟!!
عقد حاجبيه يردف مسرعاً و هو يلملم خصلاتها برفق :
– لا طبعاااا .. معرفش سبب لأفعاله ياريناد لأننا مش شبه بعض صعب افهم تفكيره .. جربتي تتناقشي مع مامتك في ده ؟!
هزت رأسها بالإيجاب بيأس و اراحت وجنتها أعلى صدره تبتسم بشرود هامسه له :
– متأكدة انكم مش شبه بعض .. تعرف انك عكسه في كل حاجه ، البيت هنا دافي اوي يايوسف .. كل حاجه مُريحه و مختلفه حتى مامتك و أختك روحهم دافيه أوي شبهك !
ابتسم لها ثم تساءل مُضيقاً عينيه :
– نسأل بقاا الاسئله المهمه .. إيه اللي يخلي مفعوصه زيك تعمل خطط عشان تتجوز السواق !
رفعت جسدها تردف بصدمه و هي تُشير لجسدها باستنكار :
– انااا ياحليوه عملت خطط ؟!! لا لا مسمحلكش اه الموضوع كان صدفه مش أكتر ..
رفعت رأسها بتفاخر لترتفع ضحكاته و هو يجذبها لاحضانه مره أخري ينعم بدفئ جسدها قائلاً :
– صدفه ؟!! طيب لما تحبي تكدبي ابقي اقفلي بوقك حلو و أنتِ نايمه ..
ابتسمت باستفزاز تقول باستهجان واضح :
– كمااان هتطلعني بتكلم و أنا نايمه ..
مال برأسه قليلاً للجانب ينظر إليها بابتسامه ساخره و هو يقول :
– اطلعك بتتكلمى ! ده أنتِ طول الليل مش بتعملى حاجه غير تحكى قصه حياتك ياقلبى ..
راقبته بتوتر ثم ابتلعت رمقها و هى تهمس بعدم تصديق :
– بتهزر ! ليه أنا قولت إيه بالظبط …
وضع ذراعه خلف رأسه يستند إليها و هو يرتفع بجسده قليلاً للأعلى يقول بهدوء و هو يمط شفتيه :
– امممم قولتى كتير .. يعنى مثلا أنك كنتِ مرتبه ركوبك فى العربية معايا ! و ..
قاطعته تردف بدهشة مصطنعه و أعين متسعه ببراءه تشير إلى نفسها :
– أنااا !! اطلاااقا .. أكيد كنت بحلم بحاجه شبه كده ..
رفع حاجبه بسخرية و أردف بعبث :
– يااااسلااام .. طيب لعلمك بقا انا كلمت والدتك ساعتها و هى أكدت ده ..
تلاشت ابتسامتها و دهشتها و اردفت بيأس :
– بقا ماما اكدت ده !!
صدرت عنه إماءه خفيفه و هو يحاول إخفاء ابتسامته لتقول بحزن و هي تقوم بمط شفتيها .. :
-دى اخره اللى يقول لأمه سر !! تعرف أنها بتفضحنى في الكوابيس كماان عندك .. دي حكتلك كل التفاصيل تخيللل!
انفجر أخيرا ضاحكاً و هو يزيد من احتضانها إليه ثم قربها منه يقبل طرف أنفها بمشاكسه متسائلاً :
– اللى عاوز اعرف اجابته منك بقاا ، إيه اللى خلاكِ متأكدة إنى مش هرجعك للسفير !
ابتسمت له بصفاء ثم وضعت يديها أعلى لحيته تهمس بصدق و هدوء نادراً ما تنتهجه معه :
– عشان أنت مختلف مش شبههم ياحليوه .. لو كنت شبههم مكنتش هبقا معاك دلوقت !
تلك النظرات الواثقه التى اندلعت من مقلتيها تداعب قلبه المتيم بتلك الصغيره ، ربما تصغره بأعوام لكنها تمنحه بكل لحظة شعور مختلف عن ذى قبل لم تمنحه إياه امرأة سواها !! حوريه تداعب مشاعره بلا هوادة ابتسم لها و ازداد شغفاً لمعرفه ما يكنه قلبها فتلك اللحظات لا تحدث كثيراً معها إذ بدت له تدارى أسرارها عنه بالفترة الأخيرة لقد عرف أغلب ما تخفيه عنه من والدتها و ذلك لا يشعره بالراحة !! همس لها و هو يرتب خصلاتها الناعمه بأطراف أنامله ثم قبل شفتيها بلطف مداعباً طرف أنفها :
– مختلف ازاى يا قلب الحليوه !
بادلته الابتسام و هى تراقب ملامحه الرجوليه برويه و عبث تحاول صياغه كلماتها و الابتعاد عن مسار الوقاحه ذاك الستار الذى تتخفى خلفه دوماً لكنها تريد ان تعاصر تلك اللحظات ، تصارحه بذاك العشق المتفاقم بأعماق قلبها الصغير ، تصارحه أنه الرجل الوحيد الذى تمكن من السيطرة علي تلك النبضات و اشعال ذاك الطرف المعتم بقلبها دون أدنى مجهود أو تصنع ، عضت على شفتيها و هي تهمس بتوتر :
– مختلف فى كل حاجه .. كنت ببقا مبسوطه لما اسمعك تكلم مامتك او أختك نبره صوتك لوحدها كانت بتحسسنى بأمان .. كنت بتمني لحظتها إني اكون مكانهم .. إحساس المسؤليه .. الهدوء اللى بتتصرف بيه حتى مع زمايلك و مع السفير !
ابتسمت بشرود و هى تقول بأعين تلمع بدموع خفيفه :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
– تعرف أنك الوحيد اللى كنت بترد عليه و تدافع عنى لما مكنش بيصدق كلامى .. كلهم كانوا بيخافوا منه .. بيخافوا بيتكلموا و أنا كنت بحب اشوفه متضايق و مادافعش عن نفسى لأنه في كل الأحوال مش بيصدقنى .. و فى الآخر كان هيجوزنى اجبارى زى ما منع ماما عنى اجبارى إلا بزيارات وقتها هو اللى محدده .. !
تنهدت تنفض رأسها ثم وضعت جنبينها أعلى جبينه تبتسم مُغلقه عينيها :
– بس أنت مختلف يايوسف ! مختلف أووى فى كل حاجه ، هات رااجل يتجوز واحده زيي عشان يساعدها رغم أنه عارف أن ابوها بالشكل ده .. أنا حاسه بيك .. و حاسه بخوفك على مامتك و أختك .. و ممكن أكون اتصرفت بانانيه محسبتش وجودهم بس انا حبيتهم أوي والله و حاسه بالذنب فى كل لحظه ناحيتهم ، أنا كل خوفى عليهم مش فارق معايا يعرف مكانى و ياخدنى .. بس ما يأذيش حد منكممم .. امم ..
قبل شفتيها يقاطع استرسالها بتلك الكلمات لقد أزالت جميع المخاوف التى كانت تؤرقه و تقلقه من تلك العلاقه بضع كلمات منها كانت كفيلة أن تنير طريقه مره أخرى هى لا تهتم للأموال .. ! لفرق الوسط الاجتماعى ! تُريد فقط أمان هل مطلبها يصعب على أبيها هكذا ! لها حق أن تعجب لمعاملته ، من يملك تلك الحوريه و يعاملها هكذا ! أى مريض نفسى يفعل بإبنته هكذا !
ابعدت رأسها و هي تلهث تلتقط تلك الأنفاس التى سىقها منها لتعود لوقاحتها بلحظات و تهمس له و هى تقبله بجانب فمه :
– بس كل ده ما يمنعش إن وسامتك تجنن برضه ، قولى ياحليوه هى ديجا لما كانت حامل فيك اتوحمت على إيه !
هز رأسه بالسلب و ارتفعت ضحكاته إلى أن أدمعت عينيه و هو يقول لها من بينها :
– يااابنتى المفروض أنا اللي أقول الكلام دااا أنتِ ازاي بالوقاحه دى ؟!!!
لوت شفتيها تردف بحزن :
– الله هو اللي يقول الحق يبقي وقح ؟!!
قبل وجنتها و هو يعتدل بها قائلاً :
– لا ما يبقاش وقح يبقى قمر ..
عضت على شفتيها تهز كتفيها بلا مبالاة واضحه و هى ترقص حاجبيها تهمس بمشاكسه :
– حتى لو وقح اعترف أنك بتعشق وقاحتى ، اصلك مؤدب أوى ياحليوه و ماتنفعش معاك غير واحده محدش رباها زيي كداا !!
ارتعفت ضحكاته و هو يحيطها قائلاً بشغف بالغ :
– عندك حق أنا بموت في وقاحتك ياقلب الحليوه !
-***-
مر يومين و ذاك الكابوس زائر اجبارى لها أصبحت تخشى النوم سوى بأحضانه الدافئه لكن تلك الكوابيس أصرت أن تؤرق ليلتيها ليلاحظ هو شرودها المستمر و صمتها باغلب الأوقات تحاول رسم ابتسامات مُتكلفه لكن شعوره بها أقوى من خداعها له بتلك الابتسامه الهادئه …
اتجه إليها يتأملها و هى تجلس فوق الفراش تستند بيديها الصغيره إليه و هى تعود بجسدها للخلف لتصبح أكثر إغراء داخل التيشيرت الخاص به حيث ارتفع إلى بدايه فخذيها و سقط عن إحدى كتفيها نظراً للفارق الجسمانى بينهم ..
رفع ساقيها أعلى الفراش لتبتسم إليه بعبث و هى تراقب جزعه العلوى العارى يميل عليها يعتليها و هو يسند مرفقيه بجانب رأسها لتهمس له بمكر و وقاحه و هى ترفع حاجبها الأيمن فوق أن استلقت باسترخاء فوق الفراش تحيط عنقه بدلال أنثوى :
– إيه رجعت فى رأيك و مش هتروح الشغل ؟! على العموم أنا مرحبه أوى باستضافتك ..
ابتسم بهدوء و يقترب بشفتيه من نحرها يعلم جيداً أنها ترتدي قناع الوقاحة لتخفى ما بداخلها ليس إلا .. قبل نحرها هامساً بلطف :
– لا أنتِ اللى هتلبسى و تيجي معاياا !
ثم مال مره أخرى يقبل شفتيها قبل أن يستقيم حاملاً إياه بين ذراعيه و هو يتساءل مُضيقاً عينيه :
– بالمناسبه ياوقحه مش ناويه تسيبي هدومى فى حالها إيه حكايه لبس تيشيرتاتي ده ؟!!
هزت ساقيها بالهواء تقول بدلال مبتسمه بعبث ووقاحه :
-اصل الجو حر أوى ياحليوه وأنا بخاف عليك عندى كام هوت شورت لو لبستهم ممكن تفقد النطق و ماتنزلش شغلك تانى !!
قبل شفتيها و هو يضع قدميها أرضاً يحتضن خصرها و هو يشير برأسه للناحيه الأخرى قائلاً و هو يعض نحرها بخفه :
– مش وقت وقاحتك خاالص ياقلب الحليوه ، طلعى لبس لينا يلا و اجهزي عشان ننزل ..
أتسعت عينيها تردف بدهشه :
– إيه ده أنت بتتكلم جد ؟!! إحنا هننزل !! طيب و الس .. امم ..
قاطع كلماتها بقبله سريعه و هو يقول بعجله واضحه :
– يلااا بسرعه و هفهمك كل حاجه فى الطريق .. مش هجاوب على أي أسئلة دلوقت ..
ثم تركها و هى بحاله ذهول تنفذ أوامره باندهاش من حالته !!
جلست بجانبه داخل السيارة بعد أن أصرت والدته على الجلوس بالخلف مع شقيقته مندهشه من تلك الرفقه العائلية تُرى إلى أين يصطحبهم ؟!! لم تتمكن من الالتزام بالصمت كثيراً و ذلك القلق و التوتر يزداد تتلفت يميناً و يساراً ثم تنظر إليه تراقبه و هو يتابع الطريق من خلف نظارته الشمسيه بهدوء مبالغ غير مكترث بفضولها الواضح ، لتُدير جسدها تنظر إلى والدته و شقيقته قائله :
– ديجاا هو ابنك واخدنا فين ! و العربيه دى بتاعه مين !
قبل أن تتحدث والدته ارتفع أخيراً صوته المُحذر يقول :
– أنا قولت مفيش أسئلة و ده يشمل ماما و هاله برضه !
قلبت شفتيها تقول بغضب ساخره :
– ما أنت طلعت بتتكلم اهوه أنا من حقى أعرف هروح فين !!
رمقها بنظره هادئه ثم صمت تركها بفضولها يخفى تلك الابتسامه حين بدأت بالإشاره إلى والدته و شقيقته كمحاولة بائسه منها لإرضاء فضولها لكنهم انصاعوا له و صمتا يكتمان ضحكاتهم على تلك الجنيه الصغيره التى أشارت إليهم بالخصام مُعتدله بجسدها مره أخرى ..
وصل أخيراً إلى وجهته ليترجل الجميع سواها ظلت محلها تحدق ببلاهه لهبوطهم بذلك الحى المجاور لمحل إقامه والدتها .. !! فتح الباب و هو يقول لها باندهاش :
– يلا انزلى !
حدقت به باندهاش تقول :
– هناا ؟!! بس ماما قدام شويه مش هنا ..
هز رأسه بالسلب ثم مد يده إليها لتهبط معه من السياره و تتجه معهم بصمت تام إلى الداخل !!!
اهوه طلع حلم اهوه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
“طفله ! ” /
وقفت بجواره تنظر إليه باندهاش و هو يدير مفتاح تلك الشقه بهدوء ليتنحى جانباً بنفس اللحظه مشيراً إليهم بالدخول و بالفعل لم يرد أحد طلبه سواها ! وقفت محلها تحدق به بوجه مشدوه ليبتسم فور أن طالع ملامحها المصدومه و أمسك ذراعها يدلف معها إلى الداخل مُغلقاً الباب بهدوء خلفه ليستمع إلى صوتها تهتف بنفاذ صبر :
– لا بقاااا أنا عاوزه افهم أنت بتعمل إيه من الصبح و جايبنا ليه الشقه دى ؟!!!
فرك ذقنه بهدوء و هو يطالع ملامحها العابسه و نظراتها التى تصرخ بنفاذ الصبر ليرتفع صوت شقيقته التى اتجهت إليها تلف ذراعها حول كتفيها و هى تهتف بنبره مرحه :
– ايه ياااارينووو مش معقول حد يزعل عشان هيقعد في الشقه دى ؟!!
أتسعت عينيها باندهاش ثم بدأت تجوب بنظراتها الأثاث و المفروشات و التصميمات الباهظه من حولها ! من أين له ذلك ؟!!! حدقت بها تقول بصدمه و هى تعود للخلف تطالعهم بصدمه لتنظر إليه حيث وجه نظراته إلى شقيقته يلومها بهدوء على تسرعها لتهز الأخرى كتفيها بتوتر :
– شقه ايه ؟! و نقعد فين !
تنهد أخيراً يقول بهدوء و هو يتجه إليها يحيط وجهها بكفيه بلطف و قد اتسمت نبرته بالجديه :
– الشقه و العربيه بتوعى ياريناد أنتِ فاكرانى معتمد على شغلى عند أبوكِ ! أنا ليا مشروع شركه صغيره كده و ليا شركا فيها بقالنا سنين شغالين عليها و الحمدلله بدأنا نوسع مجالنا شويه ، أنا سيبت الشغل مع والدك من امبارح كنت رايح فتره مؤقته مكان صاحبى اللى سافر عشان علاج والدته و والدك رفض يسافر إلا لما يجيب بنفسه سواق مكانه و كنت أنا السواق ده ، أكيد مستوايا مش زي والدك لكن ليا شغلى اللى اقدر اكبره و افتكر ده يفرحك …
فرغت فاهها تحدق به ببلاهه تنظر لأمه و شقيقته لتجد صمت تام قاطعته الأم تتقدم إليها تربت على ظهرها تقول برفق :
– الحكايه كلها أن يوسف حب تستقروا ..
راقب ملامحها الرقيقه المأخوذة بصدمه جليه لتقول بتساؤل أخيراً :
– يعنى احنا هنقعد هنا ؟!!
نظر “يوسف” إلى أمه و تشدق ببعض الضيق و هو يرمقها بلوم :
– أنا وأنتِ بس ماما مش حابه تقعد هنا و هاله هتروح معاها .. وأنا هروح اطمن عليهم
عقدت حاجبيها بعدم رضا و ثم نظرت إليه تنتظر اعتراضه لكنه تنهد بارهاق و أشاح نظراته اعتدلت تدس جسدها بأحضان “خديجه” و هى تقول بعبوس :
– أنا مش موافقه ، انا هروح مع ديجا و لولا تانى مين قالك إنى عاوزه اقعد هنا ؟!!
ابتسمت “خديجه” و هى تربت على ظهرها بلطف تسبقه بالحديث حيث وقف يطالعها باندهاش لرفضها :
– حبيبتى أنا و هاله هنيجى هنا كل شويه بس أنتِ و يوسف حقكم تاخدوا راحتكم ، دى سنه الحياه يابنتى ..
نظرت إليه تقول بغضب طفيف :
– أنت اشتريت شقه عشان تسيبهم لوحدهم ؟!!
أتسعت عينيه و أشار لنفسه باستنكار كاد أن بجيبها لكنها اعتدلت تقول لوالدته بحزن واضح و أعين دامعه :
– أنا مش عاوزاكم تيجوا كل شويه ، أنا عاوزه ابقا معاكم أنا حبيتكم مع يوسف و مش متضايقه من القعده هناك ليه عاوزين تبعدونى كده ..
شهقه صدرت عن الأم و ابنتها معاً و أتسعت الأعين لتحيط “خديجه” وجنتيها و هى تقول بصوت متحشرج :
– لا ياحبيبتي والله ربنا عالم انا زعلانه لفراقك ازاى بس انا قولت ليوسف برضه مش هبقى مرتاحه و أنا هنا هرتاح فى بيتى و هنروح و نيجى علي بعض ..
تركتها و اتجهت إليه بأعين باكيه تقول بغضب بالغ :
– انا مش عاوزه اقعد هنا أنا هرجع معاهم ..
ثم عقدت ذراعيها أسفل صدرها و اتجهت إلى الأريكة الصغيرة تجلس فوق يدها نصف جلسه تاركه إياهم يتبادلون النظرات المختلفه ليتجه أخيراً إلى والدته يقول مشيراً بعينيه لتلك العابسه :
– اهى ريناد نفسها رافضه ياماما اظن تراجعى قرارك بقا كده انا مش هبقى مرتاح و لا مطمن عليكم برضه ..
تنهدت بهدوء ثم تبادلت النظرات مع ابنتها التى اتجهت إلى زوجه أخيها تحتضنها من خصرها و هى تقول لأمها بتذمر :
– وافقى ياماما انا كمان اتعودت على رينو متخليهاش تزعل كده ..
حدق “يوسف” بهم بابتسامه صغيره ثم أحاط كتفى أمه يقول بنفاذ صبر :
– هااا ياأمى قولتى ايه .. انا لسه هجيب حاجتكم من هناك مع الشباب ..
تنهدت بهدوء و اتجهت إلى “ريناد” تقبل وجنتها تقول بلطف :
– قولت لا اله إلا الله يابنى مقدرش ارجعكم معايا هناك و هنا احسن ليكم ..
كاد ان يؤيدها لكن اصمتتهم صرخه حماسيه صدرت عن تلك الجنيه التى قفزت على والدته تقبلها بحماس ليسقطا معا فوق الأريكة و ضحكات والدته و ترتفع مع جمل اعتراضية ضاحكه منها انضمت إليهم شقيقته و هو يراقبهم بذهول و ابتسامه اعتادها منذ تواجد تلك الحوريه بحياته الكهوف خاصته !!
-***-
جلست فوق الأريكة تحادث والدتها بالفيديو بواسطه إحدى برامج التواصل الإجتماعى اتجه إليها يجلس بجانبها و هو يحتسى المشروب الخاص به بهدوء يستمع إليها تقول لوالدتها بعبوس :
– مكنتش اعرف أنه عنده شقه ليه .. ديجا و لولا راحوا يجيبوا حاجتهم و قالوا هيقعدوا هناك يجمعوها لحد بكره و مرضيوش اروح معاهم ..
اجابتها والدتها بلطف :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
– طيب ياحبيبتى انا مش هطول عليكِ عندى جلسه علاج هبقا اكلمك بكرا بقا و أنتِ روحى لجوزك .. ابقى طمنينى عليكِ على طول … سلااام
أغلقت معها ثم نظرت إليه بطرف عينها تراقبه و هو يعبث بهاتفه باهتمام بالغ عقدت حاجبيها بغضب طفيف و هى تُعيد أحداث الصباح بعقلها لا تُصدق إلى الآن أنه يملك مشروعه الخاص به و يمتلك سياره أيضاً كانت تظن أنه سائق .. سائق السفير فقط !!!
تأففت و هي تستقيم واقفه بانفعال و كادت تغادر إلى الغرفه لكنها وقفت محلها و أردفت بغضب واضح :
– أنت ليه مقولتليش كل داا ؟!!
رفع عينيه المتسليه إليها و ابتسم يقول مازحاً :
– اهوه كده أنا من بدرى بقول انك مش هتعرفى تسكتى برافوا أنك قعدتى ساكته طول الوقت ده ..
ضيقت عينيها تقول بتذمر :
– يوسف أنا مش بهزر أنا متضايقه بجد ازاى معرفش كل ده عنك غير لما أنت تقرر تقول ده و بعد شهور بينا ؟!!!
هز كتفيه بلا مبالاه و أردف بهدوء :
-طيب مانا معرفش عنك حاجات كتير يا ريناد طبيعى متعرفيش موضوع العربيه لأنك مكنتش بتنزلي معايا و انا مكنتش بستخدمها الفتره اللى فاتت غير قليل ، و الشقه لسه ناقلين فيها و مشتريها من قبل ما اعرفك يعنى مفيش حاجه تمت و أنتِ معايا و تعمدت اخبيها عليكِ مثلا …
غضبت من مبرراته الواهيه بالنسبه إليها لكنها عقدت ذراعيها أسفل صدرها و قالت بهدوء :
-طيب ليه ما قولتليش انك بتتابع شركه و انك عندك مشروعك الخاص ؟!
تنهد بارهاق و استقام يتجه إليها يحيط وجهها بهدوء قائلاً بلطف :
– أنت ِ سألتى و أنا مقولتش ؟!! و بعدين تفتكرى قبل ما اشتغل عند السفير كنت باكل واشرب منين و انا في السن ده اكيد ليا شغلي ياريناد ..
عادت للخلف تبعد وجهها عن مرمى يديه تقول بحزن :
– على فكره مش محتاج كل الخطط دى أنا عارفه انك مكنتش واثق فى وجودى معاك و شايفنى بنت السفير المتدلعه اللى حبيت تشوف هتعترض على حياتك في الحاره أو لا و لما لقيت مفيش اعتراض روحت بدأت تظهر حالتك الماديه ليا .. انا زعلانه منك أوى يايوسف ..
رمقته بنظرات حزينه لوامه ثم تركته و اتجهت إلى الداخل لم تنتظر منه جمله اعتراضيه واحده هى على يقين أنه تعمد اخفاء حياته عنها !!
عقد حاجبيه و تنهد بحزن هى مُحقه لقد كان يشعر بالخوف من تلك العلاقه لكن ليس عدم ثقه بها لقد كان يشعر حاله متصابى !! يشتهى قرب فتاه تصغره بأعوام .. و فور أن اصبحت زوجته و وقع بعشقها أراد حمايتها فلن يتوقع أحد تواجدها بتلك الشوارع الصغيره و الآن عاد صديقه و تسلم عمله كما كان لتنفك القيود و يبدأ بالاعلان عما يملكه ، لكنها تُدهشه بردود أفعالها دوماً …
اتجه إلى الردهه و منها إلى غرفتهم لكنه لم يجدها ! هل تخاصمه حقاً ! تهجره ! شعر بانقباضه ما بصدره حين داهمته تلك الأفكار و ذاك الشعور و أسرع بخطواته إلى الغرفه المتطرفه بعض الشيئ يطرق بابها بهدوء لتأذن له بالدخول ..
دلف إليها ليجدها تقف تنظر إلي حركه السيارات بالشرفه بهدوء تام تستند برأسها و كتفها إلى الحائط بجانبها أحاط خصرها بلطف و هو يدسها داخل أحضانه يلصق ظهرها بصدره و هو يستنشق ذاك العبير الآخذ لجميع حواسه الخاص بخصلاتها المتمرده أعلى كتفها لملم خصلاتها ثم دفن رأسه بتجويف عنقها يمرمغ أنفه أسفل أذنها و هو يهمس لها بلطف :
-ريناد بلاش تزعلى منى منغير ما تسمعى أسبابى انا بعترف انى خبيت عليكِ بس خوف عليكِ صدقينى ..
تشنج جسدها و توترت للغايه بفعل قربه المُهلك لكنها حاولت الخروج من أحضانه و هى تقول بعبوس :
– لا أنا مش بزعل منغير سبب و أنت عارف كده ، أنت شايفنى عيله يايوسف و مشاعرى ناحيتك مشاعر أطفال بس أحب اقولك أنه مش بالسن اناا…
قاطعها يدير جسدها ليلصق ظهرها بالحائط برفق و يطل عليها ملتصقاً بها يأسرها بأحضانه الدافئه و هو يضع إصبع الإبهام خاصته أعلى شفتيها يهمس لها بعبث :
– طيب ما أنتِ طفله فعلا ..
أتسعت عينيها من فظاظته و كادت ترد عليه لكنها أكمل بابتسامه ماكره لاقت بوسامته المُلهبه لها ثم رفع يدها يقبلها و هو يعد على أناملها الصغيره :
– طفله وقحه !! عاقله ! حنينه ! وقعت واحد يفرق عنها فى كل حاجه فى عشقها !
ترك أناملها و أحاط خصرها حين بدأت نظراتها تلين و تبتسم لرؤيتها له بتلك الحاله لأول مره ! تطلعت إليه بأعين مذهوله مترقبه تنتظر المزيد و المزيد و لم يخذلها حين همس أمام شفتيها :
– تعرفى ياريناد لو كانوا حلفوا إنى هعشق بنت السفير للدرجه دى فى يوم من الأيام عمرى ما كنت اصدق ده ! أنا مش هنكر خوفى فى البداية من أى مشاعر بينا .. بس أنتِ حولتى الخوف ده لعشق ، بقيت أعشق كل حرف خارج من شفايفك ، بقيت اخلص كل حاجه و ارجع البيت جرى عشان الطفله بتاعتى اللى سايبها و عارف أنها عملت كل الكوارث و قلبت جو البيت كله و هتقولى فى محصلش ياحليوه أنا كنت قاعده ساكته ..
تعمد أن يقلدها بكلماتها إليه حين تفعل إحدى كوارثها المشاغبه لكنها بعالم أخر تتسع عينيها مع كل كلمه يقوله و تلك الدموع تهدد بسيل جارف لن يتمكن من إيقافه ، أكمل و هو يضع قبله صغيره على شفتيها :
– أنتِ خلتينى لأول مره فى حياتى بتعلق بحد بالشكل ده ، متلومنيش عشان بحميكى ياريناد أنا بقيت خايف لدرجه بقيت مش فارق معايا تحصلى أى حاجه بس تفضلى فى حضنى و معايا …
لم تنتظر حرف آخر وقفت على قدميه بأطراف أصابعها تدس جسدها بأحضانه و هى تُحيط وجنتيه تعبث بلحيته الكثه و تضع شفتيها على شفتيه تبثه مدى عشقها و ولهها بذاك الرجل الذى يحمل داخله الكثير و الكثير ، ألا يكفيها ذاك الاعتراف ؟! ألا يكفى أن يعشقها رجل الكهف بجميع حواسه ؟! أليس ذلك ما تمنته و سعت إليه ليالٍ طوال !!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أحاط خصرها بقوه يعود بها إلى الفراش حيث بدأت تلك الوقحه تعبث بخصلاته و شفتيها الناعمه تقوده إلى حافه الحنونه تُلهب جسده و تدفع الحرارة إليه بلا هواده بلحظه كانت تمارس وقحاتها و تحيط خصره بسيقانها تتعلق به الأطفال ، لم يكذب حين نعتها بطفله .. طفلته المدلله !!!
-***-
استيقظ صباحاً حين شعر بالبروده تحل محل دفئ جسدها الصغير بأحضانه استقام فوق الفراش يبحث عنها بعينيه بقلق و أعين نصف مغلقه مندهشاً من عدم تواجدها عاده ما تستيقظ معه أو بعده …
ابتعد عن الفراش خطوات و هو يرهف السمع إلى الصوت الخفيف الصادر من المرحاض المُلحق بالغرفه الخاصه بهم حيث استقرت الأوضاع بهم بتلك الغرفه منذ أسبوع و أكثر عانى معها قليلاً حيث كانت تُبدى تذمر واضح بأبسط الأمور من حولهم و أنه لم يشركها بقراره بالانتقال لكن مع الوقت و مراعاته لمعاملته معها بدأت تخفف من غضبها إلى ان تلاشى تماماً بأحضانه الدافئه ..
هتف بصوت متحشرج يحمل آثار النوم و هو يطرق الباب بهدوء :
– رينااد !!
لم يشعر سوى بجسدها يقفز بأحضانه و هى تصرخ بقوة و حماس صادم ، أحاط جسدها و هو يستعيد توازنه الذى كاد يختل و يسقط أرضاً بفضل مفاجأتها له ابتسم لحماسها اللطيف و ضحكاتها المرتفعه المتتالية و هى تُحيط عنقه و تشدد من احتضانها له ، اتجه إلى الأريكة و هو يحملها عن الأرض يجلس فوقها محتفظا بها بأحضانه و راحت أنامله تعبث بخصلاتها الناعمه يحاول ترتيبها ثم نفض رأسه يحاول التغلب علي شبح النعاس الذى كاد يطارده و هو يهتف برفق مقبلا وجنتها :
– ايه اللى مصحيكِ بدرى كده ياقلب الحليوه ؟!
ابتسمت إليه حين همس بلفظها التحببى الخاص لتقبل شفتيه و هى تقول بحماس بلغ عنان السماء :
– انا منمتش كتير يااحليوه ، كلمت الصيدليه و طلبت منهم حاجه و قعدت مستنياك ..
أتسعت عينيه يراقب ملامحها جيداً هو يشعر بها منذ أيام مرهقه تعانى من الأرق ابتلع رمقه يهتف بتوتر ملهوف :
– لييه مالك ياريناد ؟!! دوا ايه اللى جبتيه ؟!
ابتسمت و دفنت رأسها بتجويف عنقه تستنشق رائحه جسده الخاصه و تحرقه بأنفاسها تقول بهدوء :
– لا مطلبتش دوا طلبت “Pregnancy Test” .. “اختبار حمل ” .. طلع “positive” ايجابي … !! انا هطير من الفرحه ياحليوه !
لحظات مرت عليه بصدمه و أعين متسعه تصلب جسده فجأه بدأت تلك الابتسامه التى تُزين ثغره تختفى تدريجياً و يديه التى كانت تحيط جسدها ترتخى عنها شيئاً فشيئ بالتأكيد تلك ليست مزحه من مزحاتها هى تحادثه بحماس لم يسبق أن يراه عليها بتلك الدرجه ، تحمل بأحشائها طفله ! ليس الآن !!! ليس الآن ابدااااااااا !!
خرجت من أحضانه حين شعرت بيديه ترتخى عنها و جسده شبه متجمد ، رفعت عينها تراقب ملامحه التى شحبت و عينيه التى توترت شعرت بتلك الوخزه بصدرها و هى تعقد حاجبيها من رده فعله الغير متوقعه بل الصادمه لها !!!!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
“نبض !” …. “الأخيـــــــــــ9ـــــــــــر”/
منذ عدة ساعات و هى تلتزم غرفتها بصمت تام تحاول استيعاب تهربه الواضح منها بالرغم من أنه رسم ابتسامه مجامله و تحدث برزانته المعهوده و كأنها لم تخبره بنقطه فارقه بحياتهم … ارتباط وطيد بينهم … مصدر بهجه لهم !
Flash Back
ابتسمت و دفنت رأسها بتجويف عنقه تستنشق رائحه جسده الخاصه و تحرقه بأنفاسها تقول بهدوء :
– لا مطلبتش دوا طلبت “Pregnancy Test” .. “اختبار حمل ” .. طلع “positive” ايجابي … !! انا هطير من الفرحه ياحليوه !
لحظات مرت عليه بصدمه و أعين متسعه تصلب جسده فجأه بدأت تلك الابتسامه التى تُزين ثغره تختفى تدريجياً و يديه التى كانت تحيط جسدها ترتخى عنها شيئاً فشيئ بالتأكيد تلك ليست مزحه من مزحاتها هى تحادثه بحماس لم يسبق أن يراه عليها بتلك الدرجه ، تحمل بأحشائها طفله ! ليس الآن !!! ليس الآن ابدااااااااا !!
خرجت من أحضانه حين شعرت بيديه ترتخى عنها و جسده شبه متجمد ، رفعت عينها تراقب ملامحه التى شحبت و عينيه التى توترت شعرت بتلك الوخزه بصدرها و هى تعقد حاجبيها من رده فعله الغير متوقعه بل الصادمه لها !!!!
همست أخيراً بصوت مبحوح متسائلة و قد توترت ابتسامتها و بدأت الأحرف تخونها من فرط الضغط العصبى :
– م .. مالك ؟!!
حدق بها بهدوء ثم أبعد نظراته عنها و هو يبتسم بهدوء مقبلاً باطن يدها الصغيره يقول بنبره ثابته متزنه :
– مفيش يا حبيبتي أصل كنت فاكرك تعبانه إرهاق مش حمل .. مبروك !
نظرت إليه بحزن تردف باستنكار و قد تلاشت ابتسامتها تستقيم واقفه بغضب :
– مبروك !! أنت زعلان إنى حاامل يايوسف ؟!! مكنتش عاوزه ده !
وقف يعقد حاجبيه باندهاش يقول بنبره محايدة يحاول امتصاص ذاك الغضب المتفاقم داخلها :
– اهدي ياحبيبتى أنا مش كل يوم بتجوز و بستنى طفل أنا مقصدش …
نظرت إليه بامتعاض و هى على يقين أن ثمه أمر ما به ! ألا يريد الإنجاب منها ؟! أم أنه يخفى عليها أمر آخر كوظيفته و أمواله الخاصه ؟! راقبته و هو يتقدم منها يحبسها بأحضانه مقبلاً خصلاتها و هو يهمس بأذنها :
– متزعليش بقاا ، انا بس عقلى مشغول أوعدك هخلص شغلى بدري و أجى نحتفل بليل سوا …
خرجت من أحضانه بارادتها لثانى مره بل و رمقته بنظره آسى كانت بمثابه صفعه لقلبه لتهرب نبضه منه حين أعطته ظهرها و ولت خارجه من الغرفه بأكملها تُلقى ما بيدها بإهمال فوق المنضدة و تغلق الباب خلفها بهدوء !
Back
رُبااه لما فعل ذلك لقد أوشك عقلها على الجنون منذ انصرافه الهادئ لعمله حتى أنه لم يخبر والدته و شقيقته بذلك الخبر المُبهج و كأنه لا يخصه كادت أن تصرخ باكيه به لكن خجلها من أهل البيت جعلها تلتزم الصمت مرغمه و تهرول إلى غرفتها بأقرب فرصه لها ليتثنى لها الاختلاء بحالها و البكاء بعيداً عنهم ..
انتفضت فوق الفراش حين استمعت إلى باب الغرفه ينفتح فور طرقات خفيفه فوقه لتتسع عينيها حين وجدته يدلف إلى الغرفه كيف !! هل عاد الآن !!!! بذاك الوقت المبكر ؟!!
اتجه إليها مُبتسماً ثم توقف أمامها يمد يده إليها بدعوه لطيفه لخروجها من الفراش ! هل جُن ؟! هل يبتسم الآن ببهجه ؟! نظرت إلى يده لحظات ثم إلى عينيه بأعينها المنتفخه من البكاء ثم عبست ملامحها و رفضت مد يدها لتشهق حين أحاط خصرها يسحبها بلحظه خارج الفراش يحملها بأحضانه متجهاً إلى المرحاض و هو يقبل شفتيها بخفه هامساً باعتذار :
– آسف ! بس كان لازم اخلص اللى بينا عشان اعرف استقبل الخبر حلو ، هنغسل وشك عشان عيونك الجميله دى تعرفى تشوفى بيها الهديه بتاعتك .. بتاعه البيبي !
لا تفقه حرف مما قاله ! هل يطلب منها الاحتفال ؟!! هكذااا و كأنه لم يفعل شيئ صباحاً !! لم تشعر سوى حين وضع قدميها أرضاً و هو يحتفظ بها بأحضانه و غسل يديه بالمياه و هو يمررها بخفه على وجهها و هى تنظر إليه بأعين واسعه من مدى تبجه هل ينعتها هى بالوقاحه إذا ماذا تقول عن تصرفاته تلك ؟!!
قبل أغلق الصنبور و أمسك المنشفه الصغيره يجفف بها وجهها و رقبتها و عينيه تشير برويه على ملامحه الآسره لعينيه بسحر خاص مُلهب ، قربها إليه يدفن أنفه بخصلاتها و هو يشعر بصدرها يرتفع و يهبط بقوه ملتصقاً بصدره العريض ، ليمرمغ أنفه و شفتيه بخصلاتها متجهاً إلى وجنتها بقبلات صغيره ليصل إلى شفتيها و هو يبتسم بهدوء لتوترها و صمتها المندهش منه هبط على شفتيها و هو يجذبها إليه بقوه من خصرها ثم رفعها تدريجياً يُجلسها فوق طرف الحوض محتفظاً بها بأحضانه يزيد من تشبثه بها لتُمسك هى الأخرى ياقه قمصيه الغارقه برائحه عطره المختلط برائحه جسده ليتسلل إلى أنفها ذاك المزيج المُسكر لعقلها و المتلاعب بأوتار قلبها بنغم خاص له هو وحده ! لتبدأ أنفاسها بالاختلال و ترفع يدها إلى صدره تنبهه بخفه إلى وضعها ..
أفاق أخيراً ليترك شفتيها و يوزع قبلات خفيفه على ملامحها و هو يهمس بلطف تام :
– تعالى شوفى الهديه و بعدها هنتفاهم و هصالحك ..
عقدت حاجبيها مره أخرى و قد أعادها إلى أرض الواقع و لعبوسها منه ومن أفعاله ليُخرج تلك العلبه الصغيره من جيبه و يضعها بيدها مُقبلاً رأسها يقول مبتسماً :
– طيب شوفى دى يمكن تفهمينى ..
رفع حاجبها الأيسر باندهاش ثم نظرت إلى العلبه بفضول و هى تحاول تصنع إكمال عبوسها منه لكن رغبتها بتبرير فعلته و فضولها جعلها تلتقطها و تفتحها باندهاش تقول بصدمه و هى تطالع فحواها :
– خاتم ؟!! عملت كدا عشان تنزل تجيبلى خاتم ؟!!!
ابتسم لها يُعيد صياغه كلماتها قائلاً :
– احنا مش لابسين دبل و ده سبب فى سبب تانى و ده الهديه التانيه ..
حاولت الحفاظ على ملامحها لكن تلك البسمه التى تسللت إلى ثغرها الوردى أفصحت عن سعاده طاغيه بقلبها الصغير الآن ، ماكر يحولها بلحظات من قمه الاشتعال و العبوس إلى عالمه الخاص ابتسم و هو يراقب ملامحها عن كثب ثم أمسك الخاتم الصغير و أمسك أصابعها بلطف يُقبل أناملها ثم وضع الخاتم ببنصرها مُستمتعاً بذهولها و تغير مزاجها حيث بدأت عينيها الجميله باستعادة رونقها الخاص و إرسال نظرات عاشقه صامته إليه استقبلها بصدر رحب و عشق خالص علمته إياه تلك الفاتنه الصغيره خاصته !
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ألبسته الخاتم و هى تلتزم بعبوسها قدر الإمكان و لم يشأ أن يضغط عليها حيث تأكد من ملابسها البيتيه المناسبه و حملها مره أخرى إلى باب الغرفه لتتسأل بعبوس :
– ايه ده هى الهديه التانيه برا !
أنزل قدميها أرضاً ثم أحاط وجهها بكفيه يقول بصرامة واضحه :
– ريناد أنا معاكِ دايما و اتأكدى إن اي حاجه بعملها عشان مصلحتك ..
هبطت يده إلى باطنها المسطح يتلمسه بلطف قائلاً بنصف ابتسامه مُطمئنه لها :
– ومن بعدك البيبى داا !!!
حدقت به بابتسامه واثقه حيث تلك الكلمات النابعه من جنبات صدره و ثنايا قلبه ها هى تصل لقلبها دون أدنى مجهود إذا ما الذى حدث له صباحاً !
قبل وجنتها و هو يفتح الباب و يدفع جسدها بلطف حازم أمامه إلى الخارج سار بجانبها يحتضن خصرها لتبدأ تلك الرائحة تتسلل لأنفها اتسعت عينيها حين وقعت عليه أبيها ! نعم إنها رائحه عطره رُباه لقد شحبت ملامحه و فقد وزنه بشكل واضح بالتأكيد ليس كمداً على فراقها !
تسمرت محلها تنظر إليه بقلق ماذا أتى به إلى هنا ! هل يعيدهاا ؟!!! رفعت أعينها الجاحظه إليه تلومه بخوف لكنه قبل رأسها يقول بصوته الرخيم مُجيباً تساؤلها الصامت ينهى حاله التوتر التى سيطرت عليها :
– والدك جاى يباركلك على البيبى ياريناد ..
نظرت إليه بحزن تعاتبه ليقول بهدوء و هو ينظر داخل عينيها :
– كان لازم أنهى الخوف اللى حواليكى عشان نعرف نبدأ حياتنا .. مش هتفضلى هربانه منه و هو مبقاش عاوز منك حاجه غير تسامحيه ..
قاطعته باستنكار واضح :
– اسامحه ؟!!
أشار يوسف لوالدته و شقيقته المشدوهتان مما يحدث يراقبان بصمت تام ذاك العجوز البادى على ملامحه الشحوب و التقدم العمر هل ذلك والد تلك الصغيره !
اتجهت الأم و ابنتها إلى الداخل لتُمسك “ريناد” يده حين وقف أبيها بهدوء راقب أبيها تشبثها الواضح به و أعينها التى رمقته بنظرات خائفة لينظر تجاه “يوسف” الذى قال بهدوء و هو يتجه معها إلى الارائك يحرك جسدها المتشبث به بصعوبه :
– ريناد والدك عاوز يتكلم معاكِ شويه و هيمشى ..
ثم مال على أذنها يهمس بلطف و هدوء :
– أنا معاكِ متخافيش !!
جلست تحتضن ذراعه بتوتر و هى تنظر إلى والدها بنظرات خزى تراقب تلك التغيرات التى طرأت عليه بأعين متوتره ليقاطع أبيها تأملها قائلاً بهدوء و هو يجلى صوته :
– مبروك الحمل يابنتى ..
أجابته باستنكار واضح تلفظ حروفها بنبره هجوميه :
– بنتك !! أنت مصدق نفسك ! مش لايق عليك الأسلوب ده أبدا أنت كنت هتقلتنى آخر مره ..
رفع “يوسف” عينيه ينظر إليه بشراسه ليحمحم أبيها و هو يقول بصوت متوتر :
– ريناد أنا عارف عن جوازك بقالى أسبوعين و معملتش أى تصرف يضايقك رغم إنك هربتى منى و فضحتينى و ..
هبطت دموعها تقول بقهر غاضبه :
– فضحتك ! هو ده كل اللى يفرق معاك ! مفرقش معاك أنا روحت فين وقتها كنت هترمينى فى جوازه من واحد بكرهه !! انا عملتلك ايييه عشان تكرهنى كدااااا ؟!!!
هز رأسه بالسلب و كاد يتفوه لكنها وقفت تقول بهدوء :
– تمام ! أنت عرفت اهوه مكانى شوف ناوى تعمل إيه و أعمله و خلصنى ..
وقف يقول بحزن شديد و نفاذ صبر واضح :
– ناوى اسيبك تعيشى حياتك زى ما أنت ِ عاوزه مش عايز غير إنك تسامحينى و تيجى تقعدى فى القصر تانى ..
رمقته بتشكك و اندهاش تقول بصدمه :
– اسامحك ؟!! قصر إيه اللى ارجعه أنا مش ممكن اسيب يوسف ابدا ..
ثاطعها بهدوء يقول بلطف لم تختبره منه ابدا :
– لا جوزك و أهله كلهم يجيوا معاكِ ..
عقد “يوسف” حاجبيه و هو يستمع إليهم بصمت تام منذ أن جلس لكن أي تراهات يقولها ذاك الرجل ؟! سبقته زوجته تقول باستنكار :
– كلهم ؟! لا ياااسياده السفير أنت فهمت غلط الناس دى مش عاوزه فلوسك و طمعانه فيك و لا أنا عاوزه فلوسك و لا قصرك اللى كان بيخنقنى أنا اخترت يوسف و هكمل معاه زى ما هو كدااا سواق أو ليه شركه او ملوش أنا هفضل معاه فى المستوى اللى يقدر عليه ، تعرف أنا فرحت أنه مش سواق عندك عشان مفيش أي صله تربطك بيا تانى …
تنهد بضيق شديد يقول بهدوء :
– خلاص زى ما تحبى لكن اقبلى منى هديه حملك ..
رفعت حاجبها الأيسر تتساءل باندهاش :
– أنت مين قالك مكانى و إيه الطريقه المسالمه زياده عن اللزوم دى ؟!
رمقها بهدوء يتأملها لحظات ثم اخرج علبه مخملية صغيره من بدلته يقول بلطف و هو يتقدم منها :
– ريناد أنت ِ بنتى عارف أن مخزونى عندك في المحبه قليل و مش موجود لدرجه هروبك منى لكن فعلا اشتقت ليكِ الفتره دى ، جوزك جرئ جيه و قالى انك مراته و معاه و هددنى من أسبوعين عشان مااقربش منك ، و انا كلمته وقتها انى عاوز اشوفك بس هو قالى ان نفسيتك وحشه و مش هتستحملى و انا استنيت زي مااطلب و جالى النهارده قالى انك حامل و حبيت اقدم هديه تفتكرينى بيها على الأقل يبقا ليا حاجه حلوه فى قلبك ..
حدقت بعينيه الذابله بهدوء لا تعلم لما لا ترى السفير بعينيه ككل مره ، لا ترى تجبره و تكبره و تلك القسوه لا ترى شيئ سوى نظرات مشتاقه بالفعل متمنيه العفو لأول مره تشعر بصدق أحاديثه لكنه ارتدت للخلف حين رفع يده و كاد يتلمس وجهها وقف “يوسف” بمحاذاتها ينتظر خطوه منه لكنه ابتسم بهدوء و ترك العلبه بيدها يعود للخلف يغادر المنزل لكنه توقف محله يستدير بهدوء يقول لها بتوتر :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
– ينفع أحضنك ؟!
أتسعت عينيها من طلبه المهذب و خشت أن يفعل بها شيئ كادت تهز رأسها السلب لكنها تنهدت تنظر إلى زوجها الذى تقدم معها بهدوء ليكسر حاجز خوفها ثم ابتعد خطوه حين غلفها أبيها بأحضانه يستنشق عبير خصلاتها و هو يهمس لها :
– سامحيني ياريناد أنا مليش حق اطلبها و كان هدفى انتقم من أمك عشان سابتنى بس أنا عشت فى وهم و انتقمت من نفسى مش منكم ..
أغمضت عينيها بهدوء تشعر ببعض الدفئ يتسلل إليها لكنها قاطعت تلك اللحظات من فرط خوفها من مكره و ارتدت للخلف تجاور زوجها الذى أحاط كتفها بيده و يده الأخرى بجيب بنطاله ينتظر انصراف أبيها و قد كان !
وقفت لحظات تحدق بأثره بصدمه ثم رفعت عينيها تقول له بذهول :
– مش ممكن ! ده مش عايز يفتح كلام حتى .. معقول سكت كدا ؟!!
هز “يوسف” كتفيه بلامبالاه ثم سحبها لاحضانه يقول مبتسماً بلطف و هو يقرص وجنتها بخفه :
-اه معقول .. أنت ِ بنته ياريناد و أكيد راجع نفسه الفتره اللى فاتت أنا أول مره اشوفه هادى كده اليومين دول بس ..
صمت لحظات يحاول التفكير بكلماته و يراقب ملامحها الهادئه التى تحولت الآن إلى العبث و ابتسمت بمكر تقول و هى تحيط خصره :
– أنت عشان كداا سكت الصبح !
هز رأسه بالإيجاب يؤكد كلماتها قائلاً بلطف :
– أول حاجه جت فى بالى أن لازم حياتنا تستقر الأول عشان ترتاحى ياريناد فكره أنك خايفه تتحركى من البيت و محبوسه و كأننا عاملين جريمه كانت بتضغط عليا و عليكِ و كان لازم تنتهى .. دلوقت اقدر اقولك انى اسعد واحد بالخبر دا ..
ختم كلماته بابتسامه صغيره و هو يميل برأسه قليلاً عليها و كاد يلتهم شفتيها التى انفرجت بابتسامه لذيذه الآن ، لكنها دفعته بعيداً عنها بقوه بصدره ليرتد للخلف مصدوما حيث انفتح باب الغرفه و خطت أمه و شقيقته للخارج بملامح متسائله ابتسمت لهم “ريناد” و هى تلوح لهم بيدها و مسح هو على وجهه بغضب طفيف يهمس لها :
– من امتى الأدب داا ؟!!
اكتست وجنتيها بحمره خجل خفيفه و حبست ضحكاتها و هى تنظر إلى تلك العلبه الصغيره تقول بصوت حماسى تقطع الصمت :
– تعالوا نشوف السفير جاب ايه يمكن سايب قنبله فى العلبه ..
ثم تركته و اتجهت إليهم تفك الشرائط و تفتح العلبه المخمليه التى تحوى مفتاح سيارتها الخاصه و ورقه صغيره نُقشت عليها حروف “جورى ” و خط أبيها بيده “كنت هسميكِ جورى بس والدتك اختارت ريناد أنتِ أجمل الورود ياريناد اتمنى حفيدى يكون شبه أمه فى جمال قلبها و خصالها و أتمنى تكونى مرتاحه دلوقت لأن لأول مره أحس أن راحتك اهم حاجه فى حياتى اللى باقيه ”
هكذا كانت كلمات الفراق للأب الذى اكتشف قريباً أنه يعانى من المرض الخبيث حيث أضاع عمره هباء بحروب وهميه أهلكته لتكون نهايته وحيداً بفراشه فور تركه لابنته بثلاثة أيام فقط .. فرط بالأحبه .. بعرضه .. بابنته التى أنقذت حالها بأعجوبة ، عانت “ريناد” قليلاً بعد وفاته بتلك الطريقة حيث أبلغها الخدم بذاك الحدث المؤسف لها و لو قليلاً لقد تحركت مشاعرها و انسانيتها تتذكر هيئته الأخيرة لعده أيام بكوابيسها ، تحملها “يوسف” بصبر تام مستوعباً إياها بجميع حالاتها المزاجيه إلى أن هدأت تدريجياً و اندمجت مع أمه و شقيقته مره أخرى …
أفاق من شروده على صرخه شقيقته به تقول بحزن و هى تستنجد به :
-يايووسف قولها تيجى معايا للدكتور ده شاطر جدا و أخت صاحبتى تابعت معاه طالما الدكتور بتاعتها سافرت فجأة ..
عقد “يوسف” حاجبيه و كاد يتحدث لكن سبقته زوجته الصغيره تقول بعناد غاضب و هى تحيط باطنها البازره بوضوح :
– لا ياااهاله قولتلك هشوف دكتوره غير كدا مش رايحه .. انا مش هرتاح مع دكتور بتكسف اقولهالك ازااى ؟!!
تنهد الأم تقول لابنتها بهدوء :
– خلاص ياهاله متضغطيش عليهم بقا ، أنتِ عارفه ريناد بتتكسف بلاش تضايقيها كده …
عبست ملامحها و جاورت زوجه أخيها تحيط كتفها بمحبه مقبله وجنتها تقول بلطف و مشاكسه :
– متزعليش ياقلبى انا كنت حابه تطمنى على البيبى .. خلاص مش مشكله نشوف دكتوره .. بس ايه دااا مثلى الأعلى فى الوقاحه بتتكسف زينااا ؟!!
لكزتها “ريناد” بخاصرتها تقول بعبث :
-علاقتى بيكم حاجه و برا حاجه تانيه خالص يالولااا انا هنا براحتى معاكم فى بيتى .. لكن غير كدا ماتلاقيش يالولااا .. مش كداا ياحليوه !
راقبهم “يوسف” بابتسامه هادئه و أردف مؤيداً و هو يستقيم مقبلاً رأس أمه :
– كدا ياقلب الحليوه .. تصبحى على خير ياأمى عندى شغل بدرى الصبح و هروح اشوف اخر تجديدات فى الدار يومى مليان بكرا ..
مد يده لزوجته لتتشبث بها و هى تقف برويه تتساءل بهدوء :
– هو باقى كتير على افتتاح الدار دا يايوسف لو مشغول بلاش تروح أروح أنا وهاله نشوف ايه الجديد ..
أحاط خصرها يدفعها معه بخفه و هو يقول معارضاً :
– لا ما ينفعش تروحى و أنت ِ كده لما نشوف دكتور الأول. واطمن عليكم ابقى اتحركى براحتك و غير كده هناك عمال هتروحى تعملى إيه معاهم أنت ِ و هى ؟!
استقامت “خديجه” تربت على خصلاتها بلطف :
– أنا فرحانه أوى بخطوتك انك تحولى القصر لدار مسنين دى ياريناد فى كتير أوى كبار فى السن و محتاجين رعايه فعلا .. ربنا يباركلك يابنتى و يجعلك ذريه صالحه و يرزقك سعاده الدارين ..
ابتسمت لها ثم تقدمت ببطء تحيط. عنقها بأعين تلمع بدموع محبه خالصه لأجل تلك السيده الجميله التى حاوطتها بمحبه و عشق خالص لها و اكرمتها كابنتها تماماً ..
صاحت “هاله” بأعين متسعه :
-صحيح يارينو متنسيش تكلمى مامتك فيديو عشان كلمتنى من شويه كنتِ أنت ِ بتاخدى شاور ..
هزت رأسها بالإيجاب و اتجهت معه إلى غرفتهم بهدوء لازمها منذ فتره !!
-***-
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بعد مرور ٥ أعوام …
رمش عده مرات و هو يشعر بتلك الحركه التى يعرفها عن ظهر قلب بأحضانه حين اعتادت تلك الصغيره أن توقظه دون علم أمها مستمتعه بالتفرد بأحضان أبيها و العبث الصباحى معه لتظهر الجانب الوراثى المشاكس و يستقبلها أبيها بصدر رحب …
ابتسم حين أحاط عنقه بذراعيها الصغيره تقبل وجنته بخفه عده مرات و هى تهمس بأذنه بصوتها الطفولى المحبب :
– حليوه ! حلييييوه !
انفرجت شفتيه بابتسامه هادئه ثم قبل خصلاتها و هو يرتبها لها بأنامله متسائلاً بصوته المتحشرج :
-صوتك واطى ليه ياچوچى .. ؟! ماما تعرف أنك هنا !
هزت رأسها بالسلب و هى تقبل وجنتيه قائله بصوتها الخفيض الطفولى :
-اممم لا هى بتكلم لولاا و متعصبه منك ..
فتح عين واحدة و أغلق الأخرى يتسائل بصوت مماثل لها :
– متعصبه أوى !
ابتسمت تهز رأسها بالسلب و هى تتلاعب بكنزتها الصغيره :
– أوى أوى ياحليوه !
استقام و هو يرفعها باحضانه مقبلاً و جنتيها عده مرات يداعبها لترتفع ضحكاتها هو يقول بصوته الضاحك :
– مش هتبطلى تعصبيها هاا … مش كفايه مش بتكلمنى عشااانك ..
هزت رأسها بالسلب و ارتفعت ضحكاتها أكتر تحاول الإفلات من بين يديه تصرخ به :
– أحسن عشان تسيبك معاياااا ..
انتفضا معا حين استعما إلى صرختها الغاضبه :
– اسييييبه ؟!! اسيييييب مين ياااابنت ريناااد .. انا كام مره اقول متدخليش تصحيه ؟!!
عاد للخلف بابنته و هو يراقبها تتقدم منهم بأعين مشتعله لتحيط الصغيره عنقه تهمس له بعبث :
– نزلنى ياحليوه عشان اجرى !!
أحاط جسدها يقول معاتبا حين بدأت تتلوى لتهبط بعيدا عن غضب أمها :
– كدا برضه هتسيبنى لوحدى !
هزت رأسها بالإيجاب تقول بحزن :
-انا بحبك ياحليوه بس بحب مامى و هى هتزعل ..
اخفت ابتسامتها و هى تتجه إليهم تحملها منه لتضعها أرضا بوجه عابس لتجذب “جورى” طرف رداء أمها تقول بملامح عابسه مثلها :
– متزعليش يارينو انا صحيت الحليوه عشان يصالحك ..
لم تتحمل لتهبط لمستواها تحيط جسدها الصغير تقبلها بقوه على وجنتيها تقول بشغف :
– مش بزعل منك يا قلب رينو يلاا ياقلب ماما روحى الفطار بتاعك جاهز و انزلى بعدها لتيته ديجاا عشان تروحوا لولا تلعبى مع النونو …
صرخت الفتاه بحماس تقبل وجنتي والدتها و تصيح و هى تخرج من غرفه أبويها بعد أن أتمت مهمتها اللذيذه :
– هيييه هروح للنونو باااى يا حليوه ..
تركتهم يتابعان تلك الثمره الصغيره بأعين عاشقه و نظرات بالغه الشغف و المحبه ، تنهدت بحرارة لتشعر بيديه تتسلل إلى خصرها يحيطه و شفتيه العابثه تتلاعب على أوتار جلدها الرقيق الناعم تُلهبها تلك الأنفاس الصادرة من ذلك الرجل أدارت جسدها بأحضانه و هى تبعد عنقها عن مرمى شفتيه ثم عبست بملامحها بوجهه ليبتسم مقبلاً شفتيها يقول بارهاق :
– خلاص بقاا ياريناد قولتلك طردتها اعمل ايه تانى بس ؟
أجابته باستنكار غاضب :
– بعد ايه انا من الأول مكنتش مرتاحه للبنت دى انا كل مااتخيل انها كانت هتقرب منك بتجنن .. و أنت رااايح تنام فى المكتب لييييه ؟!!!
زفر بنفاذ صبر يقلب عينيه و يدفن رأسه بخصلاتها يستند إلى الحائط و هو يحكم ذراعيه حولها قائلاً :
– يارينااااد ارحمينى بقالك ٤ ايام مخصمانى عشان شوفتيها بتتفرج عليا و انا نايم من التعب مش حاسس عينى غفلت ، دى مديره مكتب و راحت لحالها و خلصنا هجيب راجل بعد كده مبسوطه ؟!
شعرت أنها بالفعل بالغت بخصامه ما ذنبه بوقاحه تلك الفتاه همست و هى تعبث باصابعها بصدره العارى و هى تقول بشبح ابتسامه خفيفه :
– احمم .. ماهو يايوسف أنا قولتلك ترتاح هنا و أنت اللى أرهقت نفسك و سهرت لو كنت سمعت كلامى مكنتش نمت هناك ..
ابتسم حين شعر بها بدأت تلين ليحيط جسدها معتدلاً مره أخرى يرفعها عن الأرض قليلاً حتى يتثنى له السير بها إلى فراشهم يهبط بها فوق الاغطيه الوثيره و هو يبتسم لها ابتسامه الرجوليه المُهلكه هامساً أمام شفتيها تحديدا :
-ايه يوسف دى مش متعود عليه ..
ابتسمت بعبث ورفعت يديها تُحيط عنقه و تعبث بخصلاته هامسه :
– عاوزنى اقولك ايه ياحليوه و انا اقوله ؟!
هبط بشفتيه ييتناول شفتيها باشتياق شديد و نهم واضح ضاغطا جسدها باحضانه بقوه لتجذب هى خصلاته بدورها و شفتيه تنتقل لعنقها هامساً لها من بين أنفاسه اللاهثه :
– كل حرف منك بيجننى يا نبض الحليوه ..
أمسكت رأسه بين يديها الصغيره ثم دفعت جسده عنها يرتمى فوق الفراش بطواعيه تامه يحيط خصرها بقوه ليرفعها فوق جسده بلا أدنى مجهود منه لتطل عليه متأمله إياه و أناملها تعبث بلحيته المشذبه تقبله عليها بخفه و هى تهمس له بينما تمرمغ أنفها و شفتيها فوق ملامحه الوسيمه :
– بحبك ! بحبك أوى يا حليوه ، مش عايزه غير حضنك لآخر نفس فيا ..
أغمض عينيه يستمتع باناملها الصغيره و هى تعبث بملامحه و أنفاسها الساخنه تحرقه بلاهواده ليهمس لها و هو يشدد من احتضانه لها :
– و أنا بعشقك ياقلب الحليوه !!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
الوقحة والحليوه
وقفت تطالعه بتحدٍ سافر تنتظر منه حديث قاسٍ علي فعلتها منذ لحظات لكنه طالعها بهدوء و ما ادهشها و طاح بعقلها حين انفجر ضاحكاً يميل فوق مكتبه و يخفي وجهه بيديه يدلك عينيه بأطراف أنامله بارهاق شديد تحولت ملامحها بثوانٍ و انفرج ثغرها بابتسامه في حين توقفت ساقها عن الاهتزاز بغضب حيث تلاشي غضبها و شخصت أبصارها تراقبه و هو يستقيم واقفاً متجهاً إليها برويه لم تمنع عينيها من تأمله بوضعه المرهق حيث قميصه قد فقد هندامه بعض الشيئ قد حل أزراره علي غير عاده إلي نهايه صدره و خصلاته تسقط بعضها فوق جبهته لتكُن خير دليل علي مدي إرهاقه الذهني و الجسدي بذاك اليوم !
عاد خطوه للخلف لتلتصق بطرف المكتب خلفها استند بيديه فوقه و أحاط جسدها فأصبح مقابلا لها حد الالتصاق يميل عليها برأسه هامسا :
– بقا فيه بنت سفير تربيه قصور تعمل اللي عملتيه ده ! عاجبك منظرك كدا ؟!
أشار بعينيه إلي خصلاتها المبعثره و تلك الكدمه الخفيفه بجانب أذنها نتيجه شجارها الحاد الذي تصاعد إلي التراشق بالضربات مع مديره العلاقات العامه لديه لقد كانت لحظات أشبه بالملحمه لولا أحد الموظفين الذي أسرع باستدعائه لتحولت إلي كارثه !
ازدردت رمقها بتوتر و حدقت به ببعض الخجل لكنها استعادت صوره الفتاه و صاحت به بنبره دفاعيه :
– قصور إيه و سفير إيه هي اللي وصلتني لكدا قليله الذوق دي هي مالها هي صغير ولا كبير ؟! فكرتني بالبتاعه دي بنت خالتك !
رفع حاجبه و قال باستنكار مصطنع لم تلحظه من فرط غضبها :
– بس أنا فعلا أكبر منك بكتير هي كدبت في إيه و ده مبرر عشان تقطعي شعرها بإيدك كدا ؟!
اتسعت عينيها و صرخت تقطع تلك الانشات بينهم إلي أن أصبح وجهها مقابلاً تماماً لوجهها بعد أن وقفت علي أطراف أصابعها :
– فرق إيه ده اللي كبير من أمتي حضرتك شايف كداااا يعني خلاص دلوقت بقيت عيله و منفعش معاك ؟! دي تحمد ربنا أن في باقي في شعرها لو كنت سبتني عليها كنت هطلعهالك قرعه !!
حدق بها بصدمه من أسلوبها الدفاعي الذي لا يمت لفتيات طبقات مخمليه بصله لكن ما مقصدها بكلماتها الأولي ! منذ متي و هو يري ذلك ؟!! ضيق عينيه و قال متسائلاً :
– يعني ايه من امتي و أنا شايف كدا ؟! طبعا عيله لما تتخانقي بالشكل ده في موظفه عندي دي ممكن تسجنك بعملتك دي لو مكنتش كلمتها ! أنتِ مقولتليش ليه أصلا إنك جايه و جايه تضربيها في مكان شغلها عشان قالت رأيها ؟! ده أسلوبك في الدفاع عن علاقتنا ؟!!
صرخت بغضب و بدأت الدموع تتجمع بمقلتيها حين تذكرت أنه أغلق عليها بمكتبه و عاد إلي تلك الفتاة ليواسيها بل و يستنكر فعلتها هي ؟! تكره تلك النظره بعينيه تكره أن يراها بموقفها الغيور كأنثي أشبه بالطفله أليس من حقها أن تغار ؟! أم هو حق مكتسب له فقط :
– ده بدل ماتروح تطردها عشان اللي قالته متضايق أن العيله جايه تزورك أنت بتتكسف من وجودي معاك اعترف بده هي كلامها صح ؟! أنت علي طول شايفني كدا و مش هتتغير مهما حاولت أنا مش عيله أنت اللي كبيرررر !
صمتت و صمت هو أيضاً يحدق بها بصدمه يحاول تحليل كلماتها بأشد النقاط حساسيه فيما بينهم ! ألم تعترف هي أن الفارق السن شبئ وهمي ؟! هو يقصد طفله بتصرفاتها لم يكن مقصده الفارق العمري لكن ها هي تكشف عما يحنه صدرها نحوه ! الآن و بعد مرور عامين علي زواجهما المميز ها هى تضع أمام عينيه حقيقة كاد يظن أنها تلاشت من الوجود ! تظنه بخجل من علاقتهم لأنها تري ذلك من منظورها تري علاقتهم يشوبها الخجل !
توترت نظراتها حين لاحت نظره ألم سريعه بعينيه لقد خدشت كبرياء رجل لم ترَ منه سوي المحبه ، منحها الدفئ و الأمان المنشود ، رجل أوشم عشقه بقلبها ، بللت شفتيها حين ارخي يديه و استقام مبتعدا عنها يضع يديه بجيبي بنطاله مبتسماً بهدوء قائلاً بنبره يشوبها السخريه و الحزن :
– فعلا ياريناد أنا اللي كبير و بتكسف من وجود بنت صغيره معايا !
كادت تُصحح من فظاظه كلماتها لكنه ابتعد عنها كمن لدغته عقرب و هو يشير إليها بيده بعلامه الصمت قائلاً بجمود :
– لمي حاجتك عشان نروح !
ابتلعت رمقها تهز رأسها بالسلب تهمس بندم :
– يوسف أنا ..
قاطعها فور أن جمع متعلقاته يتجه ناحيه الباب قائلاً :
– لو مش حابه تمشي جنب راجل عجوز عليكِ قولي اخلي سواق من الشركه يوصلك ؟
صمتت حين وجدت تحول الموقف فيما بينهم إلي تلك النقطه الحرجه كان مقصدها إثارة أعصابه كما يفعل بكلمه “طفله” معها لكنها اشعلت بقلبه نيران لن تتمكن من اخمادها باعتذار أو ندم !
تنهدت و عدلت من هندام خصلاتها و ملابسها ثم أمسكت حقيبتها الصغيره و هرعت خلفه بخطوات سريعه نسبياً !
وصلا المنزل معا كانت “هاله” تجلس فوق الأريكة تحمل الرضيعه تدندن لها بصوت خافت من الواضح أن طفلتها استيقظت و أعلنت للتو عن ذلك بصرخات مرحه و كأنها تشعر بتواجد أبيها !
راقبته و هو يتجه إليها بابتسامه صغيره لترفع الرضيعه يديها إلي أعلي بحركات مرحه عشوائيه رقص قلبه طرباً و هو يحملها بين ذراعيه لترفع أناملها الصغيره إلي ملامحه تحاول مداعبته بأسلوبها الطفولي المحبب تنهد و هو يقرب وجهه إليها لتتمكن من الإمساك به لها لمسات سحريه كأمها تماماً ! أمها التي تري أنه عجوز الآن !
لأول مرة ينزعج من تفكيره هكذا هو يريد أن يصرف تلك الأفكار عن عقله لكنها قد أكدت عليها اليوم ، راقبها بطرف عينه و هي تتحدث بخفوت إلي شقيقته التي انصرفت للتو إلي منزلهم بالجوار القريب و الذي ابتاعه لهم منذ أشهر لرغبه أمه بذلك حيث فضلت أن يحظي ابنها و زوجته الجميله بخصوصيتهم التي تشعر حالها سبباً رئيسياً بحرمانهم منها !
لاحت ابتسامه صغيره فوق شفتيه حين تذكر مدي غضبها و رفضها لرحيل عائلته بشكل نهائي حتي أنها اتهمته أنه المتسبب بذلك و إلا لما شعرت أمه بذاك الشعور و كان أفضل الحلول أن يبتاع مسكن قريب لأجل راحه الجميع !
تنهد و نظر إلي ابنته التي سلبها منه سلطان النوم ! شبيه أمها كم يعشق تلك الصغيره المدلله ! قبل وجنتها الجميله ثم استقام و لازال يضمها إلي صدره متجهاً بها إلي غرفه نومهم حيث دلفت زوجته منذ لحظات !
-***-
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
انتظرت إلي أن يتحدث و لو بكلمه واحده لكنه لم يفعل قد تجاوز الوقت منتصف الليل و هو يلتزم الصمت التام معها ، نفحت وجنتيها قبل أن تعدل من تيشيرته الخاص فوق جسدها و قد تعمدت اظهار كتفها العار منه ثم دلفت إلي الغرفه بخطوات هادئة تتجه إليه حيث يجلس فوق المقعد بهدوء يطالع كتاب بدا شارداً و ليس بقارئ !
داهمته بإغلاق الكتاب الذي كان يتظاهر بالانشغال به ثم جلست فوق ساقه تميل عليه برقه بالغه و قد ارتفع تيشيرته الخاص إلي بدايه ساقيها حين تكورت بأحضانه و هي تُمسك ذراعه تلفه قسراً حول خصرها لم يقاوم تلك البسمه الصغيره حيث طفت فوق ثغره خضوعاً لجمال تلك الأنثي بروح طفلة بدت كهِره صغيره تنادشد دفئ أحضان صاحبها !
رفعت أناملها تداعب ذقنه برقه بالغه ثم رفعت جسدها قليلاً لتقابله بوجهها هامسه له بلطف :
– ياحليوه مكنش قصدي والله كنت عايزه اغيظك زي ما بتغيظني متبقاش قماااص كدااا !!
اتسعت عينيه و هو يشير إلي نفسه و يصيح باستنكار :
– لااا اخسسس عليااا ازاي اتقمص إني راجل عجوز و الحلوه الصغيره مضحيه بشبابها معايااا !
ارتفعت ضحكاتها بصخب حيث تحدث أخيراً بعد صمت ساعات كامله لم و لن تلجأ إلي تلك الطريقه بالجدال الحاد معه مره أخري أحاطت عنقه بقوه تدفن وجهها بتجويفه ثم وضعت قبله صغيره رقيقه فوق ذقنه و همست أمام شفتيه بحنو :
– أنت عارف و متأكد إن عمري ما فكرت كدااا أنا اللي حبيتك الأول يا حليوه و اخترتك من نفسي و محدش غصبني عليك .. أنا بحبك ياحليوه !
ختمت جملتها بتلك القبله الصغيره أعلي شفتيه تعلم جيداً أن الأمور تفاقمت فيما ببنهم بشكل تجاوز الحد اللازم اعتادت استيعابه بجميع حالاته كيف لها أن تغض الطرف عن ارهاقه بيوم عمل شاق خاصه أنه يقع علي عاتقه الأعمال فور أن انهي صديقه شراكته معه منذ بضعة أسابيع !
تنازل عن جلسته المسترخيه و أحاط خصرها بذراعه الآخر يجذبها إلي صدره بقوه فور أن تنهد بضيق من تشتته هكذا معها لكنها تهزمه تلك المره أيضاً حقا هي أحبته و اعترفت بذلك إذا ما الذي يؤرقه هكذا !
صرخت حين وقف بشكل مفاجئ و هو يعدل من وضعيه ساقيها حول خصره لتتشبث به و هي تطلق ضحكات رنانه أقرب هستيريا ضحك حيث لم تمر دقيقة واحده و وجدت حالها بين الأغطية الناعمه و هو يطل عليها بجسده مبتسماً بهدوء قائلاً بنبره يشوبها الشغف بتلك المشعوذه الصغيره التى تتفنن بسحر قلبه :
– و لما أنتِ بتحبيني ياقلب الحليوه لزمتها إيه طوله اللسان دي !
صرخت من بين ضحكاتها حين أنهى كلماته بقضمه لوجنتها المتورده ثم أحاطت عنقه بقوه تقرب رأسه إليها و تقبل شفتيه برقه بالغه أطاحت بما تبقي من صبر لديه حيث كان لديه عده كلمات لها .. كان عقله يحوي توبيخ لاذع لفعلتها اليوم ، كان و كان .. و لكنها حين دلفت إلي حياته أقسمت أن تغير ما كان ! و تُذيقه طعم ما هو آت معها فقط !
تبدل حاله بلحظه واحده و ضمها إليه بقوه لينهل هو من شهد شفتيها بعشق كادت تفقده إن استمرت بمسيره غضبها من ذاك الرجل بدأت تبستم حيث عاد إليها معشوقها بكامل شغفه و عشقه حتي أنه يمارسه عليها الآن من بين قبلات لاهبه لقلبها قبل جسدها ، اضطربت أنفاسها حيث بدأت شفتيه العابثتين تتنقل بأريحيه فوق بشرتها الحليبه و قد تخلص من قميصه لم تشعر بذلك إلا حين لامست يدها جزعه العلوي ابتسمت حين بدأ يزيد من ضمها إليه و كأنها أحد أضلعه و يريد رده إلي جسده هكذا ينقلها ذاك الرجل لعالمه الخاص أغمضت عينيها بهدوء حيث بدأت يديه العاشقه تعزف برقه فوق أوتار جسدها اللين فور أن تخلص من تشيرته الخاص الذي ترتديه تلك العابثه المُغريه لتفتن به قلبه قبل عينيه !
عقله يدور بعده اتجاهات تلك الأنفاس الرقيقه المضطربه منها أصبحت ملاذه من جميع أفكاره و تلك الضربات الصاخبه من قلبها البرئ الصغير ملاذه من الحياه بأكملها هو يعلم أنه يمارس أنانيه الحب عليها لم و لن يتنازل عنها يوماً حتي إن أرادت هي ذلك لقد أطاحت بعقلانيته و ما تبقي لديه من حنكه التصرف بجميع الأمور بحضورها الطاغي المستبد بقلبه ! أصبح رجل يرتعب من مجرد شعور بفقدانها أو ابتعادها عنه لحظات هي لا تعلم مدي عشقه لها لا تعلم أنه اليوم لم يؤرق تفكيره سوي أن تفكر يوماً بالرحيل عنه لذاك الفارق العمري اللعين فيما بينهم ! لتعلم تلك الفاتنه أنها امتلكت جميع حواسه ! ليتها تري أنه راهب دونها ! هي دون غيرها من نساء الأرض جميعاً ، هي فقط !
همس لها بقوه من بين قبلاته و أنفاسه اللاهبه تلفح بشرتها :
– أنا أموت من غيرك ياريناد ! أوعي تفكري تبعدي عني أبدا مهما حصل !
قبضت بإحدي يديها فوق خصلاته و الأخري فوق ظهره العاري و كأنها تريد بثه شعور أنها لن تتنازل عنه يوماً و همست بصوت واضح رقيق :
– مش ممكن أبعد عنك ياحليوه أنا ولا حاجه منغيرك ياقلب الوقحه !
تعمدت تذكيره بلقبه الذي أطلقه عليها ليبتسم مرددا لحاله أن تلك الفتاه لم تخفق يوماً باستيعابه ثم همس لها و هو يطل عليها يتأمل ملامحها بعينيه العاشقه لها حد الهلاك :
– الحليوه منغيرك ولا حاجه ياوقحه !
-***-
فتح عينيه بتكاسل و هو يحاول استرقاق السمع إلي الخارج حين أعلنت الصغيره عن ضجرها داخل مضجعها الصغير استقام فوق الفراش ثم وقف يغادره بل يغادر الغرفه بأكملها و هو يبحث بعينيه عنها ليجدها داخل المطبخ الحديث حيث تمكن من رؤيتها قبل أن يدلف إليها يراقبها وهي تضع الصحن جانباً أثناء انحنائه بجسده ليحمل طفلته ما أن ضم الصغيره لأحضانه وجدها تتجه إليهم بخطوات مسرعه لتتفقد طفلتها و هي تقول بارهاق :
– ياجوري ده أنا لسه سايباكِ دلوقت !
ثم عقدت حاجبيها حيث بدت الصغيره متفاعله للغايه مع لمسات أبيها لتصمت عن البكاء و تبدأ بكركره خفيفه سرعان ما ازدادت مع دغدغة “يوسف” لبشرتها برقه ثم مال عليها مستغلاً ذهولها و قرب المسافه فيما بينهم و اختطف قبله سريعه من شفتيها مما دفعها للتبسم و قد انحلت عقدة حاجبيها علي الفور لتقترب منه تلف ذراعيها حول خصره العاري و تغمز له هامسه بعبث :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
– ده احنا بنتطور أوي ! بس متحاولش مش هتوصل لوقاحتي ياحليوه !
ابتسم و قبل طفلته التي بدأت تعود إلي غفوتها و قد أحاط خصرها بذراعه الحره و همس لها فور أن طبع قبله أخري علي شفتيها :
– مش هوصل ؟! متأكده من كلامك ده ياقلب الحليوه !
هزت رأسها تبتسم بتسليه واضحه لينظر حيال طفلته الصغيره التي استسلمت و عادت إلي نومها ثم مال بهدوء يعيدها إلي مضجعها بلطف بالغ لم يترك لها مجال لاستيعاب ما يحدث حيث وجدت قدميها ترتفع عن الأرض و لم تمر ثانيه إلا و قد وجدت حالها فوق المنضدة الرخامية يدسها بأحضانه و يبتلع صرختها المصدومه بجوفه بدت مصدومه من فعلته خاصه حين بدا في حاله استرخاء تامه و يديه العابثه تشق طريقها لجسدها الرقيق !
مال عليها و جذبته إليها بجراءه متناهيه حيث اعجبها ذاك التحدي فيما بينهم دست جسدها بقوة أكبر داخل أحضانه ورفعت يديها تعبث بخصلاته و تقبض عليها بقوه أثناء مبادلته إياه تلك القبلات بجراءه يعهدها منها بل عليه الاعتراف أنه تعمد ما يفعله الآن ليحظي بتلك اللحظات الفريدة معها !
أحاطت خصره بساقيها بعناد واضح حين شعرت به بدأ بالانسحاب لترفع حاجبها بتحدٍ بالغ وتهمس له بصوت مغرٍ ناعم :
– رجعت في كلامك ياحليوه ولا إيه !
بادلها الهمس و هو يقبل وجنتها وصولاً إلي أذنها قائلاً بصوت متحشرج قد غلفته نبره متحديه :
– يوسف مابيرجعش في كلامه يابنت السفير بس الأكل هيتحرق لو مقفلناش ده !
ثم رفع رأسه يشير بعينيه إلي وعاء الطهي خلفها عضت علي شفتيها بقوة و هي تحرره من أحضانها لترتفع ضحكاته و تركها يعبث لحظات بالأزرار ثم عاد إليها و هو يلملم خصلاتها المبعثره يقول من بين ضحكاته :
-لا متقوليش انك اتكسفتي احنا مش في زمن المعجزات !
ضربته بقبضتها و هي تحاول إخفاء وجهها ليجذبها بقوه إلي أحضانه عاجزاً عن السيطره علي ضحكاته ليستمع إليها تقول بغضب :
– حليوه ! أنت بتعمل كدا قصد عشان تتهرب من التحدي !
رفع حاجبه يبتسم لها بهدوء و هو يقول :
– اثبتي علي كلامك ده ياقلب الحليوه …
انطلقت ضحكه مستمتعه من شفتيها حين جذبها إليه فجأة يلتهم شفتيها مره بعد مره و قد بدا شديد الشغف و الاستمتاع بتلك اللحظه رفعت يديها تتمسك بكتفيه بقوة حيث بدأت شفتيه العابثتين تتمادى فوق بشرتها يعود بها إلي وضعيتهم مره أخري و قد ذهب إلي عالمهم الخاص لتتأوه حيث لامست الرخام بجسدها و هو يطل عليها فما كان منه إلا ان ابتلع تأوهاتها بفمه يُقبلها بنهم جاذبا إياها لأحضانه بقوه مفرطه و كأنه يخشي هربها بأي لحظه لتبتسم إليه بلطف حين شعرت بنبضات قلبه المتسارعة أسفل يدها الصغيرة تكاد تفر من صدره كم تعشق شعورها الآن بين أحضانه الحانيه كيف له أن يفكر أنها قد تغادره يوماً بسبب الفارق العمري فيما بينهم ألا يعلم ذاك الرجل أنها تذوب بين أحضانه بكل لحظه تقضيها معه ؟! .. ألا يدرك أنها تهرب منه إليه بكل دقيقه تمر من عمريهما معا إذا فأين المفر ؟!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
“معاً ! ”
أوصد الباب خلفه بهدوء ثم بدأ يتوجه بخفه إلي غرفه النوم لكنه توقف مغمضاً عينيه بقوة حين استمع إلي صرخه صغيرته خلفه مباشرة تنهد و ابتسم بلطف حيث كان بعقله ليله من نوع خاص مع زوجته الجميله لكن كالعادة قد أقسمت تلك الصغيرة أن تستحوذ عليه لها بمفردها حتي إن كان رغماً عنه هو يعشقها لكنه حقاً يشتاق لأمها مشعوذته الجميله التي لم يبدُ عليها سوى الاستمتاع بذاك الوضع لإثارة أعصابه و قلبه المشتاق لأحضانها !!
اتسعت حدقتيه بذهول بالغ حين استدار ليحدثها ، حاول التغلب عليه و إنشاء جمله واحده لكنه فشل حين رأها تصرخ به بحماس طفولي و هي تعيد خصلاتها المبعثره للخلف و ترفع يديها إلي أعلي بدعوه صريحه لحملها بأحضانه :
– حليوه جييييه !!!
لم يتمكن من الرد عليها حين رأي تيشيرته الخاص قد أصبح جلباب لصغيرته بل و تمسكه بيديها الصغيرة لترفعه عن الأرض مال عليها ليلبي رغبتها و رفعها إلي أحضانه يقبلها من وجنتيها و لازالت عقده لسانه تسيطر عليه و هو يمسك القماش بأصابعه ليرفعه فوق كتفها حيث بدا على وشك السقوط و الكشف عن جسدها الصغير ابتلع رمقه و قد انحلت عقدة لسانه ليهمس لها مبتسماً أثناء تقبيلها إياه :
– إيه يا حبيبه بابا اللي لابساه ده ؟!
انطلقت ضحكات طفوليه منها و استخدمت يديها الصغيره أثناء توضيح الأمر لوالدها الحبيب تقول :
– ده بتاع حليوه !! رينو نامت چوچي لبسته !
شاركها الضحك يقول و هو يدغدغ جسدها بلطف :
– اااه يعني چوچي لبسته من ورا رينو ؟!
سار بها إلي غرفتها و قد بدأت الأجواء الهادئة تتحول إلى ضجيج و صخب لذيذ حيث الصغيره تُطلق صرخات و الضحكات الرنانه بهجه بعبث أبيها الحبيب معها و صاحت تُبرر فعلتها قائله :
– أنا بحبك روحت لبسته زي رينو هي قالت كدا ..
نظر إلي عينيها المتسعه الجميلة التي تحاول إيقاع اتهامه عنها ببراءه ليقول مستمتعاً و هو يضعها داخل أحضانه و يجلس فوق فراشها الصغير :
– يعني مش عشان تغيظي رينو !
هزت رأسها بالسلب و هي تبتسم إليه ببراءه و ترفع يديها الصغيرة بحركة استسلام مزيفه قائله بجديه :
– لا چوچي بتحبك ..
ضمها إلي صدره بقوة يقبلها من بين ضحكاته ثم قبل يديها الصغيرة يقول ببهجه قد نجحت تلك الصغيرة سليلة المشعوذه خاصته بإضافتها إلي نبرته :
– و أنا بموت في چوچي !
أحاطت الصغيرة عنقه و قد كأنها تُظهر رضاها عن دلاله لها تستمع إليه يُكمل حديثه بنبره عابثه قائلاً :
– بس رينو لو صحيت و عرفت إن چوچي لبست كدا هتزعل صح !
جذب منامتها الصغيرة من طرف الفراش الآخر و هو يرفعها أمام عينيها قائلاً بلطف فور أن أودعها قبله فوق جبهتها :
– يلا نلبس ده بسرعة بقاا !
كاد يعاونها لكنها عقدت حاجبيها تقول بتوتر و خجل :
– لا عيييب أنت بص بعيد أنا هلبس وحدي !
رفع حاجبه يبتسم لها لتكمل بابتسامه بدت واثقة للغايه من حديثها :
– رينو قالت كدا عيب !
قبل خصلاتها بحنو و هو يعتدل ليخرجها من أحضانه و يعطيها ظهره قائلاً بتشجيع :
– برااڤو !! أنا هغمض عيني و لما تخلصي قوليلي !
ابتسمت له الصغيرة و هزت رأسها بالايجاب ثم سرعان ما بدأت بتبديل ملابسها لتخلد إلي النوم حيث أنها قد رأت أبيها الحبيب و سوف تحصل علي ليله هنيئة بأحضانه !
ترك ذاك الضوء الخافت لينير غرفه صغيرته ثم مال عليها يقبل خصلاتها و أمسك تيشيرته الخاص مبتسماً لفعلتها و هو يستعيدها بعقله متجهاً خارج الغرفه يهز رأسه بيأس ممزوج بفرحه داخليه قد طغت علي جميع حواسه ها قد أصبح رجل أربعيني إن أقسم أحدهم له بالماضى أنه سوف يمتلك تلك السعادة يوماً ما لكذبه بالحال لكنه حقاً يمتلك من البهجة ما يكفيه أعواماً قادمه !
عليه الإقرار أنها سبب رئيسي بتلك الأفراح المتتالية منذ قدومها إلي أحضانه قد بُدلت الحياه بعينيه فلم يعُد يري منها لونها الكئيب القاتم بل يرى ألوان مبهجة للقلوب قد منحه الله أكبر النعم بتلك المشعوذه الجميله و توالت النعم إلي أن امتلك قطعه صغيرة منها بالغه الشبه لها !
نزع قميصه و لازال يحتفظ بتلك البسمه حيث عصفت به الأفكار و شرد بتلك الدقائق مع صغيرته التي انتقلت به إلى عالمها الطفولي البرئ دون أدني مجهود منها ! قد شابهت أمها كثيراً بتلك النقطه تحديداً تمتص إرهاقه بيوم كامل من العمل الشاق كان يقف أمام الفراش يتأملها أثناء نومها بملابسه تلك العادة التي لن تكف عنها و قد بدأت طفلته ترثها منها !
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بدت بحاله إجهاد غير عاديه و بالرغم من وعودها أنها سوف تنتظره ها هي قد خلدت إلي النوم من فرط مجهودها طوال اليوم سواء بالمنزل او مع ابنتهم يذكر جيداً رفضها التام أن تترك طفلتهم بعيداً عنها بإحدي الحضانات بالرغم من عرضه المتكرر إلا أنها كانت تكرر جمله واحده ” أنا بهتم ببنتي أحسن منهم يايوسف مش عاوزاها تطلع بعيده عني و نشاطها معرفش عنه حاجه و بنروح النادي سوا تخرج طاقتها هناك يعني مش محتاجه واحده تهتم بيها بعيد عن عيني ” !!
نفض رأسه و جلس بجانبها فوق الفراش يقبل رأسها بلطف و كاد ينصرف إلي المرحاض لكن يدها امتدت إلي خصره و رفعت جسدها تبتسم إليه وتقول بصوتها المتحشرج :
– كنت بتتفرج علي إيه ياحليوه !
ابتسم و أسند ظهره إلي الوسائد خلفه و رفعت جسدها لتتوسد صدره العاري ثم لفت ذراعيها حول خصره بهدوء تستمع إليه يهمس بتساؤل فور أن قبل خصلاتها :
– قلقتك ؟!
رفعت رأسها تطالعه بأعين ناعسه مبتسمه بلطف و هي تحرك أناملها فوق ذقنه المشذبة :
– لا أنا مستنياك من بدري !
مد أنامله يرفع ذقنها إليه مقبلاً شفتيها بهدوء و هو يهمس لها :
– مستنياني لدرجه نمتي مني و چوري هي اللي استقبلتني هااا !
رفعت حاجبها و بدأ عقلها يستعيد توازنه مرة أخرى ليستعب تلك الكلمات حيث تلك الصغيرة التي تنافسها اعتدلت تقول بأعين متسعه و ذهول :
– اااه يابنت الوقحة ! بنتك نيمتني عشان تستقبلك هي لما سمعتني بكلمككك ؟!!! لا دي مش ممكن تكون طفله ابدااا !
صدحت ضحكاته و هو يجذبها إليه يدسها داخل أحضانه مرة أخري قائلاً من بين ضحكاته :
– لا هي طفله عادي بس بتحب أبوها و أبوها بيعشقها !
مطت شفتيها بنفور تقول باستنكار :
– تعشق مييين ياحليوه !!! لا ده أنا أروح ارمي البت دي في ملجأ بقاا !!
انتابته هستيريا ضحك فشل بالتوقف عنها و هو يستمع إلي كلماتها التلقائية لتقترب منه تعقد حاجببها برقه و تقول بحزن :
– أنت بتضحك حليوه بجد البت دي مش بنتي دي عامله زي ضرتي و بتاخد مكاني عندك اهوه !
شهقت بعنف و كادت تندلع من شفتيها صرخه كتمها بجوفه فور أن وجدت حالها فوق الأغطية و هو يطل عليها ملتهماً شفتيها بقوة لم يتركها إلا حين انفكت عقدة حاجبيها و أحاطت عنقه برقه تجذبه إليها و قد بدأ ثغرها يُعلن عن ابتسامه لطيفه حين بدأ يهمس لها بلطف :
– محدش في الدنيا كلها ممكن ياخد مكانك يانبض الحليوه ! وبعدين فين الوقحة بتاعتي أنا عاوزها حالاً
لم يخفق يوماً بإرضاء تلك العابثه ، حيث أحاطت عنقه بقوة شديدة و وضعت قبلة هادئة أسفل أذنه تقول بغنج أنثوى :
– ده أنت تشاور ياروح الوقحة !!
ختمت حديثها العابث بتقبيل شفتيه بقوة ليبادلها إياها ممتناً إلي تلك الجميلة القابعه بأحضانه بوداعة تكاد تطيح بما تبقي من عقله معها !
احتفظ بها داخل أحضانه و هو يلف ذراعيه حولها و يتسطح فوق الفراش يشدد من جذبها نحوه هامساً لها و هو يغمض عينيه و يهبط بشفتيه فوق عنقها :
– أنا دوقت شهد الحياه علي إيديكِ ، نفسك بيحييني من أول و جديد ياقلب الحليوه ! لو تعرفي ببقاا عامل إزاي طول يومي لحد ما ارجعلك مش هتصدقي إن ده يوسف ، أنا بدور علي الدفاا في حضنك ياريناد أكتر منك و مفيش مره فشلتي فيها إنك تطمنيني بحضنك ده … !
أحاطت وجهه بكفيها و قد بدأت عينيها تلتمع بدموع فرحتها بذاك الشعور تكاد تجن من فرط سعادتها بتلك اللحظات معه ، لم يُخيل لها يوماً أن تستمع إلي تلك الكلمات منه و هو يكاد يُغرقها بها منذ أن بدأ قلبه يشتعل بمحبتها أخرجته عن صمته دون جهد منها ! أحبت بصدق ليكن ذاك الشعور أعظم مكافأة قد تحصل عليها أنثى عاشقه يوماً ما !
أودعته عده قُبلات متتاليه عشوائية بشكل جنوني و همست له بلطف حين وصلت إلي أذنه اليمني :
– أنا بعشقك ياحليوه !! لو يرجع بيا العمر هستخبي في العربيه مليون مره !
ابتسم حين لاحت تلك الذكري الجميلة بعقله بدت يومها كغزال شارد ، لقد أعجبته قوتها منذ لحظاتها الأولي معه ! ليخر صريعاً أمام تلك المحبه التي أودعته إياها دون مقابل لتظل أنثاه تحمل روح طفلة صغيرة و قلب أم له قبل ابنته بل مشاكسته الثانية !!
-***-
– چوچي تعالي هنا سيبي ماماا تنام !
خرجت الصغيره من غرفة والدتها فور أن استمعت إلي هتاف الجدة الخافت اصطحبتها “خديجة” إلي الأريكة و جلست فوقها ثم رفعتها أعلى ساقيها تتشدق بلطف أثناء مراقبتها ملامحها الطفولية الحزينة :
– إيه ياچوچي مش قولنا نسيب ماما ترتاح شويه لحد بابا ما يوصل بالأكل ؟!
هزت الصغيرة رأسها بالإيجاب و قالت بحزن و ملامح مستاءة :
– أيوه ! بس رينو بتعيط كتير ياديجاا !
تنهدت الجدة بحزن و قالت ببعض الشرود :
– كلنا لها يابنتي ! ربنا يخفف عنها و يصبرها !
عقدت الصغيرة ملامحها بعدم استيعاب و نظرت حيال جدتها بحزن و أعين دامعه و قالت باندهاش طفولى :
– يعني ايه !
قبلت الجدة وجنتيها و ضمتها إلي صدرها بحنو تقول بهدوء و هي تمسح دمعاتها :
– يعني ماما هتبقي تمام ياقلبي بس ترتاح شويه و أنتِ تنامي معايا النهارده إيه رأيك !
عبست الصغيرة قليلاً تفكر بذاك العرض بعض الوقت و كادت تجيبها لكنها صمتت حين دلف والدها يضع الحقائب فوق الطاولة ليستقبلها بأحضانه بهدوء و ما آثار دهشه الجدة أن الصغيرة لم تصرخ كعادتها حين أتي بل ركضت إليه بصمت تام تحيط عنقه بهدوء فور أن رفعها إليه يقبل خصلاتها الناعمه و يستمع إلى همسها الخافت بصوتها البرئ تقول :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
– رينو لسه نايمه دلوقت !!
ربت فوق ظهرها بخفه و ابتسم لها بهدوء يقبل جبهتها يبادلها الهمس :
– و چوچي لازم تنام بعد ما تاكل !!
نظر إلى والدته التى أقبلت عليه تقول بحنو :
– هات چورى هأكلها معايا و تيجي معايا تبات عندي و خليك أنت مع مراتك يابني ..
وافقها الرأي و هو يضع طفلته أرضاً و يتركها لجدتها قائلاً بهدوء :
– خليكِ معانا النهارده ياأمي علي الأقل ملهاش لزمه القعده لوحدك كدا ريناد مانامتش إلا لما جيتي !
هزت رأسها بالسلب تقول بهدوء :
– لا ياحبيبي ريناد محتاجاك أنت أكتر مني و أنا هقعد مع حفيدتي بقاا لوحدنا شويه كداا ..
ابتسم بهدوء و قبل يدها بحنو يقول متنهداً :
– طيب ماتمشوش قبل ما تاكلوا .. عشان أوصلك كمان و ريناد نايمه وارجعلها ..
جذبت “خديجة” متعلقاتها و هي تُمسك يد حفيدتها المنتظرة إياها تقول بهدوء :
– لا هاخد أكلي أنا و چوري و نمشي لوحدنا العماره خطوة واحده متنزلش وتسيب مراتك يلا روح شوفها و أنا هلبس چوچي .. يلا ياحبيبتي !!
لم تنتظر إكمال حديثه بل انصرفت بصحبه الصغيرة نحو الغرفة ليتجه هو الآخر إلي زوجته الحزينه لا يعرف كيف يواسيها بفقيدتهم لقد مرت بالعديد و العديد لأجل رؤية أمها الحبيبه يتذكر ذات مرة حين صارحته قائلة ” تعرف يايوسف الحاجه الوحيدة اللي مش قادره اسامح السفير عليها أنه بعدني عن ماما و هو عارف إن روحي فيها ” !
دلف الغرفة يراقبها و قد انكمشت داخل الفراش شاحبه الوجه رؤيتها هكذا أصعب مما كان يتخيل علي روحه اعتادها مبتهجه تحتضن الجميع بالأحزان قبل الأفراح !
جلس بهدوء فوق الفراش و هو يتنهد حين مر بعقله محادثه شقيقته له و بكائها بالهاتف لعجزها عن مواساة زوجته بل و صديقتها حيث سفرها للخارج نظراً لعمل زوجها و عدم توافر أية حجوزات بذاك التوقيت الحرج !!
فرك عينيه بقوة و مد يده يهزها بلطف و هو يميل علي خصلاتها يضع قبله مطولة ثم تسطح علي جانبه و أمسك يدها يقبلها مسترسلاً بندائه لافاقتها بدأت تستجيب له و تترك عالم الأحلام بمحض إرادتها هي علي يقين أن الواقع الآن أفضل كثيراً حيث أحضانه الدافئة الحانيه !
فور أن فتحت عينيها المتورمه بدأت بنوبة بكاء كطفل صغير و كأنها كانت تنتظره يوقظها لتجهش ببكاء مرير و تخفي وجهها بيدها الحرة !
جذبها لأحضانه و اعتدل يسند ظهره إلي الوسائد و يحيطها بذراعيه بقوة يربت فوق ظهرها بحنو و يقبل جبهتها بين حين و آخر هامساً بكلماته اللطيفة عله يتمكن من السيطرة علي بكائها الهستيري !
نجح أخيراً بعد نصف ساعه متواصله ! بدأت تهدأ و تزيد من دس حالها داخل أحضانه تحيط خصره بقوة و تخفي وجهها بصدره لحظات و هو يربت فوق خصلاتها تاركاً إياها تهمس بكلمات مشتته مبهمه و منها الواضح المطالب إياه بدسها أكثر داخل أحضانه بدت له مثل ابنتهم “چوري” حين تتكور داخل أحضانه كهِرة صغيرة تناشد دفئه و محبته !
همس لها بهدوء و هو يعدل من وضعيتها ليتثني له رؤية ملامحها الشاحبه :
– مش جعانه !
هزت رأسها بالسلب و هو علي يقين أنها تتضور جوعاً ليتنهد و يمد أبهامه يزيح عن خديها تلك الدمعات الشارده و يقول بلطف :
– حبيبتي احنا عارفين إنها كانت تعبانه جدا في الفترة الأخيرة هتبقي مبسوطة لو كانت قعدت متعذبه ! دى اراده ربنا ياريناد مين احنا عشان نعترض عليها !
نظرت إليه بصمت و عينيها لازالت تذرف دموع وداع بلا توقف هو على حق هكذا أفضل لها لكن ماذا عن الأحبة الأحياء ! ماذا عن ذاك الوجع بالغ الأثر الذي يتركه فقيدهم دون إرادته !!
مرت ليلة و ليلة أخري ثم ليالٍ متتالية حاول بها “يوسف” قد المستطاع معها بدأت تدريجياً تعود إلي حالتها حيث أدركت أنه بدأ يهمل عمله من أجل أن تجده جوارها وقتما شاءت ، اعتادت تفهمه و محبته و أحضانه التى أغرقها بها تلك الفترة تحديداً و كأنه يواسيها بتلك الفعله ! يحاول بثها شعور الآمان دون أن تتفوه بذلك و تلك السمه قد ورثتها ابنتهم عنه حيث لم تتخلَ عن أحضانها طوال فترة تواجدها معها ..
نظرت إلي صغيرتها المتشبثه بأحضانها بابتسامه هادئة لكن سرعان ما عقدت حاجبيها حين استمعت إلي ذاك الضجيج بالخارج !
أحكمت الغطاء فوق طفلتها و قبلت خصلاتها ثم اتجهت إلي الخارج بخطوات مسرعة حيث الصوت المنبعث منه أيحاول طهى الطعام !!
وقفت بعيداً تراقبه بابتسامه صغيره حيث يوليها ظهره يحاول العبث لمعرفة أماكن الأشياء اتجهت إليه و هي تقول بلطف و صوت هادئ :
– بتعمل إيه يايوسف !
ترك ما بيده جانباً و اعتدل قائلاً بتذمر واضح و نبره جديه :
– إيه حكايه يوسف دي دي بنتك مش بتقولها !!
لحظات لتنطلق منها ضحكة عابثه دفعته إلي التبسم بهدوء لتلف ذراعيها حول خصره و تقول بلطف :
– آسفه يا حليوه مش هكررها !
لملم خصلاتها أثناء حديثها إليه ثم قبل جبهتها و أحاط جسدها يضمها إلي صدره و يهمس أمام شفتيها :
– وحشتني الضحكه دي أوى ياقلب الحليوه !
ابتسمت إليه و رفعت كفيها تحيط وجهه بلطف تراقب بعينيها نظراته العاشقه التي يوزعها على ملامحها برويه لاقت به هو وحده ! صمته كافٍ لها .. صمته عبارة عن عدة أحاديث وحدها من تفهمها !
وضعت قبلة أعلي شفتيه ثم أحاطت عنقه تدس وجهها بتجويفه و تزيد من جذبه إليها لتهمس بأذنه بحنو لم يخلُ من غنجها الأنثوي المحبب :
– بعشقك يا حليوه !
أغمض عينيه بهدوء حين استمع إليها كان بحالة من التوتر و القلق عليها بتلك الفترة العصيبة ! لكن ها هي مشعوذته تحاول العودة إليه و إلي حياتهم مرة أخرى فما منه سوى الترحيب الحار بتلك المحاولات اللذيذة من فاتنته الغالية !
-***-
وقفت تطالع زوجها بابتسامة مشرقة و هو يتحدث إلي مدير عمال ذاك المبني الصغير الجديد ، أشارت إلي طفلتها التى ترسل إليها قبلة بالهواء بين حين و آخر متشبثه بيد أبيها كم يروق لها ذاك المشهد ! تري بطفلتها طفولة مشتته تخصها ، تسعد لأجلها كثيراً حيث تجنى ثمار ما حصدته لأجلها حين اختارت لها خير أب و خير زوج لها !!
أقبل عليها يحيط كتفها قائلاً بلطف يخالطه حماس طفيف :
– تعالي بقاا فوق عشان تختاري الأوضه بتاعتنا و تشوفي هتحتاج تغيير أو لا !
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
سارت معه و هو تغمز له بعبث وقح و قد خالط نبرتها تذمر واضح و هي تشير لابنتها :
– اختار و أنا معاك يا حليوه المهم تبعدها عن اوضه ضرتي دي !!
ضحك و شاركته الصغيره و قالت لها بمكر طفولي :
– لا أنا بحب رينوو هنام جنبها !!
عقدت حاجبيها تقول بغضب :
– شااايف بنتككك !!
هز رأسه بيأس و ابتسم لها يضغط بخفه علي كتفها هامساً لها :
– بذمتك عاوزه اوضتها بعيده عنك ؟!
نظرت له بحزن و قلبت شفتيها ثم تنهدت بيأس تبادله الهمس :
– للأسف لا بس متقولهاش و تفرحها فيااا !!
ابتسم ثم قبل جبهتها ليستمعا إلي صرخه الصغيرة به تقول :
– و أنااا كمااان ياحليوه !!!!
اتسعت عينيه حين نظر العمال إليهم و شقهت “ريناد” ثم جذبتها إليها تضع يدها أعلي فمها تبتسم له بسخافه لينظر حوله محمحماً يقول مبرراً لهم و هو ينسحب بها خارج المبني :
– طفله بقا و كداا !!!
عاد الجميع إلي عمله و هم بحالة واضحه من الغمز و اللمز علي تلك العائلة لينظر “يوسف” إلي ابنته قائلاً و هو يضيق عينيه فور أن هبط لمستواها هامساً :
– مفيش صوت أعلي من كدا يااابنت يوسف تفضحينا بيه !
نظرت الصغيرة إليه بحزن و قلبت شفتيها بتذمر مثلما تفعل أمها ليبتسم علي الفور محيطاً وجهها بكفيه يقبل جبهتها بحنو يجذبها إلي أحضانه ثم استقام يحملها لتعقد ريناد حاجبيها مردده بسخريه :
– هو ده عقابك !!
كاد يتحدث لكن صمت حين صدح صوت من خلفها يصيح قائلاً :
– ريناااد !!!
عقدت حاجبيها و وقفت تحدق به لحظات تتبين ملامحه ، عقد “يوسف” حاجبيه ثم رفع نظارته الشمسية أعلي خصلاته يراقب إقبال ذاك الشاب الغريب عليهم يطالعه من أعلي إلي أسفل و هو يقبل علي زوجته قائلاً باستنكار :
– مش ممكن ايه يابنتي اختفيتي فين ده كله أوعي تقولي مش فاكراني ؟!!
كان أفضل للجميع ألا تتذكره لكنها صاحت به بحماس :
– فاارس لا طبعا انسااك ازاي !
رفع “يوسف” حاجبه و نظر إليها بحدة لتقول ببعض التلعثم حين أدركت اشتعاله من حماسها الزائد :
– داا فاارس ابن صاحبه ماما يا يوسف !! و ده يوووآآ !
قاطعها الشاب و مد يده إلي وجنه الصغيرة يداعبها بسخافه ويقرصها بلطف ليرتد “يوسف” خطوة للخلف بها يبعدها عن مرمي يده يستمع إليه يقول :
– إيه القمر دي اكيييد بنتك !! فين باباها صحيح !
تعلم جيداً أنه لم يستعب الأمر و كادت تتحدث و هي تنظر إلي زوجها الغاضب ببعض التوتر لكن قاطعها “يوسف” يقول بسخرية :
– راح يجيبلنا آيس كريم و جاي !!
نظر “فارس” له باندهاش و ردد بتعجب :
– أنا آسف واضح أن حضرتك أخوه الكبير أنا صاحب ريناد مش أكتر !!
صاح به بانفعال و أغمضت “ريناد” عينيها بقوة من شدة غباء ردوده و انفجار زوجها و طفلتها التي اعجبها الوضع و تراقب ما يحدث بابتسامه كبيره تحيط عنق والدها كأنها تدعمه ! :
– صاحبهاااا !!! أخوه الكبير !!
ضحكت “ريناد” بسخافه و جزت علي أسنانها تقول :
– يوسف يبقاا جوزي ياااافارس !! هو قصده كنا أغلب الوقت بنلعب سوا يايوسف بس هما سافروا بعد والدته مااتوفت عشان كدا مايعرفش عني حاجه تقريبا !!
حدق بهم بتوتر و قال باعتذار :
– أنا آسف أنا متسرع شويه لما شوفت الشعر الأبيض قولت إنك كبير و كدا يعني الاموره تشبه ريناد ففهمت إنها بنتها !
أشار إلي خصلاته ثم إلي طفلته لتتسع عينيها من تبريره الأشد حمقه من تسرعه قالت مسرعه و هي تراقب عيني زوجها الذي كاد يضع الطفله أرضاً :
– طيب فرصه سعيده يافارس معلش احنا مستعجلين شويه بعد إذنك !!
تركته يحاول استيعاب ما قالته و أمسكت ذراع زوجها تنظر إليه برجاء و هي تقول :
– يلا يايوسف أخرناا !!
سار معها بغضب لكنه آثر الصمت لم يتحدث إليها طوال طريق العودة لاذت هى أيضاً بالصمت إلي أن دلفا إلي شقتهم ترك متعلقاته و دلف إلي الغرفة علي الفور و ركضت الصغيرة إلي غرفتها انتظرت بعض الوقت و ذهبت إليه لتتسع عينيها حين وجدته يقف أمام المرآة و يدس أنامله بخصلاته محركاً رأسه يميناً و يساراً من الواضح أنه يتفقد خلاصته البيضاء !!
ضحكت بخفوت ثم اتجهت إليه تحتضنه من الخلف و تضع خدها فوق ظهره تقول بعبث :
– إيه يا حليوه بتبص علي إيه !!
تنهد ثم أمسك يدها يجذبها لتواجهه قائلاً بتساؤل :
– ريناد أنا بجد كبير أوي عليكِ !! فعلا أنا شعري بقا أبيض و اللي يشوفني يقول أبوكِ مش جوزك أبداً !!!
نظرت إليه لحظات تراقب ملامحه عن كثب ثم قالت بهدوء و هي تشير بعينيها إلي خصلاته و تمرر أناملها فوق ذقنه المشذب :
– أنت أول مرة تشوف الشعر ده ما أنت كل يوم بتبص في المراياا اشمعنا النهارده ! عشان فارس قالك كدا !!
أغمض عينيه يقول بغضب :
– متجبيش سيره الإنسان السمج البارد دااا قدامي !! و ايه صاحبككك دي صحيح !!
ابتسمت و صاحت به بعبث :
– ياااحليوه أنت مشوفتش ده غلبااان و بيفهم بعد ساعه اصلاا !!
رفع حاجبه و صاح باستنكار :
– غلبااااان ؟!!!
ابتسمت و أحاطت عنقه ثم و ضعت قبله صغيره أعلي وجنته تقول بمحبه خالصه :
– ملناش دعوة بيه اهوه راح لحاله صدفه مش أكتر و مفيش أي تواصل بينا زي ما شوفت !
نظر إليها بهدوء حيث بدأ الغضب يتلاشي شيئاً فشيئ لكنه عقد حاجبيه و هو يحيط خصرها و يرفعها إليه قليلاً يقول بعبوس :
– بس برضه ده ما يمنعش إني ابان جنبك أبوكِ !
ضحكت بغنج و قبلت شفتيه ثم ألصقت جبتهتها بجبهته تقول بحماس :
– طيب ما أنا بنتك فعلاً ! تعرف كاام واحده تتمني جوزها يبقي زي أبوها ؟! مش الشعر ياحليوه اللي هيكبرك في السن أنت ماأخدتش بالك منه إلا لما فارس اتكلم مانا شايفاه و فرحانه بيه من ساعه ما طلع ! يهمك نظره الناس ؟! الناس في كل الحالات بتتكلم دي شغلتهم ! لو علي الكام شعره دول سهل نخفيهم و نلونهم أسود بس أنا بحبك علي طبيعتك يا حليوه أوعي تتغير عشان حد !! خليك عارف إني بحبك و هفضل أحبك زي ما أنت و أنا بعترف إني كنت اتمناك أب ليا و بحسد المفعوصه بنتك عليك !!
صدحت ضحكاته فجأة حين أتت بذكر طفلتهم هكذا رأي صدق كلماتها بعينيها هكذا بدت تلك الجميله بجميع المواقف المشابهه حين يفقد عقله تُظهر هي عقلانية لا مثيل لها !! لم يكذب هي نبضه ! هي نبض الحياه لأجله و لأجل ابنتهم الغاليه !!
وصل بها إلي الفراش يجلس و يدسها داخل أحضانه يدس أنامله بخصلاتها و يهمس لها :
– عندك حق أنتِ فعلا بنتي قبل ما تكوني مراتي !! بعشقك يا وقحة يا أم الوقحة !!
ارتفعت ضحكاتها من ذاك اللقب و قبلت خصلاته البيضاء بتعمد تصرخ به :
– أنا اللي بموت فيك ياروح الوقحة !!
انتفضا معاً حين صرخت الصغيرة و هي تركض إليهم :
– أنااا كماان يارينووو !!
قفزت فوق جسد أبيها و احتضنت أمها تقبلها بحماس تستمع إلي اعتراض أبيها :
– إيه ده اشمعنا يعني !
قبلت الصغيرة خده و نبرتها الحماسية تُزين أحرف كلماتها :
– أنت قلبي يا حليوه !!!
صدحت ضحكات الأب و الأم لذاك اللقب الذي أطلقته مشاكسه لترثه مشاكسه مماثله لها !!!
